مراقبو الجامعة يسجلون شهادات المواطنين وغرفتا عمليات بدمشق والقاهرة للمتابعة

حمص تنتفض «يوم الزيارة».. وتطلب حماية دولية..بابا عمرو تحت الحصار.. والمراقبون تفقدوا المنطقة لساعة واحدة وعاينوا الجثث وانسحبوا

تاريخ الإضافة الخميس 29 كانون الأول 2011 - 5:28 ص    عدد الزيارات 2433    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حمص تنتفض «يوم الزيارة».. وتطلب حماية دولية
70 ألفا تظاهروا ضد النظام وقت زيارة المراقبين والأمن استخدم القنابل المسيلة للدموع * مصادر لـ«الشرق الأوسط»: بابا عمرو ما زالت تحت الحصار.. والمراقبون تفقدوا المدينة ساعة ثم انسحبوا
بيروت: يوسف دياب دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
لم يغير وصول المراقبين العرب إلى مدينة حمص أي شيء على الأرض.. فالمدينة التي استقبلت المراقبين بمظاهرة حاشدة ضمت نحو 70 ألف متظاهر، وهتف محتجوها «نريد حماية دولية»، لا تزال تعيش الحصار، وما زالت عمليات القتل فيها مستمرة، حسبما أكده ناشطون في المدينة لـ«الشرق الأوسط». كما أكد ناشطون أن «الوضع المأساوي لا يزال على حاله، وأن الأمن السوري مستمر في استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي» قبل وبعد زيارة المراقبين التي استمرت ساعات شاهدوا فيها الجثث قبل أن ينسحبوا عائدين إلى دمشق. وفيما أكد رئيس فريق المراقبين محمد مصطفى الدابي أن «اليوم كان جيدا جدا، ووجدنا تجاوبا من كافة الأطراف»، إلا أن الناشط السياسي السوري خالد أبو سليمان، وهو أحد سكان حي بابا عمرو في حمص، أفاد بأن «القصف من الدبابات ومدفعية الهاون والرشاشات الثقيلة لم يتوقف منذ 5 أيام على الحي، لكنه توقف لساعات أثناء زيارة المراقبين ليعود من جديد بعد مغادرتهم». وأفاد المرصد السوري بأن بعض الدبابات انسحبت من محيط بابا عمرو والبعض الآخر تم إخفاؤها في البساتين القريبة، لحين مغادرة المراقبين. إلى ذلك طالب معارضون سوريون مجلس الأمن بإصدار قرار بشأن إنشاء منطقة عازلة في سوريا.
من جهتها، حذرت باريس، ولليوم الثالث على التوالي، السلطات السورية من اللجوء إلى عمليات «التلاعب أو الخداع» التي يمكن أن تقوم بها لإخفاء الحقائق الميدانية أو منع المراقبين العرب من الوصول إلى كافة المناطق.
بابا عمرو تحت الحصار.. والمراقبون تفقدوا المنطقة لساعة واحدة وعاينوا الجثث وانسحبوا
ناشطون: الأمن السوري أخذ المراقبين إلى مناطق موالية ونظم فيها مظاهرات مؤيدة للنظام
بيروت: يوسف دياب دمشق ـ باريس: «الشرق الأوسط»
لم يغيّر وصول وفد من بعثة المراقبين العرب إلى مدينة حمص السورية، التي استقبلتهم بمظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 ألف شخص، شيئا على الأرض.. إذ أعلن ناشطون أن «الوضع المأساوي في حمص لا يزال على حاله، وأن الأمن السوري مستمر في استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي».. فيما قال رئيس الفريق محمد مصطفى الدابي إنه سيعود إلى دمشق، وفريقه باق في مدينة حمص، مشيرا إلى أن «اليوم كان جيدا جدا، ووجدنا تجاوبا من كافة الأطراف». إلا أن الناشط السياسي السوري خالد أبو سليمان، وهو أحد سكان حي بابا عمرو في حمص، أفاد بأن «القصف من الدبابات ومدفعية (الهاون) والرشاشات الثقيلة لم يتوقف منذ خمسة أيام على الحي وحتى التاسعة صباحا (أمس)، وعند التاسعة والنصف أصبح إطلاق النار متقطعا، ويستهدف كل من يخرج إلى الطريق لمنع تنظيم مظاهرة، إلى أن وصل وفد المراقبين الساعة الثانية عشرة ظهرا، عندها توقف نهائيا».
وأكد أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط» أنه «لدى وصول الوفد إلى داخل بابا عمرو أطلقت رشقات نارية من حاجز كفر عايا باتجاه البعثة ومن معها، وذلك في محاولة لمنع هذه البعثة من متابعة طريقها نحو الحي الغربي لمشاهدة الجثث والدمار، وادعى من يرافق اللجنة من جماعة النظام أن مجموعات مسلحة إرهابية هي التي تطلق النار نحوهم، لكن الأهالي أكدوا للوفد أن مصدر النار هو حاجز الأمن». وقال: «لقد تمكنا من مرافقة الوفد إلى المناطق التي دمرت وأطلعناهم على الجثث، وتأكدوا من خلوّ المنطقة من المسلحين، وأن أهلها مسالمون، لكن ما إن غادر الوفد حتى استؤنف إطلاق النار بقوة وعاد الأهالي ليحاصَروا في منازلهم». وأوضح أن الوفد أبلغهم أنه «حضر للاستطلاع وغدا (اليوم) سيحضر وفد من خمسة أشخاص سيمكث في بابا عمرو لمدة عشرة أيام»، مؤكدا أن «الحملة مستمرة وأن معظم أحياء حمص تتعرض لإبادة جماعية»، مشيرا إلى أن «الدبابات التي انسحبت من محيط بابا عمرو اختبأت في البساتين القريبة وداخل حرم المدينة الجامعية». وإذ نفى سقوط شهداء أمس في بابا عمرو، لفت إلى أن «شهيدين سلمّا (أمس) إلى ذويهما في حي الإنشاءات توفيا تحت التعذيب، في حين أن 35 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء سقطوا في بابا عمرو في الأيام الثلاثة الماضية بالقصف الذي دكّ منازلهم ودمرها على رؤوسهم». ويتوافق ذلك مع ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس من أن السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق أكثر من 70 ألف متظاهر كانوا يحاولون دخول ساحة كبيرة في حمص. وأضاف المرصد أن قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص الحي في حي مجاور لميدان الساعة على متظاهرين مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح، أحدهم في حالة الخطر.
إلى ذلك، أعلن ناشط في منطقة الخالدية، عرّف عن نفسه باسم عمر، أن «قوات الأمن السورية فتحت النار الحي على المتظاهرين الذين كانوا يشيعون جنازة إمام مسجد (قباء) الذي قتل برصاص قناصة، مما أدى إلى سقوط نحو سبعة جرحى»، مشيرا إلى أن «النظام (السوري) لم يسمح للجنة المراقبين بالدخول إلى المناطق المنكوبة في باب السباع ودير بعلبة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تداعينا للاعتصام في حي الخالدية ننتظر وصول لجنة المراقبين، وتوافد متظاهرون من كل أحياء حمص للمشاركة في تشييع الشيخ منهال الأتاسي الذي قتل عند وقوفه على مئذنة جامع (قباء)، ومناداته بإحضار الأدوية والأطباء والتبرع بالدم لمشفى (الحكمة) بسبب وجود أعداد كبيرة من الجرحى، فأطلق عليه قناصة النظام النار فأردوه على الفور».
وأضاف: «لدى خروج الجنازة وآلاف المشيعين من جامع عمر بن الخطاب في منطقة الحمراء، وبعدما قطع الجموع مسافة كبيرة وصولا إلى منطقة الخالدية، كان عدد المشيعين قارب الـ50 ألفا، وبينما كنا في طريقنا إلى منطقة الساعة (مركز المدينة) بدأ عناصر الأمن إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتخويف المتظاهرين وتفريقهم، ولما استمرت المسيرة أطلقوا النار على الناس، مما أدى إلى إصابة سبعة شبان، ورموا القنابل المسيلة للدموع»، مشيرا إلى أن «المتظاهرين انكفأوا إلى حي الخالدية وواصلوا اعتصامهم».
