انشقاق رئيس حكومة الأسد

تاريخ الإضافة الأربعاء 8 آب 2012 - 5:56 ص    عدد الزيارات 2558    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

انشقاق رئيس حكومة الأسد
مصرع 3 من المخطوفيين الإيرانيين وتهديد بقتل بقيتهم * الجيش الحر : في حوزتنا 25 مروحية وصواريخ متطورة
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال وبولا أسطيح عمان: محمد الدعمة
في ضربة مزدوجة تزيد من «عزلة» الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن رئيس الحكومة السورية رياض حجاب أمس عن انشقاقه وفراره مع عائلته مؤقتا إلى الأردن، في الوقت الذي دعا فيه دبلوماسيون سوريون إلى تكوين كيان جديد يدعى «دبلوماسيون سوريون من أجل دولة ديمقراطية مدنية»، قائلين إنهم ليسوا جزءا من النظام بل جزء من الدولة السورية ومن إداراتها الرسمية.
وقال حجاب في بيان تلفزيوني تلاه متحدث باسمه: «أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب، وأعلن انضمامي لصفوف ثورة الحرية والكرامة، وأعلن أنني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة». إلى ذلك، أعلن مقاتلو المعارضة السورية عن مقتل 3 إيرانيين، من مجموع 48 إيرانيا تم اختطافهم السبت الماضي في سوريا، وذلك إثر قصف حكومي في محافظة دمشق أمس وهددوا بقتل بقية المحتجزين ما لم يوقف الجيش السوري القصف، بينما نفى مسؤول إيراني بارز أن يكون هؤلاء الإيرانيون المختطفون من العسكريين.
ميدانيا، وبينما استمرت محاولات القوات النظامية للسيطرة على حلب، قال الجيش الحر إنه يستعد لمعركة العاصمة دمشق، كما اتهم المجلس الوطني السوري النظام بارتكاب مجزرة و«تهجير طائفي» في بلدة «حر بنفسه» بريف حماة راح ضحيتها أكثر من 40 قتيلا. وأكد متحدث باسم الجيش الحر أن المعارضة تمكنت من السيطرة على مواقع حساسة وصواريخ متطورة، إلى جانب أنه أصبح في حوزتها 25 مروحية بعد انشقاق الطيارين.
 
انشقاق رئيس الوزراء السوري و3 وزراء.. وغموض حول وصولهم إلى الأردن، قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: انشقاقه تزامن مع انشقاق عدد من كبار الضباط بينهم لواء علوي

بيروت: كارولين عاكوم عمان: محمد الدعمة ... أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشقاقه أمس عن نظام الرئيس بشار الأسد، بعد شهرين من تعيينه في منصبه، ولجأ إلى الأردن لينضم إلى الثورة السورية، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه محمد العطري.. في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول وصوله وآخرين إلى الأردن حتى عصر أمس.
في المقابل، وقبل ساعات قليلة من إعلان انشقاق حجاب رسميا، كان التلفزيون السوري الرسمي قد أعلن خبر إقالة حجاب (المنتمي إلى إحدى عشائر محافظة دير الزور) من منصبه دون ذكر مزيد من التفاصيل، ثم أعلن في وقت لاحق أن الرئيس بشار الأسد عين نائب رئيس الوزراء عمر قلاونجي بمهمة تسيير أعمال الحكومة.. وبينما أعلنت مصادر المعارضة صباح أمس عن إحباط السلطات السورية لمحاولة انشقاق وهروب وزير المالية جليلاتي واعتقاله، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تكذيبا لذلك، قائلة إن جليلاتي «على رأس عمله». كما قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لاحقا إن مجلس الوزراء السوري اجتمع أمس برئاسة رئيس الوزراء المؤقت عمر قلاونجي في جلسة قصيرة حضرها جميع الوزراء.
وتلا المتحدث محمد عطري بيانا نيابة عن حجاب أمس، قال فيه «انشق حجاب عن نظام القتل والإرهاب وانضم إلى صفوف الحرية والكرامة، وهو الآن يعتبر نفسه جنديا من جنود هذه الثورة المباركة»، مشيرا إلى أنه سيكون لحجاب إطلالة لاحقة ويتحدث بنفسه عن انشقاقه.
وكشف عطري أن حجاب كان قد بدأ التحضير لعملية الانشقاق والهروب منذ تعيينه في منصب رئاسة الوزراء قبل شهرين ونصف، مؤكدا أن الأخير خيّر وقتها بين القبول بالمنصب أو القتل.. لافتا إلى أن عملية انتقال حجاب إلى الأردن أشرف عليها الجيش السوري الحر، وأن عشر عائلات رافقته بينها عائلات أشقائه الثمانية ومنهم مسؤولون في وزارتي النفط والبيئة.
من جهته، أصدر المجلس الوطني السوري بيانا حول انشقاق حجاب، لفت فيه إلى «أنّ رئيس وزراء النظام السوري رياض حجاب أعلن انشقاقه عن النظام مع عدد من الوزراء، حيث وصل إلى الأردن برفقة عائلته وعدد من أقاربه، في نفس الوقت الذي تسارعت فيه وتيرة الانشقاقات العسكرية والسياسية».
ودعا المجلس «من تبقى من مسؤولين في ركب النظام الغارق للانشقاق العاجل عنه»، مرحبا بهذه الخطوة، ومؤكدا أن الثورة السورية هي الموطن الطبيعي لكل السوريين الذين يجب عليهم في هذه اللحظات المصيرية أن يقفوا إلى جانب شعبهم وثورته البطلة، وأن يساهموا في إسقاط هذا النظام وتقويض أركانه.
وأضاف البيان «إن سرعة الانشقاقات التي تصيب مفاصل النظام السوري السياسية والعسكرية هي دليل على سرعة تفككه وقرب انهياره، وإن أي محاولات يقوم بها حلفاء النظام لإسناده وإبقائه على قيد الحياة إنما هي محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، وسيخيب مسعى هؤلاء، وستنتصر إرادة الشعب السوري في الحرية والكرامة، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن مرحلة بشار الأسد قد انتهت وأن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة سيكون عنوانها البناء والتنمية والاستقرار والحرية».
وفي حين رفض مصدر قيادي بالجيش الحر إعطاء المزيد من التفاصيل عن عملية هروب حجاب ووصوله إلى الأردن، نظرا لحساسية الموضوع ووجود معلومات يصعب الإفصاح عنها حاليا، أكّّد لـ«الشرق الأوسط» أنّ التنسيق بين الجيش الحر وحجاب - عبر وسيط - كان قد بدأ منذ تعيينه رئيسا للحكومة السورية. لافتا، إلى أنّ الأمر استدعى دراسة الحالة والحماية الأمنية المرافقة لحجاب والرقابة المشددة عليه لمنعه من أي محاولة للانشقاق، ثم تمّ التحضير لسيناريو محكم مع الأخذ بعين الاعتبار كلّ الاحتمالات، وبينها خروج عائلته وعائلات إخوته وأخواته، إلى أن تمّ التنفيذ ليل أوّل من أمس، وتم تهريب رئيس الحكومة بعدها إلى الأردن بعد إعلام السلطات الأردنية بأهمية الشخصية السياسية التي ستصل إلى أراضيها. مشيرا إلى «أنه تمّ اختيار الأردن نظرا إلى القرب الجغرافي من سوريا في ظل استحالة دخوله إلى لبنان حيث سيطرة حزب الله».
وفي غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول وصول حجاب إلى الأردن، حيث أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة أمس أن «حجاب لم يدخل الأراضي الأردنية حتى الآن (عصر أمس)».. بينما أكدت مصادر مطلعة أن حجاب وصل إلى الأردن هو وسبعة من أشقائه، حيث يعمل واحد منهم في وزارة النفط وآخر في وزارة البيئة.
وأشارت المصادر الأردنية إلى أن أفرادا من الجيش السوري الحر استطاعوا تهريب أفراد عائلة حجاب إلى الأردن عبر الشريط الحدودي مع اللاجئين الذين يصلون الأردن بأعداد كبيرة يوميا، موضحة أن «أفراد عائلة حجاب ستبقى في الأردن، وهي الآن في مكان آمن. وسيغادر حجاب إلى قطر دون تحديد الفترة التي سيمكثها في الأردن».
وهو ذات ما أكده المتحدث محمد عطري، الذي قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «رئيس الوزراء سيتوجه إلى الدوحة غدا (اليوم) الثلاثاء أو الأربعاء أو خلال أيام، لوجود الوكالات الإعلامية هناك». فيما قالت مصادر أخرى بالمعارضة إن «حجاب سيسافر إلى الدوحة خلال الساعات القليلة المقبلة، على الأغلب الساعة الواحدة بعد منتصف الليل (أمس)، في حين سيبقى أشقاؤه» في الأردن.. موضحة أن «العلاقة بين الحكومة الأردنية ونظيرتها السورية حساسة، ولا نريد إثارة بلبلة، وفور وصول حجاب إلى الدوحة سيتم إعلان تفاصيل انشقاقه كاملة».
من جهة أخرى، لفت القيادي بالجيش الحر فهد المصري إلى أنّ انشقاق حجاب و3 وزراء سوريين، تزامن مع انشقاق عدد من كبار الضباط أحدهم برتبه لواء من الطائفة العلوية، وأنه سيتم الإعلان عن أسمائهم لاحقا.. مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أنه «ومنذ إعلان انشقاق رئيس الحكومة تكثفت الاتصالات من شخصيات أمنية وعسكرية وسياسية عبر وسطاء، من أجل تأمين حمايتهم لإعلان انشقاقهم».
وأكّد المصري، أنّه «منذ مساء أوّل من أمس، بدأت قوات النظام بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق على طول الحدود الأردنية لمنع حجاب (ورفاقه) من الخروج من الأراضي السورية». واعتبر المصري، أنّ انشقاق رئيس الحكومة السورية، أي الرجل الثاني بعد الأسد في النظام، يشكل ضربة قوية في العمود الفقري له.. مضيفا أن «انشقاق أبرز رؤوس النظام يعكس بوضوح انهيار واضح لمنظومة التبرير التي يستخدمها مع خصومه، وجاء ليكذب ادعاءات ذلك النظام وحليفه الإيراني حول موضوع المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سوريا».
حجاب: عينه الأسد رئيسا لـ«حكومة الإصلاح» فكان أرفع من انشق عنه

