السوريون يتفننون في التعبير عن رفضهم للنظام

وصول وفد عربي تمهيدي إلى دمشق غدا..عمليات قتل جماعية للمنشقين في محافظة ادلب

تاريخ الإضافة الخميس 22 كانون الأول 2011 - 4:24 ص    عدد الزيارات 2860    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اشتباكات في إدلب توقع 100 جندي منشق بين قتيل وجريح.. والمرصد السوري يناشد التدخل لوقف المجزرة
حرق إطارات في دمشق وتظاهرات طلابية في جامعة حلب.. والأسد يصدر قانونا بإعدام موزعي الأسلحة
لندن: «الشرق الأوسط»
قتل أمس نحو 47 شخصا في سوريا، بين مدني وعسكري منشق، عدد كبير منهم في درعا، بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان لـ«الشرق الأوسط» أمس. وقال المرصد أيضا أن مائة جندي منشق على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش السوري أمس. وقال المرصد، الذي مقره بريطانيا نقلا عن عدد من المسلحين في الميدان، إن الاشتباكات وقعت في محافظة إدلب المحاذية لتركيا والتي شهدت قتالا داميا أول من أمس.
وأضاف المرصد أنه عقب اشتباكات، اندلعت صباح أمس مع الجيش النظامي، «جرت محاصرة مائة منشق وسقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة» في منطقة جبل الزاوية. وقال المرصد إن «عشرات المدنيين محاصرون من بينهم العديد من النشطاء في كفر عويد».
ودعا المرصد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى «التدخل الفوري لوقف المجزرة» التي يمكن أن تحدث. وكان المرصد ذكر أول من أمس أن «عشرات» الجنود السوريين المنشقين قتلوا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك بعيد توقيع دمشق بروتوكول الجامعة العربية المحدد لمهمات بعثة المراقبين، في تطور وصفته المعارضة السورية بأنه «مراوغة».
كما تحدث المرصد عن تعرض قرى بليون والموزرة في إدلب، لقصف بالرشاشات الثقيلة منذ الصباح «في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة في جبل الزاوية الذي يشهد عمليات عسكرية كثيفة منذ ثلاثة أيام». وأضاف: «وردت أنباء عن سقوط شهداء في بلدة كنصفرة لم يتمكن المرصد من توثيقهم بسبب صعوبة الاتصالات وعدم تمكن الأهالي من الخروج من منازلهم، كما اعتقلت السلطات السورية العشرات من سكان كنصفرة وقرى مجاورة لها».
من جهتها، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن حرق إطارات وسد كورنيش الزاهرة بحاويات القمامة في دمشق، وخروج متظاهرين اعتصموا وسط الطريق. وأضافت أن اعتقالات عشوائية تقع من داخل البيوت للشباب والفتيات قرب مدرسة زين العابدين. وقالت لجان التنسيق إن هناك انتشارا أمنيا كثيفا في منطقة الميدان بدمشق، لمنع التشييع واعتقالات عشوائية وأصوات انفجارات تدوي بغية ترهيب الأهالي.
وقالت اللجان إن تظاهرة خرجت أمس من كلية الهندسة التقنية في جامعة حلب، طالبت بإسقاط النظام وحيت حمص والمدن المنكوبة، مشيرة إلى أن اعتقالات كبيرة جرت بين المشاركين فيها. وأضافت اللجان أن «دوريات أمنية تجوب المشافي بحثا عن الطلاب المصابين في مظاهرات لإلقاء القبض عليهم ومنع المشافي من معالجتهم». وتحدثت اللجان عن «سماع دوي عدة انفجارات في مناطق واسعة من حلب مجهولة المصدر حتى اللحظة».
وفي جاسم بدرعا، اعتقل خمسة عشر طالبا من المعهد التجاري المصرفي أثناء توجههم إلى المعهد على الحواجز العسكرية، بحسب لجان التنسيق.
وفي اللاذقية، وقع انفجار كبير في مبنى كلية الهندسة بجامعة تشرين، بحسب ما أكدت لجان التنسيق المحلية. وقالت إن «قوات الأمن اعتقلت الطالبين محمد نسيم موسى ومحمد رفاعي من كلية العلوم في جامعة تشرين بعد الاعتداء عليهما ضربا».
وتزامن ذلك مع إصدار الرئيس السوري بشار الأسد أمس قانونا يقضي بإعدام من يوزع السلاح بهدف ارتكاب «أعمال إرهابية». ووفقا للقانون الذي نشرت نصه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فإنه يقضى بأن يعاقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما كل من أقدم على تهريب السلاح، وبالأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار به أو ارتكاب أعمال إرهابية. كما ينص القانون على أن يعاقب بالإعدام من وزع كميات من الأسلحة أو أسهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال إرهابية كما يعاقب الشريك والمتدخل بعقوبة الفاعل الأصلي.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا (أمس الثلاثاء) أن الحكومة السورية تنوي خفض النفقات العامة بمقدار الربع «للحد من الهدر» في بلد تهزه حركة احتجاجية شعبية منذ تسعة أشهر.
وقالت الصحيفة إن رئيس مجلس الوزراء عادل سفر «أصدر تعميما طلب فيه إلى الجهات العامة العمل على تخفيض الصرف بنسبة 25 في المائة من الاعتمادات المخصصة لها في موازناتها لعام 2012 بشقيها الجاري والاستثماري». وأضافت الصحيفة أن «هذه التخفيضات تشمل حسابات وبنود المحروقات (...) والصيانة والقرطاسية والأدوات الكتابية بما فيها الاشتراكات بالصحف والمجلات وتعويضات الأعمال الإضافية واللجان والمكافآت التشجيعية». كما تشمل «التعويضات الأخرى بما فيها الإجازات ونفقات النقل والانتقال والدعاية والإعلان والعلاقات العامة والاستقبال بما فيها نفقات الضيافة». وقالت «البعث» إن «هذا الإجراء يأتي في إطار برنامج الحكومة للحد من الهدر وترشيد الإنفاق العام ورفع كفاءته والاستخدام الأمثل له».
 
عمليات قتل جماعية للمنشقين في محافظة ادلب
الاربعاء, 21 ديسيمبر 2011
نيويورك - راغدة درغام ؛ القاهرة - محمد الشاذلي
 

دمشق، الرياض، نيقوسيا - «الحياة»، ا ف ب - في الوقت الذي تنتظر المنطقة التطورات التي سترافق بدء عمل المراقبين العرب في سورية، والذين تصل مجموعة اولى منهم تضم نحو 12 شخصاً الى دمشق غداً الخميس، استمرت المواجهات بين الجيش السوري والمنشقين عنه، والتي اخذت لليوم الثاني طابع عمليات قتل جماعية لهؤلاء المنشقين. فبعدما وصف بالمجزرة التي وقعت في جبل الزاوية في محافظة ادلب اول امس، وسقط فيها اكثر من 70 جندياً كانوا يحاولون الفرار من الجيش، اعلن امس ان الجيش النظامي قام في الصباح بمحاصر مئة منشق، سقطوا بين قتيل وجريح بين قريتي كفر عويد والفطيرة في منطقة جبل الزاوية. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرات المدنيين محاصرون في المنطقة ذاتها، من بينهم العديد من النشطاء في كفر عويد.

ويتوجه غداً الخميس الى العاصمة السورية وفد برئاسة الامين العام المساعد للجامعة السفير سمير سيف اليزل، وهو ديبلوماسي مصري، للتحضير لبعثة المراقبين الذين قال الامين العام للجامعة نبيل العربي انه ينتظر ان يبدأوا عملهم في سورية بنهاية الشهر الحالي، وذلك لتقويم ما إذا كانت دمشق ملتزمة تنفيذ المبادرة العربية لانهاء قمع الاحتجاجات.

وفي الرياض، قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي إن البروتوكول الذي قدمته جامعة الدول العربية إلى دمشق للتوقيع عليه، هو جزء لا يتجزأ من المبادرة العربية، معتبراً أن سورية هي من ينقل الأمر إلى مجلس الأمن.

واضاف سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء اعمال القمة الخليجية في الرياض: «(اننا) في انتظار مدى قبولها (سورية) للمفتشين الذين سيُرسلون إليها». وقال: «الحل العربي هو الأفضل للحل في سورية»، مشيراً إلى أن روسيا الصديقة لسورية قدمت مشروعاً إلى مجلس الأمن». وأضاف: «إذا قبلوا (السوريون) النصيحة وتجاوبوا مع المبادرة العربية، ولم يستخفوا بها، نأمل أن يكون التوقيع على البروتوكول هو الخطوة الأولى لتنفيذ المبادرة».

ودعا سورية إلى «وقف القتال فوراً وسحب آليات الدمار من المدن وإطلاق المحتجزين، إذا كانت النية صادقة»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوات لا بد أن تتم فوراً حتى يتم باقي البروتوكول». وقال: «ما بلغني في تصريح لوزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه قال إن سورية قبلت بالبروتوكول، ولم تقبل بالمبادرة». وأشار إلى أن «البروتوكول جزء لا يتجزأ من المبادرة». وأضاف: «سورية ليست رخيصة، ولا يضمر لها أحد شراً، لا يريد أحد أن يؤذي أي فرد من الشعب السوري».

وكان نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي اكد، في ختام اجتماع عقده مجلس الجامعة امس على مستوى المندوبين، أن المجلس تدارس التطورات في سورية عقب توقيعها على بروتوكول المراقبين. ووافق على تعيين الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي رئيساً لبعثة المراقبين الى سورية. والدابي شخصية عسكرية وديبلوماسية سودانية، سبق ان عمل منسقاً بين حكومة الخرطوم وقوات الامم المتحدة والاتحاد الإفريقي العاملة في دارفور. وسيصل الدابي قريباً إلى القاهرة للقاء الامين العام للحصول على التوجيهات اللازمة والتعرف على مهام البعثة على أن يتوجه إلى دمشق بعد ذلك بأيام.

