ليبيا تعلن «التحرير» اليوم ... وعائلة القذافي تطلب تحقيقاً في ملابسات قتله

تاريخ الإضافة الأحد 23 تشرين الأول 2011 - 4:20 ص    عدد الزيارات 3208    التعليقات 0    القسم عربية

        


ليبيا تعلن «التحرير» اليوم ... وعائلة القذافي تطلب تحقيقاً في ملابسات قتله
السبت, 22 أكتوبر 2011
لندن - «الحياة»

تُعلن السلطات الليبية الجديدة اليوم السبت أن البلاد «تحررت» غداة مقتل العقيد معمر القذافي، الأمر الذي يعني بدء المرحلة الانتقالية التي يُتوقع أن تدوم ثمانية شهور وتؤدي إلى حكومة منتخبة. وأرجأت سلطات المجلس الوطني الانتقالي دفن جثماني القذافي ونجله المعتصم اللذين قُتلا بعد أسرهما في سرت ونَقَلَهما الثوار إلى مدينة مصراتة، في ظل دعوات من الأمم المتحدة وعائلة القتيلين إلى فتح تحقيق في ما يبدو أنه «إعدام» لهما بعدما وقعا في الأسر.

ونقلت قناة «الرأي» الموالية للنظام المخلوع عن أرملة القذافي صفية، مطالبتَها الأمم المتحدة «بالتحقيق بملابسات وفاة المجاهد معمر القذافي»، وقالت وفق «فرانس برس» نقلاً عن «الرأي»: «أفتخر ببسالة زوجي المجاهد معمر القذافي وأولادي الذين تصدوا لعدوان 40 دولة وعملائها على مدار ستة اشهر، وأحسبهم عند الله مع الشهداء والصديقين». وتابعت صفية التي لجأت إلى الجزائر مع قسم من عائلة القذافي بعد سقوط طرابلس: «لو قبل القذافي بالقواعد الأميركية في ليبيا ... لما حشدوا العالم للعدوان على ليبيا».

وظل الغموض أمس يلف مصير سيف الإسلام، النجل الآخر للعقيد الراحل، وأيضاً مصير مسؤول الاستخبارات السابق عبدالله السنوسي، وهو أيضاً عديل للقذافي. وفي حين أكدت مصادر في الثوار أن سيف الإسلام مصاب ومحتجز لدى ثوار زليتن، رد هؤلاء بنفي هذه المعلومة. أما السنوسي، فقد تردد أنه صار في النيجر، بعدما زعمت معلومات سابقة أنه قُتل في عملية الهروب الفاشلة التي حاول القذافي تنظيمها يوم الخميس من سرت.

وأكد منصور ضو، المسؤول الكبير في كتائب القذافي والذي كان معه في سرت، أن المعتصم، نجل العقيد، هو من كان يقود المقاومة في هذه المدينة مسقط رأسه، وأنهم كانوا يتنقلون من منزل إلى آخر في الحي السكني الرقم 2 الذي كان الثوار يحاصرونه في سرت. وأوضح ضو لقناة «العربية»، التي قابلته بعدما أسره الثوار ونقلوه لقطة تظهر معمر القذافي حياً بعدما أسره الثوار في سرت أول من أمس. (رويترز / أ ب).jpg إلى مصراتة، أن القذافي ومناصريه قاموا بمحاولة لفك حصار الثوار لهم في الحي الثاني لكنهم عندما انطلقوا في موكب ضخم هاجمتهم طائرات «الناتو»، فغيّروا طريقهم لناحية غرب مصراتة، حيث قصفتهم الطائرات مجدداً فتشتتت عربات الموكب. وقال إنه كان مع القذافي عندما تعرضوا للقصف، وعندما حاولوا الفرار وقعوا في قبضة الثوار. وأظهرت مقاطع تم بثها على شبكة الانترنت، أن الثوار قبضوا بالفعل على القذافي حياً وأساؤوا معاملته وأهانوه قبل قتله، لكن لم تظهر لقطاتٌ للحظة قتله، وإن سُمع دوي رصاص ظهر بعده القذافي ميتاً بعدما كان قبل لحظات يتحدث إلى الثوار. كذلك ظهر المعتصم في شريط فيديو حياً، قبل إعلان مقتله.

