وثائق بن لادن تكشف عن انقسام في تنظيم القاعدة

تاريخ الإضافة السبت 5 أيار 2012 - 8:17 ص    عدد الزيارات 2155    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

وثائق بن لادن تكشف عن انقسام في تنظيم القاعدة

قال إن السيطرة على الأطفال أحد مفاتيح الاختباء في المدن.. وشجع أتباعه على تعليم أطفالهم اللغة المحلية

لندن: «الشرق الأوسط».... أمضى بن لادن، الذي كان يقبع في مخبئه السري مختبئا عن أنظار العالم، الأشهر الأخيرة من حياته في إعادة النظر في استراتيجيته، تحدوه المخاوف بشأن إرثه، ساعيا من أجل إبقاء سيطرته على شبكة إرهابية واسعة الانتشار عملت باسمه.
ربما تكون مشاعر الإحباط وخيبة الأمل التي عبر عنها بن لادن عندما أصدر تعليماته هباء، في بعض الأحيان، مألوفة بالنسبة لأي رئيس تنفيذي يحاول فرض سيطرته على شركة متعددة الجنسيات تخطت حدود بداياتها المتواضعة.
بعض الوثائق تصف «القاعدة» بأنه تنظيم منقسم يبدي زعيمه القلق حيال فعاليته والمستقبل، والثقة المتضائلة بالتنظيم من المسلمين الذين يسعى لتعبئتهم ضد حكوماتهم وضد الغرب.
وقال بن لادن في إحدى رسائله عام 2010 إنه يخطط لإصدار بيان يعلن فيه بدء مرحلة جديدة لتصحيح الأخطاء التي ارتكبها التنظيم، ويؤكد أنه يسعى من وراء ذلك لاستعادة ثقة نسبة كبيرة ممن فقدوا ثقتهم بمن وصفهم بالجهاديين.
وفي إحدى هذه الرسائل التي يعود تاريخها إلى مايو (أيار) 2010، يبدي بن لادن قلقه حيال سقوط الضحايا المدنيين دون جدوى في صفوف السكان المسلمين، الذي تسببه الهجمات التي تنفذها مختلف فروع «القاعدة».
وكتب بن لادن يقول: «نطلب من كل أمير في المناطق أن يولي اهتماما كبيرا لمراقبة العمل العسكري»، و«يلغي هجمات أخرى، بسبب احتمال سقوط ضحايا مدنيين دون جدوى».
وفي واقع الأمر، أصر بن لادن على مشاهدة السير الذاتية للقادة المحتملين، وحاول فرض هيكل إدارة من القمة إلى القاعدة، وطالب بأن يلتزم التابعون بأدوارهم. وقدم مقترحات لجمع الأموال، مثل الهجوم على مهربي المخدرات لسرقة أموالهم. وفكر في سبل لتحسين التغطية الإعلامية الإخبارية، حيث أبدى طاقم مساعديه غضبه من محطة «إم إس إن بي سي»، بينما أثنى على محطة «إيه بي سي نيوز».
وانتابه القلق بشأن الصورة التي سيذكره بها التاريخ. وكتب إلى أحد مساعديه قائلا: «من لا يعرض تاريخه على الملأ بنفسه، يتحمل مخاطرة أن يشكل له البعض من داخل وسائل الإعلام والمؤرخين تاريخا، باستخدام أي معلومات تتوفر لديهم، بصرف النظر عما إذا كانت تلك المعلومات دقيقة أم غير دقيقة».
