خطف 3 سوريين على طريق مطار بيروت في ظروف غامضة...المراقبون يستمعون إلى شهادات سكان تعبوا من النظام

واشنطن وباريس: الانتخابات السورية سخافة ومهزلة...لجان خالية في معظم المناطق.. ومشاركات بـ«الإكراه»..انتشار أمني كثيف واقتحامات بالجملة..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 أيار 2012 - 10:04 ص    عدد الزيارات 2316    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن وباريس: الانتخابات السورية سخافة ومهزلة
إضراب عام وعمليات عسكرية مستمرة في دوما وحمص وحماه وإدلب * مون: مقتل أكثر من 10 آلاف سوري أمر غير مقبول
بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال وبولا أسطيح واشنطن: محمد علي صالح ـ لندن: «الشرق الأوسط»
سخرت دول غربية من الانتخابات التشريعية السورية التي جرت أمس وسط أجواء من العنف والقتل المستمر. وفيما أعلنت الخارجية الفرنسية أن الانتخابات التي نظمتها دمشق بمثابة «مهزلة شنيعة»، اعتبرتها واشنطن «أقرب إلى السخافة».وقالت الخارجية الأميركية في بيان رسمي إن الانتخابات «ليست حرة وليست نزيهة»، وإن الحكومة السورية التي تجريها «هي نفس الحكومة التي تقتل شعبها».
داخليا، قاطع أغلب السوريين الانتخابات بينما بدت اللجان خاوية في معظم المدن، وشهدت العاصمة دمشق استنفارا أمنيا موسعا، كما استمرت العمليات العسكرية في دوما وحمص وحماه وإدلب وسط اضراب عام في معظم المدن.
ودعا المجلس الوطني السوريين الى الإضراب والتظاهر للتصدي لما سماه «مسرحية تستهين بدماء آلاف الشهداء»، بينما تحدثت المعارضة عن «إجبار القوى الأمنية أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في بلدات عدة على فتح أبواب محالهم، في محاولة لفض الإضرابات التي عمت معظم المناطق السورية، احتجاجا على تنظيم الانتخابات البرلمانية الأولى منذ اندلاع الثورة السورية».
في غضون ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الوضع الحالي في سوريا أصبح القضية الأكثر سخونة دوليا ويثير قلق المجتمع الدولي. وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أمس إن مقتل أكثر من 10 آلاف سوري حتى الآن أمر غير مقبول.
انتشار أمني كثيف واقتحامات بالجملة.. وقتلى وجرحى في دير الزور وحماه، قوات الأمن السورية عملت على فض إضرابات شلت عددا من المناطق احتجاجا على تنظيم الانتخابات

بيروت: ليال أبو رحال... لم يحل انصراف النظام السوري إلى تنظيم الانتخابات التشريعية أمس دون مواصلته الحملات العسكرية في عدد من المدن والبلدات السورية، فيما تحدثت المعارضة السورية عن «إجبار القوى الأمنية أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في بلدات عدة على فتح أبوابهم، في محاولة لفض الإضرابات التي عمت معظم المناطق السورية، احتجاجا على تنظيم الانتخابات البرلمانية الأولى منذ اندلاع الثورة السورية».
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في محصلة أولية ظهر أمس، مقتل 11 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية، فيما أكد ناشطون أن إضرابات عمت مناطق عدة في درعا وكفر شمس وعلْما وإنخل وإدلب وأريحا وحماه وقلعة المضيق، بالتزامن مع تنفيذ قوات الأمن السورية انتشارا أمنيا كثيفا. وأشاروا إلى أن قوات الأمن لم تتردد في اقتحام مدن عدة، في محاولة لإجبار الأهالي على فتح المحال التجارية وإنهاء الإضراب.
وكانت انفجارات قوية هزت حي الحاضر في مدينة حماه، التي شهدت أسواقها إضرابا كاملا شل حركة المدينة ردا على الانتخابات التشريعية، وشمل بلدات عدة في ريف حماه. وبث ناشطون صورا أظهرت تعرض حماه لإطلاق نار كثيف، وسط أنباء عن اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر منشقة في حي المزراب. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن أربعة أشخاص - بينهم رجل وابنتاه من عائلة الجياري - قتلوا أمس في قبر فضة نتيجة إحراق قوات النظام منزلهم وهم موجودون بداخله، فيما أصيب أحد عشر شخصا في هجوم لقوات النظام على القرية.
وفي حلب، أفادت «لجان التنسيق» عن خروج مظاهرتين من أمام جامع زينو في حي سيف الدولة. وفي أعزاز، هتف المشاركون فيهما للحرية وطالبوا بإسقاط النظام، منددين بالانتخابات، فيما قال ناشطون إن قوات الأمن أعادت اقتحام بلدة حيان للمرة الثانية على التوالي.
وفي درعا، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن قوات الأمن قامت باقتحام درعا البلد في محاولة لفك الإضراب الذي شمل عدة مناطق في محافظة درعا رفضا لانتخابات مجلس الشعب. وتجدد إطلاق النار في درعا البلد ودرعا المحطة تزامنا مع انتشار كثيف للأمن في الشوارع واعتلاء القناصة أسطح المنازل ومآذن المساجد واستهدافهم لأي شيء يتحرك. وفي الجيزة، أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين خرجوا تضامنا مع بلدة النعيمة.
وفي مدينة إدلب، ذكر المرصد السوري أن أصوات خمسة انفجارات سمعت أمس من دون أن ترد أنباء عن إصابات، في ظل مقاطعة للانتخابات طالت بلدات وقرى الريف، وسط انتشار أمني كثيف. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن عضو المكتب الإعلامي للثورة في إدلب نور الدين العبدو تأكيده أنه «لا يوجد في إدلب وريفها أي علامات على وجود انتخابات في البلاد»، معتبرا أن «النظام يحاول أن يُوهم نفسه أنه ما زال قائما من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة، فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى إلا بقبضة الدبابات». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن خروج مظاهرة حاشدة في جرجناز رفضا للانتخابات، في موازاة إشارة «لجان التنسيق» إلى مقتل الشاب محسن محيو خليل من منطقة الحويز بعد أن تم إسعافه مصابا إلى مدينة خان شيخون.
وفي ريف دير الزور، قتل ثلاثة شبان في قرية ذيبان إثر «كمين نصبته لهم القوات النظامية بالتعاون مع موالين للنظام» فجر أمس، وفق ما أعلنه المرصد السوري.
أما في ريف دمشق، فقد قصفت قوات النظام مدينة الضمير بقذائف الهاون، في موازاة وصول تعزيزات عسكرية إلى كفربطنا. وقال ناشطون إن عناصر الجيش النظامي عند الحاجز الموجود في مدخل المدينة كانوا يفتشون ركاب الحافلات، ومن لا يوجد على أصابعه آثار الحبر السري الخاص بالانتخاب، كان يتعرض للضرب ويساق إلى المركز الانتخابي للمشاركة بالإكراه.
كما اقتحمت قوات الأمن بلدة حتيتة التركمان بالآليات العسكرية وأعداد كبيرة من «الشبيحة». وفي بلدة السبينة في ريف دمشق وحي العسالي في دمشق، أقدمت القوى الأمنية بمؤازرة «الشبيحة» على تحطيم واجهات المحال المشاركة في الإضراب العام، قبل تشميعها بالشمع الأحمر في حال لم يستجب أصحابها لدعوتهم إلى فتحها.
وفي تلك الأثناء تعرضت مدينة دوما المحاصرة في ريف دمشق لقصف عنيف يوم أمس وكذلك بلدة دير العصافير، وقال ناشطون إنه ضمن حملة «بوركت لأمتي في بكورها» خرجت مظاهرة في بلدة ببيلا صباح أمس لنصرة بلدة دير العصافير وللمدن المحاصرة وتم ملء الجدران والشوارع بعبارات ومنشورات دعوا لمقاطعة الانتخابات مع إزالة صور المرشحين من الشوارع.
كذلك، شهد حي الميدان - أكبر الأحياء الدمشيقة - والأحياء المتصلة به، مثل نهر عيشة والعسالي وغيرها، إضرابا عاما بلغت نسبته نحو 80 في المائة لا سيما في سوقي أبو حبل والجزماتية، إكراما لأرواح الشهداء ورفضا لانتخابات النظام. بينما انتشرت وسط العاصمة دمشق الحواجز، لا سيما في المركز التجاري في محيط ساحة السبع بحرات التي يحتلها مؤيدو النظام ورجال الأمن وشارع العابد والشوارع المؤدية إلى حي ركن الدين وغيرها.
وفي جوبر، انتشرت قوات الأمن في الحي وتمركزت في ساحتي علوش والشهداء، مشددة تدقيقها على الحواجز الأمنية، في محاولة لمنع خروج مظاهرة كانت مقررة بعد صلاة العصر.
خطف 3 سوريين على طريق مطار بيروت في ظروف غامضة، مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: ظاهرة خطفهم باتت تثير القلق

