مؤشرات إيجابية للقاء أوباما بوتين بشأن سورية: الالتزام بإطلاق المرحلة الانتقالية وتفادي حرب أهلية

حمص: مدينة انقسمت إلى مدينتين..أحياء العلويين عامرة.. وأحياء السنة خراب..قصف واشتباكات متنقلة.. وأكثر من ألف عائلة محاصرة في حمص

تاريخ الإضافة الخميس 21 حزيران 2012 - 6:07 ص    عدد الزيارات 2667    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

قصف واشتباكات متنقلة.. وأكثر من ألف عائلة محاصرة في حمص

لواء «أحرار حلب» يعلن التصدي لمحاولات قوات النظام اقتحام مدينة عندان وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد

 
يروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط» .... وصلت الحصيلة الأولية لقتلى «ثلاثاء الوفاء للأطفال المعتقلين»، بحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى 31 قتيلا، عشرة منهم في حمص وتسعة في ريف دمشق وفي دوما وزملكا، وأربعة في حماه وثلاثة في دير الزور واثنان في اللاذقية وقتيل في كل من حلب ودمشق ودرعا. وفي حين حملت السلطات السورية من وصفتهم بالمجموعات المسلحة مسؤولية إعاقة إجلاء الجرحى والمدنيين من «مناطق العنف» بحمص، طالب المرصد السوري الإنسان الأمم المتحدة العمل على إخراج المدنيين المحاصرين في حمص.
وأفاد المرصد السوري، في بيان، عن «استمرار القصف المروع على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص»، وهو قصف مستمر منذ أسابيع. وتوجه المرصد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان لكي «تتحمل المسؤولية التي تمليها عليهم مواقعهم ومناصبهم ودساتير منظماتهم وضمائرهم تجاه حالة استمرار القصف»، ودعا المرصد المنظمات إلى «اتخاذ الإجراءات كل التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص».
وذكر البيان بوجود «أكثر من ألف عائلة ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية»، بينما قالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها إن اتصالات تمت بين قيادة المراقبين الدوليين والسلطات السورية المحلية بحمص من أجل تسهيل خروج المدنيين، «لكن مساعي بعثة المراقبين لم تنجح بتحقيق هذا الهدف بسبب عرقلة المجموعات الإرهابية المسلحة لهذه الجهود»، واتهمت الثوار باستخدام «المدنيين كدروع بشرية».
وفي الإطار نفسه نقلت مصادر محلية في مدينة حمص لوكالة «فيدس» الفاتيكانية عن اللجنة التي «تتفاوض مع الجيش السوري والثوار من أجل ضمان حرية وسلامة المدنيين في سوريا»، أن «العائلات المحاصرة في حمص ليس لديها طعام، ولم تصل إليها أي إمدادات منذ أيام عدة، وخطر الموت جوعا يهدد الجميع». وأشارت إلى عدم «وجود أدوية ومعاناة مسنين وأطفال من حالة صحية حرجة تستلزم تدخلا إنسانيا عاجلا».
في أثناء ذلك، كثفت قوات جيش النظام قصفها لأحياء القصور وجورة الشياح والحميدية وحمص القديمة، حمص كما عاودت القوات النظامية اقتحام حي الغوطة بالرشاشات الثقيلة المضادة للطيران، وتم فتح النار على حي جورة الشياح من داخل حي الغوطة. بحسب ما قاله ناشطون أعربوا عن قلقهم على نحو ألف أسرة لا تزال عالقة في تلك الأحياء.
وأعلنت كتيبة ثوار بابا عمرو التابعة للجيش الحر أنها قامت ليل الاثنين - الثلاثاء بتحرير حاجز C4 الذي يقوم بتأمين الحماية لأنابيب النفط وتأمين خطوط الإمداد للحواجز الموجودة داخل بساتين بابا عمرو، وأضافت الكتيبة في بيان لها أن النظام فجر أمس استعادة السيطرة على الحاجز مدعوما بغطاء صاروخي ومدفعي كثيف، مما أدى إلى إصابة أنبوب النفط بأحد الصواريخ وانفجاره.
من جانبها قالت السلطات السورية إن «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدف بعبوة ناسفة خط نقل المشتقات النفطية الممتد من حمص إلى دمشق والمنطقة الجنوبية في منطقة بابا عمرو، ما أدى إلى نشوب حريق في نقطة التفجير.
من جانب آخر قالت لجان التنسيق المحلية إن تعزيزات عسكرية اتجهت إلى مدينة دير الزور - شرق - من جهة طريق تدمر تضم ما يقارب الخمسين دبابة، وترافق خروج هذه التعزيزات بتحليق الطيران الحربي. وفي ريف حمص نفذت القوات النظامية حملات دهم واعتقال في بلدة شنشار، إثر حصول انشقاق في قاعدة مدفعية عسكرية، ونشوب اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية.
وفي حماه شنت قوات الأمن والشبيحة حملة مداهمات وتفتيش لعدة منازل في حي التعاونية، كما سمع إطلاق نار من قوات الجيش النظامي والأمن المتمركزين في المجمع الطبي في حي المناخ، وكذلك في السكن الشبابي في حي طريق حلب.
وفي درعا شهد حي درعا البلد إطلاق نار كثيفا تبعه سقوط قذائف هاون من حاجزي حميده والجمرك. كما تعرض حي الأربعين للقصف بالقذائف بشكل عنيف ومع نشر القناصة.
وفي ريف دمشق تصاعد توتر الأوضاع في مدينة دوما مع تواصل القصف، واستمرار وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، وقالت تنسيقية دوما إن «خمسة شهداء سقطوا نهار أمس نتيجة القصف العشوائي للمدينة»، مشيرة إلى قصف قوات الجيش النظامي بالمدفعيات لحي المساكن من جهة حديقة الجلاء ومدرسة المتفوقين إلى حاجز عبد الرؤوف في محاولة لاقتحام المدينة، كما تمت محاصرة حي عبد الرؤوف بالدبابات، وإطلاق نار كثيف على المنازل والمساجد. وقال ناشطون في دوما إن كتائب الجيش الحر في دوما تصدت لمحاولات الاقتحام بشراسة، وتمكنت من تكبيد القوات النظامية خسائر تقدر بـ«تسع دبابات وعربتي (بي إم بي) وكاسحتين وأربعة باصات وما لا يقل عن 250 جنديا ما بين قتيل وجريح». وفي بلدة الجحارية القريبة من دوما قالت مصادر من السكان إنهم محاصرون هناك مع ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.
وأكد عضو مجلس ثوار حماه، غازي الحموي، لـ«الشرق الأوسط» أن اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة جنوب الملعب وفي حي الأربعين بين الجيش الحر والجيش النظامي التي نفذت حملة مداهمات واسعة، وسقط خلالها عدد من القتلى. وأشار الحموي إلى تنفيذ قوات الأمن حملة قنص واسعة في معظم مناطق حماه التي يسجل فيها يوميا قتلى سقطوا برصاص القنص، معتبرا إياها حملة لترويع الأهالي ومنعهم من المشاركة في المظاهرات، واستهداف الأحياء التي يوجد فيها الجيش السوري الحر ويقوم بحماية المواطنين.
وذكر المرصد أن مقاتلا من قوات المعارضة قتل في منطقة حلب في أعزاز خلال اشتباكات مع القوات النظامية السورية. وفي المقابل أصدر لواء أحرار الشمال في حلب وريفها بيانا أعلن فيه مسؤوليته عن التصدي لمحاولات كتائب الأسد لاقتحام مدينة عندان في الريف الشمالي وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وذلك بعد حصار دام عشرة أيام من قبل قوات النظام، رافقه قصف مدفعي وصاروخي وتحليق مروحي. ولفت البيان إلى أن قوات لواء الأحرار تصدت لأكثر من عشر محاولات لاقتحام مدينة عندان، مُوقعة خسائر فادحة في صفوف كتائب الأسد، وتم تدمير خمس دبابات وثلاث عربات «بي إم بي» وعربة صحية مصفحة، وتم الاستيلاء على رشاش شيلكا عيار 23 مع بيك آبين، وعلى عدد من الأسلحة الخفيفة والبنادق والقناصات وأجهزة الاتصال والذخيرة. وأكد البيان مقتل أكثر من 100 عنصر من عناصر الأمن والشبيحة الذين تركوا الجيش النظامي في ساحة المعركة، محذرا قوات النظام من أي محاولة لاقتحام أي مدينة في ريف حلب.
حمص: مدينة انقسمت إلى مدينتين..أحياء العلويين عامرة.. وأحياء السنة خراب

