مداهمات في حي المهاجرين بالقرب من القصر الجمهوري.. ومجزرة في «جديدة عرطوز»

بعد تقديم استقالته.. أنان يلقي باللوم على «المجتمع الدولي» في فشل مهمته بسوريا..النظام مستمر في ارتكاب المجازر عشية جمعة «دير الزور النصر القادم من الشرق»

تاريخ الإضافة السبت 4 آب 2012 - 7:23 ص    عدد الزيارات 2155    التعليقات 0    القسم عربية

        


    

 
 

 

   

 
عناصر من جماعة التوحيد بريف حلب تستعد لمواجهة قوات الجيش النظامي السوري أمس بحلب (أ.ف.ب)

 

     

النظام مستمر في ارتكاب المجازر عشية جمعة «دير الزور النصر القادم من الشرق»
مداهمات في حي المهاجرين بالقرب من القصر الجمهوري.. ومجزرة في «جديدة عرطوز»
عناصر من جماعة التوحيد بريف حلب تستعد لمواجهة قوات الجيش النظامي السوري أمس بحلب (أ.ف.ب)
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
استفاق السوريون يوم أمس على نبأ مقتل أكثر من 43 شخصا في عملية عسكرية نفذتها قوات الجيش النظامي في مدينة جديدة عرطوز في ريف دمشق يوم أول من أمس الأربعاء، قضى بعضهم في إطلاق نار وآخرون في «إعدامات ميدانية»، بحسب ما ذكره ناشطون، في وقت اشتد فيه القصف على حي التضامن جنوب شرقي العاصمة باستخدام الطيران المروحي والهاون، مما أسفر عن تدمير عدد كبير من المنازل، بالتزامن مع قصف عنيف على الغوطة الشرقية، لا سيما عين ترما وزملكا وجوبر، وسمع دوي التفجيرات والقصف على تلك المناطق في أرجاء دمشق.
وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت في حي التضامن في العاصمة، بين الجيش النظامي والجيش الحر، لافتا إلى تعرض الحي لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تستخدم الحوامات وقذائف الهاون في القصف، كما دارت اشتباكات عنيفة أيضا في «دف الشوك» وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة. وهذا ما أكده الناشط وسام نور من دمشق لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن الاشتباكات بدأت ليل أول من أمس واستمرت حتى ظهر أمس، وأسفرت عن وقوع عدد من الإصابات. وأشار نور إلى أن الجيش النظامي غادر منطقة «يلدا» في جنوب دمشق، التي كان قد دخلها أول من أمس فيما سجل سقوط 6 قتلى بينهم 3 من الجيش الحر، مؤكدا أن لواء كاملا من قوات النظام نفذ حملة مداهمات واسعة في «مخيم اليرموك»، حيث قام باعتقال عدد من الناشطين.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه تم استهداف حي التضامن من المدافع المتمركزة على جبل قاسيون، وسماع دوي الانفجارات في معظم أحياء دمشق، كما نفذت قوات النظام حملات دهم واعتقال في حي الزهور وفي شارع سكندرون، وقامت بتكسير ونهب المحلات والبيوت.
وفي القابون، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام شنت حملة دهم واسعة على القابون.
كما تحدث ناشطون سوريون عن ارتكاب القوات السورية مجزرة جديدة في ضاحية «جديدة عرطوز» في ريف دمشق، ذهب ضحيتها نحو 35 شخصا. ووفقا لإفادات الشهود فإن دبابات الجيش غادرت المنطقة بعد ظهر الأربعاء، وعندما اطمأن الأهالي ونزلوا للشوارع اكتشفوا وجود 35 جثة لرجال قتل معظمهم بطلقات في الوجه والرأس والرقبة في منازل وحدائق وأقبية. وقال شاهد عيان إن الأهالي جمعوا الجثث في مسجد عمر بن الخطاب ودفنوها بمقبرة جماعية بمزرعة مجاورة، فيما أشار مصدر في المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 26 من الجثث تم التعرف عليها، وأن الغالبية العظمى من الضحايا مدنيون. وقالت لجان التنسيق إن اشتباكات دارت في عين ترما بين الجيش الحر والجيش النظامي وسط قصف عنيف استهدف البلدة بمشاركة الطيران العامودي والأسلحة الثقيلة. وفي دير الزور، تتعرض الميادين للقصف المتقطع منذ ثلاثة أيام وسط انقطاع تام لكل وسائل الاتصالات الأرضية والجوالة والإنترنت، بالإضافة لانقطاع المياه عن المدينة وأنباء عن محاصرة المدينة من قبل جيش النظام، بحسب لجان التنسيق المحلية. كما سجل تحليق للطيران المروحي في سماء البوكمال. وفي تطور لافت، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الأردني والسوري بمناطق حدودية، كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مخفر المملحة الواقع على الحدود مع العراق، بينما لم تحاول القوات النظامية الاقتراب من المخفر أو شن أي هجوم لمحاولة استعادته.
كذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت في حماه، وتحديدا في حيي طريق حلب والأربعين. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن جيش النظام قام بإطلاق النار على الفلاحين لمنعهم من قطف محاصيل الأشجار.
كما سمعت في إدلب أصوات إطلاق نار كثيف في بلدات حاس وكفرنبل وبسقلا في الريف، بينما سقطت عدة قذائف على بلدة معرة مصرين.
وفي درعا حيث سقط عدد من القتلى والجرحى خلال العملية العسكرية التي نفذتها قوات النظام في المدينة، دارت اشتباكات أسفرت عن تدمير وإعطاب 3 آليات للقوات النظامية التي قتل 4 من عناصرها على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بمدينة درعا وأسفرت عن اعتقال أكثر من 20 مواطنا، كما تعرضت بلدات معربة، صماد وبصرى الشام وتسيل وسحم الجولان وبصر الجرير وقرية حيط، للقصف.
وفي حمص استمر القصف على بعض المناطق، لا سيما القصير وحمص، حيث سقط أكثر من ثلاثة عشر شخصا بينهم امرأة وطفلها، كما عثر على ثلاث جثث لناشطين قضوا تحت التعذيب، حيث كانوا قد اعتقلوا منذ فترة قريبة. واشتد القصف على مدينة القصير على الرغم من عدم توقفه منذ نحو شهرين، على خلفية مهاجمة كتائب الجيش الحر لحافلتين تقلان نحو 80 مقاتلا وخبيرا من حزب الله اللبناني كانوا يعبرون المنطقة باتجاه الحدود السورية - اللبنانية، يوم الثلاثاء، وأسفر الهجوم عن مقتل غالبية ركاب الحافلتين، إلا أن أحدا لم يؤكد هذه المعلومات سوى أهالي المنطقة.
كما أعلن عن سقوط نحو تسعة سوريين برصاص الجيش السوري في كل من حمص والقصير التي قتل فيها ثلاثة سوريين، وجد الأهالي جثامينهم بالقرب من المستشفى الأهلي بعد أن أعدموا ميدانيا.
إلى ذلك قام الجيش التركي أمس بمناورات عسكرية شاركت فيها دبابات قرب الحدود مع سوريا، هي الثانية في 24 ساعة، فيما اتهمت أنقرة النظام السوري بتسهيل تمركز متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن مناورات الخميس جرت قرب قرية سوروتش في محافظة سنليورفا (جنوب شرقي) المجاورة للحدود السورية.
وأضافت الوكالة أن 25 آلية شاركت في تلك المناورات، بينها دبابات وناقلات جند مصفحة ومصفحات مزودة بقاذفات صواريخ أرض - جو انتشرت مؤخرا في المنطقة. وأوضحت أن المناورات هدفت إلى اختبار سرعة الآليات وهامش المناورة لديها وقضت بتنفيذ هجوم افتراضي من هضبة. وكانت مناورات مماثلة جرت الأربعاء في نصيبين بمحافظة ماردين على بعد نحو 250 كلم شرق سوروتش على طول الحدود السورية. وعززت تركيا انتشارها العسكري على الحدود بعدما أسقطت الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية من طراز «إف 4» قبالة سواحلها في 22 يونيو (حزيران).
مناورات جديدة للجيش التركي قرب الحدود السورية * الجيش الحر يسيطر على مخفر المملحة على حدود العراق
* ودانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكل المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها، إعدام شبيحة في حلب، واصفة إياه بـ«التصرفات اللامسؤولة»، وقالت: «ليست لدينا تأكيدات أن ذلك حدث، ونؤكد إدانتنا وشجبنا واستنكارنا بقوة وبشدة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، وندعو جميع قوى الثورة والكتائب الموجودة على الأرض إلى إدانة هذه الأعمال، ونعتبر ذلك عملا مرفوضا وفرديا وخارج إطار القانون ولا نتحمل أي مسؤولية عنه»، لافتة إلى أن هذه التصرفات ليست من أخلاقيات الجيش السوري أو الثورة السورية، مؤكدة التزامها بالقوانين والاتفاقيات الدولية، وبشكل خاص اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بالأسرى، ومطالبة بإجراء تحقيق شفاف حول الحادثة الشنيعة لمحاسبة الفاعلين وفقا للقانون، ومؤكدة أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الشبيحة قاموا بتوجيه طعنة في الظهر وقتلوا 15 جنديا من الجيش الحر..
 
