سلفيّو اليمن: انحياز للنظام

تجدّد الاشتباكات بين الحوثيين والسلفيين

تاريخ الإضافة السبت 10 كانون الأول 2011 - 5:44 ص    عدد الزيارات 2275    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تجدّد الاشتباكات بين الحوثيين والسلفيين
شباب اليمن يرفضون «الشراكة مع القتلة»
(جريدة السفير)
غداة إعلان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشكيل حكومة وحدة وطنية لتحضير البلاد لانتخابات رئاسية في شباط المقبل، حث مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر، الذي ساعد في نقل السلطة في صنعاء، الحكومة اليمنية امس على إرساء دعائم الاستقرار بعد أشهر من الاضطرابات التي دفعت البلاد الى شفا حرب أهلية.
في هذه الاثناء، تظاهر عشرات آلاف اليمنيين، خصوصا من الشباب، في صنعاء للتعبير عن رفضهم للحكومة التي شكلها الزعيم المعارض محمد باسندوة. وهتف المتظاهرون «لا شراكة مع القتلة» تعبيراً عن احتجاجهم على كون الحكومة شكلت بين المعارضة البرلمانية وحزب الرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح، كما صرخوا قائلين «باسندوة انهم ليسوا شرفاء» في إشارة الى وزراء من حكومة صالح السابقة ضمتهم الحكومة الجديدة ومتهمين بالتحريض على العنف الذي خلف مئات القتلى بين المتظاهرين خلال عشرة أشهر من الاحتجاجات.
وقال بن عمر لوكالة انباء «سبأ» اليمنية لدى وصوله الى العاصمة اليمنية انه يجب على الحكومة أن تلعب دورا في إرساء دعائم الاستقرار والامن في البلاد وإعادة بناء اقتصاده. وأضاف قائلا انه يريد أن يلتقي مسؤولين في الحكومة والمعارضة قبل كتابة تقرير بشأن تنفيذ الاتفاق الذي وقعه الرئيس صالح الشهر الماضي لتسليم السلطة الى هادي وإنهاء أشهر من الاحتجاجات العنيفة. واعتبر بن عمر ان «تشكيل حكومة جديدة جزء مهم من الاتفاق» وانه سيقدم تقريره الى مجلس الامن يوم 14 كانون الاول الحالي.
وبموجب اتفاق نقل السلطة، وافق حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح على اقتسام المناصب الوزارية مع خصومه في حكومة ائتلافية برئاسة باسندوة. وبالاضافة الى تحضير البلاد للانتخابات يتعين على الحكومة ان تستعيد الامن والخدمات الاساسية وان تتصدى للمشاعر الانفصالية المتنامية في الجنوب.
وفي لفتة يرى انفصاليون جنوبيون انها تنم عن حسن النية، تم الإفراج عن زعيم الحراك الجنوبي اليمني حسن باعوم مساء أول امس بعد ساعات من إعلان هادي تشكيل حكومة الوفاق. وكان باعوم قد اعتقل في شباط الماضي في مستشفى في عدن حيث كان يتلقى العلاج. وقال فادي، ابن باعوم، ان والده اتصل به عندما أفرج عنه وطمأنه الى انه في حالة طيبة وانه يقيم مع شقيقه في فندق في صنعاء. وقال ان شقيقه فواز الذي اعتقل مع والده أفرج عنه ايضا.
من جهة اخرى، لقي 6 أشخاص حتفهم في محافظة صعدة شمالي البلاد في أعمال عنف طائفية متجددة بين الحوثيين والسلفيين الذين يفرضون سيطرتهم على سلسلة جبال استراتيجية، وذلك في حين قتل 9 عناصر مفترضين من تنظيم «القاعدة» وجندي في هجوم على ثكنة فجر، قرب مدينة زنجبار، جنوبي اليمن، بحسب ما أعلن مصدر طبي.