واوضح بن حلي ان البعثة ستكون لديها صلاحيات لزيارة مختلف المناطق السورية ومنها السجون والمعتقلات والمستشفيات ولقاء ممثلين عن تنسيقيات الثورة ورفع تقارير دورية إلى الأمين العام للجامعة. وسيضم الفريق الاولي مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان. وقال بن حلي ان عمل المراقبين يحظى بدعم دولي خاصة من الامم المتحدة والعواصم الدولية الكبرى التي رحبت بالجهد العربي، معرباً عن أمله في أن يكون الحل العربي للأزمة السورية هو الطريق للخروج من الوضع الراهن بعيداً عن أي تدويل.

وفي نيويورك طرحت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن مجموعة تعديلات على مشروع القرار الروسي المتعلق بالوضع في سورية أثناء الجولة الأولى من المفاوضات ليل الإثنين. وعلمت «الحياة» أن التعديلات الغربية تضمنت: فرض حظر السلاح على سورية وعقوبات مماثلة لعقوبات الجامعة العربية، والإشارة الى انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي السلطات السورية الواردة في الإحاطة التي قدمتها المفوضة العليا لمجلس حقوق الإنسان نافي بيلاي. ورفضت التعديلات الأوروبية اللغة الروسية في مشروع القرار التي تساوي بين النظام السوري والمعارضة في المسؤولية عن العنف.

وسعى الوفد الروسي أثناء جولة المفاوضات على مشروع القرار الى إدخال فقرة ترحب بتوقيع سورية على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة العربية، لكن الدول الغربية عارضت حصر الإشارة بالترحيب، وأصرت على إدخال عنصر العقوبات التي فرضتها الجامعة على سورية.

وقالت مصادر مجلس الأمن إن الوفد الروسي الذي يترأس مجلس الأمن هذا الشهر وعد بنقل التعديلات الغربية الى موسكو إلا أنه لم يحدد موعداً ثابتاً لجولة ثانية من المفاوضات.

لجنة صياغة الدستور تناقش مدة ولاية رئيس الجمهورية
الاربعاء, 21 ديسيمبر 2011
الحياة..دمشق – سمر ازمشلي

ناقشت «اللجنة الوطنية لإعداد مسودة مشروع دستور» جديد لسورية امس، البند المتعلق بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية ومدة الولاية الرئاسية.

وفي بداية الجلسة التي سمح للاعلام حضور جزء منها قبل ان تصبح مغلقة، صوت اعضاء اللجنة على اعتماد تسمية لمجلس الشعب حيث طرحت اربع تسميات هي «مجلس الشعب» كما هو حالياً او «مجلس النواب» او «مجلس نواب الشعب» او «مجلس الأمة» واتفق على سحب التسمية الاخيرة من النقاش. وعرضت التسميات الثلاث الباقية على التصويت واتفق على بقاء الحال على ما هو عليه اي «مجلس الشعب».

وقالت مصادر في اللجنة إن مسودة مشروع الدستور التي يجري نقاشها حالياً تشترط على رئيس الجمهورية ان يكون مقيماً في سورية مدة عشر سنوات قبل تقديم الطلب وان يكون اتم الاربعين سنة ومولود لابوين سوريين ومدة الولاية سبع سنوات (التي هي موضع خلاف بين اعضاء اللجنة).

كما اشترطت مسودة المشروع ان لا يقبل الترشيح الا بعد الحصول على 20 في المئة من تأييد اعضاء مجلس الشعب على ان لا يحق لعضو المجلس ان يعطي تأييده الا لاسم واحد.

في غضون ذلك، احالت «لجنة شؤون الأحزاب» برئاسة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار وثائق طلب تأسيس «حزب التنمية الوطني» و «حزب التضامن الوطني الديمقراطي» للنشر في صحيفتين يوميتين لمدة أسبوع تمهيداً لترخيصها في حال استكملت العدد المحدد قانوناً للترخيص.

وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان اللجنة درست الوثائق المقدمة من مؤسسي «حزب التضامن العربي الديمقراطي» و «حزب المجتمع الوطني» وأبدت بعض الملاحظات عليها وقررت إعادتها إلى المؤسسين لتلافيها وإعادة عرضها على اللجنة في جلستها القادمة للبت في موضوع إحالتها للنشر في حال تلافي الملاحظات.

كما قررت اللجنة رفض الطلب المقدم من قبل مؤسسي «الحزب الديموقراطي السوري» شكلاً، نظراً لعدم استكمال وثائق الحزب وبخاصة الحد الأدنى لعدد الأعضاء في الحزب المنصوص عليه في المادة 15 من اللائحة التنفيذية أي إكمال عدد الأعضاء إلى 1000 عضو ضمن مهلة الستين يوماً المحددة قانوناً وعدم تحقق شرط أن يكون الأعضاء من المسجلين في سجلات الأحوال المدنية لنصف محافظات الجمهورية العربية السورية على الأقل وألا تقل نسبة الأعضاء في كل محافظة عن خمسة بالمئة من مجموع الأعضاء.

وتتضمن وثيقة طلب النشر اسم الحزب المطلوب تأسيسه ومقاره وأسماء وألقاب ومهن وتواريخ ميلاد الأعضاء المؤسسين الموقعين على طلب التأسيس وأهداف الحزب ومبادئه.

