نصرالله يقترح "تطوير الحوار إلى مؤتمر تأسيسي"
 

لقاء السرايا يبحث في تجاوز المأزق الحكومي

قبل عشرة ايام من الموعد الذي حدده لانعقاد هيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا، بدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس، جولة عربية بزيارة المملكة العربية السعودية، ستليها غدا زيارة للكويت وبعدها للامارات العربية المتحدة وقطر في مواعيد لاحقة.
وتميزت الزيارة الرئاسية الخاطفة للسعودية بلقاء الرئيس سليمان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن ثم الرئيس سعد الحريري في منزل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، علما انه لقاؤهما الاول منذ استقالة الحكومة السابقة.
وعكست اوساط رئاسة الجمهورية "اجواء ايجابية جدا" واكبت الزيارة التي رافق الرئيس سليمان فيها وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وقالت لـ"النهار" ان المحادثات توزعت على ثلاثة ملفات:
اولا: تأكيد المملكة السعودية مجددا دعمها للبنان والعلاقة المميزة التي تحرص عليها معه والاستعداد لمساعدته في كل المجالات.
ثانيا: تأكيد الملك عبد الله بن عبد العزيز ان المملكة هي على مسافة واحدة من جميع الافرقاء اللبنانيين وتعنيها وحدة لبنان واستقراره، وابداؤه استعداد المملكة لمساعدته على تجاوز كل مشاكله وفي اي مجال يحتاج فيه اللبنانيون الى المساعدة.
ثالثا: تشجيع الملك على الحوار من اجل حماية لبنان ومنع التوترات وصون السلم الاهلي والحفاظ على الامن والاستقرار.
وأوضحت الاوساط الرئاسية ان موضوع المخطوفين اللبنانيين في حلب اثير في المحادثات ونقلت عن المسؤولين السعوديين استعدادهم للمساعدة معنويا وليس بالمعنى المادي، خصوصا ان لا اتصال مباشرا بين المملكة والمعنيين بعملية الخطف.
وتطرق البحث ايضا الى قضية دعوة عدد من الدول الخليجية رعاياها الى عدم زيارة لبنان وكان تأكيد سعودي ان ليس هناك من جانب المملكة اي منع للسفر الى لبنان وما جرى في هذا الاطار لم يعد كونه تنبيها او دعوة للبقاء على جهوزية للرحيل اذا طرأ اي تدهور امني مع حرص المملكة على حماية امن لبنان واستقراره.
أما لقاء الرئيس سليمان والرئيس الحريري فعلم انه سادته اجواء ودية جدا وتناول البحث فيه مواضيع الساعة ولا سيما منها موضوع الحوار.
وأكدت مصادر مواكبة للقاء لـ"النهار" ان رئيس الجمهورية شرح ظروف دعوته الى عقد هيئة الحوار، لكنه لم يطلب من الرئيس الحريري جوابا عن هذه الدعوة ولا اعطى الاخير جوابا عنها، بل جرى عرض لواقع الحوار وما يمكن ان ينتج منه ومدى جدية الافرقاء في المشاركة فيه ومناقشة المواضيع الاساسية خلاله.
ولفتت المصادر الى ان اي جواب سلبي لم يظهر في هذا الاطار وشرح الحريري وجهة نظره من ضرورة تأليف حكومة جديدة لمواكبة التطورات، لكنه لم يشترط شيئا خلال البحث.

 

ووصف الوزير غازي العريضي الزيارة لـ"النهار" بأنها كانت "ناجحة جداً وكان الملك عبد الله في منتهى الحرص على لبنان واستقراره والحوار بين ابنائه، داعياً اللبنانيين جميعاً من دون اي تمييز أو تفرقة الى التماسك والتفكير في مصلحة بلدهم، واستمع باهتمام الى ما شرحه الرئيس سليمان واثنى على جهوده ودوره في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان".
وأضاف العريضي: "كانت مبادرة طيبة من فخامته بان اتصل بالرئيس سعد الحريري قبل ان يسافر وابلغه انه آت الى جدة. وهذا ما ادى الى الغداء الذي اقامه وزير الخارجية سعود الفيصل وجمعهما. وقد اكد الرئيس سليمان اهمية دور الرئيس الحريري في هذه الفترة، مثنياً على مواقفه في ما يعزز تماسك اللبنانيين".
وأوضح ان الكلام بين رئيس الجمهورية والرئيس الحريري "تناول كل شيء وسط وجهات نظر متعددة ومناقشات وافكار كثيرة. اما في شأن الحوار الذي دعا اليه فخامته في 11 من الجاري فلا شيء نهائياً بعد والخطوات مفتوحة ولا يزال امامنا وقت حتى هذا الموعد".