وأكد حلف شمال الأطلسي الجمعة انه لم يكن على علم بوجود معمر القذافي في القافلة التي أغارت عليها طائراته قرب سرت الخميس. وقال في بيان: «في حوالى الساعة 8:30 (6:30 ت غ) الخميس، اغار طيران حلف شمال الاطلسي على احدى عشرة آلية عسكرية موالية للقذافي كانت في عداد قافلة تضم حوالى 75 آلية تسير في ضاحية سرت». وأضاف أن «هذه الآليات المسلحة كانت تغادر سرت بسرعة كبيرة (...) كانت تنقل كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر التي كانت تشكل تهديداً جدياً للسكان المحليين». وجاء في البيان أن طيران الحلف الاطلسي دمر في البداية «آلية واحدة فقط» «مما أعاق سير القافلة» وأدى إلى تفرق الآليات «التي سلكت اتجاهات مختلفة». وأوضح ان «مجموعة من عشرين آلية توجهت نحو الجنوب بسرعة كبيرة» وكانت لا تزال «تشكل تهديداً كبيراً». وأضاف أن «حلف الاطلسي استهدف هذه الآليات»، وان عشراً من «الآليات الموالية للقذافي قد دمرت او لحقت بها اضرار».

وأكد البيان أنه «لدى اطلاق النار، لم يكن حلف الاطلسي يعرف ان القذافي موجود في القافلة، وأن الهدف من تدخله كان التقليل فقط من التهديد الذي يتعرض له السكان لقطة تظهر معمر القذافي حياً بعدما أسره الثوار في سرت أول من أمس. (رويترز / أ ب).jpg المدنيون، كما نص على ذلك تفويضنا من الامم المتحدة... حلف الاطلسي لا يستهدف أفراداً».

وأضاف: «علمنا في وقت لاحق من مصادر رسمية ومن الاستخبارات الحليفة، أن القذافي كان موجوداً في القافلة، وأن الغارة ساهمت على الأرجح في أسره»، موضحاً انه لا يعطي معلومات عن جنسية الطائرات التي شاركت في الغارة. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الخميس، ان مقاتلات فرنسية «اعترضت» مجموعة السيارات التي كان معمر القذافي موجوداً فيها قبل ان تندلع مواجهات برية بين الليبيين. كذلك أفادت مصادر وزارة الدفاع الأميركية، أن طائرة أميركية بلا طيار أغارت على قافلة القذافي قبل تدخل الطيران الفرنسي.

وصرح «وزير» الإعلام بالمجلس الوطني الانتقالي محمود شمام الجمعة، بأنه لم يتم بعد اتخاذ قرار في شأن موعد أو موقع دفن القذافي المسجى في مركز تجاري في سرت. وكان المجلس الانتقالي أعلن مساء الخميس أن الجثمان سيدفن في مكان غير معلن بعد تشريحه.

وقال فتحي علي باشا آغا متحدثاً عن المجلس العسكري لمصراتة لـ «فرانس برس»: «مازال ينبغي اجراء تحليل للحمض النووي، وهو ما سيستغرق يومين».

في غضون ذلك (ا ف ب)، طالبت الشرطة الدولية «الإنتربول» والمحكمة الجنائية الدولية سيفَ الإسلام القذافي بـ «تسليم نفسه للرد على الاتهامات الموجهة اليه». وأعلنت الشرطة الدولية في بيان أنها والمحكمة الجنائية بالتعاون مع الدول الاعضاء في «الانتربول»، ستتكفلان بنقل سيف الإسلام إلى لاهاي لمحاكمته بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية تشمل القتل والاضطهاد». واعتبر الأمين العام للانتربول رونالد نوبل «ان من مصلحة سيف الاسلام القذافي ومصلحة العدالة، أن يسلم نفسه بأسرع وقت للرد على الاتهامات الموجهة اليه».

وطلبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الامم المتحدة الجمعة تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل القذافي. وقال الناطق باسم المفوضية روبرت كولفيل للصحافيين، إنه «في ما يتعلق بمقتل القذافي (الخميس) فإن شهادة وفاة القذافي نقلاً عن «وكالة رصد»..jpg الملابسات لا تزال غير واضحة. نعتبر أن إجراء تحقيق هو امر ضروري»، وذلك في اشارة الى المشاهد التي ظهرت على وسائل الاعلام حول اعتقال القذافي حياً قبل اعلان وفاته. وأضاف: «لا بد من اجراء تحقيق، بالنظر الى ما شاهدناه امس (الخميس)». وأكد أن «شريطي الفيديو» اللذين تم بثهما الخميس عن القذافي «الأول وهو على قيد الحياة والثاني وهو مقتول... مقلقان للغاية». لكنه لم يوضح من هي الجهة التي يتعين عليها اجراء هذا التحقيق.

وفي لندن، دعت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية الجديدة الى اجراء تحقيق حول ظروف مقتل القذافي، وأعلن كلاوديو كوردون المدير العام للمنظمة: «اذا كان العقيد القذافي قتل بعد وقوعه في الأسر، فسيشكل ذلك جريمة حرب، ويتعين على المسؤولين عن قتله المثول أمام القضاء».

 

 

 

رحيل القذافي يعطي زخماً لعقيدة أوباما العسكرية
السبت, 22 أكتوبر 2011
واشنطن - جويس كرم
 

يشكّل مقتل العقيد الليبي معمر القذافي مكسباً سياسياً واستراتيجياً للإدارة الأميركية. ففي المدى القصير يساعد رحيله ونجاح الثوار في السيطرة على سرت الرئيس باراك أوباما في تسويق «التجربة الليبية» كتدخل عسكري ناجح له وغير مكلف بشرياً. أما في المدى الأبعد، فيمثل النموذج الليبي الجديد فرصة للولايات المتحدة لتحسين العلاقة مع طرابلس وفتح آفاق سياسية واقتصادية بعد عقود من التشنج وعدم الثقة بين العاصمتين.

إستراتيجياً، يعني دخول ليبيا في «فصل جديد»، كما أكد أوباما من البيت الأبيض، مرحلة جديدة في العلاقة الأميركية - الليبية ونهاية لحقبة سادها عدم الثقة والتشنج بين الجانبين. فمن تفجير ملهى «لا بيل» في برلين والرد بغارات استهدفت القذافي في طرابلس عام 1986 وصولاً إلى تفجير لوكربي في 1988، ساد التشنج والقطيعة الديبلوماسية العلاقة بين البلدين حتى العام 2003 الذي شكّل «نقطة تحول» بإعلان القذافي التخلي عن برنامجه لأسلحة الدمار الشامل ومن ثم قيام واشنطن برفع ليبيا عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب عام 2006. وبعد ذلك اعتمدت واشنطن نهج الانخراط الحذر مع نظام القذافي من دون أن يكون حليفاً استراتيجياً لها.

ويفتح رحيل من لقّبه الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان بـ «مجنون الشرق الأوسط»، آفاق علاقة جديدة بين الطرفين تقوم على ركائز أكثر صلابة من تلك التي سادت مع النظام السابق في الأعوام الأخيرة. ولمست واشنطن هذه الفرصة منذ بداية الثورة الليبية، وكانت من أوائل الداعمين للمجلس الانتقالي الذي يضم شخصيات بارزة ارتادت جامعات أميركية بينها رئيس المكتب التنفيذي محمد جبريل ووزير النفط علي ترهوني.

وعلى هذا الأساس، تتطلع الولايات المتحدة إلى مكسب استراتيجي في ليبيا، و«شراكة قوية» بين الحكومتين. وهنأ نواب في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي الإدارة على إستراتجيتها، وخصوصاً وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي كان لها الدور الأكبر في إقناع أوباما بالمشاركة في مهمة حلف شمال الأطلسي على رغم تحفظات وزير الدفاع آنذاك روبرت غيتس. وجاء قرار أوباما بالمشاركة في حلف دولي ومن دون أي مشاركة برية ليعرّضه لانتقادات من صقور في اليمين اعتبروه «يقود من الخلف» ومن مناهضين للحرب في اليسار أخذوا عليه الانغماس في حرب ثالثة في دول إسلامية بعد العراق وأفغانستان.

