حسين الحسيني: كيف نعدّل دستوراً لم نطبقه يوماً؟! مؤتمر نصرالله "التأسيسي" لدستور جديد قد ينتهي سنة 2013..

الكتائب إلى الحوار و14 آذار تُعِدُّ مذكرة... وفد من الاشتراكي و"جبهة النضال الوطني" اليوم في عين التينة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 حزيران 2012 - 5:50 ص    عدد الزيارات 2242    التعليقات 0    القسم محلية

        


سعود الفيصل تخوَّف من تحويل الصراع طائفياً

الكتائب إلى الحوار و14 آذار تُعِدُّ مذكرة

 

وزير المال لـ"النهار": لا مشكلة ملاءة بل مشكلة قوننة

 وفد من الاشتراكي و"جبهة النضال الوطني" اليوم في عين التينة

لم تهدأ في طرابلس على رغم كل التطمينات والاتصالات والاجراءات الامنية التي أكد أكثر من مسؤول أمني انها ستكون حاسمة وستتعامل مع كل خلل بجدية. فبعد الانتشار العسكري الواسع في منطقتي التبانة وجبل محسن واختفاء المظاهر المسلحة في المنطقتين، حصلت خروق مساء أمس أدت الى اصابة الدركي محمد السحمراني وأحمد خالد الذهب وشخصين آخرين برصاص قنص قرابة العاشرة ليلا. وهاجمت مجموعة شبان محلا وحطمت محتوياته قبل تفجير مقهى بعبوة، في ما يترجم عجز الدولة اللبنانية عن ضبط الوضع الشمالي الذي صار مرتبطا عضويا بما يجري في سوريا، وهو ما حذر منه امس وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، متخوفا من تحويل الصراع طائفيا، قائلا "إن ما يجري في طرابلس يشكل امتدادا لما يحدث في سوريا". ص 11
كذلك ثمة تخوف دولي من ان تكون الساحة الشمالية مرشحة لمزيد من التصعيد ولخروج الاشتباكات عن السيطرة بحيث تتمدد الى خارج طرابلس، فقد أوردت أمس صحيفة "كريستشان ساينس مونيتور" الاميركية ان "القتال الذي شهدته مدينة طرابلس يثير المخاوف من امتداد حوادث العنف الطائفي في سوريا الى لبنان". ونقلت عن الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي تحذيره من ان لبنان قد ينزلق الى حرب أهلية مرة أخرى اذا استمرت الاشتباكات. وقال: "اننا نريد من كل الاطراف في لبنان السعي الى تحقيق المصلحة العليا لبلادهم، والتي هي التعايش السلمي بين طوائفها".
وعلمت "النهار" ان الاتصالات ليل السبت مع الرئيس نبيه بري للمساعدة في ضبط الوضع شمالا، شارك فيها ايضا "حزب الله"، كما شملت القيادي في "الحزب العربي الديموقراطي" رفعت علي عيد، إذ تولى الحزب التنسيق معه وآخرين لضمان الجو السياسي المساند للاتفاق على وقف النار، في ما يؤكد ما ذهبت اليه قوى في المدينة من ان للحزب تأثيرا او تدخلا داعما لبعض المجموعات.
وأمنيا ايضا سلم الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري الجيش اللبناني المخطوفين اللبنانيين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان عند نقطة المصنع الحدودية بعد وساطة لدى النظام السوري قام بها النائب السابق علي عيد.

 

الحوار

وفي ملف الحوار، يتابع رئيس الجمهورية جولته لتوفير الدعم لمؤتمر الحوار الوطني الذي دعا اليه في 11 حزيران الجاري، وقد التقى أمس أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، في اطار الجولة التي بدأها في المملكة العربية السعودية، والتي تشمل قطر والامارات العربية المتحدة، وهي تستهدف ايضا اقناع تلك الدول بالعدول عن قرارها التحذيري لرعاياها من السفر الى لبنان.
ووقت أعلن النائب وليد جنبلاط دعمه الحوار مشددا على "أن الحل لعدم نقل الازمة السورية الى لبنان وتجنيب البلاد أي صراع أمني داخلي يكون بالحوار"، علمت "النهار" ان وفدا من "جبهبة النضال الوطني" والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين يرأسهما جنبلاط سيزور اليوم عين التينة للقاء الرئيس بري والتنسيق معه في هذا الملف.
وقال رئيس مجلس النواب لـ"النهار": "أنا طالع والشيخ أمين الى قصر بعبدا"، وذلك تعليقاً على اعلان الرئيس أمين الجميل مشاركة حزب الكتائب اللبنانية في الحوار. وقال الجميل أمس في كفرعبيدا: "لا يجوز أن تبقى حقوق المواطنين معلقة لحل أزمة السلاح ومشكلة الشرق الأوسط. وإذا كنا في الكتائب ندعم دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار، فنحن ذاهبون الى الحوار على رغم إدراكنا المسبق لسلبياته، إلا أننا نسعى الى خلق بيئة وطنية تسمح للدولة بمعالجة قضايا الناس. قبولنا الحوار هو للتأكيد اننا لن نقبل باستمرار السلاح غير الشرعي، واننا لن نقبل بطي ملف المحكمة الدولية، واننا نؤكد مرة أخرى اننا لن نقبل أن تبقى المخيمات الفلسطينية معسكرات، واننا نؤكد مرة أخرى اننا لن نقبل بأن تستمر هذه الحكومة الى ما لا نهاية ولا سيما حتى الانتخابات النيابية، ونحن نريد الحوار باباً لتغيير هذه الحكومة لا لتعويمها".
ودعا الرئيس الجميل "الى مؤتمر وطني يضع حداً لأي نوع من الاجحاف وليخرج لبنان من منطق الدولة العاجزة والضعيفة. ونؤمن أن طريق العبور الى السلام الوطني يقوم على حياد لبنان، ونظام لامركزي موسع وعلى نظام متساوٍ على أن يصبح لبنان مساحة للحوار".
وبدوره ناشد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الضمير الوطني لدى السياسيين للجلوس الى طاولة بعبدا، جازماً أن من يرفض الحوار يساهم في تأجيج النار.
أما قوى 14 آذار فتستعد لتقديم مبادرة مكتوبة عن الحوار الى الرئيس سليمان تحدد بعدها موقفها النهائي من المشاركة فيه. وفي معلومات "النهار" ان صياغة هذه المذكرة لم تتم بعد في انتظار الرئيس فؤاد السنيورة الذي عاد ليلاً من لندن.

