الخبز أساسي على موائد السوريين مع أن الأزمة لم توفره..الجيش اللبناني يضبط أسلحة قبل تهريبها للمعارضين داخل سوريا..الجيش السوري يشتبك مع «الحر» في ريف دمشق.. ومحاولات لاقتحام الرستن

إيران تحذر من أي تدخل في سوريا.. وتقترح أن تكون طرفا...حمد بن جاسم يدعو القيادة السورية إلى التفاهم مع شعبها و"الخروج بسلام"...روسيا تدعو المعارضة لاستجابة «واضحة»..

تاريخ الإضافة الجمعة 30 آذار 2012 - 5:54 ص    عدد الزيارات 2598    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إيران تحذر من أي تدخل في سوريا.. وتقترح أن تكون طرفا
تواصل القصف وحصيلة القتل ترتفع * بان كي مون يطالب دمشق بالتطبيق الفوري لخطة الأمم المتحدة * واشنطن: الأسد لم ينفذ خطة أنان.. والمعارضة: لو نفذ سيحاصر السوريون قصره * الخارجية الفرنسية: سنحكم على أفعال بشار من خلال مؤتمر إسطنبول
بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال واشنطن: هبة القدسي ـ لندن: «الشرق الأوسط»
حذر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، من اي تدخل أو إجراء «متسرع» في سوريا، من قبل أي من الأطراف الدولية أو الإقليمية, مقترحا أن تكون إيران «طرفا» في التسوية السياسية.
وأكد صالحي خلال لقائه مع فيصل المقداد، مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، أمس، دعم سوريا «الصديقة والشقيقة»، وأعلن استعداد طهران لتقديم المساعدة لسوريا حكومة وشعبا بهدف تجاوز الظروف الصعبة والمشاكل الت حدثت خاصة ف بداية عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة.
وفيما اكدت واشنطن أمس ان الاسد لم ينفذ خطة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص, قال وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة ستقبل بالخطة فقط في حال التزام نظام الأسد بما ورد فيها من نقاط خلال يومين، رغم أنها لم تنص على المطلب الرئيسي للمعارضة؛ وهو تنحي الأسد. واعتبر البني أنه في حال قبل النظام بهذه المبادرة، فعندها سيعبّر الشعب السوري عن رأيه بالتظاهر أمام قصر الأسد وسيسقطه سلميا، مشيرا إلى أنه «ينبغي على روسيا والمجتمع الدولي والأسد نفسه أن يعترفوا بحقيقة أن النظام السوري انتهى، وعلى رئيسه الاختيار بين السقوط سلميا أو بعدما يدمر البلد».
وفيما تواصل القصف وارتفعت حصيلة القتلى, حث بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، في حديث له بالكويت أمس «الرئيس الأسد بشدة على وضع هذه الالتزامات (خطة أنان) موضع التنفيذ على الفور.. ليس هناك وقت نضيعه», بينما أعلن برنار فاليرو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، خلال مؤتمر صحافي أمس أن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي يعقد الأحد في إسطنبول سيتحقق ما إذا كان الرئيس الأسد يطبق خطة أنان التي تنص على وقف القمع أم لا.
الجيش السوري يشتبك مع «الحر» في ريف دمشق.. ومحاولات لاقتحام الرستن

قصف متواصل على حمص ودرعا وحماه.. ومظاهرات بحلب والحسكة وإدلب

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح ... بينما استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وعناصر الجيش السوري الحر في أغلب المحافظات السورية أمس، إضافة إلى استمرار الجيش في قصفه لعدد من المدن، مما أسفر عن سقوط أكثر من 30 قتيلا، بدأت قوات الأمن السوري أمس محاولات لاقتحام مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص والخارجة عن سيطرة النظام منذ أسابيع، وذلك حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي وإصابة 16 آخرين، فيما أصيب أربعة من المجموعات المسلحة المنشقة عند مدخل المدينة.
وأفاد الناشط كرم أبو ربيع بأن «أحياء مدينة حمص القديمة تتعرض لقصف عنيف يتركز خصوصا على حي الحميدية»، مضيفا «لقد سقطت عدة قذائف قرابة الساعة العاشرة على حي بستان الديوان أصاب عدد منها كنيسة أم الزنار الأثرية». وفي حين أفاد المرصد بمقتل مواطن في حي باب هود برصاص القوات النظامية، أكدت لجان التنسيق المحلية وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجر يوم أمس.
بدورها، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى قصف عنيف على أحياء حمص القديمة وحي باب هود، وقالت إن الانفجارات تهز المدينة. وذكرت الهيئة أن الجيش النظامي قصف تلبيسة بحمص، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وفي حلب، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن سقوط قتيل وجريح برصاص الأمن السوري بحي الفرقان. ومنها إلى درعا، حيث دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس الأربعاء بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير و«ذلك بعد تهديد ضابط لأهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة أو البدء بعملية في البلدة»، بحسب المرصد السوري الذي أفاد في وقت لاحق بوجود اشتباكات عنيفة في محيط مدينة داعل.
وأفادت لجان التنسيق باندلاع اشتباكات دارت بين الجيشين النظامي والحر في سقبا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق كما في حرستا. وفيما بثت صفحات المعارضة فيديو يعلن خلاله العميد الركن عدنان محمد الأحمد، رئيس فرع الاستطلاع في قيادة المنطقة الشمالية، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش الحر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «جهاز المخابرات الجوية اعتقل يوم أول من أمس المواطن كاسم فارس البعلي البالغ من العمر 51 عاما من منزله في حي القابون كرهينة عن نجله الناشط في الحراك الثوري السوري»، وأضاف «لكن ضابطا بالمخابرات الجوية رفض الإفراج عن السيد كاسم قبل أن يسلم نجله فداء نفسه للأجهزة الأمنية». وطالب المرصد السلطات السورية «بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المواطن كاسم فارس البعلي، والتوقف عن إرهاب النشطاء من خلال اعتقال ذويهم».
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلّحة قامت يوم أمس بقتل العميد خليف العبد الله في حلب، وهو من مرتبات الكلية الجوية، وذلك أثناء توجهه إلى عمله».
ونقلت «سانا» عن مصدر مطلع بالمحافظة قوله إن «أربعة إرهابيين يستقلون سيارة (كيا سيراتو) استهدفوا الشهيد العبد الله بعد خروجه من منزله متوجها إلى عمله بالقرب من جامع الباسل في الحي الرابع بالحمدانية، وأطلقوا النار عليه، مما أدى إلى استشهاده».
وفي جديد المظاهرات، بث ناشطون مقاطع فيديو عبر «يوتيوب» تظهر خروج مظاهرة حاشدة في حي غويران في محافظة الحسكة مطالبة بإسقاط النظام. وفي حلب، خرج العشرات من منطقة الباب في مظاهرة طلابية، فيما خرجت مظاهرة نسائية في حي القابون في دمشق وأخرى في حاس في إدلب تضامنا مع المدن المنكوبة.
ومن حماه، أوضح عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة السورية «أبو غازي» أن «القوات النظامية اقتحمت قرابة الساعة السادسة من صباح يوم أمس (قلعة المضيق) والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط إطلاق نار كثيف، قبل أن تعود وتتراجع إلى أطراف المدينة وتعاود القصف عليها»، لافتا في اتصال عبر «سكايب» إلى أن عددا من المنشقين «يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية، وإلى تعرض القلعة الأثرية في البلدة لنيران القوات النظامية على مدى أيام».
وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخبر، مشيرا إلى «اقتحام القوات العسكرية السورية ترافقها عشرات الآليات الثقيلة المدرعة بلدة قلعة المضيق وقرى مجاورة لها، وذلك بعد أسابيع من إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف هاون».
ولفت المرصد إلى أن «القوات النظامية اقتحمت قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب في إدلب، ونفذت فيها حملة اعتقالات»، وشدد على «تخوف أهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية أمس بعد ثلاثة أيام من العمليات العسكرية». وبينما ناشدت لجان التنسيق المحلية السورية الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية بدخول مدينة سراقب في إدلب لإسعاف الجرحى ودفن عشرات القتلى الذين سقطوا منذ اقتحام الجيش النظامي للبلدة وفرض الحصار عليها، أفاد ناشطون بمقتل أكثر من 20 شخصا في قصف استهدف مبنى سكنيا في سراقب.
المعارضة السورية تعلن سراقب «مدينة منكوبة»
ناشط لـ«الشرق الأوسط»: إعدامات ميدانية والجرحى ينزفون حتى الموت في الشوارع
بيروت: ليال أبو رحال.... أعلن كل من «المجلس الوطني السوري» و«لجان التنسيق المحلية» في سوريا، في بيانين منفصلين، مدينة سراقب في محافظة إدلب «مدينة منكوبة»، جراء الحملة العسكرية التي تتعرض لها منذ أيام، مطالبين الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الدولية بالتدخل لإخلاء الجرحى ودفن الجثث التي لا تزال موجودة في شوارع المدينة.
وقال «المجلس الوطني» أمس إن «المدينة تتعرض منذ أربعة أيام لحملة عسكرية شاملة، حيث قامت عصابات الأسد باقتحام المدينة بعشرات الدبابات والمدرعات، وارتكبت مجازر متكررة آخرها إعدامات ميدانية ودمرت منازل وأحرقت محالا تجارية وهجرت أكثر من 70 في المائة من سكانها». وأعلنت المدينة «مدينة منكوبة تستدعي تحركا دوليا فوريا، لإجبار عصابات الأسد على سحب دباباته وإيقاف عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة». وفي حين طالب «المجلس الوطني» منظمة «الصليب الأحمر» الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء الملقاة جثثهم في الشارع منذ يومين، مناشدا «دول الجوار وتحديدا الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن»، ودعت لجان التنسيق بدورها «الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية إلى دخول مدينة سراقب فورا وإجلاء الجرحى ودفن الشهداء». وذكرت أنه «تمّ توثيق سقوط 40 قتيلا منذ لحظة اقتحام الجيش للبلدة، فيما ما زالت أعداد كبيرة لجثث مجهولة الهوية وجرحى في شوارع البلدة لا يستطيع أحد إسعافهم».
وحملت لجان التنسيق المحلية «الأجهزة الأمنية وقوات الجيش كامل المسؤولية عن كافة المجازر المرتكبة بحق أهل المدينة، من قتل وتنكيل وهدم بيوت وتهجير للأهالي»، وأكدت أن «هذه الجرائم لن تمر من دون عقاب»، بالتزامن مع دعوتها «المجتمع العربي والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتحمل مسؤولياتها والعمل على إحالة هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية».. فيما شدد «المجلس الوطني» على أن «دماء السوريين وأرواحهم مسؤولية يتحملها المجتمع الدولي والجامعة العربية»، ودعا الجامعة العربية «في لقاء قمتها المنعقد في بغداد إلى اتخاذ قرارات عاجلة لتأمين كافة المساعدات الإنسانية».
وكانت قوات الأمن السورية بدأت منذ يوم الأحد الماضي شن عملية عسكرية على مدينة سراقب، وهي من أولى المدن التي شاركت في المظاهرات مع بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا منذ أكثر من عام. وأكد الناشط منهل باريش لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «المدينة شهدت حركة نزوح إرادية لأكثر من 70 في المائة من سكانها، في حين هجرت كتائب النظام الأسدي قسرا بين 10 و15 في المائة من أسر الناشطين بعد أن أقدمت على طردهم من منازلهم وإحراقها».
ولفت إلى أن قرابة «300 منزل في المدينة قد تعرضت للقصف، وغالبية هذه المنازل تعود لناشطين سوريين في صفوف الثورة السورية»، مشيرا إلى أن القصف المدفعي الثقيل استهدف عددا كبيرا من المحال الواقعة في السوق التجارية، والتي تم نهبها قبل استهدافها وحرقها، كما طال القصف المكتب الإعلامي لتنسيقية سراقب التابعة لـ«لجان التنسيق المحلية» وأحد المشافي الميدانية.
ولفت باريش إلى أن «قرابة خمسين شخصا قتلوا في اليومين الأخيرين لم نتمكن إلا من دفن اثنين منهم»، وقال: «23 قتيلا تمت تصفيتهم في حفلة إعدام»، مشيرا إلى «جثث لا تزال ملقاة منذ يوم الأحد الفائت في الشوارع، فضلا عن عدد كبير من المعتقلين، بعد أن حولت قوات الأمن مدرستين في المدينة إلى مركزي اعتقال».
وتتميز مدينة سراقب بموقعها الاستراتيجي جغرافيا، باعتبارها النقطة التي تصل دمشق وحمص وحماه بحلب، كما تصل حلب باللاذقية، أي أنها تشكل نقطة رئيسية في خطوط المواصلات شمال غربي سوريا. ويبلغ عدد سكانها نحو 39 ألف نسمة. وصنفت تقارير سابقة مدينة سراقب باعتبارها واحدة من أكثر المدن نشاطا في المظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 
جريدة النهار..واشنطن - موناليزا فريحة

المعارضة السورية أقل من لوبي وتسعى إلى موطىء قدم في واشنطن:

نتطلع إلى اعتراف دولي ومؤتمر اسطنبول لطلب حماية دولية

لا يدعي المعارضون السوريون في الولايات المتحدة أنهم يشكلون مجموعة ضغط قوية على غرار اللوبي اليهودي مثلاً. ومع ذلك، فانهم يسعون الى الضغط على الكونغرس للتأثير على البيت الابيض في دعم قضيتهم.

