منظمة دولية: أكثر من 6 آلاف قتيل و70 ألف معتقل منذ اندلاع الانتفاضة

سوريا: الوفد العربي يصل.. والقتل يتصاعد...السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «بروتوكول الموت»

تاريخ الإضافة السبت 24 كانون الأول 2011 - 4:10 ص    عدد الزيارات 2525    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: الوفد العربي يصل.. والقتل يتصاعد
توتر في جامعتي دمشق وحلب عشية جمعة «البروتوكول يقتلنا» * منظمة دولية: أكثر من 6 آلاف قتيل و70 ألف معتقل
القاهرة: سوسن أبو حسين بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
رغم وصول وفد طليعة المراقبين العرب إلى دمشق أمس، استمر القتل في المدن السورية «المشاغبة»، خصوصا في حمص وإدلب، في وقت عبر فيه الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، عن اعتقاده أن «وجود البعثة سوف يوقف إطلاق النار».
في هذه الأثناء، واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية ضد المدنيين والجنود المنشقين، بعد يوم من موجة الاستنكارات الدولية لـ«المجازر»، التي تنفذ ضد المناهضين للنظام. وقتل أمس عشرات الأشخاص، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن 9 مدنيين قتلوا في حمص, كما تحدث عن سماع إطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بمحافظة إدلب بعد اقتحامه من قبل الجيش بالدبابات وناقلات الجند، صباح أمس.
وفي حلب، استمر توتر الأوضاع في جامعة حلب، حيث تم تنفيذ اعتصام بمشاركة كبيرة من الطلبة في كلية العلوم، قامت على أثره قوات حفظ النظام والشبيحة باقتحام الكلية وشن حملة اعتقالات في صفوف الطلاب المعتصمين، كما جرى اقتحام كلية الهندسة في دمشق والاعتداء على الطلاب من قبل قوات الأمن والشبيحة.
ويستعد السوريون للخروج اليوم في مظاهرات في جمعة «بروتوكول الموت»، معتبرين أن بروتوكول الجامعة العربية بمثابة «رخصة مفتوحة للقتل»، وأن النظام استغل توقيعه «لتكثيف عملياته العسكرية التي أودت بحياة المئات في الأيام القليلة الماضية». وجاء ذلك في وقت قالت فيه منظمة «آفاز» الدولية، إنه «سقط أكثر من 6000 قتيل و70000 معتقل تقريبا منذ بدء الثورة في سوريا».
قتلى في حمص وإدلب وانفجارات في خان شيخون.. وتوتر في جامعتي حلب ودمشق
القوات السورية تقتحم بلدة القورية في دير الزور بعد نشوب معارك مع منشقين
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
واصلت القوات السورية أمس عملياتها العسكرية ضد المدنيين والجنود المنشقين، بعد يوم من موجة الاستنكارات الدولية لـ«المجازر» التي تنفذ ضد المناهضين للنظام، فيما أعلن النظام السوري أن ألفي عنصر من قوات الأمن والجيش قتلوا منذ بداية الانتفاضة السورية.
وقتل أمس 19 شخصا بينهم 12 مدنيا، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن تسعة مدنيين قتلوا في حمص (وسط) غالبيتهم في حي بابا عمرو برصاص قوات الأمن الذين أطلقوا النار بالمدفعية الثقيلة، موضحا أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود الكثير من الجرحى في حالة حرجة. وأضاف: «استشهد مواطنان اثنان إثر إطلاق الرصاص عليهما خلال مداهمة قرية حيش (بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد على الحدود التركية) من قبل قوات عسكرية وأمنية» صباح أمس.
وفي درعا، مهد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، «استشهد مواطن خلال مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة طفس بحثا عن مطلوبين للسلطات الأمنية»، بحسب المرصد.
إلى ذلك، قتل أربعة جنود نظامين واثنان من المنشقين خلال مواجهات قرب حاجز في حي بابا عمرو في حمص، بحسب المرصد. وفي محافظة إدلب، قتل جندي وجرح ثمانية آخرون في هجوم شنته مجموعات من المنشقين ضد حواجز لقوات الأمن، وجرح عدد من السكان بينهم طفل في العاشرة من العمر بإصابات حرجة، وفق المرصد.
وتحدث المرصد السوري أيضا عن سماع إطلاق نار كثيف وانفجارات في خان شيخون بمحافظة إدلب بعد اقتحامها من قبل الجيش بالدبابات وناقلات الجند صباح أمس، مشيرا إلى مواجهات دارت بين قوات الأمن ومنشقين في شمال بلدة خربة غزالة «مع توافد نحو 25 حافلة كبيرة محملة بعناصر الأمن إلى المنطقة». وقال المرصد السوري إن القوات السورية قتلت قبل يومين 111 مدنيا وناشطا في محافظة إدلب، وهو الهجوم الذي أدانته فرنسا ووصفته بأنه «مذبحة غير مسبوقة». وأضاف المرصد أن ما يزيد على مائة من المنشقين عن الجيش قتلوا أو أصيبوا.
وفي ريف حمص في مدينة القصير، وفي اليوم الثاني من المداهمات، اتهم ناشطون قوات الأمن بإحراق المنازل بعد نهبها وذلك وفق قوائم بأسماء المعتقلين والقتلى والجرحى، وقالت مصادر محلية إن دبابة تموضعت على جسر العاصي وقامت بقصف البساتين المحيطة بالقصير، مشيرة إلى أن «الجيش الحر» في القصير استهدف سيارة يستقلها شبيحة على طريق الجسر العالي.
وفي دمشق، هزت قنبلة صوتية انفجرت في حاوية قمامة قلب العاصمة دمشق، في حي المزرعة، عصر أمس. وكانت الحاوية قريبة من سيارة بيجو تابعة للجيش، بحسب ما قال ناشطون.
وفي حلب، استمر توتر الأوضاع في جامعة حلب، حيث تم تنفيذ اعتصام بمشاركة كبيرة من الطلبة في كلية العلوم، قامت على أثره قوات حفظ النظام والشبيحة باقتحام الكلية وشن حملة اعتقالات في صفوف الطلاب المعتصمين. كما جرى اقتحام كلية الهندسة في دمشق والاعتداء على الطلاب من قبل قوات الأمن والشبيحة. وشهدت مدينة حلب أمس تشييع العسكري المنشق مصطفى مروان قصاب الذي كان يؤدي خدمة العلم في دمشق، وعندما جيء به إلى جبل الزاوية، رفض إطلاق النار فتمت تصفيته.
وقال ناشطون سوريون إن مدرعات تابعة للجيش السوري، اقتحمت فجر أمس بلدة القورية جنوب شرقي مدينة دير الزور بعد أن قامت بقصفها بشكل عشوائي. وكشف الناشطون أن البلدة التي يوجد فيها جنود منشقون رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين وانضموا إلى الثورة، تمت محاصرتها من أربعة محاور دارت على أطرافها اشتباكات عنيفة بين القوات التابعة للنظام والجنود المنشقين، أسفرت عن وقوع إصابات لدى الطرفين.
ونشرت صفحة «تنسيقية دير الزور للثورة السورية» على «فيس بوك»، مقطع فيديو يظهر دبابات الجيش السوري وهي تقوم باقتحام البلدة، زارعة الرعب في نفوس سكانها. وقال أحد الناشطين المعارضين في مدينة دير الزور لـ«الشرق الأوسط» بعد تواصله مع أشخاص داخل البلدة المقتحمة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 45 ألف نسمة: «في صباح يوم الخميس، قام أكثر من 40 دبابة بدخول بلدة القورية، بعد نشوب معارك متفرقة مع جنود منشقين، كانوا يتمركزون على أطرافها حيث سمع الأهالي إطلاق نار كثيفا من جهة شاطئ النهر (الفرات)». ويضيف الناشط: «دخلت الدبابات السوق الرئيسية في البلدة مخلفة وراءها خرابا كبيرا، كما قامت العناصر الموالية للأسد بإحراق منازل الناشطين، ونشروا القناصة فوق خزانات المياه وعلى المباني العالية، وقطعوا التيار الكهربائي».
ويعزو الناشط المعارض توقيت الاقتحام إلى وجود عناصر منشقة في البلدة؛ إذ يقول: «القورية كانت تتظاهر بشكل شبه يومي، فتقوم عناصر الأمن بشن حملات اعتقال بحق أبنائها والناشطين فيها، إلا أن وجود منشقين فيها، سرّع عملية الاقتحام العسكري، فالنظام يخشى أن تتحول البلدة إلى بؤرة تؤوي عناصر من الجيش السوري الحر الذي ينفذ عمليات دورية ضد الجيش التابع للأسد».
