«سي. ان. ان»: إيران تضخّ مساعدات مالية للنظام السوري عبر مصارف في لبنان...الصراع يتصاعد بين «الإخوان» و«إعلان دمشق» بعد التمديد لغليون...اختطاف 3 إيرانيين في سوريا..الأمم المتحدة: موقع الكتروني حول عمليات البعثات في سوريا..اختطاف 12 لبنانيا في حلب قادمين من إيران يشعل ضاحية بيروت الجنوبية...

سوريا: قصف وانفجارات.. وغموض حول اختطاف 12 لبنانيا في حلب...معارض سوري: مصلحة العلويين في الإطاحة بالأسد

تاريخ الإضافة الخميس 24 أيار 2012 - 4:10 ص    عدد الزيارات 3020    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: قصف وانفجارات.. وغموض حول اختطاف 12 لبنانيا في حلب
مروحيات النظام تقصف قرى جبل الزاوية واشتباكات في ريف إدلب * رئيس عمليات حفظ السلام الدولية: نرفض عسكرة الأزمة
بيروت: ليال أبو رحال وبولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
شهدت مناطق في سوريا أمس انفجارات وعمليات قصف، فيما وقع انفجار في حي القابون في دمشق، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. واقتحمت القوات النظامية منطقة برزة، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات شملت سيدة وشبانا حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر، لـ«الشرق الأوسط»، أن مروحيات النظام قصفت أمس قرى في جبل الزاوية، لافتة إلى اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري والجيش الحر في منطقة سرمدا في ريف إدلب. إلى ذلك قالت مصادر سورية إن مجموعة مسلحة قامت بخطف 12 لبنانيا شيعيا في محافظة حلب، أثناء عودتهم من زيارة لإيران عبر سوريا. وتضاربت الأنباء حول الجهة التي يتبع لها المجموعة المسلحة، وبينما اتهمت مصادر سورية الجيش السوري الحر المعارض بالوقوف وراء الحادث نفى الجيش الحر تلك الأنباء. وقالت مصادر المعارضة السورية إن القوات السورية شنت غارات بالدبابات وعربات مدرعة في منطقة بمحافظة حلب يعتقد وجود المختطفين فيها. وأحرق أقارب المختطفين في لبنان إطارات سيارات وسدوا عدة شوارع في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله وموطن كثير من المخطوفين. وفيما استنكر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الاختطاف, دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله المتظاهرين إلى الهدوء. إلى ذلك، قال رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة هيرفيه لادوسو، خلال مؤتمر صحافي أمس «أعلنت الأمم المتحدة منذ البداية أنها ضد أي عسكرة للأزمة (السورية)، ونحن نعلم أنه كانت هناك هجمات إرهابية وتفجيرات، وهذا شيء يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وأي محاولات لعسكرة الأزمة ليست مقبولة».
المعارضة السورية تتهم النظام بقصف قرى جبل الزاوية بالطائرات واستهداف مسيرة في دير الزور، انفجار في دمشق ومداهمات واعتقالات في حلب ومعارك عنيفة في ريف إدلب

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»... أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 5 أشخاص نتيجة انفجار عبوة ناسفة بحي القابون في دمشق ليل الاثنين/ الثلاثاء، فيما أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن مروحيات النظام قصفت بالأمس قرى في جبل الزاوية، وبالتحديد كفروما وحاس وكفرنبل، لافتة إلى اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري والجيش الحر في منطقة سرمدا في ريف إدلب.
وكان المرصد السوري تحدث عن مواجهات تدور بين منشقين وقوات الأمن في بلدة الأتارب في ريف حلب في شمال سوريا، في وقت قالت فيه مصادر الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في المنطقة، وبالتحديد في سرمدا بعدما أحكم لواءان من الجيش الحر السيطرة عليها قبل 3 أيام، وأضافت: «النظام استقدم تعزيزات من إدلب، وقواته تتمركز حاليا في ساحة باب الهوا حيث تندلع اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر نتيجة مساعي قوات النظام لدخول المنطقة».
وتحدث ناشطون عن إصابة متظاهرين في محافظة دير الزور بجروح إثر إطلاق النار من القوات النظامية السورية لتفريق مظاهرة في بلدة البصيرة، لافتين إلى أن إطلاق النار وقع بعد مغادرة فريق من المراقبين الدوليين البلدة.
وقال الناشط السوري راتب سليمان، وهو مقيم بلندن وعلى اطلاع بالأوضاع الداخلية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المراقبين كانوا على طريق دير الزور مرورا ببلدة البصيرة، فخرج الناس بالمئات لمقابلتهم ولعرض أوضاعهم.. لكن المراقبين لم يتوقفوا إلا لدقائق قليلة التقوا فيها مدير المنطقة ثم انصرفوا. وبعدها توجه المواطنون إلى منطقة السوق في مسيرة، فقامت قوات الأمن بقصف المدينة وفتح النار على المسيرة والمتظاهرين ليسقط نحو 6 قتلى و12 جريحا، كما قام الأمن بحرق نحو 40 سيارة خاصة بالمواطنين».
وفي إدلب، أصيب مواطنون بجروح إثر إطلاق نار من القوات النظامية السورية في بلدة كفروما، بحسب المرصد الذي أفاد بأن الجيش يحاول اقتحام البلدة ويشتبك مع عناصر من الجيش الحر. كما أفادت مصادر الجيش الحر بأن طائرات النظام تقصف منذ صباح يوم أمس قرى في جبل الزاوية، وبالتحديد كفروما وحاس وكفرنبل، حيث توجد العناصر المنشقة بأعداد كبيرة. وفي دمشق، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن خمسة مواطنين قتلوا إثر انفجار عبوة ناسفة في حي القابون، فيما اقتحمت القوات النظامية منطقة برزة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات فيها، مشيرا إلى أن القوات النظامية اعتقلت خمسة مواطنين على الأقل أثناء حملة مداهمات واعتقالات في منطقة سابر، في ريف دمشق.
وقال ناشطون إن أصوات انفجارات وإطلاق رصاص سمعت فجر يوم أمس في مدينة دوما قبل أن تدخل القوات النظامية إلى أحيائها وتنتشر في محيطها. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في مدينة حرستا ومحيطها بحثا عن مطلوبين، إثر الاشتباكات التي دارت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء في المنطقة.
وفي ريف درعا، قُتل مواطن في بلدة النعيمة بإطلاق رصاص، على حد تعبير المرصد السوري الذي تحدث عن عدد من الانفجارات الشديدة في عدة أحياء في مدن إدلب، وحماه، وبانياس، واللاذقية، وحلب، ودمشق، إلا أنه لم يورد تفاصيل عن طبيعتها، مشيرا إلى أن قوات الأمن السوري نفذت حملة مداهمات واعتقالات بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء وفجر الثلاثاء في عدد من أحياء مدينة حلب.
وفي محافظة حماه، وأيضا بحسب المرصد السوري، فإن «أصوات انفجارات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة سُمعت بالأمس بالتزامن مع اقتحام القوات النظامية للبلدة»، مشيرا إلى اقتحام القوات النظامية قرية كوكب في ريف حماه، حيث «بدأت حملة مداهمات»، كما أفاد بسقوط جرحى في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في بلدة اللطامنة في ريف حماه.
وقال ناشطون في المكتب الإعلامي للثورة في حماه إن «القوات النظامية معززة بالآليات تحاول اقتحام البلدة وتشتبك مع العناصر المنشقين عنها والموجودين في البلدة»، لافتين إلى أن «عناصر الجيش الحر يتوارون في أحياء المدينة من دون أن تكون لهم سيطرة على مناطق بعينها. أما القوات النظامية فتسيطر على المداخل والشوارع الرئيسية وتتجنب دخول الأحياء، لا سيما في الليل».
وفي ريف درعا، أفادت الهيئة العامة للثورة بمقتل مواطن في بلدة النعيمة في إطلاق رصاص، في وقت تحدثت فيه وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن أن وحدات الهندسة فككت يوم أمس عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة إرهابية مسلحة على طريق عام أريحا - اللاذقية، بالقرب من بلدة اورم الجوز التابعة لمنطقة أريحا.
وكان المراقبون الدوليون، ودائما بحسب «سانا»، زاروا مناطق من محافظتي ريف دمشق ودير الزور، وتحديدا مدينتي المليحة والكسوة، فيما زار وفد آخر منهم أحياء هرابش والموظفين والجبيلة والانطلاق القديم بمدينة دير الزور، إضافة لبلدتي البصيرة والشحيل في ريف المحافظة، والتقى الكثير من الأهالي فيها.
وقالت الوكالة إن وفودا أخرى زارت عددا من المناطق بمدينة حماه وريفها والمشفيين العسكري والرازي بحلب، كما زار مراقبون آخرون مدينة مصياف بريف حماه.
اختطاف 12 لبنانيا في حلب قادمين من إيران يشعل ضاحية بيروت الجنوبية، رئيس المجلس العسكري للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: لا علاقة لنا بالعملية ولا يمكن أن نرضى بها

