معاون وزير النفط السوري يعلن انشقاقه وانضمامه إلى الثورة...حماس: لن ندخل أي حرب بين إسرائيل وإيران...المجلس الوطني السوري: نظام الأسد يشكل كتائب شعبية لارتكاب المزيد من الجرائم

المبعوثة الدولية: حمص مدمرة.. وواشنطن لا تستبعد القوة..والمظاهرات تجتاح ساحة العباسيين بدمشق

تاريخ الإضافة الجمعة 9 آذار 2012 - 4:31 ص    عدد الزيارات 2797    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المبعوثة الدولية: حمص مدمرة.. وواشنطن لا تستبعد القوة
عشرات الدبابات تحاصر إدلب.. والمجلس الوطني يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لمنع تكرار مجازر بابا عمرو
واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب لندن - جنيف: «الشرق الأوسط»
أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس أن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدات للمعارضة السورية، بينما كان حازما في رفض أي تحرك عسكري أميركي «أحادي الجانب» ضد النظام السوري، ولم يستبعد في الوقت نفسه القيام بعمليات عسكرية مع حلفاء.
ولفت بانيتا، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ صباح أمس، إلى أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة وهناك حدود لأي ضربة، خاصة أنه لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض».
وفي الجلسة نفسها، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن مكتبه «أبلغ فريق أوباما بالخطط الاحترازية الأولية لأي هجوم عسكري على سوريا».
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن مسألة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ليست موضع بحث في روسيا، في أول تعليق له على الأزمة السورية بعد انتخابه رئيسا للدولة.
في غضون ذلك، تحاصر دبابات الجيش السوري مدنا في محافظة ادلب، فيما طالب المجلس الوطني السوري في بيان أمس «المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على كافة الأصعدة لمنع تكرار مجازر بابا عمرو والخالدية في ادلب». وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس دخلت إلى حي بابا عمرو برفقة «فريق المتطوعين من الهلال الأحمر السوري».
ولاحظت أموس أن الأحياء التي زارتها في مدينة حمص «مدمرة بالكامل», كما أعلنت المتحدثة باسمها، أماندا بيت، لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت المتحدثة أن أموس، التي استمرت زيارتها قرابة الساعة، حاولت تفقد أحياء في المدينة تسيطر عليها المعارضة للجيش السوري، لكنها «لم تتمكن من ذلك» لأسباب أمنية.
إدلب في عين المواجهات.. والمظاهرات تجتاح ساحة العباسيين بدمشق

المرصد السوري: نحو 8500 قتيل منذ اندلاع الثورة

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... بالتزامن مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «8458 شخصا قتلوا منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف مارس (آذار) 2011، بينهم 6195 مدنيا»، دخلت الثورة السورية وقبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لاندلاعها مرحلة جديدة بعد خروج المئات من المتظاهرين ليل الثلاثاء الأربعاء إلى ساحة العباسيين التي تعد ثاني أهم الساحات العامة وسط دمشق والتي تربط جغرافيا ما بين الريف الثائر (القابون – برزة – دوما – حرستا - مناطق الغوطة) والعاصمة السورية دمشق. في هذا الوقت، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 54 شخصا قضوا في سوريا يوم أمس معظمهم من حمص.
وقال المجلس الوطني السوري إنه رصد «42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متوجهة إلى مدينة سراقب» في محافظة إدلب، و«أرتالا عسكرية متوجهة نحو المدينة»، مشيرا إلى استمرار القصف على معرة النعمان في إدلب التي «سقط فيها العديد من الشهداء»، ولافتا في الوقت عينه إلى أن مدينة حمص تحولت إلى «مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية».
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوى الأمن حاصرت المدنيين في جبل الزاوية بإدلب، فيما نقلت تقارير إخبارية أن «القوات السورية هددت بإعدام 30 رهينة في قرية عين لاروز بجبل الزاوية، في حال عدم تسليم 3 من الجنود المنشقين لأنفسهم»، ولكن لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد من مدى دقة الخبر. وقال ناشطون سوريون إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في القصير بحمص أمس، مع استمرار حملات الاقتحام والدهم والاعتقال. بينما قال المتحدث باسم تنسيقية المنطقة إن من بين القتلى شخصا قضى تحت التعذيب، لافتا إلى أن أكثر من نصف السكان البالغ عددهم خمسين ألفا نزحوا منها خوفا من تكرار تجربة بابا عمرو، مشيرا إلى الحالة الاقتصادية المزرية التي تعيشها المدينة مع نقص الوقود والمواد الغذائية والطبية.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام قتلت ثمانية أشخاص من عائلة واحدة بينهم طفل في منطقة البساتين في حي بابا عمرو.
وبيّن أكثر من مقطع فيديو بثّ على صفحات لجان التنسيق المحلية عبر موقع «فيس بوك» أن أصوات الطلقات النارية كانت تدوي خلال ليل الثلاثاء الأربعاء في مناطق بريف دمشق مثل الكسوة ويلدا وجسر مسرابا، فيما ارتفعت وتيرة الاحتجاج في قلب العاصمة دمشق فخرجت مسيرات متزامنة في عدة أحياء وهتف المتظاهرون في حي العسالي ضد نظام الأسد رافعين يافطات تؤكد عدم التخلي عن دماء أطفال سوريا. بدورها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الأمن قتل عسكريا منشقا في منزله فجر أمس ببلدة حاس بريف إدلب.
وقد بث ناشطون على الإنترنت صورا لما قالوا إنها مجزرة ارتكبت بحق عائلة سورية في بلدة الحراك بدرعا، وأضافوا أن قوات الأمن قتلت أربعة أفراد، هم أب وثلاثة من أبنائه أمام النساء والأطفال، وذلك بسبب دعمهم للثورة. كما شيّع أهالي مضايا في ريف دمشق ثمانية أشخاص قال ناشطو الثورة إن الأمن السوري اعتقلهم ثم قتلهم.
ميدانيا أيضا، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الجيش مدعومة بالدبابات والحافلات اقتحمت مدينة قارة في ريف دمشق. كما دوت أصوات انفجارات في يبرود في ثاني اقتحام للمدينة. وتحدث ناشطون عن اقتحام بلدة كفرنبل في إدلب ترافق مع عمليات إطلاق نار عشوائي واعتقالات.
وفيما أفاد الناشطون أيضا عن اقتحام بلدتي سلمى والمارونيات في ريف اللاذقية، قالت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» إن قصفا عنيفا استهدف بلدة شيزر في حماه مما أدى لتهدم أكثر من خمسة عشر منزلا وإلحاق أضرار كبيرة بالقلعة الأثرية، بعد حديث ناشطين عن التجاء عدد من المنشقين إليها.
وبالتوازي، استمرت المظاهرات ناشطة في المدن السورية كافة، إذ خرجت في دمشق مظاهرة طلابية من حي الزاهرة هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام، فيما خرجت أخرى في بلدة احتيملات في حلب رفع خلالها المشاركون إعلام الثورة السورية. وفي بانياس، فرّقت قوات النظام بالقوة مظاهرة انطلقت من مسجد الرضوان تضامنا مع المدن المنكوبة داعية لمحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي سياق متصل، أعلن العقيد الركن عدنان قاسم فرزات انشقاقه عن الجيش، وقال إنه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على «قصف بلدته الرستن بالمدفعية». وقال في تسجيل فيديو بث على موقع «يوتيوب»، إنه يعلن انشقاقه عن الجيش بسبب القصف المدفعي الكثيف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مؤكدا أن «هذا ليس من أخلاق الجيش السوري». بالمقابل، قالت وكالة «سانا» إن الجهات المختصة اشتبكت في معرة خان شيخون أمس مع مجموعة إرهابية مسلحة مما أدى إلى مقتل نقيب واثنين من الإرهابيين. وفي درعا، قالت إن إرهابيين قتلا بانفجار عبوة ناسفة كانا ينقلانها على دراجة نارية. وأضافت: «كما قتل ثلاثة إرهابيين آخرين في ناحية الصورة بريف درعا بانفجار عبوة ناسفة خلال محاولتهم زرعها».
وتحدثت «سانا» عن أنّه وفي حماه «ألقت الجهات المختصة بعد التحري والمتابعة القبض على 10 إرهابيين في أحد الأوكار بحي المناخ في المدينة وصادرت أسلحتهم كما عثرت أيضا على مشفى ميداني مجهز بكل الأجهزة الطبية.
من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام إن مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت 11 طالبا ضابطا من مدرسة الشرطة بحلب خلال توجههم في باص نحو قريتي حورين شطحا في الغاب لافتة إلى أن المجموعة الإرهابية اعترضت الباص قرب قرية الشيخ أحمد على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب واختطفت الطلاب الضباط تحت تهديد السلاح.
المجلس الوطني السوري: نظام الأسد يشكل كتائب شعبية لارتكاب المزيد من الجرائم

الجيش الحرّ يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أن النظام بدأ يخوّن ضباطه ويشكك في ولائهم له

بيروت: يوسف دياب... أعلن المجلس الوطني السوري أن «نظام (الرئيس بشار) الأسد يسعى إلى تشكيل كتائب شعبية من الضباط المتقاعدين والبعثيين، حسب المناطق، لمزيد من الجرائم في مختلف المناطق والمدن». وأكد المجلس في بيان له أنه «تمّ تشكيل بعض هذه الكتائب في ريف حلب الشرقي وريف مدينة أبو ضهور في إدلب».
وطالب المجلس «المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على كافة الأصعدة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو والخالدية التي سقط بها المئات من الشهداء، والتي تحولت بها مدينة حمص إلى مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية»، وقال في بيانه: «إننا نطالب ثوارنا في كل من دمشق وحلب وحماه بالقيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في إدلب، وندعو كافة مواطنينا في مختلف العواصم والمدن للتحرك في كافة المجالات لدعم محافظة إدلب وريفها».
وأكد المقدم المظلي في الجيش الحرّ خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن سر تشكيل تلك الكتائب الشعبية أن «النظام بدأ يخوّن الكثير من الضباط والجنود لعدم ثقته بأنهم ينفذون أوامره كما يجب». وقال: «إن أي ضابط أو مجنّد يبدي امتعاضه لقتل المدنيين يتعرض للتصفية الجسدية فورا، وأمام واقع التخوين وعدم ثقة النظام بجيشه بدأ يلجأ إلى الضباط والمجندين البعثيين المتقاعدين من أبناء الطائفة العلوية من أصحاب الولاء الأعمى لآل الأسد، ويجمعهم من أجل تشكيل كتائب شعبية تكون نواة الجيش العلوي في حال استمرّ تفكك الجيش النظامي».
وأشار الحمود إلى أن «هذا النظام بدأ تجنيد المجرمين والقتلة وأصحاب السوابق الذين أخرجهم من السجون، ويُخضعهم للتدريب على أيدي الضباط العلويين الذين أوغلوا في عمليات القتل والمجازر بسبب خوف هؤلاء الضباط من الملاحقة والمحاسبة بعد سقوط النظام، وهؤلاء لدينا قوائم بأسمائهم». وأضاف الحمود: «إن الضباط العلويين النافذين بدأوا الآن بتسليح القرى العلوية من مخازن أسلحة الجيش السوري والحرس الجمهوري، لأن النظام يخطط للانتقال إلى حرب أهلية طويلة الأمد، وهو بدأ يزرع بذور الشقاق بين كل الطوائف في سوريا».
أما الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني عمر إدلبي، فأوضح أن «تحذير المجلس الوطني من تشكيل نظام الأسد لهذه الكتائب، ينطلق من معلومات أكيدة وليس من تحليلات أو توقعات».
وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: «لقد جرّب النظام هذه الكتائب في بداية الثورة وارتكبت الكثير من الجرائم وخرجت في بعض الأحيان عن طاعة الأمن السوري واشتبكت معه قبل أن يحلّها. أما اليوم وبعد أن أصبح النظام عاجزا عن ضبط الوضع بواسطة الجيش ورجال الأمن والشبيحة لأن الأراضي السورية كلّها تغلي بالثوار، فقد بدأ تجنيد الضباط والمجندين البعثيين المتقاعدين وحتى المدنيين الموالين له لأسباب طائفية أو مصلحية، لتتولى هذه الكتائب قمع المحتجين، وتكون قادرة على الإيذاء بشكل أكبر لأنها غير منضبطة وقد ترتكب مجازر فظيعة».. لافتا إلى أن «هذه الكتائب ليست إلا مجموعات من الشبيحة، غير أن الشبيحة يأتمرون بأمر عناصر الأمن، أما هؤلاء فيكونون متفلتين وغير منتظمين وبإمكانهم أن ينفذوا ما يحلو لهم من جرائم دون أن يحاسبهم أحد، طالما أن النظام أعطاهم الضوء الأخضر». وأشار إلى أن «الثوار سيتعاملون مع هذه الحالة بكثير من الدقة، لأنه بعد سنة من الثورة أصبحوا (الثوار) أكثر خبرة وقادرين على التمييز بين هذه الفئة والمدنيين، ولكن نأمل بسقوط النظام قريبا وقبل أن تبدأ هذه المجموعات بتنفيذ جرائمها».
 