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال .... يعد انشقاق رئيس الحكومة السورية، رياض حجاب (46 عاما)، الانشقاق الرسمي الأبرز لمسؤول سوري منذ بدء الثورة السورية قبل 17 شهرا، وذلك بعد يوم على انشقاق مسؤول فرع المعلومات في جهاز الأمن السياسي السوري، يعرب الشرع، المقرب من الرئيس السوري، بشار الأسد، وخلال أقل من شهر على استهداف الرؤوس الأمنية للنظام السوري.
والمفارقة أن انشقاق حجاب، الذي وصف بأنه «رئيس الحكومة البعثي في زمن الإصلاحات»، يأتي بعد شهرين فقط من تكليفه من قبل الرئيس الأسد (6 يونيو/ حزيران الماضي) تشكيل حكومة سورية جديدة، بعدما تولى منذ بداية الثورة - إلى جانب منصبه محافظا للاذقية – لجنة أمنية مهمتها إدارة عمليات القمع ضد المظاهرات السلمية، وفق ما يؤكده ناشطون سوريون. وعين الأسد حجاب رئيسا للوزراء بعد انتخابات برلمانية أجريت في مايو (أيار) الماضي رأى فيها النظام السوري «خطوة نحو الإصلاح السياسي».
وإذا كان تعيين حجاب رئيسا لحكومة الإصلاح في سوريا قد أثار حفيظة الناشطين والمعارضين السوريين؛ فإن انشقاقه لاقى ترحيبا وتهليلا، خصوصا أنه من الناحية التقنية أو التراتبية يعتبر الرجل الثاني في بنية الدولة السورية بعد رئيس الجمهورية، وإن كان «ربما الرجل المليون فعليا بعد رؤساء وعناصر الأجهزة الأمنية كلهم»، وفق توصيف أحد المعارضين السوريين. ويراهن السوريون على أن يشكل انشقاقه مقدمة لتفكك بنية نظام الأسد السياسية تدريجيا.
وسبق لحجاب، المتحدر من إحدى قبائل محافظة دير الزور (مواليد عام 1966) ويحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وهو أب لـ4 أولاد، أن شغل منصب وزير الزراعة في الحكومة الثالثة في عهد الرئيس بشار الأسد برئاسة عادل سفر. وتربط حجاب علاقة قوية بالأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان، وهو ما شكل عامل ثقة به خوله تشكيل الحكومة بتكليف من الأسد.
وكان حجاب قد تولى مهمة عضو قيادة فرع حزب البعث منذ عام 1998 وحتى 2004، إضافة إلى رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في دير الزور منذ عام 1989 وحتى 1998. كما تولى مهمة أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور منذ عام 2004، ثم تولى مهمة محافظ القنيطرة عام 2008. وفي عام 2011 انتقل إلى اللاذقية محافظا.
 
ابرز الانشقاقات في سوريا

لندن: «الشرق الأوسط»
 
* أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس انشقاق الدكتور رياض حجاب رئيس الوزراء السوري، بينما أعلن التلفزيون الرسمي إقالته من مهامه بعد أن كلف في السادس من يونيو (حزيران) الماضي بتشكيل الوزارة.
* 5 أغسطس (آب): انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع، وهو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع (سني)، مع شقيقه الملازم أول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه ولجوؤهما إلى الأردن. كما انشق العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه وانتقل أيضا إلى الأردن.
كذلك لجأ اللواء محمد أحمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي أصبح أول رائد فضاء سوري، إلى تركيا بعد إعلان انشقاقه.
* 18 يوليو (تموز): العميد مناف طلاس صديق الرئيس بشار الأسد ينشق عن النظام ليكون أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات، وهو نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس (سني) الذي كان صديقا منذ أمد طويل للرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي. وفي 26 يوليو أعلن مناف طلاس أنه يأمل في «وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة» في سوريا بالتواصل «مع كل طرف شريف يريد بناء سوريا»، مؤكدا أنه «لا يرى سوريا ببشار الأسد».
* وفي يوليو أعلن العديد من الدبلوماسيين انشقاقهم:
في 11 يوليو السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس كان أول دبلوماسي يعلن انشقاقه. وقد لجأ إلى قطر ودعا الجيش إلى «الانضمام فورا إلى صفوف الثورة». وفي 24 انشق السفير السوري لدى الإمارات عبد اللطيف الدباغ، وزوجته القائمة بأعمال السفارة السورية في قبرص لمياء الحريري، ثم لحق بهما في 25 من الشهر نفسه الملحق الأمني في السفارة السورية لدى سلطنة عمان محمد تحسين الفقير.
وفي 30 من الشهر نفسه استقال القائم بالأعمال السوري في لندن خالد الأيوبي، تبعه غداة ذلك قنصل سوريا لدى أرمينيا محمد حسام حافظ.
* وكان أربعة نواب برلمانيين قد أعلنوا أيضا استقالتهم احتجاجا على قمع المعارضة، فقد أعلن نائبان مستقلان في أبريل (نيسان) 2011 استقالتهما، تبعهما في يناير (كانون الثاني) 2012 النائب عماد غليون العضو في لجنة الموازنة بمجلس الشعب والذي لجأ إلى مصر. وفي 26 يوليو أعلنت النائبة عن مدينة حلب إخلاص بدوي انشقاقها ولجأت مع أولادها الستة إلى تركيا. وكان ذلك أول انشقاق داخل مجلس الشعب (البرلمان) الجديد المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو (أيار).
* 8 مارس (آذار) 2012: معاون وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبدو حسام الدين يعلن انضمامه إلى صفوف المعارضة منددا بـ«وحشية» النظام، ليصبح بذلك أعلى مسؤول ينشق عن نظام الرئيس بشار الأسد بعد سنة من بدء الحركة الاحتجاجية.
إلى ذلك، أعلن العقيد رياض الأسعد الذي انشق عن الجيش السوري النظامي ولجأ إلى تركيا، في 30 يوليو 2011 تأسيس «الجيش السوري الحر» ليبدأ معارضة مسلحة ضد النظام. ومنذ ذلك الحين لجأ 31 من كبار الضباط السوريين المنشقين إلى الأراضي التركية. لكن بعض هؤلاء الضباط عادوا إلى سوريا للانضمام إلى المقاتلين الناشطين في البلاد، كما أعلن مسؤول تركي، رافضا الكشف عن عدد الضباط السوريين الموجودين حاليا في تركيا.
وفي الأشهر الأخيرة عبر مئات العسكريين السوريين بشكل شبه يومي الحدود مع تركيا للالتحاق بالجيش السوري الحر، غالبا بصحبة جنود صف. ومن عمليات الانشقاق اللافتة فرار قائد طائرة حربية سورية في 22 يونيو، هو العقيد طيار حسن مرعي الحمادة الذي لجأ بطائرته «الميغ» إلى الأردن.
الأسد يفقد السيطرة على العرين، البيت الأبيض: أيامه باتت معدودة.. ورياض الأسعد: نتحرك بحرية في دمشق

