تطمينات أميركية للراعي والأسد يؤكد لوفد إرسلاني قدرة بلاده على تجاوز الأزمة
فيلتمان يحشد لدعم لبناني لإسقاط النظام السوري
قوى 8 آذار تأكل <حكومتها> ··· وحزب الله يؤيد قرار هيئة التنسيق النقابية بالإضراب والتظاهر
في لحظة قلق تمتد من الحدود التركية - السورية، التي شهدت امس، توتراً خطيراً، الى تفاقم المواقف في سوريا، مع بوادر اعلان العصيان المدني في اكثر من محافظة، الى التوتر النفسي الذي أعقب مهرجان الضاحية الجنوبية، اقدمت الحكومة على تصحيح وضيع للاجور اثار اعتراضاً عمالياً ونقابياً يستعد للخروج الى الشارع، وارسلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساعدها لشؤون الشرق الادنى وشمال افريقيا جيفري فيلتمان الى لبنان لاستطلاع عمليات <عض الاصابع> الجارية على الساحة اللبنانية، سواء داخل الائتلاف الحكومي، او بين قوى 8 آذار و14 آذار، لا سيما حزب الله و<تيار المستقبل> وسط تزايد الريبة بين الطرفين، والاشارات الدولية المتزايدة على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، او وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بشأن مناخ ينذر بفتن اهلية تمتد من سوريا الى لبنان·
واذا كانت السفارة الاميركية اكتفت بما خص لبنان الرسمي بتجديد التزام فيلتمان <بلبنان مستقر وسيد ومستقل> و<دعم الجيش اللبناني كقوة شرعية دفاعية قادرة على تأمين الحدود>، في تعبير ملتبس يعني على الارجح في نظر دبلوماسي لبناني، الحدود اللبنانية - السورية، فضلاً عن التنويه <بدوام التزام لبنان بالقرارات الدولية، لا سيما 1559 و1701>، وأهمية <استمرار التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان>، فإنها (اي السفارة) توقفت عند اللقاء الذي جمع فيلتمان مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وهو الاول من نوعه لمسؤول اميركي مع رأس الكنيسة المارونية، بعد التصريحات المثيرة التي ادلى الراعي من باريس في الصيف الماضي، حيث طلب اليه <دعم الجهود الدولية لوضع حد لوحشية النظام السوري> حسب تعبير السفارة الاميركية·
وحسب معلومات <اللواء> فإن شخصية حزبية مسيحية تولت ترتيب اللقاء بين الراعي وفيلتمان، وهي شاركت في بعض لقاءاته مع قيادات لبنانية اخرى·
وفي معلومات <اللواء> أيضاً أن فيلتمان طلب من القيادات اللبنانية التي التقاها تأييد الخطوات الجارية للاطاحة بالنظام في سوريا، واعتبار أن هذا التأييد يصب في استقرار لبنان·
ومع أن الدبلوماسي الأميركي استمع إلى وجهات نظر كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط بشكل مركز، الا انه أبلغ كل من التقاه أن قرار بلاده يتلخص بنقطة واحدة وهي أن على الرئيس بشار الأسد أن يتنحى، لانه فقد مصداقيته ولا يمكن التعايش مع نظام لا يحترم الحقوق البديهية للانسان·
وأنهى فيلتمان جولة لقاءاته أمس التي شملت إلى هذه الشخصيات الثلاث والوزير السابق الياس المر، بلقاء عقده في <بيت الوسط> مع عدد من قيادات قوى 14 آذار، ظل بعيداً عن الاعلام، وتخلله مأدبة عشاء في حضور السفيرة الأميركية مورا كونيللي·
واكتفى البيان الذي صدر عن اللقاء بأنه جرى تبادل الآراء حول المستجدات الإقليمية والدولية، من دون أي إشارة إلى الوضع اللبناني، ولا إلى الشخصيات التي التقاها الدبلوماسي الأميركي مع أن بعض المعلومات توقعت ان يكون من بينها كل من الرئيس امين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع، ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد الذي أبلغ <اللواء> بأن اللقاء كان <ممتازاً>·