 

الحكومة

وفي ظل هذه الأجواء ينعقد مجلس الوزراء الأربعاء، وتتوقع أوساط أن تحسم الجلسة ملف تمويل مشروع طرابلس كونه البند الأول، قبل الولوج في ملف الانفاق ككل. وقد أكد وزير المال  محمد الصفدي عبر "النهار" أن الارباك في الأوساط الاقتصادية والمالية – مخافة أن تكون الدولة قد بلغت حد العجز عن توفير حاجاتها المالية – ان "هذا الارباك ليس في محله وأن المشكلة التي تواجهها الدولة ليست مشكلة ملاءة بل مشكلة قوننة"، لافتاً الى أن "مجلس الوزراء أقر أخيراً طلب الوزارة أن تجاز لها إصدارات أوروبوند بقيمة خمس 5 مليارات دولار من شأنها ان تتيح لها استبدال ما مجموعه ثلاثة مليارات لحساب المصرف المركزي، فيما تتريث في طرح إصدار بالقيمة المتبقية في انتظار أن تكون حال الأسواق مؤاتية أكثر".
ويذكر أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمهل مجلس الوزراء اسبوعاً ينتهي بعد غد الأربعاء لتوفير حلول لتمويل الدولة كمهلة أخيرة لم يحدد ما سيفعله بعدها.

 

 

 
رضوان عقيل

حوادث طرابلس قطعت "سهرة" بري في المصيلح ويتفق وجنبلاط على "عدم الزجّ بالجيش"

 

أراد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يمضي "الويك اند" في دارته في المصيلح مستفيداً من شمس حزيران في الجنوب وطلباً للراحة والكتابة في اجواء هادئة و"هرباً" من الملفات الساخنة والاوضاع السياسية غير المستقرة خصوصاً في طرابلس وما يحصل في الشمال وعلى الحدود مع سوريا.
وبالفعل، تابع الرجل "اليوم الطرابلسي" الطويل اول من امس، واستوقفه سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى غصّت بهم أسرّة المستشفيات في عاصمة الشمال، حيث يعيش أهلها حياة غير طبيعية وهم يختبرون أسلحة حديثة، من بنادق مزوّدة مناظير ليلية، فضلاً عن أنواع جديدة من القنابل تستعمل في المواجهات في أزقة تعجّ بالفقراء واحياء لم تعرف الى اليوم من "الانماء المتوازن" الا الاسم الذين يزيّن صدر بيانات المجالس الوزارية.
وكان بري في المصيلح على اتصال مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وشخصيات شمالية اخرى تطلعه على تفاصيل مجريات الاحداث وحصيلة المواجهات.
وبعيد انفضاض الاجتماع السياسي – الامني في منزل ميقاتي، اتصل الاخير برئيس المجلس وابلغه ان حصيلة اللقاء جيدة، وان الجميع مصممون على وقف الاشتباكات وفتح الاحياء وكل المناطق التي شهدت المواجهات امام الجيش والقوى الامنية.
وكان بري اجرى اتصالات اخرى بالرئيس عمر كرامي ونجله وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط عبر الوزير وائل ابو فاعور. واتفقا على عدم الزج بالجيش في أتون الخلافات والازمات في الشمال.
واستكمالاً لدور بري وجنبلاط، سيزور عين التينة اليوم وفد من نواب "جبال النضال الوطني" والحزب التقدمي الاشتراكي لمتابعة هذه القضية.
وفي الاولى والنصف بعد منتصف الليل، تلقى بري وهو في سريره اتصالاً عاجلا من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أبلغه الآتي: "الاجتماع كان جيدا عند الرئيس ميقاتي يا دولة الرئيس. ولكن بعد اللقاء اخذت تسقط قذيفة وقذيفتين كل دقيقتين على الاحياء السكنية في المدينة. نتمنى على دولتك ان تشارك في الاتصالات بغية وفق هذا المسلسل الدامي الذي يهدد طرابلس. وكان الله معك".
ورفع منسوب حذر بري في ذلك الوقت، تلقيه اتصالا آخر من شخصية طرابلسية مستقلة لا علاقة لها بافرقاء 8 آذار ولا 14 آذار، وقد افادته بأن غالبية الجهات التي التقت في منزل الرئيس ميقاتي هي التي جلبت ترسانة الاسلحة والبنادق والقنابل الى المدينة ووزعتها على مئات المسلحين، و"لا تصدق يا دولة الرئيس بعض الاصوات التي تقول انها تسعى الى التهدئة، لأنها فعلا تريد اغراق المدينة".
حيال هول هذه المعلومات الطرابلسية قطع بري اجازته الجنوبية وتوجه مباشرة الى عين التينة ليباشر سلسلة اتصالات على امل وقف النار في احياء طرابلس السكنية وعدم تعريض حياة المواطنين الى مزيد من الخطر، واستمر في تلك "السهرة" حتى الرابعة فجرا مع ميقاتي وجنبلاط وشخصيات شمالية.
وعلمت "النهار" ان "حزب الله" لم يكن بعيدا من اجواء تلك الاتصالات الليلية التي شملت ايضا القيادي في "الحزب العربي الديموقراطي" رفعت علي عيد.
هل انتهى هذا الكابوس الذي يعيشه الطرابلسيون؟
يرد بري: "المطلوب فتح الطريق امام الجيش والقوى الامنية وعدم التلاعب بأمن المدينة والحياة اليومية لاهلها، وعدم تجدد اعمال القتال واطلاق النار التي لن تخدم احدا في النهاية، والخاسر هو البلد". ويقوده هذا الموقف الى طرق ابواب طاولة الحوار وتلبية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في 11 من الجاري ولاسيما بعد سماع سليمان كلاما طيبا من الرئيس سعد الحريري خلال زيارته السعودية.
وتعليقا على تأييد الرئيس امين الجميل لالتئام طاولة الحوار، يقول بري: "انا طالع والشيخ امين الى قصر بعبدا".

 

السلطات السورية أفرجت عن المرعبي وحمدان

 

تسلم مكتب التنسيق العسكري في الجيش اللبناني بعد ظهر امس، المخطوفين اللبنانيين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان، عند نقطة المصنع الحدودية.
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان امس انه: "بنتيجة المتابعة والجهود التي بذلت، تم الإفراج بعد ظهر اليوم (امس) عن المواطنين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان، اللذين كانا قد أوقفا في 30/5/2012 من قبل القوات السورية في منطقة العبودية على الحدود الشمالية. وقد تسلمتهما مديرية المخابرات في محلة المصنع من مكتب التعاون والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، وتم إخلاء سبيلهما بعد إجراء المقتضى القانوني".
وذكر مراسل "النهار" في عكار انه بعد انتظار اكثر من 10 ساعات في منطقة العبودية حيث يعتصم الاهالي وصل المفرج عنه حمدان قرابة الثامنة والنصف ليلا الى نقطة العبودية قادما من نقطة الدبوسية السورية المقابلة يصحبه عدد من عناصر الامن العام اللبناني.
في حين وصل الى العبودية بعد نحو ساعة المرعبي الذي كان سلم الى الجيش عند نقطة المصنع في البقاع.
وكان في استقبال المفرج عنهما النائب السابق طلال المرعبي وعضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" محمد المراد وجمع من عائلتي المفرج عنهما واهالي المنطقة، حيث تم نحر خراف وابتهاج. بعودتهما. ويشار الى ان المفرج عنهما صرحا بانهما تعرضا الى التعنيف بعيد احتجازهما داخل الاراضي اللبنانية واحتجازهما في سوريا 3 ايام، وشكرا كل من توسط لاطلاق سراحهما.
يذكر ان الاهالي مصرون على اعتصامهم واقفال المعبرين الحدوديين حتى افراج السلطات السورية عن شاب ثالث كان اوقف منذ مدة.

