بوتين: لا علاقة خاصة بسوريا.. والعالم يتوعد الأسد بيوم «حساب»

مظاهرات بالآلاف تشل دمشق وحلب في «جمعة تسليح الجيش السوري الحر»

تاريخ الإضافة الأحد 4 آذار 2012 - 5:17 ص    عدد الزيارات 2792    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

بوتين: لا علاقة خاصة بسوريا.. والعالم يتوعد الأسد بيوم «حساب»
الصحافيان الفرنسيان وصلا باريس * أوباما: أيام الأسد معدودة.. وكاميرون: سيدفع ثمن جرائمه.. وبان كي مون: الوضع غير مقبول.. ولا يمكن التساهل معه * مظاهرات بالآلاف في دمشق وحلب في «جمعة تسليح الجيش السوري الحر».. ومجزرة في الرستن وتواصل الإعدامات في بابا عمرو
موسكو: سامي عمارة بروكسل: عبد الله مصطفى بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
بينما تواصلت أمس حملة القمع التي يشنها النظام في سوريا مخلفة عشرات القتلى, اصيب العالم بصدمة مما حدث من جرائم في بابا عمرو في حمص بعد اقتحام الحي, وتوعد اكثر من زعيم غربي الرئيس السوري بشار الأسد بالحساب عن الجرائم التي ارتكبت.
وفيما اعتبر بوادر تغير في الموقف ا لروسي, نفى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المتوقع ان يفوز في انتخابات الرئاسة غدا أن تكون هناك أي علاقات خاصة مع سوريا، وأكد بوتين في مقابلة مع وسائل إعلام غربية أن روسيا «لا ترتبط بأي علاقة مميزة مع سوريا»، مبررا استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف «مبدئي» في مواجهة وضع «حرب أهلية».
ومن جانبهم توعد قادة الاتحاد الأوروبي أمس كل من شارك في الحملة الدموية التي تشهدها سوريا، بالمثول يوما ما أمام القضاء، وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن حالة من «همجية القرون الوسطى» تسود سوريا. ودعا إلى «يوم حساب» يحاكم فيه الرئيس السوري على جرائمه, قائلا «سيدفع يوما ما ثمن جرائمه». ومن جهته أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق, وقال ان السلطات السورية يجب أن تحاسب أمام المحاكم الجنائية الدولية.
جاء ذلك بعد أن وصل الى باريس الصحافيان الفرنسيان إديت بوفييه المصابة وويليام دانيلز اللذين هربتهما كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر من حمص الى لبنان، بعد ظهر أمس، على متن طائرة فرنسية مجهزة طبيا، فيما لا يزال صحافي بريطاني وآخر إسباني في بيروت.
اما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقد قالت إن العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه «غير مقبول على الإطلاق». وفي مقابلة مع مجلة «أتلانتك منثلي» قال الرئيس الأميركي باراك أوباما «تقديراتنا تشير إلى أن أيام الأسد معدودة. ولم يعد الأمر يتعلق بـ(إذا) ولكن بـ(متى)» سيسقط نظام الأسد. ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السلطات السورية إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا «من دون شروط مسبقة»، معتبرا أن الوضع في هذا البلد «غير مقبول ولا يمكن التساهل معه».
وميدانيا أوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد قتلى أمس تخطى الـ51، منهم 14 أعدموا ميدانيا في بابا عمرو، و16 من الرستن، و11 من إدلب منهم قتيلان في سراقب، و4 من حلب. وتحدث الناشطون عن مجزرة في الرستن, وأظهرت مقاطع فيديو كيفية قصف المتظاهرين الذين خرجوا في الرستن رافعين لافتات «نستمد القوة من الله» مما أدى لمقتل 16 مدنيا. وفي دمشق، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق إن «آلاف المتظاهرين خرجوا أمس في أحياء العاصمة».
مظاهرات بالآلاف تشل دمشق وحلب في «جمعة تسليح الجيش السوري الحر»

مجزرتان في الرستن وبابا عمرو بحق 30 مدنيا

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»... العاصفة الثلجية التي تهب على سوريا بالتآزر مع عاصفة القمع الشديدة التي يشنها النظام لم تمنعا المتظاهرين السوريين من الخروج أمس لإعلان تأييدهم لـ«تسليح الجيش الحر»، وفي المناطق السورية كافة، وبأعداد غير مسبوقة قدرت بالآلاف، مما شل الحركة في دمشق وحلب. وقال ناشطون إن قوات الأمن أعدمت 14 شابا في بابا عمرو، وقصفت مظاهرة في مدينة الرستن، مما أودى بحياة 16 شخصا على الأقل، وتسبب في جرح العشرات. وأوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا، في ساعة متأخرة من بعد ظهر الجمعة، أن عدد القتلى يوم أمس تخطى الـ51، بينهم طفل وسيدتان، منهم أربعة عشر أعدموا ميدانيا في بابا عمرو، وستة عشر من الرستن، وأحد عشر من إدلب منهم قتيلان في سراقب، وأربعة من حلب، وسبعة في دير الزور، وقتيلان في حماه واللاذقية.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تحميلها على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» عبر موقع «فيس بوك» كيفية قصف المتظاهرين الذين خرجوا في الرستن رافعين لافتات «نستمد القوة من الله للنصر والتحرير»، مما أدى لمقتل 16 مدنيا، مع إصابة أكثر من عشرين شخصا آخرين بجراح بالغة، في وقت تعتبر فيه السلطات السورية المشافي الميدانية وإسعاف المصابين تهمة تودي بصاحبها إلى المعتقلات، منذ بداية الأحداث حين باتت المشافي العامة فخا لاصطياد الجرحى من الناشطين المدنيين. وقال ناشطون في مدينة الرستن يوم أمس إن قذيفة سقطت على المتظاهرين فور خروجهم من الجامع عقب صلاة الجمعة، والموقع المستهدف «مركز للتظاهر كل يوم جمعة منذ سيطر الجيش الحر على بعض أحياء الرستن».
وعلق هادي العبد الله، عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، على مجزرة الرستن قائلا «نحن ننتقل من مجزرة إلى مجزرة، ومن مذبحة إلى إعدامات جماعية، وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته الإنسانية..».
وقال ناشطون إن قوات الأمن أعدمت 14 شابا ميدانيا خلف المؤسسة الاستهلاكية في بابا عمرو، وتم إلقاء جثثهم خلف معهد المعلوماتية، لافتين إلى أن المؤسسة الاستهلاكية للمواد الغذائية قد تحولت إلى معتقل كبير يضم كل شخص يتجاوز عمره 14 سنة.
بالتزامن مع ذلك، شارك آلاف الأشخاص في مظاهرات في مناطق سورية عدة في «جمعة تسليح الجيش السوري الحر»، أطلقت قوات الأمن السوري النار عليها، بحسب ما أفادت مصادر ميدانية. وقال المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات حلب» محمد الحلبي إن «آلاف المتظاهرين خرجوا يوم أمس في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر».
وذكر الحلبي أن «أعداد المشاركين في كل مظاهرة تتراوح بين المئات في حي حلب الجديدة، والآلاف في أحياء أخرى مثل صلاح الدين والفردوس والمرجة». وأضاف «الأمن يتعامل مع المظاهرات بالرصاص الحي، لا سيما في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، حيث سقط جرحى وحصلت اعتقالات». ولفت إلى أنه في ريف حلب خرجت مظاهرات حاشدة في عدد من المناطق، فيما «تعرضت مدينة الأتارب لقصف ومنع سكانها من إقامة صلاة الجمعة». وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج مظاهرات في مدينة حلب وريفها، مشيرا إلى أن شخصين أصيبا بجروح خطرة إثر «انفجار عبوة ناسفة بحاوية للقمامة في حي الفردوس في المدينة». وذكر المرصد أن «ثمانية مواطنين أصيبوا بجروح إثر إطلاق النار من القوات السورية لتفريق مظاهرة في حي السكري ومساكن هنانو» في مدينة حلب، مشيرا إلى أن القوات السورية أطلقت الرصاص لتفريق مظاهرة حاشدة في مدينة منبج حيث اعتقلت أكثر من 35 متظاهرا.
وفي دمشق، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي إن «آلاف المتظاهرين خرجوا يوم أمس في أحياء العاصمة، لا سيما في المزة والحجر الأسود والعسالي والقدم والقابون وكفرسوسة بالقرب من مبنى رئاسة الوزراء، يهتفون لبابا عمرو وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر». وأضاف الشامي أن «الانتشار الأمني الكثيف حال دون خروج مظاهرات بعد صلاة الجمعة» في عدد من المناطق الأخرى. وذكر الشامي أن «مظاهرة حاشدة خرجت في حي التضامن غداة حملة اعتقالات في الحي أثارت استياء بين الأهالي».
كما ذكر المرصد أن خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح «إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص لتفريق مظاهرة خرجت من مسجد السلام في حي برزة»، ولفت إلى أنه في حي الميدان في العاصمة «أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق مظاهرة خرجت من مسجد الثريا»، مشيرا إلى تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين. كما شهدت مناطق «التل ويبرود وسقبا وعربين في ريف دمشق مظاهرات رغم الانتشار الأمني وتساقط الثلوج».
وبحسب المرصد السوري، خرجت مظاهرات في أحياء عدة من مدينة دوما، كما في بلدات وقرى كرناز وطيبة الإمام وكفرزيتا وقسطون واللطامنة وقلعة المضيق وحيالين وكفرنبودة وبربديج في الريف، طالبت بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار المرصد إلى خروج مظاهرات أخرى في بعض أحياء مدينة دير الزور وقرى وبلدات الريف. وقالت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» إن مظاهرة حاشدة خرجت في مخيم اليرموك من شارع فلسطين هتفت للمدن المنكوبة «ووحدة الدم الفلسطيني السوري، ونددت بجرائم الاغتيال بحق ضباط جيش التحرير الفلسطيني».
أما في حمص، فقد خرج المئات في حي الخالدية، داعين لتسليح الجيش الحر ومحاكمة الأسد. وفي الرقة، أفادت «لجان التنسيق المحلية» بخروج مظاهرة حاشدة في مدينة الطبقة عند جامع الحمزة تصدت لها قوات الأمن. وبالتزامن، خرج العشرات في إدلب - تفتناز كما في حي العنترية في القامشلي. وفي ريف دمشق وبالتحديد في الزبداني، خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرة من جامع بردى تنادي بإسقاط النظام وتدعو لتسليح الجيش الحر. من جهة أخرى، وبشأن التطورات الأمنية، تحدث ناشطون عن مقتل 7 أشخاص خلال تشييع قتلى سقطوا أول من أمس في الحرة في دير الزور بينهم نساء. وأفاد ناشطون آخرون بأن قوات نظامية معززة بدبابات اقتحمت قريتي البدامة وعين البيضا على الحدود التركية السورية واعتقلت عشرات الأشخاص.
وفي إدلب، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن إطلاقا كثيفا للنار وقع صباح أمس الجمعة في بلدة إحسم، وإن انفجارات ضخمة دوت في البلدة. كما تحدث ناشطون عن قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف بلدة النغارة بجبل الزاوية وأدى إلى تدمير عدد من المنازل. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن طوقت حي جوبر في دمشق بشكل كامل وداهمت عددا من منازل الناشطين وخربتها.
كما تعرض حي القابون لإطلاق نار من أسلحة متوسطة وثقيلة. أما في حي الميسر فشنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وسط إطلاق نار كثيف.
وأكدت اللجان اعتقال الجيش النظامي السوري 150 شخصا في قدسيا، واقتحام مدينة الضمير في ريف دمشق، وقصف بلدات حلفايا وطيبة الإمام واللطامنة بريف حماه. وتتعرض مدينة الضمير لعملية اقتحام من قبل عناصر الجيش والأمن منذ صباح الجمعة من جميع المحاور. كما تم إغلاق كل المداخل والمخارج من وإلى المدينة بدعم من خمس دبابات والعديد من المدرعات، وتم نشر أعداد كبيرة من القناصة على أسطح المنازل والمباني الحكومية، بحسب ناشطين. وفي إدلب أفادت مصادر ميدانية في مدينة سرمين بأنه بعد مرور أيام على قصف المدينة بدأت تتكشف آثار الدمار والخراب، حيث عثر الأهالي على جثث قتلى في المزارع وأحياء المدينة.
 
