الجامعة العربية وسورية تدينان الهجمات «الإرهابية» و «حزب الله» يعتبرها متعمدة في استهدافاتها وتوقيتها

«خميس أسود» في بغداد يظهر عمق الأزمة الأمنية والسياسية..250 قتيلاً وجريحاً في سلسلة هجمات ضربت أحياء بغداد

تاريخ الإضافة السبت 24 كانون الأول 2011 - 4:17 ص    عدد الزيارات 2658    التعليقات 0    القسم عربية

        


«خميس أسود» في بغداد يظهر عمق الأزمة الأمنية والسياسية
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
بغداد – «الحياة»
 

تحولت الأزمة السياسية الضاغطة في العراق إلى تفجيرات راح ضحيتها أكثر من 67 قتيلاً و 194 جريحاً، معظمهم مدنيون، وتداعى الزعماء العراقيون إلى إحياء مشروع الشراكة في الحكم. وبثت قناة «العربية» ليلاً ان سيارتين مفخختين انفجرتا في العاصمة العراقية. ما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.

في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال رايموند اوديرنو واشنطن إلى الإسراع في تجهيز القوات العراقية.

على صعيد آخر، اتهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي خلال حديث إلى «الحياة» المالكي وإيران بتلفيق الاتهامات ضده لأسباب تتعلق بإخفاء قضايا فساد كبرى، من جهة، ورد فعل على تطور الأزمة السورية والإقليمية من جهة ثانية.

وشهدت بغداد أمس سلسلة هجمات استهدفت في معظمها تجمعات مدنية في مناطق شيعية، خلال ذروة الحركة صباحاً. وانفجرت سيارتان مفخختان في حي الكراد، مستهدفة تقاطعاً مرورياً قرب جسر ذي طابقين، والأخرى اقتحمت البوابة الرئيسية لأحد المكاتب الفرعية لهيئة النزاهة، وهزّت الانفجارات تجمعات للعمال ومدارس في مناطق الشعلة والعلاوي والباب المعظم وأبو دشير.

وأعلنت مصادر طبية أن حصيلة الهجمات 67 قتيلاً و194 جريحاً جميعهم من المدنيين.

 

250 قتيلاً وجريحاً في سلسلة هجمات ضربت أحياء بغداد
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
بغداد - عبد الواحد طعمة
 

في أول اختبار أمني حقيقي بعد انسحاب القوات الأميركية، شهدت بغداد أمس سلسلة هجمات بـ11 سيارة مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أحياء شيعية، وأوقعت أكثر من 250 عراقياً بين قتيل وجريح.

وحض رئيس الوزراء نوري المالكي العراقيين على الوقوف إلى جانب قوات الأمن وعلى المحافظة على وحدة الصف، فيما أعلنت قيادة العمليات في الفرات الأوسط حظراً للتجول في الحلة، بعد تلقيها معلومات عن تسلل سيارات مفخخة إليها. ودانت بعثة الأمم المتحدة في العراق الهجمات.

وشهدت بغداد أمس سلسلة هجمات استهدفت غالبيتها تجمعات مدنية في مناطق شيعية وبدأت في ذروة الحركة صباحاً عند السابعة والربع. وانفجرت سيارتان مفخختان في حي الكرادة استهدفت الأولى تقاطعاً مرورياً قرب جسر من طابقين، واقتحمت الأخرى البوابة الرئيسية لأحد المكاتب الفرعية لهيئة النزاهة. وهزّت الانفجارات مناطق الشعلة، حيث استهدفت سيارة مفخخة سوقاً لبيع الخضار ومطعم الحجي، وهي منطقة مزدحمة، كما هوجمت منطقة العلاوي التي تضم المرأب الرئيسي لمحافظات الشمال قرب «سينما بغداد». وانفجرت 3 عبوات في تجمع للعمال في حي أبو دشير، ما دفع المدارس القريبة إلى إغلاق أبوابها أمام الطلاب، وتعرض حي الشعب المعظم لهجمات متزامنة.

وأعلنت مصادر طبية عراقية أمس أن حصيلة الهجمات حتى الظهر كانت 64 قتيلاً و194 جريحاً جميعهم من المدنيين.

وتأتي الهجمات في ظل احتقان سياسي، على خلفية اتهام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالضلوع في الإرهاب.

إلى ذلك، قال اللواء قاسم عطا الناطق، باسم العمليات في بغداد أمس إن «العاصمة تعرضت اليوم (أمس) إلى 16 هجوماً طاولت المدنيين، بينها 11 سيارة مفخخة تم إجهاض 5 منها، واحدة في منطقة الحارثية وأخرى في حي الشعب حيث تم تفجيرهما من قبل فرق مكافحة المتفجرات بعد تدقيق لوحات عدد من السيارات المتوقفة في هذه المناطق وتبين أنها مسروقة. وأضاف: «أما العبوات فكانت اثنتان منها لاصقة في حين تم تفجير الثلاثة الأخريات قرب تجمعات للعمال ومدارس في مناطق مختلفة»، وزاد: «نحن على دراية بأن النصف الثاني من العام الجاري سيشهد تصعيداً أمنياً لاعتبارات عدة، منها استحقاقات الاتفاق الأمني بين العراق وأميركا وانتهاء آخر مرحلة منه، أي الانسحاب الكامل ليبعث الإرهابيون من خلالها رسائل إلى المواطنين تشكك بقدراتنا الوطنية في إدارة الملف الأمني». وأكد أن «قواتنا بكل صنوفها ومؤسساتها قادرة على مواجهة تحديات أكبر وأكثر من حوادث اليوم (أمس)».

وحض المالكي «رجال الدين جميعاً والسياسيين والأحزاب ورؤساء العشائر والقوى الوطنية الخيرة على تحمل مسؤوليتها في هذا الظرف الدقيق، والوقوف إلى جانب القوات الأمنية وتعزيزها بالمعلومة الصحيحة والمساندة والمحافظة على وحدة الصف». ولفت إلى أن «توقيت هذه الجرائم واختيار أماكنها يؤكد مرة أخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للأهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها من خلال الجريمة وقتل الأبرياء العزل ومحاولاتهم خلط الأوراق على أمل الوصول إلى تلك الأهداف»، وتابع أن « المجرمين ومن يقف وراءهم لن يستطيعوا تغيير مسار الأحداث والعملية السياسية أو الإفلات من العقاب الذي سيواجهونه إن عاجلا أو آجلاً».

ودعا المالكي الأجهزة الأمنية وقوات الجيش إلى «تشديد إجراءاتها والقيام بواجبها بأقصى درجات الانضباط لحماية المواطنين والعمل على سد الثغرات التي ينفذ منها هؤلاء القتلة، كما أدعوهم إلى عدم الانجرار إلى ردود فعل يحاول المجرمون دفعهم إليها لتحقيق أهدافهم الخبيثة».

وأعلنت قيادة العمليات في الفرات الأوسط حظراً للتجول في مدينة الحلة، بعد وقوع هجمات بعبوات ناسفة شمال المحافظة وورود معلومات استخبارية عن تسلل 4 سيارات مفخخة إلى المدينة، كما استنفرت الحكومة المحلية في محافظة الناصرية أجهزتها الأمنية عقب سلسلة تفجيرات في العاصمة.

ودانت بعثة الأمم المتحدة في العراق الهجمات. وقال رئيس البعثة مارتن كوبلر في بيان إن «هذه الجرائم الفظيعة التي ترتكب بحق الشعب العراقي يجب أن تتوقف إن كان لهذا البلد أن يحقق المستقبل المزدهر والآمن الذي يستحقه شعبه»، داعياً الشعب إلى «الثبات في وجه محاولات عرقلة سعي العراق للحصول على مستقبل أفضل»، ودعا قادة البلاد إلى «العمل بصورة عاجلة ومسؤولة ومتحدة للاضطلاع بمسؤولياتهم من أجل إنهاء العنف وحماية المواطنين». وأكد «التزام الأمم المتحدة مساعدة العراق، حكومة وشعباً، في سعيه لبناء هذا البلد كي يسوده السلام والديموقراطية والازدهار».

وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي إن التفجيرات: «تستهدف اللحمة الوطنية واستغلال الأوضاع الراهنة بتمزيق وحدة الشعب»، وحض الأطراف السياسية على «العمل من أجل تفويت الفرصة على أعداء العراق والوقوف في وجه كل من يحاول زرع بذور الفتنة والبغضاء بين أبناء الشعب العراقي».