 

وعلى رغم الاولوية التي احتلتها قضية المخطوفين اللبنانيين في حلب في الايام الاخيرة، برزت أمس حركة مشاورات بين القوى المعنية بالوضع الحكومي استباقاً لانعقاد مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، وتجنب الوصول مجدداً الى مأزق في موضوع الانفاق الحكومي يضع الحكومة في مهب احتمالات سلبية اضافية.
وعلمت "النهار" في هذا المجال ان لقاء انعقد قبل ظهر أمس في السرايا واحيط بكتمان، ضم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حسين الخليل وانضم اليهم وزير الطاقة والمياه جبران باسيل وجاء هذا الاجتماع بعد لقاء ضم وزراء "حزب الله" وحركة "امل" و"التيار الوطني الحر". وعلم ان السرية التي احاطت بلقاء السرايا عكست رغبة الفريق الحكومي في انجاح المساعي المبذولة لمعالجة المأزق الحكومي الراهن.
وأبلغت اوساط الرئيس ميقاتي "النهار" انه يجري العمل حالياً على معالجة الموضوع الحكومي وليس فقط الملف المالي من أجل اعطاء الحكومة دفعا جديدا وتفعيل عملها في ظل التحديات التي تواجهها ويتوقع ان تتكثف الاتصالات حتى موعد جلسة مجلس الوزراء الاربعاء.

 

اما في قضية المخطوفين، فعلم ان الرئيس ميقاتي نقل امس الى وفد ذويهم الذي زاره في السرايا المعطيات التي لمسها في زيارته لتركيا وحاول طمأنتهم الى  استمرار المساعي التركية علما انه لا يبدو ان ثمة تطمينات حاسمة في هذا المجال.
وفي هذا السياق برز موقف السيد نصرالله في الكلمة التي القاها مساء امس في ذكرى رحيل الامام الخميني، اذ توجه الى الخاطفين ودعاهم الى اثبات قولهم انه "لا مشكلة لهم مع طائفة" بإطلاق "هؤلاء الزوار الابرياء واعادتهم الى اهلهم". واضاف: "اذا كانت لكم مشكلة معي هناك الكثير من الوسائل لنحل هذه المشكلة، تريدون حلها بالحرب فبالحرب، وتريدون بالسلم فبالسلم. افصلوا موضوع الابرياء جانبا وتعالوا نحل مشكلتكم معنا".
وتناول موضوع الحوار الوطني فدعا رئيس الجمهورية وطاولة الحوار الى مناقشة اقتراح "بعقد مؤتمر حوار وطني وليس فقط طاولة حوار، وتطوير الفكرة الى عقد مؤتمر تأسيسي وطني وانتخاب مجلس "تأسيسي".

 

وفي رد فعل اولي لقوى 14 آذار على هذا الاقتراح، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لـ"النهار" ان ما اقترحه السيد نصرالله عن المؤتمر التأسيسي "يعني تجاوز ميثاق عام 1943 واتفاق الطائف الذي اصبح دستورا بعدما كلفنا 120 الف قتيل و240 الف جريح و10 آلاف مفقود ومعاناة لا تزال اهتزازاتها قائمة حتى اليوم، وتاليا فانه يدخلنا في مسار الى المجهول". واضاف: "كما يقترح نصرالله مقايضة بين سلاحه والصلاحيات الدستورية وان هناك شركاء له في هذا الطرح وهو واهم في ذلك. ولا يخفى انه يهدد بالمدافع فيما اذا لم تجرِ الاستجابة لمقترحاته". ودعا "14 آذار الى خوض معركة تسليم السلاح كل السلاح الى الدولة واوله سلاح "حزب الله".

في نبأ من المملكة العربية السعودية أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وصل الى مطار جدة ، يرافقه وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ووفد ، وكان في استقباله وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل وعدد من المسؤولين السعوديين، فضلاً عن السفيرالسعودي في لبنان علي عسيري.
 وبعد استراحة في صالون الشرف في المطار، انتقل الرئيس سليمان والوفد المرافق الى القصر الملكي، حيث كان في استقباله العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعقد اجتماع بينهما، شارك فيه عن الجانب السعودي اضافة الى الملك عبد الله، الامير فيصل والسفير عسيري وعدد من المستشارين، فيما شارك الى جانب الرئيس سليمان الوزير العريضي والسفير ناجي ابي عاصي.
 وبحث المجتمعون في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها وموضوع المخطوفين اللبنانيين وامكان مساعدة المملكة في اطلاقهم، وكذلك الوضع العربي العام والتطورات في المنطقة، وموضوع الدعوة التي وجهها سليمان الى انعقاد هيئة الحوار الوطني.
 وبعد المحادثات، لبى سليمان دعوة الامير سعود الفيصل الى غداء تكريمي شارك فيه الرئيس سعد الحريري، تم خلاله استكمال البحث في الموضوعات التي تهم البلدين.
 ومساء عاد رئيس الجمهورية الى لبنان.
وكان سليمان التقى صباحا في قصر بعبدا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعرض معه التطورات.