وفي السياق ذاته، أوضحت أوساط رئيس المجلس النيابي أن الجزء الأكبر من حديث السفير فيلتمان مع الرئيس برّي تركز على الوضع في سوريا، فيما أدلى رئيس المجلس بدلوه مما يجري، وكانت وجهات النظر متباعدة بينهما حول هذه المسألة·
اما أوساط النائب جنبلاط فقد اشارت إلى أن الدبلوماسي الأميركي جاء لاستطلاع الأوضاع في لبنان، وانه أراد الاستماع إلى وجهات نظر الأطراف اللبنانية حول الأوضاع الداخلية والوضع في المنطقة وسوريا، وتداعياته على لبنان، مبدياً وجهة نظر الإدارة الأميركية حيال ما يجري في المنطقة، ابتداء من إيران والانسحاب الأميركي من العراق، إلى سوريا، لكنه، بحسب هذه الأوساط لم يقل شيئاً غير معروف عن موقف الإدارة الاميركية، الا انه شجع جنبلاط على دعوته لأهمية الحوار الداخلي اللبناني كسبيل وحيد لمعالجة المسائل الخلافية والخروج من المأزق الراهن، والذي شدّد أيضاً على <ضرورة الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي بعيداً عن التوتر والتشنج>·
في المقابل، كان لافتاً للانتباه استقبال الرئيس الأسد وفداً من رجال الدين من طائفة الموحدين الدروز في لبنان، برئاسة النائب طلال أرسلان الذي كانت له كلمة في اللقاء، وكذلك للشيخ نصرالدين الغريب اللذين اعلنا وقوفهما إلى جانب سوريا، قيادة وشعباً، لتجاوز ما يحاك ضدها من مؤامرة تهدف إلى تفتت سوريا والمنطقة·
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فان الأسد اعرب عن تقديره الكبير لأعضاء الوفد لموقفهم الوطني المنطلق من الحرص على علاقات الأخوة والتعاون بين سوريا ولبنان، معتبراً بأن <سوريا قوية بشعبها وبدعم ومحبة الشعوب الشقيقة والصديقة>، مؤكداً أنها <قادرة على تجاوز ما تمر به، وأنها لن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها مهما كانت الضغوطات>·
الوضع الحكومي وسط هذه التطورات، أكدت مصادر حكومية أن جلسة الحكومة المقررة اليوم ما زالت قائمة، وأن جدول أعمالها هو البحث في ما تبقى من بنود الجلسة الماضية، أمس الأول، والتي أقرت فيها صيغة جديدة لتصحيح الأجور، خلافاً لاقتراحات وزير العمل شربل نحاس، رفضها الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية التي أعلنت الاضراب والتظاهر يوم الخميس المقبل، ولم تعارضها الهيئات الاقتصادية، فيما كان لافتاً للانتباه، إعلان التعبئة التربوية المركزية في <حزب الله> تأييدها للقرار الصادر عن هيئة التنسيق النقابية بالاضراب والتظاهر والاعتصام، وذلك <تأكيداً على أهمية النهوض بالتربية والتعليم، وتأييداً لمطالب المعلمين والعمال المحقة، ودعماً للتحرك القائم لتحقيقها والرافض لطريقة معالجة مجلس الوزراء لمسألة الأجور والأزمة المعيشية>، بحسب تعبير بيان الحزب·
وفي هذا السياق، عزا وزير بارز في الفريق الشيعي، تصويت وزراء <أمل> و<حزب الله> الى جانب اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي، ومخالفة اقتراح حليفهما الوزير نحاس، سببه أن رئيس الحكومة أبلغ الوزراء أن الصيغة هي حصيلة مفاوضات أجراها مع الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية، لكن تبيّن في ما بعد أن هذا الكلام لم يكن دقيقاً، بدليل معارضة الاتحاد العمالي للمشروع، <لكننا نحن كوزراء لا يجوز لنا إلا أن نصدّق ما يقوله رئيس مجلس الوزراء>·
