نص البيان الختامي...المالكي: النظام السوري لن يسقط و«حزب الله» يدافع عن الحكومة و«سورية»: نتصرف بصلابة أعصاب حتى لا نُستفز

أكثر من 80 دولة تنزع شرعية الأسد وتعترف بالمجلس الوطني..اجتماع إسطنبول يطالب بجدول زمني لتطبيق خطة أنان.. والمجلس الوطني يريد التسليح

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 نيسان 2012 - 4:37 ص    عدد الزيارات 3056    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أكثر من 80 دولة تنزع شرعية الأسد وتعترف بالمجلس الوطني
صندوق لتمويل رواتب الجيش الحر ولجنة من 11 دولة تبحث «التسليح النوعي» > الفيصل: الشعب السوري يستحق المواساة ومساعدته للدفاع عن نفسه
جريدة الشرق الاوسط.... إسطنبول: مينا العريبي وثائر عباس بيروت: ليال أبو رحال.... اتفقت نحو 80 دولة في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في إسطنبول أمس، على الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كـ«ممثل شرعي للشعب السوري»، منتزعين بذلك شرعية نظام الرئيس السوري بشار الأسد كممثل شرعي وحيد للبلاد. وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة من 11 دولة، بينها تركيا وليس من بينها الولايات المتحدة، قد تألفت للبحث في تسليح «الجيش السوري الحر بأسلحة (نوعية)»، فيما تم تشكيل لجان أخرى لرصد جرائم دمشق، كما تم الإعلان عن إنشاء صندوق يمول رواتب رسمية لعناصر الجيش السوري الحر.
وبينما طالبت قطر، التي تترأس اللجنة الخاصة بسوريا في الجامعة العربية، بجدول زمني واضح لمبادرة كوفي أنان وتوفير كل أساليب الدعم للمعارضة السورية، وتشكيل قوة دولية لخلق مناطق آمنة، أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن الوضع في سوريا يستحق مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه. وأكدت مصادر شاركت في اللقاءات المغلقة لـ«الشرق الأوسط» أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لمحت إلى تطور في الموقف الروسي قد يسمح بإنشاء المناطق الآمنة في حال إعلان فشل خطة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، قائلة لبعض المشككين: «الروس عندنا».. وقالت كلينتون أيضا: «العالم لن يتسامح مع مرتكبي الجرائم في سوريا، والأسد يجب أن يتنحى»، واعتبرت أن الأسد «مخطئ» إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية.
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن أي حلول تبقي على النظام السوري لم تعد مقبولة، وذلك بعد استخدامه القوة المفرطة دون أي رحمة تجاه مواطنيه. وبدوره، طالب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بالعمل دون أي إبطاء لإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، لوقف أعمال العنف بالتزامن من قبل كل الأطراف في سوريا فورا، للسماح بنشر المراقبين».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر، المقدم قاسم سعد الدين، إن الجيش الحر لن يوقف عملياته قبل توقف القصف على المدن، مضيفا أن «المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري من المدن».
اجتماع إسطنبول يطالب بجدول زمني لتطبيق خطة أنان.. والمجلس الوطني يريد التسليح

العربي يمهد لقرار مجلس الأمن تحت البند السابع.. والخلاف قائم حول تعبير إسقاط نظام الأسد

جريدة الشرق الاوسط.... إسطنبول: مينا العريبي... عشية إطلاع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مجلس الأمن على آخر المستجدات في تطبيق خطته حول سوريا، شاركت 70 دولة في اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في إسطنبول لتخرج باتفاق على دعم المعارضة السورية وبشكل فعال، بالإضافة إلى بحث إمكانية تسليح المعارضة السورية.
وللمرة الأولى، طالب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون المجتمع الدولي بتسليح المعارضة السورية، معتبرا أن الأمر بات ضروريا. وبينما تؤكد دول عدة، وعلى رأسها السعودية، دعمها لمبدأ تسليح المعارضة، اكتفى مسؤول أميركي بالقول: «لا يمكن لأحد منا معارضة مبدأ الدفاع عن النفس».. وبينما كان هناك إجماع على دعم المعارضة السورية، اعتبرت دول، مثل هولندا، أنه يجب الضغط على النظام السوري بكافة الطرق «إلا القتالية». واختتم اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا»، أمس، بالتركيز على الخطوات السياسية للضغط على النظام السوري، مع تأكيد واضح من تركيا بأنها لن تقبل بمبادرة تقبل ببقاء النظام السوري، أما قطر، التي تترأس اللجنة الخاصة بسوريا في الجامعة العربية، فطالبت بجدول زمني واضح لمبادرة كوفي أنان وتوفير كافة أساليب الدعم للمعارضة السورية، بالإضافة إلى فرض مناطق آمنة داخل سوريا. وافتتح رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الاجتماع بخطاب حماسي، شدد فيه على فرضه استغلال خطة أنان المماطلة للتعامل مع الملف السوري ومحاسبة النظام السوري. وقال: «ما يحدث في سوريا يخصنا جميعا.. النظام السوري يستخدمها ذريعة فقط»، في إشارة إلى خطة أنان. أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، فطالب بثلاث نقاط للتعامل مع الأزمة السورية، التي وصفها بالجامعة، وهي: دعم مهمة أنان، وإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل بهذا الهدف، بالإضافة إلى وقف فوري للعنف.
وكانت النقطة الثالثة تصب باتجاه التأكيد أن القرار النهائي للوضع الداخلي يجب «أن يكون سوريّا بامتياز»، بحسب العربي.. ولكن في الوقت نفسه طالب العربي بالإسراع في العمل على إصدار قرار من مجلس الأمن حول سوريا، وبشكل أخص لدعم مهمة أنان، مؤكدا أهمية القرارات العربية واعتبارها مرجعا أساسيا وجوهريا. ويذكر أن وزير خارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، أكد أيضا في مداخلته ضرورة دعم مهمة أنان وإعطاءها قوة من خلال العمل الدولي المشترك.
وشدد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي على «توفير الدعم لمبادرة الموفد الدولي - العربي كوفي أنان لحل الأزمة الطاحنة في سوريا». وذكر بأن القمة العربية التي انعقدت في بغداد من أيام قد أكدت دعم مبادرة أنان ودعت الحكومة السورية والمعارضة إلى التعامل الإيجابي مع هذه المبادرة، كما أن البيان الرئاسي عن مجلس الأمن فعل الشيء نفسه، وقد أخذت القمة العربية علما بالرسائل المتبادلة بين الحكومة السورية وأنان، وقد أكدت القمة العربية البدء الفوري في تنفيذ المبادرة ووقف الدم وإطلاق النار. ورأى أنه «يجب نشر المراقبين للإشراف على وقف أعمال العنف ووصول المساعدات إلى الشعب السوري، والمطلوب منّا اليوم العمل دون أي إبطاء لإصدار قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لوقف أعمال العنف بالتزامن من قبل كافة الأطراف في سوريا فورا، للسماح بنشر المراقبين، إذ لا يجوز أن نجتمع في تونس وإسطنبول وفرنسا وأن نصدر البيانات الداعية لوقف العنف فيما يستمر النظام السوري بأعمال القتل، وتتصاعد الأوضاع بما ينذر بتدهور نحو الحرب الأهلية وما يحمله ذلك من تداعيات على الشعب السوري وعلى أمن المنطقة».
وشدد على أن «مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بعيدا عن أي تدخل خارجي، ويجب وضع سقف زمني لتنفيذ مبادرة أنان دون أي إبطاء بعد كل ما عاناه الشعب السوري، وقد حان الوقت للمجتمع الدولي للتصدي لهذه الأزمة فورا».
وفي تطور لافت، حرصت تركيا الدولة المضيفة للمؤتمر على جمع المسؤولين من الدول المشاركة في المؤتمر مع أعضاء من المعارضة السورية التي عملت داخل سوريا حتى فترة قريبة.
وفي مستهل الجلسة المغلقة تحدث مساعد وزير النفط المنشق عن النظام السوري حسام عماد الدين عن قراره ترك بلده وكل ما يملكه خلفه. وتحدث المسؤول السوري المنشق عن معاناة السوريين في الداخل والحاجة لدعم خارجي لإسقاط النظام السوري.
وحمل أعضاء المعارضة الخارجون من سوريا للتو، رسالة واضحة حول عدم وجود انشقاقات رفيعة المستوى في سوريا، قائلين بأن عدم وجود منافذ للفرار يفرض على الكثيرين البقاء. وأكد حسام الدين أن النظام السوري يجبر أعضاء حزب البعث على المشاركة في المظاهرات والمشاركة في الاستفتاء الأخير في البلاد.
واستمع الحاضرون في الاجتماع إلى طبيب من بابا عمرو، الذي وصف آلة قتل النظام السوري بأنها أشنع من أي سرطان رآه خلال 40 عاما من العمل في مكافحة السرطان. أما الخطابات من دول أوروبية، ودول أخرى مثل كندا، فشملت تعهدات جديدة بفرض عقوبات على النظام السوري.
وشهد مؤتمر إسطنبول تطورات عدة في مسار التعامل مع الملف السوري، أولها إظهار المعارضة السورية وبين فصائلها وحدة أكثر من الفترة الماضية، وذلك نتيجة لاجتماعات الأسبوع الماضي لفصائل المعارضة السورية في إسطنبول.
واجتمعت «المجموعة الأساسية» لأصدقاء سوريا والممثلة فيها الدول الأبرز مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول العربية ذات العلاقة مثل قطر والسعودية والإمارات والأردن ومصر، ليل أول من أمس وصباح أمس، للاتفاق على البنود الأساسية للبيان النهائي.
وحضرت شخصيات بارزة لها تأثير على الملف السوري من بينها المسؤول الأميركي فريد هوف المسؤول عن التعامل مع المعارضة السورية، بالإضافة إلى السفيرة فرانسيس غاي المسؤولة عن التواصل مع المعارضة السورية في وزارة الخارجية البريطانية.
وعلى الرغم من الاتفاق على الإطار العام للخطوات المقبلة التي تجسدت في البيان الختامي، كان هناك تباين في وجهات النظر حول قضية المطالبة المباشرة بإسقاط نظام الأسد والوسائل المتاحة لذلك. وبينما اعتبرت بعض الدول أن الهدف القريب يجب أن يكون دعم مبادرة أنان، شددت دول مثل الولايات المتحدة وتركيا على عدم إمكانية القبول بأي اتفاق يسمح ببقاء النظام الحالي.
أما بالنسبة إلى اعتبار المجلس الوطني السوري الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، فما زال الأمر يعود إلى أهمية توحيد صفوف المعارضة، وكان الاتفاق على اعتباره ممثلا شرعيا للسوريين. ويذكر أن رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المؤتمر أدانت العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه، مشيرا إلى «أن استخدام العنف سيزيد من الأزمة والكراهية»، ومحذرا من تسليح المعارضة.
وأضاف كي مون في رسالة وجهها إلى المؤتمر أن النقاط الست التي قدمها أنان «لائحة من الخطوات ليس وحدها كافية بل هي المطلوبة اليوم لوقف الأزمة». ويذكر أن أنان لم يحضر الاجتماع بل كان نائبه ناصر القدوة حاضرا والتقى بشخصيات واسعة في المؤتمر.
وبالإضافة إلى الدعم السياسي للمجلس السوري الوطني قدمت عدد من الدول المشاركة في المؤتمر دعما ماليا. إذ تم الإعلان عن إنشاء صندوق يمول رواتب رسمية لعناصر الجيش السوري الحر، كما أعلنت الولايات المتحدة عن 12.2 مليون دولار من المساعدات الإضافية لسوريا، ليصل إجمالي المساعدات إلى 25 مليون دولار من الولايات المتحدة لسوريا.
ومن بين المساعدات سيخصص 8.5 مليون دولار للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك المساعدات للدول الأربع المضيفة للاجئين السوريين وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا. ورصدت دول مثل الأردن وليبيا عدد اللاجئين السوريين في حدودها، وقد وصلت أعدادهم في الأردن إلى 90 ألفا وفي ليبيا إلى 40 ألفا.
وزير الخارجية السعودي: الوضع في سوريا يستحق مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه في كلمته أمام مؤتمر إسطنبول

