ضحايا الدعاية السورية

انشقاق رئيس معلومات الأمن السياسي في دمشق.. وقصف مطار حلب....طهران تحذر من حرب موسعة تشمل إسرائيل * خطط أميركية لمرحلة ما بعد الأسد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 آب 2012 - 6:13 ص    عدد الزيارات 2286    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

انشقاق رئيس معلومات الأمن السياسي في دمشق.. وقصف مطار حلب

طهران تحذر من حرب موسعة تشمل إسرائيل * خطط أميركية لمرحلة ما بعد الأسد

بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال ونذير رضا لندن: «الشرق الأوسط» ... تلقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضربة جديدة بانشقاق المسؤول الأمني الرفيع، ورئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي بدمشق، العقيد الركن يعرب الشرع الذي وصل إلى الأردن بمساعدة كتيبة «المعتز بالله» في الجيش الحر.. بينما هددت إيران أمس من أن «تسليح المعارضين السوريين ستكون له عواقب وخيمة في المنطقة»، وأن «النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الإسرائيليين الخائفين».
واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة (لم يسمها) بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالأسد، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن لاريجاني قوله: «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟».. و«إن النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الإسرائيليين الخائفين».
وفي السياق ذاته توعد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، في تصريح نقله موقع التلفزيون الإيراني، بأن «تشهد المنطقة أزمة كبرى إذا دخلت قوات أجنبية موجودة حاليا سرا في سوريا على الساحة وتدخلت عسكريا».
يأتي ذلك في وقت أشارت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أول من أمس إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون) الأميركيتين بدأتا التنسيق فيما بينهما بالفعل لـ«مرحلة ما بعد الأسد» ميدانيا، وبينما أعلن المجلس الوطني السوري عن اشتباكات دارت أمس حول مطار حلب الدولي، لا تزال معركة «أم المعارك» السورية في حلب دائرة، حيث تحاول قوات النظام منذ أسبوع استعادتها من دون جدوى.
إلى ذلك، وخلافا لما أعلنه الجيش النظامي السوري عن سيطرته على أحياء العاصمة دمشق، نفى مسؤول بارز في الجيش الحر ادعاءات النظام بالسيطرة على العاصمة.
 
طهران تحذر من التدخل الأجنبي في سوريا وتلوح بأن الصراع هناك قد يشمل إسرائيل، المعارضة تنتقد تهديد وزير الدفاع الإيراني بشأن تسليحها

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال ... انتقد قياديون في المعارضة السورية و«الجيش السوري الحر» تحذيرات إيرانية من أن «تسليح المعارضين السوريين ستكون له عواقب وخيمة في المنطقة»، وأن «النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين الإسرائيليين».
واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة (لم يسمها) بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن لاريجاني قوله: «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟».. و«إن النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين الإسرائيليين».
كما نقلت الوكالة عن حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، قوله يوم الجمعة بعد زيارته لموسكو لمناقشة الأزمة السورية إن «جماعات إرهابية تعمل في دمشق وحلب بدعم من قوى أجنبية»، وأضاف أنه لا يعتقد أن سوريا ستتعرض لهجوم من قوى أجنبية، لكن إذا حدث ذلك فإن «سوريا مستعدة منذ سنوات للرد على أي هجوم عسكري من إسرائيل أو أي دولة أخرى، ويمكنها الرد بقوة على أي عمل عسكري بنفسها وباستعداد تام».
وفي السياق ذاته توعد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، في تصريح نقله موقع التلفزيون الإيراني على الإنترنت، بأن «تشهد المنطقة أزمة كبرى إذا دخلت قوات أجنبية موجودة حاليا سرا في سوريا على الساحة وتدخلت عسكريا»، ورأى أنه «من البغيض أن بعض الدول أغرقت سوريا بالأسلحة لتجهيز مجموعات إرهابية»، مشددا على أنه «ستكون لذلك عواقب وخيمة على المنطقة»، وأن «الخاسرين في هذه الأزمة سيكونون الغربيين والدول المؤيدة للصهيونية».
وتأتي مواقف وحيدي غداة إعلان «الجيش الحر» عن أسره 48 إيرانيا في دمشق، قال إن بينهم ضباطا في «الحرس الثوري الإيراني»، وبعد يومين على إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأزمة السورية باتت «حربا بالوكالة يعمد فيها لاعبون إقليميون ومحليون إلى تسليح هذا الطرف أو ذاك».
وفي سياق متصل، اتهم عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي المسؤولين الإيرانيين بـ«الكذب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم تتوقف إيران منذ بدء الثورة السورية عن دعم نظام الأسد عسكريا ولوجيستيا وبالخبراء الذين يوجودون في مقر السفارة الإيرانية وأكثر من منطقة تحت تسميات مختلفة»، مذكرا بأن «المعارضة السورية بدأت سلمية، لكن الدعم الإيراني للنظام السوري وشراكتها معه في قتل السوريين هو ما دفع الشعب إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه».
وكان وزير الدفاع الإيراني قد أشار إلى أن بلاده «ليست لديها قوات مسلحة في سوريا والحكومة السورية لم تقدم طلبا كهذا»، لافتا إلى أنه «لدى سوريا جيش قوي ودعم شعبي والسوريون قادرون على التعامل مع المغامرات التي بدأها أجانب على أراضيهم».
وتعليقا على اعتبار وحيدي أن «العدو يريد إقامة توازن قوى جديد بين النظام الصهيوني ودول إسلامية في المنطقة عبر استبعاد سوريا من جبهة مقاومة (إسرائيل)، لكن هذا لن يحصل»، قال الشيشكلي: «لا يوجد مقاومة في سوريا منذ أكثر من 40 عاما وكل ما يدعيه النظام السوري وحلفاؤه هو محض كذب، علما بأن سوريا كانت جبهة متقدمة على أعدائها، لكن نظام الأسد هو ما أضعفها».
وشدد الشيشكلي على أن «الأزمة الحقيقية في المنطقة تتمثل في وجود إيران ودعمها لأطراف مثل حزب الله وعملائها في العراق»، معتبرا أن «الأزمة موجودة من طرف واحد ووجب الرد عليها»، مؤكدا أن «الشعب السوري لن يتراجع في مواجهته حتى لو كانت سوريا اليوم تقف وحيدة في مواجهة المد الفارسي الطائفي».
وفي سياق متصل، شدد القيادي في «الجيش الحر» المقدم المظلي المنشق خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» على أنه «من الممنوع لأي إيراني من الآن فصاعدا دخول سوريا، وسنقص لهم أرجلهم، أيا كانت التسمية التي يدخلون بها سواء أكانوا مقاتلين أم حجاجا». وقال: «الإيرانيون في نظر الشعب السوري هم خائنون، من أصغرهم حتى أكبرهم».
وأكد الحمود أن «المجموعة الإيرانية المحتجزة لدينا جاءت لتقاتل إلى جانب نظام الأسد»، لافتا إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف إيرانيين في سوريا لكنها المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن الموضوع». وأوضح أن «الجيش الحر لن يقف ساكتا بعد اليوم وسيستمر في الدفاع عن الشعب السوري بما لديه من سلاح يسعى إلى زيادته»، معتبرا أن «مواقف وزير الدفاع الإيراني ليست إلا تعبيرا عن الغضب لأسر المجموعة الإيرانية، وما يقوله عن رفض تسليح المعارضة سبق أن قاله حلفاء إيران في العراق ولبنان».
 