ولفت الناشط عمر إلى أن «ما حُكي عن انسحاب للدبابات من الأحياء المحاصرة غير دقيق، إذ انسحب قسم منها من محيط بابا عمرو واختبأ في منطقة قريبة، على أن يعود إلى متابعة مهمته بعد خروج المراقبين»، مؤكدا أن «النظام أخذ المراقبين إلى الأحياء المؤيدة له، ونظموا مظاهرات مؤيدة للنظام ومطالبة بإخراج الإرهابيين من حمص».
من جهتها قالت قناة «الدنيا»، المؤيدة للسلطة السورية، إن وفد مراقبي الجامعة العربية توجه إلى حي باب السباع، حيث «قاموا بتقييم الأضرار التي سببتها المجموعات الإرهابية والتقوا أقرباء شهداء وشخصا خطفته»، هذه المجموعات من قبل. وأضافت أنه عند وصول المراقبين إلى باب السباع «تجمع عدد كبير من الأشخاص ليؤكدوا أنهم يريدون التصدي للمؤامرة التي دبرت ضد سوريا». وقبل جولتهم في حمص، ذكرت قناة «الدنيا» أن وفد مراقبي الجامعة العربية اجتمع مع محافظ حمص غسان عبد العال، موضحة أن «المراقبين العرب سيتوجهون إلى حماه (شمال) وإدلب (شمال غرب) أيضا»، من دون تحديد أي موعد. وكان 50 مراقبا عربيا وصلوا مساء الاثنين لمراقبة الوضع على الأرض في سوريا، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5 آلاف شخص قتلوا في قمع الحركة الاحتجاجية ضد النظام منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.
وفي مدينة القصير بمحافظة حمص، أعلن المرصد «استشهاد طفل في الـ14 من العمر برصاص أطلق من مبنى بلدية المدينة، كما استشهد مواطن آخر في قرية الضبعة في المحافظة نفسها برصاص طائش». كما أوضح المرصد أن «مواطنين استشهدا وأصيب آخر بجروح إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية على متظاهرين في مدينة درعا» في جنوب سوريا.
وفي مدينة دوما في ريف دمشق «استشهد مدنيان برصاص قوات الأمن خلال مشاركتهما في تشييع شهداء قتلوا الاثنين».
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن طالبا قتل أمس وجرح أربعة آخرون برصاص أطلقه طالب في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق. وقالت الوكالة إن «الطالب عمار بالوش، بالسنة الثانية هندسة طبية بجامعة دمشق، أقدم على إطلاق النار من مسدس حربي خلال مذاكرة الطلاب في كلية الهندسة الطبية».
وأضافت أن إطلاق النار هذا «أدى إلى استشهاد الطالب حسين غنام، وإصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيير لحام»، مشيرة إلى أن حالة أحد الطلاب حرجة جدا، بينما الثلاثة الآخرون إصاباتهم متوسطة. وأوضح مصدر رسمي أن «بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود، وقام بإطلاق النار عليهم»، مؤكدا أن «السلطات المعنية تلاحقه لإلقاء القبض عليه».
إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في بيان له إن الطالب من بلدة رنكوس في ريف دمشق «التي نفذت فيها القوات العسكرية في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) حملة عسكرية قتل خلالها 18 من أهالي البلدة». وأضافت أنه كان أيضا بين مجموعة «طلاب اعتصموا في حرم الكلية في الثامن من الشهر الحالي دعما لثورة الشعب السوري»، موضحا أن «طلابا موالين للنظام بينهم نجل ضابط اعتدوا على الطلاب المعتصمين الذين تعرضوا للضرب المبرح والإذلال والإهانة»، وأنه «بعد الاعتداء الوحشي على الطالب من قبل الطلاب الموالين للنظام اعتقل لمدة يومين تعرض فيهما لكافة أنواع التعذيب، فما كان منه إلا أن دخل اليوم إلى قسم الهندسة الطبية بجامعته وأطلق الرصاص على الذين قاموا بالاعتداء عليه وإذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام». وفي سياق ذي صلة، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن «عملية تخريبية» قامت بها «مجموعة إرهابية» استهدفت فجر أمس أنبوبا للغاز في محافظة حمص وسط سوريا. وقالت الوكالة إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت عند الساعة الثالثة فجرا خطا لنقل الغاز في قرية المختارية الواقعة بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص في عملية تخريبية». وفي ردود الفعل الدولية، حذرت باريس، ولليوم الثالث على التوالي، السلطات السورية من اللجوء إلى عمليات «التلاعب أو الخداع» التي يمكن أن تقوم بها لإخفاء الحقائق الميدانية أو منع المراقبين العرب من الوصل إلى كافة المناطق. وتريد باريس أن تتمكن بعثة المراقبين العرب من القيام بكافة المهام الموكولة إليها، ومن النظام السوري تنفيذ كافة بنود المبادرة العربية وليس فقط تسهيل عمل المراقبين، باعتبار أنه جزء من كل. فضلا عن ذلك، تشكك باريس سلفا في نية النظام السوري التعاون مع الجامعة أو مع المراقبين، وتتهمه ضمنا بالسعي لكسب الوقت ولفرض حقائق على الأرض، وتحديدا القضاء على كل إمكانات التحرك للمتظاهرين.
وأمس، قالت الخارجية الفرنسية إن الأسرة الدولية «ستكون بالغة الحذر إزاء كل محاولة يمكن أن يقوم بها النظام في دمشق للتلاعب أو التستر»، مشيرة إلى أنه «لم يدخر جهدا للتمويه على الواقع» القمعي المستمر منذ عشرة أشهر. وبناء عليه، فإن باريس تدعو إلى «اليقظة» وإلى تمكين المراقبين العرب من القيام بمهامهم «من دون أية عوائق». وفي ما خص مدينة حمص تحديدا، التي شهدت في الأيام الماضية قصفا متواصلا لعدد من أحيائها ومنها حي بابا عمرو، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه يتعين تمكين المراقبين من الوصول إلى كل أحياء المدينة. واستطرد فاليرو قائلا إن وصول المراقبين «ليس هدفا بحد ذاته»، بل المطلوب تنفيذ الخطة العربية كاملة، ما يعني وقف القمع وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وانسحاب القوات السورية من المدن وتسهيل وصول الصحافة إلى كافة الأراضي السورية.
المعارضون السوريون يطالبون بمنطقة دولية عازلة لحماية المدنيين
خوجه: أتوقع أن تستدعي الجامعة بعثتها خلال أسبوع.. لأن النظام لن يظهر وجهه الحقيقي أمامها
لندن - أنقرة: «الشرق الأوسط»
طالب المعارضون السوريون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار بشأن إنشاء منطقة عازلة في سوريا، حيث ترددت أنباء عن مقتل العشرات من المدنيين، في حمص في نفس اليوم الذي زار فيه مراقبو الجامعة العربية المدينة.