ناشطون من اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»: انفجارات كثيفة وملاحقة الناشطين وانشقاق ضباط
حي الصليبة في المدينة الساحلية يعيش «ظروفا بائسة»
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: صهيب أيوب
أفاد ناشطون من مدينة اللاذقية السورية لـ«الشرق الأوسط»، بأنهم سمعوا انفجارات في منطقة الصليبة ظهر أمس، وأكدوا أن «انفجارا كبيرا هز حي الرمل الجنوبي مساء، حيث تبعه انتشار أمني كثيف». وأوضح سالم (اسم مستعار) في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «اللاذقية لم تعش مشاهد العنف مسبقا كهذا الأسبوع، حيث شدد رجال الأمن قبضتهم على الحارات الداخلية والأحياء الفرعية للمدينة لقمع المظاهرات وقتل الناس وقنصهم، حيث زرعت قوات الأمن شبيحتها فوق الأسطح لقنص الناشطين واعتقالهم».
وأكد الناشط سماع دوي انفجار قوي هز حي قنينص، مضيفا «إن قوات الأمن طوقت حي العوينة بـ4 سيارات لمداهمة منازل واعتقال الناشطين، كما جابت سيارات الأمن وسيارات مخابرات جوية وشرطة المرور على الدراجات النارية شارع الإسكان بالصليبة واعتقلت أكثر من 40 ناشطا وساقتهم إلى وجهة غير معروفة»، مشيرا إلى أن «الوضع الإنساني لمعظم الأحياء في اللاذقية سيئ للغاية، حيث تم نشر برنامج تقنين كهربائي قاس، ومعظم السكان يعانون من نقص في بعض المواد الغذائية، حيث يمنع التجار من إدخال المواد التموينية لمعاقبة السكان على مجاراتهم للانتفاضة، وخصوصا حي الصليبة، حيث يحاصر من قبل القوات الأمنية وشبيحتها لتخويف السكان وإجبارهم على عدم الخروج في مظاهرات»، مؤكدا أن «سيارات الأمن والشبيحة تجول بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي في الحي وتطلق النار عشوائيا لإرهابهم».
وأوضح أن «قوات الأمن السورية قامت باعتقال أحد الأطفال، والذي لا يتجاوز عمره الثانية عشرة في مشروع الصليبة قرب فرن الدولة، وتم اعتقال الشاب إبراهيم نداف في نفس المنطقة من أمام منزله»، مضيفا أنه «تمت محاصرة بناء في سوق الخضار في بستان الحمامي مع مداهمة أحد المنازل، كما تم اعتقال شاب من بستان الصيداوي ورجل خمسيني من حي السكنتوري».
وأكد سالم «انشقاق عدد من الجنود الموجودين على حاجز مسبح الشعب»، وأعلن أن «منشقين من الضباط تم اعتقالهم في اللاذقية من قبل قوات الأمن وهم النقيب ماهر قنبر والنقيب حسين الأحمد والملازم أول مدين مهنا والملازم أول سامر السبع والملازم أول أيمن قرفقلي».
وأكد أنه في «مجمع الطالبات تم تعليق ورقة تدعو إلى الإضراب في الساحة، وألقيت منشورات وأعلام الثورة، وتم تعليق صندوق مكتوب عليه (خبر عاجل: سقط بشار في مجمع البنات)، وخطت الكثير من الكتابات الأخرى على الجدران تنتقد المبادرة العربية وتتهم الدول العربية بالتآمر على شعب سوريا وإحاطة النظام بالوقت».
وأشار إلى أن «شخصا يعمل بمقبرة الروضة أكد له أن قوات الأمن تحضر كل يوم 3 أو 4 أشخاص استشهدوا تحت التعذيب ليتم دفنهم هناك، والعدد أصبح إلى الآن قرابة 100 شهيد وأغلبهم من المعتقلين بمدرسة شكري حكيم، حيث يأتي بهم رجال الأمن ليلا ويتم تهديدهم بأنهم إن أفصحوا بأي كلمة سوف يكونون معهم في عداد الجثث المدفونة، وللعلم فإن المدرسة ممتلئة بالمعتقلين»، مؤكدا أن «تعزيزات أمنية عند مداخل اللاذقية من جهة حي اليهودية ودوار الجامعة، إضافة إلى استنفار أمني على مدخل الجامعة وشوهد وجود دورية مدججة بالسلاح تقف عند معمل الجود على مدخل اللاذقية وتوقف السيارات عشوائيا ودورية أخرى من الشرطة العسكرية عند دوار الجامعة توقف السيارات».
وأكد أنه «بعد أن تم منع الصيد في السواحل السورية، سمع صباح أمس دوي عدة انفجارات بحرية على امتداد الساحل السوري، وعلى ما يبدو أنه مشروع تدريبي في البحرية يهدف إلى توسيع دائرة التضييق العسكري من قبل النظام».
وتحدث عن «مظاهرات ليلية خرجت في حي القلعة، حيث هتف المتظاهرون لحمص وإدلب وللشعب الذي يريد إسقاط النظام، وخرجت بالتزامن مظاهرة أخرى في حي الصليبة، رافقها إطلاق نار في شارع الإسكان، حيث كان المتظاهرون يهتفون بالتكبير». وأكد سالم لـ«الشرق الأوسط» أن «المخابرات الجوية لاحقت عددا من الشباب أثناء اتجاههم إلى الحدود التركية، واعتقلوا ثلاثة شباب .
المعارضة تعد لمظاهرة ضخمة في قلب دمشق لاستقبال المراقبين
الغضبان لـ «الشرق الأوسط»: سندفع باتجاه زيارة المعتقلات
بيروت: بولا أسطيح
انطلقت قوى الحراك الثوري في الداخل السوري والمجلس الوطني الذي يمثل معارضة الخارج، للبحث في كيفية استثمار موافقة نظام الأسد على دخول مراقبين إلى سوريا، وبدأت سلسلة من النقاشات للتوافق على خطة عمل تواكب وصول الوفد العربي. وفي هذا الإطار، بدأت الدعوات عبر صفحات التواصل الاجتماعي للحشد لمظاهرة ضخمة في قلب العاصمة دمشق تستقبل المراقبين، تواكبها مظاهرات مليونية أخرى في المحافظات والمدن السورية كافة.
وعلى صعيد تحركات المجلس الوطني السوري، أعلن نجيب الغضبان، عضو الأمانة العامة فيه، أن المجلس «سيدفع المراقبين باتجاه زيارة المعتقلات للاطلاع على حالة المعتقلين الذين تقدر أعدادهم بما بين الـ40 والـ80 ألفا، كما سينسق مع الثوار تنظيم المظاهرات الحاشدة في المحافظات والمناطق كافة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع أن تخرج أعداد كبيرة من الصامتين والمترددين عند شعورهم بأن هناك من يراقب ويوثق ما سيقوم به النظام»، مشددا على ضرورة أن تؤدي مهمة المراقبين في نهايتها «لوقف القتال، وسحب الجيش من الشوارع، وإطلاق عجلة الحوار الحقيقي، وإلا ستكون عندها مفرغة من محتواها».
وأضاف الغضبان: «لا شك أننا لا نعول كثيرا على البروتوكول، وبالتالي على هؤلاء المراقبين، وحتى على إمكانية وصولهم إلى سوريا، لأننا واثقون أن كل محاولات النظام والتي كان آخرها التوقيع على البروتوكول تندرج في خانة كسب المزيد من الوقت لا أكثر ولا أقل»، كاشفا أن المجلس الوطني «ينسق مع الجامعة العربية لانتقاء مراقبين متدربين ليتم العمل بشكل مهني ويكونوا قادرين على الولوج إلى المناطق المطلوب زيارتها»، وأضاف «نحن ننسق اليوم مع جمعيات حقوقية لاختيار الممثلين الأكثر كفاءة».
وإذ أكد الغضبان «أنه لا تعديلات أدخلت على البروتوكول كما يدّعي النظام السوري»، فإنه لفت إلى أن «هذا النظام اضطر للتوقيع بعد تيقنه أن دول مجلس التعاون بصدد رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن».
وعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على «فيس بوك»، عمم الناشطون أكثر من بيان لإلقاء الضوء على البروتوكول الذي تم توقيعه بين الجامعة العربية والنظام السوري، وعرضوا لمعلومات وتوجيهات على شكل أسئلة وأجوبة لاستثمار دخول المراقبين بكل الوسائل المتاحة. وسرد القيمون على الصفحة تفاصيل كيفية الاستفادة من البروتوكول، فدعوا الناشطين للخروج بأعداد كبيرة خاصة في الأيام الأولى لوصول البعثة. وفي المقابل، اعتبر المشاركون في النقاشات أنه «على السوريين البقاء في منازلهم لتأكيد التزامهم بإضراب الكرامة»، وفي هذا الإطار قال أحد الناشطين «على الوفود أن ترى كيف أننا ملتزمون بالعصيان، وأنه لا أحد في الشوارع، على أن يُستثنى من ذلك من سيقابلون الوفود ويتكلمون معهم. عليهم أن يروا المدارس والجامعات فارغة والأسواق مقفلة. لن يفيدنا ازدحام الشوارع مثل كل مرة. على الأطفال والنساء الخروج حاملين لافتات تدل على البرد والجوع، وعلى نقص المازوت والغذاء والملابس الدافئة..». وبينما دعا ناشطون آخرون الجيش السوري الحر «لوقف كل عملياته فور وصول المراقبين كي لا يتم قلب الطاولة عليه»، شددوا على وجوب «عدم تعليق الكثير من الآمال على هؤلاء المراقبين والاستمرار في عملية التصعيد الثوري».
«المركز السوري للإعلام»: نطالب السلطات السورية بتنفيذ التزاماتها بالسماح للإعلام بالدخول إلى سوريا
إطلاق سراح المدونة رزان غزاوي و10 صحافيين بكفالات مالية.. واعتقال 11 غيرهم
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال
كشف تقرير صادر عن «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» عن أن اعتقالات جديدة طالت 11 صحافيا ومدونا ومصورا سوريا نتيجة عملهم أو على خلفية مواقفهم من الأحداث التي تشهدها سوريا، خلال الفترة الممتدة من بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) حتى أمس. وأوضح أن مؤشرات الرصد، التي أظهرها التقرير، تشير في مجملها إلى «تردي وضع الصحافيين في سوريا، خصوصا لناحية الحماية المؤمنة لهم».
وأفرجت السلطات السورية، خلال المدة عينها، عن 11 صحافيا ومدونا بكفالات مالية على أن تتم متابعة محاكمتهم وهم طلقاء، من بين من أطلق سراحهم الناشطة والمدونة السورية رزان غزاوي، التي أصدر قاضي التحقيق الثالث في دمشق موافقته على طلب إخلاء سبيلها بعد أن تقدمت به للمرة الثانية صباح أول من أمس، بكفالة قدرها 15 ألف ليرة سورية.
ووصف محامي الدفاع عن غزاوي وعدد من «معتقلي الرأي والضمير» في سوريا خليل معتوق، لـ«الشرق الأوسط»، قرار إخلاء سبيلها بأنه «تقليل من المساوئ وليس خطوة إيجابية؛ لأن اعتقالها مخالف للأصول والدستور السوري والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الموقعة من قبل الحكومة السورية، التي تلتزم بموجبها بضمان حرية الرأي والتعبير لكل مواطن».
وشدد على أن «كل ما قامت به غزاوي لا يتعدى على الإطلاق هذه الحقوق ويدخل في إطار الحريات التي يكفلها لها القانون، ومن هنا فإن توقيفها مخالف لكل الأصول، خصوصا أنها لا تنتمي لأي تنظيم سياسي أو حزبي، ومجرد وجود تباين في وجهات النظر لا يجيز توقيفها».
ونفى معتوق أن «يكون إطلاق سراحها قد تم مقابل شروط أو تعهدات معينة». وحول ما إذا تعرضت لمضايقات خلال توقيفها، أجاب: «سألتها أمام قاضي التحقيق عما إذا تعرضت للتعذيب، فأشارت إلى أنها لم تتعرض للتعذيب بل لضغوط نفسية باعتبارها فتاة موجودة في معتقل». وأضاف معتوق: «أكدت رزان أنها اضطرت للتوقيع على الضبط الأمني الذي حرر بحقها على الرغم من أنها لم تطلع على مضمونه بالكامل».
وبعد انصرافها إلى يومي نقاهة وراحة، من المرتقب أن تعاود رزان نشاطها اليوم في «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»؛ حيث تعمل كمنسقة إعلامية. كانت رزان قد أنكرت في الثاني عشر من الشهر الحالي جميع التهم الموجهة إليها من قبل النيابة العامة السورية، التي اتهمتها ومجموعة من الصحافيين والمدونين والناشطين بـ«إنشاء تنسيقية أحياء دمشق»، والقيام بـ«الانتساب إلى جمعية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي أو الاجتماعي أو أوضاع المجتمع الأساسية»، ونقل «أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها ومن شأنها أن توهن نفسية الأمة...».
