لا تكونوا شركاء حزب الله!..عالمان شيعيان بارزان يدعوان لتأييد الانتفاضة «السورية المحقة» وشددا على عدم الالتفات للدعوات المشبوهة

حرب شوارع في حلب.. وواشنطن تعاقب حزب الله لدوره في القمع بسوريا

تاريخ الإضافة الأحد 12 آب 2012 - 6:34 ص    عدد الزيارات 2490    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حرب شوارع في حلب.. وواشنطن تعاقب حزب الله لدوره في القمع بسوريا
النظام يدعو الشعب لإلقاء السلاح.. والمظاهرات تطالب بمضادات طيران * الأمم المتحدة: 150 ألفا فروا من سوريا * الإبراهيمي مرشح خليفة لأنان
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحّال وبولا أسطيح واشنطن: محمد علي صالح
عادت المعارك وبقوة إلى حلب التي شهدت حرب شوارع أمس، وأكد قادة ميدانيون في الجيش الحر أن القتال متواصل في المدينة وفي حي صلاح الدين، متوعدين بهجوم مضاد وتقدم جديد.
في غضون ذلك أعلنت واشنطن أمس فرض عقوبات على حزب الله اللبناني «لتوفيره الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد». وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه الخطوة إضافية، لأن واشنطن كانت فعلا قد اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية.
من جهته, قال رئيس قسم العقوبات في وزارة الخزانة، ديفيد كوهين، إن مساعدة حزب الله للرئيس الأسد «تكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه المنظمة الإرهابية، وعن دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة». وفي سياق متصل, من المتوقع أن يُعلن رسميا بداية الأسبوع المقبل عن تعيين الأخضر الإبراهيمي (78 عاما)، وزير الخارجية الجزائري السابق والدبلوماسي المخضرم، مبعوثا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، خلفا للمبعوث السابق كوفي أنان. وفي حين ناشدت السلطات السورية المواطنين إلقاء السلاح، وذلك من خلال رسائل نصية قصيرة، تتضمن دعوة «إلى كل من يحمل السلاح ضد الدولة» لم تردع المعارك الحاصلة وعملية القصف المتواصل آلاف السوريين عن الخروج أمس في مظاهرات بعد صلاة الجمعة لمطالبة الدول الكبرى بتسليح الثوار بمضادات للطائرات. إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة بالأمس أن 150 ألف سوري فروا من سوريا إلى الدول المجاورة.
الآلاف يخرجون تحت القصف للمطالبة بـ«مضادات للطيران»، الاشتباكات تتجدد في حي صلاح الدين.. والجيش الحر يستعد لـ«هجوم مضاد»

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط» .... عادت المعارك وبقوة يوم أمس الجمعة إلى حي صلاح الدين الذي أكدت وسائل إعلام النظام في وقت سابق أن الجيش النظامي سيطر بالكامل عليه. وأكد قادة ميدانيون في الجيش الحر أن القتال متواصل في الحي، متوعدين بهجوم مضاد وتقدم جديد في صلاح الدين.
ولم تردع المعارك الحاصلة وعملية القصف المتواصل الذي تشنه طائرات النظام الحربية ودباباته آلاف السوريين عن الخروج بالأمس في مظاهرات بعد صلاة الجمعة لمطالبة الدول الكبرى بتسليح الثوار بمضادات للطائرات. ورفع المتظاهرون في جمعة «سلحونا بمضادات للطائرات» لافتات كتب عليها «م – ط» و«م – د» أي مضادات للطيران ومضادات للدبابات، وأطلقوا الهتافات الداعمة للجيش الحر والمناصرة للمدن المنكوبة في ريف دمشق ودير الزور وغيرهما.
