تقارير ..."الرؤية" السياسية الشيعية "تلتمس" هلال رمضان..قامشلو التي أحبّها!..بوتين يحكم قبضته على المجتمع المدني الروسي

"الشبّيحة السورية" أشبه بميليشيا مسلّحة الى جانب الجيش النظامي، الوشم يغطي أذرعهم، وحناجرهم تهتف:"شبيحة للأبد لعيونك يا أسد"!

تاريخ الإضافة الإثنين 30 تموز 2012 - 7:02 ص    عدد الزيارات 2991    التعليقات 0    القسم عربية

        


 
النهار ..صبحي منذر ياغي

"الشبّيحة السورية" أشبه بميليشيا مسلّحة الى جانب الجيش النظامي

الوشم يغطي أذرعهم، وحناجرهم تهتف:"شبيحة للأبد لعيونك يا أسد"!

 

تعرّف "وائل" للمرة الأولى على"الشبيحة"، عندما عاد الى مدينته حمص، من بلجيكا حيث كان يتلقى علومه، في نيسان2011، أي بعد شهر واحد على اندلاع الثورة في سوريا، حين قام عدد من الأشخاص بالتحقيق معه. ظن في البداية انهم من "عناصر الأمن"، لكنه استغرب أشكالهم: يرتدون زياً اسود، حليقو الشعر، وللبعض لحية كثيفة، وسواعدهم وشِمت برسوم وأشكالٍ مرعبة. ولما سأل "وائل" عن هويتهم قيل له: انهم من "عناصر الشبيحة".

"الشبّيحة" مصطلح محلي، يطلقه أهل المنطقة الساحلية في سوريا على مجموعة من القوات المسلحة غير النظامية، التي شكلها مالك نمير الأسد، ابن أخ الرئيس الراحل حافظ الأسد، عام 1976. وشاع مصطلح "الشبيحة" في الوسائل الاعلامية منذ انطلاقة الثورة في سوريا منتصف آذار 2011، حتى بات هؤلاء "فصيلاً نظامياً" من فصائل الجيش السوري، بل باتت مسؤولية قمع التظاهرات وحركات التمرد والاعتقالات والتعذيب من مهماتهم الاساسية، فأبدعوا وأجادوا ومازالوا. حتى ان أصابع الاتهام توجه اليهم في هذه الأيام عن بعض المجازر التي حصلت أخيراً في عدد من المناطق السورية. وتعرّف الناس أكثر وأكثر الى "الشبيحة" الذين كانوا يرفعون صور الرئيس بشار الاسد في التظاهرات والتجمعات، ويرددون شعارات كثيرة تدل الى هويتهم، ومنها "شبيحة للأبد ... لعيونك يا أسد ".

 

ممارسات غير قانونية

يؤكد السويون ان ظاهرة "الشبيحة" في سوريا ليست جديدة، بل تعود الى حكم الرئيس حافظ الأسد. ووفق رجل الأعمال مصطفى .ط.، المقيم في المملكة العربية السعودية: ان هذه  الظاهرة تعود الى عهد الأسد الأب، وكانت مدينة اللاذقية على الساحل السوري مركز إنطلاقها، حيث كان الشبيحة يسرحون ويمرحون، ويمارسون رعبهم على الناس، ويتعرضون لشرطة السير، وللمواطنين، من دون رادع أو رقيب، لأن معظمهم ينتمي الى الطائفة الحاكمة،ولديهم الغطاء والدعم من كبار ضباط المخابرات، والمسؤولين الأمنيين. وتميز الشبيحة بأعمال التهريب، التي شملت المخدرات والخمور والأسلحة والسيارات المهربة والمسروقة وقطع الغيار والأجهزة المنزلية، وكل ما يمكن بيعه في سوريا. ثم اتّسعت دائرة امتد التهريب بين سوريا وقبرص ولبنان وتركيا، واتخذوا موانئ طبيعية على الساحل، استخدموها مراكز للتحميل وافراغ وإعادة التصدير. وأحيانا يستخدمون الموانئ الرسمية، كما قاموا بفتح مكاتب في اللاذقية وجبلة وطرطوس لممارسة كل الأعمال غير المشروعة، بالإضافة إلى إعادة المسروقات مقابل نصف قيمتها، وأحيانا بكامل القيمة أو أكثر، مثل السيارات الفاخرة للسياح والمصطافين أو المغتربين...

