لبنان:لا خيوط في تفجيري صور وانتهاك المطرانية..جلسة أسئلة ضبط إيقاعها بري من دون مناقشة

لا خيوط في تفجيري صور وانتهاك المطرانية
الحكومة تقرّر المضي في مدّ شبكة المنصورية

على رغم استبعاد الجهات الامنية المعنية بالتحقيقات الجارية في حادثي التفجير اللذين هزا مدينة صور فجر أمس وحادث انتهاك مقر مطرانية الروم الارثوذكس في الاشرفية وسلب محتويات منها، الخلفية السياسية في كل من هذه الحوادث، اثار مسلسل الاختراقات الامنية تساؤلات في أوساط عدة استغربت التسرع في الاستنتاجات الرسمية في شأنها قبل ان تتجمع الخيوط الاولية للتحقيقات.
ولفتت مصادر سياسية بارزة في هذا الاطار الى ان هذه الحوادث جاءت غداة انجاز امني تمثل في توقيف المتهمين بإحدى عشرة جريمة قتل في ساحل المتن، الامر الذي يثير في أقل الاحوال امكان مواجهة الاجهزة الامنية سباقاً جدياً يستهدف تحدي هذه الاجهزة وتشتيت قدراتها، ولو غلبت على الحوادث خصوصيات بعيدة ظاهراً عن الطابع السياسي. وقالت ان حادثي التفجير في صور اللذين استهدفا فندقاً ومحلا لبيع الكحول، اشاعا في الساعات الاولى لحصولهما حالاً من القلق لدى القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" العاملة في الجنوب باعتبار  ان موظفين مدنيين في هذه القوة كانوا من نزلاء الفندق. واذ ذكر ان قيادة "اليونيفيل" عممت عقب التفجيرين على وحداتها وموظفيها وجوب ملازمة أماكنهم تحسبا لأن يكون التفجير استهدف هذه القوة، عادت القيادة عن تعميمها بعدما رجحت التحقيقات فرضية الاعتداء بدافع منع بيع الكحول واستبعاد استهداف "اليونيفيل". ثم أكد نائب الناطق الرسمي باسم القوة اندريا تيننتي انه "لا مؤشر لكون اليونيفيل مستهدفة في الانفجارين".
اما بالنسبة الى حادث اقتحام مقر المطرانية الارثوذكسية في الاشرفية وسلبها، فقالت مصادر أمنية لـ"النهار" ليلاً ان التحقيقات لم تبين خيوطاً جدية ومهمة بعد، لكنها رجحت انها عملية سرقة، وقالت ان التحقيق يعمل على تبين وقائع هذا الاعتداء استناداً الى ما بات يملكه من خيوط.
وجاء في معلومات ان قوى الامن تتعقب شخصاً مشتبها في ضلوعه في التفجيرين.
وأوضحت مصادر وزارية لـ"النهار" ان مجلس الوزراء اطلع في جلسته مساء امس في قصر بعبدا على عرض من وزير الداخلية مروان شربل لخلفيات حادثي التفجير في صور وحادث السرقة في مطرانية الروم الارثوذكس، وقد أكد ان المعطيات في حادثي صور تشير الى ان ثمة احتمالين وراءهما: إما رسالة الى "اليونيفيل" وإما بيع الكحول والاتجار بها، لكنه رأى ان الاحتمال الثاني هو الأكثر ترجيحا مع استبعاد الخلفية السياسية. وأضاف ان سرقة المطرانية الارثوذكسية في بيروت لا تتعدى الخلفية الجرمية.
الى ذلك، غرق مجلس الوزراء في جلسة ثالثة في مناقشة مشروع قانون الانتخابات النيابية على أساس النظام النسبي، واستمع امس الى شرح من وزير الداخلية يعاونه العميد الياس خوري لبندي الصوت التفضيلي في كل لائحة والكوتا النسائية.
وقالت المصادر الوزارية ان النقاش تركز على عدد الاصوات التفضيلية التي يمكن اعتمادها في كل لائحة، ومخاطر الاعتبارات او الخلفيات الطائفية والمذهبية في اعتماد الصوت التفضيلي ونسبة الحسم في تمثيل جميع الشرائح الطائفية. وسيعيد وزير الداخلية صياغة الملاحظات والاقتراحات الوزارية ليقدمها الى مجلس الوزراء في جلسات لاحقة.
وناقش مجلس الوزراء ايضا قضية مدّ خط التوتر العالي في ما يسمى وصلة المنصورية الذي توقف العمل فيه بسبب اعتراض أبناء المنطقة، وذلك بناء على طلب وزير الطاقة جبران باسيل اتخاذ مجلس الوزراء قراراً بالحزم في تنفيذ هذا الخط. وأشارت المصادر الى ان خلاصة النقاش بينت ان مد الخط تحت الارض هو أخطر من مده فوق الارض وأن لا إمكان لاصلاح الكهرباء إلا بالمضي في مد هذه الشبكة، لذلك أكد مجلس الوزراء قراره استكمال عملية المد فوق الارض وترك الاجراءات الكفيلة بتأمين استكماله من دون اصطدام بالاهالي للجنة تضم الوزراء المعنيين، أي الطاقة والبيئة والداخلية والدفاع، للتشاور في الاجراءات الواجب اتخاذها والتي ستبدأ بالتفاوض مع الاهالي.
في غضون ذلك، وصف الرئيس سعد الحريري عبر موقع "تويتر" تفجيري صور بأنهما "اعتداء شنيع ورسالة سياسية"، معتبرا أنهما يؤكدان ضرورة "أن تكون القوى الامنية اللبنانية مسيطرة على كل لبنان". وإذ لفت الى "ان اسرائيل تدافع عن نظام الرئيس بشار الاسد"، أضاف: "يا لها من ممانعة"، مجددا دعوته الى "رحيل هذا النظام". وقال: "أعتقد ان هذه الحكومة "اللبنانية" ستسقط ونحن سنسقطها". وتعليقا على تخوف رئيس مجلس النواب نبيه بري من حرب أهلية، قال الحريري: "إنه موقف من بري ليخدم فيه مصالح النظام السوري وليخيف الناس".