لندن: «الشرق الأوسط»... حين تتطلع من فوق الأسطح في مدينة حمص السورية يتجلى ميزان القوة بوضوح ففي بعض الأحياء هناك حركة دائبة للأفراد والسيارات وفي أخرى لم يعد هناك سوى منازل خاوية اخترقتها القذائف.
فبعد شهور من الهجمات العسكرية الشرسة والكمائن التي ينصبها مقاتلو المعارضة في حمص قلب الانتفاضة السورية على حكم الرئيس السوري بشار الأسد انقسمت المدينة بالفعل إلى مدينتين. فإلى جانب المنازل المحترقة والمتداعية هناك أحياء محمية جيدا تعيش فيها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
ويقول أبو علي الذي يبلغ من العمر 60 عاما وهو يجلس في متجره الصغير في حي الزهراء العلوي «نحن دائما متوترون لكننا سنظل وسنبقى».
وأضاف أبو علي في إشارة إلى الأحياء التي أيدت الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الأسد «المناطق السنية هي الخاوية.. على الأقل المناطق التي طالبت بالحرية». حسب «رويترز».
وأصبحت أحياء المعارضة التي كان يعيش فيها السنة كمدينة أشباح، وشنت قوات الأسد هجمات عسكرية على أحياء السنة بالمدينة وعددها 16 حيا باستثناء ثلاثة أحياء فقط تقريبا.
ويقول الكثير من العلويين إنهم يشعرون أنه لا يوجد أمامهم أي خيار سوى دعم الأسد خوفا من أعمال قتل انتقامية لمجرد انتمائهم إلى طائفة الرئيس مع تحول الانتفاضة بشكل متزايد إلى صراع طائفي. وقال أحد أفراد الطائفة العلوية «السنة تعرضوا للاضطهاد لكن العلويين سيكونون الضحايا».
وكانت مدينة حمص في يوم من الأيام مركز الصناعة في سوريا وتقع على الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وعلى بعد 30 كيلومترا شرقي الحدود مع لبنان.
وأصبحت معقل المعارضة المسلحة التي بدأت قبل عدة أشهر بعد احتجاجات سلمية على حكم عائلة الأسد الممتد منذ 42 عاما.
ومع قصف المناطق السنية وانتشار الدمار فيها لا يجد النازحون الفقراء الذين لا يمكنهم مغادرة حمص أمامهم خيارات كثيرة. وينتهي الحال بمعظمهم في حي الوعر وهو عبارة عن مساكن خرسانية كانت تعيش فيها النخبة السنية. وفر السكان السنة الأثرياء من الوعر هربا من الفوضى في المدينة وسرعان ما اقتحم النازحون الحي وأقاموا في الشقق التي تركها الأثرياء.
وسيطر نازحون على المتاجر واقتحموا أيضا المراكز التجارية التي أصبحت محلاتها الآن مليئة بالأغطية والمواقد. أمام المتاجر وقف أبو عمر لطلب الصدقة من أجل أطفاله الستة الذين وفر لهم أحد المساجد مأوى. وقال أبو عمر «نعيش على الصدقة.. نحن محظوظون فهناك أناس في الشوارع». وكان يعيش في حمص نحو مليون شخص أما الآن فيقول سكان المدينة إن ما لا يقل عن نصف عدد السكان على الأقل فروا.
وفي تلك الأثناء تبدو أحياء للعلويين مثل منطقة الزهراء كقواعد عسكرية أكثر منها أحياء سكنية. ولم يعد مكان المدفعية ثكنات الجيش على مشارف حمص وإنما وسط أحياء العلويين وتكون القوات مستعدة لتحريكها وإطلاق النار على مناطق سكنية قريبة للمعارضة. وقام الجيش بتأمين شوارع تربط بين أحياء العلويين لكن سيطرته على حمص ضعيفة.
ولا يجرؤ الجنود على دخول معظم المناطق السنية لأن هناك مباني ملغومة بالقذائف كما يختبئ مئات المعارضين الذين يطلقون القذائف الصاروخية بشكل عشوائي.
وقال ضابط في الجيش «إذا أردنا إنهاء مشكلة حمص فعلينا أن نسوي المكان كله بالأرض. سيموت مئات الجنود».
وأضاف أنه شارك في حصار حي بابا عمرو بحمص عندما أسفر هجوم بالدبابات والقوات عن طرد المعارضين من معقلهم الأساسي. وإلى جانب القوات فإن المئات من الميليشيات الموالية للأسد والتي تعرف باسم الشبيحة تنتشر في مناطق العلويين. ويجوب الشبيحة الشوارع مرتدين زيا عسكريا للتمويه ويتحدثون بازدراء عن الجنود ويرون أنهم يتعاملون مع العدو بحذر شديد. وأشار أحد شبان الشبيحة إلى برج يطل على منطقة للمعارضة اعتاد الجنود استخدامه لقنص المعارضين. وقال «الآن يستخدمه الشبيحة. لا يمكنك أن ترى الناس من هناك فلا جدوى من القنص.. نأخذ رشاشا ونفتح النار».
ويسود التوتر الأجواء دائما ويقطع الهدوء دوما صوت تحطم زجاج واجهة متجر بعدما سقطت قذيفة (آر بي جيه) في الشارع. ويتلقى أحد المارة الإسعافات الأولية سريعا وتنقله سيارة إسعاف. وتحاول الحكومة السورية إظهار الوضع على أنه طبيعي في خضم الفوضى. وفتحت جامعة البعث في حمص أبوابها الأسبوع الماضي بعدما ظلت مغلقة لفترة طويلة ولأول مرة منذ شهور جلس زملاء من السنة والعلويين جنبا إلى جنب للدراسة.
لكن الانقسام واضح لأن هناك مدينة منقسمة. ويلتزم الطلبة السنة والعلويون بمناطقهم ويجلسون في أماكن مختلفة في الكافيتريات وفي ساحة الحرم الجامعي حيث يوجد تمثال حجري للرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار.
وقال أحمد وهو طالب هندسة يبلغ من العمر 22 عاما «اعتدت أن يكون لي الكثير من الأصدقاء العلويين لكننا الآن لا نتبادل التحية، ليس لدينا ما نقوله.. لكنني لست خائفا.. لا يمكن أن يزداد الوضع سوءا». لكن زميله حسن وهو طالب هندسة أيضا قال إنه يخشى من أن الأسوأ لم يحدث بعد.
وقال حسن «حتى أقاربي أصبحوا شبيحة الآن وأنا أكره هذا.. لا يستحق أي طرف السلطة». ويعتقد حسن أن المستقبل لن يكون رحيما مع العلويين. وقال «المذبحة قادمة إلينا». وعلى الرغم من عسكرة الصراع في سوريا فإن السكان العلويين يحاولون أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي فمعظم المدارس مفتوحة كما يقف الباعة بالخضراوات والفاكهة في الشوارع.
وأخذت امرأة تتجول بين متاجر أصبح يطلق عليها اسم «السوق السنية» لأن الشبيحة يجلبون إليها أثاثا وملابس مسروقة من مناطق سنية يداهمونها بعد أن يقصفها الجيش.
ومع تساقط الصواريخ وتردد أصوات إطلاق النار في مدينة حمص يسرق موالون متشددون من الطائفة العلوية بضائع من أحياء محطمة يعيش فيها السنة. وأصبحت محلات البقالة والمتاجر أسواقا للبضائع المنهوبة.
وقالت امرأة تبلغ من العمر 50 عاما وهي تسير في متجر يبيع الآن أثاثا مسروقا «قد أقتنص صفقة.. وجدت طاولة مطبخ جيدة بالفعل ومصنوعة من خشب قديم رائع.. لكنه يريد 200 دولار ليبيعها».
وعادة ما تكون أسعار قطع الأثاث حول 50 دولارا أو أقل. وتباع الملابس والأحذية بسعر يتراوح بين خمسة دولارات و20 دولارا. وكل شيء قابل للمساومة.
وتجادل المرأة البائع وتقول له «هذه هي غنائم الحرب ومن حقنا أخذها».
وحتى التسوق أصبح له بعد طائفي في حمص، وقال أيمن وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاما «هذه ليست سرقة.. إنه حقنا.. هؤلاء يدعمون الإرهاب وعلينا القضاء عليهم».
وساعد أيمن شبانا آخرين خارج المحل في نقل أجهزة تلفزيون من شاحنات.
وقال أيمن «أرسلنا قائدنا في اليوم التالي إلى مكان بالقرب من المركز الثقافي.. كان متجرا لبيع الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفزيون والثلاجات وما شابه».
وأضاف «عملنا فيه لثلاث ساعات ننقل الأشياء ونخزنها. حصلنا على عشرة آلاف ليرة (147 دولارا) وجهاز تلفزيون فلم لا». ويقول محمود وهو بائع خضراوات خارج المتجر الذي يبيع سلعا مسروقة إنه ليس الكل سعيدا بهذا الأمر وارتسم العبوس على وجهه.
وقال «إنهم حثالة المجتمع.. والآن سينظر إلى العلويين على أنهم لصوص». لكن مع تضرر الاقتصاد السوري بالصراع المحتدم يقول بعض الباعة العلويين إنهم سعداء لأنهم وجدوا طريقة لجني بعض النقود.
الجيش الحر يدعو الأكراد السوريين للانضمام إليه، العميد الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: النظام سلم مناطقهم إلى حزب العمال الكردستاني الذي يأتمر بأوامره