 

سليمان التقى صباح الأحمد ومسؤولين المحادثات تناولت القضايا المشتركة والتطوّرات

 

 عاد رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الكويت، بعد ظهر أمس، بعد زيارة لبضع ساعات التقى خلالها الأمير الشيخ صباح الاحمد الصباح وكبار المسؤولين.
وتخلل اللقاء عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين على كل المستويات، وكرر سليمان "شكره للكويت، اميرا وحكومة وشعبا، لوقوفهم الدائم الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية ومساعدته خصوصا في مجالات التنمية والاعمار"، وفق مصادر رسمية لبنانية.
وتناول سليمان مع الصباح الأوضاع في المنطقة عموما وسوريا خصوصا، واوضح بعض الاشكالات التي تحصل، كالخروق وتوقيف بعض المواطنين اللبنانيين وخطف مسلحين قرب حلب احد عشر لبنانيا، طالبا التدخل والمساعدة لإطلاقهم، والدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية الى انعقاد هيئة الحوار الوطني من اجل مناقشة المسائل المطروحة وابقاء الساحة الداخلية في دائرة الاستقرار الامني بما يعزز السلم الاهلي ويحصنه.
كذلك اشار سليمان الى "جهوزية لبنان الرسمي والشعبي لاستقبال السياح والمصطافين الكويتيين واحتضانهم والسهر على امنهم وحريتهم".
ورحب الصباح بسليمان مبديا "استعداد الكويت للمساعدة الدائمة والتجاوب مع ما يطلبه لبنان، منوها بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين البلدين".
واقام امير الكويت مأدبة تكريمية لسليمان حضرها نائب رئيس الحكومة سمير مقبل وولي العهد الكويتي ورئيس مجلس الامة ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين، تم خلالها استكمال المحادثات بين الجانبين. يذكر أن جلسة المحادثات مع امير الكويت حضرها ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وكبار المسؤولين.
ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن نائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح "ان المحادثات تناولت تقوية أواصر العلاقات الاخوية والمتميزة بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية وسبل تعزيزها وتنميتها لما فيه خير الشعبين الشقيقين وصالحهم، وتوسيع أطر التعاون المتنامي لما يخدم مصالحهما المشتركة".
واضاف: "كذلك نوقشت خلال المحادثات أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية".
واشار الى "ان المحادثات سادها جو ودي عكس روح الاخوة التي تتميز بها العلاقات والرغبة المشتركة في مزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الاصعدة بل يساهم في تعزيز التضامن العربي وتقويته".

 

 
خليل فليحان

أنان سيقدم توصيات ولن يستقيل وخطته السداسية قابلة للتعديل والاضافة

 

لم يفاجأ أي فريق سياسي في بيروت بموقف لبنان الرسمي، أي "النأي بالنفس" من القرار الذي اتخذه مجلس وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماع غير العادي الذي عقده في الدوحة السبت. ونص على اتخاذ اجراءات ضد النظام في سوريا بموجب المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة اي من دون تدخل عسكري (المادة 42). وسبق جلسة مجلس الوزراء العرب اجتماع للجنة الوزارية المصغرة المكلفة بمتابعة الملف السوري برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
مثل لبنان في الاجتماع الوزاري، نيابة عن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، السفير لدى قطر حسن سعد. وعندما ابلغ الاخير الموقف اللبناني الرسمي تفهمه الوزراء واصبح بالنسبة اليهم ثابتة تعتمدها بيروت، علما ان العراق والجزائر تحفظا عن القرار، وبأن "النأي بالنفس" هو غير التحفظ، وانه موقف خاص بلبنان درج على استعماله في معظم الحالات لدى درس الازمة السورية سواء في جامعة الدول العربية او في الامم المتحدة.
اعتمد الوزراء في الدوحة درجة جديدة من العقوبات ضد سوريا لان دمشق لم تنفذ معظم البنود الستة الواردة في خطة انان التي وضعها مجلس الامن. وقد اختاروا المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بمشاركة كوفي انان للمرة الاولى منذ تكليفه بهذه المهمة. وترمي تلك العقوبات في حال طبقتها الدول الاعضاء في المنظمة الدولية الى مزيد من عزل سوريا عن المجتمع الدولي في كل المجالات. وركزت فقرة من القرار على قطع البث التلفزيوني للقنوات الرسمية والخاصة. مع الاشارة الى ان هذه العقوبة غير واردة في نص المادة عينها، بل اجتهد فيها واضع مشروع القرار مستندا الى عبارة وردت فيه"... وسائر المواصلات". وتضمن القرار فقرة توضيحية بالنسبة الى منع البث التلفزيوني تنص على الطلب الى ادارة القمر الاصطناعي العربي "عربسات" اتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.
وافادت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان الدول العربية المعارضة لاعتماد النظام الحل العسكري تواجه صعوبات حقيقية في ايجاد البديل عندما تنضج عملية الانتقال السياسي للسلطة. واعطت مثالا على ذلك صعوبة توحيد اطراف المعارضة السورية مما يجعل الرئيس بشار الاسد ليس الاقوى عسكريا فحسب بل ايضا الرجل الذي لا بديل منه  والذي يمكنه ان يتسلم قيادة البلاد المصابة سياسيا بانقسامات حادة، واقتصاديا بخسائر كبيرة. اضافة الى تهديم منازل ومصانع وتدمير البنية التحتية والعجز الذي لا يستهان به بسعر صرف الليرة وباعداد كبيرة من النازحين الى كل من لبنان والاردن وتركيا.
وكشفت ان انان سيقدم الخميس المقبل في 7 الجاري تقريرا مفصلا عن نتائج محادثاته خلال جولته التي استهلها بسوريا وشملت الاردن ولبنان وقطر، علما انه اضطر الى ارجاء زيارته لانقرة الى ما بعد الاجتماع الاستثنائي الذي عقد في الدوحة. ولن يقتصر تقريره، وفقا لاحد اعضاء الوفد الذي يرافقه، على نقل الوقائع التي وصفها "بالسلبية وغير المشجعة والمخيبة للآمال، بل انه سيضمّن تقريره توصيات وليس الاستقالة من مهمته".