اقتحام لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس وسرقة وبعثرة أغراض
رسميون وسياسيون تقاطروا وعوده طمأن: الله يرى والدولة ساهرة

كان الكلام قليلا، على قدر ما اتاحه الظرف الصعب. "عندما وصلنا صباحا، وجدنا ما وجدناه: اغراض كثيرة بُعثِرت، أُلقِيت أَرضًا". صباح متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده عكّره خبر صاعق، ومشهد صادم. "المطرانية تعرضت للاقتحام ليلاً... ابوابها خُلِعَت... واغراض فيها سرقت". النبأ السيئ "حلّق" في ارجاء المنطقة وبين ابناء الطائفة الارثوذكسية بسرعة البرق، مما دفع كثيرين للتقاطر الى الدار، والتضامن مع سيّدها واهلها. وعلى ايقاع امني بطيء، توالت ساعاتها، بينما اشعلت تساؤلات عن خلفية الاقتحام سيناريوات عدة بـ"رسائل" مختلفة محددة الوجهة والاتجاه.

 

الابواب شُرِّعَت على مصاريعها، وكان داخلون وخارجون... بوفرة، واصلون بوجوه قلقة، مغادرون مستغربون، مستاؤون... وسط زحمة امنية تفاعلت في كل الارجاء. رجال الادلة الجنائية توزعوا بين الغرف: هنا دققوا في بصمات على باب، هناك التقطوا صورا... وعلى مقربة استغرق بعضهم في درس ساحة الجريمة وعناصرها. "الجناة لم يدخلوا من الباب الرئيسي للمطرانية، بل من جهتها الخلفية...". سلّم تسلقوه... نافذة تسللوا منها... وتساؤلات عن سلوك الجناة الطريق نفسها للدخول والمغادرة، وعن كاميرات تصوير في الحي التقطت شيئا ما، وعن امور كثيرة.
التفتيش عن ادلة كان جاريا بسرعة، وسط تكتم. "عذرا، لا يمكن قول المزيد"، يقول احد كهنة الابرشية لدى استيضاحه الامر. وكانت الرواية نفسها تتكرر على الالسنة. "عندما دخلنا صباحا المطرانية، وجدنا ان اغراضا كانت ملقاة ارضا، مبعثرة في الارجاء". المشهد انسحب على العديد من الغرف، بينها المكتب الخاص للمطران.
"مجهولون دخلوا دار المطرانية بالكسر والخلع ليل الثلثاء - الاربعاء 16 تشرين الثاني 2011، وعبثوا بمحتويات ذات قيمة مادية ومعنوية"، قالت المطرانية في بيان. ومن المسروقات، "أيقونات وصلبان ذهب وعدد من عصي الرعاية التي يستعملها المطران خلال الذبيحة الإلهية وكؤوس وغيرها، اضافة الى أموال وأوراق قديمة مهمة وجدوها بعدما خلعوا الادراج والصناديق وكذلك الخزنة". وما خلفه الجناة وراءهم، "ابواب مخلعة، اغراض مبعثرة، واوراق ومستندات ألقيت ارضا...".
وفي كل ذلك، اخذ السارقون وقتهم في اتمام عمليتهم، يلاحظ بعضهم، ربما لعلمهم ان دار المطرانية تخلو من اي شخص، بعد اقفال ابوابها مساء. فالمطران عوده يبيت في مبنى مجاور، بما يجعل الدار بعيدة عن السمع. "السارقون لا بد من ان يكونوا يعرفون هذه التفاصيل"، يقول احدهم، مما يثير تساؤلا عن كون المطرانية موضع مراقبة دقيقة من السارقين قبل ان يقدموا على عمليتهم.
الصالون امتلأ من دون استئذان او موعد مسبق بعشرات الوافدين المطمئنين، المستنكرين. "الله يرى، والدولة ساهرة. ونأمل في كشف ملابسات حادثة المطرانية"، قال المطران عوده في تصريح مقتضب، اثر لقائه المطران رولان أبو جودة موفدا من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. كان بشوشا كعادته، مرحبا بالداخلين بحرارته المعهودة، متوسطا الحلقة.

 

مراسم الاستقبال نفسها تجددت كل بضع دقائق. فور شيوع خبر اقتحام المطرانية، تقاطرت الى الدار شخصيات سياسية ورسمية وحزبية ودينية وامنية وعسكرية.
وتوالت ايضا اتصالات ابرزها من رؤساء الجمهورية ميشال سليمان، ومجلسي النواب نبيه بري، والوزراء نجيب ميقاتي، وصدرت مواقف منددة بالحادث من كل الاتجاهات.
 

متفجّرتان تهزّان أمن صور ونسيجها وتستهدفان فندقاً ومتجراً لبيع الكحول

أضرار فندق "اليسا" في صور. (اسماعيل صبراوي)