دمشق تنشر بطاريات صواريخ قرب الحدود مع لبنان، خبير استراتيجي لـ «الشرق الأوسط»: رسائل للخارج وتحذير من عمليات جوية قد تستهدف النظام

بيروت: يوسف دياب ... أثارت تقارير صحافية وميدانية تحدثت عن فرض النظام السوري تعزيزات عسكرية نوعية غير مسبوقة على طول خط الحدود مع لبنان، اهتمام المراقبين والخبراء العسكريين، لا سيما مسألة نشر بطاريات صواريخ أرض - جو جديدة قرب الحدود اللبنانية، وإبلاغ الجانب اللبناني ببعض تفاصيلها الميدانية، ونشر بطاريات مدفعية ثقيلة، والهدف الرئيسي من هذه التعزيزات في هذه المرحلة بالذات.
وفي هذا الإطار، لفت مصدر عسكري لبناني إلى أنه «ليس هناك معلومات مؤكدة عن نشر بطاريات صواريخ أرض جو بالقرب من الحدود اللبنانية». وأوضح المصدر أن «التعزيزات العسكرية هي إجراءات روتينية واحترازية يلجأ إليها الجيش السوري لمنع تسلل مسلحين من الأراضي اللبنانية إلى الداخل السوري من خلال المعابر غير الشرعية، وهذه مسألة ليست بجديدة». مؤكدا أنه «ليس هناك من حالة عدائية بين لبنان وسوريا لنشر بطاريات صواريخ مضادة للطيران على حدود البلدين». وردا على سؤال عمّا إذا كان الجيش السوري يتخذ احتياطات تخوفا من هجوم معادي على سوريا، قال المصدر «إن نشر هذا النوع من الصواريخ يجري وفق خطة دفاع جوي محكمة ومتناسقة، وعلى فرض أن القوات السورية تتخوف من هجوم الحلف الأطلسي عليها، فإن مثل هذا الهجوم لن يكون من لبنان والدولة اللبنانية لا تسمح بهكذا عمل معادٍ ضد سوريا من أرضها أو مجالها الجوي».واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد نزار عبد القادر، أن «التعزيزات العسكرية السورية، هي نوع من الرسائل الموجهة إلى الخارج، للقول إن النظام (السوري) يحذر القوى الخارجية من إمكانية أي تدخل عسكري يستهدف النظام». وأكد عبد القادر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «نشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، يأتي من باب التحوط من عمليات جوية قد تستهدف مؤسسات النظام السوري، وخصوصا المؤسسة العسكرية والمواقع الاستراتيجية، وهي لا تحتمل أكثر من هذه التفسيرات». ورأى أن «هذه التعزيزات مشابهة تماما للتعزيزات التي فرضتها سوريا عند حدودها مع تركيا، وعلى حدودها مع دول أخرى». وردا على سؤال أبدى الخبير الاستراتيجي اعتقاده، بأن «هذه الإجراءات لا تؤشر إلى إمكان تدخل عسكري سوري في لبنان، لأن الموقف السياسي العام في لبنان لا يشكل خطرا على سوريا، وليس ثمة خشية لدى سوريا بأن يكون لبنان مصدر تهديد للأمن السوري». وقال «النظام السوري يدرك أن الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة حلفاء سوريا في لبنان، وهي ترتبط ارتباطا عضويا بالنظام السوري، وبالتالي أي سيناريو للقول إن هذه الإجراءات السورية مرتبطة بعملية عسكرية في لبنان لا تنطبق على المقاييس التحليلية الصحيحة ولا على الواقع السياسي القائم الآن بين لبنان وسوريا، إنما هي موجهة إلى القوى الغربية القادرة على القيام بعمل عسكري ضدّ مواقع ضدّ النظام السوري، في ظلّ التلويح باللجوء إلى خيارات من خارج مجلس الأمن الدولي».
«الجيش الحر» يستهدف المطارات العسكرية التابعة للنظام السوري، دمر مدرج مطار أبو الظهور العسكري وقصف مطار منغ شمال حلب

بيروت: «الشرق الأوسط»... يتحدث ناشطون سوريون عن «استراتيجية محددة بات يتبعها الجيش السوري الحر، إذ أصبح يعتمد في معاركه ضد الجيش النظامي، لا سيما في حلب ودمشق، استراتيجية ضرب المنافذ والمرافق الحيوية التابعة لنظام الأسد، بهدف شل قدراته ومنع وصول التعزيزات اللوجيستية والعسكرية إليه».
وكانت مجموعة من الجيش السوري الحر المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد، قد شنت هجمات على مطار منغ العسكري، شمال محافظة حلب، يوم أمس الخميس. وأكد شهود عيان أن «المطار الذي استخدمه الجيش النظامي أكثر من مرة منطلقا لطائراته التي تدك أحياء حلب، تعرض لقصف من قبل كتائب (الجيش الحر) المنتشرة في ريف حلب».
كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن «مطار منغ العسكري تعرض للقصف بدبابة كان قد استولى عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة في عمليات سابقة». ويقع مطار منغ في منطقة أعزاز التي تصنفها المعارضة السورية ضمن المناطق المحررة وتبعد نحو 35 كلم عن مركز محافظة حلب التي تشهد معارك ضارية بين الجيشين النظامي و«الحر».
وقال أحد أعضاء تنسيقية ريف حلب للثورة السورية: «إن الضربة تأتي في سياق استراتيجية عسكرية بات الجيش السوري الحر يعتمدها في حربه ضد نظام بشار الأسد وتقضي بضرب المطارات العسكرية بهدف عرقلة حركة الجيش النظامي ومنع وصول التعزيزات العسكرية إليه»، ويضيف الناشط المتابع لتحركات «الجيش الحر» في حلب وريفها: «في حال تمت السيطرة على المطارات في ريف حلب، سيتم طرد النظام السوري نهائيا من المنطقة».
وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، أن «قوة النخبة التابعة للمجلس العسكري الثوري في إدلب قامت بضرب مطار أبو الظهور العسكري وحققت إصابات مؤكدة، حيث دمرت المدرج، مما أدى إلى انشقاق عدد من العسكريين الموجودين في المطار».
وفي بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، قام النظام السوري باستقدام مجموعات إضافية من قواته إلى محيط مطار دمشق الدولي، بعد هجوم استهدف المطار من قبل الجيش السوري الحر الذي قصفه بمدفعية الهاون. وبحسب ناشطين في دمشق، يتمركز أكثر من 35 دبابة في المنطقة الحرجية المجاورة للمطار، وتؤازرها طائرات الهليكوبتر خشية حدوث هجمات مفاجئة يقوم بها عناصر «الجيش الحر» المعارض لنظام الأسد.
ويسيطر النظام السوري على 6 مطارات عسكرية تتوزع في حمص وحلب وإدلب. كما يتم استخدام المطارات المدنية التي يصل عددها إلى 14 مطارا في مهمات عسكرية في حال الضرورة، وهذا ما حصل كما يقول الناشطون «منذ اندلاع الثورة السورية وبدء العمليات العسكرية من قبل النظام الحاكم ضد الشعب السوري الثائر».
تضارب الأنباء حول اشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري على الحدود، وزير أردني: إطلاق النيران على اللاجئين الفارين إلى الأردن كان من الجانب السوري