في موازاة ذلك، أبدى المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بالغ قلقه إزاء استمرار حالات الاختفاء القسري التي يتعرض لها الصحافيون، وحمل «السلطات السورية كامل المسؤولية في ما يتعلق بسلامتهم الشخصية، وضمان حقوقهم الدستورية». وآمل أن تلتزم السلطات السورية «بجميع ما ورد في بروتوكول الجامعة العربية من بنود تتعلق بفتح المجال أمام وسائل الإعلام لدخول الأراضي السورية، والتجول بحرية مع ضمان سلامة العاملين في هذه الوسائل». وجدد مطالبته السلطات السورية «بإطلاق سراح الصحافيين وجميع المعتقلين على خلفية إبداء رأيهم ومعتقلي الرأي والمعتقلين على خلفية المظاهرات السلمية بشكل فوري أو تقديمهم إلى محكمة علنية تتوافر فيها شروط المحاكمة العادلة، إذا ما توافر مسوغ قانوني لذلك»، معتبرا أن «حجزهم بمعزل عن العالم الخارجي والتكتم على مصيرهم انتهاك واضح للدستور السوري وللإعلان الدولي الخاص بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ويصطدم مع التزامات الحكومة السورية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها». كان المركز قد أعرب عن قلقه، في تقريره الدوري الذي يرصد «واقع عمل الصحافيين في سوريا»، من «مؤشرات ازدياد العنف بحق من يقوم بالتصوير أو الإخبار عما يجري في شوارع المناطق الساخنة، وارتفاع وتيرة القمع تجاه الصحافيين في سوريا بشكل عام»، مذكرا بمقتل المصور والناشط فرزات جربان الذي اعتقل على «يد أجهزة المخابرات الجوية في حمص في التاسع عشر من الشهر الفائت وهو في صحة جيدة، ثم عثر على جثته على الطريق العام بالقرب من المستشفى الأهلي في منطقة القصير، وكان وجهه قد شُوه واقتلعت عيناه بحسب ما أفادت مصادر مقربة منه». وأفاد التقرير بأن 3 إعلاميين سوريين عاملين في وسائل إعلام رسمية قدموا استقالاتهم من عملهم احتجاجا على التغطية الإعلامية الرسمية للأحداث، منهم مراسل إذاعة «شام إف إم» السورية، أحمد صطوف، الذي استقال مباشرة على الهواء من حمص «بعد أن عجزت عن إيصال الصوت لأصحاب القرار، ونقل الصورة كما هي في حمص»، على حد قوله.
وامتنع مقدم نشرة الأخبار الرئيسية على «الفضائية السورية»، هاني الملاذي، عن الالتحاق بعمله في التلفزيون السوري بعد إجازة لمدة أسبوعين غادر خلالها لتركيا مع زوجته التي تعمل بدورها في التلفزيون السوري. وأشار تقرير المركز السوري إلى أن «الحالة الأبرز هي استقالة مراسل وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في دير الزور، علاء الخضر، بتاريخ الثامن عشر من الشهر الفائت، التي تعرض إثرها للاعتقال».
وصول وفد عربي تمهيدي إلى دمشق غدا.. والعربي: المراقبون سيقررون في غضون أسبوع.. إن كانت سوريا ملتزمة
الأمين العام يطلب من الدول العربية تسمية مراقبيها.. ومقرب من المالكي لـ«الشرق الأوسط»: محاولة قطرية لتهميش الدور العراقي
القاهرة: سوسن أبو حسين بغداد: حمزة مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، أن بعثة المراقبين يمكن أن تصل إلى سوريا قبل نهاية الشهر الحالي في مهمة لتقييم ما إذا كانت دمشق ملتزمة بتنفيذ المبادرة العربية لإنهاء قمع الاحتجاجات بعد أسابيع من المماطلة السورية. وقال العربي لـ«رويترز»: «يمكنني القول بقدر من التأكيد، ولكن ليس على نحو قاطع، إنهم (المراقبين) سيكونون هناك بنهاية الأسبوع المقبل»، مضيفا أن هذه هي أول مهمة من نوعها منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945.
وقال: «إنها مهمة جديدة تماما ومهمة مجهولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومثلما هو الحال مع كل اتفاقية في العالم، فإنها تتوقف على التنفيذ بحسن نية»، مضيفا أن المراقبين يمكنهم أن يروا في غضون أسبوع إن كانت سوريا ملتزمة.
وكشف العربي أن مجموعة صغيرة تمثل طليعة فريق المراقبين يترأسها مسؤول كبير من الجامعة العربية، ستتوجه إلى دمشق غدا للتحضير للمهمة. وبمجرد نشر المراقبين يمكن إجراء التقييم سريعا لمعرفة ما إذا كانت سوريا ملتزمة بالاتفاق. وأضاف العربي بشأن البروتوكول الذي تبلغ مدته شهرا مع احتمال التمديد: «في غضون أسبوع من بداية العملية سنعرف. لا نحتاج شهرا».
وكان مساعد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، أعلن أن أول فريق من المراقبين العرب سيتوجه إلى سوريا غدا، وقال في مؤتمر صحافي إن «مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه إلى دمشق الخميس». وقالت الجامعة إن الفريق الأولي سيضم مراقبين أمنيين وقانونيين وإداريين وخبراء، ويتوقع أن يليه فريق من الخبراء في حقوق الإنسان. وأعلنت الجامعة العربية «الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية»، بحسب بيان الجامعة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في الجامعة العربية أن سيف اليزل سوف يصل إلى دمشق على رأس «وفد المقدمة» يوم غد، الخميس، للاتفاق على الترتيبات اللوجيستية التي تتعلق بالإقامة والاتصالات والتحرك وتأمين وسائل المواصلات. وأفادت المصادر أن رئيس بعثة المراقبة قد تم التوافق عليه خلال اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وهو الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي (سوداني الجنسية). وأضافت أن البعثة ستتوجه إلى دمشق بعد عودة «وفد المقدمة».
وأشارت المصادر إلى أن العربي طلب خلال اجتماع مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة صباح أمس سرعة تسمية الأعضاء الذين سيتشاركون من مختلف الدول العربية، واستبعدت المصادر مشاركة كل من تركيا وإيران وكذلك روسيا ضمن البعثة العربية المراقبة.
وكان بن حلي قد أكد أن المجلس وافق على تعيين الفريق الدابي، وهو شخصية عسكرية ودبلوماسية سودانية وعمل منسقا بين الحكومة السودانية وقوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور، لرئاسة بعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا. وأضاف أن الدابي سيأتي إلى القاهرة قريبا للقاء الأمين العام للجامعة للحصول على التوجيهات اللازمة والتعرف على مهام البعثة على أن يتوجه إلى دمشق خلال أيام، موضحا أن هناك مقدمة للبعثة برئاسة سيف اليزل للتحضير والإعداد لبعثة المراقبين التي ستكون لديها صلاحيات لزيارة مختلف المناطق السورية، ومنها السجون والمعتقلات والمستشفيات ولقاء ممثلين عن تنسيقيات الثورة السورية ورفع تقارير دورية إلى الأمين العام للجامعة العربية حول ملاحظتها.
وعبر بن حلي عن أمله في أن يكون عمل البعثة بداية لتنفيذ المبادرة العربية التي تحظى بدعم دولي، خصوصا من الأمم المتحدة والعواصم الدولية الكبرى التي رحبت بالجهد العربي، معبرا عن أمله في أن يكون الحل العربي للأزمة السورية هو الطريق، للخروج من الوضع الراهن في سوريا بعيدا عن أي تدويل.
ومن ناحية أخرى، صرح السفير صالح عبد الله البوعينين، سفير قطر في القاهرة، ومندوب قطر الدائم لدى الجامعة العربية، الذي ترأس اجتماع المندوبين، أمس، بأن هناك حرصا عربيا على إنجاح المبادرة العربية والحفاظ على وحدة واستقرار سوريا أرضا وشعبا، باعتبار سوريا من الدول المؤسسة للجامعة العربية.
وقال إن البعثة ستباشر مهامها في إطار البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية، الذي تم التوصل إليه بعد 10 اجتماعات لوزراء الخارجية العرب، وأضاف البوعينين أن مجلس الجامعة العربية استمع إلى تقرير من الأمين العام للجامعة العربية حول نتائج زيارته إلى بغداد والترتيبات العراقية لاستضافة القمة العربية في بغداد، مارس (آذار) المقبل. وأكد المندوب القطري أن هناك حرصا عربيا على عقد القمة العربية العادية في بغداد في موعدها، نظرا لأهمية التطورات التي تشهدها المنطقة.
وسيرافق البعثة أفراد من وسائل الإعلام. وقال العربي لـ«رويترز» إن الدول الخليجية وافقت، أول من أمس، على إرسال 60 مراقبا ليصبح العدد الإجمالي نحو 150 حتى الآن. وأضاف أن المراقبين يتوقعون أن تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في أنحاء البلاد.
من جهته، قال عضو ائتلاف دولة القانون ورئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج، إن «هناك محاولات لتهميش الدور العراقي على صعيد الأزمة الراهنة في سوريا واقتصاره على توقيع البروتوكول الخاص بالمراقبين». وقال السراج، وهو مقرب من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطر تريد أن ينتهي دور العراق عند حدود التوقيع على البروتوكول الخاص بالمراقبين، وتسحب القضية إليها لاعتبارات معينة، وهو أمر يمكن أن يجهض المبادرة العراقية لأنها مستمرة ولا تنتهي بالتوقيع، بل يمكن القول إن المرحلة المقبلة هي الأهم، لا سيما على صعيد التنسيق العراقي على مستوى الحوار السوري – العربي، والسوري - السوري».
واعتبر أن «تحويل ملف القضية أو سحبها، يعني إبعاد العراق عن التأثير في المراحل اللاحقة، وهي مهمة جدا لكي لا يتم تقويض القضية، واعتبار أن السوريين منحوا فرصة ولم يغتنموها، وبالتالي يتم نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي مثلما هو مخطط له باتفاق قطري مع دول خليجية أخرى». وكشف السراج أن «رئيس الوزراء نوري المالكي يواصل مساعيه باتجاه الاستمرار بهذا الدور، وأن وفدا من المعارضة السورية سيزور العراق الأسبوع المقبل وسيتم الاتفاق على آليات عمل بهذا الخصوص».
وبشأن دخول إيران على الخط، وما إذا كان ذلك تم بتنسيق ثلاثي عراقي – سوري - إيراني، قال السراج إن «لإيران قنواتها المفتوحة مع سوريا ولا نعرف ما هي الأمور التي طرحتها إيران لإقناع الجانب السوري، وإن ما قام به العراق جاء بناء على مقبوليته في القيام بهذا الدور، وأستطيع أن أؤكد أن ما قام به العراق على هذا الصعيد لا علاقة له بأي تنسيق إيراني لأن مثل هذا التنسيق لا أهمية له ولا ضرورة».
ووافقت سوريا في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) على خطة عربية تطالب بإنهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والإفراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة. لكنها ماطلت لمدة 6 أسابيع في السماح لمراقبين بتقييم التنفيذ في الوقت الذي قفزت فيه أعداد القتلى. ووقعت دمشق على بروتوكول بشأن المراقبين، أول من أمس، الاثنين، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وبعد أن وافقت دمشق على الخطة في نوفمبر دون أن تظهر ما يشير إلى أنها تنفذها، أعلنت الدول العربية مجموعة من العقوبات استهدفت التعاملات المالية مع سوريا وشملت قيودا على سفر المسؤولين وخفض رحلات الطيران. وقال العربي إن هذه الإجراءات ستبقى سارية إلى أن يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية وأسبوعية سيتم إطلاع سوريا عليها، لكنها لن تفحصها. وأضاف العربي أنه سوف يتعين أن يقرر الوزراء العرب إن كانت العقوبات سترفع. وقال إن هذه الإجراءات «تبناها اجتماع للوزراء العرب وهو الجهة التي لها سلطة إنهاء العقوبات».
 