صور - "النهار"
أفاقت صور الآمنة مذعورة قرابة الخامسة صباح امس على دوي انفجارين استهدف احدهما الطبقة الارضية لفندق "كوين اليسا" على الكورنيش الجنوبي البحري، والذي يضم مطعما وملهى والصالونات، حيث وضعت عبوة ناسفة شديدة الانفجار تحت الشباك، مما أحدث اضرارا جسيمة فيها وفي الابنية والمحال والسيارات المتوقفة في جوار المكان، وتسبب بحال من الذعر. اما الانفجار الآخر فوقع بعد زهاء خمس دقائق في حرم الميناء قرب السرايا، واستهدف محلا لبيع المشروبات الكحولية والمرطبات يملكه يوسف بشارة كتورة. واحدث اضرارا جسيمة بالمحل ومحتوياته والمنازل والمحال المجاورة وخصوصا في منزل القاضي انطوان فرحات المواجه لمكان وضع العبوة التي احدثت فجوة كبيرة في حائط محل كتورة، وهو من الحجر الرملي سماكته حوالى متر فتطايرت حجارته الى حرم الميناء والجوار.
وهرعت الى موقعي الانفجارين وحدات امنية وعسكرية والادلة الجنائية اللبنانية والدولية والدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني. وتفقدهما قائد منطقة جنوب الليطاني العسكرية العميد الركن صادق طليس والقائمقام سعد الله غابي ورئيس اتحاد البلديات عبد المحسن الحسيني. وانعكس حصول الانفجارين على الوضع التجاري حيث اقفرت السوق التجارية وخلت الشوارع الرئيسية من الزحمة المعتادة.
وقدر الخبير العسكري زنة المتفجّرة التي استهدفت الفندق بثلاث كيلوغرامات من الـ"ت. ان. ت." والمتفجرة الاخرى بكيلو غرام من المادة نفسها موزعة على رزم صغيرة.

بري

وتعليقا على الحادثة، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: "انها لا تمت الى مزاعم تتعلق بالدين، ومن غير المقبول اي تغطية لها، وهي ليست سوى جريمة مستنكرة وغريبة عن صور والجنوب واهله".

تيننتي

وأشار نائب الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي الى "ان السلطات اللبنانية هي المسؤولة عن التحقيق والامن في المنطقة، وان هناك تحقيقا جاريا، ونحن في انتظار المعلومات من السلطات اللبنانية، وقد ابلغنا بعدم وقوع اصابات، الا ان هناك اضرارا في عدد من السيارات بينها سيارتان للامم المتحدة كانتا مركونتين في الشارع".
وأكد انه "لا يوجد اي مؤشر الى ان اليونيفيل كانت مستهدفة من جراء الانفجارين".
* قال السفير خليل الخليل: "ليس غريبا ان نشهد نتائج الفلتان الامني بالتفجير الذي حصل. كنا ولا نزال نشكو عدم قيام القوى الامنية بواجباتها وانصرافها الى العمل السياسي الحزبي بدل الحفاظ على امن المواطن ومصالحه. وانني احذر من مثل هذه الافعال التي تسيء الى سمعة صور ومصالحها".

 

 

تعديلات مشروع الإنفاق أطاحت المخارج وثبّتت توجّه "حزب الله"
ميقاتي أمام خيار مقايضة الموقف المتعاطف مع سوريا بتمويل المحكمة؟

فيما كان قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا فيها يغيّر مسار المشهد السوري المأزوم ويحث خطواته نحو الحسم، كان موقف لبنان المعارض لذلك القرار وما أثاره من ردود فعل محلية وعربية منددة بخروجه عن الاجماع العربي، يخرق حال الجمود والترقب التي تعيشها الساحة الداخلية في انتظار تطورات ملفي سوريا والمحكمة الخاصة بلبنان.
فاللغط الذي رافق القرار اللبناني ودفع السلطات الرسمية الى الحديث عن التباس في فهم الموقف الرسمي، كما عبّر عنه وزير الخارجية عدنان منصور، دفع رئيس الحكومة الى تحرك دبلوماسي واسع لشرح ملابسات الموقف وخلفياته، على قاعدة تبني موقف منصور. وترتكز الشروحات اللبنانية التي لا يبدو أنها تمتعت بقوة اقناع السفراء العرب والاجانب الذين التقاهم ميقاتي أو المتحفظين من الوزراء أو المستائين في قوى المعارضة، على عنصرين: الاول إن رفض لبنان عزل أي دولة عربية ولا سيما سوريا ينطلق من الخصوصية التي تميز علاقة البلدين، من دون أن يعني ذلك أنه لا يفصل بين الموقف من النظام والموقف من الشعب أو يوافق على حمام الدم الذي يتعرض له، والثاني إن لبنان لا يحتمل التداعيات السلبية لأي قرار يتخذه ضد سوريا، وهو كما ينأى باقتصاده عن تفلت سوريا من العقوبات الدولية المفروضة عليها، كذلك يحمي الداخل من أي تفلت أمني، كما يحمي اقتصاده من احتمالات اقفال الحدود البرية بين البلدين.