وسادت الفوضى أحياء بغداد التي قطعت شوارعها، فيما بدت حال الذهول والصدمة على السكان وقوات الأمن التي تعرضت للمرة الأولى لاختبار ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق.

وأعلنت قوات الأمن ضبط 6 سيارات مفخخة معدة للتفجير، فيما أشارت مصادر استخبارية إلى معلومات عن 4 سيارات أخرى.

وتزامن التصعيد الأمني في بغداد مع تصعيد سياسي أعقب صدور أمر قضائي باعتقال الهاشمي بتهمة الإرهاب، وقرار المالكي عزل نائبه السني صالح المطلك، وورود معلومات عن تحريك دعوى أخرى ضد وزير المال القيادي في «القائمة العراقية» رافع العيساوي.

وأكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أمس أن اتصالات يجريها رئيس الجمهورية جلال طالباني مع أطراف عراقية وأخرى دولية وإقليمية لـ «منع انهيار العملية السياسية»، على ما قال مصدر، مؤكداً أن «خيارات عدة مطروحة على الطاولة، ليس إنهاء الشراكة والتوجه إلى الغالبية السياسية». وتشير معلومات إلى أن زعماء في «التحالف الوطني» الذي يضم القوى الشيعية الرئيسية، مثل مقتدى الصدر وعمار الحكيم وإبراهيم الجعفري، وأحمد الجلبي، بالإضافة إلى مرجعيات دينية في النجف وكربلاء، لا يشتركون في معالجة الأزمة مع المالكي.

في المقابل، رفض الأكراد في بيان لرئاسة إقليم كردستان طلب المالكي تسليم الهاشمي إلى القضاء، مؤكدين أن «نائب رئيس الجمهورية ضيف على رئيس الإقليم مسعود بارزاني ولن يتم تسليمه إلى بغداد»، وأن «الإقليم على استعداد لتوفير محاكمة عادلة للهاشمي إذا وافقت السلطة القضائية على ذلك».

وتتفق الأطراف السياسية الكردية على رفض إقصاء الطرف السني من المعادلة الحكومية، وقال قيادي كردي بارز،رفض الإشارة إلى اسمه، تعليقاً على المؤتمر الصحافي للمالكي أول من أمس: «هذا المشهد قد يتكرر ضد الأكراد غداً».

وربط الهاشمي في حديث إلى «الحياة» بين إصدار مذكرة للقبض عليه وملفات فساد كبيرة، قال إنه كان يعتزم تحريكها وتشمل مسؤولين كباراً في مجلس الوزراء.

وأضاف: «كنت أنوي اتخاذ إجراءات لملاحقة كبار المسؤولين في الدولة ومجلس الوزراء والأمانة العامة، وما جرى هدفه إسكاتي». وزاد: «هناك خوف وقلق لدى إيران ولدى دولة القانون (كتلة المالكي) من انعكاسات ما يحصل في سورية وتكراره في إيران. وهذه المخاوف غير المشروعة والهوس بالسلطة دفعا المالكي إلى ارتكاب الحماقات، لأن طهران حريصة على إبقاء النفوذ وما تخسره في سورية تريد تعويضه في العراق».

من جهة أخرى، أفاد بيان أصدره مكتب المالكي انه استقبل أوديرنو. ودعاه إلى «الإسراع في تجهيز القوات العراقية بما تحتاجه من المعدات والآليات اللازمة لعملها»، مؤكداً «أهمية استمرار التعاون بين العراق والولايات المتحدة».

وأعرب أوديرنو عن «استعداد بلاده للتعاون مع العراق في مجال تدريب وتجهيز وتسليح القوات العراقية».

 

 

الهاشمي لـ «الحياة»: المالكي وإيران لفقا الاتهامات ضدي
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
اربيل - موفق محمد
 

هدد نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي، المتهم بقضايا إرهابية وفق مذكرة اعتقال صدرت بحقه قبل يومين، بنقل قضيته إلى المجتمع الدولي «إذا لم تغلق خلال أيام»، وأكد أن رئيس الوزراء نوري المالكي وحزبه لفق التهمة، بالتعاون مع إيران».

وقال الهاشمي في حديث إلى الحياة في مصيف صلاح الدين، إن «منظمات مجتمع مدني وحقوقيين وسياسيين أبدوا تعاطفهم معي، لكنني لم أطلب أي دولة حتى الآن»، مهدداً بأنه سيوصل القضية إلى «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية إذا لم يغلق هذا الملف خلال أيام».

وكانت الداخلية العراقية بدأت الاثنين الماضي ملاحقة الهاشمي للقبض عليه، بناء على مذكرة قضائية بتهمة الإرهاب، فيما عرضت قناة «العراقية» الرسمية اعترافات ثلاثة من عناصر أكدوا أنه كلفهم تنفيذ اغتيالات وتفجير عبوات ناسفة منذ عام 2009. وأعلنت «القائمة العراقية» اياد علاوي عزمها الطعن بقرار مجلس القضاء الأعلى.

وجدد الهاشمي، المطالبة بتحويل التحقيق معه إلى إقليم كردستان، حيث يقيم حالياً، واعتبر أن ما يتعرض له «تنفيذ أجندة طائفية بعد توجه بعض المحافظات إلى التحول إلى أقاليم»، وحمّل المالكي مسؤولية اتهامه بـ «الإرهاب»، مؤكداً أنه سيطالبه بكل حقوق رد الاعتبار عندما تثبت براءته.

وأكد أن «وفوداً عن القائمة العراقية ذهبت إلى المرجعية الدينية الشيعية للتنسيق معها في هذا الموضوع»، نافياً تورط «المجلس الأعلى» الذي يتزعمه عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في اتهامه.

وقال إن «المالكي وحزبه (الدعوة) وراء الموضوع»، لافتاً إلى أن «المالكي يتجه إلى الاستبداد بالسلطة» وأنه لم «يؤذ العراقية ويضيق عليها بل آذى التحالف الوطني وأثر في قراراته».

وعن إمكان تسوية الموضوع من خلال التنازل عن منصبة قال إن «القضية لا تتعلق بالمنصب كونه موضوعاً شكلياً (...) لو علمت أن المنصب هو المشكلة ربما فعلت كما فعل السيد عادل عبد المهدي وقدمت استقالتي، لكن الإشكالية تتعلق بالموقف السياسي وليس بالمنصب وهذا ما لا أتنازل عنه».

وتابع: «هناك ملفات تخص مسؤولين في الدولة، فيها قضايا تمس حقوق الإنسان والرشوة والسرقة ونهب المال العام. كنت أنوي اتخاذ إجراءات لملاحقة كبار المسؤولين في مجلس الوزراء والأمانة العامة وما جرى هدفه إسكاتي». وعن خياراته بالبقاء في بغداد أو المغادرة قال: «لم أقرر السفر إلى أي دولة، وسأمارس دوري بكامل الحرية ولي الحق بممارسة المهنة في أي محافظة في العراق والدستور والقانون لا يمنعان ذلك، إن ظروف حياتي لم تعد مناسبة في بغداد... ينبغي أن تعود الحالة الطبيعية كي أعود».

سورية وإيران

وربط الهاشمي بين التصعيد ضده وأعضاء قائمته وتطورات الأحداث في سورية وموقف «العراقية» من تلك الأحداث وقال: «هناك خوف وقلق لدى إيران ولدى دولة القانون (كتلة المالكي) من انعكاسات ما يحصل في سورية والخوف أن يتكرر في إيران، وهذه المخاوف غير المشروعة وأيضاً الهوس بالسلطة دفعا المالكي إلى ارتكاب الحماقات، لأن إيران حريصة على إبقاء النفوذ وما تخسره في سورية تريد تعويضه في العراق». وعن الموقف الأميركي قال إن «الرئيس باراك أوباما في وضع حرج جداً بسبب ما يجري في العراق»، ودعاه إلى «تصحيح موقفة وتسديد الضريبة الأميركية التي دفعت العراق إلى هذه الحال».