إسطنبول: «الشرق الأوسط»... أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن الوضع في سوريا يستحق مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه، وانتقد ضمنا الموقف الروسي والصيني في تأييده للنظام السوري، وقال: «إذا كان استخدام الفيتو في مجلس الأمن قد أعطى النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه، فإن مبادرة الجامعة العربية الموضحة لسبل الحل السلمي قد قوبلت بإصرار النظام السوري على انتهاج الحل الأمني القمعي».
جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية السعودي أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول أمس، مشيرا إلى أن الشعب السوري يتطلع إلى أن يكون المؤتمر «نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام السوري».
وجاء في كلمة الفيصل: «فليعذرني الإخوة ألا أبدأ كلمتي بالتعبير عن الغبطة والسرور؛ لأن الوضع في سوريا لا يستحق منا إلا مواساة الشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه، نشارك في هذا الاجتماع الهام بشأن الوضع في سوريا، وذلك في أعقاب لقائنا السابق في تونس في شهر فبراير (شباط) الماضي، الذي استعرضنا فيه معا، نحن أصدقاء الشعب السوري، ما يتعين علينا عمله لمساعدة هذا الشعب للخروج من محنته الراهنة، ولا بد لي أن أشيد في هذا الصدد بموقف تركيا المشرف والمعبر عن صداقة حقيقية للشعب السوري بكل طوائفه وجماعاته».
وأضاف: «لقد مر علينا عام كامل ونحن نحضر الاجتماع تلو الاجتماع ونراوح مكاننا، في حين تزداد وتتفاقم الجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، إن اجتماعاتنا المتتالية، مع الأسف، لم تخرج حتى الآن بنتائج عملية توفر للشعب السوري الحماية التي يحتاج إليها، فإذا كان استخدام الفيتو في مجلس الأمن قد أعطى النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه».
مشيرا إلى أن «مبادرة الجامعة العربية الموضحة لسبل الحل السلمي قد قوبلت بإصرار النظام السوري على انتهاج الحل الأمني القمعي غير عابئ بالكلفة الإنسانية والسياسية لهذا النهج».
وقال: «إن الشعب السوري الذي ما زال يعاني أهوال التقتيل والإبادة والتهجير، حتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليكم، يتطلع إلى أن يكون مؤتمر إسطنبول نقطة تحول في التعاطي مع المشكلة السورية، على أساس الجمع بين السعي للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها النظام ضد كل من يعترض سبيله، عندها فقط سيصبح الحل الأمني أكثر تكلفة للنظام، وسيكون من الواقعي وقتها التحدث عن فرص القبول بصيغ الحوار وأسلوب الحل السياسي لهذه الأزمة، وستتوفر حينها فرص أفضل للمبعوث الدولي والعربي السيد كوفي أنان لكي يقوم بمهمته العسيرة وفقا للمرجعيات التي تستند إليها هذه المهمة في إطاريها الأممي والإقليمي».
وأضاف: «إن تعيين مبعوث دولي في شخص معروف عنه حكمته ودرايته، لا يكفي ما لم نوفر لهذا المبعوث مرجعية قوية في شكل قرار من مجلس الأمن يعكس مسؤوليات هذا المجلس في حفظ السلم والأمن الدوليين، ويكون مستندا إلى قرارات الجامعة العربية عبر إلزام النظام السوري بالوقف السريع والشامل لكل أعمال العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية، وضمان حرية الحراك السلمي، عندها فقط يمكننا التطلع بجدية إلى حلول توافقية تحقق وتنظم الانتقال السلمي للسلطة».
من جانبه جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، دعم المنظمة لمبادرة المبعوث الأممي - العربي، كوفي أنان، معربا في الوقت نفسه عن أمله أن تسارع دمشق إلى تطبيق النقاط الست التي طرحها أنان، والتي حظيت بموافقتها.
وقال في كلمته أمس أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول: «إن أعمال العنف في سوريا مستمرة بلا هوادة، في ظل آفاق قاتمة إزاء إيجاد حل سلمي، على الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها المجتمع الدولي، من أجل وضع حد لسفك الدماء في هذا البلد، كما جدد استعداد المنظمة للإسهام في أي مبادرة يطلقها أصدقاء الشعب السوري في سبيل إنهاء الأزمة».
وشدد أمين عام التعاون الإسلامي على موقف المنظمة المبدئي إزاء العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، يكفل وقف سفك دماء الأبرياء، ويحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري، المتمثلة في الديمقراطية، والحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان، وأكد حرص المنظمة على أمن وسيادة سوريا واستقرارها، داعيا إلى إيجاد حوار إيجابي يشمل جميع الأطراف المعنية، بغية تجنيب البلاد والمنطقة عواقب لا تحمد عقباها. وأفاد بأن حلا سياسيا يكفل تحقيق جميع متطلبات الشعب السوري، ويضمن الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة، لن يتأتى إلا من خلال طريقين متلازمين، عبر ممارسة الضغط الدبلوماسي من جهة، والحوار مع جميع الأطراف المعنية من جهة ثانية، بغية دفع القيادة السورية لاتخاذ قرارات جريئة تصب في مصلحة البلاد ومواطنيها، ونبه إلى خطورة الوضع الإنساني المتفاقم في سوريا، في ظل معاناة الآلاف من السوريين جراء الأزمة هناك، داعيا المجتمع الدولي لأن يتكاتف ويكثف جهوده، من أجل توفير المساعدات اللازمة للاجئين والنازحين.
إلى ذلك دعا الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، المجتمع الدولي «دولا ومنظمات» إلى اتخاذ إجراءات وتدابير حاسمة وعاجلة لوقف آلة القتل والأعمال غير الإنسانية التي يقوم بها النظام، والوقوف مع الشعب السوري ومساعدته للخروج من هذا الوضع المأساوي المتدهور. كما دعا المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها لتمثيل الشعب السوري بكل أطيافه وتوجهاته.
وأوضح الزياني في كلمته أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في إسطنبول أمس، برئاسة وزير الخارجية التركي الدكتور أحمد داود أوغلو، أن دول مجلس التعاون تأمل أن تتجاوب الحكومة السورية مع المساعي العربية والدولية الرامية إلى وقف نزيف الدماء الزكية، وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق وآلامه. وأضاف أن دول مجلس التعاون رحبت ودعمت، ولا تزال تدعم، مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، ونائبه الدكتور ناصر القدوة، بهدف إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديمقراطية تحقق طموح وتطلعات الشعب السوري، وبما يحفظ أمن واستقرار ووحدة سوريا.
مظاهرات سورية مؤيدة ومعارضة للأسد.. وثالثة تركية شجبا لـ«التدخل الإمبريالي في سوريا»

أحرقوا علم الاستقلال ورفعوا أعلام روسيا والصين

جريدة الشرق الاوسط.... إسطنبول: ثائر عباس... شهد محيط مركز المؤتمرات في العاصمة التركية، أمس، 3 مظاهرات مختلفة التوجهات، أولها صباحا مع تجمع نحو 100 شخص من أنصار الرئيس السوري بشار الأسد أمام مدخل المقر منددين بـ«التدخل الأجنبي في شؤون بلادهم»، كما رددوا شعارات مؤيدة للرئيس الأسد واصفين أعضاء المعارضة السورية بالـ«خونة».
وتصدى رجال الشرطة التركية، الذين انتشروا بكثافة في المكان، للمتظاهرين لدى محاولتهم الاقتراب من الموقع، وأطلقوا نحوهم القنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.
وفي وقت لاحق، تجمع عدد مماثل من السوريين المؤيدين للثورة حاملين راياتها مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل العاجل «لإنقاذ السوريين من آلة القتل»، وبعد مفاوضات مع الشرطة التركية تراجع هؤلاء، ثم تفرقوا بهدوء.
وحاولت مجموعة ثالثة من المتظاهرين الأتراك الاقتراب من موقع المؤتمر، لكن الشرطة التركية منعتهم من مغادرة ساحة تقسيم السياحية التي تجمعوا فيها رافعين أعلام الأحزاب التركية المعارضة، وشعارات تندد بـ«التدخل الإمبريالي في سوريا».
ووقام عدد من المتظاهرين بإحراق علم الاستقلال السوري، الذي تتخذه المعارضة السورية رمزا لها، بينما رفع البعض أعلام روسيا والصين.
وقالت متظاهرة لوكالة «رويترز» الإخبارية، قبل إبعادها مع المتظاهرين الآخرين عن مركز المؤتمرات إلى الطريق الرئيسي: «هذه كذبة كبيرة مثلما يقولون، ولا نصدق كل الاجتماعات التي يعقدونها.. نحب بشار الأسد، ونحن فخورون جدا بأننا سوريون وبأن لنا رئيسا مثله».
واستخدمت شرطة مكافحة الشغب المنتشرة بأعداد كثيفة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تحدوا الدعوات إلى التفرق، مما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين بأعراض جراء الاستخدام الكثيف للغازات المسيلة للدموع من قبل الشرطة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المظاهرة نظمها مواطنون أتراك، من اتحاد الشباب الأتراك، وعدد من السوريين في مدينة إسطنبول، للاحتجاج على انعقاد اجتماع اسطنبول المعادي للشعب السوري.
وقالت الوكالة إن قوات الأمن التركية اعتدت بالضرب على المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة سبعة منهم تم نقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج وتتراوح الإصابات بين جروح وكسور واختناقات بالغاز المسيل للدموع.
ونقلت الوكالة عن فادي المحمود، منظم قافلة الوحدة الوطنية وأحد السوريين المشاركين في المظاهرة، قوله إن «قوات الأمن التركية اعتدت علينا باستخدام الغازات المسيلة للدموع وضربتنا بشراسة وقد أصيب سبعة من المشاركين تم إسعافهم إلى المشفى»، وأضاف محمود أن «الأمن التركي غض النظر عن مجموعة من الفوضويين الذين اعترضونا، واكتفى بمراقبتنا وشدد الضغط علينا ومنعنا من الاقتراب من مؤتمر أعداء سوريا».
أصدقاء سوريا يعترفون بالمجلس الوطني «ممثلا شرعيا».. ولجنة من 11 دولة تبحث «التسليح النوعي» للجيش الحر