العالم يستعد بخطط «ما بعد الأسد»، أميركا تسعى لتفادي «أخطاء العراق».. وإيران تبحث عن استمرار نفوذها

لندن: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح ..... في ظل احتدام الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من 17 شهرا، تتناحر الأطراف الدولية حاليا حول حتمية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة من عدمه.. لكن الجميع - بمن فيهم أقرب حلفاء النظام السوري - أصبح يتسابق لوضع خطط مستقبلية لمرحلة ما بعد رحيل الأسد، رغم أنه لا أحد من أطراف الصراع يعرف يقينا متى تحين هذه اللحظة.
ويأتي إعلان فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان صحافي أمس عن زيارة الوزيرة هيلاري كلينتون إلى تركيا يوم السبت المقبل للتباحث حول الوضع السوري نقطة مهمة في خطط المعسكر الرافض لبقاء الأسد في السلطة، الذي تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مع مجموعة من الدول العربية، إلى جانب تركيا التي تعتبر إحدى أهم منصات ذلك التوجه ولاعبا بارزا في هذا المجال.. لأنها ملاصقة لسوريا، ويمكن أن تكون عنصرا مهما سواء في حال تطبيق منطقة معزولة، أو ممر آمن لتمرير السلاح والعتاد إلى ثوار سوريا، أو في حال الذهاب إلى أبعد من ذلك وتنفيذ ضربات جوية أو عسكرية ضد النظام السوري؛ وهو الأمر الذي تحاول تلك الدول تجنبه قدر المستطاع.
وقالت مصادر إخبارية أميركية إن الاجتماع سوف يشكل جزءا من تجديد الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة المتصاعدة في سوريا. وإن التوقعات إزاء إمكانية التوصل إلى حل عن طريق التفاوض منذ استقالة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، قد أصابها الشلل. وأيضا، بسبب فشل مجلس الأمن في حل المشكلة.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أول من أمس إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون) الأميركيتين بدأتا التنسيق في ما بينهما بالفعل لـ«مرحلة ما بعد الأسد»، موضحة أن الوزارتين تضعان نصب أعينهما ما نتج عن الغزو الأميركي للعراق عام 2003 من فوضى وعنف؛ بصفته مثالا واضحا لأخطاء يجب تجنبها في مستقبل سوريا.
وتحاول الإدارة الأميركية أن تحافظ على مؤسسات الدولة بعد سقوط الأسد، وأن لا تقوم المعارضة باستهداف تلك المؤسسات و«إذابتها»، بحسب قول مسؤول رسمي طلب عدم تعريفه مقابل إماطة اللثام عن جزء من تلك الخطط المستقبلية.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض استبعد القيام بأي تدخل عسكري في سوريا، فإن وزارة الدفاع الأميركية تعكف على صياغة خطط طوارئ لعمليات مع حلفائها من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو حلفائها الإقليميين، لإدارة تدفق عدد كبير من اللاجئين على الحدود السورية والحفاظ على ترسانة البلاد من الأسلحة الكيميائية.. خاصة عقب تلاشي الأمل في تسوية الأزمة من خلال المسالك الدولية بعد إصرار روسيا والصين على استخدام «الفيتو» للمرة الثالثة في مجلس الأمن أمام أي محاولات لإدانة نظام الأسد.
ومع توقع الإدارة الأميركية حدوث توتر ضخم في سوريا عقب سقوط الأسد، مما قد يشمل أحداث عنف عرقية وطائفية ربما تفوق ما حدث بالعراق، فإن هناك مرحلة من «الغموض المرعب» قد تلي سقوط الأسد، بحسب تعبير المسؤول الأميركي.. خاصة أن الإدارة الأميركية لا تريد أن تبدو في شكل «المتدخل» في الشؤون السورية، أو تشكيل حكومة انتقالية في المستقبل، رغم أن واشنطن ستتأثر لا محالة في حال حدوث أي اضطرابات في تلك المرحلة.
لكن جهود البنتاغون في التخطيط للمستقبل ازدادت مؤخرا، وذلك بالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية - وغيرها من الدول - توسيع المساعدات العلنية والسرية للمعارضة السورية. وفي حين أن الإدارة الأميركية استبعدت أن تقوم بتسليح المعارضة بشكل مباشر، قالت الصحيفة إن مجموعة صغيرة من ضباط إدارة الاستخبارات (سي آي إيه) تقوم بالتنسيق مع دول أخرى تمد المعارضة بالسلاح، وذلك لتبين الجهات التي تحصل على تلك الأسلحة، إلى جانب محاولة العمل على توحيد المعارضة السورية في كيان يمكن الاعتماد عليه مستقبلا ويمنع انهيار الدولة عقب سقوط الأسد.
ويجري تنسيق جهود المساعدات من قبل نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز، الذي كان يعمل في مكتب شؤون الشرق الأدنى أثناء التخطيط للغزو الأميركي للعراق في عام 2003. وقامت وزارة الخارجية بإنشاء عدد من «الخلايا» المنفصلة، تقوم على دراسة الأوضاع في «سوريا ما بعد الأسد»، سواء الاقتصادية أو الإنسانية أو الأمنية، أو حتى كيفية التعامل مع الأسلحة الكيماوية، والتحول السياسي، ووضع الخطط لمواجهة الانهيار المحتمل. وفي ما يخص جزئية التحول السياسي، فإن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد يقود هذا التوجه، حيث التقى الأسبوع الماضي مع أكثر من 250 معارضا سوريا في القاهرة، في محاولة لتوحيد صفوف المعارضة وتشكيل حكومة انتقالية. كما قام البنتاغون أيضا، بمعاونة القيادة المركزية، بإنشاء مجموعة مماثلة من خلايا التخطيط، والمعروفة باسم «فرق عمل الأزمة»، التي تركز على الحالات الطارئة التي يمكن أن يتعرض لها الجيش الأميركي. لكن مسؤولين كبار رفضوا إعطاء مزيد من التفاصيل حول عملها.. وبطبيعة الحال، يأتي «الحفاظ على مخزونات الأسلحة الكيماوية، وهي مهمة عسكرية بحتة» على رأس تلك الحالات، بحسب أحد المسؤولين.
وعلى الجانب الآخر، يوضح خبراء أن إيران، حليفة الأسد الوثيقة التي لم تغير من خطابها الرافض لمناقشة مسألة سقوط الأسد، تدرس من وراء الكواليس خطة بديلة في حال سقوطه من أجل الحفاظ على نفوذها في سوريا.
ويوضح بيرم سينكايا، خبير السياسات الإيرانية ومحاضر في قسم العلاقات الدولية بجامعة يلدرم بايزيد في أنقرة، لصحيفة «توادي زمان» التركية، أن طهران على الأرجح ستستغل التنافس العرقي والديني والسياسي من أجل تأجيج الفرقة الداخلية سعيا للحفظ على نفوذها بعد الأسد.. موضحا أن «الفرقاء سيلجأون حتما وقتها للحصول على الدعم الإيراني، وإيران بالتأكيد لن تخذلهم في ذلك». ويقول سينكايا إن ما يظهر حتى الآن من خلافات حادة بين أطراف المعارضة السورية، يمكن أن تستغله إيران لدعم بقايا النظام البعثي وإيجاد موطئ قدم للحفاظ على مصالحها.
ويستند سينكايا في رأيه إلى أن إيران لها تاريخ سابق في «الحروب بالوكالة» في عدة دول، ومنها أفغانستان والصومال ولبنان.. كما أنها ساهمت في زعزعة الاستقرار في دول مثل الصومال واليمن والعراق.
من جهة أخرى، أكدت سوزان مالوني، الباحثة في معهد «بروكنغز» المتخصصة في شؤون إيران، أن طهران تستغل الأزمة السورية «وسيلة لصرف تركيز المجتمع الدولي عن توجيه ضربات عسكرية لها جراء الخلاف على برنامجها النووي المثير للجدل»، مما قد يسفر - بحسب مراقبين - عن تخطيط إيران لاستمرار التوتر في سوريا، مع المحافظة على نفوذها هناك، في مرحلة «ما بعد الأسد».
 