وكتب بن لادن: «تأكد من الحصول على الأموال التي تمت مبادلتها بمكاتب الصرافة». وواصل قائلا: «عليك أيضا التخلص من الحقيبة التي كانت بداخلها الأموال. يجب أن يأخذ الأخ النقود ويستقل سيارة أجرة ويتجه إلى وسط السوق». وأضاف أنه يجب أن تكون الأموال «باليورو أو الدولار». بينما تتوفر أدلة محدودة حول كيفية تمكنه من البقاء مختبئا تحت سمع وبصر السلطات الباكستانية، وتوضح الرسائل كم الضغط الذي ألقته حملة الهجمات الأميركية بالطائرات من دون طيار على أتباعه في مناطق الحدود الباكستانية.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2010، حث المقاتلين على ترك منطقة الحدود الباكستانية، حيث هيمنت الطائرات من دون طيار الأميركية على السماء، والفرار إلى أفغانستان. كتب: «إنني أميل إلى إخراج معظم الإخوة من المنطقة». واستكمل قائلا: «يمكننا أن نترك السيارات، لأنها مستهدفة الآن، لكن إذا تركناها، سوف يبدأون في التركيز على المنازل، وهذا من شأنه أن يزيد الإصابات بين النساء والأطفال». وتكشف الوثائق رسائل داخلية لتنظيم القاعدة، كتبها بن لادن وقادة تابعون للشبكة في اليمن، وإسلاميون في الصومال وباكستان.
ونشرت هذه الرسائل في صيغتها الأصلية، وترجمت إلى الإنجليزية على موقع «مركز مكافحة الإرهاب» في وست بوينت، وتشمل الفترة الزمنية بين عامي 2006 و2011. وأثبتت الوثائق أن بن لادن كان مواكبا للعمليات التي يشنها التنظيم، ففي رسالة وقّعها بن لادن باسم أبو عبد الله، يفاوض زعيم «القاعدة» على وقف العمليات الإرهابية ضد المصالح البريطانية، بعدما عرض عليه البريطانيون (بحسب الرسالة) الانسحاب من أفغانستان، كما يطلب عدم قتل رهائن فرنسيين في أفريقيا.
وعلى نقيض ذلك، تلقى بن لادن رسالة من شخص مجهول يقول في رسالة مؤرّخة في عام 1421 هجرية: «إن بُعد الإنسان عن الواقع يضعف تصوره له بشكل دقيق، ويجعل من الصعب رصد ذلك الواقع بشكل موضوعي، مما قد يجعل رأيه أحيانا مجانبا للصواب، وينتقد كاتب الرسالة بشدة عمليات «القاعدة» في بلدان إسلامية. وبشأن العلاقة مع إيران، تتحدث الرسائل أنه بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، فر بعض زعماء «القاعدة» وأسرهم إلى إيران حيث وضعتهم السلطات هناك قيد الإقامة الجبرية. وفي السنوات اللاحقة أفرجت طهران عن بعض القياديين في «القاعدة»، ومن بينهم أفراد من أسرة بن لادن، وأبقت على آخرين.
وبحسب الرسائل، شكا (الشيخ محمود) الليبي عطية عبد الرحمن الذي أصبح الرجل الثاني في «القاعدة»، بعد مقتل بن لادن، بمرارة من تعامله مع الإيرانيين وما سماها أساليبهم البيزنطية في التفاوض. وقد قتل عبد الرحمن لاحقا في غارة أميركية. وكتب بن لادن نفسه أن السيطرة على الأطفال هي أحد مفاتيح الاختباء في المدن، كما فعل هو لسنوات بينما كانت الولايات المتحدة تبحث عنه على الحدود الباكستانية. وشجع بن لادن أتباعه على تعليم أطفالهم اللغة المحلية وعدم السماح لهم بالخروج من منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل العلاج الطبي.
وفي رسالة مؤرخة بتاريخ 17 رمضان 1431 هجرية، كتب بن لادن إلى الشيخ محمود (الليبي عطية عبد الرحمن): بخصوص ما ذكرتم في رسالة سابقة بأنه قد يذهب بعض الإخوة إلى إيران ضمن خطة المحافظة على الإخوة؛ فإنني أرى أن إيران غير مناسبة, بينما كان بن لادن في رسالة سابقة نشرتها «الشرق الأوسط» أرسل تعليمات إلى «ابنيه محمد وعثمان بعدم مغادرة إيران للشريط القبلي بسبب غارات طائرات الدرون الأميركية من دون طيار التي استهدفت العشرات من عناصر (القاعدة)». ويقول بن لادن في رسالة إلى الشيخ محمود: «يجب أن يؤخذ في الاعتبار الأماكن التي سيكون فيها الإخوة داخل باكستان, حيث إنها تكون من المناطق التي تعرضت للفيضانات أو المحتمل تعرضها في المستقبل».