لفتت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الاسبوعي أمس الى أن أكثر من 26000 نازح سوري يتلقون الحماية والمساعدة في لبنان من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة. اما على صعيد الحاجات فأشار التقرير الى ان النازحين السوريين الذين يصلون الى لبنان" يواجهون عدداً لا يحصى من الحاجات ومعظمهم قد فروا من منازلهم وقراهم بسبب القتال الدائر في هذه المناطق. وهم تأثروا بشدة نتيجة فقدان منازلهم وابتعادهم عن مجتمعاتهم المحلية، كما أن العديد منهم فقدوا احبة وأشخاصاً مقربين لهم. وأكثر من 75في المئة من الأشخاص الذين يتلقون المساعدة هم من النساء والأطفال. ويعيش العديد من النازحين مع أسر مضيفة تكافح بدورها للتمكن من تغطية نفقاتها وتأمين معيشتها".
ولفت الى ان الحكومة اللبنانية "تؤمّن منذ أكثر من عام ومن خلال الهيئة العليا للإغاثة، المواد الغذائية والرعاية الطبية الثانوية للنازحين السوريين في شمال لبنان، أما الحاجات الأخرى، بما في ذلك تأمين الحماية والمساعدة للأشخاص الموجودين في منطقة البقاع، فتلبيها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة". وأشار الى ان الحكومة اللبنانية "ابدت تردداً حيال إصدار تصاريح تجوّل للاجئين السوريين المسجلين، ممّا أدى إلى حصر وجودهم في منطقة صغيرة وعجزهم عن التحرك بحرية للبحث عن العمل".
ويعيش غالبية النازحين السوريين في الشمال مع أسر مضيفة يكافح العديد منها من أجل تغطية نفقاتها وتلبية احتياجاتها الخاصة. لذا، فلم تركز جهود المساعدة فقط على اللاجئين، وإنما أيضاً على التدابير لمساعدة الأسر المضيفة التي أبدت كرماً وسخاء كبيرين على رغم الصعوبات الخاصة التي تواجهها (...)".
واضاف: "بحلول نهاية فترة التسجيل المدرسي، من بين 4309 أطفال تراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً، لم يلتحق سوى 552 طفلاً نازحاً بالمدارس. على رغم حملات التوعية الواسعة النطاق والمنسقة حول أهمية التعليم، لم يتجاوز معدل الالتحاق بالمدارس 13% من الأطفال الذين هم في سن المدرسة. السبب الرئيسي لهذا المعدل المنخفض المثير للقلق هو وصول غالبية الأطفال السوريين إلى لبنان بعد الموعد النهائي للتسجيل في المدارس.
وفي شمال البقاع، يقيم نحو 80 في المئة من مجموع النازحين السوريين مع المجتمع المضيف، في حين يعيش 10 في المئة في منازل مستأجرة و10 في المئة  الآخرون في ملاجئ جماعية. أما في البقاع الغربي، فيعيش نحو نصف مجموع النازحين حالياً مع المجتمع المضيف، في حين يعيش النصف الآخر في منازل مستأجرة. ولا تزال مسألة توفير الحلول السكنية تشكّل أولوية في المنطقة إذ أن العديد من الأسر تواجه صعوبة في تسديد الإيجار في نهاية كل شهر. ولا تزال الوكالات تعمل على تقويم خيار تقديم المبالغ النقدية للإيجار بشكل مباشر إلى المالكين وذلك للأسر الأكثر ضعفاً وحاجة".
وأورد التقرير معلومات واحصاءات مفصلة عن النازحين.

 لا تزال مسألة خطف اللبنانيين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان الى الداخل السوري ترخي بثقلها على حركة العبور بين لبنان وسوريا عند نقطتي العبور الحدوديتين  في العبودية والعريضة المقفلتين لليوم الثالث على التوالي وسط اصرار الاهالي على مواصلة حركتهم الاحتجاجية  الى حين الافراج عن المخطوفين .
 وعمد الاهالي الى وضع سواتر تراب واعمدة كهرباء واطارات سيارات وسط الطريق الدولية، في العريضة و العبودية، مما تسبب بشل حركة عبور الشاحانات والحافلات وسيارات النقل السياحية بين البلدين. ونصبت خيمتان كبيرتان تجمع فيها عدد كبير من ابناء المنطقة،  وجددوا تأكيد مواقفهم التي سبق ان اعلنوها فور خطف الشابين، ان لا عودة للامور الى طبيعتها الا في حال الإفراج عن المخطوفين، محملين الدولة اللبنانية مسؤولية الدفاع عن امن المواطنين اللبنانيين وخصوصاً في المناطق الحدودية. وطالبوا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالعمل جدياً على اطلاق المخطوفين.

نظم حزب "التحرير" أمس اعتصاما أمام مسجد عائشة بكار عقب صلاة الجمعة، دعما للشعب السوري وثورته. وحمل المعتصمون الرايات الاسلامية واطلقوا الهتافات المؤيدة للثورة.
والقى عضو المكتب الاعلامي في الحزب عبد اللطيف الداعوق كلمة حذر فيها من "الوقوع في الحرب الطائفية سواء في سوريا او في لبنان".
كما نظم الحزب مسيرة في طرابلس ("النهار") خرجت من جامع المنصوري الكبير، وحمل المتظاهرون أعلاما مكتوبا عليها "لا اله الا الله" ولافتات منددة بأعمال العنف. وجابوا الشوارع وصولا الى ساحة عبد الحميد كرامي.
كذلك خرجت تظاهرة من مسجد حمزة في القبة دعما للشعب السوري، أطلق خلالها المتظاهرون هتافات تدعو المجتمع الدولي الى "وضع حد للمجازر في سوريا"، وانتهت بإقامة صلاة الغائب عن أرواح من سقطوا، في ساحة ابن سينا؟
كذلك اقامت "الجماعة الاسلامية" اعتصاما في ساحة عبد الحميد كرامي حيث ام المصلين امام مسجد المنية الكبير الشيخ يوسف جاجية، والقى خطبة الجمعة.
الى ذلك، أطلقت مجموعة من ابناء طرابلس حملة "دق الطناجر ضد طبول الحرب في لبنان" نبذاً للاقتتال والعنف. وأوضحت ان الحملة تهدف الى "إعلاء صوت الطناجر على صوت السلاح، وهي ستنطلق  الرابعة عصر اليوم من دوار المئتين وتجوب بعض الشوارع المحيطة وصولاً الى دوار الشراع في الميناء". ويستخدم المشاركون في الحملة دق الطناجر بنفحة معينة تدعو السكان الى مشاركتهم فيها من على الشرفات أو الانضمام الى الحملة في الشوارع.

