مركز الأمن القومي الإسرائيلي للأبحاث: على تل أبيب أن تبني سياستها على فرضية أن الأسد لن يعبر الأزمة

تاريخ الإضافة الأربعاء 8 آب 2012 - 7:37 ص    عدد الزيارات 2455    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مركز الأمن القومي الإسرائيلي للأبحاث: على تل أبيب أن تبني سياستها على فرضية أن الأسد لن يعبر الأزمة
 
المستقبل..رام الله ـ أحمد رمضان
 
رأى مركز الأمن القومي الإسرائيلي للابحاث في دراسة جديدة أصدرها ونشرها على موقعه الالكتروني، أنه على الرغم من مرور ما يُقارب الـ18 شهراً على الأحداث في سوريا، لا يُمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في دمشق، لافتا إلى أن الرئيس بشار الأسد، ما زال يتمتع بدعم شبه مطلق من الجيش السوري وقوات حفظ النظام، التي تعمل بكل ما أوتيت من قوة وشراسة بهدف الحفاظ على النظام الحاكم في دمشق.
وفي المقابل، قالت الدراسة التي اعدها الباحث في المركز أودي ديكل، إن التشرذم هو المميز الرئيسي للمعارضة السورية، المنشقة على نفسها، وغير القادرة على التوافق على قائد واحد، وهذا الأمر نابع من أن الدول الراعية للمعارضة مختلفة في ما بينها، لافتا إلى أن الأسد بدأ بفقدان السيطرة من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن القوى المتشددة التي دخلت إلى سوريا بدأت تؤثر على مجريات الأمور، ومع كل ذلك، فإن الأسد يرفض فهم هذه الحقائق، ويرفض التنحي بكرامة، ويتبني إستراتيجية (أنا، أو فلتخرب سوريا)، على حد تعبير ديكل.
ولاحظت الدراسة أن الأزمة السورية كشفت مدى عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للحرب الأهلية الدائرة في بلاد الشام، زاعمة أن السبب الرئيسي في ذلك، يعود إلى موقف روسيا والصين، اللتين تواصلان دعم النظام بسبب مصالحهما، وخشية من تداعيات سقوط الأسد، عليهما.
كما لاحظت الدراسة وجود خلاف بين نظرة المجتمع الدولي إلى الأزمة السورية ونظرة المعارضة، فالمجتمع الدولي، بحسب الباحث، يريد أنْ تبقى سوريا موحدة من ناحية جغرافية، وأنْ يُقرر الشعب السوري مصيره، مع تدخل دولي محدود، في حين أن المعارضة تُريد قطع رأس الثعبان، كما حصل مع العقيد الليبي معمر القذافي في ليبيا، وتُعول على وقوع حادث دراماتيكي في سوريا يُجبر المجتمع الدولي على التدخل العسكري، مثل قيام النظام باستعمال الأسلحة الكيميائية التي بحوزته، أو السيطرة العسكرية على أكبر جزء من البلاد، والعمل على عزل النظام.
وأشارت الدراسة إلى أن تل أبيب تراقب بقلق شديد التطورات في سوريا، وتُفضل في هذه الفترة الوقوف جانباً والاستعداد لمواجهة السيناريوهات الخطيرة، زاعمة أنه حتى قبل فترة وجيزة، كان بقاء نظام الأسد ضعيفاً مريحاً للدولة العبرية، لأن تداعيات ذلك ستكون إضعاف محور سوريا ـ إيران ـ حزب الله، ولكن السياسة الإسرائيلية تغيرت الآن، بعد الخشية في تل أبيب من قيام الأسد بتزويد "حزب الله" بالأسلحة غير التقليدية التي يملكها، أو أن يقوم باستعمال هذه الأسلحة.