جريدة الشرق الاوسط... عمان: محمد الدعمه .. تضاربت الأنباء الواردة من الحدود الأردنية - السورية حول وقوع اشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري، ليلة أمس وحتى الفجر؛ فقد أكد سكان بلدات الطرة والشجرة والذنيبة الأردنية المطلة على بلدة تل شهاب السورية أن اشتباكات وقعت بين الجيشين عندما حاولت مجموعة من اللاجئين السوريين الفرار عبر الحدود إلى الأردن، وقد قام أحد أفراد دورية أردنية بمساعدتها لاجتياز الشريط الحدودي، حسب شهود عيان في بلدة الطرة الأردنية. وأضافوا أن اشتباكات عنيفة وقعت، فجر أمس (الخميس)، بين الجيشين الأردني والسوري قرب المنطقة الحدودية للبلدين في أعقاب إطلاق عشوائي للنيران من طرف الجيش السوري باتجاه الجانب الأردني. وقالوا إنه تم استخدام القنابل المضيئة خلال الاشتباكات، وإن إطلاق النيران العشوائي وصل بلدة الذنيبة الأردنية الحدودية، مما اضطر السكان إلى التزام منازلهم خوفا من إصابتهم بأي أذى.
وأضافوا أن إطلاق النار في بلدتي الطرة والشجرة الأردنيتين، وقع في مزارع وسهول عند أطراف البلدتين القريبتين من الشريط الحدودي مع سوريا، مشيرين إلى أن المنطقة لا تحوي أحياء سكنية.
وأشاروا إلى أن الـ24 ساعة التي سبقت إطلاق النار العشوائي، كانت هادئة طوال نهار ومساء أمس، إذ لم تشهد أي إطلاق نار على عكس الأيام القليلة الماضية، مؤكدين أن الجيش الأردني رد بقوة على إطلاق النار العشوائي. وأوضحوا أن الجيش الأردني كان ينجح في معظم الأحيان في إبعاد الرصاص عن البلدات الأردنية. من جانبه، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، إنه «لم تحدث أي اشتباكات على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا»، ليلة الأربعاء فجر أمس (الخميس). وأوضح المعايطة في تصريح صحافي أن «ما سمع ليلا من إطلاق نار على الحدود الأردنية - السورية في مناطق حدودية متعددة، ناتج عن إطلاق النار من جانب القوات السورية على المواطنين السوريين، أثناء اقترابهم من الحدود بين البلدين، ومحاولتهم اللجوء إلى الأراضي الأردنية». وأكد أن عددا من اللاجئين السوريين أصيبوا بإصابات طفيفة خلال عبورهم ليلة الأربعاء إلى الأراضي الأردنية، كما لم تسجل أي إصابات في صفوف أفراد القوات المسلحة الأردنية. وشدد على أن القوات المسلحة الأردنية تتعامل بشكل إنساني مع اللاجئين من الأشقاء السوريين، وتعمل على تأمين الأمن والحماية ومتطلبات العيش لهم حتى نقلهم إلى أماكن تجمعهم في المخيمات. وتشهد الحدود الأردنية - السورية التي تمتد لأكثر من 375 كلم حالة استنفار عسكري وأمني من جانب السلطات الأردنية عقب تدهور الأوضاع في سوريا.
وعلى صعيد متصل، تفقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية مساء أول من أمس (الأربعاء) إحدى وحدات قوات حرس الحدود على الحدود الشمالية للمملكة مع سوريا. وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني استمع إلى إيجاز عسكري قدمه قائد حرس الحدود حول المهام والواجبات التي تقوم بها تشكيلات ووحدات قوات حرس الحدود الأردنية. وأضاف البيان أن الملك عبد الله الثاني أبدى ارتياحه للمستوى المتميز الذي تتمتع به قوات حرس الحدود، ودورها في تنفيذ الواجبات والمهام الموكلة إليها، مشيرا إلى أن العاهل الأردني تناول وجبة الإفطار مع عناصر الوحدة بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل الزبن.
 
بعد تقديم استقالته.. أنان يلقي باللوم على «المجتمع الدولي» في فشل مهمته بسوريا، أكد أنه لم يتلق «كل الدعم الذي تتطلبه» مهمته

لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن أبو حسين.. أعلن الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة كوفي أنان، أمس، أنه سيتخلى عن مهمته كوسيط دولي للأمم المتحدة والجامعة العربية في الأزمة السورية الممتدة منذ 17 شهرا بنهاية شهر أغسطس (آب) الحالي، محملا المجتمع الدولي أسباب فشل مهمته. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان له أمس، استقالة أنان، وقال «أبلغني السيد أنان، وأبلغ الأمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي، بنيته عدم تجديد تفويضه حين ينتهي في 31 أغسطس 2012». وأشار مون إلى أنه يتشاور مع العربي لتعيين خليفة لأنان «يستطيع مواصلة جهود السلام الأساسية»، ليقين الأمم المتحدة بأن «الدبلوماسية هي الحل للأزمة السورية لو تعاونت الأطراف بشكل فعال»، موضحا أن «أنان يستحق إعجابنا الكبير لأسلوبه المنكر للذات الذي وظف فيه مهاراته الهائلة ومكانته لهذه المهام بالغة الصعوبة والتي قد لا تعود عليه بالشكر». وكان أنان الذي عين في 23 فبراير (شباط) الماضي كوسيط لحل الأزمة السورية قد وضع خطة من ست نقاط لإرساء السلام، تشمل وقف المعارك بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة، وانتقالا سياسيا، لكنها لم تأخذ طريقها إلى التطبيق.
ومن جهته، ألقى أنان باللوم على «تبادل الاتهامات» وعدم التوافق داخل مجلس الأمن كأحد أسباب قراره بالتخلي عن دوره كوسيط. وقال أنان في مؤتمر صحافي أعلنته الأمم المتحدة في اللحظة الأخيرة «لم أتلق كل الدعم الذي تستحقه المهمة.. هناك انقسامات داخل المجتمع الدولي.. كل ذلك أسهم في تعقيد واجباتي».
وقال دبلوماسيون بالمجلس في تصريحات خاصة لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة ودولا عربية أصبحت محبطة بدرجة متزايدة في الأسابيع الأخيرة، بسبب ما يرون أنه التزام لأنان بالدبلوماسية، في وقت يعتقدون فيه أن كل سبل الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد قد استنفدت. ولدى سؤاله عما إذا كان يعتقد أنه سيجري اختيار شخص آخر لخلافته، قال أنان «العالم مليء بأناس مجانين مثلي. ولذلك لا تندهشوا إذا استطاع الأمين العام بان كي مون العثور على شخص ما يمكنه أداء عمل أفضل مني». وأضاف «قد تكون هناك خطط أخرى وطرق أخرى قد تفلح بكفاءة تامة»، مشيرا إلى أن التركيز في هذه المرحلة يجب أن يبقى على حدوث انتقال سياسي، بمعنى أن «الرئيس الأسد سيكون عليه الرحيل عاجلا أم آجلا».
وعقب الإعلان عن استقالة أنان، قال البيت الأبيض إن قرار أنان يسلط الضوء على رفض الأسد الالتزام بخطة سلام مدعومة من الأمم المتحدة، وفشل روسيا والصين في محاسبة الأسد في مجلس الأمن. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية «الرئيس الأسد رغم وعده الالتزام بخطة أنان يواصل قتل شعبه بوحشية»، موضحا أن البيت الأبيض ما زال يعتقد أن «الأسد يجب أن يرحل»، وأنه لا يعتقد أن إضافة المزيد من الأسلحة للصراع السوري ستؤدي إلى انتقال سلمي. كما حث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجلس الأمن الدولي على «زيادة الضغط على سوريا». وقال كاميرون لقناة «سكاي نيوز» البريطانية «بصراحة، تظهر استقالته أن العملية الحالية غير ناجحة. إن خطة أنان التي اجتهد جدا فيها لم تؤت ثمارها، ورأينا هذه الأعمال الدامية المروعة ورأينا المجازر»، وأضاف «أعتقد أنه يتعين علينا أن نصدر قرارات في الأمم المتحدة لوضع مزيد من الضغط على سوريا».
بينما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان إن استقالة أنان «الموفد الخبير والحائز لجائزة نوبل للسلام، تظهر المأزق المأساوي للنزاع السوري»، مضيفا أن «الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية ينسحب».
من جانبه، قال المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن روسيا تأسف لقرار أنان. وأضاف للصحافيين «نفهم أنه قراره»، و«نأسف أنه اختار أن يفعل ذلك.. ساندنا جهوده بقوة كبيرة، وما زال لديه شهر، وأتمنى استخدام هذا الشهر بكفاءة قدر الإمكان في ظل تلك الظروف الصعبة».
أما الحكومة السورية، فأعربت عن أسفها للنبأ، وقال بيان صحافي لوزارة الخارجية «تعرب حكومة الجمهورية العربية السورية عن أسفها لنبأ تخلي المبعوث الأممي العربي كوفي أنان عن مهمته وطلبه عدم التمديد له»، مشيرة إلى أن دمشق طالما «أعلنت وبرهنت على التزامها التام والكامل بتنفيذ الخطة ذات النقاط الست».
ومن جهته تلقى الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، اتصالا هاتفيا من كوفي أنان أبلغه فيه عن استقالته من منصبه كمبعوث أممي عربي مشترك إلى سوريا.
وقال أنان إن مهمته تنتهي بنهاية شهر أغسطس (آب) الحالي، بينما أكد العربي في تصريح له، أمس، أن أنان أوضح له أنه تقدم باستقالته لأنه لا يمكن إحراز أي تقدم في سوريا في ظل الظروف الحالية، وتعنت الحكومة السورية واستمرارها في استخدام خيار القوة وسفك الدماء.
وأضاف العربي أن من أسباب استقالة أنان رؤيته أن مجلس الأمن فشل في تحمل مسؤولياته وإصدار قرار بوقف نزيف الدم في سوريا، وعدم تمكنه من التوصل لحل سياسي للأزمة يلبي طموحات الشعب السوري.
بينما أعرب العربي عن تقديره الشديد لجهود عنان الكبيرة خلال مهمته الصعبة كمبعوث عربي أممي مشترك، في محاولة الوصول لحل سياسي سلمي للأزمة السورية.
كما وجه العربي الشكر لعنان ومساعديه على المهام الشاقة التي قاموا بها، واصفا أنان بأنه دبلوماسي دولي مخضرم.
وقال العربي إنه أجرى اتصالات مستمرة على مدار أمس مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن مستقبل المهمة التي كان يقوم بها أنان والتشاور حول الأسماء المقترحة لخلافة أنان في هذه المهمة.
 