معاون وزير النفط السوري يعلن انشقاقه وانضمامه إلى الثورة
أ. ف. ب. موقع إيلاف..بيروت: اعلن معاون وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبده حسام الدين ليل الاربعاء الخميس في شريط فيديو نشره ناشط على موقع "يوتيوب" الالكتروني، انشقاقه عن النظام واستقالته من منصبه وانضمامه الى "ثورة الشعب" السوري.
وقال المسؤول السوري في الشريط "انا المهندس عبده حسام الدين، معاون وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا وعضو المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي، اعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي (...) وعدم مشاركتي في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد ايام وانسحابي من حزب البعث العربي الاشتراكي كليا".
واضاف "اعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لن يقبل الضيم مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته". وحسام الدين هو اعلى مسؤول ينشق عن النظام منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011.
واكد رامي، الناشط الذي التقط الشريط والذي رفض الكشف عن كامل هويته، لوكالة فرانس برس ان معارضين سوريين "ساعدوا على تنظيم عملية الانشقاق"، رافضا الكشف عن مكان تصوير الفيديو "لاسباب امنية".
وتوجه حسام الدين في شريط الفيديو الى "النظام الذي ادعى انه يملك الارض"، قائلا له "لا تملك الا وحشيتك لقتل الابرياء، وقد قطعت اوصال البلاد بحواجز الرعب بدلا من ان تكون الامن والامان للمواطنين".
وتوجه الى روسيا والصين الداعمين للنظام السوري بالقول "موقفكما اثبت انكما ابعد ما تكونان عن صداقة هذا الشعب، بل انتما شريكان في قتل هذا الشعب".
ونصح زملاءه ب"ان يتخلوا عن المركب الهالك الذي اوشك على الغرق"، مضيفا "قضيت 33 عاما في السلك الحكومي ولا اريد ان انهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام. لذلك آثرت ان انضم الى صوت الحق مع علمي بان هذا النظام سوف يحرق بيتي ويلاحق اسرتي ويلفق الكثير من الاكاذيب".
وتشهد سوريا حركة احتجاجية تواجه بالقمع، ما تسبب بمقتل حوالى 8500 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وانشق الالاف من عناصر الجيش النظامي وانضموا الى ما يعرف ب"الجيش السوري الحر" الذي يقوم بعمليات عسكرية ضد القوات النظامية.
الا ان الخبراء يؤكدون ان الانشقاقات عن الجيش لا تزال تقتصر على مجموعات صغيرة لا فرق كاملة، والضباط المنشقون من الرتب العالية لا يزال عددهم ضئيلا. بينما لم تسجل انشقاقات تذكر على المستوى السياسي.
 
 
مقاتلو المعارضة السورية يخوضون معركة «غير متكافئة»
 الحياة...القصير (سورية) - رويترز - كان مهندس الكومبيوتر الذي يطلق على نفسه اسم «الحمصي» نسبة إلى مسقط رأسه حمص يأمل بأن يعمل في دبي بعد انتهاء فترة تجنيده ليتمكن من الزواج بخطيبته وبدء حياة مريحة في سورية التي كانت تشهد تحرراً اقتصادياً بطيئاً.

لكن أحلامه وأحلام الآلاف من الشبان السوريين تبخرت عندما بدأت الانتفاضة الشعبية قبل عام ضد النظام.

أولاً مدد الجيش فترة تجنيده إلى ما بعد تموز (يوليو) وأبقاه أربعة شهور أخرى قبل أن ينشق ويذهب إلى بلدة القصير التي يقطنها 40 ألفاً وتقع على بعد 12 كيلومتراً من الحدود مع لبنان.

وانضم الحمصي وهو شاب ملتح في أوائل الثلاثينات من العمر إلى معارضين آخرين يقاتلون في التلال ويطالبون «بحياة حرة وكريمة» إلا أنه لا يملك سلاحاً... ولهذا فان عليه الانتظار. وقال الأسبوع الماضي وهو يقف بجوار جدار منهار من الطوب اللبن في القصير: «علينا شراء أسلحة بمالنا الخاص... عندما انشققنا عن جيش الأسد أخذ البعض معه سلاحه ولكن لم يفعل الكل ذلك».

ويشكل المنشقون مثله عن الجيش العمود الفقري للجيش السوري الحر الذي يقوده ضباط يتمركزون في تركيا حيث أعلنوا عن وجودهم خلال فصل الصيف الماضي.

والمقاتلون وآلاف السوريين الذين يؤيدونهم يمثلون طوائف دينية وأيديولوجية واسعة فهم يضمون مهربين ومعلمين... مهندسين ومزارعين.. علمانيين وسلفيين.

وهؤلاء المقاتلون هم في الأغلب مجندون من المسلمين السنة في العشرينات من العمر انشقوا عن الجيش أثناء قيامهم بعطلة أو خلال عمليات لم يمتثلوا خلالها للأوامر بإطلاق الرصاص على متظاهرين غير مسلحين على حد قولهم.

كان الدافع الأساسي لمعظمهم شعور بالإجحاف تراكم على مدى عقود من الحكم الشمولي. قال الحمصي: «نريد فقط الحرية... لا داعي للاختباء ولا داعي لإراقة الدماء في الشوارع». وأعطى المقاتلون المسلحون بأسلحة أغلبها مهربة أو مسروقة سكان القصير ومحيطها قدراً من الراحة من هجمات ميليشيات النظام وفتحوا طرقاً إلى لبنان لجلب الأدوية ونقل المصابين.

وعلى رغم ما يلقونه من مساندة شعبية وعلى رغم استفادتهم من تضاريس المنطقة الحدودية الوعرة حيث تتناثر منازل غير مرتفعة في المزارع والجبال فان أسلحتهم وذخيرتهم المحدودة لا تضاهي دبابات ومدافع الجيش السوري... وعندما دكت القوات النظامية القصير ذاب المقاتلون بين الحقول.

من بين المقاتلين أبو عمر الذي يمثل بزيه الأسود الأشبه بالزي الأفغاني ولحيته الكثيفة نمطاً يمكن أن يقرع ناقوس خطر لدى حكومات الغرب وهي تحسب حساباتها المتعلقة بحجم المساندة التي يمكن أن تقدمها إلى المسلحين السوريين الذين يحاولون الإطاحة بالنظام.

وفي حديث تملؤه عبارات دينية يروي أبو عمر كيف قاتل القوات الأميركية في إقليم هلمند بأفغانستان ثم في العراق قبل العودة إلى القصير مسقط رأسه لمحاربة النظام.

وقال وهو يحمل بندقية كلاشنيكوف على كتفه: «لا نريد دعماً من الولايات المتحدة... هي عدو لنا». وأضاف: «بعد أن ننتهي من بشار سنذهب لمحاربة أميركا» ثم ضحك وقال: «نحن نمزح... هذه دعابة».

ومثله مثل مقاتلين آخرين نفى أبو عمر أن يكون مقاتلون أجانب من تنظيم القاعدة -الذي حض زعيمه السوريين على قتال نظام الأسد- قد انضموا للمعركة قائلاً: «هل رأيتهم... إنهم ليسوا هنا». كان كل المعارضين الذين تحدثت معهم رويترز في القصير سوريين. كثير منهم من المنطقة أو من حمص وبعضهم من مدن مثل دير الزور في الشرق أو درعا في الجنوب.

وينفي الكثير من المقاتلين -الذين يشعرون بحساسية تجاه تصوير وسائل الإعلام لهم على أنهم «مجموعات إرهابية» ومتشددون من تنظيم القاعدة- أن يكون للانتفاضة دافع طائفي ويتهمون الحكومة أو قوى أجنبية بمحاولة استغلال الانقسامات الدينية.

قال منشق عن الجيش يبلغ من العمر 24 سنة ويطلق على نفسه اسم الحسن: «سلفيون... من هم السلفيون... أهم من يصلون... كثير من الناس يصلون ولكني لا أعلم ما معنى السلفي». واستطرد: «نظام بشار الأسد علمنا أن السلفيين يحبون القتل. هذا هو كل شيء».

وقال إن ضباطاً سوريين يتعرضون لمضايقات أو يعتقلون إذا أطلقوا اللحى أو واظبوا على الصلاة أو أبدوا تدينهم في شكل واضح، مضيفاً: «إذا صليت في الجيش فهذه مشكلة كبيرة». وتابع: «ما من أحد هنا يريد حكومة إسلامية... عندما يرحل الأسد نريد فقط شخصاً يخشى الله. سني... علوي... كردي... مسيحي... شخص يخاف الله ويحكمنا بالعدل ويحترم حقوقنا». ويفسر بعض المقاتلين العدد المحدود للمسيحيين والعلويين في «الجيش السوري الحر»، قائلين إن المعارضين من هذه الفئات سيكونون عرضة في شكل أكبر للتعذيب أو القتل إذا اعتقلوا.

وقال ملازم سابق بالجيش يطلق على نفسه اسم إبراء «الناس من كل الطوائف يعلمون أن الثورة هي الصواب... ولكن أبناء الأقليات -على عكس الأغلبية السنية- يعلمون أن وضعهم لا يسمح لهم بأن يكونوا مشاركين فعالين في الثورة».

ويقول ضباط من «الجيش السوري الحر» إنهم يسعون للحيلولة من دون انزلاق سورية صوب حرب أهلية وهدفهم الرئيسي هو حماية المدنيين وتوفير أكبر قدر من المساعدات لسكان المناطق المحاصرة.

وشعر ضابط يطلق على نفسه اسم أبو العرب بالإهانة على ما يبدو عندما سأله صحافي إن كان هناك سلفيون بين المعارضين وأجاب: «لماذا يخشى الغرب السلفيين... لماذا يخاف من الإسلام... هذه دولة إسلامية».

وتابع أن المحرك الأساسي للمعارضين هو ظلم النظام، مضيفاً: «الجيش هنا يهاجم البلاد. هل رأيت الجيش الأميركي يهاجم نيويورك... الحقيقة واضحة ولكن العالم مصر على الأكاذيب عندما يتعلق الأمر بسورية». لكن لا يمكن إنكار أن ثمة طابعاً دينياً يسري في الحركة. إذ إن أغلب مقاتلي القصير يصلون بانتظام والكثير منهم أطلقوا لحاهم بعد أن أصبحوا بعيدين عن تدقيق الشرطة السرية.

ويطلق على واحدة من أكبر الكتائب في المنطقة اسم «كتيبة الفاروق» في إشارة إلى الصحابي عمر بن الخطاب الذي اشتهر بلقب عمر الفاروق. يكتب الاسم بحروف ذهبية على سترات مموهة لبعض المقاتلين المحليين.

وبعضهم مثل أبو عمر ملتزمون دينياً في شكل لافت للنظر. قال مقاتل ذو لحية كثيفة ومن دون شارب: «السلام عليكم»، لتحية صحافي غربي عند نقطة تفتيش. وقال: «علينا أن ندعو الله... فالله أكبر»، مشيراً إلى السماء.

كما أن الريبة والمرارة لأسباب طائفية تبدو منتشرة على نطاق واسع. فيسأل المقاتلون الزائرين من العراق ولبنان عما إذا كانوا من السنة أو الشيعة وكثيراً ما ينقلون إشاعات عن فظائع ارتكبتها «ميليشيات» إيرانية في حق المدنيين السوريين. الكثير منهم مقتنعون بأن الشيعة القادمين من الخارج دخلوا سورية لتقوية موقف الحكومة التي ينظر لها على أنها محابية للعلويين على حساب السنة.

وقال أحد المنشقين عن الجيش من حي بابا عمرو في حمص إن مسؤولاً علوياً حرمه من التدريس بالجامعة وهو قرار اعتبره تمييزاً طائفياً. وأكد الرجل الذي يدخن باستمرار وتحيط الهالات السوداء بعينيه على أنه في مسقط رأسه أصبحت القواعد الحكومية تقضي بأن علوياً هو الذي لا بد أن يعقد قران أي زوجين من السنة يسعيان إلى الزواج.

وتساءل قائلاً: «هل يمكن تخيل أن مسلماً يقوم بتزويج مسيحيين» وهو يسقط الرماد من سيجارته بينما كان مقاتلون آخرون يصغون بانتباه. في بعض القرى المجاورة يمثل المسيحيون أغلب السكان وفي قرى أخرى فان العلويين هم الذين يمثلون الغالبية. لكن السنة يمثلون غالبية سكان القصير ذاتها كما هي الحال مع سورية بصفة عامة.

ومن أجل الوصول إلى القصير على المقاتلين أن يسلكوا مساراً متعرجاً وسط طرق متربة ويتسلقون التلال ويقطعون غابات الأرز وحقول وحدائق الزيتون لتفادي نقاط التفتيش التي تطوق البلدة. ويخضع المقاتلون اسمياً لقيادة العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر المقيم في تركيا لكن المقاتلين في أنحاء القصير والجبال المجاورة الذين يبلغ عددهم نحو ألفين طبقاً لتقديراتهم التي ربما يكون مبالغاً فيها يعملون من تلقاء أنفسهم فيما يبدو أغلب الوقت.

وهم مقسمون لمجموعات... إحداها تتولى مسؤولية تهريب الدواء من لبنان والأخرى تتولى الجرحى والثالثة تتولى حماية التظاهرات من أي هجوم. وهذه مهمة مضنية بالنسبة لمقاتلين مسلحين بأسلحة خفيفة.