جريدة الشرق الاوسط.. لندن: أحمد الغمراوي.. في أعنف ضربة سياسية يتلقاها النظام السوري منذ بدء حركة الاحتجاجات ضده في مارس (آذار) 2011، أعلن رئيس الوزراء السوري، رياض حجاب، انشقاقه وفراره مع أسرته وآخرين إلى الأردن، بعد نحو 60 يوما فقط على رأس الحكومة، معلنا إلى الإعلام، من خلال متحدث باسمه، أنه تعرض لضغوط شديدة وتهديدات بالقتل لقبول منصب رئيس الوزراء.
واعتبر جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحافي، أمس، أن «هذا الانشقاق دليل على أن قبضة الأسد على السلطة تتفكك. القوة الدافعة مع المعارضة ومع الشعب السوري». كما قال توني فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن «المعلومات التي تفيد بأن عدة مسؤولين كبار في نظام الأسد، بينهم رئيس الحكومة، رياض حجاب، قد انشقوا، هي إشارة جديدة على أن الأسد فقد السيطرة على سوريا».
وأضاف فيتور: «من البديهي القول إن هذه الانشقاقات تطال اليوم أعلى مستويات الحكومة السورية، وتكشف أن السوريين يعتقدون أن أيام الأسد باتت معدودة»، وتابع أن «الطريقة الأسرع لوضع حد لحمام الدم ولعذابات السوريين هي في إقرار الأسد بأن السوريين لن يسمحوا له بالبقاء في السلطة».
وبينما يرى محللون أن انشقاق حجاب قد يكون له تأثير كبير على الحكومة السورية، فإن الباحث نديم شحادة، المختص بالشأن السوري في مركز «شاتام هاوس»، يرجح أن يكون التأثير معنويا بأكثر من كونه فعالا في هدم النظام.
وقال شحادة لـ«الشرق الأوسط»: «رأينا انشقاقات عدة مؤخرا، بعضها لرجال قد يكونون أكثر قربا من دائرة الحكم وأرفع من حيث المعلوماتية التي يحوزونها، كما رأينا أيضا تفجيرات تستهدف أركان النظام (في إشارة إلى تفجير خلية الأزمة)، لكن أهمية انشقاق حجاب الرئيسية تكمن في أنه حافظ كبير للغاية للمترددين عن الانشقاق»، كما يرى شحادة أن انشقاق حجاب قد يعجل من إعادة بعض الدول، مثل روسيا، لحساباتها بعد تسارع وتيرة انهيار حلقات الأسد السياسية والعسكرية.
ورغم المعلومات التي يرى البعض أن حجاب سيمررها للمعارضين، وخصوصا أنه قال إنه لا يطمع «في أي منصب، بل خدمة وطنه»، إلا أن شحادة شكك في حجم وأهمية المعلومات التي قد يكون حجاب يمتلكها، قائلا: «على الرغم من أنه رئيس وزراء، فإن نظام الأسد صار يشك في الجميع ويراقبهم.. علما بأن منصب رئيس الوزراء في سوريا هو منصب (شكلي) بالأساس، والحاكم الفعلي هو الأسد ودائرته المقربة».
ويرجح مراقبون تزايد الانشقاقات مؤخرا، وبخاصة مع الغموض الذي يلف مكان اختفاء الرئيس السوري منذ تفجير مقر مكتب الأمن القومي في دمشق في 18 يوليو (تموز) الماضي، حيث راجت شائعات على مدار الأسبوع الماضي بكونه مختبئا في اللاذقية، أو فر إلى طهران، بينما المعلومات المتوفرة كانت ما نشر في «الشرق الأوسط» منذ أيام أن الأسد يتحصن «في منطقة جبلية تقع وراء قصر الشعب، وبالتحديد في استراحة من 6 طوابق تحت الأرض تعود بالأساس إلى شقيقه ماهر الأسد وزوجته».
ولكن أغلب المحللين لا يعرفون تحديدا أين يمكن أن يكون الأسد مختفيا، ويقول شحادة إن هناك نظريات كثيرة حول مكان الأسد، «فالنظام السوري - وهو ربيب المدرسة الروسية - قائم على الغموض.. لكن هذا الاختفاء بالفعل يزيد من وتيرة الانشقاقات، فالجميع يشعرون أن الأمور تتسرب من يد النظام».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، أن انشقاق حجاب يكشف «هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية داعميه»، وتابع في بيان أن «فرنسا مقتنعة بأن نظام بشار الأسد إلى زوال. وأن تكرار الانشقاقات لمسؤولين سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين رفيعي المستوى يكشف هشاشة المجموعة الحاكمة»، مؤكدا: «علينا أن نواصل ممارسة ضغط شديد لكي يخلي هذا النظام المجرم مكانه ليفسح المجال أمام قيام سوريا ديمقراطية متعددة».
وفي خضم التعليقات الكثيرة على انشقاق حجاب، قال العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش السوري الحر»، أمس، إن «(الجيش الحر) يتحرك في دمشق بسهولة»، و«قمنا بنقل عدد من الشخصيات التي تنوي الانشقاق»، وهو ما يناقض ما كرره النظام طوال الأسبوع الماضي من سيطرته التامة على العاصمة، بالإضافة إلى الانفجار الغامض لمبنى الإذاعة والتلفزيون، الذي لم تعترف بالمسؤولية عنه أي جهة؛ لكنه يشير بوضوح إلى تراخي قبضة الأسد على العاصمة.
وأكد محمد عطري، المتحدث باسم حجاب، أمس، أن هروبه إلى الأردن تم بالتنسيق مع «الجيش الحر»، لكن عددا من المراقبين والخبراء السياسيين يرون أن هناك تنسيقا حتميا بين المنشقين وجهات أخرى، ويرجحون أن تكون جهات مخابراتية تقوم بالتنسيق العام مع «الجيش الحر» في الداخل والأردن أو تركيا (أبرز جبهات لجوء المنشقين الأولية، قبل التوجه إلى أماكن أخرى)، لكن شحادة يشير إلى أن «التنسيق الخارجي لا يعني عدم وجود قوة حقيقية لدور داخلي؛ قد يقوم به (الجيش الحر) وربما آخرون، حيث إن المعارضة السورية أثبتت - في أكثر من مناسبة - أنها قد اخترقت دوائر في غاية القرب من الحكم».
 
دبلوماسيون منشقون وعاملون يعلنون تأسيس تجمع معارض لنظام الأسد، حافظ لـ«الشرق الأوسط»: خوف السفراء على عائلاتهم في الداخل يؤخر إعلان انشقاقهم

بيروت: ليال أبو رحال ... أكد القنصل المنشق عن السفارة السورية في أرمينيا الدكتور محمد حسام حافظ أن «انشقاقات دبلوماسية عدة سيتم الإعلان عنها تباعا خلال الأسبوعين المقبلين»، وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن صدور البيان التأسيسي لتجمع سوري جديد يحمل اسم «دبلوماسيون سوريون من أجل دولة ديمقراطية مدنية»، يضم «مجموعة من الدبلوماسيين والعاملين في وزارة الخارجية السورية»، يعلنون من خلاله وقوفهم إلى «جانب أهلنا في سوريا ضد نظام القتل والتدمير، ونؤكد بأننا جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ولسنا جزءا من النظام». ويدعو البيان التأسيسي الدبلوماسيين السوريين كافة للانضمام إلى التجمع وإلى «إخراج آلة الحرب من المدن السورية»، ولأن «ينبلج فجر الدولة المدنية، دولة القانون والمحاسبة الحاضنة لجميع أبنائها»، مؤكدا أن «أساس الحراك الحالي في سوريا هو مدني سياسي سلمي، ولا يمكن تبرير قتل المواطنين السوريين أو تعذيبهم أو انتهاك أعراضهم أو إهانتهم أو إهانة مقدساتهم بالادعاء بوجود مؤامرات إقليمية أو دولية».
ويوضح حافظ أن «التجمع يضم الدبلوماسيين المنشقين وآخرين لا يزالون في الخدمة»، وهو «لا يعلن نفسه أنه جهة سياسية أو سيحل مكان جهة أخرى»، لافتا إلى أنه «يريد للخدمة المدنية أن تأخذ دورها بعد سقوط النظام السوري وأن تساهم في إعادة بناء الدولة السورية بعد سقوط نظام الأسد، وثمة إمكانية لتوسيعه في المستقبل ليضم العاملين في إدارات الدولة المدنية كافة».
ويقول حافظ إنه «يمثل جزءا كبيرا من الدبلوماسيين الذين عبروا خلال وجودهم في مناصبهم الرسمية عن مواقف مناهضة لقتل المدنيين واعتماد الحل الأمني في قمع المتظاهرين منذ اندلاع الثورة السورية»، مشيرا إلى أن «القبضة الأمنية على البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج وخوف الدبلوماسيين على عائلاتهم في الداخل يحولان دون إعلان دبلوماسيين كثيرين عن تأييدهم للثورة السورية جهارا».
ويشير الدبلوماسي المنشق، إلى أن «الدبلوماسيين السوريين في الخارج - ومع إصرار النظام السوري على اعتماد الحل الأمني - وجدوا أنفسهم بمأزق، لكن بعضهم قال: إنه ليس جزءا من النظام بل هو جزء من الدولة السورية ومن إداراتها الرسمية، وبالتالي فإن انشقاقنا لا يفيد الدولة بشيء.. ولكن هذه النظرية سقطت مع مرور الوقت».
ووفق حافظ، فإن «إقدام دبلوماسي على إعلان احتجاجه ومن ثم استقالته ليس بالأمر السهل إطلاقا»، ويقول في هذا السياق: «كنت أعمل في السفارة السورية في لندن مع بداية الثورة، ومن ثم تم نقلي إلى أرمينيا كنوع من الإجراءات التأديبية»، لافتا إلى أن «النظام السوري يعمل على نقل الدبلوماسيين المشكوك بتأييدهم للثورة إما إلى بعثات مسيطر عليها أمنيا أو ينهي خدماتهم، والحمد لله أنني تمكنت في اللحظة المناسبة من أن أعلن انشقاقي».
وجاء انشقاق حافظ بعد انشقاق 3 دبلوماسيين أولهم السفير السوري السابق في بغداد نواف الفارس، والقائمة بالأعمال في السفارة السورية لدى قبرص لمياء الحريري، وزوجها السفير في الإمارات عبد اللطيف الدباغ.. ثم انضم إليهم كل من السفير السوري السابق في روسيا البيضاء ودول البلطيق فاروق طه، ثم القائم بالأعمال السورية في لندن خالد الأيوبي، ونائب رئيس البعثة السورية في نيجيريا خالد الصالح، ليرتفع عدد الدبلوماسيين السوريين المنشقين إلى سبعة أشخاص.
وكان السفير السوري السابق في روسيا البيضاء ودول البلطيق فاروق طه قال خلال إعلان انشقاقه إن «النظام في دمشق لا يتورع عن تهديد مسؤوليه الراغبين في الانشقاق بالاعتداء على عائلاتهم وممتلكاتهم»، مشيرا إلى أنه بعد 7 أشهر على معارضته للحل الأمني في قمع الاحتجاجات أنهت الحكومة مهمته الدبلوماسية بسبب موقفه، لكنه تريث في إعلان موقفه.
مقتل 3 من المحتجزين الإيرانيين في قصف.. وطهران تنفي كونهم عناصر في الحرس الثوري، إيران تدعو دولا ذات «مواقف واقعية» لاجتماع حول سوريا.. وجنبلاط يهاجم زيارة جليلي لبيروت