عندما غادر كرم نشار حلب قبل خمس سنوات للالتحاق بالجامعة في الولايات المتحدة، ترك وراءه عائلة وأصدقاء يعيشون اليوم في خطر. ومع تفاقم العنف المتصاعد في بلاده، يحاول هذا الشاب مع مواطنين آخرين له يعيشون في أميركا مد يد العون اليهم من بعد،  بتجييش وسائل الاعلام وفتح حسابات مصرفية في الولايات المتحدة وفرنسا ودول عربية وتشجيع السوريين على التبرع، تمهيدا لتهريب مساعدات الى سوريا، سواء على شكل سيولة أو مواد غذائية أو معدات طبية أو أدوية.
ببساطة، يحاول كرم وزملاء سوريين له يدرسون في جامعة كولومبيا "احداث فارق"، ولكن على رغم جهودهم، غالبا ما يشعرون باليأس، إذ "لا أحد يفهم ما يحصل تماماً في سوريا".
ليس يأس نشار وأصدقائه نابعاً من عبث. فبعد أكثر من سنة من بدء الانتفاضة السورية، يشعر  سوريون كثر بأن قضيتهم لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي، وبأن العالم غير حاسم في خطواته حيال النظام.
وبعبارات مباشرة، يقول المعارض السوري فتحي خيرالله  أن "المال وحده لا يكفي...نريد مساعدة دول كبيرة".
ففيما يستمر القصف الصاروخي والمدفعي للمدنيين في سوريا، وتنتشر صور العنف المروع عبر العالم، ومع اقرار منظمات دولية بسقوط ما يناهز سبعة آلاف قتيل منذ بدء الانتفاضة، لم يستطع المعارضون السوريون  انتزاع دعم دولي صريح لهم. أما واشنطن التي يدركون أن دعمها أساسي لقضيتهم، فهي تتردد  في احتضانهم. ولم ترخص  لـ"المجلس الوطني السوري" باقامة مكتب رسمي حتى الان.
 الواقع انه ينشط في الولايات المتحدة عدد كبير من السوريين دعما للانتفاضة في بلادهم، بينهم شخصيات لها سجل طويل  من النضال ضد نظام الرئيس بشار الاسد، بينهم المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات الاستراتيجية والسياسية في واشنطن رضوان زيادة. الا أن المعارضة السورية، وتحديدا "المجلس الوطني السوري" الذي يعتبر زيادة ناطقا  باسمه في واشنطن لا تزال تسعى الى كيان رسمي لها في العاصمة الاميركية، وهي تنتظر إذنا من وزارة العدل التي تسجل كل الكيانات الاجنبية التي تنوي الضغط على الحكومة الاميركية لفتح مكتب تمثيلي لها. وفي الانتظار، يستخدم أعضاء المجلس الذين يحضرون الى واشنطن لاجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين، المكتب الخاص لزيادة مركز لهم.
كذلك يبذل"المجلس الاميركي-السوري" الذي أنشئ عام 2005 لتشجيع الديموقراطية في سوريا، جهودا لحشد الدعم للانتفاضة السورية، بما في ذلك السعي الى الحصول على تأييد  لمناطق آمنة في سوريا.
واوضح أن، مهمة المعارضة السورية ليست سهلة، وخصوصاً في  واشنطن حيث يؤخذ على المعارضين انقسامهم وعجزهم عن  التحدث بصوت واحد.
ففيما يواجه السوريون في بلادهم قمع النظام، غالبا ما تخرج خلافات أعضاء "المجلس الوطني السوري" الى العلن، ولعل أكثرها خيبة كان ما حصل بعد اجتماع "أصدقاء الشعب السوري" في تونس. اذ ما كاد "المجلس الوطني السوري " يحصل على جرعة دعم  عندما اعترف به ممثلون لنحو 60 دولة ومنظمة، بينها واشنطن، "ممثلا شرعيا" للشعب السوري، حتى بادرت شخصيات في المجلس الى اعلان انشقاقها مطالبة بدعم صريح لتدخل عسكري في سوريا.
وفي رأي زيادة، ان "المجلس الوطني السوري" يعكس التركيبة المتنوعة للمجتمع السوري الذي يضم اختلافات اقليمية ومذهبية وسياسية وعقائدية لا تعد ولا تحصى. ومع أنه يؤكد أن برنامج المعارضة موحد في ما يتعلق باسقاط النظام، يقر بأن "المجلس الوطني لم يظهر قدرة كافية على توحيد المعارضة"، الامر الذي يستغله المجتمع الدولي لتبرير تردده  في الحسم. ومن هذا المنطلق، يرمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي، قائلاً أن اعترافاً دوليا بـ"المجلس الوطني" يتيح له الاضطلاع بدور أكبر، وتالياً يساهم في وقف الانشقاقات ويمنع الواهمين من الاعتقاد أن النظام لا يزال يحظى بالشعبية.
  ومع أن موقف "أصدقاء سوريا" في تونس لم يرق  الى مستوى الاعتراف بالمجلس حكومة شرعية في المنفى، تحاول المعارضة السورية  البناء عليها لانتزاع اعتراف دولي كامل بها.

 

"طلب حماية دولية"
فقبل أيام من الاجتماع الثاني لـ"أصدقاء الشعب السوري" في اسطنبول، قال زيادة لـ"النهار": لا نريد أن يتكرر في تركيا ما حصل في تونس...نحاول الذهاب الى اسطنبول بأجندة واضحة...نريد الخروج بنتيجة واضحة.هدفنا ليس عقد اجتماع اغاثة وإنما طلب حماية دولية لشعبنا".
ولا شك في أن زيادة يعرف تماماً أن طلبا كهذا يفترض دعماً أميركياً خصوصاً. ومع ادراكه التام لحسابات الادارة الاميركية في الموسم الانتخابي، لم يوفر مناسبة لكسب تأييد الرأي العام من خلال الكونغرس. وقد أدلى أمس بشهادة  أمام الكونغرس عن"الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها نظام الاسد"، مشدداً على أهمية العدالة والمحاسبة بالنسبة الى السوريين،  ومبرزاً ضرورة أن تضطلع الولايات المتحدة بدور رئيسي في تشجيع المجتمع الدولي من أجل انشاء مناطق آمنة وفرض حظر طيران جزئي سبيلاً وحيداً لحماية المدنيين". وفي رأيه ان، قبول الاسد بمبادرة الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان، ليس الا "ربحاً للوقت من أجل قتل مزيد من السوريين".
وفيما لا يفوت زيادة أولوية الملف الايراني في واشنطن، يسعى الى إبراز أهمية إضعاف سوريا وسيلة لاحراز تقدم في الملف الايراني.
في أي حال، لا يعلل النفس بتغير سريع في الموقف الاميركي، ويقر بانقسامات في الادارة الاميركية حيال التعامل مع الملف السوري. ومع ذلك، يبدو متفائلاً بأن "الامور تتغير، وإن يكن ليس بالسرعة المطلوبة". ويقول إن "قدرة النظام على استعادة السيطرة مستحيلة، والنظام السوري واهم إذا اعتقد أنه لن يكون ثمة تدخل عسكري... ثمة خطط عسكرية قيد الدرس، والضغوط من المنطقة الاقليمية على الادارة قد تضطلع بدور في التعجيل في العملية". وهو يدحض الفكرة الشائعة بأن التدخل الغربي يدفع سوريا الى حرب أهلية، قائلاً إن "التدخل يحمي سوريا من حرب أهلية ويشجع على الانشقاقات داخل الجيش". ويرفض رفضاً باتاً مقارنة سوريا بالعراق. فعنده أن وضع سوريا يشبه كثيراً وضع يوغوسلافيا السابقة في التسعينات من القرن الماضي، ويتمنى الا يكرر المجتمع الدولي الخطأ نفسه الذي ارتكبه في البلقان في حينه، عندما "تردد طويلاً قبل ان يتدخل، على حساب خسائر بشرية كبيرة".
 كما كرم وزيادة، يسعى آلاف من السوريين الاخرين في الولايات المتحدة، كل على طريقته، الى حشد الدعم لقضيتهم. وعندما يشعرون باليأس  يستمدون القوة من مواطنيهم الذين "كسروا حاجز الخوف وقرروا المضي في ثورتهم الى حين تحقيق أهدافها".

 

 
الأسد يقرر إجراءات إخماد الثورة وتقارير أمنية «تحافظ على معنوياته»
الحياة...اسطنبول - بيسان الشيخ

«عميل مزدوج» صفة يرفضها الشاب عبدالمجيد بركات مدير مكتب البيانات والمعلومات في الخلية المركزية لإدارة الأزمة وهي الصفة التي قد يوحي بها عمله داخل هيئة أمنية ترتبط مباشرة بالرئيس السوري بشار الأسد من جهة، ومسرب معلومات ووثائق لصالح تنسيقيات الثورة من جهة ثانية.

تشكلت «الخلية» في مطلع نيسان (أبريل) 2011 لإدارة ما تعارف على تسميته «الازمة» في اشارة الى الثورة السورية بقيادة كبار ضباط الاستخبارات والامن وعلى رأسهم الامين القطري المساعد سعيد بخيتان ومدير ملف العلاقات السورية - التركية والمستشار العسكري للرئيس (وزير الدفاع سابقاً) حسن تركماني ونائب رئيس هيئة الاركان آصف شوكت. أما الاعضاء فهم رئيس شعبة الامن السياسي محمد ديب زيتون ورئيس الاستخبارات العامة علي مملوك ورئيس الامن القومي هشام الاختيار ورئيس شعبة الاستخبارات الجوية جميل حسن ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عبدالفتاح قدسية. وتعمل الخلية بإشراف غير مباشر من ماهر الأسد. بعض هؤلاء لم يكونوا موجودين على رأس عملهم في تلك الفترة لكن مع انطلاق الثورة تم استدعاؤهم لتشكيل تلك الخلية وهم عموماً شخصيات يسمع بها السوريون ولا يعرفونها بشكل كبير وربما يكون آصف شوكت الوحيد الذي له صورة معروفة نسبياً في الاذهان.

اعطيت الخلية 3 مكاتب في مركز القيادة القطرية واحد منها للرئيس وآخر لأمانة السر ومكتب المعلومات والوثائق حيث كان يعمل بركات. فلم يكن هناك موظفون باستثناء سكرتيرة جاءت لاحقاً.

ومنذ توظيفه أدى بركات الذي التقته «الحياة» في اسطنبول دور أمين السر الذي يكتب التقارير ويحفظ المعلومات ويحرص على وصولها من مركز عمل الخلية في القيادة القطرية الى القصر الجمهوري ليتخذ الرئيس شخصياً القرار النهائي بشأنها ويوقع الاجراءات المتوجبة عليها بنفسه. مداهمات هنا او نشر قوات هناك، وقف المخابز عن العمل في بعض المناطق أو قطع المازوت والكهرباء عن أخرى. لا شيء يفوت الرئيس. فكل ما يتقدم به أعضاء «الخلية» يبقى اقتراحاً إلى أن يوقع عليه بنفسه، وإن كان الميدان متروكاً أيضاً لأهواء العسكريين الذين منحوا سلطات مطلقة بشرط إخماد الثورة.