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»... قالت أسر شيعية لبنانية أمس: إن معارضين سوريين مسلحين خطفوا ما لا يقل عن 12 من أبنائها في حلب بشمال سوريا بينما كانوا عائدين من زيارة لإيران عبر سوريا، كما أعلن مصدر رسمي إيراني أمس عن اختطاف 3 سائقين إيرانيين في سوريا، بينما أكد مسؤول إيراني وقوف بلاده إلى جانب سوريا فيما تتعرض له من «مؤامرة تريد النيل من دورها في المنطقة».
وقالت جماعة معارضة في وقت لاحق إن القوات السورية شنت غارات بالدبابات وعربات مدرعة أخرى أمس على منطقة بمحافظة حلب الشمالية، قرب المكان الذي خطف فيه اللبنانيون في وقت سابق، وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا: إن أناسا في بلدة أعزاز في حلب أبلغوه بأن القوات السورية تمشط بعض الأحياء.
وأوضح مسؤولون أمنيون لبنانيون أن اثني عشر لبنانيا شيعيا خطفوا أمس الثلاثاء في مدينة حلب شمال سوريا. ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن المسؤولين، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن المختطفين كانوا في طريق العودة إلى لبنان عن طريق سوريا بعد زيارة دينية في العراق. وتجمع أهالي المخطوفين في الضاحية الجنوبية في بيروت مطالبين بالإفراج عنهم. وتسبب الاحتجاج في قطع عدد من الطرق، بينها طريق المطار، بالإطارات المحترقة وحاويات القمامة. وأثار توقيف الحافلتين اللبنانيتين اللتين تقلان الشباب اللبناني، وخطف 12 شابا لبنانيا منها، غضب عائلاتهم «الشيعية» في لبنان، بعد تأكيد تقارير إخبارية في بيروت أن عناصر من «الجيش السوري الحر» تقف وراء عملية الخطف التي حصلت تحديدا في قرية عزاز. وسارع أقرباء المخطوفين اللبنانيين فور شيوع الخبر إلى قطع طرقات عدة في بيروت، وتحديدا في مناطق الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله الذي سارع إلى دعوة الأهالي للاجتماع في أحد أحياء الضاحية للتباحث في الموضوع، فيما دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأهالي إلى عدم قطع الطرقات. وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالات مع دول وجهات معنية للعمل على الإفراج عن المخطوفين في حلب لم يسمها بيان صادر عن مكتبه.
وبينما هدد أقرباء المخطوفين بالقيام «بأعمال غير محمودة على الأمن في لبنان»، مؤكدين «أنهم يعرفون أماكن تواجد الجيش السوري الحر في لبنان»، إذا لم يتم الإفراج عن أفراد عائلاتهم، نفى رئيس المجلس العسكري في «الجيش الحر» العميد مصطفى الشيخ لـ«الشرق الأوسط» أي علاقة «للجيش الحر» بعملية الاختطاف، مؤكدا معرفته بالأمر من خلال اتصال ورده من لبنان طالبه القيام بوساطة للإفراج عن المخطوفين.
وأوضح الشيخ «أننا وصلنا إلى مرحلة فوضى كبيرة، ومجموعات مسلحة تدعي انتماءها للجيش الحر من دون أن يكون لها علاقة به»، مؤكدا أنه «لا يمكن لنا أن نقبل بأي شكل من الأشكال القيام بعمليات خطف مماثلة».
وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع متوتر شهدته منطقة الشمال اللبنانية، طالت تداعياته العاصمة بيروت ومناطق «سنية» عدة في لبنان تخللها قطع طرقات وسقوط قتلى وجرحى، على خلفية توقيف شادي المولوي وإطلاق حاجز للجيش اللبناني النار على الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه في عكار.
وقالت قريبة أحد منظمي الرحلة الدينية لـ«الشرق الأوسط» إنها «ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها رحلات من بيروت (تحديدا الضاحية الجنوبية) إلى إيران برا عبر سوريا، بعد اندلاع الأزمة السورية». وأشارت إلى أن «بين الشبان الاثني عشر المخطوفين شابين إيرانيين»، موضحة أنه «تم خطف الشبان فقط فيما لم يتم احتجاز السيدات المشاركات في الرحلة».
وكانت مجموعة من الشبان الغاضبين بادرت فور انتشار الخبر إلى قطع طرق عدة كطريق المطار والشويفات والطيونة والمشرفية وبئر العبد. وأفاد أقارب المختطفين في بيروت أن هواتف المشاركين في الرحلة جميعها مقفلة، وعرف من المختطفين مساء كلا من: جميل صالح، عوض إبراهيم، عباس شعيب، حسن عباس، أبو علي أرزوني.
وفي المعلومات المتداولة في بيروت أمس، فإن تنظيم هذه الرحلة يأتي في إطار حملة دينية تحمل اسم «بدر الكبرى» لصاحبها الشيخ عباس شعيب. وذكرت قناة «الجديد» التلفزيونية في بيروت أن «معظم المخطوفين ينتمون إلى عشائر وعائلات تؤمن بمنطق الثأر، وهم يهددون بفعل شيء خطير، لم يفصحوا عنه، متحدثين عن اختطاف مماثل لجنود من (الجيش السوري الحر) المتواجدين في منطقة معينة من بيروت».
وأوضح شقيق صاحب حملة «بدر الكبرى» لزيارة المزارات في إيران، والذي اختطف مع باقي الرجال المشاركين في الحملة في منطقة عجاج في حلب أنه «بينما كانت الحملة عائدة من إيران أوقفها رجال ينتمون لما يسمى (الجيش السوري الحر) واحتجزوا كل الرجال الموجودين على متن الحافلة وقالوا للنساء: اذهبوا وقولوا لأول حاجز جيش سوري إننا نريد مقابل هؤلاء الرجال أسرى من الجيش السوري الحر».
ودان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما أقدمت عليه مجموعات مسلحة من عملية اختطاف للبنانيين في حلب، معتبرا أن الأولوية لكيفية معالجة هذا الأمر.
من جانبه، استنكر رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري خطف المواطنين اللبنانيين في سوريا، معربا عن تضامنه الكامل مع أهلهم، ومطالبا بالإفراج الفوري عنهم. وقال الرئيس الحريري: «إننا نستنكر خطف إخوتنا اللبنانيين في سوريا كائنة من كانت الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف، ونطالب بالإفراج الفوري عنهم كائنة من كانت الجهة الخاطفة».
وأضاف: «إنها مناسبة للإعراب عن تضامننا الكامل مع أهل المخطوفين، الذين نعتبرهم أهلنا، وعلى الخاطفين أن يعلموا أن الشعب اللبناني هو واحد موحد في هذه القضية، وأننا نتعامل مع هذه القضية بصفتها قضية وطنية لبنانية لا تحتمل أي تأويل أو مساومات».
وعلى صعيد ذي صلة، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بدمشق عباس غلورو «أكد اختطاف 3 سائقين إيرانيين دخلوا إلى سوريا عبر الحدود التركية»، وأشار إلى أن السائقين الثلاثة اختطفوا أول من أمس الاثنين من دون أن يذكر المكان الذي اختطفوا منه، وأعرب غلورو عن أسفه لأن السائقين ورغم تحذير السلطات الإيرانية لمواطنيها من التوجه برا إلى سوريا، «دخلوا البلاد من دون التنسيق مع المسؤولين في السفارة».
ويتهم ناشطون إيران بإرسال خبراء عسكريين ومقاتلين إلى سوريا لمساعدة النظام على قمع التظاهر ضده، كما يتهمون التيار الصدري بالتحالف مع النظام السوري، وبث ناشطون فيديو يظهر احتجاز 3 أشخاص قالوا: إنهم من ميليشيا مقتدى الصدر وجاءوا إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام.
من جانب آخر أعلن ناشطون عن منع وزير الإعلام الأسبق محمد سليمان من السفر إلى القاهرة، وذلك بعدما قامت المخابرات السورية وسلطات الهجرة في دمشق بمنعه من مغادرة سوريا أثناء تواجده في مطار دمشق الدولي متجها إلى القاهرة.
وكان وزير الإعلام السوري الأسبق محمد سليمان، وهو إحدى الشخصيات السورية العلوية البارزة ضمن ما يعرف بالحرس القديم (القيادات التي كانت تحيط بنظام الأسد الأب)، قد أطلق مبادرة وطنية ديمقراطية، تهدف للتوصل إلى حل للأزمة عبر الحوار والعمل السياسي، إلا أنه تلقى تحذيرات بعدم متابعة العمل في المبادرة. ما دفعه لإعلان وقف نشاط المبادرة الوطنية الديمقراطية، التي أنشئت منذ ما يقرب من 8 أشهر، دون تحقيق أي أهداف.
 
لادوسو: نرفض عسكرة الأزمة.. ونهدف لبناء ثقة بين الحكومة والمعارضة لبدء حوار سياسي، معارضون سوريون ينتقدون لـ «الشرق الأوسط» الحديث الأممي عن طرف ثالث في سوريا

واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال... حذر رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة هيرفيه لادوسو، من مخاطر وجود جماعات إرهابية في سوريا تحاول الاستفادة من الاضطرابات الحالية لتحقيق مكاسب معينة. وقال لادوسو، خلال مؤتمر صحافي أمس «إننا نعرف أن هناك طرفا ثالثا وجماعات إرهابية تسعى لتحقيق مكاسب لنفسها، لكن علينا أن ننظر إلى هذه القضية على أنها قضية داخلية بين السوريين»، وهي التصريحات التي انتقدتها المعارضة السورية، واصفة إياها بـ«الأحجية».
وحول مطالبات بعض القوى الدولية بتزويد المعارضة بالسلاح، قال لادوسو «أعلنت الأمم المتحدة منذ البداية أنها ضد أي عسكرة للأزمة، ونحن نعلم أنه كانت هناك هجمات إرهابية وتفجيرات، وهذا شيء يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وأي محاولات لعسكرة الأزمة ليست مقبولة، فهي أزمة بين السوريين، وليس هناك أي مبرر لتأجيج النيران، والسوريون أنفسهم هم المسؤولون عن حل هذه الأزمة».
واتهم لادوسو تلك الجماعات بأنها تعمل لتحقيق أجندة خاصة بها، ولا تعمل لصالح تحقيق مصالح الشعب السوري، وقال «لذلك علينا البقاء وأعيننا يقظة مع ما نتعامل معه، وماذا يجب أن نفعله في هذا الأمر بين السوريين أنفسهم». وقال لادوسو في لقائه بأعضاء فريق المراقبين الدوليين «إن التركيز الآن لا بد أن ينصب على المرحلة الثانية من عمل البعثة، فلدينا مهمة هامة جدا للمساعدة في بناء مساحة للبدء في عملية سياسية على أساس خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي أنان، المكونة من ست نقاط، وتحقيقا لذلك فإن الهدف الأول هو تخفيض مستوى العنف، وهذا ما تم بوضوح هنا في حمص». وأضاف «الآن هناك حاجة لإقامة جسور للمساعدة على تنفيذ المهام العملية للحياة اليومية، وإنشاء درجة من الثقة تدريجيا بين الحكومة والمعارضة».
وأبدى لادوسو ارتياحه وسعادته للسرعة التي تم بها نشر بعثة حفظ السلام، مشيرا إلى أن وجودهم قد أدى إلى تراجع العنف وأعمال القتل بشكل واضح. وأوضح لادوسو أن هناك 270 من المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة منتشرين في ست مدن، ستتزايد إلى أكثر من عشر مدن مع اكتمال وصول بقية المراقبين، مطالبا بتوفير الخدمات للمناطق المدمرة والمناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة. وقال لادوسو «هذه عملية ليست سهلة، عندما يكون هناك الكثير من علميات القتل والتدمير وتتطلب اتخاذ خطوات لبناء الثقة والسماح للمظاهرات السلمية، وإطلاق سراح المعتقلين بما يؤدي إلى تعزيز الثقة - والذي لا يزال حتى الآن مفتقدا - بحيث يمكن البدء في عملية سياسية تكتسب قوة دفع».
وحول مفاوضاته مع مسؤولي الحكومة السورية حول إطلاق سراح المعتقلين والسماح بالمساعدات الإنسانية، أوضح لادوسو أن هناك بعض النقاط التي لا تزال محل تفاوض مع الحكومة السورية، ومنها إمكانية زيارة المراقبين لمراكز الاعتقال، موضحا أن الحكومة السورية سمحت للجنة الصليب الأحمر بالوصول إلى السجناء في حلب ودمشق.
من جانبه، كشف مكتب كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، أن هيرفيه لادوسو رئيس عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة اجتمع خلال يومي الاثنين والثلاثاء مع مسؤولي الحكومة السورية وممثلي المعارضة في مدينة حمص، في زيارة قام بها لتقييم التقدم الذي تحرزه بعثة حفظ السلام من المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة، على أرض الواقع في سوريا. وأشار مكتب أنان إلى زيارات لادوسو للجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبة الأمم المتحدة وفريقه، إضافة إلى زيارات قام بها للأحزاب السورية، ومقابلات مع مسؤولي الحكومة السورية. وقال في بيان إن لادوسو نقل إلى المسؤولين في الحكومة وجماعات المعارضة الحاجة إلى تهيئة المناخ للبدء في عملية سياسية وضمان سلامة المراقبين وتوفير كل الفرص للمراقبين التي تمكنهم من التنقل، وأداء عملهم وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2043.
وأوضح البيان أن كلا من مسؤولي الحكومة وجماعات المعارضة أكدوا على تناقص أعمال العنف منذ وصول المراقبين إلى سوريا. وفي لقاء لادوسو بالمعارضة السورية، أكدت قوات المعارضة على دعمها لوجود المراقبين الدوليين، ودعت الأمم المتحدة للمساعدة في وضع حد لدوامة العنف في سوريا.
وفي لقائه بمحافظ حمص غسان عبد العال، أبدى لادوسو حزنه على الدمار الواسع الذي لحق بالمدينة، وشدد على ضرورة العودة إلى الحياة الطبيعية وإعادة إعمار المدينة. وحث لادوسو محافظ حمص على توفير الخدمات للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما أوضح المحافظ أن الدخول إلى تلك المناطق سيؤدي إلى وقوع اشتباكات.
من جانبه، قال الجنرال روبرت مود «من المشجع أن نري المراقبين المدنيين والعسكريين يقولون لنا إن الاستعداد لإقامة حوار يتزايد على نحو كبير، والمناقشات الآن هي كيف يمكننا العمل على أرض الواقع لبناء الثقة وبناء الجسور والمضي في اتجاه إيجابي».
من جهة أخرى، أبدى معارضون سوريون استغرابهم أمس للمواقف التي جاءت على لسان لادوسو، خلال وجوده في سوريا أول من أمس، لناحية حديثه عن «وجود عنصر ثالث لا يلتزم بمسار الشعب السوري، لأنه ملزم بأجنداته الخاصة»، وإشارته إلى «اننا نعلم أن هناك هجمات إرهابية وتفجيرات، وهذا يجب أن يؤخذ على محمل الجد».
وانتقد المعارض السوري وليد البني، لـ«الشرق الأوسط»، حديث المسؤول الأممي عن «وجود طرف ثالث، مما يعني أننا أمام أحجية، إذ إنه لم يسم تنظيم القاعدة»، مستنتجا أنه «باتهامه طرفا ثالثا من دون أن يفصح عن هويته، يعني إما أن التحقيق لم ينته بعد، وإما أن هناك ما منعه من قول الحقيقة كاملة، وإما سنكون أمام مفاجآت غير متوقعة عند تسمية هذا الطرف الثالث».
وقال عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «استنتاجات مسؤولي الأمم المتحدة المتسرعة هي موضع انتقاد وتساؤل»، متسائلا «ألم يكن أجدى أن ترسل الأمم المتحدة لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الموضوع، عوضا عن اختلاق جهة ثالثة أو رابعة أو عاشرة»، مشددا على أنه «ليس من مصلحة أي طرف زيادة تعقيد الوضع السوري».
وانتقد الشيشكلي «الأمم المتحدة، العاجزة عن اتخاذ قرار حاسم بشأن سوريا، على الرغم من وجود بعثتها منذ شهر ونصف تقريبا في سوريا في ظل استمرار القتل والعنف والقصف على مرأى من بعثة المراقبين الدوليين»، معتبرا أن «مبادرة المبعوث الأممي كوفي أنان ماتت سريريا، ولم يعد يبقى إلا قطع الأكسجين عنها والإعلان رسميا عن وفاتها».
ورأى البني في هذا السياق أن «ثمة تخبطا واضحا اليوم في عمل بعثة الأمم المتحدة في سوريا»، وقال «تدرك الأمم المتحدة جيدا أن النظام السوري أفشل تطبيق خطة أنان، وتعلم جيدا أن عائلة الأسد لن تسمح بتنفيذ بنودها، لكنها لا تقوم بخطوات إضافية، لأنه ليس لدى المجتمع الدولي بديل عن خطة أنان». وأعرب عن اعتقاده أن «المجتمع الدولي لا يزال متريثا ويحاول ممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري وإقناع روسيا والصين بالضغط أكثر عليه»، لافتا إلى «اننا لم نعد نشعر بأن النجاح حليف المبادرة العربية، ولكن للأسف لا تزال المحاولات مستمرة لإنجاحها».
في جبل الزاوية.. الرصاصات والأمل أثمن ممتلكات الثوار، جنود وضباط سوريون منشقون يروون قصص انضمامهم إلى الجيش الحر