 

الشبيح القبضاي

في رأي خلدون .ر. (وهو من الذين تعرضوا للضرب على أيدي الشبيحة قبل أن يهرب الى خارج سوريا): "ان لقب "الشبيح" أطلقه الناس على مجموعة من القبضايات المدعومة من أجهزة الامن في المنطقة الساحلية، لانهم كانوا يركبون بشكل عام سيارات مرسيدس من نوع "الشبح"، سوداء اللون، ذات زجاج داكن. وهذه المجموعات والزمر قام برعايتها وتأسيسها نمير الأسد، بعدما خضع الكثير منهم لدورات عسكرية في فنون القتال المتقارب والكاراتيه والجودو، وطرق استخدام المسدّسات والأسلحة الفردية، وانقسموا مجموعات توزعت في المدن والأحياء ، وترأس كلّ مجموعة شخص يتمتّع بقدرات بدنية وقتالية".

 

باسل الاسد: حملة تطهير

الا ان ممارسات الشبيحة في تلك الفترة، المخالفة للقانون، وقيامهم بأعمال التهريب ما بين سوريا ولبنان، وفي "التشبيح" على التجار وفرض الخوات وابتزاز المواطنين، وتشكيلهم مجموعات مسلحة من دون قيادة مشرفة... أزعجت الرائد الراحل باسل حافظ الأسد،الذي أعد حملة تطهير واسعة ضدّ هذه الظاهرة، وزج بعضهم في السجون. ويذكر السوريون كيف قام باسل الأسد في تلك الحقبة، وفي أثناء الدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، بالاعلان عن سباق درّاجات نارية، فانضم للسباق عدد كبير من الشبّيحة ومجموعات من عائلات الأسد ومخلوف ونجيب وغيرهم. ويقول البعض ممّن حضروا هذه الدورة أنّ باسل قام بجمع كلّ تلك الدرّاجات في نهاية السباق، ثم مصادرتها وإتلافها. ومذذاك باتت الدرّاجات النارية ممنوعة داخل المدن في سوريا منعاً باتاً تحت طائلة مصادرة الدرّاجة وسجن سائقها. وكانت الدرّاجات التي تجول في شوارع اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس هي سمة وشعار الشبّيحة الأساسية، لأنّه لا يمكن لأيّ شخص عاديّ امتلاك درّاجة ما لم يكن فرداً في مجموعة أحد الشخصيات أصحاب النفوذ، الا ان الموت كان أسرع، فقضى باسل الاسد  في حادث سيارة على طريق مطار دمشق الدولي في كانون الثاني 1994، وبقي الشبيحة.

 

مواصفات ومميزات

مع اندلاع الثورة في سوريا،شعر النظام بأنه في حاجة فعلاً لجيش من "الشبيحة" لقمع التظاهرات والمتمردين، ولمؤازرة رجال الأمن والقوات العسكرية، وبدأ العمل لزيادة عددهم، وأنضم الى "فصائل الشبيحة" عناصر لاتتعدى اعمارهم الـ 16 سنة، على الرغم من أن اختيار" الشبيح" كان  يتم وفق شروط قاسية أبرزها، تمتعه بمواصفات ولياقة بدنية، وقدرات قتالية، اضافة الى ولائه المطلق للنظام واستعداده للموت في سبيل " المعلم". وعلى الرغم من أنّ أكثرية عناصر الشبّيحة كانوا من منطقة وطائفة معيّنة، إلا أنّه في الآونة الأخيرة، وبسبب تطوّرات الوضع الأمني المتسارعة، ضمّت فصائل "الشبّيحة" عناصر من مناطق وطوائف أخرى موالية للنظام وللرئيس الأسد، وفي بداية الانتفاضة جنّدت قوات الامن آلافاً من "الطائفة السنية" لدعم القلب العلوي للشبيحة، ومُنح هؤلاء صلاحيّات مطلقة خلال عملهم في قمع التظاهرات والمواطنين، وقاموا مثلاً باقتحام البيوت في حمص، ومصادرة أجهزة التلفزيونات لمنع المواطنين من متابعة أخبار القنوات العربية التي يعتبرها النظام معادية له، واعتقلوا المئات من الشباب وتعرّضوا للكثيرين بالضرب. لكن اليوم اصبح "الشبيحة" أكثر إعتماداً على التجنيد من صفوف "العلويين" بعدما تحولت الانتفاضة تمرداً مسلحاً. كما أدت المذابح وتزايد أخطار التعرض للاغتيال على أيدي المعارضة المسلحة إلى انسحاب كثير من السنة من ميليشيات الشبيحة، وتحول الشبيحة ميليشيا علوية مؤيدة للنظام وتمكن "الجيش السوري الحر"من طرد الشبيحة من المناطق ذات الغالبية السنية، وصار هؤلاء يُلاحَقون ويُختطفون معلى ايدي رجال المعارضة، حتى ان الكثير منهم تعرضوا للتصفية والخطف والاغتيال.

