تقارير ...أفغانستان: عنف على وقع موعدَيْ انسحاب «الأطلسي» والانتخابات الرئاسية...استقالة الخصاونة تخلط الأوراق في الأردن ... والغضب الشعبي يتصاعد...طهران تصعد وتعتبر ملكيتها للجزر الإماراتية مسألة منتهية وتقارير عن نشر طائرات شبح أميركية

مع عدم وجود حل سياسي للأزمة نسبة الفقر في سوريا تصل إلى 41 بالمائة

تاريخ الإضافة الإثنين 30 نيسان 2012 - 6:15 ص    عدد الزيارات 2751    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مع عدم وجود حل سياسي للأزمة نسبة الفقر في سوريا تصل إلى 41 بالمائة
موقع إيلاف....ملهم الحمصي من دمشق
معدلات الفقر ترتفع في سوريا نتيجة الأزمة السياسية
أكد تقرير رسمي إرتفاع معدلات الفقر وأعداد الفقراء في سوريا الذي تصل نسبته إلى 41 بالمائة، في الوقت الذي يؤكد فيه محللين إقتصاديين أن العقوبات الغربية لا تطال سوى المواطن السوري البسيط، وأن هذه المعدلات سترتفع في ظل عدم وجود حل سياسي للأزمة.
دمشق: في الوقت الذي يجاهد فيه النظام السوري ووسائل إعلامه للظهور بمظهر الاقتصاد "القوي" و"المتماسك"، وأن أحداث الاحتجاج التي استمرت لأكثر من عام ونيف، لم توهن من عزيمته أو تضعف من اقتصاده، رغم انهيار العملة المحلية، وعودتها في الأسبوع الماضي لتسجيل مكاسب ضئيلة في مقابل العملات الأجنبية الأخرى، جاء تقرير رسمي عن ارتفاع معدلات الفقر واعداد الفقراء ليبين حجم التقهقهر الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه المواطن السوري، والذي تم نشره، وفق بعض المحللين الاقتصاديين السوريين، لبيان أن العقوبات الاقتصادية التي تفرض على النظام والحكومة السوريا، لا تطال إلى المواطن السوري البسيط!.
فقد أكد تقرير اقتصادي صادر عن الاتحاد المهني لنقابات عمال الكهرباء والصناعات المعدنية أن "نسبة الفقراء وصلت إلى 41 بالمئة من عدد السكان، وأن الخطة الخمسية العاشرة هدفت إلى خلق 625 ألف فرصة عمل جديدة للنصف الأول من عمرها لكنها لم توفر سوى 277 ألف فرصة".
الحكومة السورية بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سوريا، كان قد أعدت مؤخرا تقريراً حمل عنوان (الفقر في سوريا 1996-2004) اظهر ان نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر الاعلى في سوريا تصل الى 30 % (2052 ليرة سوريا شهريا)، في حين تصل نسبة خط الفقر الأدنى الى 11 % (1458 ليرة شهريا)، فيما لم تتمكن الحكومة في خطتها الخمسية العاشرة (2006- 2010) من تخفيض هذه النسبة, بحسب خبراء.
ودعا التقرير إلى "الاهتمام بالشركات الصغيرة والمتوسطة والورشات والحرف والمشاغل التي تشغل الجزء الأكبر من اليد العاملة، وتحفيز ما كان منها في اقتصاد الظل على التحول إلى الاقتصاد الرسمي والقانوني، وحصر نشاطات الشركات الاستثمارية الكبرى والقابضة بالمشاريع الأساسية ذات التكاليف الاستثمارية المرتفعة لا في المطاعم والمنتجعات".
كما طالب التقرير بضرورة "استعادة دور الدولة الرعائي الداعم للفئات الفقيرة ووضع سياسة ثابتة للأجور تقوم على سلم متحرك يتناسب مع غلاء المعيشة والحفاظ على المكاسب التي حققتها الطبقة العاملة، والحد من تفشي البطالة وخاصة بين الشباب من خلال زيادة استثمارات الحكومة في قطاعها العام والتعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل جديدة".
وأكد التقرير على "حق المواطن السوري في الحصول على عمل يحقق له دخلا يمكنه من التمتع بحياته والعيش بكرامة وليس بحد الكفاف كما يسعى إليه الكثيرون اليوم"، موضحا أن "معدلات النمو المستهدفة يجب وضعها لهذا الهدف وتحقيقه، وأن تأتي السياسات الاقتصادية والاجتماعية لخدمته وتنفيذه بأقرب وقت ممكن".
واشترط الاتحاد في تقريره أن "تأخذ هذه السياسات بالحسبان مجموعة من النقاط أهمها، استخلاص الدروس الأولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستفادة من الأزمة التي تشهدها سوريا، وإجراء مراجعة شاملة وشفافة لنتائج السياسات الاقتصادية الانفتاحية التي اتبعت منذ العام 2000 بشكل عام وتلك التي نفذت ابتداء من عام 2005 بشكل خاص، والرجوع إلى المبادئ الأساسية في مفهوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم على شمولية التنمية وعدالة التوزيع".
كما اشترطت "إعادة النظر بسياسات الانفتاح والتحرير وهذا لا يعني العودة إلى غلق الأبواب بل الانفتاح على الاقتصاد الإقليمي والدولي بقدر ما يحقق الفائدة لصناعتنا الوطنية وإنتاجنا الزراعي، إضافة إلى الحفاظ على ملكية الدولة وإدارتها للمرافق الحيوية والإستراتيجية كالمرافئ والمطارات وقطاعات الكهرباء والمياه وتحديث طاقمها الفني والإداري وإعادة النظر ببعض التشريعات التي تفوح منها رائحة خصخصة هذه المرافق".
وتشهد الأسواق السوريا موجة من ارتفاع الأسعار وصلت إلى عدة أضعاف في المواد الغذائية، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 30%، بحسب اقتصاديين، ما زاد من الأعباء المعيشية للمواطن السوري.
 وكان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل رضوان الحبيب قال في تصريحات سابقة، إن نسبة البطالة ارتفعت إلى 14.8% في 2012 صعوداً من 8.2 سجلت خلال العام السابق، وأن الارتفاع الأكبر في نسبة العاطلين من العمل سجلت لدى القطاع الخاص، في مقابل زيادة نسبة العمالة في القطاع العام تبعاً لبرامج التشغيل التي أطلقتها الحكومة خلال العام الماضي، وبينت إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن عدد الوافدين إلى سوق العمل لهذا العام وصلت إلى 300 ألف.
التقرير وجد فيه خبراء اقتصاديون، استطلعت "إيلاف" رأيهم، محاولة للضغط على المجتمع الدولي لوقف العقوبات المتزايدة ضد النظام، وبيان أنها تؤثر بشكل مباشر على المواطن السوري، خلاف ما تدعيه الدول والهيئات المعاقبة للنظام، وفي نفس الوقت، تبرير تقصير وإهمال الحكومة تجاه مواطنيها بوجود هذه العقوبات التي من المفترض أن تكون ذكية وموجهة ودقيقة، لكنها لم تصب إلا الشعب السوري واقتصاده المترهل والذي يعاني من الفساد والتضخم والمحسوبية أصلاً.