وخلال عدة أيام في القصير لم يشهد مراسل رويترز سوى بنادق وعدد محدود من قاذفات الصواريخ ومدفع ثقيل واحد. قال إبراء وهو ملازم سابق بالجيش كانت معه بندقيته أم.4 تستند إلى الحائط «الجيش السوري الحر لا يملك سوى الأسلحة الصغيرة والخفيفة. هذه الأسلحة تكفي فقط للدفاع عن البلدة وعن أنفسنا... وليس لفترة طويلة». وأضاف: «ماذا يمكن أن تفعل بندقية في مواجهة مدفعية وصواريخ... لا يمكن أن تفعل شيئاً. وهذه هي أسلحة الجيش السوري الحر».

يحصل المقاتلون على الأسلحة من أي مكان. يجلب المنشقون عن الجيش بعضها في حين يجري الاستيلاء على البعض الآخر خلال غارات يشنونها. ويقول مقاتلون انه يجري شراء الكم الأكبر من «ضباط فاسدين» في الجيش الوطني. وقال عدد من المقاتلين إن سعر بندقية كلاشنيكوف ارتفع إلى أكثر من ألفي دولار بعد أن كان السعر عدة مئات من الدولارات قبل الحرب. كما أن تكلفة كل طلقة يمكن أن تصل إلى دولارين. وشكا أحد المقاتلين يدعى طارق قائلاً: «الليبيون لقوا دعماً أفضل منا... كان لديهم مال وأسلحة أكثر».

يشارك بعض المسيحيين في الاحتجاجات لكن العنصر الديني يتدخل في بعض الأحيان. إذ كتب على إحدى اللافتات: «لن تركع أمة قائدها محمد».

وبعد أن احتل جنود المستشفى الرئيسي في القصير أقام أطباء مستشفى ميدانياً في منزل خاص حيث يئز مولد للكهرباء يعمل بالغاز في الفناء تحت ظل شجرة برتقال. ويغيرون مكان المستشفى كل عدة أسابيع.

 
لجان التنسيق: الأداء المرتجل لـ«المجلس الوطني» يطيل معاناة السوريين ويكاد يصبح عبئاً على ثورتهم
بيروت - «الحياة»

دعت «لجان التنسيق المحلية» في سورية إلى إعادة النظر في أداء «المجلس الوطني السوري» الذي «عجز حتى اللحظة عن الظهور بمظهر الجسم الواحد القوي»، وإلى قيادة موحدة لـ «الجيش السوري الحر» بإشراف المجلس، وإلى تفعيل الحراك المدني، من أجل الوصول بـ «ثورة الحرية والكرامة» إلى مآلها، محذرة من أن «الأداء المرتجل» للمجلس الوطني «يكاد يصبح عبئاً» على الثورة السورية. وتأتي هذه الانتقادات وسط ملاحظات أطراف من المعارضة السورية على أداء «المجلس الوطني»، بخاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها الناشطون على الأرض في حمص، بسبب قلة الدعم المقدم لهم عملياً من «المجلس الوطني». كما انتُقد «المجلس الوطني» بسبب تأخر اعترافه بضرورة تسليح «الجيش الحر»، ولأن معظم قياداته تعيش في الخارج.

وجاء في بيان صادر عن لجان التنسيق، أحد الأطراف الأساسية في المعارضة السورية والجهة الرئيسة على الأرض، لمناسبة «مرور عام على الثورة»، «لا يزال وضع المجلس الوطني السوري كممثل عن الثورة السورية يشوبه الكثير من الضعف والفوضى في العمل والافتقار إلى التنظيم المؤسساتي وغياب كامل لآليات الاتصال والتواصل بين هيئاته».

وأشارت اللجان إلى «غياب آلية» داخل المجلس «لصناعة قرار جماعي» وإلى استمرار «الخلافات الشخصية بين المعارضين»، معتبرة أن المجلس «عجز حتى اللحظة عن الظهور بمظهر الجسم الواحد القوي الذي يخاطب المجتمع الدولي بخطاب واضح ومطالب محددة، ويقود الشارع سياسياً». ورأت أنه «من غير المقبول أن يستمر أداء المجلس الوطني في هذا الشكل».

ودعت المجلس الوطني إلى «إعادة هيكلة نفسه والعمل على خطاب أكثر تماسكاً وإقناعاً للسوريين قبل العالم»، معتبرة أن «استمرار الفراغ السياسي بسبب الأداء المرتجل للمجلس الوطني من شأنه أن يطيل أمد الأزمة ومعاناة السوريين بل يكاد يصبح عبئاً على ثورتهم». وأدرجت لجان التنسيق بيانها في إطار «وقفة تقييم لوضعنا الحالي» على «أعتاب مرور سنة كاملة على ثورتنا».

وأشار البيان إلى أن «عناصر الجيش الحر دافعوا ببسالة وشجاعة نادرة عن المدنيين وعن مناطقهم، بما تيسر لهم من سلاح خفيف وذخيرة قليلة. لكن وكما هو متوقع، فقد تمكنت آلة القمع العسكرية للنظام من استعادة مواقعها في غير مكان، والتنكيل بأهالي المناطق التي نشط فيها الجيش الحر والانتقام منهم بوحشية».

واعتبر أن «غياب دعم منظم وواضح للجيش الحر أدى إلى عدم وجود قيادة فاعلة ومؤثرة وذات قرار على مستوى العمل العسكري المعارض»، مشدداً على «ضرورة تبعية القرار العسكري للقرار السياسي متمثلاً بالمجلس الوطني وبالتالي ضرورة أن يكون الدعم عبر المجلس الوطني حصراً».

ورأت لجان التنسيق المحلية أن «الثورة عجزت حتى اللحظة عن إفراز نشاط مدني وسلمي فعال ومؤثر ينال من قوة النظام وبطشه وينهك قواه».

وقال البيان «إن التركيز على المطالبة بتسليح الجيش الحر... يجب ألا يشغلنا كحراك ثوري في الداخل عن تطوير الحراك واستمراريته وفاعليته»، مشيراً إلى أن «خطاب الحراك المدني السلمي لا يزال قاصراً عن الوصول إلى الأغلبية وإقناعهم بجدواه، وأكثر وسائل النضال المدني لا تزال غائبة».

وانتقد البيان المواقف الدولية التي «تقتصر حتى اللحظة على التنديد والإدانة من دون أي إجراءات عملية تذكر، حتى على الصعيد الإنساني والإغاثي»، والموقف العربي «المنقسم على نفسه». ودعا المجتمع الدولي والعربي إلى الإدراك أن إطالة أمد الأزمة يزيد من أخطار الاقتتال الطائفي و «نزعات التطرف». وتابع «من يرد الآن ضمانات ضد التطرف والإرهاب في سورية... فهو يطالب بدولة قمع جديدة ونظام شبيه بنظام الأسد».

 
محقق بالأمم المتحدة: التعذيب يزداد خطورة في سوريا

وثائق عن ضرب مصابين بمستشفيات عسكرية

جنيف: «الشرق الأوسط»... قال خوان منديز مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب، إن تسجيل فيديو بثته قناة تلفزيونية بريطانية، ويظهر من يفترض أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى، يدعم على نحو متزايد المزاعم الخطيرة التي تشير إلى ارتكاب جرائم في حق الإنسانية في سوريا.
وأوضح منديز أنه لم يطلع على تسجيل فيديو القناة الرابعة البريطانية، لكن هذا التسجيل يبدو متماشيا مع تقارير تلقاها في الآونة الأخيرة تفيد بأن القوات السورية تعذب المعارضين، وقال منديز لوكالة «رويترز» في جنيف: «للأسف هذا الادعاء الجديد ينسجم مع ما تلقته لجنتي على مدى الأشهر القليلة الماضية.. والادعاء الجديد يزيد من خطورة الوضع».
ويظهر الفيديو المصور سرا الذي بثته القناة الرابعة يوم الاثنين، مقررة أنها لم تتمكن من التحقق من مصداقية التسجيل، أشخاصا يبدو أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب على يد طاقم طبي في مستشفى حكومي بحمص، ويظهر أيضا صورا لرجال جرحى معصوبة أعينهم ومقيدين في أسرة، وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي على طاولة في أحد الأجنحة، بينما يظهر على بعض المرضى دلائل على تعرضهم لضرب مبرح.
ويواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد غضبا متزايدا من الغرب لمنعه المساعدات من دخول حي بابا عمرو المدمر في حمص، وبسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
ومنديز أستاذ قانون من الأرجنتين يقيم في الولايات المتحدة، وتعرض هو نفسه للتعذيب أثناء احتجازه من قبل الدكتاتورية العسكرية في السبعينات. وقد تولى المنصب المستقل في الأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2010، وهو يقدم التقارير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأشار منديز إلى أنه استنكر بالفعل العام الماضي استخدام سوريا القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وقال إن «الناس يتعرضون في الشوارع لضرب شديد يصل إلى حد المعاملة القاسية والتعذيب في بعض الحالات». كما أوضح أنه منذ ذلك الحين تلقى مزاعم ذات مصداقية عالية تفيد بأن السجناء يتعرضون للتعذيب في مراكز الاحتجاز.
وتابع منديز قوله: «في ما يتعلق بالتعذيب، فهو خطير، كما كانت تشير المزاعم قبل ستة إلى ثمانية أشهر مضت. وهذا الذي وقع في الآونة الأخيرة يبدو أكثر من ذلك بخطوة أو خطوتين. وأنا أؤيد دعوة المفوضة السامية بأن تحقق المحكمة الجنائية الدولية في ما إذا كانت الجرائم ترقى لأن تكون جرائم في حق الإنسانية».
ودعت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وهي قاضية سابقة في المحكمة الجنائية الدولية، مرارا مجلس الأمن لإحالة ملف سوريا إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للتحقيق. وقال منديز: «أعتقد أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية حماية الشعب السوري من هذه الجرائم الخطيرة جدا. وأحد سبل تحقيق ذلك، ممارسة المحكمة الجنائية الدولية سلطتها القضائية».
وبسؤاله عن فرص مجلس الأمن في تناول هذه المسألة في ظل اعتراض الصين وروسيا بحق النقض (الفيتو) على القرارات المدعومة من الغرب التي تدين الأسد خلال الحملة وتدعم الدعوة إلى تنحيه عن السلطة، قال منديز: «إذا حكمنا من خلال التصويت في مجلس الأمن آخر مرة فلا يوجد لدي آمال كبيرة جدا. لكني أعتقد أننا مدينون للشعب السوري بمطالبة جميع الدول الخمس دائمة العضوية بممارسة مسؤولياتها لحماية حق الشعب السوري في عدم التعرض للتعذيب والجرائم في حق الإنسانية».
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن الأمم المتحدة لديها لقطات مصورة مشابهة لتسجيل الفيديو الذي بثته القناة الرابعة البريطانية، وتابع في مؤتمر صحافي: «بل إنها ربما تكون اللقطات نفسها التي أرسلت للجنة التحقيق بشأن سوريا. الصور صادمة في الحقيقة». لكن كولفيل قال إن محققين مستقلين يرفعون تقارير لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقوا صورا مماثلة وشهادات تفيد بوقوع ذلك. واستخدم المحققون ذلك في تقرير في 23 من فبراير (شباط) الماضي اتهم القوات السورية بارتكاب جرائم في حق الإنسانية؛ بينها التعذيب.
ووثق أول تقرير ترفعه لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حالات لمصابين نقلوا لمستشفيات عسكرية، حيث تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء التحقيق معهم. وقال كولفيل: «تردد أن عمليات تعذيب وقتل وقعت في المستشفى العسكري في حمص - وهو ما عرضته لقطات القناة الرابعة - على يد أفراد من قوات الأمن يرتدون ملابس أطباء، ويبدو أنهم يعملون بالتواطؤ مع الطاقم الطبي». وقال إن لجنة التحقيق وثقت أدلة على أن قطاعات من المستشفى العسكري في حمص والمستشفى الحكومي في اللاذقية تم «تحويلها إلى مراكز تعذيب فعلية داخل المستشفيين».
محاولات حثيثة لترحيل 2500 مغربي عالقين في سوريا