وعلى رغم المحاذير الناجمة عن القرار اللبناني الذي أخذ في الاعتبار المعطى السوري وأغفل المعطى العربي وما يرتبه من اخطار في حال لجأت الدول العربية الى عزل لبنان أو التعامل معه ضمن المحور السوري الايراني، معوّلاً بذلك على التفهم والاحتضان العربيين لخصوصية لبنان ومكامن ضعفه في محيطه، فان معلومات تتردد في الاروقة الضيقة للقرار الداخلي عن منافع يمكن أن يحققها لبنان بنتيجة موقفه الايجابي من دمشق، وتتمثل في ما يشبه المقايضة مع تمويل المحكمة الدولية، وذلك في اطار حسابات الأخذ والعطاء الجارية والتي تتيح اطالة عمر الحكومة الميقاتية في انتظار بلورة المشهدين السوري والايراني في ظل تنامي الضغوط العربية والدولية.
وفي حين تبدي مصادر وزارية مطلعة تفاؤلها بامكان أن يفتح القرار المتعاطف مع سوريا نافذة في جدار المحكمة أقله في ما يتعلق بتمويلها، وتقول ان الاتصالات الهادئة البعيدة من الاعلام جارية لتأمين المخرج الملائم لهذا الموضوع من دون أي احراجات لأي فريق، خصوصاً أن دمشق تعي حجم الضغوط الاميركية والاوروبية التي يتعرض لها رئيس الحكومة، فان ثمة رأياً مغايراً لهذا الرأي وأكثر تشاؤماً بالاستناد الى أكثر من معطى:
- أولها إن موقف "حزب الله" من ملف المحكمة مبدئي ولا يمكن التراجع عنه لأي سبب، لأن المحكمة بالنسبة الى الحزب بمثابة سيف مصلت بعدما سمت في قرارها الاتهامي 4 من عناصره الاساسيين. وبالتالي، فإن أي موقف متساهل مع مسألة التمويل سيعد بمثابة تنازل أو تراجع غير وارد، أقله في الظروف الراهنة وقبل أي تغير في المشهد الاقليمي.
- ان ثبات الحزب على موقفه وعدم سيره في أي تسويات بعيدة من الاعلام باتا واضحين من خلال تكراره مواقفه ذاتها من دون أي تغيير أو تعديل، فضلاً عن اعتماده سياسة التشدد والتصعيد حيال هذا الملف، وليس العكس كما يأمل رئيس الحكومة الذي يجهد لإبعاد الموضوع عن التداول تمهيداً لتوفير المخارج الملائمة التي تنسجم مع التزاماته الخارجية. ويبدو واضحاً هذا التوجه لدى الحزب من خلال التعديلات التي ادخلت على مشروع قانون فتح اعتماد استثنائي لتغطية نفقات السنة الجارية. وبدا من التعديلات أنها تقطع أي طريق على المخارج القانونية التي تتيح تأمين الاعتمادات المطلوبة للتمويل.
- فالتعديل الاول سحب قرار ارتكاز مشروع الانفاق على تنسيب موازنة 2010 الذي يتيح "توزيع الاعتماد لكل باب بناء على اقتراح الوزير المختص ووزير المال" وهذا يعني امكان الصرف من دون العودة الى مجلس الوزراء.
- والتعديل الثاني طال سحب الاجازة من يد وزير المال "بقرار يصدر عنه نقل الاعتمادات الفائضة من باب الى آخر بحسب الحاجة ولتغطية النفقات المستجدة". وهذان التعديلان سحبا أي امكان لاقرار التمويل من خارج مجلس الوزراء، علما أن رئيس الحكومة مدعو الى طرح الموضوع على طاولة المجلس وعدم امراره من خارجه بعدما بات موضوع التمويل مسألة مبدئية مرتبطة بالمحكمة وليس مجرد تفصيل مالي.
وهذه المعطيات تضع رئيس الحكومة مجدداً أمام خيار من اثنين: اما النجاح في مقايضة المحكمة بالقرار في الجامعة العربية بحيث ينجح في تأمين غالبية اصوات في مجلس الوزراء للتمويل من دون "حزب الله"، وهذا أمر يتطلب جهداً سوريا ايرانيا أبعد من الجهود المحلية المبذولة، واما الاستقالة تحت ضغط التخلف عن الوفاء بالالتزامات وعدم القدرة على ضبط ايقاع الحكومة، وليست واقعة وزير الخارجية وقراره في الجامعة العربية الا مؤشرا لما سيكون عليه مصير القرارات الكبرى.