 

 

طهران تصعد وتعتبر ملكيتها للجزر الإماراتية مسألة منتهية وتقارير عن نشر طائرات شبح أميركية وانطلاق مناورات درع الجزيرة

جريدة الشرق الاوسط.. دبي: محمد نصار واشنطن: محمد علي صالح .... تصعيد جديد شهدته أمس قضية الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران بعد أن هدد مسؤول في القوات المسلحة الإيرانية بأنه «إذا اشتعلت النيران فإنها ستحرق الإمارات قبل الجميع»، ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية تصريحات هذا المسؤول في معرض ما اعتبره ردا على تصريحات مسؤول إماراتي هو القائد العام لشرطة دبي، ضاحي خلفان، الذي أكد في وقت سابق أن الإمارات على استعداد للمواجهة العسكرية مع إيران، محذرا من أن بلاده «لا تريد حربا، ولو أردناها لأحرقنا الأخضر واليابس في الجزر». وجاءت هذه التداعيات عشية استعداد قوات درع الجزيرة لمناورات، قالت مصادر إنها الكبرى في تاريخ القوة العسكرية الخليجية المشتركة، ستنفذ على مستوى قيادات الأركان، وتشمل الجزر والسواحل والمياه الإقليمية الإماراتية التي أعلن عن إجرائها ردا على نشر إيران منظومات صاروخية على جزيرة «أبو موسى» المحتلة.
وقال مسؤول في قوات الحرس الثوري الإيراني، لم يكشف عن اسمه أو منصبه، أمس، إنه «إذا اشتعلت النيران فستحرق الإمارات قبل الجميع»، معتبرا أن مما يبعث على الأسف ما جاء في تصريحات قائد شرطة الإمارات، مضيفا، بحسب وكالة أنباء فارس، «أن موضوع الجزر الثلاث وعائديتها إلى إيران تمنع قائد شرطة الإمارات من تحديد مصيرها، وإذا ما اشتعلت النيران فإنها ستصيب الإمارات بأضرار بالغة»، لافتا إلى أن مما يدعو إلى الأسف هو أن السياسات الدفاعية والأمنية للإمارات تحدد على يد الشرطة، معتبرا أن من الضروري منع إطلاق مثل تلك التصريحات غير الودية المثيرة للحروب من قبل الإمارات.
ويأتي هذا التصريح للمسؤول العسكري الإيراني كرد على ما دونه القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، على صفحته في «تويتر» عندما اعتبر أن نشر قوات إيرانية في جزر الإمارات المحتلة «دليل خوف إيران من الإمارات دون أدنى شك»، معتبرا أنه «لو كانت الإمارات تريد حربا لأحرقت كل أخضر ويابس على الجزر، لكننا ميالون إلى الحلول السلمية مع كل جار».
وشدد خلفان في تغريداته على «تويتر»، على أنه يتكلم بصفته مواطنا إماراتيا ليس بصفة القائد العام لشرطة دبي، معتبرا أنه «إذا كان من حيث القوة فالإمارات قوية جدا»، وأشار إلى أن إيران احتلت الجزر الإماراتية قبيل ساعات من إعلان دولة الإمارات، ولم يكن عندها آنذاك جيش، بينما قوة إيران آنذاك الخامسة على مستوى العالم، «واليوم الوضع مختلف»، مشددا على تفوق القوة الجوية الإماراتية، مستشهدا «يقول كلوب باشا في مذكراته تفوق إسرائيل الجوي في جميع حروبها هو سبب انتصارها على الأمة العربية»، مشيرا إلى أن «الإمارات قوة جوية حق وحقيقة، وسلاح الجو الإماراتي ضارب».
وفي غضون ذلك اصدرت السفارة الإيرانية في الكويت لتصدر بيانا تحت عنوان «ملكيتنا للجزر الثلاث مسألة منتهية». وقالت السفارة في بيانها، بحسب ما نشرته وكالة تابناك الإيرانية المقربة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي: «إن إيران على استعداد للتفاوض مع الإمارات في شأن تعزيز العلاقات بين البلدين».