 
دمشق: تسهيل دول مجاورة حصول «إرهابيين» على السلاح له نتائج كارثية
دمشق - «الحياة»

حذرت دمشق امس من ان قيام دول مجاورة لسورية بـ «تسهيل حصول المجموعات الارهابية على اسلحة، سيقود لاحقاً الى نتائج كارثية على المنطقة ودفع ثمن غال نتيجة هذه الممارسات العمياء»، داعية الدول الاعضاء في مجلس الامن إلى «عدم تمرير اي قرار يجيز الاعتداء على الدول».

جاء ذلك في رسالتين متطابقتين بعثتهما وزارة الخارجية والمغتربين السورية الى كل من رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن نص الرسالة، أنه منذ بداية الأحداث في سورية في العام الماضي «أكدت وجود مجموعات مسلحة تمارس قتل المواطنين الأبرياء بهدف تأجيج مشاعر المواطنين وتحقيق كسب رخيص على المستويين الإقليمي والدولي. لكن الجهات التي كانت تقف وراء تسليح هذه المجموعات أنكرت ذلك طوال الأشهر الأخيرة منذ اندلاع الأحداث في سورية، ونتج عن استخدام هذه المجموعات للأسلحة سقوط شهداء وإصابات من قوات حفظ النظام والجيش والأجهزة المختصة في سورية وتدمير العشرات من المنشآت العامة والخاصة إضافة إلى تخريب خطوط نقل النفط والغاز وسكك الحديد».

وتابعت :»في مواجهة ذلك، كان لا بد للجهات السورية المعنية من اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية مواطنيها الأبرياء وممتلكاتهم والحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها. وعندما مارست الدولة هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقها، شنت بعض الدوائر في المنطقة العربية والغربية المرتبطة بهذه المجموعات المسلحة، حملات لا مبرر لها عبرت بشكل مكشوف عن دعمها المادي والسياسي للأعمال الإرهابية التي قامت بها المجموعات المسلحة وحاولت تشويه صورة سورية وتعبئة الرأي العام العالمي ضدها، بما في ذلك عقد اجتماعات لا تنتهي للجامعة العربية ولمجلس حقوق الإنسان وللجمعية العامة ولمجلس الأمن».

واشارت الرسالة الى ان بعثة مراقبي الجامعة العربية «أثبتت» خلال عملها في نهاية العام الماضي «وجود هذه المجموعات المسلحة وعدم التزام هذه المجموعات خطة العمل العربية» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وان الجامعة قامت بـ «سحب هؤلاء المراقبين بهدف إخفاء الحقيقة والالتفاف على قرارات الجامعة نفسها»، مشيرة الى ان عدم تقديم نسخة رسمية من تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب مصطفى الدابي إلى مجلس الأمن «حتى الآن، أكبر دليل على تنكر الجامعة العربية لقراراتها ومصداقيتها».

واضافت الوكالة الرسمية، ان سورية «لم تفاجأ» بالتصريحات العلنية التي أطلقها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ورئيس وزراء ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر «أثناء وبعد انتهاء أعمال ما سماه شعب سورية مؤتمر أعداء سورية، الذي انعقد في تونس، عندما دعوَا إلى تسليح المعارضة السورية، وانضم إليهما عدد من ممثلي الدول الغربية». وزادت: «عملية تسليح المعارضة من قبل هذه الدول بدأت منذ وقت طويل، والقرارات التي اتخذت في الجامعة العربية والجمعية العامة بضغط من هذه الأطراف نفسها، هي ستار دخاني للتعبير عن هذا الدعم غير المشروع والذي يخالف ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات بين الدول العربية والقانون الدولي»، متسائلة: «منذ متى كان الإرهاب وحمل السلاح جزءاً لا يتجزأ من المعارضة؟»، قبل ان تقول: «من يرد الخير والحرية والديموقراطية للشعب السوري يجب أن يكون حراً وديموقراطياً في بلده».

وتابعت وزارة الخارجية السورية: «لا يمكن وصف الإرهاب بأنه دفاع عن النفس»، مشيرة الى «انتهازية بعض الاطراف الدولية التي تدّعي محاربتها الإرهاب في العالم بينما تدعمه بالسلاح في سورية وفي أماكن أخرى من العالم، وخاصة ان سيادة مثل هذا الفهم ستقوض كل الجهود التي بذلت لمكافحة الإرهاب والجريمة، ومحملة هذه الدول التي تدعم إرهاب المجموعات المسلحة على أرضها المسؤولية التامة عن سفك دماء السوريين». وحذرت الرسالة، وفق الوكالة الرسمية، من ان «قيام بعض دول الجوار بتسهيل حصول المجموعات الإرهابية على الأسلحة واستضافة الإرهابيين وتدريبهم على أرضها، يخالف علاقات حسن الجوار، وسيقود لاحقاً إلى نتائج كارثية على المنطقة ودفع ثمن غال نتيجة هذه السياسات العمياء، كما ان استحداث مجلس اسطنبول لمكتب عسكري لإدارة عملياته العسكرية ضد سورية انطلاقاً من بلد جار، هو دليل آخر على الطبيعة الإرهابية لهذه المعارضة».

في المقابل، اكدت الرسالة ان سورية «ماضية قدماً في تحقيق الحوار الوطني كطريق وحيد لحل الإشكالات القائمة، وكذلك استمرار عملية الإصلاح، التي تكللت مؤخراً بتأييد أغلبية السوريين للدستور الجديد الذي يؤكد على التعددية السياسية والانتخابات الحرة وصندوق الانتخاب كطريق لسورية المستقبل».

 
مجلس حقوق الإنسان قلق بشأن أنباء عن «اعدامات بلا محاكمة»
جنيف - «الحياة»
 

ناشد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة السلطات السورية امس الى احترام القانون الدولي بعد انباء عن اعدام 17 شخصاً من دون محاكمات اثر دخول القوات السورية الى حي بابا عمرو في مدينة حمص.

وقال روبرت كولفيل الناطق باسم مكتب المفوضة العليا لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة «نحن قلقون بشأن الانباء التي بدأت تخرج من حي بابا عمرو في حمص بعد سيطرة القوات السورية عليه بالامس».

وأضاف ان مجلس حقوق الانسان وصلته معلومات «تشير الى تنفيذ مجموعة من الاعدامات الرهيبة التي تمت من دون محاكمات» بعد سيطرة القوات السورية على حي بابا عمرو الخميس. الا انه قال انه لا يستطيع تأكيد وقوع هذه الاعدامات. وأضاف «نود ان نذكر السلطات (السورية) بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي .. ومن المهم عدم وقوع اية عمليات انتقامية غير قانونية او اعدامات من دون محاكمة او عمليات تعذيب او عمليات اعتقال تعسفية».