ونقل محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة في حلب، المشهد مباشرة من حي صلاح الدين، مؤكدا أن «الجيش الحر لا يزال يسيطر على 75 في المائة منه على الرغم من خرقه من قبل الجيش النظامي بعدد من القناصة الذين تمركزوا على أسطح بعض المباني». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما حكي في وقت سابق عن انسحاب تام للجيش الحر من صلاح الدين لم يكن إلا تراجعا تكتيكيا بعد نصب الثوار كمائن للنظام في الأحياء»، لافتا إلى أن «الجيش الحر أمّن مزيدا من الذخيرة وهو يحشد لاستعادة الشوارع التي تراجع منها». وكشف الحلبي أن أهالي مدينة حلب توجهوا لمسجد بلال وسط حي صلاح الدين حيث أدوا صلاة الجمعة وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش الحر، متحدثا عن خروج ما يزيد على 25 مظاهرة في مدينة حلب ككل واجهها النظام بالرصاص. وبينما أفاد الحلبي باكتشاف الجيش الحر لـ«50 جثة مجهولة الهوية في حي صلاح الدين يُعتقد أنها لأهالي الحي الذين رفضوا مغادرته»، أشار إلى أن عدد قتلى مدينة حلب فاق الـ400 منذ بدء الحملة الأمنية عليها.
وكانت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي تجددت في بعض أجزاء حي صلاح الدين في مدينة حلب بسيطرة الثوار على ثلاثة من أحيائها بشكل كامل واستعادة السيطرة على دوار صلاح الدين بعد انسحابه أمس من الحي. وأكد حسام أبو محمد، قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر، أن القتال متواصل في صلاح الدين «لأننا لن نتخلى عن هذا الحي».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش النظامي يقصف عدة أحياء معارضة في حلب من بينها حيا الصاخور والشيخ فارس، ومساكن هنانو. وذكر المجلس الوطني السوري أن القصف على حي هنانو هو الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية.
ومن جهته، قال القيادي في الجيش الحر بحلب أبو عمر الحلبي، إن المقاتلين اتخذوا مواقع جديدة في منطقة السكري، حيث يعدون «لهجوم مضاد لقوات النظام». وأوضح الحلبي أن الثوار قتلوا قائد العمليات العسكرية للحكومة في حلب العميد عصام زهر الدين.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن قصفا على مخبز في طريق الباب شرق حلب كبرى مدن شمال سوريا أدى يوم الجمعة إلى سقوط نحو عشرة قتلى. وأفادت الوكالة بأن بين القتلى ثلاثة أطفال على الأقل في القصف المدفعي الذي أدى أيضا إلى إصابة عشرين شخصا بجروح بعد ظهر الجمعة. وسقطت القنبلة عندما كان مئات من السكان يقومون بمشترياتهم مع تشكل صف طويل أمام هذا المخبز الواقع في حي يسيطر عليه الجيش السوري الحر. وأفاد ناشطون من مدينة حلب بأن النظام قصف بالأمس أحياء سيف الدولة والإذاعة وصلاح الدين ومساكن هنانو والشيخ خضر والشعار وبستان القصر، بواسطة قذائف المدفعية ومقاتلات «ميغ» التابعة لسلاح الجو السوري.
وقال الناشط ثائر الموجود في حي بستان الباشا «يخضع حي بستان الباشا إلى سيطرة الجيش الحر، مع العلم بأن معظم سكان الحي لم ينزحوا، لكن لا أحد يعلم ماذا سيحدث لاحقا، هناك حرب حقيقية واشتباكات عنيفة بين الجيشين، وقد أغلقت جميع المحال التجارية أبوابها بالإضافة إلى الصيدليات والأفران، والتزم الناس منازلهم، في وقت لا تزال فيه الكهرباء مقطوعة منذ ما يقارب 20 ساعة، كما أن مادة الغاز شبه مفقودة وإن وجدت فسعرها سيكون أغلى بعشرة أضعاف سعرها الحقيقي، وهذا هو حال مادة البنزين أيضا». وأكد ثائر أن هناك عددا قليلا من الأهالي نزحوا من بستان الباشا باتجاه الريف، وأضاف قائلا «من الأهالي من يفضل الموت تحت القصف على النزوح، خاصة أن ظروف النزوح سواء كان داخليا أو خارجيا، هي ظروف مهينة جدا».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شابا جامعيا في الـ19 من عمره قتل، وجرح ثلاثة آخرون أمس الجمعة برصاص الأمن السوري، خلال تفريق مظاهرة في حلب الجديدة التي يسيطر عليها النظام السوري. وأضاف المرصد أن حيي السبيل والفرقان في مدينة حلب شهدا خروج مظاهرات، بينما سُجّلت في ريف حلب مظاهرات نصرة للمدينة في كل من عفرين والأتارب وباتبو وأبين. وأفاد الناشط حسين وكالة الصحافة الفرنسية عبر «سكايب» من حي السكري بخروج مظاهرة بالأمس على الرغم من المعارك والقصف، لكنه لفت إلى أن المظاهرات «في مدينة حلب صارت أقل عددا بسبب العنف».