قدم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اقتراحاً الى طاولة الحوار الوطني لمناقشة قيام مؤتمر تأسيسي، اي مجلس خبراء جديد، محذراً من الامن الذاتي. وفي قضية المخطوفين الللبنانيين الـ11 في سوريا، دعا اهاليهم الى ضبط النفس، مشددا على "ضرورة ان تعمل الدولة على اعادتهم، ونحن جميعا كقوى سياسية نساعد الدولة".
كلام نصرالله جاء خلال احياء السفارة الايرانية الذكرى الـ23 لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني في احتفال حاشد في قصر الاونيسكو حضره حشد من الشخصيات السياسية والحزبية ولفيف من علماء الدين.
واستهل السفير الإيراني غضنفر ركن ابادي كلمته بالإشارة الى أن " الإمام الخميني كان وديعة الله عندنا ودليلا على عظمة الله".
وقال: "كان على جانب من الإيمان القوي والحكمة والنبوغ والصبر والحلم والصدق والزهد والصفاء، ولقد اثمرت هذه الشخصية الفريدة للإمام الخميني اكثر ما يدهش الثورة الإسلامية في ايران. الثورة الإسلامية مقترنة باسم الإمام الخميني لأنه هو الذي قاد سفينتها في احلك الظروف، وأسس الجمهورية الإسلامية في ايران وأوصلها الى ذروة الكرامة في مواجهة الإستكبار".
ثم كانت كلمة لرئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ، ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، شدد فيها على رفض " لغة الحديد والنار في سوريا وأي بلد عربي، ونرفض خطف الابرياء في أمة علمت العالم حماية الابرياء".
ولفت مطر إلى أن الخميني "كان صادقا عندما دعا إلى الوحدة الشاملة".
واشار عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" خليل حمدان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ان "الامام الخميني هو العلامة الفارقة في هذا الزمن، وهو رمز للثوار عبر الثورة التي قام بها على الظلم".
من جهته، أشار رئيس مجلس الأمناء في "تجمع العلماء المسلمين" القاضي الشيخ أحمد الزين الى أنّ "الخميني مع المقاومة الإسلامية من أجل تحرير القدس وحماية المسجد الاقصى وحماية الناس في كل مكان، للدفاع عن فلسطين ومقدسات الاسلام".
ثم اطل السيد نصرالله عبر الشاشة متحدثاً عن اهمية شخصية الامام الخميني ومساهمته في الوحدة الاسلامية. وقال: "كما هو التحدي امام الشعوب العربية، وكما ان التحدي في سوريا الاصلاح، نحن ايضا في لبنان امام هذا التحدي"، معتبرا ان "كل القيادات السياسية مشغولة بالاحداث، ونحن كلنا مياومون، نعمل باليومية في معالجة ردود الافعال لموضوع ما".
ورأى ان الاولوية لدى المواطن اللبناني "هي الامن والسلم الاهلي"، موضحا ان "هذه النتيجة سببها "الاحداث في سوريا وتطورات المنطقة وتراخي مؤسسات الدولة في التعاطي مع الشان الامني، والانفعال الموجود، والتحريض الطائفي والمذهبي".
واذ اشار الى ان "الامن ضاغط في كل المناطق، وبعض وسائل الاعلام والجهات السياسية تضخم بعض الاحداث السياسية"، شدد على ان "الامن والسلم الداخلي هما نتاج عملية متكاملة فيها الثقافي والتربوي والقضائي والسياسي والاعلامي، والعمل الامني الفني هو جزء من عملية تحمي الامن، ومن يملك العناصر هو الدولة فقط"، لافتا الى ان "تولي الاحزاب مسؤوليات امنية ذاتية لا يحقق حماية المجتمع، بل يأخذنا الى حرب اهلية وحرب عشائر، اما الدولة فتستطيع المعالجة دون حرب اهلية".
ورأى "اننا اذا اردنا لبنان آمنا يعيش سلمه الاهلي ويعالج ازماته، فنريد مؤسسات دولة، ونحن يجب ان نصل الى الاقتناع بان هذا اللبنان لا يتحمل تقسيما ولا فدرلة، واغلى طموحات الشعب اللبناني دولة فاعلة".
"مجلس خبراء على غرار الدول العربية"
وتمنى في اطار الدعوة الى طاولة الحوار الموجهة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان عدم مقاطعتها من اي جهة، داعيا الى "معالجة الاسباب، ومناقشة العوائق، والبحث في بناء دولة حقيقية، وان نقيم مؤتمر حوار وطني، ومؤتمرا تأسيسيا وطنيا في لبنان، كالمؤتمرات في بعض الاماكن في العالم العربي. يمكن ان ننتخب مؤتمرا تاسيسيا، ليس على اساس طائفي بل على اساس فئات ونسب مئوية".
واشار الى ان "هناك من يتكلم عن دولة ويقول باتفاق الطائف وتنفيذه والتوصل الى عقد اجتماعي جديد او الغاء الطائفية السياسية او العلمنة الكاملة. واذا كان هناك مؤتمر تأسيسي معين او منتخب فلنناقش كيف نبني دولة، وغير هذا فنحن مياومون، ونستطيع ان نبقى هكذا مئات السنين".
وعن ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي قال: "كان رجل دولة واحدث اغتياله فراغا كبيرا".
ودعا نصرالله خاطفي اللبنانيين الـ11 في سوريا الى "اثبات مقولتهم ان لا خلاف مع طائفة عبر فك اسر المخطوفين، قلتم إن لا مشكلة مع طائفة، وعليكم ان تثبتوا ذلك، وهؤلاء زوار يجب ان يعودوا الى اهلهم، واذا كانت لديكم مشكلة معي هناك اساليب وطرق للتعاطي، تريدونها بالسلم فلتكن بالسلم، وبالحرب فلتكن بالحرب، مع "حزب الله" او "حزب الله" وحركة "امل" او مع اي قوى سياسية. اما ان تأخذوا الابرياء فهذا ظلم يجب الانتهاء منه (...) لدينا موقف من سوريا وندعو الى الحفاظ على وحدتها وقلبنا يحترق على سوريا كما هو حال اي سوري، وقد نختلف مع الآخرين في قراءة ما يجري، وهذا من حقنا، وارجو من الله ان يمن على الابرياء المخطوفين بأن يعودوا سالمين، وان يمن علينا بالصبر والحكمة (...)".

رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان الذي يرفض الحوار "يساهم في فتح الثغرات الواسعة امام المشروع الاميركي – الاسرائيلي".
زار رعد على رأس وفد ضم النواب علي عمار وعلي فياض ونوار الساحلي ومحمد صالح الرئيس عمر كرامي في بيروت. واوضح على الاثر ان اللقاء "يأتي  متزامنا مع ذكرى مرور ربع قرن على استشهاد الرئيس رشيد كرامي، ففي هذه الذكرى لا يسعنا الا ان نبدي تقديرا عاليا واعتزازا بالمواقف الوطنية التي تخرج من هذا البيت الذي هو بيت الاهل والاصول والاصالة، ولطالما اتسمت المواقف التي صدرت عن الرئيس عمر كرامي ببعد النظر والحرص على الوحدة الوطنية والتمسك بقوة لبنان في مواجهة العدو الصهيوني (...)".
* وسئل عن قضية المخطوفين الـ 11 في سوريا فأجاب: "هذا الملف هو في عهدة الدولة، وكل المعطيات لدينا نضعها في تصرف الدولة لتبني على الشيء مقتضاه، ونتحرك من اجل ضمان الافراج السريع والامن للمخطوفين بغض النظر عن كل ما قيل ويقال".
وعن الدعوة الى الحوار؟ قال: "ان الذي يرفض الحوار يساهم في فتح الثغر الواسعة امام المشروع الاميركي والاسرائيلي من اجل الاجهاز على بنية البلد والقضاء على الاجواء المناسبة للتفاهم ولاستنهاض وحدة لبنان. من هنا نفترض ان الجميع يستشعرون المسؤولية الوطنية وضرورة الجلوس الى طاولة الحوار مع الآخرين للتفاهم على ما يخدم مصلحة لبنان".
سئل: الا تعتقدون ان العدالة مفقودة ولا سيما ان قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي معروف؟ اجاب: "نحن نعتبر ان المجرم مجرم، والعفو لا يبرئ انما يحاول ان يطوي صفحة لأسباب معينة في مرحلة وظروف معينة. نحن مع تطبيق العدالة في كل امر". والتقى كرامي وفدا من "تجمع اللجان والروابط الشعبية" برئاسة معن بشور.