وأوضح الوزير، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان ما حصل في مجلس الوزراء امس الاول، ليس اسقاطاً لمشروع نحاس، بل تأجيل البحث به وتحويله إلى لجنة وزارية لمتابعة كونه مشروعاً اصلاحيا مترابطا مع مجموعة اجراءات غير تصحيح الاجور، وتتطلب المزيد من الوقت لمناقشتها·
وفهم ان هذا الكلام جاء بمثابة ترضية لتكتل التغيير والاصلاح الذي اعلن النائب آلان عون لـ <اللواء> ان الوقت لم يحن بعد لاتخاذ قرار باسقاط الحكومة او الاستقالة منها، فيما اكد نحاس من جهته ان التكتل لن يكون شاهد زور، الا ان الوزير الشيعي البارز اضاف على هذه الترضية، موقفاً تضمن تبنياً لمطلب النائب ميشال عون بتعيين القاضي طنوس مشلب رئيسا لمجلس القضاء الاعلى، اذ اكد ان هذا التعيين لا يرتبط بآلية التعيينات التي تنص على تسمية ثلاثة مرشحين، لان التعيين في القضاء يشبه التعيين في السلك الخارجي، مؤكداً موافقة الفريق الشيعي على الاقتراح المقدم من التيار الوطني الحر،مشددا على ان الاولوية للحكومة يجب ألا تكون بعدم تأجيل الملفات·
غير ان مصدراً حكومياً، نفى ان تكون اية تعيينات مطروحة اليوم في مجلس الوزراء، مشيرا الى ان الجلسة التي ستعقد الاثنين في بعبدا مخصصة لمعاودة البحث في قانون الانتخاب· فيما جلسة الثلاثاء في السراي الحكومي لم يوزع جدول اعمالها بعد، وقد يكون فيها التعيينات، اما جلسة الاربعاء في بعبدا فستكون للموازنة·
ولفت المصدر إلى ان تصحيح الاجور سيبدأ من تاريخ صدور المرسوم ومن دون مفعول رجعي، مشيراً إلى ان جو الوزيرين شكيب قرطباوي وجبران باسيل اللذين حضرا إلى جانب الرئيس ميقاتي في المحادثات التي أجراها أمس مع رئيس وزراء أوكرانيا، كانت مرضية، ولم يظهرا استياء لما جرى في جلسة الأجور أمس الأول·
تجدر الإشارة، إلى انه بالرغم من اعتراض الاتحاد العمالي العام على الزيادة، فإن الهيئات الاقتصادية تمكنت من اقناعه بالتروي في رفضه القرار وتلويحه بالعودة إلى الشارع، مقابل وضع يدها في يده في سبيل اقتراح خطة لسياسة اجتماعية شاملة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة·
وكشف رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير لـ<اللـــواء> انه حمل الاتحاد العمالي رسالة باسم الهيئات الاقتصادية مفادها ان قرار الزيادة جاء على أساس <لا غالب ولا مغلوب>، مؤكداًَ موافقة الهيئات عليه بالرغم من خطورته على القطاعات الاقتصادية في الموقف الراهن، على أمل أن يكون العام المقبل 2012 أكثر ازدهاراً ونشاطاً من العام الحالي·
جولة فيلتمان في اليوم الثاني من دون كلام شملت برّي وجنبلاط والراعي والمرّ و14 آذار
واصل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان زيارته الى المسؤولين اللبنانيين، فزار صباح أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ترافقه السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أمل الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان، ودام اللقاء نصف ساعة غادر بعدها الدبلوماسي الأميركي من دون الادلاء بأي تصريح· كما زار فيلتمان رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط قرابة الاولى بعد الظهر ترافقه السفيرة كونيللي، في حضور نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للشؤون الخارجية دريد ياغي، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر ومفوض الاعلام رامي الريس· ولم يدل فيلتمان بأي تصريح· وقد استبقى النائب جنبلاط فيلتمان والحضور الى مائدة الغداء·