وتعد بلدة القورية التي تقع على بعد 55 كيلومترا جنوب شرقي دير الزور، وعلى بعد 13 كيلومترا جنوب شرقي الميادين وترتفع عن سطح البحر نحو 77 مترا على الضفة اليمنى لنهر الفرات، وسط سهل زراعي خصب، ثالث أكبر مدينة في المحافظة بعد بلدتي البوكمال والميادين.
واشتهرت البلدة التي ينتمي معظم أهلها لعشيرة القرعان، إحدى بطون قبيلة العكيدات، بمقاومتها الاحتلال الفرنسي؛ إذ قام أبناؤها آنذاك بمهاجمة دورية فرنسية وقتل أفرادها، فرد الاحتلال بتدمير القرية وتهجير سكانها إلى البادية. وتحوي شوارعها أكثر من معلم أثري يعود معظمها إلى العصر الروماني. كما تشتهر القورية بكثرة الأشخاص الذي يحفظون القرآن الكريم، حيث يوجد أكثر من 350 شخصا يحفظون القرآن الكريم سنويا بين نساء ورجال، ويتم تخريج الحفظة في كل عام وذلك بإشراف لجان مختصة من محافظات أخرى وبالتنسيق مع مديرية الأوقاف في دير الزور. وتعد البلدة الصغيرة من أوائل المناطق السورية التي لحقت بركب الثورة السورية منذ بدايتها، معلنة التظاهر ضد نظام الأسد بشكل يومي، مما دفع عناصر الأمن لاقتحامها مرات عدة وتنفيذ اعتقالات عشوائية بحق أهلها.
يذكر أن «تنسيقية شباب دير الزور للثورة السورية» ذكرت على صفحتها على«فيس بوك»، أن الأمن السوري قد أصدر تعميما على جميع الدوائر الرسمية في دير الزور، بوجوب تمديد دوام الموظفين للساعة السادسة مساء، بهدف منع الناس من الخروج في مظاهرات معارضة للنظام، ولنصرة أهالي القورية المحاصرين، حسب الصفحة. وكانت قد خرجت أكثر من مظاهرة في ريف دير الزور تندد بالقصف الذي تعرضت له القورية، أبرزها مظاهرة حاشدة في منطقة الجرذي.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس إن أكثر من 2000 فرد من قوات الأمن السورية قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام قبل تسعة أشهر. وجاء في رسالة نشرتها الوكالة وقالت إن سوريا وجهتها إلى الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، أنه «سبق وتم إعلام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان» أن عدد القتلى تجاوز «2000 شهيد من الأمن والجيش السوري». وطبقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 5000 شخص قتلوا في الفترة نفسها.
السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «بروتوكول الموت»
رئيس هيئة التنسيق الوطني لـ«الشرق الأوسط»: يجب إعطاء فرصة للحل العربي لأن التدويل ليس مزحة سحرية
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح
دعا الناشطون السوريون تزامنا مع وصول وفد المراقبين العرب إلى دمشق للتظاهر اليوم في جمعة «بروتوكول الموت» في إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب الذي وقعته سوريا الاثنين الماضي مع جامعة الدول العربية، معتبرين أن هذا البروتوكول بمثابة «رخصة مفتوحة للقتل»، وأن النظام استغل توقيعه «لتكثيف عملياته العسكرية التي أودت بحياة المئات في الأيام القليلة الماضية».
وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك»، انتهت لاعتماد تسمية «بروتوكول الموت» بعد نيلها أكبر عدد من أصوات المشاركين الذين لم يصوتوا بكثافة لتسميات: جمعة العصيان المدني، جمعة إدلب الحمراء، جمعة ميلاد الحرية.. وغيرها.
وفيما انتقد رئيس هيئة التنسيق الوطني السوري للتغيير الديمقراطي في المهجر هيثم مناع، التسمية المعتمدة مطالبا بإعطاء فرصة للحل العربي، اعتبر سمير نشار، عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أن البروتوكول شكل فرصة إضافية للنظام ليستمر بسياسة القتل مؤكدا عدم التعويل على مهمة المراقبين ومطالبا الجامعة العربية بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن وبأسرع وقت ممكن.
وقال مناع لـ«الشرق الأوسط»: «هناك طرف يحاول التصعيد في قضية تدويل الأزمة وتشويه صورة الحل العربي وكأن التدويل سيعود علينا بالمن والسلوى، متناسين أن حالات التدويل وفي أحسن الأحوال انتهت إلى 52 ألف قتيل في ليبيا»، مشددا على أن «التدويل ليس مزحة سحرية»، مذكرا بأن «العمليات العسكرية الغربية أول من سيذهب ضحيتها هم المواطنون السوريون العزل».
واعتبر مناع أن «الحل العربي المطروح حاليا هو حل استثنائي بتاريخ الجامعة»، متسائلا: «لماذا لا نعطي فرصة لهذا الحل ونتابع نضالنا السلمي وإضرابنا العام وصولا للعصيان المدني؟ الحل العربي لا يشترط علينا إيقاف عملنا السلمي، فما معنى الجري وراء المجهول العسكري ومجهول التدويل؟»، وأضاف: «البروتوكول ليس مهلة للنظام لقتل المدنيين، ودخول المراقبين ليس مهلة، فهل ندخلهم بالمظلات؟».
وانتقد مناع وبشدة عملية التصويت التي تتم لاعتماد تسمية يوم الجمعة متحدثا عن «ديكتاتورية الـ(فيس بوك) مقابل ديكتاتورية النظام»، وأضاف: «التسميات لم يعد لها معنى إذ أصبحت موجهة وغالبا ما تكون ضارة وذات مفعول سلبي».
بالمقابل، ذكر نشار أنه «ومنذ وقع النظام على البروتوكول ارتفع عدد الشهداء يوميا من العشرات إلى المئات كما ازدادت ممارسات وقمع النظام»، وقال: «كنا نتوقع أن يوقف البروتوكول قتل الأبرياء، فإذا به يعطي فرصة ومهلا جديدة للنظام ليستمر بسياسة القتل. نحن لا نعول على دخول المراقبين ونستغرب موقف الجامعة العربية ومواقف الدول العربية التي من المفترض أن تعي تماما أن النظام مراوغ ومحتال وأنه يناور بتوقيعه على البروتوكول لكسب الوقت».
وإذ طالب نشار الجامعة العربية بـ«إحالة الملف السوري وبأسرع وقت ممكن إلى مجلس الأمن لكون الجامعة ليست المكان المناسب لاتخاذ قرارات رادعة وحاسمة»، شدد على أن «لا وجود لحل عربي وأن المطلوب وضع قادة العالم أمام مسؤولياتهم في التعاطي مع الملف السوري».
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وبالتحديد على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، كتب الناشطون: «قبل أن تتدخل الجامعة العربية كان معدل الشهداء السوريين بين 10 و15 شهيدا يوميا، وبعد تدخل الجامعة وإطلاق مبادرتها أصبح معدل سقوط الشهداء بين 20 و30 يوميا.. أما بعد توقيع الحكومة السورية على البروتوكول وما أدراك ما مضمون البروتوكول! فصار معدل سقوط الشهداء 100 شهيد يوميا.. الجامعة العربية والعالم يقتلوننا.. ».
ارتفاع عدد العائلات السورية اللاجئة في بلدة عرسال اللبنانية إلى 74
رئيس بلديتها لـ «الشرق الأوسط»: لا نؤوي سلفيين ولا إسلاميين... ووزير الدفاع افتعل «خضّة»
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال
ارتفع عدد العائلات السورية النازحة التي تؤويها بلدة عرسال البقاعية، على الحدود مع سوريا، إلى 74 عائلة، وفق ما أشار إليه رئيس بلديتها علي محمد الحجيري لـ«الشرق الأوسط» أمس، حيث يتوزع أفراد هذه الأسر، ومعظمهم من النساء والأطفال، لدى عائلات البلدة ويقيمون معهم، بينما يعمل النازحون الذكور بمعية أهالي البلدة في مجال الزراعة بشكل أساسي، وهو مورد رزق عدد كبير منهم.