 

روايات وشهادات

تروي لينا ر. التي هجرت منطقة بابا عمرو لـ "النهار" كيف دخل "الشبيحة" منزلها وسرقوا ما استطاعوا، بل عمدوا الى اطلاق النار على جدران المنزل وتخريب الديكورات، وسرقوا حتى "المونة" من أكياس البرغل والارز والطحين...
أما السيدة ج دندشي (من تل كلخ) فتحدثت "عن قيام عناصر "الشبيحة" بإعتقال ابنها البالغ من العمر 15 سنة، لمجرد أنه كان يحمل هاتفه الخليوي، فاتهموه بتصوير التظاهرات وارسالها الى محطتي "الجزيرة" و"العربية"، وجرى نقله الى مركز امني في منطقة "الغاردينيا" في حمص، وأمعنوا في تعذيبه واذلاله  غير آبهين بتوسلاته ...".
وروت سيّدة من آل الأتاسي "كيف أنّ الشبّيحة عمدوا الى إغراء عدد من الشباب للانضمام اليهم من خلال تسليحهم بالبنادق والمسدّسات ومدّهم بالمال ومنحهم صلاحيّات وضمانات".
وأضافت: "أنتم تدركون نقطة ضعف الشباب في هذا المجال، خصوصا أولئك العاطلين عن العمل، لذا فإنّ حمص اليوم مليئة بالشبّيحة. فقد زرع هؤلاء الرعب في قلوبنا بحيث لم نعد نستطيع الخروج من منازلنا، وخصوصا في ساعات الليل. فلا سلطة فوق سلطتهم، ربّما الرئيس نفسه "لا يمون عليهم"، فهم يأتمرون بأوامر محمد الأسد الملقّب بشيخ الجبل ومعه عدد كبير من شباب من آل الأسد".

 

موارد "الشبيحة" المالية
 

تشير أوساط الى ان خروج الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005 أفقد "الشبيحة" مورداً مالياً مهماً اذ كانوا يعتمدون على عمليات التهريب ما بين سوريا ولبنان وعلى الخوات والسرقات ودعم بعض رجال الاعمال اللبنانيين الذين كانت تربطهم صداقات ومصالح تجارية ومالية  مع كبار الشخصيات في الاسرة الحاكمة في سوريا، كما ان التراجع الاقتصادي المستمر في سوريا اثر على "موازنة الشبيحة". لذا فإن مواردهم المالية هذه الايام تعتمد، اضافة الى ما يحصلونه بواسطة وسائلهم الخاصة، على دعم رجال أعمال سوريين، وخصوصاً من تجار حلب ودمشق وحمص، الذين يهدفون الى حماية مصالحهم من الاعتداءات وتسهيل عملياتهم التجارية في هذا الظرف الحرج. كما ان عدداً من مسؤولي الشبيحة تسلموا موارد حيوية في سوريا فوضعوا أيديهم على قطاعات صناعية من تأمين القطع والمعدات، ونالوا الامتيازات في مرافق اخرى كتجارة النفط، السيارات، المواد الخام... ويصل مدخول "الشبيح" كما يقول ماجد .ع الى نحو 100 دولار اميركي في اليوم، فيما يبالغ اخرون بالقول ويؤكدون ان "الشبيح" يتلقى ما بين 250 الى 300 دولار يومياً.
وكانت جهات معارضة سورية، أعلنت انها تمكنت من الحصول على لوائح تتضمن اسماء رجال الاعمال والتجار الذين يملكون وكالات لشركات اجنبية، يابانية والمانية وبريطانية وغيرها... ويقومون بتمويل "الشبيحة" ودعمهم، وأعلنت هذه الجهات أنها  ستقوم بنشر الاسماء في الفترة القريبة.