زادت مضايقتهم بعد تقديم الرباط المشروع العربي إلى مجلس الأمن

جريدة الشرق الاوسط.... الرباط: آمال أبو العلاء ... قدرت مصادر مغربية رسمية عدد المغاربة الذين بقوا عالقين في سوريا حتى الآن بحدود 2500 شخص تعمل السفارة المغربية في دمشق حاليا على ترحيل من يرغب منهم إلى المغرب، وأشارت المصادر في هذا الصدد إلى أن أطفال المغربيات المتزوجات بسوريين يشملهم كذلك قرار الترحيل الاختياري، إضافة إلى فلسطينيين يحملون الجنسية المغربية.
وقال جعفر الدباغ، مدير قطاع العمل الاجتماعي في وزارة الجاليات المغربية بالخارج، لـ«الشرق الأوسط»: «الوزارة تقوم بالتعاون مع السفارة المغربية لدى سوريا بمساعدة أفراد الجالية الراغبين في العودة إلى المغرب، وذلك من خلال تحمل نفقات رحلة العودة»، وأشار الدباغ إلى أن هذه المساعدات تقدم لأي مغربي يتبين أنه لا يملك موارد مالية.
وقال الدباغ إن هناك عددا من أفراد الجالية المغربية في سوريا قد عادوا إلى بلادهم على نفقتهم الخاصة. وكانت مصادر رسمية قدرت عدد المغاربة الذين عادوا إلى بلادهم منذ اندلاع الثورة السورية بنحو 900 شخص.
وأوضح الدباغ أن السفارة المغربية لدى سوريا تستقبل أفراد الجالية الراغبين في العودة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن كان عددهم قليلا آنذاك. مشيرا إلى أن السفارة تعمل حاليا على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، بغرض ترحيل المغاربة العالقين هناك. وقال الدباغ إنه يتوقع وصول عدد كبير من المغاربة في غضون أيام. ولا تزال الخطوط المغربية تربط عبر رحلتين في الأسبوع الدار البيضاء ودمشق.
يشار إلى أن المغرب كان قد سحب سفيره من دمشق في وقت سابق، وعاد السفير محمد الخصاصي منذ أسابيع إلى المغرب، وكان سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي أجاب أكثر من مرة حول مسألة طرد السفير السوري من الرباط بأنه لم يتخذ قرارا بعد في هذا الموضوع. وفي هذا السياق، سيجتمع اليوم (الخميس) في الدار البيضاء تحالف يضم عدة جمعيات تطالب بطرد السفير، حيث من المقرر تنظيم مظاهرات للمطالبة بطرد السفير السوري، وستنظم المظاهرة الأساسية يوم الأحد المقبل في الدار البيضاء.
يشار إلى أن أنصار النظام السوري سبق أن اعتدوا على مغاربة يقيمون في سوريا، خاصة بعد أن قدم المغرب قبل أسابيع المشروع الخاص بالوضع هناك إلى مجلس الأمن، وهو المشروع الذي استعملت روسيا والصين ضده حق النقض (الفيتو)، وكان المغرب قدم ذلك المشروع باعتباره عضوا غير دائم العضوية في مجلس الأمن. وإثر تلك الاعتداءات وجه العشرات من المغاربة في سوريا نداءات لطلب المساعدة للخروج من هناك.
حماس: لن ندخل أي حرب بين إسرائيل وإيران

طهران أوقفت دعمها المالي للحركة بعد تباعدها عن النظام السوري

جريدة الشرق الاوسط.... غزة: هارييت شيرود*.. أكدت شخصيات قيادية في حركة حماس أن الجماعة لن تلبي رغبات إيران في حال نشوب حرب مع إسرائيل. وقال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس «لو أن هناك حربا بين قوتين، فإن حماس لن تكون طرفا فيها». كما رفض أن تطلق الجماعة أي صواريخ على إسرائيل بطلب من طهران ردا على أي هجوم على مواقعها النووية. وأضاف «حماس ليست جزءا من التحالفات العسكرية في المنطقة، فنحن ملتزمون باستراتيجيتنا في الدفاع عن حقوقنا».
ويبرز الموقف الراهن هوة الشقاق بين حماس وأحد أهم مموليها وإعادة ترتيب علاقاتها مع الإخوان المسلمين والحركات الثورية الشعبية في العالم العربي. وقد أكد مسؤول رفيع المستوى بحركة حماس، رفض ذكر اسمه، كلام البردويل قائلا «إن حماس لن تتدخل في أي حرب بين إيران وإسرائيل». وكانت التوقعات في إسرائيل بشأن العواقب التي قد تنجم عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران شملت احتمالية تعرض إسرائيل لقصف صاروخي من قبل حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وهما النظامان اللذان طالما وصفهما المسؤولون في إسرائيل بأنهما عميلان لإيران، بيد أن البردويل أكد على أن حماس لم تدن أبدا بالولاء الكامل لطهران، مشيرا إلى أن أغلبية السكان في إيران من الشيعة بينما سكان غزة من السنة. ويضيف «لقد قامت العلاقة على المصالح المشتركة».
جدير بالذكر أن طهران قد سحبت دعمها لحماس بعد أن رفضت الجماعة الفلسطينية دعم النظام السوري ضد ثورة دامت عاما. وطبقا لأكاديمي متخصص في دراسة الحركات الإسلامية، تضمن هذا وقف الدعم المالي الذي يبلغ 23 مليون دولار (14.5 مليون إسترليني) شهريا. ويقول عدنان أبو عامر، من جامعة الأمة «إن إيران ليست راضية إطلاقا عن حماس وسوريا، ولذلك هي تعاقب حماس. لقد توقفوا عن التمويل، لكن حماس لديها موارد أخرى - دول الخليج، والحركات الإسلامية، والتبرعات - لكنها جميعا لا تقارن بـ23 مليون دولار شهريا».
وأنكر البردويل تلقي هذا المبلغ قائلا «الأموال التي تأتي من إيران محدودة للغاية. في الأيام الأولى من الحصار الإسرائيلي على غزة كان المال وفيرا، لكنه تضاءل قبل عامين. وهذا التراجع في التمويل لم يكن بسبب الثورة السورية». لكن أبو عامر الذي ارتبط بعلاقات مع حماس والحكومة السورية أثناء دراسته للدكتوراه على مدى ثلاث سنوات، شبه الشقاق بين الجانبين بالطلاق. وقال «تحولت سوريا إلى ماض بالنسبة لحماس. إنه ليس طلاقا كاملا، لكن الحب لن يعود كما كان من قبل. وكلا الجانبين يدرك ذلك».
ويشير أبو عامر إلى أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس المنفي، كان ثاني أهم شخصية في سوريا بعد الرئيس بشار الأسد، فيقول «كان التواصل المباشر بينهما متميزا»، وكان قائد حماس يعامل كأحد رجال الدولة «حتى إن النظام سمح لأعضاء حماس بحمل أسلحة. وكانت سوريا أشبه بقاعدة عسكرية لحماس».
لكن الانتفاضة ضد النظام وضعت حماس في موقف حرج، فيقول أبو عامر «على مدى الشهور العشرة الماضية التزمت حماس الصمت العلني بشأن الثورة السورية، سواء بالتأييد أو الرفض. لكن في داخل حماس كانت ثورة أخرى، ونقاشات داخل القيادة بشأن قتل الشعب السوري». وأضاف «القيادة المنفية كانت مجمدة، لأنه لم يكن لديهم مكان آخر تلجأ إليه. لكن آخرين، في غزة ومناطق أخرى، يريدون شجب أعمال القتل، خاصة رجال الدين. وقد كان هذا عبئا على القيادة».
إضافة إلى ذلك، كانت جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة أكثر صراحة في انتقادها للنظام السوري، وحث حماس على قطع صلاتها بالأسد. وبحسب أبو عامر فقد مارس الشيخ يوسف القرضاوي، العالم الإسلامي الذي يحظى بتأثير كبير في العالم الإسلامي، الضغط بشكل خاص على مشعل. وأكد البردويل على المأزق الذي تجابهه قيادة حماس في المنفى، بالقول «عندما تزايد سفك الدماء، كان من الصعب أخلاقيا ألا نعبر عن الحزن. فحماس دائما ما تقف إلى جوار الشعوب، لا الأنظمة، لكن ذلك لا يعني حمل السلاح للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام». وبشأن تأثير جماعة الإخوان المسلمين على حماس قال «كانت حماس جزءا من الإخوان المسلمين منذ البداية، وقيادة حماس ترتبط بعلاقات وثيقة مع قيادة الإخوان المسلمين». هذا الرابط بين الجماعتين كان آيديولوجيا، فيما كان الرابط بينها وبين النظام السوري استراتيجيا».
كانت حماس حريصة ألا تقطع علاقاتها بشكل كامل مع سوريا على الرغم من نقل قيادتها إلى دول أخرى، فيقول أبو عامر «لا يزال هناك عدد قليل من أعضاء حماس في دمشق. ومن غادروا أصدروا تصريحات علنية ضد النظام، وكلا الجانبين بحاجة إلى الدعم».
وبحسب البردويل «لا يزال مكتب حماس في دمشق مفتوحا ويعمل لكنه خاو. لكننا لم نجد حتى الآن بلدا آخر ننقل إليه مكتبنا. ومن ثم فالقيادة في الخارج موزعة في الأردن وقطر ومصر، مع عودة عضو المكتب السياسي عماد العلمي إلى غزة بعد غياب دام 20 عاما».
ويرى بعض المراقبين أن تشتت القيادة الخارجية لحماس عزز بما لا يدع مجالا للشك من سلطة القيادة الداخلية في غزة التي يرأسها رئيس الوزراء الحالي إسماعيل هنية ومحمود الزهار. وكان النزاع قد تنامى بين رأسي القيادة في الداخل والخارج وتصاعد خلال الأشهر الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالمصالحة السياسية بين حماس ومنافستها حركة فتح، حيث ضغط مشعل بقوة من أجل التقارب، فيما تمسك الزهار وهنية برفضهما.
وفي عرض قوي وغير متوقع للتضامن، حيا هنية في خطابه الذي ألقاه في القاهرة الشهر الماضي «الشعب السوري البطل الذي يناضل من أجل الحرية والديمقراطية والإصلاح». وتؤكد هذه الخطوة بوضوح الشقاق بين حماس والنظام. وبحسب أبو عامر، كانت القيادة الخارجية منزعجة من الموقف المعلن لهنية، لكن هناك توقعات بمزيد من التصريحات في المستقبل. وقال «ستصبح أكثر علانية تدريجيا، لكن التصريحات الأكثر وضوحا وقوة ستصدر عن حماس في غزة». وأكد على رغبة حماس في أن تكون جزءا من الربيع العربي، فالثورات في العالم العربي ونهضة الحركات الإسلامية أثرت على حماس. وحماس مستعدة لذلك بشكل جيد للغاية. وكانت حماس تحاول إعادة تنظيم نفسها مع الحركات الإسلامية الصاعدة التي كانت أكثر توجها نحو الانتخابات والتواصل مع الغرب أكثر من المقاومة المسلحة. وأضاف أبو عامر «لا يمكن أن يطلب من حماس أن تمحو تاريخ 25 عاما في يوم واحد. لكن ذلك اليوم سيأتي».
المؤشرات على اقتراب ذلك اليوم تتمثل في اتصالات القنوات الخلفية بين المسؤولين الغربيين وممثلي حماس. ويشير البردويل إلى أنه التقى هو والزهار وفدا من الأوروبيين والأميركيين في القاهرة في مايو (أيار) الماضي، وتلت ذلك اجتماعات مع ممثلين آخرين في حماس. لكنه رفض تقديم تفاصيل بشأن فحوى تلك المحادثات، واكتفى بالقول «نحن نسعى إلى إقامة مثل هذه القنوات والاتصالات مع الدول الغربية لعرض قضيتنا».
* بالاتفاق مع «الغارديان» البريطانية
إسرائيل تجري تدريبات استعدادا لضرب إيران

إعداد مطار عسكري ليكون بديلا عن مطار اللد

جريدة الشرق الاوسط... تل أبيب: نظير مجلي ..... مع ارتفاع لهجة المعارضة لضربة عسكرية إسرائيلية لإيران، في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، كشف في تل أبيب، أمس، عن سلسلة تدريبات وإجراءات عسكرية لمواجهة «الحرب القادمة». وبدا منها أن الاستعدادات تأخذ بالاعتبار حربا، ليس على إيران فقط، بل على الجنوب اللبناني وعلى قطاع غزة أيضا.
وعزت مصادر عسكرية هذه التحركات، أمس، إلى ما سمته «استعدادات لمرحلة ما بعد الربيع العربي والتغييرات التي تعصف بالمنطقة»، وقالت إن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة سيناريوهات عديدة جدا، بينها الحرب «تحت الأرض»، حيث باتت الخنادق والأنفاق ظاهرة عسكرية أساسية لدى إيران وحزب الله في لبنان وقطاع غزة الفلسطيني. وقالت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات حرب لن يكون بمقدوره خلالها الامتناع عن مواجهات تدور رحاها تحت سطح الأرض. فتقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله يمتلك عشرات القواعد العسكرية المبنية تحت الأرض في لبنان، والتي يقود الحزب منها عملياته العسكرية ويصدر أوامره وتعليماته لجنوده، مع الاحتفاظ بمنظومات لإطلاق الصواريخ والراجمات من تحت الأرض.
وكانت قد بدأت في خليج حيفا، شمال إسرائيل، عملية نقل مصانع كيماوية عديدة خصوصا مصانع غاز الأمونيا، إلى مواقع جديدة في النقب (جنوب إسرائيل)، خوفا من قصفها من قبل صواريخ إيرانية، علما بأن هذا الغاز سام. كما قررت شركة «إل عال» للطيران المدني، وهي كبرى شركات الطيران الإسرائيلية، إعداد مطار عسكري في النقب لاستخدامه في حال قصف مطار اللد، المطار الدولي الوحيد في إسرائيل. من جهته، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إلى البلاد قادما من الولايات المتحدة وكندا. وإزاء النشر الواسع في إسرائيل والولايات المتحدة بأن نتنياهو عاد بخفي حنين، وأنه لم يحقق أيا من مطالبه من الرئيس باراك أوباما، خصوصا في توجيه تهديد مباشر بالحرب على إيران، أصدر بيانا جاء فيه «إنني أرجع إلى البلاد بعد أن قمت بزيارة مهمة جدا للولايات المتحدة وكندا. تم استقبالي بدفء كبير ولنا أصدقاء حميمون كثيرون. نعود إلى الاحتفال بعيد بوريم (عيد المساخر) ونقرأ اليوم في سفر استير في التوراة عن تلك الأيام حين لم يكن اليهود أسياد مصيرهم ولم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.
اليوم نعيش في عالم آخر وفي عهد آخر. لنا دولة قوية وجيش عظيم. لم تختف التهديدات لكننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا.
لنا أصدقاء كثيرون جدا يقفون دائما إلى جانبنا». وقد اعتبر هذا التصريح، محاولة منه للتخفيف من الفشل في تجنيد الرئيس أوباما، إلى جانب توجيه ضربة حربية إسرائيلية لإيران.
أحمد يوسف: تجاوزنا إشكالية مع إيران بسبب سوريا