وقالت «لقد ارتكب ما يكفي من الجرائم في سورية خلال العام الماضي». وكان المجلس الوطني السوري المعارض حذر من عمليات انتقامية ضد سكان حي بابا عمرو بعد انسحاب المتمردين المسلحين منه.

إلى ذلك، أعلنت الناطقة باسم مكتب الامم المتحدة لتنيسق الشؤون الانسانية اليزابيت بيرز عن عقد «منتدى انساني» حول الوضع في سورية، تشارك فيه منظمات انسانية ودول ومنظمات اقليمية، الخميس المقبل في الامم المتحدة في جنيف.

وقالت بيرز ان مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وجهاز المفوضية الاوروبية للمساعدة الانسانية، تنظم هذا «المنتدى الانساني» حول حاجات السكان في سورية.

الصحافيان الفرنسيان وصلا إلى باريس

ساركوزي: السلطات السورية ستحاسب أمام الجنائية الدولية

بيروت: «الشرق الأوسط».... استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الصحافيين الفرنسيين إيديت بوفييه وويليام دانييلز القادمين من لبنان بعد أن غادرا حمص الخميس إلى بيروت. ودعا إلى محاسبة السلطات السورية أمام محاكم دولية، وقال ساركوزي في كلمة مقتضبة ألقاها في مطار فيلاكوبليه العسكري قرب باريس حيث كان في استقبال الصحافيين العائدين «أريد أن أقول إن على السلطات السورية أن تحاسب أمام المحاكم الجنائية الدولية على جرائمها». ونقلت بوفييه فور وصولها إلى فرنسا إلى مستشفى عسكري للعلاج.
وقبل وصول الصحافيين إلى فرنسا أعلنت النيابة العامة في باريس أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقا الجمعة لكشف ملابسات مقتل المصور الصحافي الفرنسي ريمي أوشليك ومحاولة قتل الصحافية الفرنسية إيديت بوفييه. وأضاف المصدر نفسه أنه من الأهداف الأولى للتحقيق الأولي هو جمع المعلومات التي تتيح رسميا التعرف على جثمان أوشليك تمهيدا لنقله إلى فرنسا. وكلف «المكتب المركزي لقمع العنف بحق أفراد» بالتحقيق، حسب المصدر نفسه. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن الصحافية بوفييه «بصحة جيدة رغم الكسر في فخذها». ومن جهتها نفت مصادر دبلوماسية فرنسية في بيروت أن تكون السفارة الفرنسية قد نسقت عملية إخراج الصحافيين من سوريا إلى لبنان. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الصحافيين الفرنسيين أدخلا إلى لبنان عبر نقطة عبور غير شرعية، وإن السفارة أُبلغت بوصولهما بعد دخولهما الأراضي اللبنانية؛ حيث تسلمتهما السلطات الرسمية اللبنانية ونقلتهما إلى مستشفى أوتيل ديو في بيروت. وبعدما شكر المصدر السلطات اللبنانية على «التعاون»، قال إن عملية نقلهما إلى فرنسا تمت بعد استشارة الأطباء الذين أجروا للصحافيين كشفا صحيا شاملا، موضحا أن أي معلومات لم يتم استقاؤها من الصحافيين بسبب وضعهما الصحي.
وأعلن الجيش السوري الحر، في بيان أصدره، مقتل عناصر منه خلال عملية إجلاء الصحافيين الأجانب الذين كانوا عالقين في حي بابا عمرو في حمص، إلى لبنان. وقالت «كتيبة الفاروق» التي تضم عناصر الجيش المنشق في حمص، في بيان، إنها «إيمانا منها بسمو رسالة الصحافة ونبل المهمة التي قام بها الإخوة الصحافيون (الأجانب) جندت مجموعات من خيرة الشباب لتولي عملية إجلائهم إلى لبنان»، موضحة أن «نخبة من رجال (الفاروق) الميامين استشهدوا خلال هذه المهمة». وقال مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجيش الحر بالتعاون مع الثوار من أبناء حمص تمكنوا من إخراج الصحافيين الأجانب من حي بابا عمرو ببسالة وشجاعة قل نظيرهما». وشدد على أن «هذا العمل الإنساني والبطولي أثبت للعالم كله أن الجيش الحر هو الجيش النظامي الحقيقي الذي حافظ على قسمه، والتزم بالمواثيق الدولية وبحقوق الإنسان، عبر حمايته أبناء شعبه وحماية الأجانب الموجودين على الأراضي السورية، في حين أثبت جيش الأسد أنه جيش مجرم متنكر لكل الأخلاق والعهود والمواثيق». وقال: «نحن كجيش حر وكثوار كنا حريصين على حماية الصحافيين الأحرار الذين حضروا إلى بابا عمرو وكانوا حريصين على نقل حقيقة ما يجري إلى العالم الخارجي، وكنا مستعدين للتضحية بأرواحنا جميعا من أجل الحفاظ على حياتهم»، مشيرا إلى أن «عملية إخراجهم كانت معقدة وعبر ممر دقيق، لكنه محفوف بالمخاطر، وأن شبابنا حملوهم على أكف الراحة وأخرجوهم بسلام من دائرة الخطر، بعدما شعروا أن جحافل الأسد ستدخل المنطقة وأن حياة هؤلاء الصحافيين باتت مهددة»، لافتا إلى أنه «خلال إخراج الصحافيين تعرض شبابنا لكمين مسلح من الشبيحة، وسقط منا شهداء ومصابون، لكن، والحمد لله، أدينا الأمانة وأخرجنا الأجانب سالمين، على الرغم من مشقة المهمة».
في الإطار نفسه، أبلغ جريح سوري، وصل إلى لبنان مصابا من بابا عمرو، أنه شاهد الصحافية الأميركية ماري كولفن، التي قُتلت الأسبوع الماضي، في ملجأ في الشارع الذي فيه المستشفى الميداني. وهو في الحقيقة ليس ملجأ وإنما مشغل للنجارة تحت الأرض كان يؤوي الهاربين. وأوضح الجريح، الذي رفض ذكر اسمه، أن «الأهالي يرددون بأن الصحافية كانت تستخدم (جي بي إس) وهو ما جعلها هدفا، وتسبب بمقتلها». إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أنه تم العثور على جثتي الصحافيين الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي أوشليك مدفونين في حمص.
وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا): «إن الجهات المختصة تمكنت، قبل ظهر اليوم (أمس) وبدوافع إنسانية وبعد جهد كبير من البحث والمتابعة من الوصول إلى جثتي الصحافيين الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي أوشليك مدفونتين تحت التراب (...) في المنطقة التي كانت تسيطر عليها المجموعات الإرهابية المسلحة في بابا عمرو بحمص»، وسط سوريا.
 
الصحافي الاسباني الهارب من حمص: القصف من السادسة صباحا للسادسة مساء مع راحة ساعة «للغداء»