وعلى الرغم من حوادث التوغل السوري المتكررة للجانب اللبناني من الحدود في عرسال، وتكرار إطلاق النار من الجانب السوري خلال الشهرين الأخيرين، الذي أدى إلى جرح ستة من أبنائها ومقتل أحدهم، إلا أن ذلك لم يحُل دون إصرار أهاليها على إيواء النازحين ومساعدتهم، والخروج للتظاهر دعما لتحركات الشعب السوري.
وأكد الحجيري في هذا السياق أن «لا شيء سيمنع أهالي البلدة عن القيام بواجباتهم الإنسانية تجاه النازحين السوريين»، وقال: «لا يمكن لبلدتنا أن تتخلى عن العمل الإنساني بأي شكل من الأشكال، ولن تتوقف عن معونة من يقصدها بغض النظر عن طائفته وهويته».
وبرز اسم بلدة عرسال البقاعية، التي تشكّل جرودها المرتفعة الخط الفاصل بين لبنان وسوريا، بعد تكرار حوادث التوغل وإطلاق الرصاص السوري باتجاهها، التي بررها الجانب السوري بأنها تهدف إلى إحباط عمليات تسلل وتهريب أسلحة من لبنان إلى سوريا. وشكل تصريح وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أول من أمس صدمة لأهالي البلدة، إذ تحدث عن معلومات عن «عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية ولا سيما في عرسال، حيث يتم تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية».
وبينما طالب أهالي عرسال، وهي بلدة سنية تعد نحو 35 ألف شخص، مرارا بانتشار الجيش اللبناني على الحدود، منتقدين غيابه عن البلدة بعد حوادث التوغل السوري وإطلاق النار، شدد رئيس البلدية على أن «البلدة لا تؤوي إسلاميين ولا تيارات سلفية، غير مرحب بوجودهم بيننا»، معتبرا أن «وزير الدفاع افتعل (خضّة) لا أساس لها من الصحة».
تجدر الإشارة إلى أن عددا كبيرا من الجرحى السوريين يتم إدخالهم إلى لبنان من خلال بلدة عرسال، حيث لا توجد معابر رسمية والحدود مفتوحة بين جرودها وسوريا، ومن ثم يتم نقل الجرحى للمعالجة في مستشفيات الشمال، بسبب امتناع مستشفيات المنطقة عن استقبالهم.
وصول وفد طليعة بعثة المراقبين العرب إلى دمشق.. والعربي: وجودهم في سوريا سيوقف القتل
اجتماع موسع للمعارضة السورية بالجامعة مطلع العام المقبل
القاهرة: سوسن أبو حسين الرباط - لندن: «الشرق الأوسط»
وصل إلى دمشق أمس فريق طليعة المراقبين العرب الذي يقوده سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ويضم نحو عشرة أشخاص، من بينهم خبراء ماليون وإداريون وقانونيون، على أن يصل فريق المراقبين الذي يضم نحو 150 مراقبا إلى سوريا بنهاية الشهر الحالي.
والتقى الوفود في القاهرة قبل مغادرته إلى دمشق الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي قال في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الجامعة، إن وفد المقدمة سوف يبحث كل التفاصيل الخاصة بعمل البعثة المراقبة، وهي تضم مدنيين وعسكريين من الدول العربية، ومهمتها التحقق من تنفيذ الحكومة السورية لخطة الحل العربي، وتوفير الحماية للمدنيين العزل. وأشار إلى أن خطة العمل العربية تنص على وقف كافة أعمال العنف، والإفراج عن المعتقلين، وإخلاء المدن من المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام وسائل الإعلام، والتنقل بحرية، ورصد ما يحدث وما يدور من أحداث، وأن توفر الدولة السورية الحماية لأفراد البعثة.
وأضاف العربي: «أتطلع لإنجاح مهمة فريق بعثة الجامعة وأن تخرج سوريا من الأزمة العصيبة»، مشيرا إلى أنه سيلتقي خلال ساعات (أمس) رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي، وهو صاحب خبرة واسعة في مجال حقوق الإنسان»، ومن المقرر أن يبدأ بممارسه عمله في سوريا غدا.
وردا على سؤال حول استمرار القتل في سوريا حتى هذه الساعة، وكان من المفترض أن تذهب البعثة بعد وقف القتال، أوضح العربي أن البعثة سوف تسجل أي موقع به إطلاق نار، ثم عاد ليقول «أعتقد أن وجود البعثة سوف يوقف إطلاق النار وأن بعثة الجامعة مكلفة برصد كل شيء». وردا على سؤال حول موقف المعارضة السورية من التوقيع واتهامها الجامعة بإعطاء مهل إضافية لسوريا، قال العربي: «لا توجد مهل لأن بعثة الجامعة العربية في سوريا اليوم والعقوبات الاقتصادية والسياسية التي اتخذتها الجامعة العربية سارية». وتساءل: «أين هي هذه المهل؟». وأشار إلى أنه سوف يلتقي مجموعة من المعارضة السورية يوم 26 من الشهر الحالي، على أن يعقد اجتماع موسع بالجامعة لكل المعارضة في الأسبوع الأول من شهر يناير (كانون الثاني).
وحول علاقة ما يحدث في العراق من خطاب طائفي بالوضع في سوريا، قال العربي «إن ما يحدث بالعراق شأن داخلي، ولم يطلب أحد منا التدخل، وقد قمت مؤخرا بزيارة العراق واتفقنا على عقد القمة العربية في شهر مارس (آذار) المقبل في موعدها». وأعرب في الوقت نفسه عن قلقه إزاء ما يحدث في العراق، وتعليقا على زيارة سلفا كير رئيس جمهورية السودان الجنوبي لإسرائيل، قال: «لا تعليق، وإن كنت أتعجب من توقيت هذه الزيارة».
من جهته، قرر المغرب إرسال وفد رفيع المستوى الأسبوع المقبل إلى سوريا يضم عسكريين ودبلوماسيين وحقوقيين للمشاركة ضمن بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لتقصي الحقائق على الأرض في سوريا.
وكانت الجامعة العربية قد أقرت خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في 16 فبراير (تشرين الثاني) الماضي في الرباط، إرسال مراقبين عسكريين وفنيين من أجل معاينة الأوضاع الأمنية، والسعي لتوفير الحماية للمدنيين في سوريا، حيث ستزور بعثة المراقبة العربية نحو 16 منطقة اعتبرت بالتنسيق مع المعارضة السورية، أكثر المناطق التي تعرف توترا حادا وعنيفا.
وأفاد بيان صدر أمس عن وزارة الخارجية المغربية، بأن الوفد المغربي سيترأسه عبد الرحمن بنعمر، سفير الرباط بنواكشوط، باعتباره منسقا للوفد، ويضم دبلوماسيين وحقوقيين وخبراء عسكريين وأمنيين. وأضاف البيان أنه من المقرر أن يسافر الوفد المذكور إلى سوريا، ابتداء من الأسبوع المقبل لفترة معينة «وفي إطار مهمة جد محددة» لم يكشف عن تفاصيلها.
وأوضحت الخارجية المغربية أن إرسال المغرب لهذا الوفد «يأتي تماشيا مع القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية وتنفيذا لبروتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، الموقع بين الجامعة والجمهورية العربية السورية، من أجل إنجاح خطة العمل العربية الهادفة إلى التوصل لحل للأزمة السورية، بما يحفظ أمن ووحدة هذا البلد العربي الشقيق».
ويضم الوفد المغربي، حسب البيان، كل من: الحسن زاهيد، سفير سابق وخبير في التحقيقات الدولية والأممية، والعربي مخارق، سفير سابق وخبير في التحقيقات الدولية والأممية، وعبد الحميد الوالي خبير دولي في حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وطالع السعود الأطلسي حقوقي، خبير في مجال الاتصال ووسائل الإعلام، والعميد محمد كرماني، خبير عسكري، والعقيد بوشعيب فرجية، خبير عسكري، ومصطفى موحدي، خبير أمني، ومحمد خليل، خبير أمني، وعبد القادر أزريع باحث وناشط حقوقي، وهشام بنيعيش خبير في الطب الشرعي.
منظمة دولية: أكثر من 6 آلاف قتيل و70 ألف معتقل منذ اندلاع الانتفاضة
الإحصاءات تقول إن سوريا من بين كل 300 قتل أو اعتقل منذ اندلاع الانتفاضة
بيروت: «الشرق الأوسط»
قالت منظمة أهلية دولية إن الأرقام الواردة من سوريا تفيد بأن شخصا واحدا على الأقل من بين كل 300 سوري، قتل أو اعتقل منذ أن اندلعت الانتفاضة السورية في مارس (آذار) الماضي، بينما ناشدت الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ قرارا حاسما باتخاذ الإجراءات العسكرية على غرار ما جرى في ليبيا.