 

 

الأزمة في بغداد تدفع الأكراد إلى توحيد صفوفهم
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
أربيل - باسم فرنسيس

تركت الأزمة السياسية المتصاعدة في بغداد تأثيراً مباشراً في علاقات القوى الكردية على مختلف توجهاتها بغية توحيد «الصف»، كان أبرزها الاتصال الهاتفي بين زعيم «الاتحاد الوطني» الرئيس جلال طالباني وزعيم حركة «التغيير» المعارضة نوشيروان مصطفى، في أول خطوة من نوعها منذ سنوات.

وجاء في بيان لطالباني ومصطفى انهما بحثا في»سبل حل المشاكل التي تعترض العملية السياسية الجارية في العراق حالياً، وضرورة توحيد صفوف الأطراف الكردستانية ومواقفها قبل إجراء المحادثات مع الأطراف العراقية».

وتعد هذه المبادرة من طالباني الأولى من نوعها منذ الانتخابات العامة التي شهدها الإقليم الكردي، وخاضتها «حركة التغيير» كأول طرف سياسي معارض بعد انشقاق زعيمها عن حزب طالباني.

وقال القيادي في «التغيير» محمد رحيم لـ «الحياة» إن «المبادرة كانت من الرئيس جلال طالباني بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات، ركز الجانبان خلالها على الأزمة في بغداد ولم يتطرقا إلى الأزمة في الإقليم».

وعن موقف الحركة من الأزمة في بغداد قال: «إلى الآن لا نملك معلومات كافية عن الوضع، لكنها بلا شك أزمة خطيرة جداً».

وأوضح المحلل السياسي جمال بيره أن «الأزمة الخطيرة التي تشهدها العملية السياسية في بغداد، إضافة إلى الأزمة المستمرة في الإقليم منذ شباط (فبراير) الماضي، دفعت طالباني إلى إطلاق المبادرة، في إطار مؤتمر وطني شامل لكل القوى السياسية فلا يمكن عقد مثل هذا المؤتمر من دون حضور المعارضة التي فرضت نفسها كقوة فاعلة».

ونقلت وكالة «كردستان» للأنباء عن قيادي في «الحزب الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني قوله إن «الحزب يرحب بالاتصال الهاتفي بين جلال طالباني ونوشيروان مصطفى، للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردستانية».

من جهة أخرى، التقى مصطفى قياديين في «الاتحاد الإسلامي» المعارض في السليمانية وأكد الطرفان «أهمية وحدة الصف والبيت الكردي، للخروج بموقف موحد من المتغيرات».

ودخلت المعارضة والحزبان الحاكمان في أزمة عقب مقتل متظاهرين خرجوا للمطالبة بإصلاحات سياسية واسعة في السليمانية، قبل أن تتجه إلى مزيد من التعقيد جراء اندلاع أعمال عنف مطلع الشهر الجاري في محافظة دهوك، عندما أحرق شبان عدداً من المرافق السياحية وما قابلها من حرق لمقار تابعة لحزب «الاتحاد الإسلامي» المعارض.

في هذه الأثناء رأس بارزاني اجتماعاً للمجلس القيادي في حزبه للبحث في الأزمة في بغداد والإقليم، وجاء في بيان أن «الاجتماع أكد أن الكرد لن يكونوا جزءاً من الصراعات المذهبية، بل جزءاً من الحل».

 

 

الجامعة العربية وسورية تدينان الهجمات «الإرهابية» و «حزب الله» يعتبرها متعمدة في استهدافاتها وتوقيتها
الجمعة, 23 ديسيمبر 2011
القاهرة، دمشق، بيروت - «الحياة»

دانت الجامعة العربية، وسورية، و «حزب الله» في شدة «الهجمات الإرهابية» التي وقعت صباح أمس في بغداد وأدت إلى سقوط الكثير من الضحايا والجرحى من أبناء الشعب العراقي.

وأعرب الأمين العام للجامعة نبيل العربي، في بيان، عن استنكاره الشديد لهذه «التفجيرات الإجرامية التي استهدفت أمن المواطن العراقي وسلامة العراق واستقراره والتي جاءت في هذا التوقيت بعد انسحاب القوات الأميركية من كل الأراضي العراقية».

ودعا العربي «كل الأطراف العراقية وفي مقدمها المشاركة في العملية السياسية، إلى الابتعاد عن المصالح الفئوية الضيقة والحرص على المصلحة الوطنية العليا للبلاد، والابتعاد عن الخطوات التصعيدية والاحتكام إلى صوت العقل والمسؤولية الوطنية، ومعالجة المشاكل في إطار المؤسسات الوطنية وعبر الحوار الوطني المسؤول»، مذكراً بأن العراق في صدد الإعداد للقمة العربية المقبلة وينتظر منه أن يقود مسيرة العمل العربي المشترك خلال رئاسته هذه القمة، كما ينتظر منه أن يضطلع بدوره الفعال في دعم القضايا العربية وتعزيز مكانته في محيطه العربي والإقليمي وعلى الساحة الدولية».

إلى ذلك، جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية أمس أنها «تدين بأشد وأقسى العبارات الأعمال والتفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة العراقية وأدت إلى سقوط 63 قتيلاً و185 جريحاً وفقاً لما نقل عن وزارة الداخلية العراقية». وزاد البيان :»تتقدم وزارة الخارجية والمغتربين من العراق الشقيق حكومة وشعباً بأحر التعازي بسقوط هؤلاء الشهداء الأبرار، وتعبر الوزارة عن تضامنها ومواساتها لعائلات الضحايا آملين في أن يعم الأمان والاستقرار في ربوع العراق الشقيق».

وتعليقاً على التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة العراقية بغداد وعدداً من المدن الأخرى أصدر حزب الله البيان الآتي:

أما «حزب الله» فاعتبر «التفجيرات الإرهابية» عدواناً «متعمداً على أبناء الشعب العراقي الآمنين في غمرة احتفالهم بانتصارهم المجيد على الاحتلال الأميركي وفرحهم باندحار القوات الأميركية من أرضهم».

وأضاف البيان أن «هذه التفجيرات الإرهابية المتزامنة في هذا الوقت بالذات تحمل في توقيتها وطريقة تنفيذها بصمة المجرمين الذين قاموا بها، والمحرّضين عليها، وعلى رأسهم الإدارة الأميركية التي تعمل على الانتقام من الشعب العراقي الذي منعها بصموده وبمقاومته من تحقيق هدفها في الهيمنة على العراق ومن خلاله على المنطقة كلها.

إن الدموية التي اتّسمت بها هذه التفجيرات، والتي استهدفت الأطفال الذاهبين إلى مدارسهم والمواطنين المنطلقين إلى أعمالهم، تهدف إلى الإيحاء بأن السلطات العراقية عاجزة عن حماية الناس، وهذا ما يكشف عن خبث المنفذين والمخططين وارتباطهم بأجندات خارجية».

 

 

 