سابين عويس.     
 

 

قراءة سياسية في الجلسة الأخيرة للمحكمة الدولية:
استراتيجية الادّعاء تقود إلى رؤوس كبيرة رغم "الظروف الحساسة"

يتداول سياسيون ومسؤولون في جهة شديدة الاهتمام بمسار المحكمة الخاصة بلبنان تقريراً يتحمّل صفة الخطورة في قراءة سياسية- قانونية للجلسة التي عقدتها المحكمة في 11 تشرين الثاني الجاري.
يوضح التقرير المطعّم بمعلومات من خارج قاعة المحاكمة والمليء باستنتاجات يمكن اعتبارها "موضوعية"، أن الادعاء العام لا يريد البدء بالمحاكمات الغيابية لئلا يضطر الى وضع ما لديه من معلومات بيد فريق الدفاع قبل انتهاء التحقيق الذي يتواصل بوتيرة عادية. ويلاحظ أن ثمة اصراراً على استدعاء المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا الى المحكمة لاستيضاحه عبارة وردت في كتابه الشهري عن الاجراءات المتخذة لتوقيف المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهي ان "لبنان يمر بظروف حساسة وخاصة" تمنعه من توقيف المتهمين. ويضيف أن فريق الادعاء عرض معلومات في الجلسة السرية القصيرة التي تخللت الجلسة العلنية، فحواها أن الأجهزة الأمنية في لبنان على تنوعها لم تقدم معلومات عن المتهمين الأربعة وعناوينهم وتنقلاتهم منذ عام 2005، في حين أن لجنة التحقيق الدولية والمحكمة تمكنا من تحديد كل شيء عن هؤلاء الأربعة بما في ذلك أسماؤهم وعناوينهم وتنقلاتهم حتى عام 2005. كذلك يلاحظ أن فريق الادعاء يعتبر الشرطة القضائية في لبنان الجهاز الأقل قدرة على الاستقصاء والمتابعة في قضية بحجم اغتيال الرئيس الحريري لا بل أنه مجرد جهاز للتبليغ في الجرائم والدعاوى العادية. ويريد فريق الادعاء أن يعرف ماذا فعلت الأجهزة الأمنية الأخرى لتوقيف المتهمين وما هي المعلومات التي جمعتها عنهم، كما يركز على أن قانون العقوبات اللبناني وكذلك قانون أصول المحاكمات اللبناني يتضمنان الكثير من الخطوات التي لم تقم بها السلطات اللبنانية لاستنفاد الجهد من أجل توقيف المتهمين.
ويشير التقرير الى أن عدم تجاوب السلطات اللبنانية مع طلب استدعاء ميرزا وربما غيره من قيادات الأجهزة الأمنية سيقود الى اعتبار لبنان الرسمي "غير متعاون" مع المحكمة وتالياً من"الدول المارقة التي تحمي الارهابيين". أما التجاوب فسيعني انتزاع اقرار بأن "حزب الله" يعرقل توقيف المتهمين، مما يتيح ملاحقة مسؤولين في هرمية هذا الحزب، وربما في هرمية السلطات اللبنانية أيضاً لعدم قيامهم بما يتوجب عليهم.
ويلفت التقرير الى أن الادعاء تحدث تلميحاً خلال الجلسة عن "حزب الله" بسؤاله هل "الظروف الحساسة" التي تحدث عنها ميرزا تتمثل بتهديد احدى المنظمات بقطع اليد التي تمتد الى المتهمين؟ ليسأل التقرير تالياً هل الغاية من هذا المنحى هي الوصول الى توفير معطيات تسمح بمحاكمة الرئيس عن أفعال المرؤوس من خلال الاثبات أن ثمة حماية للمتهمين من رأس التنظيم الأمر الذي يتيح ملاحقته؟
ويشير في السياق الى بند في نظام المحكمة وُضع بعد جلسة عقدت خصيصاً لتبيان الموقف من العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، ويقضي هذا البند بملاحقة الرئيس اذا أمر المرؤوس بارتكاب الجريمة، أو اذا علم بها ولم يبلغ السلطات عنها، أو اذا أقدم على حماية المتهمين بارتكابها.
ويرى التقرير أن فريق الادعاء بدا بوضوح خلال الجلسة أقوى بكثير من فريق الدفاع المرتبك والضائع وغير المنسق في عمله، لافتاً الى التناقض بين موقف رئيس مكتب الدفاع فرنسوا رو الذي يرفض التشكيك في شرعية المحكمة ويكتفي بطلب سحب مذكرات التوقيف، وموقف محامي الدفاع الثمانية الذين يرفضون شرعية المحكمة ومشروعية اجراءاتها في آن واحد. ويضيف أن أحد محامي الدفاع أنطوان قرقماز، القريب من الرئيس السابق اميل لحود واللواء جميل السيّد، متخصص في قوانين الضرائب وليس في سيرته ما يتعلق بالقضايا الجنائية، كما أن المحامية الفرنسية من أصل لبناني عليا عون تعمل وفق النظام الفرنكوفوني وهي غير ملمة تماما بالنظام الأنغلوسكسوني الذي تتبعه المحكمة.
ويرجح التقرير اتخاذ المحكمة قراراً بتأجيل المحاكمات الغيابية نزولاً عند طلب المدعي العام دانيال بلمار وفريق الدفاع على السواء كلّ لأسبابه، فبلمار الذي تنتهي ولايته في شباط 2012 يراهن على توقيف متهمين آخرين غير الأربعة المعروفين خلال مهلة ثلاثة أشهر بناء على قرارات اتهامية جديدة يريد اصدارها خلال أسابيع. علماً أن الرجل بحسب التقرير يعاني مرض السكري الذي يؤثر في عمل كليتيه وفي قدرته على المشي بسهولة، وقد اضطر الى التغيب عن مكتبه أسابيع، لكن عمل مكتب الادعاء العام لم يتأثر اطلاقاً في غيابه. والأكيد بحسب التقرير أن احتمال تعيين خلف لبلمار قائم وجدّي علماً أنه عَيّن من اليوم الأول لتوليه هذه المهمة "مدعياً عاماً ظلاً" له تحسباً لاحتمال اغتياله. ثم إن المحكمة تحولت مؤسسة تعمل بانتظام في معزل عن الأشخاص. وأكبر دليل هو السهولة واليسر في خلافة رئيسها السابق أنطونيو كاسيزي فور استقالته.
وينهي التقرير بالتأكيد، نقلاً عن مسؤولين في المحكمة، أن مهلة سداد لبنان حصته من تمويلها انتهت في أول تشرين الثاني الجاري، وإذا كان بعضهم في لبنان يعتقد أنها ستتوقف نتيجة عجز في موازنتها فهو مخطئ. "الأمم المتحدة تعاني عجزاً بمليارات الدولارات وتكمل ونحن جزء من الأمم المتحدة ونكمل".
 

ايلي الحاج      
 

 

 

جلسة أسئلة ضبط إيقاعها بري من دون مناقشة
فتفت أشرس المواجهين وتحويل 4 استجوابات من 7  أدرجت في الجدول

الرئيس بري يدير جلسة الاسئلة.	... والرئيس ميقاتي يهمّ بدخول المجلس. (سامي عياد)

انها في المرات النادرة يشاهد فيها الكتاب الابيض بين ايدي النواب. كتاب النظام الداخلي للمجلس، نجم جلسة الاسئلة النيابية. كل قرأ فيه مواد، وكلّ اعطى تفسيره. والنتيجة: " بكلّها" بري.
مرة جديدة، يكون الرئيس نبيه بري "ضابط الايقاع". فقد " افتى" بعدم اعطاء النواب حق الكلام بعد سماع جواب الحكومة، مكتفيا بسؤاله النائب: "هل اكتفيت ام تحوّل السؤال استجوابا".
"دوزن" بري الايقاع، فمنع تارة نوابا من المعارضة من الاستطراد، وتدخل طورا ليستفيض في النقاش مع الوزير نقولا صحناوي، محاولا اعطاء المعارضة الحق في عائدات البلديات. وفي كل المرات، منع بري خروج الجلسة عن ايقاعها، قائلا: " يللي إلو عندي شي، يحاكيني بهيئة المجلس".
بدا مستعدا " للمواجهة"، تماما كما المعارضة التي رغم "القيود" عبر عدم شمول الجلسة استجوابات، وبالتالي امكان طرح الثقة، وعدم وضع هيئة المجلس جدول الاعمال، حاولت " استنفاد" ما نص عليه النظام، الى اقصى الحدود.
جهوز كان لا بدّ ان يشتعل احيانا، فكان تنبيه من رئيس المجلس للنائب سرج طورسركيسيان كالعادة بسبب "ملاحظاته المستمرة"، الا ان السخونة كانت بين بري والنائب احمد فتفت، وهو العضو في هيئة المجلس وأحد المفوضين الثلاثة، فأصر على الكلام، قائلا: " لديّ حق". فرد بري: "حق الكلام مرفوض. روح تشكّى عليّ".