وأعربت «عن أسفها للادعاءات والمزاعم المطروحة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث؛ أبو موسى، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وتعتبرها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأكدت السفارة «أن عهد المواقف غير البناءة بشأن هذه الجزر الإيرانية قد انتهى، وليس لمثل هذه التصريحات والبيانات أي أثر على ملكية إيران وسيادتها عليها»، مؤكدة أن مثل هذه المزاعم لا تساعد على تعزيز السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وجددت مرة أخرى تأكيدها على سياسة إيران «القائمة على تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع جيرانها في المنطقة على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، معلنة بذلك استعداد إيران للتفاوض مع دولة الإمارات لتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين.
ويأتي هذا التصعيد المتبادل فيما تشهد الإمارات اليوم انطلاق مناورة هي الأولى من نوعها من حيث الحجم والمهمة، في ظل تصاعد التوتر مع إيران، وذلك على مستوى قيادات وهيئة الركن في قوات درع الجزيرة. وتبدو الاستعدادات على قدم وساق لتنفذ قيادة قوات درع الجزيرة المشتركة تمرينا مشتركا على مستوى القيادات وهيئة الركن تحت اسم «جزر الوفاء»، اليوم وغدا، لاختبار مدى الانسجام والتنسيق بين صفوف القوات البرية والجوية والبحرية لقوات درع الجزيرة، وقدرتها على تنفيذ المهام الخاصة المحدودة، والعمليات الكبرى في السواحل والجزر الواقعة بالمياه الإقليمية، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن المناورات تأتي «في ظل المعطيات الراهنة».
ويأتي الإعلان عن المناورات العسكرية الخليجية التي تشير مصادر إلى أنها قد تكون الكبرى منذ تأسيس قوات درع الجزيرة بعد يوم واحد من إعلان البحرية الإيرانية أنها نشرت منظومة صاروخية دفاعية وهجومية على الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها: أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى.
وتأتي التطورات وسط تصاعد التوتر بين الدول الخليجية العربية من جهة، وإيران من جهة أخرى، في أعقاب الزيارة المثيرة للجدل، التي قام بها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى جزيرة «أبو موسى» مؤخرا.
إلى ذلك، أفادت تقارير بأن الجيش الأميركي نشر مؤخرا الكثير من أحدث الطائرات الحربية من طراز «إف - 22 إس» في قاعدة في الخليج على بعد أقل من 200 ميل من إيران.
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفضت تأكيد التقارير بأنه تم نشر تلك الطائرات المتطورة في الخليج، فإنها أكدت وجود طائرات «ستيلث» (الشبح) الأميركية المتطورة «في جنوب غربي آسيا».
وقال ناطق باسم سلاح الجو الأميركي، النقيب فيل فنتورا، إن نشر هذه الطائرات «مجدول بانتظام» كجزء من خطوات تتخذ لتعزيز العلاقات العسكرية مع الدول الأخرى، وتعزيز الأمن الإقليمي، وتمارين «التشغيل المتداخلة التكتيكية» مع بقية الأسلحة العسكرية الأميركية ومع أسلحة الدول الأخرى.
لكنه رفض تحديد عدد هذه الطائرات، موديل «إف 22 إس»، بهدف «حماية أمن العمليات». وأيضا، رفض تحديد مكان وجود الطائرات، وقال إنه في «قاعدة في جنوب غربي آسيا».
 
