عباس ومشعل ناقشا في القاهرة تشكيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير

بحث مسؤولون وشخصيات فلسطينية مستقلة في القاهرة، امس، ملف منظمة التحرير وآلية إشراك الفصائل والمستقلين في الإطار القيادي للمنظمة.

وناقش الأمناء العامون للفصائل والشخصيات المستقلة، خلال اجتماع في قصر الأندلس شمال القاهرة، برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، المعايير والأسس التي تسوّغ لأي فصيل فلسطيني الاشتراك من خلال قيادته ضمن الإطار القيادي لمنظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

وقال مصدر مصري مطلع (وكالات)، إن «الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والمستقلين ناقشوا أيضاً، بحضور مدير جهاز الاستخبارات العامة المصري اللواء مراد موافي المسؤول عن الملف الفلسطيني، آليات عمل منظمة التحرير وآليات اتخاذ القرار من خلال إطارها القيادي».

على صعيد ثان، عبّرت إسرائيل عن غضبها إثر بيان لأربعة بلدان أوروبية اعضاء في مجلس الأمن دانالأمنت فيه قرارها الأخير طرح استدراج عروض لبناء مساكن في مستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية.

واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور في بيان، ليل اول من امس، ان «اسرائيل تقترح ان تركز هذه البلدان (بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال) على الأجندة الدولية بدلا من ان تقلب رأسا على عقب اولويات المجموعة الدولية».

واضاف ان «مناقشاتها في مجلس الأمن كان يفترض ان تتركز على محاولات وقف إراقة الدماء في سورية وترسيخ الديموقراطية والاعتدال في البلدان العربية التي تنشد الحرية وعلى الجهود الرامية لإزالة التهديد الشامل الذي يشكله سعي ايران لامتلاك السلاح النووي».

ودعا من جهة اخرى هذه البلدان الأربعة الى دعم استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال: «على هذه البلدان ألا تجازف بخسارة صدقيتها من خلال سعيها الى مشاكسة البلد الوحيد في الشرق الاوسط (اسرائيل) الذي يتمتع بنظام قضائي قادر على التعامل مع الجرائم على كل الصعد».

وكان يلمح الى الاستياء الكبير الذي عبرت عنه هذه البلدان الأربعة في شأن التجاوزات واعمال التخريب شبه اليومية ضد فلسطينيين بايدي متطرفين من اليمين الاسرائيلي يعارضون مشاريع حكومية لإزالة مستوطنات عشوائية.

وشجبت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني هذه التصريحات الاسرائيلية خلال اجتماع عام لحزبها «كاديما».

ونقل بيان عن ليفني ان «اسرائيل تشن الحرب على افضل اصدقائها في اوروبا. سياسة الحكومة تسىء الى أمن اسرائيل». وتابعت إنه «لا توجد اليوم ثقة برئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) والوضع قد يصل إلى مكان ستتضرر فيه نظرة أصدقائنا في العالم إلى إسرائيل».

ووجه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، امس، انتقادات شديدة إلى وزارة الخارجية في أعقاب البيان الذي هاجم الدول الأوروبية.

وقال للإذاعة، إنه «في الحياة الدولية عموما وفي وضع إسرائيل خصوصا علينا ألا نكون محقين فقط وإنما حكيمين أيضا» لكنه اعتبر أن «الأوروبيين مخطئون في موقفهم ونحن على حق» وأنه «ينبغي التوضيح لزعماء الدول الأوروبية الصديقة الخطأ الذي ارتكبوه لكن يحظر الدخول في مواجهة معهم ومواصلة التعاون معهم».

وكانت البلدان الأربعة أعربت في بيان مشترك صدر الأربعاء بعد اجتماع لمجلس الأمن خصص للوضع في الشرق الاوسط، عن «استيائها من هذه التطورات السلبية»، في اشارة الى هجمات شنها مستوطنون متطرفون على فلسطينيين واستمرار الاستيطان.

من ناحية ثانية، اعلن مصدر فسطيني ان اسرائيل سمحت، امس، لنحو 500 مسيحي من قطاع غزة بالسفر الى بيت لحم في الضفة الغربية للمشاركة في احتفالات اعياد الميلاد.

وقال مصدر مسؤول في الارتباط الفلسطيني، ان اسرائيل وافقت على منح 530 مسيحيا تراخيص بالخروج من قطاع غزة الى بيت لحم للمشاركة في احتفالات اعياد الميلاد.

بحث القائد العام لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، أمس، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والوفد المرافق له الذي يزور مصر حاليا، الجهود المبذولة على الساحتين الإقليمية والدولية وآليات العمل خلال المرحلة المقبلة، وكذلك الأحداث الإقليمية في محيط المنطقة العربية وتأثيرها على عملية السلام.