إيران تطلب وساطة تركية ـ قطرية للإفراج عن المختطفين في سوريا، الجيش الحر: ثبت أنّهم من الحرس الثوري

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... طلبت طهران من تركيا وقطر أمس المساعدة في تأمين الإفراج عن 48 إيرانيا خطفوا في العاصمة السورية دمشق على يد معارضين سوريين، لكن فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، أكد أن التحقيقات ما زالت جارية مع المعتقلين لمعرفة ما هي المهام التي كلّفوا بها والتي سبق لهم أن نفذوها في سوريا، و«بخاصة بعد أن تم التأكد من انتمائهم إلى الحرس الثوري الإيراني وبينهم عدد من الضباط».
وقال المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «الإيرانيين الـ48 تمّ اعتقالهم بعد خروجهم من مطار دمشق قادمين من إيران، وأنه كان بحوزتهم أسلحة وأجهزة اتصالات متطورة إضافة إلى العديد من الوثائق المهمة. وقد تمّ التأكّد من انتمائهم إلى الحرس الثوري الإيراني وبينهم عدد من الضباط، وقد ثبت لدينا أنّهم كانوا يعدون لتنفيذ عملية في سوريا منذ فترة، لا سيما أنّ هناك ضباطا إيرانيين موجودون في سوريا ويديرون العمليات»، لافتا إلى أنّه كانت هناك متابعة لهؤلاء من قبل شعبة المخابرات العسكرية التابعة للجيش الحر، إضافة إلى التواصل مع ضباط من داخل النظام لم يعلنوا انشقاقهم بعد».
وعن المعلومات التي أوردتها القناة العامة للتلفزيون الرسمي الإيراني أنّ إيران طلبت من تركيا وقطر التدخل للإفراج عن الإيرانيين، وأنّ «وزير الخارجيّة علي أكبر صالحي طلب من نظيره التركي أحمد داود أوغلو تدخل تركيا فورا للإفراج عنهم»، و«وعد (أوغلو) بالنظر في المسألة وبذل جهود كما جرى بالنسبة للحالات السابقة»، ولفت المصري إلى أنّه لغاية الآن لم يتم التواصل من قبل أي جهة مع الجيش الحر بشأن هؤلاء الإيرانيين. وقال: «لا أعتقد أنّ هناك نية من القيادة المشتركة والكتيبة التي اختطفتهم لإطلاق سراحهم بعدما تأكّد أنهم من الحرس الثوري وهم قادمون لقتل شعبنا». وحذّر المصري إيران وحزب الله الذي قال إنّه ثبت مشاركة عناصره في قمع الثورة السورية، مضيفا «إذا استمرت إيران بمساندة النظام في قتل الشعب السوري وزج حزب الله وبعض الميليشيات العراقية في الثورة السورية فلن نسكت، لأنّ لدينا الكثير لنقوم به وسنعمد إلى لي ذراع إيران والدفاع عن الشعب السوري الذي يواجه مؤامرة إقليمية».
وكانت قناة «العربية» قد عرضت أمس، مقطع فيديو يظهر فيه المختطفون، ويعلن خلاله قيادي في «الجيش السوري الحر» المسؤولية عن أسر المجموعة. وأوضح المتحدث أن كتيبة تابعة لـ«لواء البراء» ألقت القبض على المجموعة أثناء وجودهم في دمشق لاستطلاع الأوضاع، مشيرا إلى أن من بينهم ضباطا بالحرس الثوري الإيراني، متوعدا إيران باستهداف أهدافها الموجودة في سوريا إذا لم تتوقف عن دعم النظام.
وقال قائد اللواء إن «الجيش الحر حصل على معلومات استخباراتية قبل فترة تفيد بوجود مجموعة قوامها 150 من الحرس الثوري الإيراني داخل سوريا»، موضحا أن «لواءه تمكن من القبض على 48 إيرانيا ومترجما أفغانيا كان يرافقهم».
من جهته، أبدى «حزب الأحرار» في سوريا، في بيان له، استغرابه كيف لحجاج يزورون «مرقدا»، بالنسبة لهم «مقدسا» في هذه الظروف، مضيفا «لا ندري هل هم حجاج أم أعضاء بالحرس الثوري الإيراني وهل إيران وشعبها هم في كوكب آخر حتى يحضر حجاج إلى مرقد تدور حوله معارك وأزمات، إلا إذا كانت تستغل هذه الزيارات على ما يبدو لتقديم الدعم للنظام السوري ولا يفهم من الأمر إلا ذلك».
وأضاف البيان: «لذلك نقول للإيرانيين ومن خلفهم حكومتهم المشاركة (للنظام الأسدي) في قتل السوريين، وننصحهم بعدم زيارة الأراضي السورية في هذه الظروف، ولا يفهم من كلامنا أنهم غير مرحب بهم بل ما نقصده أنه لا تمر علينا ولا على الشعب السوري مثل تلك الحركات والخزعبلات».
إلى ذلك، اتهم مسؤول في المعارضة السورية جماعة «جند الله» الدينية المتطرفة بخطف الإيرانيين، مؤكٍّدًا أنَّ هؤلاء «حجاج دينيون ولا ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني». وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية اعتبر أنَّ «هذه الجماعة مسؤولة كذلك عن مقتل الأشخاص الذين وجدت جثثهم في بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن الدمشقي أمس السبت».
وأوضح المسؤول المعارض، الذي لم يذكر اسمه، أنَّ «كتيبة البراء ومركزها دوما التي أعلنت مسؤوليتها عن الخطف ليست هي من قام بذلك»، مُشيرًا إلى أنَّ «قائد الكتيبة النقيب عبد الناصر شمير لم يكن سوى تغطية لهذه العملية كي لا تظهر أنَّها عملية خطف من جماعة متطرفة سنية ضد شيعة إيرانيين».
وفي سياق ذي صلة، أكد فهد المصري أن المختطفين اللبنانيين الـ11 في سوريا منذ مايو (أيار) الماضي، ليسوا في عهدة الجيش الحر، لافتا إلى أنّ «الجيش الحر كان قد دخل على خط المفاوضات لإطلاق سراحهم، لكننا توقفنا عن ذلك لأنّ لدينا أولويات أهم وهي الدفاع عن شعبنا».. مضيفا «أما إذا تأكّد أنّهم من حزب الله فعندها سنعمل على عدم السماح بالإفراج عنهم والاحتفاظ بهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة».
 