هيلاري كلينتون تعد بـ«تحول جوهري».. وتقول لـ«المشككين»: الروس عندنا

جريدة الشرق الاوسط..... إسطنبول: ثائر عباس ... تقدم «أصدقاء الشعب السوري» في مؤتمرهم الثاني في إسطنبول، خطوة إضافية إلى الأمام باعترافهم بالمجلس الوطني السوري «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، وإقرارهم مساعدات إغاثية للشعب السوري. وعلى الرغم من البيان الذي وصفته المعارضة السورية بـ«المتوسط» المستوى، فإن المعلومات التي تسربت عن المداخلات والنقاشات أظهرت تقدما جوهريا في الموقف الأميركي تمثل بكلام وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الجلسة المغلقة عن «حق الشعب السوري في الدفاع عن النفس»، بالإضافة إلى تطمينات أميركية بقرب حصول «تحول جوهري» يدفع باتجاه تشكيل قوة دولية لخلق مناطق آمنة، كما أكدت مصادر شاركت في اللقاءات المغلقة لـ«الشرق الأوسط». وقالت المصادر إن كلينتون لمحت إلى تطور في الموقف الروسي قد يسمح بإنشاء مثل هذه المناطق في حال إعلان فشل خطة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، قائلة لبعض المشككين: «الروس عندنا».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة من 11 دولة، بينها تركيا وليس بينها الولايات المتحدة، قد تألفت للبحث في تسليح «الجيش السوري الحر بأسلحة (نوعية)»، بينما كانت مصادر تركية دبلوماسية تشيد بما تحقق، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن جمع نحو 80 دولة ومنظمة على رأي واحد ولهذا يجب النظر إلى ما تحقق من زاوية إيجابية، مشيرة إلى أن الأهم هو ما يجري العمل عليه من قبل «الدول المحورية».
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، افتتح صباح أمس المؤتمر الثاني لـ«أصدقاء الشعب السوري» في إسطنبول بحضور وزراء خارجية وممثلين عن 75 دولة، فأكد في كلمته وجوب أن «تتعاون المعارضة السوري مع بعضها بشكل متناسق»، معتبرا أن «أي عمل نقوم به سيكون مفيدا للمعارضة السورية، لكن أي تدخل خارجي عسكري في سوريا ستستخدمه الحكومة السورية لمزيد من القتل والتدمير، وعلى مجلس الأمن القول بحزم للحكومة السورية: أوقفي القتل. وإذا فشل مجلس الأمن بذلك من جديد فنكون قد أفقدنا الشعب السوري الأمل». وقال أردوغان: «النظام السوري يستخدم القوة المفرطة دون أي رحمة، ولذلك يجب على النظام الدولي أن يقول له (قف)، بدلا من أن يقف النظام الدولي عاجزا، وإننا نرفض رفضا قاطعا النظر إلى الحسابات والتوازنات الدولية في القضية السورية، فالنظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد شعبه دون أي إنسانية، وللأسف الشديد لم ينجح النظام الدولي وفشل في الوقوف أمام ما يقوم به النظام السوري، فالنظام الدولي كان يفكر في أفريقيا من منطلق البترول ومن منطلق الماديات، ولذلك يترك النظام السوري يتصرف كما يريد، وهذا ما نرفضه هنا، وقد أتينا أنا وشعبي ودولتي من أجل أن نضع وجداننا، لكي ندفع كل المصالح وأن نفكر فقط بمصلحة الشعب السوري».
وأضاف: «الوحدة التي يجب أن نحققها نحن في المجتمع الدولي يجب أن تخرج برسالة واضحة وحيدة للنظام السوري بأن من يظلم شعبه لا يمكن القبول به، المهمة الأساسية علينا أن نؤمن وجود تصرف مشترك تجاه دعم الشعب السوري والمجلس الوطني السوري الذي يمكنه تأسيس حكومة ودولة ديمقراطية في سوريا، وقد وقّع هذا المجلس على الوثيقة الوطنية، التي هي الأساس الذي نعتمد عليه، وهي ترفض الفروق المذهبية والطائفية من خلال احتضان جميع الأقليات، وأن القانون والشفافية والمحاسبة ستسود الدولة الجديدة، والشعب السوري قبِل هذه الوثيقة، وظيفتنا هنا أن نرفع هذه المبادئ وأن نساعد على تأسيس سوريا الديمقراطية وأن نساعد على تحول في السلطة في سوريا، وعلى جميع الجهات من مجلس الأمن والأمم المتحدة وضع ذلك بتصرف الشعب السوري».
وتابع: «ليس من الممكن بالنسبة لنا أن ندعم أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة، والسوريون الذين عانوا من تسلط الأسد الأب يعانون اليوم من تسلط الابن، وأعمال العنف في سوريا أوقعت حتى الآن بحسب أرقام الأمم المتحدة أكثر من تسعة آلاف قتيل، وأعتقد أن العدد أكبر بكثير من ذلك، بالإضافة إلى عشرين ألف لاجئ في تركيا فقط».
وشدد رئيس الوزراء التركي على أن «الشعب السوري ليس وحيدا، نحن في تركيا نقف إلى جانبه، وجميع المشاركين في هذا المؤتمر يشددون على وقف نزيف الدم فورا، فالوعود التي قطعها النظام لم ينفذ شيء منها، وهو لم يلتزم بأي وعد، لذلك نطالب بالوقوف ضد النظام وتأمين الحماية للشعب السوري دون أي تأخير، والشعب السوري هو من يرسم خريطة طريقه للمستقبل دون تدخل من الآخرين، وسيعاقب من ظلمه دون أي تأخير»، مؤكدا أن الأسرة الدولية «لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم إذا لم يتحرك مجلس الأمن لوقف العنف الدموي في سوريا».
ثم تحدث رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فأبدى الدعم لمقترحات أنان، لكنه شدد على ضرورة تحديد مدى زمني لها، مؤكدا على مبادرة الجامعة العربية، وهي تستوعب بالكامل مقترحات أنان وما يتفرع عنها.
وطالب حمد بن جاسم بـ«ضرورة التفكير بإرسال قوات عربية أممية مشتركة لحفظ السلام في سوريا»، مؤكدا ضرورة «إقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين، وتوفير كل المساعدات للشعب السوري، والارتقاء بتصعيد الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام السوري». وأشاد بـ«اتفاق قوى المعارضة السياسية السورية على مشروع للمستقبل يتضمن المبادئ التي تبنى عليها سوريا الجديدة، وندعو المجلس إلى متابعة جهوده لتوحيد جميع أطياف الشعب السوري، ونأمل أن تتكلل أعماله في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه».
وقال رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، الذي حضر في المنصة الرئيسية للمؤتمر لأول مرة «إن المحصّلة السياسية للعمل العربي والدولي لم تبلغ مستوى العنف الذي يمارسه النظام، ولم تكن على قدر تضحيات الشعب السوري، بل إنها شجعت النظام على الاستمرار بقمعه». وقال: «لقد آن الأوان للموقف العربي والدولي أن يرتقي إلى طموحات الشعب السوري. وهذا عامل أساسي مهم في التغيير، وما هو حاصل الآن لا يُقارَن بما يلقاه النظام السوري من دعم دولي وإقليمي يسمح له بمواصلة أعمال العنف»، وأضاف: «لقد سمعنا كلاما عن مخاوف من تنامي الإرهاب والتطرف، وأنا أؤكد أن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه، والموقف الدولي يجب أن يتغير بسرعة إزاء ما تشاهدون من مآسٍ في كل سوريا، لأن الموقف الدولي الراهن يشكل خطرا على مستقبل المنطقة برمتها».
وأكد غليون أن «سوريا تواجه تحديات خطيرة بعد رفض نظام عائلة الأسد لأي مبادرة، وبعد أن قرر هذا النظام استخدام كل ما يملكه من مقدرات لقمع الشعب السوري، وهو يستفيد من تردد المجتمع الدولي وانقسامه»، وقال: «في مواجهة ذلك، عملنا في المجلس الوطني السوري على دعم الحراك الشعبي السوري المطالِب بالحرية والديمقراطية، وعلى دعم المنشقين عن الجيش والحرص على تنظيم الجيش السوري الحر حماية للمدنيين العزل، وسوف يتكفل المجلس بتخصيص مرتبات لكل عناصر هذا الجيش، كما عمل المجلس على حشد الجهود الدولية الصديقة، وعلى توحيد الرؤى لدعم الثورة».
وتابع: «لقد قال كُثر إن ثمة تشرذما في المعارضة، لكنْ ها هي المعارضة تبلور وحدة في الرؤى والأهداف، وقد تشكّلت لجنة تحضيرية للقاء تشاوري يبحث توسيع المجلس الوطني السوري بعد أن تمت المصادقة على وثيقة المبادئ الثابتة لسوريا الجديدة المدنية الديمقراطية. ونحن أيضا نعيد الالتزام بالقضية الكردية على أساس رفع الظلم وإقرار الحقوق التاريخية للشعب الكردي على أساس وحدة سوريا. ونحن نؤكد أيضا أن الدولة الجديدة ستعمل بكل الوسائل المتاحة والمشروعة لاستعادة الجولان المحتل».
وطالب غليون المجتمعين «بموقف مسؤول يعبر عن روح التضامن الإنساني»، وقال: «نعم، نريد مساعدات إنسانية عاجلة، ونريد ممرات آمنة ومناطق عازلة، ونريد دعم الجيش السوري الحر، ونريد الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ونريد التزاما بإعادة إعمار ما دمره النظام في حربه على المدن، هذا ما نريده من مؤتمركم»، مؤكدا أن «الثورة ستنتصر. فلا تدعوا الوقت يطول حتى تحقيق ذلك، وقد بات عليكم أن تتوحدوا أنتم مع الشعب السوري، وألف تحية لربيع العرب وألف فخر بكفاح الشعب السوري البطل».
ثم دخل المجتمعون إلى الجلسة المغلقة التي تحدثت فيها وزيرة الخارجية الأميركية، فأكدت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أخلف وعده بتنفيذ خطة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، مشددة على أن عواقب وخيمة ستحصل إذا واصل النظام السوري عنفه ضد المدنيين. وأضافت في كلمتها أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول: «رسالتنا يجب أن تكون واضحة لمن يعطون الأوامر ومن ينفذونها (في النظام السوري).. توقفوا عن قتل مواطنيكم وإلا ستواجهون عواقب وخيمة». وذكرت كلينتون أن الولايات المتحدة تزود المعارضة المدنية السورية بمعدات اتصالات، مضيفة أنه على الرغم من أن حكومة الأسد قبلت خطة سلام جديدة عرضها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان، فإنها «خالفت على ما يبدو تعهداتها، وأضافت ذلك إلى لائحة الوعود التي تخلّ بها».
وقد أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحافي، أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» اعترف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري، مؤكدا أن «33 دولة طلبت أن تنفذ النقاط الست بخطة البعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان»، ومشيرا إلى أنه «سوف نتابع تقرير أنان أمام مجلس الأمن وسنواصل مشاوراتنا، ولكن لن نترك النظام السوري يستنفد فرصة أخرى وهي الأخيرة بشأن الأزمة السورية».
واعتبر أوغلو في مؤتمر صحافي أعلن فيه البيان الختامي لمؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عُقد في إسطنبول أن «الوضع داخل سوريا سيتحسن وسيكون هناك مستقبل باهر للشعب السوري ينعم فيه بالكرامة والرفاهية». ولفت أوغلو إلى أن المجتمعين أكدوا دعمهم للشعب السوري. وأضاف «ملتزمون بتقديم العملية السلمية التي تقودها سوريا، كما قررنا زيادة المساعدة الإنسانية لسوريا، وأعلنا دعمنا الكامل للدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين».
وكشف عن اعتبار «المجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا لجميع السوريين، وهو مؤسسة بشكل مظلة تجمع كل المعارضة السورية، ونرحب بنجاحه بأن يكون شاملا لكل الأفرقاء»، مؤكدا دعم المجتمعين «لمهمة أنان ولكن لا ينبغي النظر إليها بأنها مهمة لأجل غير مسمّى». وأشار إلى أن «الوضع الإنساني يتدهور بشكل مستمر في سوريا، ومسؤولية كل المنظمات الدولية مساعدة الشعب السوري لبقائه على قيد الحياة». وأكد أوغلو أنه «من حق الشعب السوري أن يدافع عن نفسه في وقت تستعمل فيه المدفعية ويتم استخدام الأسلحة الثقيلة في وجهه»، مثمنا خطة أنان «لأنها تقول للنظام السوري إنه عليه أن ينفذ الخطة العربية»، مشيرا إلى أنه «يجب أن لا يتم قراءتها خطأ بأنها إعطاء مزيد من الوقت للنظام السوري»، مشددا على أن «الرسالة الصادرة عن اجتماع اليوم واضحة للشعب السوري، بأننا لن نتخلى عنه بل يحظى بالتضامن الكامل منا، وسنقوم بما يمكن لمنع القتل والمآسي في سوريا».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أمس (الأحد)، أن الدول الصديقة لسوريا ستنشئ مجموعة عمل على فرض عقوبات يتم تبنيها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال جوبيه للصحافيين على هامش «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» المنعقد في إسطنبول: «من المقرر إنشاء مجموعة عمل على العقوبات ستجتمع في باريس خلال 15 يوما».
وحذر وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، الرئيس السوري، بشار الأسد، من أن «أيامه في الحكم باتت مسألة وقت في ظل رغبة الشعب السوري في التغيير والحرية». وقال هيغ إن «النظام السوري لم يبدأ بعد تطبيق خطة السلام التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان»، مشيرا إلى أن «خطة أنان لن تبقى مفتوحة إلى الأبد كي يستغلها النظام السوري في مساعيه لكسب الوقت». وأكد أن «مصلحة النظام السوري والرئيس الأسد بالذات التحضير لمرحلة سياسية انتقالية مقبلة ستفرضها المتغيرات على أرض الواقع»، مجددا دعوة بلاده سوريا إلى «السماح للمساعدات الدولية العاجلة بدخول البلاد من دون قيود أو عراقيل».
نص البيان الختامي