مروا بظروف عصيبة من قصف ونقص في الطعام والمياه واضطر أحدهم لتناول أوراق التبغ

لندن: «الشرق الأوسط»... عكست روايات الصحافيين الغربين الذي كانوا محاصرين في بابا عمرو خلال القصف صورة مأساوية للوضع هناك قبل سقوط الحي في يد القوات الحكومية وفقا لصحف غربية نشرت رواياتهم. وحسب الغارديان البريطانية لم يجد الصحافيون بعد أيام من البقاء في بابا عمرو بأقل ما يسد الرمق من ماء وطعام، والنشطاء حلا سوى الرحيل. وكانت سحب الدخان الكثيف تنبعث من حي بابا عمرو في مدينة حمص التي تعرضت لقصف من قبل القوات التابعة للنظام كما قال أحد النشطاء السوريين.
وقرر 4 من المراسلين الأجانب مع مجموعة من النشطاء النجاة بأنفسهم في صباح يوم الأحد والهروب من حي بابا عمرو بعد تردد. وبمساعدة سكان الحي تمكنوا من الهروب من واحد من أكثر الأحياء خطورة على وجه الأرض.
وكان الصحافي البريطاني بول كونروي، الذي لم تكن جراحه بالغة الخطورة، أول من يتسلق حفرة عمقها 5 أمتار في قلب المدينة المنكوبة، وتبعه خافيير إسبينوزا، مراسل صحيفة «إل موندو» الإسبانية المخضرم في الشرق الأوسط، بمصاحبة عدد من النشطاء.
وكان معهم أيضا إديت بوفييه وويليام دانيلز اللذان أصيبا في القصف الذي راح ضحيته كل من ماري كولفين وريمي أوشليك.
وأصيبت بوفييه بكسر في الفخذ، وأصيبت بتجلط في الدم بسبب سوء الرعاية الصحية أثناء نقلها. مع ذلك، كان واضحا حينها أن عدم نقلها يعني الهلاك المحقق. ظلت تلك المجموعة لأيام تواجه ظروفا عصيبة من قصف ونقص في الطعام والمياه، مما اضطر أحدهم إلى تناول أوراق التبغ. حسب مقال نشرته صحيفة «الغارديان».
ولم يعد الطريق الوحيد، الذي ظل لأشهر شريان الحياة بالنسبة للحي، للنجاة سهلا. والجدير بالذكر أنه ظل يؤدي هذه المهمة رغم تضييق الجيش السوري الخناق حول المناطق التي يتمركز بها الثوار حتى الأسبوع الثاني من شهر فبراير (شباط) عندما نجحت القوات الموالية للنظام في تدمير أجزاء من نقطة الدخول وتمركزت حولها.
وتقدم بول كونروي المجموعة حين بدأ إطلاق النار، فقد كان من أكثر الذين ترددوا في مغادرة الحي لعدم رغبته في التخلي عن ماري كولفين، مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» وكذلك ترك مصير بوفييه المصابة بجروح خطيرة في يد مسؤولي الهلال الأحمر السوري.
وفي هذه الأثناء باءت كل محاولات وقف إطلاق النار بالفشل ولم يعد هناك ما يدعو إلى الثقة في اهتمام دمشق بمصير بوفييه. وساعد إسبينوزا بعض المصابين قبل تقدمه الصفوف، والتقى بنشطاء عند المدخل وكذلك كونروي.ولم يكن أمام بوفييه ودانيلز سوى العودة أدراجهم، وكانت عملية الإخلاء تتم بعشوائية في تلك اللحظة، حيث تفرقت المجموعة واضطر نصفها إلى العودة إلى الجحيم المستعر الذي هربوا منه.
ولم يكن ما حدث لكل منهم واضحا حتى مساء يوم الثلاثاء. وتمكن كونروي من الوصول إلى لبنان صباح يوم الثلاثاء، حيث قابل محرر الصور في «صنداي تايمز» وبعض مسؤولي السفارة البريطانية في بيروت.
وأثار نبأ نجاة كونروي القلق من بذل النظام السوري المزيد من الجهود من أجل الإمساك بالثلاثة الآخرين، الذين شاهدوا الأيام الأخيرة من هجوم النظام على حمص الذي اختتم بعملية عسكرية برية كانت متوقعة منذ فترة طويلة. وتمكن إسبينوزا من الهرب إلى لبنان أيضا يوم الأربعاء، وأشاد في ذلك اليوم على موقع «تويتر» بشجاعة من ساعدوه، خاصة أبو حنين والصحافيين السوريين الذين سجلوا أحداث الثورة السورية من خلال مجموعة من المقاطع المصورة.
وبعد رحلة مضنية، تمكن الصحافيان المصابان من الوصول إلى وادي البقاع في لبنان. أما بالنسبة إلى ماري كولفين وأوشليك، فقد سجل الأطباء في بابا عمرو، الذين حاولوا الحفاظ على جثتيهما أملا في إخلائهما من الحي، مقطعا مصورا يوضح مراسم جنازة بسيطة. وكان ذلك آخر أحداث أسبوع قاتم كئيب في حمص. وبينما اتجه كونروي إلى مدينة صغيرة يسيطر عليها الجيش السوري الحر، تنقل إسبينوزا من نقطة تفتيش إلى أخرى كانت الاتصالات بينها مقطوعة. أما بوفييه ودانيلز، فأسعفهما الحظ وساعدههما النشطاء في حمص على الهرب من بابا عمرو إلى منطقة أخرى من حمص.
وكانت وكالة الأنباء السورية قد قالت: إن الصحافي الإسباني الذي فر إلى لبنان خافيير إسبينوزا قد قتل وإن القوات الحكومية السورية عثرت على جثته في حمص مع جثة الصحافية الأميركية التي كانت تعمل لصحيفة «صنداي تايمز» ماري كولفين والتي قتلت في القصف للمركز الإعلامي الذي أقامه الناشطون في حي بابا عمرو، وقد نفى إسبينوزا الذي يعمل لصحيفة «إل موندو» ذلك بنفسه قائلا لصحيفته أنا حي، وقال: إنه ربما اعتقدت السلطات السورية أنه قتل لأنه في المحاولة الأولى التي قام بها للخروج من حمص ترك كومبيوتره المحمول وحقيبته وبطاقاته، وفي تغريدات قام بها على «تويتر» قال بدعابة في رسائل قصيرة «آمل إذا أعادوا لي جثتي أن أستعيد الكومبيوتر الخاص بي وبضعة آلاف من الدولارات تركتها هناك». كما قال: إنها ليست المرة الأولى التي ينسحب فيها الجيش الحر من بابا عمرو فقد حدث ذلك العام الماضي ثم عادوا وسيطروا عليه. وفي مقابلة مع «سي إن إن» وصف الصحافي الإسباني الوضع المأساوي الذي كانوا فيه قائلا: إن قصف القوات الحكومية السورية كان منتظما وإن المعركة انتهت لأن مقاتلي الجيش الحر لم يعد لديهم وسائل لوقف تقدم القوات الحكومية. وكان إسبينوزا مع الصحافيين الغربيين الآخرين في المركز الإعلامي البدائي الأسبوع الماضي عندما بدأ قصف القوات السورية عليه في بابا عمرو الذي قتل فيه ماري كولفين والمصور الفرنسي رمي أوشليك كما أصيبت الصحافية الفرنسية إديت بوفييه. وعندما بدأ القصف أبلغهم أحد نشطاء المعارضة بأن عليهم الخروج من البناية لأنها تتعرض إلى قصف مباشر، وعندما سمع الناشط صوت قذيفة قادمة حاول إدخالهم بسرعة مجددا واستطاع إسبينوزا أن يحتمي بجدار لكن ماري ورمي كانا في الخارج وسقطت عليهما القذيفة. وقد روى في حديثه إلى «سي إن إن» كيف يمر اليوم تحت القصف في حي بابا عمرو فيقول: يبدأ القصف في السادسة صباحا حتى الواحدة بعد الظهر لمدة ساعة للغداء ثم يستأنف حتى السادسة ليعود مجددا في اليوم التالي في السادسة صباحا.
بوتين: لا علاقة خاصة لنا مع سوريا

المتحدث بإسم الخارجية: معاهدة الصداقة لا تلزمنا بمساعدة دمشق اذا حدث تدخل خارجي

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»... في تصريحات اعتبرتها صحيفة «التايمز» البريطانية تحولا في سياسة روسيا إزاء الصراع الذي دام عاما كاملا في سوريا، دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ «إصلاحات مؤجلة منذ أمد بعيد»، نافيا أن تكون هناك أي علاقات خاصة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد بوتين، في مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية نشرت أمس الجمعة، أن روسيا «لا ترتبط بأي علاقة مميزة مع سوريا»، مبررا استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف «مبدئي» في مواجهة وضع «حرب أهلية».
وقال بوتين، كما جاء في النص الذي نشره موقع الحكومة الروسية على شبكة الإنترنت «ليست لدينا أي علاقة مميزة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات، ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك». وأضاف بوتين أن «المبدأ هو الامتناع عن تشجيع نزاع مسلح، وحمل الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لإطلاق النار». وتابع رئيس الوزراء الروسي أن «ما يجري هناك حرب أهلية. هدفنا هو إيجاد حل بين السوريين».
وامتنع بوتين عن التعبير عن أي دعم لبشار الأسد ردا على سؤال طرحه صحافي عن فرص الرئيس السوري في البقاء في السلطة مع الحركة الاحتجاجية التي أسفر قمعها عن سقوط أكثر من 7600 قتيل منذ نحو سنة حسب أرقام الأمم المتحدة. وقال «لا أعرف، ولا يمكنني أن أطلق تكهنات من هذا النوع».
وقد عرقلت روسيا، حليفة سوريا منذ فترة طويلة، مع حليفتها الصين قرارين في مجلس الأمن يدينان القمع الدامي لنظام الرئيس بشار الأسد، مما أثار غضب البلدان الغربية والعربية. وقال بوتين إن روسيا حاولت إجلاء الفرنسية إيديت بوفييه الجريحة في سوريا، لكن العملية «فشلت» لأن الصحافية كانت «بين أيدي متمردين» في مدينة حمص. وأضاف بوتين أن «آلية ومروحية أرسلتا إلى مكان ما في الحي (بابا عمرو)، حيث تتواجه قوات الحكومة والمعارضة»، كما ورد في نص المقابلة التي نشرت على موقع الحكومة الروسية. وأضاف أن «هذه المروحية التي كانت تقل ممثلين عن الصليب الأحمر كانت مستعدة لنقل الصحافية إلى لبنان أو فرنسا»، موضحا أن العملية لم تؤد إلى نتيجة، لأن الصحافية «كانت بين أيدي متمردين» يسيطرون على هذا الحي. وتابع بوتين أن روسيا كانت مستعدة حتى لإرسال طائرة من وزارة الحالات الطارئة الروسية لإجلاء الصحافية الفرنسية.
وردا على سؤال لصحافيين رأوا أن العلاقات بين روسيا وسوريا أقوى مما يتحدث عنه بوتين، قال رئيس الوزراء الروسي «لا أعرف حجم مبيعاتنا من الأسلحة لهم. لدينا مصالح اقتصادية في سوريا، لكنها على الأرجح ليست بحجم مصالح بريطانيا أو أي بلد آخر في أوروبا».
وكان بوتين كتب في مقال نشرته أواخر فبراير (شباط) إحدى وسائل الإعلام الروسية تمهيدا للانتخابات الرئاسية الروسية الأحد، اتهم الدول الغربية بالوقوف إلى جانب المعارضة والتخلي عن نظام بشار الأسد، وحذر من أي تدخل في سوريا.
وحول غيوم الحرب التي تخيم على إيران قال بوتين إن بلاده سوف تبذل قصارى جهدها من أجل الحيلولة دون اندلاع الحرب في المنطقة، محذرا من مغبة العواقب السلبية التي يمكن أن تمس روسيا بشكل مباشر، بما في ذلك تدفق النازحين على المناطق المجاورة لبحر قزوين وأذربيجان بالدرجة الأولى. وأشار بوتين في الوقت نفسه إلى عدم قبول بلاده للتصريحات المعادية لإسرائيل من جانب القيادة الإيرانية، وهو ما قال إن موسكو لفتت اهتمام طهران إليه. غير أنه أضاف أيضا قوله بضرورة منح إيران فرصة تطوير برنامجها النووي السلمي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي إطار استئناف التعاون بين طهران والوكالة.
ومن جانبه، أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، أن «معاهدة الصداقة والتعاون التي وقعها الاتحاد السوفياتي مع سوريا في عام 1980 والتي تظل سارية المفعول، لا تلزم روسيا بتقديم مساعدة عسكرية لسوريا في حال تعرضها لتدخل خارجي». وأشار لوكاشيفيتش ردا على تساؤل عما إذا من الممكن أن تقدم روسيا كوريثة للاتحاد السوفياتي مساعدة عسكرية لسوريا بموجب تلك المعاهدة التي تقول إحدى موادها إنه في حال غزو طرف ثالث أراضي سورية فإن الاتحاد السوفياتي يكون مدعوا إلى التدخل، إن «هذه المادة شأن المواد الأخرى في هذه المعاهدة لا تتحدث حول تقديم المساعدة العسكرية من جانبنا». وأشار لوكاشيفيتش إلى أنه وفي كل الأحوال فإن «روسيا لا تنوي القيام بعمل كهذا»، فيما أكد أن المعاهدة لا تزال سارية المفعول.
النظام في سباق محموم مع إنهاك قواته والانشقاقات وتناقص الموارد