الجيش الحر ينفي رفضه انضمام العلويين.. ويقول إنه مستعد لمنع إقامة دولة انفصالية على الساحل، الدادة لـ«الشرق الأوسط»: الاتهام صنيعة مخابراتية ونحن نمارس سياسة احتواء الجميع

بيروت: نذير رضا .... نفى الجيش السوري الحر، على لسان مستشاره السياسي بسام الدادة، ما أوردته جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية أن الجيش الحر يرفض انضمام العلويين إلى صفوفه، فيما حذرت مصادر قيادية من الجيش الحر، في حديث مع «الشرق الأوسط» من «تحضير نظام الرئيس السوري بشار الأسد لإقامة دولة انفصالية علوية في الساحل السوري والجبال المتاخمة للمنطقة الساحلية».
وأشارت «واشنطن تايمز» إلى مخاوف من اندلاع صراع ديني بين الشيعة العلويين والسنة - غالبية السكان - في سوريا على جانبي الحدود السورية – التركية. زعمت الصحيفة أن هناك بعضا من العلويين يحاولون الانضمام إلى الجيش السوري الحر ومحاربة الرئيس السوري بشار الأسد؛ «إلا أن الجيش السوري الحر يرفض انضمامهم بسبب مذهبهم».
وقالت الصحيفة إن ثائر عبود هو «متطوع سوري حاول الانضمام إلى الجيش السوري الحر ولكن رفض قبوله بسبب انتمائه للطائفة العلوية». ونقلت عنه قوله: «أنا كنت أريد الانضمام إلى مجموعات القتال.. ولكن رد علي أحد الثوار قائلا نحن لسنا في حاجة إلى علوي معنا.. فقلت في نفسي اذهبوا إلى الجحيم فهذه ليست ثورة».
وأفادت الصحيفة نقلا عن عبود قوله: إن «الثورة أصبحت إسلامية الطابع»، مؤكدا أنه يدعم المعارضة بقوة رغم رفض المعارضة له.
في هذا الإطار، نفى المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادة الاتهامات «نفيا قاطعا»، مشددا في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «أننا نحاول استقطاب العلويين بشتى الوسائل». وقال: «قلنا لأبناء الطائفة العلوية الكريمة إن الجيش الحر هو جيشكم، وأنتم أهلنا وناسنا»، مشيرا إلى «أننا نمارس سياسة الاحتواء، ونتواصل معهم على الدوام، ولم يسبق أن رفضنا أحدا من مختلف الطوائف التي تشكل النسيج الاجتماعي السوري».
وعن الدليل، أكد الدادة وجود «ضباط علويين في الجيش السوري الحر، أحدهم أعلن انشقاقه عن النظام وظهر في مقطع فيديو موجود على يوتيوب يعلن فيه انشقاقه»، لافتا إلى أن «كتائب الجيش السوري غير مقسمة طائفيا، ونحن لسنا طائفيين»، مؤكدا وجود مقاتلين علويين ضمن المعارضة المسلحة.
وحمل الدادة النظام السوري مسؤولية التفرقة المذهبية في الداخل إذ «يعمل على إذكاء حالة الرعب في نفوس العلويين من الطوائف الأخرى»، مشيرا إلى أن النظام «يخوف العلويين من الطوائف الأخرى لكسب ولائهم وتأييدهم»، معتبرا أن ما ورد في الصحيفة الأميركية «هو صنيعة مخابراتية بهدف تخويف العلويين». ورأى أن هذه الخطوة «يريد منها النظام التحضير لإقامة دولة علوية مستقلة على الساحل»، معربا عن اعتقاده أن إقامة هذه الدولة الطائفية «ستتم بمساعدة الحشود العسكرية الروسية القادمة إلى الساحل السوري».
وكان مصدر قيادي في الجيش السوري الحر أعلن في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «القيادة العسكرية في الجيش السوري الحر تتطلع إلى معركة باتت شبه محسومة بعدما تبين أن النظام سيفشل في استعادة حلب»، وهي «معركة انفصال الساحل السوري عن سائر المدن السورية».
وقال المصدر المقيم في تركيا «إننا نتحضر لمنع انفصال دويلة داخل الدولة السورية، بغية الحفاظ على أرضنا ضمن حدودها كاملة»، مشيرا إلى أن «استراتيجية النظام تقوم على الاستماتة في القتال في دمشق وحلب، وإذا فشل في السيطرة عليهما، فإنه سيلجأ إلى إعلان دولة انفصالية على الساحل السوري، يرتب لها».
وقال المصدر إن «معلوماتنا تؤكد تحضير النظام لهذه الدويلة بعد فشله في السيطرة على دمشق وحلب وسائر المحافظات»، مشيرا إلى أن «المعركة التي بدأناها الآن لن تنتهي، إذ سننتقل للقتال في معركة وطنية مهمة في مواجهة الدولة الانفصالية التي يعد لها النظام في الساحل السوري، أسوة بالمخطط الذي كان سيقوم بعد الحرب العالمية الأولى»، معتبرا أن «هذه المعركة وطنية لأننا نرفض التقسيم، ونرفض قيام دويلات طائفية تتشابه مع دولة إسرائيل».
ويقصد بالدولة الانفصالية على الساحل السوري، الدولة العلوية، إذ يتوزع معظم أبناء هذه الطائفة في الجبال الساحلية السورية، وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعتبر الطائفة العلوية في سوريا ثاني أكبر طائفة، بعد الطائفة السنية، ويشكلون ما نسبته 9% من عدد السكان السوريين.
 
اشتباكات حول مطار حلب الدولي.. والجيش النظامي ينتظر أوامر الهجوم والمعارضة تعتبرها «حربا نفسية»، عضو في مجلس قيادة الثورة لـ «الشرق الأوسط» : القصف بدأ يستهدف مناطق النازحين ونتخوف من مجازر