وكانت حصيلة قتلى اليوم الثالث من قصف مدينة حمص المشتعلة، ما لا يقل عن 50 شخصا، عشية وصول بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية، حسبما ذكر نشطاء أمس. وذكر المجلس الوطني السوري، أكبر تكتلات المعارضة السورية، أن العدد الحقيقي للقتلى أمس وصل إلى 50 شخصا، وطالب المجتمع الدولي بالتصويت من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنشاء منطقة عازلة في سوريا.
وقال خالد خوجه، ممثل المجلس الوطني السوري في تركيا إن النظام السوري يحاول إثارة حرب أهلية في سوريا، وإن أفضل طريقة فعالة لتجنب هذه الحرب الأهلية هي إنشاء منطقة عازلة وممر بشري من خلال قرار من مجلس الأمن. وكان المجلس الوطني السوري قد افتتح أول مكتب له في اسطنبول قبل أسبوعين. وذكر خوجه لصحيفة «ديلي نيوز» التركية، في أنقرة، أن النظام السوري وافق على بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية لكسب المزيد من الوقت، وأن المراقبين لن يتمكنوا من التحرك بحرية داخل البلاد دون تصريح من السلطات السورية. وأضاف: «أعتقد أن الجامعة العربية سوف تستدعي البعثة خلال أسبوع، وذلك لأن النظام السوري لن يظهر لهم الوجه الحقيقي لما يقوم به من عمليات ضد المدنيين السوريين». وأضاف خوجه: لم يعد هناك شيء يمكن للجامعة العربية القيام به، «لقد حان الوقت لقيام الدول الغربية بالتحرك وأخذ القضية لمجلس الأمن. ورغم أنه يبدو أن قيام المجتمع الدولي باتخاذ مثل هذا القرار أمر مبكر، فإن إنشاء منطقة عازلة أمر لا مفر منه لوقف العنف في سوريا. إننا أيضا ندعم اقتراح فرنسا بعمل ممر بشري. كذلك ينبغي أن يكون هناك مراقبون تابعون للأمم المتحدة في سوريا».
وذكر خوجه أيضا أن النظام السوري أطلق سراح عناصر تنظيم القاعدة التي كانت الولايات المتحدة قد ألقت القبض عليهم بعد الحرب في أفغانستان وقامت باحتجازهم في معتقل غوانتانامو قبل أن يتم تسليمهم للنظام السوري قبل أسبوعين. وقال خوجه: «إننا نعتقد أن النظام السوري سيذكر أنهم الضالعون في التفجيرات التي حدثت في سوريا. كذلك نعتقد أن تلك التفجيرات لم تقم بها سوى الاستخبارات السورية نفسها. وإذا لم يصدق المجتمع الدولي سيناريو عناصر تنظيم القاعدة الذين أطلق نظام الأسد سراحهم، فمن المحتمل أن يقوم النظام بإرسال هذه العناصر إلى أوروبا».
وكانت سوريا قد عانت من تفجيرات كبيرة في الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، وتعد هذه التفجيرات أول هجمات انتحارية واسعة المدى تحدث منذ بداية الانتفاضة السورية التي تناهض نظام الأسد والتي تتواصل منذ تسعة أشهر. وقد ذكر الإعلام الرسمي في سوريا أن المسؤولين عن تلك التفجيرات عناصر من تنظيم القاعدة، بينما اشتبه مراقبون دوليون في أن تكون دمشق نفسها هي من قامت بتلك التفجيرات في محاولة لتضليل الرأي العام قبل وصول بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية. وذكرت فرنسا أيضا في الرابع والعشرين من ديسمبر أنها لا تعلم من يقف وراء التفجيرات الانتحارية التي حدثت في سوريا.
مراقبو الجامعة يسجلون شهادات المواطنين وغرفتا عمليات بدمشق والقاهرة للمتابعة
الأمن تركهم عند باب المدينة.. والوفد يبلغ السلطات بوجهته قبل التحرك
جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة
علمت «الشرق الأوسط» أن وفد بعثة المراقبين استهل زيارته إلى حمص في الساعة الثامنة صباح أمس الثلاثاء، واستمر بها إلى الثامنة من مساء نفس اليوم.. حيث انطلقت سيارات استأجرتها البعثة تحمل علم الجامعة العربية نحو مدينة حمص، برفقة الأمن السوري الذي ترك البعثة عند باب المدينة.
وارتدى فريق البعثة سترة مميزة وكابا للرأس عليهما شعار الجامعة العربية، وقد التقى أعضاء الوفد المكون من 12 شخصية ممثلين لـ12 دولة عربية بأعداد كبيرة من المواطنين والمتظاهرين وأسر الشهداء، وحتى من جيش سوريا الحر. وسجل المراقبون شهادات الجميع بحرية تامة وفق نصوص البروتوكول، وظل أعضاء البعثة في مدينة حمص طوال يوم أمس وفقا لمخطط عملهم، فيما بقي بعض أعضاء بعثة الجامعة في غرفة عمليات بدمشق لمتابعة سير عمل البعثة الميدانية، كما تتابع غرفة عمليات بجامعة الدول العربية بالقاهرة سير العمل، ومن المقرر أن تبدأ بعثة الجامعة زيارة مناطق أخرى في درعا وإدلب.
وحول دور الحكومة السورية في التأمين وإبلاغها بنقطة وصول الوفد، أفادت المصادر أن إبلاغ السلطات السورية يتم قبل ساعات قليلة، على أن تقوم بتوفير الحماية وفق المادة الخامسة في نص البروتوكول، ويشمل ذلك ترك البعثة على أبواب كل مدينة للتأكيد على عدم التدخل في عمل وفد الجامعة.
وفي سياق متصل، أعلن رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا والأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية، السفير عدنان عيسى الخضير، أن بعثة المراقبين العرب باشرت عملها أمس من حمص، حيث تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية.
وتابع الخضير في تصريح للصحافيين بالجامعة العربية أن الفريق موجود في حمص وقابل محافظها، مضيفا أن عملهم يتم حسبما ورد في البروتوكول المقر من قبل مجلس الجامعة العربية، وهم موجودون في حمص وليس في درعا، كما أفادت بعض الأنباء.
وردا على سؤال حول تعرض الفريق لمضايقات، قال الخضير: «هناك لبس في وسائل الإعلام التي تدعي بأن بعثة المراقبين موجودة منذ الخميس، والصحيح أن البعثة وصلت أمس (أول من أمس) الاثنين، وباشر عشرة أشخاص منها برئاسة الفريق أول محمد الدابي عملهم منذ الصباح في حمص، والفريق موجود بالميدان (وقت المؤتمر الصحافي ظهر أمس) وهو على تواصل مع غرفة العمليات في القاهرة».
وحول الأماكن التي سيزورها فريق البعثة لاحقا، أوضح الخضير أن الموجودين في الميدان قادرون على تحديد وجهتهم، ويحكمهم في عملهم وثيقة البروتوكول الموقعة مع الحكومة السورية.
وحول مدى تعاون السلطات السورية مع فريق المراقبين، قال الخضير «نأمل ذلك إن شاء الله، والبعثة سترسل لنا تقارير دورية عن عملها في المناطق التي تزورها، والغرفة بدورها ترفعها لأمين عام الجامعة العربية».
وكانت غرفة العمليات الخاصة بلجنة المراقبين العرب، والمكلفة بمتابعة تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية، قد أعلنت بدء عمل هذه اللجنة على الأرض صباح أمس بعد وصول الفوج الأول منها في ساعة مبكرة.
وأوضح مسؤول في غرفة العمليات أن الوفد التحق بالفريق أول محمد أحمد الدابي رئيس البعثة، وأنهم باشروا عملهم بالفعل في مدينة حمص السورية.. مطالبا بأن تراعي وسائل الإعلام حساسية الموقف ودقة عمل اللجنة، بعيدا عن التلوين وبث الأنباء غير الصحيحة.
طالب في جامعة دمشق يطلق النار على زملائه ويقتل أحدهم ويجرح أربعة
الاربعاء, 28 ديسيمبر 2011
دمشق - «الحياة»

أعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن طالباً جامعياً في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق اطلق النار على زملائه ما أدى الى مقتل احدهم واصابة اربعة آخرين، فيما تعرض أنبوب للغاز في حمص الى تفجير وُصف بأنه «عمل تخريبي»، كما نشرت الوكالة قائمة بأسماء الضحايا المدنيين والعسكريين للتفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في دمشق الجمعة الماضي.

وأوضحت «سانا» ان «الطالب عمار بالوش، سنة ثانية هندسة طبية في جامعة دمشق، أطلق النار من مسدس حربي خلال المذاكرة للطلاب في الكلية ما أدى الى استشهاد الطالب حسين غنام واصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيير لحام»، مشيرة الى ان «حالة أحد الطلاب حرجة جداً، بينما الثلاثة الآخرون اصابتهم متوسطة». واضافت ان بالوش «اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وأطلق النار عليهم. وتقوم السلطات المعنية بملاحقته لإلقاء القبض عليه».

ونقلت وكالة «فرانس برس» بيانين لـ «المرصد السوري لحقوق الانسان» حول الحادث، جاء في الأول ان «اربعة طلاب جامعيين اصيبوا بجروح احدهم بحال حرجة اثر اطلاق رصاص من قبل طلاب موالين للنظام داخل قسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة الكهربائية والميكانيكة» في جامعة دمشق.

إلا ان البيان الثاني لـ «المرصد» أفاد بأن الطالب بالوش من المعارضين للنظام، مشيراً الى ان بالوش من بلدة رنكوس في ريف دمشق «التي نفذت فيها القوات العسكرية في 27 تشرين الاول (نوفمبر) حملة عسكرية قتل خلالها 18 من اهالي البلدة».

وأضاف البيان انه كان ايضاً بين مجموعة «طلاب اعتصموا في حرم الكلية في الثامن من الشهر الجاري دعماً لثورة الشعب السوري»، موضحاً ان «طلاباً موالين للنظام بينهم نجل ضابط اعتدوا على الطلاب المعتصمين الذين تعرضوا للضرب المبرح والاذلال والاهانة».

وتابع البيان انه «بعد الاعتداء الوحشي على الطالب من قبل الطلاب الموالين للنظام اعتقل لمدة يومين تعرض فيهما لكافة أنواع التعذيب (...) فما كان منه الا ان دخل اليوم (أمس) الى قسم الهندسة الطبية بجامعته واطلق الرصاص على الذين اعتدوا عليه واذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام».

وكانت «فرانس برس» نقلت عن «لجان التنسيق المحلية» «استشهاد الطلاب تيسير حازم وخضر حازم وحسين غنام اثر اطلاق قوات الأمن النار بشكل عشوائي» في الكلية نفسها.

الى ذلك، افادت «سانا» ان «الجهات المختصة في محافظة إدلب شمالي غربي البلاد، اشتبكت صباح امس مع مجموعة إرهابية مسلحة قرب الحدود التركية في موقع عين البيضة التابع لناحية ابداما في منطقة جسر الشغور كانت تحاول تسهيل عملية تسلل مجموعة إرهابية أخرى من داخل الأراضي التركية». ونقلت عن مصدر عسكري قوله ان «الجهات المختصة تمكنت من إصابة عدد من المسلحين وقتلهم ومصادرة كميات من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية وأجهزة الاتصال وبطاقات شخصية مزورة. ولاذ باقي عناصر المجموعة بالفرار باتجاه الأراضي التركية». وتابعت أن المعدات التي تمت مصادرتها «كانت معدة لارتكاب أعمال عدوانية وإرهابية وإجرامية داخل الأراضي السورية».

وفي حمص وسط البلاد، افادت الوكالة الرسمية ان «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت فجر امس في عملية تخريبية خطاً لنقل الغاز عند قرية المختارية بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص عبر تفجيره بعبوة ناسفة، ما أدى إلى تسرب نحو 150 ألف متر مكعب من الغاز من نقطة التفجير». واوضحت وزارة النفط ان خط الغاز المستهدف من المجموعة الإرهابية المسلحة قادم من حقل العمر التابع لشركة الفرات للنفط باتجاه محطة توليد كهرباء محردة، لافتة الى انه «تم إيقاف ضخ الغاز في الخط فور حدوث الانفجار وأن ورشات الإصلاح تستعد لإصلاح الخط واستئناف ضخ الغاز فيه بعد التنسيق مع الجهات المعنية لتأمين الحماية لورشة الإصلاح للقيام بعملها».

وفي الرقة (شمال شرقي البلاد) قالت «سانا» ان «الجهات المختصة ضبطت في مدينة الثورة في محافظة الرقة كمية من الأسلحة المهربة داخل سيارة نوع «كيا- سيراتو» قادمة من طريق الحسكة على طريق عام مسكنة الرقة في منطقة المهدوم ومتجهة إلى مدينة الثورة لتتابع طريقها إلى المنطقة الوسط». وزادت ان «الجهات المختصة لاحقت السيارة المذكورة بعد الاشتباه بها من عدة أماكن حتى تم القبض على السائق وحجز السيارة ومصادرة الأسلحة المخبأة داخلها والتي تحتوي على 50 بندقية آلية من طراز كلاشنيكوف ورشاش آلي من نوع ديكتياروف وتمت إحالتها إلى الجهات القضائية المختصة لمتابعة التحقيق والإجراءات القانونية».

الى ذلك، نشرت «سانا» امس قائمة بأسماء الضحايا المدنيين والعسكريين للتفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في دمشق الجمعة الماضي. وكانت وزارة الداخلية اعلنت سقوط 44 قتيلاً و166 جريحاً معظمهم من المدنيين، مشيرة الى ان «طريقة تنفيذ هذين العملين الإرهابيين الانتحاريين وأسلوبه واختيار المكانين اللذين يتصفان بالازدحام بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين، تشير إلى بصمات تنظيم القاعدة».

الى ذلك، بثت «سانا» ان مجلس الشعب (البرلمان) «دان» في جلسته التي عقدها مساء أمس برئاسة رئيس البرلمان محمود الأبرش «بشدة العملين الإرهابيين اللذين وقعا في دمشق»، مشيراً الى أن «الحادث الإرهابي الذي أصاب دمشق يوضح مرة أخرى أن الحوار بات ضرورة ملحة للتوصل إلى حل للأزمة في سورية، الأمر الذي دعت إليه القيادة منذ بداية الأزمة ولا تزال تصر على أهميته ودوره في رصد السلبيات وتعزيز الايجابيات».

وأشارت الوكالة الى انه «استنكاراً للعملين الارهابيين وتكريماً لأرواح الشهداء ورفضاً للتدخل الخارجي بشؤون سورية الداخلية، تدفقت حشود كبيرة من المواطنين إلى ساحة السبع بحرات في دمشق حاملين الاعلام الوطنية واللافتات التي تدعو الى الوحدة الوطنية ومواصلة العمل لإفشال المؤامرة التي يتعرض لها وطنهم».

 
الدابي لـ«الحياة»: متفائل بسير عمل البعثة ولن نعطي الإعلام أي تفاصيل عن تقاريرنا
الاربعاء, 28 ديسيمبر 2011
الدوحة - محمد المكي أحمد

أعرب رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي عن تفاؤله بسير عمل البعثة، موضحاً أن مهمة بعثته «المراقبة وليست للتفتيش أو تقصي الحقائق»، ونفى وجود اسم مستشار محجوب بين وفد المراقبين، واعتبر هذا الكلام «فبركة إعلامية».

وقال الدابي في اتصال مع «الحياة» إنه سيرسل تقريراً إلى الجامعة العربية بعد زيارته إلى حمص أمس، موضحاً: «لن نعطي الإعلام أي تفاصيل عن تقارير المراقبة (للأوضاع في سورية) بل نرسلها إلى الجامعة العربية»، وقال: «نحن بعثة تكتب ما نراه بأعيننا وما نسمعه بآذاننا إلى الجامعة العربية بكل شفافية حتى لا يكون هناك أي التباس في اتخاذ القرار سواء لمصلحة أو ضد (أي طرف) من أطراف الأزمة السورية».