واللافت بحسب بركات أن من شأن تلك التقارير أيضاً «الحفاظ على معنويات الرئيس» وذلك بتخفيض عدد المتظاهرين مثلاً وخصوصاً في أيام الجمعة، فيتحول الالاف الى عشرات بضربة قلم أو الايحاء أيضاً بضبط الوضع بشكل كلي. ويقول بركات: «في بعض المرات لم نرفع تقارير عن حمص نهائياً ليبقى الافتراض إنها هادئة والاحتجاجات فيها انتهت».

فر بركات الى اسطنبول منذ بضعة اسابيع حاملا معه وثائق سرية كثيرة يقول إنها تدين النظام، وسلمها للامن التركي، هذا إضافة الى شهادته الشفهية وكشفه معلومات حساسة لم يتمكن من تهريب الوثائق المتعلقة بها.

لكن كيف وصل شاب لم يتجاوز منتصف العشرينات تخرج حديثاً في كلية العلوم السياسية وملفه الامني «ملطخ» باعتقال في فرع فلسطين لضلوعه بنشاط سياسي في الجامعة إلى هذا الموقع الدقيق والحساس؟ «بمساعدة أحد الضباط» يقول بركات رافضاً الكشف عن اسم من ساهم في توظيفه «لانه لا يزال في الداخل ويساعد الكثيرين» على ما قال. عدا عن كون الشاب ملماً بالكومبيوتر واللغة الانكليزية وتنفيذ الجداول والرسوم البيانية. ويقول ساخراً: «هناك ناحية مهمة وهي أن تلك الطبقة من القادة الامنيين والعسكريين منفصلة عن الواقع لدرجة تعتقد ان حلم أي شاب هو بالضرورة الوصول الى هذه الدائرة الضيقة لدرجة لا يتوقعون أحياناً ان ينال أحد هذه الحظوة ويتخلى عنها».

في بداية عمل الخلية كانت تعقد الاجتماعات مرتين في الاسبوع فقط ثم ثلاث مرات إلى أن وصلت أخيراً إلى شبه يومية، علماً أن البعض كان يتغيب أحياناً لإمساكه بلمف معين مثل زيتون الذي اعطي ملف حمص فمكث فيها فترة يدير العمليات هناك.

وفي الشهر الثامن نقلت القيادة من بخيتان الى التركماني فصار التنسيق مع القصر وثيقاً ومباشراً أكثر لدرجة إنهم كانوا أحياناً يجتمعون هناك. وتعمل الخلية في سرية تامة فحتى القادة الميدانيون يتلقون اوامر بالانتشار العسكري في منطقة او مداهمة حي لكنهم لا يعرفون اين اتخذ القرار وكيف. واعضاء الخلية انفسهم كانوا أحياناً لا يعرفون كيف يتصرفون او ماذا يفعلون حيال موقف معين وان كانت لهم اي صلاحية فكانوا أشبه بحلقة تنسيق بين الرئيس والقوات العسكرية والامنية في الشارع وواجهة لقراراته.

وكانت تصل لبركات كل التقارير اليومية وهي تتألف من تقارير وزارة الداخلية وهي عبارة عن الحوادث اليومية التي تقع في سورية وتراوح بين 10 و30 صفحة وتقارير الامن القومي وهو عرض لحوادث اليوم اضافة الى توصيات وتقارير شعبة الامن السياسي وتصدر عن وزارة الداخلية وتقرير شعبة الاستخبارات العسكرية.

ويوضح انه في الفترة الاخيرة عندما انتشرت الاعمال العسكرية «باتت تصلنا ايضاً تقارير من هيئة الاركان». وكانت مهمة بركات تقضي بتلخيص هذه التقارير التي تصله في التاسعة صباحاً وتكثيف الافكار ووضع الارقام والمعلومات في جداول وتتضمن عدد المتظاهرين وبؤر التظاهر والقتلى والجرحى والشهداء. ويقول: «بطبيعة الحال هناك فارق بين القتيل والشهيد بالنسبة اليهم وهو عكس المعنى الذي يستخدمه الثوار». في النهاية يرفع التقرير النهائي باسم خلية ادارة الازمة مباشرة الى لرئيس فيوقع عليه.

ولدى سؤال بركات عن سبب ثقة كل هؤلاء الضباط به وعدم اثارته الشبهات، قال: «لم يكن هناك وقت ليفكروا كثيراً. الخلية تتشكل والازمة تتفاقم والضغوط كثيرة وكنت احياناً اعمل نحو 16 ساعة. علماً أنني بدأت تسريب المعلومات منذ الاسبوع الثاني لتوظيفي». هو واحد من «الجنود المجهولين» الذين بقوا في وظائفهم الرسمية أو سعوا اليها عن قصد بهدف دعم الثورة وامدادها بالمعلومات من داخل أجهزة النظام. واللافت انه اتقن اللعبة فقد بقي يشارك في التظاهرات بعلم مسؤوليه في أحيان كثيرة بحجة انه يريد أن يراقب الوضع عن كثب. «كان يجب ان أنال ثقتهم وأقوم بعملي بمهنية عالية لئلا اثير شكوكهم لكن في الوقت نفسه كنت اخبر اصدقائي متى ستتم المداهمات وأين وما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها وغير ذلك من المعطيات اللوجستية».

أما الذي فضح أمره فهو احدى الوثائق الموقعة من الرئيس الأسد. (الحياة).jpg ذلك التعريف الملتبس نفسه لمعنى الشهيد والقتيل. ذاك انه طلب اذناً للسفر الى حلب لتقديم التعازي بابن خالته «الذي استشهد» جراء مشاركته في التظاهرات فرفض طلبه لأن «من يقتله الامن ليس شهيداً ولا يستحق التعزية» على ما قيل. فلم يضبط الشاب أعصابه وتنبه من حوله لتعاطفه مع الثورة وضلوعه وافراد عائلته فيها. استدعي للتنبيه بداية، وقيل له إن ثمة معلومات يتم تهريبها وبخيتان يحذر من اي خطأ ويتوعد بالقصاص الصارم. هدأ بركات قليلاً لتبديد الشبهة ثم عاد الى عمله ونظراً إلى أنه لا يوجد انترنت في القيادة القطرية كما يمنع ادخال شريحة الذاكرة فكان يستخدم جهاز الموبايل لتحميل الملفات ونقلها. بقي كذلك الى أن علم انه في خطر ففر وابن اخيه الى اسطنبول وحرص على نقل والدته الى السعودية.

 
 
 
 
 
 
ارتفاع أسعار المواد الغذائية أدى إلى الاعتماد عليه بشكل رئيسي
الخبز أساسي على موائد السوريين مع أن الأزمة لم توفره
موقع إيلاف...أ. ف. ب.
يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا، نتيجة الأزمة المستمرة فيها إلى اعتماد المواطنين بشكل أساسي على الخبر، في حين تؤكد السلطات السورية ان ارتفاع الاسعار سببه العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة ودول غربية وعربية على سوريا.
دمشق: تعتمد عائلة ام جهاد الى حد كبير في طعامها على الخبز مع الارتفاع الكبير في اسعار السلع التموينية في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية رغم ان الازمة طالته ايضا والحصول عليه يحتاج الى جهود شاقة.
وتقول ام جهاد لوكالة فرانس برس "اصبحنا نعتمد بشكل اساسي على الخبز في وجباتنا نظرا لارتفاع اسعار المواد الغذائية الاخرى".
وتحدثت خصوصا عن الارز، قائلة "كنا نطهوه الى جانب الوجبة اليومية والآن استعضنا عنه بالخبز بعد ان تضاعف سعره".ويقول المكتب المركزي السوري للاحصاء ان معدل التضخم في سوريا ارتفع بين حزيران (يونيو) وكانون الاول (ديسمبر) 2011 نحو 15 بالمئة، مدفوعا على الاكثر بالزيادات الحادة في اسعار المواد الغذائية ونقص الوقود ما انعكس بقوة على تكاليف النقل.
من جهتها، تؤكد السلطات السورية مسؤولية ان ارتفاع الاسعار سببه العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة ودول غربية وعربية على سوريا ردا على حملة القمع التي تواجه بها السلطات حركة احتجاجية غير مسبوقة ما اسفر عن سقوط آلاف القتلى.
وفي مخبز ساحة شمدين في حي ركن الدين الدمشقي، تحصي ام جهاد ربة المنزل الستينية عدد الواقفين امامها في الطابور المخصص للنساء.
وتقول "ننتظر دورنا طويلا قبل الحصول على الخبز"، موضحة انه للتحايل على مدة الانتظار الطويلة، تاتي مع وزوجها مرتين في الاسبوع الى المخبز. وتضيف "يقف كل منا في الطابور المخصص له ومن يحظى بالخبز قبل الآخر يشتريه، قبل ان نغادر معا فاسحين المجال للاخرين". وامام مخبز البرامكة الالي في دمشق يصطف عشرات الاشخاص يبدو على ملامحهم التعب والملل.
ويقول ابراهيم ان "الازمة تشتد في ساعات محددة في النهار كما في الصباح الباكر قبل ذهاب الناس الى عملهم او عشية العطلة الاسبوعية الجمعة". الا ان الارقام الرسمية للانتاج تشير زيادة كميات الخبز في الاسواق، رغم الازمة.
وقال المدير العام للشركة العامة للمخابز الآلية عثمان حامد في تصريح نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) الاسبوع الماضي ان كمية انتاج الشركة بلغت "ثلاثة الاف طن يوميا بينما المخطط اليومي هو 2142 طنا". وهذه الشركة مؤسسة عامة تنتج الخبز المدعوم وتوزعه على المستهلكين عبر منافذ بيع في القطاعين العام والخاص.
وفي كناكر في ريف دمشق، يشكو عامل البناء خليل (48 عاما) من ضيق الحال. ويقول ان "غلاء الاسعار يمنعني من شراء الخضار والفاكهة واصبح طعامنا يقتصر على الحبوب والخبز".
ويقول خليل "اصبحت التبولة طبقا خاصا بالمناسبات. تغيرت الامور كثيرا، والوضع سيء. لم اعد استطيع تامين حاجات عائلتي، بين كهرباء وغاز ومواصلات يومية". ويشير الرجل الى ان عائلته المؤلفة من ستة افراد تحتاج الى ثلاث ربطات خبز في اليوم على الاقل.
ويوضح "في بلدتنا ثلاثة افران الا انها لا تفتح جميعها في ان واحد، ما يسبب ازدحاما عليها"، مؤكدا انه يضطر "احيانا للاستيقاظ عند الخامسة صباحا لاتمكن من شراء الخبز قبل ذهابي الى العمل".
ويؤكد خليل انه ينتظر دوره احيانا ساعة ونصف الساعة، رغم ان صاحب المخبز الذي يتزود منه "فتح طابورا اضافيا للرجال لتخفيف الازدحام". وعزا شمس الدين الخطيب (38 عاما) الذي يملك متجرا لبيع الخبز في درعا جنوب سوريا تحدث الازمة الى "ارتفاع اسعار المواد الاولية"، موضحا ان ثمن الطحين زاد بنسبة 200 بالمئة والسكر بنسبة 270 بالمئة.
كما اشار الى "نقص الامداد بمادة الخميرة وتقليص الانتاج نظرا لغياب اليد العاملة التي تجد صعوبة بالتنقل بين المناطق بسبب خشيتها من انتشار حواجز التفتيش". واضاف ان "المواطن يشتري اليوم كمية اكثر من تلك التي يحتاجها خوفا من عدم توفرها في اليوم التالي ما يشكل ضغطا على الافران".
واوضح صاحب متجر ان الطلب الكبير على الافران العادية سببه ان هذه الافران "تشتري الطحين من الدولة بسعر مدعوم وتبيع الخبز بسعر منخفض". بينما "افران "الخبز السياحي" من هذه الازمة لان اصحابها يشترون الدقيق والمواد الاولية بالسعر الرائج ويبيعون الخبز بسعر اغلى".
وبسبب الازمة، لا يتردد بعض السوريين في شراء هذا "الخبز السياحي" الذي يدخل في خلطته الدقيق المستورد ويضاف اليه الحليب والسكر والاغلى سعرا من الخبز العادي "بدل الوقوف في طابور يضم نحو ستين شخصا لمدة ساعة او ساعتين"، بحسب ما يقول صاحب المخبز.
ونقل شكوى احد زبائنه الذي دهش عندما علم بارتفاع سعر الخبز فسأل "ماذا؟ هل تحول الخبز ايضا الى نوع من الحلويات؟".
وتباع ربطة الخبز المدعوم من الدولة (1500 غرام تقريبا) حاليا ب15 ليرة (ربع دولار) بينما ارتفع سعر الخبز السياحي (خبز خاص يدخل في خلطته الدقيق المستورد ويضاف اليه الحليب والسكر) من 35 ليرة الى حوالى خمسين (اقل من دولار). ويشكل الخبز مادة اساسية لدى العائلات السورية الفقيرة.
وكانت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) حذرت الاسبوع الماضي من تدهور اوضاع الامن الغذائي في سوريا.
وقالت المنظمة انها تشعر "بقلق بالغ خصوصا بالنسبة للعواقب على المجموعات الضعيفة نظرا لاستمرار الاضطرابات منذ منتصف آذار/مارس من العام الماضي".
 