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح ... بينما أعلن مقاتلو المعارضة السورية عن مقتل 3 إيرانيين، من مجموع 48 إيرانيا تم اختطافهم السبت الماضي في سوريا، وذلك إثر قصف حكومي في محافظة دمشق أمس وهددوا بقتل بقية المحتجزين خلال ساعة ما لم يوقف جيش الرئيس السوري بشار الأسد القصف، نفى مسؤول إيراني بارز أن يكون هؤلاء الإيرانيون المختطفون من العسكريين كما أعلن عن نية بلاده استضافة اجتماع لدول من المنطقة ودول أخرى لها «مواقف واقعية» بشأن سوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإيجاد سبل لحل أزمة البلاد.
وأعلن عناصر من المعارضة السورية مقتل 3 من المحتجزين الإيرانيين خلال هجوم جوي للقوات الحكومية في دمشق وهددوا «بقتل الرهائن الباقين إذا لم يوقف الجيش هجومه».
وقال معتصم الأحمد المتحدث باسم المجموعة لوكالة رويترز إن الرهائن قتلوا عندما انهار عليهم منزل في الهجوم الجوي، وتابع أن مجموعته ستقتل بقية الرهائن إذا لم يوقف الجيش القصف مشيرا إلى أن أمامه مهلة مدتها ساعة واحدة.
وبينما لم يتضح مصير هؤلاء الإيرانيين المحتجزين حتى ساعة إعداد هذا التقرير، نفى نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن يكون الإيرانيون الـ48 من العسكريين، وقال عبد اللهيان لقناة «العالم» الإيرانية: «إننا ننفي بشكل قاطع معلومات ذكرتها وسائل إعلام تؤكد أن زوارنا المخطوفين عناصر في الحرس الثوري». وأضاف «جميع المخطوفين زوار ذهبوا إلى دمشق لزيارة الأماكن المقدسة فيها»، وتابع «هذه العملية مخطط لها مسبقا ومنفذوها يريدون الضغط على إيران كي توقف دعم الشعب السوري».
وكانت قناة «العربية» قد عرضت أول من أمس شريطا مصورا يظهر الإيرانيين المختطفين في سوريا في قبضة الجيش السوري الحر الذي أكد أن الرهائن «شبيحة» وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني مظهرا بطاقات عسكرية لعدد كبير من المختطفين.
كما أعلن عبد اللهيان نية بلاده استضافة اجتماع لدول من المنطقة ودول أخرى لها «مواقف واقعية» بشأن سوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإيجاد سبل لحل أزمة البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (أرنا) عنه قوله «سيعقد اجتماع تشاوري بشأن سوريا في طهران يوم الخميس بمشاركة الدول التي تتبنى مواقف واقعية بشأن هذا البلد»، وأضاف أن هدف الاجتماع هو إيجاد «سبل للخروج من الأزمة الحالية وعودة الاستقرار والهدوء لهذا البلد وأيضا دعم كل الجهود الإقليمية والدولية البناءة»، غير أن المسؤول الإيراني لم يشر إلى الدول التي دعيت للاجتماع.
وفي غضون ذلك، وصل أمس أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى بيروت في زيارة والتقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، كما من المتوقع أن يلتقي لاحقا برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور لبحث العلاقات الثنائية والأوضاع في لبنان والمنطقة لا سيما تطورات الأحداث في سوريا.
ووصف جليلي خطف الزوار الإيرانيين الـ48 في دمشق «بالعمل المشين الذي لا يمكن لأي عاقل في الدنيا أن يؤيده»، مبديا «أسفه لرؤية الأمور قد توترت إلى الحد الذي لم يعد يسمح حتى للمدنيين الأبرياء العزل بزيارة العتبات المقدسة والمقامات الدينية». وطالب «الدول والأطراف التي تدعم مثل هذه الأعمال المشبوهة بأن يبيضوا صفحتهم أمام العالم بأسره».
وردا على سؤال عن رأيه في حزب الله والمقاومة اللبنانية، رأى جليلي أن «جميع أحرار العالم يرفعون رؤوسهم بالمقاومة اللبنانية البطلة التي تحولت إلى نموذج يحتذى في العالم»، لافتا إلى «أن الشعب اللبناني العزيز والحكومة اللبنانية يعرفان أكثر من أي طرف آخر كيف لهم أن يحتفظوا بهذه الجوهرة الناصعة».
وبينما دعا جليلي لترسيخ أركان الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع المنطقة، نبّه لمن سماهم «أعداء للأمة الإسلامية وأعداء يتربصون الشرور لهذه المنطقة».
بالمقابل، شنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هجوما عنيفا على جليلي داعيا إياه للاهتمام بشؤون بلاده بدل توزيع الترسانات العسكرية، وقال: «وإذ يستقبل لبنان ضيفا جليلا هو السيد سعيد جليلي، فقد يكون من المناسب إعادة التذكير بهذه المسلمات والثوابت السياسية»، مضيفا «وإذ نأخذ بالاعتبار اهتماماته وانشغالاته الأمنية والاستراتيجية الكبرى، ولكن حبذا لو أن السيد جليلي اهتم بالشؤون الداخلية لبلده التي شهدت بعض مناطقه انتفاضة شعبية عُرفت بانتفاضة الدجاج قياسا لما تعانيه الشرائح الاجتماعية الفقيرة بدل توزيع الترسانات العسكرية هنا وهناك، وقد أصبح سعر الدجاج في طهران أغلى من سعر الصواريخ».
إلى ذلك، حذّر رئيس مجلس أمناء الثورة السورية هيثم المالح من أن «أي إيراني يدخل إلى سوريا هو هدف مشروع للثورة والثوار»، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «سوريا أغلقت أبوابها أمام الإيرانيين بعدما قرر النظام هناك الوقوف إلى جانب العصابة الحاكمة في سوريا وقتل الشعب السوري وممارسة أبشع الجرائم بحقه».
وإذ أكّد المالح أن الإيرانيين الذين اختطفوا هم من الحرس الثوري، أشار إلى أنه «وبالقرب من منطقة عدرا في سوريا مركز تدريب للحرس الثوري الإيراني وهو ليس بجديد»، وأضاف: «وبالتالي يكفي كذبا علينا فأكاذيبهم لن تمر بعد الآن». وعن مصير المختطفين اللبنانيين والإيرانيين، شدد على أن «الثورة ستقرر مصيرهم كما أنه يعود إلى قيادة الثورة بالداخل تقرير ما إذا كانت ستفاوض عليهم أم لا».
محاولات النظام السيطرة على حلب مستمرة.. والجيش الحر يستعد لمعركة العاصمة، مسؤول الإعلام في القيادة المشتركة لـ «الشرق الأوسط»: على داعمي النظام أن ينتظروا نبأ اغتيال الأسد