وقال باتل ريكن، المدير التنفيذي لمؤسسة «آفاز» إنه سقط أكثر من 6000 قتيل و70000 تقريبا وهم محتجزون في سجون الأسد الوحشية، لا يستطيع أحد غض الطرف عن عرض الرعب في سوريا. واعتبر أن روسيا قد ذهبت بعيدا جدا في تأخير العمل الدولي وتسليح فرق الموت الأسدية. وأشار إلى أن روسيا أمام خيارين، إما أن تقف إلى جانب النظام السوري في حين لا يزال يذبح الناس أو أن تكثف الضغوط لإجبار بشار الأسد على الرحيل.
وأكد تقرير للمنظمة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه قد بلغ عدد ضحايا حملة القمع التي ينفذها نظام بشار الأسد في سوريا 6237 شخصا على الأقل حتى الآن، بالإضافة إلى اعتقال 69000 شخص خلال الأشهر التسعة الماضية. وقال التقرير: «إن هذه الحصيلة الجديدة الصادمة للغاية تظهر أن في سوريا، هناك شخص واحد من بين 300 شخص إما قد تعرض للقتل أو للاعتقال، منذ بداية الحراك في سوريا». وأوضح أنه «بعد العمل مع 58 مراقبا حقوقيا في سوريا، بالإضافة إلى الشراكة مع منظمات أخرى فاعلة على الأرض، تأكدت المنظمة العالمية للحملات (آفاز) أن عدد القتلى في سوريا بلغ 6237 شخصا سقطوا بين 15 مارس 2011 و9 ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه.
كما جرى اعتقال 69000 شخص منذ شهر مارس 37000 شخص منهم لا يزالون قيد الاعتقال، في حين تم الإفراج عما يقارب 32000 شخص، الكثير منهم لا يزال يحمل ندوبا وآثار جراح ناجمة عن التعذيب الذي تعرضوا له خلال فترة الاعتقال.
وأشار التقرير إلى أن «الاشتباكات بين قوات النظام، ومسلحي الثورة أدت إلى مقتل 917 شخصا خلال 9 أشهر من الثورة، وقد سقط في مدينة حمص وحدها 40 في المائة من القتلى تقريبا، هذا وقد نالت حمص مع حماه ودرعا النصيب الأكبر من الإصابات في صفوف المدنيين خلال الثورة.
وقال إن الأرقام التي حصلت عليها «آفاز» تكشف عن الظروف السيئة التي يحتجز ضمنها المعتقلون في سوريا، لقد تأكدت «آفاز» من أن 617 شخصا قد قتلوا تحت التعذيب، من ضمنهم 39 طفلا. شخصان فقط توفيا داخل المعتقل دون أن يتعرضا للتعذيب.
وأشار بيان للمنظمة إلى أن باحثي «آفاز»، الذين تستشيرهم الأمم المتحدة فيما خص أرقامها الخاصة حول عدد القتلى في سوريا، يلتزمون بإجراءات صارمة من أجل تأكيد هذه الأرقام. كل شخص يقتل نؤكد مقتله من خلال 3 مصادر مستقلة ومنفصلة بعضهم من عائلات القتلى أنفسهم، وأئمة المساجد الذين يؤمون صلاة الجنازة الخاصة بالقتلى.
إلى ذلك، أصدرت «الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية» رسالة أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشارت إلى أنه «منذ أكثر من تسعة أشهر يتعرض الشعب السوري لحملة دامية يقوم بها النظام السوري بقيادة بشار الأسد ولم تسلم مدينة أو قرية من اجتياح الجيش وأجهزة الأمن ومن القصف بالمدفعية والدبابات، مما أدى إلى سقوط ما يزيد على ثمانية آلاف من المواطنين السوريين رجالا ونساء وأطفالا». ورأت الهيئة أن «أبسط وصف لهذه الجرائم بأنها جرائم إبادة جماعية بالإضافة إلى سجن عشرات الألوف وممارسة كل أنواع التعذيب ونهب أملاك المواطنين وانتهاك حرماتهم». وقالت: «من المؤسف والمؤلم هذا التردد الدولي وضعف الموقف العربي مما يتيح الفرص للنظام الأمني في سوريا أن يزيد في وتيرة القتل التي ارتفعت يوميا إلى مئات القتلى كما حدث يومي 19 و20 من هذا الشهر في قريتين صغيرتين مجاورتين للحدود التركية».
وأضاف: «نناشدكم الإسراع بالاتصال بالدول الأعضاء في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتها وفق ميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والتي تقضي باتخاذ الإجراءات لحماية الشعب السوري وتمكينه من تحقيق طموحاته في بناء دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها السوريون بالحقوق والواجبات. ومن اللافت أن النظام الأمني في سوريا مدعوم من دولة إيران التي تمده بكل وسائل الدعم والقمع. إن ما يقوم به النظام في سوريا من تصعيد للعنف وزيادة القتل بعد كل مهلة يحصل عليها هو أكبر دليل على طبيعته الإجرامية وعدم اللامبالاة بالقرارات التي تصدرها الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية».
وإذ ناشد مجلس الأمن عبر أمينه العام، أن «يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ قرارا حاسما باتخاذ الإجراءات العسكرية على غرار ما جرى في ليبيا»، أمل وضع مجلس الأمن بصورة الوقائع التي تجري في سوريا آملين أن يستجيب المجلس إلى صرخة الشعب السوري بالإضافة إلى صرخة المؤسسات الإنسانية الدولية.
واشنطن: الخوف هو الذي يبقي الأسد في السلطة.. ورحيله مسألة وقت
باريس تعبر عن قلقها من التزام دمشق بالبروتوكول العربي
جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح باريس: ميشال أبو نجم
قالت واشنطن أمس إن «الخوف هو الشيء الوحيد الذي يبقي» نظام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وبعد بيان متشدد من البيت الأبيض أول من أمس قال فيه إن الأسد هو الذي سينهي القتل، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أمس إن رحيل الأسد «صار مسألة وقت فقط». وأضاف: «إنها فقط مسألة وقت قبل أن يصل هذا النظام إلى نهايته. الخوف هو الشيء الوحيد الذي يبقي هذا النظام، وأي حكم قائم على الخوف دائما محكوم عليه بالفشل».
وتابع كارني: «طوال هذه الفترة عملنا، منفردين ومجتمعين، لزيادة الضغط على نظام الأسد، ولعزله، لكننا لا نرى في سوريا غير استمرار العنف، العنف الذي لا داعي لها، ضد الشعب السوري. صار واضحا أن كل تطور جديد هو ضد الأسد: حالات الفرار من القوات المسلحة تزيد. ومزيد من الدبلوماسيين السوريين تركوا وظائفهم، وخرجوا لدعم المعارضة. والمعارضة أكثر شمولا وأكثر توحيدا. وانشقت سوريا عن الجامعة العربية، وعن حلفائها التقليديين، وعن الدول المجاورة مثل تركيا. والنظام يواجه عقوبات دولية وضعفا في سياساته الاقتصادية المحلية». وأضاف كارني: «المكتوب مكتوب على الحائط. والأسد يواجه مزيدا من العزلة. ومزيد من أعضاء المجتمع الدولي يطالبونه بالتوقف عن هذا السلوك الوحشي».
وفي وزارة الخارجية رفضت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الوزارة، أن تقول، في إجابة على سؤال من صحافي، إن «الخطوة الدولية التالية في سوريا ستكون مثلما حدث في ليبيا»، إشارة إلى تدخل حلف الناتو لحماية المدنيين من نظام الرئيس السابق معمر القذافي. وقالت نولاند: «يوجد هنا تزايد في القلق من أن سوريا تقدم وعودا ثم تنقضها، وأنها تستعمل تكتيك المماطلة. وحسب تقارير القتل المتزايد، صار واضحا أن تعنت نظام الأسد في تزايد. هذا التعنت ليس سلوك حكومة تستعد حاليا لتنفيذ مقترحات الجامعة العربية التي كانت قالت قبل سبعة أسابيع إنها وافقت عليها. هذا تعنت حكومة لا تمكن الثقة فيها».