بيروت: يوسف دياب.... تواصل مسلسل خطف المواطنين السوريين والاعتداء عليهم في لبنان، سواء لأسباب سياسية أو حتى مالية، وفي آخر فصول هذا المسلسل خطف ثلاثة شبان سوريين من عائلة واحدة (شقيقان وابن عمهما) فجر أمس لدى وصولهم من مدينة حمص إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي تفاصيل الحادثة، ادعى لدى فصيلة الأوزاعي في قوى الأمن الداخلي، كل من عبد اللطيف دلا وعبده دلا، أن أبناء شقيقيهما السوريين حضروا إلى بيروت ولدى وصولهم إلى منطقة طريق المطار تعرضوا للخطف على أيدي مجهولين، فيما بقيت السيارة التي كانت تقلهم متوقفة إلى جانب الطريق، وفي وقت لاحق تلقى عبد اللطيف وعبده دلا اتصالا من شخص مجهول، طلب منهما خمسة آلاف دولار أميركي كفدية مقابل الإفراج عن المخطوفين. في غضون ذلك، أوضح مصدر أمني أن «التحقيق يتتبع مصدر الاتصال الذي تلقاه عما المخطوفين والنقطة الجغرافية الذي أجري منها». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «معطيات الحادث تفيد بأن المخطوفين كانوا مراقبين مسبقا». وعما إذا كانت دوافع الخطف سياسية أم مادية، لفت إلى أن «الأسباب الحقيقية لن تتضح بكل جوانبها قبل استكمال التحقيق وجمع المعلومات، غير أن اللافت هنا أن الجناة طلبوا فدية، علما بأن أوضاع المخطوفين المادية ليست جيدة».
وقال المصدر الأمني إن «حوادث خطف السوريين في لبنان، بدءا من خطف الأشقاء الثلاثة من آل الجاسم قبل سنة تقريبا ومن بعدهم المعارض السوري (نائب الرئيس السوري الأسبق) شبلي العيسمي، ثم خطف عمال سوريين في أكثر من منطقة لبنانية، باتت ظاهرة مثيرة للقلق، خصوصا أنه لا يمكن فصلها عما يجري في الداخل السوري. باعتبار أنها بدأت (أعمال الخطف) بعد انطلاقة الثورة السورية». ولم يستبعد أن «يكون الهدف منها إيصال رسالة لمن يعنيهم الأمر بأن لبنان ليس ملاذا آمنا للاجئين السوريين الفارين من الأحداث الجارية في بلدهم».
إلى ذلك، استنكر «الحزب التقدمي الاشتراكي» في بيان أصدره أمس «الاعتداء المسلح الذي تعرض له عدد من العمال السوريين في بلدة مزبود بمنطقة إقليم الخروب (جبل لبنان) في الآونة الأخيرة». وإذ ندد بهذه الأعمال، حذر من «العودة إلى الممارسات الميليشيوية». وطالبت القوى الأمنية بـ«وضع حد لمثل هذه التعديات التي تتكرر باستمرار في المنطقة، واتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا المسلسل عبر تكثيف الدوريات ووضع نقاط مراقبة»، مؤكدا أن «هذه الحوادث تسيء إلى الإقليم وأهله وروح الأخوة».
متحدث باسم المراقبين يؤكد استمرارهم في «الرصد والإبلاغ،»، الناطق باسم مجلس قيادة الثورة: البعثة غطاء شرعي لجرائم النظام.. والمعلم طالبها بالموضوعية