مليار دولار تكلفة الحملة شهريا.. ولا توجد قوات لمواجهة المدن المنتفضة كلها دفعة واحدة

بيروت: نيل ماكفاركوهار* .... أتاحت سيطرة الجيش السوري على معقل الثوار الرئيسي في مدينة حمص المحاصرة يوم الخميس، للجنود الموالين للنخبة الحاكمة التركيز على معاقل الثوار الأخرى في أقصى الشمال رغم تزايد الضغط الدولي من أجل وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وصرحت كتيبة ثوار بابا عمرو في بيان، بعد إعلانها انسحابها التكتيكي من حي بابا عمرو في حمص بعد تحمل التعرض لقصف بالمدافع والدبابات وطلقات نيران من القناصة لأكثر من شهر، بأن المعركة غير متكافئة وأنهم غير قادرين على تبرير الإبقاء على آلاف المدنيين تحت الحصار في ظل ظروف إنسانية صعبة في حي تظهر على أكثر البنايات به آثار القصف ويعاني سكانه من نقص الطعام والدواء والماء والكهرباء والعزلة عن العالم الخارجي. لقد كان الانسحاب نصرا كبيرا بالنسبة للرئيس بشار الأسد، حيث نجحت قواته في قمع التمرد المسلح سريعا قبل تزايد الضغط الدولي أو تفكك القوات المسلحة في ظل زخم مستمر لثورة اندلعت منذ عام تقريبا. ويفتقر النظام السوري إلى عدد من القوات يكفي لإخضاع المدن المتمردة الأخرى في الوقت ذاته، لذا تقوم الاستراتيجية على استعادة السيطرة على بقعة ساخنة تلو الأخرى، في الوقت الذي يعمل فيه على عرض إجراء تغيير سياسي محدود. مع ذلك يظل النظام في سباق محموم مع الإنهاك والانشقاقات وتناقص الموارد. ويقول عقيل هاشم، لواء جيش متقاعد يقدم مشورته للمجلس الوطني السوري: «لا يتمتع الجيش السوري بالقوة الكافية لخوض معارك في أنحاء البلاد، لكن لديه القوة الكافية لقتال المدنيين والمنشقين الذين يمتلكون أسلحة خفيفة. إنه لا يمتلك عدد القوات اللازم للتعامل مع كل هذه الانتفاضات والاحتجاجات في وقت واحد، لذا يتعاملون مع واحدة تلو الأخرى».
ومع النصر الظاهري في حمص، من المتوقع أن يصعد الجيش السوري هجومه على حماه باتجاه الشمال، وكذلك سيحاول السيطرة على محافظة إدلب، حيث أعلنت الكثير من المدن والمناطق الريفية بها نفسها مناطق غير تابعة للنظام.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الجيش سيستطيع الحفاظ على هذا الزخم وإلى متى، بينما يحاول الثوار تنظيم صفوفهم. الأمر الأكيد هو سيطرة عائلة الأسد على الجيش لفترة طويلة. ويقول إلياس حنا، لواء جيش لبناني متقاعد ومحلل عسكري: «لقد تم تشكيل وتنظيم هذا الجيش لأربعين سنة للتعامل مع أسوأ سيناريو مثل الذي يحدث اليوم، وهذا سبب تماسكه». لا يوجد إجابة قاطعة بنعم أو لا عن السؤال عن فترة صمود الجيش، فطبيعته الغامضة تجعل من تقييم الإحصاءات الأساسية مثل عدد الجنود الذين في الخدمة محض تخمين. مع ذلك ومنذ اندلاع الاحتجاجات شهر مارس (آذار) الماضي، اتضحت المميزات التي تمتع بها القوات الموالية لنظام الأسد وأولاها، كما تعلم ثوار وسكان بابا عمرو من خلال التجربة المريرة، قوة السلاح التي تستخدمها القيادة ومن بينها الدبابات والمدفعية الثقيلة والمروحيات أو الطائرات الحربية إن استدعى الأمر. وثانية تلك المميزات هي سيطرة الطائفة العلوية على سلاح الضباط وأجهزة الاستخبارات وأكثر الوحدات الخاصة مثل الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يتولى قيادتها شقيق الرئيس ماهر الأسد. لقد أقنعتهم العائلة الحاكمة، التي تنتمي إلى الطائفة ذاتها، بأن نجاح الثورة يعني نهايتهم وإبادتهم. أما ثالثة هذه المميزات فهي مراقبة ضباط الجيش باستمرار في دولة بوليسية مثل سوريا، ويساعد المخبرون في قرى يقال إنها مناهضة للنظام، الشرطة السرية في متابعة ما يحدث.
على الجانب الآخر، لا تمتلك المعارضة سوى الأسلحة الخفيفة مثل مدافع الهاون والقذاف الصاروخية التي لا تستطيع سوى تعطيل الدبابات في أفضل الأحوال. وليس للمعارضة قيادة موحدة منظمة رغم إعلان المجلس الوطني السوري يوم الخميس عمله على تشكيل هذه القيادة. وتواجه المعارضة العسكرية وقوامها الجيش السوري الحر المتمركز في تركيا خلافات شخصية مثلها مثل قوى المعارضة السياسية.
مع ذلك الروح المعنوية للثوار مرتفعة ويتجه التوزيع الديموغرافي إلى جانبهم بمرور الوقت. ويمثل العلويون نحو 12 في المائة من تعداد السكان في سوريا البالغ 23 مليون نسمة. ويمثل المسلمون السنة العمود الفقري للمعارضة، حيث تصل نسبتهم إلى 75 في المائة من تعداد السكان. مع ذلك ربما يستغرق إحداثهم تأثيرا عاما أو يزيد على حد قول محللين، لذا يتطلب أي تغيير سريع في حظوظهم حصولهم على ورقة رابحة. ولا يوجد ما يشير إلى وصول إمدادات أسلحة للمعارضة على أرض الواقع أو وصول أسلحة ثقيلة إلى سوريا. على سبيل المثال عندما زودت إيران وسوريا المتمردين في العراق بالسلاح، كانت هناك زيادة في كمية المتفجرات الخارقة للمدرعات وارتفاع معدل الهجمات على أهداف أهم. ولا يوجد أي انشقاقات من جانب مسؤولي الحكومة السورية كما يوضح محللون، كذلك لم يثر الدفن المستمر للجنود في قرى العلويين تذمرا كبيرا. وأوضح جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية الأميركية، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مؤخرا، أنه بعد مرور نحو عام على اندلاع الثورة السورية، تتميز سوريا بـ«تماسك النخبة». وأضاف: «دون القيام بانقلاب أو شيء من هذا القبيل، سيظل الأسد في السلطة يفعل ما يحلو له. ولا يرى الأسد نفسه، ربما لحاجته النفسية إلى سيره على نهج أبيه، أي خيار آخر سوى سحق المعارضة».
تكمن الإجابة عن القوة النسبية للقوات الموالية للنظام في عدد الجنود الذي يمكن للأسد نشرهم. وتشير التقديرات إلى أن حجم أفراد جيشه وأفراد أجهزة الاستخبارات يتراوح بين 250 ألفا و560 ألفا، وأكثرهم من المجندين الشباب. ويتراوح عدد العلويين من القوات من 60 ألفا إلى ما يزيد على ذلك بثلاثة أمثال بحسب بعض التقديرات. ويزداد احتمال إنهاك القوات بسبب الاستمرار في نشرها.
وقال كلابر في شهادته أمام مجلس الشيوخ إنه تم نشر 80 في المائة من «وحدات المناورة» التابعة للنظام أو الدبابات والمدفعية خلال العام الماضي وتعد تلك النسبة مرتفعة. وتمثل الانشقاقات عاملا هاما، لكنه ليس حاسما. ويظهر في مقطع مصور نشر مؤخرا على موقع «يوتيوب» وحدة كاملة مكونة من 500 فرد ينشقون بشكل جماعي.
ويرجح أمين حتيت وهو لواء جيش لبناني متقاعد آخر ومحلل استراتيجي، أن عدد المنشقين أقل من نسبة الجنود الذي يتوقع أن يتغيبوا دون إذن رسمي خلال أي صراع. لقد جنّد النظام عشرات الآلاف من الشبيحة مقابل مبالغ ضخمة من أجل «قمع الانشقاق». مع ذلك في الوقت الذي يتاح للجيش فرصة فضّ المظاهرات بالقوة، يتعين عليه نشر أفضل وحدات لديه من أجل استعادة السيطرة على حمص والمدن الأخرى التي بها جماعات مسلحة منظمة.
وتكّلف عمليات الجيش سوريا نحو مليار دولار شهريا بحسب تقديرات مسؤول أميركي رفيع المستوى. وتقلص الاحتياطي الأجنبي إلى 10 مليارات دولار أو أقل على حد قول محللين رغم كثرة التكهنات بأن إيران وروسيا تعمل على تعويض هذا النقص. وفي ظل هذا القتال، حدث انقسام طائفي بين العلويين وأغلبية السكان من السنة، حيث ساعد المدنيون المنتمون إلى الطائفة العلوية في قمع واحدة من المظاهرات الكبيرة التي نُظمت في دمشق في الثامن عشر من فبراير (شباط) والتي كان أغلب المشاركين فيها من السنّة. وقال محلل سوري رفض ذكر اسمه لأسباب تتعلق بأمنه الشخصي: «إنها حرب مقدسة بالنسبة إليهم لأنه ليس لديهم بديل».
على الجانب الآخر، قال أحد سكان إحدى القرى ذات الأغلبية السنية على أطراف مدينة إدلب الواقعة في الشمال قبل أن يغادر البلاد مؤخرا، إنه تم قتل جنديين منشقين على يد الجيش. وفي حين رفضت أسرة أحد الجنديين عرض الجماعات المسلحة في القرية بإقامة جنازة شعبية له خوفا من النظام، وتم نبذها، أقامت أسرة الجندي الثاني، جنازة شعبية مهيبة.
* خدمة «نيويورك تايمز»
تركيا تحبط محاولة سورية لاختطاف الأسعد والشيخ وضباط آخرين