وفي باريس عبرت فرنسا مرة جديدة عن تشكيكها في النيات السورية وجدية عزم سلطاتها على الالتزام حقيقة ببروتوكول إرسال المراقبين العرب الذي وقعت عليه الاثنين الماضي. واستبق الوزير آلان جوبيه وصول طليعة المراقبين العرب أمس باتصال بأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، ليشدد على الشروط التي يتعين أن يعمل المراقبون من ضمنها. وبحسب ما أفادت به الخارجية أمس فإن جوبيه الذي عبر عن دعمه لدور الجامعة العربية ركز على ضرورة أن يتمكن المراقبون العرب من الوصول بأسرع وقت إلى المناطق السورية بحرية تامة ومن غير استثناء، بل من غير إعلام السلطات السورية مسبقا بوجهتهم، وذلك ليتمكنوا من التحقق من وقف العنف ومن إطلاق كل الموقوفين السياسيين وعودة الجيش إلى ثكناته ودخول الوسائل الإعلامية لسوريا. وأكدت الخارجية الفرنسية أنها «لن تترك المجال للتلاعب عليها أو أن تكون ضحية مناورة من طرف النظام السوري».
ويعكس كلام جوبيه والخارجية شكوك باريس بصدق نيات الرئيس السوري ومدى جديته بتنفيذ مضمون البروتوكول الموقع والمبادرة العربية بأكملها التي ترى أنها كل لا يتجزأ.
وكما أن عين باريس على ما يجري ميدانيا، فهي تراقب عن كثب تطور المناقشات في مجلس الأمن الدولي بعد أن طرح الروس مشروع قرار واجهته الدول الغربية وبكثير من الفتور، لكنها رغم ذلك قبلت النقاش بشأنه باعتبار أنه يعكس بعضا من التحول في الموقف الروسي الذي كان يرفض بتاتا صدور قرار بشأن سوريا.
وأشار الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو أمس إلى أن فرنسا «تنتظر من روسيا أن تعمل بكل ما يتوفر لها من أجل إحراز تقدم سريع في المفاوضات» الخاصة بمشروع القرار، داعية لأن يكون اجتماع أمس «فرصة لإحراز تقدم حاسم». وأفادت مصادر فرنسية رسمية على اطلاع على ما يحصل في نيويورك بأنها «تتوقع أن تأتي روسيا بالرد على مطالب الغربيين لإجراء تعديلات» على مسودة المشروع الروسي، مضيفة أن اجتماعا آخر سيحصل الاثنين أو الثلاثاء القادمين، غير أن باريس تعي أن ما بين رغبتها في إحراز تقدم سريع وواقع المفاوضات مع روسيا «هوة كبيرة».
ولا تخفي المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» مخاوفها من أن تأتي روسيا بحجة جديدة مفادها أنه ما دامت دمشق قبلت مجيء المراقبين العرب إلى أراضيها فالأحرى انتظار ما سيصدر عنهم وما ستؤول إليه المبادرة العربية قبل أن يعمد مجلس الأمن إلى استصدار قرار. ويريد الغربيون إدخال تعديلات أساسية على مشروع القرار الروسي، ليس أقلها المطالبة بدعم وتبني الخطة العربية واستصدار إدانة كاملة لقمع السلطات السورية ورفض مساواته بما يعتبرونه «دفاعا عن النفس» من قبل المتظاهرين، فضلا عن المطالبة بإجراءات وربما عقوبات دولية على دمشق وإجراءات لحماية المدنيين. وإذا تمسك الغربيون بهذه التعديلات فإن المساومات يمكن أن تأخذ وقتا طويلا.
تركيا تنقل اللاجئين من إقليم هاتاي إلى «كيليس».. وترسم «استراتيجية» جديدة لمواجهة التطورات السورية
مسؤولون ينفون «شائعات» عن إصابة أردوغان بالسرطان
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ثائر عباس
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر تركية رسمية أن السلطات التركية اتخذت قرارا بإقفال كل المعسكرات التي تؤوي لاجئين سوريين، وحصرها جميعا في معسكر واحد في محافظة «كيليس» في جنوب البلاد. وأشارت المصادر إلى أن المعسكر الجديد سيكون عبارة عن تجمع من المنازل الجاهزة تؤوي نحو 7500 «ضيف سوري» بعيدا عن العوامل المناخية القاسية التي تصيب بعض هؤلاء، خصوصا من يقيم منهم في خيام نصبت في أكثر من منطقة في محافظة هاتاي الجنوبية التي تشكل ما يعرفه السوريون بـ«لواء الإسكندرون» الذي يضم سكانا من أصول عربية.
وكشفت أحد المصادر أن المخيمات الموجودة سوف تبقى على حالها بعد إخلائها من ساكنيها تحسبا لأية موجات هجرة جديدة مع انتقال الأوضاع في سوريا إلى مراحل أصعب ووصول دفعات كبيرة من اللاجئين إليها. ونفت مصادر تركية أن يكون الأمر تعبيرا عن توقعات بطول الأزمة السورية، واضعا الأمر في خانة تحسين ظروف إقامة «الضيوف» وحصر التقديمات في مكان واحد بدلا من 7 مخيمات كما هو الوضع القائم الآن. وأشارت المصادر إلى أن مخيم «الجيش السوري الحر» الذي يضم ضباطا وجنودا انشقوا عن النظام سيبقى على حاله حتى إشعار آخر.
وكانت صحيفة «صباح» التركية ذكرت أن اجتماع مجلس الشورى العسكري الذي عقد الأسبوع الماضي برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد خلص إلى رسم استراتيجية عسكرية جديدة تكثفت حول سوريا التي تتضمن نشر وحدة قوات خاصة تابعة لقوات الدرك يصل عددها إلى 700 عسكري على المواقع المهمة على الشريط الحدودي التركي السوري. وأضافت الصحيفة «إن القوات ستتولى مهام المراقبة والتفتيش والإشراف على الهجرة الجماعية المحتملة من سوريا إلى تركيا إضافة إلى إعاقة تسلل الانفصاليين إلى تركيا الذين يخططون للاستفادة من التطورات السلبية التي قد تشهدها الحدود مع اندلاع حرب عرقية أو مذهبية في سوريا». وتتمثل الخطوة الثانية المرسومة بالاستراتيجية العسكرية الجديدة في نشر طائرات تجسسية صناعة محلية في المناطق القريبة من الحدود لهدف جمع معلومات استخباراتية على مدى 24 ساعة ونقلها مباشرة إلى العاصمة أنقرة لتقييمها واتخاذ الخطوات اللازمة قبل أي تطور سلبي تشهده المدن الحدودية السورية خاصة مدينة حلب.
إلى ذلك، نفت مصادر رسمية تركية «شائعات» تناولت الوضع الصحي لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي خضع في الأول من ديسمبر (كانون الأول) الحالي إلى عملية استئصال جزء من القولون، معتبرة أن ما تردد عن وعكة صحية ألمت به وعن إصابته بالسرطان «شائعات لا صحة لها».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن أردوغان يمارس أعماله بشكل شبه طبيعي بعد شفائه من العارض الصحي الذي ألم به واستوجب عملية جراحية بسيطة. وقال مسؤول في مكتب أردوغان في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن رئيس الحكومة حضر أمس إلى مكتبه في مقر رئاسة الحكومة في اسطنبول كالمعتاد، وخرج للقيام ببعض الزيارات، وهو سوف يعمل غدا (اليوم) قبل أن ينتقل بعد غد (غدا) إلى أنقرة. وأضاف: «لقد خرج منذ خمس دقائق فقط.. وكان بصحة جيدة»، مشيرا إلى أن «المعلومات التي ترددت هي شائعات لن نرد عليها».
وكانت معلومات نشرت في بعض وسائل الإعلام أفادت دخول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مستشفى «الحاجي تبه» وسط العاصمة التركية أنقرة جراء تدهور حالته الصحية. غير أن المصدر أكد أن أردوغان لا يزال في إسطنبول التي يقضي فيها فترة النقاهة ويقوم ببعض الأعمال في مكتبه المطل على مضيق البوسفور.
وكان أردوغان خضع لعملية جراحية لاستئصال 25 سنتيمترا من القولون قبل ثلاثة أسابيع، قال بعدها طبيبه الخاص إنه لم يعثر على أية «أورام سرطانية»، غير أن موقع «دبكا» الإسرائيلي أكد أمس إصابة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالفعل بمرض بسرطان القولون. ونقل الموقع عن مصادر أوروبية أن أردوغان يعاني من سرطان القولون السيني المستقيمي، متوقعا وصول حالة أردوغان المرضية إلى المرحلة الثالثة والتي يصعب فيها طبيا مواجهة تضاعف الخلايا السرطانية التي تصيب أعمق جدار القولون وتسرب بعض الخلايا السرطانية إلى الخلايا والعقد الليمفاوية ومن ثم إلى مجرى الدم مما قد يصيب الكبد أو الكلى بالسرطان.
 