(رويترز، ا ف ب، د ب ا)
 
الحكومة اليمنية تؤدي اليمين غداً... وتغازل الجنوبيين بإطلاق باعوم
جريدة الأخبار اللبنانية
فيما تستعد الحكومة اليمنية لأداء اليمين الدستورية غداً تمهيداً للمباشرة في ممارسة مهامها، عاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر إلى صنعاء لاجراء مزيد من المشاورات مع الأطراف السياسية، في وقتٍ سجل فيه اطلاق الأجهزة الأمنية سراح القيادي البارز في الحراك الجنوبي حسن باعوم إلى جانب نجله فواز بعد اعتقال امتد لقرابة 10 أشهر. وأكدت مصادر مقربة من باعوم، أمس لـ«الأخبار»، أن الغموض لا يزال يلف وضع القيادي في الحراك الجنوبي الذي نقل من السجن إلى أحد فنادق العاصمة اليمنية فور اطلاق سراحه، في وقتٍ ترددت فيه معلومات أنه قد يخضع للاقامة الجبرية او يرحّل إلى خارج اليمن.
وفيما نفت المصادر أن يكون الافراج عن باعوم، المتمسك بمطلب «الحرية لأبناء الجنوب»، مشروطاً، لفتت إلى أن الأجهزة الأمنية التي اختطفت باعوم ونجله من احد مستشفيات عدن بتاريخ 20 شباط الماضي، كانت تؤكد لهما طوال فترة اعتقالهما أنهما بمثابة «ضيوف»، فلم تخضعهما لأي تحقيق أو تعرضهما أمام اي محكمة. وأكدت المصادر أنهما قضيا معظم وقتهما متنقلين بين السجن والمستشفى بسبب الوضع الصحي السيئ لباعوم، الذي يرى البعض أن الافراج عنه مثّل رسالة ايجابية من رئيس الحكومة الجديدة، محمد سالم باسندوة، تؤكد رغبته في معالجة القضية الجنوبية، التي تعد من أبرز التحديات المهددة ليس فقط لاستقرار اليمن بل وحدته أيضاً.
ومن بين التحديات التي يواجهها باسندوة أيضاً اقناع المحتجين اليمنيين بالتعامل مع الحكومة الحالية وقدرة الأخير على تحقيق مطالبها، بعدما بات المحتجون لا يكتفون بالمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح وأقاربه بل ينددون أيضاً بقيادات المعارضة، التي ارتضت «القفز على دماء المحتجين» والجلوس إلى طاولة واحدة مع المتهمين بقتلهم.
وفي السياق، تظاهر أمس عشرات آلاف اليمنيين، وخصوصاً من الشباب في صنعاء، للتعبير عن رفضهم للحكومة الجديدة، وهتفوا «لا شراكة مع القتلة»، و«باسندوة انهم ليسوا شرفاء»، في إشارة إلى وزراء من حكومة صالح السابقة ضمتهم الحكومة الجديدة.
في غضون ذلك، حث مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن، أمس، على إرساء دعائم الاستقرار. وأوضح أن زيارته والوفد المرافق له إلى صنعاء ستكون فرصة لإجراء لقاءات مع جميع الأطراف اليمنية لتقييم الأوضاع وتقديم تقرير الى مجلس الأمن الذي سيجتمع في الرابع عشر من الشهر الجاري، مشدداً على وجوب أن تلعب الحكومة دوراً في إرساء دعائم الاستقرار والأمن في اليمن واعادة بناء اقتصاده.
بدورها، رحبت الصين إلى جانب فرنسا أمس بتشكيل الحكومة. وفيما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي قوله «نأمل أن يستعيد اليمن النظام الاجتماعي في وقت قريب من خلال الوسائل السلمية بما فيها اللجوء إلى الحوار والمفاوضات في حل النزاعات»، أبدت الخارجية الفرنسية قلقها إزاء استمرار العنف في البلاد.
إلى ذلك، نفذ مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة هجوماً على ثكنة أمس قرب مدينة زنجبار في جنوب اليمن، ما ادى إلى اندلاع اشتباكات بين الجنود والمسلحين أدّت إلى مقتل تسعة من المسلحين وجندي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
 
سلفيّو اليمن: انحياز للنظام
(جريدة الأخبار اللبنانية)
تقيم الجماعة السلفية في اليمن في منطقة معزولة عن السياق الحياتي والحراك السياسي العام وذلك بسبب اختيارها لمبدأ عدم الخروج على الحاكم. في المقابل، يصبغ علاقة السلفيين بالحوثيين في محافظة صعدة كثير من التوتر لأساب عديدة، ومن بينها اجادة النظام لعبة اثارة النعرات المذهبية
جمال جبران
صنعاء | يصعد أحد الشباب إلى حافلة غير ممتلئة تماماً بالركاب متجهة من جامعة ذمار (شمال صنعاء) إلى منطقة معبر التي يلزم نحو عشرين دقيقة للوصول إليها. متقشف في مظهره الخارجي يرتدي جلباباً قصيراً، يضع ساعة في يده اليمنى وعلى وجهه لحية يبدو أنها تُركت من غير تهذيب. يلقي التحية على الراكبين ويطلب بلهجة لطيفة من السائق إسكات صوت المغني الشعبي الخارج من جهاز التسجيل الملحق بالحافلة. يرضخ السائق لطلبه من غير ظهور أي أصوات معترضة من قبل الركاب المشغولين بتناول نبتة القات التي تساعد المسافرين على تحمل ساعات الرحلة.