أما ميدانيا، وبالتزامن مع الحملة العنيفة على حلب، فأفيد بتعرض بلدتي «معربة» و«بصرى الشام» بمحافظة درعا لقصف من قبل القوات النظامية إثر اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي. وذكر المرصد أن «بلدة كفر زيتا بريف حماه تعرضت لقصف عنيف اليوم من قبل القوات النظامية».
وإلى شرق سوريا، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في أحياء الموظفين والجبيلة والبعاجين وشارع بورسعيد وبالقرب من فرع أمن الدولة في دير الزور، بينما تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وأوضح المرصد أن بلدة حيش في إدلب تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية بعد فجر اليوم، فيما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة كفرنبل رافقها قصف على البلدة. وأفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى. وقال ناشطون سوريون إن عناصر الجيش الحر دمروا عددا من الدبابات والآليات العسكرية وسيطروا على معظم الحواجز في المدينة. وفي المقابل، قال التلفزيون السوري إن «الجهات المختصة» أحبطت محاولات تسلل «مجموعات إرهابية مسلحة» من لبنان إلى سوريا.
أما في ما يخص مظاهرات أمس، فأفيد بخروج متظاهرين بعد صلاة الجمعة في برزة في دمشق طالبت بإسقاط النظام، بينما شهد ريف العاصمة مظاهرات مناهضة للنظام في مدينتي دوما وحرستا وبلدات أخرى. وفي محافظة درعا جنوبا، لفت المرصد إلى مظاهرات حاشدة في قرى وبلدات محافظة درعا في جمعة «سلحونا بمضادات الطائرات»، موضحا أن القوات النظامية انتشرت «بشكل كثيف في بعض الأحياء وقامت بتطويق الجوامع ونفذت حملات اعتقال ومداهمات لمنع خروج المظاهرات».
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت عشرات المتظاهرين في نصيب بدرعا وهم يحملون «أعلام الثورة» يهتفون «ثورة سوريا.. إسلام ومسيحية»، فيما أظهر شريط فيديو آخر من خربة غزالة العشرات يهتفون دعما لمدينة حلب. وفي حماه، خرجت مظاهرات عدة في أحياء البياض والحميدية بمدينة حماه، فيما شهدت أحياء أخرى انتشارا أمنيا كثيفا، بحسب المرصد الذي أشار إلى انفجار عبوة ناسفة في حي النصر. وفي ريف حماه خرجت مظاهرات في بلدات خطاب وحمادي عمر وكفرزيتا، فيما تعرضت قرى جبل شحشبو لقصف من قبل القوات النظامية.
وفي الأردن، أفيد بوقوع اشتباكات محدودة بين الجيشين الأردني والسوري عند الحدود فجر يوم أمس، وذلك بعد استهداف الجيش السوري للاجئين سوريين كانوا يعبرون الحدود إلى بلدة الرمثا الأردنية. وتحدث المركز الإعلامي السوري عن أن اشتباكات تجري بين قوات الأسد والجيش الأردني في تل شهاب على الحدود بين البلدين. وكانت القوات السورية قد أطلقت النار قبل أسبوعين على لاجئين سوريين عبروا من نقطة الحدود عبر الشبك، وتم إطلاق النار عليهم من نقطة حدود تل شهاب، مما أدى إلى وفاة طفل في الرابعة من عمره.
في المقابل، وفي دمشق أفاد مصدر أمني بأن قوات النظام «تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة»، مشيرا إلى أن «المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حي السكري». ولفت إلى أن الجيش النظامي «استخدم في معركة صلاح الدين 10 في المائة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب». وصدت القوات النظامية السورية هجوما للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرقي المدينة، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة أن وحدة من الجيش «تصدت لمجموعة من الإرهابيين المرتزقة» حاولوا الهجوم على مطار حلب، وقالت الوكالة إن القوات النظامية «قتلت معظم» المهاجمين.