انقسام في الشارع العراقي حيال الهاشمي.. والصدريون يدعونه لحضور توقيع «ميثاق الشرف الوطني»
النجيفي يدعو لجلسة طارئة لرؤساء الكتل البرلمانية اليوم للتعامل مع الأزمة السياسية
جريدة الشرق الاوسط... بغداد: حمزة مصطفى أربيل: شيرزاد شيخاني
مع تفاقم الأزمة السياسية في العراق على أثر المواجهة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وخصومه من القائمة «العراقية» وتحديدا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي أصدرت بحقه مذكرة اعتقال ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي يريد المالكي إقالته، تجددت المطالب أمس بعد مؤتمر موسع للقيادات العراقية. إلا أنه حتى مساء أمس، لم يتقدم أي من الساسة العراقيين بحلول للأزمة السياسية أو برنامج محتمل لمثل هذا الاجتماع، ماعدا التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر والذي يطالب منذ أسابيع بتوقيع الأطراف السياسية «ميثاق شرف وطنيا». ومن المرتقب أن يجتمع اليوم رؤساء الكتل البرلمانية العراقية، أو ممثلون عنهم، بعد دعوة من رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي لعقد اجتماع طارئ للتعامل مع الأزمات السياسية والأمنية في البلاد.
ويشهد العراق انقساما حول كيفية التعامل مع الهاشمي والتهم الجنائية ضده. وأعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق أن نائب الرئيس العراقي الهاشمي «بريء حتى تثبت إدانته». وقال بيان صادر عن المجلس على خلفية التداعيات السياسية التي أعقبت صدور مذكرة الاعتقال الخاصة بالهاشمي وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة أن «المتهم بريء حتى تثبت إدانته ويقول القضاء كلمته في موضوع الأدلة المتحصلة ضد طارق الهاشمي من خلال محاكمة عادلة تتوفر فيها كل الضمانات المنصوص عليها في القانون». وأضاف البيان أن «الهاشمي يعتبر بريئا حتى تثبت إدانته بأدلة معتبرة بالنسبة للأفعال التي نسبت إليه»، مبينا أنه يعتبر بريئا أيضا «حتى تكتسب الأحكام درجة البتات من خلال مراحل الطعن المنصوص عليها في القانون».
وأعلن القيادي في التيار الصدري جواد الجبوري أن كتلة الأحرار التي تمثل الصدريين في البرلمان العراقي ستعلن في غضون يومين عقد ميثاق الشرف الوطني الذي دعا إليه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بحضور جميع قادة الكتل السياسية في البلاد. وأضاف الجبوري في تصريح صحافي أنه من المؤمل أن يعلن الميثاق بحضور أبرز قادة البلاد وفي مقدمتهم رئيس القائمة «العراقية» إياد علاوي والمالكي والمطلك والهاشمي أو من يمثلهم. وكان وفد من التيار الصدري قد التقى قبل يومين في أربيل الهاشمي وبحث معه تداعيات العملية السياسية. ويعد هذا اللقاء مع الهاشمي هو الأول من نوعه لطرف مهم في التحالف الوطني الذي يضم دولة القانون بزعامة نوري المالكي والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
إلى ذلك فقد سجل الشارع العراقي انقساما واضحا حيال قضية الهاشمي بعد نحو أربعة أيام من صدور مذكرة إلقاء القبض بحقه ولجوئه إلى إقليم كردستان على أثر ضمانات تلقاها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الرئيس العراقي جلال طالباني. ففي محافظة الديوانية جنوبي العراق طالب عشرات المتظاهرين سلطات إقليم كردستان بتسليم الهاشمي إلى السلطات العراقية وذلك على أثر اتهامه بدعم الإرهاب.
وحمل المتظاهرون الذين جابوا شوارع مدينة الديوانية لافتات دعوا فيها حكومة إقليم كردستان إلى التعاون مع القضاء العراقي وتسليم الهاشمي. كما حمل المتظاهرون صورا للهاشمي مكتوبا عليها كلمة «مطلوب». وتعد هذه هي المظاهرة الثانية المناوئة للهاشمي بعد المظاهرة التي خرجت أول من أمس في مدينة الحلة جنوب بغداد.
أما في مدينة الفلوجة غربي بغداد فقد خرجت مظاهرة كبيرة ضمت أكثر من خمسة آلاف مواطن تأييدا للهاشمي. وحمل المتظاهرون وهم من مناصري القائمة العراقية لافتات وشعارات تطالب بجهات حيادية تشرف على التحقيق مع الهاشمي لكشف ملابسات الادعاءات والاعترافات التي أدلى بها أفراد حمايته. كما اتهم المتظاهرون جهات في الحكومة بتلفيق تلك الاتهامات للإطاحة بالهاشمي، مطالبين الحكومة العراقية الالتفاتة إلى مطالب الشعب في توفير الخدمات ومعالجة البطالة.
وعلى خلفية الانقسامات في الشارع العراقي وبين القيادات العراقية، أعلن رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي في بيان له أن «رئاسة مجلس النواب ستعقد، في الساعة الثالثة من عصر يوم غد (اليوم) الجمعة، اجتماعا طارئا لرؤساء الكتل البرلمانية لمناقشة الأزمة السياسية والأمنية الحالية وإيجاد الحلول المناسبة لها والحد من تطورها». وأوضح أن «الاجتماع سيبحث أيضا التنسيق مع السلطة التنفيذية لحل تلك المشكلات».
من جهته، اعتبر نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي محسن السعدون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد الآن هو أكبر من مجرد دعوة لرؤساء الكتل البرلمانية»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «هذه الدعوة وما سيتم خلال الاجتماع يمكن أن يكون خطوة أولى ضرورية لما هو أكبر حيث إن الوضع يتطلب الآن وبشكل عاجل لقاء على مستوى زعماء الخط الأول في البلاد وهم رئيس الجمهورية ورئيس إقليم كردستان ورئيس الوزراء وإياد علاوي وعمار الحكيم». وأشار السعدون إلى «أننا نأمل أن يتحقق ما هو ضروري خلال اجتماع الكتل الجمعة لوضع القطار على السكة قبل أن تنزلق الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه».
وكان هناك ربط أمس بين تفجيرات بغداد وقضية الهاشمي على لسان أكثر من طرف برلماني وحكومي. غير أن ما أعلنته مريم الريس المستشارة في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي هو الأكثر وضوحا حيث قالت في تصريحات صحافية إن «التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد تقف وراءها ورقة ضغط تحاول بعض الأطراف السياسية لعبها للتفاوض بخصوص ملف طارق الهاشمي الذي أصبح بيد القضاء العراقي». وأضافت أن «الحكومة ستفتح جميع الملفات لأنها لن تتهاون بعد اليوم بالدم العراقي الذي كان يراق من قبل بعض الأطراف السياسية وستكشف الأوراق بوضوح للرأي العام».
المالكي نفسه أكد في بيان له أن «سلسلة التفجيرات الإجرامية التي استهدفت الأبرياء العزل في المدارس والأسواق والأماكن العامة تكشف مرة أخرى عن طينة العدو الذي يواجهه العراقيون وطبيعته الإجرامية التي لن تتورع عن سلوك أي طريقة لبلوغ أهدافها وتؤكد على نية العدو بخلط الأوراق للواقع السياسي في البلاد». وأضاف المالكي أن «توقيت هذه الجرائم واختيار أماكنها يؤكد مرة أخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للأهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها من خلال الجريمة وقتل الأبرياء العزل ومحاولاتهم لخلط الأوراق على أمل الوصول إلى تلك الأهداف».
واستقبل الرئيس العراقي جلال طالباني أمس في السليمانية وفدا من الصدريين، برئاسة الناطق الرسمي باسم مقتدى الصدر الشيخ صلاح العبيدي لبحث ميثاق الشرف الذي يتم تناوله في بغداد منذ أسابيع. وعبر بيان من مكتب طالباني عن تأييد دعوة الصدر إلى «الحل السياسي للمشكلات السياسية التي تستدعي الحوار» فيما يخص قضية الهاشمي والوضع السياسي العام.