وما أن تبدأ الحافلة بتحركها حتى ينطلق ذلك الراكب الجديد في إلقاء «خطبة سريعة من أجل قتل مسافة الطريق» كما قال.
لا شيء غير مألوف في «خطبته». يتحدث عن الغزو الثقافي الخارجي لثقافة الإسلام والذي يهدف إلى إغواء شباب المسلمين ودفعهم إلى ترك «سيرة السلف الصالح». ويتركز حديثه حول أدوات ذلك «الغزو» في وسائل الإعلام والفضائيات وقنوات الأغاني المصورة ومباريات كرة القدم. وهذه الأخيرة أخذت منه الجزء الأخير من حديثه الذي أبدى فيه ألمه العميق بسبب «اهتمام شباب المسلمين بأدق تفاصيل حياة اللاعب ليونيل ميسي وجهلهم بسيرة السلف الصالح وتفاصيل حياتهم». وينتهي الحديث بوصول الحافلة إلى منطقة «معبر» وينزل الراكب لتواصل الرحلة سيرها باتجاه صنعاء.
يبدو هذا المشهد متكرراً بنحو دائم للأشخاص المعتادين على السفر في هذه المنطقة حيث تعد «معبر» أحد المعاقل الكبرى لجماعة التيار السلفي في اليمن المتمركزين في «دار الحديث» التي يقف على رأسها محمد الامام، تلميذ الزعيم السلفي مقبل بن هادي الوادعي، وحيث يدرس نحو ما يزيد على ألف وخمسمائة طالب بعضهم جاء مع أسرته كلها ليقيم هناك في المباني الملحقة بالدار التي تعدّ بمثابة الفرع الأول لدار الحديث في منطقة دماج (شمال صعدة) التي أسسها الزعيم السلفي الراحل مقبل بن هادي الوادعي في العام 1979 بعدما عاد من المملكة العربية السعودية، التي ذهب للدراسة إليها وهو يعتنق المذهب الزيدي ليعود وقد تحول إلى معتقدات أهل السنة لينجح لاحقاً في تحويل غالبية أهالي المنطقة من المذهب الزيدي إلى السني. وعلى يد مقبل الوادعي سيدرس طلبة كثر ليخرج البعض منهم وينتشر في العديد من المناطق اليمنية لتأسيس دار حديث أخرى.
وكان من الواضح أن هذا التواجد السلفي في المنطقة ذات الأغلبية الزيدية لم يكن ليستمر بغير دعم من قبل النظام الحاكم بنحو رئيسي ومن خلفه المملكة العربية السعودية التي لم تكن في حالة مطمئنة وهي تجد إلى جوارها ازدهاراً للمذهب الزيدي ولمتشيعيه. وبالتالي فسيعمل دعم السلفيين على خلق حالة من التوازن أو وضع حد لذلك التمدد الزيدي على أقل تقدير، وهو التمدد الذي سيتمثل لاحقاً فعلياً بجماعة الحوثي، والتي كان من الطبيعي أن تتخذ منها الجماعة السلفية في اليمن موقفاً معارضاً، وخصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين السلطة اليمنية والحوثيين، لأنه وبحسب ما يعلنون، فإن التيار السلفي يقف بشكل لا لبس فيه ضد «إراقة دماء المسلمين»، إضافة إلى رفض الخروج عن طاعة ولي الأمر والحاكم حتى لو كان ظالماً فكيف الحال لو كان هذا الخروج عن طريق رفع السلاح في وجه الدولة.