 

ميليشيا وجيش نظامي

في نظر الناشط السوري عمار ط. من مدينة حماه أنّ "الشبّيحة أشبه بميليشيا مسلّحة تعمل الى جانب الجيش النظامي، طالما انهم يتلقّون رواتبهم من خزانة الدولة ومعترف بهم من الأجهزة الأمنية، يخضعون لدورات تدريب في القتال المتقارب والكاراتيه والجودو وتدريبات على طرق استخدام المسدّسات والأسلحة الفردية... وتفوق صلاحيّات بعضهم صلاحيات كبار ضبّاط الجيش، بدليل انه خلال الحوادث التي جرت في حماه وحمص وسد الرستن أخيراً لاحظنا أنّ الجيش لم يتدخّل أبدا لوقف أعمال الشبّيحة واعتقالاتهم لعدد من المواطنين وضربهم وسط الشارع وأمام عيون الجميع، حتى أنّ بعض عناصر الشبّيحة في منطقة الوعر في حمص، "صادروا" معتقلين كانوا ينقلون في شاحنات لدورية عسكرية، من دون أيّ تدخّل من مسؤولي الدورية.
من "الزعران" في تونس، الى "البلطجيّة" الذين هاجموا الجموع المحتشدة في ميدان التحرير في مصر وهم يركبون الجمال والخيول، إلى "كتائب القذافي" في ليبيا... وصولاً الى "الشبّيحة" في سوريا، تستمرّ عمليّات الكرّ والفرّ والصراع المتواصل بحثاً عن ربيع ما.

 

 

 
النهار..(و ص ف، رويترز)

بوتين يحكم قبضته على المجتمع المدني الروسي ويتمسك بالجزر المتنازع عليها مع اليابان

 