من جهته، التقى الرئيس بارزاني بالسياسي العراقي أحمد الجلبي وتباحثا في مقترح بارزاني لعقد مؤتمر وطني عراقي موسع بهدف الخروج من الأزمة السياسية الراهنة.
وشرح رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق فؤاد حسين التفكير وراء مبادرة برزاني لعقد مؤتمر موسع للقيادات العراقية هي «الوصول إلى اتفاقات للخروج من هذه الأزمة والسعي لإعادة تنظيم الوضع السياسي في العراق، وربما سيؤدي ذلك المؤتمر إلى نشوء تحالفات جديدة أو تشكيل منظومة علاقات جديدة بين الكتل السياسية على أساس تعميق مبدأ التوافق وترصينه». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «ربما تكون مبادرة الرئيس بارزاني هي الفرصة الأخيرة قبل تداعي وانهيار العملية السياسية في العراق».
واشنطن تواجه تحديا في أول أزمة عراقية بعد انسحاب قواتها
اتصالات مكثفة مع بغداد وسط تكتم إعلامي
لندن: «الشرق الأوسط»
تواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تحديا حقيقيا في التعامل مع أول أزمة سياسية عراقية تنشب بعد سحب القوات الأميركية من العراق هذا الشهر. فبعد أيام من وصوله من واشنطن وبعد ساعات من خروج آخر قافلة عسكرية أميركية من العراق، قام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمواجهة قادة من قائمة «العراقية» وعلى رأسهم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. وبينما تؤكد مصادر أميركية رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة أوباما مهتمة بدرجة كبيرة بالملف السياسي العراقي وتداعياته، تبقى التصريحات العلنية لواشنطن مقتضبة خشية من الظهور بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية.
وبينما أجرى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا مع الرئيس العراقي جلال طالباني أمس، التقى المالكي برئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال رايموند أوديرنو في بغداد أمس. وأوديرنو، الذي قاد القوات الأميركية في العراق حتى العام الماضي، يعتبر من أبرز القادة الأميركيين الذين على علم بالملف العراقي ويقدم المشورة لأوباما حول الخطوات المقبلة للتعامل مع الأزمة السياسية. وأفادت قناة «سي إن إن» بأن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ديفيد بترايوس أجرى لقاءات مع قادة قائمة «العراقية»، إلا أن وزارة الخارجية الأميركية والسلطات الأميركية رفضت تأكيد ذلك الخبر. وكان نائب الرئيس الأميركي بايدن، المكلف من أوباما بمعالجة الملف العراقي، قد اتصل برئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، بالإضافة إلى المالكي قبل يومين، وبعد ساعات من إصدار مذكرة الاعتقال بحق الهاشمي. وأفاد بيان من البيت الأبيض بأن «نائب الرئيس قال للزعيمين إن الولايات المتحدة تراقب الأحداث في العراق عن كثب»، وشدد على التزام الولايات المتحدة لشراكة بعيدة الأمد واستراتيجية مع العراق، و«نحن ندعم حكومة شاملة تعمل بشكل يتماشى مع سيادة القانون والدستور العراقي». إلا أن البيت الأبيض يتكتم حول فحوى النقاشات الجارية مع العراقيين للخروج من المأزق الحالي. وتحرص إدارة أوباما على نفي أي روابط بين الأزمة السياسية وسحب القوات الأميركية من العراق، الأمر الذي يعتبره أوباما نجاحا سياسيا مهما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض أمس: «من الخرافة التكهن بأنه لو كنا قد تركنا قوات هناك كان سيؤثر ذلك على الخلافات السياسية.. الخلافات السياسية استمرت عندما كان هناك 40 ألفا و80 ألفا وحتى 150 ألف جندي». ولكنه أضاف: «سنواصل إعطاء رأينا وتشجيع القادة العراقيين لاتخاذ القرارات الذكية بينما يواصلون المضي قدما في تطوير ديمقراطيتهم».
وهناك اهتمام خاص من البيت الأبيض لعدم تدهور الأوضاع بسرعة في العراق خشية من تأثير ذلك على الانتخابات الأميركية العام المقبل. وقد أعلن أوباما «الوفاء بالوعد» في الانسحاب من العراق ولكن عليه إظهار نجاح تلك الخطوة أمام الناخبين. وهناك مطالب مختلفة للإدارة الأميركية بتحمل مسؤوليتها تجاه العراق. واعتبر السيناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام في بيان مشترك أن «التراجع الذي نراه في العراق لم يكن مفاجئا» بعد سحب القوات، الأمر الذي عارضه السيناتوران، وأضافا: «على الحكومة الأميركية فعل كل ما يمكنها فعله لمساعدة العراقيين على تحقيق الاستقرار». وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها أمس: «على واشنطن الضغط بشكل أكبر على السيد المالكي وكل القادة العراقيين للقيام بتنازلات على القضايا الصعبة». وأضافت: «حتى مع سحب القوات، لدى واشنطن مصدر نفوذ، فيمكنها مثلا تعطيل تسليم طائرات (إف-16) القتالية التي طلبها العراق ولم يستلمها بعد، ويمكنها أن تعطل الوعود بدعم الاستثمار الأجنبي». وستشهد الأسابيع المقبلة تحديا للإدارة الأميركية لاختبار نقاط نفوذها في العراق بعد الانسحاب العسكري من البلاد، وسط ترقب داخلي أميركي وتخوف حلفاء الولايات المتحدة في العراق.
مثال الآلوسي يحرك دعوى ضد طارق الهاشمي بتهمة «التستر على مجرم»
توقيت سياسي لقضية تعود إلى عام 2007
أربيل: «الشرق الأوسط»
في تطور سياسي جديد، أعلن النائب العراقي السابق مثال الآلوسي أنه حرك دعوى في بغداد أمس ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي المطلوب للقضاء على خلفية قضايا «تتعلق بالإرهاب»، وذلك بتهمة «التستر على مجرم» قتل نجليه. ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد الهاشمي ضغوطا سياسية وقضائية بعد توجيه تهم له متعلقة بقضايا «إرهاب» وأدت إلى مواجهة بينه وبين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال الآلوسي زعيم حزب الأمة الذي يتخذ من أربيل مقرا له أمس: «أوجه الاتهام إلى طارق الهاشمي بالتستر على أسعد الهاشمي وزير الثقافة السابق وتهريبه من القصاص».
وكان القضاء العراقي وجه في 2007 اتهامات إلى وزير الثقافة السابق أسعد الهاشمي وهو من أقارب طارق الهاشمي في قضية مقتل نجلي الآلوسي في هجوم مسلح في الثامن من فبراير (شباط) 2005. غير أن الوزير تمكن من الفرار إلى خارج البلاد بمساعدة من نائب رئيس الجمهورية، بحسب الآلوسي. وقال الآلوسي في مؤتمر صحافي من عاصمة إقليم كردستان: «قام محام في بغداد اليوم بتحريك دعوى ضد الهاشمي بتهمة تضليل القضاء والتستر على إرهابيين».
وناشد الآلوسي «القيادة الكردية في إقليم كردستان إجبار الهاشمي على المثول أمام القضاء العراقي». وأضاف «إذا ما شعرنا أن الرئيس جلال طالباني سيعطي الحماية الكاملة للهاشمي، سنأتي بوفد كبير من الأرامل وأمهات الشهداء لضحايا إرهاب الهاشمي، للمطالبة بتسليم الهاشمي إليهم». وهذه ليس المرة الأولى التي يتحدث فيها الآلوسي على تورط الهاشمي بالتستر على قريبه المتهم بقتل ولديه، لكن هذه الاتهامات تجددت مع إصدار مذكرة قبض بحق الهاشمي الموجود في إقليم كردستان بتهمة التورط بعمليات قتل وإرهاب.
ويشار إلى أن الآلوسي كان انشق عن حزب البعث الحاكم سابقا ونشط في معارضته في الخارج قبل أن يعود في 2003 إلى العراق ضمن مجموعة أحمد الجلبي ثم أسس حزبه الخاص. وكان شغل منصب رئيس هيئة اجتثاث البعث. وسبق أن انتخب مرتين عضوا في البرلمان غير أن عضويته جمدت بسبب زياراته لإسرائيل.