وبالنسبة للإخوة الذين سيتم تعيينهم في مناصب إدارية يطلب من بن لادن من الرجل الثاني: «أخذ بيعة عليهم تتضمن السمع والطاعة والجهاد لإعادة الخلافة وحفظ أسرار العمل». وفي نفس الرسالة، يطلب إبلاغ أبو بصير (ناصر الوحيشي) زعيم «القاعدة» في جزيرة العرب كتابة «سي في» (سيرة ذاتية) مفصلة ومطولة لأنور العولقي اليمني الأميركي الذي قتل بصاروخ من طائرة من دون طيار، العام الماضي, وأن يكتب كذلك عن المعطيات التي اعتمد عليها في تزكيته مع إفادته بأن تزكيته معتبرة. ويرد على عطية الله بخصوص تقليل المراسلات بسبب الهاجس الأمني بقوله: «نحن حريصون أيضا على الجانب الأمني، لكن لدي شريط للأمة, يتضمن تريضا لأهل العراق, ودعوة للصحوات بأن يعودوا إلى المجاهدين, وبإمكانكم أن ترتبوا مع الوسيط أن يرسل الشريحة مباشرة إلى قسم الإعلام».
تم تسليم الوثائق إلى المحللين من قبل مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، بينما سعى البيت الأبيض إلى تركيز انتباهه على ذكرى مرور عام على العملية التي نفذتها قوات «السيلز» الخاصة التابعة للبحرية الأميركية، والتي أسفرت عن مقتل بن لادن.
كان غياب الظواهري عن الكثير من الخطابات لافتا، غير أنه كان من الواضح أن قائدا آخر من قادة تنظيم القاعدة، وهو جمال إبراهيم اشتيوي المصراتي، الليبي الذي اشتهر باسم عطية الله أو عطية، كان أقرب المقربين لبن لادن. وقتل لاحقا في غارة بهجمات بطائرات من دون طيار. وأشار جاي كارني، المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض إلى «تجدد الاهتمام بذكرى مقتل بن لادن» و«أنه اعتبر وقتا مناسبا لنشر الخطابات». لقد اتهم الجمهوريون في الأيام الماضية البيت الأبيض بتسييس الغارة. وقالت نيلي لحود، من بين من شاركوا في كتابة التقرير: «ليس بن لادن متماشيا على المستوى العملياتي مع الجماعات الجهادية الإقليمية». وأضافت: «بدا استياؤه منها. لم يكن يثني عليها، بل كان يعرب عن قلقه بشأن افتقارها للكفاءة».
تقدم الخطابات التي نشرت، أول من أمس، نظرة أكثر شمولا لدوره، وتشير إلى أن تعليماته لم تكن دائما محل اهتمام، على الأقل بالدرجة التي ترضيه. كان مستاء من جماعات مثل فرع حركة طالبان في باكستان، وأبدى امتعاضه من شخصيات، مثل فيصل شاهزاد، الذي قام بمحاولة فاشلة لتفجير ميدان «تايمز سكوير»، وأنور العولقي، الداعية أميركي المولد الذي لقي مصرعه جراء هجمة لطائرات أميركية من دون طيار.