 يرى محللون ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عاد الى الكرملين في ايار الماضي تمكن في اقل من ثلاثة اشهر من تعزيز سيطرته على المجتمع المدني بعد حركة احتجاج لا سابق لها، مما ينبىء بمستقبل غامض للحريات العامة في روسيا.
وقالت ليليا شيفتسوفا من مركز "كارنيغي" في موسكو ان "الكرملين انتقل الى الهجوم. انه عبور نحو استبدادية اكبر بكثير مع امكان الذهاب نحو ديكتاتورية".
ومنذ ان بات بوتين الذي كان يعمل سابقا في اجهزة الاستخبارات السوفياتية، في السابع من ايار رئيسا لروسيا لولاية ثالثة، صدرت سلسلة من القوانين وصفتها المعارضة بانها قمعية، وفي طليعتها قانون يصف المنظمات غير الحكومية التي تحصل على تمويل من الخارج وتمارس نشاطاً سياسياً بـ"العميلة للخارج" ويضعها تحت مراقبة متشددة. ويحكم قانون آخر بغرامات كبيرة على منظمي التظاهرات غير المرخصة.
وقد صوت اعضاء مجلس الشيوخ ايضا على نص يهدف الى تنظيم نشاط مواقع الانترنت التي تتضمن معلومات يحظرها القانون، ويرغم اصحابها على اغلاقها.
وثمة نص آخر سيجعل من التشهير جنحة يعاقب عليها بغرامات، فيما لم تكن عرضة للمحاسبة في عهد الرئيس دميتري ميدفيديف الذي يتولى حاليا منصب رئيس الوزراء والذي جسد لبعض الوقت آمال التحرير في روسيا.
وهذا الاجراء يدعم الفكرة القائلة بان بوادر "الانفراج" التي رصدت في ظل حكم الرئيس السابق الذي لم يخرج في الواقع من ظل مرشده القوي فلاديمير بوتين، مشكوك فيها حاليا. واعتبرت شيفتسوفا ان المسألة ليست اقل "من انقلاب غير دستوري للرئيس" بوتين.
واستطرد المعلق السياسي ميخائيل فيشمان بقوله "انه كما لو ان احدا كبس على زر الرجوع الى الوراء ... الانفراج (في ظل حكم) ميدفيديف هو اشبه اليوم بقطعة لحم او زبدة تركت تحت حرارة الشمس خلال ساعات لتفسد وتذوب بالسرعة نفسها تقريبا".
ورأى عدد كبير من المحللين ان اعتماد هذه السياسة الشديدة هي قبل اي شيء آخر رد على حركة الاحتجاج الكبيرة التي واجهها بوتين. وقالت المعلقة يوليا لاتينينا: "انه رد فعل على الثورة ومحاولات التغيير في وقت لا يريد النظام اي شيء منها".
وكانت الولايتان السابقتان لبوتين من عام 2000 الى 2008 تميزت بالنيل من الحريات التي اكتسبت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991. ورمز آخر طبع الولايتين هو سجن قطب النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي في قضية اعتبرها العديد من المراقبين بمثابة تصفية حسابات بين السلطة ورجل الاعمال الذي مول المعارضة.
وتتناول محكمة موسكو التي شهدت قضية خودوركوفسكي، ملف ثلاث نساء يواجهن عقوبة السجن سبع سنوات لادائهن اغنية ضد بوتين في كاتدرائية المسيح المخلص.
وحيال هذا التطور يبدو هامش التحرك غير مؤكد بالنسبة الى المعارضة التي لم تعد تظاهراتها تجمع عشرات آلاف الاشخاص كما كانت قبل عودة بوتين الى الكرملين. وخلصت شيفتسوفا الى القول ان "الخريف ينتظرنا. تجربة كبيرة ستبدأ: فالى اي مدى يمكن ان تذهب السلطة في تخويف المجتمع؟".
وعلى الصعيد الخارجي، اختلفت روسيا واليابان على جزر متنازع عليها تتسبب بتوتر علاقاتهما منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يحققا تقدما ملموسا في محادثاتهما في شأن حل الخلاف قبل اسابيع من استضافة روسيا قمة للدول الاسيوية.
وتريد اليابان من روسيا ان تسلم لها اربع جزر تقع عند الحافة الجنوبية لسلسلة جزر كوريل التي احتلها الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب عام 1945، قائلة انها اراض يابانية.
وترفض موسكو هذا المطلب، وأثار مسؤولون روس كبار حفيظة اليابان بالسفر الى الجزر التي تطلق عليها روسيا اسم كوريل الجنوبية وتسميها اليابان الاراضي الشمالية.
وكان التوتر باديا في ثنايا اللغة الديبلوماسية المستخدمة في مؤتمر صحافي مشترك عقد عقب محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الياباني كويتشيرو غيمبا الذي التقى ايضا بوتين في منتجع سوتشي على البحر الاسود.
وقال غيمبا "من المحزن جدا انه بعد 67 سنة  لا تزال قضية الاراضي من دون حل"، فيما رفض لافروف الانتقادات اليابانية للزيارات التي يقوم بها المسؤولون الروس للجزر.

النهار

قامشلو التي أحبّها!
بقلم هوشنك أوسي

 