الجيش اللبناني يضبط أسلحة قبل تهريبها للمعارضين داخل سوريا

ميشال سليمان: لن أقبل بأي توغل داخل أراضينا

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... ضبط الجيش اللبناني، أمس، كمية كبيرة من الأسلحة في منطقة مشاريع القاع الواقعة على الحدود مع سوريا، كانت معدة للتهريب إلى الداخل السوري، وهي عبارة عن قاذفات «آر بي جي» ورشاشات ثقيلة وخفيفة وذخائر وعتاد عسكري.
وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني في بيان أصدرته أمس، أنه «على أثر حصول إطلاق نار على الحدود اللبنانية - السورية أمس (أول من أمس)، بالقرب من محلة الجورة - منطقة مشاريع القاع، نفذت قوى الجيش انتشارا واسعا في المنطقة، حيث أوقفت سيارتي (بيك آب) نوع (هيونداي) و(فان) نوع (تويوتا) تقلان عشرة أشخاص، 5 منهم لبنانيون والآخرون من التابعية السورية، وضبطت بداخل السيارتين المذكورتين، كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والذخائر العائدة لها وكمية من الأعتدة والألبسة العسكرية»، وأكدت أنه «تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم بشأنهم».
من جهته، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الأسلحة كانت في طريقها إلى سوريا، ومعدة للتهريب من معابر غير شرعية، وأن الموقوفين هم عبارة عن تجار أسلحة كانوا بصدد إدخالها إلى سوريا وبيعها للمعارضة والثوار»، مشيرا إلى أن «مخابرات الجيش بدأت تحقيقاتها مع الموقوفين بإشراف القضاء العسكري». ولفت إلى أن «الجيش يتخذ إجراءات مشددة على الحدود في إطار خطة لحفظ الأمن ومنع تهريب الأسلحة بالاتجاهين».
وفي سياق ذي صلة، نفى رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال سليمان حدوث أي توغل للقوات السورية داخل الأراضي اللبنانية، وقال إنه لو حدث توغل فإنه «لن يقبل به». وصرح سليمان لصحيفة «النهار» اللبنانية، أمس، أن اتصالاته مع قيادة الجيش اللبناني «أوضحت أن ما حصل كان اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من (الجيش السوري الحر) على مركز للهجانة السورية، أدى إلى وقوع قذيفة في لبنان لكن من دون إصابات أو توغل أو وجود للجيش السوري الحر في لبنان»، مشيرا إلى أن «أي توغل لن يقبل به»، ولو حصل فإنه كان سيجري اتصالات مباشرة بالقيادة السورية وغير مباشرة عبر الجيش وكل الوسائل المتاحة من أجل منعه.
إلى ذلك، نقل الصليب الأحمر اللبناني جريحا سوريا من منطقة بعلبك (البقاع) إلى مستشفى طرابلس الحكومي، وذلك بعد إدخاله لبنان عن طريق بلدة عرسال البقاعية، كما تم نقل جريح آخر بعد وصوله إلى مركز الصليب الأحمر إلى مستشفى تل شيحا في زحلة لتلقي العلاج.
وفي سياق متصل بقضية النازحين السوريين إلى لبنان، عقد لقاء في فندق «كواليتي إن» في طرابلس (شمال لبنان)، بإشراف الهيئة العليا للإغاثة برئاسة أمينها العام العميد إبراهيم بشير ومشاركة ائتلاف الجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين السوريين في لبنان برئاسة أمينه العام الشيخ زيد زكريا وحضور الأعضاء، وذلك للبحث في واقع النازحين إلى مناطق الشمال المختلفة.
وأعلن المجتمعون في بيان أصدروه أن «الدولة اللبنانية، عبر الهيئة العليا للإغاثة، هي المسؤول الأول وينبغي أن تكون الراعي الأساسي للنازحين السوريين لتقدم لهم كامل الدعم، والائتلاف هو شريك في هذا العمل الإنساني». وقرر المجتمعون «السماح باستقبال المواد الإغاثية عبر المرافئ والمطار من الجهات الدولية المانحة والطلب رسميا من الأمم المتحدة والدول المانحة التدخل فعليا لتحمل أعباء النازحين، ومطالبة الحكومة اللبنانية بضرورة التغطية الطبية الشاملة للجرحى إضافة إلى الاستشفاء والدواء وتسهيل معالجة الجرحى وذوي الحالات الحرجة خارج مستشفيات الشمال وتسهيل سفر النازحين المصابين إصابات خطرة للعلاج في الخارج وقد تمت معالجة هذا الأمر بتاريخه مع الأمين العام للهيئة فله الشكر».
وأفاد البيان بأن المجتمعين اتفقوا على «إقامة مراكز إيواء، نظرا للأعداد الكبيرة للنازحين الذين يتوافدون إلى الأراضي اللبنانية بما يتلاءم مع أمن واستقرار لبنان، مع التأكيد على التنسيق في الإحصاء ما بين الهيئة العليا للإغاثة وائتلاف الجمعيات الخيرية نظرا للتفاوت الكبير في أعداد النازحين على أن تشمل تقديمات الهيئة العليا للإغاثة جميع النازحين على جميع الأراضي اللبنانية»، ولفت إلى أن «المجتمعين وضعوا آلية التعاون الإداري المشترك بين الائتلاف والهيئة العليا للإغاثة، وإبقاء الاجتماعات مفتوحة».
قلعة المضيق في قبضة الجيش السوري

الدبابات والمدرعات توغلت بعد قصف عنيف مخلفة أضرارا كبيرة

بيروت: «الشرق الأوسط».... أشار ناشطون سوريون إلى أن وحدات الجيش النظامي الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، قامت فجر يوم أمس باقتحام قلعة المضيق شمال غربي مدينة حماه، حيث توغلت الدبابات والمدرعات العسكرية في معظم الأحياء والقرى المحازية للقلعة الأثرية مخلفة أضرارا كبيرة.
وأضاف الناشطون أن عملية الاقتحام جرت نحو السادسة صباحا، حيث تم محاصرة المنطقة بأكثر من مائة دبابة ومدرعة، وبعد قصف عنيف ومكثف بكل أنواع الأسلحة، تمكنت قوات الجيش السوري التابعة للنظام من الدخول إلى المنطقة وتدمير ما يزيد على 30 منزلا، وفقا للناشطين أنفسهم.
المنطقة التي تتوسطها قلعة أثرية تعد من أهم المعالم التاريخية في البلاد، تعرضت خلال الأيام الماضية إلى قصف متواصل واشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش السوري الحر المتمركزين على أطرافها. ويقول أبو جمال، أحد منسقي الحراك الثوري في المنطقة: «منذ 17 يوما والقرى المحيطة بقلعة المضيق تتعرض لقصف عنيف من قبل الجيش الأسدي، حيث تقوم الدبابات العسكرية بقصفنا من جهة تل برهان والبيدر، ومن الجنوب يستخدمون منطقة السقيلبية كنقطة لاستهدافنا».
وفي الوقت الذي يجد الناشط المعارض صعوبة في إعطاء رقم دقيق عن عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الآن مقدرا عددهم بالخمسين، يشير إلى أن «الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية، فالكهرباء والماء والهاتف والإنترنت، وجميع هذه الخدمات مقطوعة، إضافة إلى نقص في المواد الغذائية والطبية».
وعن الجيش السوري الحر الموجود في منطقة قلعة المضيق، يقول أبو جمال «حصلت الكثير من الاشتباكات بين عناصر (الجيش الحر) والقوات الأسدية عند أطراف المنطقة والحقول المتاخمة لها، وحين قرر الجيش النظامي تنفيذ الاقتحام (صباح أمس)، تصدت العناصر المنشقة له بشراسة وأجبرته على التراجع مرات عدة، لكن القصف الشديد دفع (الجيش الحر) إلى تنفيذ انسحاب تكتيكي».
وقالت تنسيقية قلعة المضيق وسهل الغاب للثورة السورية، إن «اقتحام المنطقة جرى من ثلاثة محاور؛ منطقة سقيلبية جنوبا، ومن جهة كفرنبودة وجبل شحسبو شرقا، ومن قرى الغاب الغربي غربا، حيث تم التوغل في المنطقة الممتدة من قلعة المضيق إلى التويني والشريعة والحويجة وعين الطاقة».
وكانت مناطق وقرى ريف حماه قد شهدت اتساعا لحركة الاحتجاجات الشعبية، بعد القمع الوحشي الذي مورس ضد المظاهرات المناهضة للنظام في ساحات المدينة.
ويؤكد أحد أعضاء تنسيقية حماه أن اقتحام منطقة القلعة «لا يعني انتهاء الثورة فيها، لأنه بمجرد أن تنسحب الدبابات ستعود حالة الاحتجاج إلى التصاعد في المنطقة، كما حصل في معظم مناطق ريف حماه».
وقام ناشطون معارضون بتعميم شريط فيديو يوثق آثار القصف على القلعة الأثرية والأضرار التي لحقت بها، وذلك بعد أن نفت قناة «دنيا» الموالية للنظام السوري خبر اقتحام القلعة أو قصفها.
يُذكر أن قلعة المضيق تقع على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي، بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية، وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماه.. ويبلغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة، يعتمدون في حياتهم على السياحة والأعمال الزراعية، وسميت بهذا الاسم لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله.
عضو بالمجلس الوطني لـ «الشرق الأوسط»: سنقبل بخطة أنان إذا طبقت خلال يومين

روسيا تدعو المعارضة لاستجابة «واضحة».. والبني: عليهم أن يعترفوا بحقيقة أن النظام السوري انتهى