وأشار الدابي إلى أن فريق المراقبين إلى حمص ضم ما لا يقل عن عشرة أشخاص وهم من دول عربية عدة، «للوقوف على ما يجري في المدينة»، ونفى في شدة وبلهجة غاضبة ما ادعاه أحد الأشخاص أثناء حديثه إلى قناة فضائية (أول من أمس) في شأن عضويته في بعثة المراقبين، وقال: «ادعى أن اسمه محجوب وقال إنه مستشار في بعثة مراقبي الجامعة العربية وإنه أصيب في حمص». وشدد الدابي على أن «هذا الكلام كله فبركة إعلامية، لا يوجد شخص اسمه محجوب ضمن فريق المراقبين في حمص، ولم يذهب مراقب إلى حمص يوم الاثنين. هذا الرجل لا علاقة له بالمراقبين، هذه فبركة وعملية رذيلة تهدف إلى الإساءة للمراقبين». ووصف ذلك بأنه «فبركة وصلت إلى درجة أن يقوم شخص بتمثيل دور (مراقب) ويقول إنه مصاب» في حمص.

وسألته «الحياة» عن الأجواء وكيفية معاملة السلطات السورية عقب وصوله إلى دمشق الأحد الماضي فقال: «اجتمعت بعد وصولي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وسألتقي مسؤولين آخرين. حتى الآن الموقف هادئ، والأمور مبشرة. وأنا متفائل بأن نمشي (نخطو) خطوات إيجابية إلى أمام».

وسئل عن سر هذا التفاؤل فأجاب: «متفائل مما عايشته بأننا سنسير خطوات بغض النظر عما إذا كان التفاؤل لمصلحة هذا (الطرف) أو ذاك». ولفت إلى أنه «لا توجد تعقيدات من الجانب السوري (الحكومي)»، مشيراً إلي لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم «وجدت منهم تعاوناً» في شأن مهمة المراقبين.

وعن بدء عمل بعثة المراقبين وهل تتوافر أدوات العمل الضرورية قال الدابي: «بدأنا فور وصولنا الإجراءات الإدارية للبعثة، وكنا وجدنا استقبالاً طيباً»، وشدد على أن «بعثتنا هي الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة العربية، أي أنها من دون خلفيات»، مشيراً إلى أنه «لا بد من تجهيز المعدات (لعمل المراقبين) والسيارات والأجهزة، والآن وصلت سيارات، كما أن هناك شبه اكتمال للمعدات». وكان وصل خمسون مراقباً مساء الاثنين الماضي إلى دمشق.

وفيما قال إن تاريخ وصول الفوج الثاني من المراقبين سيحدده موعد وصولهم من دولهم إلى القاهرة أوضح أن العدد المحدد للمراقبين في المرحلة الأولى يبلغ 110 مراقبين، وأن تاريخ انطلاق المرحلة الثانية لعمل المراقبين لم يحدد بعد.

ورداً على سؤال في شأن انتشار بعثة المراقبين في ميادين التفتيش قال: «نحن الآن في الميدان. دمشق جزء من الميدان، وها هو رئيس البعثة ومراقبون في حمص اليوم (أمس) للوقوف على ما يجري» في المدينة، مشدداً على الحرص على مقابلة كل الأطراف.

ولفت إلى أن «مشاكل البعثة إدارية، لأنها الأولى من نوعها. وعلى الناس أن لا تتوقع أن نقول بين يوم وليلة أن سورية آمنة أو غير آمنة. مهمتنا مراقبة وإرسال تقارير إلى الجامعة العربية. نحن لسنا بعثة تفتيش أو تقص للحقائق بل بعثة مراقبة. وسنكتب ما نراه بأعيننا وما نسمعه بآذاننا إلى الجامعة بكل شفافية حتى لا يكون هناك التباس في اتخاذ القرار سواء لمصالحة أو ضد» (أي طرف).

وعن تقريره الأول إلى الجامعة العربية عقب وصوله إلى دمشق مساء الأحد الماضي قال: «أرسلت تقارير إدارية حول لقاءاتي مع مسؤولين سوريين، بينهم وزير الخارجية، وسأرسل اليوم (أمس) تقريراً عن حمص». وأكد أنه لن يقدم تفاصيل تقاريره للإعلام.

وفي شأن موضوع حماية بعثة المراقبين قال: «مسؤولية الحماية سورية (حكومية)، أما المعدات والآليات فهي من مسؤوليات الجامعة العربية. والآن لدي (من المعدات) ما يمكنني من البداية وسنوسع العمل عند وصول معدات جديدة «تساعد المراقبين في أداء عملهم.

يذكر أن رئيس الوزراء زير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وهو رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري، بحث في اتصال هاتفي ليل الاثنين مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «سير عملية مهمة لجنة المراقبين» قبل ساعات من انطلاق مهمتها. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن «الوضع المتردي في سورية في ضوء استخدام السلطات القوة المفرطة ضد المدنيين في شكل وحشي أدى لسقوط مدنيين» شكل أبرز محاور الاتصال الهاتفي. وأضافت أنه تتم الاتفاق على «مواصلة متابعة سير عمل المراقبين العرب واتخاذ الخطوات التالية بعد تقويم نتائج مهمتهم وتبعاً لتطورات الموقف».

 
سورية تفرض 30 في المئة رسوماً على البضائع التركية
الاربعاء, 28 ديسيمبر 2011
دمشق - نورالدين الاعثر

أقرّ مجلس الشعب السوري قانوناً يفرض رسماً نسبته 30 في المئة على كل المواد والبضائع التركية، ونصّ على أن الرسم المفروض سيذهب لمصلحة دعم إعمار القرى النامية. وأعلن وزير المال السوري محمد الجليلاتي «أن القانون يهدف إلى حماية المنتجات السورية من منافسة المنتجات التركية ودعم إعمار القرى النامية كما هي الحال في تركيا». وكانت سورية علقت اتفاق التجارة الحرة الذي أبرمته مع تركيا عام 2004، كما جمدت أنقرة التجارة الحرة مع دمشق وقطعت العلاقات بين المصرفين المركزيين.

وتشير الأرقام الرسمية، إلى أن قيمة الصادرات السورية إلى تركيا وصلت إلى نحو 28 بليون ليرة (نحو 550 مليون دولار) العام الماضي، أي 5 في المئة من الصادرات السورية، بينما استوردت سورية سلعاً ومنتجات تركية بقيمة 81 بليون ليرة (1.8 بليون دولار)، أي نحو 10 في المئة من وارداتها. كما استوردت سورية من تركيا في الشهور التسعة الأولى من السنة، بأكثر من 1.3 بليون دولار بنمو 3.7 في المئة. في حين بلغت الصادرات السورية في الفترة ذاتها نحو 456 مليون دولار بتراجع نسبته 19 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

من ناحية أخرى وافق العراق على إلغاء المصادقة على شهادات المنشأ من الملحقية التجارية العراقية في دمشق، للبضائع الداخلة إلى العراق من الدول العربية الأعضاء في السوق العربية المشتركة، وهي سورية والأردن والعراق ومصر وموريتانيا واليمن وفلسطين. وأوضح رئيس مجلس الأعمال السوري - العراقي احمد الشهابي، أن «العراقيين عمموا على البعثات القنصلية عدم ضرورة المصادقة على شهادات المنشأ، رغبة منهم في تسهيل مرور المنتجات السورية إلى العراق بأقل كلفة وبأسرع وقت».

ويعد العراق أحد أبرز الشركاء التجاريين لسورية، إذ يستأثر بـ26 في المئة من صادراتها. ولفتت الأرقام، إلى أن قيمة الصادرات السورية إلى العراق بلغت نحو 149 بليون ليرة العام الماضي، أي 70 في المئة من الصادرات السورية إلى الدول العربية، و48 في المئة من الصادرات السورية من دون احتساب صادرات النفط. وأهم السلع السوريـة المصدرة، البيض واللحوم ثم الخضار والفواكه والسكر والألبسة والمعدّات والآلات.