بيروت: كارولين عاكوم ..... لا تزال حلب حيث تدور «أم المعارك» السورية في مرمى استهداف قوات النظام الذي يحاول منذ أسبوع استعادتها من دون جدوى، بحسب ما أكد ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية في حلب لـ«الشرق الأوسط». وفي حين أعلن المجلس الوطني السوري عن اشتباكات دارت أمس حول مطار حلب الدولي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن «الجيش السوري النظامي حشد قواته حول حلب وإنه ينتظر الأوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة».. معتبرا أن المعركة المقبلة ستكون طويلة واصفا إياها بأنها «حرب شوارع من أجل القضاء على الإرهابيين».
ولكن النجار أكد أن ما يقوم به النظام ليس إلا حربا نفسية بهدف التأثير على الشعب السوري والثوار، مضيفا: «منذ أسبوع وهو يحاول عاجزا استعادة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، وذلك نظرا إلى التعاون الذي يتم بين ثوار حلب وثوار المناطق والمحافظات المحيطة، إضافة إلى الكمائن التي تنصب لأرتال الدبابات والكتائب التي يحاول النظام استقدامها إلى حلب».
ويعتبر النجار «أن حلب أكبر من أن يسيطر عليها الجيش الحر.. ولا يمكن مقارنتها بحمص نظرا إلى سيطرة المعارضين على ريفها بشكل كامل، الأمر الذي يقف حاجزا أمام تقدم قوات النظام التي تدخل في حرب استنزاف مع الجيش الحر». وأكد النجار أن الجيش الحر يسجل يوميا تقدما ملحوظا في حلب، وهو بات اليوم يسيطر على 50% من المدينة القديمة كما أنه نجح أمس في الوصول إلى قلعة حلب، وبالتالي فإن وجوده في هذا الموقع يجعله قادرا على السيطرة على أسواق المدينة وزواريبها حيث لا وجود أيضا لقوات النظام. ورأى أن عمليات النظام في حلب تهدف إلى تدمير البنية التحتية بأسلحة الدمار والطيران الحربي، وخير دليل على ذلك أن القصف استهدف أمس منطقة الشيخ نجار الصناعية.
ويشير النجار إلى أنه وبعد محاصرة الجيش الحر لمطار «منغ» الأسبوع الماضي، بات النظام يعتمد على الطيران المقاتل الذي يستخدم في حرب الدول ويعرف بقوته التدميرية وعدم قدرته على إصابة الأهداف، لافتا إلى أن قوات النظام أصبحت تستهدف المناطق التي لجأ إليها النازحون على اعتبار أنها مناطق آمنة؛ محذرا من مجازر قد يرتكبها النظام بحق هؤلاء عقابا لهم على وقوفهم مع المعارضة ودعمهم الجيش الحر.
وميدانيا أيضا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية قصفت حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب شمال البلاد، في حين تواصلت المعارك في أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها.
وأشار المرصد، في بيان، إلى «اشتباكات في أحياء الحمدانية السكري والأنصاري»، وذكر أن اشتباكات أمس أدت إلى مقتل مقاتلين معارضين اثنين في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية.
كما أعلن فجرا عن «سقوط قذائف عدة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو»، مضيفا أن «اشتباكات دارت في حي الميرديان قرب إدارة الهجرة والجوازات»، لافتا إلى «خروج مظاهرات فجرا في أحياء الميسر والشعار وجمعية الزهراء».
كما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة السيد علي وتعرضت منطقة القصر العدلي بحلب القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظام وسمعت أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها الجيش الحر، بحسب المرصد، كما أعلن الجيش الحر سيطرته على عدد من الأحياء في مدينة حلب القديمة وهو ما نفاه التلفزيون الرسمي السوري.
وأظهرت صور خاصة بـ«الجزيرة» قصفا للجيش النظامي على أحياء السكري وصلاح الدين وهنانو في مدينة حلب. وقال مراسل «الجزيرة» في حلب إن الطائرات الحربية تقصف المحاصرين في حي هنانو.
وقال مدير العمليات التابع للجيش الحر إن قواته تحاول السيطرة على القلعة التي تطل على مدينة حلب. وأفاد مراسل «الجزيرة» في حلب - الذي تمكن من دخول أحياء بالمدينة - إنه شاهد عددا كبيرا من الجثث لقتلى من الجيش النظامي سقطوا خلال المعارك في الأيام الماضية.
وأفاد شهود عيان لوكالة «رويترز» أن مقاتلات وطائرة هليكوبتر ومدفعية تابعة للجيش السوري قصفت مواقع مقاتلي الجيش الحر في حلب. وقال شاهد من رويترز إنه «توجد طائرة هليكوبتر واحدة، ونسمع دوي انفجارين في كل دقيقة». بينما قال قائد محلي للمعارضة المسلحة إن مقاتليه ينتظرون «هجوما قويا» من جانب قوات الجيش السوري على المدينة.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «قواتنا المسلحة الباسلة واصلت وبالتعاون مع الأهالي ملاحقة فلول الميليشيات الخليجية التركية في أحياء عدة في حلب».
ونقلت الوكالة عن مصدر من المحافظة قوله: «إن أهالي منطقة السيد علي يتصدون للميليشيات الإرهابية ويطردونهم من الحي»، مضيفا «أن قواتنا المسلحة الباسلة تصدت للمسلحين الذين كانوا يتمركزون في منطقة كلية العلوم من بينهم أفغان وتم تصفيتهم».
وتابعت الوكالة: «أما في منطقة حديقة الكواكبي فقد نفذت قواتنا الباسلة عملية نوعية وتابعت الميليشيات الخليجية التركية وقتلت عددا كبيرا منهم كما تم في منطقة سوق سيف الدولة وبالتعاون مع الأهالي تصفية الإرهابيين الموجودين فيها»، مشيرة نقلا عن المصدر إلى «وجود جثث لأشخاص أتراك جاءوا إلى سوريا».
 
أكثر من 90 قتيلا في سوريا.. والجيش الحر: ادعاءات النظام بسيطرته على أحياء دمشق «كاذبة»، المروحيات ترمي المنشورات للتحذير من إيواء «الإرهابيين».. ومعارك حمص تتجدد

