"النهار" تنشر مشروع القرار الأميركي عن سوريا...مجازر في بابا عمرو والرستن.. و«الحراك» ساحة معارك جديدة بين قوات الأسد و«الجيش الحر»..طهران قدمت عرضا للأسد بالتنحي عبر مسؤول عراقي كبير..سفير بريطانيا لدى سوريا: نظام الأسد قد ينهار قبل نهاية العام

أردوغان للأسد: لن تفلت كما أفلت والدك..الإعلان عن تشكيل أول سرية علوية في الجيش الحر..أردوغان يطالب بفتح ممرات إنسانية.. وباريس تدعو لحرية تنقل آموس في أرجاء سوريا

تاريخ الإضافة الخميس 8 آذار 2012 - 5:16 ص    عدد الزيارات 2513    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أردوغان للأسد: لن تفلت كما أفلت والدك
أوباما: الأسد ديكتاتور سيسقط ولن نقوم بعمل عسكري أحادي * مذابح في بابا عمرو.. والأمم المتحدة: لدينا أشرطة تعذيب جرحى * أوروبا تبحث طردا جماعيا لسفراء النظام
بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط»
حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة استمراره في انتهاج سياسة العنف ضد معارضيه من الشعب السوري، موجها إليه رسالة مفادها أنه لن يفلت من العقاب كما أفلت والده. وقال أردوغان أمس في البرلمان التركي إن «الأسد سيدفع ثمن هذا العنف في ما بعد، وإراقة الدماء في المدن لن تمر دون حساب. إن والده لم يحاسب على أفعاله في هذا العالم، ولكن نجله سيحاسب على هذه المذبحة». وطالب رئيس الوزراء التركي الحكومة السورية بتمهيد الطريق فورا لفتح ممرات لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين المتضررين في سوريا.
من جهته أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحافي أمس, أن الولايات المتحدة لن تقوم بهجمات عسكرية أحادية ضد قوات نظام الرئيس السوري، على الرغم من أنه اعتبر أن ما تقوم به تلك القوات «يفطر القلب». واعتبر أوباما أن سقوط الأسد «مسألة وقت».
وبينما قال مسؤول فرنسي أمس إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها، أكد السفير البريطاني لدى سوريا سايمون كولينز في تصريحاته لصحيفة «التايمز»، أن نظام الرئيس الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية العام.
وفي غضون ذلك، استمرت أمس المذابح في بابا عمرو، حيث تحدث ناشطون عن أن «كتائب الأسد داهمت بيوت ومزارع وبساتين المدنيين الآمنين في حي بابا عمرو وقامت بذبح عائلتين كاملتين مع أقربائهم وعددهم 19 شخصا».
وبالتوازي، أفادت عدة مصادر باقتحام القوات السورية لمدينة الحراك في محافظة درعا، مستخدمة آليات عسكرية وأسلحة رشاشة. من جهة أخرى، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أمس، إن الأمم المتحدة لديها شرائط تظهر تعذيب جرحى سوريين بأحد المستشفيات، مشيرا إلى أن «الصور صادمة».
 
مجازر في بابا عمرو والرستن.. و«الحراك» ساحة معارك جديدة بين قوات الأسد و«الجيش الحر»

ناشطون: الصليب الأحمر ما زال ممنوعا من الدخول.. وحمص معزولة عن العالم

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... في حين تحولت مدينة الحراك بمحافظة درعا إلى بؤرة جديدة للصراع بين القوات السورية النظامية والجيش السوري الحر أمس، عاد الوضع داخل حي بابا عمرو في مدينة حمص أولوية ميدانية بعد إعلان المعارضة عن ارتكاب قوات الأمن مجزرة جديدة في بساتين الحي؛ إذ تحدث ناشطون عن أن «كتائب الأسد مدعومة بعناصر من الحرس الجمهوري داهمت بيوت ومزارع وبساتين المدنيين الآمنين في حي بابا عمرو وقامت بذبح عائلتين كاملتين مع أقربائهم وعددهم 19 شخصا»، فيما وصل إجمالي عدد القتلى بمختلف المناطق السورية إلى نحو 41 قتيلا برصاص قوات الأمن حتى مساء أمس، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
وفي حين وثقت لجان التنسيق المحلية في الداخل السوري أسماء القتلى الذين قضوا في مجزرة بابا عمرو؛ وبينهم أطفال ونساء، لا يزال الصليب الأحمر وكذلك الهلال الأحمر، ممنوعين من الدخول إلى الحي. وفي هذا الإطار، أكد عضو «تنسيقيات الثورة السورية» في حمص وائل الحمصي أن «النظام السوري ارتكب أمس مجزرة في بابا عمرو، حيث قام بذبح 19 أو 20 شخصا من عائلتين» موضحا أن «عناصر النظام يريدون إلصاق التهمة بالجيش السوري الحر»، وأضاف الحمصي: «حمص معزولة تماما عن العالم.. لا طعام ولا كهرباء ولا اتصالات، فالنظام يريد أن يرتكب المجازر دون أن يعرف العالم».
بدوره، قال عضو تنسيقية حمص عمر التلاوي إن قصفا بالهاون والقذائف الصاروخية والمسمارية استهدف أحياء حمص ومدن الرستن وتلبيسة إضافة إلى حصارها بالدبابات. وتحدث عن مجازر ارتكبت في الرستن، وقال إن «الأمن والشبيحة يقومون بإحراق المنازل والمحلات التجارية وسط انتشار القناصة على المراكز الحكومية»، مشيرا إلى أن حمص مقطوعة عن العالم الخارجي بعد قطع الاتصالات عنها.
وكشف التلاوي أن الأمن يسيطر على المستشفى الحكومي في حمص الذي انحصر العلاج فيه للشبيحة والأمن الذين يمنعون المرضى المدنيين من دخوله «حتى مرضى القلب والأمراض المستعصية»، في ما يشبه العقاب الجماعي لأهالي المحافظة، وفق وصفه.
كما أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن القوات السورية «قصفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم إلى لبنان قرب مدينة القصير (محافظة حمص) وهو قريب جدا من الحدود اللبنانية». ويعتبر هذا الجسر بالنسبة للناشطين بالغ الأهمية في عملية تأمين مرور النازحين والجرحى. ومن القصير، تحدث الناشط أنس لـ«الشرق الأوسط» عن «نزوح معظم أهالي المنطقة، وبالتحديد مدينة القصير، باتجاه لبنان»، لافتا إلى أنها «تتعرض ومنذ أيام لقصف صاروخي ومدفعي، فيما يسيطر الجيش السوري الحر على قسم كبير منها».
وبالتزامن، أعلن المرصد أن «قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات، اقتحمت مدينة الحراك في محافظة درعا وسط سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف».
وفي بيان لاحق، أوضح المرصد أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومجموعات منشقة» في مدينة الحراك، «تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف»، مشيرا إلى أن «الانفجارات تهز المدينة وتسمع أصواتها في القرى المجاورة».
أما «لجان التنسيق المحلية»، فذكرت أن «عددا كبيرا من سيارات الإسعاف يشاهَد في شوارع» الحراك، لافتة إلى أن القصف طال «مسجد أبو بكر الصديق، أكبر مساجد المدينة».
وفي السياق ذاته، قال الناشط محمود السيد من «مجلس الثورة» في درعا، عبر موقع التواصل الاجتماعي «سكايب»، إن «قصفا من الدبابات يستهدف الأبنية السكنية»، موضحا أن «أعدادا هائلة من الأمن والجيش توغلت في المدينة».
من جهتها، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن الأمن اقتحم بلدة الحراك في درعا من محاورها الأربعة وسط إطلاق نار عشوائي في البلدة، كما قام الجيش بقصف مئذنة جامع أبو بكر الصديق بقذيفة دبابة.
وقال متحدث باسم تنسيقيات حوران إن «هجوما بربريا» يشنه أكثر من أربعة آلاف عنصر من الجيش ومائة حافلة من الأمن يأتي بعد خطف رائد في الجيش السوري، وأضاف أن الجيش الحر انسحب من المنطقة «حفاظا على أرواح المدنيين، ولعدم تكرار ما جرى في حي بابا عمرو لأن النظام لا يفرق بين مدني وعسكري ولا حجر ولا بشر».
وقالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إنها وثقت ظروف مقتل شخصين عذبا حتى الموت بعد يوم من اعتقالهما في مدينة درعا البلد بمحافظة درعا التي شهدت حملة اعتقالات شملت العشرات.
كما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومقاتلين من الجيش الحر في أحياء في حماه وريفها وقرب مطار حلب الدولي. وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات في مدينة الباب بريف حلب. وأفاد المرصد السوري أن «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الإمام شمال مدينة حماه» لافتا إلى العثور على جثمان الطبيب زين العابدين العيسى بعد اختطافه من عيادته في حي الخالدية بحلب على يد مسلحين مجهولين.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن قامت باحتلال مستشفى الفارابي وتحويله إلى ثكنة عسكرية وتم نشر قناصة على السطح، في حين تعاني المنطقة من حصار خانق ونقص في المواد الطبية والغذائية وقطع مستمر للكهرباء والاتصالات.
وتشهد مدينة إدلب حركة نزوح للأهالي، بعد تهديد الجيش باقتحامها في حال لم ينسحب منها الجيش الحر. وشهدت أحياء الحارة الغربية والحارة الشمالية حركة نزوح، خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن، خوفا من اقتحام قوات الأمن تلك الأحياء أو قصفها.
وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في مدن القورية والميادين ودير الزور.
وخرجت مظاهرات في المناطق السورية كافة أمس، وبث الناشطون مقاطع فيديو لمظاهرات في حي قناة السويس في القامشلي، وفي دير الزور، والمعضمية (ريف دمشق)، فيما أفاد المرصد السوري أن قوات الأمن هاجمت مظاهرة كانت قد انطلقت من كلية الآداب بجامعة حلب، وحاصرت عددا من الطلاب واعتقلت آخرين.
في غضون ذلك، بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر خروج مظاهرات مسائية ليل الاثنين - الثلاثاء في أحياء الشاغور وجوبر ومخيم اليرموك بدمشق. وهتف المتظاهرون بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
كما بث ناشطون صورا تظهر قيام المتظاهرين بقطع أحد الطرق الرئيسية في حي الميدان بدمشق، ردا على اعتقال عدد من المتظاهرين. وبثوا أيضا صورا تظهر خروج مظاهرة مسائية في حي الميسر بحلب، حيث أحرق المتظاهرون صورا للأسد.
وفي اللاذقية خرجت مظاهرة مسائية في حي الطابيات، حيث ردد المتظاهرون هتافات تضامنا مع مدينة حمص والمدن السورية التي تتعرض لحملات أمنية.
في المقابل، قالت وكالة «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة سطت ليل الاثنين - الثلاثاء على مبنى فرع الخزن والتسويق في مدينة إدلب وسرقت نحو 100 أسطوانة غاز بعد كسر وخلع أبواب المبنى» لافتة إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة أخرى أحرقت إعدادية البنين في مدينة سلقين بريف إدلب».
وأشارت «سانا» إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت رجل أعمال في الحمدانية بحلب»، لافتة إلى أن «الجهات المختصة عثرت على جثة طبيب الجراحة العظمية زين العابدين عيسى، مواليد نبل، 43 عاما، وعليها آثار تعذيب وتنكيل في منطقة على طريق المسلمية - حلب».
الجيش السوري يفجر جسر العاصي الذي يعبره النازحون والجرحى إلى لبنان
ناشط لـ«الشرق الأوسط»: تدميره يهدف إلى محاصرة القصير
بيروت: يوسف دياب.... زاد الجيش السوري من المشقات على النازحين والجرحى السوريين، بعد تفجيره أمس الجسر الذي يربط مدينة القصير بالحدود اللبنانية، والذي يشكّل الممر الإلزامي للنازحين والجرحى الذين ينقلون إلى لبنان. وأعلن الناشط في تنسيقية القصير مالك عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «دبابات الجيش النظامي قصفت الجسر الذي يقع فوق مجرى نهر العاصي في قرية ربلة بالقرب من مزار السيدة العذراء، وهو الجسر الذي كان يمر عبره الجرحى والمدنيون النازحين إلى لبنان». واعتبر عبد الرحمن أن «النظام السوري مصر من خلال هذا العمل العدواني على عزل القصير عن محيطها، في محاولة لتدميرها والقضاء على الثوار والجيش الحر الموجودين بداخلها تكرارا لسيناريو بابا عمرو». وقال «إن تدمير هذا الجسر لن يمنعنا من نقل الجرحى إلى لبنان، لكن المهمة ستكون أكثر مشقّة لأننا سنلجأ إلى اجتياز مياه نهر العاصي لإيصال المصاب من ضفة إلى أخرى».
ونقلت ظهر أمس سيارات تابعة للصليب الأحمر اللبناني خمسة سوريين جرحى إلى مستشفيات الشمال، بعد أن دخلوا الأراضي اللبنانية من منطقة النيزارية السورية إلى منطقة مشاريع القاع، كما تولت سيارة إسعاف للصليب الأحمر نقل جريح سوري آخر صباح أمس من منطقة الهرمل إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات (شمال لبنان) لكنه ما لبث أن توفي متأثرا بجروحه.
إلى ذلك، بقيت قضية وصول أكثر من ألفي نازح جديد من سوريا إلى لبنان عبر بلدة البقاع البقاعية، موضع متابعة إنسانية واجتماعية، فأشار مصدر في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إلى أن «المفوضية جندت كل طاقاتها للاهتمام بالنازحين الجدد إلى البقاع، وهي أوفدت فرقا مختصة لتقييم الوضع». موضحا أن «عدد النازحين الجدد يفوق الألفين غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، ووضعهم يشبه إلى حدّ كبير وضع النازحين إلى شمال لبنان، بحيث يقيمون عند أقاربهم لكن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، إذ لا بد من توفير المأوى لهم لأن إقامتهم المؤقتة في لبنان قد تطول كثيرا، وهي مرشحة أن تمتد طيلة مرحلة الأزمة في سوريا». مؤكدا أن «هناك تعاونا مع العديد من المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات اللازمة لهؤلاء النازحين».
في هذا الوقت أكد مصدر قيادي في الجيش السوري الحرّ لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا وجود لعناصر أو ضباط من الجيش الحر على الأراضي اللبنانية»، ونفى أن «يكون الأشخاص المسلحون الذين قيل أن الجيش اللبناني أوقفهم (يوم الأحد الماضي) لدى دخولهم مع نازحين ينتمون إلى الجيش الحر». وقال «ليس من مصلحة عناصرنا أو ضباطنا الانتقال إلى لبنان، لأن عملهم الفعلي هو على الأرض السورية بأن يكونوا بين أهلهم ويدافعون عنهم».
وأقرت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي بجهود الدولة اللبنانية في تقديم المساعدة إلى السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم، وشجعت الحكومة اللبنانية على «مواصلة التعاون مع المجتمع الدولي، وتقديم الاحتياجات الإنسانية والأمان لجميع السوريين الذين فروا إلى لبنان بما في ذلك المنشقون والمعارضون».
وإذ اعترفت بـ«حق الحكومة اللبنانية ومسؤوليتها لجهة تأمين حدودها»، دعت إلى «حماية جميع السوريين المجردين من السلاح، بما في ذلك أفراد الجيش السوري الحر». وعبرت عن «قلق الحكومة الأميركية من أن تؤدي التطورات في سوريا إلى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان»، مجددة «التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل».
أما السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، فبحث مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأوضاع على الحدود، وقال «إن الرئيس ميقاتي شدد على ضرورة متابعة الجيش والقوى الأمنية لواجبهما في ضبط الحدود ومنع تسريب المسلّحين والسلاح، والتعاون مع الأجهزة السورية المعنية في الطرف المقابل». معتبرا أن «ما يجري على الأرض في سوريا الآن، هو ملاحقة الجيوب التي عبثت، ولا تزال تحاول العبث بأمن المواطن السوري والمؤسسات والبنى التحتية لسوريا»، مشيرا إلى أن «قوات حفظ النظام تحقق نتائج ممتازة، وبالتالي فإن جميع السوريين هم الأحرص على التعاون مع قوات حفظ النظام، ومع الجيش وكل مؤسسات الدولة للخروج من هذه المؤامرة التي شارك فيها كثيرون، وشارك فيها المال المعادي والإعلام بالدرجة الأولى».
دمشق تستعجل الحسم قبل وصول أنان
نيويورك - راغدة درغام؛ القاهرة - محمد الشاذلي؛ دمشق، باريس، واشنطن، موسكو - «الحياة»، رويترز، ا ف ب
 