نفى أن يكون الدعم المالي الإيراني لحماس تقلص

غزة: «الشرق الأوسط»... أكد قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن حركته لن تتدخل في أي حرب محتملة بين إسرائيل وإيران. وقال أحمد يوسف لوكالة الصحافة الفرنسية إن «إيران ليست بحاجة إلى حركة حماس للرد في حال تعرضت لهجوم من إسرائيل لأن لدى إيران إمكانيات وقدرات عسكرية هائلة تستطيع أن توجع إسرائيل وتغنيهم عنا في الرد»، مضيفا: «بالتالي لن تتدخل حماس في أي حرب بين إيران وإسرائيل». وأضاف يوسف وهو مستشار وزارة الشؤون الخارجية في حكومة حماس المقالة أن لدى حركته «علاقات استراتيجية وصداقة مع إيران.. وإيران لا تتدخل في أي شيء نقوم به ولا تطلب منا موقفا ما.. نحن من يحدد سياستنا وتحركاتنا وفقا للمصلحة الفلسطينية».
وأشار يوسف الذي يعتبر من المقربين حاليا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى أن «إشكالية تم تجاوزها» بين حماس وإيران بسبب الأحداث في سوريا.
وقال: إن حماس ترى في إيران «دولة إسلامية صديقة ومساندة للقضية الفلسطينية، وهناك مسؤولية عقدية لدى إيران تجاه القضية الفلسطينية ودعم فلسطين». وأكد القيادي في حماس أن الدعم المالي الإيراني لحركته «لم يتقلص أو يتأثر» بموقف حماس من الأوضاع الحالية في سوريا. وشدد على أن «إيران تدرك أن حماس لا يمكن لها أن تخذل الشعب السوري والنظام السوري تجاوز الخطوط الحمراء ولا يمكن لحماس السكوت على هذه التجاوزات».
بانيتا يعلن 10 ملايين دولار من «المساعدات الإنسانية» للسوريين ولدعم المعارضة

الجنرال ديمبسي: لدينا القدرة على القيام بعمل عسكري إذا طلب منا ذلك

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.... أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أمس، أن الولايات المتحدة تقوم بكافة الجهود وتراجع كل الخطوات التي يمكن اتخاذها لحماية السوريين وضمان استقرار سوريا. وأوضح بانيتا، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ صباح أمس، أن ذلك يتضمن مناقشة احتمالات توجيه ضربة عسكرية إذا استدعى الأمر ذلك، لكنه شدد على التركيز على الجهود الدبلوماسية وضرورة بناء تحالف دولي مع المجتمع الدولي للقيام بضربة عسكرية، في إشارة إلى التحالف الذي قاد الحرب في ليبيا. وأعلن بانيتا أن بلاده تعتزم تقديم مساعدة غير عسكرية للمعارضة السورية، ومنها على سبيل المثال تجهيزات اتصال. وبينما كان بانيتا حازما في رفض أي تحرك عسكري أميركي «أحادي الجانب» ضد النظام السوري، لم يستبعد القيام بعمليات عسكرية مع حلفاء. وفي تطور ملحوظ، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في الجلسة ذاتها أن مكتبه قد أبلغ فريق باراك أوباما بالخطط الاحترازية الأولية لأي هجوم عسكري على سوريا. وأوضح: «لم نقدم الخطط للرئيس (الأميركي باراك) أوباما بعد، ولكن التقينا بفريق من مجلس الأمن القومي» التابع للبيت الأبيض. وردا على أسئلة أعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ أثناء جلسة استماع مخصصة للوضع في سوريا، قال وزير الدفاع إنه تم تخصيص 10 ملايين دولار من المساعدة الإنسانية، وخصوصا من الأغذية والأدوية، لمساعدة الشعب السوري.
وسأله السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومانتال «ماذا تم فعله في مجال تجهيزات الاتصال» للمعارضة السورية؟»، فأجاب بانيتا «أفضل أن أناقش ذلك في جلسة مغلقة، لكن يمكنني أن أقول لكم: إننا نعتزم تقديم مجموعة كاملة من مساعدات لا تتضمن أسلحة قاتلة»، موضحا مع ذلك أنه لم يتم تقديم أي مساعدة حتى الآن. وفي ليبيا عام 2011 قدمت واشنطن بما قيمته 25 مليون دولار من المساعدات للثوار، ولا سيما من الحصص الغذائية والمعدات الطبية والخيام والبدلات العسكرية والسترات الواقية من الشظايا.
وكان الرئيس الأميركي أوباما قد أكد مجددا، في مؤتمر صحافي أول من أمس، أن الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري أحادي الجانب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير الدفاع الأميركي «من الواضح أنه لا يوجد حل بسيط أو سريع لهذه الأزمة»، مضيفا «نعتقد أن الحل الأفضل لهذه الأزمة يمر بعملية انتقالية سلمية وسياسية وديمقراطية يقودها الشعب السوري، وفقا للخطوط التي حددتها جامعة الدول العربية». وخلص إلى القول «حتى لو أننا لا نستبعد أي عمل في المستقبل، فإن الإدارة تركز حاليا على مقاربات دبلوماسية وسياسية بدلا من التركيز على تدخل عسكري». وأشار ديمبسي، في رده على أسئلة أعضاء اللجنة، إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب تقييما من أجهزة الاستخبارات حول إمكانية القيام بضربة عسكرية، نافيا وجود خطة مفصلة لضربة عسكرية وإنما مجرد تقييم للوضع. وقال ديمبسي: «لدينا علاقات عسكرية مع الدول المجاورة لسوريا، وكل الخيارات ستتم مراجعتها وفقا لمدى التوافق على هذه الخيارات». ولفت بانيتا إلى أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وهناك حدود لأي ضربة خاصة، أنه لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض». وردا على سؤال حول المشاركة في الحرب في ليبيا، قال الوزير الأميركي: «الاختلاف بين ليبيا وسوريا واضح، ورغم مساندة الجامعة العربية لشن ضربة عسكرية في ليبيا، فإنه لا يوجد توافق حول سوريا، والنظام السوري لديه جيش قوي، والاحتمالات قائمة لنشوب حرب أهلية، ولا نعرف من هم المعارضة، ولا يوجد قائد أو مجموعة توحدهم، وهم يحاولون لكن لم ينجحوا. وفي ظل هذه الظروف، فإن توجيه ضربة عسكرية قد يؤدي إلى صعوبة الموقف».
وقال وزير الدفاع الأميركي «إن الأمم المتحدة ساندت خطة الجامعة العربية والآن نركز على ترجمة اتجاه المجتمع الدولي إلى تصرف من خلال زيادة عزلة الأسد وتشجيع الدول الأخرى على فرض عقوبات يكون لها تأثير عليه، ونعمل على توفير مساعدات إنسانية بمبلغ 10 ملايين دولار، ونعمل مع أصدقاء سوريا لتعزيز المعارضة وتوحيدها ونقل السلطة إلى حكومة تحترم السوريين، خاصة الأقليات». وكرر كل من بانيتا وديمبسي تفضيلهما مناقشة الأوضاع العسكرية في سوريا في جلسة مغلقة في ردهما على أسئلة أعضاء اللجنة.
وفي نهاية الجلسة، وحسب طلب الوزير والجنرال، انتقلت الجلسة إلى قاعة سرية لمناقشة المواضيع العسكرية التي كان الوزير والجنرال طلبا الحديث عنها في جلسة سرية.
ووجه السيناتور الجمهوري جون ماكين هجوما شديدا على موقف الإدارة الأميركية من الوضع السوري في مستهل الجلسة، مطالبا بتدخل عسكري فوري في سوريا. وتساءل: «إلى متى سننتظر ونحن نرى السوريين يموتون حتى نقتنع أن توجيه ضربة عسكرية هو ضرورة»، ليجيبه بانيتا بأن «الأمر يتعلق ببناء توافق دولي، ولا يوجد منطق في القيام بتصرف منفرد، وننظر في كافة الخيارات ولم نقم بخطة مفصلة حول ضربة عسكرية في انتظار أوامر الرئيس، وقبل أن أعطي أوامر للجنود بالدخول في حملة عسكرية يجب أن أتأكد ما هي المهمة ومدى نجاحها وتكلفتها وهل ستؤدي إلى نتيجة أفضل أم أسوأ؟»، ورد عليه السيناتور ماكين قائلا «الخطأ في تصريحاتك أنك تنسى الدور القيادي لأميركا وأنها كانت قادرة على القيادة في الماضي في حروب البوسنة وكوسوفو». ورفض ماكين الادعاءات بعدم معرفة المعارضة السورية، وقال: «أرفض أن تقول لي لا نعرف من هم المعارضة، فنحن ننفق الملايين على أجهزة الاستخبارات، والذين يموتون في سوريا لا يموتون في سبيل المسلمين المتطرفين أو تنظيم القاعدة بل في سبيل الحصول على الحرية».
وفي رده على سؤال السيناتور بن نيلسون حول أدلة يملكها حول تورط تنظيم القاعدة في سوريا، قال بانيتا: «لدينا معلومات عن المتورطين وسأناقش ذلك في جلسة مغلقة»، وفي سؤال حول الوقت اللازم لتسليح المعارضة وعدد الجماعات المعارضة في سوريا، أجاب الجنرال ديمبسي بأن «هناك مائة جماعة معارضة، ولا أستطيع أن أقول إن تنظيم القاعدة متورط مع كافة جماعات المعارضة».
وحذر ديمبسي من خطر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي يملكها النظام السوري، لكنه رفض الحديث علنا عن خطته لتقليل مخاطر الأسلحة الكيماوية في سوريا، واكتفى بقوله «سنفعل ما فعلناه في الأسلحة الكيماوية في ليبيا». وشدد القائد العسكري على استعداد القوات المسلحة الأميركية للاستجابة لأي مطلب، وقال: «نحن قادرون ونستطيع عمل أي شيء يطلب منا سواء كنا وحدنا أو مع شركاء، والنتائج ستكون أفضل عندما نقوم بحملة مع شركاء دوليين، ولدينا إمكانات أفضل من حلف الناتو»، ولكنه أردف قائلا «السؤال هو هل يجب علينا القيام بذلك؟».
مصادر: بن عيسى اعتذر عن قبول مهمة الممثل الخاص في الأزمة السورية «لظروف عائلية خاصة»

وزير خارجية المغرب الأسبق لم يوضح لـ«الشرق الأوسط» أسباب اعتذاره

نيويورك - القاهرة: «الشرق الأوسط» ... علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في الجامعة العربية بالقاهرة وفي الأمم المتحدة بنيويورك أن محمد بن عيسى، وزير الخارجية والتعاون المغربي الأسبق، كان قد تم اختياره من قبل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، لتولي مهمة الممثل الخاص لهما في الأزمة السورية.
وقالت المصادر إن العربي هو الذي اتصل بمحمد بن عيسى يوم 20 فبراير (شباط) الماضي ليبلغه رغبته ورغبة بان كي مون في تولي مهمة مبعوثهما الخاص في الأزمة السورية. وأضافت المصادر أن بن عيسى عاد بعد يوم واحد للاتصال بالأمين العام للجامعة العربية واعتذر له عن قبول العرض «لظروف عائلية خاصة». ولم ينف بن عيسى في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» الخبر، بيد أنه لم يوضح أسباب عدم قبوله عرض الأمم المتحدة والجامعة العربية. يذكر أنه بعد يومين من اعتذار بن عيسى عن قبول العرض الأممي والدولي، تم اختيار كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، لتولي المهمة.
من جهتها، أكدت مصادر في وزارة الخارجية المغربية الخبر، وعبرت عن «أسفها» لعدم قبول بن عيسى العرض. وقالت المصادر ذاتها لـالشرق الأوسط» إن تعيين بن عيسى مبعوثا خاصا للأمم المتحدة والجامعة العربية «مفخرة للمغرب»، حيث يتولى أحد رجالاته الدبلوماسيين مهمة دولية تسعى لوضع حد للمأساة التي تعيشها سوريا اليوم. وسبق لبن عيسى أن عمل في الأمم المتحدة أكثر من 12 سنة قبل عودته إلى المغرب في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي ودخوله المعترك الثقافي والسياسي في بلاده.
أنان في القاهرة تحضيرا لزيارة دمشق
مصادر فرنسية رسمية: يتوجه إلى دمشق دون «أوهام» حول نجاح مهمته
جريدة الشرق الاوسط... لندن: حاتم البطيوي باريس: ميشال أبو نجم.... وصل إلى القاهرة أمس الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان المبعوث الأممي العربي المشترك بشأن الأزمة السورية، قادما على طائرة خاصة من جنيف في زيارة لمصر في بداية جولته الأولى بعد اختياره لهذه المهمة، قبيل سفره إلى دمشق يوم السبت المقبل.
ونقلت مصادر فرنسية رسمية واسعة الاطلاع عن أنان أنه «يتوجه إلى سوريا ولكن من غير أوهام»، في إشارة إلى الصعوبات التي يرى أنها تعترض مهمته كممثل للأمم المتحدة والجامعة العربية على السواء.. ورغم أن موعد الزيارة المقرر هو بعد غد السبت، فإن أنان لا يعرف حتى الآن تحديدا من هي الشخصيات التي سيلتقيها في العاصمة السورية، خصوصا «ما إذا كان سيتمكن من تناول الحل السياسي مع النظام» للأزمة القائمة منذ نحو العام.
وقد عين أنان في 23 فبراير (شباط) الماضي «موفدا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية»، وقال إنه سيسلم «رسالة واضحة» إلى دمشق مفادها أن أعمال العنف «يجب أن تتوقف، والمساعدات الإنسانية يجب أن تصل» إلى السكان.
وسيلتقي أنان اليوم في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ثم بعض وزراء الخارجية العرب الجمعة قبل أن يتوجه صباح السبت إلى سوريا كما صرح الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي.
وسيرافقه إلى دمشق مساعده، وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة، في هذه المهمة الأولى إلى سوريا، فيما يجتمع وزراء الخارجية العرب السبت في القاهرة مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف لبحث الوضع في سوريا.
وأشار تقرير بصحيفة «حرية دايلي» التركية إلى أن مهمة أنان إلى سوريا ربما تكون مرتكزة على تقديم فرصة أخيرة للأسد من خلال مقترح بـ«خروج مشرف» من السلطة، ودللت الصحيفة على ذلك بتزامن زيارة أنان إلى دمشق مع اجتماع المسؤولين الروسيين مع وزراء الخارجية بالقاهرة في ذات اليوم.
إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية مقربة من أعضاء مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن التنبؤ بتحقيق نتائج ملموسة، وعبرت عن أملها في أن يكون هناك نص مشروع قرار يجعل مجلس الأمن يتحدث بصوت واحد بشأن الأزمة السورية.
وذكرت المصادر ذاتها أن الوضعية الراهنة تستوجب أن يكون هناك موقف موحد لمجلس الأمن لاعتماد آليات تضع حدا لأعمال العنف وتساعد على فتح الحوار.
وأشارت المصادر إلى زيارة كوفي أنان إلى دمشق السبت المقبل، بيد أنها شددت على القول إن التوصل إلى موقف موحد في مجلس الأمن سيكون له وقع مهم على مسار الأمور أكثر من أي شيء آخر، وسيحث الجميع على تغيير الوضع على الأرض.
وزادت المصادر قائلة: «نحن أمام ديناميكية لحث الجميع على وقف أعمال العنف، ووصول المساعدات الإنسانية في انتظار بداية مسلسل التوصل إلى حل سلمي وسياسي للأزمة السورية».
وامتنعت المصادر عن الخوض في تفاصيل مشروع القرار الأميركي الجديد بخصوص الأزمة السورية، وقالت إن هناك اتفاقا بين أعضاء مجلس الأمن على عدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية حتى تنضج الأمور، وتتبين الملامح الكاملة لمشروع القرار الجديد.
 