وأوضحت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي أن البحث تناول المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة العربية في ضوء المتغيرات المتلاحقة، وأكد جنبلاط على أهمية الحوار الداخلي اللبناني كسبيل وحيد لمعالجة المسائل الخلافية والخروج من المأزق الراهن، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي بعيداً عن التوتر والتشنج·
وزار فيلتمان كذلك قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، ترافقه السفيرة كونيللي والملحق العسكري ووفد من أعضاء السفارة، وتناول البحث الأوضاع العامة وسبل تفعيل علاقات التعاون بين جيشي البلدين، لا سيما تطوير برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني·
ومن اليرزة انتقل فيلتمان وكونيللي إلى ثكنة المقر العام للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حيث استقبلهما المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في حضور رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن، وجرى البحث في برنامج التدريب والمساعدات الأميركية لقوى الأمن الداخلي وعرض الأوضاع الأمنية العامة في البلاد·
وفي الخامسة، غروباً، زار فيلتمان ومساعده اليكس جيراسي وكونيللي الوزير السابق الياس المر في مكتبه في عمارة شلهوب، وحضر جزءاً من اللقاء نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر·
ومن جل الديب، زار فيلتمان ومرافقوه بكركي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمدة ساعة، انتقل بعدها الى جناح البطريرك السابق الكاردينال نصر الله صفير·
ومساء لبّى المبعوث الأميركي دعوة لتناول العشاء في فندق <لورويال> في ضبية بدعوة من الأمانة العامة لقوى 14 آذار·
وأفادت السفارة الأميركية في بيان ان فيلتمان أنهى زيارته الى لبنان حيث اجتمع بكبار المسؤولين لمناقشة الوضع السياسي والأمني في لبنان، اضافة الى التطورات في سوريا وقضايا إقليمية أخرى·
وبحسب بيان السفارة، اجتمع مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان والسفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيلي أمس برئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي والبطريرك الماروني السابق نصر الله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ووزير الدفاع السابق الياس المر· هذا وكان مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان والسفيرة كونيلي قد اجتمعا أمس برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي·
وجدّد فيلتمان التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر، وسيّد، ومستقل وشدّد على دعم الإدارة الأميركية تعزيز لبنان ومؤسساته بما فيها الجيش اللبناني، مدركا اهمية الجيش في القيام بمهماته كقوة لبنان الشرعية الدفاعية الوحيدة القادرة على تأمين الحدود وعلى الدفاع عن سيادة واستقلال دولة لبنان·
كما أشار مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان إلى أهمية تعاون لبنان المستمر مع المحكمة ودوام الوفاء بالتزاماته الدولية? تجاه قراري مجلس الأمن الدولي 1559 و1701·
واجتمع مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان أيضا مع البطريرك الراعي وتبادلا وجهات النظر حول التطورات في لبنان والمنطقة· وبحسب بيان السفارة، فـ>كما فعل مع آخرين كثر خلال زيارته، ناقش مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان مع البطريرك الراعي دعم الولايات المتحدة للمبدأ بأن حقوق الإنسان العالمية في جميع المجتمعات ومن جميع الاديان يجب أن تكون محمية من قِبل حكوماتهم>· كما حث البطريرك على دعم الجهود الدولية والإقليمية لوضع حد لوحشية النظام السوري ضد الشعب السوري، وجدد التأكيد على وجهة نظر الولايات المتحدة الراسخة بأن الرئيس السوري بشار الاسد قد فقد شرعيته للقيادة وبأن أفضل وسيلة لوضع حد للوحشية هو تنحيه عن الحكم·