ينتظر ان يصل اليوم الى القاهرة كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص بالازمة السورية، وذلك قبل توجهه الى دمشق نهار الجمعة لبدء مهمته هناك. وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن الأمين العام نبيل العربي سيلتقي أنان غداً في مقر الجامعة للتشاور حول خطوات التحرك التي سيقوم بها هو ونائبه الفلسطيني ناصر القدوة.

وتأتي مهمة انان في اطار تحرك ديبلوماسي دولي لمحاولة حشد موقف موحد من الازمة السورية في اعقاب الفيتو الروسي - الصيني الذي منع اتخاذ قرار في مجلس الامن. وبدا امس ان قوات الامن السورية في سباق مع الوقت لانهاء الاحتجاجات في مختلف المناطق قبل بدء مهمة الموفد الدولي - العربي. فبعد القضاء على تحرك المعارضة في حي بابا عمرو تركزت العمليات امس على مدينة الحراك في محافظة درعا وعلى بلدة القصير في محافظة حمص وبلدات في ريف دمشق، فيما بدأت تنتشر في وسائل الاعلام اخبار ما جرى في بابا عمرو من «مجازر» على ايدي القوات السورية.

ووصف الرئيس باراك أوباما نظيره السوري بشار الأسد بـ»الديكتاتور». وقال «أنه سيسقط»، مؤكدا عمل واشنطن مع الأطراف الدوليين «لايجاد وسائل لدعم المعارضة، وانها ستستمر في هذا الأمر وفي رص المجتمع الدولي ضد الأسد».

واعتبر أوباما، في مؤتمر صحافي، أن ما يجري في سورية «مشين ومحزن ولا مبرر له»، معتبرا أن الأسد فقد شرعيته «والسؤال ليس اذا ما كان سيسقط بل متى». لكنه رفض المقاربة مع ليبيا، خصوصا لجهة التدخل العسكري، مشيرا الى أن هذا الأمر «ليس بالبساطة...ومن يتصور أنه يحل المشكلة خاطئ».

من جهة اخرى حذر قائد المنطقة الوسطى الاميركي الجنرال جيمس ماتيس من اي تدخل عسكري في سورية، معتبرا انه سيكون «بالغ الحساسية». وقال امام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ: «لدى النظام السوري امكانات كبيرة في مجال التسلح الكيماوي والجرثومي، اضافة الى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، والاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع». واعتبر ان اتساع حملة القمع و»كفاح النظام من اجل بقائه» يدفعان الى «توقع نشوب حرب اهلية». وقال انه رغم تزايد اعداد الفارين من الجيش السوري، سيكون من الصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية.

ودعت موسكو الدول الغربية الى عدم توقع تغيير في موقفها من الازمة في سورية بعد فوز فلاديمير بوتين بالرئاسة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «نريد تذكير شركائنا الاميركيين والاوروبيين بان عليهم ان لا يأخذوا رغباتهم على انها حقائق. ان الموقف الروسي من تسوية النزاع في سورية لم يكن يوما مرتبطا باحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية، خلافا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين... ان هذا النزاع لا يمكن حله الا من خلال حوار بين كل الاطراف، يتخذ السوريون وحدهم في اطاره القرارات المتعلقة بمستقبل دولتهم».

وبالتزامن مع ذلك، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بفتح «فوري» لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف. ودعا الاسرة الدولية الى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن. ودان اردوغان صمت و»تردد» بعض الدول التي لم يسمّها حيال «الفظائع» التي ترتكب في سورية. ورأى ان هذا الموقف «يشجع» النظام السوري على «التحرك بوحشية اكبر» ضد المعارضة.

وذكر الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان محادثات تجري بين الدول الاوروبية لطرد السفراء السوريين وذلك بعدما قررت باريس ولندن اضافة الى سويسرا والولايات المتحدة وكندا اغلاق سفاراتها في دمشق.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية امس ان سفير سورية في لندن سامي الخيمي ابلغها «ان فترة عمله انتهت» وقرر ان يترك منصبه في بريطانيا. وذكرت الوزارة ان السفارة ستستمر في العمل وسيحل سفير جديد محل الخيمي في الوقت المناسب.

وفي نيويورك، انطلقت أولى المشاورات على مستوى السفراء حول مشروع القرار الأميركي المتعلق بسورية بمشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمغرب الذي يمثل المجموعة العربية. وأشار ديبلوماسيون الى أهمية الاجتماع «لأنه فرصة لاستطلاع الآراء الفعلية للأطراف» حول مشروع القرار الذي كانت سبقته مشاورات بين العواصم والبعثات الديبلوماسية في نيويورك.

واستغرق السفراء الستة نحو ساعة وربع الساعة داخل أبواب مغلقة خرجوا بعدها بتصريحات شديدة التحفظ. ولخصت السفيرة الأميركية بعد الاجتماع ما دار خلاله بإجابة مقتضبة وهي «لا يجب توقع أي شيء». ورفض السفير الروسي فيتالي تشوركين الإجابة عن أي سؤال وكذلك السفير البريطاني مارك ليال غرانت، فيما قال السفير المغربي محمد لوليشكي إن «المزيد من المشاورات سيتواصل». أما السفير الصيني لي باودونغ فقال رداً على سؤال «الحياة» حول موقفه من مشروع القرار المقترح «أي مشروع قرار، ليس هناك من مشروع قرار».