بيروت: كارولين عاكوم ... دعا «الجيش السوري الحر» في الداخل الأكراد السوريين إلى الانضمام إليه، معلنا العمل من أجل سوريا يرفع فيها «الظلم» عن الأكراد ويكونون فيها شركاء حقيقيين في الوطن. وأكّد قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، العميد الركن مصطفى الشيخ أنّ مشاركة السوريين الأكراد في الثورة ليست كما يجب أن تكون مقارنة مع الوضع والظلم الذي تعيشه هذه الفئة. وقال الشيخ لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام لعب لعبته مع الأكراد من خلال تسليمه المناطق الكردية لحزب العمال الكردستاني الذي يأتمر بأوامره، إضافة إلى أنه يستعملهم ورقة ضد تركيا، فأصبحوا خائفين من اتخاذ أي قرار ضدّه أو الانضمام إلى الثورة».
وفي حين لفت الشيخ إلى أن قسما محدودا من الأكراد مشاركون في الثورة، رأى أن تولي الكردي عبد الباسط سيدا الرئاسة يجب أن ينعكس إيجابا على مشاركة الأكراد في الثورة، وقال «الثورة السورية يجب أن تضمّ كافة فئات المجتمع ولا تقتصر على فئة دون أخرى».
من جهته، ضمّ الكردي موسى موسى، عضو المجلس الوطني السوري، صوته إلى صوت الجيش السوري الحرّ في دعوة الأكراد إلى الالتحاق به، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنني «أؤيد الجيش السوري الحر وأطلب من العسكريين الأكراد وكل من يريد أن يتطوع في الجيش أن يلتحق بالجيش الحر».
وفي حين لفت موسى إلى أنّ مشاركة الأكراد في الثورة كانت منذ اليوم الأوّل لانطلاقتها وإن كانت أقل من مشاركة أبناء حمص وإدلب ودرعا وبعض المناطق الثائرة، قال إن أعدادهم في تزايد مستمر يوما بعد يوم، مشيرا إلى أنّ «عدم انضمام العسكريين الأكراد إلى الجيش الحر بشكل كبير يعود إلى انعدام وجود كتائبه في المناطق الكردية». وعن سيطرة حزب العمال الكردستاني على المناطق الكردية، الأمر الذي يحول دون تفاعل الأكراد بشكل ملحوظ مع الثورة، قال موسى «الأكراد لا يأتمرون بهذا الحزب، لكن المعلومات التي تصل إلينا، وإن كنا لغاية الآن لا نملك أدلّة كافية، تفيد بقيام عناصر من هذا الحزب بالتضييق على المواطنين الأكراد من خلال الحواجز التي تمنعهم من التحرّك والمشاركة في المظاهرات».
وجاء في بيان صادر عن الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن قاسم سعد الدين أن القيادة المشتركة «توجه نداء إلى إخوتنا الكرد من عسكريين ومدنيين ودعوتهم للخدمة الإلزامية والالتحاق بصفوف الجيش السوري الحر في الداخل».
ودعا النداء الأكراد إلى أن «يكونوا جزءا لا يتجزأ من الجيش السوري الحر في الداخل مع إخوتهم من باقي مكونات الشعب السوري للدفاع والذود عن أرضنا وبلدنا وحماية أهلنا ومدننا وقرانا ونصرة ثورتنا».
وأضاف: «لنعمل معا ونتعاون على تحويل الجيش السوري الحر في الداخل إلى المؤسسة العسكرية الوطنية البديلة عن جيش العصابة الحاكمة ليكون الضامن الشرعي لحماية الوحدة الوطنية والترابية وحامي مطالب الثورة السورية في الحرية والعدالة والشراكة الوطنية وعماد بناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية».
كما أعلنت القيادة تمسكها بـ«رد الأذى ورفع كل أشكال الظلم التي تعرض لها أهلنا الكرد في سوريا»، مشددة على أنهم سيكونون «أمد الدهر شركاءنا في الوطن وفي التاريخ وفي الحاضر والمستقبل»، وداعية إلى «رفع الظلم والأذى عن الشعب السوري من دون أي تمييز قومي أو ديني أو طائفي».
أوباما وبوتين يتفقان على ضرورة وقف العنف وتجنب الحرب في سوريا ولغة الجسد تظهر الخلافات بين الزعيمين