وأكد عباس «الدور الرئيسي الذي تقوم به القاهرة في تحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية وأهميتها في توحيد الصف الفلسطيني»، موجها «الشكر للمجلس العسكري والحكومة المصرية على الدعم الدائم والمستمر للشعب الفلسطيني».

وحضر اللقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب المجلس الأعلى الفريق سامي عنان ووزير الخارجية محمد عمرو ومدير الاستخبارات العامة مراد موافي وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة..

أكد مفتي فلسطين وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين أن مئات من المستوطنين الإسرائيليين اقتحموا ساحات مسجد الأقصى من جهة بوابة المغاربة صباح امس، إلا أن المرابطين بالمسجد تصدوا لهم.

وأوضح في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة عبر الهاتف أن الاقتحام تم امس بشكل استفزازي، مضيفا أن هذه الاقتحامات تتم بين الحين الآخر من المستوطنين ومنها ما يتم دون مواجهات.

ودان مفتى فلسطين هذه الاقتحامات مؤكدا أنها تتم تحت حماية الشرطة الإسرائيلية ودعا الحكومة الاسرائيلية الى وقف هذه الاستفزازات.

وسلمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، أوامر هدم لمنازل عدد من المواطنين في بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، فيما سرق عمال تابعون لبلدية الاحتلال أشجار زيتون تم اقتلاعها من حقولٍ في أراضٍ تابعة لمواطني البلدة.

قوات الاحتلال هدمت أمس غرفا زراعية وآبارا في بلدة إذنا غرب مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية. وأفادت مصادر أمنية بأن تلك القوات داهمت بلدة إذنا مصطحبة معها آلياتها الثقيلة، وهدمت عدداً من الآبار والغرف الزراعية التي تعود ملكيتها للبلدية، ولعائلات من البلدة.

واعتقلت تلك القوات تسعة شبان ينتمون لحركة "فتح"، بينهم موظف يعمل في جهاز الامن الوطني، وذلك خلال اقتحام قوة عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال مخيم جنين.

وقالت مصادر امنية "اعتقلت القوات الاسرائيلية تسعة مواطنين، وصادرت سبع سيارات مستعملة من داخل مراب لقطع غيار السيارات للشقيقين المعتقلين كمال وجميل ابو غدا".

واشار شهود عيان الى ان قوات الاحتلال حاصرت المخيم باغلاق مداخله بالدوريات العسكرية وشنت حملة مداهمة وتفتيش في منازل المواطنين وعبثت في محتوياتها، والقاء القنابل الصوتية خلال عملية التفتيش والمداهمة .

في قطاع غزة، توغلت عدة آليات عسكرية اسرائيلية، شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وسط اطلاق نار كثيف وتحليق مروحي اسرائيلي.

وقالت مصادر امنية فلسطينة، ان سبع دبابات اسرائيلية يرافقها عدد من الجرافات تقدمت عشرات الامتار شرق خانيونس قبالة بلدات "خزاعة وعبسان والفراحين" الواقعة شرق المدينة، وذلك بالتزامن مع حركة نشطة للآليات العسكرية المتواجدة داخل السياج الحدودي مع القطاع.

كما فتحت الأبراج العسكرية المتمركزة على السياج الحدودي نيران أسلحتها الرشاشة، بكثافة تجاه منازل السكان شرق عبسان.

وفي القطاع ايضا، طالبت المشاركات فى اعتصام نسائي فلسطيني الفصائل والقوى الفلسطينية بالتحرك العاجل والعمل على إطلاق سراح الأسيرات الخمس المتبقيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

واستنكرت المشاركات في الاعتصام الذي نظمته دائرة العمل النسائي في "حركة الجهاد الإسلامي" أمس أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بمدينة غزة، استثناء الاحتلال الإسرائيلي للأسيرات وعدم إدراجهن في قائمة الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى التي نفذت قبل يومين.

وأعلنت دائرة العمل النسائي في "حركة الجهاد" تضامنها مع الأسيرات الخمسة اللواتي لم يتم إدراجهن في صفقة تبادل الأسرى، خصوصا الأسيرة لينا الجربوني التي تعمّد الاحتلال عدم ادراجها رغم أنها معتقة منذ 10 سنوات وتعاني من أورام كثيرة في جسدها.

ووصفت ميرفت الشريف، من دائرة العمل النسائي في "حركة الجهاد"، عدم إدراج الأسيرة الجربوني في ظل تدهور حالتها الصحية بأنه خلل في صفقة التبادل وطالبت مؤسسات حقوق الإنسان والفصائل بالتحرك لإطلاق سراحها وبقية الأسيرات.

ويذكر أن 6 أسيرات أفرج عنهن في الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى وتبقى خمس أسيرات هن: لينا جربوني محكومة 17 سنة، وسلوى صلاح، وورود قاسم، وولاء الجعبري، وخديجة أبوعياش.