قامشلو، الاسم الكردي، لمدينةٍ سوريّة، ذات غالبيّة كرديّة، كان الاخوة العرب والسريان والآشوريون، يتحسّسون من مناداة الكرد لها بهذا الاسم، ويفضّلون تسميتها "القامشلي"! ذلك انهم كانوا يعتبرون تسمية قامشلو "عنصريّة"، و"دليلاً على رغبة الكرد بالانفصال عن سوريا"! هذه الحساسيّة – الخرافة، تسّربت الى المعارضة السوريّة، الديموقراطيّة الوطنيّة، قبيل الثورة السوريّة. ولكن الثورة، أثبتت عدم جدواها وبطلانها! ولا يمكن القول: إن الثورة، قد أزالتها من الوعي والمشاعر، نهائيّاً. الذين كانوا وما زالوا يتحسسون من اسم قامشلو، وبعضهم يقيم في دول أوروبيّة منذ عقود، لا يعلمون ان مدناً أوروبيّة عديدة تحمل اسمين، كالمدينة البلجيكيّة التي أقيم فيها، حيث يسمّيها الفلامان "آنتويربن" ويسمّيها الوالون "آنفيرس"! وكلا الشعبين البلجيكيين (الفلاماني، الوالوني) لا يتحسسان من تسمية الآخر للمدينة.
ثمّة اسم ثالث، يطلقه الكرد على هذه المنطقة (قامشلو) هو؛ مدينة الحبّ. ولأنها هكذا، يجب ان تبقى عنواناً للتسامح والتصالح والاندماج والعناق الوطني الكبير. هذه المدينة، هي نسخة مصغّرة عن سوريا، بتنوّعها القومي والاثني والديني والمذهبي والطائفي. والمدن إذا تأجدلت، تخندقت، فخنقت واختنقت.
هذه المدينة، على وشك التحرر من براثن النظام الطاغوتي الأسدي، بسواعد أبنائها الأبطال من شباب وصبايا. وأثناء التحرير، يجب ان نتحرر من الأحقاد والضغائن والمواقف المسبقة وتصفيّة الحسابات. يجب ان تكون قامشلو، كما عرفها التاريخ، مشرّعة على الحبّ والتسامح والتعاضد والتعاون والعمق الوطني الديمقراطي، وأن تكون موصدة على ثقافة الانتقام وذهنيّة الهيمنة.
رأينا ماذا فعل الحزب الواحد، والقوم الواحد، واللغة الواحدة، والفكر الواحد، والقائد الواحد...، بالأمم والأوطان والبلدان والمدن. لذا، قامشلو، لا يمكنها ان تعيش بدون الكرد، أو بدون العرب، أو بدون السريان – الآشوريين، او الارمن او اليهود.... التحزّب، سمّ الشعوب والأمم والأوطان والمدن والأشخاص. التحزّب، هو الوجه الأقبح للتخندق الآيديولوجي البغيض.
إذا لم تتحرر عقولنا من الأفكار والمعتقدات البائدة، لا معنى لأيّ تحرير نقوم به في قامشلو.
قامشلو التي نحبّها، هو ما تمّ ذكره، وليس قامشلو التي تتحزّب وتتأدلج، وتتقومن أو تتمذهب...!. لنجعل من قامشلو، أنموذجاً لسوريا المستقبل. الاستئثار بالقرار، بقوّة السلاح، يجب ان يكون بعيداً عن المعترك السياسي الداخلي، الكردي – الكردي، والكردي – العربي. لبنان، امام اعيننا! "حزب الله" الذي حرر جنوب لبنان من اسرائيل، أدخل سلاحه في السياسة والمعادلات الوطنيّة. المواقف المعاديّة، والعصبيّة والمتشنّجة من الجيش الحرّ، ليس في مصلحة أحد. "نشوة النصر"، ربما تدفع بالبعض الى الانزلاق نحو الغطرسة، سواء أكان الجيش الحرّ او غيره من الجهات. الدور البارز والاستراتيجي لجهة سياسة ما في تحرير المدن الكرديّة من نظام الأسد، لا يشفع أو يبرر لها دورها السلبي او الاخطاء الفادحة التي كانت تعتمل أداءها. ربما يقول البعض: لا وقت لمثل هذا الكلام! ولكن، يجب دوماً ان نقرع أجراس التنبيه والخطر.
بالتأكيد، نحن سعيدون جداً بالتحرير. وبالتأكيد نحن فخورون بمن ساهم في ذلك. ولكن، من حقّنا ان نشعر بقليل من القلق. 

 