ولفت ديبلوماسيون الى أن مشروع القرار صيغ بلغة هدفت الى محاولة تقريب روسيا من إجماع مجلس الأمن، أو تجنب استخدامها الفيتو على الأقل «ما يفسر اللغة المخففة في مشروع القرار وإسقاط عناصر مهمة من مشروع القرار الغربي العربي السابق في النص المتقرح الآن».

وأسقطت من مشروع القرار الأميركي المتداول الفقرات التي تنص على «تطبيق قرار جامعة الدول العربية المتخذ في ٢٢ كانون الثاني (يناير)، لكنه أبقى على الدعوة الى «عملية سياسية يقودها السوريون تهدف الى نظام تعددي ديموقراطي».

وأضاف فقرة تدعو «العناصر المسلحة في المعارضة الى الامتناع عن العنف بناء على تطبيق السلطات السورية قرار جامعة الدول العربية» المتخذ في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي نص على سحب الجيش السوري من المدن والبلدات الى الثكنات التي كان فيها اساساً، وإطلاق الموقوفين والتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والسماح للإعلام بالوصول الى كل المناطق السورية بحرية. وجاء مشروع القرار الجديد في عشر فقرات تنفيذية مقابل ١٦ فقرة في مشروع القرار السابق الذي أسقطه الفيتو الروسي الصيني.

ميدانيا، اقتحمت قوات الامن السورية مدينة الحراك في محافظة درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات عسكرية كبيرة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وحافلات اقتحمت الحراك، وان اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في المدينة تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف وان الانفجارات تهز المدينة وتسمع اصواتها في القرى المجاورة. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان عددا كبيراً من سيارات الاسعاف كانت تشاهد في شوارع الحراك، وان القصف طال مسجد ابو بكر الصديق، أكبر مساجد المدينة.

وفي محافظة حماة افاد المرصد السوري ان قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر بلدة طيبة الامام شمال مدينة حماة. كما قامت القوات السورية بقصف جسر رئيسي قرب مدينة القصير كان يستخدمه الجرحى والهاربون من اعمال العنف الى لبنان خوفا من اعتقالهم من قبل السلطات السورية على المعابر الشرعية. ويمر هذا الجسر فوق نهر العاصي ويصل قريتي الربلة والجوسية الحدوديتين مع بلدة القاع في منطقة البقاع اللبناني.

وفي اطار تزايد الانشقاقات في الجيش السوري، أعلن امس العميد الركن عدنان قاسم فرزات من قيادات المنطقة الوسطى بالجيش السوري في الرستن عن انشقاقه عن الجيش النظامي.

«اتحاد الصحفيين السوري» يدعو الإعلام الأجنبي إلى عدم دخول المراسلين بـ«شكل غير شرعي»
 

الحياة..دمشق - أ ف ب - دعا الاتحاد العام للصحفيين في سورية المؤسسات الإعلامية الأجنبية إلى عدم إرسال صحافييها بشكل «غير شرعي» الى سورية، وذلك بعد مقتل وإصابة صحافيين أجانب في حي بابا عمرو في حمص كانوا دخلوا إلى سورية عبر معابر غير شرعية. وطلب رئيس اتحاد الصحفيين في سورية الياس مراد، من رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة في رسالة: «نأمل منكم التعميم على المؤسسات الصحفية والاعلامية والنقابات بضرورة عدم ارسال اي صحفي بشكل غير شرعي».

وأشار إلى أن هذا الأمر يأتي «التزاماً بالقوانين التي تحكم علاقات الدول وبالمواثيق التي تحكم أخلاقيات المهنة وميثاق العمل الصحفي».

وأكد مراد في رسالته، ان الحكومة السورية «سمحت لأكثر من مئتي وفد إعلامي بالدخول والتواجد في سورية وزيارة المناطق التي تعرضت للأحداث»، معرباً عن أسفه «لإصرار بعض المؤسسات الصحفية على إرسال مراسليها الى بعض المناطق تهريباً وتسللاً».

وأشار رئيس الاتحاد إلى أن القانون الدولي «يعتبر دخول أي شخص أراضي دولة اخرى بطريقة غير مشروعة أمراً مخالفاً وسلطات هذه الدولة غير مسؤولة عن أمنه وحمايته، بل عليها توقيفه وإحالته الى القضاء للتحقيق معه بسبب تسلله غير المشروع».

وأوضح مراد في رسالته، أن «الصحفيين، اللذَيْن قتلا (الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك) والذين أصيبوا (الفرنسية اديت بوفييه وزميلها المصور وليام دانييلز) دخلوا الى سورية تسللاً مع المسلحين عبر ممرات غير شرعية ليتواجدوا في أخطر منطقة اشتباك في مدينة حمص».

 
العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»: لو كان لدينا مصنع للأسلحة لقضينا على الأسد ونظامه منذ زمن

قال إن وضع تسليح «الجيش الحر» يزداد تأزما بعد تشديد الرقابة الحدودية

بيروت: كارولين عاكوم ... وضع نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي، إعلان السلطات السورية عن ضبطها معملا للأسلحة في بابا عمرو يحتوي إضافة إلى المتفجرات والصواريخ على طائرة استطلاع، في خانة الأكاذيب التي يبتكرها النظام، وسخر من هذا الخبر بالقول «هو تحفة من تحف بشار الأسد الخيالية».
وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «لو كان لدينا هذا النوع من الأسلحة، لكنا قضينا على الأسد ونظامه منذ زمن»، متسائلا «هذا المعمل الذي عجز نظام عمره أكثر من 44 عاما عن إنشائه، سنتمكن نحن بقدراتنا المحدودة وبفترة لا تزيد على 10 أشهر من امتلاكه؟».
وكشف الكردي هن أن قوات النظام كانت تستخدم طائرات استطلاع في بابا عمرو إيرانية الصنع، وتعمد إلى توجيهها لا سلكيا من سيارة على بعد ثلاثة أمتار، وتمكن «الجيش الحر» من استهدافها وتعطيلها مرات عدة.
وأضاف «إذا كان هذا الخبر صحيحا، أين هو هذا النظام الذي يدعي أنه ممسك بالأمن طوال هذه الفترة ولم يكشفه لغاية اليوم؟ ألا يخجلون من أكاذيب كهذه، وهم الذين أعطوا تعليمات للدفاع الجوي السوري بعدم التصدي لطيران الاستطلاع الإسرائيلي الذي خرق الأجواء السورية وحلق فوق مناطق سورية عدة منذ ثلاثة أيام؟».
من جهة أخرى، وعلى صعيد تسليح «الجيش الحر»، وعن مصدر الأسلحة التي يواجه بها قوات النظام، أكد الكردي أن «الإشارات التي نتلقاها من الدول هي متناقضة، إذ إنهم من جهة يقولون إنهم يدعمون الجيش الحر، ومن جهة أخرى يعلنون أنهم ضد تسليحنا». وقال: «يبدو واضحا أن أوروبا وأميركا لم تتخذا أي موقف إيجابي في ما يتعلق بهذا الأمر، وذلك بناء على رغبة إسرائيل التي لا تريد أن تتخلى عن ابنها المدلل بشار الأسد.. وهذا ما يعطي لروسيا والصين ذريعة للتمسك بمواقفهما».
وفي حين أكد الكردي أن الأسلحة التي بحوزة «الجيش الحر»، ليست إلا أسلحة خفيفة، لفت إلى «أن الوضع بالنسبة إلينا يزداد تأزما في المرحلة الأخيرة، بعدما كنا نعتمد على صغار المهربين والشبيحة لشراء بعض الأسلحة الخفيفة، أما اليوم وبعدما عمدت الدول المحيطة إلى تشديد الرقابة وإحكام السيطرة على حدودها صار الأمر بالنسبة إلينا أصعب، وهذا الأمر ينسحب أيضا على الأسلحة التي كانت تصل إلينا من خلال المافيات عبر دول المرور من روسيا، بعدما شددت الرقابة وبات التهريب صعبا».
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد نقلت عن مصدر رسمي قوله إن «الجهات المختصة ضبطت في حي بابا عمرو، الاثنين، معملا للأسلحة تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة لإعداد المتفجرات والعبوات الناسفة والصواريخ اليدوية التي تطلق على الأحياء السكنية من دون تحديد الهدف، وعثرت بداخله على طائرة استطلاع شبيهة بالتي يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي وكاميرات مراقبة وقذائف مضادة للدروع وقواعد لإطلاق الصواريخ وصواريخ متنوعة».
وأضاف المصدر أن الجهات نفسها «ضبطت في الحي دهاليز وأنفاقا استخدمها الإرهابيون لتهريب الأسلحة والتنقل بين الأحياء والاختباء بداخلها، كما تم ضبط أسلحة وذخيرة في شاحنة على طريق حماه حمص»، مشيرا إلى أن هذه الجهات «ضبطت على طريق حماه - حمص شاحنة من نوع (هوندا براد) بداخلها كمية من الأسلحة والقذائف في مخبأ فيها وألقت القبض على السائق ومرافقه»، وموضحا أن «الأسلحة المضبوطة شملت 5 بنادق آلية و10 قذائف (آر بي جي) و10 حشوات (آر بي جي) وكمية من الذخائر المتنوعة».
أوباما يؤكد أن الأسد «سيسقط في النهاية».. ويرفض «هجمة أحادية» ضد قواته