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .... سجل أمس خرق أمني هو الأبرز منذ انفجار مبنى الأمن القومي بدمشق في 18 يوليو (تموز) الماضي، في انفجار عبوة ناسفة في مبنى التلفزيون السوري المحصن، كما ارتكبت قوات النظام مجزرة في ريف حماه اعتبرها المجلس الوطني جزءا من حملة التهجير الطائفي. أتى ذلك، في موازاة العمليات العسكرية والاشتباكات في مختلف المناطق السورية واستمرار معركة حلب الحاسمة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 115 شخصا، بحسب لجان التنسيق المحلية، معظمهم في حلب ودير الزور.
وتأتي تلك الأحداث بينما أبدى رئيس بعثة المراقبين في سوريا الفريق بابكار جاي قلقه حول العنف المستمر في سوريا، وتحديدا تدهور الوضع بصورة كبيرة في حلب. وحث جاي الأطراف على حماية المدنيين واحترام الالتزامات التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني وعدم تعرض المدنيين إلى القصف أو الأسلحة الثقيلة، مطالبا إياهم باتخاذ الخطوات الضرورية من أجل فتح حوار للتخفيف من معاناة المدنيين وإنهاء هذا النزاع.
وعن تفجير مبنى التلفزيون، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي حدوث إصابات طفيفة في التفجير الذي وقع في الطابق الثالث من مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون بساحة الأمويين وسط دمشق. لكن وكالة «يو بي آي» نقلت عن عاملين أن الانفجار أسفر عن إصابة شخصين ووقوع أضرار كبيرة في المكاتب الإدارية وأستديوهات قناة «نور الشام» ومكاتب قناة «الإخبارية» التي كانت تعرضت لتفجير في الشهر الماضي. مع العلم أن دخول الأشخاص إلى مبنى التلفزيون السوري يخضع لإجراءات أمنية مشددة، ويضم المبنى المكون من خمسة طوابق، مكتب وزير الإعلام وأستديوهات البث الرئيسية والمكاتب الإدارية.
في هذا الإطار، أكد فهد المصري مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر بات يسيطر على معظم المناطق الحيوية في ريف حلب وعلى أكثر من 13 حيا في مدينة حلب، بعدما نجح مساء أول من أمس في السيطرة على أحد الحواجز الأمنية بعد اشتباكات استمرت 12 ساعة متواصلة، واستهداف مطار عسكري.
وأكد المصري أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، يدير العمليات في حلب، كما عمد إلى تعيين قائد جديد للعمليات في حمص وآخر في إدلب. وأشار المصري إلى أن النظام يستخدم في حلب أقسى أنواع العنف ويحاول الدخول بالمدرعات والدبابات إلى معقل الثوار في حلب، لكن مقاومتهم الشديدة تمنعه من التقدم.
بدوره صرح الرائد ماهر النعيمي، المتحدث الإعلامي للجيش الحر، عن تطورات كبيرة حدثت خلال الساعات الماضية. وأكد أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على مواقع حساسة وصواريخ متطورة، وأن خمس عشرة طائرة مروحية هي في خدمة الجيش الحر بعد انشقاق الطيارين. وكذلك أوضح أن سبعة آلاف عنصر من لواء حوران (درعا) أصبحوا الآن في قلب العاصمة دمشق للمساعدة في تحريرها، وأن انشقاق اللواء المدرع 18 كان له دور كبير في تحطيم قوة الفرقة الرابعة.
وهذا ما أشار إليه المصري، مؤكدا أن الإسناد العسكري من محافظة درعا وتعاون كبار ضباط النظام مع الثورة يشكلان دعما أساسيا واستراتيجيا في معركة تحرير دمشق، مضيفا أن، الخطط باتت جاهزة والثوار ينتظرون الأوامر للتحرك، وحذر المصري النظام السوري بالقول «المراكز السورية الحيوية هي الهدف الأساسي بالنسبة إلينا من الآن فصاعدا، والمفاجآت في الأيام المقبلة ستكون أكبر.. وعلى داعمي النظام أن ينتظروا نبأ اغتيال بشار الأسد».
من ناحيته، اتهم المجلس الوطني السوري نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب مجزرة أوقعت نحو أربعين قتيلا و120 جريحا في بلدة «حربنفسه» في ريف حماة، معتبرا أن ذلك يتم في إطار سياسة «تهجير طائفي واضحة المعالم». كما لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن بلدة «حربنفسه» تعرضت للقصف بالأسلحة الثقيلة قبل أن يتم اقتحامها، مؤكدا أن «شبيحة» من قرى مجاورة شاركوا الجيش في قتل السكان الفارين بالأسلحة النارية والبيضاء. وفي مجريات معركة حلب الحاسمة، واصل الجيش السوري قصف أحياء في حلب بينها صلاح الدين بالأسلحة الثقيلة، في محاولة لإجلاء مقاتلي الجيش الحر الذين واصلوا من جهتهم التصدي لمحاولات الاقتحام للأحياء التي تخضع لسيطرته.
ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين قتلى أمس في حلب قائد كتيبة للثوار لقي حتفه في اشتباك بحي صلاح الدين الذي لا يزال تحت سيطرة الجيش الحر منذ بدء المعارك قبل أسبوعين.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن القصف في حلب أدى إلى تدمير بناء من ثلاثة طوابق ووفاة عائلتين بأكملهما في حي الصاخور، مع استمرار الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في ثكنة هنانو العسكرية في حي العرقوب. وتحدثت حكومة دمشق من جهتها عن مقتل واستسلام عشرات «الإرهابيين» في معارك حلب، التي تقول إنها حشدت لها أكثر من عشرين ألف جندي.
وفي غضون ذلك، تناقلت مصادر من المعارضة السورية نبأ تمكن عدد من الثوار من إسقاط مروحية عسكرية بالقرب من مطار عسكري في مدينة حلب شمال البلاد. وقال الناشط السوري أبو عمر الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية إن «الثوار أسقطوا مروحية تابعة للجيش النظامي كانت تحاول أن تقصف مناطق في ضواحي حلب».
وفي دمشق، نفذت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين، حيث يفرض حصارا على سكانه، بينما سمع أصوات إطلاق نار في منطقة الشعلان وقدوم تعزيزات إليها، بحسب لجان التنسيق المحلية.
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أنه قتل خمسة عناصر من الجيش الحر إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية قرب بلدة حران العواميد واختطفت جثامينهم بحسب نشطاء من المنطقة. بينما حاولت أعداد كبيرة من قوات الأمن والشبيحة اقتحام معضمية الشام، بالتزامن مع قصف عنيف بقذائف الهاون وتخوف الأهالي من ارتكاب مجازر جديدة في المدينة المنكوبة.
كذلك، أشار اتحاد التنسيقيات إلى قصف غير مسبوق تعرضت له مدينة الزبداني بمعدل 4 قذائف بالدقيقة الواحدة؛ حيث تغطت المدينة مع سهلها بسحابة دخان، وتزامن ذلك مع تحليق للطيران الحربي واستخدامه للرشاشات الثقيلة في استهداف أحياء الزبداني وأنباء عن سقوط عشرات الجرحى حتى الآن.
وفي دير الزور تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بينما قتل ثلاثة مواطنين بينهم سيدتان جراء القصف على حي الصناعة كما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في شارع فؤاد وبالقرب من التموين. أما في حمص، فطال القصف بالهاون والقذائف الجزأين الغربي والجنوبي من حي دير بعلبة.
 
أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يدعون إلى تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة في سوريا، الجيش الحر يؤكد لـ«الشرق الأوسط» عدم حصوله على أي سلاح من الخارج