لكن ظهر لاحقاً أن الاختلاف بين الحوثيين والسلفيين لن يقف عند حدود الموقف وسيتطور بين الحين والآخر إلى اشتباكات بين الجهتين، مثل ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية عندما وقعت جماعة السلفيين في منطقة دماج تحت وقع نيران هذا السلاح الذي سيرفعه في وجهها الحوثيون الذين يرفضون أمر تواجد هؤلاء السلفيين في منطقتهم على اعتبار انهم طارئون عليها وأن السلطات، اضافة إلى المملكة العربية السعودية، تستخدمهم وسيلة لمحاصرة التمدد الحوثي، وتمدهم بالسلاح للاعتداء على الحوثيين. لكن السلفيين يقولون إنهم مواطنون يمنيون ولهم حق العيش في اي منطقة شاؤوا من مناطق الجمهورية اليمنية.
وفي محاولة لشرح موقف السلفيين من الحوثيين، يقول الباحث أحمد المداني إن موقفهم يأتي من باب أن هذه الاشتباكات المسلحة التي تحدث بين الدولة وبين أي جماعة تقيم في إطار هذه الدولة وتقع ضمن جغرافيتها وتحت سيطرتها السيادية، إنما يزيد من احتمالات وقوع الفرقة التامة بين أبناء الملة الواحدة.
ولفت المداني، في حديث لـ«الأخبار»، إلى أن السلفيين يعتقدون أن حدوث مثل هذه الانشقاقات إنما يضاعف من احتمالات التدخل الأجنبي في اليمن وذلك بدعوى حماية حقوق فئة أو تطبيق لقوانين دولية تستخدم ذريعة لاحتلال الدول الفقيرة غير القادرة على حماية نفسها.
ولم يتوقف أمر وقوف السلفيين مع النظام الحاكم على معارضة جماعة الحوثي، بل إنه تمدد ليصل باتجاه الحركات الاحتجاجية السلمية لأبناء الجنوب التي انطلقت بداية من العام 2007 حيث أصدر علماء التيار السلفي بيانات كانت خلاصة لمؤتمرات دينية تناهض فكرة الانفصال وإعلان عودة الحال إلى ما كانت عليه قبل الوحدة اليمنية. ويبدو هنا، أن موقف السلفيين من القضية الجنوبية بني بوضوح على اختصار فكرة الاحتجاجات الجنوبية في فكرة الانفصال بغير مناقشة للعوامل التي دفعت بأولئك المواطنين إلى الخروج وإعلان احتجاجهم السلمي والمرتكزة على أعمال النهب، التي كان نظام علي عبد الله صالح يقوم بها على ثروات الجنوب مع حرمان أبناء تلك المناطق من ابسط الخدمات الإنسانية إضافة إلى التسريح من الخدمة والفصل من الوظيفة العامة.
ولعل هذا الأمر هو ما يجعل الأصوات الناقدة للتيار السلفي مرتفعة دائماً تحت حجة موالاة النظام الحاكم الذي يستخدمه في أوقات الحاجة ورقة ضغط أو تعديل كفة صراع سياسي، مثلما هو حاصل اليوم في منطقة دماج من إشكالية بين السلفيين وبين عناصر جماعة الحوثي، والتي أدت المواجهات بينهما إلى سقوط عدد غير قليل من القتلى خلال الثمانية أسابيع الماضية.
يقول الباحث المداني أيضاً إن سيطرة النظام على التيار السلفي تبدو واضحة من خلال التسهيلات الكبيرة التي يقدمها لهم وتمكنهم من حرية التحرك في مختلف المناطق اليمنية، وإنشاء المعاهد الدينية الخاصة بهم وبمناهجهم التعليمية، وهو ما ليس متاحاً بسهولة لأصحاب التيارات المذهبية الأخرى كالمذهب الزيدي.
وفي هذا السياق، يمكن المرور على مؤتمرات السلفية الكبرى التي عقدت لأكثر من مرة في منطقة مجاورة لمحافظة الحديدة الساحلية وكانت، باعتراف أصحاب هذه المؤتمرات، مدعومة كلياً من قبل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، الذي عُرف عنه هوسه بإثارة النعرات المذهبية التي تعمل على إشغال أصحاب هذه المذاهب بعضهم ببعض ليكون هو متفرجاً على مشهد الصراع من بعيد مستريحاً في قصره الرئاسي.