أعرب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان عن عدم إمتنانه من القتل في سوريا، مشيرا الى انه لو لم تكن خطته لما كان هناك حل. من جهته، عبر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عن تأييده خطة النقاط الست لحل الأزمة في سوريا، معتبرا "ان الأولوية يجب ان تعطى لوقف حمام الدم".
وفي الشأن اللبناني، اثنى ميقاتي أمام الموفد الاممي كوفي أنان على "مواقف كل الاطراف اللبنانيين لتحييد لبنان عن الصراع الدائر في سوريا، وهو ما ينسجم مع الموقف الذي ثابرت الحكومة على إتخاذه منذ تشكيلها".
وكان إستقبل أنان ظهر أمس في السرايا في حضور وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور والوفد المرافق لأنان. وعقد الاخير مؤتمراً صحافيا عرض فيه نتائج لقاءاته في بيروت وقال: كانت لي مناقشات بناءة مع الرئيس ميقاتي، وتحدثت مع الرئيس ( فؤاد) السنيورة عبر الهاتف لوجوده خارج البلاد. وناقشت الوضع في سوريا مع رئيسي الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، وشاركتهم انطباعي في شأن الأزمة في سوريا، ولا بد من اتخاذ اجراءات من الرئيس السوري بشار الاسد وتطبيق الخطة ذات النقاط الست، والا سيستمر الوضع على حاله الى ما لا نهاية، وقد أبدى الرئيس السوري انطباعاً انه يريد تطبيق الخطة وهو مثابر على تطبيقها ويريد تحقيق السلام. كذلك ناقشت مع الرئيس ميقاتي انعكاسات الوضع على الدول المجاورة كلبنان والاردن، وضرورة اتخاذ الاجراءات لتفادي انتقال الأزمة الى هذه الدول، وناقشنا الجهود التي يجب ان يبذلها المجتمع الدولي لتفادي هذه الأزمة".
وعن قضية المخطوفين اللبنانيين، قال: "ناقشنا الموضوع وتحدثنا عن المخطوفين، ونحن في الامم المتحدة سنبذل جهودنا للمساعدة، وأدعو العائلات التي تنتظر عودة المخطوفين الى التحلي بالصبر".
وأشار ردا على سؤال عن تهريب الاسلحة عبر الحدود المشتركة، الى أنه تناول في محادثاته هذا الموضوع، وقال: "أكدت لي السلطات اللبنانية بكل وضوح ان هذه الحدود لا تستخدم لنقل السلاح، ولا بد من ان نحض الجهات التي تهرب الاسلحة عبر الحدود على التوقف عن عملها، غير ان لبنان حريص على الا تصبح حدوده مكاناً لنقل الاسلحة او تهريبها.
ونفى أن يكون لديه معلومات عن مرتكبي مجزرة الحولة، وقال "ان مراقبي الأمم المتحدة يبحثون عن معلومات. طلبنا تحقيقاً شاملاً، وسيستأنف التحقيق قريباً، وستعلن النتائج بشكل واضح، وسيناقش اجتماع الأمم المتحدة في جنيف هذا الموضوع".
سئل: ما هو الخط الأحمر الأخير؟ وما هو الأمر الذي يجب ان يحصل في سوريا قبل ان ننعى خطة السلام؟
أجاب: "هذا القرار يجب ان يتخذه مجلس الأمن، وعندما يتخذ قرار اعلان نهاية الخطة فعندئذ ستتوقف، لكن المهم الاستمرار في بذل الجهود لإيجاد حل من اجل انتقال سلمي وديموقراطي للسلطة يلبي طموح الشعب السوري. لقد نفد صبرنا ولسنا ممتنين من عملية القتل في سوريا، وانا شخصياً لست ممتناً لهذه الأمور، واريد تعجيلا للخطة، لكن عندما نتعامل مع قضايا من هذا القبيل فانها ليست قضية سهلة او مسألة خطوط حمر، ويجب ان يجد مجلس الأمن والدول حلاً، وإذا لم تكن هذه الخطة هي الحل المناسب فيجب ان يتوافر حل آخر. أنا لا أقول إن هناك حلاً واحداً لمعالجة المسألة، وقد تكون هناك حلول اخرى، وإنما على مجلس الأمن النظر في الخطة، وإذا ارتأى ان تكون هناك خطة اخرى فسأثني على عمل المجلس، والقرار يعود اليه".
وغادر أنان بيروت الى الدوحة.

على غرار المختصر المفيد الذي اتسم به مؤتمره الصحافي عقب لقائه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السرايا، جاءت لقاءات المبعوث الاممي – العربي المشترك كوفي انان السياسية والديبلوماسية والتي عقد معظمها بعيدا من الاضواء، في مقر اقامته في فندق "فينيسيا".
ففيما كان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة يناقش "فظائع" مجزرة الحولة وتداعياتها في جنيف مما ادى الى انسحاب السفير السوري من الجلسة، كان الامين العام السابق للمنظمة الدولية يبحث مع المسؤولين اللبنانيين في كيفية حماية لبنان من الازمة المستفحلة في الجوار القريب، وسط تركيزه، وفقا لمصادر ديبلوماسية متابعة عن كثب لاجواء لقاءات انان، على "ثابتتين": أولاهما ضرورة مواصلة الحوار بين القادة اللبنانيين وتعزيزه في ظل المناخ الاقليمي المتقلب وذلك غداة الدعوة التي اطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذا الشأن. فيما تركزت رسالته الثانية على التشديد على مواصلة لبنان سياسة "النأي بالنفس" داخليا حيال الاحداث في سوريا تجنبا لوقوعه، قدر الامكان، في فخ الاوضاع المتقلبة المحيطة.
والواقع ان أنان الآتي الى بيروت بعد جولة له في الاردن وسوريا بدا في نظر محدثيه الديبلوماسيين والسياسيين مستمعا اكثر منه متكلما. وهو انصات رمى، وفقا للمصادر الديبلوماسية عينها، الى استكشاف آراء محدثيه او "جس نبضهم" حيال ما يحصل في سوريا والوقوف على رؤيتهم لمدى تأثير الاحداث هناك على الداخل اللبناني.
وبحسب المصادر الديبلوماسية المتابعة عن كثب لاجواء اللقاءات، فان اثارة انان لموضوع ضبط الحدود اللبنانية – السورية ونقل الاسلحة والذي سبقه بيان توضيحي لرئاسة الجمهورية عشية الزيارة، اندرج في اطار تعزيز حسن تطبيق "خطة النقاط الست"، نظرا الى الترابط الوثيق بين الوضعين السوري واللبناني. وفي هذا الباب، كانت مناشدة المبعوث الاممي - العربي المشترك المسؤولين اللبنانيين السعي الى وقف نقل الاسلحة الى الداخل السوري، سواء كان الى المعارضة المسلحة ام الى النظام.
ومع اقرار المصادر الديبلوماسية المعنية بصعوبة تطبيق النقطة الاخيرة في شكل كامل، ولاسيما ان المسألة تتخطى "قدرة" الدولة اللبنانية، ويتداخل في العملية اطراف كثر، فهي تتحدث في هذا الاطار عن اكثر من رسالة نقلت الى الجهات المعنية، على المستويين الخارجي والداخلي. وهدفت جميعها الى الحد من "عسكرة" النزاع انطلاقا من الارتدادات السلبية التي يمكن ان تنجم عنه على المنطقة كلا وضمنها لبنان.
في اي حال، كان الامين العام السابق للمنظمة الدولية واضحا في تأكيده العلني والضمني، استمرار مهمته "حتى يصار الى ايجاد نقل سلمي للسلطة يتوافق مع مطالب الشعب السوري". وهو تأكيد ربطته المصادر الديبلوماسية المتابعة عن كثب لحركة أنان بسلسلة خطوات مرتقبة في هذا الشأن. في مقدمها توجه المبعوث الاممي - العربي الى تقديم تقرير شامل الى مجلس الامن في الايام المقبلة تتخلله "احاطة شاملة" للاعضاء بما آلت اليه جولته الشرق الاوسطية ولاسيما السورية واللبنانية. وبناء عليه، سيصار الى تحديد "خريطة طريق" للمرحلة المقبلة، والتي من شأنها ان تشمل مواصلة العمل بـ"الخطة الانانية" او تحديد "خطة ب".
ولان المصادر الديبلوماسية نفسها لا تبدو "متفائلة جدا "باحتمال حصول تحول ما قريب في الموقفين الروسي والصيني من الازمة، فهي ترجح ان يتواصل الدعم الدولي لخطة انان باعتبارها ما زالت تمثل "افضل ما لدينا حتى الآن، ووسط غياب اي خطة سياسية اخرى جاهزة"، كما تقول، مبدية خشيتها من ان يكون البديل الفوضى "وهذا امر مخيف للغاية".