 

 
إيلي الحاج

مؤتمر نصرالله "التأسيسي" لدستور جديد قد ينتهي سنة 2013


14 آذار بأصوات متعددة حتى رفع مذكرتها إلى سليمان قريباً

 

 عندما تسأل أحد أركان 14 آذار عن موقف هذه القوى من الدعوة إلى طاولة الحوار، يقلب شفتيه ويجيء جوابه استفهامياً: دعوة الرئيس ميشال سليمان أو دعوة السيد حسن نصرالله؟ هناك فرق. رئيس الجمهورية يريد البحث في السلاح وفق تصنيفات وضعها في ضوء التوترات والحوادث الأمنية الأخيرة وصولاً إلى الإستراتيجية الدفاعية، والسيد حسن نصرالله يتحدث عن حوار من أجل وضع دستور جديد للبنان ودفن الطائف.
 دعوة رئيس الجمهورية كانت 14 آذار استبقتها بإعلان موقف في 24 نيسان الماضي عقب اجتماع موسع عقدته في "بيت الوسط" بمشاركة جميع أحزابها وشخصياتها، أكدت فيه أنها لن تشارك في الحوار في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ولا بد من حكومة جديدة محايدة . وسيكون على 14 آذار أن تقدم مذكرة بموقفها إلى رئيس الجمهورية قبل الموعد الذي حدده لمعاودة الحوار الإثنين 11 من الشهر الجاري.
حتى اليوم برزت ثلاثة أصوات حيال دعوة سليمان: رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أعلن أنه لن يشارك وعرض أسبابه. رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل أبدى ميله إلى المشاركة لكنه أكد عدم نيته التوجه إلى طاولة الحوار من دون "تيار المستقبل". أما موقف "المستقبل" فلا يمانع علناً، على الأقل، لكنه يشترط للمشاركة رحيل الحكومة الحالية، وإن بلهجة أقل جزماً واشتراطاً من البيان الآخر الذي صدر عن اجتماع "بيت الوسط". لذلك تجري جولة مشاورات جديدة بين قيادات قوى 14 آذار وشخصياتها، وسيظل كل حزب وشخصية يعبر بطريقته عن الموقف الذي يراه مناسباً، حتى انتهاء تلك المشاورات إلى موقف موحد خلال أيام.  
ويلاحظ مسؤول في "المستقبل" أن السيد نصرالله يخرج دوما عن الإطار الدستوري كلما أراد استيعاب هزيمة سياسية أو نقل البلاد من حقبة إلى أخرى ، هكذا فعل بالحوار واستخدمه وسيلة تطمين موقتة عام 2006 عقب إخراج الجيش السوري من لبنان عام 2005 وكانت النتيجة حرب تموز، وهكذا فعل عام 2008 ليصل إلى 7 أيار واتفاق الدوحة، وهكذا فعل عام 2009 لاستيعاب نتائج الانتخابات النيابية وسلب قوى 14 آذار الأكثرية التي أعطتها إياها صناديق الاقتراع تمهيدا للانقلاب على حكومة الوحدة والإتيان بالحكومة التي يريد، الحكومة التي فشلت في المجالين اللذين يهمان المواطنين بحسب استطلاعات الرأي التي أجراها فريقه: الأمن والاقتصاد المعيشي.
ويُجمع سياسيون من 14 آذار سألتهم "النهار" رأيهم في دعوة نصرالله، على أنه أراد من خلال كلامه على المجلس التأسيسي إعلان انتهاء صلاحية اتفاق الطائف لا بل نسف ميثاق 1943، وهذا موقف قد يلاقيه فيه أطراف كثيرون ولكن من منطلقات مختلفة، فهناك من رفض الطائف أصلاً، ومن يطالب منذ أشهر بوضع عقد اجتماعي جديد، وهناك من ينادي بدولة فيديرالية، وثمة من بين صفوف قوى 14 آذار أيضاً من يطالب بدولة علمانية، وبما أن اتفاق الطائف استلزم وضعه 15 عاماً من الحروب المعقدة والمتشابكة وعشرات آلاف القتلى والجرحى وخسائر لا يمكن حصرها، فضلاً عن ضغوط واتفاقات دولية وعربية كبرى من فوق لبنان، فيمكن في ظل الهدوء النسبي الذي ينعم به لبنان أن يستمر التفاوض بين الأفرقاء اللبنانيين من أجل وضع دستور جديد للبلاد حتى السنة 2013. وبعد التوصل إلى اتفاق على الدستور الجديد قد يكون "حزب الله" مستعداً لتقديم سلاحه إلى الدولة اللبنانية.
ويكشف مسؤول في تحالف "انتفاضة الاستقلال"، أن المعنيين في هذا التحالف لم يباشروا بعد صياغة المذكرة التي ستسلم إلى الرئيس سليمان في الأيام المقبلة رداً على دعوته إلى الحوار. لكن الأكيد أنها ستتمحور على مساهمة الحكومة الحالية في دفع لبنان إلى حرب أهلية، وستعرض مخالفاتها وارتكاباتها وتسأل عن قرارات الحوار السابقة والتي دخلت النسيان ولم تنفذ، وكذلك الجدوى من الحوار مع "حزب الله" المتمسك بسلاحه إلى الأبد.

 

 
محمد أبي سمرا

ماذا يعني تجدد الكلام على تعديل اتفاق الطائف؟ [1]

حسين الحسيني: كيف نعدّل دستوراً لم نطبقه يوماً؟!

 

كلما تعرض لبنان إلى أزمة سياسية أو حكومية، يتجدد الكلام على تعديل اتفاق الطائف. أخيراً تحدث النائب وليد جنبلاط عن الحاجة الى "طائف سني – شيعي"، وأشار البطريرك بشارة الراعي الى ضرورة التفكير بـ"عقد اجتماعي جديد". ومثله فعل السيد حسن نصرالله قبل يومين بالدعوة الى مؤتمر وطني تأسيسي؟ فما الذي يعنيه هذا الكلام اليوم؟ وهل بات اتفاق الطائف يحتاج فعلاً الى تعديل؟ كيف؟ ولماذا؟ وهل هذا ممكن في ظل الانقسام السياسي الراهن؟ ما هي البنود القابلة للتعديل؟ وهل ثمة اجماع عليها، أم أنها مطالب لمذاهب وطوائف؟