قائد عسكري أميركي: يصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية

واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط»... أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن بلاده لن تقوم بهجمات عسكرية أحادية ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على الرغم من أنه اعتبر أن ما تقوم به تلك القوات «يفطر القلب». واعتبر أوباما أن «الأسد سيسقط في النهاية»، لكنه لم يوضح استراتيجية لدعم المعارضة.
وعبر أوباما، في مؤتمر صحافي، عن رفضه لـ«ضربة أحادية» ضد القوات السورية التي تهاجم المدنيين وتواصل القتل في أرجاء البلاد، في وقت تتعالى الأصوات المطالبة بدعم عسكري واضح للمعارضة السورية، بما فيه دعم عسكري. وكان السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين قد طالب مساء أول من أمس بالقيام بضربات عسكرية لإضعاف القوات السورية ومساعدة المعارضة على قلب النظام السوري، ولكن رد أوباما في مؤتمر صحافي بشكل مباشر على هذا الطرح، قائلا «من الخطأ القيام بتحرك عسكري أحادي الجانب أو التصور بأن هناك حلا سهلا لهذه القضية». وأعتبر اوباما ان «ما يحدث في سوريا يفطر القلب.. السؤال ليس ما إذا كان النظام سيسقط النظام أم لا، لكن السؤال هو: متى سيسقط الأسد؟».
وحدد أوباما 3 طرق تتبعها واشنطن في التعامل مع الملف السوري، هي «مواصلة العزلة السياسية والاقتصادية» للنظام السوري، و«تقديم المساعدات الإنسانية» و«العمل مع المجتمع الدولي لدعم المعارضة»، من دون توضيح نوع الدعم. ولكن شدد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» على أن «الدعم العسكري غير مطروح حاليا». وأكد المسؤول الأميركي أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد حول طبيعة الدعم الذي ستقدمه واشنطن للمعارضة السورية، مقللا من أهمية خبر نشرته مجلة «فورين بوليسي» على موقعها أمس أفاد بأن إدارة أوباما أخذت تتحرك لمنح «مساعدات مباشرة للمعارضة داخل سوريا.. تشمل المساعدات الإنسانية والمساعدات للاتصالات».وكان من اللافت أن القائد العسكري الأميركي الأرفع المختص بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس صرح أمس بأنه من الصعب أن تقوم المعارضة السورية بقلب النظام السوري «من دون مساعدة خارجية». لكن في الوقت نفسه، لفت ماتيس في جلسة استماع في الكونغرس إلى أن أي تدخل عسكري في سوريا سيكون «بالغ الحساسية». وقال أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ «لدى النظام السوري إمكانات كبيرة في مجال التسلح الكيميائي والجرثومي، إضافة إلى نظام دفاعي كبير مضاد للطيران، وآلاف المضادات الجوية المحمولة، وقيادة سياسية مزعزعة الوضع». ويلعب التقييم العسكري هذا دورا أساسيا في تحديد سياسة أوباما تجاه سوريا، والخيار العسكري تحديدا. وحذر ماتيس من أن اتساع حملة القمع ضد السكان و«كفاح النظام من أجل بقائه» يدفعان إلى «توقع نشوب حرب أهلية». وتابع أن «شجاعة الشعب السوري جديرة بالاحترام، إلا أن الخيارات المتوافرة لحل هذه المشكلة بالغة الحساسية والدقة». وردا على سؤال ماكين، قال ماتيس إنه رغم تزايد أعداد الفارين من الجيش السوري، سيكون من الصعب على المعارضة قلب النظام من دون مساعدة خارجية. وأوضح ماتيس أن وزارة الدفاع لم تطلب منه «وضع خطط تفصيلية» لإقامة مناطق آمنة في سوريا تستقبل اللاجئين.
وخلال جلسة في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس، أكد ماكين أن الجهود الدبلوماسية عن سوريا «تجاوزتها الأحداث على أرض الواقع»، داعيا إلى «ضربات جوية لحماية المراكز السكانية الرئيسية»، ولتأمين «ملاذ أمن» في المناطق الشمالية في سوريا. وعلى الرغم من انشغال دوائر سياسية وإعلامية في واشنطن خلال اليومين الماضيين حول إمكانية توجيه ضربات ضد نظام الأسد، تشدد إدارة أوباما على الدبلوماسية في الوقت الراهن، بما في ذلك مناقشة مشروع قرار أميركي جديد لدى مجلس الأمن. وقال الناطق باسم البيت الأبيض تومي فيتور «دعا الرئيس مرارا إلى وقف فوري لأعمال العنف في سوريا. حاليا تركز الإدارة (الأميركية) على التوجهات الدبلوماسية والسياسية وليس التدخل العسكري».وربما الموقف الأكثر تعبيرا عن الانقسامات حيال استخدام القوة لوقف نظام الأسد تجسد في تصريح عضو الكونغرس ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية فيه إلينا روس - ليتانان، التي قالت مساء أول من أمس «قلبي يقول لي نعم.. لكن عقلي يقول لي لا».
انقسامات في المجتمع الدولي حول سبل التدخل في سوريا

أغلبها يميل لاستبعاد تكرار السيناريو الليبي

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: زينب البقري* .. دفع ازدياد وتيرة العنف وازدياد عدد القتلى خلال عام من أحداث الثورة السورية التي اندلعت في مارس (آذار) من العام الماضي، إلى مطالبة البعض بضرورة التدخل لوضع حد لنزف الدم، لكن مواقف الدول والمنظمات الدولية والإقليمية تباينت حول تأييد التدخل العسكري الصريح، وتسليح الجيش السوري الحر، وبين فرض عقوبات اقتصادية وتأمين ممرات لإدخال مساعدات إنسانية.
وتجد الولايات المتحدة نفسها في مأزق داخلي أمام طرح الخيار العسكري ضد سوريا، حيث يؤيد الجمهوريون؛ ومن أبرزهم السناتور جون ماكين، الخيار العسكري. ودعا ماكين إلى ضرورة توجيه ضربات جوية ضد نظام الرئيس بشار الأسد لإجباره على التنحي، فيما أكد السناتور الجمهوري ليندسي غراهام على أهمية تسليح الثوار في سوريا.
واستبعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خيار التدخل العسكري على غرار التجربة الليبية، وهو ما أكدته تصريحات رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، التي استبعد فيها التدخل العسكري لوقف الآلة العسكرية السورية.
وحول تسليح المعارضة السورية، قالت كلينتون: «نحن لا نعلم، في الحقيقة، ما الجهة التي سنسلحها». أما في فرنسا، التي قادت حملة دولية بقيادة رئيسها نيكولا ساركوزي لإقناع العالم بضرورة التدخل العسكري في ليبيا، فقد استبعد وزير خارجيتها، ألان جوبيه، فرضية التدخل العسكري في سوريا، مفضلا التدخل الإنساني وتوفير «ممرات إنسانية آمنة» لمساعدة المنكوبين.
ولم يختلف الموقف البريطاني كثيرا عن موقف باريس، فقد أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على أن التدخل العسكري في سوريا خيار غير محتمل لعدم وجود قرار من الأمم المتحدة وكذلك بسبب وقوعها في منطقة مضطربة، مؤكدا أن «بريطانيا تقوم، جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي، بتشديد الخناق دبلوماسيا واقتصاديا على دمشق». وحذرت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها، غيدو فيسترفيلي، من التدخل العسكري في سوريا.
وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، عن مواقف الاتحاد الأوروبي الرافض للتدخل المباشر، حيث استبعدت تكرار السيناريو الليبي. واكتفى الاتحاد الأوروبي بتشديده العقوبات الاقتصادية على دمشق التي تضمنت تجميد أرصدة البنك المركزي السوري، وفرض حظر على استيراد المعادن الثمينة، ووقف حركة الطيران مع سوريا وتجميد أرصدة الأسد، وفرض حظر على تصدير الأسلحة والمعدات، كما فرضت عقوبات بحق 13 مسؤولا سوريا.
أما عن موقف الناتو، فقد أكد أمينه العام، آندريه فوغ راسموسن أنه ليست هناك أي نية للناتو للتدخل في سوريا أو حتى تسليح الثوار، في الوقت الذي صرح فيه القائد العسكري لحلف (الناتو) جيمس ستافريديس، في 1 مارس (آذار) الحالي بأن تسليح المعارضة السورية وتزويدها بأنظمة اتصالات ومعلومات استخباراتية تكتيكية يمكن أن يؤدي إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
أما عن الجانب العربي والإقليمي، فتعد المملكة العربية السعودية وقطر من أكثر الدول العربية ترحيبا بالتدخل العسكري المباشر في سوريا وعدم الاكتفاء بالدعم الإنساني والعقوبات الاقتصادية فقط؛ فقد أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، أن الحل الوحيد للأزمة هو نقل السلطة «إما طوعا أو كرها». وكذلك أيدت قطر ودول الخليج تمويل وتدريب المعارضة وتسليح الجيش السوري الحر. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد في تونس قبل أسبوعين: «نتطلع لوقف العنف؛ ولا يكون ذلك إلا بتشكيل قوة عربية دولية لحفظ الأمن وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى سوريا وتنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني)».
وأعلنت تونس والدول المغاربية تمسكها بالحل السلمي للأزمة السورية ورفض تسليح المعارضة والتدخل العسكري الأجنبي في سوريا لأنه قد يؤدي إلى حرب أهلية، نظرا للتركيبة العرقية والطائفية في سوريا. وأكد وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، رفض القاهرة لأي تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي اسم. وكذلك يرفض الأردن الخيار العسكري، بل ويطالب باستثنائه من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا. واستبعدت تركيا الخيار العسكري لحل الأزمة، مشددة على عدم مشاركة تركيا في حلف الناتو في حال توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، رغم أن تركيا استضافت مؤتمرات للمعارضة وتفتح أراضيها للاجئين السوريين. أما الجامعة العربية، فقد قال أمينها العام، نبيل العربي، في يناير الماضي إن «استخدام القوة ضد سوريا ليس واردا».
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
روسيا تنصح الغرب بعدم توقع تغير موقفها تجاه سوريا بعد انتخاب بوتين

قالت إن موقفها لم يكن يوما مرتبطا بأحداث جانبية

لندن: «الشرق الأوسط»... دعت روسيا، أمس، الدول الغربية إلى عدم توقع تغيير في موقفها من الأزمة في سوريا، بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية، إثر دعوات صدرت بهذا الصدد إلى موسكو من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نريد تذكير شركائنا الأميركيين والأوروبيين بأن عليهم ألا يأخذوا رغباتهم على أنها حقائق. إن الموقف الروسي من تسوية النزاع في سوريا لم يكن يوما مرتبطا بأحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية، خلافا لما يفعل بعض شركائنا الغربيين». وأضاف البيان «لا ينبغي قياس كل شيء بمعيار شخصي»، مكررا رفض موسكو لأي تدخل في النزاع السوري. وتابعت وزارة الخارجية الروسية في بيانها أن «هذا النزاع لا يمكن حله إلا من خلال حوار بين كل الأطراف، يتخذ السوريون - وحدهم السوريون - في إطاره القرارات المتعلقة بمستقبل دولتهم».
وكانت الدول الغربية دعت روسيا إلى تغيير موقفها من الأزمة في سوريا بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا يوم الأحد الماضي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في تصريح أمس «الآن، وبعد انتهاء الانتخابات (الرئاسية الروسية)، من المهم مواصلة السعي لإقناع روسيا بالقيام بدورها في مجلس الأمن». كما أعربت الولايات المتحدة عن أملها في أن تعتمد موسكو «نظرة جديدة للمأساة في سوريا»، والتي أوقعت خلال نحو عام أكثر من 7600 قتيل حسب الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «نأمل في نظرة جديدة (من جانب روسيا) حيال المأساة في سوريا بعد انتهاء الانتخابات». وأضافت «أملنا بعد أن أصبحت الانتخابات وراءهم، في أن ينضموا إلينا في عملنا باتجاه تقديم المساعدة الإنسانية لأهل حمص وللناس في سوريا». وسبق أن استخدمت روسيا مع الصين حق الفيتو مرتين لمنع صدور قرار في مجلس الأمن يندد بالنظام في سوريا.
وفي سياق ذي صلة، حذر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، ليل الاثنين الثلاثاء، من أن روسيا ترى أن مشروع قرار جديد حول سوريا أعدته على ما يبدو الولايات المتحدة «ليس متوازنا». وكتب غاتيلوف على حسابه على موقع «تويتر» أن «مشروع القرار الأميركي الجديد بشأن سوريا في مجلس الأمن هو صيغة معدلة بشكل طفيف جدا للنص السابق الذي قوبل بالفيتو. يجب أن يكون النص متوازنا في أساسه».
وكان دبلوماسيون ذكروا الأسبوع الماضي أن واشنطن تعد مشروع قرار جديدا يطالب بدخول مساعدات إنسانية إلى المدن السورية التي قتل فيها الآلاف. وإذا عرض هذا النص للتصويت فسيكون المحاولة الثالثة للدول الغربية لاستصدار قرار بشأن الأزمة السورية بعد محاولتين سابقتين فشلتا بسبب استخدام روسيا والصين في كلتا المرتين حقهما في النقض (الفيتو).
أردوغان يطالب بفتح ممرات إنسانية.. وباريس تدعو لحرية تنقل آموس في أرجاء سوريا