حكومة الرؤوس الحامية> تلملم ملابسات التمويل بانتظار التجديد للبروتوكول
الفريق الشيعي يطمئن حليفه بتبني ترشيح مشلب لرئاسة القضاء
منال زعيتر:
عندما تسأل الأكثريين عن مصير الحكومة الميقاتية في ظل الخلافات المتكررة بين اقطابها لا تسمع الا جوابا واحدا: مرر قطوع التمويل بعيدا عن الحكومة وبمعزل عن من وافق ومن اعترض، وتم الاتفاق في جلسات حامية جدا على اقرار العديد من المشاريع الخلافية التي تخدم لبنان واللبنانيين اولا واخيرا، وسوف يكون هناك أمام الاكثريين وحكومتهم في المستقبل القريب مطبات كثيرة سنعمل على تجاوزها، وما يمكن تأكيده هو أن الحكومة باقية اقله حتى شهر اذار 2012 موعد تجديد البروتوكول للمحكمة الدولية وحينها لكل حادث حديث·
والمشكلة برأي هؤلاء ليست أزمة ثقة بين الافرقاء داخل الاكثرية انما عتب ولوم ضمني على سياسة الكيد والتشفي التي يمارسها البعض عن قصد او بدون قصد والتي توحي للمصطادين في الماء العكر بان هناك كما يفسد في الود قضية لا سيما بين فريق التيار الوطني الحر ورئيسي الحكومة والجمهورية، دون الاخذ في الاعتبار أن الحكومة متعددة الاقطاب والتوجهات ولكل فريق الحق في طرح ما يراه مناسبا لمصلحة الدولة والشعب ومهما تزايدت التباينات، الا ان الحكومة بخير والجميع متفق على تقديم المصلحة الوطنية على الخلافات والاختلافات أقله في المرحلة الراهنة كما انها تحاول تقديم افضل الممكن بظروف ليست طبيعية·
وعليه يضيف الاكثريون بأن التحديات التي تشهدها هذه الحكومة هي حالة طبيعية في بلد عانى طويلا من الفساد السياسي والاقتصادي وتتطلب معالجة جذرية وتستلزم وقتا طويلا من العمل والجهد ويمكن ان يتم ذلك بطرق مختلفة وهنا بيت القصيد لان هناك في الحكومة الميقاتية افرقاء متعددين ووجهتي نظر مختلفتين في مقاربة هذا الموضوع بين فريق يريد الاصلاح والتغيير الجذري مرة واحدة وآخر يريد تقسيم العملية الاصلاحية وتجزئتها·
ولعل المآخذ على الحكومة وافرقائها تخطت الخلافات المعلنة بين الرابية والقصر الجمهوري ورئيس مجلس الوزراء الى ما يقال عن خلافات ما بين الحلفاء <الفريق الشيعي والوطني الحر> وتحديدا على خلفية موافقة وزراء امل وحزب الله على مشروع الرئيس نجيب ميقاتي للأجور وعدم تمرير مشروع وزير العمل شربل نحاس· والمشكلة الحقيقية هنا وفق ما علمت <اللواء> ليست في اقرار الوزراء لمشروع ميقاتي بل ما تم اخبار الوزراء به من أن هذا المشروع هو بالاتفاق مع الاتحاد العمالي العام، وهذا ما لم يكن دقيقا واذا سألت اي وزير عن الموضوع يجيب بان ميقاتي رئيس مجلس الوزراء فكيف لا نصدقه·
وفي هذا السياق يقول وزير بارز بأن ما حصل في مجلس الوزراء ليس اسقاطا لمشروع الوزير <نحاس> بل تأجيل البحث به وتحويله الى اللجنة الوزارية لمتابعته كونه مشروعاً اصلاحياً مترابطاً مع مجموعة اجراءات وتعديلات اخرى غير تصحيح الاجور وتتطلب المزيد من الوقت لمناقشتها، مع العلم اننا اقرينا الجزء المتعلق ببرنامج <دعم الدولة للشباب للحصول على اول فرصة عمل للحد من الهجرة>، مضيفا أنه من هذا المنطلق وافقنا على طرح الرئيس ميقاتي بخصوص الاجور·