انطلاقاً من المعطيات والاسئلة، توجهت "النهار" الى عدد من السياسيين وأصحاب الرأي في لبنان، للوقوف على نظرتهم الى هذه الامور. الرئيس حسين الحسيني، وهو كان رئيساً لمجلس النواب الذي وضع نصوص اتفاق الطائف وأقره العام 1989، يرى أننا نعيش في ظل دستور لم يطبق، وأن أزمة الحكم والنظام التي نعيشها تكمن في أن مجالس النواب ما بعد الطائف، منتخبة بموجب قوانين غير مطابقة للدستور، لذا هي غير شرعية وغير دستورية، وتنبثق عنها سلطة تريد دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين.
■ بين مدة وأخرى يتجدد الكلام على ضرورة إدخال تعديلات على اتفاق الطائف، كيف تنظر الى هذه الدعوات؟
- في البداية تجدر الاشارة الى أن مقدمة اتفاق الطائف هي الصيغة المكتوبة للميثاق الوطني اللبناني الذي لم يكن مكتوباً. أما بنود الاتفاق فهي خطة عمل تنفيذية لإقامة مؤسسات الدولة اللبنانية، وفقاً لنظام الحكم الذي نصّ الطائف بوصفه نظاماً جمهورياً ديموقراطياً برلمانياً، يقوم على احترام الحريات العامة والفصل ما بين السلطات. وبما أن النص الدستوري نص عام، فإنه يحتاج الى نصوص قوانين إجرائية توضح آليات التطبيق العملي لبنود النص الدستوري، وعمل مؤسسات الدولة السياسية والادارية والأمنية، وفقاً للدستور. لكن نصوص القوانين الإجرائية أو التنفيذية هذه لم يوضع منها شيء حتى الآن، بعد أكثر من عقدين على ابرام اتفاق الطائف. لذا فإن الاتفاق لا يزال نصاً من دون خطة محددة وواضحة لتنفيذه على وجه صائب وصحيح، يحدد الآليات والمسؤوليات.
مثلاً، نصّ الدستور على أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل السلطات في الدولة. لكن كيف للرئيس أن يقوم بهذا الدور من دون نص قانوني تطبيقي يحدد آلية العلاقة بين السلطات في الدولة؟ وحين يقول الدستور إن رئيس الجمهورية يترأس مجلس الدفاع الأعلى باعتباره مؤسسة دستورية، كيف يمكن هذا المجلس أن يقوم ويعمل من دون قانون يحدد عمله ودوره وصلاحياته؟ والأهم من هذا، هنالك مسألة الشرعية الدستورية التي نص الدستور على أن الشعب هو مصدرها ومصدر سلطات الدولة. وإذا كانت مؤسسة مجلس النواب هي التي تمثل الشعب، فإن آليات هذا التمثيل يحددها قانون الانتخابات الذي نص عليه اتفاق الطائف، ولم يوضع هذا القانون حتى اليوم! لذا فإن المجالس النيابية المنتخبة ما بعد الطائف هي مجالس قانونية، لكنها  غير شرعية، لأن قانون الانتخاب الذي انبثقت عنه، متعارض مع مقدمة الدستور وبنوده. السلطة الإجرائية ايضاً لم يوضع قانون ينظم عملها، بما في ذلك قانون تنظيم مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء. أما القانون الذي ينظم عمل السلطة القضائية المستقلة، فما يزال اقتراحاً نائماً في ملفات لجنة الإدارة والعدل النيابية منذ العام 1997. وهذا ما ينطبق ايضاً على مسألة اللامركزية الادارية التي نص عليها دستور الطائف.
* ما الذي حال دون وضع هذه القوانين الإجرائية أو التنفيذية؟
- عوامل كثيرة حالت دون ذلك، في مقدمها سلطة الميليشيات والمال التي تتحكم بالبلاد، واستولت على السلطة بصورة غير شرعية، واحتكرت السلطة عبر احتكارها تمثيل الطوائف. وهذا حال دون بناء مؤسسات الدولة بناءً صحيحاً ومستقيماً أساسه وركنه قانون انتخابات نيابية مستمد من الدستور، ويكفل التمثيل الصحيح للشعب، مصدر السلطات كلها. لكن التحالفات المستولية على السلطة والحكم في البلاد لا تريد وضع مثل هذا القانون للانتخابات، لأنه يلغي الوكالات الحصرية للتمثيل الشعبي الذي يحتكره زعماء الطوائف.
■ هنالك من يقول إن الخلل في نصوص الطائف هو ما يؤدي الى الخلل في تركيب السلطة وعملها.
- لست من عبدة الأوثان. ومنذ العام 1989 أقول إن أي جهة أو فئة أو مؤسسة أو شخص، يقدم بديلاً عن اتفاق الطائف يفضي الى بناء الدولة ويخلص اللبنانيين مما هم فيه، نحن معه. لكن كيف يمكن الشروع في الكلام على تعديل اتفاق أو تغييره، قبل تطبيقه؟! وحده تطبيق الطائف يظهر ثغراته بالاختبار والتجربة. وهذا ما درج البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على قوله دائماً في مناسبات كثيرة.
■ هنالك كلام كثير يركز على أن الخلل مصدره تقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية.
- مثل هذا الكلام مرده الى حالة نفسية لا صلة فعلية لها بالواقع. كيف يمكن الحديث عن ماهية صلاحيات رئيس الجمهورية في اتفاق الطائف، قبل تطبيق الاتفاق تطبيقاً صحيحاً؟ فليطبق الاتفاق أولاً لنرى ما هي الصلاحيات التي على الرئيس أن يمارسها. فحين ينص الاتفاق على أن رئيس الجمهورية هو رئيس كل السلطات في الدولة، فإن ما نحتاج اليه هو قوانين تنظم عمل هذه السلطات ليقوم الرئيس بممارسة سلطاته. الرئيس في الطائف أعطي صلاحيات أوسع بكثير من تلك التي كانت له قبل الطائف الذي منحه صلاحيات يقدر على تنفيذها، وحرمه من صلاحيات لم يكن قادراً على تطبيقها. هو كان في دستور ما قبل الطائف يعيّن الوزراء من دون استشارات نيابية ملزمة. لكن هذا لم يكن يطبق قط. أما الطائف فنص على ما كان يقوم به الرئيس (الاستشارات) لضمان ثقة المجلس النيابي، ومنحه صلاحية مطلقة في ألاّ تشكَّل الحكومة من دون توقيعه، لكنه حتى اليوم لم تطبق هذه الصلاحية التي تضمن قيام حكومات متوازنة، تحول دون استيلاء فئة أو طائفة أو حزب على الحكم. ما حصل ويحصل أن نظام الحكم تحول نظاماً لفيديرالية طوائف، بسبب استيلاء أشخاص أو أحزاب على القرار في الطوائف، واحتكارهم قراراتها. لذا نعيش اليوم في اللانظام الذي يقوم على التبعية الخارجية والسوقية المالية والعصبية الطائفية أو المذهبية. والحق أن ما من دستور يمكنه أن ينظم الحكم في هذه الحال.
■ أين نحن دستورياً اليوم، وكيف يمكن الخروج من هذه الحال؟
- نحن في الدرجة الصفر، حيث لا شيء ينتظم، من تعطيل أعمال الوزراء، وتعطيل مجلس النواب، الى تعطيل دور رئاسة الجمهورية. وكل كلام على تعديل نصوص دستور غير مطبق إجرائياً، هو نوع من التمويه وصرف الانظار والمعارك الوهمية. كأن يقال إن الخطأ يكمن في صلاحيات رئيس الجمهورية أو في صلاحيات رئيس الوزارة، في وقت لا أحد في المؤسسات الدستورية يطبق صلاحياته. فرئيس مجلس النواب يتدخل في كل الشؤون، وكذلك رئيس مجلس الوزراء، فيما يعزف رئيس الجمهورية عن التدخل في أي من الشؤون.
■ كيف ولماذا وصلنا الى هذه الحال؟
- لأن غياب قانون صحيح للتمثيل النيابي يؤدي الى مثل هذه الأزمة، حيث الكل يحكم والكل يعارض. وهذا يؤدي الى غياب الحكم وغياب المعارضة والاستغراق في الفوضى والعشوائية على كل المستويات. نحتاج اليوم الى قانون انتخابات يؤمن صحة تمثيل كل فئات الشعب، ويؤدي الى أكثرية تحكم وأقلية تعارض وتحاسب وتراقب. عندئذ ينتظم عمل المؤسسات، ويلعب رئيس الجمهورية دوره الفعلي كرئيس للدولة وسلطاتها، لا أن يكون جزءاً من تحالفات الحكومة. فالرئيس لا يحق له التحالف مع أحد، لأنه فوق الجميع وعليه أن يسعى الى التوازن ما بين الأفرقاء. عندما نقول إن الرئيس هو رئيس الدولة، لا يعقل أن نقول إنه يمثل المسيحيين، كما لا يعقل أن نقول إن رئيس الوزراء يمثل السنة، ورئيس مجلس النواب يمثل الشيعة. فالمؤسسات هذه تمثل اللبنانيين جميعاً وليس طوائفهم.
لدينا اليوم سلطة قانونية، لكنها غير شرعية، لأن مجلس النواب الذي يستمد الشرعية من الشعب، منتخب بموجب قانون غير مطابق للدستور، لذا هو غير شرعي وغير دستوري. أما الطريق الوحيد لتعديل الطائف فهو تطبيقه، وإلا نصير في حاجة الى تشكيل هيئة تأسيسية منتخبة من الشعب، لوضع دستور جديد. لبنان اليوم مهدد في مصيره، لأنه يعيش أزمة حكم وأزمة نظام، ومشرف على أزمة كيانية، لأن الطبقة أو السلطة الحاكمة تريد دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين.
غداً ماذا يقول الوزير السابق إدمون رزق؟
 