وجاء نجاح النموذج الليبي حتى الساعة ليعطي اندفاعه لعقيدة أوباما المرتكزة على تمتين التحالفات الدولية في أي مهمة عسكرية وتفادي كلفة بشرية على الأرض. وكانت هذه العناوين حاضرة في تصريحات أوباما الذي نجح في الخمسة أشهر الأخيرة في تنفيذ انجازات عسكرية كبيرة للولايات المتحدة (قتل أسامة بن لادن وأنور العولقي والقذافي) من دون وقوع ضحايا بشرية من الجانب الأميركي.

وفي هذا الأمر مفارقة صارخة مع عقيدة سلفه الجمهوري جورج بوش في العراق وأفغانستان. وتتطلع الإدارة في المرحلة المقبلة إلى مساعدة ليبيا في ضمان الاستقرار الداخلي تمهيداً لإعادة الحياة إلى قطاع النفط هناك خلال أشهر كون ليبيا تجلس على أكبر احتياط في القارة الافريقية والتاسع عالمياً.

ولاحظت وكالة «فرانس برس» ان الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 يمكن أن تتمحور حول الاقتصاد والبطالة التي ما زالت مرتفعة، ما يعني ان أوباما ربما لا يستفيد من قتل القذافي. وقد تراجعت شعبية أوباما التي تحسنت في أيار (مايو) بعد قتل بن لادن، إلى حوالى 40 في المئة اليوم بينما تتوالى المؤشرات الاقتصادية المثيرة للقلق. وحرص أوباما، الذي نال جائزة نوبل للسلام في 2009 قبل انتهاء سنته الأولى في الرئاسة، الخميس على الإشارة إلى أن العملية الليبية «كشفت قدرتنا على العمل بالتشاور كأسرة دولية»، معبراً عن اعتزازه بذلك.

وعلى رغم تفوق الفرنسيين والبريطانيين في سماء ليبيا، كان دور الولايات المتحدة حاسماً: فوحدها واشنطن يمكنها تنظيم عملية كهذه نظراً إلى الاحتياجات اللوجستية والاستخباراتية.

وقد ذكر «البنتاغون» أن طائرة من دون طيار أميركية شاركت الخميس في اعتراض الموكب الذي كان يقل القذافي. وقال ليس غيلب، الخبير في المركز الفكري مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، إن «الولايات المتحدة قامت بالقيادة عن بعد ولم تقم بالجزء الأكبر من الطلعات الجوية. لكنها كانت المحور الأساسي لهذه العمليات».

وفي ليبيا غيّرت إدارة أوباما استراتيجيتها حيال الثورات الأخرى في «الربيع العربي» التي باتت تقضي بدعمها من دون المشاركة فيها مباشرة خوفاً من إثارة غضب أكبر للرأي العام.

وتبقى معرفة الأسلوب الذي يجب اتباعه في سورية التي تشهد قمعاً دموياً أيضاً. وقد لمح أوباما الخميس إلى هذا الوضع قائلاً إن «أحداث اليوم تثبت من جديد أن الأنظمة التي تحكم بقبضة من حديد تنتهي بالزوال».

وفي إسلام آباد (أ ف ب)، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة أن مقتل معمر القذافي يشكل بداية عهد جديد للشعب الليبي. وصرحت خلال مؤتمر صحافي اثر محادثات في باكستان بأن «مقتل العقيد القذافي ختم فصلاً مؤلماً في تاريخ ليبيا إلا أنه يشكل في الوقت نفسه بداية عهد جديد للشعب الليبي».

وكانت كلينتون زارت العاصمة الليبية الثلثاء حيث شهدت بحسب تعبيرها «تلهف الليبيين للبدء في تأسيس ديموقراطية جديدة» تأمل في أن «تبدأ الآن».

 

 

ساركوزي يدعو الليبيين إلى «المصالحة والمسامحة»
السبت, 22 أكتوبر 2011
باريس - رندة تقي الدين
 

دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشعب الليبي إلى «المصالحة والمسامحة»، وقال إن على الليبيين الآن بعد مقتل معمر القذافي أن يطووا الصفحة ويبدأوا مرحلة المصالحة.

وأضاف ساركوزي وهو يخرج من مؤتمر حول التنمية لمجموعة العشرين في باريس، إنه لا يجب الاحتفال بوفاة إنسان، قائلاً: «يجب ألا نبتهج أبداً لمقتل شخص أياً كانت أفعاله». وأكد أن عملية حلف «الناتو» في ليبيا «شارفت على النهاية».