الحكومة السورية تريد خفض النفقات بمقدار الربع
الاربعاء, 21 ديسيمبر 2011
 

الحياة..دمشق - أ ف ب - ذكرت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية امس ان الحكومة السورية تنوي خفض النفقات العامة بمقدار الربع «للحد من الهدر» في بلد تهزه حركة احتجاجية شعبية منذ تسعة اشهر.

وقالت الصحيفة إن رئيس مجلس الوزراء عادل سفر «اصدر تعميماً طلب فيه الى الجهات العامة العمل على تخفيض الصرف بنسبة 25 في المئة من الاعتمادات المخصصة لها في موازناتها لعام 2012 بشقيها الجاري والاستثماري».

وأضافت الصحيفة ان «هذه التخفيضات تشمل حسابات وبنود المحروقات... والصيانة والقرطاسية والأدوات الكتابية بما فيها الاشتراكات بالصحف والمجلات وتعويضات الاعمال الإضافية واللجان والمكافآت التشجيعية».

كما تشمل «التعويضات الاخرى بما فيها الاجازات ونفقات النقل والانتقال والدعاية والاعلان والعلاقات العامة والاستقبال بما فيها نفقات الضيافة».

وقالت «البعث» ان «هذا الإجراء يأتي في اطار برنامج الحكومة للحد من الهدر وترشيد الإنفاق العام ورفع كفاءته والاستخدام الأمثل له».

 
«تيار بناء الدولة السورية»: الموافقة على البروتوكول «مكسب للانتفاضة»
الاربعاء, 21 ديسيمبر 2011
دمشق، لندن – «الحياة»

اعتبر «تيار بناء الدولة السورية» المعارض موافقة السلطات السورية على بروتوكول عمل لجنة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية «إنجاز ومكسب للانتفاضة السورية». وقال «تيار بناء الدولة» في بيان له أمس تلقت «الحياة» نسخة منه «إن أي إجراء يمكنه أن يأخذ الصراع، ولو بمقدار جزئي، إلى حقل الصراع السياسي السلمي بعيداً من ميدان العنف الذي تبرع به السلطة يمكن أن يشكل فرصة، ولو صغيرة، لتحقيق مكاسب أساسية في صراعنا معها».

وقال البيان :»إن حقن دماء السوريين والحيلولة دون تدويل الموضوع السوري وإيجاد حل سياسي سلمي للمأزق الذي أوصلتنا إليه السلطة يحتاج الى جهود وطنية كبيرة ومسؤولة». وناشد «الشخصيات والفعاليات الوطنية المباشرة فوراً القيام بمسؤولياتها الوطنية لحماية البلاد من جميع هذه الأخطار وفي أولها خطر الحرب الأهلية من دون خوف من قمع السلطة التي أثبتت عدم أهليتها لقيادة البلاد وإدارة الأزمة».

لكن وفي موازاة موافقة معارضة سوريين في الداخل على البرتوكول كوسيلة لحل الازمة بالتفاوض السياسي مع النظام، بهدف وقف العنف وبدء اصلاحات سياسية جذرية، يشكك معارضون سوريون في الخارج في نيات النظام ويرون انه «يستهلك الوقت» و «يناور». وقال أحمد رمضان رئيس مكتب الإعلام التابع لـ «المجلس الوطني السوري» إن المعارضة ترى أن موافقة الحكومة السورية «جاءت بعد فوات الأوان».

وأضاف أن الاتفاق يمنح الحكومة السورية «قدراً كبيراً من الوقت يتجاوز الشهر ونصف الشهر»، مشيراً إلى أن الإجراءات التي أعلنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم أثناء مؤتمر صحافي عقده اول من أمس في دمشق لا تعبر عن النيات السلمية للنظام السوري «لأنها تظهر أن عمل المراقبين العرب سيخضع لقيود». وقال رمضان إن المعارضة تدعو إلى سحب القوات من المناطق التي بدأت احتجاجات مناهضة للنظام.

وقال حسان الشلبي عضو «المجلس الوطني السوري» وعضو المكتب السياسي للتيار الوطني السوري إن

المعارضة قدمت مبادرة للحوار مع السلطات السورية منذ الشهر الرابع لاندلاع الانتفاضة الشعبية. وأضاف موضحاً: «لكن فوجئنا بسجن بعض المبادرين ومن ثم نزول الدبابات الى الشوارع. الحوار يجب ان يكون مع جهة شرعية، الا ان النظام فقد شرعيته فلا يمكن ان نحاوره، اما اذا كان الحوار من اجل رحيل النظام فنحن على استعداد لذلك».

وأشار الشلبي في تصريحات الى موقع «روسيا اليوم» إلى ان ما يقال عن وجود عصابات مسلحة في سورية غير صحيح، موضحاً: انها عصابات الشبيحة التي تتبع النظام والتي تحاول ادخال سورية في حرب دموية وطائفية. وأضاف: «كيف يمكن الحديث عن عصابات مسلحة في دولة قمعية امنية. لماذا لا يسمح للجان المراقبة بالدخول للكشف عن هذه العصابات».

وأشار الشلبي الذي شارك في مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس إلى ان من القضايا التي تمت مناقشتها في المؤتمر مواضيع تتعلق بالبرنامج السياسي للمجلس الوطني خلال المرحلة المقبلة وعلى رأسها موضوع الحماية الدولية للمدنيين ودعم «الجيش السوري الحر» وخريطة الطريق لإسقاط النظام.

وأضاف: «المقصود بالحماية الدولية ليس التدخل العسكري، بل نعني بها وجود مؤسسة هي الجيش السوري الحر، يمكن العالم ان يتبناها من خلال اقامة منطقة عازلة لهذا الجيش يستطيع كل الشرفاء في الجيش السوري النظامي وكذلك المدنيون اللجوء اليها وتشكيل قوة لمواجهة ممارسات النظام ضد الشعب السوري. في هذه الحالة ستتغير موازين القوى وتكون رسالة حقيقية الى النظام بأن عليه ان يرحل».

كما اشار الى ان التظاهرات المساندة للنظام «هي النماذج نفسها التي شاهدناها في تونس ومصر وليبيا، وأن هؤلاء هم اول من سينقض على النظام حين ينكسر جدار الخوف، لأنها تخشى ان تمنع عنها اللقمة وتنزل الى الشارع تحت تهديد السلاح، كما ان المؤسسة الامنية تضم 250 ألف شخص وكلهم يخدمون النظام».