زار وفد من كتلة "المستقبل" أمس المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في مكتبه في بعبدا، وقدم اليه مذكرة موجهة من الكتلة للمبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان تعرض الخروق التي قامت بها القوات السورية للسيادة اللبنانية في المدة الاخيرة.
بدوره اجرى انان اتصالا هاتفيا برئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة الموجود في لندن، تناول خلاله الاوضاع في لبنان والمنطقة وخطورة الخروق السورية للسيادة اللبنانية وتأثيرها على الاوضاع في لبنان. وعرض السنيورة مضمون المذكرة المرفوعة اليه واهمية التوقف عند ما تضمنته من معطيات ووقائع.
وابرز ما جاء في المذكرة: "إن النظام السوري تمكن من تصدير مجموعات من الإرهابيين، تحت الطلب، إلى لبنان ومناطق أخرى للضغط على المجتمع الدولي وتمهيد الطريق لتدخله كقوة ضرورية لنشر الاستقرار في المنطقة. ومنذ أن بدأ الشعب السوري انتفاضته السلمية، خشينا أن يعمد النظام إلى اللجوء إلى أساليبه المعتادة للدفع نحو عدم الاستقرار في لبنان من أجل صرف أنظار العالم عن الاضطرابات في الداخل السوري. ومخاوفنا المبرّرة تستند إلى واقع أن لبنان هدف سهل للنظام السوري، في ضوء عدم الاستقرار السياسي في لبنان ونفوذه الكبير على الأغلبية الحاكمة. فقد بدأنا نوثق تدخلاته المتنامية والدفع نحو الاحتكاك الداخلي الذي يؤدي إلى مواجهات مسلحة وخطيرة يصعب التحكم فيها وتشكل تحدياً لأمن لبنان الداخلي. وهو أجرى هجمات عدة عبر الحدود من خلال نشر القناصة وإطلاق الصواريخ وترويع القرى الحدودية وخطف مواطنين لبنانيين من داخل حدودنا الوطنية، وهذا يشكل انتهاكا صارخا وغير مقبول لسيادة لبنان.
في سعينا لإيجاد حل سلمي لتغيير الكبير الحاصل في سوريا، نطلب منكم عدم إهمال التداعيات السلبية للصراع السوري على لبنان، و نناشدكم تحديدا القيام بما يلزم لوضع حد لانتهاك النظام السوري لسيادة لبنان، بما في ذلك العودة الآمنة للمخطوفين اللبنانيين".
 