أما وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، فقال من نيودلهي التي يزورها، إن القذافي رفض الظروف المناسبة ليسلّم نفسه، والتي كان الثوار الليبيون عرضوها عليه. وأضاف أنه كان على الشعب الليبي أن يعتقله ويقاضيه أمام المحكمة، لكن الزعيم المخلوع رفض «الشروط الجيدة» لتسليم نفسه.

 

 

إيران تهنئ الليبيين بمقتل القذافي
السبت, 22 أكتوبر 2011
طهران - محمد صالح صدقيان
 

هنأت إيران الشعب الليبي والمجلس الوطني الانتقالي بمقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست الحدث بأنه «وعد إلهي ونتيجة حتمية لكل المستبدين والظالمين الذين لا يأخذون مصالح شعوبهم في الاعتبار».

ودعا مهمان برست الشعب الليبي إلی ممارسة حياة سياسية جديدة لتعزيز الوحدة الوطنية والعمل من دون حدوث حرب داخلية وتحقيق آمال الشعب الليبي وتطلعاته. ورأی ضرورة خروج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية وافساح المجال للشعب الليبي لتحقيق مصيره من دون تدخل أجنبي، معرباً عن استعداد بلاده لنقل تجاربها والمشاركة في إعادة اعمار ليبيا.

 

 

الجزائر تأمل في «مصالحة بين الليبيين»
السبت, 22 أكتوبر 2011
الجزائر - عاطف قدادرة
 

أفادت مصادر جزائرية أن سلطات عليا في البلاد رجّحت مراجعة تصورات كانت أعدتها للقاء وفد ليبي يمثّل المجلس الإنتقالي بخصوص احتمال تسليم أفراد من عائلة العقيد معمر القذافي اللاجئين لديها، نظراً إلى روايات «إعدام» القذافي بعد أسره حياً برفقة نجله المعتصم. والظاهر أن الجزائر باتت تخشى الآن أن يلقى أفراد العائلة «سوء معاملة» أو عدم إخضاعم لمحاكمة إذا ما أعيدوا إلى ليبيا.

وقالت الخارجية الجزائرية في تعليق على مقتل القذافي «نأمل بأن يكون هذا العهد الجديد في ليبيا لتكريس المصالحة والوئام بين الأخوة الليبيين وتحقيق تطلعاتهم المشروعة للديموقراطية ودولة القانون والازدهار». وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمّار بلاني في بيان صحافي إن بلاده تأمل في أن تسود الديموقراطية وسيادة القانون والاستقرار في ليبيا. وحول زيارة وفد المجلس الوطني الانتقالي المرتقبة للجزائر، قال بلاني: «لا تزال ضمن أجندة الحكومة الجزائرية المهمة وستكون خلال الأيام القليلة المقبلة».

وفي السياق نفسه، اعتبرت «حركة مجتمع السلم» مقتل القذافي نهاية مرحلة توريث الحكم، وحذّرت من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا. وقالت الحركة في بيان: «أمام هذا الوضع الجديد، فإن الحركة تحذّر من التشفي والإنزلاقات غير المحمودة العواقب، وتسجل أن مرحلة قديمة قد انتهت وطوت معها سياسة التأبيد في الحكم (أي البقاء في الحكم إلى الأبد) وأحلام التوريث».

 

 

القذافي والحسن الثاني: جوانب غير معروفة من مؤامرات الاغتيال ... والوحدة
السبت, 22 أكتوبر 2011
الرباط - محمد الأشهب

في قضية غير متداولة، أن العقيد معمر القذافي أرسل يوماً في طلب الجنرال المغربي أحمد الدليمي، قائد المنطقة الجنوبية (الصحراء). كان المبرر درس تطورات ملف النزاع. وبين ثناياه كانت تحوم الفكرة التي أرّقت العقيد طويلاً وهي طريقة إطاحة نظام الملك الراحل الحسن الثاني.

فقد جرّب ذلك على امتداد حلقات التوتر بين البلدين. والظاهر أنه منذ استضافة المغرب الملك إدريس السنوسي فترة قصيرة بعد الانقلاب عليه عام 1969، لم يتوان القذافي في اعتبار ذلك الموقف «عدائياً» من طرف المغرب.