قال إن الأسد سيدفع الثمن فيما بعد.. وإراقة الدماء لن تمر دون حساب

لندن: «الشرق الأوسط» ... بينما طالبت فرنسا أمس بالسماح لفاليري آموس مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة بالتجول في كافة الأراضي السورية بحرية، طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحكومة السورية بتمهيد الطريق فورا لفتح ممرات لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين المتضررين في سوريا، محذرا من مواصلة استخدام العنف، وقائلا إن الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع ثمن هذا العنف فيما بعد.
وقال أردوغان أمس في البرلمان التركي أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه «يجب فتح ممرات إنسانية شاملة. يجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطا على الحكومة السورية لتصل المساعدة إلى الشعب السوري وخاصة في حمص. يتعين تطبيق خطة الجامعة العربية دون أي إبطاء ووضع حد لإزهاق الأرواح».
وحذر رئيس الوزراء التركي الرئيس السوري بشار الأسد من مواصلة استخدام العنف ونقلت وكالة أنباء «أناضول» التركية عن أردوغان قوله إن «الأسد سيدفع ثمن هذا العنف فيما بعد، وإراقة الدماء في المدن لن تمر دون حساب. إن والده لم يحاسب على أفعاله في هذا العالم، ولكن نجله سيحاسب على هذه المذبحة».
وفي هذا الصدد أشار أردوغان إلى «الانتقام» بسبب نزيف الدم في سوريا. وأكد رئيس الوزراء التركي على أن الشعب السوري «ليس وحده ولن نتخلى عنه في محنته».
وأدان أردوغان صمت و«تردد» بعض الدول التي لم يسمها حيال «الفظائع» التي ترتكب في سوريا، ورأى أن هذا الموقف «يشجع» النظام السوري على التحرك بوحشية أكبر ضد المعارضة.. وقال: «أدعو الدول التي تلتزم الصمت إزاء المذابح في سوريا والمنظمات الدولية العاجزة عن إيجاد حل إلى أن تفكر في أن قطرة دم واحدة تنزف من (جسد) طفل بريء تعلو فوق كل استراتيجية».
وعن الموقف التركي، قال أردوغان: «نحن تركيا، سنواصل العمل لإبقاء الفظائع في سوريا على جدول أعمال العالم بأسره»، مذكرا بأن أنقرة تنوي تنظيم دورة ثانية لمؤتمر «أصدقاء دمشق» في اسطنبول منتصف مارس (آذار) الجاري.. وأضاف «أحيي من جديد الشعب والمعارضة على مقاومتهما النبيلة والثابتة.. الشعب السوري لن يبقى أبدا وحده وتركيا ستكون دائما إلى جانبه».
وفي سياق ذي صلة، طالبت فرنسا أمس بالسماح لفاليري آموس مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة بالتجول في كافة الأراضي السورية بحرية، وذلك عشية وصولها إلى سوريا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في تصريح صحافي «نطالب بتمكين السيدة آموس من التحرك بحرية وسريعا في كافة الأراضي السورية»، مضيفا أنه يجب أن تكون قادرة على «التوجه إلى أي مكان تراه مناسبا».
وتابع المتحدث الفرنسي «نكرر دعوتنا الملحة لكي تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الدخول إلى مدينة حمص». وأضاف «تعرض سكان حمص لعذابات كثيرة وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة». وكانت فاليري آموس أعلنت الاثنين أنها حصلت على موافقة السلطات للقيام بزيارة إلى سوريا ابتداء من اليوم وحتى الجمعة، معربة عن الأمل أن تتمكن من القيام بمهمتها الإنسانية «من دون عوائق».. ولم يعرف بعد ما إذا كان سيسمح للمسؤولة في الأمم المتحدة بالخروج من دمشق وزيارة مناطق سورية أخرى. وكان مجلس الأمن طالب بالإجماع الخميس من السلطات السورية «السماح بوصول الطاقم الإنساني بشكل فوري وكامل إلى كل السكان الذين هم بحاجة إلى مساعدة».
الإعلان عن تشكيل أول سرية علوية في الجيش الحر

دعت الضباط الشرفاء للانضمام إلى الثورة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على مواقع الإنترنت، سرية من الجنود المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد ينتمي معظمهم إلى الطائفة العلوية، وقد أطلقوا على أنفسهم اسم سرية «الطائفة العلوية الأحرار».
والمجموعة التي يرأسها النقيب المنشق صالح حبيب صالح أعلنت انضمامها إلى الجيش السوري الحر وعزمها على إسقاط نظام الحكم في سوريا بالمقاومة العسكرية. ودعا صالح الذي أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي الأسبوع الماضي «ضباط وصف ضباط الجيش الشرفاء وخاصة من الطائفة العلوية للانضمام إلى الثورة السورية المباركة».
ويعد هذا الانشقاق الأول من نوعه في صفوف العسكريين الذين يتحدّرون من الطائفة العلوية، وهي الطائفة نفسها التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، حيث برزت أسماء علوية في صفوف المعارضة السورية وتم تمثيل الطائفة بأعضاء في المجلس الوطني المعارض، كما انضم العديد من الشباب العلوي إلى التنسيقيات واللجان المحلية التي تنظم الاحتجاجات في الداخل السوري. أما على الصعيد العسكري فقد بقيت الانشقاقات محصورة بأبناء الطائفة السنية، ليشكّل هذا الانشقاق اختراقا واضحا في بنية نظام الأسد، الذي يعتمد على تخويف الطائفة بشكل أساسي للمحافظة على تماسكه أمام موجة الاحتجاجات التي تعصف بجميع المدن السورية.
ويرى أحد الناشطين المعارضين في تعلّيقه على هذا الانشقاق أنه «سيشكل بداية لانشقاقات عديدة يقوم بها ضباط وجنود ينتمون إلى الطائفة العلوية الكريمة»، ويضيف: «نحن على تواصل مع ضباط علويين، ينتظرون اللحظة المناسبة لإعلان انشقاقهم عن نظام الأسد، لكنهم يريدون أن يكون هذه الانشقاق ذا فاعلية وليس انشقاقا عابرا يقوم النظام بالقضاء عليه وإخماده بسرعة». ويؤكد الناشط أن «هناك ضباطا وجنودا علويين يحملون رتبا كبيرة في الجيش السوري بدأوا يعيدون حساباتهم بعد اتساع رقعة الانشقاقات ويتساءلون عن جدوى البقاء إلى جانب نظام سيسقط لا محالة».
وعن تأثير هذا الانشقاق في أوساط الطائفة العلوية يقول الناشط «قد لا نلمس تأثيره في الوقت الحالي بسبب إطباق النظام السوري على الطائفة ومنع بروز أي حالة مؤيدة للثورة السورية في داخلها». ويضيف: «الناشط العلوي الذي يتم اعتقاله يعاني من التعذيب أكثر من سواه، فقط لأنه علوي». إلا أنه يجزم أن «النظام لن يستطيع خداع الطائفة العلوية إلى وقت طويل خاصة بعد نشوء حالات مسلحة من أبنائها تحارب ضده وتنضم إلى ثورة الشعب السوري».
ناشط علوي لـ «الشرق الأوسط»: الأسد يستخدم الطائفية لتبرير القتل والقمع