جريدة الشرق الاوسط..... ترحب مجموعة دول أصدقاء سوريا بزيادة الاهتمام بالمشاركة التي وصلت إلى 83 دولة، ومن ضمنها الجامعة العربية، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وتؤكد الدول تصميمها على دعم القضية العادلة للشعب السوري، وأن مستقبل سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري، وأنها ستقف بحزم مع هذا الشعب حتى تحقيق أهدافه العادلة.
- مجموعة أصدقاء سوريا تلتزم بقوة باحترام سيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها.
- المجلس الوطني السوري قدم تقريرا حول الوضع على الأرض، وبحسب التقرير فإن الوضع خطير. النظام السوري ينتهك حقوق الإنسان بشكل واسع ومنهجي، ويواصل انتهاكه الحريات الأساسية.. الآلاف من السوريين، من ضمنهم نساء وأطفال، قتلوا، وعشرات الآلاف اعتقلوا من دون حق، والكثير منهم أجبروا على ترك ديارهم وأصبحوا نازحين، ودمرت بلدات وقرى، وخذل النظام شعبه في كل المجالات، ووصلت بعض هذه الجرائم إلى حد جرائم ضد الإنسانية، كما قالت لجنة تحقيق الأمم المتحدة. وواصل النظام تحدي المجتمع الدولي والتلاعب بالجهود الدولية لحل الأزمة.
- النظام السوري يجب أن يتوقف حالا عن هذه الممارسات، وأن يوقف كل الهجمات على المدنيين، وأن يخضع كليا للقانون الدولي.
- يدعم أصدقاء سوريا المبادرة العربية من أجل انتقال سلمي للسلطة، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية مستقلة حرة تحترم فيها حقوق المواطنين جميعا.
– الأصدقاء يؤكدون على أهمية احترام النظام السوري لخطة أنان، ولكن مجموعة أصدقاء سوريا تؤكد أسفها العميق لاستمرار النظام السوري في القمع على الرغم من إعلانه قبول الخطة.. النظام السوري لم يتوقف عن القتل منذ قبوله الخطة، وهذا دليل على عدم جدية النظام.
سيتم الحكم على مدى التزام النظام بالمبادرة من خلال الأعمال لا الأقوال. والفرصة التي أمام النظام لتنفيذ التزاماته وفق خطة أنان ليست بلا نهاية.
مجموعة أصدقاء الشعب السوري تطلب من كوفي أنان تحديد جدول زمني للخطوات الممكنة، بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن إذا استمر القتل.
- المجموعة ستواصل جهودها من خلال العمل على تحضير إجراءات إضافية مناسبة لحماية الشعب السوري.
- المجموعة تعبر عن بالغ ترحيبها بوثيقة العهد الوطني لسوريا الجديدة، التي صدرت عن اجتماع المعارضة السورية الأخير في إسطنبول.
وتعبر المجموعة عن كامل دعمها للرؤية المشتركة للمعارضة السورية لسوريا الجديدة الديمقراطية الحرة، التي يتساوى مواطنوها في الحقوق والواجبات. كما ترحب بالبرنامج الانتقالي والسياسي والاقتصادي الذي أقرته المعارضة. سوريا ستكون دولة ديمقراطية ودولة قانون ومساواة.
كما ترحب المجموعة بالبيان النهائي لمؤتمر المعارضة السورية وإعلان أطرافه العمل معا.
تدعو المجموعة المواطنين السوريين لعدم المشاركة في الفظائع التي يرتكبها النظام، وتدعو من يعملون في القوات المسلحة وقوات الأمن وموظفي الحكومة لعدم إطاعة الأوامر المخالفة للقانون التي تستهدف المواطنين السوريين.
- المجموعة تبدي إعجابها الشديد بالمتظاهرين الذين يواصلون التظاهر السلمي على الرغم من القمع والطغيان.
- المجموعة تعبر عن دعمها للإجراءات الشرعية التي يقوم بها المواطنون السوريون لحماية أنفسهم.
- المجموعة تدعو كل دول العالم لحرمان النظام من الحصول على وسائل قمع الشعب السوري، وخاصة التزود بالسلاح. وتدعو لمواصلة سحب السفراء وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية.
- الأدلة على ارتكاب النظام السوري جرائم بحق الإنسانية يجب أن تجمع بانتظام لتسهيل مهمة ملاحقة مرتكبيها، وتدعو لتوسيع مهمة لجنة التحقيق.
- المجموعة تدعم الانتقال السلمي للسلطة وتلتزم بشكل عاجل بزيادة المساعدات للسكان.
- مجموعة أصدقاء سوريا قررت تشكيل مجموعة عمل لتفعيل العقوبات. وتستضيف فرنسا أول اجتماع للمجموعة خلال الشهر الجاري.
- الوضع في سوريا له تأثير سلبي على الاقتصاد في المنطقة، والمجموعة مستعدة لتخفيف الأعباء عن دول الجوار.
- أصدقاء سوريا يتعهدون بدعم الاقتصاد السوري وتشكيل مجموعة عمل لهذا الشأن، ترأسها ألمانيا والإمارات العربية المتحدة.
- المجموعة تعبر عن قلقها الشديد تجاه الوضع الإنساني المتفاقم في سوريا، وتدعو كل الأطراف للسماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية لإيصال الإغاثة والخدمات، خاصة إسعاف الجرحى، وتدعو لوقف العنف لمدة ساعتين في اليوم بما يمسي هدنة إنسانية لتوصيل المساعدات.
- تبدي المجموعة قلقها الشديد على اللاجئين والنازحين، وتتعهد بمساعدة الدول التي تستضيفهم بالتشاور مع هذه الدول.
كلينتون: الدور الإيراني مقلق.. والأسد «خاطئ» إذا تصور أن بإمكانه هزيمة المعارضة