 
المراقب «الزائف» يعيد الجدل حول محاولات ضرب مصداقية الثورة السورية إعلاميا
الراشد لـ «الشرق الأوسط»: صور «العربية» عن «بابا عمرو» أهم كثيرا من تصريحات المدعو محجوب * مدير «المرصد السوري»: مثلما هناك «شبيحة» النظام هناك أيضا «شبيحة» الإعلام
جريدة الشرق الاوسط.. لندن: محمد الشافعي القاهرة: سوسن أبو حسين
فيما بدا وكأنه استمرار لتسريب قصص إلى الإعلام لضرب مصداقية الثورة السورية، تفجر جدل واسع أمس حول شخص عرف نفسه لقناة «العربية» الفضائية أول من أمس بأنه المستشار محجوب، الذي زعم أنه أحد المراقبين العرب، وقال: إنه أصيب في هجوم في حي بابا عمرو بمحافظة حمص، ثم نفت الجامعة العربية في وقت لاحق أنه أحد المراقبين الذين ينتمون إليها، تكررت مثل هذه القصص من قبل خلال 10 شهور من عمر الثورة السورية، في انتحال سيدة لصوت لمياء شكور السفيرة السورية في فرنسا في حديث لقناة «فرانس 24» يونيو (حزيران) الماضي، قالت المتحدثة فيه إنها السفيرة السورية في فرنسا، وإنها تتقدم باستقالتها «احتجاجا على العنف الذي يمارسه النظام السوري»، كما عبرت عن دعمها وإقرارها بـ«مشروعية مطالب الشعب بمزيد من الديمقراطية والحرية»، ونفت بعدها بساعات في حديثها لـ«العربية» أن تكون تقدمت باستقالتها.
من جهته علق عبد الرحمن الراشد مدير عام قناة «العربية» في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس حول حديث محجوب بقوله: «إن الصور التي بثتها (العربية) عن أحداث بابا عمرو، أهم بكثير من تصريحات محجوب»، وقال واجبنا المهني تقديم القصص الإخبارية موثقة بالمعلومات والصور.
وأشار الراشد إلى أنهم في العادة يتأكدون من شخصية الضيف أكثر من مرة، وهناك موظفون في المحطة الفضائية مهمتهم الأساسية التأكد من شهود العيان والشخصيات التي تتحدث لـ«العربية» عن أحداث الثورة السورية، إضافة إلى أن المعدين والمذيعين في المطبخ الإعلامي للمحطة لديهم معلومات واضحة النقاط ومحددة عن أهمية مراعاة الدقة وصحة الأخبار.
وقال: «في حالة شهود العيان عند حديثهم عما يجري على الأرض في المدن السورية أيضا، نطلب أن يزكيهم أحد من الشخصيات السورية المعارضة في الخارج حتى لا يحدث لبس، لأننا نعرف أن النظام قد يستغل أي «سقطة» أو أخبار مدسوسة، وقد يحدث هذا في أي عمل إعلامي، لصالح ضرب مصداقية الثورة السورية».
وأكد الراشد لـ«الشرق الأوسط» في حالة محجوب الذي زعم على الهواء أنه من المراقبين العرب وأنه أصيب في العمليات، «أنه قد تم الحصول على موافقة من «هيئة تنسيقيات الثورة السورية» على ظهور محجوب، قبل ظهوره على الهواء، أي أن الخبر صادر من عندهم أولا، ثم حاولنا الاتصال بالجامعة العربية مرة أخرى، لتأكيد الخبر، ولكنهم ردوا على «العربية» في وقت متأخر جدا بالليل في حدود الحادية عشرة مساء بتوقيت دبي، وطالبونا أولا بالنفي وتقديم اعتذار، ثم أخذ مسؤول الجامعة العربية، يناقش ويجادل في أهمية تغطية أحداث الثورة السورية، لأن ليس لها قيمة، وأعتقد أنه محسوب على النظام، وتساءل أيضا: «لماذا أنتم متحمسون للثورة في سوريا، ألا يكفيكم ما حدث في ليبيا من قتل 50 ألف شخص من أجل إنهاء حكم القذافي؟!» ويضيف الراشد أن الأدهى من ذلك هو «أن مسؤول الجامعة العربية رفض الظهور على الشاشة، أو يتحدث بصفته الرسمية». وقال الراشد: «من وجهة نظري الشخصية أن ما حدث من أخطاء الجامعة العربية من مماطلة وبطء في التفاعل مع أحداث الشارع السوري، نجم عنه مئات القتلى وعشرات المآسي الإنسانية أسوأ كثيرا من خطأ واحد تعتذر عنه (العربية) ممثلة في تصريحات المدعو محجوب».
إلى ذلك نفت الجامعة العربية ما تردد على لسان المدعو المستشار محجوب، مؤكدة أنه لا يوجد من بين بعثتها أحد بهذا الاسم وأن عمل البعثة على الأراضي السورية يسير وفق خطة الانتشار.
وذكر السفير علي جروش أن ما ورد من أنباء عن إصابة أحد أفراد بعثة الجامعة خبر عار من الصحة وليس للجامعة أي علاقة بهذا الموضوع أو بالشخص الذي أعلن على قناة «العربية» هذا الأمر، مؤكدا أن الجامعة العربية قامت بتعميم خبر التكذيب على كل وسائل الإعلام، لأن محجوب لا علاقة له ببعثة الجامعة وليس من بينها ولا يعمل موظفا بالجامعة العربية من الأساس.
وفي بداية الشهر الجاري نفى جهاد مقدسي الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية صحة ما أوردته عدة وكالات أنباء من تصريحات منسوبة للرئيس بشار الأسد، خلال المقابلة التي أجرتها معه شبكة «إيه بي سي». ولفت مقدسي إلى «وجود ضجة إعلامية غير مبررة حول كلام أخذ من خارج سياقه». وأوضح مقدسي أن الرئيس الأسد قال للقناة الأميركية عندما سألته المذيعة عن قوات الأمن قائلا: هذه ليست قواتي، وهل هناك مجنون يقتل شعبه «هناك أخطاء ارتكبتها قوات الأمن والجيش، والتي تتحمل مسؤولية الحفاظ على الأمن في سوريا، وسيتم محاسبة المسؤولين، لأن لا أحد فوق القانون»، وتابع: «أسئلة باربرا وولترز (الصحافية التي أجرت المقابلة) كانت عفوية، وأجوبة الأسد كانت جادة وصريحة».