ووافقت سورية الاثنين على السماح بدخول مراقبين من الجامعة العربية لمراقبة تنفيذ اتفاق قبلته الشهر الماضي يستهدف وقف العنف ضد المحتجين المناهضين للحكومة ولكن نشطاء حقوقيين قالوا إن النظام ما زال يمارس العنف الشديد ضد المدنيين على رغم التوقيع. وكانت الجامعة الغربية التي فرضت عقوبات بالفعل على سورية، هددت بإحالة القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 
السوريون يتفننون في التعبير عن رفضهم للنظام
من خلال إنشاد الأغاني وإطلاق النكات الساخرة وتصوير مسلسلات تهكمية قصيرة
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: نيل ماك فركوهار*
يمكنك أن تطلق عليه تسمية «رقص - ماراثون» للإطاحة بطاغية. من بين المتظاهرين بمختلف أنحاء العالم العربي، تبنى السوريون، خاصة سكان مدينة حمص المهتاجة، أسلوبا موسيقيا غير معتاد في انتفاضتهم. فقد عبروا عن مطلبهم بالتغيير من خلال ألحان جذابة ورقصات جماعية، إلى حد أن مشيعي جنازات الضحايا الذين ملأوا جنبات أحد الشوارع في الأيام الماضية بدأوا في الرقص أثناء تشييع جنازة أحد المتظاهرين، في كسر واضح للتقاليد الكئيبة المتعارف عليها. «كان مزيجا من رد الفعل البدني والنفسي»، قال الفنان الشاب، واصفا كيف قد بدأ يتحدث ويتصرف من دون قيود في أول مظاهرة في دمشق العاصمة. وأضاف «لم يطلب مني أحد أن أرقص، فقط بدأت من تلقاء نفسي.. كان الأمر غريبا، لكنه راق لي. ثمة تغيير في عقلية السوريين»، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته، كدأب كثير من السوريين، خوفا من بطش النظام.
على أبسط المستويات، يبرز الرقص أنه على الرغم من أشهر القمع الدموية فإن مشاعر النشوة التي تختلج الناس من خلال سعيهم لنيل الحرية لا يمكن كبتها، على حد قول مشاركين. ويعتبر الغناء والرقص تجسيدا لما يصفه كثير من السوريين باسم التأنق الثقافي واسع النطاق. وبعضه يتم التعبير عنه من خلال شبكة الإنترنت التي توفر قدرا نسبيا من الأمان، وكثير منه ينطوي على دعابة وهجاء. وفي بلد عادة ما يعتبر أفراد شعبه أنفسهم عنيدين وفي حالة من الرعب الشديد من نظام قمعي بدرجة لا تكفل لهم الاستهزاء به على الملأ، يعتبر هذا تحولا ثقافيا ملحوظا.
ويقول عروة نيرينة، المنتج السينمائي «كمجتمع، يجمعنا الخوف. ولم يجمعنا مطلقا رأي مشترك». ويضيف «لكن ثمة شعورا وطنيا جديدا بات يميل بدرجة أكبر للطابع الشعبي. إنه ليس شيئا فرضه علينا النظام».
يتعجب السوريون من سمات النشاط والديناميكية والإبداع التي تميز هذه الانتفاضة. وتسخر صفحة على موقع «فيس بوك»، والتي تحمل عنوان «الثورة السورية»، من النظام السوري من عدة مستويات، على رأسها الصورة الرسمية التي ينقلها النظام عن الانتفاضة، وهي أنها نتاج مؤامرة أجنبية. وتصف صفحة «فيس بوك» كل عمل مناهض للحكومة في سوريا كما لو أنه قد وقع في الصين. فهي تشير إلى دمشق على أنها بكين، وإلى الرئيس السوري بشار الأسد على أنه الرئيس الصيني هو جينتاو.
وتتابع صفحة أخرى على موقع «فيس بوك»، تحمل عنوان «مركز حمص الدولي لغسل الدبابات وتزييتها»، الأحداث بشكل تهكمي ساخر، مطالبة النظام بعدم سحب دباباته من المناطق المدنية خشية أن يؤدي ذلك إلى إفلاسها.
ونظم عدد من محبي المزاح احتجاجات مستترة في الشوارع، من خلال القيام بحركات بهلوانية خطيرة، خاصة في دمشق، لتشتيت انتباه النظام. على سبيل المثال، بث مكبر صوت مخبأ أعلى مبنى في ميدان رئيسي تسجيلا لمظاهرة مناهضة للنظام في حمص. ويقال إن قوات الأمن قد جابت وسط دمشق في محاولة لاكتشاف المتظاهرين. وفي إحدى المرات، صبغت النوافير الرئيسية في العاصمة دمشق باللون الأحمر الدموي. وفي مرة أخرى، كتب المتظاهرون على كرات تنس الطاولة كلمات مثل «ارحل» و«الحرية» بالحبر الأحمر والأزرق، ثم وضعوها على تل أعلى منزل الأسد. وهناك مقطع فيديو يظهرهم يسيرون على الأرصفة محدثين ضجيجا وجلبة، ويؤكد نشطاء على أن قوات الأمن جابت الشوارع لإلقاء القبض عليهم جميعا. ورفض النظام السوري طلبا بإجراء مقابلة مع نجاح العطار، نائب رئيس الشؤون الثقافية، حول التدفق الفني.
ويصعب التحقق من الكثير من هذه الأحداث، نظرا لأن النظام لم يسمح سوى لعدد محدود من الصحافيين الأجانب بدخول البلاد، وكان ذلك لفترة محدودة فقط. غير أن سيلا مستمرا من مقاطع الفيديو الإبداعية ينهال على موقع «يوتيوب». ومن بين أحدث هذه الأعمال مسلسل مؤلف من 15 مشهدا هزليا يحمل عنوان «الأحمق الكبير: يوميات ديكتاتور صغير»، ومصحوب بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية. ويجسد المسلسل الأزمة في سوريا من خلال أربع شخصيات من الدمى، من بينها «بيشو»، وهي صيغة تصغير للإشارة للرئيس الأسد. وتجسد الدمية التي طولها بوصتان، ذات الأنف الأعقف والأذنين البارزتين والوجه الطويل النحيل، صورة الرئيس النحيل.
في المشهد الأول، يحلم بيشو بأن النظام قد سقط، ليعيد مساعده العسكري «شبيح» (وهي الكلمة التي تعني السفاح أو قاطع الطريق)، طمأنته بأن 99 في المائة من الشعب ما زالوا يحبونه. وحينما يقرر بيشو ترك منصبه بأي حال، يصيح معاونه قائلا «هل أنت مجنون؟ هل أصابك مس من الجنون؟ هل تعتقد أن القرار متروك لك؟». وقال أحد مبتكري هذه المقاطع، الذي أشار إلى أن الدمى يسهل تهريبها من خلال نقاط التفتيش التابعة للحكومة، إنه راقت له فكرة «تجسيد شخص الرئيس في صورة هذه الدمية الصغيرة».
وقال مصور لقطات الفيديو الذي رفض ذكر اسمه خوفا من بطش السلطات «رغبنا في أن نكسر فكرة أنه إله لا يجوز المساس به، وأن نجسد شخصيته في الواقع». ويؤكد كثير من الفنانين على نقطة بسيطة، ألا وهي أنهم يأملون في أن يحقق تظاهر سلمي تغييرا ديمقراطيا من دون حرب أهلية. وقد تم تصميم الأغنيات والرقصات أيضا بحيث تدحض مزاعم النظام بأن المتظاهرين من الجهاديين، حيث إن معظم الجماعات الإسلامية المتطرفة تحرم الغناء والرقص. «أحد أهم الأمور التي اكتشفها الشعب السوري هو المرح والاستمتاع بالحياة»، هذا ما قاله أسامة محمد، وهو مخرج سينمائي فر إلى باريس. وأضاف «لقد اكتشفوا أسلوب حياة جديدا.. لقد أعادوا اكتشاف أنفسهم». ويعتبر أصل نشأة رقصات الشوارع غير معروف، على الرغم من أن هناك نظرية تشير إلى أن بداية ظهورها كانت في حمص بعد أن حصرت قوات الأمن المتظاهرين في شوارع ضيقة. وينحدر فن الرقص من رقصات الدبكة التقليدية، وفيها يصطف الرجال على شكل دائرة وأذرعهم متشابكة ويقومون بحركات معينة بأرجلهم ويضربون بها الأرض. وقد تم إدخال تعديلات على الحركات لتتواءم مع المظاهرات التي تشارك فيها أعداد ضخمة من الأفراد عن طريق الرقص في صفوف طويلة.
أحيانا يشبه الرقص موجة تشجيع عارمة في ملعب رياضي، وفي أحيان أخرى يبدو أشبه بحفلات برودواي، من خلال بدء الآلاف في تحريك قبضتهم اليمنى، ثم قبضتهم اليسرى، ثم التصفيق في تناغم أثناء غنائهم. ويقارن فيلم يحمل اسم «وعد»، والذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى حي في حمص، بين الشوارع المظلمة الخطرة التي تعسكر بها دوريات قوات الأمن ليلا والمظاهرات الصاخبة نهارا.
وظهر عبد الباسط الساروت، 22 عاما، وهو مغن كان في ما مضى حارس المرمى الشهير بفريق كرة القدم السوري للشباب، كنجم في هذا الفيلم. وعادة ما يقف الساروت على كتفي رجل آخر، وتظهر بنيته العضلية القوية وهو يقود جموع الحاضرين في إحدى جلسات الزجل التقليدية، ذلك الفن الذي أعيد إحياؤه من جديد أيضا كأحد الفنون الموظفة في الاحتجاجات. في أحد المشاهد، يرتل الحاضرون آية من القرآن الكريم عن النصر، وبعد دقائق قليلة يبدأ الساروت في ترديد أناشيد تتهجم على الأسد. حينها، تشتعل حماسة الحاضرين ويبدأون بالرقص. في مقال كتبه عن الفيلم، يعبر المؤرخ، إلياس خوري، عن دهشته قائلا «من أين أتت كل هذه الحناجر بالشجاعة للوقوف في وجه القوات المسلحة؟».
يذكر أن النشطاء السوريين لديهم قناعة بأن الضباط الموالين للنظام قد حددوا فنانين كأهداف لهجماتهم، من بينهم هواة. وقيل إن رجلا يحمل اسم إبراهيم قاشوش، قد قطعت حنجرته في الصيف بعد غنائه الأغنية الشهيرة المعادية للنظام «يلا ارحل يا بشار». وقد اتخذ النظام السوري رد فعل يقوم على التحايل والخداع. فقد أعاد أنصار النظام صياغة كلمات أشهر الأغنيات المعادية للنظام، كما تمت مهاجمة بعض المواقع الإلكترونية المستقلة المعارضة للنظام.
وقبل الثورة، اتجه الفنانون السوريون إلى قصر نطاق مناقشاتهم حول الديمقراطية في إطار حدود مقهى الروضة، ملاذهم المفضل في دمشق. ولم يبد أن مطالبهم في التغيير تلقى أي صدى، مما ولد حالة من الكراهية بين الفنانين تجاه الشعب.
لكن تدفق الإبداع قد غير ذلك الوضع. فقد ذكر أسامة محمد، مخرج الفيلم، أن كثيرا من المفكرين قد دهشوا لاكتشاف أن السوريين العاديين يعيشون حياة مزدوجة؛ ففي الصباح، ينظمون مظاهرات مؤيدة للنظام، فيما يصبون لعناتهم على النظام ليلا. والآن، يرقصون للتعبير عن سعادتهم بإظهار مشاعرهم الحقيقية على الملأ. وقال محمد «هذه هي اللحظة التي يلتقي فيها النهار والليل معا». وأضاف «إنها بداية حياتهم كبشر».
* خدمة «نيويورك تايمز»
واشنطن: نريد رؤية الإجراءات التي سيتخذها نظام الأسد لتنفيذ بروتوكول الجامعة العربية
قالت إنها لن تصر على إرسال مراقبين أميركيين
جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: محمد علي صالح
رغم شكوك الحكومة الأميركية في أن نظام الرئيس بشار الأسد سوف «ينفذ بمصداقية» الاتفاق الذي وقع عليه، أول من أمس، مع الجامعة العربية لإرسال فريق مراقبين دوليين، قالت الحكومة الأميركية إنه، حتى إذا حدث ذلك، لن تصر على إرسال خبراء أميركيين مع الفريق.
وقالت فكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «لا أعتقد أننا سوف نصر على ذلك (إرسال مراقبين أميركيين). نحن نتطلع إلى أن تكون جامعة الدول العربية ممثلة. لكن، الأمر الأهم هو إرسال المراقبين بأسرع فرصة إلى المدن التي تعاني من العنف الأشد، ليكونوا شهداء في مسؤولية الدفاع عن السكان المدنيين».
وعن التأكد من أن سوريا سوف تنفذ البنود الخاصة بالمراقبين، قالت نولاند: «ظل نظام الأسد يخلف الوعد، بعد الوعد، بعد الوعد. نحن نريد رؤية الإجراءات التي سوف يتخذها هذا النظام لتنفيذ هذا الاتفاق».
وقالت نولاند إن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية للشرق الأدنى، يقوم بالتنسيق بين الجامعة العربية والحكومة السورية، وإن روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، يجري اتصالات مع المسؤولين السوريين.
وعن مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، قالت نولاند: «نحن نواصل المناقشات في نيويورك حول المشروع الذي طرحه الروس. وأجرينا عددا من المناقشات غير الرسمية نحو كتابة نص واضح ونهائي».
وكانت نولاند قالت إن مشروع القانون الروسي «قابل للتغيير»، وإن «مناقشات مكثفة حوله» بدأت فعلا في مجلس الأمن، ودعت روسيا للتنسيق مع الجامعة العربية. وأضافت: «الشيء الطيب هنا هو أن روسيا قررت، أخيرا، أن تعمل مع الأمم المتحدة. ونحن نريد أن نعمل معا، ونتحرك إلى الأمام. كما قالت وزيرة الخارجية، للولايات المتحدة تحفظات حول بعض بنود المشروع الروسي. ونحن لسنا مستعدين لقبول المشروع كما قدم. ولا سيما لأنه خلق شعورا بالمساواة بين المتظاهرين السلميين والنظام السوري الذي ظل قاسيا وعنيفا جدا، جدا».
وعن أهمية التنسيق بين المشروع الروسي والجامعة العربية، قالت نولاند: «نحن نحث الروس للعمل مع الجامعة العربية. وضمان إدراج مطالب الجامعة العربية في أي مشروع». وأضافت: «نحن في انتظار ما ستصل إليه اجتماعات الجامعة العربية، وفي انتظار ردود فعل الجامعة العربية للمشروع الروسي. صار واضحا أن عملية جديدة ستبدأ في نيويورك، ونحن نرحب بذلك».
وأشار مراقبون في واشنطن إلى جدل في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب عن نوع التحركات التي يمكن أن تقوم بها واشنطن نحو سوريا. ودعا بعض أعضاء اللجنة الرئيس أوباما للضغط على الرئيس الأسد دبلوماسيا بأن يتنحى. ولكن، أبدى أعضاء آخرون قلقهم من أن الحل الدبلوماسي الأميركي، الذي ظل مستمرا لشهور، لم يقدر على وقف عنف نظام الأسد. وقال عضو الكونغرس ستيف شابوت: «هذا يضعنا في موقف صعب حول ما إذا كنا سوف نواصل دعم المعارضة إذا قررت أنه لا بد من مواجهة النظام».
 