استقالة الخصاونة تخلط الأوراق في الأردن ... والغضب الشعبي يتصاعد
الحياة....عمان - تامر الصمادي

صدمة من العيار الثقيل عاشتها الأوساط السياسية والشعب في الأردن عقب الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء عون الخصاونة التي فجرها وهو خارج البلاد في مهمة رسمية.

ورأى مراقبون وسياسيون أن هذه الاستقالة خلطت الأوراق وجاءت لتعبّر عن عمق الأزمة السياسية التي يعيشها مطبخ القرار في بلد يشهد منذ أكثر من عام احتجاجات متصاعدة على وقع ثورات الربيع العربي.

وفي خطوة لم تعهدها مؤسسات الحكم من قبل، خلت الاستقالة من أي عبارات بروتوكولية، كما أنها قُدمت من قبل وزير في الحكومة نيابة عن رئيس الحكومة الذي كان في تركيا، في حين حملت عبارات بدت لافتة، اذ قال الخصاونة للملك في آخرها: «هداكم الله لما فيه خيركم».

مصادر سياسية تحدثت إليها «الحياة»، سارعت إلى الربط بين استقالة الخصاونة وخلافاته المتراكمة مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في شأن موعد الانتخابات البرلمانية، اذ أصر الملك على إجرائها هذا العام، في حين رأى رئيس الحكومة المستقيل أن الأهم من الموعد إنجاز قانون انتخاب متوافَق عليه.

وتزامن قبول استقالة الخصاونة مع إصدار الملك إرادة ملكية بتمديد الدورة العادية لمجلس الأمة لشهرين، بينما كان رئيس الحكومة في صدد الدعوة لدورة استثنائية بموافقة الملك.

ويقول بعض المقربين من الخصاونة، إنه شعر بالغضب عندما علم أن الملك استدعى في غيابه وزيرين من حكومته وقّعا على إرادة ملكية تقضي بتمديد الدورة العادية للبرلمان شهرين.

وكان الخصاونة اشتكى في غير مناسبة من وجود «حكومات ظل» تنافس

حكومته على ولايتها العامة، وأخيرا نقل مقربون عنه شكواه من أنه لم يتمكن من الإفراج عن معتقلي الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح على رغم إلحاحه وضغطه، إلى أن أفرج عنهم الملك عبد الله بمكرمة ملكية.