بيروت: بولا أسطيح ... دعا ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي البارزين إلى تقديم المساعدة العسكرية المباشرة إلى المتمردين السوريين بما في ذلك استخدام القوة الجوية الأميركية لحماية المناطق التي يسيطر عليها المتمردون داخل سوريا. في الوقت الذي أكد فيه الجيش السوري الحر عدم حصوله وحتى اللحظة على أي سلاح من خارج سوريا.
وقال السيناتور جون ماكين والسيناتور جوزيف ليبرمان والسيناتور ليندسي غراهام في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أمس إنهم يدركون مخاطر زيادة التدخل الأميركي في النزاع في سوريا. إلا أنهم قالوا: إن «عدم التحرك يحمل مخاطر أكبر على الولايات المتحدة من حيث الخسائر في الأرواح وإضاعة الفرص الاستراتيجية والتفريط بالمبادئ».
وقال الثلاثة إنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توفر المساعدة «بشكل مباشر ومفتوح» إلى المعارضة المسلحة، بما في ذلك تقديم الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب لها. وأضافوا: «مهما كانت المخاطر المترتبة على ذلك، فإنها أقل بكثير من مخاطر الجلوس دون حراك وتمني أن تسير الأمور على ما يرام».
وأضافوا أن «ذلك لا يتطلب نشر أي جنود أميركيين على الأرض، ولكن سيشمل استخداما محدودا لقواتنا الجوية وغيرها من القدرات التي تنفرد بها الولايات المتحدة»، إلا أنهم لم يكشفوا عن المقصود بتلك القدرات.
وحذروا من أن تردد الولايات المتحدة في تقديم المساعدة للمتمردين يجعل الكثير في الشرق الأوسط يعتقدون أنها توافق على ما يتعرض له المدنيون العرب والمسلمون من عمليات قتل. وتأتي تلك التصريحات الأميركية في الوقت الذي شهد إعلان عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني أن دولا عربية وأجنبية تزود المعارضة السورية بالأسلحة، وهو ما أثار جملة من ردود الفعل في الداخل السوري والخارج؛ في ظل تأكيد الجيش السوري الحر عدم حصوله «وحتى اللحظة» على أي سلاح من خارج سوريا.
وقالت قضماني، في تصريح لإذاعة «أوروبا الأولى» في باريس، إن دولا عربية وأجنبية تزود المعارضة السورية بالأسلحة، مشيرة إلى أن «الثوار على الأرض يبحثون جاهدين عن أسلحة من أي مكان»، وأضافت أنه «مع الحصول على بعض المبالغ ستسعى المعارضة المسلحة عبر السوق السوداء، بجميع الوسائل للتزود بما يمكنها، للعثور على السلاح»، معتبرة أن «انتظار الحل العسكري أمر كارثي اليوم».
بالمقابل، جزم عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أحمد رمضان أن عملية تسليح الجيش الحر تعتمد على مصادر داخلية؛ إن كان عبر الغنائم التي يسيطر عليها الثوار خلال معاركهم أو من خلال شراء أسلحة داخلية، كما عبر سيطرة عدد من الضباط المنشقين على مخازن للسلاح كانوا قيمين عليها قبل انشقاقهم، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن المجلس الوطني يقوم بالمساعدة من خلال إمداد لوجيستي للثوار عبر وسائل خاصة، وبحكم علاقاته ونشاطاته، وليس من خلال دول على صعيد رسمي».
وأشار رمضان إلى أن «ما يطلبه المجلس الوطني من الدول اليوم ليس تأمين السلاح، بل السماح بتمريره.. باعتبار أنه يمكن تأمينه من خلال شركات خاصة».
وبينما أكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي عدم حصول الجيش الحر، وحتى اللحظة، على أي سلاح من خارج سوريا، أوضح أن «كل ما يصل عبارة عن هبات مالية من أشخاص خليجيين ومن سوريين مغتربين وليس على مستوى دولي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن من خلال هذه الأموال نشتري بعض الأسلحة المحدودة كما ونوعا من شبكات التهريب المنتشرة في كل دول العالم».
بدوره، أكد الرائد المنشق ماهر النعيمي أن دولا أوروبية عرضت مالا وسلاحا على الجيش الحر، لكن الجيش رفض لأنه لم يعد بحاجة. وأضاف: «فقد حصلنا على الدعم اللازم، وعليه ننتظر بشائر النصر في هذه الأيام المباركة.. وما تحرير معظم مناطق حلب إلا بشارة من بشائر النصر».
ليل الرعب في العاصمة.. وأهل الشام يحللون «لغة الرصاص»، انشقاق حجاب يخترق تجهم الأيام الدمشقية بعاصفة من النكات

لندن: «الشرق الأوسط» ... نجح نبأ انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب المفاجئ في اختراق الأجواء المتجهمة في العاصمة دمشق، فرغم ارتفاع معدل كثافة التواجد العسكري والأمني في الشوارع، وزيادة عدد الحواجز الإسمنتية على مداخل الحارات المحيطة بالقصر الجمهوري في المهاجرين وتجمع سيارات الإسعاف والحافلات والسيارات في محيط المقار الأمنية، فإن الابتسامة ارتسمت على وجوه السوريين المصابين بالملل والكآبة من حالة الترقب والرعب التي طالت كثيرا.
أمين، وهو ناشط يسكن في الصالحية قريبا من أحد أكبر المقرات الأمنية، قال: إنهم استفاقوا يوم أمس على «انتشار عشرات حافلات 24 راكبا المعروفة بباصات الأمن وسيارات ستيشن وسيارات إسعاف، وعشرات الجنود وعناصر الأم بالعتاد الكامل بدت وجوههم عابسة، وكأنما مصيبة حلت بهم».. وجاء ذلك في غضون استمرار حملة المداهمات منذ يوم الخميس الماضي في الأحياء الممتدة على سفح قاسيون (الصالحية العليا)، مثل ركن الدين، الشيخ محي الدين، الشيخ إبراهيم، المهاجرين، العفيف، والجسر الأبيض، والطلياني.
بالإضافة إلى ذلك عاشت تلك الأحياء «حالة توتر جراء الإطلاق المدفعي من جبل قاسيون باتجاه جوبر وعين ترما وقدسيا والهامة»، بحسب ما قاله السكان.
أبو محمد، من سكان المهاجرين (شمسية)، قال: «إن أهل سكان الجبل لم يعد يرعبهم صوت الإطلاق المدفعي، لقد حصل ذلك في البداية.. لكنهم باتوا الآن يصعدون إلى الأسطح لمعرفة أين تلقى القذائف المارة من فوق رؤوسهم». ويسخر من زوجته أم محمد التي «لا تكل ولا تمل من صعود السلم والنزول كل يوم عشرات المرات لمراقبة حركة القصف والانفجارات في المدينة، حتى أنها أصيبت بألم في الساقين والمفاصل»، ويصفها بأنها «تارة كمتنبئ الأحوال الجوية، وتارة أخرى كمعلق رياضي» حتى أنها - كسائر السوريين - اكتسبت خبرة في ترجمة أصوات إطلاق النار.. «فتقول هذا صوت إطلاق مدفعي من قاسيون من جهة ركن الدين وذاهب باتجاه جوبر، وذاك صوت مدفع من جانب الجندي المجهول باتجاه قدسيا، أما إطلاق النار فهو آت من منطقة الحرش وهكذا. وعندما تلتبس عليها الأصوات، تهرع إلى الهاتف لتسأل معارفها في المناطق الأخرى عن الأوضاع عندهم وعما إذا كانوا يسمعون ما تسمعه من أصوات».
وبينما تلك هي حال أبو محمد وزوجته، وضع شباب حماصنة قائمة بمصطلحات صوتية للتعريف بطبيعة إطلاق النار، فيقولون مثلا صوت «دج ج ج» للتعبير عن قذيف مدفع.. أما «بوووووووووبم» فتستخدم للانفجار، وهي تختلف عن «بوووووووووووووف» التي هي تعبير عن سقوط صاروخ. وللرصاصات يستخدمون «طق طق طق»، و«بوووووو بوووو» لرشاش «بي كي سي»، إضافة إلى «بف بف بف» للتعبير عن الـ«آر بي جي».
في زحمة ترجمة الأصوات يتبدد الوقت ويقل الخوف والقلق، ويشير أبو محمد إلى أن «يوم السبت كان حافلا منذ الصباح، حتى أن أم محمد لم تجد وقتا لتحضير طعام الإفطار».
ويصف أمين في حديث لـ«الشرق الأوسط» أصوات الإطلاق المدفعي يومي الجمعة والسبت بأنها كانت تهز المهاجرين ويسمع صداها في كل المدينة، إلا أن يومي الأحد والاثنين كانا هادئين نسبيا، لكن الانتشار الأمني في الشوارع والأحياء «كثيف جدا».
في البداية اعتقد البعض أن المداهمات الجارية في حيي المهاجرين وركن الدين على سفح قاسيون هي السبب، أو ربما التفجير الذي حصل داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، علما بأن المداهمات باتت أمرا اعتياديا كما أن الانفجار في التلفزيون كان صغيرا جدا، ولم ينشغل به سوى وسائل الإعلام الرسمية، حيث لم تحدث أي أضرار تذكر.
لكن سرعان ما اتجهت الأنظار نحو نبأ انشقاق رياض حجاب رئيس الوزراء ووزيرين وثلاث ضباط لم يكشف عنهم، والذي نزل كالصاعقة على مؤيدي النظام، بينما تنسم منه المعارضون مؤشرا عن قرب الانفراج وسقوط النظام، لتهب مع النبأ عاصفة من النكات والتعليقات الساخرة، خلخلت حالة الكمد العامة جراء الاستنفار الأمني الشديد وسماع أصوات إطلاق النار وأبواق سيارات الإسعاف. وعودة سيارات الشبيحة والمؤيدين للنظام إلى الانطلاق في الشوارع بسرعة كبيرة مع أغاني وهتافات التأييد للرئيس الأسد.
وكتب المعارض فايز سارة على صفحته في موقع «فيس بوك» معلقا على انشقاق حجاب «صرنا سفور وبلا حجاب».. واستهزأ ناشط معارض آخر «بعد الحجاب قرر النظام أن يحارب... بالبكيني»، بينما تساءل آخر «لو أعرف الشيخ المندس اللي كتب له هذا الـ(حجاب) لأبي رقبة!!!»، وأبو رقبة هي إشارة يقصد بها الأسد.
من جانبه عبر الناشط أمين عن فرحه بانشقاق رئيس الوزراء باعتباره «صفعة لنظام ليس لديه أي مقدسات»، وقال: إن «الشبيحة يقومون باستفزاز سكان دمشق بكل وقاحة وصلافة، ويوم أمس قام الشبيحة المنتشرون في شارعنا الواقع ضمن سوق تجاري مكتظ بالناس في منطقة محافظة بتناول الطعام والشراب وسط الشارع دون أي مراعاة لمشاعر الصائمين والشهر الكريم».
واستدرك أمين بالإشارة إلى أن الجنود المنتشرين على الحواجز في محيط المدينة وفي المناطق الخطرة لا يقومون بما يقوم به الشبيحة، بل تراهم «خائفين ومرهقين وجائعين وعيونهم بالكاد تفتح بسبب قلة النوم والقلق، كأنما يتعمد النظام ترك المساكين من جنوده في مرمى نيران الجيش الحر؛ أما الشبيحة فينتشرون في الأحياء المحافظة والراقية ليستفزوا الناس مع أن الخوف يقض مضاجعهم».
ويتوقف أمين عند حادثة مضحكة ومبكية جرت قبل أيام، وتشير إلى حجم الرعب عند النظام وشبيحته. ويقول إن جيرانا له «شعروا بالملل من البقاء الطويل في المنزل، فقرروا التنزه بالصعود إلى سطح البناء، وكانت الشمس لا تزال حادة فقاموا بنشر حصيرة كستارة من أشعة الشمس ورشو الماء لترطيب الجو. وبينما هم يقومون بذلك بدأت طائرة مروحية تحوم فوقهم، ولم يعيروا لها انتباههم باعتباره شيئا اعتياديا.. لكن بعد قليل فوجئوا بعشرات الجنود يحاصرون البناء، ويطلبون من جميع الرجال النزول بصمت وإحضار بطاقاتهم الشخصية لتسليم أنفسهم!!». ويضحك أمين شارحا كيف أمضى الرجال عدة ساعات «يشرحون للجنود ما كانوا يقومون به، ويوضحون أن الستارة ليست سوى حصيرة لدرء حر الشمس، وليست ساترا لإطلاق النار».
لذلك يقول أمين إن «نبأ انشقاق رئيس الوزراء نزل بردا وسلاما»، رغم «المخاوف من رد فعل النظام واحتمال ازدياد جنونه والقيام بمزيد من العنف والقصف». أما دينا، فهي سيدة من أصول حلبية تعيش في حي القصور القريب من ملعب العباسيين، حيث يوجد أكبر تجمع للشبيحة وقوات الأمن ومقر المخابرات الجوية، وهو أحد أكبر وأخطر الأجهزة الأمنية السورية.
وتقول دينا إن حي العباسيين ومحيطه تحول إلى «ثكنة عسكرية منذ نحو عام، وكل الطرق المحيطة به مغلقة بحواجز إسمنتية»، وتضيف أن «كل يوم نحن على موعد مع مسلسل الليل المرعب، فما أن تصل الساعة إلى العاشرة ليلا حتى تبدأ أصوات إطلاق النار والاشتباكات والقصف المدفعي، وذلك حتى ساعات الصباح.. وتمتد الأصوات من العباسيين إلى القصور إلى حي التجارة والعدوي». وتشير إلى أنه يوم السبت «انفجرت قنبلتان صوتيتان في حي العباسيين حيث يسكن شقيقها، وتسببت بمقتل شخص فر مع أولاده من بلدة عربين القريبة إلى منزل أهله في العباسيين، حيث سقطت القنبلة عليه مباشرة وأصابت أطفاله بجروح».
وتلفت دينا إلى أن هذه الحوادث «تحصل عادة في أوقات غير متوقعة.. فقد سقطت القنبلة قبيل موعد الإفطار تماما، وهي اللحظة التي تكون فيها المدينة قد بدأت تدخل في حالة سكون تام».. وتؤكد بسخرية: «اعتدنا على المفاجآت حتى لم نعد نفاجأ، بل صار الهدوء يرعبنا.. وصباح أمس كان هادئا، صرت وعائلتي نطلب من الله أن يسترنا من هذا الهدوء المريب».. وعندما «ذاع نبأ انشقاق حجاب تنفسنا الصعداء ونحن نضع أيدينا على قلوبنا متوجسين من القادم».
 