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم ... بدأت ثلاث مجموعات من المراقبين الدوليين أمس في تسيير دوريات بمناطق ريف دمشق بعد انضمام أعداد جديدة إليهم، حيث جال وفد من المراقبين الدوليين في عدد من أحياء مدينة دمشق وريفها، كما زار أحياء بمدينة حمص. وبينما قال عمر حمزة، الناطق باسم مجلس قيادة الثورة إن «بعثة المراقبين غطاء شرعي للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم»، طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا بـ«الموضوعية والمهنية» في أداء البعثة، والنأي عن «التسييس الدائر للملف السوري بمجلس الأمن».. فيما لا يزال أغلب سكان المناطق التي يزورها المراقبون غير مقتنعين بجدوى الزيارات، أو فاعلية أدائهم عملهم.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وفدا من المراقبين الدوليين قام صباحا بجولة في عدد من أحياء مدينة دمشق وريفها شملت المتحلق الجنوبي ودوار البيطرة والصناعة والمزة - جانب بساتين الرازي وحول دار المعلمين ووزارة الإعلام وساحة الأمويين ودوار الجمارك ومنطقة المجتهد وشارع خالد بن الوليد والحميدية وشارع النصر والمرجة وجسر فيكتوريا وقبر عاتكة ودوما وحرستا»، كما ذكرت الوكالة أن «وفدا من المراقبين زار أحياء طريق الشام والوعر والغوطة ووادي الذهب وعكرمة والإنشاءات وشارع الحضارة بمدينة حمص».
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم المراقبين الدوليين نيراج سينغ في تصريح له: «سيرت بعثة المراقبين الاثنين 3 دوريات في مناطق ريف دمشق، بالطريقة نفسها التي تعمل بها فرقنا العاملة في المحافظات الأخرى.. حيث يعمل 8 مراقبين عسكريين، إضافة إلى شخص مدني انضم إليهم، ولدينا 4 مراقبين في كل من حماه وإدلب ودرعا».
وكان سينغ قد أكد أن البعثة مستمرة في الرصد والإبلاغ عما تراه على أرض الواقع، مشيرا إلى أن عدد المراقبين حتى الآن وصل إلى 70 مراقبا؛ «بينهم 39 مراقبا عسكريا»، إضافة إلى فريق متخصص في دعم المدنيين، وموضحا أن أعدادا جديدة من المراقبين سوف تنضم إلى البعثة.
وعن جولة المراقبين في مناطق ريف دمشق، قال عمر حمزة، الناطق الإعلامي باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»: «اقتصرت زيارة المراقبين إلى عدد من مناطق ريف دمشق على جولة بالسيارات، ومروا في دوما وعين ترما وحزة وكفربطنا، من دون أن يدخلوا إلى حمورية، وكان موكبهم عبارة عن سيارة تابعة للبعثة وسيارة لقناة (الدنيا) في داخلها عدد من الشبيحة والمسلحين. لكن في منطقة سقبا اضطروا للتوقف بعدما اعترضتهم امرأة في وسط الطريق، طالبة منهم أن يفرجوا على الأقل عن المعتقلين الجرحى وعن جثامين القتلى، فيما كانت كاميرا قناة (الدنيا) تصور وجوه الأهالي الذين اقتربوا من المراقبين وحاولوا التكلم معهم.. مع العلم بأن الحواجز لا تزال منتشرة في كل المناطق، إضافة إلى انتشار ملحوظ للقناصة».
وفي المناطق الأخرى، قال حمزة: «سمحت قوات الأمن في كفربطنا لشخص واحد وهو من خارج البلدة ولا يعرفه أحد من أهل المنطقة، أن يتكلم مع فريق بعثة المراقبين، ليقول لهم إن الجيش النظامي يحميهم. أما في عربين والزمالة وكفربطنا والضمير والحموري، فقد نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات بمجرد خروج بعثة المراقبين منها». وأكد أن «عمل هذه البعثة، بحسب قول المراقبين الذين التقوا الأهالي، هو مراقبة أو التأكد من تنفيذ البند المتعلق بسحب الآليات العسكرية من الشوارع فقط، كما أنهم نصحوا الناشطين والأهالي، وعلى لسان العقيد أحمد حميش، بعدم التظاهر كي لا يواجهوا بعمليات القنص»، سائلا: «كيف يمكن أن تنص مبادرة أنان على سلمية التظاهر ويطلبون منا في المقابل عدم التظاهر؟».
في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن الجنرال روبرت موود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي رحب بعمل البعثة، وأكد استمرار سوريا في تسهيل مهمتها ضمن التفويض المخصص لعملها، وقال بيان رسمي إن المعلم «شدد على أهمية الموضوعية والمهنية في أداء البعثة لنقل حقيقة الواقع السوري إلى المجتمع الدولي؛ بعيدا عن التسييس الدائر للملف السوري بمجلس الأمن».
وقال البيان إن موود «أشاد» بتعاون الجانب السوري في «تسهيل عمل البعثة وضمان حرية حركتها دون أي عوائق، كما قدم التعازي في الضحايا السوريين الذين سقطوا جراء الأحداث الأخيرة». ويشعر أهالي غالبية المناطق التي يزورها المراقبون الدوليين بكثير من الحنق والظلم؛ إذ يتعاطى معهم المراقبون ببرود وحياد كبير يصل حد الجفاء و«العجرفة»، ويقول ناشط من مدينة القصير في ريف حمص التي زارها المراقبون منذ يومين، إن «الأهالي منذ وصل المراقبون إلى سوريا وهم يحضرون لاستقبالهم، وعندما جاءوا جرى استقبالهم بالورود، لكنهم بدوا جافين جدا في الاستماع لشكاوى الأهالي، حتى إنهم رفضوا فتح زجاج السيارة وكلموهم من خلف الزجاج»، وتابع: «كانوا يحققون في ما يقوله الأهالي المنكوبون وكأنهم لا يصدقونهم، ويقارنون بين كلامهم وكلام المحافظ.. وعلى سبيل المثال، اشتكى الأهالي من عدم السماح لهم بحرية الحركة داخل المدينة بسبب الاعتقالات والحواجز والقناصة، فكان الرد أن محافظ حمص أكد لهم أن المطلوبين أمنيا فقط هم من لا يستطيعون التحرك». وعبثا حاول الأهالي أن «يوضحوا للمراقبين أن أكثر من 70% من سكان المدينة مطلوبون أمنيا لأنهم شاركوا بالمظاهرات وصوروها وتعاملوا مع وسائل الإعلام»، كما وجدوا «صعوبة في إقناعهم لزيارة المواقع التي يخبئ فيها النظام الدبابات التي دكت المدينة لنحو شهرين، وكذلك المناطق التي زرعت بالألغام وحرمت المزارعين من الوصول إلى مزارعهم».
وفي بلدة حمورية في ريف دمشق، التي زارها المراقبون أمس، قال ناشطون في تنسيقية حمورية إن «لجنة المراقبين الدوليين قامت بأداء واجبها بالمراقبة في مدينة حمورية في فترة لا تتجاوز الأربعين ثانية، وذلك من خلال عبورها شارع الروضة والعودة بالاتجاه الآخر بمرافقة قناة (الإخبارية) الرسمية».
النظام السوري يدير الانتخابات التشريعية بيد والعمل العسكري بأخرى، المعارضة واكبتها بالإضراب والتظاهر.. والناشطون نظموا «انتخابات خاصة بهم»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... غير آبه بالحملات المعترضة على إجراء الانتخابات التشريعية في ظل احتدام الوضع الأمني في مختلف المحافظات السورية، أدار النظام السوري العملية الانتخابية يوم أمس على وقع إطلاق النار وحملات الاعتقال التي كانت تنفذها قوات الأمن في أكثر من منطقة سورية، في وقت قاطعت فيه أعداد كبيرة من السوريين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد العملية الانتخابية.. بينما دعا المجلس الوطني السوريين للإضراب والتظاهر للتصدي لما سماها «مسرحية تستهين بدماء آلاف الشهداء».
وفيما أكد وزير الداخلية السوري، محمد إبراهيم الشعار، أن انتخابات أعضاء مجلس الشعب سارت بشكل طبيعي، متحدثا عن إقبال ملحوظ من قبل الناخبين إلى مراكز الاقتراع.. صعّدت قوى المعارضة السورية دعواتها لمقاطعة الانتخابات، ودعا «المجلس الوطني السوري» السوريين يوم أمس إلى الإضراب والتظاهر، في الوقت الذي تجرى فيه الانتخابات التشريعية في البلاد، واصفا هذه الانتخابات بأنها «مسرحية تستهين بدماء آلاف الشهداء».
وقال المجلس في بيان: «إننا ندعو السوريين للإضراب أو التظاهر في ساعات الانتخاب، للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية»، وأضاف: «بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لإجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع، وجرائم الإبادة والعقوبات الجماعية». ورأى البيان أن إجراء هذه الانتخابات «يستهين بدماء آلاف الشهداء السوريين»، ويدل على «استهتار نظام الأسد بالمبادرة الدولية العربية»، مؤكدا أن «ملايين السوريين أقسموا منذ أكثر من سنة، أنهم يريدون إسقاط النظام القاتل، وهم بالتأكيد ينظرون بكثير من الاستخفاف لدعوتهم لتجديد شرعية النظام عبر انتخابات هزلية».
بدوره، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري، لؤي صافي، أن «إصرار النظام على إجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني المتردي الذي تشهده سوريا دليل يؤكد أن الأسد محرج ومرتبك، ويسعى لإقناع المجتمع الدولي بأنه ينفذ عملية الإصلاح التي يتحدث عنها صبحا ومساء»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من سيصدق مسرحيات الأسد وأنه أجرى انتخابات نيابية حرة وديمقراطية والدبابات في الشوارع والجيوش تحاصر المدن والقرى؟»، متوقعا أن يخرج النظام بأعداد ونسب بما خص عملية الاقتراع والمقترعين شبيهة بالأرقام الخيالية التي عود عليها السوريين والمجتمع الدولي، وأضاف: «من يستطيع أن يكذّب أرقامه بالمستندات، ولا مراقبين دوليين يشرفون على العملية الانتخابية، ولا معارضين من الداخل السوري قادرون على مواكبة الاستحقاق عن كثب؟».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، نقل فارس محمد، عضو لجان التنسيق في الزبداني، أجواء العملية الانتخابية في المدينة، مؤكدا أن «المدينة التي تعد من المدن المعارضة بنسبة 100 في المائة واكبت دعوة النظام للاقتراع بحملات انتخابية هزلية، فتم ترشيح شهداء المدينة ليكونوا أعضاء في المجلس، فعلقوا صورهم على الأعمدة وفي الشوارع، وتم تسيير صندوق اقتراع، فانتخب الأهالي شهداءهم تلبية للحملة التي أطلقها الناشطون تحت عنوان (انتخبوا شهداءنا)».
وإذ أكد عضو لجان التنسيق في الزبداني أن المدينة «لم تشارك لا من قريب ولا من بعيد بالانتخابات، بل سارت فيها المظاهرات المنددة بإجراء الانتخابات تحت القصف ووسط حملات الاعتقال»، تساءل قائلا: «أيدعونا النظام لانتخاب رجالات المافيا في سوريا فيما دباباته تحاصر مدننا وجيشه يجول بين منازلنا؟ عن أي انتخابات يتحدث والأزمة السورية تتجه للتدويل في ظل وجود المراقبين الدوليين بيننا؟».
وبالتزامن، وصف القيادي في جبهة التنسيق الوطني في سوريا، عبد العزيز الخير، الانتخابات التشريعية التي أجراها النظام بأنها «تزييف جديد وصفيق لإرادة الشعب، وهي محاولة لإطالة عمر الاستبداد بقناع وبأجواء جديدة». وأكد الخير أن «هذه الانتخابات تقول إن السلطة لن تتغير ولا تريد أن تغير شيئا، وهي تتابع نهجها الذي اعتادته تاريخيا في تزييف إرادة الناس.. وبينما تقول السلطات إن هذه الانتخابات ستنقل البلاد إلى مرحلة التعددية الديمقراطية، فإن أجواء التوتر الأمني التي تعيشها البلاد تلقي بظلالها على عمليات الاقتراع».
وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» تحدثت عن أن عملية الاقتراع تمت في «جو من الديمقراطية، وبمشاركة شعبية تعكس حرص المواطنين السوريين على ممارسة حقهم الانتخابي بإرادة حرة لاختيار من يرونه الأكفأ لتمثيلهم في مجلس الشعب، بما يسهم في تحقيق تطلعاتهم إلى الارتقاء بالواقع الخدمي والتنموي بشكل يتماشى مع الحراك الذي تشهده عملية الإصلاح في سوريا»، وأفادت بأنه بدأ في الساعة السابعة صباح يوم أمس انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 في ظل الدستور الجديد للبلاد الذي أقر في شهر فبراير (شباط) الماضي.
وأوضحت الوكالة أنه تنافس على عضوية مجلس الشعب 7195 مرشحا ومرشحة في 15 دائرة انتخابية، منهم 710 سيدات، من خلال 12152 مركزا انتخابيا في مختلف أنحاء سوريا على 250 مقعدا، منها 127 مقعدا مخصصة لقطاع العمال والفلاحين، و123 لباقي فئات الشعب، مشيرة إلى أن من لهم حق الانتخاب هم 14 مليونا و788 ألفا و644، بمن فيهم المغتربون، وعسكريو الجيش والشرطة الذين لا يحق لهم الانتخاب طيلة فترة وجودهم بالخدمة.. وأن الانتخابات جرت تحت إشراف قضائي مستقل بالكامل وبمواكبة إعلامية من قبل مندوبين لما يزيد على 200 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية، بالإضافة إلى مائة شخصية سياسية وفكرية وحقوقية وإعلامية من دول عربية وأجنبية موزعة في المراكز الانتخابية للاطلاع على سير العملية.
يذكر أن سبعة أحزاب من بين تسعة أعلن عن تأسيسها منذ إصدار قانون تنظيم الأحزاب الجديد، بالإضافة إلى المستقلين وقائمة الوحدة الوطنية التي أعلنت عنها الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث وتشرف على الحكم في البلاد، شاركت يوم أمس بالعملية الانتخابية بغياب أي حزب أو شخصية معارضة.
وقد شددت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها صبيحة يوم الانتخابات على أن أهمية الانتخابات تأتي «من الرؤية الجديدة التي أخذت تتبلور حول مهمة مجلس الشعب في المرحلة المقبلة، واللغة التي يفترض أن يتحدث بها عن مصالح الوطن والمواطن، والأهم الرقابة التي يود كل منا أن يمارسها على أداء المجلس ومدى تمثيله لمصالح المواطن وصيانة مكتسباته».
واعتبرت «تشرين» أن «المشاركة في انتخابات مجلس الشعب اليوم لا تنبع أهميتها فقط من كونها ردا شعبيا على ما تتعرض له بلادنا من تآمر خليجي - غربي يتجسد بقتل وتخريب وتدمير، وإنما لأن مستقبل سوريا لا يصنعه إلا أبناؤها المؤمنون بقوتها ومحبتها وشموخها».
الانتخابات في عيون العالم: فرنسا تعتبرها مهزلة والصين تراها بداية الإصلاح، وسائل إعلام سورية تبدي شماتة في هزيمة ساركوزي