قال إن الإعلام يتجاهل مشاركة العلويين في الثورة

القاهرة: عمرو أحمد وهيثم التابعي....قال ناشط علوي لـ«الشرق الأوسط»، إن الكثير من القرى العلوية خرجت في مظاهرات ضد النظام السوري، مشيرا إلى مشاركة الكثير من الشباب العلوي في المظاهرات وفعاليات الثورة. وكشف الناشط عن مشاركة الكثير من شباب الطائفة العلوية في تنسيقيات بعض المدن السورية، إلا أن الإعلام تجاهل دور العلويين في الثورة.
وبينما يحاول نظام الأسد إيهام الرأي العام السوري والعالمي بأن الثورة في سوريا مذهبية الطابع، ليضمن تأييد الطائفة العلوية في سوريا له، قال نشطاء سوريون لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشعب السوري فطن لهذه النقطة، وإن الشعب السوري بجميع طوائفه يشارك في الثورة بهدف إسقاط نظام الأسد».
وينتشر العلويون، ثاني أكبر طائفة في سوريا، في الجبال الساحلية السورية، من عقار جنوبا إلى طوروس شمالا، حيث يتوزعون في محافظات اللاذقية، حمص وحماه وبعض أحياء العاصمة دمشق الراقية، حيث يشكلون نسبة من 8 - 9 في المائة من السكان.
وقال الناشط العلوي، علي علي، في اتصال تليفوني مع «الشرق الأوسط»، إن الرئيس بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية يتعمد وصف الأحداث داخل سوريا بالمذهبية، حيث تقوم قوات الأمن بقمع الأقليات الدينية في سوريا تحت غطاء ما يدعيه بشار بحماية الطائفة العلوية، إلا أن معظم شباب الطبقة الوسطى والمثقفين بالطائفة العلوية، التي تتمركز على الساحل السوري، يشاركون في الثورة السورية منذ اندلاعها مارس (آذار) الماضي، كما أنهم يقودون تنسيقيات الثورة ببعض المدن.
وأضاف علي (28 عاما)، والذي اعتقل عام في سجون الأسد وشارك في الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط»: «أصدرنا عدة بيانات عن الطائفة العلوية، كان آخرها حول الانتهاكات التي يشنها النظام الأسدي على سكان حي بابا عمرو بحمص، فنحن ندين الأساليب القمعية التي يمارسها الأسد ضد الشعب السوري ونتبرأ منه».
وتابع علي، الذي هرب إلى القاهرة قبل شهرين «الشعب السوري يدرك لمحاولات بشار الأسد الإيقاع بين طوائف الشعب السوري، ومنذ بداية الثورة وضع الشعب هذا في اعتباره»، مشيرا إلى أن بعض القرى العلوية خرجت في مظاهرات ضد الأسد وتم قتل بعض شيوخ القرى العلوية، ولكن الإعلام يتجاهل مشاركة العلويين في سوريا، كما أن الإعلام الرسمي يخشى نقلها حتى لا تنقلب عليه سوريا بأكملها.
ويقول البروفسور منذر ماخوس، وهو اقتصادي سوري منتم للطائفة العلوية، إن معظم العلويين لا يناصرون النظام السوري، وقال ماخوس: «النظام السوري ليس نظاما علويا، ولكنه نظام مافيا يخلط الدين بالسياسية من أجل مصالحه الضيقة، ما يحدث هو عبارة عن استغلال سياسي بامتياز للدين»، مضيفا في لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن «أغلب العلويين لا يؤيدون النظام السوري، ويقفون ضد أفعاله وتصرفاته بحق الشعب السوري».
وعلى النقيض من ذلك، قال مواطن نازح من مدينة اللاذقية الشاطئية في سوريا، إن النظام السوري يقوم بتسليح القرى العلوية في المدينة وذلك بهدف ترويع أهالي القرى السنة، ومحاولة منع مشاركتهم في فعاليات الثورة السورية.
وقال أبو أحمد (36 عاما)، مواطن سوري من مدينة اللاذقية، إن القيادة السورية، والأجهزة الأمنية سلحت القرى العلوية بريف اللاذقية بكافة الوسائل مثل قذائف الـRBJ والرشاشات والصواريخ المحمولة على الكتف. وقال أبو أحمد، في اتصال عبر الإنترنت من مخيمات اللاجئين بتركيا «شباب تلك القرى يشاركون في تعقب النشطاء باللاذقية، ويبلغون الأمن عنا ويتم التنكيل بنا بناء على معلوماتهم للأجهزة الأمنية».
لكن علياء محفوظ (26 عاما) وهي مواطنة سورية علوية من اللاذقية، أوضحت أن الروايات عن تسليح أهالي اللاذقية العلويين غير صحيحة وعارية تماما من الصحة، وقالت محفوظ لـ«الشرق الأوسط»: «أنا علوية ومن اللاذقية ولم يتلق أهلي أي أسلحة من النظام السوري على الإطلاق».
وقبل ستة أشهر، أصدر مجموعة من كبار مثقفي الطائفة العلوية بيانا أدانوا فيه قمع السلطات السورية للناشطين السوريين والمواطنين المطالبين بالحرية والكرامة الإنسانية.
 
دمشق: العقوبات الأميركية «تناقض» حرية التعبير

الأسد: الشعب مصمم على «الإصلاحات» مع «مواجهة الإرهاب»

لندن: «الشرق الأوسط».... اعتبرت دمشق، أمس، أن إدراج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على اللائحة السوداء للعقوبات المالية الأميركية يشكل «تناقضا سافرا مع ادعاءات واشنطن الدفاع عن حرية الرأي»، ويعكس «الانزعاج» من دور الهيئة في «فضح حملة التضليل الإعلامي».. فيما صرح الرئيس السوري بشار الأسد أن الشعب السوري «مصمم على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس إن العقوبات الأميركية الخاصة بالهيئة السورية العامة للإذاعة والتلفزيون تندرج «في إطار مصادرة حرية الرأي والإعلام التي تتشدق بها الولايات المتحدة والدول الغربية». وأضافت الوكالة الرسمية أن ذلك المسلك «يكشف زيف الحديث الغربي الأميركي عن حرية الإعلام وإبداء الرأي، ويثبت أن مبادئ الحرية الإعلامية والديمقراطية التي تتغنى بها هذه القوى ليست إلا شعارات تستخدمها لخدمة مصالحها وأجنداتها السياسية فقط».
وقالت الوكالة إن هذه العقوبات «تعكس حقيقة الانزعاج الغربي الأميركي من الدور الذي تقوم به الهيئة والمؤسسات الإعلامية الوطنية الأخرى في فضح حملة التضليل والتزييف الإعلامي ضد سوريا وتعبيرها عن صوت الشعب السوري ومصالحه الوطنية وطموحاته».
وكانت واشنطن أعلنت أول من أمس أنها أدرجت الهيئة العامة السورية للإذاعة والتلفزيون على لائحتها السوداء للمستهدفين بالعقوبات المالية الأميركية المفروضة على النظام السوري. وكتبت وزارة الخزانة الأميركية أن هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية «استخدمت أداة في يد النظام السوري فيما كان يشن هجمات همجية بشكل متزايد على شعبه ويسعى إلى إخفاء أعمال العنف أو إلى إضفاء صفة شرعية عليها».
ولفتت الوزارة في بيانها إلى أن هذا الإجراء الرمزي لا يضيف شيئا على مجموعة العقوبات الأميركية المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وموضحة أن واشنطن أصدرت في أغسطس (آب) الماضي قرارا بتجميد أرصدة الدولة السورية وكل المجموعات التي تسيطر عليها، والتي قد تكون تملكها في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الشعب السوري «مصمم على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقال الأسد خلال استقباله رئيسة لجنة الصداقة الأوكرانية السورية في البرلمان الأوكراني ووفدا مرافقا، إن «الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه أثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سوريا المتجددة، من خلال تصميمه على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج». وشدد الأسد على أن «قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به»، وجدد التأكيد على أن «ما تتعرض له سوريا هو تكرار لمحاولات سابقة تستهدف إضعاف دورها وضرب استقرارها».
ورغم أن دولا مثل إيران وروسيا والصين تساند وتعاضد الرواية السورية الرسمية حول وجود أياد خارجية تسعى لضرب استقرار دمشق، فإن أغلب المراقبين علقوا على كلام الرئيس السوري بأن «بشار الأسد إما أنه يحاول ممارسة الكذب المفضوح، في وقت أصبح فيه الكذب أمرا عسيرا للغاية؛ بعد التقدم الهائل في وسائل الاتصال ومشاهدة العالم لما يحدث على الأرض في سوريا لحظة بلحظة، وإما أنه مغيب ويصدق وهما لا يحيا فيه أحد سواه».
سفير بريطانيا لدى سوريا: نظام الأسد قد ينهار قبل نهاية العام
دول أوروبية تغلق سفاراتها في دمشق.. ومسؤول فرنسي: نبحث طرد السفراء السوريين
لندن: «الشرق الأوسط».. في حين يتوالى إغلاق السفارات الأوروبية في دمشق، ويناقش سفراء الاتحاد الأوروبي مسألة بقاء سفارات الدول الأعضاء بالتكتل مفتوحة في سوريا، قال مسؤول فرنسي أمس إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها، ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد، فيما اعتبر السفير البريطاني لدى سوريا أمس أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية العام، أو حتى قبل ذلك بكثير. وبعد إعلان بريطانيا سحب جميع موظفيها الدبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها هناك الأسبوع الماضي، صرح السفير البريطاني في دمشق سايمون كولينز أمس لصحيفة الـ«تايمز» أنه يعتقد أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن ينهار قبل نهاية السنة، أو حتى قبل ذلك بكثير.
وأكد السفير البريطاني، في أول حديث له منذ مغادرة دمشق، أن نظام الأسد «شبيه بجذع شجرة منخور من الداخل.. شبيه بسد متصدع»، مضيفا أن «الضغط يزداد.. وأحد السيناريوهات المحتملة هو أنه (الأسد) عندما يسقط، سيحدث ذلك بطريقة سريعة جدا. شخصيا، أعتقد أنه لن يبقى حتى آخر السنة، وسقوطه يمكن أن يحدث حتى قبل نهاية السنة». وقال كولينز، الذي شغل منصب السفير في دمشق لأربع سنوات، إن «خوف السوريين يتضاءل من الأجهزة الأمنية، وعدد الانشقاقات عن الجيش يزداد، والقوات التي يعتمد عليها النظام تتناقص، ورجال الأعمال يبتعدون عنه سرا»، مضيفا أن «ثمة انهيارا اقتصاديا، ولا يتوقع أحد إصلاحا يتسم بالمصداقية».
وأشار كولينز إلى أن هناك «عددا كبيرا من الأشخاص الذين لا يجرؤون على التخلي علنا عن النظام، خوفا على عائلاتهم وأعمالهم، لكنهم ينتظرون اللحظة المناسبة للكشف عن مواقفهم». لكنه أوضح أنه «من الممكن أن يحدث حدث يؤدي إلى انهيار سريع جدا. دعائم النظام باتت هزيلة؛ ويزداد عدد الأشخاص الذين يدركون أنه متجه إلى الزوال ولا يريدون الغرق معه».
وأعرب السفير البريطاني عن «غضبه واستيائه» من وحشية القمع في سوريا، ووصف الوضع في حمص بأنه «ستالينغراد مصغرة»، مشيرا إلى أن أعمال العنف في هذه المدينة وسواها من البلاد أسوأ مما يتوقعه الغرب. في غضون ذلك، قالت متحدثة باسم الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية كاثرين آشتون للصحافيين في بروكسل أمس، قبيل اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي: «سوف تناقش اللجنة السياسية والأمنية قضية الوجود الدبلوماسي في سوريا في وقت لاحق بعد ظهر اليوم (أمس)»، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي «ينظر في إمكانية عرض الدعم للدول الأعضاء» من خلال وفدها في سوريا في حال الحاجة إليه. من جهة أخرى، قال مسؤول فرنسي أمس لوكالة «رويترز» إن الحكومات الأوروبية تنظر في طرد سفراء سوريا من بلدانها ردا على حملة قمع الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد. وكان من المقرر أن يعود سفير فرنسا في دمشق إلى باريس أمس بعد إغلاق السفارة في أعقاب قرار الرئيس نيكولا ساركوزي إنهاء الوجود الدبلوماسي في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو إن السلطات الفرنسية لم تطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد؛ لكن محادثات تجري لطرد السفراء السوريين من عواصم أوروبية أخرى. وأضاف: «نبحث هذا الأمر مع الأوروبيين. في هذه المرحلة لم نصل إلى قرار بعد»، موضحا أن القرار قد يتخذ من جانب كل دولة على حدة.
وقالت مدريد إنها قد تخفض علاقاتها مع دمشق وفقا لنتيجة اجتماع لسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، وأفاد وزير خارجيتها خوسيه مانويل غارثيا مارجايو أن إسبانيا ستحتفظ بوجود دبلوماسي في إطار وفد الاتحاد الأوروبي لدى سوريا «لمراقبة وضع الإسبان في المنطقة والإبقاء على اتصالات مع المعارضة وإرسال رسالة سياسية بأن ما يحدث في سوريا غير مقبول».
وأغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وكندا بالفعل سفاراتها في العاصمة السورية مع اشتداد العنف في أنحاء البلاد. وقال فاليرو: «لم يعد هذا نظام حكم.. إنه عشيرة تغوص إلى أعماق جديدة في سياسة قمعية تقود البلاد إلى الانهيار». وبعد اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال دبلوماسيون إن الدول اجتمعت لبحث تنسيق الموقف الدبلوماسي تجاه سوريا بهدف خفض العلاقات الدبلوماسية في عواصم الاتحاد الأوروبي ودمشق. وعرض الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي استضافة دبلوماسيين من الدول الأعضاء في مبناه في دمشق، وقال إن لديه مكانا لخمسة أفراد إجمالا.
وقال دبلوماسي في بروكسل إن إسبانيا أبدت حرصها على قبول العرض، وقالت إنها ستنقل واحدا أو اثنين من دبلوماسييها في سوريا إلى هناك، فيما قال دبلوماسي إن إسبانيا تريد الإبقاء على سفارتها مفتوحة وأن يديرها موظفون محليون؛ في ما يعني أن الدبلوماسيين الإسبان الذين ما زالوا في دمشق ويعملون في الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي سيحتفظون بوضعهم الدبلوماسي، بينما قالت دول أخرى إن فكرة الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي مثيرة للاهتمام لكنها تريد إبقاء سفاراتها مفتوحة ما دام الوضع الأمني يسمح بذلك. وقالت وزارة الخارجية البريطانية أمس إن سفير سوريا في لندن من المقرر أن يترك منصبه بعد انتهاء فترة عمله في بريطانيا. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: «السفير السوري السيد سامي خيامي أبلغ وزارة الخارجية بأن فترة عمله انتهت». ولم تعلن تفاصيل أخرى بشأن موعد سفره من بريطانيا. وقال مصدر بوزارة الخارجية البريطانية إن بريطانيا تفهم أن السفارة ستستمر في العمل وسيحل سفير جديد محل خيامي في الوقت المناسب.
 