وسارع مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى الطعن في تصريحات منسوبة للأسد، قائلا: «من المضحك أنه (الأسد) يحاول الاختباء وراء نوع من لعبة الفقاعة.. ولعبة الادعاء بأنه لا يمارس السلطة في بلاده». وشهدت الساحة السياسية إثر ذلك تلاسنا شديدا غير مسبوق بين واشنطن ودمشق، حيث صرح تونر أن تلك التصريحات تدل على أنه «إما فقد تماما كل سلطة له داخل سوريا أو أنه مجرد أداة، وإما أنه منفصل تماما عن الواقع». وأضاف: «إما أن يكون ذلك انفصالا عن الواقع وإما استخفافا أو كما قال يكون مجنونا. لا أعلم»، واتهمت الخارجية الأميركية الأسد بالتنصل من المسؤولية بعد أن قال في المقابلة التلفزيونية التي بثتها «إيه بي سي» إنه غير مسؤول عن مقتل آلاف المحتجين. وقال الأسد في المقابلة: «نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كانت تحت قيادة شخص مجنون».
وقالت مصادر مطلعة مقربة من المعارضة السورية بلندن لـ«الشرق الأوسط»: «إنها ليست المرة الأولى التي تبث فيها أجهزة إعلام أخبارا غير صحيحة عن الثورة السورية، كانت تصب في النهاية لمصلحة النظام».
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» إن الأهم في تغطية أخبار الثورة السورية هو التوثيق والتدقيق، وأي أخبار غير صحيحة تصب في العادة لصالح النظام. وأضاف عبد الرحمن في حالة سقوط شهداء نتأكد في العادة من الخبر من أكثر من مصدر من عائلة القتيل، وأوضح مثل ما هو موجود «شبيحة» في داخل سوريا وهم عناصر أمنية مهمتهم القتل والتخريب وإشاعة الإرهاب بين السوريين، هناك أيضا شبيحة الإعلام اليوم، وهم أخطر من شبيحة السلاح لأن شبيحة السلاح لا يستطيعون تنميق وتجميل وادعاء أن أعمالهم وطنية لأنها بوضوح ممارسة القتل المباشر للناس العزل الأبرياء ثم التنصل منه، أما شبيحة الإعلام فلديهم الكلمة يعتسفونها وهدفهم ركوب الموجة. واشتكى عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» من تعتيم بعض وسائل الإعلام العربية على أخبار وبيانات «المرصد السوري» لحقوق الإنسان، رغم صدقيتها وحرفيتها. وأضاف: «الأهم في متابعة أخبار الثورة السورية هو المصداقية، وليس التهييج الإعلامي الذي يضر بالثورة». ووقعت الأخبار المغلوطة أو خلق الأكاذيب عن أحداث الثورة السورية في أكثر من مناسبة من قبل، وكان الهدف منها إحداث حالة من التشويش عن مجريات الثورة، فقد نفت السفيرة السورية لدى فرنسا لمياء شكور في يونيو الماضي أن تكون تقدمت باستقالتها، والتي تناقلتها وكالات الإعلام، نقلا عن قناة «فرانس 24».
وفي اتصال مباشر مع «العربية»، تحدثت شكور بغضب عن الموضوع، مؤكدة أنها «لم تتكلم مع أي قناة»، مؤكدة نيتها مقاضاة القناة الفرنسية. وقالت شكور «تم انتحال صوتي. أنا لم أتكلم مع أي قناة، والمتحدثة كانت تتكلم بالإنجليزية». كما أكدت التزامها بتمثيل النظام السوري الرسمي، برئاسة الرئيس بشار الأسد. وكانت امرأة عرفت عن نفسها على أنها شكور قالت في اتصال هاتفي أجرته معها «فرانس 24» إنها تقدم استقالتها من منصبها رفضا لـ«دورة العنف» في بلادها وإقرارا بـ«مشروعية مطالب الشعب بمزيد من الديمقراطية والحرية».
وقالت السيدة في المقابلة «لم أعد قادرة على الاستمرار في تأييد دائرة العنف المفرط ضد المدنيين العزل، ولم أعد قادرة على تجاهل موت الشباب والنساء والأطفال». وأضافت «أبلغت السكرتير الخاص للرئيس بشار الأسد نيتي الاستقالة. إنني أقر بمشروعية مطالب الشعب بمزيد من الديمقراطية والحرية». وأوضحت الدبلوماسية السورية أن «استقالتي تدخل حيز التنفيذ فورا» مضيفة «أدعو الرئيس بشار الأسد إلى دعوة زعماء المعارضة إلى تشكيل حكومة جديدة». وأوضحت «فرانس 24» في بيان أنها اتصلت بشكور من خلال الملحق الإعلامي في السفارة السورية في باريس. وأضافت الشبكة «نحن لا نستبعد أي تلاعب أو تحريض. وإذا كان هذا ما حصل فسنلاحق كل الأشخاص أو المسؤولين أو الهيئات التي تقف وراءه». ولكن السفيرة لمياء شكور اتصلت هاتفيا بالتلفزيون السوري ونفت أن تكون قدمت استقالتها. كما ظهرت شكور صباح اليوم التالي على شاشة التلفزيون الفرنسي من داخل مقر السفارة السورية في باريس، وحرصت على أن تكون جالسة وخلفها صورة للرئيس الأسد.
وقال قيادي من المعارضة السورية في لندن لـ«الشرق الأوسط» مرات عدة زعمت أجهزة إعلام عربية مقتل أشخاص معروفين مثل هالة المنجي شهيدة حي الميدان في دمشق، وفي اليوم التالي مباشرة تظهر المنجي في قناة «الدنيا» على الهواء، لتنفي مقتلها وأنها على قيد الحياة.
 