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط» ... بينما أعلنت وسائل إعلام سورية «شماتتها» في هزيمة الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من أمس، على خلفية موقف فرنسا المؤيد لمناهضي ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.. أعلنت الخارجية الفرنسية أن الانتخابات التشريعية التي نظمتها دمشق «بمثابة مهزلة شنيعة»، فيما أظهرت الصين تفاؤلا حيال الانتخابات كخطوة لتطبيق إصلاحات في سوريا.
واعتبر المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية أن الانتخابات التشريعية التي تنظمها دمشق هي «بمثابة مهزلة شنيعة»، وذكر مجددا بضرورة «انتشار سريع لكافة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا»، وتابع أن «نظام دمشق ينتهك بشكل فاضح قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 كما أثبت ذلك استمرار القمع الذي خلف أكثر من 30 قتيلا خلال الأيام الأخيرة».
وأشار فاليرو إلى أن «الأولوية اليوم هي مع انتشار سريع لكل مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، وتنفيذ خطة (كوفي) أنان برمتها من دون عراقيل»، وأضاف أن «الشعب السوري سيستعيد عبر العملية الانتقالية السياسية المنصوص عليها في خطة أنان والجامعة العربية، القدرة على تقرير مصيره بحرية».
واعتبرت واشنطن أن الانتخابات التشريعية في سوريا «أقرب إلى السخافة»، وانتقدت الخارجية الأميركية أمس الانتخابات السورية، وقال بيان رسمي إنها «ليست حرة وليست نزيهة» وإن الحكومة السورية التي تجريها «هي نفس الحكومة التي تقتل شعبها».
وكانت الخارجية كررت في تصريحات وبيانات سابقة بأنها لن تعترف بالانتخابات ولا بنتيجتها، وأن الرئيس السوري بشار الأسد يبحث عن ذرائع لاستمرار بقائه في الحكم. وأن أي انتخابات تجرى تحت إشراف حكومة ديكتاتورية لا يمكن أن تكون حرة.. وكانت الخارجية كررت أيضا أن الحل لمشكلات سوريا هو رحيل الأسد.
من جهتها، أعربت الصين عن أملها في أن تساهم الانتخابات التشريعية «في تعزيز عملية الإصلاح في سوريا والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري»، بحسب ما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي أمس.
وأعلن هونغ أن أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، الذي يجري زيارة إلى الصين حاليا، سيلتقي وزير الخارجية الصيني يانغ جياشي ونائب الرئيس الصيني تشي جينبينغ، الذي يرجح أن يرأس البلاد لاحقا، موضحا أن سوريا مطروحة على جدول أعمال اللقاءات. وقال هونغ «نأمل أن تعمل الأطراف المعنية في سوريا على تطبيق كامل لتعهداتها من أجل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات»، في إشارة إلى خطة أنان.
وفي المقابل، رحبت صحيفة «الوطن» السورية أمس بهزيمة الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته ألان جوبيه، اللذين كانا من الداعمين للحركة الاحتجاجية في سوريا. وعنونت صحيفة «الوطن» الخاصة، والمقربة من السلطات، «الثنائي ساركوزي - جوبيه إلى مزبلة التاريخ... الاشتراكي فرنسوا هولاند رئيسا للجمهورية الفرنسية».
وقالت الصحيفة إن ساركوزي وجوبيه «عملا طوال الأشهر الخمسة عشر الماضية بحثا عن مدخل من خلال مجلس الأمن الدولي لتدمير سوريا متسلحين بمبررات زائفة وحملات إعلامية كاذبة وبدفع من أعداء سوريا».
وأضافت الصحيفة «سيرث فرنسوا هولاند جمهورية فرنسية شبه منهارة اقتصاديا مع ارتفاع قياسي في أرقام العاطلين عن العمل، وتابعة سياسيا للولايات المتحدة الأميركية وتعاني من مشكلات مع شركائها داخل الاتحاد الأوروبي».
وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا «تحت عهد الثنائي ساركوزي - جوبيه قد أغلقت سفارتها في سوريا وذلك لأول مرة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، واحتضنت وشاركت في اجتماعات مناهضة لسوريا». وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل في 2 مارس (آذار) الماضي، أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق تعبيرا عن إدانتها «لفضيحة» القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه.
وهي المرة الأولى التي تغلق فيها فرنسا سفارتها في دمشق منذ عام 1956 عندما قررت البلدان العربية قطع العلاقات مع فرنسا وبريطانيا عقب حرب السويس (العدوان الثلاثي على مصر)، وأعادت السفارة فتح أبوابها بعد 6 أعوام.
لجان خالية في معظم المناطق.. ومشاركات بـ«الإكراه»