مصادر فرنسية: أجلنا اجتماع مجلس الأمن حول سوريا كي لا نشوش على القرار العربي، قالت لـ «الشرق الأوسط» انه من المرجح تأجيل اجتماع الرباط

باريس: ميشال أبو نجم ... قالت مصادر فرنسية رسمية إن ثلاثة أسباب حدت بباريس إلى تأجيل دعوة مجلس الأمن للاجتماع بغرض النظر في تطورات الوضع السوري ومحاولة الحصول، أخيرا، على قرار منه يكون تحت الفصل السابع ويهدد بفرض عقوبات على النظام السوري في حال عدم التزامه ببنود القرار، التي منها وقف النار والعنف وسحب الأسلحة الثقيلة من القوات والمدن وتسريع عملية الانتقال السياسي. وبعدما كانت باريس «مستعجلة» للدعوة إلى جلسة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية، مباشرة فور تسلمها رئاسة المجلس للشهر الحالي التي بدأت الأربعاء الماضي، فإنها غيرت رأيها وفضلت التريث. وقال وزير الخارجية لوران فابيوس في بيان صدر عصر الأربعاء إنه قام «بالاتصالات اللازمة من أجل أن يلتئم مجلس الأمن سريعا على المستوى الوزاري قبل نهاية شهر أغسطس (آب)». وأفادت مصادر فرنسية رسمية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» بأن الدبلوماسية الفرنسية قامت بجولة مشاورات واسعة مع الأعضاء الكبار في مجلس الأمن ومع أطرف عربية ومع الجامعة العربية، خلصت بنتيجتها إلى تفضيل خيار التأجيل رغم إعلان الوزير فابيوس عن رغبة بلاده في الدعوة إلى اجتماع للمجلس قبل نهاية الأسبوع الحالي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الموعد «المبدئي» الذي كانت تعمل عليه فرنسا حدد يوم الأحد القادم. ويتمثل السبب الأول للتأجيل في رغبة باريس في تحاشي «التشويش» على المبادرة السعودية العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصوصا أنه أعلن عنها وبدأ التحضير لها قبل أن أعربت فرنسا عن نيتها دعوة مجلس الأمن للانعقاد. وخلال الاتصالات التي جرت في الأيام القليلة الماضية، ساق الجانب العربي عددا من الحجج التي تدفع باتجاه أولوية التوجه إلى الجمعية العامة قبل مجلس الأمن، ومنها أن قرارا يحظى بدعم واسع من الجمعية العامة «سيشكل رسالة سياسية قوية ووسيلة ضغط إضافية» في مجلس الأمن على الدول الرافضة أو المترددة «وعلى رأسها روسيا والصين»، التي حالت حتى الآن دون استصدار قرار واضح وقوي منه. وبتعبير آخر، فإن قرارا أمميا يحظى بدعم أكثر من 140 بلدا من شأنه «حشر» موسكو «وبكين» ودفعهما إلى إعادة النظر في مواقفهما، خصوصا أنهما لجأتا إلى استخدام حق النقض «الفيتو» في التاسع عشر من الشهر الماضي، للمرة الثالثة منذ اندلاع الأزمة السورية، لإجهاض قرار يخص سوريا وضع تحت الفصل السابع.
وتغلب على السبب الثاني الاعتبارات «العملية»، إذ تبين لباريس، بعد سلسلة من الاتصالات مع واشنطن والعواصم الفاعلة، أنه سيكون من الصعب جمع وزراء خارجية الدول الكبرى والدول الأعضاء الآخرين في المجلس يوم الأحد القادم لارتباط الكثيرين منهم بمواعيد سابقة. وعلى سبيل المثال، فإن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقوم بجولة موسعة في أفريقيا، وسيكون بالتالي من الصعوبة بمكان بالنسبة إليها قطع جولتها والرجوع إلى نيويورك. وفي المقام الثالث تبين للدبلوماسية الفرنسية أنه على ضوء استمرار المواقف «الجامدة» للدول التي حالت حتى الآن دون أن يقوم مجلس الأمن بدور فاعل في الأزمة السورية، فإن الخطر أن يصل المجلس مجددا إلى طريق مسدود، وأن يبرز انقسامه إزاء ما تعتبره باريس مصدر تهديد لاستقرار كل الشرق الأوسط. ولذا، ظهرت الحاجة إلى مزيد من الاتصالات التي يجب أن تسبق التقاء وزراء الخارجية، خصوصا إذا كان الغرض وقف حد للعنف وتسريع عملية الانتقال السياسي.
وعلى صعيد موازٍ علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية عربية أن الموعد المبدئي الذي حدد لاجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري في الرباط بداية شهر سبتمبر (أيلول) سيتأجل على الأرجح هو الآخر «لعدم وضوح الرؤية وللحاجة إلى التحضير بحيث يخرج بقرارات عملية يمكن تنفيذها». كذلك تريد الجهات المنظمة انتظار ما سيصدر عن مجلس الأمن في اجتماعه المرتقب قبل نهاية الشهر الحالي.
وبعيدا عما يجري ميدانيا، تحولت الأزمة السورية إلى عملية «تصفية حسابات» بين الحكومة الاشتراكية والمعارضة اليمينية التي تتهم الرئيس فرنسوا هولاند وحكومته بعدم التحرك بالقدر الكافي لمواجهة التطورات الحاصلة في هذا البلد. وذهب جان فرنسوا كوبيه، أمين عام حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، إلى المقارنة بين ما فعله الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي تزعم مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حملة دولية أفضت إلى تدخل الحلف الأطلسي عسكريا في ليبيا عندما كانت مدينة بنغازي الليبية مهددة بالاجتياح وما يقوم به الرئيس الحالي لمواجهة الوضع في سوريا. ولكن «اتهامات» كوبيه تتسم بالكثير من التحامل، إذ إن سياسة هولاند إزاء سوريا لا تختلف كثيرا عن سياسة سلفه. وقد «عايش» ساركوزي، الذي يؤخذ عليه استقباله الرئيس الأسد في فرنسا أكثر من مرة، الأزمة السورية طيلة 14 شهرا قبل أن يخلي قصر الإليزيه للرئيس الاشتراكي الذي ركز بدوره على مجلس الأمن كمصدر للشرعية الدولية وأداة للتدخل في سوريا، وعلى تعبئة مجموعة أصدقاء الشعب السوري، فضلا عن تقديم الدعم والمساعدة للمعارضة السورية، وهي السياسة التي أرساها وزير الخارجية السابق آلان جوبيه.
 