 

 

مختصون: الفكر الاستئصالي مستمر بالهيمنة على حكم العراق

موقع إيلاف...أسامة مهدي من لندن
قال مختصون عراقيون خلال ورشة عمل نظّمها المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في عمان تحت عنوان "قانون حظر البعث: رؤية نقدية"، إن الفكر الاستئصالي يحكم تاريخ العراق الحديث منذ تأسيس الدولة العراقية. وأكدوا أن النخب السياسية لم تع بعد فكرة القانون.
لندن: قال باحثون وسياسيون وقانونيون واكاديميون عراقيون، إن تاريخ العراق الحديث مستمر بالخضوع لحكم الفكر الاستئصالي بجميع اتجاهاته الشيوعية والبعثية والاسلامية. وأكدوا ان النخب السياسية العراقية لم تع بعد فكرة القانون فجميعها تتعامل مع القانون بوصفه أداة ووسيلة لغايات سياسية مباشرة وأنه ليس أكثر من سطر يكتبه القابضون على السلطة ويمحونه متى يشاؤون.
 جاء ذلك خلال مناقشات ورشة عمل نظمها المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في عمان تحت عنوان: "قانون حظر البعث: رؤية نقدية"، تمت خلالها مناقشة قانون حظر البعث والكيانات والاحزاب والانشطة العنصرية الارهابية والتكفيرية للحكومة العراقية. وتوصل الباحثون الى ان الفكر الاستئصالي يحكم تاريخ العراق الحديث منذ تأسيس الدولة العراقية لا نظريا فقط وإنما ممارسة أيضا في الخطاب السياسي والممارسة السياسية وتاريخ الدولة والسلطة .
واشاروا الى ان الامر بدأ مع حظر الحزب الشيوعي في العهد الملكي ثم تكرّس من خلال تاريخ جريان الدم في العراق منذ عام 1958 وحتى الان حيث لم يتم النظر إلى هذا التاريخ إلا من خلال فوهة بندقية أو استدارة حبل مشنقة ومن خلال زاوية الإيديولوجيا التي لا تؤمن إلا بأنها وحدها المالكة للحقيقة المطلقة وأنها وحدها القابضة على مشعل "الوطنية".
وقالوا انه لم يكن هناك فرق فيما إذا كان هذا الاستئصال يتم من خلال الشرطة السياسية ومشانق الساحات العامة عام 1949، أو من خلال الرفاق الثوريين والديماغوجيين وحبالهم "ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة"، أو الرفاق الثوريين اللاحقين من "الحرس القومي" من خلال عمليات القتل في معتقلات رسمية، أو الرفاق الثوريين من رجال الجهاز الخاص أو الأجهزة الأمنية المختلفة لاحقا أو من خلال المجاهدين الثوريين وميليشياتهم، كما انه لا فرق إذا ما تم ذلك بتواطؤ، معلن أو غير معلن، مع الدولة/ السلطة التي يفترض أنها المحتكر الوحيد للعنف أو من خلال قوانين وأنظمة وأوامر "شرعية" تقررها الدولة/السلطة. واوضحوا انه لم يكن هناك فرق فيما اذا تم ذلك بتجريم الانتماء إلى الحزب الشيوعي أو إلى الحزب الإسلامي أو إلى حزب الدعوة وأخيرا حظر البعث.
 واكد الباحثون ان النخب السياسية العراقية لم تع بعد فكرة القانون، ملكيين وجمهوريين، دكتاتوريين وديمقراطيين مفترضين، جميعهم تعاملوا مع القانون بوصفه أداة ووسيلة لغايات سياسية مباشرة، فهو ليس أكثر من سطر يكتبه القابضون على السلطة، ويمسحونه متى يشاؤون حيث إن هذه الصيغة كانت تعريف الرئيس السابق صدام حسين للقانون، ولكنها كانت ايضا تعبر عن وعي جماعي للنخب السياسية العراقية بطبيعة العلاقة بين السلطة والقانون.
ولاحظوا انه طوال السنوات اللاحقة للاحتلال الذي بدأ عام 2003 لم يعد حزب البعث العربي الاشتراكي يحضر في الخطاب السياسي في العراق إلا من خلال الأمر رقم واحد الذي أصدره بريمر في 16/5/2003، والذي حمل بالنسخة الرسمية باللغة العربية عنوان "تطهير المجتمع من حزب البعث"، ولكنه اشتهر من خلال مصطلح الاجتثاث. وكانت هناك محاولات واعية، أو غير واعية لعدم الإشارة إلى "البعث" بشكل مباشر عند الحديث عن الدور المحتمل لأعضائه في عمليات العنف واستبدال ذلك بمصطلحات مثل أيتام النظام، أو الصداميين وغيرها في محاولة لتأكيد انتهاء "البعث" رمزيا، حتى إن الدستور وفي المادة (7) تحدث عن حظر "البعث الصدامي" وليس حزب البعث.
 ولم يحضر باسمه الصريح إلا في الدعاية الانتخابية لعام 2005، وتحديداً من خلال تركيز الائتلاف العراقي الموحد على وصم منافسيه، وبالأخص إياد علاوي بوصمة "البعثية"، ونتذكر جميعا الملصق الذي حمل جزءا من صورة علاوي وهي تكمل خلفية تحمل صورة صدام حسين.
واشاروا الى ان الوضع بدأ يتغير مع نهاية عام 2008 وكانت البداية من خلال تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي بإمكانية التعامل مع "البعث" في إطار ما يسمى بالمصالحة الوطنية ولكن ردة الفعل التي واجهتها الدعوة "ائتلافيا" ومحاولات تسويق رد الفعل شعبيا، دفع بالمالكي للعودة إلى موقف أكثر تشددا من "البعث" و"البعثيين" في هجوم مقابل سريع بهدف منع "المؤتلفين" معه من تسجيل أي نقطة محتملة ضده "شعبيا" ومن ثم "انتخابيا".
وأضافوا ان وتيرة محاولة تسويق "فوبيا" البعث صارت جزءا من الخطاب السياسي باتجاه تصاعدي وكانت لحظة الذروة في هذا التصعيد تفجيرات الأربعاء 19/8/2009 حين تم للمرة الأولى اتهام "البعث" بأنه وراء هذه العملية النوعية بحيث لم يعد "البعث" مجرد "عدو" مسلح قادر على تنفيذ عمليات نوعية ضد رموز سيادية وإنما صار عدوا قادرا على تغيير المعادلة السياسية في العراق "الجديد".
ثم تناول الباحثون بالشرح قانون الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث، واكدوا ان نصوصه تتعارض مع الدستور العراقي حيث ان من يقرأه يشعر بأنه يقرأ نصوصا لا صلة لها بالفصل الثاني من الدستور الذي يتحدث عن حقوق العراقيين وحرياتهم. وقالوا انه من الواضح أن الرغبة في الانتقام قد انعكست على ذهنية واضع المشروع فمن حيث المبدأ لا يجوز للقانون الذي يصدر لتنظيم ممارسة واحدة من الحريات الدستورية أن يصادر هذه الحريات أو أن يفرغها من مضمونها بحجة تنظيمها.
واوضحوا ان عبارات القانون فضفاضة المعنى بطريقة يستحيل معها على أية جهة قانونية ان تحدد ما يندرج تحتها، ومن ثم سيكون التأويل والتأويل المفرط أحيانا ولأغراض سياسية مباشرة، هو الحاسم في تطبيق أحكام هذا القانون المفترض، ومن خلال ذلك ستتمكن الحكومة واجهزتها من مواجهة خصومها السياسيين وغير السياسيين من استخدام هذا التأويل في الادعاء بأن ما يصدر عن أحزاب أو كتل سياسية او افراد، مخالف لأحكام هذا القانون وسوقهم إلى المحاكم بل وتوقيع العقوبة عليهم.
وجاء انعقاد ورشة العمل هذه متزامنا مع تفجر ازمة سياسية خطيرة في العراق، اعقبت مباشرة اكتمال الانسحاب الاميركي بعد نحو تسع سنوات من اجتياح البلاد لإسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين . فقد قررت القائمة العراقية السبت (82 نائبا من اصل 325) بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي مقاطعة جلسات مجلسي النواب والحكومة التي دشنت اليوم الخميس عامها الثاني في الحكم.
وقد هدد رئيس الحكومة نوري المالكي امس باستبدال الوزراء المنتمين الى العراقية اذا واصلوا مقاطعة الحكومة ملمحا ايضا الى امكان تشكيل حكومة "اغلبية سياسية".