بين القدم والعقل

مرّ قطوع الجلسة، وحولت اربعة اسئلة استجوابات، من سبعة ادرجت في الجدول. والمعلوم ان جلسة الاسئلة تخصص فقط لمناقشة مواضيع الاسئلة، ويكون لصاحب السؤال الحق في المناقشة.
ولكون المعارضة سجلت ملاحظاتها على الجلسة قبل انعقادها. كان ينتظر كلام من بري، فقال: " اولا نهنىء منتخب لبنان بفوزه، واذا كانت القدم تستطيع جمع اللبنانيين، فلعلّ العقل يجمعهم اكثر".
وسرعان ما اوضح ان "هناك عشرات الاسئلة تعود الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وقررت الا اضعها، بل ان ابدأ من الحكومة الحالية، واحترمت الورود الزمني للاسئلة، وغير صحيح ان ثمة قصدا لادراج اسئلة المعارضة، فلو كانت هناك اسئلة من الاكثرية لوضعتها. انا متمسك بالنظام". وشرح انه سيكون هناك جلسات لاحقة للاسئلة والاستجوابات.
هذا الكلام استدعى ردودا. النائب مروان حماده قرأ المادة 128 من النظام الداخلي التي تقول ان جدول الاعمال يوزع مرفقا بالمستندات قبل موعد الجلسة بثلاثة ايام، وقال: " نحن لم نقر الجدول في هيئة مكتب مجلس، فماذا لو كان السؤال الثامن مثلا مهما واستراتيجيا، فيما انت حصرت الجدول بأسئلة سبعة؟". فرد بري: "انا تقيّدت بالورود الزمني".
كانت اجوبة بري دائما حاضرة، ونواب الاكثرية يتكلمون. بدا ان ثمة توزيعا جيدا للادوار. النائب بطرس حرب قال: "من حق النواب طرح الثقة بالحكومة، واطالب المجلس بهيئة عامة لمساءلة الحكومة، لذلك، سأرفع اليكم عريضة من 11 نائبا". (العريضة في مكان اخر).
النائب سمير الجسر ركز على المادة الثامنة من النظام الداخلي التي تؤكد ان من صلاحيات هيئة المجلس وضع جدول اعمال الجلسة، وقابله فتفت بالقول: "هذه المادة ليست شكلية، وحصل تجاوزها مرارا. المطلوب امرار الجدول على الهيئة، حتى لو كان هناك ورود زمني".
اجابه بري: "انا مش ع خاطرك، انا اطبق النظام". فأكمل فتفت: " خمسة اشهر مرّت من دون محاسبة للحكومة، ونفاجأ اليوم بأن لا نقل مباشرا".
احترم بري "صراحة" فتفت، كما قال، لكنه لفت الى ان " النقل المباشر يكون فقط لجلسات الثقة والموازنة والمناقشة".

جوازات سفر

ختم بري الفصل الاول. وحان وقت الاسئلة. سؤال من النائب عاصم عراجي عن التلوث في مجرى الليطاني. قال عراجي: "سابقا، كنا نسبح في الليطاني، واليوم لا نستطيع ان نعيش بعيدين عنه كيلومترات قليلة".
فردّ وزيرا البيئة ناظم الخوري والطاقة جبران باسيل. الاول وعد بمتابعة الامر، فيما شرح باسيل ان "المطلوب لجنة من الوزارات المعنية ومجلس الانماء لمواجهة مشكلة الصرف الصحي".
ولان عراجي لم يقتنع، حوّل سؤاله استجوابا.
السؤال الثاني من النائب محمد الحجار عن وفاة الطفل رامي الهاشم في منتجع سياحي، وقد جاء في جواب وزارة السياحة ان المنتجع اقفل ثلاثة اشهر، ثم استوضحت وزارة العدل الامر، فتم الادعاء على اربعة اشخاص، ولاحقا على ثلاثة، قبل ان يتقرر اخلاء سبيل الثلاثة لقاء كفالة مالية، والزم صاحب المنتجع اقفال المسبح ثلاثة ايام.
دقائق، وانتقل النقاش الى السياسة. وسأل فتفت عن جوازات سفر بأسماء غير صحيحة: "هل حقق الامن العام في الامر؟ وهل اتخذت تدابير بحق محمد منصور او سامي شهاب؟ ولماذا يرفض وزير الداخلية اعطاءنا معلومات عن افراد آل الجاسم؟ فهل غادروا لبنان بطريقة شرعية؟ وهل الاجهزة الرسمية تعلم ان احدهم قتل في السجون السورية؟ وهل هي ايضا سياسة الاستعماء تماما كما في التمويل (...)؟".
قاطعه بري "مانعا الاستطراد". فرد فتفت: "الامر مرتبط ببعضه". اكمل فتفت. فأجابه بري: "النأي بالنفس شرف ادّعيه". فعلّق فتفت: "وماذا عن الزج بالنفس في القاهرة (...)".
هنا، كانت المقاطعة النهائية لفتفت، قبل ان يجيب الوزير مروان شربل: "فتّشت عما فعله فتفت في الامن العام حين كان وزيرا، فلم ار".
أجابه فتفت: "انت غلطان. انا عملت الكثير، ومنعت ايضا من ان اعمل".
اكمل شربل شارحا ان الجوازات تتعلق ببعض المختارين، وقد كشفت معاملتان، والموضوع يتابع. لم يقتنع فتفت وحوّل سؤاله استجوابا. هو لم يستطع الكلام. انتظر ثم غادر مع حرب الذي سجل اعتراضه على تجاوز المادة 129 من النظام.
وبقي سؤالان من النائب غازي يوسف، الاول حول عائدات البلديات من الخليوي، فشرح صحناوي ان "لا تحويل للاموال، لان لا جدول توزيع، وهذا ما نعمل عليه عبر فريق عمل من وزارات الداخلية والمال والاتصالات، علما ان هذه الاموال لم توزع مرة".
وعاد يوسف وسأل عن التعدي على ممتلكات "اوجيرو" بدخول المركز بواسطة الكسر، فسأل: "هل الامر تمّ بعلم من الحكومة؟ وفق معلوماتي لا قرار. لذلك، يشكل الامر اعتداء". الا ان صحناوي اعتبر ان "دخول المركز هو كمن يدخل بيته، لان الوزير تفقد اجهزة تتصل بعمل وزارته، ومالك هذه المعدات هو الوزارة وليس اوجيرو".   
اسرع بري في رفع الجلسة بعد انتهاء الجدول. وخرج الجميع.
وقال فتفت: "اليوم ثمة طعنة للديموقراطية ونوع من الحماية لمنع محاسبة الحكومة"، ورأى  الحجار ان " بري لم يفسح في المجال امام الاسئلة الشفوية خلافا للنظام".
وردّ النائب غازي زغيتر: "هناك اناس رسنها الحقد، وكما قدّمت الشاي للعدو هي مستعدة اليوم لتقديم الصواني الذهبية"، في حين رفض النائب نواف الموسوي "التطاول على البطل محمد منصور".
"الحمد الله، لم تحصل ضربة "بوكس" في المجلس"، كما قال بري، رغم ان المشهد السياسي بات بلا اي ضوابط في المقار الرسمية كما في الاعلام.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