طهران قدمت عرضا للأسد بالتنحي عبر مسؤول عراقي كبير
«ويكيليكس»: أم الأسد «محبطة» بسبب الفوضى التي تسبب فيها بشار وماهر
لندن: «الشرق الأوسط»... أفادت معلومات جديدة من مجموعة أخبار سربها موقع «ويكيليكس» عن شركة استخبارات خاصة، بأن الإيرانيين كانوا قد قدموا عرضا لبشار الأسد يطلبون من خلاله أن يتنحى عبر مسؤول عراقي كبير ، ولم يرد الإيرانيون تقديم هذا العرض بشكل مباشر للأسد، وأن يصدر عنهم، لذلك حاولوا تمريره عبر المسؤول العراقي الذي تجمعه علاقة شخصية بعائلة الأسد. وتقول الوثيقة، إن الأسد لم يكن ليثق بأي مبادرة مشابهة لو أنها جاءته من العرب السنة، لكنه من الممكن أن يستمع لهذا المسؤول العراقي. وحسب المصدر، فإن الأميركيين عارضوا هذه الخطة لأنها ستسمح لإيران بمواصلة نفوذها في سوريا بعد الأسد. وأبدى كاتبها استغرابا لأنه عند عرض الفكرة أبدى الأسد انفتاحا على التنحي حسب المصادر.
وحسب البرقية، فإن «الإيرانيين يقيمون الوضع في سوريا بعناية كبيرة، ويجب قراءة ما وراء البيانات الرسمية، فخامنئي وأحمدي نجاد وصلا إلى نتيجة أن هذا نظام غير قابل للإنقاذ، وسينهار النظام هناك على طريقة انهيار نظام القذافي في ليبيا، إلا إذا كان هناك انقلاب في دمشق سواء كان سياسيا أو عسكريا». ويقول المصدر إنه يجب أن لا يتم التقليل من براغماتية خامنئي، فطهران تبدو مستعدة لاستخدام نفوذها في سوريا لتشجيع انقلاب، وقد توجهوا إلى الأميركيين في هذا الشأن، ولهم تجربة سابقة عندما تعاونوا مع واشنطن في الإطاحة بصدام حسين، ولن يمانع الإيرانيون في التعاون إذا حصلوا على نتائج جيدة، ويشعر الإيرانيون بأن عليهم التحرك بسرعة في سوريا لأن الأتراك لديهم خططهم في سوريا، ولا يتعاونون مع طهران، ولا تريد إيران أن تحصل تركيا على سوريا، وبينما يتعاون الأتراك مع الجيش الحر والإخوان المسلمين، فإن الإيرانيين يفضلون «انقلاب قصر» حتى يحافظوا على علاقاتهم مع النظام الذي سيأتي بعد الأسد، وما يؤخر المسألة هو أن الولايات المتحدة لم تقرر بعد شكل النظام الذي سيأتي بعد الأسد. وتسرد البرقية المسربة نقاشا حول مصداقية المصدر الذي تحدث عن أن إيران تستطلع رأي الولايات المتحدة في «انقلاب قصر» بدلا من الاستراتيجية التركية في تقوية المعارضة. وفي النقاش، يقول أحد المصادر إنه يعتقد أن نظام الأسد سيسقط في 2012، عكس الشائع بأنه سيصمد، معتبرا أن ذلك أصبح شيئا من الماضي، وأن نقطة التحول ستبدأ عندما تشعر المؤسسة العسكرية أن الأسد يجب أن يرحل، وأن هناك علامات على أن المؤسسة العسكرية بدأت في التفكك. ويقول المصدر إنه تحدث إلى شخصيات أبلغته أن ضباطا علويين بدأوا ينضوون تحت الجيش الحر، وأن هذا يعد تطورا مهمّا، وأن الضباط العلويين منقسمون وكثير منهم ليسوا سعداء بالاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين السنة. كما أن الضباط العلويين على وعي بأن الأسد يحاول البحث عن ملجأ له ولعائلته إذا أصبح نظامه غير قابل للإنقاذ، وأن هذا يشكل إحباطا كبيرا لكثير من العلويين الذين يشعرون أن الأسد سيتخلى عنهم، وأنه إذا حدث ذلك، فسيكون من قبيل الانتحار محاولة الانتصار على غضب السنة، وأن هناك مسؤولا كبيرا في الحكومة ذكرت اسمه البرقية عرض استقالته ورفضت، وهو دليل واضح على أن رجال الأسد يشعرون بأنهم يخوضون معركة خاسرة.
كما تحدثت الوثيقة عن أن والدة بشار الأسد، والتي كانت تحكم العائلة بشكل متواز مع أم زوجها، محبطة بسبب الفوضى التي تسبب فيها كل من بشار وماهر، مما جعلها تردد عبارات مثل «لو كان والدكما على قيد الحياة لما وصلت الأمور لما هي عليه الآن»، وبأنها قلقة جدا من أن يلقى ولداها نفس مصير القذافي وأبنائه، وهي تضغط على ماهر وبشار لأن يبحثا عن «مخرج استراتيجي» قبل أن تغلق بسرعة النوافذ أمامهما تماما. وحسب نفس الوثيقة يذكر مصدر أن الصحافة التركية تناقلت وفي عدة مرات مدى تأثير أم الأسد وأنها هي التي كانت تتخذ القرارات المهمة. وأن لها تأثيرا كبيرا على ابنيها.
كما تحدثت الوثيقة عن الدور الذي لعبته جدة بشار الأسد في العائلة، حيث كانت تلعب دور الوسيط بين رفعت وحافظ، وعرفت الجدة كذلك بدورها الفعال في العائلة، وكتب كُتاب حول الحاكمين في عائلة الأسد. وقد كتب الكثير حول الجدة والدور الذي لعبته، والذي أدى لإرسال رفعت إلى أوروبا بعد أن حاول الانقلاب على أخيه.
السلطات الليبية تمنع 850 سوريا عند الحدود المصرية من دخول أراضيها

ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط»: الأسد لعب دور «القاتل الذكي»