وفي ما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة، وجميعها سلبية بالنسبة لإسرائيل، قالت الدراسة: السيناريو الاول تفتت الدولة السورية واندلاع حرب أهلية طائفية ومذهبية لا تعرف الرحمة، والثاني أن النظام الحاكم يُحكم سيطرته على محور دمشق ـ حمص ـ حلب، وأن تبقى سوريا تتصرف كدولة، والسيناريو الثالث هو إسقاط النظام ووصول قيادة جديدة، على فرضية توحد المعارضة، والرابع انتشار الفوضى العارمة في جميع أنحاء سوريا، وسقوط الأسد وعدم وجود البديل لإدارة البلاد، الأمر الذي سيُحول البلاد إلى حلبة للنزاعات من قبل قوى متشددة، تعمل بتأييد من الخارج.
أما السيناريو الخامس، بحسب الدراسة، فهو تدخل عسكري خارجي بعد وقوع حادث دراماتيكي، وهذه العملية العسكرية ستؤدي إلى سقوط الأسد، وبحسب وجهة النظر الإسرائيلية، فإن جميع السيناريوهات التي ذُكرت، تضع الدولة العبرية أمام تحديات جديدة وتجلب لها تهديدات لم تكن في الماضي، وتحديداً تحول هضبة الجولان إلى منطقة مشابهة لسيناء، ولكن الخوف الأكبر لدى تل أبيب هو حصول "حزب الله" على أسلحة غير تقليدية من سوريا، أو وصول هذه الأسلحة إلى تنظيمات متطرفة، أو قيام "حزب الله"، بإيعاز إيراني بشن هجوم على اسرائيل.
علاوة على ذلك، قالت الدراسة، إن تل أبيب تخشى من أزمة إنسانية في سوريا ونزوح لاجئين إلى الدول المجاورة، بما في ذلك إلى الجولان، اضافة الى ان تل أبيب تخشى من أن تؤدي الأزمة السورية إلى صرف أنظار العالم عن البرنامج النووي الإيراني.
ومع ذلك، هناك سيناريو آخر يرى أن الأزمة السورية ستؤثر على موازين القوى في لبنان، وتؤدي إلى دفع القوى اللبنانية إلى المطالبة من جديد بنزع سلاح "حزب الله"، ولكن هذا الأمر، بحسب الباحث، بحاجة إلى تأييد ودفع من قبل واشنطن وتل أبيب والمجتمع الدولي.
وقالت الدراسة: إن فحص المصالح الإسرائيلية في ما يتعلق بالأزمة السورية تبين أن إسرائيل تبحث اولاً عن استقرار أمني، وولادة نظام جديد في سوريا، يكون ثابتاً وليس معادياً لتل أبيب، وثانياً: إخراج سوريا من محور إيران وتحويلها إلى دولة تكون تحت تأثير الغرب، ثالثاً: تخفيف تأثير الأزمة على جارات سوريا، وتحديدا لبنان والأردن، رابعاً: والعمل على منع وصول أسلحة كيميائية لـ"حزب الله".
وخلصت الدراسة إلى توصيات رفعتها إلى صناع القرار في تل أبيب، قائلة إنه على الرغم من عدم معرفة ما يخبئ المستقبل، فإن على تل أبيب أن تبني سياستها على فرضية أن الأسد لن يتمكن من عبور هذه الأزمة، وأن سقوطه سيؤدي إلى إضعاف محور إيران و"حزب الله".
إلا أن الدراسة لفتت إلى أن هناك تداعيات سلبية على إسرائيل بعد سقوط الأسد، وبالتالي على إسرائيل ان تعمل على إيجاد ظروف لتحديد سياسة مبادرة، تعتمد في جوهرها على إضعاف نظام الأسد و"حزب الله"، ومنع وصول أسلحة كيميائية إلى "حزب الله"، و فتح الباب على مصراعيه لإجراء اتصالات، ومن ثم علاقات مع المعارضة السورية، أو مع النظام البديل، والتوجه إلى الشعب السوري عبر الإعلام الحديث، وإقامة مراكز مساعدة إنسانية في حال نزوح لاجئين سوريين إلى الجولان، وبالتالي فإن التغيير في الوضع الإستراتيجي يُوسع آفاق المصالح الإسرائيلية، مثل إقامة نظام مستقر في سوريا، منع انتقال الأزمة إلى دول الجوار والتقليل من تأثير التنظيمات المتطرفة.

المصدر: جريدة المستقبل

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,267,067

عدد الزوار: 7,626,489

المتواجدون الآن: 0