 
روسيا والصين تؤكدان في بيان مشترك دعم الاتفاق العربي ورفض التدخل الخارجي
الاربعاء, 21 ديسيمبر 2011
 

برلين، بكين، موسكو - «الحياة»، أ ف ب - أعلنت الحكومة الألمانية أنها تنتظر من سورية أن تطبق «فوراً» وعودها بقبول مراقبين على أرضها في إطار خطة عربية للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، موضحة كذلك أنه «يجب وقف العنف وسحب الجيش».

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إنه ينتظر من سورية أن تنفذ «فوراً» وعودها بقبول مراقبين على أراضيها للوقوف على الوضع الإنساني. وقال فسترفيلي في بيان: «سنحكم على سورية فقط على أفعالها وليس أقوالها، أي البدء فوراً في تنفيذ اتفاقها مع الجامعة العربية».

وأضاف الوزير الألماني: «يجب وقف العنف وسحب الجيش والإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بممر إنساني. إنها شروط مهمة من أجل تغيير سلمي في سورية، تحتاج إليه البلاد أكثر من أي شيء آخر».

وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن سايبرت أمس إن حكومة بلده تنتظر من دمشق أن تطبق «فوراً» وعودها بقبول مراقبين على أرضها.

وأوضح سايبرت في لقائه الدوري مع الصحافيين «نتوقع أن تصبح أقوالها أفعالاً على الفور». وعبر عن قلق برلين «العميق» حيال أعمال العنف في سورية.

في موازاة ذلك، رحب وزيرا خارجية روسيا والصين بالاتفاق بين السلطات السورية والجامعة العربية وذلك في بيان صدر عن موسكو بعد اتصال هاتفي أمس بين سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جيتشي.

وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أن «الوزيرين رحبا بالاتفاق بين السلطات السورية والجامعة العربية حول إرسال مراقبين إلى سورية، وأكدا وحدة الموقف تأييداً لتسوية الوضع في هذا البلد على أساس مبادرة الجامعة العربية، من دون تدخل خارجي».

وأضاف بيان الوزارة أن «الجانبين ناقشا أيضاً الوضع في شبه الجزيرة الكورية، واتفقا على مواصلة الاتصالات من أجل صيانة السلام والاستقرار في المنطقة».

وأشار إلى أنه «جرى كذلك تبادل للآراء بصدد قضايا أخرى، تحظى بالاهتمام المشترك، بما في ذلك تنسيق العمل (بين الجانبين) في مجلس الأمن الدولي».

وكانت الإدارة الأميركية أبدت شكوكها في موقف دمشق.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن «توقيعاً على قصاصة ورق من جانب نظام نكث بالوعد تلو الآخر، لا يعني الكثير بالنسبة إلينا. نريد رؤية أفعال».

 
 
معظم رموز «حماس» غادروا دمشق وأبو مرزوق في عمان بشروط
الاربعاء, 21 ديسيمبر 2011
الحياة..تونس - حازم الأمين

ذكرت شخصية إسلامية رفضت كشف هويتها لـ «الحياة» أن العلاقات بين حركة «حماس» والسلطات السورية تشهد الآن توتراً شديداً بفعل الموقف من الانتفاضة السورية. وزادت أن معظم رموز الحركة باستثناء رئيسها خالد مشعل غادروا دمشق إلى دول مختلفة، وأن الشخص الثاني في قيادة الخارج موسى أبو مرزوق غادر دمشق إلى عمان، علماً أن وجود الأخير في العاصمة الأردنية مشروط بعدم قيامه بأي نشاط سياسي أو إعلامي. أما بالنسبة إلى مشعل فقرار مغادرته لم يؤخذ بعد، على رغم أن القيادة القطرية تجري محادثات مع عدد من الدول على رأسها الأردن، من أجل استقبال مشعل. لكن هناك مؤشرات قد تكون إيجابية حيال استقباله بشروط في عمان. وحسب هذه الشخصية بدأ التوتر قبل الانتفاضة السورية عندما قدم مشعل نصيحة إلى الرئيس بشار الأسد بالمباشرة في الإصلاح، استباقاً لاحتمال انتقال الثورات العربية إلى سورية. وبعد أحداث درعا التقى مشعل قيادات سورية سياسية وعسكرية، وكرر أمامها ضرورة الإسراع في تسوية الأمر ومعاقبة المتسببين بالأحداث، فنصحوه بأن يطلب ذلك من الرئيس السوري مباشرة، فطلب موعداً لكنه لم يلقَ جواباً.

بعد ذلك قام مشعل بزيارة سرية إلى بيروت التقى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وطلب منه التدخل لنصح القيادة السورية بضرورة الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين، وأبلغه أن الحركة لا تستطيع أن تقف إلى جانب النظام في سورية في ظل كل هذه الدماء المراقة.

نصرالله قال لمشعل إنه سيطلب موعداً مشتركاً له ولمشعل للقاء الأسد، لكن الموعد أعطي فقط لنصرالله، وكان الأخير وعده بزيارة يبلغه فيها نتائج اللقاء مع الرئيس السوري، إلا أنه غادر دمشق من دون لقائه، وأرسل إليه لاحقاً موفداً أبلغه بأن السيد حسن نصرالله أوصل رسالته إلى الرئيس.

وأفاد المصدر بأنه يبدو أن إيران دخلت على خط الضغوط على «حماس»، فأوقفت المساعدات المالية التي كانت تدفعها شهرياً للحركة، ما انعكس أزمة مالية في قطاع غزة. ويُعتقد بأن دولة خليجية تولت تعويض الحركة خسارتها المورد الإيراني. وتؤكد الشخصية الإسلامية أن «حزب الله» كان متردداً في البداية في إعلان انحياز واضح إلى النظام في سورية، لكن ضغوطاً إيرانية شديدة أدت إلى إعلان الحزب وقوفه إلى جانب النظام.

حركة «حماس» لم تأخذ بعد قراراً بانتقال مشعل من دمشق، لا سيما أن المفاوضات لاستقباله في عاصمة أخرى لم تثمر بعد، لكن وجوده مرتبط أيضاً بالوضع الأمني والشعبي في دمشق، كما أكدت الشخصية الإسلامية لـ «الحياة».

 
 