لندن: «الشرق الأوسط» .... بينما حرص الإعلام السوري أمس على ترسيخ ما سماه بـ«المشاركة الشعبية الواسعة»، و«الإقبال الجماهيري المتزايد» في الانتخابات البرلمانية، كان الواقع على الأرض لا يشير إلى ذلك، إذ أكد ناشطون وشهود عيان داخل سوريا أن المشاركة الفعلية كانت ضعيفة للغاية في معظم المناطق، بينما أوضح آخرون أن قوات الأمن السورية كانت تكره المواطنين على المشاركة في مناطق أخرى.
وجاهدت وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية لإبراز أن العملية الانتخابية جرت في البلاد في «أجواء طبيعية»، وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) والتلفزيون الرسمي إنها تمت في «جو من الديمقراطية وبمشاركة شعبية» لاختيار «ممثلي الشعب»، بينما كادت تخلو المراكز الانتخابية من الناخبين، ما عدا قلة قليلة جدا.
وقام ناشطون ببث مقاطع مصورة للانتخابات التي يجريها الشعب في مناطق عدة مقاطعة للانتخابات، مثل جوبر وزملكا وعربين وحمورية وسقبا وحرستا ويلدا وببيلا والضمير ومضايا والزبداني والهامة في ريف دمشق، والتي أظهرت ضعف المشاركة.
وفي درعا قاطعت الغالبية العظمى من بلدات ومدن حوران الانتخابات، وسط حالة إضراب عام. أما في محافظة حماه فقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المدينة أغلقت بالكامل، وشلت الحركة هناك تماما»، حيث التزم الأهالي بيوتهم، خشية إجبارهم من قبل قوات الأمن على المشاركة في الانتخابات.
بينما قال ناشطون في حماه إن «الثوار قاموا بحملة لإلصاق صورهم على أنهم مرشحو حماه لمجلس الشعب على جدران المراكز الانتخابية، ورفعوا أعلام الاستقلال فوق بعض المراكز»، كما أظهر فيديو آخر قيام ناشطين بإلصاق صور الشهداء على جدران المدينة، وعبارات ثورية مناهضة للنظام في غالبية الشوارع. بينما شهدت أحياء الكرامة ونزلة الجزدان والحاضر والأربعين استنفارا أمنيا، بعدما أشعل شباب هناك الإطارات وقطعوا الطرق، «كما أصيب شاب هناك برصاص قوات الأمن، بينما كان يقوم بتعليق علم الاستقلال».
وفي مدينة حمص وريفها غابت مظاهر الانتخابات، ما عدا بعض الأحياء والمناطق الموالية للنظام.. حيث لم يترشح للمجلس سوى أشخاص قلة من تلك المناطق، أغلبهم من المنتمين لحزب البعث (الحاكم). وفي إدلب زينت أعلام الاستقلال معظم المناطق المنتفضة، بينما غابت مظاهر الانتخابات تماما عن المحافظة عموما، وخرجت مظاهرات في جرجناز وعدة بلدات أخرى احتجاجا على الانتخابات. وفي الحسكة خرجت مظاهرة حاشدة في حي غويران احتجاجا على الانتخابات، وقام المتظاهرون بإخراج صناديق الاقتراع من المدارس وحطموها، وقطعوا الطرق بالإطارات المشتعلة.
رجال دين ودولة لتحفيز المواطنين على المشاركة

جريدة الشرق الاوسط... * استعانت وسائل الإعلام الرسمية برجال الدين من كافة الطوائف لإعطاء شرعية للانتخابات التشريعية، وكذلك عدد من المسؤولين الكبار في الدولة، حيث أظهرتهم وهم يشاركون في الانتخابات، وأجرت معهم مقابلات عبروا فيها عن تضامنهم مع النظام، وحثوا المواطنين على المشاركة.
وفي مركز انتخابي وضع في كنيسة الأرمن بباب شرقي، قال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك، للتلفزيون السوري: «الانتخابات محك كبير لسوريا على المستوى المحلي لإنجاح الحوار الوطني» و«إن مسؤولين سياسيين محليين وعالميين وكنسيين كاثوليك أكدوا أن سوريا تحقق أعلى نسبة ديمقراطية في العالم العربي».
ومن جانبه، دعا رئيس مجلس الوزراء عادل سفر «المواطنين إلى انتخاب أعضاء مجلس الشعب الأكفاء القادرين على تمثيلهم، حيث سيلعب المجلس دورا كبيرا في مراقبة أداء الحكومة»، أما وزير الإعلام عدنان محمود فاعتبر أن «الشعب السوري بمختلف أطيافه ومكوناته يؤسس اليوم لمرحلة جديدة في الحياة السياسية والبرلمانية من خلال مشاركته في الانتخابات».
ناشطون على الإنترنت: أعطوا صوتكم لـ«لا أحد» لأنه لا أحد يمثلكم
جريدة الشرق الاوسط... * عشية بدء الانتخابات التشريعية، أطلق شباب سوريون صفحة على موقع «فيس بوك» الاجتماعي، أطلقوا عليها اسم انتخبوا «ما حدا» (أي لا أحد)، وشعارها «ما حدا بيهتم.. ما حدا سائل.. ما حدا منكون وإلكم (إليكم)». وقال مدير الصفحة واصفا يوم أمس «إنه اليوم العظيم.. إنه يوم (ما حدا).. انتخبوا (ما حدا) مرشحكم لمجلس الشعب».
وفي التعريف بهم في الصفحة كتبوا: انتخبوا «ما حدا»، «ما حدا رح يوفي بوعدو.. ما حدا رح يصغي لمخاوفك.. ما حدا رح يكون معك.. بعد الانتخابات.. ما حدا رح يتذكرك». وعن آلية المشاركة في الانتخابات، قالوا إن «أولا: عدم ذهابك للانتخابات.. يضمن لك ذهاب صوتك لـ(ما حدا)، ثانيا: وضعك لورقة بيضاء في الصندوق يضمن إعطاء صوتك لـ(ما حدا)».
الأمين العام للأمم المتحدة: متحدون في إنجاح عمل المراقبين حتى يقود أنان عملية حوار سياسي في سوريا وقال إن التعامل مع رؤساء الدول الأعضاء يحتاج لمهارة وصبر.. و«الاعتزاز بالذات» لديهم مرتفع