وقد شملت محاولاته استضافة معارضين مغاربة كان يمدهم بالسلاح، ويمكّنهم من إذاعات خاصة موجهة ضد النظام، بل إنه طلب إلى الرئيس الجزائري هواري بومدين السماح لطائرات مقاتلة ليبية بعبور أجواء بلاده لدعم انقلابيي الصخيرات في العاشر من تموز (يوليو) 1971.

وفي مقابل ذلك، تؤكد وقائع أن الحسن الثاني رفض طلباً ملحاً لوزير دفاعه الجنرال محمد أوفقير كان يهدف إلى إسقاط طائرة العقيد القذافي لدى عبورها الأجواء المغربية في طريق العودة من زيارة افريقية.

غير أنه بعد مرور حوالى عشر سنوات على تلك الأحداث، في مطلع ثمانينات القرن الماضي، خالجت الحسن الثاني أفكار مشوشة عن طلبات العقيد القذافي - التي كان يعرف أدق تفاصيلها. وسرعان ما تغلب الحسن الثاني على هذه الأفكار المشوشة، من منطلق أن محاورة الخصم أفضل من عدم الإفادة من الفرصة المتاحة، فقد كان يعنيه وقف حرب الصحراء بأي ثمن، أو في أقل تقدير التخفيف من ضغوطها إلى حين إكمال القوات المغربية بناء «الجدار الأمني» الذي يسيّج المدن الآهلة بالسكان. وكثيراً ما كان يجاهر بأنه يناهض شكلاً من أشكال الحرب الباردة التي كانت تُخاض بالوكالة، وما فتئ يطلب إلى الدول الغربية أن تتعاطى معه كعضو في ناديها المفتوح على الأفكار والخيارات وليس التحالفات العسكرية.

حكى أحد الضباط المغاربة الذي شارك في جولات ذلك الحوار، أنه سمع من العقيد القذافي ما يفيد بأنه يرغب في الاجتماع إلى الجنرال الدليمي ولكن من دون علم الحسن الثاني. وشاءت ظروف بعد رحيل الجنرال الدليمي أن يجتمع الحسن الثاني والعقيد القذافي في الرباط. وكان السؤال المحوري: لماذا فشل كلٌّ من الرجلين في الإطاحة بالآخر؟ وجاء رد الملك بأن بُعد المسافة بين المغرب وليبيا شكّل عائقاً أمام تنفيذ مشروعات الانقلاب.

لكن بُعد المسافة سيتقلص كثيراً عندما يصبح العقيد القذافي في مواجهة الشعب الليبي الثائر، وإن كان الراجح أن نظرته الدونية لما كان يحدث حوله جعلته يفقد بوصلة الرؤية. يقول أحد الفنانين المغاربة البارزين إنه لم يسمع قائداً يحتقر شعبه كما تناهى إلى علمه يوماً حين كان في ضيافة العقيد الليبي في ثكنة باب العزيزية يوماً يُجالسه في مأدبة إفطار رمضانية. قال إنه كان مصرّاً على أن يحلب ناقته بيديه، وكان أشد إعجاباً بحليب النوق الذي ردد أنه يُشفي من كل العلل، إلا علة الاستبداد، على حد قول جليسه.

ومن نوادر تلك الجلسات أن القذافي كان يطمح أن يكون ممثلاً، وقد أقسم في حضور شهود أنه يستطيع تشخيص أي دور يختاره. لكن يبدو أن الحظ لم يسعفه في أن يشخّص دور القاتل المقتول.

روى الحسن الثاني لاحقاً أنه سمع المزيد من الانتقادات من قادة دول غربية لم يستسيغوا كيف أن الرباط أبرمت معاهدة الوحدة («الاتحاد العربي الافريقي») مع نظام العقيد القذافي الذي كان يُنظر إليه على أنه خارج القانون والأعراف، وحتى التقاليد، ما اضطر العاهل المغربي إلى إيفاد مفكرين ومستشارين لإقناع الغرب بأن تلك المعاهدة ستكون محدودة في الزمان والمكان. كان جوابه أن المغاربة يستشهدون في الصحراء بسلاح قادم من ليبيا. وكي يدلل المغرب على رجاحة موقفه في النزاع الدائر، حرص على تأمين أول اجتماع ضم القذافي إلى الشيخ خليل الركيبي والد زعيم جبهة «بوليساريو» محمد عبدالعزيز، الذي لا يزال يقيم متقاعداً في الجيش في بلدة صغيرة وسط البلاد اسمها «قصبة تادلة».