عريضة من 11 نائباً تطالب بري بجلسة لمناقشة الحكومة وطرح الثقة
 

قدّم النواب فريد مكاري وبطرس حرب وأحمد فتفت وأنطوان زهرا وسامر سعادة وسيبوه كالباكيان وزياد القادري وجمال الجراح وطوني ابو خاطر ومروان حماده وغازي يوسف عريضة إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي جاء فيها: "بالنظر الى خطورة التطورات الداخلية والعربية والدولية، وبالنظر الى سياسة الحكومة في هذه المجالات، ولا سيما في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، وموقف بعض القوى والأحزاب السياسية الممثلة في الحكومة في حماية المتهمين من الملاحقة القضائية وفي رفض دفع لبنان التزاماته المالية لتمويل المحكمة، ما يشكل عرقلة لسير العدالة وتعطيلاً لها، بالإضافة طبعاً إلى الموقف السياسي المعيب الذي اتخذته حكومة لبنان في موضوع الأحداث في سوريا، والتصويت ضد قرار جامعة الدول العربية خلافاً لشبه الإجماع العربي، في وقت كان لبنان قادراً على تخفيف وطأة موقفه باتخاذ قرار الامتناع كما ذهبت إليه العراق، مروراً بالسياسة المالية والاجتماعية والاقتصادية العشوائية التي اعتمدتها الحكومة، والتي دفعت البلاد إلى منزلقات خطيرة في ظروف مأسوية للاقتصاد العالمي، مع ما لهذه السياسة من انعكاسات قد تطيح ما تبقى من استقرار اقتصادي واجتماعي....
ناهيك بالوضع الأمني الخطير الذي يعمّ البلاد، وجو الرعب من عودة الاغتيالات الذي يروّج له بعض وزراء هذه الحكومة، بالإضافة إلى عمليات خرق الحدود اللبنانية من القوات السورية لمطاردة فارين من القمع والقتل لقتلهم أو القبض عليهم، وذلك بتغطية من الحكومة، وأحياناً بمشاركة بعض أجهزتها وتعاونها، والأخطر اعتقال سوريين على الأراضي اللبنانية من السفارة السورية والأجهزة اللبنانية الأمنية المولجة حمايتها وتسليمهم إلى السلطات السورية لتصفيتهم، نطالب نحن النواب، بتعيين جلسة قريبة لمناقشة الحكومة في سياستها العامة وطرح الثقة بها لإسقاطها، وفقاً لأحكام المادة /137/ من النظام الداخلي".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

الدخان في المجلس
!
 

* رغم ان قانون الحد من التدخين أبصر النور أخيراً من مجلس النواب، لا يزال الدخان "على عينك يا تاجر" في اروقة المجلس بلا حسيب او رقيب. وتجبر، وانت ترصد تصريح احد النواب، على تنشق سموم السيجارة، علما انك مرغم ايضا على تحمّل سموم السياسة.
* برز تهافت معظم النواب على وزير الداخلية مروان شربل خلال الجلسة ربما لاستيضاحه الكثير من الشؤون الامنية، حتى النائبة جيلبرت زوين تحدثت اليه مطولا.
 

 

منال شعيا     
 

 

 

القوات السورية واصلت زرع الألغام شمالاً

تابعت وحدات الهندسة التابعة للجيش السوري زرع الغام عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان حيث شوهدت آليات وعناصر سورية تقوم بمهماتها هذه قبالة بلدات منجز والدبابية والنورا  التحتا اللبنانية.
واشارت مصادر حدودية الى ان عملية التلغيم ستشمل كل الحدود السورية من العريضة وحتى نقطة النبي بري، مع التركيز على تلغيم المعابر غير الشرعية التي كان المهربون يستخدمونها وكذلك محيط المراكز العسكرية االسورية الحدودية.
وذكر ليل الثلثاء - الأربعاء أن 3 جرحى سوريين دخلوا لبنان عبر احد المعابر غير الشرعية على مجرى النهر الكبير قبالة قرية النورا اللبنانية.
أما على صعيد توزيع المساعدات على النازحين السوريين فواصلت الهيئة العليا للاغاثة اهتمامها بالنازحين السورين في منطقة عكار من خلال توزيع المساعدات والاشراف الصحي والاجتماعي بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة وعدد من الهيئات الدولية.
ووزّعت الهيئة أمس حصصاً غذائية على النازحين وللاسر المضيفة اللبنانية الاكثر حاجة، وتضمنت حفاضات وحليباً للاطفال من الهيئة العليا للاغاثة وحصص نظافة من منظمة "اطباء بلا حدود" وادوات مطبخ للعائلات اللبنانية المستضيفة المحتاجة من منظمة اطباء بلا حدود وكوبونات وقود يستفيدون من خلالها من 160 ليتر مازوت، الى كوبونات ملابس بقيمة 100 دولار من المجلس الدنماركي لكل اسرة سورية نازحة.
وانطلقت الحملة من مدرسة الرامة احد  مراكز تجمع النازحين في منطقة وادي خالد عكار في حضور ممثلين للهيئات الدولية ومختاري البلدات، وفي اشراف المنسق العام للهبات الخارجية في الهيئة العليا للاغاثة محمد مملوك.