وشكَّل الخلاف بين الحكومة والملك نهايةً لسلسلة الخلافات داخل مؤسسات الحكم، لا سيما بين الرئيس المستقيل ومدير المخابرات فيصل الشوبكي في أكثر من محطة، بعدما لوح الخصاونة بالاستقالة مرتين في وقت سابق.

ورفض الخصاونة، وهو القاضي الأممي، مرات عدة لجوء المؤسسة الأمنية إلى التصعيد مع المعارضة وعلى رأسها الحركة الإسلامية، الأمر الذي دفع مسؤولين في تلك المؤسسة إلى اتهامه أمام الملك بمحاباة الإخوان المسلمين على حساب المصالح العليا للوطن.

وحكومة الخصاونة هي الثالثة التي تستقيل منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح، فقد استقالت حكومة سمير الرفاعي مطلع شباط 2011 قبل تكليف الملك معروف البخيت برئاسة الحكومة التي استقالت في تشرين الأول من العام الماضي لتخلفها حكومة الخصاونة.

ويؤكد سياسيون أن الأردن دخل مرحلة أزمة سياسية جديدة على وقع تعثر مشروع الإصلاح السياسي المتزامن مع أزمة اقتصادية تمر بها البلاد كانت الحكومة تستعد خلالها لرفع أسعار الكهرباء والمحروقات.

ولعل المفارقة التي يتوقف عندها مراقبون، أن رئيس الوزراء الجديد فايز الطراونة كان وزيراً للتموين في عهد حكومة زيد الرفاعي التي أقالها الملك الراحل الحسين بن طلال بعد احتجاجات دموية في مدينة معان ومدن الجنوب الأردني في ما يعرف بـ «هبة نيسان» عام 1989، ليعود الى سدة الحكومة على وقع إحياء الشارع لهبة نيسان وسط حالة من الغليان الشعبي.

وتنظر النخب السياسية إلى الطراونة باعتباره رجلاً يمينياً ينتمي إلى التيار المحافظ في الدولة، وهو تولى منصبَيْ رئاسة الديوان الملكي ورئاسة الحكومة مرة واحد قبل وفاة الملك حسين. ولا يتردد سياسي بارز في وصف الطراونة بأنه سياسي «مطواع»، وهو ثاني رئيس وزراء يعيده الملك بعد رئيس الوزراء السابق معروف البخيت.

وأكد العاهل الأردني الجمعة أن تكليف الحكومة الجديدة «مرهون» بإنجاز إصلاحات ضرورية لإجراء انتخابات نيابية قبل نهاية العام الحالي.

وجاء حديث الملك بعد يوم على قبوله استقالة الخصاونة بعد نحو 6 أشهر من توليه منصبه لتنفيذ إصلاحات في بلد يشهد منذ كانون الثاني 2011 تظاهرات واحتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية ومكافحة جدية للفساد.

وكان الملك اتهم صراحة رئيس وزرائه المستقيل بالتباطؤ بالإصلاح. وقال في رسالة وجهها له: «إننا نمر بمرحلة دقيقة وملتزمون أمام شعبنا والعالم بتحقيق الاصلاح المنشود، ولا نملك ترف الوقت».

على الأرض لا تبدي المعارضة اكتراثها باستقالة الخصاونة وتعيين فايز الطراونة خلفاً له.

والرد السريع على تكليف الطراونة عبَّر عنه الشارع الغاضب ظهر الجمعة بتظاهرات عفوية خرجت في عدد من المحافظات طالبت بإسقاط الرئيس الجديد قبل دخوله الدوار الرابع حيث مقر الحكومة. كما وجه المتظاهرون انتقادات لمطبخ القرار خرقت جميع السقوف.

سالم الفلاحات المراقب السابق لجماعة الإخوان المسلمين، قال إن «إصرار النظام على تعيين رؤساء الحكومات، من شأنه أن يفاقم حال الغليان الشعبي».

ورأى أن «الوضع في البلاد قابل للاشتعال في أي وقت، وأنه بحاجة إلى من يشعل عود الثقاب».

وأضاف أن «ما يلف بلدنا اليوم هو أزمة الحكم وليست أزمة حكومات».