جريدة الشرق الاوسط... جبل الزاوية: مارتن شولوف * ..
وسط ظلال الكتلة الصخرية الضخمة التي يطلقون عليها «جبل الزاوية»، وقف فارس أبو حمزة يحصي بعناية أثمن ما لديه من ممتلكات، حيث أخرج علبة متسخة من صدريته المموهة وقام بصب محتوياتها، وهي عبارة عن 13 رصاصة قديمة، على الكتلة الخرسانية المحروقة الموجودة أمامه.
وقال: «سوف أستعملها إذا اضطررت إلى ذلك، لكن لا بد أن أكون دقيقا، ولا بد أن يكون هناك سبب قوي لإطلاق النار».
وتعتبر الرصاصة الواحدة، التي يصل ثمنها إلى 4 دولارات، أغلى من إجمالي المبلغ الذي ينفقه أبو حمزة والثوار الاثنا عشر الجالسون حوله في الأسبوع لشراء الطعام، وتزيد قيمة ثلاث رصاصات على الراتب الشهري لكثير من مقاتلي الثوار الشباب مثله ممن يعيشون الآن داخل هذه الحجرة الخرسانية المهلهلة في شمال سوريا.
وتساوي البنادق الثمينة التي فروا بها من الجيش السوري، على الأقل 4 آلاف دولار لكل بندقية منها في السوق السوداء، وقد قاموا بتعليقها على مسامير مثبتة في حائط أبيض متسخ، ويوجد صندوقان خشبيان أخضرا اللون في الركن، يحتويان على كميات إضافية من الذخيرة وثلاثة رؤوس متفجرة يتم إدخالها في قاذفات صاروخية محمولة على الأكتاف (آر بي جي).
وخطا أحد الضباط، واسمه أبو أحمد، داخل الحجرة وطلب من أحدث المنشقين انضماما إلى صفوف الثوار، وهو شاب في التاسعة عشرة من عمره يدعى عدنان من حي بابا عمرو المنكوب في حمص، أن يرينا رؤوس الـ«آر بي جي». وأوضح أبو أحمد: «الواحدة منها تساوي 1000 دولار، وهو ثمن أعلى من أبعد أحلام أي أحد هنا وأكثرها تطرفا».
والشيء الآخر الذي لا يصدق بنفس القدر بالنسبة لكثير من الرجال الذين يعيشون في هذا المركز الحدودي المؤقت، هو أنهم قد عثروا أخيرا على وسيلة لكسر القيود التي كانت تربطهم بالجيش السوري ونظام بشار الأسد المتصلب.
ويقول محمد رزاق، شاب من الثوار فر من القاعدة القريبة في يناير (كانون الثاني) الماضي وانضم إلى جماعة الثوار هذه: «لم أكن أظن في يوم من الأيام أن هذا ممكن الحدوث. لكن الثورة استمرت، وببطء وجدنا بداخلنا القوة لاتخاذ هذا القرار». وهو، على غرار نظيره عدنان، ليس من هذه المنطقة، التي تتكون من سلسلة جبلية طولها 40 كم تقع بالقرب من إدلب وتعرف باسم «جبل الزاوية». ويقول كلا الشابين، اللذان أصبحا عضوين عاملين في قوات الثوار المسماة «الجيش السوري الحر»، إنهما لم يتمكنا من الهرب من وحدتيهما سوى بعد حصولهما على إذن بالانصراف، وحتى مع ذلك، فقد كان ممنوعا عليهما زيارة قريتيهما، تحسبا لانشقاقهما عن الجيش.
لذا، فقد غادر كل من عدنان ومحمد قاعدته خلسة في برد السحر، وانطلقا يبحثان عن أقرب معقل للثوار. ويقول أبو أحمد عن عدنان، وهو يشير إلى طريق أخدودي يمتد عبر منعطف الجبل الرمادي: «لقد جاء سيرا على الأقدام من هذا الطريق منذ 19 يوما وهو ما زال يرتدي زيه العسكري. كان يحمل سلاح الخدمة الخاص به وكان مذعورا، فرحبنا به وأدخلناه إلى القاعدة».
وقد اتخذ كل هؤلاء الرجال مأوى لهم داخل منزل ريفي مهجور، تشاركهم في فنائه الخلفي بطة مشاكسة وصغارها، إلى جانب ثلاث قطط ضالة. وبالخارج، تقوم مجموعة من النساء بحرث حقل خيار مواجه للقاعدة، التي تنحدر باتجاه ضفاف أحد السدود، الذي تلمع مياهه الفضية الساكنة وسط الطقس الدافئ في نهاية فصل الربيع.
ويلعب عدنان دور المجند المستجد، حيث يقوم بأعمال الغسل والطهي وتلبية أوامر الضباط. وفي المقابل، فهو يحصل على امتيازات أكبر في مشاهدة التلفزيون.
ومن خلال نظارة معظمة عتيقة، يستطيع عدنان بالكاد أن يرى قاعدته القديمة على الطرف البعيد من البحيرة. وفي ركن آخر من البحيرة، تقع القاعدة التابعة للنظام التي قادت في شهر مارس (آذار) الماضي عملية غزو هذه القرية الصغيرة، التي تسمى اللج، وإخراج الثوار منها لفترة قصيرة. ويقول حسام شمسي، وهو مقاتل من بلدة جسر الشغور القريبة: «لقد ألقوا علينا قنبلة حارقة».
وتهب رياح البحيرة أحيانا لتحرك الرماد من الحجرة كئيبة المظهر، فيطير إلى الخارج ويكسو أوراق شجرة التوت القريبة. وفي الحجرة الأمامية من منزل متواضع أعلى التل، يصف رجل من الأهالي، يدعى أبو خالد، كيف جاء الجيش واعتقل ابنه في ذلك اليوم من شهر مارس، ثم أطلقوا عليه النار في صدغه داخل أحد الأزقة المهجورة القريبة. وقال الكهل بعينين دامعتين: «كل ذلك لمجرد أنه شاب وخوفا من أن يجنده الثوار». وهذه الذكريات ليست الشاهد الوحيد على بطش النظام، فحينما انتهى الجنود من القاعدة، انتقلوا إلى الجانب الآخر من الطريق حيث منزل أبو أحمد ومتجره، ثم قاموا بتفجيرهما وإجبار أسرته على الفرار إلى الهضبة التي تعلو قرية اللج.
وخلال 16 شهرا من الثورة، أصبحت هذه المساحة الشاسعة من الأرض المرتفعة واحدة من أربعة مراكز رئيسية للثورة على مستوى البلاد - أما في نظر النظام في دمشق، فهي مرتع لميليشيات الإسلاميين ومركز للتمرد يتمتع بدعم أجنبي ويريد إسقاط بشار الأسد وإضعاف حليفته الرئيسية إيران.
وقد احتشد المنشقون من شمال البلاد المضطرب هنا، وهم يستغلون من حين لآخر ذلك الغطاء الذي توفره لهم الوديان الصخرية والقرى المؤيدة لهم من أجل شن هجمات موسعة وقوية ضد وحدات الجيش.
لكن الثأر منهم لا يتأخر كثيرا، فمواقع النظام تملأ الآفاق، ويمكن أن تظهر الدبابات من أي مكان - من وراء بساتين التفاح أو الخوخ المورقة، أو من البلدات الموالية التي ما زالت تتعرض للقصف في أرجاء الهضبة الواسعة - وتتكرر باستمرار الغارات الدموية على مناطق الثوار، وتكثر الاعتقالات لمن يجرؤون على مواجهة إحدى نقاط التفتيش التابعة للنظام.
ويقول أبو أحمد إنه فقد أعدادا كبيرة من الرجال في الكمائن والاعتقالات. وقد عاد أبو أحمد، الذي كان رجل أعمال يعيش في السعودية حتى اندلعت الثورة، ليتولى دورا قياديا في قوة حرب العصابات الوليدة، وهو يحمل حاليا رتبة مقدم، ضمن خمسة تقريبا يحملون رتبة كبيرة كهذه في القرى الاثنتي عشرة أو نحوها الواقعة ما بين هنا ومدينة إدلب المطوقة، التي استعادتها قوات الموالاة في شهر مارس الماضي.
ويقول أبو أحمد عن أعدائه: «إنهم وحشيون وأشرار، ولن يتوقفوا أبدا عن القتل والكذب. نحن بالنسبة لهم ولمن يدعمونهم على نحو أعمى ننتمي إلى الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون هم تنظيم القاعدة. وكلا هذين الادعاءين كذب وخداع».
وفي هذه القاعدة وكل القواعد الأخرى التي زارتها صحيفة «غارديان» على مدار خمسة أيام في سوريا، كان هناك جهاز تلفزيون يعمل في الخلفية، وكانت كل مجموعة من المضيفين تصر على مشاهدة قنوات التلفزيون الرسمي السوري، ثم الانتقال إلى المحطات التلفزيونية العربية والمؤيدة للثوار.
وكان التلفزيون الحكومي لا يكف عن الحديث عن تدخل تنظيم القاعدة، وهي حجة أساسية من الحجج التي يتذرع بها النظام من أجل البقاء في السلطة، حيث إن حشد التأييد للقمع الذي تمارسه الدولة يكون أسهل حينما يؤمن الشعب بأنه ضروري للتصدي لمخطط «إرهابي» جهادي عالمي ضد دولة قومية عربية علمانية.
ويقول أبو حمزة عن التغطية الإعلامية الحكومية: «إنهم يتحدثون دوما عن تنظيم القاعدة، ولا يتورعون عن فعل أي شيء يجعلنا نبدو في صورة شياطين، في حين أنهم يعلمون جيدا جدا أن (الجيش السوري الحر) ليس أكثر من مجموعة من الرجال الذين رأوا النور. هل رأيت ادعاءهم بأن هناك 3 آلاف من العرب الأجانب يقاتلون هنا إلى جانبنا؟ لا يوجد أحد منهم».
وتشعر جماعات الثوار في أنحاء جبل الزاوية بأن رواية النظام عن وجود جماعات مدعومة من تنظيم القاعدة هي التي تقود التمرد قد بدأت تسود، وعلى وجه الخصوص في العقلية الغربية.
ويبدي الثوار انزعاجهم من هذا الادعاء وما قد يسفر عنه. وعلى الرغم من وصول المقاتلين الأجانب والأسلحة من ليبيا وتونس إلى معقل الثوار غرب سوريا بالقرب من حمص، لا يزال الثوار في المناطق المحيطة بإدلب يصرون على أنهم لم تصلهم أي من إمدادات السلاح أو الرجال.
ويقول العقيد أبو حازم: «إنهم يعلمون أنهم ليسوا موضع ترحيب، ولذا لم يحاولوا الوصول إلى هنا. أنت بحاجة إلى فهم هذا المجتمع لتعرف أنه من المستحيل بالنسبة لمجموعات مثل هذه الحضور إلى هذه المناطق. فسرعان ما سيعلم الجميع، لأنهم سيكونون بحاجة لمن يستقبلهم داخل سوريا، وليس هناك سبيل غير ذلك.
ربما يكون ذلك صعبا في دير الزور (منطقة شرق سوريا تجاور محافظة الأنبار العراقية)، لأن أفراد قبيلة الدليمي يعيشون في كلا الجانبين في سوريا والعراق، وربما يعبر بعض الرجال من الأردن إلى درعا السورية، لكنك إن تجولت في أي مكان تشاء هنا لن تجد أيا ممن يطلق عليه مقاتلو (القاعدة)».
كان الطريق إلى بقية المناطق المحيطة بجبل الزاوية حول حافة السد، يتشح بلون أخضر لامع بعد تشربها بمياه الأمطار.
يمتد هذا الطريق باتجاه الهضبة مارا بعدد من القرى الصخرية الصغيرة، التي يعيش سكانها في عزلة بعيدا عن الأرض. والقليل من السيارات التي تتحرك هنا تفسح الطرق للأبقار المرقطة بالأبيض والأسود.
في هذه المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، لا يظهر العلم السوري أو اللافتات المؤيدة للأسد. ويقول دليل لـ«الجيش السوري الحر» من السكان المحليين: «إنهم معنا، لكن الجيش قد يأتي إلى هنا في أي وقت، لذا فالناس تضطر إلى الاختباء الآن».
وتمتد القرى الموالية للثوار لمسافة 30 كيلومترا أو نحو ذلك والتي تنحدر تدريجيا نحو مزارع القمح والمحاصيل على الجانب الآخر. والطريق عبر الحقول ومواقع الجيش السوري والمدن الموالية للثوار، متاهة مرتجلة من الدروب التي تسير عليها الماعز والطرق الترابية الفرعية والطرق المختصرة الموحلة عبر مزارع الزيتون وبساتين الكرز.
تلك المسارات التي يستخدمها الثوار لنقل الإمدادات الضئيلة ولإخلاء الجرحى إلى تركيا تشكل رحلة مضنية تمتد نحو 90 كيلومترا. وقالت راعية غنم على سفوح الوادي التي كستها الشمس لونا بنيا: «حماكم الله، عما قريب سيسقط الأسد، وسيسقط معه كل نظامه».
تجمعت مجموعة كبيرة من الأغنام والماعز عبر الطريق، مما تسبب في نوع من التأخير، فقد تسلقت الحيوانات الجبل من المراعي في سهول حماه الموجودة بالأسفل. يبدو الهدوء الريفي البسيط وكأنه لم يتغير لقرون. هذا المشهد الذي لا يستطيع المرء نسيانه، يختلف كل الاختلاف عن التهديد الوشيك بالعنف الذي يقع على حافة جبل قريب.
في مدينة سنجا، على بعد 20 كيلومتر أو نحو ذلك، لا يشارك الثوار والسكان المحليون نفس تفاؤل الراعية، فسأل أحدهم من أرضية غرفته: «لن يحدث شيء قبل الانتخابات الأميركية، أليس كذلك؟ والفرنسيون منشغلون في شؤونهم الداخلية، وتركيا والسعودية لن تقدما شيئا من دون أميركا، ومن ثم فإن الأمر يعود إلينا في النهاية».
كان الرجال من حوله يدخنون ويجلسون القرفصاء على الوسائد وعيونهم مغشية من سحابة النيكوتين الرمادية التي كانت تلفهم بمساعدة مروحة السقف التي تئن.
وقال أحد الرجال: «لقد رأيت ما نحن عليه، نحن نعلم أن المساعدة لن تأتي».
في منزل قريب، تعيش أم خالد، أم سورية، حالة من الحداد على ابنها الذي قتلته قوات نظام الأسد على مشارف المدينة أوائل هذا العام. وهو الفرد في عائلتها الذي تقتله قوات النظام، فقد قتل زوجها قبل 25 عاما، وتقول أم خالد: «الناس تأتي إلى هنا لزيارتنا ومواساتنا، لكن أحدا لا يقوم بشيء. لن أقبل مقتل زوجي وابني من دون مقابل، أين العالم؟». تتكرر القصة ذاتها في كل قرية، يتجمع عشرات من الرجال، غالبيتهم من المنشقين عن الجيش، لمناقشة الثورة، يتحدثون فيها عن الشهداء وعائلاتهم والمعارك الأخيرة، ويقول ملازم انشق عن الجيش في مارس: «الحياة بعد الأسد لن تكون سهلة. كنت في الزبداني عندما استولى الثوار على المدينة. كانوا يقولون لنا إن (القاعدة) هي من فعل ذلك، وكنا كلنا جميعا نعلم أن ذلك غير صحيح. اتفق الجانبان على وقف إطلاق النار ووضع بعض الثوار أسلحتهم بعدما وعدهم الضباط بألا يصيبهم سوء، لكنهم قتلوا على أيدي قوات النظام فقد تعرضوا للخيانة، وهو ما دفعني للانشقاق».
كان الموضوع الرئيس الذي يطل برأسه على كل المناقشات بين لحظة وأخرى هنا، ما ذكره محمد فيصل، منشق من حماه: «كل المنشقين في الغرفة هم من السنة».
وقال: «لا مفر من اتخاذ الثورة طبيعة طائفية، لكننا لا نريد ذلك، فهذا هو ما يريده النظام. لي أصدقاء من العلويين، ولكني لا أستطيع الحديث إليهم منذ أن انشققت عن الجيش، على الرغم من أنني ما زلت أعتقد أن بإمكاني الوثوق بهم. يجب أن أكون حذرا الآن. فهناك واد بيننا وليس هناك ما يمكننا القيام به».
تأتي الغالبية العظمى لقاعدة دعم الأسد من العلويين، الذين يسيطرون على المناصب القيادية في البلاد، ويحظون بدعم واسع من إيران التي تستخدم سوريا لتعزيز مصالحها في العالم العربي.
وفي تجمع في قرية أخرى قريبة، يقول سالم، (31 عاما)، من مدينة جسر الشغور المحاصرة القريبة من الحدود: «أنا لا أكره العلويين، إنهم يحتلون هذه المناصب لحماية أنفسهم، وهم لا يكرهوننا لأننا سنة، فهم يخشون من الانفصال عن النظام الذي يدعمهم».
يقع المنزل الثاني لعائلة سالم في ضاحية العامرية في بغداد، وعاش هناك أغلب حياته حتى ترك العراق إلى منزله الأصلي في سوريا في أواخر عام 2006. لم يكن هناك حي في العالم أخطر مما كان في العراق خلال الحرب الأهلية، ويقول سالم: «كانت القاعدة تدير الحي وكان هناك الآلاف من العرب من دول أخرى، وفي كل يوم كانت هناك جثث في الشوارع.
مع غروب الشمس على الوادي القريب من مدينة سالم ذات مساء، اتصل بي وعرض علي تناول كوب من القهوة المرة على الطريقة العراقية، وقال لي: «أنا حقا أخشى تنظيم القاعدة، فقد رأيت ما تعنيه الحياة بالنسبة لهم (في العراق) وإذا ما حضروا إلى هنا، فسوف تتغير». لا يستطيع سالم في الوقت الراهن العودة إلى جسر الشغور، وكذلك المئات من مقاتلي الثوار الآخرين ممن التقيناهم المنفيين داخل بلادهم. ويقول أبو حمزة: «هذه حربنا، لكن هل سنتمكن من إنهاء ما بدأناه؟»، نظر بوجهه إلى الأرض وقال: «إن شاء الله»، «لن يستطيع النظام الفوز لأنهم يتصرفون مثل جنكيز خان. لكن من دون السلاح سيكون الأمر صعبا».
* باتفاق خاص مع الـ«غارديان»
 