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.. اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الوضع الحالي في سوريا، أصبح القضية الأكثر سخونة دوليا ويثير قلق المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس الأمن تحدثوا مرتين لدعم بعثات المراقبين إلى سوريا. وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولة في واشنطن أمس إن عدد المراقبين في سوريا حتى الآن بلغ 60 مراقبا عسكريا غير مسلح إضافة إلى عدد مساو من المدنيين وسيصل عدد المراقبين إلى 150 مراقبا يوم الخميس المقبل على أن يكتمل العدد 300 بنهاية شهر مايو (أيار) الحالي.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن الاهتمام الحالي هو وصول المراقبين إلى سوريا ليقوموا بمهمة مراقبة وقف إطلاق النار وإنهاء العنف، وشدد على أن «مقتل أكثر من عشرة آلاف سوري حتى الآن أمر غير مقبول، ويجب وقف العنف من قبل كل الأطراف سواء العنف الذي تقوم به الحكومة السورية أو ما تقوم به الجماعات المعارضة، حتى يمكن البدء في حوار سياسي للاستجابة لتطلعات الشعب السوري». وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة لعبت دورا كبيرا في الأزمة السورية، موضحا: «تحدثت كثيرا مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وتحدثت مع أعضاء مجلس الأمن ونحن جميعا متحدون (الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة) في التأكيد على أهمية عمل بعثات المراقبة ودورهم في التأكد من وقف إطلاق النار حتى يستطيع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان البدء في حوار سياسي». وأضاف أن الأمم المتحدة تحاول، في الوقت نفسه، توفير مساعدات إنسانية لأكثر من مليون شخص في سوريا تأثروا بالأزمة، إضافة إلى عشرات الآلاف من الذين هربوا إلى البلاد المجاورة لسوريا مثل العراق ولبنان وتركيا. وأشار إلى قيام هيئات الأمم المتحدة للتنمية وشؤون اللاجئين بأقصى طاقتها لمساعدتهم، مؤكدا أن الأمم المتحدة تريد المساندة من كل الدول لحل هذه المشكلة.
ودون أن يذكر أي دولة أو أي رئيس، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن لدى كل دولة عضو في الأمم المتحدة مصالحها الوطنية وأجندتها الخاصة وسيادتها واستقلاليتها، والعمل لتنسيق الجهود بين كل الدول يحتاج إلى صبر ومهارة وحكمة، وقال مون: «القوة المهمة في الأمم المتحدة هي قوة الفيتو، ولا بد من فهم مصلحة الدولة القومية، وكيفية ترجمتها إلى ما هو في صالح المجتمع الدولي، وهو أمر يتطلب حكمة وصبرا، لفهم تعارض المصالح بحيث يتم وضع مصلحة المجتمع الدولي أولا، ومحاولة إقناع تلك الدولة لإجراء حوار حقيقي في العلن وأحيانا في الغرف المغلقة وجها لوجه». وفي خطابه أمام معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية تحدث بان بإسهاب حول دور الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام وبناء السلام في مرحلة ما بعد انتهاء الصراعات. وقال: «بناء السلام هو صلب مسؤولية الأمم المتحدة بحيث يتم منع اندلاع العنف مرة أخرى في الدول التي خرجت من صراعات». وأشار إلى وجود 16 عملية حفظ سلام في العالم تشمل 30 ألف جندي مهمتها إنقاذ الأرواح وحماية دور القانون.
وأشار مون بفخر إلى إدانة تشارلز تايلور، رئيس ليبريا، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سيراليون، ونجاح عمليات بعثة حفظ السلام في ليبريا، مشيرا إلى أن العقد الماضي شهد عنفا كبيرا. وقال «هناك 1.5 مليار شخص يعانون من الصراعات والعنف ويشعرون أن العالم ليس آمنا ويشعرون بعدم الأمن وعدم المساواة، إضافة إلى الفساد وانتهاك حقوق الإنسان وقلة الوظائف».
وأشار بان إلى 7 عناصر مهمة في عملية حفظ السلام وهي الأول أن تضمن عدم اندلاع العنف مرة أخرى، الثاني أن تتشارك الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في حفظ وتأمين السلام، والثالث القيام بإصلاحات سياسية ومجتمعية، الرابع ألا يتم التركيز على الانتخابات باعتبارها هدفا لإنهاء الصراع مؤكدا أن الانتخابات قد تكون مضللة ويتم استخدامها كوسيلة للصراع في الدول النامية، والعنصر الخامس هو أن تتكامل مهمة بناء السلام مع مشاريع اجتماعية. والعنصر السادس توفير مصادر لدعم الفرص ودعم بعثات حفظ السلام وتوفير المعونة للشخص المناسب في الوقت المناسب. والعنصر السابع والأخير هو حماية المرأة وتمكينها، مشيرا إلى أن العنف الجنسي هو تكتيك متبع في الحرب والصراعات وأن الأمم المتحدة خصصت 6 في المائة من ميزانية مهمات حفظ السلام لتمكين المرأة.
 
قرية بحمص جيران الأمس فيها أعداء اليوم
 

الحياة..الزارة (حمص) - أ ف ب - انقسمت قرية الزارة السورية الواقعة في ريف حمص على اساس طائفي مع اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، حيث حولت عمليات القتل والانتقامات الجيران الهانئين الى اعداء لدودين.

وانتصب جدار من الخوف بين التركمان السنة القاطنين على تلة الزارة والسكان العلويين في جسر الزارة والذين كانوا يعيشون بوفاق سوية منذ الإمبراطورية العثمانية.

وسمع المراقبون الدوليون في هذه المنطقة من الطرفين على حد سواء، هواجسهم وعذاباتهم.

ويناشد الطرف الاول تركيا إنقاذهم من الرئيس السوري بشار الاسد، فيما يطالب الطرف الآخر الاسد بحمايتهم من هجمات «الارهابيين» القادمين من لبنان، البلد المجاور.

ويقول الملازم المنشق باسل العين: «نحن تركمان، ويجب على اردوغان ان يحمينا، وإلا فإن بشار سيقضي علينا»، في إشارة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.

ويقول هذا الضابط انه انشق عن الجيش السوري في 26 اذار (مارس) بعد «ان راى ثلاث مدفعيات تقوم بقصف بابا عمرو» الحي الثائر في حمص والذي سيطر عليه الجيش في مطلع آذار. ويسيطر على قرية الزارة المتاخمة للحدود اللبنانية، الجيش السوري الحر، المكون من منشقين مازالوا يرتدون لباسهم العسكري.

ويؤكد اهالي القرية، الذين كشفوا الاسبوع الماضي للمراقبين آثار حطام قذائف الدبابات وقذائف الهاون، مقتل 12 شخصاً وجرح وفقدان 150 آخرين، كما انهم لا يعلمون شيئا عن 50 شخصاً تم اعتقالهم من قبل الجيش او اختطفوا على أيدي مجهولين.

ويحمل اهالي القرية صور اقاربهم محاولين تمريرها لضباط الامم المتحدة.

ويقول مقدم سابق في الجيش ملتح: «إن الامر لا يتعلق بموضوع الثورة او الحرية، انها حرب دينية وطائفية يقودها النظام، الذي يريد القضاء على جميع السنة في سورية».

ويومئ احد الشبان، ويرتدي سروالاً وقميصاً اسود يحمل شعار «القاعدة»، برأسه موافقاً، الا انه رفض التعليق لدى سؤاله. ويبلغ عدد التركمان في سورية 300 الف نسمة، وهم من الطائفة السنية.

وتَخفق راية المعارضين في هذه البلدة، والتي تمثل العلم السوري بعد الاستقلال في عام 1946، ويهتف السكان: «الشعب يريد اسقاط النظام» و «الله يحمي الجيش الحر».