أما المعارض البارز ليث شبيلات، الذي طالما وجه انتقادات لاذعة للنظام الأردني، فقال إن المملكة «مقبلة على انفراد كامل بالحكم من فرد»، معتبراً أنه «لا توجد مؤسسات تحكم في الأردن».

وعقب استقالة الخصاونة أصدر شبيلات بياناً قال فيه إن «البلاد مقبلة على حكم نظام لا يبقي ولا يذر (...)».

لكن الكاتب سلطان الحطاب رأى أن الملك استجاب لنداءات الشارع حينما أقدم على «إقالة» الحكومة، وبرأيه أن الحكومات الثلاث الأخيرة «ظلت تراوح مكانها في ما يتعلق بالإصلاح». وقال أيضاً إن «حكومة الخصاونة وصلت الى طريق مسدود مع الإصلاح، اذ لم يقبل أحد بقانون الانتخاب الذي قدمته وتعثرت كل القوانين التي قدمتها، كما رفض اعتبار أن الملك بات في مواجهة مع الشارع، بعد أن استقالت 3 حكومات عيّنها ولم تضع خطة واضحة المعالم للإصلاح، معتبراً أن الملك «استجاب لنداءات الشارع، وهو عندما وجد أن الحكومة تباطأت أقالها».

ورأى المحلل السياسي والمستشار السابق في حكومة معروف البخيت ماهر أبو طير، أن استقالة الخصاونة شكلت صدمة للشارع الأردني ولمركز القرار في البلاد. فايز الطراونة (أ ب).jpg وذهب إلى حد القول إن الاستقالة حملت رسالة «ابتزاز للمؤسسة الرسمية، وهو ما فسره قبول العاهل الأردني الاستقالة فوراً».

وقال محمد المصري الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، إن «قرار الخصاونة الأخير أمر غريب ومفاجئ ويدل على وجود مأزق سياسي في داخل الدولة الأردنية»، معتبراً أن قرار الاستقالة والتعيين «أشبه برد فعل».

ورأى المصري أنه «لا سجلّ مقنعاً للطراونة ليكون رئيساً للوزراء في مرحلة الربيع الأردني ومن أجل تقديم الإصلاحات المنشودة».

وأضاف: «المعروف عن الطراونة أنه ليس سياســــــياً منفـحتاً، بالتالي فهو يواجه تحديات كبيرة في إقناع الناس بمقدرته على الإصلاح».

وكانت الأوساط السياسية وصفت قبل 6 أشهر تشكيل حكومة الخصاونة المستقيل على أنها حكومة «الفرصة الأخيرة» لاعتماد إصلاحات توافقية والخروج من الأزمة.

 

 

أفغانستان: عنف على وقع موعدَيْ انسحاب «الأطلسي» والانتخابات الرئاسية
الحياة...كابول – كاميليا انتخابي فرد
 

في الأسبوع الماضي، شنّ متمردون سلسلة من الهجمات العنيفة في كابول وفي أربع محافظات أخرى في أفغانستان، مُبدين بذلك قدرة كبيرة على تحدّي جهاز الاستخبارات الحكومي في مدن كبيرة مثل كابول وجلال آباد.

وبعد حوالى أسبوع على تسليم العمليات الليلية إلى قوات الأمن الأفغانية، تحدّت حركة «طالبان» والمتمرّدون قدرات أجهزة الاستخبارات الأفغانية والقوات الخاصة من خلال إرسال 36 انتحارياً إلى أنحاء مختلفة من البلد، علماً أنّ معظمهم شنّ هجوماً على العاصمة. وفي 15 نيسان (أبريل)، دخل نحو 20 انتــحارياً في غضون دقائق إلى كابول مدجّجين برشاشات ثقيلة وقاوموا قوات الأمن الأفغانية على مدى 20 ساعة. ولم يكن الهدف من الهجمات التي نفّذت من أعلى المباني الشاهقة ضد سفارات أجنبية ومقر «إيساف» التسبب بسقوط ضحايا مدنيين، بل زرع خوف دائم في نفوس الشعب الأفغاني القلق أصلاً على المستقبل بعد انسحاب القوات الأميركية والحلفاء عام 2014.