عاهل الأردن: الوقت بدأ ينفد للوصول إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا، جودة يزور مخيما للاجئين السوريين ويؤكد أن 150 ألفا منهم أتوا للمملكة منذ اندلاع الثورة

عمان - لندن: «الشرق الأوسط» ... اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن الوقت «بدأ ينفد للوصول إلى مرحلة انتقالية سياسية» في سوريا، مؤكدا أن النظام السوري «غير قادر على التغيير». وقال الملك عبد الله في مقابلة تبث على شبكة «سي بي إس» الأميركية خلال أيام إن «الوقت قد بدأ ينفد للوصول إلى حل ولمرحلة انتقالية سياسية في سوريا».
يذكر أنه تم تسجيل المقابلة قبل انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب، فلم يتم التطرق إلى ذلك في المقابلة المسجلة.
ورأى العاهل الأردني أن «النظام حول الرئيس السوري بشار الأسد غير قادر على التغيير»، وفقا لما جاء في مقتطفات من المقابلة نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
وأكد عاهل الأردن أن «عدم التوصل لمخرج للأزمة السورية قريبا سيؤدي إلى تصعيد خطير في العنف الطائفي يقود ربما إلى حرب أهلية شاملة تمتد آثارها الكارثية إلى سنوات مقبلة».
ويواجه الأردن ضغوطا عدة مرتبطة بالوضع السوري، على رأسها استقبال اللاجئين السوريين الفارين من القتال في بلادهم.
وضمن جهود الحكومة الأردنية لتوفير الرعاية والحماية للاجئين السوريين، قام وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ورئيس مجلس أمناء الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الأمير راشد بن الحسن بزيارة أول مخيم رسمي للاجئين السوريين في الأردن قرب الحدود مع سوريا. ورافق سفراء عشر دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وزير الخارجية والأمير الأردني في جولتهما.
وقال جودة خلال جولته في مخيم الزعتري، الذي تم افتتاحه نهاية الشهر الماضي بمحافظة المفرق (70 كلم شمال) قرب الحدود مع سوريا: «كنا نعلم أن إقامة هذا المخيم خطوة جريئة لن تكون دون مصاعب وأنه ستكون هناك ظروف سيئة.. هذه ليست بيئة ملائمة مع كل هذا الغبار والريح، لكنها من دون شك أحسن من سابقاتها وأكثر ترتيبا». وأضاف: «سنعمل كل شيء من أجل جعل الحياة أسهل وأكثر راحة بمساعدة المجتمع الدولي وأصدقائنا حول العالم»، مشيرا إلى وجود «خطط لتطوير الأمور في هذا المكان».
وحول أعداد اللاجئين السوريين في المملكة، أكد جودة أن «الأعداد في ازدياد مستمر، وكذلك المصاعب في ازدياد مستمر»، مشيرا إلى أن «هذا يعكس ما يجري في سوريا».
وبحسب جودة، فإن «هناك أكثر من 150 ألف لاجئ سوري دخلوا أراضي المملكة منذ مارس (آذار) 2011».
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن عدد المسجلين لدى المنظمة يبلغ نحو 36 ألف لاجئ في الأردن، بينما العشرات من الآلاف لم يسجلوا لدى المفوضية بعد.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1500 سوري يفرون يوميا عبر الحدود إلى الأردن هربا من العنف في بلادهم. ويرتفع معدل تدفق هؤلاء كلما اشتد القتال بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة. ومنذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مارس 2011 ضد النظام السوري التي تحولت إلى نزاع مسلح، قتل أكثر من عشرين ألف شخص، بحسب المنظمات الحقوقية السورية.
 
3  ألوية تركية تقوم بمناورات عند الحدود مع سوريا.. وأردوغان يرى أن الأسد يقوم بـ«لعبته الأخيرة»، مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»: نشرنا قوات على الحدود تفوق ما نشرناه عام 1998.. وليفهم المعنيون الرسالة