عكار - ميشال حلاق      

 

أخبــار أمنيــة وقضائية

الجيش: لا قيود على تراخيص الإعلاميين

أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش امس بيانا جاء فيه: "كثر في المدة الاخيرة الحديث عن اتخاذ الجيش اجراءات مشددة، وبخاصة في منطقة الشمال، حيال منح التراخيص لمندوبي وسائل الاعلام بهدف تغطية الاحداث والنشاطات المختلفة. ويهم مديرية التوجيه توضيح الآتي:
اولا – ليس هناك اي قيود على جميع وسائل الاعلام المحلية لتغطية اي حدث او نشاط داخل الاراضي اللبنانية، باستثناء منطقة جنوب الليطاني والمخيمات الفلسطينية، حيث تتطلب التغطية ترخيصا صادرا عن هذه المديرية. ثانيا – تخضع وسائل الاعلام الاجنبية كافة للقوانين المرعية الاجراء بالحصول على ترخيص مسبق من مديرية التوجيه قبل الشروع في التحقيقات الصحافية والمصورة في كل المناطق اللبنانية.
ثالثا – في كل الاحوال، تلتزم وسائل الاعلام المحلية والاجنبية خلال عملية التغطية القوانين المرعية بعدم تصوير مراكز الوحدات العسكرية ونشاطاتها المختلفة من دون اذن".

الأمطار تجاوزت المعدل السنوي

هطلت الامطار امس بغزارة في كل المناطق، وتساقطت الثلوج في الأعالي. واعلن مرصد نقولا شاهين ان كمية المطر في رأس بيروت خلال 24 ساعة المنتهية السادسة مساء امس بلغ 62 ميللمتراً، ليصبح المجموع حتى تاريخه 184 ميللمتراً، يقابله في هذا التاريخ من العام الماضي 44 ميللمتراً. أما المعدل السنوي العام لهذا التاريخ فهو 113 ميللمتراً.

تاجر لبناني دخل سوريا ولم يعد

بعلبك – "النهار"
فقد محمد سمير بليبل (35) من مدينة الهرمل بعد دخوله الاراضي السورية من معبر القاع – جوسيه الحدودي يوم الاحد الفائت، ولم يعد الى منزل ذويه، علما انه تاجر ويعمل في توزيع مواد الاغذية.

يابانية نائبة لرئيس قلم المحكمة الدولية

أدّت اليابانية كاورو أوكويزومي اليمين الرسمية امس بصفة نائبة رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان.
وقال بيان للمحكمة أمس ان أوكويزومي "تتمتع بخبرةٍ راسخةٍ في مجال العدالة الجنائية الدولية وحقوق الإنسان. وعملت في قلم المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، وقلم المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، وشاركت أيضًا في العمليات الميدانية للأمم المتحدة في كرواتيا، والبوسنة والهرسك، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وكوسوفو، ونيبال. وقبل تسلّم السيدة أوكويزومي مهماتها في المحكمة الخاصة بلبنان، عملت في القسم الاستشاري المعني بالقانون الجنائي والشؤون القضائية التابع لإدارة عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في نيويورك.
وتُعاون رئيس قلم المحكمة، هرمان فون هايبل، من أجل
تقديم الدعم الإداري والقانوني وسوى ذلك من الدعم الأساسي لعمل المحكمة، وتنوب أيضًا عنه في غيابه.
وتشرف أوكويزومي على الأقسام القانونية لضمان حسن سير إجراءات المحاكمة.
وبقي منصب نائب رئيس قلم المحكمة شاغرا منذ تعيين فون هايبل رئيسًا لقلم المحكمة في كانون الأوّل 2010".

الصحة: ليس ما يدعو للقلق في الضنية

أعلنت وزارة الصحة العامة انها "فور تبلغها ظهور بعض الاصابات بأعراض الصفيرة في منطقة الضنية، تحركت الاجهزة المختصة في الوزارة، عبر مصلحة الصحة في الشمال ودائرة الترصد الوبائي وطبيب القضاء، واخذت عينات من المياه التي تغذي المنطقة التي ظهرت فيها حالات الاصابة لفحصها وتبيان مدى مطابقتها لشروط الصحة العامة.
والوزارة في انتظار النتائج التي ستصدر في الساعات المقبلة، وان كانت المعطيات لا تشير الى ما يستدعي القلق".

برنامج "الجندي" يعود اليوم

أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش استئناف بث برنامج "الجندي" اعتبارا من اليوم عبر اثير "الاذاعة اللبنانية" على الموجتين 98,5 MHZ و98,1 FM ميغاهرتز، على ان تبث الحلقة اسبوعيا الساعة 17:30 مساء الخميس، وتعاد الساعة 18:05 مساء الاحد. ويتضمن البرنامج مواضيع عسكرية وعلمية وثقافية واجتماعية متنوعة.

سرقة أسلاك كهربائية في دير ميماس

مرجعيون - "النهار"
سرق لصوص فجر امس اسلاكا كهربائية بطول حوالى 500 متر من اعمدة في محلة وادي هورة في دير ميماس، مما ادى الى انقطاع التيار عن البلدة.

انتحار أثيوبية في البازورية

شنقت الخادمة الاثيوبية جانيت ميتا قياريا نفسها بحبل غسيل ربطته بسقف منزل مخدومها في بلدة البازورية – قضاء صور.