وفي سياق منفصل نفى الوزير المعني أن يكون تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى مرتبطا بآلية التعيينات التي تنص على تسمية ثلاثة مرشحين لكل منصب، لان التعيينات في القضاء تشبه التعيينات في السلك الخارجي وغيره مؤكدا على موافقة الفريق الشيعي على الاقتراح المقدم من قبل التيار الوطني الحر، ومشددا ّ على ان الاولوية للحكومة يجب ان تكون بعدم تأجيل الملفات والبدء بتنفيذ تلك التي اقرت في السابق·
الجنرال مستاء من رفض مشروع نحاس وتصويت وزراء <حزب الله> و<أمل> ضده
آلان عون لـ <اللواء>: لم نصل إلى الكلام عن الإستقالة أو إسقاط الحكومة
عمر البردان:
ما جرى في جلسة مجلس الوزراء أول أمس من إقرار لمشروع تصحيح الأجور الذي طرحه الرئيس نجيب ميقاتي بعد عرضه على التصويت، وسقوط المشروع المقدم من وزير العمل شربل نحاس، عكس بكثير من الوضوح اتساع رقعة التباينات بين الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس تكتل <التغيير والإصلاح> النائب ميشال عون الذي كان وافق على مشاركة وزرائه في هذه الجلسة، ظناً منه أنه قد تتم الموافقة على المشروع المقدم من الوزير نحاس، لكن المفاجأة التي لم تكن في الحسبان لدى عون وقيادته هو في تضامن حليفيه <حزب الله> و>أمل> على إسقاط مشروع نحاس لحساب المشروع الذي قدمه الرئيس ميقاتي نتيجة التصويت الذي حصل داخل الجلسة، في توقيت يثير الكثير من الأسئلة لدى القواعد العونية، على اعتبار أنه يأتي بعد ساعات على تأكيد الأمين العام لـ>حزب الله> السيد حسن نصر الله دعمه لكل مطالب النائب عون ووصفها بأنها محقة، ودعوته الرئيس ميقاتي للتعامل معها بإيجابية·
وفي المعلومات المتوافرة لـ>اللواء> أن النائب عون أبدى استياءه من موقف مجلس الوزراء ومن موقف وزراء <حزب الله> و>أمل>، لكنه دعا إلى التروي والتعامل مع الأمور بمسؤولية بانتظار الاجتماع الموسع الذي ستعقده قوى الأكثرية في الأيام المقبلة للبحث في الملف الحكومي ودراسة كل الخيارات التي من الممكن اللجوء إليها، كتعبير عن رفض التيار العوني للوتيرة البطيئة لعمل الحكومة·
وفي قراءته لما جرى في جلسة الحكومة، أكد عضو تكتل <التغيير والإصلاح> النائب ألان عون لـ>اللواء> أنه في الأيام الطبيعية يمكن أن يحصل نقاش حول ملفات ليست بالضرورة سياسية، وهذا النقاش نعتبره مشروعاً وضرورياً، لكن في هذا الظرف السياسي بالذات نعتبر أنه كان يجب أن تحصل معالجات شاملة وجذرية أكثر، بمعزل عن الصيغة التي سنتوافق حولها في النهاية·
وقال إن الموضوع بحاجة إلى نقاش أوسع وأشمل وكان يفترض أن يحظى بمعالجة معمقة، ومن الأساس كان هناك اختلاف في وجهات النظر، في ظل وجود مقاربتين مختلفتين، بين المقاربة الشاملة والمقاربة الجزئية، وهذا ما جعل الأمور تصل إلى هذه النتيجة دون التوصل إلى الحل الذي نتمناه·
واستبعد عون أن تصل الأمور إلى حد تكرار سيناريو إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري مع حكومة الرئيس ميقاتي فأشار إلى أن لكل حكومة ظروفها ومعطياتها، ونحن لم نصل اليوم بعد إلى كلام يصل إلى حد، لا الاستقالة ولا إسقاط الحكومة، مشدداً في الوقت نفسه على أنه يحق لوزراء <التغيير والإصلاح> الاعتراض على الأداء الحكومي والمطالبة بصوت عال بضرورة تفعيله قبل فوات الأوان، وهذا حق طبيعي من حقوقنا بحكم حرصنا على إنجاح عمل الحكومة وتقويم أي اعوجاج في طريقة أدائها لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين·