ضابط منشق لـ «الشرق الأوسط»: هذه هي المحاولة الثالثة

بيروت: «الشرق الأوسط» ... رفضت مصادر تركية التعليق على معلومات عن اكتشاف مخطط سوري لاختطاف قائد «الجيش السوري الحر» العقيد المنشق رياض الأسعد، والعميد المنشق مصطفى الشيخ، وآخرين، من مقر إقامتهم في مخيم «أبايدن» المخصص للعسكريين المنشقين جنوب تركيا، فيما قال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده «تقوم بواجباتها كاملة حيال ضيوفها»، وهي الصفة التي يطلقها المسؤولون الأتراك على اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها. غير أن قيادة «الجيش الحر» أكدت لـ«الشرق الأوسط» هذه التقارير، متحدثة عن «محاولات عديدة سابقة» لاختطاف الأسعد، بينها اكتشاف جندي كان ادعى الانشقاق للتجسس عليه لصالح النظام.
وأوضحت مصادر تركية أن عددا من الأتراك متورطون في محاولة الاختطاف، مشيرة إلى أنه تم القبض على سوريين و5 أتراك كانوا يجمعون المعلومات، فيما كان بعضهم يسعى للتشويش على زيارة كانت مقررة لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى المخيم. وقالت مجلة «صباح» التركية أمس إن الاستخبارات العسكرية التركية أوقفت سيدة سورية تدعى سهيلة تفنكجي ومواطنها ممدوح المصطفى. وأوضحت أن المتهمين بدآ في جمع لوائح اسمية لكل المقيمين في المخيم من الضباط، مما استرعى انتباه الاستخبارات التركية التي راقبتهما قبل القبض عليهما.
وأكد الرائد المظلي المنشق خالد الحمود، أن «السلطات التركية أحبطت محاولة لاستدراج العقيد رياض الأسعد وخطفه». وقال الحمود الذي يرافق الأسعد كظله لـ«الشرق الأوسط»: «تبلغنا بأن هناك محاولة لاختطاف العقيد الأسعد ويجري التحقيق بشأنها، لكن هذه المحاولة ليست الوحيدة إذ سبق لنا أن ضبطنا معنا في المخيم مجندا تبين أنه يجري اتصالات سرية مع المخابرات السورية، فقمنا بتسليمه إلى السلطات التركية التي حققت معه ورحلته إلى سوريا، كما أن حرس الحدود الأتراك ألقوا القبض قبل شهر تقريبا على قناصين اثنين عندما كانا يحاولان التسلل إلى الأراضي التركية من جهة المخيم الذي توجد فيه قيادة الجيش الحر». وأكد الحمود أن «أحدا لا يمكنه الوصول إلى العقيد الأسعد أو استدراجه أو خطفه، فهو محاط بأكثر من 25 عنصرا من الجيش الحر من أصحاب الكفاءة العالية في المواكبة والحماية الشخصية، كما توجد ضمن حراسه عناصر من الشرطة التركية، وتنقلاته خارج المخيم تكون دائما تحت حماية ومواكبة عناصر من المخابرات التركية أيضا».
فرنسا تغلق سفارتها.. وكاميرون: الأسد سيواجه «يوم الحساب» وسيدفع ثمن جرائمه

قادة أوروبا يؤكدون عزمهم على «ضمان تحميل الذين يرتكبون الأعمال الوحشية في سوريا مسؤولية ما يقترفون»