لم تذكر حركة «طالبان» التي أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات التي وقعت في كابول وإقليم نانجهار وباكتيا وجلال آباد، أسباباً واضحة دفعتها إلى شنّ هذه الهجمات، كما أعلنت شبكة «حقاني» مسؤوليتها، معتبرة أنّ الهجمات نُفّذت للثأر من الجندي الأميركي الذي قتل 16 فرداً من عائلة واحدة في قندهار منذ شهر. غير أنه لا يمكن إثبات صحة هذا الادعاء، لا سيّما أنّ المناطق التي استهدفتها الهجمات الأخيرة لم تكن قريبة من المقرات الأميركية، مثل السفارة الأميركية أو قاعدة «باغرام» الأميركية في كابول.

اليوم، يجري الحديث في كابول عمّا يسمى بشبكة حقاني. لكن يبدو أنّ هذه الشبكة تشكّل غطاء جيّداً للعمليات التي تنفذّها حركة «طالبان». كما حمّل البعض العضو الأسبق في جماعات «المجاهدين» قلب الدين حكمتيار مسؤولية الأعمال الإرهابية المريبة التي وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية.

ويُعرف حكمتيار الذي تولى على مدى سنة رئاسة الوزراء في حكومة «المجاهدين»، بالدور الدامي الذي أدّاه عند تدمير كابول خلال الحرب الأهلية الأليمة التي اندلعت في التسعينات. ويرى عدد كبير من الأشخاص في النخبة الأفغانية، أنّ حكمتيار هو العقل المدبّر للهجمات التي شُنّت في أفغانستان بما في ذلك الهجوم الذي وقع في الأسبوع الماضي في كابول.

حالياً، يربط تحالف متين بين قلب الدين حكمتيار وحركة «طالبان». ويضمّ حزبه «الحزب الإسلامي» أعضاء مدربين وأوفياء، علماً أنّ البعض منهم يعمل في إدارة كارزاي ويتبوأ مناصب عليا في الحكومة الأفغانية. تمّ تحميل «الحزب الإسلامي» مسؤولية القتل والدمار الكبير الذي لحق بكابول في نهاية التسعينات من القرن الماضي، ما دفع عدداً كبيراً من الأفغان العاديين إلى الترحيب ببروز حركة «طالبان».

ويرى السياسيون الأفغان، أنّ حكمتيار هو أحد أهم الزعماء المتمردين الناشطين في أفغانستان إلى جانب الملا محمد عمر وشبكة حقاني.

من المهمّ بالنسبة إلى الرئيس كارزاي أن تصل محادثات السلام مع حركة «طالبان» إلى مرحلة معيّنة قبل نهاية عام 2014 ورحيل القوات الأجنبية. هل بوسعه بلوغ هذا الهدف في غضون هذا الوقت القصير في حين يقتل المتمردون أكثر الأشخاص نفوذاً وأكثر السياسيين كفاءة في أفغانستان لا سيّما خلال العام الماضي؟

أشار ديبلوماسي أفغاني معني بالمجلس الأعلى للسلام، إلى أنّ «حكمتيار طموح ويعتبر نفسه مرشحاً قوياً في الانتخابات الرئاسية القادمة». كما لفت المصدر نفسه إلى أنّ حكمتيار يعتبر أنه قادر على العمل مع حركة «طالبان» وعلى إقناعها بوقف القتال في حال أصبح رئيساً. وبما أنه ينتمي إلى قبيلة البشتون الإثنية ومقرّب من بعض المجموعات التابعة لحركة «طالبان»، يعتبر حكمتيار المرشح الأنسب للرئاسة خلال الفترة التي تلي الاحتلال.

كان برهان الدين ربّاني خصم حكمتيار. ويرى قادة كبار في جماعات المجاهدين أنّ عدداً كبيراً من أعداء حكمتيار قتلوا خلال السنة الماضية. ومع رحيل الرجال الذين يحظون بمكانة عالية والجديرين بالثقة مثل ربّاني، سيكون حكمتيار قادراً على فرض نفسه كمرشح جدير بالثقة بسبب غياب المرشحين الأكفاء الآخرين.

والواقع أنّ محادثات السلام لم تحقّق بعد نجاحاً مهمّاً، لأنه من غير الواضح كيف أنّ عدداً كبيراً من المجموعات والخصوم لا يزالون يتقاتلون بعضهم مع بعض.