معارض سوري: مصلحة العلويين في الإطاحة بالأسد، قال: ليس علينا أكثر من التزام الحياد.. فالنظام مات سريريا وانتهى

لندن: «الشرق الأوسط» ... حث المعارض السوري العلوي معن عاقل أبناء طائفته على عدم الخوف على مصيرهم في حالة سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا إن نهاية الشمولية هي أفضل ضمان لاستمرار بقاء طائفته في البلاد.
واحتشدت المعارضة المسلحة التي تقودها الغالبية السنية في سوريا حول شعارات تقول إن العلويين هم أنفسهم «الشبيحة» الموالون للأسد، والذين يتصدون بعنف للمحتجين، مما دفع بعض العلويين للشعور بأنه لا مستقبل لهم دون الأسد.
وعززت موجة من جرائم القتل الطائفية في مدينة حمص معقل الاحتجاجات هذه المخاوف. ويقول العلويون إنهم مستهدفون بسبب ولائهم الطائفي المفترض للأسد. وبدأ رجال دين من السنة يشيرون للعلويين باعتبارهم خارجين عن صحيح الدين.
ويرى عاقل أن عدم ربط مصير العلويين بمصير الأسد أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهم. وعاقل كاتب يجوب سوريا ويوثق للانتفاضة القائمة منذ 14 شهرا بالتصوير والكتابة والمقابلات. وأقر بالخوف الذي تولد لدى العلويين تجاه مستقبلهم، لكنه يقول إن الديمقراطية هي أفضل ما يمكنه أن ينزع فتيل الغضب إزاء ربط العلويين ككل بحكم الأسد. وقال: «العلويون خائفون من المستقبل ولكن الكثير من السوريين أيضا خائفون.. إذا انتصرت الثورة السورية وجاءت الديمقراطية فالموضوع الطائفي هو أهون الشؤون؛ لأنه سيحل».
وفر عاقل (46 عاما) من سوريا الشهر الماضي، وجرى تهريبه إلى الأردن مع مجموعة من الأسر السنية من حمص لم تكترث بوجود علوي بين أفرادها، رغم معاناتها من قمع الأسد. وقال «الشارع غير طائفي.. لم يسألني أحد عن طائفتي إلا عند حواجز الجيش».
وخلال حكم بشار، الذي خلف والده حافظ الأسد عام 2000، تزايد الفساد وتركزت الثروات لدى قلة قليلة مع سيطرة أقارب له - مثل ابن خالته رامي مخلوف الملياردير - على قطاعات رئيسية خلال فترة تحرر اقتصادي محدودة، كان أكبر المستفيدين منها هم المقربون من الأسد.
وقال عاقل إن تركز الثروات عزز اعتقاد السنة بأن العلويين كطائفة مميزون في ظل حكم الأسد، في حين أن حال أغلبهم في واقع الأمر ليس أفضل كثيرا من باقي السكان.
وبعد أن سجن تسع سنوات خلال حكم حافظ الأسد احتجز عاقل لمدة ثلاثة أشهر بعد كتابة سلسلة من التقارير عن الفساد. وأفرج عنه قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع الانتفاضة في مارس (آذار) من العام الماضي.
وناشد عاقل الأسد معالجة الفساد والحد من القمع وإلا واجه مصير زعماء عرب آخرين أطيح بهم. لكنه أبدى تشككه في اتخاذ مثل هذه الخطوات، ويرى أن أفضل فرصة للانتقال إلى الديمقراطية بأقل قدر من إراقة الدماء تكمن في تحرك أعضاء من النخبة الحاكمة ضد الأسد.. لكنه أقر بأن دائرة الرئيس المقربة لا تبدي أي مؤشرات على تغيير موقفها.
وقال عاقل: «النظام غير مستعد للاعتراف بتداول السلطة وحقوق الناس. لم يحاسب أيا من عناصره على القتل وهو لا يستطيع ذلك»، ومضى يقول إن الأسد يكرر الاستراتيجية التي انتهجها والده خلال الثمانينات عندما قضى على تمرد لجماعة الإخوان المسلمين وسلح العلويين على أمل تكوين جبهة طائفية ضد المعاقل السنية للتمرد.
وقال عاقل في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز الإخبارية بمقهى في العاصمة الأردنية عمان: «هو سلح الشبيحة. يحاول أن يعيد سيناريو الثمانينات. ولكن لم يكن هناك آنذاك ثورة شعبية مسلحة ضدهم. وهو لا يدرك الفرق. في ظل ثورة شعبية إعادة السيناريو حماقة»، وتابع «النظام حريص على تفسير الوضع طائفيا، كاتهاماته للثورة بالسلفية والإرهاب والعصابات المسلحة وما إلى ذلك. ولكن الجوهر.. هو ثورة وطنية وصراع مع الاستبداد».
وقال الكاتب اليساري إن على السوريين العلمانيين والعلويين تقبل فكرة صعود الإسلاميين في الانتفاضة. وأضاف «أين المشكلة إذا كانت الديمقراطية ستأتي بإسلاميين.. ليأتوا وليواجهوا الواقع طالما أنهم سيقرون بتداول السلطة والديمقراطية»، وتابع «المهم ألا تتحول الثورة السورية كالإيرانية إلى استبداد ديني». وأردف قائلا «ليس المطلوب من العلويين أكثر من أن يلتزموا الحياد. هذا نظام انتهى. هو ميت سريريا. حتى إذا رجع المتظاهرون إلى بيوتهم وألقى الثوار أسلحتهم، فالمواطن سينظر إلى الجيش على أنه جيش احتلال».
نقيب في الحرس الجمهوري يختطف سيدة ومجموعة شبان من حي برزة الدمشقي، ناشطون: نخشى أن تتحول الحادثة إلى فتنة طائفية