وعن موقف وزراء <أمل> و>حزب الله> الذين صوتوا لمصلحة مشروع الرئيس ميقاتي ضد مشروع حليفهم الوزير نحاس، أشار عون إلى أن ذلك يعني أن هناك تنوعاً داخل الحكومة، ويؤكد نظرية أنها ليست حكومة اللون الواحد، وأن لكل فريق أفكاره وطروحاته، وإن كنا نتمنى أن نتفاهم مع الحلفاء وسائر مكونات الحكومة على الأمور التي نطرحها، وأن يكون التجاوب مختلفاً، ولكن هذا لا يعني أيضاً أن نكون متوافقين على كل شيء، وهذا أمر طبيعي ومشروع، على عكس الاتهامات الشمولية التي توجهها المعارضة ضدنا·
ويشدد عون على أن اجتماع الأكثرية المقرر عقده في الأيام المقبلة سيبحث في الأداء الحكومي وأهمية تفعيله وتطويره بمشاركة جميع فرقاء الحكومة، لأنه لا يمكن إبقاء الوضع على ما هو عليه، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان على مختلف المستويات·
ومن جهته أعلن عضو تكتل <التغيير والإصلاح> النائب سليم سلهب أن <وزراء التكتل كانوا يعولون كثيرا على تصويت بعض الحلفاء إلى جانب المشاريع الإصلاحية التي قدمناها في الكثير من القضايا، منها ملف تصحيح الأجور يتضمن سلة متكاملة>، مبدياً <احترامه للديموقراطية وانحناءه أمام نتائجها>·
وعن غياب التنسيق المسبق بين الحلفاء، قال في حديث إذاعي <من أولوياتنا في الوقت الحاضر إقناع الحلفاء قبل الآخرين في كل مشروع إصلاحي نتقدم به>، واصفاً موقف وزير الصناعة فريج صابونجيان <بالشخصي>·
وأوضح أن <الموقف الرسمي للطاشناق عبر عنه الوزير بانوس منجيان بالتصويت لمصلحة مشروع الوزير شربل نحاس>·
الأسد التقى وفداً درزياً برئاسة أرسلان: سوريا لن تتخلى عن مواقفها وسيادتها
زار رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان يرافقه الشيخ ناصر الدين الغريب على رأس وفد مؤلف من 65 شخصاً سورياً والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، وجال في منطقة جبل العرب>·
وأعرب الرئيس الأسد عن تقديره الكبير لأعضاء الوفد لـ<موقفهم الوطني الكبير المنطلق من الحرص على علاقات الأخوة والتعاون بين سوريا ولبنان ورفضهم للمؤامرات ومحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا ولبنان>·
واعتبر أن <سوريا قوية بشعبها وبدعم الشعوب الشقيقة والصديقة ومحبتها>، مؤكدا أنها <قادرة على تجاوز ما تمر به وأنها لن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها مهما كانت الضغوط>·
وافادت مندوبة <الوكالة الوطنية للاعلام في دمشق، ان أعضاء الوفد اعربوا عن <وقوفهم إلى جانب سوريا قيادة وشعباً لتجاوز ما يحاك ضدها من مؤامرة تهدف الى تفتيت سوريا والمنطقة>·
واعتبر النائب أرسلان، في كلمة خلال اللقاء، أن <الحرب التي تشن على سوريا هي تجسيد عملي للحرب المستدامة التي تستهدف الأمة وأن هدف ما يحدث هو تدمير سوريا لكونها حصن الأمة الأمين ولأن سوريا لا تفرط بالحقوق العربية>·
وأضاف: <على الدول الاستعمارية أن تدخل إصلاحات بنيوية على أنظمتها قبل أن تعطي دروسا لغيرها في الإصلاح>·
وختم: <ان العالم يطل على مرحلة جديدة سينتصر فيها الحق على الظالمين وسينقلب السحر على الساحر>·
بدوره، اعتبر الشيخ نصر الدين الغريب أن <سوريا ستبقى حصناً منيعاً في وجه أعدائها وستخرج من هذه الأزمة منتصرة وأقوى مما يتصور البعض>·
وقال: <كان أجدر بالجامعة العربية لو اجتمعت من أجل اتخاذ قرارات بمعاقبة اسرائيل وحصارها وقطع العلاقات معها والدفاع عن الشعب الفلسطيني المقهور وحفظ المقدسات بدلا من توجيه جام غضبها على سوريا التي ذنبها انها لم تصالح إسرائيل ولم تسر على خطى الغرب الاستعمارية>·