لبنان ينأى بنفسه عن المشاركة في فريق المراقبين في سورية
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
بيروت - «الحياة»

علمت «الحياة» من مصادر رسمية أن رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي اتفقا على أن «ينأى لبنان بنفسه» عن المشاركة في فريق المراقبين العرب في سورية بعد أن تلقى طلباً من الأمانة العامة للجامعة في هذا الصدد.

وقالت المصادر إن الرئيسين تداولا على هامش جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت أول من أمس بتبلغ لبنان بطلب الجامعة وقررا الإحجام عن المشاركة في فريق المراقبين نظراً الى حساسية الوضع اللبناني ازاء سورية في هذه المرحلة، لا سيما بعد الخلاف الداخلي حول طريقة التعاطي مع الوضع في بلدة عرسال البقاعية الواقعة على الحدود مع سورية.

واستمر التجاذب اللبناني حول تداعيات الأزمة السورية على الوضع الداخلي وشهد وسط بيروت أمس تظاهرتين واحدة أضاء خلالها كتّاب وإعلاميون وبعض الحزبيين من «قوى 14 آذار» الشموع تضامناً مع الشعب السوري «ضد قمع النظام» في ساحة الشهداء، بينما قام محازبون من «قوى 8 آذار» بتظاهرة سيارة مرت من شارع رياض الصلح القريب من ساحة الشهداء عليها مكبرات الصوت وهتف المتظاهرون للرئيس بشار الأسد وحملوا الأعلام السورية. وحالت قوى الجيش والأمن دون وصولهم الى ساحة الشهداء منعاً لحصول احتكاك بينهم وبين المناهضين للنظام. (راجع ص 7)

واستمر السجال الداخلي حول إعلان وزير الدفاع فايز غصن أن عناصر من «القاعدة» يتسللون الى بلدة عرسال الحدودية مع سورية وانتقد نواب من «المستقبل» كلامه، وسأل النائب جمال الجراح: «إذا كان الهدف من هذه التصريحات التغطية على استهداف يونيفيل والصواريخ التي أطلقت من الجنوب على إسرائيل أو أنها تغطية لعملية أمنية مقبلة».

وإذ شهدت بلدة عرسال التي لـ «المستقبل» نفوذ فيها، توافد المزيد من النازحين السوريين، إضافة الى غيرها من المناطق، قال مصدر أمني رفيع إن قوى الجيش «لم تكن تريد كل هذه الضجة حول قضية بلدة عرسال، خصوصاً أن الجيش حين حاول الدخول الى البلدة لتوقيف أحد الأشخاص السوريين اكتشف أنه عاد فهرب الى سورية».

وزار الرئيس سليمان أمس الجنوب وتفقّد وحدات القوات الدولية المتمركزة هناك، لا سيما الفرنسية، مؤكداً استمرار التزام لبنان بالقرار الدولي الرقم 1701 وأن التحقيقات بالتفجير الذي استهدف 5 جنود فرنسيين متواصلة.

وقال سليمان إن «الاعتداء ضد يونيفيل وإطلاق صواريخ من الجنوب هما ضد النظام والسيادة اللبنانية ويؤذيان سمعة لبنان وصورته واستقراره الأمني». وشدد على التعاون الممتاز بين الجيش و «يونيفيل» لكن «للأسف لم نستطع تجنب هذه الاعتداءات الإرهابية... ونقوم راهناً بمراجعة استراتيجية وآمل أن تخفض المخاطر التي قد تواجهونها في مهمتهكم بحيث يستطيع الجيش أن يحل مكانكم في بعض المواقع مع استمرار وجودكم، فأنتم تقومون بعمل جبار». ودعا الى توسيع التحقيقات للقبض على الفاعلين.

وأضاف: «تعلمون أن هناك مخيمات فلسطينية وهيئة الحوار الوطني أخذت قرارات بنزع السلاح خارج المخيمات. كلامي لا يعني أن الفلسطينيين يقفون وراء الاعتداءات لكن هناك أمكنة لا نستطيع الدخول إليها». وأمل سليمان «أن يكون عام 2012 عام الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية ونزع السلاح خارج المخيمات». وأبدى سعادته «بالتحولات نحو الديموقراطية في المنطقة، ونريدها أن تشمل إسرائيل».

 

 

الأسد ينوّه بدور العشائر في «صون الامن والاستقرار» في سورية
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
دمشق - «الحياة»
 

نوّه الرئيس السوري بشار الاسد بالجهود التي يقوم بها شيوخ العشائر في «صون الامن والاستقرار» في سورية، قائلاً ان العشائر «كانت دائماً المخزون الوطني للتقاليد والمواقف الاصيلة ببعدها الوطني والقومي».

جاء ذلك خلال لقائه وفداً من شيوخ عشائر دير الزور والرقة والحسكة في شمال شرقي البلاد. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان اللقاء تناول «ما تشهده الساحة السورية من تطورات والحملة التي تتعرض لها البلاد لزعزعة أمنها واستقرارها، وأعرب شيوخ العشائر عن ثقتهم بقدرة الشعب السوري على مواجهة ما تتعرض له سورية من مخططات، مؤكدين دعمهم للإصلاحات الجارية بقيادة الرئيس الأسد ومعتبرين أن الحل لن يكون إلا سورياً من خلال توحيد الصفوف والسير قدماً في هذه الإصلاحات».

ونقلت الوكالة الرسمية عن الأسد إعرابه عن «التقدير الكبير للجهود التي يقوم بها شيوخ العشائر في صيانة الأمن والاستقرار والمساهمة الفاعلة في بناء الوطن» وأنه نوّه بـ «الدور الوطني الذي لعبته العشائر السورية في مختلف المراحل المفصلية التي مرت بها البلاد»، معتبراً ان العشائر «كانت دائماً المخزون الوطني للتقاليد والمواقف الأصيلة ببعدها الوطني والقومي».

وأشارت «سانا» إلى بيان اصدره وجهاء المحافظات الثلاث في ختام أعمال ملتقاهم الذي عقد في دير الزور في منتصف الشهر الجاري، حيث اكدوا فيه «تمسكهم بالوحدة الوطنية والوقوف صفاً واحداً لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية ورفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ودعم برنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد». وزاد البيان ان «الأزمة الحالية التي تمر بها سورية لم ولن يكون حلها إلا سورياً ومن الشعب السوري وتحت سقف الوطن»، مؤكدين أن «مسيرة الإصلاح الشامل التي يقودها الرئيس الأسد تشكل المخرج السليم لهذه الأزمة».

الى ذلك، نقلت الوكالة الرسمية عن رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار خلف العزاوي أن انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي جرت في 12 الشهر الجاري «تمت في جو من النزاهة والحرية والديموقراطية على رغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي تمر بها سورية» وأنها جرت بـ «إشراف قضائي كامل وبمتابعة من كل وسائل الإعلام».

وتنافس في الانتخابات نحو 42 ألف شخص على 17629 مقعداً. ونقلت «سانا» عن وزير الادارة المحلية عمر ابراهيم غلاونجي ان «العملية الانتخابية تميزت بإقبالٍ واسعٍ على المراكزِ الانتخابية، عبر من خلالها المواطنون عن إرادتهم».

 

 

جرحى سوريون: كل مصاب يعامَل على أنه مسلح متمرد والمستشفيات الحكومية أصبحت «ثكنات عسكرية»
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
 
 

الحياة..عكار (لبنان) - أ ف ب - استغرقت رحلة ابو حمدو من مدينة القصير السورية الى داخل الاراضي اللبنانية إحدى عشرة ساعة محفوفة بخطر الموت في كل لحظة، تحامل خلالها على جُرح بالرصاص في أسفل بطنه اصيب به في تظاهرة مناهضة للنظام السوري، ليصل منهكاً الى مستشفى آمن في شمال لبنان.

وابو حمدو هو واحد من عشرات الجرحى السوريين الذين يدخلون لبنان تسللاً بعد ان يؤمن «الجيش السوري الحر» للكثير منهم الطريق حتى الحدود، ومتعاطفون لبنانيون الاستقبالَ والمأوى في الجانب اللبناني. وهم يفضلون هذه المعاناة على مستشفيات في بلادهم غير مرحب بالمعارضين داخلها.