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.. بعد اجتماع دام ساعتين، بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة دول العشرين في منتجع لوس كابوس بالمكسيك، الاثنين، خرج الرئيسان ليعلنا اتفاقهما على نقاط أساسية، هي ضرورة وقف العنف وأن السوريين هم من يجب أن يقرروا مصيرهم. ولم يتعرض الرئيسان لكيفية حل الخلافات بين موقف بلديهما حول الوضع السوري وكيفية تجنب اندلاع حرب أهلية في البلاد. وبدا واضحا أن الرئيس أوباما فشل في الحصول على تأييد بوتين في تغيير النظام في سوريا.
وتسربت أنباء عن خلافات سادت الاجتماع مع تشدد الموقف الروسي، حيث حاول الرئيس الأميركي إقناع نظيره الروسي بالتدخل واستخدام نفوذه لدى الأسد لقبول اتفاق يقضي بتخلي الأسد عن السلطة ونقلها إلى نائبه (على غرار النموذج اليمني) ولم يبد الرئيس الروسي أي مرونة في موقفه، ويدفع بوتين لإقناع الولايات المتحدة بقبول المقترح الروسي بإقامة مؤتمر لمجموعة اتصال تضم الدول الأعضاء بمجلس الأمن، والأطراف ذات التأثير على سوريا والجامعة العربية ودول مثل قطر والسعودية وإيران، بينما تعارض واشنطن بشدة ضلوع إيران في أي اجتماعات تتعلق بسوريا. فيما يحاول الرئيس أوباما إغراء روسيا بتقديم الدعم والمساندة لها لتكون عضوا في منظمة التجارة العالمية مقابل التخلي عن دعمها للأسد.
وقال الرئيس أوباما في المؤتمر الصحافي مع بوتين: «لقد اتفقنا على ضرورة وقف العنف ووقف إراقة الدماء في سوريا، وإننا ندعو إلى وقف فوري لأعمال العنف، وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا». ووصف الحوار مع الرئيس الروسي بأنه كان حوارا صريحا وتطرق لمختلف القضايا، بما في ذلك سوريا وإيران. وخلال المؤتمر الصحافي تصافح الزعيمان دون ابتسامات أمام الكاميرات.
وأشار أوباما، وهو يتحدث بلهجة جادة، إلى أنه «اتفق مع الرئيس بوتين على العمل مع لاعبين دوليين آخرين، منهم المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان، لإيجاد حل للأزمة السورية في أقرب وقت ممكن، والمضي قدما في التحول السياسي إلى النظام الديمقراطي التعددي السياسي الذي سينفذه السوريون»، ولم يرد في البيان المشترك للزعيمين أي ذكر للرئيس بشار الأسد.
واضطر البيت الأبيض لطمأنة الصحافيين الذين قرأوا في تعابير الرئيسين الروسي والأميركي تشاؤما معتمدين على لغة الجسد، فإيماءات الرئيسين وطريقة تصافحهما والجدية التي علت وجوههما أثناء المؤتمر الصحافي، وتجنب التقاء الأعين قد أثارت اهتمام هواة تفسير لغة الجسد، الذين طرحوا تساؤلات عدة، هل يمكن تفسير نظرة بوتين بإمعان إلى الأرض على أنه لا يوافق على ضغوط أوباما على سوريا؟ وهل كان أوباما يقصد عندما عقد حاجبيه أن استخدام بوتين لصفة «الجدية» في حديثه عن اللقاء هو كناية لوصف حوار أكثر حدة؟ وابتسامة بوتين عندما دعا أوباما إلى زيارة موسكو، هل يمكن اعتبارها دليلا لعودة الحرارة إلى العلاقة بين الجانبين؟
وكان الصحافيون الذين واكبوا اللقاء يتوقعون أجواء فاترة تتناقض مع تلك التي سادت الغداء الذي جمع أوباما مع سلف بوتين، ديمتري ميدفيديف. واستخدم كل من أوباما وميدفيديف الاسم الأول لمحاوره أثناء تواصلهما في لوس كابوس، بينما استخدم أوباما وبوتين في تبادل الحديث عبارة «السيد الرئيس». وعندما جلسا على كرسيين من القصب لالتقاط الصور كالعادة أمام المصورين في بداية اللقاء، بدا عليهما التشنج.
وبعد اللقاء، أدلى الرجلان بتصريحات مقتضبة إلى الصحافة؛ فقد تكلم بوتين بمفرده لدقيقتين ونصف الدقيقة وقد غابت التعابير عن وجه رجل الاستخبارات الروسية السابق. وقد بدا أنه يريد الانتهاء بسرعة من الشكليات.
أما أوباما المعروف أكثر بتشدده، فقد تحدث بصوت رتيب لاحقا ملخصا المحادثات التي وصفها بـ«الصريحة». وكانت مداخلته أربع مرات أطول من نظيره الروسي. وعندما تطرق الرئيس الأميركي إلى الوضع في سوريا، عض بوتين الغامض على شفتيه. وعندما تم إبعاد الصحافيين، حدق الرجلان أمامهما بدون أن يتفوها بكلمة.
واجتهدت البعثة الأميركية لاحقا للإجابة عن أسئلة الصحافة عن «غياب مشاعر الود» بين الرجلين. وقال بين رودس، المسؤول في مجلس الأمن القومي، إنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها «فضيحة إيمائية» مع الروس. ويلمح رودس بذلك إلى اللقاء بين أوباما وميدفيديف العام الماضي في فرنسا الذي دفع البيت الأبيض إلى نفي أي خلاف حاد مع موسكو.
وفي هذا الإطار أوصى السفير الأميركي لدى موسكو، مايك ماك فول، الصحافيين بدرس الحركات المعهودة لبوتين التي تعكس عادة شخصيته الحادة. وقال: «هذا هو نمطه. أدعوكم إلى أن لا تصفوا نوعية العلاقة بالاستناد إلى وضعية جلوس الشخص».
وأكد المسؤولون الأميركيون أن المحادثات بين رئيسي الدولتين دامت ساعتين لأنهما يريدان البحث في التفاصيل وعرض نقاط الاختلاف ونقاط الالتقاء بينهما بالتفصيل. وأوضح رودس أنه لو كان بوتين يريد إظهار خيبة أمله بعد اللقاء لفعل ذلك بصراحة. وقال: «عندما يرى أن الاجتماع سيئ فهو يظهر ذلك بوضوح». وأعرب الناطق باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، عن رضا الجانب الروسي عن المحادثات، مضيفا أن نبرة اللقاء لم تكن «قاسية» بل «بناءة ومنفتحة».
وتتزايد الضغوط الدولية على موسكو للقيام بتصرف حاسم من أجل تجنب حرب أهلية في سوريا، خاصة مع تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
الأدوية تهرب من لبنان إلى ثوار سوريا كما المخدرات.. بعد وصولها إلى الموانئ أو مطار رفيق الحريري