"الرؤية" السياسية الشيعية "تلتمس" هلال رمضان
باسم سعد
المستقبل...
تشهد الساحة الشيعية اللبنانية في السنوات الأخيرة اختلافاً يبدو في ظاهره فقهياً لكن في باطنه سياسي حول تحديد بداية شهر رمضان، ففيما استبق مكتب المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله بإعلانه الأسبوع الماضي أن بداية الشهر هو يوم الجمعة في 20 تموز الجاري، أعلن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن اليوم الأول لشهر رمضان المبارك هو يوم السبت 21 تموز، وتبعه "حزب الله" بذلك بعدما أعلن الولي الفقيه السيد علي الخامنئي أن يوم السبت هو أول أيام شهر رمضان.
هذا الاختلاف أوجد حالة من البلبلة في الأوساط اللبنانية الشيعية خصوصاً وأنه ينسحب كل سنة على تحديد أول أيام شهر شوال أي موعد عيد الفطر السعيد.
وصام شيعة لبنان إما تأييداً لفتوى مكتب السيد فضل الله، وإما "شكاً" من قبل مؤيدي حركة أمل وجمهورها الذين يعودون بالتقليد إلى المرجع النجفي السيد علي السيستاني، وإما "حزب الله" وجمهوره الذي يعود بالتقليد في أغلبيته إلى مرشد الثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي.
ويعتمد السيد فضل الله على الحسابات الفلكية في تحديد بداية الشهر، معتبراً أن الرؤية يمكن أن تتم بالعقل، إذ أثبت العلم أن "القمر يختزن كمية من الضوء كافية لرؤيته بالعين المجردة، حتى لو لم يره أحد". ويمكن وفقاً للسيد فضل الله، للمسلمين العودة إلى علماء الفلك لتحديد بداية الشهر من دون العودة لرجال الدين حتى"، في حين دعا الشيخ قبلان "أهل الحل والعقد في كل بلد إسلامي وعربي إلى أن يتعاونوا في ما بينهم لإنشاء هيئة لعلماء الدين والفلك لتتحرى أول كل شهر قمري ويتحققوا منه". كما دعا وزراء الأوقاف إلى إنشاء "هيئة تعلن يوماً موحداً لشهر رمضان، لأن التفرق لا يبشر بالخير أبداً. أما إذا كان هناك اختلاف في الآفاق فعند ذلك لكل فريق رأيه وفقهه".
ويقول السيد علي فضل الله في هذا المجال "نحن نعتقد أن الأخذ بعلم الفلك يساعد على توحيد الرؤية بين المسلمين في هذا الأمر، باعتباره حيادياً وأكثر دقة، لأن الرؤية المجردة يمكن أن تختلف بين شخص وآخر،
وندعو عندما يحصل اختلاف حول يوم العيد أو حول بداية شهر رمضان، أن لا يؤدّي إلى أجواء تشنّج بين المسلمين وداخل كلّ مذهب، واعتباره ناتجاً من تنوّع في الرّأي والاجتهاد لا بدَّ من تقبّله، إلى أن يصل الجميع إلى رأي موحّد، وأن يتّفق المسلمون على بداية الشّهر ونهايته".
ويضيف: "فما يهمّنا من نتائج علم الفلك، هو تحديد ولادة الهلال فلكياً، ومدى دقة هذا التّحديد، إضافةً إلى حساب الفلكيّين لإمكانيّة الرؤية، ومدى دقّة هذا الحساب وإفادته في تحديد بداية الشّهر من النّاحية الشّرعيّة..
ويتابع فضل الله: "انه بالنّظر إلى تقدّم العلم واتّساع اختصاصاته، وما ينتج منها من نظريّاتٍ تجد لها صدًى في الواقع الحياتيّ للإنسان، فتفرض عليه أن يتعامل معها بدقَّة من ناحية الدّراسة والتّطبيق، كان لزاماً على المرجع الراحل فضل الله التوجّه إلى رؤيةٍ فقهيّةٍ مواكبةٍ لتقدّم العلوم وتعقيداتها، لكشف الخلفيّات الشّرعيّة للموضوعات المستجدّة في حياة النّاس، ومنها مسألة "رؤية الهلال وثبوته ووسائله"..
وتشير مصادر إسلامية متابعة إلى أن الحيز السياسي طغى على الحالة الاجتهادية لموضوع ثبوت الهلال بين شرائح المجتمع الشيعي في لبنان، حيث أن الدلالات تؤكد أنه ولو ثبت لدى المراجع اللبنانية رؤية الهلال للصوم أو الافطار في العيد، فإن الالتزام السياسي هو المرجع للتقيد بالفتوى القائمة لهذه الناحية.
وترى المصادر أن المشكلة ليست في لبنان وحده، فهي منسحبة إلى كل الأقطار الإسلامية، مثل العراق وإيران وباكستان، وسوريا، حيث حصل في هذا البلد الأخير انقسام حول رؤية الهلال إذ صامت المعارضة المتمثلة بالجيش الحر والقوى الإسلامية الأخرى واتباعهما نهار الجمعة الفائت في حين أن اتباع النظام صاموا في اليوم الثاني أي السبت، مما يدل على التأزم السياسي الذي يغلب الرؤية السياسية.
أخيراً وليس آخراً من السمات البارزة والمميزة للفقه الشيعي أن يكون من رجالاته مجتهدون في منهجهم الشمولي والواسع من دون تأثر بالأجواء الاجتهادية التقليدية، مما يدفع بعملية الاجتهاد إلى الأمام، ويمدها بالقوة والخصوبة، وهذا ما توفر بحق في شخصية المرجع الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الله حسب أغلبية الشيعة اللبنانيين.

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,059,291

عدد الزوار: 7,657,648

المتواجدون الآن: 0