ويقول ابو حمدو (25 عاماً) الذي قدم نفسه باسم مستعار، من احد منازل الاستشفاء المخصصة للجرحى السوريين في منطقة عكار (شمال) «المستشفيات (النظامية) في سورية اصبحت ثكنات عسكرية، الداخل اليها من غير رجال الامن يقتل فوراً». ويضيف: «كل متظاهر مصاب يعامل على أنه مسلح متمرد، لأن التظاهرات بالنسبة الى السلطة أخطر من السلاح».

ويروي رحلته الشاقة ليلاً الى جانب مهربيه سيراً على الأقدام حيناً او محمولاً احياناً، او على دراجة نارية عندما تسمح الطريق، وعبر مسالك وعرة ومتعرجة لتفادي نيران قوى الأمن السورية والألغام التي زرعها الجيش السوري أخيراً على الحدود.

ويقول: «كان جرحي يؤلمني بشكل لا يحتمل، لدرجة تمنيت لو أنني أفقد وعيي فلا أعود اشعر بشيء».

في المنزل-المستشفى المستحدث في عكار، جلس ابو حمدو على فراش على الارض بملابس رياضية، والى جانبه جريح آخر ينتظر موعد اجراء عملية زرع عظم في المستشفى بعدما مزقت طلقات نارية عظام قدمه.

ويقدم عدد من اللبنانيين منازل في المنطقة تستخدم للاهتمام بالجرحى قبل خضوعهم لعمليات جراحية او بعدها.

وأصيب أبو حمدو في تظاهرة في مدينة القصير التي تبعد حوالى اثني عشر كيلومتراً عن الحدود اللبنانية الشرقية.

ويوضح مسؤول عسكري في «الجيش السوري الحر» من داخل مدينة القصير، أن مجموعة من قواته «تهتم بمواكبة الجرحى عبر طرق فرعية ليصلوا الى الحدود»، مضيفاً: «نحاول ان نتجنب قدر الإمكان الاشتباك مع الجيش (النظامي)، ولا نطلق النار الا عند الضرورة لفتح طريق يخرج منه الجرحى».

ويروي جرحى سوريون ان عناصر الجيش الحر يتواصلون مع أفراد الجيش النظامي المتعاطفين معهم الذين يدلونهم على الطرق الآمنة.

عند الحدود، يتم الاتصال بالصليب الاحمر اللبناني لنقل الجرحى الى مستشفيات في الشمال، الا ان الحكومة تغطي مصاريف استشفائهم لفترة محددة، يتولى بعدها ناشطون لبنانيون متعاطفون مع المحتجين السوريين تأمين المأوى والعلاج والعناية اللازمة.

ويقول أبو فداء، وهو ناشط نقل الى لبنان لإجراء عمليات جراحية جراء إصابته بالرصاص في قدمه الشهر الماضي في تظاهرة في حمص: «قبل وصولنا الى الحدود بقليل، انفجر لغم بلبناني أثناء محاولته مساعدة جرحى على الدخول، فتتبعنا آثار أقدامه، لأن الطريق الذي سلكه أصبح خالياً من الالغام... رحمه الله».

وقد كان لأبو فداء، وهو اسم مستعار ايضاً، تجربة مريرة قبل اشهر في احد المستشفيات السورية.

ويروي هذا الشاب العشريني الذي تبدو في رأسه ووجهه وجسمه آثار طعنات بليغة وكدمات، أنه اعتُقل في آذار (مارس) وتعرض للتعذيب «بالضرب بالسكاكين والصعق بالكهرباء».

ويضيف: «في المستشفى، كنت أسمع صراخاً كل الوقت، وكان رجال امن وممرضون وممرضات وأطباء يضربون المصابين... لم يكن مستشفى بل مسلخاً يُذبح فيه الناس كما تذبح الحيوانات، لكنهم يعذبون قبل الذبح».

بعد خمسة ايام، نقل الى مستشفى في حمص بين الوعي واللاوعي، فألقاه عناصر الأمن جانباً، ظناً منهم أنه نزف حتى الموت، وطلبوا تسليمه إلى أهله، فنقله ناشطون إلى أحد المستشفيات الميدانية، وهي منازل سرية منتشرة في حمص ومناطق سورية اخرى، تقدم فيها الاسعافات الاولية للجرحى قبل نقلهم الى لبنان.

وتقول أم عبده (ممرضة)، التي أنشأت مستشفى في منزلها في حمص: «عملي كان يقتصر على الإسعاف الأولي: وقف النزيف وتعويض السوائل وسحب الرصاصات من المصابين الا اذا كانت في الرأس».

وكانت ام عبده تستقبل كل يوم جمعة «ما لا يقل عن عشر اصابات».

وكانت ام عبدو تخبئ الادوية والمعدات وتعيد ترتيب المنزل «ليبدو بيتاً عادياً»، بحسب قولها، كلما أبلغها ناشطون باحتمال حصول مداهمة امنية.

إلاّ أنها اضطرت أخيراً بسبب تعرضها لمضايقات عدة الى مغادرة سورية الى عاصمة عربية حيث تم الاتصال بها.

 

 

معارضون يحذرون من «تحايل» النظام ... وآخرون يرون البعثة «بارقة أمل»
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
 

لندن، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب - انتقد معارضون سوريون بعثة المراقبين العربية إلى سورية، محذرين من «تحيال» النظام السوري لتفريغ المبادرة العربية من محتواها. وقال عمر إدلبي الناطق باسم لجان التنسيق المحلية التي تدير الاحتجاجات على الأرض «ندعو الجامعة العربية لإحالة قضية الأزمة السورية إلى مجلس الأمن الدولي». ووصف إدلبي بعثة المراقبين بأنها «محاولة أخرى من جانب النظام للالتفاف على المبادرة العربية وتفريغها من مضامينها». وأضاف: «سيتم إعطاء جنود وأفراد من أجهزة الأمن أوراق ثبوتية كشرطة بهدف خداع المراقبين». غير أن رامي عبد الرحمن الذي يرأس المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنه ينظر إلى بعثة المراقبين باعتبارها بارقة أمل، مضيفاً أن «التوقيع على البروتوكول في صالح الثورة، لأن النظام لو طبق كافة بنود الاتفاق ستحل الديموقراطية في سورية قريباً جداً، وسينزل الناس إلى الشوارع بأعداد هائلة».

يأتي ذلك فيما قالت سارا ليا ويتسون مديرة شؤون الشرق الأوسط بمنظمة «هيومن رايتس ووتش» إن الجامعة العربية بحاجة لإظهار «استقلالية مراقبيها وقدرتهم على العمل بفاعلية» لتبديد «المخاوف المبررة من أن يكون ذلك تكتيكاً آخر من الحكومة السورية بهدف كسب الوقت». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا سورية «للتعاون في شكل كامل» مع خطة السلام التي طرحتها الجامعة العربية.

وقال مارتن نيسركي الناطق باسم الأمين العام إن «الأمين العام لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد الأزمة ومحصلة القتلى».

وقال نسيركي إن الأمم المتحدة متشجعة لتوقيع سورية على اتفاق يسمح لمراقبين من الجامعة العربية بدخول البلاد. وأضاف: «الآن بات ملحاً أن تتعاون الحكومة السورية بالكامل مع هذه البعثة».

 

 

 