بيروت: «الشرق الأوسط» ... يسود مناخ من التوتر بين سكان حي برزة شمال شرقي العاصمة دمشق، حيث أشار ناشطون معارضون إلى أن «النقيب في الحرس الجمهوري بشار الدكر قام منذ أيام باختطاف سيدة من داخل منزلها واقتادها إلى جهة مجهولة»، كما عمد مع مجموعة من المسلحين إلى «نصب حاجز عند مدخل الحي مختطفا عدد من الشبان».
وقال أحد أعضاء تنسيقية منطقة برزة للثورة السورية إن «النقيب الدكر الذي يخدم في الحرس الجمهوري دخل الحي منذ ما يزيد عن الأسبوع، ومعه عناصر مسلحة غير معروفة وقام بتهديد أهالي الحي متهما إياهم باختطاف ابن أخته المفقود منذ مدة». وأضاف الناشط «قام الضابط بتهديد أهالي الحي بأن أهالي عش الورور (الحي المجاور لبرزة) سوف ينتقمون من الحي في حال لم يتم الإفراج عن الشاب علي دلا ابن أخته».
ويؤكد الناشط أنه «في صباح الأربعاء الماضي قام النقيب الدكر مع مجموعة من المسلحين باقتحام منزل السيدة (عائشة) في برزة وهي أم لستة أولاد، وبعد تحطيم المنزل والدكاكين المحيطة به تم اقتيادها إلى جهة مجهولة». وتابع «في اليوم الثاني قام بنصب حاجز في مدخل برزة مع عناصر شبيحة منفذا عمليات اختطاف ضد عدد من شبان برزة حيث وصل العدد إلى سبعة حتى هذه اللحظة، ومنهم وائل قندوزة، بلال مبروكة»، كما أشار إلى «أن النقيب قال لأهالي المخطوفين عبر اتصاله بهم أعيدوا ابن أختي.. أعِد لكم عائشة وبقية الشبان المختطفين».
ويخشى الناشطون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد من تحوّل الأمر إلى فتنة طائفية، لا سيما أن النقيب الدكر الذي نفذّ عمليات الاختطاف ينتمي إلى الطائفة العلوية التي يعيش عدد كبير من أبنائها في الأحياء المجاورة.
ويعد حي برزة الدمشقي واحدا من أقدم الأحياء وأكثرها عراقة في العاصمة السورية دمشق، فهو امتداد لمناطق الشام القديمة الواقعة خارج السور التاريخي للمدينة، التي كانت تعرف سابقا باسم «بساتين الصالحية».
ويقع الحي بين منطقتي القابون وركن الدين، ويمتد على سفح جبل قاسيون باتجاه الشرق بمحاذاة حي المهاجرين. واكتسب خصوصية منذ بدايات الثورة السورية المندلعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث خرج أهله في مظاهرات تنادي تطالب بإسقاط النظام السوري.
وبعد تصعيد الحملة الأمنية من قبل الجيش الموالي للأسد بحق المتظاهرين في حمص ودرعا وريف دمشق ومدن سوريا أخرى، صار أهالي الحي يصلون الليل بالنهار ويخرجون في مظاهرات يومية، منددين بالقمع الجاري استخدامه بحق المناطق الثائرة. كما يوجد في الحي وفقا لناشطين معارضين عدد لا يستهان به من الجيش السوري الحر، يقومون أحيانا بحماية المظاهرات المعارضة المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
يذكر أن الحي تعرض للكثير من الاقتحامات ونفذت سلسلة اعتقالات طالت ناشطين شبابا قامت تنسيقية حي برزة للثورة السورية بنشر أسمائهم في صفحتها على «فيس بوك»، كما شهد الحي في 26 أبريل (نيسان) من العام الجاري تفجيرات متفرقة.
 
شباب سوريا!

ميشيل كيلو... جريدة الشرق الاوسط... يواجه شباب سوريا اليوم أوضاعا لا مثيل لمأساويتها ومخاطرها، ندر أن واجهها الشباب في أي بلد آخر، عربيا كان أو أجنبيا، حتى إنه يكفي أن تكون اليوم شابا سوريا حتى تكون متهما، وبالتالي مطاردا أو ملاحقا، ومستهدفا بالاعتقال والتعذيب حتى الموت أو بإطلاق النار عليك. واللافت أن من يعادي الشباب لمجرد أنهم شباب ويعرضهم لقمع لا يرحم نظام كثيرا ما فاخر بأن رئيسه شاب، وبأنه سيفتح بعقليته الشابة صفحة جديدة في تاريخ سوريا الشعب والوطن، وسيجدد المجتمع والدولة!
ليس من المبالغة القول إن شباب سوريا، الذين كان النظام يقول إنهم مناط الأمل ومحط الرجاء، وكان يمتدحهم في خطبه وشعاراته، يتعرضون لحرب منظمة تستخدم فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة أودت بحياة عشرات الآلاف منهم حتى الآن، وزجت بخيرتهم في أقبية وسجون وملاعب رياضية ومستشفيات ومستودعات ومعسكرات ومنازل مستولى عليها أو مستأجرة، بينما فاق عدد جرحاهم عدد جرحى الجيوش العربية في حروبها مع إسرائيل، وربا عدد المفقودين منهم على سبعين ألفا، وعدد الملاحقين الذين يطاردهم الأمن من مكان لآخر على خمسين ألفا. هكذا، عليك أن تحترس كثيرا إن كنت شابا في سوريا اليوم، لأنك ستعتبر عدوا فعليا أو محتملا للنظام، وستجد نفسك في مواجهة قوى تخوض حربا ضدك. يكفي أن تكون شابا حتى تعتبر مشبوها وفي الطرف المعادي، وأن تصير هدفا.
والمأساة أن مجتمع سوريا شاب، تبلغ نسبة من هم دون سن الرابعة والثلاثين 79 في المائة من مواطنيه، وأن معظم هؤلاء كانوا قبل انتفاضتهم من دون أي دور عام أو شأن، فهم إما عاطلون عن العمل (70 في المائة من إجمالي عدد العاطلين) أو مهاجرون أو مغتربون أو عاملون بأجور متدنية وأعمال يدوية وغير تخصصية. يفسر هذا الوضع المزري، فضلا عن حرمانهم من حقوقهم وحرياتهم، إسهامهم في إطلاق الانتفاضة وتحويلها إلى حراك دائم، وتحملهم مسؤولية قيادتها، وإقدامهم وشجاعتهم، ورغبتهم في تقديم كل ما هو ضروري من تضحيات لانتصارها، بعد أن أخرجتهم ثورتهم من التهميش والإذلال ووضعتهم في قلب حدث هو واحد من أعظم أحداث التاريخ العربي القديم والحديث، تطلب قيامه قبولهم رهانات فيها موتهم أو حياتهم، التي صارت بالثورة مركز السياسة في سوريا، وملأت مجمل الحقل العام، وحددت تخومه الجديدة، وأدخلت إليه آليات عمل مغايرة لما هو مألوف فيه، فصار القضاء عليهم، أي قتلهم والإجهاز على وجودهم، هدف سياسة مقابلة أتت من فوق، قررت أنه لا سبيل إلى إخراجهم من الحياة السياسية بغير إخراجهم من الحياة، حتى ليمكن القول إن سوريا تشهد منذ قرابة خمسة عشر شهرا معركة حربية يخوضها ضد شبابها نظام تقادم وتهالك وصار من الماضي، مع أنه لا ذنب لهؤلاء غير البحث بروح مدنية ومطالب شرعية عن موقع لهم تحت شمس الحرية، التي قرروا نيلها أو الهلاك دونها، حسب ما كان يخبرنا معظم من كنا نلتقيهم من الشباب قبل الانتفاضة، فقد صادفنا ذات مساء في أحد مطاعم دمشق خريجين جامعيين قيض لنا أن نتبادل الحديث معهم، وحين سألناهم عما يريدونه، ردوا معاتبين: «كيف تحملتم نيفا وأربعين عاما من الإذلال تمكنتم خلالها من العيش من دون حرية. نحن الشباب إما أن نكون أحرارا أو نموت، وسنرفض ما حيينا الخيار الذي ارتضيتموه لأنفسكم: مداراة الحاكم والسكوت على الظلم من أجل سلامتكم الشخصية وتمضية حياتكم اليومية». حذرناهم: «لكنكم غير مسيسين، والعبء ثقيل»، فأجاب كبيرهم وكان طبيبا: «اللعنة على السياسة، نحن نخوض معركة وجود وليس معركة سياسة. ثم إننا إذا تطلب الأمر سنتعلم السياسة، ولكن ليس على طريقتكم وطريقة أحزابكم».
زج الشباب السوري بنفسه في معركة لم يكن يخطر ببال أحد قبل 15 مارس (آذار) من عام 2011 أنه يمتلك هذا القدر المذهل من روح الفداء التي وظفها فيها، وأنه على استعداد للموت من أجل الحرية، التي يرى فيها سبيله إلى العدالة والمساواة والكرامة. قاتل الشباب من جميع الاتجاهات والتيارات والانتماءات الدينية والآيديولوجية بهذا البرنامج البسيط طيلة الفترة الماضية، من دون أن يعقدوا الأمور أو يضيعوا أنفسهم في متاهات الكلامولوجيا. لقد رفعوا راية الحرية ومضوا إلى ميادين الثورة والشهادة، فأنجزوا معجزتين لم يكن يخطر ببال أي سوري أن وقوع أي منهما ممكن: ثورة مجتمعية/ شعبية لا سابقة ولا مثيل لها في سوريا الماضي والحاضر، وعرفوا حتى الآن كيف يديمونها ويحولون دون سحقها على يد قوات متفوقة تفوقا عسكريا وتنظيميا ساحقا عليهم، وكيف يمنعون النظام من كسر موازين القوى القائمة على الأرض لصالحه، وبالتالي من إطفاء الانتفاضة. حدث الأمر الأول بفضل ابتكار أشكال نضال مبدعة ومفاجئة، عبأت قطاعات واسعة جدا من الشعب وراء هدف الحرية، وحدث الثاني لأن الشباب لم يتخلوا عن مطلبهم، الحرية والعدالة والكرامة، ولم يضيعوا وقتهم في حديث أحزاب وقوى المعارضة عن النظام البديل، وأشكاله وأنماطه وقواه وكيف يقوم ويقعد، وهل هو ديمقراطي مدني أم مدني ديمقراطي، أم مدني وديمقراطي، أم ديمقراطي ومدني.. إلخ. تجاهل الشباب هذا الحديث، الذي لن تكون له أي قيمة إذا ما نجح النظام في كسر شوكة الثورة، وذكروا من يهمهم الأمر بأن مهمة المعارضة تكمن في تحصين النضال الشعبي، ومنع تحول موازين القوى ضده عبر وضع برامج وخطط عملية وجداول زمنية للمراحل التي سيمر، أو يمكن أن يمر النضال بها، قبل سقوط النظام وبلوغ النظام الديمقراطي البديل.
هذا الشباب الرائع يتعرض للظلم من جهتين: السلطة التي تستهدفه بالقمع والقتل الجسدي، ومن يعملون لانتزاع دوره والالتفاف على أهدافه وتضحياته، بالمصادرة والتهميش حينا، والمزايدات والمغامرات حينا آخر.
لكن ثورة الشباب مستمرة، ومستمرة معها قدرته على استقطاب قطاعات المجتمع الأهلي وكسبها للحرية، ومستمر أيضا تصميمهم على النصر ورغبتهم في الخلاص من الاستبداد، وفي فتح طرق جديدة أمام الثورة وزج قوى جديدة في معركتها السلمية، حتى ليمكن القول إن سوريا لم تكن يوما أقرب إلى نيل حريتها منها الآن، بفضل نهر الدماء التي سفحها الشباب على دربها، ووطنيتهم وروحهم المجتمعية الجامعة، ووحدة إرادتهم وتعاليهم على الطائفية وأمراض المجتمع الأخرى، وصبرهم على الموت والعذاب، وهم يمضون شامخي الرؤوس نحو سوريا الحرة!
رد الشباب الروح إلى وطنهم، الذي يجب أن يضع مقدراته بين أيديهم، بعد أن ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل حريته، وأثبتوا أنهم جديرون به، وأنه سيكون بهم ومعهم أحسن حالا مما كان في أي يوم مضى من تاريخه القديم والحديث!
هنيئا لسوريا بشبابها، الذين يضعونها فوق أي حساب أو اعتبار!
 