بوتين: مسألة منح اللجوء السياسي للأسد ليست موضع بحث في روسيا

موسكو تدعو إلى وقف «فوري» لأعمال العنف وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية

لندن: «الشرق الأوسط» ... قال الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، إن مسألة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ليست موضع بحث في روسيا، في أول تعليق له على الأزمة السورية بعد انتخابه رئيسا للدولة. بينما دعت روسيا الحكومة السورية والمتمردين إلى وقف «فوري» لأعمال العنف وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية ومبعوثي الأمم المتحدة إلى سوريا.
وجاء حديث بوتين ردا على سؤال صحافيين أمس حول إمكانية أن تمنح روسيا حق اللجوء السياسي للأسد، وأجاب بوتين قائلا «نحن حتى لم نتطرق إلى هذا الأمر»، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء الروسية.
ويأتي ذلك رغم عرقلة روسيا - كعضو دائم بمجلس الأمن - لقرارين دوليين من أجل إدانة القمع الذي يقوم به نظام الرئيس الأسد ضد معارضيه.. كما أوضحت وزارة الخارجية الروسية أول من أمس أن موسكو لن تبدل موقفها حيال سوريا بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا، وذلك على أثر دعوات في هذا الصدد وجهتها بلدان غربية.
ورغم ذلك، دعت روسيا أمس الحكومة السورية والمتمردين إلى وقف «فوري» لأعمال العنف وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ومبعوثي الأمم المتحدة إلى سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بعد لقاء مع السفير السوري في موسكو، بناء على طلبه، «من الضروري أن تتوقف على الفور أعمال العنف من أي جهة أتت».
وأضاف البيان أنه خلال هذا اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي ميكائيل بوغدانوف «تم التشديد على أن ثمة حاجة حيوية لحل المشاكل الإنسانية الخطرة» في سوريا، موضحا أن الجانبين أعربا أيضا عن دعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا كوفي أنان، ومسؤولة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري أموس.
وزير خارجية مصر للنظام السوري: ما ترفضونه اليوم من حلول قد لا يكون مطروحا غدا

قال إن تسليح المعارضة يعني حربا أهلية.. والقوى الغربية لا تريد تدويل الأزمة

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين... أكد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري، أمس، أن مصر كانت أول من نبه إلى خطورة الأزمة وفداحة تداعياتها على الأمن العربي بصفة عامة. وأشار أيضا إلى مشاركته في اجتماعات لجنة المبادرة العربية مع القيادات السورية خلال زيارة اللجنة لدمشق، كاشفا عن قيامه بحث تلك القيادات على ضرورة التعلم من أخطاء الآخرين وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت فيها أنظمة الحكم في مصر وتونس وليبيا واليمن، وهي الأخطاء التي لم تسفر سوى عن المزيد من إراقة الدماء، كما حذر القيادات السورية من أن ما يرفضونه اليوم من حلول قد لا يكون مطروحا عليهم غدا عندما تتجاوز الأزمة نقطة اللاعودة.
وقال عمرو في تصريحات له أمس إنه حذر من تفسير استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن مؤخرا على أنه تأييد للنظام وقبول باستمرار الوضع على ما هو عليه، لافتا إلى مشاركة مصر في تقديم مشروع القرار العربي إلى مجلس الأمن، وكذلك تزعمها مشروع القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لدعم المبادرة العربية، وأكد تأييد مصر للعقوبات على سوريا فيما لا يمس حياة المواطن السوري العادي. وأوضح وزير الخارجية أن مصر ترى في تسليح المعارضة السورية تصعيدا للصراع العسكري وإشعال حرب أهلية في سوريا.
السلطات السورية ترحب بالمبادرة الصينية المتضمنة 6 نقاط لحل الأزمة

وزير التجارة الصيني: عودة أغلب العمال الصينيين من دمشق بسبب العنف

لندن: «الشرق الأوسط» ... رحب الجانب السوري بالمبادرة الصينية المتضمنة 6 نقاط تهدف لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للمبعوث الصيني لي هوا شين الذي حمل إليه أمس رسالة خطية من نظيره الصيني يانغ جيتشي، إن «سوريا تقدر موقف الصين وترحب بالرؤية الصينية ذات النقاط الست» معلنا استعداد سوريا «للتعاون الإيجابي» مع المبادرة الصينية «باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سوريا». وأوضح بيان رسمي أن المبعوث الصيني قدم شرحا للمبادرة الصينية خلال اللقاء الذي جرى في مبنى وزارة الخارجية السورية أمس، وقال البيان الرسمي السوري إن المبعوث الصيني أكد أن «الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة»، وشدد على «تمسك الصين باحترام سيادة واستقلال سوريا وسلامة أراضيها وبأهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».
حضر اللقاء فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين، وأحمد عرنوس معاون الوزير ومدير إدارة آسيا في الوزارة، والسفير الصيني في دمشق، والوفد المرافق للضيف.
وتنص الخطة الصينية، على «وقف فوري وشامل وغير مشروط لكل أعمال العنف من الحكومة السورية والأطراف المعنية»، و«إطلاق فوري لحوار سياسي شامل من دون شروط مسبقة ولا حكم مسبق بين الحكومة السورية ومختلف الأطراف تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية».
كما تنص على «دور قيادي للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية.. على أساس احترام سيادة سوريا»، وترفض «التدخل العسكري ضد سوريا أو فرض ما يسمى (تغيير النظام)». ويجب أن يلتزم أعضاء مجلس الأمن الدولي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية.
وجدد المبعوث الصيني خلال لقائه بالمعلم، رفض بلاده أي تدخل خارجي في الشؤون السورية، وقال إن «الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة»، معبرا عن رفض بلاده «محاولات استغلال بعض الأوساط الوضع الإنساني من أجل التدخل في الشؤون السورية تحت أي ذريعة». إلى ذلك، قال وزير التجارة الصيني شين ديمنج أمس إن أغلب الصينيين العاملين في مشروعات صينية في سوريا قد عادوا بالفعل إلى بلادهم بسبب أعمال العنف التي تشهدها سوريا حاليا. وما زال هناك نحو 100 صيني في سوريا لرعاية المشروعات والمعدات وأموال الشركات الصينية هناك.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الوزير قوله: «سوف نعود إلى هذه المشروعات عندما يتحسن الموقف (الأمني) ويعود السلام». وكانت سفارة بكين في دمشق وأيضا الشركات الصينية العاملة في سوريا خفضت أعداد العاملين فيها من الصينيين إلى أقل مستوى ممكن منذ تفجر أعمال الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد في مارس (آذار) من العام الماضي.
العميد حسام العواك: نسعى لمنطقة عازلة تمكن من إدخال السلاح للمعارضة السورية

قائد العمليات بتجمع «الضباط الأحرار» لـ«الشرق الأوسط»: إجراءات لتوحيد الصفوف ضد كتائب الأسد

القاهرة: عبد الستار حتيتة ... كشف العميد حسام العواك، قائد العمليات بتجمع الضباط الأحرار السوريين، والمنشق عن المخابرات الجوية السورية، عن وجود مساع يجري بحثها مع أصدقاء سوريا؛ من بينها دول عربية، لإيجاد منطقة عازلة تساعد على إدخال السلاح للمعارضة السورية، على الرغم من موقف بعض دول الجوار السوري بالنأي بنفسها عن هذا الموضوع، قائلا في حديث مع «الشرق الأوسط» أمس إن غياب المعارضة الموحدة يؤخر نجاح الثورة، وأضاف أنه يجري العمل حاليا لتوحيد الصفوف ضد نظام الأسد وكتائبه العسكرية. وعن كيفية تدبير السلاح للمعارضة السورية، قال العميد حسام العواك: «أحيانا لا نستطيع توصيل السلاح من خارج البلاد إلى داخلها.. فنقوم بضرب المستودعات، وكذا المراكز العسكرية للحصول على السلاح»، مشيرا إلى أن «آخر عملية لنا كانت في مستودعات 401 - 2 التي تقع في تل منين، وهي تبعد تقريبا 55 كيلومترا عن دمشق».
وأوضح أن تل منين كانت تحوي تقريبا 800 مستودع.. و«قمنا بمهاجمة المخافر التي تحمي تلك المستودعات، ودخلناها وحصلنا على كمية كبيرة من السلاح الخفيف والمتوسط.. وأثناء قيامنا بالانسحاب اشتبكنا مع عدد من العناصر، وكان أقوى اشتباك في مزرعة تتبع اللواء إبراهيم الحويجي، مدير إدارة المخابرات الجوية السابق».
وفي ما يخص المناطق التي يمكن من خلالها إدخال أسلحة إلى سوريا، خاصة مع رغبة أطراف إقليمية ودولية في تسليح المعارضة، أوضح العواك: «نحن نبحث هذا الموضوع مع أصدقائنا.. خاصة أن هناك من دول الجوار التي تنأى بنفسها عن الدخول في هذا الموضوع.. نحن الآن نتباحث ونتشاور مع أصدقائنا العرب في الدول الخليجية وعدد من الدول الأخرى لتمكيننا من الحصول على منطقة عازلة.. (سوف) نقوم بالحصول عليها بأنفسنا والاعتماد على إمكاناتنا الذاتية، وهناك حديث الآن عن السيطرة على بعض المناطق من جهة معينة وفصلها، ومن ثم تأمين الحظر الجوي لها لاحقا».
وحول مدى التعاون بين القيادات العسكرية المعارضة على الأرض في الداخل السوري، أوضح العواك قائلا: «الآن نحن نوحد الصفوف.. والآن يقود العمليات على الأرض العميد قاسم سعد الدين، الذي نوجه له التحية لأنه فعلا الآن يقود أكبر الكتائب في مواجهة كتائب الأسد». وفي سؤال حول الكيفية التي يمكن بها الفرز بين المعارضين الحقيقيين والمندسين، كما يسميهم البعض، خاصة في ظل هذه المعمعة التي تمر بها سوريا، قال العواك: «نقوم بتزويد (المعارضين) بالمعلومات.. لدينا أجهزة، ولدينا ضباط ما زالوا عمليا على رأس عدد من الأجهزة الأمنية، ولا نريد أن نفصح أكثر من ذلك، وهم يزودوننا بالمعلومات أولا بأول ويعطوننا أسماء المندسين».
وعن استمرار عدم التوحيد السياسي للمعارضة السورية في المرحلة الراهنة، وتأثير ذلك على معنويات وعمليات الجيش السوري الحر، أوضح العواك بقوله إن عدم وجود معارضة موحدة، وعدم صرف الأموال التي تأتي إلى المجلس (الوطني)، على الداخل السوري لتأمين احتياجات المواطنين وتأمين العائلات، يؤخر الثورة ويؤخر نجاحها، وأضاف: «العسكريون مرتبطون بالمدنيين، خاصة أن نسبة المدنيين المنخرطين في الكتائب العسكرية أصبحت أعلى من نسبة العسكريين».
وحول رؤيته لعلاج مثل هذه الخلافات السياسية بين المعارضين، قال العواك: «نحن نأمل الآن، ونحاول.. وأنا الآن أعمل داخل مجموعة العمل الوطني برئاسة الأستاذ هيثم المالح (تحت مظلة المجلس الوطني)، ونتمنى أن يكون هناك قريبا توحيد للصفوف وإعادة الحياة للمجلس بحيث يقوم بدوره بشكل أفضل، خاصة في الداخل السوري، لأن نجاح الثورة لا يتم إلا من الداخل الآن». وعن حقيقة ما تتناوله بعض التقارير التي تشير إلى أن قيادات من رجال الأعمال من الأغلبية السنية تقف مع نظام الأسد دفاعا عن مصالحها الاقتصادية، أوضح العواك: «الآن النظام يضع الجميع في حالة رعب ويقلقهم ويخيفهم، وهو بالإضافة إلى تحريضه على الطائفية، كانت آخر مقولاته أنه يقول للتجار يجب أن تدفعوا وتتبرعوا، بما لا يقل عن عشرة آلاف دولار شهريا من كل تاجر، وذلك لدعم النظام.. وحين يسألون لماذا، يقول لهم النظام لأن تجارا من الخارج سوف يأتون إلى الداخل بحجة الثورة، ويستولون على مواقعكم وعلى مكاسبكم وعلى مصانعكم، و(يقول لهم النظام أيضا) يجب أن تناصرونا بالمال لكي ندافع عنكم وعن مصالحكم.. وهذه حجة النظام». ومنذ شهر مارس (آذار) من العام الماضي، شكل العواك وضباط آخرون ممن أصبح يطلق عليهم «الضباط الأحرار» تكتلا، وأوضح: «لدينا كتائب مقاومة شعبية، بالإضافة إلى مدنيين أهلناهم، وأعدنا ضباطا بعد أن كانوا قد خرجوا إلى التقاعد تعسفيا من الجيش السوري (النظامي)، برتبهم التي خرجوا بها».
وقال العواك إنه يتعرض لهجوم شديد من قبل النظام السوري بسبب ما لديه من «معلومات عن نظام الأسد وتحركات النظام وأهم قياداته»، مشيرا إلى أن النظام يسعى لاغتياله بمساعدة عناصر غير معروفة من الأجانب.
آموس تدخل حي بابا عمرو لتقييم الوضع الإنساني