انقطاع الكهرباء وأزمة الغاز تشير الى أن الوضع ليس طبيعيا
الثوار السوريون ينقلون المعركة الى مشارف العاصمة
موقع إيلاف...عبد الاله مجيد من لندن
في حين يظن البعض أن دمشق ما زالت بعيدة عن أجواء الاقتتال، تظهر مؤشرات تدل على العكس فالسكان بدأوا يعانون انقطاع الكهرباء والغاز. وفي دوما تخرج تظاهرات بعد صلاة كل يوم جمعة مطالبة بسقوط النظام، وهي الآن بلدة يحاصرها الجيش.
لندن: تزداد قوة الجيش السوري الحر على اطراف دمشق، وفي حين ان المدينة القديمة ما زالت تعيش حياة اعتيادية في الظاهر فان انقطاع الكهرباء وأزمة الغاز مؤشرات مهمة الى ان الوضع ليس طبيعيا، بحسب صحيفة الديلي تلغراف في تقرير من خطوط القتال. وعلى بعد نحو عشرة كلم تقع بلدة دوما التابعة لريف دمشق حيث تخرج تظاهرات تهتف بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد بعد صلاة الجمعة من كل اسبوع. ودوما الآن بلدة تحاصرها قوات الجيش.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الناشط علي قوله مشيرا الى الجيش "ان هذه دوما وليست قندهار أو بغداد" واعرب عن سخطه على مشهد القوات التي تطوق بلدته.
وفي نهاية الشارع أقام مواطنون من اهل البلدة متاريس مشتعلة لوقف تقدم العربات العسكرية. وتمركز جنود النظام على أسطح المباني.
وتجمع رجال على باب مسجد عبيد وبعد ان استجمعوا شجاعتهم انطلقوا في مجموعات عبر الجادة الرئيسة المكشوفة لنيران القناصة الى الأزقة الآمنة نسبيا على الجانب الآخر. والذين وصلوا الى الجانب الآخر سالمين كانوا يشجعون الآخرين على العبور هاتفين "الحرية" و"يسقط النظام" بملء حناجرهم.
 وفي كل مكان تحولت الجدران وواجهات المتاجر الى ساحة لحرب الشعارات المناوئة والمؤيدة للنظام، يكتبها هذا الطرف ويمحوها ذاك ثم يعيد الطرف الأول كتابتها. وتدفق السكان متوافدين على الطرق الجانبية والأزقة الموحلة التي تخترق البلدة. وتُبقى الأبواب مواربة في دعوة صامتة الى المتظاهرين للاحتماء داخل بيوتها. ويتناقل الأهالي التحذيرات في ما بينهم قائلين "هناك كلاب في ذلك الشارع" في اشارة الى افراد قوى الأمن.
افراد الجيش يتمركزون في مواقعهم بأعصاب متوترة. وتكفي هتافات 10 محتجين لدفعهم الى اطلاق النار تلي ذلك قنابل الدخان والقنابل الصوتية. وشاهد مراسل الديلي تلغراف رجلا طل برأسه خارج متجره فأصبح هدفا لقناصة النظام.
وفي شارع جسر مسرابا كان خمسة رجال يراقبون من مخبأ بين اشجار الزيتون. انهم عناصر الجيش السوري الحر المعارض، يتسلحون بكلاشنكوفات صدئة. وقال احدهم يخفي وجهه بكوفية، انهم يراقبون وينتظرون "إذا احتاج المتظاهرون الى تدخلنا. فنحن هنا لحمايتهم".
وقال قائد كتيبة دمشق التابعة للجيش السوري الحر إن لديه نحو 2000 رجل ينفذون عمليات داخل العاصمة وفي محيطها. وكان الوصول الى هذا القائد عملية استغرقت ساعتين يشوبها التوتر بزيارات الى بيوت آمنة وهمية، واتصالات مع وسطاء، والسفر في قافلة ثم الافتراق على طرق مختلفة قبل الوصول الى المكان المطلوب. وقال القائد من بيت آمن يحرسه ستة رجال "ان مهمتنا هي حماية المتظاهرين وأي مدنيين". واضاف "إن ضباطا كبارا في الجيش يسرّبون الينا معلومات عن هجوم قادم على البلدة. ثم نقوم بضربات استباقية لمنع العملية. وفي دوما يوم الأحد الماضي ساعدنا في منع حملة ضد الناشطات. إذ قطعنا الطرق لمنع الجيش من الدخول. وكنا تلقينا معلومات عن الطريق الذي ستتخذه القوات فمنح هذا الناشطين مهلة للفرار. كانت معركة صعبة وفقدنا فيها 10 رجال، وأصيب 21 آخرون".
وتابع القائد إن العمليات استهدفت وسط مدينة دمشق بهجمات على أبنية تستخدمها اجهزة الأمن والاستخبارات. واضاف أن افراد احد مقرات الأمن اعتقلوا 160 مواطنا وابقوهم رهن التوقيف اكثر من شهرين وان الجيش السوري الحر انذرهم قبل 24 ساعة للافراج عن المعتقلين ولكنهم لم يستجيبوا، وفي الثانية بعد منتصف الليل "وجهنا ضربتنا واندلعت معارك عنيفة مع قوى الأمن".
وأكد القائد ان استراتيجية الجيش السوري الحر "استراتيجية دفاعية وان العملية كانت تحذيرا وتذكيرا للنظام بأننا موجودون واننا نراقبه. وإذا كنا قادرين على ضرب مقرات الاستخبارات المركزية فاننا نستطيع ان نضرب القصر الرئاسي ايضا"، بحسب القائد.
وإذ يواجه الجيش السوري الحر نقصا في التسليح مع انتشاره على رقعة واسعة فإنه لا يشكل تهديدا خطيرا حتى الآن، ولكن القائد أكد لصحيفة الديلي تلغراف انه يمكن ان يتحول الى قوة تهدد النظام بعمله على هذه المسافة القريبة من العاصمة. واضاف "اننا بحاجة الى منطقة حظر جوي. فالنظام يستخدم الطائرات لتعقبنا والبحث عن قواعد تدريبنا. وتعرضنا للهجوم عدة مرات لأن مواقعنا اصبحت معروفة بواسطة المروحيات. وقُصفت قواعدنا عدة مرات في إدلب وحمص".
في حمص ازداد الوضع تعقيدا بعد وقوع اعمال قتل طائفية طمست احيانا صوت المعارضة، ولكن وحدتها أقوى في دوما ذات الأغلبية السنية، بحسب صحيفة الديلي تلغراف مشيرة الى النكات التي يتناقلها الأهالي وسخريتهم من الدعاية الرسمية. وقال احد سكان المنطقة إن يوم زفاف الأمير وليام وكيت في بريطانيا شهد تظاهرة ضخمة ضد النظام في دمشق ولكن التلفزيون الرسمي قال ان المواطنين خرجوا للاحتفال بزفافهما.
 كانت الحملة على دوما قاسية. وقدرت ناشطة من البلدة ان اكثر من 1800 شخص تعرضوا الى الاعتقال أو فُقدوا مضيفة "ان العائلات تبلغنا بخسائرها ونحن نجمع المعلومات وهذا هو عدد المعتقلين حاليا". وقالت ان كل عائلة في دوما تقريبا تأثرت بالحملة.
وقال ناشطون إن المداهمات والاعتقالات مستمرة. وقال حميد (24 عاما) الذي اوضحت صحيفة الديلي تلغراف إن هذا ليس اسمه الحقيقي، وان الجنود اقتادوه من منزله بعد اسبوعين على زواجه. وفي مقر المخابرات المركزية في دمشق استجوبوه عن عدد ما شارك فيه من جنازات لتشييع اشخاص قُتلوا خلال الاحتجاجات.
ظل الوضع في دوما متوترا طيلة اشهر وكان الشعور بالخوف محسوسا. وخلال الزيارة التي قام بها مراسل الديلي تلغراف للبلدة قبل اسبوع كان المستشفى المركزي محروسا بقوات من الجيش. إذ سمح مالك المستشفى بمعالجة المصابين الذين جُرحوا خلال مشاركتهم في التظاهرات، كما أوضح الناشط أحمد الذي لم يعط اسمه الحقيقي حفاظا على سلامته.
 وقال ان الجنود اعتقلوا مالك المستشفى وسجنوه 17 يوما واتهموا العاملين بحيازة اسلحة وإخفائها. ولكن هذا ليس صحيحا "فأنا كنت هناك وقام الجنود بتحطيم الكاميرات الأمنية لاخفاء الدليل على ما حدث لاحقا".
يقول ناشطون ان مئات الأشخاص أُصيبوا خلال اشهر من الاحتجاجات. ويتولى العناية بهم الآن متطوعون يعملون في عيادات سرية تستضيفها بيوت متعاطفين مع الانتفاضة وبأي أدوية يمكن تهريبها. ولكنها لا تكفي.
أُعيد فتح المستشفى الآن بعد الإفراج عن المالك. وفي الليل توجه مراسل الديلي تلغراف اليه بصحبة ناشطين. كان المستشفى مظلما وفارغا، فكثير من المواطنين يخافون مراجعته. وفي الشوارع المضيئة وسط دمشق الذي تفصله عن بلدة دوما ستة حواجز تفتيش نظر علي الذي طلب من مراسل الديلي تلغراف ألا يستخدم اسمه الحقيقي الى جدارية للرئيس الأسد. وقال "لا يمكنكم ان تتخيلوا مشاعر العيش بلا حرية. هذا بلدي لكنني أعيش فيه خائفا. أنا خائف حتى في بيتي". وأضاف علي "ان حلمي ان اكون قادرا على ان اقول لك اسمي الحقيقي وان تزورنا بحرية كصحافي دون هذا التنكر" ثم ابتهل بآيات قرآنية قبل ان ينطلق في رحلة العودة الخطرة الى دوما.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,129,088

عدد الزوار: 7,621,941

المتواجدون الآن: 0