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط».... بالتزامن مع ما أعلنته وزارة الخارجية الروسية، أمس، حول دعوتها المعارضة السورية إلى قبول خطة السلام التي قدمها كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص، قال وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إنه التقى السفير الروسي في مجلس الأمن وتباحثا معا في خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان، مضيفا أنه أوضح أن المعارضة ستقبل فقط بالخطة في حال التزام نظام الأسد بما ورد بها من نقاط خلال يومين، رغم أنها لم تنص على المطلب الرئيس للمعارضة؛ وهو تنحي الأسد.
وقال البني: «أكدت له (السفير الروسي) أنه إذا طبقت النقاط التي طرحها أنان في خطته - ولا سيما توقف القتل والاعتقال، وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح للشعب السوري الذي لن يقبل بعد اليوم أن يحكمه جزار بعدما دفع كل هذا الثمن، بالتظاهر السلمي، وانسحاب الجيش السوري من المدن - سنعلن عندها موافقتنا لها، أما إذا كانت مهلة إضافية لبشار الأسد ليرتكب المزيد من المجازر وليدمر المزيد من المدن ونخسر 10 آلاف مواطن، فستثبت كما المبادرات السابقة عدم جدية المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية، وعندها على هذا المجتمع أن يواجه الأسد بكذبه».
وعن مطلب المعارضة الأساسي وهو تنحي الأسد، الذي لم تتطرق إليه بنود المبادرة، اعتبر البني أنه في حال قبل النظام بهذه المبادرة، فعندها سيعبّر الشعب السوري عن رأيه أمام قصر بشار الأسد وسيسقطه سلميا، مضيفا: «هذا ما يدفعنا للترحيب بهذه المبادرة وإن كانت لا تنص على بند تنحي الأسد.. وعلى روسيا والمجتمع الدولي والأسد نفسه أن يعترفوا بحقيقة أن النظام السوري انتهى، وعلى رئيسه الاختيار بين السقوط سلميا أو بعدما يدمر البلد». ويأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه روسيا المعارضة السورية، أمس، إلى قبول خطة للسلام قدمها كوفي أنان، وحثت الدول الأخرى على الضغط على معارضي الرئيس السوري بشار الأسد لقبولها.. وموسكو تعد أحد آخر حلفاء الأسد، كما أنها اتهمت المعارضة السورية مرارا بعرقلة الجهود الرامية لحل الصراع.
وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن سعادتها بالعلم بأن الأسد قبل خطة السلام التي تدعو لوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الحكومية من المدن والبلدات قبل بدء حوار سياسي، وقالت في بيان لها: «من المهم للغاية في هذا السياق أن تحذو جماعات المعارضة السورية حذو دمشق وتعلن بوضوح موافقتها على مقترحات الحل السلمي التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص».
وأضافت الوزارة: «من الواضح أيضا أن أمورا كثيرة تتوقف الآن على أطراف خارجية، لا سيما أولئك القادرين على التأثير على المعارضة بشكل إيجابي».
وفي غضون ذلك، حث بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس السوري بشار الأسد أمس على سرعة تنفيذ خطة سلام قبلها تدعو الجيش إلى العودة إلى ثكناته.. وأضاف مون متحدثا في الكويت «أحث بشدة الرئيس الأسد على وضع هذه الالتزامات (خطة أنان) موضع التنفيذ على الفور.. ليس هناك وقت نضيعه».
وقال مون «هذه خطوة أولى مهمة، من الممكن أن تنهي العنف وإراقة الدماء وتوفر المساعدات لمن يعانون»، مضيفا أن الحوار السياسي سيخدم «التطلعات المشروعة القديمة للشعب السوري».
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي يعقد الأحد في إسطنبول سيسمح بالتحقق ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يطبق خطة أنان التي تنص على وقف القمع أم لا. وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، خلال مؤتمر صحافي، أمس «هناك قبول محتمل لبشار الأسد لخطة كوفي أنان». وأضاف أن «اجتماع إسطنبول سيكون مناسبة للأسرة الدولية للتحقق مما إذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة أم لا ويحترم أم لا تعهداته ويوقف أم لا المجازر التي يرتكبها يوميا منذ أكثر من عام». وقال برنار فاليرو معلقا على الموافقة التي أعطاها النظام السوري لكوفي أنان «بعد أشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والأسرة الدولية على أفعال (بشار الأسد)». وأضاف أن القمع في سوريا «أوقع في الأيام الماضية عشرات القتلى، ونحصي اليوم عشرات آلاف الجرحى والسجناء واللاجئين والنازحين».
وأوضح فاليرو «نطالب التطبيق التام لخطة السلام التي اقترحها أنان بدءا بالوقف الفوري للقمع»، كما أشاد بجهود «المعارضين السوريين المجتمعين في إسطنبول لبناء رؤية مشتركة لسوريا الغد». واعتبر أن البيان الذي تم تبنيه «وثيقة مرجعية لتحديد مبادئ سوريا ديمقراطية وتعددية تحترم حقوق كافة السوريين».
وقال فاليرو إن فرنسا ترغب في أن تكون قمة إسطنبول المقبلة «مناسبة لتأكيد الدعم الدولي للمعارضة السورية المنضوية تحت المجلس الوطني السوري».
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس سوريا إلى تطبيق سريع لخطة أنان، مؤكدا أنه سيحكم على أفعال دمشق وليس على أقوالها.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في برلين «يدعم مجلس الأمن الدولي خطة أنان التي تأتي في ست نقاط. وهي مدعومة من ألمانيا». وأضاف «هذه الخطة هي أساس لوقف إطلاق النار ولنقل مساعدة إنسانية ويجب تطبيقها بسرعة». وكان أحمد فوزي، الناطق باسم أنان، قد أعلن أن الحكومة أرسلت ردا مكتوبا إلى الموفد الدولي، أعلنت فيه موافقتها على خطة «النقاط الست»، التي تحظى بدعم من مجلس الأمن الدولي، معتبرا إياها «خطوة أولية مهمة لوقف العنف وسفك الدماء، وتأمين المساعدات والبيئة المناسبة للحوار السياسي».
مع العلم، أن المقترحات الستة التي كان قد حددها أنان، ارتكزت على الالتزام بعملية سياسية شاملة تقودها سوريا للاستجابة للتطلعات المشروعة ومخاوف الشعب السوري، وتحقيقا لهذا الهدف، تلتزم الحكومة السورية بتعيين «محاور» لديها سلطة عندما تتم الدعوة لذلك من قبل المبعوث. والالتزام بوقف القتال، وتحقيق ذلك على وجه السرعة تحت إشراف الأمم المتحدة لوقف أعمال العنف المسلح بكل أشكاله من قبل جميع الأطراف لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد، وتحقيقا لهذه الغاية يتعين على الحكومة السورية توقيف تحركات القوات ووضع حد لاستخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية والبدء في الانسحاب العسكري من داخل المناطق السكنية وحولها. وأثناء تنفيذ هذه الإجراءات يتعين على الحكومة السورية العمل مع المبعوث لتحقيق وقف مستدام للعنف المسلح في جميع أشكاله من قبل جميع الأطراف، ووضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة.
وسيسعى المبعوث إلى الحصول على التزامات مماثلة من المعارضة، وجميع العناصر ذات الصلة، لوقف القتال والعمل معه من أجل التوصل إلى وقف مستدام للعنف المسلح في جميع أشكاله، من جميع الأطراف، ووضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة.
إضافة إلى ضمان توفير الوقت المناسب لوصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتضررة من القتال، وتحقيقا لهذا الهدف يتم اتخاذ خطوات فورية لقبول وتنفيذ هدنة لمدة ساعتين يوميا، وتنسيق الوقت المحدد وطرق تنفيذ الهدنة من خلال آلية فعالة، بما في ذلك على المستوى المحلي.
كذلك، تكثيف أعداد ووتيرة الإفراج عن المعتقلين والمحتجزين بصورة تعسفية، بما في ذلك الفئات الضعيفة من الأشخاص والمشاركين في أنشطة سياسية سلمية، والتزويد، من دون تأخير، من خلال القنوات المناسبة بلائحة لجميع الأماكن التي يحتجز فيها هؤلاء الأشخاص، والبدء على الفور في تنظيم الوصول لهذه المواقع من خلال القنوات المناسبة والاستجابة الفورية لجميع الطلبات المكتوبة للوصول إلى هذه الأماكن أو المعلومات عنها والإفراج عن هؤلاء الأشخاص. وضمان حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد للصحافيين، وضمان عدم ممارسة سياسة تمييزية في منح التأشيرات لهم. واحترام حرية التجمع والتظاهر السلمي المكفولة قانونا.
ناشطون يتهمون النظام بإثارة «النعرات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين السنة» في منطقة وادي النصارى

تحدثوا عن عمليات خطف.. لكن تم استيعابها

بيروت: «الشرق الأوسط».... اتهم ناشطون سوريون معارضون عناصر تابعة للمخابرات السورية بإثارة «النعرات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين السنة» في منطقة وادي النصارى، غرب مدينة حمص، حيث شهدت المنطقة التي تعد أكبر تجمع للمسيحيين في سوريا منذ أيام عمليات خطف متبادلة.
وأشار رامي، وهو أحد الناشطين المعارضين لنظام الأسد المقيمين بالمنطقة، إلى أن «الشحن الطائفي عند أهالي وادي النصارى بدأ بعد أن زرعت المخابرات السورية أتباعها، وشجعتهم على إنشاء حواجز في كل قرية من قرى الوادي بحجة أن القرى السنية ستهاجمهم». وأضاف الناشط، أن «الأشخاص الذين دفعوا باتجاه التجييش الطائفي معروفون بعلاقتهم المتينة مع الأمن والمخابرات، ومعظمهم من قرى الحواش ومرمريتا، ويبدو أنهم ينفذون أجندة محددة يسعى النظام من خلالها إلى زرع الفتنة الطائفية في قرى هذه المنطقة الآمنة».
وقلل الناشط المعارض من شأن عمليات الخطف التي حصلت في المنطقة يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى أنه تم احتواؤها في وقت قصير، شارحا لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل ما حصل قائلا «قام مسلحون من منطقة تلكلخ وقرية الحصن ذات الغالبية المسلمة باختطاف نحو 30 شابا ينتمون للطائفة المسيحية في وادي النصارى، ورد عليهم أشخاص مسلحون من قرية الحواش مرمريتا باختطاف عدد من الشبان ينتمون للطائفة السنية، إلا أن مفاوضات سريعة حدثت بين عقلاء الطرفين أدت إلى الإفراج عن الجميع وضمان عدم تكرار الحادثة».
وتأتي هذه الحوادث بعد أسبوع على الانفجارين اللذين وقعا في دمشق وحلب، واستهدفا مناطق ذات غالبية مسيحية؛ حيث وقع انفجار دمشق بمحاذاة منطقة القصاع، بينما استهدف تفجير حلب منطقة السلمانية. ويعتقد سامر، وهو ناشط مسيحي من مدينة دمشق، أن «النظام يريد توريط المسيحيين السوريين في معركة بقائه في السلطة عبر تخويفهم بالتفجيرات الوحشية تارة، وعبر زرع الفتنة بينهم وبين الطوائف الأخرى تارة أخرى».
ويضيف «يكفي أن نشاهد التلفزيون السوري وكيفية تغطيته لوقائع التفجيرين لنفهم أن أحد الأهداف المراد تحقيقها في هذه الأعمال الإجرامية هو تخويف المسيحيين، والقول لهم إن السنة يريدون تهجيرهم كما حصل في العراق إذا لم يقفوا مع الثورة.. إلا أن الشعب السوري بجميع شرائحه، يعرف جيدا أن انفجارات بهذا الحجم لا يستطيع سوى النظام أن ينفذها، خاصة أنه المستفيد الوحيد منها».
ويجزم سامر بأن الحوادث الأخيرة التي حصلت في منطقة وادي النصارى بين المسيحيين والمسلمين يفتعلها الأمن السوري من أجل خلق فتنة طائفية بين الطرفين. ويقول «بعد أن استطاع النظام تجييش الطائفة العلوية ودفعها للدفاع عنه، يسعى لتكرار الأمر ذاته مع بقية الأقليات، مستغلا خوفها من أي تغيير يحدث في البلاد». ويتساءل «كيف يمكن أن تنشأ مشكلات طائفية بين أهالي الوادي وقد قامت معظم قرى المنطقة منذ أيام، لا سيما مشتى الحلو، بجمع تبرعات وأغذية ومواد طبية لأهالي حمص المنكوبين؟».
ويعد وادي النصارى من المناطق السياحية المهمة في سوريا، حيث يمتاز بطبيعته الخلابة وكثرة المياه والينابيع. ويعمل سكانه في شتى الأعمال، منها زراعة الأشجار المثمرة، كما يعمل قسم كبير منهم بالتجارة والصناعة، وتنتشر المنشآت السياحية في معظم أنحاء المنطقة.
ويضم الوادي أكثر من أربعين قرية معظمها ذات غالبية مسيحية، حيث احتضنت المنطقة أعدادا كبيرة من المسيحيين الذين كانوا يقيمون في مدينة حمص ونزحوا من بيوتهم هربا من القصف العنيف الذي ينفذه الجيش السوري النظامي ضد المدينة.
متحدث باسم المبعوث الدولي: أنان يرتب لزيارة إيران