رحبت بتقليص تركيا وارداتها النفطية من إيران.. وقالت إن واشنطن ستتابع انتخابات الرئاسة المصرية

جريدة الشرق الاوسط... إسطنبول: ثائر عباس ..... دعت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون نظام الرئيس السوري بشار الأسد لـ«وقف القتل في سوريا»، وحثت مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان على أن «يضع جدولا زمنيا للخطوات» المطلوبة في خطته.
وقالت كلينتون: «العالم لن يتسامح مع مرتكبي الجرائم في سوريا، والأسد يجب أن يتنحى، واليوم أطلعت المؤتمر على ما تقوم به الولايات المتحدة من دعم للمعارضة، ونحن سوف ندعم المعارضة لانطلاق عملية ديمقراطية تحافظ على وحدة سوريا، وهذا يعني مزيدا من العقوبات على النظام وتدريب السوريين على توثيق الانتهاكات لمحاسبة مرتكبيها».
واعتبرت كلينتون أن الرئيس السوري بشار الأسد «خاطئ» إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية.
وقالت «إذا واصل الأسد ما يفعله بعدم وقف العنف.. فلا يرجح على الإطلاق أن يوافق» على تطبيق خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان التي سبق أن أعلن الموافقة عليها.
وأوضحت أن «هناك مؤشرا واضحا إلى أنه يريد الانتظار ليرى إن كان سيتمكن من قمع المعارضة بالكامل». وتابعت «أعتقد أنه يخطئ في اعتقاد ذلك». وقالت كلينتون «إن قراءتي للوضع هي أن المعارضة تزداد قوة وليس العكس».
وأضافت: «سمعنا من المجلس الوطني السوري عن جهودهم لتوحيد المعارضة حول رؤية واحدة، أي سوريا تعددية ديمقراطية توفر الحقوق لجميع السوريين، وتعكس قيم المجتمع السوري، وتكون خارطة طريق لحماية المؤسسات والدولة»، معتبرة أن «المعارضة سوف تتمكن من إنهاء الدعم المتبقي للأسد وإنهاء النظام»، ولفتت إلى أن «المجتمع الدولي اليوم أكد دعمه للسوريين».
وأشارت كلينتون إلى أن «أنان وضع خطة، والأسد حتى الآن رفض القيام بتعهداته، وهذه لحظة الحقيقة»، مؤكدة أن واشنطن «ملتزمة بهذا الجهد»، وأشارت إلى أن البيان عن مؤتمر إسطنبول هو «وثيقة بالغة الأهمية وهي تمثل التقدم الملحوظ للمجتمع الدولي»، وتابعت: «كلنا ثقة بأن الشعب السوري سوف يتمكن من تقرير مصيره»، وأضافت كلينتون: «ناقشت الأوضاع في المنطقة مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو والوضع في إيران، وأطلعني على أن تركيا ستخفض استهلاكها للنفط من إيران»، وشددت على أن «الديكتاتور في سوريا الذي يقمع شعبه من المهم أن يتذكر أن الشعوب التي تتعرض للقمع ممكن أن تتحول نحو الإصلاح». وقالت كلينتون: «لم يمض أسبوع على تقديم الأسد وعده إلى أنان، وسوف نستمع إليه في مجلس الأمن غدا، ولا نريد أن نحكم مسبقا على مهمته، وهو ذهب إلى موسكو وبكين وطهران وسمع عددا من الآراء المختلفة»، معتبرة أنه «لا بد من نهاية زمنية لمهمة أنان، وعلى الأسد أن يدرك أنه فقد شرعيته، ورهانه على قمع المعارضة خاطئ، فهي تزداد زخما وهي مستمرة في المطالبة بالحرية، والضغط على الأسد والمحيطين به يزداد وسوف يزداد أكثر».
وأردفت: «التقيت بالمعارضة السورية اليوم (أمس) والمسؤولون الذين هم معي يلتقون بهم بشكل دائم، واليوم أصبحت المعارضة تكتسب زخما كبيرا وأصبحت أكثر تمثيلا وشمولية للسوريين، والتقيت اليوم (أمس) بشابة هربت من حمص وشعرنا بالاستياء مما حصل معها ومع غيرها وهي أصبحت جزءا من المجلس الوطني السوري، وقد أصبح كل من يهرب من سوريا ينضم للمجلس الوطني، وقاعدته تتوسع، ونحن اليوم ندعم المجلس الوطني في مجالات عدة في التواصل، وغيرنا سيدعم المقاتلين، والتعامل مع المجلس يتم على أساس أنه يمثل المظلة للمعارضة السورية».
وإذ شددت على أن «الدور الإيراني في سوريا مقلق جدا»، قالت كلينتون: «هناك ثلاثة أمور تقلق الدول المجاورة لإيران منها البرنامج النووي، والتدخل الإيراني في دول الجوار، وهذا يتجسد بدورها في سوريا مباشرة أو عبر الوساطة، بالإضافة إلى أن في إيران نظاما يصدر الإرهاب، بينما الشعب الإيراني هو صاحب حضارة ولا يجب أن يعيش في ظل هذا النظام».
ورحبت كلينتون بقرار تركيا تقليص استيرادها من النفط الإيراني. وقالت كلينتون للصحافة في ختام مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول إن «إعلان تركيا عن تقليص وارداتها من النفط الإيراني بنسبة ملحوظة مرحب به. إننا نرحب بالطبع بهذا الإعلان».
وأعلنت الشركة النفطية التركية الرئيسية «توبراس» الجمعة عن تقليص وارداتها من النفط الإيراني بنسبة 20 في المائة.
وردا على سؤال حول قرار جماعة الإخوان المسلمين في مصر تقديم مرشح للرئاسة، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستتابع الانتخابات المصرية عن كثب، لكنها حثت الأطراف السياسية هناك (في مصر) على عدم التمييز ضد المرأة والأقليات والخصوم السياسيين.
وأضافت كلينتون قائلة «نريد أن نرى مصر تمضي قدما في عملية انتقال ديمقراطي، وهو ما يعني عدم التمييز ضد الأقليات الدينية والمرأة والخصوم السياسيين».
ناشطون يطالبون «أصدقاء سوريا» بطرد السفراء بعد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا

انتقادا لـ«إعطاء الأسد مهلا إضافية».. وتذكيرا لأوغلو بأن عمر «الثورة السورية» تجاوز العام

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط» .... تفاوتت آراء الناشطين السوريين تعليقا على صدور البيان الختامي لـ«مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي انعقد أمس في مدينة إسطنبول، والذي طالب الموفد الأممي إلى سوريا كوفي أنان بـ«تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت عمليات القتل»، كما اعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض «ممثلا شرعيا لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه».
وانتقد ناشطون كثر ما اعتبروه بمثابة إعطاء «مهل جديدة» لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يعولوا كثيرا على مضمون البيان الختامي، تحديدا لناحية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، مطالبين باستكمال هذه الخطوة بطرد السفراء السوريين - الممثلين لنظام الأسد - من الدول المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا».
وغصت صفحات المعارضة السورية بعشرات التعليقات على مضمون البيان الختامي، وتحديدا صفحة «الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد 2011»، وذلك بعد يومين على انطلاق مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة يوم الجمعة الماضي تحت عنوان «خذلنا المسلمون والعرب لكن الله معنا».
ودعا ناشط يطلق على نفسه اسم «نصير الأحرار»: «بعض الإخوة يطالبون بطرد السفراء استكمالا لخطوة الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري. وعلينا الانتباه إلى الفارق بين الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب، والاعتراف به كممثل وحيد للشعب». وأضاف: «الأولى لا تنفي الاعتراف بالنظام، أما الثانية فتعني إسقاط الشرعية عن النظام، والفرق كبير»، لافتا إلى أن «الاعتراف بالمجلس كممثل لا ينفي وجود ممثلين آخرين تعترف بهم الدول المعنية وعلى رأسهم النظام».
وقال ناشط يدعى نرسيس حريري: «صامدون، هم أعطوا بشار المهل الطويلة لقمع الثورة ولكن صمودنا قلب الطاولة عليهم، لا يوجد أمامهم إلا الاعتراف بالمجلس لأن الشعب السوري الثائر هو من اختاره وانتظروا المزيد من التنازلات لمصلحة الثورة».
وتوجه أحد الناشطين إلى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالقول: «لن ننتظر أن يحدث للشعب السوري ما حدث للشعب البوسني من مذابح»، وكتب أحمد الدسوقي: «يبدو أنه علينا الانتظار إلى شهر مايو (أيار) حتى عقد المؤتمر في باريس، لنرى بعض التقدم بالقرارات، ويبدو أنه على شعبنا العظيم تقديم المزيد من الشهداء ومزيد من الجرحى والمعتقلين والمشردين».
وقال عبد الله محيي الدين: «لم أسمع ما سمعت حتى الآن من أوغلو إلا سنتضامن.. سنحاول.. سنساعد.. سندعم.. والوضع في سوريا خطير وعلينا التصرف بشكل حاسم دون أي تأخير»، وتابع: «الله أعلم.. إبر تخدير جديدة ستصلنا قريبا».
وانتقد ناشط آخر يطلق على نفسه اسم «واحد حر» قول أوغلو إن «الوضع في سوريا خطير جدا وعلينا التصرف بشكل حاسم من دون أي تأخير»، مذكرا بأن «الثورة مستمرة منذ أكثر ممن عام والقتل (شغال) والذبح والتهجير..». وأضاف: «إن شاء الله تكون فعلا هذه المرة الأخيرة وأن تتصرفوا بشكل حاسم ومن دون تأخير كما قلت».
ودعا رامي الزين «المتشائمين الذين يقولون إن عدم الاعتراف بالمجلس كممثل وحيد أمر غير مهم، نقول لا ينبغي الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا للشعب السوري لأنه ليس كذلك؛ مع وجود كل هذه التيارات المعارضة التي سيستفزها أن يكون وحيدا وستزيد مناحراتها معه»، لافتا إلى أن «المجلس هو أحد الممثلين وخطوة الاعتراف به ممثلا شرعيا خطوة جيدة ربما تشجع بقية أطياف المعارضة على تقريب موقفهم من المجلس الوطني»، وختم: «في جميع الأحوال، فإن السوريين في الداخل سيكملون ثورتهم مهما كانت نتائج المؤتمر ولكن يجب أن لا ننكر أن النتائج تحمل تحسنا ملموسا».
وسأل أحد الناشطين: «كيف بمن رفع يديه إلى السماء ليقول (ما لنا غيرك يا الله)، أن يعود يستجدي الدعم من العباد؟».
وقال هيان كيالي: «إذا اعترفوا فعلا بالمجلس الوطني، فليطردوا السفراء السوريين من عندهم ويسلموا السفارات للمجلس الوطني»، فيما كتبت ناشطة تطلق على نفسها اسم «شقائق النعمان»: «لم يعد يهمنا من اعترف، المهم أن يسقط النظام».
من جهة أخرى، رأى فصيل من قوى المعارضة السورية في الداخل أن لا حاجة لمؤتمر «أصدقاء سوريا»، إلا بعد فشل مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية. قال تيار بناء الدولة السورية إنه «لا بد للدول التي رحبت بمبادرة السيد كوفي أنان من أن تجسد هذا الموقف بشكل عملي، من خلال تقديم كل الدعم الذي يطلبه أنان وفريقه، وقد تجسد مثل هذا الدعم في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 12 مارس (آذار)، والذي عكس توافقا دوليا أوليا يحتاجه أي حل للأزمة السورية».
وأضاف التيار في بيان له «أمام هذا التوافق الدولي الأولي، الذي يحتاج إلى توطيد إذا ما صدقت السلطة السورية بتنفيذ تعهداتها للسيد أنان، لا نجد أي دور لمؤتمر أصدقاء سوريا، يمكنه أن يخدم السوريين بأي شكل من الأشكال. ففكرة تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا، التي قامت بذريعة عدم التوافق في مجلس الأمن لا تستدعي انعقاد هذا المؤتمر قبل فشل مهمة السيد كوفي أنان».
وتابع البيان «من هنا، وبغض النظر عن نوايا كل طرف مشارك في هذا المؤتمر، فإننا نرفض رفضا باتا أن يتخذ المؤتمرون أي قرار من شأنه أن يصادر إرادة السوريين داخل سوريا، باختيارهم الوسائل النضالية التي يختارونها في صراعهم لإسقاط النظام الاستبدادي، أو يصادر إرادتهم باختيار ممثليهم بشكل حر وديمقراطي».
وأضاف «لا نقبل بأي شكل من الأشكال أن تتعدى مساعدة المجتمع الدولي لنضال شعبنا السوري في تحقيق حريته من الاستبداد وبناء دولته الديمقراطية ذات السيادة الوطنية الكاملة، أن تتعدى تأمين المناخات المناسبة لتحقيق إرادته على أرضه وداخل حدوده».
ورفض التيار العنف قائلا «وبهذا، فإننا نرفض رفضا مطلقا أي قرار من شأنه تأجيج الصراع العنفي، مثل تسليح جهات مناوئة للسلطة، أو التعدي تحت أي اسم على الأراضي السورية بطرق عسكرية، أو تعيين سلطات بديلة للسلطة الحالية تحت اسم ممثل شرعي للشعب السوري».
غليون: قرارات المؤتمر تعني أن النظام أصبح غير شرعي