فيما يرفع السكان في اسفل التلة العلم الحالي الى جانب صورة الرئيس السوري هاتفين «الله سورية بشار وبس».

ويقول الطالب العلوي مصطفى عبد الكريم محمود (23 عاماً): «لقد قتلوا (مناهضي النظام) عدة ضباط على قارعة الطريق، لقد اوقفوا الشاحنات وسرقوا البضائع. انهم يختطفون اقاربنا ويطالبوننا بدفع فدية».

ويضيف: «انهم يجتازون النهر ليلاً ويحرقون المحال ويطلقون النار علينا ثم يلوذون بالفرار عند مجيء الجيش، انهم يقولون إننا عصابات الاسد، نعم، نحن جنود الأسد».

ويتابع هذا الشاب: «كنا نعيش كالإخوة قبل أن يأتي الغرباء (من لبنان) ويقلبوا الأوضاع».

وقال آخر «لقد مضى ثمانية أشهر لم أتمكن خلالها من العودة الى منزلي في منطقة تلكلخ» التي يسيطر عليها المعارضون ويحاصرها الجيش.

ويضيف آخر شاكياً: «إنهم يريدون إرغامي على معارضة النظام».

وأشار محافظ حمص غسان عبد العال: «إن من خطط لهذه الأزمة يسعى الى اللعب بالوتر الطائفي ليهدم العلاقة بين مكونات المجتمع». وأضاف: «إننا متاكدون من ان الغالبية ترفض التصعيد وتريد العيش بسلام».

 

 

وزير الداخلية السوري: الانتخابات جرت بشكل طبيعي وسط إقبال كبير
الحياة...دمشق - سمر أزمشلي
 

بدأت أمس عملية فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية السورية في مراكز الاقتراع بوجود مندوبين قانونيين عن المرشحين، على أن تعلن لاحقاً نتائج الانتخابات. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأمين القطري المساعد لحزب «البعث» محمد سعيد بخيتان قوله بعد إدلائه بصوته أمس أن حزب «البعث» خاض هذه الانتخابات بـ «قوائم الوحدة الوطنية ومن دون المادة الثامنة من الدستور القديم معتمداً على قاعدته الجماهيرية الكبيرة»، علماً أن هذه المادة نصت في الدستور السابق على أن «البعث» القائد للمجتمع والدولة.

وكان وزير الداخلية اللواء محمد الشعار أعلن ظهر أمس أن الانتخابات سارت «في شكل طبيعي وأن مراكز الاقتراع شهدت إقبالاً ملحوظاً»، مؤكداً عدم حصول «أي مشكلة باستثناء بعض الأمور التي قد تحصل في أي جو انتخابي»، الأمر الذي أيده رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي المستشار خلف العزاوي، قائلاً إنها جرت «في شكل طبيعي وهادئ».

وفتحت صباح أمس أكثر من 12 ألف صندوق انتخابي موزعة في البلاد، حيث تنافس 7195 مرشحاً في 15 دائرة انتخابية على 250 مقعداً في مجلس الشعب، ذلك بحضور ممثلي 200 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية ومئة شخصية سياسية دعيت إلى سورية. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن عدد الذين يحق لهم الانتخاب يبلغ 14.7 مليون من أصل نحو 23 مليون سورية.

وجالت مراسلة «الحياة» على عدد من مراكز الاقتراع في دمشق، حيث لوحظ وجود ممثلي المرشحين حاملين معهم قوائم بمرشحين ومعلومات عنهم وزعت على الناخبين بما في ذلك قائمة «الوحدة الوطنية» التي تضم مرشحي الأحزاب المرخصة وقوائم لرجال أعمال ومستقلين. كما لوحظ أن المقترعين دخلوا إلى المراكز لتسجيل قيودهم والتثبت من هوياتهم واستخدام الحبر السري قبل الدخول إلى غرفة الاقتراع.

وقال العزاوي خلال جولة قام بها على عدد من مراكز الانتخاب في دمشق: «لوحظ بعض الملاحظات البسيطة في بعض المراكز وتم تنبيه رؤساء لجان الانتخاب في المراكز عليها، وتأكدنا من وجود الحبر السري والغرف السرية ودخول الناخب وممارسة حقه الانتخابي بكل حرية لاختيار من يمثله». وزاد: «لم تردنا إلى الآن (ظهر أمس) أي شكوى أو اعتراض أو ملاحظة من اللجان القضائية الفرعية بالمحافظات على سير عمليات الاقتراع».

وكان مرشحون مستقلون استخدموا وسائل اتصال حديثة في الدعاية مثل الرسائل النصية وموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إضافة إلى «دردشات» على «واتساب». كما خصص التلفزيون الحكومي وقناة «الدنيا» الخاصة تغطية مباشرة من مراكز اقتراع في البلاد.

وهذه الانتخابات الأولى التي تجرى بموجب الدستور الجديد الذي نص في مادته على «التعددية السياسية» بدلاً من مادة سابقة كانت تقول إن «البعث» هو القائد للمجتمع والدولة.

ونقلت «سانا» عن بخيتان قوله إن انتخابات مجلس الشعب «تشكل أهم استحقاق دستوري تشريعي في هذه المرحلة المهمة من حاضر ومستقبل سورية حيث يتوج مسيرة الإصلاحات التي يقودها الرئيس بشار الأسد من خلال جملة المراسيم والقوانين والدستور الجديد». وأضاف إن السوريين عبروا عن «مشاركتهم الفاعلة والواعية عبر ممارسة حقهم الانتخابي في اختيار من يرونه جديراً بثقتهم لعضوية مجلس الشعب»، مشيراً إلى أن حزب «البعث» خاض هذه الانتخابات بـ «قوائم الوحدة الوطنية ومن دون المادة الثامنة من الدستور القديم معتمداً على قاعدته الجماهيرية الكبيرة وثقته بدوره وإمكانياته وتاريخه النضالي ووفق برنامج انتخابي شامل لجميع نواحي السياسة الاقتصادية والاجتماعية والسياسة العامة وذلك إلى جانب أكثر من 15 حزباً ومستقلين في تنافس حر ديموقراطي يؤسس لمرحلة من التعددية السياسية في سورية».

وقال رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش إن الانتخابات في ظل الدستور الجديد «تعبر عن رغبة السوريين في استمرار عملية الإصلاح الشامل التي يقودها الرئيس الأسد».

وزاد بعد إدلائه بصوته أن هذا الاستحقاق «ترجمة حقيقية للتعددية السياسية والحزبية التي كفلها الدستور الجديد ونص عليها قانون الانتخابات» بعدما أشار إلى أنها حصلت «في الوقت المحدد وضمن المهلة التي نص عليها الدستور الجديد الأمر الذي يعبر عن جدية القيادة السورية في متابعة عملية الإصلاح التي بدأت منذ ما يزيد على عشر سنوات».

وقال إن «الشعب السوري بإقباله اللافت على صناديق الاقتراع يؤكد من جديد إيمانه بسورية المتجددة التي ينشدها جميع السوريين».

وفي مركز الاقتراع في مبنى وزارة الخارجية، أدلى رئيس الوزراء عادل سفر بصوته. وقال إن الانتخابات التشريعية «تأتي في مرحلة تاريخية وهامة من حياة سورية جرى خلالها إطلاق برنامج الإصلاحات الشامل على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، مضيفاً أن هذه الانتخابات «استحقاق وطني يعمل على ترسيخ قيم حياة برلمانية لها قواعدها وأسسها في مجال الرقابة والتشريع ورسم السياسات».