المجلس الوطني: هناك اقتراح بأن يرافق بعثة المراقبين عدد من المعارضين السوريين
الناطق باسم «الخارجية السورية»: زيارة المراقبين للمناطق ستكون بموافقة الحكومة
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم
في وقت يحاول فيه النظام السوري إظهار أن عمل المراقبين العرب سيكون إثبات مزاعمه التي لطالما رددها حول وجود الإرهابيين والمسلحين ونفيه إطلاق النار على المتظاهرين، تعول المعارضة على مهمة هؤلاء في فضح انتهاكات النظام بحق المدنيين من قتل واعتقال وتعذيب. وتبقى، بالتالي، المناطق التي سيزورها المراقبون ضمن ما يمكن أن يحاول النظام الالتفاف عليه بحسب عضو المجلس الوطني السوري الدكتور لؤي صافي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس الوطني قام بإعداد قائمة بالمناطق التي شهدت أعمال عنف وقدمها إلى الجامعة العربية التي تقوم أيضا بدورها في هذا الأمر، وأهم هذه المناطق هي بالتأكيد حمص ودرعا وعدد من المدن والقرى في إدلب إضافة إلى جبل الزاوية ودير الزور واللاذقية».
وفي حين يشير صافي إلى أن «المراقبين سيتم اختيارهم من المنظمات المدنية والأهلية»، يلفت إلى «اقتراح تقدم به أو تطوع للقيام به عدد من المعارضين السوريين، يقضي بمرافقة المراقبين إلى المناطق التي سيزورونها، وذلك بعد أن يتم التأكد من تأمين سلامتهم التي ستكون مسؤولة عنها الحكومة السورية بلا شك، وهؤلاء من الذين كانوا يعيشون في سوريا وعادوا واضطروا لمغادرتها بعد تعرضهم للضغوط والملاحقة من النظام، وهم على معرفة دقيقة ومتابعون لما يحصل على أرض الثورة السورية».
ويضيف: «سنؤكد على أن يكون عمل المراقبين مجردا من أي تدخلات من قبل الحكومة السورية التي قد تحاول تضييق عملهم، وعدم ترك الحرية اللازمة لهم للتنقل بين المدن والأحياء السورية»، لافتا إلى أن «الحكومة كانت في وقت سابق قد طالبت أن تقوم هي بتحديد المناطق التي ستزورها البعثة لكن الجامعة العربية رفضت ذلك، فعاد النظام وخضع لهذا الطلب». ويؤكد صافي أن محاولة الالتفاف التي حصلت في ما يتعلق بالمناطق التي ستزورها البعثة انسحبت بدورها على تحديد وسائل إعلام معينة ومنع أخرى يضعها النظام في خانة المحظورة، ويقول: «لكننا نؤكد على طلبنا الذي يسمح لكل وسائل الإعلام بالدخول إلى سوريا لنقل الحقائق على الأرض من دون أي استثناء».
وكان جهاد المقدسي، الناطق باسم وزارة الخارجية السورية، قد أعلن أن البعثة العربية هي التي ستحدد الأماكن التي ستزورها، لكن بموافقة الحكومة السورية، لافتا إلى أن هذه الدفعة الأولى التي ستصل إلى سوريا خلال 48 ساعة، ستتولى «إقامة مركز لها في دمشق والوقوف على أمور لوجستية». وقال المقدسي: «أولى الوفود التي ستصل إلى سوريا ستكون من مصر»، مؤكدا أن «البعثة هي التي ستحدد الأماكن التي تريد زيارتها، لكن طبعا بموافقة الحكومة، وسنقدم لهم كل التسهيلات، لكننا نأمل حسن النوايا من قبلهم، وأن لا يكونوا منحازين لطرف ضد آخر». وشدد على أنه «وفقا لبروتوكول المراقبين، فإن البعثة ستتحقق من الحكومة السورية حول دخول الإعلام» العالمي، مشيرا إلى أن «التلفزيون الروسي والصيني إضافة إلى وسائل إعلام عربية كلها موجودة في سوريا، باستثناء قناة (الجزيرة)، وذلك لأسباب معروفة». واعتبر المقدسي «أن البروتوكول ليس مضيعة للوقت؛ بل لمواجهة الحقائق؛ إذ إن هناك العديد من المسلحين يدعون أنهم منشقون عن الجيش، إنما هم من السلفيين، وسنواجه كل من يحمل السلاح». مشيرا إلى «أن البروتوكول ليس الخلاص لسوريا؛ بل هو خطوة أولى للحل، ولا حل للأزمة إلا عبر الحوار».
ماذا تعني سوريا؟!
ميشيل كيلو... جريدة الشرق الاوسط
هذا السؤال الغريب وغير المألوف كان يجب أن يناقش منذ عشرات السنين، أي منذ بدأ البعث يتحدث عن نظامه باعتباره سوريا. في المؤتمرات الصحافية التي يعقدها قادة الحزب والسلطة في سوريا، كما في الخطب التي يلقونها والتصريحات التي يدلون بها، ينسب كل ما هو جيد للبعث ونظامه، وتعتبر الانتقادات الموجهة إليهما انتقادا مرفوضا بالطبع لكل ما هو خير ونبيل في بلادنا. يحدث الشيء نفسه عندما يلحق أذى مادي أو معنوي بأحد من رجال السلطة والحزب، فيبادر النظام وإعلامه إلى اعتبار ما جرى موجها ضد سوريا وليس ضد الشخص المعني أو الجهة المقصودة، بينما يقال عن المشكلات والأزمات إنها ابنة الماضي الذي لم تنجح في التخلص منه بعد، وليست نتاج الحاضر، وإن بدت ظاهريا كذلك!
من المعلوم أن قادة النظم الشمولية يضفون طابعا شخصيا على أوطانهم، انطلاقا من فكرة مسبقة ترى أن هذه يعاد إنتاجها بطريقة صحيحة وتتفق مع هويتها الأصلية بفضلهم، والتي لم تقم قبلهم بسبب التباعد بين القادة والساسة السابقين وبين الوطن، وإذن، فإن وطنهم يستعيد من خلالهم حقيقته الأصلية، التي كانت ضائعة أو مضيعة قبلهم. من هنا، يحق للوطن أن يفخر بتماثله مع المستبد، كما يحق لهذا أن يعتبر نفسه الوطن أو القيمة العليا المتطابقة مع هويته الحقيقية. لا عجب أن قال حافظ الأسد في حديث مع المسرحي الراحل سعد الله ونوس: أنا أعتبر نفسي وطن السوريين، وأعتقد أن أي سوري يسمع نقدا موجها إلي سيدافع عني ضد ما يوجه إلي، باعتباري الرجل الذي يجسد وطنه. كما قال أحد كبار القادة السوريين ذات يوم: إن ما تتلقاه سوريا من معونات مالية خارجية يأتي إلى السيد الرئيس، الذي يحق له حجبها عن الشعب أو منحه جزءا منها. عندما اعترض أحد جلسائه على الفكرة، رد متسائلا بغضب: هل كانت هذه المعونات تمنح لسوريا قبل السيد الرئيس؟! ثم أجاب عن سؤاله دون انتظار رد محاوره: إنها تعطى إذن للسيد الرئيس وليس لسوريا. قال محدثي: إن المسؤول لفظ اسم الرئيس بإجلال وتعظيم، بينما نطق كلمة سوريا باحتقار وتهكم. من جانبه، كان الإعلام الرسمي يعتبر زيادات الرواتب والأجور «منحة أو منة» من «سيد الوطن» - لقب الرئيس شبه الرسمي - تؤكد رعايته للمواطن، بينما كان الوزراء يظهرون على شاشات التلفاز للتأكيد على أن الزيادات لم تكن ضرورية، لأن الشعب ينعم ببحبوحة ظاهرة، لكن السيد الرئيس، سيد الوطن ومجسده، لا يكف لحظة عن التفكير بأبنائه المواطنين، لأنه يحبهم أكثر مما يحبون أنفسهم، ويفكر فيهم أكثر مما يفكرون بذواتهم!
مرت مضاهاة سوريا مع النظام بطورين، بعد انقلاب عام 1963، الذي استولى عليه البعث:
- في الطور الأول اعتبر حزب البعث نفسه الجهة التي ستقيم وطنا يشبهها في سوريا سرعان ما سيصير قدوة للعرب جميعا، لذلك سيكون من حق الحزب إعادة إنتاج هؤلاء أيضا مهما كانت أقطارهم وأمصارهم. في هذا السياق، نشأ مفهوم الحزب القائد، الذي يتقدم التاريخ ولا همّ له غير أن يرتقي بالوطن كي يبلغ مستواه الخاص ويتماثل معه، فيقوم بينهما تطابق تام، ولا سيما أن الوطن ليس فقط أرض وشعب الدولة، بل هو قبل هذا وذاك مؤسسات تحدد كيفية وجود الشعب ووظيفة الأرض، أي هويتهما ودورهما. بما أن المؤسسات الصانعة للوطن ستقام انطلاقا من البعث، فإنه يجب أن تكون له بالضرورة أولوية مطلقة على أي شيء عداه، خاصة أنه هو الذي سيخرج الوطن من تأخره، وسيتيح له بلوغ مستوى نوعي لا يجارى، مماثل لمستواه الخاص كحزب ثوري/ طليعي، سيمكنه من أن يصير وطنا استعاد حقيقته الأصلية، التي كانت غائبة عنه بسبب غياب الحزب عن قيادته وسلطته، فلا عجب أن انقلب إلى وطن بعثي لا فكاك له عن البعث، وإلا فقد هويته ورسالته!
- في الطور الثاني نقلت هذه المهام إلى شخص بعينه، هو قائد انقلاب عام 1970 الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي تولى قيادة الحزب وناب عنه في قيادة سوريا، بحجة أنه شخص لا مثيل له، سبق زمنه إلى درجة تمكنه من جره وراءه نحو المجد والفرادة. بعد الحزب القائد، جاء «قائد المسيرة»، الذي سيتم انطلاقا منه إعادة إنتاج الوطن ليأتي على صورته ومثاله، وذلك بالتعاون مع البعث بعد تصحيح أوضاعه وجعله أداة تصلح لتأدية المهمة الجديدة وتستحق ثقة القائد. في هذا المنطق، تحول شخص القائد إلى جهة تضمر وطنية نقية ستصحح الوضع ما قبل الوطني الذي يعيشه الشعب، وستخرج الوطن من واقعه الزائف وترده إلى صفاء طبيعته الأصلية، وصولا إلى المواطن، الذي عليه التماهي مع قائده والذوبان فيه. وزاد من تعزيز هذا الاعتقاد الرسمي أن انقلاب الأسد أعقب هزيمة يونيو (حزيران)، التي بررها الحزب بفكرة تقول: إن النظام أهم من الوطن، فالوطن إن ضاع يمكن استعادته كليا أو جزئيا، أما النظام فلا يمكن تعويضه أو استعادته إن سقط، لذلك يجب إعطاء الأولوية في نظرة وطنية صحيحة إلى الحزب والنظام، اللذين يعد عدم سقوطهما انتصارا للوطن، رغم خسارته محافظة الجولان مع ما تتمتع به من ثروات مائية وزراعية كبيرة، وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة إلى سوريا.
واليوم، وشعب سوريا يصرخ بصوت واحد: «حرية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، فإن هذا يرى في موقف الشعب مطالبة بإسقاط الوطن، ويعلن بكل صراحة أن سقوطه يعني نهاية سوريا ودولتها، وإلا لما كان اعتبر حراكه السلمي مؤامرة على الوطن لا بد من قمعها بالقوة دفاعا عنه، وبالتالي دفاعا عن الرئيس، مجسد النظام وحامله، فإن سقط هو سقط الوطن معه، كما يقول الإعلام السوري يوميا بألف لسان، ويعلن من يصدقونه أنهم على استعداد لإحراق سوريا من أجل الرئيس، لأنها ليست بدونه وطنا لهم، في حين يمكن انطلاقا منه إعادة إنتاجها كوطن، بمعنى أنه لن يبقى وطنا إن لم يكن «هو» بالذات، ودون جميع خلق الله، رئيسه!
في العمق، تدور المعركة الراهنة في سوريا بين فكرتين: واحدة ترى في الرئيس الوطن وفي الوطن الرئيس.. بينما ترى الأخرى، المعارضة، أنه النفي التام للوطن، الذي لن يعود إلى الظهور وليس هناك من سبيل إلى استعادته من جديد بغير سقوط الرئيس.. أي بغير تحرير الوطن منه!
أدلج النظام الوطن وجعله بعثيا. واليوم، يفك الحراك المجتمعي هذه الرابطة الزائفة ويعيد إلى الوطن وجهه المجتمعي، الوطني والشعبي، الذي يعيده من جديد وطنا لجميع أبنائه، على عكس ما هو اليوم: وطن قلة متحكمة تنهبه وتدمر حياة مواطنيه، الذين فقدوا حريتهم وتحولوا إلى عبيد وأجراء أغراب في وطن تغرب بدوره عنهم، صار استرداده حتميا من أجل امتلاك فسحة مفتوحة تزدهر في ربوعها الحرية والعدالة والمساواة، والخروج منه كسجن عالي الجدران محكم الحراسة مغلق النوافذ والأبواب، يتمرد نزيله المظلوم، شعب سوريا، عليه، ويفضل الموت على البقاء فيه!

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,838,884

عدد الزوار: 7,647,430

المتواجدون الآن: 0