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط» .... وجه قادة الاتحاد الأوروبي تهديدا أمس لكل من شارك في الحملة الدموية التي تشهدها سوريا، بالمثول يوما ما أمام القضاء، حيث تحدث رئيس الوزراء البريطاني عن حالة من «همجية القرون الوسطى» تسود سوريا. ودعا كاميرون إلى «يوم حساب» يحاكم فيه النظام السوري ويحمل المسؤولية عن العنف خلال الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال كاميرون للصحافيين لدى وصوله للمشاركة في اليوم الثاني من قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل «نحتاج للبدء في جمع الأدلة الآن لأنه سيجيء يوم - مهما طال الوقت - لحساب هذا النظام الفظيع». وأضاف: «أرى أن ما يهم هو بناء الأدلة والصورة حتى نحاسب هذا النظام الإجرامي ونتأكد من محاسبته على جرائمه التي يرتكبها ضد شعبه».
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أن نظام الرئيس بشار الأسد «يذبح شعبه» حيث يكتب تاريخ مدينة حمص «بدماء مواطنيها». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جهته أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق للتنديد بـ«فضيحة» القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. وصرح ساركوزي أمام الصحافيين «قررت مع وزير الخارجية ألان جوبيه إغلاق سفارتنا في سوريا». وقال ساركوزي: «حمص تمحى من الخريطة.. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق». وأضاف أن «المجلس (الأوروبي) ندد بأشد العبارات بما يحصل في سوريا وليس فقط في مكان وجود أشقائكم (...) لكن هذا الرمز بالتحديد غير مقبول» في إشارة إلى اقتحام حي بابا عمرو في حمص.
وأكد ساركوزي «أبلغنا المجلس الوطني السوري بدعمنا وقد أشار إليه المجلس الأوروبي وسنواصل اتخاذ المبادرات في مجلس الأمن الدولي لإزالة عدد من العراقيل». وتابع: «أؤيد إقامة مناطق إنسانية على الحدود السورية على الأقل للسماح باستقبال الهاربين من اضطهاد النظام السوري الذي لا بد أن يرحل».
وردا على سؤال عن إمكانية تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية، قال ساركوزي إنه «يؤيد تقديم جرعة إضافية من المساعدة إلى الديمقراطيين في سوريا».
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه «غير مقبول على الإطلاق». وأكدت عقب اختتام قمة الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد سيبذل ما بوسعه حتى «يتم مستقبلا محاكمة الذين ينتهكون حقوق الإنسان بأقصى درجة، اليوم».
وطالب رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بيان قمتهم بالسماح بدخول منظمات الإغاثة إلى سوريا لتوصيل المساعدات.
واختتم قادة الاتحاد الأوروبي أمس قمة في بروكسل استمرت يومين، بإعلان أكد على عزمهم «ضمان تحميل أولئك الذين يرتكبون تلك الأعمال الوحشية في سوريا، مسؤولية ما يقترفون من أعمال». وتعهدوا أيضا بـ«التنسيق عن كثب مع أولئك الذين يعملون على توثيق هذه الجرائم المفزعة وتقديم العون لهم».
أعيدت صياغة البيان قبيل ختام القمة، ليعكس الموقف الأوروبي القوي إزاء ما يجري في سوريا، بحسب رئيس الاتحاد هيرمان فان رومبوي. وأضاف أن السلطات السورية لن تتحمل المسؤولية فحسب بل سيكون عليها أن «تبرر تصرفاتها أمام دائرة قضائية».
كما أصدر القادة توجيهات لوزراء خارجيتهم بإعداد المزيد من الإجراءات العقابية لممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري.
وفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات استهدفت قطاع النفط والبنك المركزي السوري والطيران والحكومة والمعادن النفيسة وتجارة الأسلحة. وجدد الاتحاد الأوروبي مطلبه بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد والوقف الفوري للعنف المفرط وانتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب السوري. وأعلن الاتحاد استعداده لتمويل مساعدات إنسانية للسوريين حال توافر الظروف الضرورية.
ويطالب دول الاتحاد الأوروبي من جديد الأسد بالتنحي، ويعرضون مساعدتهم على سوريا فور بدء عملية انتقال ديمقراطية. كما يعتزم الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالمجلس الوطني السوري «ممثلا شرعيا للسوريين»، على غرار ما قام به وزراء خارجية دول الاتحاد هذا الأسبوع. وبالتوازي مع ذلك، تعتزم دول الاتحاد الأوروبي مطالبة هؤلاء الذين يسعون نحو «سوريا جديدة» من خلال الطرق السلمية إلى مزيد من الاتحاد. كما عبر قادة أوروبا في مسودة بيانهم عن استعدادهم لتفعيل صناديق المساعدات الإنسانية لصالح سوريا، حينما تسمح الظروف على الأرض بدخول منظمات الإغاثة المختلفة إلى المناطق المتضررة.
ودعا زعماء أوروبا كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، خاصة الصين وروسيا، للعمل معا من أجل وقف العنف في سوريا، كما أبدوا دعمهم للمعارضة السورية في سعيها للحصول على «الحرية والكرامة والديمقراطية».
وتحت عنوان «صفحة الحقائق»، صدر عن المجلس الأوروبي بيان على هامش القمة، جاء فيه، أن الاتحاد الأوروبي استجاب وبشكل خاص للاحتجاجات التي بدأت في سوريا في مارس (آذار) 2011 ضد الحكومة، وطالب التكتل الموحد بضرورة وضع حد للعنف «المروع وغير المقبول ضد المدنيين»، وضرورة انسحاب الجيش السوري من البلدات والمدن المحاصرة وتنفيذ إصلاحات ذات مصداقية، وديمقراطية حقيقية وحوار وطني حقيقي وشامل، كما أدان بأشد العبارات انتهاكات حقوق الإنسان.
إلى ذلك أعلنت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن عقد «منتدى إنساني» حول الوضع في سوريا، تشارك فيه منظمات إنسانية ودول ومنظمات إقليمية، الخميس المقبل في الأمم المتحدة في جنيف.
وقالت إليزابيث بيرز أمس لوسائل الإعلام إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجهاز المفوضية الأوروبية للمساعدة الإنسانية تنظم هذا «المنتدى الإنساني» حول حاجات السكان في سوريا.
وأضافت أن الاجتماع سيعقد في الثامن من مارس في جنيف. وأوضحت المتحدثة أن «المنظمات الإقليمية والدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية ستدعى» إلى المشاركة في المؤتمر.
وذكرت المتحدثة أن المنتدى «اجتماع تقني وعملي» يهدف إلى «مناقشة الوضع الإنساني» في سوريا و«تقويم المساعدة الراهنة والتخطيط لما يمكن القيام به». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
كما ناشد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات السورية أمس إلى احترام القانون الدولي بعد أنباء غير مؤكدة عن إعدام 17 شخصا دون محاكمات بعد دخول القوات السورية إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «نحن قلقون بشأن الأنباء التي بدأت تخرج من حي بابا عمرو في حمص بعد سيطرة القوات السورية عليه بالأمس».
وأضاف أن مجلس حقوق الإنسان وصلته معلومات «تشير إلى تنفيذ مجموعة من الإعدامات الرهيبة التي تمت دون محاكمات» بعد سيطرة القوات السورية على حي بابا عمرو أول من أمس.
وأضاف: «نود أن نذكر السلطات (السورية) بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي.. ومن المهم عدم وقوع أي عمليات انتقامية غير قانونية أو إعدامات دون محاكمة أو عمليات تعذيب أو عمليات اعتقال تعسفية». وقال: «لقد ارتكب ما يكفي من الجرائم في سوريا خلال العام الماضي».
وكان المجلس الوطني السوري المعارض حذر من عمليات انتقامية ضد سكان حي بابا عمرو بعد اقتحام قوات الأسد له.
ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السلطات السورية إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا «من دون شروط مسبقة»، معتبرا أن الوضع في هذا البلد «غير مقبول ولا يمكن التساهل معه».
وقال بان كي مون في تصريح صحافي «أطلب منهم بإلحاح أن يضعوا حدا للعنف، وأن يسمحوا بإدخال المساعدات الإنسانية»، مضيفا «هذه المسألة في صدر أولوياتنا في الوقت الحاضر»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «لكن ينبغي وقف كل أعمال العنف في الوقت نفسه».
وقال إن الأمم المتحدة تعمل جاهدة على تنظيم زيارة مسؤولة العمليات الإنسانية فاليري أموس إلى سوريا «في أقرب وقت ممكن»، لكي تجري تقييما للوضع الإنساني، معتبرا أن تصريحات المسؤولين السوريين الأخيرة «تشير على ما يبدو إلى أنهم يرغبون في استقبال فاليري أموس».
إلى ذلك قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة نشرت أمس إن أيام الرئيس السوري بشار الأسد «باتت معدودة»، مضيفا أن واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديمقراطي في سوريا.
وفي مقابلة مع مجلة «أتلانتك منثلي» قال أوباما «تقديراتنا تشير إلى أن أيام الأسد معدودة. ولم يعد الأمر يتعلق بإذا ولكن بمتى» سيسقط نظام الأسد. وأضاف: «والآن، هل نستطيع تسريع ذلك؟ نحن نعمل مع المجتمع الدولي لمحاولة القيام بذلك».
وأقر أوباما أن سوريا أكبر وأكثر تعقيدا من ليبيا، وأن دولا كروسيا تعرقل اتخاذ أي عمل في الأمم المتحدة.
إلا أنه أشار إلى الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة من خلال مجموعة «أصدقاء سوريا» لإيصال المعونات الإنسانية إلى المدن التي تتعرض لهجمات القوات السورية.
«بابا عمرو» كان مركزا لـ«الجيش الحر».. ودفع أهله الثمن

الموتى دفنوا تحت جنح الظلام في غياب أهلهم

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: سوسن الأبطح ... أعلن الصليب الأحمر عن وصول قافلة المساعدات الإنسانية إلى حمص، بينما استبعد ناشطون في لبنان وصول جرحى من بابا عمرو، بسبب انقطاع الطرقات وتراكم الثلوج بشكل كبير.
وفي شمال لبنان حيث يوجد عشرات الجرحى من بابا عمرو، الذين تم نقلهم أثناء الاشتباكات الأخيرة، تخوف هؤلاء من عمليات انتقامية واسعة يمكن أن يتعرض لها الأهالي هناك بعد دخول الجيش السوري. وقال أحدهم، وأطلق على نفسه اسم «جهاد»: «وصلت منذ عدة أيام إلى لبنان، وأعرف أن عزيمة أهالي بابا عمرو لن تلين، وسوف يعودون للتظاهر بعد أيام». وإذ أعرب بعض الجرحى عن حزنهم الشديد، قال آخرون إنها ليست المرة الأولى التي ينسحب فيها «الجيش الحر» من بابا عمرو ليعود إليها أقوى مما كان. وهم يصفون حمص بأنها «عاصمة الثورة»، بينما بابا عمرو هو «عاصمة حمص».
ولكن لماذا استهدف حي بابا عمرو بشكل خاص، دون غيره من أحياء حمص. يقول محمد (اسم مستعار) الواصل من بابا عمرو منذ 4 أيام لـ«الشرق الأوسط»: «منذ البداية كنا أول من تظاهر في حمص، وبكثافة كبيرة، وكانت الأحياء الأخرى تأتي لنصرتنا. هذا ربما ما استقطب (الجيش الحر)، الذي بدأ يوجد في المدينة بشكل ملحوظ بعد عيد الفطر الماضي، خصوصا أن 50 عنصرا من الحي كانوا قد أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي. فالمنشقون من مختلف المناطق كانوا يجدون ملجأ عندنا. ونحن من جهتنا كنا لا نقصر معهم، ونؤوي كل 15 عنصرا منهم في شقة، بينما تعمل نساؤنا على تزويدهم بالطعام». ويتابع محمد: «المنشقون كانوا يأتون بابا عمرو من حماه ودمشق وكل المناطق الوسطى. وكانوا يكتفون بالدفاع عن الأهالي حين يتظاهرون ويهاجمون الأمن، أما حين يدخل الجيش المدينة فكانوا يختفون تماما، ويحاولون عدم مواجهته، إلى أن كان الاشتباك الأول قبل 4 أيام من عيد الأضحى، وفي اليوم الأول للعيد انسحب (الجيش الحر)، وتساءلنا إلى أين ذهبوا، لكنهم عادوا بعد 10 أيام بأقوى مما كانوا، بمساعدة شباب من الحي، الذي ساعدوهم على اجتياز الحصار عبر البساتين التي تحيط بالحي من الجهة الغربية». ويضيف محمد: «من حينها تحول بابا عمر إلى مركز أساسي لـ(الجيش الحر)، مما تسبب في استهدافه ودكه بالقذائف والصواريخ».
جهاد من جهته يروي أن «كثافة القذائف التي كانت تنزل على بابا عمرو، خلفت دمارا هائلا، وأن السكان كانوا يسعفون بعضهم بعضا بنقل الجرحى إلى المستشفى الميداني». أما «الجيش الحر»، يضيف جهاد: «فقد قسم نفسه إلى فرق، فإضافة للمقاتلين، هناك فريق صغير لإغاثة الجرحى، وآخر لمساعدة الأهالي، وفريق ثالث لدفن الموتى». ويشرح جهاد: «دفن الموتى تحت القصف من أصعب المهام. لكن فريق (الجيش الحر) المعني بهذا الأمر كان ينتظر ما بعد السابعة مساء، حيث يهدأ القصف كل ليلة بانتظار انقشاع الفجر. وتحت جنح الظلام يؤخذ الميت، من قبل شخصين أو 3 ويمنع أهله من اصطحابه لخطورة الوضع، ويوضع في سيارة ويتكفل هؤلاء الأشخاص بدفنه في مقبرة حي بابا عمرو التي تقع - لسوء الحظ - في البساتين، التي باتت من أخطر المناطق. ونتيجة لهذه الخبرة بات (الجيش الحر) قادرا على التنقل بالسيارات من دون استخدام أضواء السيارات أو اللجوء إلى المكابح التي تترافق مع ضوء صغير، يمكن أن يلمحه الجيش ويقصف السيارة مباشرة». وأضواء المكابح كانت سببا، على ما يروي أهالي الحي، في قتل عائلات كانت تحاول الهرب في الليل ووقع سائقها في هذا الخطأ القاتل.
عماد وصل هو الآخر من بابا عمرو من أيام، الحي الذي يصفه بأنه «فقير وغارق في البطالة، وسكانه من العمال الذين بالكاد يعيلون أسرهم». ويقول عماد: «نحن في انتظار عودة (الجيش الحر)، وسنضعهم في عيوننا وقلوبنا. لا نعرف أين ذهبوا لكنهم بالتأكيد عائدون».
في هذا الوقت، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة تابعة لها تحمل مساعدات إنسانية وصلت مدينة حمص السورية ودخلت منطقة بابا عمرو المنكوبة. وقالت كارلا حداد، كبير المتحدثين باسم اللجنة في جنيف: «نحن في حمص ونستعد لدخول بابا عمرو».
وكانت اللجنة قد ذكرت في وقت سابق أن قافلتها المكونة من 7 شاحنات والمحملة بالأغذية وإمدادات الإغاثة الأخرى اتجهت من العاصمة دمشق إلى حمص حيث ينتظرها متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري وسيارات الإسعاف التابعة له ليدخلا منطقة بابا عمرو معا.
مظاهرة أمام السفارة الإيرانية بالقاهرة لطرد القائم بالأعمال ورفض دعم طهران للأسد