واليوم الخميس افاق العراقيون على اعنف تفجيرات تستهدف البلاد منذ اشهر، اوقعت 63 قتيلا و189 جريحا في اول سلسلة هجمات تهز البلاد منذ اكتمال الانسحاب العسكري الاميركي الاحد الماضي.
شهادات مريرة عن انفجارات يوم الخميس الدامي
البغداديون ينصبون خيام أحزانهم في شوارع الدم
موقع إيلاف...عبدالجبار العتابي
أعرب البغداديون عن قلقهم العميق وخوفهم الشديد من عودة التقاتل الطائفي وإدخال البلد في متاهة جديدة بعدما اعتقدوا أن الأيام السوداء قد ولّت، وأبدى البغداديون مع سلسلة الانفجارات التي هزت مناطق عدة في العاصمة بغداد، شكوكًا في تحسن الأحوال الأمنية بعدما غادرت القوات الأميركية العراق.
العراقيون ينقلون مشاهداتهم وأحاسيسهم في يوم الخميس الدامي في بغداد
عبد الجبار العتابي من بغداد: تمنى بعض العراقيين عودة الأميركيين، معللاً هذه الرغبة بأنهم كانوا يشكلون التوازن، فضلاً عن أن رمادهم كان يغطي النار التي تشبّ تحت السياسيين العراقيين، وكان البكاء حاضرًا في كل العيون، مثلما كان الحزن يعتصر القلوب، لذلك كانت الكلمات تخرج من الأفواه سريعة، وهي تمتلك صراخها، البغداديون لم تفاجأهم الانفجارات، ولكنهم وجدوا أنفسهم في ذهول بعدما كانت آمالهم عريضة بأن لا تعود أمواج الدم تملأ الشوارع.
قال الفنان مقداد عبد الرضا: (ما أعرف شنو اكول، تعرف ؟ ملجوم)، ثم قال: قلنا أول أمس.. جل ما نخشاه، اليوم حدث مانخشاه. الساعة السابعة والنصف صباحًا اهتزّ القدح بيدي وزجاج الشباك. جاء سامر ابني. قلت: أسمعت؟ نعم أجاب، كهرمانة قال، الوضع الأمني مسيطر عليه... صح، الخميس ربع دوام. طرق مغلقة. الناس أصابها رعب، اذًا مغلقة وغير مسيطر عليها.. بغداد مهجورة، لم أذهب إلى العمل، فالطرق مغلقة، اضع نفسي في تكسي إلى المتنبي (بطران) حينما يصيبني جزع قاتل، اس...تجدي الفضاءات.
سامر يبعث برسالة من الكلية يقول 8 انفجارات.. يركض وهو يشتم. أعبر جسر الشهداء سعيًا على قدمي، أطلب من الجندي أن أصوّر الجسر وهو شهيد وفارغ. قال (ممنوع حجي!!). اثنان جزعان مثلي. الأول.. يكولون 24 انفجار.. الثاني طائفية... كريم حنش موقد استرخاء في هذا الشتاء. أم كلثوم تغني (سكون وسكون وايه حيكون). نعم (ايه حيكون يا ست ؟) لا شيء سوى دم ينزف. أعبر الجسر باتجاه أهلي. امرأة عجوز تشتم: حتى الشباب ماعندهم غيرة، يبدو أن أحدهم تعرض لها... أضع نفسي في تكسي. أمرّ على سينما بغداد. الدم تحول إلى لون أسود، واختلط مع الأسفلت.. صديقي خالد الحلو يتصل، ويقول: دخيل جدك بهالسرعة؟. صاحب التكسي يقول 48 انفجار.. أنام. رأيت في الحلم قط يلعق أسفلت الشارع... أصرخ وألعن النوم... أبكي على منظر امرأة تسبح في الدم.
قالت زينب سليمان: أرعبني الصباح الذي دوّت فيه الأصوات المرعبة. أعرف أنها أصوات انفجارات، كانت متتالية، ولكن كل انفجار له صوته الخاص، حاولت أن أعود إلى البيت، ولكن توكلت على الله، وسعيت إلى الذهاب إلى عملي، ولكنني حين وصلت إلى مستشفى اليرموك، كان الزحام شديدًا، وكانت أصوات البشر تتعالى، لم أكن أريد النظر إلى ما يجري خلف زجاج نافذة السيارة وأنا أسمع الصراخ، لكنني ألتفت وإذا بي أرى دماء وسيارات إسعاف تنزل جثثًا وجرحى، فلم أتمالك نفسي. صرخت في داخلي، وتهشمت نظاراتي، وسمعت سائق السيارة يقول إنه لم يعد يحتمل المنظر ليعود أدراجه، أغمضت عيوني، ولكنني ما زلت أسمع الصراخ حتى ابتعدت السيارة عن المستشفى، ولكن الأصوات ظلت ترافقني، لا أعرف ماذا أقول سوى إن هذا الشعب صارت حياته أحزانًا تتلو أحزان، ليست هناك مسرة ولا فرح، لماذا؟ لا أدري.
فيما قالت عالية طالب: غادرت بيتي صباحًا أطوف في بغداد التي غلف سماؤها الحزن كالتلوث، الصمت يضرب شوارعها، الغيوم حجبت شمسها، الهواء يحمل رائحة الموت والدخان، الصدى يردد صراخ الأمهات والأموات وخوف الصغار، والأرض تهتز بين تفجير وآخر، وتلعن القتلة، آه يابلدي، حزينة، أدور في أمكنتك التي أحبها، مجروحة أنزف وجعي، الغيظ يكتسحني، لا أدري كيف أواسي الأرواح، التي كنت أتخيل أنني أراها، وهي تصعد إلى سمائك ياعراق، اكتظت السماء بهم، يلوّحون للأمهات، يودعون بغداد، يقسمون بأن القتلة سيكون يوم قصاصهم قريبًا، وأنا وحدي، غربة تضرب قلبي، تطوف داخله، وتفترش أمكنة لا أبالي بانتشارها.
أما هيثم الطيب فلم يتفوه إلا بكلمات فقال: بحزن كبير، بحجم الوطن، أعزّي عوائل شهداء العراق، الذين سقطوا هذا اليوم، بسبب التفجيرات الإرهابية، وأدعو للجرحى بالشفاء العاجل، وحفظ الله العراق من مؤامرات القتلة.
وقال صادق عزيز: أتعلم أم أنت لا تعلم بأن جراح الضحايا فم..، فم ليس كالمدعي قولاً... وليس كآخر يستفهم ...الخ، ليتك تسيقظ يا أبا فرات لترى كم جعفر قد سقط اليوم شهيدًا، وهو يكافح من أجل لقمة العيش!، كم طفلاً بريئًا قد ثكل أمه أو تيتم!. فالعراق أصبح كله كربلاء، وأيامه كلها عاشوراء، ليت السماء تقطر دمًا حزنًا على الأبرياء، اختطفت قبل شهر امرأة فرنسية عجوز ومريضة في الصومال، أقامت الحكومة الفرنسية برئيسها وبرلمانه ومجلس وزرائه الدنيا، ولم تقعدها، ومئات العراقيين يتساقطون، وكأنهم حشرات، في حين يستحي الأبطال منهم. الفضائيات العربية مشغولة بالحفلات وأخبار المجتمع المخملي... إنه النفاق والرياء .. إلى متى؟ ..حسبي الله ونعم الوكيل.
في حين عبّر عماد البغدادي عن الفاجعة بالقول: الله المنتقم، الله الجبار على كل من يقتل أبناء شعبه الفقراء والمساكين، الله سوف ينتقم من الذين فعلوا اليوم إجرامهم ببغداد الحبيبة، سقط ناس أبرياء.. ما ذنبهم لكي يموتون؟ بسبب من يستشهدون اليوم ويتركون الأحبة؟، بالله عليكم هل هؤلاء السياسيون يستحقون الحياة، بعد الذي حصل اليوم. الويل والثبور لكم يا أعداء الفقراء والمساكين، سنجعل السماء تنطبق على الأرض، وسنزلزل الأرض بكم أيها السياسيون الإرهابيون الخونة.
وأشار جهاد حميد، موظف،: فعلًا أصابني الرعب وأنا أسمع اصوات الانفجارات الواحد تلو الآخر من أماكن شتى، خفت فعلاً، ولم أستطع الخروج من البيت، ورحت اتصل بإخواني وأخواتي اتفقد أحوالهم. لقد عاشت بغداد للأسف يومًا دمويًا بفضل السياسيين، الذين لا يخافون الله، ولا يرعون حرمة. كنا نعتقد أننا سنفرح بعد خروج الأميركيين، ولكننا توهمنا هذا، فالنار كانت تحت رماد الأميركيين، وأظهر السياسيون العراقيون كراهية لبعضهم، وما انفجارات اليوم إلا أكبر دليل على هذا.
فيما أعربت دلال حسن إبراهيم، موظفة، عن خوفها الشديد من عودة الاحتراب الطائفي: "يا الله ماذا يحدث، هل سنعود إلى أن نقتل بعضنا بعضًا، ما هذا الدم وهذه الأصوات القبيحة، التي سمعناها اليوم، ولماذا هذه الانفجارات؟، هل كانت الانفجارات ضد سني أو شيعي؟، أم كانت ضد العراقيين كلهم؟، من المستفيد؟، اللهم إلعن كل من ساعد وساهم في انفجارات اليوم".