كان الأمر المثير للاهتمام على وجه الخصوص الجدال الدائر بشأن العلاقة بين مركز تنظيم القاعدة الرئيسي وأفرعه الكثيرة التي فرض عليها بن لادن قدرا محدودا من السيطرة. وطالب بعض أتباعه بالانفصال عن أفرع التنظيم، في الوقت الذي حث فيه آخرين على مزيد من الاندماج. أراد بن لادن أن يقدم الاستشارة من دون دمج أفرع التنظيم في التنظيم الرئيسي. وتعود الرسائل التي كتبها بن لادن أو تسلمها ونشرت في صيغتها الأصلية وترجمت إلى الإنجليزية على موقع «مركز مكافحة الإرهاب» التابع للأكاديمية العسكرية في وست بوينت، إلى الفترة بين سبتمبر (أيلول) 2006 وأبريل (نيسان) 2011. وقد عثر على الوثائق في خمسة حواسيب وعشرات الأقراص الصلبة وأكثر من 100 جهاز تخزين، صودرت من منزل بن لادن بعد مقتله. وقد سمح البيت الأبيض بنشر هذه الوثائق التي رفعت عنها السرية. ولم يشر مايكل برمنغهام، المتحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، إلى نسبة المواد التي ستنشر، لكنه أشار إلى أن بعض الوثائق ستبقى سرية لأسباب أمنية وعملياتية. ويأتي الكشف عن هذه الرسائل بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل بن لادن الذي يعتبر نجاحا للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي لا يدع فرصة تمر دون التذكير به في حملة إعادة انتخابه لولاية ثانية.
وثائق تكشف ازدراء بن لادن لجماعات تابعة لـ«القاعدة» وطالب «قاعدة المغرب الإسلامي» بالاحتفاظ بأقل عدد من الرهائن إلى ما بعد الانتخابات الفرنسية


واشنطن: «الشرق الأوسط».. كشفت وثائق عثر عليها في مخبأ أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في باكستان، ونشرت أول من أمس أنه كان يزدري جماعات تابعة لتنظيمه، وأنه كان قلقا بصورة خاصة على صورة تنظيمه وأمنه.
ونشر مركز محاربة الإرهاب، وهو مركز أبحاث خاص في الأكاديمية العسكرية الأميركية بوست بوينت على موقعه على الإنترنت، 17 وثيقة أميطت عنها السرية بعد أن تم العثور عليها في المنزل الذي كان يعيش فيه بن لادن قبل أن تقتله قوات أميركية خاصة منذ عام.
وجاء في تحليل للمركز أن بن لادن «لم يكن كما يعتقد كثيرون الرجل الذي يمسك بخيوط الدمى ليحرك جماعات الجهاد في شتى أنحاء العالم، وأنه كان مثقلا بما يراه قلة كفاءة من جانبها». وكان زعيم تنظيم القاعدة الراحل، الذي كان وراء هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 على الولايات المتحدة، قلقا على أمن العمليات، وكان ينصح بعدم الالتقاء في الطرق. وعبر بن لادن عن قلقه من موت مسلمين خلال عمليات «القاعدة»، وأراد تجنيب النساء والأطفال الخطر.
وفي رسالة غير مؤرخة في صيف عام 2010 أو أوائل الخريف، طلب بن لادن تكليف فريقين، أحدهما في باكستان والثاني في منطقة باغرام بأفغانستان، برصد واستهداف طائرة الرئيس الأميركي باراك أوباما أو الجنرال ديفيد بترايوس الذي كان قائدا للقوات الأميركية في المنطقة في ذلك الوقت. ونبه بعدم استهداف جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، لأنه «لو رحل أوباما سيكون بايدن غير مستعد تماما للمنصب وهذا سيدخل الولايات المتحدة في أزمة». لكنه قال إن قتل بترايوس سيغير مسار الحرب.