نائب بالبرلمان المصري: لدي معلومات عن وجود 20 ألفا من الحرس الثوري الإيراني في سوريا

جريدة الشرق الاوسط.. القاهرة: وليد عبد الرحمن... تظاهر العشرات من النشطاء المصريين والعرب أمام السفارة الإيرانية في القاهرة أمس الجمعة، لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون مصر، بطرد القائم بالأعمال الإيرانية من البلاد، احتجاجا على الدعم العسكري الذي تقدمه طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في قمع الاحتجاجات والثورة السورية، ورفض التدخل الإيراني في المنطقة بشكل عام وسوريا على وجه الخصوص. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها «لن تكون مصر مرتعا للسفاحين»، و«الشعب المصري يرفض مرور الأسلحة من على أرضه لقتل السوريين»، و«الشعب يريد طرد المجوس».
وقال النائب ممدوح إسماعيل، عضو مجلس الشعب المصري (البرلمان)، الذي قاد المظاهرة، إنه شارك للتنديد بالتدخل والدعم الإيراني للنظام السوري، معتبرا مظاهرة المصريين موقفا واعيا وتاريخيا وسياسيا وإسلاميا وإنسانيا. وأضاف أن «ما يحدث في سوريا يندى له جبين الإنسانية، قبل أن يندى له جبين أي مسلم؛ فهناك ذبح وقتل وسفك دماء وتدمير للمساجد»، وقال: «لو أن اليهود دخلوا سوريا لن يفعلوا مثل ما فعل بشار الأسد».
وكشف إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» عن أن «لديه معلومات وأدلة مؤكدة على أن 20 ألفا من الحرس الثوري الإيراني موجودون في سوريا، وهناك دعم إيراني للنظام السوري عبر العراق ومنافذ أخرى عبر لبنان»، موضحا أن مظاهرة أمس كانت «لفضح الدور الإيراني الذي تعرى تماما».
ونفى إسماعيل تعرض المتظاهرين لأي حملات اعتقال، وقال: «حدثت بعض المناوشات البسيطة بين الشباب المتحمس والأمن؛ حيث تم الاشتباه في أن أحدهم يحمل مسدسا، لكن لم يتم اعتقال أحد».
كان محيط السفارة الإيرانية في القاهرة قد شهد تعزيزات أمنية مكثفة من قبل قوات الجيش والشرطة؛ حيث تم فرض كردون أمني حول السفارة لمنع وصول المتظاهرين إليها، بينما وجدت قيادات أمنية رفيعة المستوى بالمظاهرة.
وأمهل المتظاهرون السلطات المصرية أسبوعا لغلق السفارة وطرد القائم بالأعمال وقطع العلاقات نهائيا مع إيران، مهددين بخروج مظاهرات من جميع المساجد على مستوى الجمهورية إلى القنصلية الإيرانية لإغلاقها بالقوة، متوعدين بحشد كبير الجمعة المقبل.
إمام المسجد الحرام: سوريا تعد بوابة الحرية ورمزا للثبات والصمود

ابن حميد: الشعب السوري يتصدى بإيمانه للظلم الواقع عليه

مكة المكرمة: «الشرق الأوسط» ... قال الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، أمس، خلال خطبة الجمعة، إن سوريا تعد بوابة الحرية وعنوان الشجاعة ورمز الثبات وصروح البسالة، سائلا الله - عز وجل - أن يحفظ الشعب السوري وأن يجمع كلمته وأن يحقن دماءه.
وذكر ابن حميد بأن الشعب السوري يتصدى بإيمانه لمجنزرات الظلم ودبابات الطغيان، يسطر سيرة أذهلت هذا العالم المتخاذل، عالم الظلم والمصالح الضيقة والحسابات الجائرة.
وأضاف أن «الشعب السوري يتصدى بصورة بسالة وعزة أخجلت القريب والبعيد، عام كامل وهم أعزة كرام، يقاومون الظلم ويأبون الخنوع، إنهم أحفاد خالد بن الوليد الذي مات على فراشه عزيزا منتصرا وليس في جسده شبر إلا فيه ضربة من سيف أو طعنة من رمح، أحفاد خالد خرجتم في شموخ وعزة».
ودعا إمام المسجد الحرام الله أن يحفظ السوريين، «وأن يجمع كلمتهم ويحقن دماءهم ويحفظ أعراضهم، ويشفي مريضهم، ويرحم ميتهم، وأن يفك حصارهم.. واربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وانصرهم على من بغى عليهم، واجعل لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية، وعليك بالطغاة الظلمة في سوريا فقد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا وأسرفوا في الطغيان، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك».
 
سوريا.. خدعة روسية جديدة؟

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط.. صرح المرشح الرئاسي الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات جديدة لافتة حول الأوضاع في سوريا، واللافت أن تلك التصريحات لم تكن أمام الناخبين الروس، بل كانت أمام ست صحف دولية، فهل هذه خدعة روسية جديدة، أم هي رسالة للغرب، والمنطقة؟
يقول فلاديمير بوتين، إن روسيا ليس لديها «أي علاقة مميزة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات، ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك»، مضيفا أن لا «علاقة خاصة» بين موسكو ودمشق، وأن روسيا لا تعتزم الانحياز لجانب دون الآخر. كما قال إن مصالح بلاده التجارية مع سوريا لا تزيد على مصالح بريطانيا، أو غيرها من الدول الأوروبية. وهذا ليس كل شيء، بل إن بوتين رفض التعبير صراحة عن أي دعم للأسد، حيث قال ردا على سؤال طرحه صحافي عن فرص الأسد بالبقاء مع الثورة السورية «لا أعرف، ولا يمكنني أن أطلق تكهنات من هذا النوع». فهل ما يقوله بوتين، الرئيس القادم لروسيا، هو ملامح تغيير في الموقف الروسي، أي أن موسكو بدأت تدشن سوق البيع السياسي؟ أم أن هذه خدعة أخرى لإعطاء فرصة جديدة للأسد عله ينقض على الثورة السورية ويقضي عليها؟
قبل الإجابة لا بد من رواية قصة باتت معروفة، وهي ليست بسر، حيث راج أن الروس أبلغوا من زارهم مؤخرا، ويقال إن من ضمنهم شخصية لبنانية سياسية، بأن الأسد باق كرئيس لسوريا ما بقي بوتين رئيسا للوزراء في روسيا، وهذا كلام واضح، حيث لم يقل إنه ما دام بوتين في السلطة، أو ما بقي على قيد الحياة. وهذا الأسبوع يتوقع أن يكون بوتين رئيسا لروسيا، وتحديدا بعد غد، واللافت في تصريحات بوتين أنها جاءت أمام صحافيين دوليين، كما أن بوتين يقول، إن بلاده تريد علاقات كاملة مع جورجيا، أي أن بوتين يحضر لمرحلة جديدة في ظل رئاسته. كما أن هناك معلومات سمعتها من مصادر عربية مختلفة، بعضها يقول، إن موسكو تقول لهم توقفوا عن التصعيد ضدنا، وأمهلونا حتى يوم 4 من هذا الشهر، أي يوم غد (الأحد)، وحتى نتجاوز الانتخابات الرئاسية الروسية، وهناك مصادر أخرى تقول إنها سمعت في موسكو أن روسيا قد لا تعارض رحيل الأسد، ولكن ليس سقوط النظام كاملا! ورأينا بالطبع السفير الروسي لدى إسرائيل وهو يحذر الإسرائيليين في شريط فيديو مسرب من أن «الأسد السيئ أحسن لهم من (الإخوان المسلمين)»، وتلك كلها رسائل متناقضة بالطبع، بل إن في تصريحات بوتين نفسها ما هو مريب، خصوصا حين قال، إن طائرة مروحية روسية حاولت إنقاذ الصحافية الفرنسية في حمص ولم تنجح، ملقيا باللوم على الثوار، والمقلق هو: هل كانت القوات الروسية تشارك في قمع السوريين مساعدة للأسد؟
وعليه، فللإجابة عن التساؤلات نقول، إنه لا يمكن الوثوق بموسكو، ويجب التحرك لدعم الثوار السوريين بالسلاح، وخلافه، خصوصا أن السوريين يقتلون من قبل قوات الأسد بلا رحمة.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,920,593

عدد الزوار: 7,650,896

المتواجدون الآن: 0