وقالت شيماء الكرخي: "اللهم بحق كل قطرة دم عراقي هدرت اليوم على يد إرهابيّ العراق، وكل دمعة أم وأب وأخ واخت وصديق وحبيب وزوجة وابن وبنت على من سقط شهيدًا أو جريحًا بسبب الأعمال الإرهابية، التي استهدفت اليوم أبناء هذا الشعب الجريح، أن تاخذ حقه، وألا تريح باله، واجعل دمه وجسده وحياته كلها هباء منثورًا. إنه يوم دام، وعساها برقبة الساسة العراقيين، ومن جميع الكتل، الذين يضحّون بشعب العراق، بسبب مصالحهم الخاصة.. إنها أزمة ثقة بين الفرقاء، يدفع المواطن البسيط ضريبتها من دمه المراق.. الرحمة لشهداء العراق والشفاء للجرحى والموت فقط للمجرمين القتلة أعداء الشعب العراقي.
وقال أحمد الخفاجي: هنيئًا لكم أيها السياسيون، فقد نجحت صفقاتكم، فقد اشتريتم مناصب تافهة وحقيرة بثمن زهيد، ماذا تعني دماء الأطفال، ماذا تعني دموع الأمهات. ماذا يعني جرح في قلب كل عراقي؟، فالمهم هي كراسيكم، تبًا لكم ما أحقركم وما أقساكم، كلكم بدون استثناء، لقد كان الموت أيها السادة في أولى ساعات الصباح، يوزع صكوكه على فقراء بغداد، إنه أمر عجيب يا لها من مفارقة، يخرج الفقراء صباحاً للبحث عن لقمة العيش، وسرعان ما يمنحهم الموت صكوكه، فيعودون إلى بيوتهم جثثاً مقطعة أشلاء أشلاء.
رغم معارضة الصدر واشتراطه إطلاق معتقليها ووقف ملاحقة عناصرها
مفاوضات عراقية مع "أهل الحق" للانخراط في العملية السياسية
موقع إيلاف...أسامة مهدي
الحكومة العراقية تفاوض عصائب أهل الحق
بدأت السلطات العراقية مباحثات مع الجماعة الشيعية المسلَّحة المدعومة من إيران "عصائب أهل الحق"، المنشقة عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بهدف التوصل إلى إتفاق، يفضي إلى إنخراطها في العملية السياسية الجارية في البلاد، حيث اشترطت لذلك إطلاق سراح معتقليها وإلغاء الأحكام الصادرة ضد المدانين منهم، ووقف ملاحقة عناصرها، كما أبلغ مصدر عراقي "إيلاف" اليوم.
يقود المباحثات الرسمية مع عصائب أهل الحق عامر الخزاعي، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي للمصالحة الوطنية، الذي عقد اجتماعًا مع مسؤول المكتب السياسي للعصائب، وبحث معه سبل دعم العملية السياسية والمشاركة فيها، من دون الكشف عن تفاصيل الاجتماع.
لكن مصدرًا عراقيًا عليمًا أبلغ "إيلاف" أن العصائب اشترطت للانخراط في العملية السياسية إلغاء مذكرات الاعتقال بحق عدد من عناصرها الهاربين إلى إيران وإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء الأحكام الصادرة ضد بعضهم والتوقف عن ملاحقة عناصر العصائب، التي يقودها أحد المساعدين المقرّبين من الصدر سابقًا، والمنشق عنه الشيخ قيس الخزعلي.
وتؤكد الجماعة باستمرار أنها حركة مقاومة للقوات الأميركية في العراق، التي تصفها بقوات احتلال، وتتوجب مواجهتها بكل السبل في تكليف شرعي ووطني. لكن الجماعة تدخل الآن في مفاوضات للانضمام إلى العملية السياسية لانتهاء مبرر عملها المقاوم بعد انسحاب كامل القوات الأميركية من العراق، حيث تقوم السلطات العراقية حاليًا بدراسة مطالبها، والتوصل إلى حل وسط، يرضي الطرفين، ويحول الجماعة من العمل المسلّح إلى النشاط السياسي وهجر العنف.
تضم جماعة عصائب أهل الحق منشقين عن جيش المهدي، التابع للصدر، والذي سبق أن أكد أنه سيمنع دخولهم إلى العملية السياسية "حتى لا يتسلطوا على رقاب العراقيين"، متهمًا إياهم بإثارة الفتنة الطائفية في البلاد، وتشويه سمعة الصدريين.
وقال الصدر في إجابة عن سؤال وجّهته إليه مجموعة من أنصاره حول صحة تقارير أشارت إلى إرساله وفدًا إلى إيران للقاء الشيخ الخزعلي، الذي أطلقت السلطات العراقية سراحه في أواخر العام الماضي، في صفقة أطلقت بموجبها العصائب الرهينة البريطاني بيتر مور، وذلك لإقناعه بالكفّ عن عملياته المسلحة، والانخراط في العملية السياسية، قال إن ذلك غير صحيح، متهمًا عصائب أهل الحق بتلقي أسلحة وأموال من الخارج، من دون ذكر الجهة التي تموّلهم بها، والتي يعتقد أنها إيران.
وأضاف أن عصائب أهل الحق يروّجون لهذه "الأكاذيب" بهدف إسقاطه.. وأشار إلى أنه براء من المنشقين عنه، وأكد أنه يعتبر هؤلاء أعداء له. وتؤكد مصادر عراقية أن عناصر عصائب أهل الحق، الذين انشقوا عن الصدر في عام 2006، أصبحوا يشكلون كابوسًا بالنسبة إليه، خاصة وأنهم نجحوا في كسب العشرات من أنصاره وضمّهم إلى صفوفهم، إضافة إلى قيامهم بنشاطات سياسية وعمليات ضد تياره وإثارة المتاعب لأنصاره.
جاء الانشقاق إثر معركة النجف آنذاك بين جيش المهدي والقوات العراقية والأميركية، لتتبنى العمل العسكري ضد القواتين في مناطق وسط وجنوب العراق، وفق بياناتها، إلا أن الصدر تبرّأ من الجماعة وأعمالها، ودعا عناصرها إلى التوبة.
وكان الخزعلي من الكوادر القيادية في "جيش المهدي" وأحد المتحدثين باسم الصدر خلال المعارك، التي دارت بين القوات الأميركية و"جيش المهدي"، التابع للتيار الصدري في آب (أغسطس) عام 2004، وانشق مع مجموعة من أنصاره عن التيار الصدري، وشكل مجموعة أسماها "عصائب أهل الحق"، يقال إنها مدعومة من إيران، وقامت بتنفيذ عمليات عدة ضد قوات التحالف في العراق، بينها عملية خطف البريطانيين الخمسة من وزارة المالية، وقتل ستة جنود أميركيين في مدينة كربلاء.
يذكر أن الأجهزة الأمنية العراقية اعتقلت في عامي 2007 و2008 المئات من قيادات وعناصر مليشيا جيش المهدي، خلال عمليات عسكرية، على خلفية اتهامات لهذه العناصر بتنفيذ عمليات عنف ضد الأجهزة الأمنية والمدنيين في بعض المحافظات الجنوبية، مثل البصرة وميسان وذي قار وكربلاء، واتهامها أيضًا بقتل عدد كبير من النساء في محافظة الديوانية، واغتيال محافظها خليل جليل حمزة، وقائد شرطة المحافظة خالد حسن في الحادي عشر من آب عام 2007.
ذاع صيت "عصائب أهل الحق" في صيف عام 2007، بعد قيامها بخطف المستشار البريطاني بيتر مور، برفقة أربعة من حرّاسه الشخصيين في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد، إلا أن الجماعة قامت بتسليم جثث الحرّاس الأربعة، قبل أن يتم الإفراج عن المستشار البريطاني، وفق صفقة مع السلطات العراقية، قضت بإطلاق مجموعة من عناصرها المعتقلين.
وكان المتحدث باسم جماعة "عصائب أهل الحق" سلام المالكي قد أكد في وقت سابق أن الجماعة مستقلة عن التيار السياسي، الذي يقوده مقتدى الصدر، موضحًا أن المرجعية الدينية للعصائب مرتبطة بالمرجع الراحل محمد محمد صادق الصدر (والد مقتدى الذي اغتاله النظام السابق عام 1999). أما من ناحية المرجعية السياسية فهي غير مرتبطة بالخط السياسي للتيار الصدري الخاص بمقتدى الصدر.
ومقاتلو العصائب، كما يعبّرون عن أنفسهم، هم نخب المقاتلين المحترفين من الصدريين، الذين قاتلوا القوات الأميركية والبريطانية في وسط العراق وجنوبه. وقتل لعصائب أهل الحق المئات واعتقل الكثير من قادتها. وقد صدر من مركز الإعلام الحربي، التابع للجماعة، العديد من الإصدارت، التي ضمّت مئات العمليات المصوّرة لعملياتها في العديد من مناطق العراق ضد القوات الأجنبية.

المصدر: جريدة الحياة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,117,716

عدد الزوار: 7,621,621

المتواجدون الآن: 0