لبنان يواصل سياسة «النأي بالنفس» برفضه المشاركة في بعثة المراقبين إلى سوريا
الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: الثوار مستاؤون من مواقف بيروت
بيروت: يوسف دياب
واصلت الحكومة اللبنانية سياسة «النأي بالنفس» عمّا يجري في سوريا، بحيث استكملت قراراتها التي اتخذتها في مجلس الأمن الدولي وفي اجتماعات وزراء الخارجية العرب، بخطوة أخرى قضت بعدم مشاركة لبنان في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، وفق ما أعلنه وزير الخارجية عدنان منصور، الذي رأى أن «الأمر غير ضروري والسبب عدم إحراج لبنان بتقرير البعثة».
وأكد مصدر في الخارجية اللبنانية، أن «قرار الحكومة في عدم إرسال مراقبين إلى سوريا، هو استمرار لسياسة النأي بالنفس». ولفت المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «القيادات السياسية بدءا برئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) ووزير الخارجية (عدنان منصور) قرروا عدم زجّ لبنان حتى على صعيد مراقبين في أتون ما يجري في سوريا، كي لا يعطى تفسيرات مختلفة من قبل طرفي الأزمة، وهذا ما سيتوضح في الأيام المقبلة».
إلى ذلك نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر وزاري قوله إن الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي «تداولا في طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إيفاد عشرة مراقبين لبنانيين للمشاركة في مهام بعثة المراقبين العرب، على أن يكون نصفهم من العسكريين والنصف الثاني من الحقوقيين، وبنتيجة التشاور، تقرر عدم مشاركة لبنان في البعثة انسجاما مع سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان إزاء الأزمة السورية والتي تُرجمت حتى الآن بمواقفه في مجلس الأمن وفي المجلس الوزاري للجامعة».
وأوضح المصدر الوزاري، أن «هذه السياسة تمليها الرغبة بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، وإذا كان لبنان لا يريد أن يعزل نفسه عن بقية الدول الأعضاء في الجامعة وعن المجتمع الدولي، إلا أنه يسعى في الوقت نفسه إلى تجنب أي انعكاسات سلبية للتطورات السورية عليه».
 من جهته تمنّى عضو «المجلس الوطني السوري» أديب الشيشكلي، أن «يكون امتناع وزارة الخارجية اللبنانية عن إرسال مراقبين إلى سوريا هو للوقوف على الحياد، وأن يكون هذا الحياد إيجابيا».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أنه من الأفضل بقاء لبنان خارج اللعبة حاليا، لأن هناك استياء عارما لدى الثوار في سوريا من المواقف التي اتخذتها الحكومة اللبنانية سواء في مجلس الأمن الدولي أو في اجتماعات مجلس الجامعة العربية». مؤكدا أن «الثوار لا يعولون لا على الموقف اللبناني ولا على مبادرة الجامعة العربية ولا على البروتوكول لأن كل هذه الإجراءات لم تغيّر شيئا على الأرض، وطالما أن بعثة المراقبين هي اليوم أسيرة لدى النظام السوري، فلا تستطيع التنقل أو التحرك إلا وفق مشيئة المخابرات السورية». وأمل الشيشكلي على لبنان أن «يتخذ موقفا إيجابيا في المرحلة المقبلة، بعد انتهاء مهمة البعثة العربية وإحالة تقاريرها إلى الجامعة العربية».
حزب الله يتهم قوى «14 آذار» بتهريب السلاح والمقاتلين إلى سوريا
نائب منه لـ«الشرق الأوسط»: عناصر من المعارضة اللبنانية قتلت في مدن سورية
بيروت: بولا أسطيح
اتهم مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، عمار الموسوي، قوى «14 آذار» بـ«التورط في تهريب السلاح وبعض المقاتلين إلى سوريا»، معتبرا أن «هذه القوى تسعى لإثارة الأجواء والمناخات المذهبية من خلال توجيه التهم لحزب الله». وشدد الموسوي على أنه «ليس من مصلحة أي فريق لبناني التورط في الأحداث في سوريا»، مطالبا «اللبنانيين عامة باعتماد سياسة النأي بالنفس عما يجري داخل سوريا؛ لأن أي تورط سينعكس سلبا على لبنان، ونحن لسنا في حاجة إلى مثل هذه الانعكاسات السلبية». بالمقابل، توعدت قوى المعارضة اللبنانية بمساءلة وزير الدفاع اللبناني فايز غصن بما خص اتهاماته لبلدة عرسال بإيواء عناصر من «القاعدة».
وبينما أكد عضو كتلة حزب الله النيابية، كامل الرفاعي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عناصر من المعارضة اللبنانية كانت تشارك في الأحداث الجارية هناك قُتلت في سوريا»، نافيا «نفيا قاطعا أن يكون حزب الله قد أرسل أي فرد حزبي إلى هناك»، لفت إلى أن «الحزب حريص كل الحرص على أن تحل الأزمة السورية داخل البيت السوري والعربي».
وتعليقا على حديث وزير الدفاع اللبناني عن تسلل عناصر من «القاعدة» إلى سوريا من خلال بلدة عرسال، قال الرفاعي: «حين اتهم الوزير فايز غصن بعض من في عرسال بالمساهمة بتهريب الأسلحة والعناصر فهو لم يتهم البلدة بأكملها. كلنا يعلم أن في كل بلدة الخيرين والمتآمرين، وهذا الاتهام قد يطال أي بلدة حدودية مع سوريا»، لافتا إلى أنه «يتم شراء بعض الرجال في عرسال ليسهموا بتهريب عناصر من المعارضة السورية وعناصر من جنسيات عربية قد يكون بعضهم من (القاعدة)».
وكشف الرفاعي عن أن «مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، في زيارته الأخيرة إلى لبنان، طلب من قوى (14 آذار) العمل بسرعة لإنشاء ممرات أمنية وإنسانية في الشمال اللبناني، ولعل تصريحات نواب الشمال التصعيدية أقرب ما تكون لعمليات تغطية لما سيتم في هذا الإطار».
بالمقابل، وفي الجبهة المعارضة، أكد نواب تيار المستقبل أنهم بصدد مساءلة وزير الدفاع بما خص اتهاماته لبلدة عرسال بإيواء عناصر من «القاعدة». ورأى عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، أنه «من غير المسموح لوزير دفاع أن يعرض لبنان وبلدات لبنانية ويزج باسمها في موضوع كهذا»، وتابع: «نحن سنصر على استجوابه إذا لم يكن هناك ملف قضائي؛ لأننا نرفض أن يكون لبنان ممرا لعمليات عسكرية في الداخل السوري».
في السياق عينه، وصف عضو تكتل «لبنان أولا»، عمار حوري، كلام وزير الدفاع بـ«الكلام السياسي لاستخدامه واستثماره سوريّا»، مؤكدا أن «قوى المعارضة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الاعتداء الصارخ على منطقة عزيزة على قلوبنا هي عرسال، كما أننا سنتابع الموضوع وفق الأسس البرلمانية، وسنقوم بمساءلة وزير الدفاع حفاظا على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي».
كان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل قد شدد على وجوب «أخذ كلام وزير الدفاع، فايز غصن، عن وجود عناصر من (القاعدة) في منطقة عرسال في الاعتبار، وعدم إهمال هذه التحقيقات ووضعها كأولوية على جدول أعمال مجلس الوزراء»، موضحا أن «الجيش يقوم بالتحقيق في المعلومات التي كشف عنها الوزير غصن، على أن يطلعنا عليها خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم». بدوره، جدد رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، نفي أي معلومات لديه حول وجود عناصر من «القاعدة» في عرسال، مطالبا «الجيش اللبناني بالانتشار على الحدود ووزير الدفاع فايز غصن بالقيام بواجبه بالدفاع عن المنطقة في وجه الخروقات».
سوريا.. وفد المتفرجين العرب!
طارق الحميد.. جريدة الشرق الاوسط
نخدع أنفسنا، والسوريين، عندما نردد في وسائل إعلامنا عبارة «وفد المراقبين العرب»؛ فهم ليسوا كذلك؛ بل إنهم وفد المتفرجين العرب، الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يمكن أن يرجى من زيارتهم إلى سوريا شيء يذكر، غير إعطاء الفرص للنظام الأسدي لينكل بالشعب الأعزل.
فمنذ وصول وفد المتفرجين العرب إلى سوريا وعدد القتلى السوريين على يد آلة القتل الأسدية في ازدياد، ومعاناة السوريين في تصاعد، وكذب النظام الأسدي لا ينتهي. وأكبر كذبة هي مسرحية التفجيرات الهزلية بدمشق التي نسبت لتنظيم القاعدة تارة، ولحركة الإخوان المسلمين السورية تارة أخرى. لذا فإن وفد المتفرجين العرب، ومع الاحترام لكل أعضائه، ليس له قيمة تذكر؛ فحمص تحت حصار دامٍ، وقمع لم يقم به حتى الإسرائيليون بحق الفلسطينيين، أو غيرهم من العرب؛ ففي حرب لبنان 2006، مثلا، هبَّ العالم لإيقاف الآلة العسكرية الإسرائيلية، ونجح، خلال أشهر قليلة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، كما هبَّ العالم لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية بغزة، وأوقفت في فترة محدودة، بينما نجد أن قوات بشار الأسد تعربد بحق السوريين لمدة قاربت عشرة أشهر، أو أكثر، هذا ناهيك عن تدمير المساجد، وهدم المنازل، وقتل الشيوخ والنساء والأطفال، وبشكل لم تفعله حتى إسرائيل بحق الفلسطينيين، أو أي من العرب. فهل يمكن بعد ذلك كله الوثوق بوفد المتفرجين العرب، أو حتى بالجامعة العربية نفسها؟ الإجابة بكل بساطة هي: لا!
فقد سبق أن قال الشيخ حمد بن جاسم إن سوريا على مشارف نهاية الطريق، ثم قال إنها تقترب من التدويل، وقبل ذلك كله قال بن جاسم للأسد إنه لا مجال للف والدوران، إلا أن تصريحات قطر لم تكن إلا كلاما لا يسمن ولا يغني من جوع، وعكس ما تم حيال ليبيا، بل أقل من الموقف القطري تجاه اليمن، وعلي عبد الله صالح؛ حيث انسحبت قطر من المبادرة الخليجية لأن صالح كان قد سوَّف وماطل فيها، قبل أن يوقِّع في السعودية. اليوم نجد النظام الأسدي في سوريا يسوِّف، ويماطل، ويكذب، ويقتل، ويعيث في الأرض فسادا، ولا موقف قطريا واضحا، وليس القصد هنا تسجيل نقاط سياسية تجاه الدوحة، بل لأن قطر هي من يترأس اللجنة العربية المعنية في سوريا، كما لا نلمس موقفا عربيا واضحا أيضا، عدا عن لعبة المتفرجين العرب، الذين لم يبدأوا زيارتهم إلى سوريا بمدينة حمص التي تئن تحت قصف المدافع الأسدية، هذا ناهيك عن باقي المناطق السورية الأخرى التي تعربد بها آلة القتل الأسدية، بل دشنوا رحلة الفرجة بدمشق، وزيارة التفجيرات المهزلة.
وعليه.. فإذا لم يتحرك العرب لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، أو إعلان فشلهم، وفشل المبادرة العربية الفاشلة أصلا، فإنهم ليسوا إلا طرفا مشاركا بمعاناة العزل السوريين، وسببا لما ستؤول إليه الأمور بسوريا؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والجامعة، ووفدها في سوريا، ليسوا إلا متفرجين، وسببا في إطالة عمر الأزمة السورية؛ حيث يمنحون النظام الأسدي فرصة تلو الأخرى لقتل السوريين العزل.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,109,364

عدد الزوار: 7,621,240

المتواجدون الآن: 1