المعلم: دمشق ملتزمة بالتعاون مع البعثة في إطار احترام سيادة واستقلال سوريا

جنيف: «الشرق الأوسط» ... قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس رافقت الهلال الأحمر العربي السوري إلى حي بابا عمرو. وأوضح المتحدث هشام حسن أن «آموس دخلت مع فريق المتطوعين من الهلال الأحمر السوري، والذي بقي 45 دقيقة في الحي». وقال الهلال الأحمر السوري إن قافلة تابعة له وجدت أن غالبية سكان الحي الذي قاوم فيه المعارضون المسلحون قصف القوات الحكومية لعدة أسابيع فروا، وذلك بعد أن دخل الهلال الأحمر بابا عمرو بعد قليل من إجراء آموس محادثات في العاصمة السورية دمشق. وأوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة أن الفريق وآموس «اكتشفوا ما كنا نعلمه منذ فترة وهو أن غالبية سكان بابا عمرو خرجوا من الحي خلال القتال»، الذي حصل في الأسابيع الماضية وانتهى الخميس الماضي بسقوط الحي في أيدي قوات النظام. وأشار إلى أن «عدد السكان كان ضئيلا» خلال الزيارة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر توزع «منذ أسبوعين مساعدات إنسانية على أهل بابا عمرو الموجودين في مناطق أخرى». وقال إن «فريقا آخر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مع فريق من الهلال الأحمر السوري وزع الأربعاء مساعدات غذائية وطبية لنحو 450 عائلة معظمها من بابا عمرو في قرية آبل على بعد عشرة كيلومترات جنوب حمص». وخلال اليومين الأخيرين، وزعت الفرق المشتركة مساعدات على 350 عائلة تتألف كل منها من ستة أشخاص كمعدل وسطي. وكان موكب للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ينتظر منذ أيام عدة للتمكن من دخول بابا عمرو الذي حاصرته القوات السورية وقصفته خلال ما يقرب من شهر. وتقوم آموس بزيارة إلى سوريا تستغرق يومين، حيث وصلت أمس إلى دمشق وأجرت محادثات في وزارة الخارجية قبل أن تتوجه إلى حمص.
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال استقباله آموس على رأس بعثة دولية «التزام سوريا بالتعاون مع البعثة في إطار احترام سيادة واستقلال سوريا وبالتنسيق مع وزارة الخارجية». كما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية أن «القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين رغم الأعباء التي تواجهها من جراء العقوبات الجائرة التي تفرضها بعض الدول العربية والغربية على سوريا».
كما نقلت الوكالة عن آموس قولها للمسؤول السوري إن الهدف من زيارتها هو تقييم الوضع الإنساني على أرض الواقع، وأضاف المعلم أن أموس شددت على احترام السيادة السورية ورفض استخدام الجانب الإنساني لأغراض سياسية.
في غضون ذلك، قال هشام حسن، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إن قافلة تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت أمس إلى حي بابا عمرو المدمر بمدينة حمص، وأضاف أن اللجنة تؤكد دخول القافلة إلى الحي، لكنه لم يتمكن من تقديم مزيد من التفاصيل.
السوريون يعبرون إلى الأمان تحت جنح الليل

مسؤول تركي: 1500 عبروا الحدود الشهر الماضي ليتجاوز عدد اللاجئين في المخيمات 11 ألفا

جريدة الشرق الاوسط.... ألتينوزو (تركيا): كريم فهيم* ... خرج رجال سوريون من الضباب المخيم على نهر العاصي مجهدين وهم يحملون نقالتين باتجاه سيارة إسعاف تركية كانت تنتظر خلف ضفتي النهر. حمل هؤلاء الرجال أخوين قضيا ليلتهما الباردة متدثرين ببطاطين بنية، واللذين كانا قد تعرضا للإصابة قبل يومين عن طريق قذيفة تم إطلاقها من دبابة بالقرب من مدينة حماه الواقعة وسط سوريا. كان أحدهما قد فقد ساقيه من تحت ركبتيه، بينما دخلت بعض الشظايا في رأس الأخ الآخر.
قال أحد الرجال المرافقين لهما، إن عائلتهما كانت تخشى من احتمال إلقاء القبض عليها في حال قيامها بأخذهما إلى المستشفى في سوريا. لذلك، قام بعض الأقارب والغرباء بنقلهما عن طريق النهر لمسافة تزيد على 100 ميل، عبر المناطق التي تدور فيها الحرب، حتى استنزفت طاقتهم وأعتمت أعينهم المليئة بالدموع.
وفي كل ليلة يصل إلى هذا المكان، سواء عبر هذا النهر أو على طول الحدود، المزيد من الأشخاص الذين يفضحون أسرار عمليات سفك الدماء الدائرة في سوريا. تقوم الزوارق الخشبية المتهالكة بنقل الكثير من الناس، بعضهم يمشي على قدميه وبعضهم مصاب، إلى الأماكن الآمنة في تركيا قادمين من المدن والقرى التي دكتها الحرب.
ومثلما تسارعت وتيرة هجمات النظام السوري في الأيام الأخيرة، زادت أيضا كثافة حركة المرور في النهر.
وبصورة مستمرة، يزداد عدد المنفيين السوريين، الذين يروون حكايات مخيفة عما حدث لهم في بلدهم، لتعج بهم مخيمات اللاجئين والمدن الحدودية. وقال مسؤول تركي، إن نحو 1500 سوري عبروا الحدود الشهر الماضي، مما أدى إلى زيادة عدد اللاجئين في مخيمات المنطقة ليتجاوز 11000 لاجئ، وهو رقم أقل قليلا من أعلى رقم تم تسجيله في يونيو (حزيران) عقب اشتباكات عنيفة وقعت بين المنشقين والجيش السوري. هذا ويعتقد أن آلافا آخرين قد دخلوا المنطقة بالفعل، على الرغم من أن أسماءهم غير مسجلة لدى السلطات. أقلت سيارة الإسعاف الأخوين المصابين ليتلقيا الرعاية اللازمة. يقول أحد الرجال المرافقين، وهو ناشط يدعى عارف يبلغ من العمر 23 عاما يعيش في مدينة قريبة في سوريا «هذا يحدث بشكل يومي. بالأمس جلبت رجلا فقد يديه وعينيه».
قال عارف، إنه كون مجموعة من خمسة أصدقاء مهمتها إرشاد اللاجئين على طول الحدود أثناء الليل. وبعد أن أحضروا الشقيقين إلى سيارة الإسعاف، وقف هؤلاء الرجال، الذين كانوا يرتدون معاطف خفيفة ويدخنون السجائر، بالجوار في لحظة تأمل بعد تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
قال عارف، بينما كان ينظر إلى الوراء باتجاه الماء «اعتدت التنزه مع خطيبتي في تلك القوارب. أما الآن، فإنني أقوم بحمل الأشخاص المصابين على متنها». وبسؤاله عن الأحوال في سوريا، قال عارف «يوما بعد يوم تسوء الأحوال. لقد قامت السلطات بقطع الكهرباء والمياه، ولكن الشيء الذي لا يستطيعون قطعه هو الهواء».
ولكن لا يوجد وقت طويل للشفقة أو الخوف. ففي الليلة التالية، عاد هؤلاء الأشخاص المرافقون إلى عملهم، حيث كانوا يساعدون أسرة مكونة من سبعة أشخاص في العبور إلى الحرية. أنار الضوء المنبعث من مصباح أمامي لجرار سقط في النهر الموحل رحلة هؤلاء الأشخاص. فرت هذه العائلة من مدينة إدلب الواقعة شمال سوريا، وهي بلدة متمردة أخرى يخشى الناشطون والسكان أن تكون الهدف القادم لقوات النظام.
قال الابن الأكبر في العائلة «الجيش موجود في كل مكان ويطوق المدينة. سيقومون بقصف إدلب بكل تأكيد. لم نكن نرغب في أن نظل هناك لنلقى حتفنا». وفي الليلة التالية، عبر 11 شخصا نفس النقطة الحدودية.
ومنذ عدة أسابيع، قدم بعض الجنود التابعين للنظام في المستشفيات السورية روايات عن بعض أحداث العنف التي تشمل الهجمات التي تتم عن طريق القنابل الموضوعة على جانبي الطرق والأكمنة التي ينصبها الرجال المسلحون. وصرح الأطباء بأنهم استقبلوا بشكل يومي عشرات من الجنود الذين تعرضوا لإصابات على يد مسلحين المعارضين للنظام.
بعدها، قام الرئيس السوري بشار الأسد بإرسال قواته في هجوم متكرر، ومنع الصحافيين من دخول سوريا مرة أخرى، حيث تنتقل الدبابات والقوات لمهاجمة معارضي النظام في جميع أنحاء البلاد. بعض أوفر السكان حظا لديهم أقارب خارج سوريا أو أموال تمكنهم من مغادرتها. لكن يقوم الكثيرون بشد الرحال باتجاه الحدود.
يضطر أولئك المتجهون إلى تركيا إلى عبور مسافات طويلة باتجاه الشمال، حيث يحتل الجنود السوريون القرى الواقعة بالقرب من الحدود الجنوبية المشتركة. هذا ويقول مهربون ونشطاء، إنهم قد رأوا ضباطا من الجيش يقومون بزرع الألغام.
كان من السهل رؤية الجنود السوريين يوم الأحد من أعلى قمة هضبة في تركيا، عبر بساتين الصنوبر، وهم بداخل بيت كبير بلون سمك السلمون في مدينة عين البيضا كان مملوكا لرجل يدعى عبد الناصر صالح. يقول صالح، الذي كان يراقبهم من أعلى هضبة في تركيا، إنه كان يجهز نفسه للتسلل عائدا إلى مدينته لتصوير ما يصفه بالدمار الشامل الذي تسبب فيه الجيش. غير أن والديه رفضا مغادرة المدينة. يقول صالح «انضم أبي إلى الجيش. وحتى إن قتلتني الآن، فنحن نفضل الموت على الذهاب لتركيا».
ويقول أحد الأشخاص الذين استطاعوا عبور الحدود، إنه غادر بعد أن تم إلقاء القبض عليه لاشتراكه في مظاهرة وقام الجنود بضربه لمدة 8 أيام مما أدى إلى التواء معصميه وتشويه قدميه. ومن على سريره في أحد المستشفيات التركية. يضيف هذا الشخص، وهو يبدو في حالة انهيار عصبي بسبب تذكره ألوان التعذيب التي تعرض لها سجناء آخرون «كان أمرا لا يحتمل. كنت على استعداد لأن أوقع على أي ورقة لأنجو من هذا التعذيب الوحشي».
وفي طابق سفلي، يرقد جندي منشق عمره 20 عاما للتعافي من جروح خلفتها طلقات نارية يقول، إنه تلقاها من قائده وأحد القناصة عندما رفض إطلاق النار على متظاهر. يقول هذا الجندي «أحضرني بعض الناس الطيبين إلى هنا».
سوف ينتقل بعض هؤلاء الجرحى إلى مخيمات اللاجئين الموجودة في هذه المنطقة، والتي أصبحت بمثابة حضانات لليأس. يقول رجل يدعى لؤي، من بلدة جسر الشغور، والذي كان يجلس في خيمة بأحد تلك المعسكرات التي تطل على سوريا «لم نتوقع أبدا أن يحدث هذا لنا. لقد مات اثنان من أبناء أختي. وتم قطع خطوط الهاتف».
وفي منزل آمن يحتوي على القليل من الأثاث ولا يبعد بمسافة كبيرة عن المعسكر، قام رجل أعمال سوري بحصر جميع المتعلقات التي أحضرها على نفقته الخاصة وقام بشحنها لأرض الوطن وهي: هواتف متصلة بالأقمار الصناعية، للتغلب على انقطاع خطوط الاتصالات، وبعض الأدوية لمعالجة ضحايا هذه الحرب الآخذة في الانتشار.
يبدو أن كل شيء موجود، ولكنه يعتقد أن السلاح كان ضروريا لمساعدته في صد هجوم قوات النظام.
تحدث الكثيرون هنا عن السلاح كحل للمشاكل في سوريا. ولكن قليلين أشاروا إلى أن السلاح قد يزيد الوضع سوءا. يقول رجل الأعمال، محركا السلاح الوحيد الذي استطاع أن يجده، وهو مسدس يستخدمه في الحماية «إنها ليست مسألة مال. لقد تلقينا أموالا من بعض الأشخاص الراغبين في المساعدة».
بحث هذا الرجل عن كاميرات فيديو على الإنترنت، على أمل أن تساعده على نشر الحقيقة حول تلك المأساة الخفية. أضاف هذا الرجل «لا يستطيع أي شخص تصديق ما يحدث في سوريا».
أسهم سيبنيم أرسو وهويدا سعد في إعداد التقرير
* خدمة «نيويورك تايمز»
السعودية تعبر عن استهجانها لتصريحات روسية تتهم الرياض بدعم الإرهاب في سوريا