إسطنبول: ثائر عباس .... قالت تركيا أمس إنها «أعادت تصنيف» الجيش السوري إلى ما قبل العام 1998 عندما كان البلدان على شفير مواجهة عسكرية، وشدد مسؤول تركي على أن أنقرة «لن تسمح باستخدام الورقة الكردية ضدها لمنعها من دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري»، بينما قال رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان مجددا إن «بلاده مستعدة لعملية عسكرية لمواجهة هذا الاحتمال».
وبينما تبدو تركيا على أهبة الاستعداد «لكل الاحتمالات»، بدت أنقرة ميالة بشكل لافت لإظهار الدعم والتأييد للمعارضة العسكرية المسلحة ضد النظام السوري بعد أن كانت تكتفي بالإشارة إلى «المعارضة السياسية» في وقت سابق، غير مكترثة بعلاقاتها مع إيران التي تزداد سوءا جراء التناقض بين موقفي البلدين في الأزمة. وعلى الرغم من أن مصدرا في الخارجية التركية أكد لـ«الشرق الأوسط» أمس أن العلاقة بين البلدين «غير متوترة»، فإنه قال إنهما متفقان على الاختلاف في الشأن السوري «لأن تركيا ترى أن ما يقوم به النظام ضد شعبه جريمة لا تغتفر.. ودعم هذا الأسلوب (من قبل إيران) ليس شيئا يمكن أن نقره أو نرحب به.
وقال مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش التركي نقل قوات إلى حدوده الجنوبية «توازي أو تفوق» تلك التي حشدها في المنطقة في العام 1998، في إشارة إلى التهديد التركي باجتياح الأراضي السورية حينها احتجاجا على استضافة دمشق مقاتلين أكراد مناوئين لتركيا وقائدهم عبد الله أوجلان. وأشار المصدر إلى أن تركيا لن تسمح باستخدام «ورقة الإرهاب» ضدها مرة جديدة، منبها إلى أن من «فهم الرسالة في المرة الأولى يجب أن لا يخطئ في قراءة الرسالة الجديدة».
وشدد المصدر على أن الغرض الأساسي من تعزيز القوات التركية عند الحدود الجنوبية مع سوريا هو «إفهام كل من يعنيهم الأمر بأن تركيا لن تسمح بتهديد أمنها»، معتبرا أن (الرئيس السوري بشار) الأسد يخطئ كثيرا إذا اعتقد أن التلويح بالإرهابيين (عناصر الكردستاني التي تقول تركيا إن سوريا تسلمهم المناطق الكردية) يمكن أن يشكل ورقة ضغط حقيقة على تركيا لعدم دعمها «التطلعات المشروعة للشعب السوري». وكشف المصدر أن التعزيزات التركية سوف تتواصل في إطار خطة أقرتها القيادة العسكرية التركية بعد حادثة إسقاط الطائرة التركية مؤخرا وتغيير «قواعد الاشتباك» عند الحدود. موضحا أن هذه التغييرات أعادت تصنيف الجيش السوري كما كان عليه قبل العام 1998، بعد نحو 10 سنوات من الانفراج السياسي والأمني والاقتصادي بين البلدين.
ويشكل تنامي «الوجود الإرهابي» عند الحدود بين البلدين عامل قلق بالنسبة إلى تركيا، التي يتهم إعلامها صراحة النظام السوري بتسليح عناصر من الحزب المحظور الذي يطالب باستقلال الأكراد عن تركيا، بالإضافة إلى تدريبهم وتأمين قواعد خلفية لهم مشابهة لتلك الموجودة في شمال العراق والتي تقوم تركيا باستهدافها بشكل دوري في الفترة الأخيرة بعد تصاعد العمليات ضد قواتها وآخرها منذ يومين حيث قتل 6 جنود في هجمات استهدفتهم ساعة الإفطار. وقد حمل رئيس الوزراء التركي أمس «دولا معادية» المسؤولية عن التصعيد الجديد في الهجمات التي شنتها عناصر حزب العمال الكردستاني ضد القوات التركية. وقال أردوغان إن «حزب العمال الكردستاني يتلقى دعما من الخارج». واعتبر أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول نشوء إقليم معاد لتركيا شمال سوريا، مجرد خرائط رسمت في عقول البعض، لكن تركيا لن تغض الطرف عن تلك الخرائط الواهية. وقال، «بنظرة على جغرافيا المنطقة سنجد لوحتين الأولى تتكون من الحسكة والقامشلي والثانية تتكون من منطقة عفرين، وتتوسط هاتين اللوحتين منطقة مسكونة من قبل التركمان والعرب» مؤكدا على أن قوات المعارضة السورية لن تسمح البتة بوجود مثل هذه الأقاليم شمال سوريا وإذا اقتضى الأمر فإنها ستناضل ضد هذه التنظيمات أيضا. وفي رد على سؤال أحد الصحافيين حول إن كانت نهاية الأسد قد اقتربت أم لا قال أردوغان إن «حلب بالنسبة لسوريا كإسطنبول بالنسبة لتركيا، فهي مركز سوريا التجاري ونظام الأسد يعمل على حشد قواته في حلب بينما المعارضة تحقق تقدما كبيرا في إحاطة المدينة عبر ريفها خاصة أنها تسيطر على القسم الأكبر منه، لذا أعتقد أن الأسد يلعب لعبته الأخيرة وأعتقد أن نهايته تقترب يوما بعد يوم». وتوقع كسب المعارضة السورية المسلحة الصراع مع النظام الذي تصاعدت عمليات الانشقاق في صفوفه من السياسيين والعسكريين. واعتبر أن عناصر الجيش السوري الحر حققوا تقدما مهما في الأسابيع الأخيرة مشيرا إلى الاشتباكات الدائرة في حلب بين هذا الجيش والقوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على المدينة منذ أسبوع.
ولم يستبعد أردوغان احتمال تدخل عسكري تركي بشمالي سوريا إذا ما سمح النظام السوري لعناصر حزب العمال الكردستاني بالانتشار عند الحدود السورية مع تركيا. وقال إنه «لا يمكن استبعاد مثل هذا الاحتمال»، موضحا أن لدى بلاده ثلاثة ألوية تنتشر عند نقطة معينة من الحدود مع سوريا وتنفذ حاليا مناورات عسكرية.
وانتقد رئيس الوزراء التركي الموقف الإيراني الداعم للنظام السوري معتبرا أن هذا الموقف يفاقم الأزمة السورية ويهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال أردوغان في لقاء تلفزيوني، إن «استمرار إيران بدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن قبوله» محذرا من أن عدم حسم الأوضاع في سوريا يفرض مزيدا من التهديدات على المنطقة والاستقرار فيها.
 
فكروا في إيران ما بعد الأسد

طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط.... لا بد أن عبارة «سوريا ما بعد الأسد» قد باتت مألوفة اليوم، خصوصا مع تحرك جل الدول الغربية المؤثرة، ومعها دولنا العربية، أو هذا ما يفترض، من أجل العمل على مرحلة ما بعد سقوط، أو رحيل، الأسد، لكن هناك أمرا آخر يستحق أن تبدأ دول المنطقة، تحديدا، التفكير فيه، إذا لم تكن قد شرعت في ذلك فعليا، وهو: إيران ما بعد الأسد! فالتفكير لا بد أن يتركز الآن أيضا على كيف ستكون إيران بلا حليفها، وعميلها، الأسد الذي سهل لها التحرك في حيز مهم وحيوي من منطقتنا، من العراق إلى لبنان، ومن الأردن إلى غزة، ومن مصر إلى الخليج العربي، وكذلك اليمن، حيث تشارك كل من إيران الخمينية وسوريا الأسدية في تربية، وتسمين، كل أنواع الوحوش الإرهابية بمنطقتنا، ومن كل حدب وصوب.
فكيف سيكون وضع إيران من دون الرئة الإرهابية لها بالمنطقة، وهو نظام الأسد؟! وكيف تفك الحصار المتشكل اليوم على حسن نصر الله الذي من الممكن أن يتحول سلاحه إلى خردة في الضاحية الجنوبية من بيروت بعد سقوط الأسد؟! وكيف يمكن لإيران أن تكمل تمتعها بعراق سيكون محاصرا بالقطيعة من كل جيرانه العرب، وحتى تركيا، نظير طائفية النظام الذي بات لعبة بيد إيران؟! وكيف ستتعامل طهران مع نظام جديد في سوريا يكفر بالتبعية لطهران، ويراها اليوم العدو الأول لسوريا، وليس لأسباب طائفية، بل بسبب دعم إيران الخمينية لنظام الأسد الإجرامي رغم كل ما يقع بحق السوريين من قتل وتنكيل؟! والقصة هنا ليست قصة تنبؤات، فقد قال أول من أمس لـ«الشرق الأوسط» القيادي في الجيش الحر المقدم المظلي المنشق خالد الحمود إنه «من الممنوع لأي إيراني من الآن فصاعدا دخول سوريا، وسنقص لهم أرجلهم، أيا كانت التسمية التي يدخلون بها، سواء أكانوا مقاتلين أم حجاجا».
ومن هنا، فإذا كان الاهتمام منصبا الآن على سوريا ما بعد الأسد، فيجب ألا تغفل منطقتنا، وتحديدا الدول المؤثرة فيها، وكذلك تركيا، عن ضرورة الشروع في الاستعداد لإيران ما بعد الأسد، وهي مرحلة سيترتب عليها الكثير بمنطقتنا أمنيا، وسياسيا، واقتصاديا، فحينها ستكون إيران في حالة جنون حقيقي، كيف لا وها هي طهران تتذوق مرارة ترنح نظام الأسد في سوريا؟! حيث تجد إيران نفسها مضطرة للجوء إلى كل من تركيا وقطر ومناشدتهما من أجل التدخل لإطلاق سراح الإيرانيين المحتجزين من قبل الجيش الحر بدمشق! وما يوجب التفكير جديا في إيران ما بعد الأسد أيضا هو ما حدث على الحدود المصرية - الإسرائيلية في سيناء، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال فصله عما يجري في سوريا، خصوصا مع تهديدات عدة مسؤولين إيرانيين للعرب وإسرائيل، وكذلك الغرب، بأن سقوط الأسد سيعني إحراق المنطقة، ومعها إسرائيل.
ولذا، فلا بد من الشروع بالاستعداد لإيران ما بعد الأسد، وفي كل منطقتنا، فسقوط الأسد سيكون لإيران بمثابة زلزال سياسي مدوٍّ يستشعره الملالي تحت أقدامهم بطهران، مثلما سيستشعره حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,290,985

عدد الزوار: 7,627,021

المتواجدون الآن: 0