تمويل رواتب الجيش الحر عبر المجلس الوطني الذي يتلقى مساعدات ومساهمات من دول عدة

إسطنبول: «الشرق الأوسط».... أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في إسطنبول الأحد يشكل «خطوة ثانية» بعد مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس، على طريق مساعدة الشعب السوري في تحقيق هدفه في التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد الذي قال إنه أصبح «غير شرعي».
وقال غليون في مؤتمر صحافي عقده بعد بضع ساعات من انتهاء الاجتماع الذي ضم ممثلين عن 83 دولة، إن «المؤتمر يشكل خطوة ثانية على طريق تأمين مواكبة كفاح الشعب السوري ومساعدته لتمكينه من الانتصار». وأضاف أن «معاناة الشعب السوري لا توصف، ولا ننتظر من أي اجتماع أن يكون على مستوى تطلعات الشعب السوري» مشيرا إلى أن «الرهان هو على الشعب، والشعب وحده قادر على تأمين الوسائل لتحرير بلده من الطغمة الحاكمة الغاشمة». وأكد في الوقت نفسه «عدم الاستهانة بأهمية الدعم الدولي». وقال غليون إن اعتراف مجموعة أصدقاء سوريا بالمجلس الوطني «ممثلا شرعيا» للشعب السوري و«محاورا رئيسيا» للمجتمع الدولي، يعني أن «النظام أصبح غير شرعي، وأن السلطة القائمة في سوريا أصبحت لا شرعية، وأن من حق الشعب مقاومة هذه السلطة اللاشرعية المغتصبة».
من جهة ثانية، أعلن غليون ردا على سؤال عن الجهة التي ستقوم بتأمين رواتب عناصر الجيش الحر، وهو الأمر الذي أعلنه في كلمته أمام المؤتمر، أن «التمويل سيتم من ميزانية المجلس الوطني الذي يتلقي مساعدات ومساهمات من دول عدة، يستخدمها في أنشطته العسكرية وغير العسكرية».
كما أعلن أن اعتراف مجموعة الأصدقاء «بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه أمر مهم، وكل دولة يمكنها أن تترجم هذا المبدأ بالطريقة التي تراها مناسبة».
وجاء في البيان النهائي لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي صدر في إسطنبول أمس أن «مجموعة الأصدقاء تعبر عن دعمها للتدابير المشروعة التي يقوم بها الشعب السوري من أجل حماية نفسه».
وشدد غليون على «ضرورة إيجاد آليات عملية وسريعة لوقف القتل» في سوريا، معتبرا أن المهلة التي ستعطى لمهمة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان «يجب أن لا تتعدى بضعة أيام». وقال: «الجميع يعلم أن النظام لم يحقق شيئا على الأرض» من الوعود التي أعطاها لأنان، مضيفا: «نعتقد أنه خلال أسبوع ينبغي أن نذهب إلى مجلس الأمن لنضع حدا لمراوحة النظام».
وأكد البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري «الدعم الكامل لتطبيق» خطة أنان، مطالبا بـ«تحديد جدول زمني لخطواتها المقبلة».
المعارضة تظاهرت أمس لـ«شهداء حمص».. ومقتل 8 جنود على الأقل في إدلب ودير الزور