المجلس الوطني يتحضر للإعلان عن حكومة انتقالية خلال أسابيع، يسعى لأن يكون مقرها منطقة محررة على غرار بنغازي

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الانتقادات الموجهة لـ«رئيس مجلس أمناء الثورة» السورية هيثم المالح على أثر إعلانه السعي لتشكيل حكومة انتقالية، واعتبار المجلس الوطني السوري ولجان التنسيق المحلية كما الجيش السوري الحر الخطوة «متسرعة ولا تحظى بإجماع قوى المعارضة»، كشف عضو المجلس الوطني محمد سرميني عن مشاورات مكثفة تقوم بها لجنتان مكلفتان من المجلس، للإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية خلال أسابيع ، لافتا إلى أن «هناك مسعى جديا لأن يكون موقع الإعلان عنها ومقرها منطقة محررة في الداخل السوري على غرار بنغازي». وأوضح سرميني لـ«الشرق الأوسط» أن إحدى هاتين اللجنتين تتشاور مع القوى الثورية والجيش الحر في هذا الخصوص، فيما تتشاور اللجنة الأخرى مع القوى السياسية، مشددا على أن «الأولوية في الوقت الحالي لدى المجلس الوطني ليست لهذه الحكومة بل لتوفير الدعم للجيش الحر لتحرير حلب وباقي المحافظات». وأشار سرميني إلى أن اهتمام المجلس ينصب حاليا على تحديد مهام هذه الحكومة وليس الأسماء التي ستشارك بها، لأنه بعد تحديد المهام يتم اختيار أشخاص يتمتعون بكفاءة ولا علاقة لهم بالنظام.
وبالتزامن، استغرب رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إعلان مجلس أمناء الثورة رغبته في تشكيل حكومة، متسائلا «كيف يعلن كيان ما عن تشكيلته وفي الوقت عينه عن رغبته في تشكيل حكومة انتقالية؟». واعتبر سيدا أن «تسرع هذا الكيان الجديد وإعلان رغبته في تشكيل حكومة انتقالية أمر غير موفق»، ودعا القيمين عليه للتراجع عنه.
أوباما يصدر مذكرة لدعم المعارضين السوريين بالتزامن مع طلب بتحديد «خط أحمر» للأسد، برنامج الأغذية العالمي: 3 ملايين سوري في حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة

لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: محمد عبد الرازق بيروت: كارولين عاكوم .. وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة للمقاتلين المعارضين السوريين، فيما يشكل خطوة في اتجاه التخلي عن «الحذر» في التعامل مع الساعين للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وجاء الكشف عن هذه المذكرة بينما رأى خبراء أميركيون في مجلس الشيوخ أنه يتوجب على واشنطن أن تزيد من دعمها للثوار من خلال تقديم أسلحة ودعم جوي لهم، لترسم «بوضوح» لنظام الأسد «خطا أحمر» لا يجوز تجاوزه تحت طائلة تدخل عسكري. وأفادت محطتا «إن بي سي» و«سي إن إن» نقلا عن مصادر لم تحدداها أن توقيع أوباما جاء في إطار ما يعرف بـ«التقرير الرئاسي» وهي مذكرة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) القيام بتحركات سرية.
ولكن مسؤولين في البيت الأبيض رفضوا التعليق على هذه المعلومات، من دون أن يستبعدوا أن تكون واشنطن تقدم للقوات المناهضة للأسد المزيد من الدعم في مجال الاستخبارات مما تم الإقرار به.
ووردت هذه المعلومات عن توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة والمعارضة السورية في وقت تدور فيه معارك طاحنة في حلب ثاني مدن سوريا بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة فيما وصف بـ«أم المعارك». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
كما تتزامن مع تشديد الضغط السياسي على البيت الأبيض لحضه على تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية على الرغم من تمنع الولايات المتحدة عن الانخراط في حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وكانت واشنطن أعلنت سابقا أنها تقدم مساعدة طبية ولوجيستية لمقاتلي المعارضة السورية إلا أنها ترفض تقديم أسلحة، محذرة من أن المزيد من عسكرة النزاع الجاري في سوريا لن يكون مثمرا.كما رفضت واشنطن أي حديث عن تدخل عسكري أميركي واقتصر دعمها للمعارضة على تجهيزات اتصال بميزانية وصلت إلى 25 مليون دولار.
كما قدمت 64 مليون دولار كمساعدات إنسانية، وخصوصا المساهمة في إقامة مخيمات لعشرات آلاف النازحين من سوريا إلى جارتيها تركيا والأردن. وأعلنت الولايات المتحدة أمس تقديم مساعدات بقيمة 12 مليون دولار اضافي الى السوريين. وتتعاون إدارة أوباما في شكل وثيق مع تركيا في الموضوع السوري، وآخر أشكاله مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي الاثنين مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا خلالها على «تسريع الانتقال السياسي» في سوريا، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
ويأتي الدعم الاميركي المعلن في وقت تزداد المخاوف من تفاقم الازمة الانسانية في سورية. وفي تقريرها الأخير الذي أصدرته أمس، دقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ناقوس الخطر الإنساني والغذائي في سوريا، مشددة على ضرورة تأمين مساعدات زراعية وغذائية، لا سيما في المناطق التي طالها النزاع وأدى إلى نزوح السكان، لافتة إلى أن عدد المحتاجين سيشهد تزايدا في الأشهر المقبلة. وجاء في التقرير الذي قامت به «الفاو» بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية أن «3 ملايين سوري بحاجة إلى الغذاء والمساعدة في مجالات المحاصيل الزراعية والمواشي». وذكرت «الفاو» أنه من أصل الرقم المذكور هناك مليون ونصف المليون سوري يحتاجون إلى مساعدة غذائية عاجلة وفورية خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، لا سيما في المناطق التي طالها النزاع ونزوح السكان بصورة خاصة.
وأضافت المنظمة الدولية أن ما يقارب المليون شخص في سوريا أيضا سيحتاجون على مدى العام المقبل لمدهم بما يكفل ضمان سبل معيشتهم، وهؤلاء ممن يعيشون على الزراعة حيث يحتاج هؤلاء البذور والمواد الغذائية للحيوانات والوقود وإصلاح ماكينات الري، وغير ذلك من لوازم الزراعة. وفي سياق متصل، ذكر تقرير البعثة المشتركة لمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي لتقييم الاحتياجات في سوريا أنه، وبسبب انعدام الأمن وكذلك الجفاف الذي استمر لمدة طويلة، نحو ثلث سكان المناطق الريفية في سوريا أصبحوا بحاجة إلى المساعدة الفورية مع الوضع في الاعتبار أن العائلات الأكثر احتياجا في سوريا هي تلك التي تعتمد كليا أو جزئيا على الزراعة أو تربية الحيوانات، وحذر التقرير من أنه في حال عدم تقديم المساعدة إلى هذه الفئات وبسرعة، فإن حياتهم ستكون عرضة للانهيار خلال شهور قليلة. وأضافت أن قطاع الزراعة السوري خسر 1.8 مليار دولار هذا العام نتيجة الأزمة، وأن محصول القمح والشعير تضرر بشكل كبير. ويشير التقييم إلى وجود نحو 375000 أسرة ريفية في حاجة إلى مساعدات عاجلة على مدى 12 شهرا المقبلة. وقد خلص التقرير إلى أن هناك أعدادا كبيرة من أهالي المناطق الريفية في المحافظات الوسطى والساحلية والشرقية والجنوبية وفي المنطقة الشمالية الشرقية قد فقدت بشكل كلي أو جزئي مورد رزقها وأعمالها التجارية القائمة على الأصول الزراعية والثروة الحيوانية جراء استمرار انعدام الأمن، بالإضافة إلى موجة الجفاف التي طال أمدها. ويشكل المزارعون الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة ما يقرب من ثلث السكان الريفيين ومن بينهم 5 إلى 10 في المائة أسر تعولها نساء. وقال ممثل الفاو في سوريا، عبد الله بن يحيى، إن الأسر الأشد فقرا في سوريا تعتمد بشكل كلي أو جزئي على الزراعة والثروة الحيوانية في الحصول على الغذاء والدخل. إنهم يحتاجون إلى دعم عاجل من الحبوب وإصلاح نظم الري وعلف الحيوانات والرعاية البيطرية.
السعودية: انطلاق 43 شاحنة للمواد الغذائية للاجئين السوريين في الأردن، إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين بفتح المجال للمواطنين للإسهام في مساعدة الأشقاء

الرياض: «الشرق الأوسط» .. في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بفتح المجال أمام المواطنين والمقيمين بالمملكة للإسهام في مساعدة الأشقاء في سوريا من خلال الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، وتنفيذا لتوجيهات الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة بسرعة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، سيرت الحملة القافلة الإغاثية الأولى المخصصة لمساعدة الأشقاء السوريين في الأردن كمرحلة أولى، التي انطلقت أمس والمكونة من 43 شاحنة محملة بمختلف المواد الغذائية والعينية.
وأوضح مبارك بن سعيد البكر المدير التنفيذي للحملة «أن الحملة أعدت برنامجا لتسيير القوافل الإغاثية لمساعدة الأشقاء في سوريا بناءا على توجيه المشرف العام على الحملة، لا سيما في هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك، حيث شكلت الحملة فريق عمل لمرافقة هذه القافلة والإشراف على عمليات التوزيع، وذلك بعد التنسيق مع الجهات المعنية في المملكة الأردنية الهاشمية لتسهيل إجراءات دخول هذه القافلة ووضع برنامج لعمليات التوزيع على المخيمات ومواقع وجود الأشقاء السوريين في الأردن». وبين أن تسيير هذا الجسر الإغاثي الأول يأتي ضمن قوافل إغاثية سيستمر إرسالها بشكل متواصل إلى مناطق وجود الأشقاء في الدول المجاورة. وأكد أن تسيير هذه القافلة يأتي استكمالا للدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا، تجاه أشقائها العرب والمسلمين في مختلف مواقعهم، وخاصة في أوقات الأزمات، وتجسيدا لصلة الترابط والتواصل بين شعب المملكة المعطاء وأشقائهم من أبناء الشعب السوري الشقيق.
 

 

 

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,358,581

عدد الزوار: 7,629,770

المتواجدون الآن: 0