 

 
البترون – "النهار"

الجميل: لن نقبل بهذه الحكومة الى ما لا نهاية

 

من بيت الكتائب الجديد في بلدة كفرعبيدا معقل الكتائب في منطقة البترون، وجه الرئيس امين الجميل سلسلة رسائل في اتجاه الشمال والداخل اللبناني، فكرر التأكيد على "تمايز الكتائب في استجابة الدعوة إلى الحوار التي اطلقها الرئيس ميشال سليمان وتبريره تأييد الحوار بأن الكتائب تريده مدخلاً الى تغييرِ الحكومة لا لتعويمها"، وتوجه الى القوى السياسية في الشمال مشدداً على "الانفتاح على الاخرين والتحالف معهم والسلام بين كل اهالي الشمال مسيحيين ومسلمين.
واهمية احتفال الامس الذي يعقبه افتتاح بيت الكتائب في بلدة عندقت العكارية انه يكرس عودة الكتائب الى منطقة الشمال بعد انكفاء وتراجع نتيجة لظروف الاعوام الماضية.
الجميل افتتح بيت الكتائب الجديد الذي شيده وقدمه رئيس اتحاد بلديات البترون رئيس بلدية كفرعبيدا طنوس قيصر الفغالي، برفع العلمين اللبناني والكتائبي ودقيقة صمت عن ضحايا حوادث طرابلس، في حضور راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله، والنواب: بطرس حرب، نديم الجميل، سامر سعادة وممثل للنائب أنطوان زهرا، وقائمقام البترون روجيه طوبيا، ورؤساء بلديات ومختاري المنطقة ورؤساء أندية ومسؤولين كتائبيين وجمع من المحازبين.
وتحدث رئيس الكتائب عن علاقة حزبه "الوجدانية" مع كفرعبيدا وشهدائها وبطولات اهلها ومعاناتهم، واصفاً البلدة بأنها بوابة الشمال ومما قال: "إن ما يجري على أرض طرابلس لا يمثل شعور أبنائها ولا إرادتهم. فطرابلس، بقادتها وشخصياتها وطوائفها كافة، تريد السلام والوئام، تريد لبنان أولاً." وحض على الكف عن تحويل الشمال "جبهةً تُصفّي فيها الدولُ الخارجيةُ والتياراتُ المتطرفةُ حساباتِها من أفغانستان إلى غزة مروراً بمنابع الإرهاب. لا المسيحيةُ تحتاج الى مسيح جديد، ولا الإسلامُ يحتاج الى أنبياءَ وأئمةً جدد. لكن الشمالَ ولبنان يحتاجان إلى حياة جديدة. حياةٌ لا بنادقَ فيها ولا صواريخ، لا قتالَ فيها ولا فتن".
وفي موضوع الحوار قال: "إذا كنا في الكتائب ندعمُ رئيسَ الجمهوريةِ في دعوتِه إلى الحوار، على رغم إدراكِنا المسبَق بالسلبياتِ القائمةِ في البلادِ وبنيات الفريقِ الآخر، فلكي نخلقَ بيئةً وطنيةً تسمح للدولةِ بمعالجةِ قضايا الناس بمنأى عن الصراعات السياسية الكبرى. قَبولنا الحوار يعني أننا نؤكد مرة أخرى أننا لن نقبلَ باستمرار السلاح غير الشرعي خارج سلطة الدولة، وبطي ملفِ العدالة والمحكمة الدولية ولن نقبل ببقاء المخيمات الفلسطينية معسكرات، وببقاء قواعد السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ولن نقبلَ باستمرارِ هذه الحكومة إلى ما لا نهاية". وكانت كلمات للنائب سعادة ورئيس قسم كفرعبيدا يوسف بطرس، ورئيس اقليم البترون الكتائبي حميد الخوري، ورئيس اتحاد بلديات البترون طنوس الفغالي.

 

هدوء حذر في طرابلس وخروق محدودة غداة انتشار القوى الأمنية في مناطق الاشتباكات

 