والوثائق السبع عشرة هي رسائل بالبريد الإلكتروني ومسودات رسائل مجملها 175 صفحة بالعربية من سبتمبر 2006 إلى أبريل (نيسان) 2011. وقال الليفتنانت كولونيل ليام كولنز، مدير مركز مكافحة الإرهاب وأحد المشاركين في إعداد التقرير «بن لادن كان قلقا من قلة كفاءة جماعات تابعة لـ«القاعدة»، مثل الإخفاق في كسب التأييد الشعبي، وحملاتها الإعلامية التي تعوزها المشورة، وعملياتها التي لا يتم التخطيط لها جيدا مما أدى إلى مقتل آلاف المسلمين بلا ضرورة. وقال لـ«رويترز»: «ربما أكثر ما كشفت عنه الوثائق أهمية الإحباط الذي كان بن لادن يشعر به تجاه جماعات الجهاد. يبدو أنه كان يبذل جهدا مضنيا للسيطرة على أفعال تلك الجماعات التابعة لـ(القاعدة) وعلى تصريحاتها العلنية».
ويبدو أن بن لادن كان لا يقدر كثيرا أنور العولقي، وهو داعية متشدد أميركي المولد يتحدث الإنجليزية بطلاقة اتهم بالتحريض على عدد من الهجمات العنيفة في اليمن وقتل في هجوم بطائرة أميركية بلا طيار العام الماضي. وفي رسالة كتبها يوم 26 أبريل، قبل أسبوع من مقتله، تحدث بن لادن عن انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بزعماء في الشرق الأوسط، وأشار إلى الحاجة إلى حث الشعوب التي لم تثر بعد وتشجيعها على التحرك ضد الحكام والنظم. وكان مشغولا أيضا بأفغانستان، وكتب يقول إن الجهاد في أفغانستان فرض عين، كما عبر عن قلقه من العمليات التي يعتزم الإخوة في اليمن تنفيذها باستخدام السم، وأنه يجب أن تكون هناك دراسة لرد الفعل السياسي والإعلامي ضد المجاهدين وصورتهم في أعين العالم.
ونظرا لتآكل شعبية «القاعدة» في العالم الإسلامي، بسبب تنامي أعداد المدنيين ممن قتلوا على يد الحركة وحلفائها، فقد ركز بن لادن على توجيه كل موارده لضرب أهداف أميركية حتى في دول أخرى، كما كان متحمسا لقتل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لإفساح المجال أمام نائبه «غير المستعد» جو بايدن، لأن يصبح رئيسا.
وقبل مقتله في عملية سرية للقوات الأميركية الخاصة، أعطى بن لادن تعليمات عن طريقة معاملة رهائن فرنسيين يحتجزهم «إخوة في المغرب الإسلامي»، وقال إنه إذا كانت هناك ضرورة لقتل الرهائن فيجب أن يحدث هذا بعد الأحداث في ليبيا، لكنه اقترح أنه من الأفضل مبادلة امرأة رهينة والاحتفاظ بأقل عدد من الرهائن الرجال إلى ما بعد الانتخابات الفرنسية. وكتب يقول إنه «يجب مبادلة الضابط البريطاني الذي اعتقله الإخوة في الصومال بسجنائنا».
وفي رسالة بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2010، عبر بن لادن عن قلقه من استهداف سيارات أعضاء التنظيم، ونصح «الإخوة» بعدم الالتقاء في الطرق والتحرك بسياراتهم لأن كثيرين منهم يستهدفون أثناء لقائهم في الطرق أو دخولهم بسياراتهم إلى الأسواق. وعبر أيضا عن قلقه بشأن سلامة أحد أبنائه، وقال إنه في ما يتعلق بحمزة وأمه يجب اتخاذ كل الإجراءات الأمنية المذكورة لإحباط مراقبته، ونصح بعدم تحركه إلا وسط ضباب كثيف.
بن لادن: هوس إعلامي بالذكرى الـ10 لهجمات سبتمبر واقترح التعاون مع قناة أميركية مثل شبكة «سي بي إس» الإخبارية

لندن: «الشرق الأوسط»... في الذكرى السنوية العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، ركز بن لادن جهوده على كيفية توجيه رسالة إعلامية متميزة، حيث اقترح أن تتصل القاعدة بقناة «الجزيرة» الإخبارية.