أكدت أن الاتهامات بنيت على افتراضات خاطئة يرددها إعلام النظام السوري

الرياض: «الشرق الأوسط»... أعربت المملكة العربية السعودية عن استهجانها ورفضها لتصريحات المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الروسية التي يتهم فيها الرياض بدعم الإرهاب في سوريا، فيما أكدت وزارة الخارجية السعودية على لسان مصدر مسؤول أن الاتهامات الروسية «مبنية على افتراضات خاطئة يرددها إعلام النظام السوري، ورفضها المجتمع الدولي، وأكدت حرص السعودية على التعامل مع الأزمة السورية وفق قواعد الشرعية الدولية وعبر مجلس الأمن الدولي المعني بحفظ الأمن والسلم الدوليين».
وأعربت عن أسفها للجهود «التي تم إجهاضها وتعطيلها بالفيتو، معطيا بذلك نظام سوريا رخصة للتمادي في جرائمه ضد شعبه الأعزل، وبما يتنافى مع الأخلاق الإنسانية، وكافة القوانين والأعراف الدولية».
وكان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية صرح أمس بما يلي: «اطلعت وزارة خارجية المملكة العربية السعودية على البيان الصادر باسم المتحدث الرسمي لوزارة خارجية روسيا الاتحادية في الرابع من شهر مارس (آذار) الجاري، الذي يتضمن اتهامات خطيرة للمملكة بدعمها للإرهاب في سوريا.
وتعبر وزارة الخارجية عن رفضها واستهجانها الشديد لهذه التصريحات غير المسؤولة، والمجانبة لحقيقة حرص المملكة على التعامل مع الأزمة السورية وفق قواعد الشرعية الدولية وعبر مجلس الأمن الدولي المعني بحفظ الأمن والسلم الدوليين، وهي الجهود التي للأسف تم إجهاضها وتعطيلها بالفيتو، معطيا بذلك نظام سوريا رخصة للتمادي في جرائمه ضد شعبه الأعزل، وبما يتنافى مع الأخلاق الإنسانية، وكافة القوانين والأعراف الدولية».
وأضاف المصدر: «ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الاتهامات الروسية مبنية على افتراضات خاطئة يرددها إعلام النظام السوري، ورفضها المجتمع الدولي، والتي تزعم أن (القاعدة) ومجموعات مسلحة إرهابية تشكل العمود الفقري للمعارضة السورية».
وقال: «إن هذا التوجه الذي يعبر عن مساندة صريحة لنظام يرتكب ما يصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية قد يترتب عليه أن يصبح المساند لهذه الأفعال عرضة للمسؤولية الأخلاقية والقانونية الجنائية لاحقا جراء هذا الموقف، والتاريخ وحده هو الذي يرد على اتهام تسليح الإرهابيين، ويشهد بما لا يقبل الشك على من هم الإرهابيون ومن وراءهم».
المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: صعوبات كثيرة قد تواجه تدخلا عسكريا في سوريا

في تقرير «التوازنات العسكرية 2012»: الإنفاق العسكري في أوروبا تراجع بنسبة تفوق الـ10% بين سنتي 2008 و2010

لندن: «الشرق الأوسط»....تحدث تقرير أصدرته المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية بلندن أمس، عن أن الكثير من الصعوبات قد تواجه تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا. وفي رد على الدعوات لتسليح المعارضة التي تنادي بها دول من المنطقة، عرض التقرير للصعوبات الميدانية التي قد تتكون إذا ما تم تسليح المعارضة أو حصل تدخل خارجي في سوريا. وأشار التقرير إلى سياسة الأسد التي عمل من خلالها على تأمين عدد من الموالين له، مع مواصلة قمع المعارضة والمحافظة على مستوى الصراع تحت ما قد يتطلبه تدخل دولي. وكان التقرير العسكري عرض في نفس الوقت من العام الماضي مسألة التدخل العسكري في ليبيا.
وذكر التقرير الذي حمل عنوان «التوازنات العسكرية 2012» أنه في ليبيا كانت الظروف أكثر ملاءمة لتدخل دولي، وصدرت مذكرة واضحة للتحرك «فليبيا على أبواب أوروبا، وإمكانات (الناتو) سمحت بالتدخل، كما كان للثوار قاعدة واضحة (أي بنغازي) وهدف واضح».
كما أشار التقرير إلى أن العبرة التي استخرجت بعد الأحداث الأخيرة التي مر بها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي أنه ما كان يبدو على الورق من أن القوات القتالية ذات انتشار وحديثة وعصرية ظهر أنها تمثل فقط مجموعة من النوى الصغيرة المجهزة بشكل جيد فقط من أجل دعم الأنظمة. كما أن انتماء عناصر من العائلات الحاكمة مثلا في سوريا أو اليمن أو ليبيا جعل من غير السهل مواجهة الأنظمة، على غير ما كان في مصر وتونس، حيث لم تكن للحاكمين علاقات في مراكز قيادية في الأمن أو الجيش النظامي.
كما تناول التقرير في القسم الخاص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا القوات العسكرية في المنطقة ودورها في الثورات العربية، مع تركيز على تجربة الحرب في ليبيا، وخصص قسما للدروس المستفادة من الصراعات الأخيرة في المنطقة وكيفية الاستفادة منها لتطوير القدرات الميدانية.
وتحدث التقرير عن تراجع الإنفاق على مجال الدفاع، خاصة مع الضغوط التي تتعرض لها أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية منذ 2008. وشرح أن الدول الأوروبية الـ16 المنضوية تحت «الناتو» قد تراجع إنفاقها العسكري بنسبة تفوق الـ10 في المائة بين سنتي 2008 و2010. ورغم أن تجربة تدخل «الناتو» في ليبيا جعلت الحكومات الأوروبية ترى أنه من الضروري مواصلة الإنفاق في المجال العسكري، فإنه من غير المتوقع رفع زيادة الإنفاق مع تزايد ضغط الرأي العام الأوروبي في إطار الأزمة المالية.
كما تحدث التقرير عن أن الولايات المتحدة بدأت أيضا بتقليص إنفاقها على المجال الدفاعي، وأن الكونغرس أجبر البنتاغون على اتخاذ قرارات صعبة، وأن القطاع العسكري سيشهد أكبر عملية تقشف وستشهد الخدمات إلغاء أو تأجيل بعض برامجها.
ولفت التقرير إلى إنفاق آسيا الذي كان متدنيا بالنسبة لأوروبا في السنوات الماضية، لكنه تطور مؤخرا بشكل لافت وتطورت نسبة الإنفاق على المجال العسكري في آسيا بنسبة 3.15 في المائة، ومن أهم الدول المنفقة على المجال الدفاعي هي الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وأستراليا الذين يقدمون 80 في المائة من الإنفاق العسكري الآسيوي.
كما تحدث التقرير عن قلق دول الشرق الأوسط والقلق الدولي حول مشروع إيران النووي وبرنامجها للدفاعات الصاروخية، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران وتهديداتها بإغلاق مضيق الهرمز. وتحدث عن نوعية الأسلحة والصواريخ التي قد تستعملها إيران لتطبيق هذه التهديدات.
كما تعرض التقرير للأوضاع في العراق، وانسحاب القوات العسكرية الأميركية منها في نهاية 2011، وأفغانستان وما يشهده عدد عناصر الشرطة والجيش من تزايد.
تطمين أقليات سوريا

طارق الحميد.. جريدة الشرق الاوسط... يتردد الحديث كثيرا هذه الأيام عن ضرورة تطمين الأقليات السورية لتتخلى عن نظام بشار الأسد، والحقيقة أنه من الصعب القول بأن الأقليات كلها مع الأسد، بقدر ما أنها مترددة باتخاذ موقف حاسم. فبكل تأكيد، أن تلك الأقليات - وتحديدا العلوية والمسيحية - ترى أن مركب الأسد يغرق لا محالة.
أفضل عملية تطمين لتلك الأقليات هي المشاركة في رسم مستقبل «سوريا ما بعد الأسد» بنفسها، وذلك من خلال إعلان الأقليات موقفا واضحا. فعلى تلك الأقليات أن تقول كلمتها الآن، من أجل الحفاظ على سوريا ككل، وضمان مستقبلها هناك. فالأسد ساقط لا محالة، وكل المؤشرات تؤكد ذلك، حتى إن وثائق «ويكيليكس» الأخيرة تثبت أن طهران نفسها باتت تحاول تدبر أمرها من أجل مرحلة «سوريا ما بعد الأسد». أمام الأقليات السورية - وتحديدا العلويين والمسيحيين - تجربة حديثة تدل على خطورة قراءة المشهد السياسي بالأماني، أو إنكار الوقائع، وهي التجربة السنية في «عراق ما بعد صدام حسين»، حيث قرر السنة هناك - خطأ - مقاطعة العملية السياسية في أولى لحظاتها، وها هم يدفعون الثمن إلى الآن.
لذا، فإن بإمكان الأقليات السورية، أن يكونوا غير ومختلفين عن سنة العراق، وذلك من خلال المشاركة الآن، وليس بالضرورة علنا، فبعض كبار ضباط معمر القذافي أسهموا في إسقاطه من دون أن يعلنوا ذلك، وبالتنسيق مع الثوار الليبيين، والطرق بالطبع كثيرة، المهم أن تضمن الأقليات مستقبلها بنفسها. وبالطبع، من واجب كل السوريين ضمان وحدة سوريا، واندماج نسيجها الاجتماعي، لتكون سوريا دولة قانون، لا دولة أكثرية وأقلية، فالأحقاد لا تعمر الأوطان.
ومن هنا، فإن أفضل من يضمن مستقبل أقليات سوريا، الأقليات نفسها، ومن خلال مشاركتها في هذه الثورة الحقيقية، التي قُدم فيها من التضحيات الكثير، فما يحدث في سوريا اليوم هو أن الأقلية تفتك بالأكثرية. وهناك من يحتج على هذا المنطق، لكنه يتناسى أن أكثر من يكرس لهذا المنطق هم المدافعون عن الأقليات، وعلى طريقة «كلمة حق يراد بها باطل». فكيف تتم المطالبة بضرورة تطمين الأقلية بينما تذبح الأكثرية؟ منطق لا يستقيم.
ولذا؛ فمن المهم أن تقوم الأقليات بتطمين نفسها من خلال وضع قدم لها في مشروع سوريا ما بعد الأسد، لا من خلال التمسك بالطاغية. وبالطبع من الصعب القول إن أقليات سوريا مع الطاغية، وإنما الإشكالية هي في القراءة الخاطئة للمشهد السياسي من بعض الأقليات السورية، أو إنكار الواقع، لكن بكل تأكيد هناك مؤشرات تقول إن بعض الأقليات السورية تشارك هي أيضا في الثورة، فقبل أمس كان هناك خبر مهم عن تشكيل أول سرية علوية بـ«الجيش الحر».
مختصر الحديث أن أفضل من يطمئن أقليات سوريا الأقليات نفسها حين تقول كلمتها الحاسمة، وتسهم في رسم مستقبل «سوريا ما بعد الأسد»، أما التردد، والقول بأن هذه ثورة سنية، فهو ليس في مصلحة سوريا، وأهلها، والمنطقة ككل، فيجب أن ينال الطاغية جزاءه، وتطوي هذه المنطقة صفحة رديئة من صفحاتها.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,743,174

عدد الزوار: 7,709,236

المتواجدون الآن: 0