متحدث باسم «الجيش الحر»: لن نطلق رصاصة واحدة في حال سحب الجيش النظامي مدرعاته

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال.... خصصت المعارضة السورية مظاهرات أمس لـ«شهداء حمص»، تخليدا للذكرى السنوية الأولى لسقوط أول قتيل في مدينة حمص، على وقع استمرار العمليات العسكرية التي شنتها قوات الأمن السورية ضد عدد من المناطق السورية بينها حمص، حيث تعرضت أحياء الحميدية وبستان الديوان والصفصافة لقصف بقذائف صاروخية، تزامنا مع انعقاد «مؤتمر أصدقاء سوريا» في مدينة إسطنبول التركية، مما أسفر عن سقوط نحو 65 قتيلا حتى عصر أمس.
وخرجت مظاهرات في مدن سوريا عدة طالبت أصدقاء سوريا بـ«ألا يخذلونها» بعد أن «سقطت أكاذيب النظام كلها»، بينما لقي أكثر من 8 جنود نظاميين حتفهم في اشتباكات مع منشقين في «الجيش السوري الحر».
ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر داخل سوريا، المقدم قاسم سعد الدين، قوله: «إن المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري دباباته ومدفعيته وأسلحته الثقيلة من معاقل المعارضة»، مؤكدا أنه «لا يمكن قبول وجود دبابات وجنود داخل عربات مدرعة بين الناس».. وقال: «ليس لدينا مشكلة في وقف إطلاق النار، وبمجرد أن يسحب الجيش السوري مدرعاته فإن الجيش الحر لن يطلق رصاصة واحدة».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مواطنا وخمسة عناصر منشقين وأربعة عناصر نظاميين بينهم ضابط قتلوا في اشتباكات عنيفة صباحا في مدينة القورية التابعة لريف دير الزور بين مجموعات مسلحة منشقة والقوات النظامية السورية»، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «مدينة القورية اقتحمت بالكامل وشهدت قصفا عشوائيا وإطلاق نار كثيفا في حي الحجين بعد تحليق مروحيات وتصوير جوي للمدينة، من قبل الجيش النظامي، وحملة دهم واعتقال بالعشرات».
وفي حي القصور، خرجت مظاهرة طلابية طالبت بإسقاط النظام، بينما حلق الطيران المروحي السوري بعلو منخفض في سماء مدينة الميادين باتجاه المناطق الشرقية. وحاصرت الدبابات مشفى الطب الحديث، الذي تعرض لإطلاق نار وقطع الطريق المؤدي إليه من قبل قوات الأمن السورية، إثر قدوم عدد من الجرحى من مدينة القورية إلى المشفى. وفي الحوايج، شنت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات، كما أحرقت عددا من المنازل بعد سرقتها.
وفي جامعة درعا، خرجت مظاهرة طلابية حاشدة في كلية الآداب، تضامنا مع المدن المنكوبة، طالبت بإسقاط النظام ودعم «الجيش السوري الحر». وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن سبعة قتلى سقطوا برصاص الجيش السوري قبل ظهر أمس، بينهم أربعة جنود منشقين قضوا في قرية الغرية الغربية في اشتباكات مع الجيش السوري بعد منتصف الليل. كما شهدت جاسم اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات الأمن التي اقتحمت منطقة المزيرعة.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في بلدتي الغارية الشرقية والغارية الغربية في ريف درعا الشمالي الشرقي، كانت تمارس أعمال القتل والخطف وترهيب المواطنين».
وأضافت أن مصدرا مسؤولا في المحافظة أشار إلى أن «الاشتباك أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين وتسليم آخرين أنفسهم وأسلحتهم، كما تم إلقاء القبض على عدد من المطلوبين ممن شاركوا في ارتكاب جرائم وأعمال تخريب وترويع المواطنين»، وبين المصدر أن الجهات المختصة صادرت خلال هذا الاشتباك كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت بحوزتهم، شملت بنادق روسية آلية وقواذف (آر بي جي) وقذائف وحشوات وقنابل يدوية ومسدسات حربية وقناصات أميركية الصنع. كما عثرت أيضا على أجهزة اتصال لاسلكية وأجهزة تحكم مخصصة لتفجير العبوات الناسفة عن بعد.
في موازاة ذلك، أحيت منطقة ريف دمشق، أمس، الذكرى السنوية الأولى لأول مجزرة شهدتها مدينة دوما، التي راح ضحيتها 11 شخصا من أبناء الريف الدمشقي. وأقفلت معظم المحال التجارية أبوابها، وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن إطلاق رصاص كثيف تعرضت له دوما منذ الصباح الباكر. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن قوات الأمن «أطلقت الرصاص من جهة السرايا على شارعي الجلاء والقوتلي، ردا على مظاهرة خرجت فيها طالبات المدارس، في موازاة إطلاق النيران من الدبابات التي تجولت في أحياء المدينة»، مشيرة إلى «تمركز قناص فوق البرج الطبي قام بإطلاق النار بشكل عشوائي».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي قوله إن «قوات الأمن السورية نفذت مداهمات وحملات اعتقال في الضمير ودوما وكفربطنا، التي شهدت استنفارا أمنيا كثيفا وانتشارا للدبابات في كل الحواجز وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة، حيث استهدف القناصة أي شيء يتحرك».
وفي إدلب، أفادت لجان التنسيق السورية بسقوط عدد من الجرحى إثر إطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام على أوتوستراد حلب دمشق في معرة النعمان، مع سماع دوي انفجار، لافتة إلى أن قوات الأمن «رمت جثمان الشاب عبد الحميد قيطاز (21 عاما) على الأوتوستراد الدولي، وذلك بعد اعتقاله، أول من أمس».
في ريف إدلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أربعة جنود نظاميين على الأقل قتلوا وأصيب 11 بجراح، إثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة لقافلة عسكرية صباح أمس قرب قرية الجانودية الحدودية والتابعة لجسر الشغور». وأفاد بمقتل «امرأة إثر إصابتها برصاص قناصة صباح أمس في معرة النعمان»، مشيرا إلى «اشتباكات في عدة قرى بريف بلدة سراقب بين مجموعات مسلحة منشقة والجيش النظامي الذي ينفذ حملة مداهمات في المنطقة».
وفي حين خرجت مظاهرة طلابية من ثانوية ابن البيطار في الحمدانية في حلب هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام، حاصرت قوات الأمن مدينة اللطامنة في حماه من جهاتها كافة تمهيدا لاقتحامها، بالتزامن مع وصول تعزيزات من مدينة طيبة الأمام، وتمشيط الأراضي الزراعية، على وقع إطلاق نار كثيف في المدينة والمناطق المجاورة لها.
وفي كفر زيتا في ريف حماه، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بالعثور على ثلاث جثث مجهولة الهوية على مفرق ميدان الغزال في قلعة المضيق، لم يتمكن الأهالي من التعرف على أسماء أصحابها. وذكرت أن «قوات الأمن والجيش اقتحمت قرية قبر فضة وسط إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات عشوائية وحرق بعض المنازل وسرقة المحال التجارية».
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «الجهات المختصة ألقت القبض اليوم (أمس) على عدد من المسلحين مع أسلحتهم في مدينة دوما بريف دمشق»، مشيرة إلى أن مصدرا رسميا أوضح أنه تم ضبط كمية كبيرة من الأسلحة المختلفة خلال مداهمة مخابئ المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة. وأفادت بأن الأسلحة شملت «قاذف (آر بي جي) وقنبلة يدوية وبنادق آلية وبزات عسكرية ومناظير ليلية، إضافة إلى معدات طبية وذخيرة كما تم تفكيك عبوة ناسفة».
وأضافت الوكالة أنه تمت مهاجمة مزرعة في حرستا «تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة»، وتمت مصادرة ما بداخلها من أسلحة وذخائر «شملت قواذف (آر بي جي) مع حشوات خاصة بها وقنابل يدوية وبنادق آلية بعضها أميركي الصنع، وبنادق (بومبكشن) وبزات وجعبا عسكرية، إضافة إلى مواد أولية لصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة ومعدات لتصنيعها وسيارات حكومية وخاصة محروقة ومعدات وأدوات طبية».
وزير الداخلية الأردني: 95 ألف سوري يشكلون ضغطا اقتصاديا علينا

قال لـ «الشرق الأوسط» إن بلاده لا تملك إلا أن تتعامل معهم كضيوف

الرياض: تركي السهلي.... قال وزير الداخلية الأردني، محمد الرعود، إن بلاده لن تغلق الحدود مع سوريا، ولن تتخذ خطوات غير اعتيادية في مسألة تدفق السورين الفارين من مناطق الاضطراب.
وأوضح الرعود لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده تتعامل مع وجود 95 ألف سوري في أراضيها على أساس «الضيافة» العربية، لكنه عاد ليقول: «السوريون المقيمون في مدن الأردن يشكلون عبئا علينا من ناحية اقتصادية وتعليمية وطبية، ولكن لا نملك إلا أن نستضيفهم».
وكان وزير الداخلية الأردني، محمد الرعود، زار السعودية قبل أيام، ووقع اتفاقية تعاون في مجال نقل الأشخاص المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية من مواطني البلدين. وأكد الرعود أن العلاقات الأردنية - السعودية غدت بحق أنموذجا يحتذى به في العلاقات العربية، والعلاقات الأخوية بين الملك عبد الله الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحرصهما الأكيد على تفعيل التشاور والتنسيق المستمر حيال مختلف الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات في المنطقة.
وذكر أن توقيع اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين البلدين يحقق أهدافا إنسانية تمكن المحكومين من مواطني البلدين من قضاء ما تبقى من مدة محكوميتهم في بلدانهم، مع تمكين ذويهم من زيارتهم ومشاهدتهم دون تحمل أعباء السفر.
وحول التعاون السعودي - الأردني في مجال مكافحة المخدرات، أشار وزير الداخلية الأردني إلى أن البلدين يفتحان على الدوام مع بعضهما خطوطا على أعلى المستويات، بغية ضبط الحدود وتقليل نسب التهريب: «نصل أحيانا إلى الإجراءات التنفيذية ونتبادل الأدوار كوننا نعتبر أن المسألة الأمنية بيننا واحدة».
وأضاف الرعود: «ننفذ يوميا مع السلطات السعودية إجراءات أمنية بالغة الدقة، لتعقب المهربين وإحباط مخططاتهم، وأستطيع أن أؤكد في هذا الشأن أن نسب نفاذ المخدرات بين البلدين ضئيلة جدا».
وفيما يتعلق بالحراك السياسي الداخلي، بيّن وزير داخلية الأردن محمد الرعود أن عمان تنظر إلى خطوات الشباب الرامية إلى الحصول على الحريات بـ«المشروعة»، لكنه شدد على أن تبقى تلك التحركات في الإطار السلمي: «نعلم عن كل ما يريده الشباب واتسقنا مع مطالبهم، وبادرنا إلى إيجاد تغييرات تحقق الرغبات وتكفل الحرية للجميع مع الحفاظ على استقرار الأردن».
سوريا.. حانت لحظة الجد
طارق الحميد
جريدة الشرق الاوسط... نستطيع القول اليوم بأن لحظة الجد والعمل دوليا قد انطلقت من إسطنبول في اتجاه إنهاء مرحلة سيئة من مراحل منطقتنا، وتحديدا نظام بشار الأسد، فمؤتمر أصدقاء سوريا بالأمس مثل نقطة انطلاقة للرد على جرائم الأسد وقواته، كما مثل رسالة واضحة، وهي أن رحيل الأسد حتمي.
بالأمس أسقط مؤتمر إسطنبول، الممثل بثمانين دولة، الشرعية كاملة عن نظام الأسد حين اعترف بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا عن الشعب السوري، وبادر المجلس فورا للتعهد بتقديم رواتب مالية للجيش الحر، مما يعني ضمنيا أن الدعم المالي قد تحقق. والأمر الآخر المهم أيضا أن مؤتمر أصدقاء سوريا قد طالب بتحديد سقف زمني لمهمة السيد كوفي أنان، أي أنها لن تكون مفلوتة بلا زمن، وهذه بحد ذاتها صفعة حقيقية للنظام الأسدي الذي تبجح بالقول إنه لا قيمة لمهمة أنان، وبأن النظام قد حقق النصر ميدانيا، كما قال شبيحة النظام الأسدي، سواء حسن نصر الله في لبنان أو المتحدث باسم خارجية النظام جهاد المقدسي. وبالأمس سمعنا هيلاري كلينتون تقول إنه على الأسد أن يتنحى، وسمعنا السيد رجب طيب أردوغان يقول إن تركيا لن تقبل بأي خطة تؤدي إلى بقاء الأسد في الحكم، وأهمية حديث رئيس الوزراء التركي تحديدا، تكمن في أنه لم يقلها علنا وحسب، بل قالها في طهران، ولم يسمع من الإيرانيين تهديدا، بل كان الرد الإيراني: «حسنا.. ومن بديل الأسد؟»، مما يعني أن طهران باتت تعي جيدا أن الأسد قد انتهى.
وبالطبع فإن هذه كلها رسائل مهمة سيفهمها من هم حول بشار الأسد أكثر من الأسد نفسه، الذي بات من الواضح أنه مفصول عن الواقع. ومعلوماتي الخاصة تشير إلى أنه اليوم سيصار إلى تفعيل فكرة مجموعة العمل الخاصة بمتابعة الشأن السوري، وهي المجموعة التي كانت مقررة في مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس، وكتبت عنها في حينها، مما يعني أنه ستكون هناك غرفة عمليات خاصة، وهذا يعني أن التحركات المقبلة ستكون محددة وواضحة، بل فعالة جدا، ويفترض أن تصب في خدمة الثوار على الأرض، وبكل الأشكال، فعندما تقول أميركا إنها ستدعم الثوار بالاتصالات، وليس الأسلحة، فالاتصالات مهمة بأهمية الأسلحة، بل هي عنصر قاتل ضد النظام الأسدي الذي يستعين بأجهزة إيرانية تحد من اتصالات الثوار، وتحركاتهم.
الأمر الآخر، سيكون هناك تحرك فوري من قبل تلك المجموعة المحددة للتواصل مع كل من الصين وروسيا، وهذا أمر مهم، أيا كان الموقف من موسكو، كما سيصار إلى تشكيل ما يشبه الصندوق لدعم السوريين، وكل يدعم بما يراه مناسبا، مما يعني أن الباب قد فتح للدعم «المؤثر».
ولذا فإنه يمكن القول إن مؤتمر إسطنبول قد نجح، ومثل صفعة حقيقية لتبجحات النظام الأسدي الأخيرة، كما يعني أن لحظة العمل الجاد قد انطلقت من إسطنبول، ليتخلص السوريون، والمنطقة، من هذا النظام الإجرامي.
وعليه فنحن في انتظار التحركات الملموسة.