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... بينما ينشغل العالم بالتطورات الميدانية في مدينة حلب، تعرضت مدينة حمص أمس، لحملة عسكرية عنيفة على أكثر من محور، إذ تكثف القصف المدفعي على أحياء القصير، فيما حاولت القوات النظامية اقتحام حي الخالدية من جهة حي كرم شمشم، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر الذي حاول صد الهجوم. وأتت تلك التطورات بعدما شهدت دمشق، ودرعا، ودير الزور، اشتباكات بين الجيشين «الحر» و«النظامي»، وتعرضت أحياء من حمص، ودمشق وريفها، ودرعا، واللاذقية لقصف عنيف، أسفر عن سقوط أكثر من 90 قتيلا - كما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا - بينهم خمسة أطفال وسيدتان، ومعظمهم في دمشق وريفها، وإدلب، ودرعا.
ميدانيا، وخلافا لما أعلنه الجيش النظامي السوري عن سيطرته على أحياء العاصمة دمشق، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات متقطعة شهدتها المدينة من صباح أمس بين الجيشين «النظامي» و«الحر». وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون، أسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين بينهم سيدة وطفلها البالغ من العمر 12 عاما. وأضاف أن منطقة ركن الدين شهدت نشر القوات النظامية حواجز إسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت السبت في أحياء ركن والصالحية والمهاجرين. كما لفت إلى العثور على جثث 3 مواطنين في حي التضامن، بالإضافة إلى وجود جثث لمواطنين في الحي يصعب انتشالها بسبب انتشار القناصة.
من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية سقوط 34 قتيلا في دمشق وريفها، بينهم عشرون في مجزرة عربين، فيما ذكرت شبكة «شام» أن قوات الجيش النظامي أعدمت 12 شخصا في حي التضامن. وأفاد ناشطون عن قصف عنيف تعرضت له أحياء جوبر وركن الدين والصالحية من على جبل قاسيون.
وردا على ما أعلنته القوات النظامية أنها «طهرت دمشق من المسلحين»، قال مسؤول بارز في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي الجيش السوري الحر ما زالوا في دمشق، لكنهم يتخذون إجراءات احتياطية كون القصف على الأحياء لم يتوقف »، نافيا أن يكون المسلحون المعارضون انسحبوا من أحياء دمشق. وأكد أن السيطرة التي يتحدث عنها النظام غير قائمة، لكنه يمارس حربا نفسيا ضد المعارضين بالإيحاء بأنه مسيطر، لكن الواقع الميداني يؤكد عكس ذلك.
وشدد المسؤول على أن المعركة في دمشق لم تنته، كاشفا أن «اشتباكات وقعت فجر اليوم (أمس) مما اضطر الجيش النظامي إلى الاستعانة بسلاح المدفعية وقصف الأحياء، لأنه لم يتمكن من دخول بعض الزوايا فيها». وأشار إلى أن القوات النظامية تتفوق بسلاح المدفعية الثقيلة وبطائراتها وحواماتها، لكنها عاجزة عن مقارعة الجيش الحر في مواجهات مباشرة.
في المقابل، كان الجيش السوري قد أعلن أنه استعاد السيطرة على آخر مواقع المتمردين القوية. وأكد مصدر عسكري أن القوات السورية النظامية باتت تسيطر، وبشكل كامل على أحياء دمشق بعد «تطهير» حي التضامن، واصفا الوضع في العاصمة السورية بأنه «ممتاز ومستقر». وقال المصدر، متحدثا إلى الصحافيين: «لقد طهرنا جميع أحياء دمشق من الميدان إلى بساتين الرازي في المزة والحجر الأسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن».
وليس بعيدا عن العاصمة السورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء في محافظة ريف دمشق شهدت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وتركزت في حرستا التي سقط فيها 8 قتلى. وشهدت بلدة كفر بطنا اشتباكات ترافقت مع قصف أسفر عن تهدم في 7 منازل، كما تعرضت للقصف منطقتا زملكا، وحي ركن الدين اللذين سقط فيه 6 قتلى. فيما أظهرت صور بثها ناشطون قصفا يستهدف المباني السكنية في مدينة الزبداني بريف دمشق.
وفي مدينة حمص، اشتد القتال من جديد. وقالت لجان التنسيق المحلية المحلية إن اشتباكات شهدتها المدينة بعدما حاولت القوات النظامية اقتحام حي الخالدية من جهة حي كرم شمشم، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر الذي حاول صد الهجوم.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنيا قتل في الخالدية إثر تعرض منزله للقصف، مشيرا إلى أن القصف طال أحياء جورة الشياح، وأحياء حمص القديمة. ووثقت اللجان سقوط 5 قتلى في محافظة حمص. وأفاد ناشطون عن تجدد القصف المدفعي على مدن الحولة، والقصير، وتلبيسة، والرستن.
وجاءت تلك التطورات بعدما أفادت قناة «العالم» عن أن الجيش السوري أحكم سيطرته عل حمص وفرض طوقا أمنيا على من تبقى من المسلحين.
ونفى مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط» هذا الخبر، معتبرا أنه «مضلل». وقال إن الاشتباكات تجددت أمس على أكثر من محور، أهمه محور الخالدية الذي شهد معارك مباشرة مع الجيش الحر، بالإضافة إلى اشتباكات في منطقة قلعة الحصن.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أنه «في مدينة حمص انفجر فجر أمس مستودع للأسلحة تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة قرب جامع الفتح بحي جورة الشياح». ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي قوله «إن المستودع كان يحتوي ذخيرة وعبوات ناسفة وأدى انفجاره إلى مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين وتضرر في بعض الأبنية المجاورة».
وعن منطقة ريف حمص، أكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن مناطق القصير، وتلكلخ والحصن معرضة للقصف على مدى 24 ساعة، مشيرا إلى أن القصف يتم من مطار الضبعة العسكري في ريف القصير، ومن مربض الدبابات في هيت، الذي يقصف منطقة الناعم في القصير.
وأشار المصدر إلى أن الطائرات المروحية النظامية أدخلت إلى مهماتها مهمة جديدة، هي رمي المناشير (المنشورات). وقال إن اليومين الماضيين شهدا تحليقا كثيفا للطيران المروحي النظامي الذي رمى مناشير على القرى، يدعو فيها السكان إلى الإبلاغ عن الإرهابيين، والمجموعات المسلحة لأقرب مركز عسكري، وقال إنها تضمنت تحذيرا للمواطنين من خطر المجموعات المسلحة والتحذير من إيوائهم، داعية إياهم إلى تبليغ أقرب مركز عسكري بوجودهم.
وفي محافظة اللاذقية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة من قادة الكتائب الثائرة المقاتلة أصيبوا بجراح إثر قصف تعرض له مبنى في جبل الأكراد فجر اليوم (أمس).
أما في محافظة إدلب، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 11 قتيلا بقصف استهدف القرى المناطق المعارضة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدات وقرى حنتوتين، وكفر سجنة، والركايا، ومدايا، ومعر دبسة، تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية فجر أمس، مما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة العشرات بجراح في حصيلة أولية. وأفاد المرصد أن مدينة معرة النعمان تعرضت لقصف عشوائي.
وأعلن ناشطون أن عشرات المباني السكنية انهارت في مدينة أريحا بإدلب بسبب القصف العنيف للقوات النظامية.
من جهة ثانية، أشارت مواقع الثورة السورية على الإنترنت إلى وقوع اشتباكات في حي الحاضر في حماه، بعد وصول تعزيزات عسكرية لجيش النظام إلى حي القصور واقتحامه من جهة البساتين وشارع الثلاثين. وأعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل 3 أشخاص في حماه.
وفي شرق سوريا، شهد حي الميادين في دير الزور اشتباكات عنيفة بالقرب من مقر الأمن العسكري، وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، بينما أفاد ناشطون عن استمرار المعارك في أكثر من حي أحياء المدينة.
وفي درعا، شنت قوات النظام حملات دهم واعتقالات في بلدة نمر، ونفذت قصفا عنيفا على مناطق الحراك وناحتة والكرك الشرقي بدرعا مع قطع جميع الاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت. وقالت لجان التنسيق في درعا إن منازل في منطقة بصرى الشام من المحافظة تعرضت لقصف بالدبابات.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية: «اشتبكت الجهات المختصة خلال ملاحقتها فلول الإرهابيين في بلدة اليادودة ومزارعها في ريف درعا اليوم مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تقوم بترويع الأهالي وارتكاب أعمال تخريب وقتل». ونقلت الوكالة عن مصدر قوله: «إن الاشتباك أسفر عن مقتل وجرح عدد من الإرهابيين وإلقاء القبض على آخرين».
ورغم الحملات العسكرية والقصف والاعتقالات والاشتباكات، سجل يوم أمس خروج مظاهرات ليلية في أكثر من مكان، منها حلب. وأفاد ناشطون على «فيس بوك» أن المظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح تطالب بإسقاط النظام ووضع حد للمجازر، معلنة تضامنها مع مدينة حلب.
وفي ريف إدلب خرجت مظاهرات ليلية تطالب بوقف «المجازر» التي يرتكبها النظام ضد المدنيين العزل. وقد تركزت المظاهرات في مناطق بنش وكنصفرة بجبل الزاوية وفي مدينة حماه وريفها، وخرجت مظاهرات في أحياء طريق حلب والكرامة والبياض وكفر زيتا، منددة بما يرتكبه النظام من مجازر بحق المدنيين.
وفي حفايا تحول تشييع قتلى مجزرة «زور الحيصة» إلى مظاهرة ليلية منددة بعمليات القتل التي تنفذها قوات النظام.
انشقاق مسؤول أمني رفيع في دمشق ولجوؤه إلى الأردن، قريب فاروق الشرع تخلى عن نظام الأسد.. و25 عسكريا لجأوا إلى تركيا أول من أمس