نجاد: طهران ستفعل كل ما في طاقتها لمساندة النظام

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط» .... بعد جدل طويل، أمس، وتضارب حول حقيقة زيارة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأسبوع المقبل لطهران، أكد أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، لـ«الشرق الأوسط» أن أنان ينوي بالفعل الذهاب إلى طهران، مشيرا إلى مناقشات دارت مع الجانب الإيراني حول تحديد موعد مرتقب للزيارة، لكنه أوضح أنه لم يتم الاتفاق على موعد محدد، ونفى أن تكون تلك الزيارة خلال الأسبوع المقبل.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم أنان لتنفي التصريحات التي أعلنها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في وقت سابق حول زيارة أنان لطهران، والتي حددها يوم الاثنين المقبل، وذلك بغرض إجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين حول الوضع في سوريا.
وقال صالحي للصحافيين، على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران، إن «كوفي أنان سيزور طهران الاثنين على الأرجح». وأضاف أن «هناك بعض الخلافات بين إيران وتركيا بخصوص المسألة السورية»، ثم تابع: «لكننا نقترب من ردم هوة الخلافات، مع المهمة التي يقوم بها كوفي أنان ودعم تركيا ودول عربية والأمم المتحدة نأمل في إيجاد مخرج للقضية السورية».
وقد قام المبعوث الأممي كوفي أنان بزيارات لمناقشة الوضع السوري إلى روسيا والصين الحليفين الرئيسيين للنظام السوري. وأعلنت كلتا الدولتين تأييدها لخطة أنان، فيما أعلن النظام السوري، الثلاثاء، موافقته على خطة أنان ذات النقاط الست لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالمساعدات الإنسانية والبدء في عملية انتقال سياسي.
ويأتي ذلك فيما استبق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى طهران، وكذلك الإعلان عن زيارة أنان، بإشادته بالطريقة التي اتبعتها القيادة السورية في التعامل مع الانتفاضة التي بدأت قبل عام وقتل فيها آلاف الأشخاص، قائلا إن طهران ستبذل كل ما في وسعها لدعم أوثق حليف عربي لها.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) يوم الثلاثاء عن أحمدي نجاد قوله، أثناء محادثات مع فيصل المقداد مبعوث الأسد: «أنا سعيد جدا أن المسؤولين السوريين يتعاملون مع الوضع بشكل جيد.. آمل أن يتحسن الوضع في سوريا يوما بعد يوم»، كما قال نجاد إنه لا يوجد حدود لتوسيع الروابط مع سوريا وإن إيران ستفعل «كل ما في طاقتها لمساندة هذا البلد».
واتهم الرئيس الإيراني الغرب بالتآمر مع دول عربية للإطاحة بالقيادة السورية وتعزيز وضع إسرائيل في المنطقة. وقال أحمدي نجاد «بترديد هتافات زائفة للدفاع عن حرية الشعب فإن الأميركيين يريدون السيطرة على سوريا ولبنان وإيران ودول أخرى ويجب علينا أن نكون على وعي بمخططاتهم وأن نتصدى لها بقوة».
ولم يشِر الرئيس الإيراني إلى خطة السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تدعو إلى حوار وطني لكن دون تنحي الأسد.
وكان أردوغان قد أجرى محادثات حول إيران مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأحد في كوريا الجنوبية، مما أثار تكهنات بأن تركيا ستنقل رسالة من واشنطن إلى طهران، رغم أن مسؤولا تركيا نفى ذلك. وفي حين أن تركيا أبدت مرارا تأييدها لحق إيران في أن يكون لها برنامج نووي سلمي، فإنها على خلاف مع طهران بشأن سوريا حيث ما زال القمع مستمرا للمحتجين والمظاهرات المناهضة للحكومة.
وقال محللون إن الأحداث في سوريا ألحقت ضررا كبيرا في العلاقات بين أنقرة وطهران، على خلفية توفير الأولى مقرا لاجتماعات المعارضة ومأوى للاجئين، ودعم الثانية لنظام الأسد. وحث أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي لإنهاء القتال بين قواته وبين مقاتلي المعارضة، كما سمحت تركيا لجماعات المعارضة بالاجتماع بشكل منتظم في إسطنبول، وعلى العكس من ذلك استمرت إيران في دعم سوريا، أقرب حلفائها العرب.
متحدث باسم الحكومة: سوريا سترفض أي مبادرة تتعلق بأزمتها تصدر عن القمة العربية

قال إن دمشق تتعامل مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط منذ تعليق عضويتها

لندن: «الشرق الأوسط»... قال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، أمس، إن سوريا سترفض أي مبادرة تصدر عن القمة العربية المنعقدة في بغداد حاليا، فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وقال جهاد مقدسي، المتحدث باسم الخارجية السورية، في بيان صحافي، إن سوريا «منذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط، وبالتالي فإننا لن نتعامل مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان». ودعا وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في بغداد، أمس، إلى تأييد خطة كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، التي تسعى إلى وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي، فيما أطلق عليه «الفرصة الأخيرة» لسوريا.
ومن المتوقع أن تصدر القمة العربية التي تنعقد غدا في العاصمة العراقية بغداد، بيانا عن الوضع في سوريا التي كانت الجامعة العربية قد علقت عضويتها في نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب حملة القمع ضد معارضي النظام السوري والرئيس بشار الأسد.
وتقول الأمم المتحدة إن تسعة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الأزمة، لكن السلطات السورية تلقي باللوم على «مجموعات إرهابية مسلحة» مدعومة من الخارج، وتقول إن تلك الجماعات قتلت ثلاثة آلاف فرد من الجيش والشرطة.
ومن المتوقع أن يصدق الزعماء العرب في بغداد خلال اجتماع القمة العربية على الاقتراح المكون من ست نقاط الذي تقدم به أنان.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا العام الماضي، وناشدت الأسد في الماضي التنحي للسماح بإجراء محادثات، لكن الأعضاء منقسمون بشأن كيفية التعامل مع العنف المتزايد الذي يهدد بإشعال الخليط العرقي والطائفي المركب في المنطقة.
كلينتون تطالب المعارضة السورية بتقديم رؤية موحدة قبل مؤتمر إسطنبول

وزيرة الخارجية الأميركية في الرياض غدا.. وخبير سياسي: الأسد يستفيد من موافقته على خطة أنان

جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: هبة القدسي ... تستعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لزيارة المملكة العربية السعودية غدا قبل مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا يوم الأحد القادم في إسطنبول، في وقت تتابع فيه الإدارة الأميركية النتائج التي ستخرج بها القمة العربية ببغداد حول القضية السورية ومدى التزام النظام السوري بتنفيذ خطة كوفي أنان لوقف القتال.
وأشار مصدر مسؤول بالخارجية الأميركية إلى أن «الولايات المتحدة تقوم بالتنسيق المستمر مع كافة الشركاء الدوليين لدعم مهمة كوفي أنان ودعم المعارضة السورية، لتحقيق عملية انتقالية في سوريا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية».. وأوضح أن محادثات كلينتون في الرياض يومي الجمعة والسبت القادمين ستتناول الجهود الرامية إلى وضع حد لحمام الدم في سوريا، حيث تجري محادثات مع خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، كما تشارك في منتدى التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي.
من جهتها، أبدت كلينتون استعداد بلادها للاعتراف بالخطوات التي يتخذها كل من نظام الأسد والمعارضة، وقالت: «لا بد أن يبدأ حوار سياسي حقيقي يكون موضع ترحيب من جميع السوريين، ويجب العمل بشكل عاجل من الآن حتى مؤتمر إسطنبول لترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة، وبحلول ذلك الوقت سنكون في موقف للاعتراف بالخطوات التي اتخذها كل من نظام الأسد والمعارضة».
وطالبت كلينتون المعارضة السورية باستغلال المؤتمر القادم في إسطنبول لوضع موقف ورؤية موحدة تحمي كافة السوريين، وقالت: «إننا سندفع المعارضة السورية بكل قوة لتقديم رؤية في إسطنبول خلال مؤتمر أصدقاء سوريا، ولدينا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به من الآن حتى يوم الأحد».
كما طالبت وزيرة الخارجية الأميركية - في مؤتمر صحافي مع نظيرها الاستوني أول من أمس - النظام السوري بتطبيق خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربي كوفي أنان ووقف إطلاق النار، وقالت: إن «موافقة سوريا على خطة كوفي أنان يجب أن تقترن بأفعال فورية مثل وقف إطلاق النار».. وأضافت أن «واشنطن تأمل أن يكون الأسد صادقا في التزامه بالنقاط الست لخطة أنان لوقف العنف».
وحذرت كلينتون من تاريخ الرئيس السوري في الحنث بوعوده وقالت: «نظرا لتاريخ الأسد في إطلاق الوعود وعدم الوفاء بها، يجب الالتزام بالقيام بإجراءات فورية حتى يمكن الحكم على صدق الأسد وإذا كان مستعدا لإنهاء هذا الفصل المظلم في تاريخ سوريا، فليثبت ذلك من خلال إعطاء الأوامر لقواته بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان والسماح بوصول عمال الإغاثة الإنسانية وإطلاق سراح النشطاء السياسيين والسماح بوصول وسائل الإعلام دون عوائق وبدء عملية سياسية شرعية تؤدي إلى التحول الديمقراطي».
من جانب آخر أشار ديفيد شينكر مدير برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن إلى أن الرئيس الأسد لديه القليل ليخسره من خلال موافقته على خطة أنان، موضحا أن التنازلات التي سيقدمها الأسد وفقا لخطة أنان ستكون وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح السجناء السياسيين والسماح بدخول وسائل الإعلام، لكن في المقابل فإن الفوائد ستكون كبيرة لصالح الرئيس الأسد.
وقال شينكر إن «هذا النظام قتل ما يقرب من 10 الآلاف من المواطنين السوريين، وبعض الدول اعتبرت قبول الأسد لخطة أنان خطوة إيجابية تدل على رغبة النظام لقبول حل وسط مع المعارضة، والأهم من ذلك أن خطة أنان لا تقول شيئا عن تنحي بشار الأسد عن الحكم، ولا تذكر أي شيء عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية».
وأوضح شينكر أن القول بأن تنحي الأسد عن منصبه أمر متروك للسوريين هو قول سخيف، لأن الشعب السوري لم يكن له في أي وقت مضى قدرة على تحديد مستقبل الأسد من خلال الطرق السلمية. وأكد أن خطة أنان تجيز استمرار حكم الأسد وتغير مسار المناقشات من مسار كيف يمكن دفع الأسد للتنحي إلى مسار الإصلاحات التي يمكن للأسد أن يقوم بها.
وأوضح الباحث السياسي بمعهد واشنطن أن خطة أنان تؤذي المعارضة وتسلط الضوء على الخلافات بين أعضائها، كما تؤدي إلى إبطاء بناء زخم في واشنطن لتوفير التمويل المالي والمساعدات للجيش السوري الحر والمعارضة العسكرية للنظام.. وأضاف أن موافقة الأسد على خطة أنان أيضا توفر له بعض الراحة من إدانات دولية وبعض الراحة لقواته من الجنود العلويين الموالين له إذا قام بوقف إطلاق النار، وكسب الوقت.
أكراد سوريا يتوقعون فشل مؤتمر إسطنبول المقبل