وقال وزير الإعلام الدكتور عدنان محمود إن «الشعب السوري بمختلف أطيافه ومكوناته يؤسس اليوم لمرحلة جديدة في الحياة السياسية والبرلمانية من خلال مشاركته في الانتخابات واختيار ممثليه إلى مجلس الشعب بحرية وديموقراطية ووفق قانون الانتخابات والدستور الجديد الذي يستند إلى التعددية السياسية والحزبية والإشراف القضائي المستقل على الانتخابات». وقال السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد لـ «الحياة» إنه كان يوماً مهماً «في حياة سورية بخاصة وهي تعبر هذه الأزمة التي تواجهها على امتداد عام كامل من خلال المؤامرة التي تتعرض لها وتشارك فيها قوى إقليمية ودولية».

وزاد أن الانتخابات أكدت «على مسيرة الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس الأسد مبتدأ بالدستور واليوم المؤسسة الأهم في في حياة التشكيلات الدستورية مؤسسة مجلس الشعب التي من خلالها تسن التشريعات وتمارس الرقابة على أجهزة الدولة».

وقال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام إن الانتخابات «محك كبير لسورية على المستوى المحلي لإنجاح الحوار الوطني وعلى المستوى الدولي لإظهار صورتها الحقيقية الإيجابية المتجددة القادرة على التطور والتقدم في تحقيق الديموقراطيات والحريات والعمل لأجل السلام والعيش الكريم لجميع المواطنين». وأكد بعد إدلائه بصوته في كنيسة قرب باب شرقي في دمشق القديمة ضرورة أن يكون المجلس الجديد على «مستوى المسؤولية المترتبة عليه وأن يكون ضمير الوطن والمدافع عن كرامة المواطن وحقوقه ومطالبه وتطلعاته وبخاصة الأجيال الجديدة الشابة». كما شدد على ضرورة أن «يقوم بمتابعة دراسة الدستور الجديد لأجل ملء الثغرات فيه وتصحيح بعض الفقرات والمواد التي تعرضت لانتقادات محقة قبل التصويت وتحتاج لتصويب وتطوير». وأضاف أن مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سورية وبالتعاون مع اختصاصيين قانونيين «سيبدأون قريباً في العمل على مراجعة الدستور»، قبل أن يؤكد أمله في أن «تتضافر جميع قوى الشعب السوري لإنجاح مسيرة الإصلاح والتطوير والتجديد».

وشارك في هذه الانتخابات عدد من الأحزاب المرخصة بينها «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» التي يترأسها قدري جميل. وقال لـ «الحياة» إن العملية سارت «في أماكن أفضل من أماكن. لا توجد خروقات، توجد مضايقات حيث بلغنا (الهيئة القضائية المشرفة) أن وكلاءنا في بعض المناطق منعوا من دخول الأماكن الانتخابية ونعمل على حلها».

 

 

المراقبون يستمعون إلى شهادات سكان تعبوا من النظام ... والمعارضة
 
 

الحياة...دمشق - رويترز - استقبل سكان بلدة جبلية في سورية قرب الحدود مع لبنان، فريقاً زائراً من مراقبي الامم المتحدة بهتافات مناهضة للنظام السوري، متحدثين عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تبدأ من المداهمات والاعتقالات العشوائية غير القانونية إلى القتل والإخفاء القسري. غير ان المراقبين قابلوا ايضا سكاناً اشتكوا من طول الصراع في سورية وتأثيره على حياتهم اليومية، كما اشتكوا من حمل معارضين السلاح، ومن معارضة خارجية تعيش في فنادق خمس نجوم بينما يدفع السوريون في الداخل الثمن.

وشق الفريق، وهو جزء من مجموعة تتألف من 50 مراقباً يعكفون على تقييم مناطق الصراع في انحاء البلاد، طريقه في سيارتي جيب يتبعهما صحفيون إلى بلدة مضايا التي تبعد 30 كيلومتراً شمال غربي دمشق عند سفح سلسلة جبلية تفصل لبنان عن سورية.

وتعد هذه المنطقة السنية أحد مراكز الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهراً، وقالت امرأة للمراقبين وهي تبكي: «اريد ابني. الشرطة اخذت ابني... اختفى قبل ثمانية اشهر، لديه أربعة ابناء، اريد ان يعود».

ووصف رجل ملتح يدعى أحمد، البلدةَ التي يقطنها 20 ألف شخص بأنها «سجن كبير»، مضيفاً ان الجيش غالباً ما ينشر قناصة فوق أسطح المنازل والأبنية. وقال رجل آخر: «في كل مرة نخرج فيها في تظاهرة يطلقون النار علينا».

وحاصرت الحشود قافلة المراقبين وهتفوا «مرحباً»، واشاروا الى نقطة تفتيش قريبة للجيش يحرسها جنود قالوا إنهم يطلقون النار على الشوارع والابنية من حين لآخر. ونفى الجنود المبادرة إلى اطلاق النار، وقال احدهم: «أحيانا نتعرض لإطلاق النار لكننا لا نردّ».

وظهر وسط الحشد رجل مسن يرتدي الزي التقليدي، وبدأ يهتف للحكومة صائحاً: «الاسد رئيسنا، نريد الاسد» ورفض السكوت امام هتافات مضادة للرئيس السوري.

وقصف الجيش السوري على مدى اسابيع بلدة مضايا ومنتجع الزبداني القريب الذي شهد تظاهرات متكررة تطالب برحيل الأسد، وذلك قبل الاتفاق مع مقاتلي المعارضة في كانون الثاني (يناير) على وقف اطلاق النار.

وعلى الطريق من مضايا الى الزبداني، التي كانت منطقة جذب للسياحة، غطت الشعارات المؤيدة للاسد الجدران، وكان احد هذه الشعارات «نحنا رجالك يا بشار».

ولكن في الزبداني نفسها، علقت صور شبان قتلتهم قوات الجيش على المتاجر وواجهات البنايات، وكتب على ملصق يسخر من الانتخابات البرلمانية التي جرت امس: «انتخبوا مرشحكم للانتخابات البرلمانية الشهيد نور عدنان الدالاتي». وكتب على آخر: «انتخبوا الشهيد عصام حسن طاسة».

وقال محتج يدعى مهران، إنه اصيب برصاص حي اطلقته قوات الامن خلال تظاهرة مناهضة للنظام، وكشف عن وجود آثار رصاصتين في ساقه قال إنه لا يمكن استخراجهما.

وأضاف: «المزارعون لا يستطيعون الذهاب الى حقولهم. إنهم (قوات الجيش) يطلقون النار عليهم».

وقال رجل يرتدي ملابس ريفية يدعى ابو كمال (85 عاماً)، إن القوات منعته من الوصول الى حقله، وأضاف: «أبلغوني بأنني لا أستطيع الذهاب الى ارضي. أخذوا أيضاً ابني... ماذا يريدون منه... لم يفعل اي شيء».

لكن تدهور الاوضاع الاقتصادية جعل العديد من الاشخاص يشعرون بالقلق من الثورة، وقال صاحب متجر يدعى محمد (29 عاماً)، إنه اعتاد على المشاركة في التظاهرات المطالبة بالديموقراطية، لكنه توقف عن ذلك عندما لجأت أقلية من المحتجين الى الكفاح المسلح العام الماضي.

وأضاف: «التجارة كسدت، بعض الناس أفلس وأُغلقت متاجرهم. قوات الامن ضايقت الناس ودفعتهم لحمل الأسلحة... اعتقلوا اشخاصاً لم يكن لهم علاقة بأي شيء. ولكن اقول بأمانة إن الجانبين على خطأ».

وقال: «ألزم منزلي الآن. كنا نريد التظاهر سلمياً، وكنا نريد الحرية، لكننا لم نرغب في الدمار».

ومضى يقول: «الناس سئموا حقاً. لا أحد يهتم بنا. المعارضة تمتع نفسها خارج البلاد في فنادق خمس نجوم ونحن هنا ندفع الثمن».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,309,627

عدد الزوار: 7,627,443

المتواجدون الآن: 0