 
اختطاف 3 إيرانيين في سوريا
السفير..
أعلنت طهران، أمس، انه تم اختطاف 3 سائقين إيرانيين في سوريا.
ونقلت وكالة «إرنا» عن القائم بأعمال السفارة الإيرانية في دمشق عباس كلرو قوله، إنه تم اختطاف 3 سائقين إيرانيين دخلوا إلى سوريا عبر الحدود التركية، مشيرا إلى أن السائقين الثلاثة اختطفوا أمس الأول.
وأعرب كلرو عن أسفه لأن «السائقين، وعلى الرغم من تحذير السلطات الإيرانية لمواطنيها من التوجه برا إلى سوريا، دخلوا البلاد من دون التنسيق مع المسؤولين في السفارة، وتم اختطافهم عن طريق جماعات معارضة مسلحة في سوريا’. («ارنا»)
 
دمشق: دمج «تشرين» و«الثورة» ترخيـص لـ19 صحيفـة ومجلة
السفير...
صادق مجلس الوزراء السوري، أمس، على منح الترخيص لـ6 صحف و13 مجلة من مختلف التخصصات الإعلامية، ووافق على دمج صحيفتي «تشرين» و«الثورة» في صحيفة واحدة هي «تشرين».
ووافق مجلس الوزراء، في جلسة برئاسة عادل سفر، «بشكل أولي، بناء على اقتراح وزارة الإعلام، على إعادة هيكلة مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع». وصادق «على قرار المجلس الوطني للإعلام المتضمن منحه الترخيص لـ6 صحف و13 مجلة من مختلف التخصصات الإعلامية».
وقال وزير الإعلام عدنان محمود إن «مجلس الوزراء وافق على تحويل مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر إلى شركة مساهمة مغفلة وفق قانون الشركات، باسم الشركة السورية للإعلام والنشر، تصدر عنها صحيفة مركزية جديدة تحل محل صحيفتي تشرين والثورة». وأضاف إن «عملية دمج الصحيفتين سينتج عنها صحيفة واحدة تسمى تشرين».
وأوضح محمود أن «الشركة الجديدة ستصدر ملاحق ودوريات وصحفاً متخصصة إضافة إلى صحف يومية محلية في المحافظات، وصحيفة الكترونية تحمل اسم الصحيفة الورقية، إلى جانب ربط جميع عناصر العملية الإعلامية بالشركة بدءاً بالطباعة وانتهاءً بالتوزيع». («سانا»)
 
الأردن: توزيع مواد غذائية على 12500 سوري
السفير..
باشر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، توزيع مساعدات غذائية على نحو 12500 سوري.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن «برنامج الأغذية العالمي، بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني، باشر توزيع مواد غذائية على حوالى 12500 سوري، وذلك في إطار مشروع إغاثة طارئ موسع يسعى إلى تغطية 25 ألف سوري في مختلف مناطق المملكة».
وتشمل المساعدات الغذائية المقدمة حصصاً مختلفة من الأرز والسكر والزيت والعدس تم شراؤها من السوق المحلية. ووفقا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فان هناك حوالى 16 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن. (ا ف ب)
 
الأمم المتحدة: موقع الكتروني حول عمليات البعثات في سوريا
السفير...
أطلقت إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة صفحة الكترونية تسلط الضوء على أهم مجريات الأحداث ومهام وكالات الأمم المتحدة في سوريا، وذلك بالتعاون مع إدارة الشؤون السياسية وإدارة عمليات حفظ السلام ومكتب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وذكر مركز الأمم المتحدة للإعلام، في بيان، إن «الصفحة توفر معلومات شاملة ومحدثة عن إجراءات وعمليات منظومة الأمم المتحدة للتعامل مع الأزمة السورية ومقتضياتها، تحت مظلة الجهود التي يقودها انان. وتتضمن الصفحة أيضا التصريحات الصادرة عن المبعوث الخاص والناطق الرسمي احمد فوزي، بالإضافة إلى المؤتمرات والبيانات الصحافية ذات الصلة، والصادرة عن مكتب المبعوث الخاص المشترك». ويمكن الاطلاع على الصفحة على الرابط الآتي:
(«السفير»)

 

 

 

«القبعات الخضر» التابعة للجيش الأميركي تساعد القوات الأردنية الخاصة للتدريب على «أسوأ سيناريو»
«سي. ان. ان»: إيران تضخّ مساعدات مالية للنظام السوري عبر مصارف في لبنان
بيروت - «الراي»
عزّزت التقارير الصحافية الاميركية عن ان ايران تضخّ مساعدات مالية للنظام السوري عبر مصارف في لبنان، مخاوف اوساط مالية وسياسية من ان تكون بيروت على مشارف مرحلة تنتهي فيها «فتر السماح» التي أعطيت لها لتفادي وضع نفسها في مواجهة المجتمع الدولي الذي كان أبلغ الى كبار المسؤولين اللبنانيين تحذيرات جدية من مغبة خرق العقوبات على كل من طهران ودمشق.
وكان لافتاُ تقرير شبكة «سي.ان.ان» الذي حمل عنوان «تقييمات استخباراتية: مساعدات ايران تطيل أمد الأسد» والذي نُشر نصه على الموقع الالكتروني للشبكة الاميركية وجاء فيه:
«بدأت احتياطات نقدية ضخمة بحوزة الرئيس السوري بشار الأسد تصل لنحو 30 مليار دولار ساعة انطلاق انتفاضة شعبية مناهضه له في مارس العام الماضي، بالانكماش بسبب حرب أطلقها لسحق شعبه بتكلفة مليار دولار شهرياً، الأمر الذي كان سيؤدي لانهيار نظامه بنهاية العام الحالي لولا مساعدات مالية من ايران. وفي غضون ذلك، يستعد «الأسد المتأهب» بتدريبات اضافية «لأسوأ السيناريوات المحتملة» في سورية.
وتشير تقييمات استخباراتية، وفق ما علمت «سي. أن. أن»، الى أن السيولة النقدية بحوزة النظام تراجعت ما بين 6 الى 9 مليار دولار منذ بدء الاحتجاجات المناوئة لنظامه.
وقدّر مسؤولون في المنطقة انهيار نظام الأسد مالياً بنهاية العام الحالي كنتيجة للعمليات العسكرية الجارية التي تستنزف مليار دولار شهرياً من احتياطاته النقدية التي قدرت بقرابة 30 مليار دولار عند بدء الانتفاضة.
الا أن مصادر أخرى كشفت للشبكة عن ضخ ايران مساعدات مالية للنظام السوري، عبر مصارف في لبنان، وبجانب مساعدات سياسية واقتصادية مقدمة من روسيا، فان الأمر يعني استمرارية النظام السوري لفترة من الوقت، بعدما جففت العقوبات الدولية مصادر تمويله الأخرى.
ولا يقتصر الدعم الايراني على الجانب الاقتصادي، اذ اتهمت تلك المصادر المسؤولة الجمهورية الاسلامية بتقديم «جميع» أنواع الدعم للأسد من مساعدات عسكرية لأخرى تقنية تتيح له رصد معارضيه.
ويشار الى أن تقريراً سرياً بالأمم المتحدة كشف في وقت سابق من الشهر أن ايران تقوم بخرق حظر بيع الأسلحة المفروض عليها من خلال شحنات تقوم بتصديرها الى سورية.
وتطرق التقرير الى اعتراض ثلاث شحنات أسلحة ايرانية على الأقل، بينها شحنتان كانتا بطريقهما الى سورية خلال العام الماضي، وفقاً لما أكده مصدر دبلوماسي طلب من «سي. أن. أن» عدم نشر اسمه».
وعلى صعيد مواز، كشفت مصادر أميركية للشبكة أن قوات «القبعات الخضر» التابعة للجيش الأميركي تساعد القوات الأردنية الخاصة للتدريب على ما أسمته بـ «أسوأ سيناريو»، ويتمثل بخروج ترسانة الأسلحة البيولوجية والكيماوية خارج سيطرة الحكومة السورية.
ووفق تقييمات عسكرية حصلت عليها «سي. أن. أن»، فان تأمين تلك المواقع يتطلب انزال قوات برية خارجية داخل الأراضي السورية في غضون 18 ساعة من سقوط النظام لمحاولة استرداد السيطرة على الوضع.
 