قيادي كردي: المجلس الوطني يسعى لفرض سلطة مركزية بديلة عن النظام

جريدة الشرق الاوسط.... أربيل: شيرزاد شيخاني ...
أكد قيادي كردي سوري أن «جميع القوى والشخصيات الكردية قد أعلنت الانسحاب الكامل من المجلس الوطني السوري، وذلك ردا على مواقفه السلبية من القضية الكردية ومن حقوق الشعب الكردي»، مشيرا إلى أن «الحراك الوطني الكردي سيستمر، وليس بالضرورة أن تؤطر جميع القوى السياسية في المجلس الوطني السوري، على الرغم من أن ذلك أصبح مطلبا دوليا وشعبيا». وعزا القيادي عبد الباقي يوسف، عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي السوري، أسباب ذلك، لـ«الشرق الأوسط»، إلى ما سماه بـ«مسعى المجلس الوطني السوري لتسويق نفسه كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، إضافة إلى مسعاه لفرض سلطة مركزية جديدة على البلاد بديلة عن النظام الشمولي الحالي»، مؤكدا أن «الكرد لن يقبلوا تحت أي ظرف كان بالعودة إلى الديكتاتورية في البلاد، وحرمان الأقليات القومية والدينية والمذهبية من حقوقها المشروعة في الوطن».
وقال يوسف إن «الوفد الكردي شارك في اجتماعات إسطنبول الأخيرة بهدف إجراء حوار وطني بناء؛ من أجل صياغة عقد سياسي جديد يوحد جميع السوريين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، خاصة مع اشتداد وتائر قمع السلطة السورية بقيادة رأس النظام بشار الأسد. وكان هذا العقد مطلبا دوليا وشعبيا استجابت له القوى الكردية المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي السوري، وكانت لقاءات ومحادثات سبقت اجتماع إسطنبول جرت في إقليم كردستان بين قيادات المجلسين الوطنيين الكردي والعربي، ولكن للأسف لم نتوصل إلى تفاهمات وتوافقات معهم».
وأضاف: «دعونا المجلس الوطني خلال الفترة الأخيرة إلى إعادة النظر في سياساته ومواقفه تجاه الشعب الكردي وحقوقه الأساسية، كما طالبناه بالاعتراف بالحقوق المشروعة لكل الأقليات والمكونات السورية، ولكن ما رأيناه في الاجتماع الأخير لم يخرج عن نطاق إلقاء كلمات إنشائية.. ويبدو أن قادة المجلس يريدون فرض دولة مركزية على البلاد في المستقبل، ولكننا نحن الكرد لا نؤيد بالمطلق قيام دولة وسلطة مركزية في المستقبل، حتى لا ترضخ سوريا مرة أخرى تحت حكم الديكتاتورية».
ونوه يوسف بالدور الإقليمي في صياغة مشروع المجلس الوطني، وقال: «لا أستبعد أن يكون لبعض الدول الإقليمية دور في دعم توجهات المجلس الوطني بحرمان الكرد من حقوقهم الأساسية، خاصة أن الاجتماع عقد في تركيا وبرعاية الحكومة هناك».. وأشار إلى أن «حصيلة ما خرج به اجتماع إسطنبول تؤكد وجود تراجع واضح من المجلس الوطني عن التزاماته بحل القضية الكردية، فقد لاحظنا أنهم حاولوا إدراج قضايا ثانوية غير ضرورية في هذه المرحلة على جدول أعمال المعارضة، منها القضية الفلسطينية على سبيل المثال.. وعلى الرغم من احترامنا ودعمنا لقضية الشعب الفلسطيني، فإننا نعتقد أن تلك القضية يجب ألا تعلو على قضايانا الوطنية والمصيرية، وهذه الأمور مجتمعة كانت سببا في انسحاب جميع الأحزاب والشخصيات الكردية من إطار المجلس الوطني السوري».
وتوقع القيادي الكردي أن يفشل اجتماع إسطنبول المقرر انعقاده مطلع الشهر المقبل، مؤكدا أنه «في ظل هذا الوضع، لا أعتقد أن أي اجتماع آخر يمكن أن يحقق النجاح المطلوب لتوحيد صفوف المعارضة السورية».
وبسؤاله عن البديل للتعاون مع المجلس الوطني السوري، خاصة أن هناك دعوات ملحة داخليا وخارجيا لتوحيد صفوف المعارضة، قال يوسف: «صحيح أن هناك ضغوطا داخلية وخارجية لدفع المعارضة السورية إلى وحدة الصف والموقف، لكن مع ذلك هناك دول تحاول تعميق الخلافات بين قوى المعارضة، كما أن هناك محاولات من بعضها لتسويق المجلس الوطني كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، لكن ليس بالضرورة أن تنضم كل الأطراف في المعارضة إلى هذا المجلس، ونحن نرى أن وجود تنسيق وتعاون مثمر وبناء بين مجلسنا الكردي والمجلس الوطني السوري هو الأنسب لقيادة المرحلة المقبلة».
المنبر الديمقراطي السوري يحدد موقعه في خريطة المعارضة ويدعو لمؤتمره القادم

قال إن هدفه سيكون إضعاف النظام وإرباكه وشق صفوفه وإسقاطه

بيروت: «الشرق الأوسط» ... أعلن المنبر الديمقراطي السوري أمس عن وثيقة سياسية تحدد موقعه في خريطة المعارضة السورية، يؤكد فيها أنه ينظر إلى نفسه كرافد للعمل الوطني السوري بمختلف مكوناته، لافتا إلى أنه سيلعب دورا وطنيا توحيديا يريده المنتمون إليه. وقال المنبر في وثيقته إنه ليس له «أي طموح أو رغبة في الحلول محل أحد أو في تقييد دور أحد، بل سيكون الأمر على العكس من ذلك تماما، لأنه سيمد يده إلى الجميع، وسيتفاعل إيجابيا مع الجميع»، مضيفا أنه سيعمل على «سد ثغرات العمل الوطني، ويعزز نقاط قوته التي مكّنت السوريين من الصمود لأكثر من عام في وجه آلة القتل المنظم».
وأوضح المنبر أن دوره سيتركز على «تقريب مواقف قوى المعارضة وتوجهاتها ووسائلها وأهدافها، على أن يشمل ذلك وحدة مواقف قوى وتنسيقيات النضال الميداني على الأرض، وتعزيز وتقوية أواصر التقارب والوحدة بين المعارضة الحزبية والسياسية والقوى الميدانية المناضلة، التي تجد نفسها اليوم في وضع تحتاج فيه أشد الحاجة إلى دعم يساعدها على بلوغ موقف وطني يوحدها حول برنامج سياسي عام، يؤطر نضالها ويوحده ويجعله يبلغ أعلى درجة من الفاعلية من جهة، ويرسم ملامح البديل المنشود، الذي يجب أن تتحد حوله إرادة الجماعة الوطنية السورية بجميع مكوناتها من جهة أخرى».
وأكد المنبر أنه «سيركز أنظاره وجهوده على الداخل ونضالاته ومصاعبه ونجاحاته وأهدافه، وسيرى كل شيء في ضوء حاجاته وتضحياته، لذلك لن يشغله شيء عن الداخل، أي عن الشعب، وسيقوّي حراكه ويحاول إقناع من يقفون جانبا بالانخراط الفاعل فيه»، مشددا على أن «الهدف الدائم للمنبر سيكون إضعاف النظام وإرباكه وشق صفوفه وإسقاطه».
وأقرت لجنة الاتصال في المنبر الديمقراطي السوري موعد الاجتماع القادم في القاهرة، في الفترة من 12 وحتى 16 أبريل (نيسان) القادم. ويُذكر أن المنبر الديمقراطي السوري انطلق من اجتماع عقده في القاهرة شباب من الحراك الثوري والمدني وشخصيات سورية سياسية وثقافية وفكرية ودينية بتاريخ 16 من شهر فبراير (شباط) وحتى 18 من الشهر نفسه.
وقد تداول المجتمعون حينها في وضع الثورة السورية وما يسهم في تعزيز الحراك الداخلي والوصول بالثورة إلى تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة، وتوصلوا إلى تأسيس ما سموه «المنبر الديمقراطي السوري»، والذي أقروا في بيان هويته أنه «منبر سياسي مدني ديمقراطي محل نشاط ميداني ومعرفي نقدي، منفتح على جميع الأفراد والجماعات والقوى المنخرطة في الثورة السورية، وتلك التي يُنتظر أن تحسم أمرها في نشدان التغيير الجذري في سوريا لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والحريات».
ويهدف المنبر إلى «تمكين الشعب السوري من إسقاط النظام القائم بكل رموزه، بجميع وسائل المقاومة المدنية»، و«التأكيد على أن الثورة السورية هي ثورة شعب ضد نظام مستبد فاسد، وليست أرضية لتصفية حسابات بين دول إقليمية وخارجية».. ومن أبرز الشخصيات في المنبر ميشال كيلو وفايز سارة وخلف علي الخلف، وغيرهم.
«إعلان بغداد» أمام القمة العربية اليوم.. والملف السوري يتصدر بنوده الـ9 ووزير الخارجية العراقي: خطة أنان الفرصة الأخيرة لسوريا ولا بد من تنفيذها على الأرض

 
جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: حمزة مصطفى وسوسن أبو حسين وصلاح جمعة ومحمد عبد الرازق... أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس أنه لأول مرة تم اختصار بنود القمة العربية إلى تسعة بنود فقط، يتصدرها البند الخاص بسوريا الذي ينص على دعم خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.
وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في بغداد ثم مع أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة، إن وزراء الخارجية العرب اتفقوا في اجتماعهم أمس «لأول مرة، على اختصار بنود قمة بغداد إلى تسعة بنود فقط»، مبينا أن «الوثيقة الأهم في القمة العربية هي إعلان بغداد التاريخي الذي يواكب تطورات الأوضاع الجارية في عالمنا». وأضاف زيباري أن «بنود جدول أعمال القمم العربية السابقة وصلت إلى 45 بندا».
واعتبر زيباري إن مشروع القرار بشأن سوريا متميز ويستند للمبادرة العربية ويراعي التطورات التي حدثت بموافقة سوريا لخطة كوفي أنان، المنبثقة عن المبادرة العربية. وأضاف أن مشروعات القرارات بشأن سوريا «تراكمية منذ بدء المبادرة العربية إلى الآن، وليس عندنا قضايا جديدة، ولكن نثبت ما صدر ونعتقد أنه طريق السلام». وقال إن الجديد هو «التعشيق بين الموقفين الدولي والعربي، وربما يؤدي إلى وحدة الموقفين، وهو ما يضغط أكثر باتجاه الحكومة السورية والمعارضة بالتنفيذ، والحكومة وافقت، والمعارضة كلمتها ليست واحدة، ويجب أن توحد كلمتها». وتابع زيباري: «نحن لدينا علاقات مع المعارضة السورية، ودعوناهم وقدمنا لهم تجربتنا في العراق كمعارضة، وأهمية وحدة الموقف»، مشددا على أنه لم يطرح على الإطلاق موضوع تسليح المعارضة السورية.
كما أكد وزير الخارجية العراقي أنه لن تتم مناقشة موضوع البحرين في القمة العربية ببغداد، نافيا انسحاب الوفد البحريني.
ويدعو اقتراح أنان إلى سحب الأسلحة الثقيلة والقوات من التجمعات السكنية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والإفراج عن السجناء وحرية الحركة للصحافيين والسماح بدخولهم البلاد. لكنه لا يذكر شيئا بشأن تنحي الأسد عن السلطة. وخففت دول عربية فيما يبدو من اقتراحها الأولي الذي كان يطالب الأسد بالتنحي بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرارين يدينان الأسد.
وقال زيباري لوكالة «رويترز» إن قبول سوريا الخطة خطوة مهمة جدا، وإن هذه هي الفرصة الأخيرة لسوريا ولا بد من تنفيذها على الأرض. وقال زيباري إن الجامعة العربية ستبحث خطة أنان لكنها لن تقبل أي تدخل أجنبي في سوريا. إلى ذلك، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن الأولوية هي إنهاء العنف في سوريا. وأضاف أن الوزراء العرب يدعمون اقتراح أنان. بدوره، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح إنهم يأملون أن يستجيب السوريون للقرارات العربية والدولية وأن يستجيبوا لصوت العقل ووقف إراقة الدماء. وأضاف أن الوضع الآن يجعل وقف إطلاق النار ضروريا.
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي «نتمنى أن يعالج الملف السوري في الإطار العربي، وبعيدا عن التدخل العسكري»، مطالبا بضرورة وقف إطلاق النار أولا حتى يمكن تطبيق الحل السلمي. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال القربي «هناك ثلاث نقاط رئيسية يتعين التأكيد عليها في هذا الإطار، أولها أن الحوار هو الوسيلة المثلى لتوافق الأطراف حول الحلول للمعضلات والتحديات الموجودة في أي قطر من الأقطار العربية»، مشيرا إلى أن «العنف في نهاية المقام يقود إلى الحوار.. وعلينا أن نختصر الطريق تجنبا لإراقة الدماء وحفاظا على مقدرات الشعوب وحمايتها من الدمار». وأوضح أن النقطة الثانية هي أن الحل يجب أن يكون في المقام الأول سوريّا كما كان في اليمن يمنيا، لأن التدخلات الخارجية أحيانا تضع وتعطي اهتماما لقضايا لا تحتل الأولوية للشعب، لافتا إلى أن النقطة الثالثة المهمة هي عدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد والالتزام بالحفاظ على وحدة الأرض وسيادة الدولة والعمل من خلال الجهود الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر للحلول التي يختارها أبناء الشعب في القطر الذي هم فيه.
أما وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي، فقد أعرب عن أمله في لحاق دمشق بالركب العربي، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه يستبعد فكرة تسليح ثوار سوريا. وردا على سؤال حول الأسس التي تراها الجزائر لمعالجة الملف السوري في الوقت الحالي، أعرب الوزير الجزائري عن اعتقاده بأن الدور الأكبر يقع على الحكومة والمعارضة السورية أيضا. وشدد الوزير مدلسي على أنه يجب على الحكومة والمعارضة السورية أن يقرأوا المستقبل «القراءة التي تشجع على الحوار ووقف الدم، لأن سوريا دولة كبيرة جدا ولها تاريخ طويل ولا بد أن تخرج من هذه الأزمة مثل ما كانت قبلها».
وكان رئيس الدورة الـ32 للقمة وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال وصف في كلمته التي افتتح بها أعمال المؤتمر، الأحداث التي تشهدها سوريا بـ«المأساة»، متهما نظام بشار الأسد بالاستبداد.
الوضع في سوريا يطغى على مباحثات أردوغان في إيران