تمّ إعلان خبر تجديد محادثات السلام مع «الحزب الإسلامي» حين أعلن الرئيس كارزاي أنّ الانتخابات الرئاسية في أفغانستان ستجري بعد سنة، أي في عام 2013 في محاولة منه ربما للحصول على مساعدة أكبر وعلى التزامات أمنية من المجتمع الدولي قبل رحيل القوات الأجنبية.

وقبل أسبوع من الهجمات الأخيرة في كابول، أعلن المجلس الأعلى للسلام أنه سيستأنف قريباً محادثات السلام مع حكمتيار. تمّ إنهاء محادثات السلام سريعاً مع ممثلي حكمتيار منذ أشهر عدّة، بعد أن طرح حكمتيار 17 شرطاً، فضلاً عن مطالبته برحيل القوات الأجنبية وإرساء حكومة انتقالية بعد إجراء الانتخابات الرئاسية. واعتبر ربّاني والرئيس كارزاي هذه المطالب غير مقبولة، فتمّ حينها إنهاء المحادثات.

ومنذ الأسبوع الماضي، انتقد حميد كارزاي حلف شمال الأطلسي وأجهزة الاستخبارات الأفغانية لأنها أخفقت في تفادي الهجمات الأخيرة. غير أنه أشاد بقوات الأمن والشرطة الأفغانية لإبدائها قدرة كبيرة في محاربة الإرهاب.

غير أنّ ضعف الاستخبارات الذي انتقده الرئيس ليس جديداً على أفغانستان،

فمنذ سنتين تقريباً انعقد مجلس السلام في كابول، الذي جمع حوالى 1600 زعيم وطني لمناقشة الخروق الأمنية التي قد تعرضهم لخطر هجوم من حركة «طالبان»، وقد أجبر كارزاي رئيس الاستخبارات عمر الله صالح ووزير الداخلية أتمار على الاستقالة. وعارض سياسيون خارجيون ومحليون القرار الذي اتخذه كارزاي.

وبعد أيام على إقالته من منصبه، أخبرني صالح أنّ الرئيس كارزاي كان يتعرّض لضغوطات كبيرة من باكستان لا سيّما من أجهزة الاستخبارات للتخلّص من صالح في حال أراد كارزاي أن يتحسّن الأمن الأفغاني وأن يحصل على تعاون باكستان. وأذعن كارزاي، فرحّل صالح عن منصبه، إلا أنّ جهاز الاستخبارات لم يف بوعده ولم يتمّ تحسين الأمن في أفغانستان. وفي أيلول (سبتمبر) 2011، تعرّضت كابول لهجمات نفذّتها حركة «طالبان» ضد السفارة الأميركية وتمّ منذ ستة أشهر اغتيال الرئيس الأفغاني الأسبق ربّاني الذي كان مفاوضاً كبيراً مع حركة «طالبان» في المجلس الأعلى للسلام، في منزله.

وشكّلت الهجمات الأخيرة أكبر سلسلة من الهجمات تشهـــدها كابــــول بعد حـــــــكم حركة «طالبان». لماذا لم يجبر الرئيــــس كارزاي رئيس الأمن في البلد على الاستقالة في حين يتمّ تحميل فشل أجهزة الاستخبارات المسؤولية؟

كان أداء الشرطة وقوات الأمن الأفغانية جيّداً . أدّت العملية الليلية الأفغانية إلى بلوغ المرحلة النهائية من القتال ضد الإرهابيين في كابول، وتعدّ مصدر فخر لأفغانستان. تمّ التشكيك بقدرة أفغانستان واستعدادها لإدارة العمليات الليلية التي سُلّمت إلى جهاز الأمن الأفغاني قبل أسبوع على وقوع الهجمات. إلا أنها نجحت في مواجهة الانتحاريين الذين نفذّوا هجماتهم في الأسبوع الماضي. يشعر البلد بفخر وبرضى كبيرين، علماً أنّ هذا الشعور كان غائباً منذ مقتل رئيس الائتلاف الشمالي أحمد شاه مسعود. لقد أخفقت أجهزة استخبارات الحكومية وكارزاي أيضاً، إلا أنّ الشعب الأفغاني وقوات الأمن الأفغانية نجحت في الدفاع عن نفسها.


المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,775,381

عدد الزوار: 7,711,903

المتواجدون الآن: 0