لندن: «الشرق الأوسط» ... ضمن سلسلة الانشقاقات المتلاحقة التي يتم الإعلان عنها تباعا في صفوف الجيش السوري كان يوم أمس دور أحد كبار ضباط النظام ورئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي بدمشق، العقيد الركن يعرب الشرع الذي وصل إلى الأردن بمساعدة كتيبة «المعتز بالله» في الجيش الحر، بحسب ما أكد فهد المصري القيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط».
وأعلن الشرع انشقاقه رسميا، برفقة عدد من كبار ضباط النظام المنشقين، عرف منهم شقيقه الملازم أول كنان الشرع، والعقيد ياسر الحاج علي والمقدم توفيق الحاج علي. ويعرب الشرع من «خربة غزالي» في حوران، هو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
من جهة أخرى، قالت مصادر أردنية إن هؤلاء الضباط وصلوا الأردن عن طريق الشريط الحدودي كلاجئين، بينما أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، أن عددا من الضباط السوريين يدخلون الأردن يوميا بصفة لاجئين، ويتم التعامل معهم على هذا الأساس.
وقال المعايطة للصحافيين ردا على سؤال حول ما أثير مؤخرا بشأن انشقاق ضابط سوري برتبة رفيعة ووصوله إلى الأردن، إنه «من الممكن أن يكون هذا الضابط دخل البلاد، ولكن مع مجموعة لاجئين»، موضحا أنه «لا يمكن تمييزه عنهم طالما لم يصطحب معه ما يدل على أنه ضابط».
وأضاف أنه «في حال لم يدخل العسكري مع طائرة أو دبابة أو غير هذه الآليات، لا نتعامل مع الأمر بشكل رسمي، ويبقى وضع العسكري أو الضابط على أساس أنه لاجئ»، مشيرا إلى أنه كل يوم يدخل عسكريون عبر الحدود مع سوريا مع اللاجئين.
ويذكر أنه تم الإعلان أول من أمس عن انشقاقات كبيرة طالت وزارة الداخلية السورية وكلية الدفاع والمخابرات الجوية في دير الزور. وأفادت المعلومات بأن الضباط المنشقين يملكون كما هائلا من المعلومات عن عقود السلاح وأسرار وزارة الداخلية، كما عن سياسة النظام المتعلقة بإدارة الأزمات.
من جهة أخرى، وصل ما يقارب 1088 لاجئا سوريا، بينهم 25 عسكريا مع عائلتهم، ليلة أول من أمس إلى تركيا، هربا من الاشتباكات الجارية في بلدهم. ودخل النازحون السوريون عبر مدينتي «هطاي» و«كيليس» الحدودية مع سوريا، ومن ضمنهم عسكريون برتب كبيرة مع عوائلهم.
وذكرت صحيفة «راديكال» التركية، الصادرة أمس (الأحد)، أنه تم نقل العسكريين إلى مخيم «أبايدن»، وبالنسبة للمدنيين السوريين فقد تم نقلهم لمخيم في مدينة «أورفة» جنوب تركيا. وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية أن عدد السوريين في تركيا اقترب من 50 ألف لاجئ سوري.
في سياق متصل، ذكرت وكالة (الأناضول) التركية للأنباء أمس أن 15 سوريا جريحا من اللاجئين القادمين لتركيا أول من أمس نقلوا إلى مستشفى «ريحانلي» العام لتلقي العلاج، كما نقلت إلى تركيا جثث خمسة سوريين قتلوا في الاشتباكات مع قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري الحر في مدينة إدلب، وتم نقل الجثث إلى معهد الطب الشرعي في مدينة أضنة جنوب تركيا.
 
وزير أردني: الوضع على الحدود مع سوريا مستقر.. ووصول مساعدات مغربية للاجئين السوريين، قال إن عمان لا تتدخل في شؤون أي دولة مجاورة وتعمل ضمن الحرص العربي والدولي

جريدة الشرق الاوسط...عمان: محمد الدعمة .. قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، إن الوضع على الحدود الأردنية مع سوريا مستقر من خلال الجهود المبذولة من قبل القوات المسلحة الأردنية.
وأكد المعايطة في تصريح للصحافيين خلال جولة ميدانية قام بها أمس، على مخيم اللاجئين السوريين في منطقة الزعتري بمحافظة المفرق (75 كيلومترا شمال شرقي عمان)، أن الأردن لن يتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة مجاورة، ويعمل ضمن الحرص العربي والدولي على حل الأزمة السورية.
وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها الأردن تجعله غير قادر، في بعض الأحيان، على توفير مثل هذه الاحتياجات للاجئين، مما يتطلب دعم مختلف المنظمات الإنسانية والدولية لإنجاح الدور الذي يقوم بها المخيم لخدمة اللاجئين السوريين كافة. وقال: «إننا استمعنا من اللاجئين لجميع الملاحظات والمطالب الأساسية التي سيتم رفعها إلى الجهات المعنية، والعمل على حلها وتنفيذ الممكن منها».
وأضاف أن الحكومة حريصة على مواصلة التنسيق مع مختلف المنظمات الإنسانية والدولية للوقوف إلى جانب الأردن في دعم اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات الإنسانية المطلوبة لهم. وأكد أهمية تقديم مختلف التسهيلات لوسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية للقيام بمهامها في ما يتعلق بمخيمات اللاجئين السوريين.
من جانبه، أعلن الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أيمن المفلح، أنه سيتم تجهيز أكثر من 80 «كرفانا» لتحل محل الخيام مرحلة أولى لإيواء اللاجئين، نظرا لعدم جدوى الخيام الحالية في التحمل في ظل الظروف الصحراوية في موقع المخيم، موضحا أن «أعداد اللاجئين في ازدياد، وتعمل كوادرنا على مدار الساعة من أجل تلبية احتياجات اللاجئين السوريين وتزويدهم بمختلف الخدمات الإنسانية اللازمة».
وبين المفلح أن المخيم سيشمل إقامة العديد من الخدمات الأساسية من الكهرباء والمياه والوحدات الصحية والمساعدات الغذائية اللازمة لهذه الغاية.
بدوره، قال ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالأردن آندرو هاربر، إن المفوضية تسعى جاهدة للعمل ضمن منظومة واحدة مع الحكومة الأردنية من أجل تقديم الخدمات اللازمة لجميع اللاجئين السوريين المقيمين في المخيم، بمواصلة استقبالهم في المخيم ورعايتهم بالشكل المطلوب، مبينا أن خدمات صحية وطبية ومساعدات عاجلة ستصل قريبا للمخيم من شأنها أن تحسن من الخدمات المقدمة للاجئين السوريين الذي يتوافدون بشكل يومي إلى موقع المخيم، ويتم على الفور إنجاز مهمة دخولهم دون عوائق تذكر.
على صعيد متصل، وصلت 7 طائرات عسكرية مغربية تحمل معونات إنسانية للاجئين السوريين الموجودين في الأردن. وقال مصدر دبلوماسي مغربي في عمان، إن المساعدات تشمل إقامة مستشفى ميداني طبي جراحي مدعم يتضمن العديد من الوحدات ويشمل جميع التخصصات. كما تتضمن المساعدات 60 طنا من المواد الغذائية الأساسية مثل السكر والدقيق والمعجنات والزيت تضاف إليها مساهمة تتكون من 55 طنا من الأرز والحليب المجفف المخصص للأطفال.
 
رائد الفضاء السوري الوحيد أحمد فارس ينشق عن الأسد، مصدر بالجيش الحر لـ «الشرق الأوسط» : نتواصل مع ضباط علويين بالحرس الجمهوري وسيعلنون انشقاقهم قريبا