بيد أن الحسن الثاني، بعد انهيار تلك المعاهدة نتيجة تصرفات ليبية وُصفت بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بعد كشف ترسانة أسلحة وكميات كبيرة من مطبوعات الكتاب الأخضر عثر عليها في المغرب، سيبدي ذهوله في أول لقاء يجمعه إلى القذافي بعد ذلك، بخاصة بعدما حرص العقيد على ارتداء قفاز أبيض كي لا يلمس اليد التي صافحت رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، في إشارة إلى قمة منتجع يفرن لعام 1986 التي قوبلت بردود أفعال عنيفة من طرف ما كان يسمى بـ «جبهة الصمود والتصدي». سينقل شاهد عيان عن الحسن الثاني قوله موجهاً كلامه للقذافي: سيأتي يوم لن تجد فيه أي يد ممدودة نحوك.

وفي وقائع أخرى، أن الحسن الثاني اشتكى إلى الزعيم المصري جمال عبدالناصر من تصرفات القذافي يوم أصرّ على أن يشارك في أول قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي استضافتها الرباط في خريف 1969 وهو يحمل مسدسه ويضعه إلى جانبه فوق الطاولة. يقول الملك الراحل: «جرت الجلسات في جو مشحون بالتوتر، وكان القذافي يضاعف من تلميحاته المزعجة». ويضيف الملك الراحل: «لقد بدا إنساناً يتغيّر ويستحيل مراقبته وضبطه، وكان مزعجاً للغاية». ويذهب الحسن الثاني أبعد من ذلك، إذ يصف العلاقات بين القذافي والجزائر على عهد الرئيس الراحل هواري بومدين بأنها لم تخل من الحذر والتوتر، إلى درجة أن بومدين صاح يوماً بعد إبرام معاهدة الوحدة بين تونس وليبيا، بأنه لن يقبل الأمر الواقع، و «أرفض أن تكون ليبيا إلى جانبي».

في مفارقات السياسة، أن الجزائر التي كانت تنظر بغير ارتياح إلى سياسة العقيد القذافي، انبرت لإبرام معاهدة الإخاء والتعاون التي جمعتها إلى جانب تونس وموريتانيا، فيما تحالفت الرباط وطرابلس، قبل أن تنقشع سماوات الفضاء المغاربي لتمطر تكتلاً أطلق عليه «الاتحاد المغاربي» في 17 شباط (فبراير) 1989، أي نفس الموعد الذي ستندلع فيه الثورة الليبية بعد مرور حوالي 22 سنة على ذلك الحدث.

العاهل المغربي الملك محمد السادس زار ليبيا أكثر من مرة، لكنه ظل منسجماً مع قناعاته التي ضمّنها أطروحة دكتوراة حول الحوار المغاربي - الأوروبي. لكن صدمة المغاربة كانت قوية عندما حرصت ليبيا قبل سنوات قليلة على استضافة زعيم جبهة «بوليساريو» إلى جانب قادة شاركوا في احتفالات ليبية. انسحب رئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي والوفد المرافق له من تلك الاحتفالات، وبررت ليبيا الأمر بأنه لا يعدو خطأ بروتوكولياً. ومن وقتها بدا أن العلاقات الليبية - المغربية حشرت في الزاوية، إلى أن بدأت الثورة ضد القذافي قبل ثمانية شهور وأعلنت الرباط اعترافها بمعارضيه قادة المجلس الوطني الانتقالي.

 

 

مارين لوبن تحذر من حرب أهلية في ليبيا
السبت, 22 أكتوبر 2011
 

فيرونا - أ ف ب - حذّرت رئيسة الجبهة الوطنية (يمين فرنسي متطرف) مارين لوبن مجدداً الجمعة في فيرونا (ايطاليا) من خطر اسلامي ومن مغبة اندلاع حرب أهلية في ليبيا بعد مقتل معمر القذافي، مشيرة الى «مسؤولية» الحلف الأطلسي في هذا المجال. وأكدت في مؤتمر صحافي عقدته في فيرونا: «يبدو أن معمر القذافي قُتل نتيجة قصف للحلف الاطلسي. اعتقد أنه كان الهدف منذ البداية، خلافاً لما كان يقوله» التحالف. وأضافت أن «الحلف الاطلسي يتحمل مسؤولية ما سيحصل في اليوم التالي». وتحدثت عن «خطر كبير لاندلاع حرب أهلية لا تنتهي» ومن مغبة «تسلم الاسلاميين مسؤوليات كبيرة» في ليبيا.