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: سوسن الأبطح .. تحول لبنان لمعبر للأدوية والمعدات الطبية نحو سوريا، وهي بعد دخولها الأراضي اللبنانية يتم تهريبها تماما كما أي منتوجات ممنوعة أو محرمة عبر الحدود ليستخدمها الثوار في مستشفياتهم السرية. ويقول أحد الأطباء السوريين المقيمين حاليا في لبنان ويتمكن من الذهاب إلى سوريا بين الحين والآخر لـ«الشرق الأوسط»: «لا فرق بين أدوية الالتهابات والمخدرات بالنسبة للنظام السوري، فالصنفان ممنوع تمريرهما عبر الحدود، ومن يتم القبض عليه متلبسا يتم سجنه وتعذيبه». ويشرح الطبيب الذي رفض الكشف عن اسمه: «الأدوية التي يتم إدخالها إلى سوريا بواسطة الصليب الأحمر اللبناني، تذهب إلى المستشفيات الرسمية. وهذا النوع من المستشفيات، لا يمكن للجرحى الذهاب إليه، لأنه من هناك يتم القبض عليهم وفي أحسن الأحوال تعذيبهم، وربما قتلهم، وهذه حالات شهدناها ونعرفها جيدا». ويضيف: «لذلك فإن المصابين يلجأون إلى المستشفيات الميدانية السرية التي باتت أساسيه وتحل مكان المستشفيات الحكومية، وارتفع عددها إلى العشرات بسبب الحاجة الماسة إليها».
جمعية «هاند إن هاند فور سيريا» التي تأسست في بريطانيا لإعانة السوريين في محنتهم، هي إحدى الهيئات القليلة التي تتمكن من إيصال المساعدات إلى الداخل، عبر الحدود اللبنانية، بسبب علاقاتها المباشرة مع مهربين ومع ثوار في الداخل. أحد الأطباء في الجمعية وصل إلى لبنان منذ أيام ويتحدث عن مساعدات مالية وصلت إلى 150 ألف رطل تمكنت الجمعية من جمعها، لمساعدة العائلات المحتاجة وبلغ عددها أكثر من أربعة آلاف عائلة. ويشرح لنا الطبيب الذي فضل أن يسمي نفسه محمد: «منذ ستة أشهر لا تدفع الدولة رواتب للموظفين، وهو ما أدخل الناس في حالة فقر شديد. نحن في بريطانيا نجمع كل شيء، المواد الغذائية الأدوية، المال، وكل ما يريد أن يتبرع به الناس، وغالبيتهم من العرب والمسلمين». ويشرح الدكتور محمد أن مستوعبات تم شحنها عبر البحر ومساعدات أخرى نقلت جوا إلى مطار رفيق الحريري الدولي.
لكن الدكتور محمد يتحدث عن صعوبات جمة لنقل هذه المساعدات إلى الداخل السوري بعد وصولها إلى لبنان: «أنا هنا لتأمين نقل الشحنات إلى مستحقيها في سوريا. وهو أمر صعب للغاية، والحاجة ماسة إلى كل أنواع الدواء، حيث هناك نقص فادح، سواء في العلاجات أو في المعدات التشخيصية للتصوير بالأشعة أو فحص الدم أو غير ذلك». ويشرح الدكتور محمد: «نضطر لأن نجد مهربين ماهرين، وننقل ما يصل إلى لبنان، صندوقا بعد آخر إلى سوريا. أي إن الأدوية تدخل بالقطارة. النظام يعرف أن مثل هذه الأدوية تصل للثوار ويريد منعها بأي وسيلة».
الطبيب الذي يضطر للعمل مع مهربين على الحدود، يعتبر أنه مضطر للقيام بهذا الدور، ولا خيار غير ذلك، ما دام نقل الدواء جريمة في نظر النظام.
يقول الدكتور محمد: «تمكنت من الدخول إلى سوريا قبل ما يقارب الشهرين، ورأيت بأم العين الحال المزرية للمستشفيات الميدانية. المستشفيات الحكومية في مناطق الاقتتال مثل القصير وحمص تحولت إلى ثكنات عسكرية، لأن لها أسوارا ويمكن للجيش أن يكون آمنا فيها، وترك الناس بلا علاج. لذلك فالمستشفيات الميدانية السرية تتحمل العبء كاملا، فهي لم تعد فقط مكانا لعلاج الجرحى والمصابين، ولكن أيضا تستقبل أصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرضى السكر والربو والقلب».
ولكن هل المستشفيات السرية آمنه؟ يقول الدكتور محمد: «قصفت هذه المستشفيات تكرارا، لكن الثوار باتوا يعرفون كيف يختارون الأمكنة الأكثر أمنا، بحيث يتم اختيار موقع محصن تصعب إصابته، له أكثر من مخرج، وثمة شروط أخرى تراعى قبل اختيار الموقع».
ويشرح الطبيب محمد المقيم في بريطانيا، أن الوضع من السوء بحيث أن «ما نقوم به هو جهد فردي بينما يحتاج الأمر إلى مساعدة دول». ويضيف: «ما تزال المساعدات المالية المخصصة للشأن الطبي قليلة وغير كافية. كما أن إدخال المواد بعد وصولها إلى لبنان صعب للغاية. لذلك فما نستطيع إيصاله إلى سوريا عبر المهربين نكتفي به ونوزع الباقي من أطعمة وملابس على النازحين الموجودين في لبنان».
أحمد موسى، من تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان، يقول: «هناك جهات تتكفل بإيصال المساعدات إلى الداخل وهذا لا شأن للتنسيقية به. أما ما يتعذر إيصاله فتتولى تنسيقية اللاجئين توزيعه هنا». وعن العناية الطبية التي تقدم للنازحين في لبنان يقول: «هناك لجنة من 9 أطباء سوريين تستقبل المرضى. أما من يدخلون المستشفيات، فثمة جهات تتولى في كل مرة تكاليف علاجهم. المؤرق في لبنان ليس العلاج - بحسب ما يقول موسى - إنما إيواء النازحين في مساكن ودفع إيجاراتها».
الطبيب السوري محمد، القادم من بريطانيا على أمل إيصال أكبر قدر من المساعدات الطبية إلى مواطنيه، يتحدث عن صعوبات كبيرة في جمع التبرعات داخل بريطانيا، بسبب مخاوف المتبرعين من أن تكون الجمعية ذات توجه سياسي معين. وهذا عائق حقيقي أمام مساعدة السوريين الذين باتوا يعانون من نقص في السيولة كما الغذاء والدواء.
الفيديرالية ليست خيار أكراد سورية
الحياة...فاروق حجي مصطفى *
لا أحد يستطيع التكهن بمستقبل الأكراد في سورية، ذلك لأن للقضية الكردية (بحكم الجغرافيا والتاريخ) أبعاداً تمتد إلى خارج الحدود، وهو ما يشكل تحدياً للقوى الكُردية بسبب معارضة أكثر من دولة لتطلعاتها ورفض إعطاء حقوق للأكراد. وتركيا التي تقدم نفسها راعية لبعض الاتجاهات في المعارضة السورية، لن تبقى مكتوفة الأيدي عندما تتبلور الحقوق الكُردية في ذهنية المعارضة، وبالتالي هي ترفض رفضاً قاطعاً حقوق الاكراد، علما انها تعارض حتى انخراط المعارضة الكردية في أوساط المعارضة العربية السورية.
المعارضة العربية أصدرت عدداً من الوثائق بخصوص الاكراد، وهي أوراق كان يمكن الاعتماد عليها، لو ان المعارضة كانت جدية في رؤيتها، وهي بالحق متطورة على كل ما طُرح في خصوص القضية الكردية، إلا انه سرعان ما تملص أطراف في المعارضة منها، والمقصود هنا: وثيقة المجلس الوطني السوري في خصوص القضية الكُردية، وكذلك ورقة حازم نهار الى مؤتمر المنبر الديموقراطي ومن قبلها وثيقة هيئة التنسيق في باريس، وفي ما بعد، نفى حسن عبدالعظيم (المنسق العام لهيئة التنسيق) أن تكون للأكراد خصوصية قومية، وتالياً ليس لهذه القومية حقوق مناسبة لمقامها.
واستطراداً، فإن كل هذه الأوراق (وثائق المعارضة في خصوص الاكراد) مهمة ولا بد من الاعتماد عليها لتبديد هواجس الاكراد ومخاوفهم. بيد ان صانعي قرار المعارضة المتباهين باعترافهم بالقضية الكُردية تجاه الغرب، يتملصون من مواقفهم في مقابلاتهم الصحافية، الأمر الذي يرسخ في ذهن الكُردي العادي حقيقة ان المعارضة ما زالت تتعامل مع المسألة الكُردية بروحية الماضي المفعمة بحساسية من الأكراد كمكون قومي.
والحق ليس سبب تباعد المعارضتين الكُردية والعربية، بل هو أن الأكراد طرحوا «حق تقرير المصير»، أو « الفيديرالية» لأن حق تقرير المصير مسألة محسومة، فهي حق مشروع حتى بالنسبة الى الأفراد، فكيف بالنسبة الى الشعوب؟ مضافاً إلى هذا ان طرح الاكراد الفيديرالية، لم يتبنه أيٌّ من الأحزاب الكُردية إنما جزء بسيط منهم طرح هذا الشعار وبدا انه استنساخ لتجربة اكراد العراق. لكن سبب طرح الفيديرالية يمثل السقف الأعلى للمـــطالب الـــكُردية، وهـــو جزء مما لا يمكن ضبطه في الشعارات، لكن الممارسة امر آخر والقوى الكردية ليست في وارد الفيديرالية الآن.
المجلس الوطني الكُردي تبنى شعار «اللامركزية السياسية « في الحكم، وهذا في رأيه يُعفي سورية من مركزية شديدة الوطأة ويمكن عبره أن يحصل الكرد على جزء من حقوقهم. لكن، وما ان سمعت القوى الكُردية ان المعارضة العربية ممتعضة من «اللامركزية السياسية» حتى جمد المجلس الوطني الكُردي هذا المطلب، وفي الاجتماع الأخير تبنى برنامجاً سياسياً مرحلياً، وهو برنامج أشاد به الكثير من المعارضين السوريين في الوقت الذي لم يصدر أي طرف من المعارضة أي بيان رسمي يحدد موقفه من البرنامج السياسي الكردي المرحلي.
الأكراد صاروا يدركون ان رفع شعار الفيديرالية أو الشعارات الأخرى لا يكفي للحصول على حقوقهم، وهم يتمعنون في توزعهم السكاني والجغرافي، وكذلك مقاربتهم للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والصيغ المناسبة لوجودهم في سورية. والذين طرحوا الفيديرالية وغيرها لم يجروا دراسة عميقة ووافية حول مدى مطابقتها حقوق الاكراد لجهة التكامل الاقتصادي ومدى تحقيقها طمأنينة في نفوسهم، في الوقت الذي اعتادوا على التعايش في أكثر من مدينة سورية.
وكذلك كيف سيكون مستقبل الاكراد في ظل وجود معوقات اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية لتطبيق الفيديرالية. كل هذا يشير إلى صعوبة الطرح الفيدرالي، مضافاً إليه التداخل السكاني وغياب التناسق الجغرافي، وهذا عامل مهم في القانون الدستوري لبناء الدول، علاوة على ذلك كيف سيكون حال الأقليات في داخل المنطقة الكُردية؟
 * كاتب كردي سوري.
الملك عبد الله الثاني للحياة: الوضع في سورية مفتوح على كل الاحتمالات ونحذر من كارثة
حذر العاهل الأردني عبد الله الثاني في حوار شامل مع "الحياة "عن التطورات في الأردن والمنطقة ينشر غداً، حذر من حدوث كارثة، معتبراً أن الوضع في سورية مفتوح على كل الاحتمالات.ولفت إلى أن مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان إلى سورية تبقى الأقدر، مبدياً قلقه من التطورات الأخيرة في لبنان.
وشدد الملك الأردني أن لا عودة عن الاصلاح الشامل في الأردن مؤكداً إجراء انتخابات نزيهة قبل نهاية العام الجاري تحت إشراف هيئة مستقلة.
 