 

 

«حزب الله» يدافع عن الحكومة و«سورية»: نتصرف بصلابة أعصاب حتى لا نُستفز

بيروت - «الحياة»
 
جدد «حزب الله» تأكيده ان الحل للازمة في سورية «سياسي»، وكرر مسؤولوه الحديث عن اصلاحات تتم في سورية. وقال وزير الزراعة حسين الحاج حسن في احتفال في بعلبك أمس، ان «الحل في سورية سياسي، وبالتأكيد مع قطع الايدي الخارجية التي عبثت بالأمن ومع منع التدخلات الاجنبية التي عبثت بحياة السوريين وأرزاقهم»، معلناً أن سورية «ستبقى الامل الذي يتطلع اليه المقاومون من غزة الى القدس وبيروت وبغداد»، وخاطب «الذين شاركوا اللبنانيين فرحة الانتصار في تموز 2006، نسأل الله ان يشارككم فرحة الامن والهدوء في سورية وفرحة خروجها من هذه المحنة».
وأكد الحاج حسن في الشأن الحكومي ان «الحكومة على رغم الظروف المحيطة بها ورثت ديناً عاماً وكل الاورام الموجودة في الجسد اللبناني وسلامة الغذاء. الحكومة اليوم تكشف المشكلة، لكن الموضوع قديم وهي تعمل على معالجة هذه المشاكل»، ودعا «أطراف الحكومة ونحن منهم إلى التخفيف الى حد الإلغاء من التباينات غير اللازمة ومعالجة كل المواضيع بإيجابية»، مطالباً أطراف المعارضة بأن «لا يعيشوا العالم في جو أن الحكومة السابقة وما قبلها كانت حكومة إنجازات عظيمة، فأين هذه العظمة وهناك 60 بليون دولار ديناً؟». وسأل: «قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان الوضع «تمام». لماذا لم تنشئوا اي معمل كهرباء؟ ومن منع الحكومة من ذلك؟ ومن قال للحكومات إفرغوا الدولة من مضمونها ومحتواها؟»، وقال: «هذه الحكومة لم يتجاوز عمرها السنة وهي تحاول ان تتصدى للمشاكل وتجد لها الحلول». وعدد انجازات الحكومة، معتبراً أنها «على صعيد الانتاج، أنتجت مراسيم النفط وستعين هيئة للنفط وأنجزت تعيينات بطيئة. وكان عمرها تسعة اشهر وأنجزت الحد الادنى للاجور وتصدت للفساد الغذائي».
ورأى وزير التنمية الادارية محمد فنيش «أن الموضوع في سورية اليوم لم يعد موضوع اصلاحات، بل احتشاد قوى اقليمية ودولية في طليعتها اميركا والكيان الصهيوني لاستغلال وضع لم يصل الى حد ان يعتبر نفسه ممثلاً للشعب في سورية». وقال في ندوة سياسية أقيمت في حاروف في جنوب لبنان أمس: «حركة الاحتجاج في سورية بعد كل هذه الممارسات والتجاوزات، وجدنا انها تعبر عن قسم من الشعب في سورية، الغالبية بحسب الاحصاءات التي قدمتها مراكز دراسات تابعة لهذه الدول، تؤكد أن النظام لا يزال يتمتع بشعبية راجحة، مع ذلك لو أصغوا الينا لوفروا على شعب سورية طيلة سنة الكثير من المعاناة، ولخطت سورية خطوات اصلاحية جدية ولقدمت نموذجاً هم لا يريدونه لأنه لو تحقق هذا النموذج لأصبحوا مطالبين بان يطبقوا بعضاً منه في دولهم».
وأعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، «نحن الذين نحمي بنية الدولة في هذه المرحلة، ونحفظ هذه الدولة وندعم مؤسساتها الامنية وغير الامنية، ونتصرف بكثير من الدقة والحكمة والهدوء وصلابة الاعصاب، حتى لا نستفز ولا نستدرج الى سجال ولا ننزلق الى ما يريد الآخرون حرصاً منا على الاستقرار».
وقال في احتفال في كفرجوز: «هناك من يريد ان تستعر الفتنة في هذا البلد، وهناك من يستدرج اللبنانيين اليها، وهناك من يحاول تعطيل كل مشروع يوفر ضمانة ولو موقتة للاستقرار في هذه المرحلة، لذا فإننا سنعطل على كل هؤلاء. نحن نعرف الى متى نصبر ومتى يحين اوان ان ننتقل الى مرحلة الفعل الذي يحفظ بلدنا من كل سوء ومن كل تدخل اجنبي يراد استدراجه الى ساحتنا». وأضاف: «نتصرف بهذه الوتيرة من الحرص وقد يستفيد غيرنا من حرصنا فيحاول ان يصعد في الكلام او ان يتطاول على الرموز او ان يبتزنا في كثير من المواقف، لكن نعرف السقف الذي يمكن ان يصل اليه هؤلاء».

 

 

المالكي: النظام السوري لن يسقط ودور العرب إخماد نار الأزمة
الحياة...بغداد - عمر ستار وحسين علي داود

رأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان النظام السوري «لن يسقط»، معتبراً ان محاولة إسقاط هذا النظام بالقوة ستؤدي الى «ازمة تراكمية في المنطقة».

وقال المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد ان «لغة استخدام القوة لإسقاط النظام (السوري) سوف لن تسقطه، قلناها سابقاً وقالوا شهرين فقلنا سنتين، ومرت سنة الآن والنظام لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط».

وأضاف: «المشكلة ان النظام يتشدد ويقاوم، والمعارضة تتشدد وتقاوم، والسلاح موجود... ووظيفتنا نحن العرب هي إخماد نار الازمة لأن تطورها... سينعكس علينا وعلى لبنان والأردن وفلسطين والمنطقة وحتى الدول التي تتعامل مع هذه المسألة بلغة القوة».

وتابع رئيس الحكومة العراقي: «نرفض اي تسليح وعملية إسقاط النظام بالقوة، لأنها ستخلّف ازمة تراكمية في المنطقة»، معتبراً ان «الخطر في سورية ليس طبيعياً وليس كأي بلد آخر حصلت فيه ثورات بل يحتاج الى حلول من انواع أخرى».

ووجّه المالكي انتقادات الى الدول التي تدعو الى تسليح المعارضة السورية، وقال: «عجيب امر هاتين الدولتين ان تدعوا الى التسليح بدل ان تعملا على اطفاء النار»، في اشارة محتملة الى السعودية وقطر.

وتابع: «ستسمعان صوتنا بأننا ضد التسليح وضد التدخل الخارجي»، مضيفاً ان «الدول التي تتدخل بشؤون دول اخرى ستتدخل بشؤون كل الدول».

وذكر ان الازمة السورية «من الموضوعات الحيوية التي تؤثر في استراتيجة العمل العربي المشترك»، مشيراً الى انه «كان واضحاً ان البيان الختامي (للقمة العربية) يعارض عملية تسليح طرفي الصراع لأنه كصب الزيت على النار، ويعارض تدخلات بعض الدول في الشأن السوري».

وقد دعا القادة العرب في ختام القمة الى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة كوفي انان المكونة من ست نقاط والهادفة الى وقف العنف.

وكان المالكي الذي تتشارك بلاده بحدود بطول نحو 600 كلم مع سورية حذر أمام الزعماء العرب الذين شاركوا في قمة بغداد من ان تسليح طرفي الازمة السورية سيؤدي الى «حروب اقليمية ودولية بالإنابة في سورية».

واعتبر ان «هذا الخيار سيجهز الارضية المناسبة للتدخل العسكري الاجنبي في سورية، ما يؤدي الى انتهاك سيادة دولة عربية شقيقة».

وتزامنت تصريحات المالكي امس مع عقد مؤتمر «اصدقاء سورية» في اسطنبول بمشاركة اكثر من 70 دولة بينها دول عربية بهدف تصعيد الضغوط على النظام السوري من اجل وضع حد لأعمال العنف وإيجاد حل للازمة.

وشارك العراق الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لجامعة الدول العربية في هذا الاجتماع على مستوى وكيل وزارة الخارجية، علما أن دولاً اخرى مثل قطر حضرت اللقاء على مستوى وزير الخارجية.

وكان علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، قال في تصريح لفرانس برس رداً على سؤال حول موقف العراق من حضور مؤتمر اسطنبول: «نريد ان نحافظ على دور الوسيط». وأضاف ان «هذا الدور يتطلب احياناً عدم المشاركة في هذا المؤتمر او ذاك حتى نحافظ على موقعنا الفعال في الوساطة والعمل من اجل الوصول الى حل يحفظ للشعب السوري حقوقه ويحقن دماء السوريين».

ويبدأ العراق تحركات بهدف إنجاح الجهود المبذولة لإجراء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة وذلك على محورين، الأول من خلال اتصالات مع أطراف من المعارضة السورية يتوقع أن تتم خلال مؤتمر إسطنبول، والثاني من خلال إرسال وفد حكومي إلى دمشق مساء أول من أمس للقاء المسؤولين هناك.

وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ لـ «الحياة» إن «العراق وبعد ترؤسه أعمال القمة سيبدأ دوره الطبيعي ضمن مسؤولياته الجديدة بالاستناد إلى التوافق العربي ومقررات قمة بغداد».

ولفت إلى أن «الحكومة ومن خلال وزارة الخارجية وبالتنسيق مع جامعة الدول العربية ستضطلع بدور أساسي في القضايا العربية وخصوصاً الأزمة السورية التي نمتلك في شانها وجهة نظر مطابقة للتوافق العربي ولا تخرج عنه».

وأكد وجود اتصالات عراقية غير رسمية مع أقطاب من المعارضة السورية لاستضافتهم في بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة وإقناعهم بإجراء حوار مع الحكومة السورية. أما عن الآليات فقال إنها ستبحث في حينها.

وكان تسريبات إعلامية غير رسمية لم يؤكدها الدباغ أشارت إلى توجه وفد أمني إلى دمشق خلال اليومين الماضيين لتوقيع اتفاقات لضبط الحدود المشتركة والحيلولة دون انتقال المسلحين والأسلحة.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,289,179

عدد الزوار: 7,626,980

المتواجدون الآن: 0