كتب أسامة بن لادن في الوثائق: «إذا استجابت قناة (الجزيرة)، يجب علينا أن نقوم بالاتصال بمراسلي (الجزيرة) العربية والإنجليزية وأن نخبرهم باستعدادنا للتعاون معهم من خلال الإجابة عن أي أسئلة يرون أنها تهم الرأي العام من أجل تغطية الذكري السنوية العاشرة». لقد أراد أيضا أن يتصل بوسائل الإعلام الأميركية وربما كان يسعى لدفعهم لعمل فيلم وثائقي بالتعاون مع تنظيم القاعدة.
وأضاف في كتاباته: «يجب أن نبحث عن قناة إخبارية أميركية أقرب إلى الحيادية، مثل شبكة (سي بي إس) الإخبارية، أو أي قناة أخرى لديها دوافع سياسية تجعلها تهتم بنشر وجهة نظر الجهاديين، وبعد ذلك يمكننا أن نرسل المادة الإعلامية التي نريد أن يشاهدها الأميركيون إلى القناة». وقال ابن لادن في إحدى رسائله: «أخبرهم أننا نقترح عليهم عمل فيلم وثائقي بمناسبة هذه الذكري السنوية وأننا سوف نمدهم بالمواد المطبوعة ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية».
وكتب أيضا أن لديه مخاوف من أن يمثل «تراجع التنسيق» مشكلة للتنظيم الإرهابي، كما حذر من ارتكاب «أخطاء» مثل تلك التي «ارتكبت بسهولة» مع الشاب الباكستاني الأميركي فيصل شاه زاد ذو الثلاثين عاما الذي حاول تفجير تايمز سكوير في نيويورك.
وجاء أيضا: «سوف أقوم بإصدار بيان صحافي أشير خلاله إلى بداية مرحلة جديدة يتم خلالها تصحيح (الأخطاء) التي وقعنا فيها. لعمل ذلك يجب أن نسترجع، بمشيئة الله، ثقة شريحة كبيرة من هؤلاء الذين فقدوا ثقتهم في الجهاديين». وجاء ذلك في خطاب طويل قام بكتابته بين شهري يوليو (تموز) وأكتوبر (تشرين الأول) عام 2010 وتم إرساله إلى أحد أهم مساعديه (الشيخ محمود) عطية الله. وقال أيضا: «يجب على الإخوة في كل الأنحاء الاعتراف بالخطأ والمسؤولية عما حدث».
كان بن لادن رئيسا صارما، فقد طلب في خطاب كتب بين فترتي يوليو وأكتوبر من عام 2010، من قيادات بارزة تابعة لـ«القاعدة» في اليمن (وطنه) أن يقوموا بكتابة تقارير بها نقد للذات موضحين الأخطاء التي وقعت فيها جماعتهم. من ضمن تلك الشخصيات رجل الدين المتشدد، أنور العولقي، الذي كان في هذا الوقت نجم المواقع الإلكترونية بين المجاهدين. إذا نظرنا إلى بن لادن كرئيس تنفيذي، سنرى أنه كان يتعامل مع كثير من المديرين، حيث كتب عن مخاوفه بشأن فرع «القاعدة» في العراق الذي قام بقتل الكثير من المدنيين وبالتالي جلب مشكلات من قوات التحالف. ورأى أن إضاعة الوقت مع الأهداف الحكومية، كما كانت تفعل القاعدة في العراق، يعد تبديدا للطاقة.
لقد ناضل بن لادن من أجل أن يستهدف أتباعه المصالح الأميركية في الدول غير الإسلامية مثل كوريا الجنوبية، حيث لا يوجد هناك قواعد أو شركاء أو جماعات جهادية قد تواجه خطرا. كذلك اقترح استهداف المواطنين الأميركيين في جنوب أفريقيا لأنها خارج حدود المغرب الإسلامي.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,320,134

عدد الزوار: 7,627,627

المتواجدون الآن: 0