 
روسيا تنفي المشاركة في أي مناورات عسكرية موسعة في سورية
الحياة..موسكو- يو بي أي- نفت وزارة الدفاع الروسية وجود أي خطط لمناورات عسكرية موسعة ستشارك فيها بسورية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن مصدر في وزارة الدفاع نفيه لهذه الأنباء وقال إنه محاولة "لتصعيد الوضع في سورية أكثر".
 
بان كي مون "قلق جدا" إزاء ارتفاع حصيلة القتلى في سورية
 
الحياة..نيويورك-ا ف ب -اعلن مسؤول كبير امام مجلس الامن ان الامين العام للامم المتحدة "قلق جدا" ازاء ارتفاع حصيلة القتلى في سورية.
 
وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو امام المجلس ان بان كي مون يريد من مجلس الامن الدولي ان يتحد لممارسة "ضغط متواصل" على الحكومة السورية لتطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
 
واضاف امام اجتماع للمجلس حول الشرق الاوسط ان "الامين العام لا يزال قلقا جدا ازاء تكثف اعمال العنف وارتفاع حصيلة القتلى وكذلك استمرار انتهاكات حقوق الانسان وعدم تلبية الاحتياجات الانسانية".
 
وتابع ان "الوضع في حمص مثير بشكل خاص للقلق".
 
دمشق تتهم "ارهابيين" بعرقلة اجلاء المدنيين من حمص
ا ف ب - اتهمت دمشق "مجموعة ارهابية مسلحة" بعرقلة خروج المواطنين المحاصرين تحت القصف من حمص، مؤكدة انها بذلت كل مساعيها مع المراقبين الدوليين لاخراجهم الى اماكن امنة، حسبما ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.
وافاد البيان، نقلا عن مصدر مسؤول في الخارجية ليل الاثنين الثلاثاء، ان السلطات "قامت منذ اسبوع وحتى هذا اليوم ببذل كل جهد لاخراج المواطنين الأبرياء من المناطق التي تتواجد فيها المجموعات المسلحة في مدينة حمص الى أماكن امنة".
واضافت "تمت اتصالات بهذا الخصوص مع قيادة المراقبين الدوليين بالتعاون مع السلطات السورية المحلية في مدينة حمص من أجل تسهيل خروج هؤلاء المواطنين لكن مساعي بعثة المراقبين لم تنجح في تحقيق هذا الهدف بسبب عرقلة المجموعات الارهابية المسلحة لجهودها".
وجدد البيان تاكيد السلطات استعدادها لاخراج مواطنيها "المحتجزين لدى المجموعات المسلحة دون قيد أو شرط ومن اي ممر يخدم هذه المهمة النبيلة"، مطالبة "كل الاطراف القادرة على الضغط على هذه المجموعات المسلحة بالزامها بعدم التعرض للمدنيين الأبرياء وتسهيل خروجهم من المناطق التي يتواجدون فيها".
وتعهدت الحكومة "بتقديم كل الحاجات الأساسية اللازمة كي يعيش هؤلاء المواطنون بكرامة وعزة والعمل على اعادتهم الى المناطق التي أجبروا على الخروج منها".
واكد المصدر ان الحكومة السورية "لم تترك بابا الا وطرقته لانهاء مأساة هؤلاء المواطنين الذين تتاجر المجموعات المسلحة بحياتهم وحياة عائلاتهم".
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى سورية الجنرال روبرت مود دعا الاطراف المتنازعة في سوريا الاحد الى السماح باخراج النساء والاطفال والمسنين والجرحى من اماكن النزاع، مشيرا الى فشل المساعي لاخراج المدنيين من حمص خلال الاسبوع الماضي.
وتتعرض احياء عدة من مدينة حمص للقصف منذ اسابيع، ويعاني سكانها من نقص في المواد الطبية والغذائية.
وعلق المراقبون الدوليون السبت عملهم بسبب تصاعد وتيرة العنف.
 