ومع تبنّي الفرق السلفية مبدأ «عدم الخروج على الحاكم»، يبدو من البديهي تفسير انحياز نظام علي عبد الله صالح بنحو كبير إلى التيار السلفي والصرف عليه بسخاء منقطع النظير، حيث لا تهديد محتملاً من جهته أو تمرد مرتقباً أو معارضة. وفوق هذا تأتي نظرتهم إلى العملية السياسية برمتها من انتخابات وأحزاب سياسية وديموقراطية بوصفها عملاً من الأعمال المناهضة للدين الإسلامي لبروزها عاملاً من عوامل تهيئة أسباب الفرقة والانقسامات بين أبناء الأمة الواحدة التي تتمايز في أحزاب وفئات متصارعة على السلطة. وبالتالي فهناك ما يشبه الحظر على أفراد التيار السلفي في العمل السياسي من تشكيل أحزاب إلى المشاركة في العملية الانتخابية، وهو ما يجعل هذا التيار خارج الحياة السياسية تماماً ويبقيه على الدوام ورقة ضغط في يد الحاكم يقوم بتحريكها في أي وقت يشاء.
لكن هذه فكرة يعترض عليها الباحث علي البياري، الذي أكد أنه بعد وفاة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي وحدوث الانقسامات بين القيادات السلفية التي لم تتفق على قيادة موحدة لها، كان من نتائج هذا الانقسام تكوّن تيارات سلفية على مستوى أقل حجماً، وغالبيتها من الشباب، قامت بخلق حالة تحديثية للأفكار السلفية التي لم تعد متماشية مع القواعد الحياتية اليومية التي صار أمر القفز عليها أو تجاهلها مسألة تثير السخرية على الجماعة وتجعلهم عرضة للتندر.
وأوضح البياري في حديث لـ«الأخبار» أن هذا كان دافعاً لأن يحدث نوع من التأقلم مع تلك التطورات التي حدثت في بنية المجتمع عموماً كي لا تتعاظم الهوة بينهم وبين هذا المجتمع. ويؤكد البياري أن مسألة المشاركة في العملية السياسية تبقى في إطار هذه الفسحة الجديدة التي حدثت في عقلية القيادات الجديدة لهذه الجماعات السلفية، وبالتالي تبقى عملية المشاركة في الانتخابات البرلمانية على سبيل المثال مسألة مفتوحة على مدى رؤية كل جماعة من تلك الجماعات المنشقة عن التيار السلفي الأم لهذا الأمر. وعليه تركت مهمة المشاركة لقرار قيادة كل جماعة أصغر، وبهذا تكونت صورة جديدة مختلفة عن التيار السلفي. ويشير البياري إلى أن عدم وضوح هذا التغير الذي حدث في ذهنية الجماعات السلفية هو بسبب الانقسام الذي حصل في ما بينها، ما جعل أمر بروز أي تغير مسألة صعبة إلى حد ما على عكس الحال عندما كانت القيادة السلفية موحدة وتصدر قرارات موحدة، ما كان يجعل لها صدى ظاهراً يلمسه الآخرون.
عودة التوتر إلى صعدة
رغم إعلان التوصل إلى تهدئة بين الحوثيين والسلفيين قبل أيام في منطقة دماج في صعدة، توحي التطورات على الأرض أن الأمور لن تعود إلى الهدوء في القريب العاجل. وفي السياق، اتهم بيان جديد لجماعة عبد الملك الحوثي أمس «قافلة عسكرية متواجدة في (مديرية كتاف) بشن حملة عسكرية تستهدف (الحوثيين) في (منطقة القـَطعَة)»، في الوقت الذي «بدأت فيه اللجنة المكلفة بتطبيع الأوضاع في منطقة دماج وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وبعد فشل المشروع الطائفي المذهبي الذي رافقته حملة إعلامية محمومة». ولفت البيان إلى أن القافلة «في البداية سوقت نفسها أنها حملة غذائية لمحاصرين» قبل أن يتضح لاحقاً «أنها قافلة عسكرية هدفها إشعال نار الفتنة»، منبهاً إلى أنه «لمّا بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها بدأت تلك المجاميع بشن عدوانها العسكري (أمس) لإفشال مساعي التهدئة».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,552,831

عدد الزوار: 7,637,330

المتواجدون الآن: 0