لم تشكل الحكومة خلية ازمة سياسية – امنية لمواجهة احتمال حصول صدامات في لبنان على غرار تلك الحاصلة في سوريا، على الرغم من تحذيري فرنسا وروسيا من انعكاس مباشر لتلك الصدامات على لبنان، اذ ترتفع وتيرتها بين مؤيدي النظام ومعارضيه. واللافت ان وزيري خارجية البلدين لوران فابيوس وسيرغي لافروف استعملا عبارتين تكادان تكونان واحدة بالنسبة الى ما يحدق بلبنان من خطر اشتعال الحرب في سوريا. فابيوس قال: "لا سيما على لبنان"، ولافروف "على الاخص على لبنان". ولا ننسى ان عددا كبيرا من السفارات في كل من بيروت وسوريا اعد بناء على توجيهات من وزارات خارجية بلاده، خطط طوارئ لاجلاء الرعايا بعد تدهور عسكري كبير في كلا الدولتين، ومن بينهم السفير السعودي علي عواض عسيري الذي لم تشارك بلاده قطر ولا دولة الامارات الرأي في  توجيه تنبيه الى رعايا البلدين بسبب الاهتزاز الامني واشتباكات الطريق الجديدة. واكد السفير السعودي، ردا على سؤال، انه أعد خطة لاجلاء رعايا المملكة اذا ما ساءت الحالة الامنية.
وأوضح خبير استراتيجي في هذا المجال ان انشاء مثل تلك الخلية ضروري، لان مهمتها الرصد الدائم لمجريات الاحداث ورفع التقارير الدائمة الى المسؤولين الكبار، لانه يمكن استدراك اي حدث قبل وقوعه، وفي حال حصل، تستطيع مثل هذه الخلية ان تضع الافكار لوقف أي تدهور.
غير أن ما يدهش هو عجز حكومة اللون الواحد عن امكان التصدي للقضايا الملحة ذات الصلة بالازمة السورية. فهي لا تتخذ اي موقف من الخروق السورية للسيادة اللبنانية، كخطف سكان في قرى حدودية في شمال البلاد وبقاعها الشرقي، ولا تتفق على نص رسالة رسمية توضيحية لنقاط غير صحيحة تضمنتها الرسالة السورية الى مجلس الامن، للتأكيد ان قوات الجيش أوقفت برا شحنات اسلحة كانت متجهة الى الاراضي السورية بغرض الاتجار بها، كما ان القوات البحرية التابعة للجيش صادرت الباخرة "لطف الله 2" المحملة اسلحة للمعارضة والمتوجهة من ليبيا الى مرفأ سلعاتا. وهذا ما جعل رئيس الجمهورية ميشال سليمان يقول استنادا الى تقارير الجيش ان الحدود مع سوريا مضبوطة الى حد كبير برا وبحرا. كما دعا الى فتح تحقيق لبناني وآخر سوري في كل من البلدين لمعرفة دوافع عمليات الخطف ومعالجتها قدر المستطاع بالتروي والحكمة.
وأكد مطلعون على محاضر الجلسات التي عقدها المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان، أن خطته السداسية النقاط فشلت، وهي غير كفيلة بوقف الاقتتال بين ابناء الشعب الواحد، سواء انتمى الى النظام او الى المعارضة.
وحذرت المصادر من استمرار طرح البدائل لخطة انان التي تزيد التأزم، كانتظار اجراء الانتخابات الاميركية او مناقشة موقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن ان حل الازمة السورية هو في تدخل عسكري على قاعدة قرار من مجلس الامن، وهو يعلم صعوبة ذلك، ولمسها من الرئيس الروسي المجدد له فلاديمير بوتين أمس. وقد سارعت واشنطن الى نفي ان يكون هذا الاحتمال وارداً.

فيما يستمر مياومو الكهرباء وجباة الاكراء في اعتصامهم بانتظار بت مجلس الوزراء لقضيتهم، ينتظر أن تتسلم اليوم الشركات الثلاث المكلفة صيانة البنى التحتية للكهرباء في ظل تساؤلات عما اذا كان المعتصمون سيسمحون لها بذلك.
وفي انتظار أن تناقش اللجان النيابية المشتركة الاثنين المقبل اقتراح القانون الذي قدمه  النائبان اكرم شهيب وايوب حميد لتثبيت المياومين الذين تتوافر فيهم الشروط الخاصة والعامة، خرج الاتحاد العمالي عن صمته معلنا أنه تابع "منذ اللحظة الأولى، تحرك العمال المياومين من جباة الاكراء وغيرهم من مؤسسة كهرباء لبنان بلقاءات واتصالات دعماً للمطالب المحقة لهذه الفئة الكبرى من العمال". وفيما بررت مصادر نقابية هذا الغياب، بسبب سفر رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن للمشاركة في اعمال الدورة 101 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف، أكد البيان "تأييده ودعمه الثابت والمستمر لقضية هؤلاء العمال". ولفت إلى أن "سياسة الحكومات المتعاقبة حوّلت مؤسسات الدولة والمؤسسات التابعة لها بصفة وصاية، مراكز لتوزيع الحصص على المتعهدين والشركات، وكرّست مخالفة خطيرة للقوانين في إرساء ظاهرة العمال المياومين غير المثبّتين في قطاعات أساسية مثل الكهرباء".
وفي هذا المجال، طلب الاتحاد من وزارة العمل "التدخّل الفوري لإنصاف العمال انطلاقاً من القوانين المرعية وخصوصاً أنها في النهاية المرجع الذي عليه أن يبتّ هذه القضايا بما يمنع أي تطورات سلبية". وإذ اعتبر "ان حلّ هذه المشكلة لا يكون في صيغة العلاج الموقت أو في كل مؤسسة على حدة، بل في طرح مجمل سياسة الدولة في تلك القطاعات ووضع حدّ للتمادي في تفشي هذه الظاهرة".