خيم هدوء حذر على طرابلس امس، بعد انتشار الجيش فيها، ولم تسجل سوى خروق محدودة، إثر اشتباكات استمرت حتى ساعات فجر الاحد بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن.
وأبرز الخروق كان اطلاق نار على محور المنكوبين بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن ما ادى الى سقوط جريح، وسمعت بعض الرشقات النارية، في حين قضى الطفل مازن مصطفى مصطفى متأثرا بجروح اصيب بها السبت بطلق ناري في محلة ابو سمرا، وتم تشييعه في بلدة السفيرة في الضنية.
وخيم الهدوء على محور التبانة - جبل محسن وشارع سوريا وانتشر الجيش بكثافة في تلك المناطق وسير دوريات مؤللة.
وحصل اطلاق نار كثيف في مدافن الغرباء بمنطقة الزاهرية خلال تشييع ضحايا سقطوا السبت في الاشتباكات المسلحة.
ونقل الشاب خالد الحاج احمد بعد اصابته في رجله جراء عمليات القنص الى مستشفى في طرابلس.
وتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من السرايا تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس عبر اتصالات مع كل من وزيري الدفاع الوطني فايز غصن والداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. واطمأن إلى أن الوضع الأمني مضبوط على رغم بعض الخروق المحدودة، وأن القوى الأمنية تواصل تنفيذ الخطة المتفق عليها خلال الاجتماع السياسي والأمني الذي عقد السبت برئاسة ميقاتي في دارته في طرابلس.
واعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان امس ان "وحدات الجيش، أكملت ظهرا (امس) انتشارها في جميع أحياء منطقة التبانة وجبل محسن، بالاضافة الى شارع سوريا، خلافا لما أورده بعض وسائل الاعلام، بينما تستعد وحدات أخرى تابعة لقوى الأمن الداخلي للانتشار لاحقا في هذه المناطق".
واضاف البيان: "تمت إعادة الاستقرار الى الاحياء المذكورة، وتستمر قوى الجيش في تعزيز اجراءاتها الامنية، بما في ذلك ملاحقة المسلحين ورصد أي مكان قد تطلق منه النيران، لمعالجته فورا وبالشكل المناسب".
وكان الوزير شربل اعلن إثر الاجتماع الأمني في سرايا طرابلس، مساء السبت ان "جميع الفئات موافقة على دخول الجيش وقوى الأمن الداخلي مناطق الاشتباكات، وأن الخطة الأمنية لإنهاء التوتر ستبدأ عند الخامسة فجر الاحد، مشيرا الى إن القوى الأمنية سترد على من لا يلتزم وقف إطلاق النار، وأي شخص سيستهدف هذه القوى سيتحمل المسؤولية".
وبدأ الجيش دخول شارع سوريا الفاصل بين التبانة وجبل محسن، بعدما كانت الاشتباكات تواصلت طوال ليل السبت - الاحد واشتدت حدتها بين الثانية فجرا والخامسة صباحا على مختلف المحاور، ولاسيما في الملولة، البقار، شارع سوريا، المنكوبين، الريفا، حارة السيدة، الحارة البرانية، الشعراني، وقتل خلالها هيثم عبد اللطيف وجرح عدد من الاشخاص، ليسود الهدوء الحذر المحاور كافة، ولوحظ انسحاب المقاتلين من شارع سوريا.
ودعت الهيئات الاقتصادية والاتحادات العمالية ونقابات المهن الحرة وهيئات المجتمع المدني ورئيس واعضاء مجلس بلدية طرابلس اثر اجتماع في المجلس البلدي امس الى اضراب وحداد اليوم لجميع القطاعات تعبيرا عن الاستياء العارم الذي يلف احياء المدينة من جراء الاحداث التي تعصف بها، كما دعى الى اعتصام في ساحة التل عند الخامسة عصر الخميس المقبل، والعمل على لقاء مصارحة ومصالحة بين فاعليات المدينة وأحياء منطقة باب التبانة وجبل محسن والقبة والتأكيد على تثبيت السلم الاهلي".
وبعد انتشار الجيش في التبانة وجبل محسن ومحاور الاشتباكات، زار النائبان محمد كبارة وروبير فاضل منطقة التبانة والتقيا الاهالي في شارع سوريا، واطلعا على الاضرار ووعدا بالسعي الى كشف الهيئة العليا للاغاثة على الاضرار تمهيدا للتعويض.
وجدد الوزير غصن التأكيد على "وجوب تغليب صوت العقل والحكمة على الانفعالات والغرائز الهدامة التي من شأنها ان تجر ليس الشمال وحده انما لبنان كله الى مأزق امني خطير". وشدد في تصريح على "ان لا غطاء سياسيا لاحد". وقال: "ان الخطة الامنية التي وضعت ستنفذ بحذافيرها، والجيش والقوى الامنية على جهوزية تامة وسيمسكان بزمام الامور بيد من حديد، وغير مسموح على الاطلاق لأي كان بالعبث بالامن والاستقرار".
وأكد قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في السرايا، أن الوضع الأمني في طرابلس "جيد"، وقال: "دخلنا منطقتي التبانة وجبل محسن قوى أمن داخلي لمؤازرة الجيش الذي انتشر في المنطقتين ايضا، ونحن في تنسيق تام وتعاون مع الجيش، وقد اختفى الظهور المسلح حاليا من المنطقتين وعاد الهدوء التام على جميع المحاور، ونتمنى أن يستمر هذا الوضع".

 


 
راشيا - "النهار"

أبو فاعور: من يغطّي المسلحين في طرابلس؟ سلامة الوطن مرادفة لسلامة الجيش

 

رأى وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور ان "سلامة الوطن مرادفة لسلامة الجيش، واذا سقط الجيش سقط الوطن"، داعيا اهل السياسة الى "الكف عن إلقاء تبعات الافعال السياسية على الجيش، وحان الاوان لنكف عن دفعه الى اتون الصراعات الداخلية".
واشار الى ان "رسالة وليد جنبلاط الواحدة الوحيدة بالامس التي تم ايصالها الى الجميع هي حماية مؤسسة الجيش لئلا نصل الى ما وصلنا اليه في العام 1975"، معتبرا ان "حصول اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية التي كان لها موقف متقدم جدا وايجابي في الدعوة الى الحوار، يمكن ان يمهد لجو ومناخ حوار".
كلام ابو فاعور ورد خلال لقاء اعلامي في "مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي" في راشيا، ورأى فيه ان "طرابلس مدينة عزيزة وعريقة في ذاكرة كل اللبنانيين، وقد رأيناها بالامس تحترق في مشهد مكرر للجرح الذي بات جرحا نازفا في كل الوطن (...)".
وأبدى خشيته في "ظل الحوادث الامنية في طرابلس اضافة الى الاهتراء الامني المشتعل في كل المناطق اللبنانية، ان يأتي يوم تسألنا فيه نحن اهل السياسة، الاجيال المقبلة، كيف انزلقنا الى الحرب الاهلية او الى المحظور بين اللبنانيين من دون اي حصانة"، مبديا خشيته ان "تتحول محنة طرابلس محنة للوطن اذا لم يتم تداركها".
وأكد ان "سلامة الوطن مرادفة لسلامة الجيش اللبناني، واذا سقط سقط الوطن"، داعيا "اهل السياسة الى الكف عن إلقاء تبعات الافعال السياسية على الجيش لانه حان الأوان لنكف عن دفع الجيش الى اتون الصراعات الداخلية او عن استسهال القاء الجيش بين نارين وانقسامين وبين توترات امنية من هذا الجانب او ذلك الجانب بين القوى السياسية. ان كل القوى السياسية حتى من خارج نسيج طرابلس مطالبة بأن تمارس نفوذها على حلفائها في المدينة لضبط الوضع الامني ووقف النار".
ولاحظ "من جهة انتقادات وخطابات ضد الجيش ومن جهة خطابات تعرض الجيش وتضعه في مواجهة فئات وشرائح واسعة من اللبنانيين"، مشددا على "ان يكون هناك موقف واحد من كل القوى السياسية بدعم المؤسسة العسكرية والوقوف بجانبها، ومحاولة تخفيف الاحمال عنها، فالجيش لا يستطيع ان يتحمل كسياسيين كل الاعباء والمشاكل عليه".
اضاف: "استمعنا بالامس الى كلام عن رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالامن. ان هذا الكلام بات ممجوجا لا يقدم ولا يؤخر، وبعد دقائق نرى مسلحين يتبخترون في الشوارع ويستعرضون بنادقهم امام الكاميرات ويطلقون النار، لذلك نسأل من يغطي هؤلاء؟ (...). واذا كان هناك من يريد ان يصدر ازمته الى لبنان، النظام السوري او غيره، فما مصلحة اللبنانيين، والقوى السياسية على اختلاف مواقعها ومواقفها في ان تحرق لبنان لأجل هذا او ذاك؟ لقد جربنا الحرب الاهلية ولا نريد ان نعود الى تلك التجربة (...)".