وقالت مارين لوبن: «لم نكن أصدقاء للقذافي. لقد مدّ له نيكولا ساركوزي السجادة الحمراء» عندما استقبله في باريس.

وكان والدها جان-ماري لوبن، الرئيس الفخري اليوم للجبهة الوطنية، أشاد الأسبوع الماضي بـ «مقاتلي سرت» الموالين للقذافي «الذين يقاومون العالم بأسره».

 

 

القادة الليبيون الجدد «مدينون كثيراً» لفرنسا
السبت, 22 أكتوبر 2011
 

باريس - أ ف ب - أعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه في حديث نشرته صحيفة «لوموند» الجمعة ان فرنسا تنوي لعب دور «شريك أساسي» في ليبيا. وأضاف لونغيه للصحيفة التي تصدر اليوم السبت، أن باريس «ستجهد لتلعب دور شريك أساسي في بلد يعلم قادته انهم مدينون كثيراً لها».

وتابع لونغيه غداة مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي ان «بلدان التحالف ستتخذ على الأرجح مواقف اكثر ثنائية في علاقاتها مع ليبيا وستحاول كل واحدة الاستفادة من ذلك». وأضاف: «لن نكون الأخيرين (...) لم يكن تدخلنا متأخراً ولا رديئاً ولا مشكوكاً فيه، وليس لدينا ما يجب أن نطلب الصفح عنه».

وأضاف أن «فرنسا استمدت من اتفاقها مع بريطانيا موقع قوة سياسياً داخل الاتحاد الاوروبي أتاح لها استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي ثم تسليم المهمة إلى الحلف الاطلسي».

 

 

لافروف: مقتل القذافي يثير تساؤلات كثيرة
السبت, 22 أكتوبر 2011
 

موسكو - أ ف ب - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة إن مقتل معمر القذافي يثير العديد من التساؤلات. وقال لإذاعة «صدى موسكو» إن «الطريقة التي قُتل فيها تثير العديد من الأسئلة»، منتقداً «قرار (المجتمع الدولي) في شأن أنه فقد شرعيته وعليه الرحيل».

 

 

بكين تدعو إلى «مرحلة انتقالية توحيدية»
السبت, 22 أكتوبر 2011
 

بكين - أ ف ب - دعت الصين الجمعة إلى قيام «مرحلة انتقالية توحيدية» وإلى الحفاظ على «الوحدة الوطنية» في ليبيا بعد مقتل الزعيم المخلوع معمر القذافي.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو: «نأمل أن تتمكن ليبيا من البدء بأسرع وقت ممكن من تحقيق عملية انتقالية سياسية توحيدية والحفاظ على وحدتها العرقية والوطنية والإبقاء على الاستقرار الاجتماعي».

 

 

تونس تعبّر عن «ارتياحها العميق»
السبت, 22 أكتوبر 2011
 

تونس - أ ف ب - عبّرت تونس الجمعة عن «ارتياحها العميق» بعد «التحرير الكامل والنهائي» لليبيا وذلك غداة مقتل معمر القذافي. وقالت الخارجية التونسية في بيان إن «تونس تعبّر رئيساً وحكومة وشعباً عن عميق الارتياح للتحرير الكامل والنهائي للشقيقة ليبيا». وأضاف البيان أن «تونس تهنئ الشعب الليبي الشقيق بهذا النصر المؤزر مؤكدة ثقتها في مستقبل ليبيا الجديدة وقدرتها على استعادة الأمن والاستقرار في ربوعها وتحقيق تطلعات شعبها إلى الحرية والازدهار والنماء في كنف التماسك المجتمعي والوحدة الوطنية».


المصدر: جريدة الحياة

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,768,700

عدد الزوار: 7,213,042

المتواجدون الآن: 96