غليون: بعض المعارضة شعر بالاقصاء نتيجة سوء فهم
جريدة الرأي..      
القاهرة - د ب أ - أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن المجلس يريد تجميع كل قوى المعارضة وحشد طاقاتها لتلبية حاجات الثورة الشعبية.
وقال غليون في حوار مع صحيفة «الأهرام» المصرية نشرته أمس: «ثمة سوء فهم وقع بين أطراف المعارضة، فبعضها شعر بأنه دخل دائرة الإقصاء بشكل أو بآخر لاسيما بعد أن تحول المجلس الوطني إلى العنوان الرئيسي للمعارضة والممثل الشرعي لها في ضوء ما قرره مؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد الشهر الماضي في اسطنبول، وهو ما جعل بقية أطراف المعارضة في وضعية أضعف وأثار قدرا من المشاعر السلبية تجاه المجلس».
وشدد على أنه «ليس لدى المجلس أو قيادته أي غرور أو مشاعر سلبية تجاه أي قوى أخرى، فنحن نريد تجميع كل قوى المعارضة وحشد طاقاتها سواء داخل المجلس الوطني كشركاء أو ضمن التنسيق بين مختلف فصائلها».
وحول التقارير الاتية من داخل سورية وتوضح أن الشعب ناقم وغاضب على المعارضة، قال غليون: «الشعب السوري غاضب ليس من المعارضة فحسب وإنما من الجامعة العربية ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، وهو على حق لأن أحدا لم يقدم له الشروط التي تكفل له تحقيق انتصاره السريع في ثورته على النظام المستبد».
وأضاف: «المعارضة ليس بمقدورها أن تحل محل الشعب غير أنها تسعى بكل قوة لتوفر احتياجاته»، مشيرا إلى أن «المجلس الوطني يعمل باتجاه تفعيل هياكله وقد تم تشكيل لجنة تحضيرية لهذا الغرض لوضع محددات يتم بمقتضاها استيعاب كافة أطراف المعارضة وتلبية حاجات الثورة الشعبية».
وذكر أن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أكد له اخيرا أن «الأزمة السورية باتت ملفا أساسيا ليس لكونها تتعلق بمصير شعب شقيق وإنما لأنها تتصل بملف أمن الشعب المصري وأمن العالم العربي».
ولكنه أكد أن المعارضة لا تراهن على خطة المبعوث الأممي - العربي كوفي انان لوقف أعمال القتل التي يمارسها النظام السوري ضد المدنيين، وقال: «لا نراهن عليها على وجه الإطلاق وإن كنا نراهن على آثارها التي يمكن الاستفادة منها باتجاه إعادة إطلاق الثورة الشعبية السلمية في سورية. رهاننا الأساسي هو على الكفاح البطولي للشعب السوري واستمراره في تأمين حاجات ومتطلبات الجيش الحر ليواصل القيام بمهمته في تأمين الثورة وحماية المدنيين».
وأوضح أن المعارضة تطالب بمنح خطة عنان الفرصة «حتى نتمكن من تجاوز أي فيتو روسي أو صيني لاسيما أن التدخل العسكري لن يحدث بدون قرار من مجلس الأمن. ولكن إذا فشل الحل السياسي فسيجد المجتمع الدولي نفسه أمام خيار التدخل العسكري».
 
تقرير / نشار لـ «الراي»: انتخاب شخص واحد 3 مرات يتعارض مع الديموقراطية
الصراع يتصاعد بين «الإخوان» و«إعلان دمشق» بعد التمديد لغليون
الرأي...بيروت - من ريتا فرج
أثار انتخاب الدكتور برهان غليون رئيساً للمجلس الوطني السوري لولاية ثالثة ردود أفعال من داخل المجلس تصدرتها كتلة اعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي التي رشحت جورج صبرا لتولي رئاسة «الوطني السوري» المعارض.
غليون، الذي نال 21 صوتاً من أصل 32 في أول انتخابات جرت بالاقتراع السري في روما حيث انتخب فيها أعضاء الأمانة العامة رئيس المجلس لا المكتب التنفيذي، أعلن الأسبوع الماضي أنه على استعداد للانسحاب من رئاسة «الوطني» والاستقالة فور الاتفاق على خلفٍ له بالانتخاب أو توافق الآراء. وقد جاء اعلان غليون في اللحظة التي قررت لجان التنسيق المحلية في سورية الامتناع عن المشاركة في أعمال المجلس بسبب ما وصفته «بالعجز السياسي وغياب التوافق، بالاضافة الى الاستمرار في تهميش معظم الأعضاء الممثلين للحراك الميداني، وكذلك بسبب قرار التمديد لغليون رغم الفشل الذريع على الصعيدين السياسي والتنظيمي».
ومع تصاعد حدة الأزمة على خلفية انتخاب غليون يعقد المجلس التنفيذي اجتماعات في العاصمة التركية اسطنبول بدأت منذ يومين، للبحث عن مخارج. وعلم انه في حال فشلت تلك الاجتماعات فمن غير المستبعد انسحاب كتلة اعلان دمشق من المجلس، والتي كانت أصدرت بياناً يوم الأحد الفائت أكدت فيه أسفها لانتخاب غليون، واعترضت ليس على اعتماد الاقتراع بل على التصرف خارج القواعد المؤسسة للمجلس التي تقتضي «عدم ترشح غليون أصلاً كونه أخذ فرصته مرتين متتاليتين، فقاعدة التداول تقتضي ترشيح بديل له» وأكدت كتلة اعلان دمشق في البيان «أن فترتي رئاسته (غليون) كانتا عجافاً، لم تثمرا وحسب بل قادتا الى تفكك الروابط بين المجلس والحراك الثوري، ناهيك عن فقدان ثقة الدول الشقيقة والصديقة بالمجلس لما اتسمت به الفترة الماضية من ارتجال وتفرد وشللية وبطء في العمل».
واذ أبدت كتلة اعلان دمشق (التي رشحت جورج صبرا لرئاسة المجلس) انزعاجها الشديد من سيطرة «الاخوان المسلمين» على مفاصل المكتب التنفيذي والأمانة العامة، فمن المرجح أن تحسم هذه الكتلة التي تضم القسم الأكبر من العلمانيين واليساريين، موقفها في الساعات المقبلة.
وفي هذا السياق أكد عضو المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ «الراي» «أن أسباب اعتراض كتلة اعلان دمشق على انتخاب غليون ترتبط بالدرجة الأولى بآلية الانتخاب لأن المجلس في الأساس قام على مبدأ التداول، ولا يجوز انتخاب شخص واحد لثلاث مرات لأن هذه المسألة تتعارض مع الديموقراطية التي يحارب من أجلها المجلس الوطني».
وأشار الى «أن دعم حركة الاخوان المسلمين للدكتور برهان غليون يرتبط في تصوري بتقاطع المصالح المشتركة بين الطرفين، ورغم أني لا أستطيع التحدث باسم حركة الاخوان لكنني أعتقد أن هناك شبكة من المصالح بين غليون والاخوان، ونحن لا نريد أن يسيطر أي طرف مهما كان موقعه أو شأنه على قرارات المجلس لأن هذه المسألة تولد تداعيات على العملية الديموقراطية والتداولية»، مشدداً على «وجود تحالف بين المكتب التنفيذي وحركة الاخوان المسلمين، كاشفاً عن عقد اجتماعات منذ يومين من أجل البحث في مسألة رئاسة المجلس «ولم نتوصل حتى الآن الى أي اتفاق».
ولفت نشار الى أن الخلافات داخل المجلس «لا بد من حلها بشكل دقيق وسريع لأن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها سورية لا تتحمل المزيد من التوتر بين أعضاء المجلس وتجبرنا على تحمل مسؤوليات اضافية بسبب خطورة الوضع الداخلي»، مضيفاً «أن ترشيح كتلة اعلان دمشق لجورج صبرا يعود بالدرجة الأولى الى تاريخه النضالي داخل سورية والى خبرته التنظيمية والقيادية وانتخابه رئيساً للمجلس يعني تبديد مخاوف الأقليات ويؤشر الى ان الحكم القبل في سورية بعد سقوط الأسد سيكون مدنياً وليس اسلامياً». ورأى نشار أن «اعادة ترشيح صبرا لرئاسة المجلس واجراء انتخابات جديدة سيؤديان الى توحيد صفوف المعارضة داخل المجلس وكل قواه السياسية وهذا يعني المزيد من الصبر والانتباه من قبل الاخوان المسلمين، وعليهم الاقدام على خطوة نوعية».
الصراع بين الليبراليين والاسلاميين في المجلس الوطني السوري وصل الى ذروته وقد فجره اعادة انتخاب برهان غليون. ويذكر أن الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي يسيطران على الأكثرية في المكتب التنفيذي والأمانة العامة، ويحتل الأخوان 26 في المئة من الهيئة العامة للمجلس ويضاف اليهم أكثر من 26 في المئة في «كتلة الـ 74» أو الكتلة الوطنية ذات الاتجاه الاسلامي التي انشقت الى كتلتين. ويقود احمد رمضان الكتلة الأولى في اتحاد التنسيق الديموقراطي، فيما يقود الكتلة الثانية رضوان زيادة.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,373,400

عدد الزوار: 7,630,241

المتواجدون الآن: 0