 

 
اسطنبول – علي حماده

المنتدى الاقتصادي العالمي في اسطنبول يناقش الأزمة السورية  


ألف شخصية عربية وعالمية تبحث تحديات الربيع العربي وأزمة الأورو

 

للمرة الأولى منذ انشائه قبل اثنين واربعين عاماً ينظم "المنتدى الاقتصادي العالمي" المعروف بـ"منتدى دافوس" مؤتمراً اقليمياً حول الشرق الاوسط شمالي افريقيا واوراسيا في اسطنبول، يتناول فيه قضايا أوروبا في تحدياتها المالية، والربيع العربي، وما يسمى بالشتاء الروسي!
والمقرر ان يجمع المؤتمر اكثر من ألف شخصية سياسية، اقتصادية، مالية، لمناقشة ما سماه رئيس المنتدى البروفسور كلاوس شواب بـ"جَسر الاقاليم التي تشهد تحولات"، من خلال محاولة فهم ما تشهده الاقاليم المشار اليها من تغييرات كبيرة، وتحديات للمرحلة المقبلة. ولعل أهم ما سيميز أعمال المؤتمر ان الأزمة السورية ستكون في قلب المناقشات، وتخصص لها ندوة يشارك فيها وزراء خارجية عرب وغربيون. ويتوقع ان تحضر اعمال المؤتمر شخصيات من المعارضة السورية.
"النهار" ألتقت عشية افتتاح المؤتمر في اسطنبول المدير العام التنفيذي لـ"المنتدى الاقتصادي العالمي" بورج برندي وأجرت معه هذا الحديث:
¶ للمرة الاولى مذ بدأ منتدى دافوس يهتم بمنطقة الشرق الاوسط، يعقد مؤتمر يتعلق بالشرق الاوسط في بلد غير عربي. لماذا هذا التغيير؟
- ليس هناك تغيير سوى ان المؤتمر ينعقد تحت اسم: "اوروبا الشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا الوسطى". هذه المرة الاولى نعقد فيها هذا النوع من المؤتمرات الاقليمية بهذا الحجم من التغطية. بلدان هذه المناطق او الاقاليم متصلة بعضها البعض  وعلى تماس، وثمة تداخل في ما بينها أيضاً. كما انها تشهد تحولات كبيرة وتنوعاً في ما يتعلق بالنمو و العمالة، والتقانيات، والاجتماع. هذه الاقاليم متشابكة في ما بينها على الصعيد الاقتصادي. وعلى سبيل المثال 60 في المئة من صادرات دول المغرب العربي تتجه الى اوروبا في حين تبلغ نسبة الاستثمارات المالية الخارجية المباشرة والآتية من اوروبا نحو المغرب أكثر من 80 في المئة. اما تركيا ففي قلب حركة هذا التبادل، وفي قلب التغييرات الكبيرة التي تشهدها هذه الاقاليم المتداخلة و المتشابكة. وتركيا نقطة تقاطع جغرافي مهمة جداً بين اوروبا من الاسواق الناشئة في الشرق الأوسط، شمال افريقيا، وآسيا الوسطى من جهة أخرى. ومن المهم ان نشير الى أهميتها كنموذج لديموقراطية مزدهرة اقتصادياً بالنسبة الى جيرانها.
¶ ما هي أهم عناوين المؤتمر؟
- أحد أهم التحديات التي تواجهها مناطق الشرق الاوسط، اوروبا، شمالي افريقيا، واوراسيا تتمثل في أزمة الأورو، والبطالة في اوساط الشباب، وستكون هاتان المسألتان في مقدمة مواضيع المناقشات التي ستدور في المؤتمر، لكونها تمثل خطراً كبيراً واساسياً على الاقتصاد العالمي برمته. من هنا اهمية البحث في موضوع النمو وخلق فرص العمل.
وبعد عام على "الربيع العربي"، سيكون من المهم لنا ان نناقش في المنتدى مسألة الحوكمة الرشيدة في ضوء التحولات الكبرى التي يشهدها العالم العربي. ومن ناحية ثالثة لا بد أن نتطرق في المؤتمر الى النماذج المناسبة لادارة اعمال الشركات المحلية والاقلمية والعالمية آخذين في الاعتبار التغييرات الاجتماعية والتداخل بين دول العالم على الصعيد التكنولوجي.
¶ ما هو موقع الربيع العربي في اعمال المؤتمر؟
- في ما يتعلق بشمال افريقيا والشرق الاوسط بدأنا للتو نشهد التحولات العميقة التي أتى بها الربيع العربي. علينا ان ننظر بكل دقة الى الوسائل المثلى لتحقيق تغيير سلمي نحو الديموقراطية، خصوصاً في مرحلة تنعقد فيها تحالفات سياسية جديدة. نعتقد ان التكامل الاقتصادي سيكون مفتاحاً مهماً في اعادة صوغ دور الاتحاد الاوروبي على صعيد المساعدة بتأمين استقرار سياسي واقتصادي. اما تركيا فانها تمثل نموذجاً لكيفية الاقدام على اصلاحات. بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تجدر الاشارة الى انها تواجه قنبلة موقوتة هي ازمة البطالة بين الشباب. وعليه سيصدر "المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرين في محاولة للاضاءة على هذه المشكلة المركزية وتداعياتها على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. سيتناول التقرير الاول اقتراحات حلول لتحدي تشغيل مئة مليون شاب وشابة عرب، والتقرير الآخر سيتناول دور أرباب العمل الكبار في خلق فرص عمل في العالم العربي.
¶ ما هي الدروس التي يمكن استخراجها من الربيع العربي في رأيكم؟
- هذا الربيع يمثل بداية جديدة للعالم العربي ويحمل في طياته فرصة فريدة للتغيير التشريعي، مما سيحصن المجتمعات ويؤمن قاعدة صالحة لمستقبل مستقر للشعوب. والمسألة متعلقة بمدى نجاح الحكومات العربية في السنوات الخمس المقبلة في مواجهة التحديات التي أشرت اليها، فمن خلالها سترتسم هوية الأجيال المقبلة.
¶ طالما كان "المنتدى الاقتصادي العالمي" عاملاً على مستوى السلام في الشرق الاوسط، هل تعتقدون ان الربيع العربي اعاد عملية السلام الى المرتبة الثانية من حيث الأهمية؟
- لا ابدأ صحيح ان التركيز بالنسبة الى العالم العربي كان داخلياً بدل أن يكون على العلاقات بين الجيران، و لكن بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة هو مفتاح للوصول الى سلام دائم في المنطقة.
¶ سوريا تتنقل من مذبحة إلى مذبحة، هل تعتقدون ان الحرب الاهلية هناك اصبحت حتمية؟ وكيف تقوم سوريا ديموقراطية في رأيكم؟
- ان الوضع في سوريا يستدعي حالياً من جميع الاطراف الفاعلة على الصعيد الدولي ان تعمل معاً من أجل بلوغ حل معقول قبل ان تسقط نقطة دم أخرى.


المصدر: جريدة النهار

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,416,362

عدد الزوار: 7,632,444

المتواجدون الآن: 0