بيروت: كارولين عاكوم .. نجح اللواء في سلاح الجو السوري، أحمد محمد فارس، بعد ثلاث محاولات للانشقاق، في الانضمام إلى لائحة الضباط المنشقين، ليكون رائد الفضاء السوري الأول والأخير الذي يخرج عن عباءة النظام السوري «ليشكل ضربة لروسيا بعدما اختارت أن تشارك في قتل الشعب السوري»، بحسب ما قاله مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط».
ولفت القيادي إلى أن فارس كان من أبرز المدللين لنظام الأسد ولروسيا التي كان لها الفضل في وصوله إلى الفضاء في مركبة «سويوز M3»، للمحطة الفضائية «مير»، في 22 يوليو (تموز) عام 1987 مع اثنين من رواد الفضاء الروس ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سوريا والاتحاد السوفياتي.
وفي حين رحب المصدر القيادي بانشقاق فارس، معتبرا أن انشقاقات كهذه تضعف النظام السوري الذي بدأ يفقد سيطرته على معظم المناطق السورية، رأى أن خروجه يعكس مدى الصراعات والخلافات الحاصلة في الدائرة الضيقة للأسد، مضيفا «يعتبر فارس شخصية وطنية رمزية بالنسبة إلى الشعب السوري باعتباره رائد الفضاء الوحيد في سوريا، وبالتالي انشقاقه ينعكس إيجابا على معنويات عناصر الجيش الحر وسلبا على قوات النظام، ولا سيما أنه كان ابن روسيا المدلل في سوريا».
وكشف المصدر عن أن عشرات الضباط الكبار يتواصلون سرا مع الجيش الحر معبرين عن رغبتهم في الانشقاق، ومن بينهم ضباط من الطائفة العلوية في الحرس الجمهوري، مشيرا إلى أنهم سيقدمون على إعلان انشقاقهم في وقت قريب.
بدوره، أكد ياسر النجار عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب، أن فارس الذي تولى إدارة فرع في «معهد مركز البحوث» بسوريا ثم «المعهد الفني الجوي» كان قد عبر مرارا عن إهمال السلطة له، وترددت معلومات أنه تعرض لمضايقات عدة بسبب مواقفه السياسية الأخيرة المناهضة للنظام.
وكانت وكالة «أنباء الأناضول» قد ذكرت أن «فارس فر من بلاده إلى تركيا بعد إعلانه الانشقاق عن النظام».
 
ضحايا الدعاية السورية

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط.... منذ بداية الأزمة السورية، لعب الجانب الدعائي دورا مهما للجانبين، لكنه كان أكثر أهمية وفعالية ونجاحا لنظام بشار الأسد. وأزعم أن «البروباغاندا»، رغم فشلها في إيقاف انتفاضة الإنسان السوري، فإنها مدت في عمر النظام زمنا إضافيا طويلا أكثر مما حققته قواته وشبيحته على الأرض.
ومن آخر الأكاذيب ما بث عبر وكالة «رويترز» قبل أيام من حديث منسوب لقائد الجيش الحر رياض الأسعد. الحديث كله ملفق يقول فيه بمقتل ألف من أفراد قواته وهزائمه. ولم تكن تلك الكذبة الأولى؛ حيث يوجد جيش من العاملين للنظام ينتجون الأكاذيب.. لا يكتفون بالتعليق والرد وترويج مواقف النظام في الإعلام، بل يقومون أيضا بتزييف الصور والأخبار وبلغات متعددة برسائل مختلفة. فالدعاية الموجهة للغرب تركز على أن الثوار إرهابيو «قاعدة» وحفنة من المتطرفين الإسلاميين. والدعاية الموجهة للعرب تقول لهم إن ما يحدث ضد نظام الأسد ليس إلا مؤامرة أميركية - فرنسية. والرسائل الموجهة للسوريين أيضا مختلفة؛ للمسيحيين يقال إنهم مستهدفون من إسلاميين، وللسوريين الموالين للثورة يقال لهم إنها مؤامرة على العرب والإسلام وإن إسرائيل خلفها، ويزعم العثور على أسلحة إسرائيلية مع الثوار. وهناك نشاط دعائي موجه للثوار أنفسهم لضرب بعضهم ببعض، أو تقديم معلومات مضللة؛ ففي معركة الحفة، وهي بلدة قريبة من اللاذقية استولى عليها الثوار، وجهت لهم رسائل عبر الإعلام مزعومة على لسان الجيش الحر بالانسحاب تكتيكيا، وبالفعل انسحب المقاتلون منها معتقدين أنها أوامر قيادتهم، كما ذكره مسؤول في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط».
لهذا، لا أستغرب عندما أسمع سياسيين أو إعلاميين في الغرب يتبنون وجهة النظر الرسمية للنظام السوري بناء على الكم الهائل من الأكاذيب التي تصل إليهم، والأكثر غرابة أن الإعلام الروسي الموجه للخارج، يقوم بتدوير المواد الدعائية التي ينتجها إعلام نظام الأسد، ويزيد عليها باجتهاد لا مثيل له.
إنما أستغرب عندما أسمع من يردد دعاية النظام السوري من باحثين ومدونين بيننا، رغم سهولة امتحان الحقيقة بالنسبة لهم. وعندما كتب الأستاذ سلطان القاسمي مدعيا انحيازنا وتزويرنا الفيديوهات والأخبار لجانب الثوار ضد النظام، ظننت أنها من إنتاج دعاية نظام الأسد. لم يرتكب أخطاء فادحة فحسب؛ بل أثبت أن النظام السوري ناجح في تضليل العرب المتعلمين والمتابعين. ما كتبه لا يقبل أن يقال حتى قبل عام عندما كانت الانتفاضة في بدايتها، فالحقائق في المسألة السورية واضحة لنا في المنطقة بغض النظر عن ميولنا وانتماءاتنا.
ما يفعله النظام السوري أكبر من الحقيقة البشعة التي تعرض بكثير، وبدرجة يعجز المرء أحيانا عن تصديقها، رغم وجود كم ضخم من الصور والفيديوهات التي تنشر يوميا من مناطق المعارك المنكوبة.
من حقائق الحدث السوري التي لا يصدقها كثيرون اشتراك إيرانيين وروس إلى جانب قوات النظام في المعارك منذ أكثر من عام، ونحن نعلم عنها مبكرا، لكن القليل من الأدلة يمكننا تقديمه. وحتى عند تقديمها، فإن إعلام النظام نشط في التشكيك فيها وتحويلها من قضية مرتزقة قتلة إلى قضية أناس مظلومين.. كما عالج قصة الحافلة التي خطفها الثوار قبل أيام.. فيها مقاتلون من الحرس الثوري.. فالنظام سارع للادعاء أنهم حجاج، ونحن ندري أن لا أحد يذهب الآن إلى سوريا للسياحة أو زيارة الأماكن الدينية، وجميع الذين ظهروا في الفيديو رجال في أعمار المقاتلين ولا يوجد بينهم نساء أو أطفال.
طبعا سهل على البعض التنظير والنقد عن بعد، واختصار كل ما يحدث في أنها مسألة سياسية بحتة، وتقسيم الجميع وفق محاور وقوالب محددة. في حين أن ما يحدث في سوريا أمر واضح للعيان، تؤيده كميات هائلة من الأدلة من الصدقية بحيث لا يمكن التشكيك فيها، وقد مر سبعة عشر شهرا على الحرب كافية لفحص الحقائق.
إن تبسيط الأمور للقارئ البعيد، بتسطيح ما يجري على أنها نشاطات إعلامية ضمن عداوات سياسية، ومن تدبير أنظمة، لن يلغي الحقائق الكبيرة الماثلة لأهل البلد أنفسهم أولا، وهو الأهم.
ولولا أن النظام السوري سيئ وشرير جدا ما استمر الناس يخاطرون بحياتهم بأنفسهم كل هذا الزمن.. يتظاهرون وهم عزل ويقاتلون دفاعا عن أهاليهم وأحيائهم. هذه ليست أكاذيب ولا أهواء ولا معسكرات سياسية.
وفي المقابل، لولا أن قوات الأسد غير مؤمنة بقضيتها، وتقاتل مرغمة، لكسبت منذ زمن بعيد، فالنظام يملك ترسانة هائلة من الأسلحة، وأكثر من نصف مليون جندي وأمني منخرط في القتال، ومدد لم ينقطع من جانب حلفائه، وهو الآن محاصر في عاصمته.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,830,215

عدد الزوار: 7,647,052

المتواجدون الآن: 0