عقد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية امس اجتماعا برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحضور حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" للمرة الأولى وبمشاركة ورعاية وزير المخابرات المصرية مراد موافي.

وعقدت قيادة المنظمة برئاسة عباس جلسة مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي بمشاركة عدد من القيادات العسكرية والأمنية المصرية.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد خلال مؤتمر صحافي قبل بدء الاجتماع: "إن الاجتماع الأول للجنة منظمة التحرير الفلسطينية الخاصة بإعادة تفعيل وتطوير وصياغة هياكل منظمة التحرير الذي اصطلح عليها الإطار القيادي المؤقت وفق إعلان القاهرة 2005 والمنعقد في القاهرة يكتسب أهمية خاصة كونه يعطي مزيداً من الدفعات لعملية المصالحة".

وأشار الأحمد الى "أن الاجتماع الذي يعقد برئاسة الرئيس محمود عباس يكتسب أهمية خاصة وأنه يأتي بعد ست سنوات من إعلان القاهرة وتأخر عقده بسبب الانقسام"، موضحا بأن جميع أعضاء اللجنة قد شاركوا فيه.

وتابع "مهمة هذا الاجتماع الأساسية والمركزية تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني وفق ما جاء في إعلان القاهرة عام 2005 والعمل على دخول بقية الفصائل للمنظمة بما يعزز مكانتها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني".

وأكد الأحمد أن "الرئيس (عباس) سيطلع المشاركين بالاجتماع على الأوضاع الفلسطينية، وانسداد عملية السلام" وسيتم "التأكيد على ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني حتى نضمن القدرة على مجابهة التحديات التي يتعرض لها شعبنا والمشروع الوطني".

وقال "إن هذا الاجتماع سيكون ليوم واحد فقط وأنه يمثل بداية عملية لتنفيذ ما تم في إعلان القاهرة في شهر آذار (مارس) 2005".

وحول لقاء عباس مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، قال الأحمد: "تم استعراض شامل لتطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وبخاصة الجهود المتعثرة في عملية السلام، وعجز المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية عن إجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية بما يهيئ الأجواء لاستئناف عملية السلام على أساس مرجعية واضحة تستند لحدود 1967، والالتزام بوقف الاستيطان".

وأوضح "ان المشير أكد للرئيس على دعم مصر الثابت للموقف الفلسطيني بشأن المطالبة بالوقف التام للاستيطان، ووقف كل الإجراءات المستفزة للشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني وطنطاوي استعرضا "جهود المصالحة الفلسطينية، التي تجري برعاية مصرية والنتائج الإيجابية التي تحققت خلال الأسبوع الجاري من خلال الاتفاق على عدد من القضايا، وبخاصة في موضوع لجنة الانتخابات والمصالحة المجتمعية، وملف الحكومة والملفات الأخرى".

وتابع "لقد أكد الرئيس عباس للمشير حرص القيادة الفلسطينية على استقرار مصر واستمرارها بالقيام بدورها القيادي في تحمل المسؤولية في الدفاع عن القضايا العربية، وتم الاتفاق على تكثيف الجهود العربية من أجل المحافظة على وحدة الموقف العربي، وقطع الطريق على التدخل الخارجي بالشؤون العربية الداخلية".

وكان الرئيس الفلسطيني عقد اجتماعا استمر ثلاث ساعات مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في مقر اقامة عباس في القاهره من دون الاعلان عن نتائج اللقاء لكن اسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس قال انه "ناقش اليات تنفيذ ملفات المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام والتي تم الاتفاق على اليات لمعظمها".

ويضم الاطار القيادي المؤقت الامناء العامين للفصائل وكافة اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس المجلس الوطني وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة.

وكانت الفصائل والشخصيات الفلسطينية المستقلة أقرت، أول من أمس، آلية تنفيذ اتفاق "الوفاق الوطني الفلسطيني" الموقَّع بالقاهرة في الرابع من أيار/مايو الفائت.

وتضمَّن إتفاق آلية التنفيذ ست ملفات هي منظمة التحرير الفلسطينية، والانتخابات، والحكومة، والمصالحة الاجتماعية، وقضايا الحريات العامة وبناء الثقة، والمجلس التشريعي.

في غضون ذلك، هددت إسرائيل مجدداً بإعادة النظر في تحويل العوائد الضريبية للسلطة الفلسطينية الشهر القادم محذرة من استمرار السلطة الفلسطينية في القيام بخطوات وصفتها "احادية" الجانب بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.

ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل" عن مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى قولها: "ان هذه الخطوات تعد خرقا لاتفاقات باريس وأوسلو وان إسرائيل ستعمل على احباطها".

(أ ف ب، يو بي أي، أ ش أ، "المستقبل")