مشاورات دولية لرسم خريطة طريق للحل في سورية
الحياة..واشنطن - جويس كرم؛ نيويورك، دمشق، لندن، بيروت، عمان - «الحياة»، ا ف ب، رويترز، اب
بدأت في مجلس الأمن محادثات استطلاعية «لاستطلاع أفق الترجمة العملية لاتفاق الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة التوصل الى حل سياسي في سورية» ومن ثم رسم خريطة طريق لما أتفق عليه. في الوقت نفسه بدأ حصار لمنع تسليح قوات النظام السوري يدخل حيز التنفيذ فعلياً عندما مُنعت سفينة شحن روسية كانت تنقل اسلحة وطائرات هليكوبتر حربية من اكمال طريقها الى ميناء طرطوس في سورية بعد الغاء بوليصة تأمينها في سوق لندن.
وقالت مصادر غربية إن «الالتزام الأميركي الروسي يجب أن يُعبر عنه بتعليمات من موسكو الى البعثة الروسية في الأمم المتحدة بالموافقة على إجراء لبدء ضغوط على النظام السوري لوقف خياره العسكري والبدء بعملية سياسية انتقالية». وأوضحت أن «طرح مشروع قرار يتضمن عقوبات على كل من يعرقل تطبيق خطة النقاط الست وقرارات مجلس الأمن، يمكن أن يتم سريعاً في حال الاتفاق مع روسيا».
وقالت المصادر إن موعد اجتماع «مجموعة الاتصال» التي اقترحها المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان لم يُحدد بعد وإن «الدعوات لم توجه الى الدول المعنية كما لم يتم الاتفاق بعد على مكان الاجتماع أو جدول اعماله أو قائمة الدول التي ستشارك فيه».
وأوضحت أن «المشاورات تجري مع الدول ذات التأثير على الأطراف في سورية لتحديد تفاصيل خريطة الطريق للعملية الانتقالية التي يمكن الاتفاق عليها في اجتماع مجموعة الاتصال». وأكدت أن أي اجتماع دولي حول سورية «لا بد وأن يخرج بما يشبه خريطة طريق للعملية السياسية الانتقالية في سورية بكل ما تتضمنه من تفاصيل، على أن يتوقف القتال أولاً من جميع الأطراف».
وحذرت مصادر مجلس الأمن من «الخطر المحيط بالمراقبين الدوليين في سورية» مشيرة الى «أن مسألة بقائهم في سورية يجب أن تخضع للنقاش وإعادة النظر لأنهم لا يؤدون المهمة الموكلين بها ويتعرضون لاعتداءات متكررة».
وقالت المصادر نفسها قبيل جلسة كانت مقررة للاستماع الى قائد بعثة المراقبين الدوليين (أنسميس) الجنرال روبرت مود مساء أمس إن «التزام الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين الحل السياسي في سورية يجب أن يترجم تعليمات من موسكو الى البعثة الروسية في الأمم المتحدة للاتفاق على قرار يزيد الضغوط على النظام السوري». وأضافت أن «الضغط في مجلس الأمن يكون بقرار يُلزم الأطراف في سورية بالتقيد بوقف العنف خلال ٤٨ ساعة ويحظر وصول الأسلحة الى كل الأطراف ويفرض عقوبات تحت الفصل السابع على كل من يعرقل تطبيق خطة أنان وقرارات مجلس الأمن».
وقال ديبلوماسيون في المجلس إن «أسئلة ستُوجه الى مود حول معوقات عمل بعثة المراقبين وتصوره لمستقبل البعثة وإمكانات عمل المراقبين والأسباب التي أدت الى اتخاذ قرار تعليق عمل بعثة أنسميس».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ حيال كثافة العنف وارتفاع أعداد القتلى واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان في سورية. ونقل مساعد بان للشؤون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو عنه قوله إن «الوضع في حمص مخيف مجدداً الدعوة الى بذل كل الجهود لتجنب الانزلاق الى حرب أهلية شاملة».
وشدد تارانكو أمام مجلس الأمن في جلسة خصصت لبحث الوضع في الشرق الأوسط على «ضرورة وقف الحكومة السورية قصف المراكز المدنية بالمدفعية والدبابات والمروحيات فوراً».
ودعا بان المجتمع الدولي الى تكثيف الجهود للتوصل الى رؤية مشتركة لحل الأزمة السورية مشدداً على ضرورة «أن تؤدي المشاورات الى نتائج فعلية سريعاً «. وجدد حض المجلس على «القيام بعمل موحد مشترك بشكل عاجل لدعم تطبيق خطة النقاط الست» وإلا «فإننا سنصل الى نقطة تصبح الأزمة فيها خارج السيطرة».
وقال إن المنظمات الإنسانية أوصلت المساعدات الى نحو نصف مليون مواطن سوري الشهر الحالي. وأكد أن حدة القتال «جعلت أكثر من مليون مواطن سوري داخل سورية بحاجة الى مساعدة إنسانية». وقال تارانكو نقلاً عن بان إن لبنان يواجه «تحديات في أمنه واستقراره جزئياً بسبب استمرار الأزمة في سورية». وأشار الى «تقارير عن خروقات عسكرية سورية للأراضي اللبنانية في عكار وشمال البقاع أوقعت قتيلين». وقال إن «مواطنين لبنانيين اختطفوا ونقلوا الى سورية وبعضهم أطلق بالتبادل مع مختطفين علويين في لبنان».
في موازاة ذلك، كانت سفينة روسية يعتقد بانها تحمل اسلحة وقطع غيار الى سورية، عادت الى روسيا بعدما الغت شركة في بريطانيا بوليصة تأمينها. وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أمام مجلس العموم «ان السفينة توقفت عن الابحار امام الشواطئ الاسكتلندية بعد الغاء تأمينها وان بريطانيا كانت على اتصال مع موسكو في شأنها قبل ان تستدير وتعود من حيث جاءت». وأوضحت بيانات تتبع حركة الشحن ان سفينة البضائع «أليد» التي ترفع علم كوراساو، وهي جزيرة في الكاريبي، تتبع هولندا أبحرت من ميناء بالتيسك في إقليم كالينينغراد يوم 11 حزيران (يونيو).
وقالت شركة «ستاندارد كلوب» للتأمين على السفن في لندن إنه جرى الاتصال بها بشأن السفينة التي كانت تغطيها تأمينيا لكنها لم تكشف عن الجهة التي اتصلت بها.
على الصعد الميداني، تواصلت الاشتباكات العنيفة واعمال القصف في ريف دمشق وحمص حيث يحاصر الاف المدنيين، وقتل 40 شخصاً في مناطق مختلفة كما ذكرت تنسيقيات الثورة السورية.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «استمرار القصف المروع على احياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في حمص» وتوجه المرصد الى الامين العام للامم المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الانسان من اجل «اتخاذ الاجراءات كافة التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص».
وذكر البيان بتواجد «اكثر من الف عائلة (في حمص) ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم واحيائهم ويعيشون الان في ظروف انسانية مزرية».
واتهمت دمشق «مجموعة ارهابية مسلحة» بعرقلة خروج المواطنين المحاصرين تحت القصف من حمص، مؤكدة انها بذلت كل مساعيها مع المراقبين الدوليين لاخراجهم الى اماكن آمنة.