القاهرة: هيثم التابعي لندن: نادية التركي... قال مواطنون سوريون عالقون بمعبر السلوم الحدودي بين مصر وليبيا، إن أوضاعهم تتفاقم في ظل غياب المساعدات الإنسانية لهم من أطعمة وأدوية إلا ما يقدمه لهم أهالي المدينة المصرية الصغيرة في أقصى غرب البلاد، وأوضح أحد السوريين العالقين على الحدود منذ شهر، أنه ينام في الشارع ولا يجد طعاما أو دواء.
ومنعت السلطات المصرية بمنفذ السلوم البري نحو 850 سوريا من مغادرة الأراضي المصرية إلى الأراضي الليبية، لعدم حصولهم على تأشيرة مسبقة من السلطات الليبية تطبيقا لقرارات طرابلس، وهو ما تسبب في تجمهر المسافرين السوريين بمدخل مدينة السلوم وأمام بوابة المنفذ أعلى هضبة السلوم.
وقال علي العلي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن السوريين على الحدود المصرية - الليبية هم من «طالبي اللجوء في الأراضي الليبية أتوا هاربين من سوريا عبر الحدود اللبنانية أو التركية، قسم منهم عائلات». وأضاف «ينامون بالشارع من دون أي رعاية طبية بلا أموال ولا أغطية، هناك جزء منهم ينام بجامع، وبعض النساء والأطفال ينامون بالفنادق التي يدفع أجرها متبرعون».
وعن دوافعهم في التوجه نحو ليبيا تحديدا، قال العلي «أعتقد أن الثورة التي حصلت بليبيا، وقرب شخصية القذافي من شخصية الأسد، والمجلس الوطني السوري معترف به من المجلس الوطني الليبي - جعلهم يأملون خيرا في ليبيا». وأكد العلي المقيم بالقاهرة حاليا وعدد من السوريين الموجودين على بوابة منفذ السلوم، أن السلطات المصرية بالمنفذ أبلغتهم بالقرار الليبي، وأنهم ليسوا هم أصحاب المنع.
وقال مازن رشيد، (30 عاما)، مدرس لغة عربية، «إن أوضاع السوريين العالقين في المعبر سيئة للغاية وتتفاقم مع مرور الوقت، فبعضهم يقيم بمخيمات في معبر السلوم، والبعض الآخر يقيم بالمساجد»، مشيرا إلى وجود نساء حوامل وعجائز، بالإضافة إلى أطفال.
وأضاف رشيد الذي اضطرته الظروف لمغادرة بلاده عقب إيقافه عن عمله بسبب معارضته لنظام الأسد، أنه ينام في الشارع في درجة حرارة منخفضة للغاية ودون وجود أي مساعدات إنسانية من أطعمة أو أدوية، وتابع: «ألتحف غطاء وأجلس على الآخر، والأطعمة والأدوية قليلة للغاية».
وطالب رشيد، الموجود بمنفذ السلوم منذ شهر، السلطات الليبية بالتدخل لحل أزمتهم والنظر إليهم بعين الرحمة، متابعا «السلطات الليبية أبلغتني طوال تلك المدة أنه ممنوع على السوريين دخول ليبيا إلا بتأشيرة مسبقة.. وأنهم ينتظرون تعليمات المجلس الانتقالي بشأننا».
ومنذ بداية الثور السورية، لجأ نحو مائة ألف سوري إلى دول مجاورة لبلادهم لتقيهم ويلات النظام، منهم 80 ألفا لجأوا للأردن المجاورة، و73 ألفا منهم دخلوا بشكل شرعي، بينما دخل 10 آلاف بشكل غير رسمي، وفقا لوزير الإعلام الأردني، في حين لجأ نحو 25 ألفا آخر لتركيا، وتقول السلطات التركية إن عشرة ’لاف منهم يقيمون بمخيماتها في بلدة أنطاكيا على الحدود التركية - السورية.
وفي سياق آخر، قال علي العلي أيضا وهو من أول الناشطين الذين شاركوا في تنظيم الاحتجاجات في سوريا وتأسيس التنسيقيات بالداخل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الأسد في حمص لعب دور «القاتل الذكي». وأضاف «مارست قواته حرب ميليشيات ضمن اختصاصات مخابراتية، ولم يشارك عدد كبير من الدبابات، بل قاموا بعمليات تكتيكية ونوعية ذهب ضحيتها ضحايا بشكل هائل من أبناء هؤلاء الأسر».
وقال العلي إن النظام أراد من السوريين أن «يعتبروا» بما حصل في بابا عمرو، وقال «هي محاولة من النظام لخلق نموذج من حرب طائفية مصغرة بمدينة حمص يهدد من خلالها بقية المناطق». كما أكد العلي أن التراجع الاقتصادي الذي تعيشه سوريا بسبب «الحراك الأمني وليس المتظاهرين أو (الجيش الحر)».
الأسد المتأهب!
طارق الحميد.. جريدة الشرق الاوسط
العنوان أعلاه هو اسم المناورة العسكرية المشتركة التي أعلن أنها ستتم بالأردن في شهر مايو (أيار) القادم، بمشاركة أميركا وسبع عشرة دولة «عربية وصديقة»، بحسب تصريح رئيس هيئة الأركان الأردنية، وهو التمرين الذي ستستخدم فيه كل صنوف الأسلحة البرية، والجوية، والبحرية، فمن الذي سيستهدفه ذاك «الأسد المتأهب»؟
سؤال مستحق، خصوصا أن سوريا ملتهبة بنيران «الأسد المتوحش»، وقد يقول إن هذه المناورات ليست الأولى، والاسم ليس بجديد، حيث كانت هناك مناورة «الأسد المتأهب 2011». لكن المعلومات تقول أيضا إن مناورات «الأسد المتأهب 2011» تمت في شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي، والثورة السورية اندلعت بشهر مارس (آذار) من ذاك العام، مما يعني أن المناورات جاءت بعد الثورة لا قبلها. واللافت أن تلك المناورة كانت عبارة عن تمارين أردنية - أميركية فقط، بينما مناورات «الأسد المتأهب 2012» تتم بمشاركة 17 دولة «عربية وصديقة». ولا أعتقد أن الهدف من المناورات هو التعامل مع إيران، فالدول العربية لن تشارك في ضرب إيران جنبا إلى جنب مع إسرائيل، وإن كان بعضها يتمنى أن تضرب إيران بلا شك، فإيران هي عدوة دول الخليج الحقيقية، وهذا ما تجاهر به طهران أفعالا وأقوالا. وسبق أن سألت مسؤولا خليجيا رفيعا عما إذا كانت دول الخليج تقدر عواقب ضربة عسكرية على إيران، فجاءت إجابته مباشرة: «عواقب ضرب إيران عسكريا ستكون أقل من عواقب إيران نووية على دول الخليج».
وعليه؛ فإن دول الخليج ستكون سعيدة بتقليم أظافر طهران، لكنها لن تشارك في ذلك، فموقف الخليجيين سيكون: «لم آمر بها، ولم تسؤني»، ولذا فمن الأرجح أن يكون «الأسد المتأهب» مستهدفا لـ«الأسد المتوحش» في دمشق، وليس بالضرورة من أجل التدخل العسكري، وهو غير مستبعد، وإنما من باب نصيحة الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت الشهيرة التي تقول: «تحدث بهدوء، واحمل عصا». وعندما نقول إن التدخل الخارجي ليس مستبعدا فلأسباب بسيطة ومنها تعالي الأصوات في أميركا، مثلا، ليس من أجل تسليح المعارضة، وإنما لتسديد ضربات جوية أميركية على قوات الطاغية الأسد، الذي يرتكب جرائم حقيقية بحق الإنسانية، ولا يمكن التساهل معها، بأي شكل من الأشكال.
ومن هنا فيبدو أن مناورة «الأسد المتأهب» هي رسالة لـ«الأسد المتوحش» في سوريا، بل وهكذا يجب أن تكون، فهذه هي اللغة التي يفهمها طاغية دمشق المدعوم من إيران وعملائها، بالعتاد والمال، من أجل قتل السوريين، ويكفي هنا تأمل تصريح لـ«زعيم شيعي يرتبط بصلات قوية مع دمشق» في لبنان، بحسب «رويترز»، يقول فيه إنه: «لا سوريا بعد الأسد»، بلغة تهديدية واضحة!
وعليه؛ وما دام أن ما يحدث في سوريا يقول إننا نعيش بقوانين الغاب، فأهلا بـ«الأسد المتأهب» إذا كان ينوي القضاء على «الأسد المتوحش»!

 

 
نيويورك – علي بردى

"النهار" تنشر مشروع القرار الأميركي عن سوريا:

سحب الجيش وامتناع المعارضة عن العنف

 

باشرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمغرب أمس محاولة جديدة لتضييق هوة خلافاتها مع روسيا والصين، واقناعهما بمشروع قرار أميركي بدأت المفاوضات في شأنه بين أعضاء مجلس الأمن للتعامل مع الأوضاع المتدهورة في سوريا.
وعقد مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الأميركية سوزان رايس والبريطاني السير مارك ليال غرانت والروسي فيتالي تشوركين والصيني لي باودونغ ونائب المندوب الفرنسي مارتان بريان، الى المندوب المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي اجتماعاً هو الأول على هذا المستوى في موضوع سوريا منذ أسقطت روسيا والصين مشروع قرار سابقا باستخدامهما حق النقض في 4 شباط الماضي.
ووزعت البعثة الأميركية مشروع القرار على الدول الخمس الأخرى المعنية بالمفاوضات الأولية. وهو ينص على الآتي:
إن مجلس الأمن،
إذ يأخذ علماً بأن الوضع الحالي في سوريا يزداد تهديدا للأمن والسلم الدوليين ويرجح أن يزداد تدهوراً إلا إذا تم التوصل الى حل سياسي سلمي،
إذ يعبر عن قلقه البالغ من أزمة حقوق الإنسان الخطيرة والوضع الإنساني المندد به وخصوصاً في مناطق القتال،
وإذ يذكر ببيانه الرئاسي في 3 آب 2011، وقرار الجمعية العمومية الرقم 66/253 في 16 شباط 2012 وقرارها الرقم 66/176 في 19 كانون الأول 2011، اضافة الى قرارات مجلس حقوق الإنسان أس/16-1 وأس/17-1 و أس/18-1 وتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة آي/أتش آر سي/19/69،
وإذ يعيد تأكيد التزامه القوي لسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها،
وإذ يذكر بمقررات جامعة الدول العربية، وإذ يدعم كل الجهود الديبلوماسية الهادفة الى التعامل مع الأزمة، وبالتحديد تلك التي تبذلها جامعة الدول العربية والأمين العام (للأمم المتحدة)، وإذ يرحب بتعيين مبعوث خاص مشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كجزء من الجهود المتواصلة لوضع حد فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتشجيع حل سلمي للأزمة السورية،
1 – يطالب بوقف فوري لكل أشكال العنف في سوريا.
2 – يدين استمرار الانتهاكات الواسعة النطاق والجسيمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من السلطات السورية، ويطالب الحكومة السورية بأن تضع حداً فورياً لانتهاكات كهذه، ويدعو الى محاسبة أولئك المسؤولين عن هذه الإنتهاكات،
3 – يطالب الحكومة السورية، طبقاً لخطة العمل لجامعة الدول العربية المؤرخة 2 تشرين الثاني 2011 بأن تقوم فوراً بـ:
أ – وقف كل العنف وحماية سكانها،
ب – اطلاق كل الأشخاص الموقوفين اعتباطاً بسبب الأحداث الأخيرة،
ج - سحب كل القوات العسكرية والمسلحة السورية من المدن والبلدات، واعادتها الى ثكنها الأصلية،
د – السماح بإمكان الوصول والحركة الكاملين ومن دون عراقيل لكل مؤسسات جامعة الدول العربية المعنية، ووسائل الإعلام العربية والدولية في كل أنحاء سوريا للوقوف على حقيقة الوضع على أرض الواقع ورصد الأحداث التي تقع،
4 – يدعو العناصر المسلحة التابعة للمعارضة السورية الى الإمتناع عن كل عنف فور تطبيق الفقرة الثالثة من هذا القرار،
5 – يدعم تماماً دور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في تيسير عملية سياسية بقيادة سورية الى نظام سياسي تعددي ديموقراطي، يتساوى فيه المواطنون بصرف النظر عن انتماءاتهم أو اعراقهم أو معتقداتهم، بما في ذلك من خلال بدء حوار سياسي جدي بين الحكومة السورية وكامل طيف المعارضة السورية،
6 – يندد بالوضع الإنساني المتدهور باطراد، وتحديداً العدد المتزايد من المدنيين المتأثرين، والإفتقار الى وصول آمن الى الخدمات الطبية المناسبة، ونقص الأغذية، وبالتحديد في المناطق المتأثرة بالقتال،
7 – يطالب السلطات السورية بأن تسمح فوراً بوصول انساني غير معرقل الى كل السكان الذين يحتاجون الى مساعدة، ويدعو الحكومة السورية الى التعاون التام مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى لتسهيل توفير المساعدة الإنسانية،
8 – يطلب من المبعوث الخاص المشترك أن يعمل مع الحكومة السورية، وأطراف آخرين في سوريا، والدول الأعضاء، في اتجاه التنفيذ الكامل لهذا القرار، ويطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً عن تنفيذ هذا القرار في غضون 14 يوماً،
9 – يقرر أن يراجع تنفيذ هذا القرار في غضون 14 يوماً، وفي حال عدم الإمتثال، يدرس بسرعة اتخاذ اجراءات إضافية،
10 – يقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي".


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,771,531

عدد الزوار: 7,711,635

المتواجدون الآن: 0