طهران تؤيد استضافة تركيا للمباحثات النووية

لندن: «الشرق الأوسط» ... وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران صباح أمس في زيارة تستغرق يومين على رأس وفد وزاري كبير للتطرق إلى العلاقات الثنائية، والملف النووي خاصة، والمفاوضات المقبلة، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس أن «المفاوضات بين إيران والقوى الست ستستأنف في 13 أبريل (نيسان) المقبل»، موضحا أن «مكان المفاوضات سيحدد في الأيام المقبلة».
واجتمع أردوغان مع مسؤولين إيرانيين أمس وسط دلائل تشير إلى أن طهران قد تخفف موقفها بشأن سوريا بعد دعمها المستمر للرئيس بشار الأسد خلال الانتفاضة المستمرة ضده منذ أكثر من عام.
وهون مسؤول تركي من شأن الخلافات بشأن سوريا وقال لـ«رويترز» إنهم يحترمون قيادتنا وآراءنا، هناك تعاون طيب بيننا وبين إيران وهم يعلمون أننا نحاول تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي على هامش المحادثات إن بلاده ستدعم أي اتفاق بين القيادة السورية ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان.
لكن دبلوماسيا في طهران قال: إن الأحداث في سوريا ألحقت ضررا كبيرا بالعلاقات بين تركيا وإيران وإن الكثيرين يعتقدون أن هذه القضية هي الأهم في الزيارة.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي بطهران: «أثناء مؤتمر في كوريا، جرت محادثات معها (مجموعة 5+1) لتجري المفاوضات في تركيا، وبهذا الخصوص حدث تقدم. ننتظر الآن ردها».
من جهته، قال محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني بعد لقاء أردوغان إن «إيران تؤيد اختيار تركيا لاستضافة المفاوضات مع مجموعة 5+1».
وأكد دبلوماسي أوروبي ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية في بروكسل، موعد 13 أبريل المقبل لاستئناف المفاوضات.
وردا على سؤال بشأن التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري على إيران، رفض أردوغان بحزم هذه التهديدات. وقال: «لا يحق لأي بلد توجيه تهديد أو شن عمل عسكري ضد بلد يسعى إلى التحكم بالتكنولوجيا النووية السلمية». وأوضح الدبلوماسي الأوروبي أن المحادثات ستجرى في مكان غير معروف بعد، بينما قال صالحي إن مكان المفاوضات «سيحدد في الأيام المقبلة». وكانت تركيا أبدت استعدادها لاستضافة المفاوضات، وهو اقتراح رحبت به طهران.
وقال صالحي إن تركيا «أبدت استعدادها لاستضافة المفاوضات، ويبقى ذلك خيارا. وجهة نظري الشخصية هي أن إسطنبول هي المكان الأفضل». ونقل تلفزيون «برس تي في» عن السفير التركي في طهران قوله إن «تركيا مستعدة لاستضافة المحادثات بين إيران ودول مجموعة 5+1، لكن كل شيء يبقى رهنا باتفاق بين إيران وهذه المجموعة».
وهذه المفاوضات تثير آمالا بتخفيف حدة التوتر بين المجموعة الدولية وطهران بسبب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل الذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط.
ولوحت إسرائيل بشن ضربة عسكرية محتملة ضد المواقع النووية الإيرانية، فيما تركز الولايات المتحدة على نهج العقوبات والدبلوماسية، لكن من دون استبعاد الخيار العسكري.
خدعة الأسد الجديدة
طارق الحميد.. جريدة الشرق الاوسط
ما إن قال النظام الأسدي إنه يوافق على نقاط كوفي أنان الست حتى باركت موسكو تلك الخطوة، وتلقفها الوزراء العرب المشاركون في القمة العربية ببغداد مرحبين بها، ليقولوا إنهم يرفضون التدخل الخارجي، بينما صاحب الطبخة، أو الخطة، السيد كوفي أنان بات يصرخ: «المهم التنفيذ»!
وبالطبع فلن ينفذ الأسد، وكما قلنا قبل يومين هنا فإنه سيان، سواء رد النظام الأسدي بالإيجاب أو لا، فالأسد لن ينفذ خطة أنان، بل من الصعب أن ينفذها، فمجرد تنفيذها سيعجل بسقوطه، نعم سقوطه، فالأنظمة القمعية لا تستطيع القيام بأي «تسويات»، وليست في قاموسها الداخلي «براغماتية»، فمشروعية الأنظمة الديكتاتورية تقوم على القوة والترهيب، فهي تحكم بطريقة فرق تسد، وليس بالتجميع والتقريب، والتفاف الناس حولها. ولذا فإن موافقة نظام الأسد على نقاط أنان واضحة أسبابها، بل واتضحت اليوم أكثر. فقد أعلن الأسد موافقته لعدة أسباب، ومنها أنه فهم رسالة موسكو جيدا عندما قالت إن مهمة أنان هي الفرصة الأخيرة، وبالطبع فإن الأسد الغريق يتمسك بالقشة الروسية، والدليل على غرقه، وضعفه، هو ظهوره في بابا عمرو يوم إعلان نظامه الموافقة على خطة أنان، فهو يريد القول لأتباعه إنه موجود وقوي، فقد كان يحاول رفع الروح المعنوية لمن هم حوله. السبب الآخر لقبول الأسد لخطة أنان هو إرباك أي إجماع في القمة العربية ببغداد، وقطع الطريق على مؤتمر أصدقاء سوريا بتركيا.
فهل نتوقع من النظام الأسدي التنفيذ؟ بالطبع لا، فنقاط أنان واضحة، ومجرد تنفيذها يعني أن الأسد في طريقه للخروج، فالتفاوض مع المعارضة سيكون على رحيله فقط، ولا يمكن تصور أمر آخر. وسحب القوات الأسدية، والسماح بالمظاهرات، يعنيان أن المظاهرات ستعم سوريا كلها، وحينها سيتكرر مشهد ميدان التحرير المصري، وبالتأكيد سيبدأ عندها العد التنازلي للأسد، وفي حال عاد لاستخدام القوة كما يفعل اليوم، وكل يوم، فهذا يعني أنه لا بد من تدخل دولي على اعتبار أن خطة أنان تنص على ضرورة وجود مراقبين دوليين، وليس على غرار وفد الدابي. ومن هنا يتضح أن سبب قبول الأسد لخطة أنان ما هو إلا لشراء الوقت مرة أخرى، وهذه هي اللعبة التي يجيدها الأسد منذ حكم سوريا، ومن أجل لخبطة الأوراق، وتعزيز موقف داعميه، سواء إيران أو روسيا، وبالتالي إرباك تركيا قبل مؤتمر أصدقاء سوريا، على أمل أن يتسنى للأسد الإجهاز على الثورة عسكريا.
هكذا يفكر النظام الأسدي، وهذا ما يفعله تماما، والدليل أنه في اليوم الذي أعلن فيه قبول مبادرة أنان قتل النظام أكثر من ثمانين سوريا، ولا يزال القتل بالطبع مستمرا حتى هذه اللحظة. وعليه فيجب عدم الانخداع مرة تلو الأخرى بلعبات النظام الأسدي، ولا بد من الشروع في تسليح الثوار وعبر القنوات الصحيحة التي تعرف الأرض، وتعرف القيادات، وعدم الانتظار أكثر، فكل يوم يمر يعني قتل المزيد من الأبرياء السوريين على يد قوات الأسد.

 

 

حمد بن جاسم يدعو القيادة السورية إلى التفاهم مع شعبها و"الخروج بسلام"
الحياة..الدوحة- محمد المكي أحمد
 

وجّه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني دعوة جديدة إلى "القيادة السورية بأن تتفاهم مع شعبها وتخرج بسلام"، وحضَّ النظام السوري على"بدء مرحلة انتقال سياسية سلمية للسلطة"، كما رد في مقابلة بثتها قناة الجزيرة على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اتهم الدول الخليجية بأنها تريد تقسيم سورية إلى سنة وشيعة، وقال: "لم يوفق وزير الخارجية الروسي، ونحن نحاول كمسلمين ألا تكون هناك مواجهة بأي شكل من الأشكال بين السنة والشيعة، هذا ليس من مصلحة الإسلام، ومن يحكم الشعب السوري يحدده الشعب السوري، ولا نحدده نحن ولا روسيا".

وأضاف: "إن على سورية أو غيرها أن تحترم إرادة الشعب، وهناك أغلبية وأقلية، ويجب احترام الأقلية سواء أكانت دينية أو غير دينية، في سورية أو غيرها، والمهم أن يعيش الشعب كله بسلام"، وحذر رداً على كلام لافروف من"الدخول في لعبة سنة وشيعة" ووصفها بأنها "لعبة خطرة"، وأكد الشيخ حمد "لا نريد تأجيج طائفة ضد أخرى في سورية"، وكرر المطالب العربية للنظام السوري ودعاه إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح للصحافة العربية والأجنبية بدخول سورية، وبدء خطوات الانتقال السلمي للسلطة.

ورداً على سؤال عن اتهامات ترددت في شأن ما قيل عن سعي قطر والسعودية إلى دعم الإرهاب في سورية قال: "كانت علاقتنا ممتازة مع النظام السوري، لا أريد أن أتكلم عن السعودية فقد كانت علاقتها ممتازة( أيضاً)، وما يحصل الآن أنه يجب أن نختار بين شعب وقائد، والعالم العربي كله يختار الشعوب، لا نستطيع دعم قائد في قتل شعبه".

كما لفت مجدداً إلى اقتراح كان طرحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في شأن إرسال قوات عربية ودولية لإحلال السلام ووقف القتل.

وسئل هل ستتوسط قطر بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين في مصر، فأعرب عن اعتقاده بأن الجانبين عقلاء وسيحلان مشاكلهما"، كما سئل عما إذا كانت قطر استأذنت أميركا حول موضوع استضافتها حالياً رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل فقال: "نحن نتعامل بضميرنا وسياستنا، ولم نأخذ موافقة، كما لم نأخذ موافقة حماس في (وجود) قاعدة أميركية في قطر"، و"لم نستأذن أحد حول علاقتنا مع إيران، أو مع إسرائيل(سابقاً) عندما كنا نريد دعم عملية السلام".

وعن القاعدة الأميركية في قطر وإمكان ضربة أميركية لإيران ، رد: "إن الإيرانيين والأميركيين يعرفون أننا ضد أي عمل عسكري مع إيران، نحن لن نقبل أي عمل عدائي ضد إيران من قطر، والأميركيون يعرفون أننا ضد أي عمل عدواني وبخاصة ضد أي دولة جارة". وفيما وصف علاقة قطر مع إيران بأنها جيدة، أقر: "لسنا متفقين حول موضوع سورية، لهم وجهة نظرهم، ولنا وجهة نظر، ونأمل حل الموضوع بين إيران والغرب سلمياً، وأي حل عسكري سيكون مدمراً، وأبدى تخوفه من "سيناريو عسكري"، ووصفه بأنه "خطر ولا نقبله ولا نؤيده".

وفي شأن القمة العربية قال إن بلاده لم تقاطع القمة العربية في العراق، وكنا نود أن يكون مستوى التمثيل أعلى (مثَّل قطر في الاجتماع أمس مندوب قطر في الجامعة العربية سيف البوعينين) وقال: "أرسلنا رسالة إلى إخواننا العراقيين الذين نحبهم، وأشرنا إلى أن لدينا ملاحظات وسنحلها يوماً ما"، و دعا الحكومة العراقية إلى حلِّ موضوع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي سياسياً، وحضَّ على حل ( قضية) الفئوية في العراق، وأن يعطى كل ذي حق حقه.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,844,809

عدد الزوار: 7,647,667

المتواجدون الآن: 0