ويترافق القصف على حمص مع اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو الذي سيطرت عليه قوات النظام في مطلع آذار (مارس) بعد شهر من القصف والحصار وبعدما تحول رمزاً لمناهضة نظام الرئيس بشار الاسد. وشهد ريف دمشق ومدينة حلب استمرار العمليات التي تشنها القوات النظامية ضد المشاركين في الانتفاضة.
توقف سفينة شحن روسية تنقل مروحيات إلى سورية
الحياة...لندن - أ ف ب - أعلنت شركة تأمين بريطانية الثلثاء أنها ألغت تأمين سفينة شحن روسية بسبب معلومات مفادها أنها كانت تنقل مروحيات هجومية إلى سورية.
وتوقفت سفينة «ام في الايد» التي تملكها، وفق صحيفة «دايلي تلغراف»، شركة «فيمكو» الروسية والآتة من مرفأ كاليننغراد الروسي في البلطيق قبالة سواحل اسكتلندا بعد إبلاغها بسحب شركة التأمين «ستاندارد كلاب» البريطانية لبوليصة التأمين.
وقالت شركة التأمين في بيان «أبلغنا بأن السفينة كانت تنقل ذخائر إلى سورية»، فأبلغنا الشركة المالكة للسفينة بأن تأمينها ينتهي بمفعول فوري بسبب طبيعة الحمولة».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين قولهم إنهم أعلموا شركة التأمين بأن تأمين الشحنة التي تنقلها السفينة سينتهك العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي والتي تحظر تسليم أسلحة إلى سورية.
وأبلغت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي الحكومة البريطانية بأن السفينة الروسية مؤمنة من قبل شركة بريطانية وفق صحيفة «صنداي تلغراف».
إلا أن موسكو أوضحت أنها لم تسلم دمشق أي طائرة جديدة وأن الأمر يتعلق بإصلاح مروحيات بيعت لدمشق منذ زمن بعيد.
وكانت واشنطن أعربت في 12 من الجاري عن قلقها من نقل هذه الأسلحة إلى سورية، وذكرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن مثل هذه المروحيات تستخدم في قمع حركة الاحتجاج في سورية.
مستشارة الرئيس السوري تبحث في موسكو المبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سورية
الحياة...يو بي أي - بحثت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في العاصمة الروسية موسكو المبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي لتسوية الوضع في سوريا.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" اليوم الثلاثاء عن بيان لوزارة الخارجية أن بوغدانوف التقى شعبان في موسكو أمس، وأضاف "تركز اللقاء على تطور الوضع في سورية وسبل البحث عن مخرج سياسي من الأزمة".
وقال البيان أن بوغدانوف "استعرض بالتفصيل أمام شعبان الجهود الروسية على هذا المسار من بينها المبادرة لعقد مؤتمر حول سورية لتأمين تنفيذ خطة أنان".
وأشار البيان إلى أن "الجانب السوري أبدى تأييده لهذه الفكرة"، وشددت شعبان على سعي دمشق لتسوية الوضع في البلاد بأسرع ما يمكن ووقف كافة أنواع العنف وإطلاق حوار بناء مع قوى المعارضة.
وأعربت عن شكرها لموقف روسيا الرافض للتدخل الأجنبي في الشأن السوري والعامل على خلق ظروف لتسوية سياسية ـ دبلوماسية ومنع تمويل نشاط المسلحين وتزويدهم بالأسلحة.
يشار الى ان روسيا كانت اقترحت عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة في سورية.
مؤشرات إيجابية للقاء أوباما بوتين بشأن سورية: الالتزام بإطلاق المرحلة الانتقالية وتفادي حرب أهلية
الحياة..واشنطن - جويس كرم
تعطي المؤشرات الأولية للقاء الساعتين بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تقارباً أكبر وأكثر وضوحاً في الموقف حيال سورية، وبالتقاء الجانبين على الالتزام بمرحلة انتقالية (ما يعني نقل السلطة، وهو مطلب أميركي) ويطبقها السوريون أنفسهم (وهو مطلب روسي). ويعطي هذا الالتقاء صيغة لمباشرة مفاوضات أكثر استعجالاً في المدى المنظور ولإيجاد آلية دولية مقبولة بعد انتهاء مهمة المراقبين الدوليين في منتصف تموز (يوليو) المقبل.
ولعل مدة اللقاء الذي تخطى الساعتين في المكسيك وانتهائه ببيان مشترك مفصل لأوباما وبوتين، يعكس الأهمية البالغة ومحورية العلاقة الروسية-الأميركية في أكثر من ملف اقليمي ودولي، فالبيان المشترك تطرق الى ملفات متعددة، بينها قبول روسيا في منظمة التجارة العالمية، المحادثات الايرانية النووية، حرب أفغانستان، محاربة تنظيم «القاعدة»، تطبيق اتفاقية ستارت، ومسائل أخرى تعبر عن الحاجة المتبادلة للتعاون بين البيت الأبيض والكرملين لتحقيق مصالح البلدين.
وشكل الملف السوري العنوان الأضخم للمحادثات، وكان أيضاً موضع التصريحات التي أعقبت اللقاء من تأكيد بوتين على وجود «نقاط مشتركة» واشارة أوباما إلى «امكانية العمل مع روسيا لتفادي حرب أهلية» في سورية. وصاحَبَ اللهجةَ الحذرة في البيان المشترك، الرغبةُ لدى واشنطن وموسكو في التركيز على أوجه التوافق وليس الخلاف، فالبيان لم يتضمن أي اشارة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد (بسبب تحفظات روسيا) ولم يشر أيضاً الى مجموعة اتصال تسعى الى تشكيلها موسكو وتضم ايران (تعترض عليها واشنطن)، لا بل عكست لغته التقاء روسياً أميركياً حول «وقف العنف والمباشرة بالمرحلة الانتقالية السياسية الى نظام ديموقراطي وتعددي يتم تطبيقه من السوريين أنفسهم وفي اطار السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي السورية». وتأخذ هذه اللهجة بعين الاعتبار معارضة روسيا لتدخل خارجي وبالتالي ابقاء المرحلة الانتقالية في اطار «سوري»، وفي الوقت ذاته الاقرار بضرورة مباشرة هذه المرحلة، ما يعني فعلياً الإعداد لنقل السلطة، وهو مطلب أميركي.
ويحاول الجانبان الروسي والأميركي تفادي حرب أهلية في سورية، رغم خلافاتهما حول شكل المرحلة الانتقالية والنفوذ الاستخباراتي والأمني في مرحلة ما بعد الأسد، وهما يلتقيان في دعم خطة أنان وبنودها الست، والتي تشمل حواراً بين المعارضة والنظام. ويزيد من التعقيدات في ايجاد آلية عمل مشتركة، ضِيقُ هامش المناورة السياسية أمام أوباما بسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية، فالمفاوضات تتخطى الاطار السوري وتشمل قضايا الدرع الصاروخي، مشروع قانون في الكونغرس يدين سجل حقوق الانسان في روسيا، وصفقات أسلحة وعقود في أفغانستان. وسيكون بامكان أوباما تقديم تنازلات أكبر بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) في حال فوزه بولاية ثانية، أما فوز المرشح جمهوري ميت رومني الذي وصف روسيا بـ «الخصم الجيو استراتيجي الأول للولايات المتحدة»، فسيعني مزيداً من التأزم والخطاب التصعيدي بين الجانبين.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,437,722

عدد الزوار: 7,633,307

المتواجدون الآن: 0