وبالتزامن، أفاد المجلس الوطني السوري بسقوط قذيفة على قلعة حلب التي تعد من أهم الآثار المعمارية العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى. وعبّر المجلس عن «بالغ غضبه من هذا العدوان على ذاكرة وتاريخ الشعب السوري»، مطالبا منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «بالتدخل العاجل والفاعل لحماية هذا الأثر الذي صنف تراثا عالميا محميا». ومن جهتها، ناشدت السلطات السورية المواطنين السوريين إلقاء السلاح، وذلك من خلال رسائل نصية قصيرة وصلت إلى مشتركي «سيرياتيل» للهاتف الخليوي، تتضمن دعوة «إلى كل من يحمل السلاح ضد الدولة.. سلم سلاحك تضمن حياتك.. مع تحيات الجيش العربي السوري». وخرجت مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد تطالب بمد مقاتلي الجيش الحر بسلاح مضاد للطيران، وذلك رغم الاشتباكات والقصف المستمر وتحليق الطيران على غالبية المناطق الساخنة في البلاد.
وفي دير الزور (شرق) دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في أحياء الموظفين والجبيلة والبعاجين وشارع بورسعيد وبالقرب من فرع أمن الدولة، بينما تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل قوات الجيش النظامي. وفي إدلب، تعرضت بلدة حيش لقصف عنيف صباح أمس، فيما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة كفرنبل رافقها قصف على البلدة. وأفاد ناشطون بسقوط نحو خمسين شخصا بين قتيل وجريح.
وقال ناشطون سوريون إن الجيش الحر دمر عددا من الدبابات والآليات العسكرية وسيطر على معظم الحواجز في كفرنبل. وأعلن الجيش الحر هناك عن سيطرته التامة على كفرنبل وحاس وكفرومة، وأنه تم أسر عدد من ضباط الجيش النظامي، والاستيلاء على الآليات العسكرية، ولا تزال المنطقة تتعرض للقصف المدفعي الشديد عن بعد.
في المقابل، قال التلفزيون السوري إن «الجهات المختصة» أحبطت محاولات تسلل «مجموعات إرهابية مسلحة» من لبنان إلى سوريا. وفي ريف دمشق، حيث خرجت العديد من المظاهرات، قال ناشطون إن الجيش الحر في قرية شبعا في الغوطة الغربية أعطب أربع دبابات من أصل سبع حاولت اقتحام القرية، إلا أنها اضطرت للانسحاب بعد أن قصفت البلدة بالهاون وتسببت في حرق عدد من المنازل، ونشوب اشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات. وفي مدينة جديدة عرطوز وقع مساء أمس انفجار ضخم على أوتوستراد القنيطرة أثناء مرور باصات تقل شبيحة تبعه إطلاق كثيف للنار.
وفي حي ركن الدين في العاصمة دمشق، وقع انفجار في محيط جامع سعيد باشا أسفر عن أضرار مادية بالمحلات المجاورة، في وقت استمر فيه تحليق الطيران المروحي فوق عدد من أحياء المدينة. وفي حي الزاهرة، خرجت مظاهرة من جامع المجاهد محمد الأشمر على الرغم من الوجود الأمني الكثيف، كما هاجمت قوات الأمن مظاهرة حاشدة خرجت من جامع حسيبة في مشروع دمر وتم إطلاق النار على المتظاهرين، مع حملة اعتقالات واسعة وضرب وإهانات للمصلين الخارجين من الجامع. وفي حي القدم الذي تعرض لعدة حملات عسكرية شرسة وقصف مدفعي، خرجت يوم أمس عدة مظاهرات حاشدة من مساجد السيد أحمد والقدم الكبير والسيدة عائشة طالبت بتسليح الجيش الحر بمضاد للطيران.
عالمان شيعيان بارزان يدعوان لتأييد الانتفاضة «السورية المحقة» وشددا على عدم الالتفات للدعوات المشبوهة
بيروت: «الشرق الأوسط»... دعا العالمان الشيعيان البارزان محمد حسن الأمين وهاني فحص أبناء الطائفة الشيعية إلى «الانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليها والخوف العقلاني الأخوي عليها، وخاصة الانتفاضة السورية المحقة». وشدد العالمان على ضرورة «عدم الالتفات إلى الدعوات المشبوهة بالتنازل من أجل تسوية جائرة في حق الشعب السوري ومناضليه وشهدائه»، ولفتا إلى أن «من أهم ضمانات سلام مستقبلنا في لبنان أن تكون سوريا مستقرة وحرة تحكمها دولة ديمقراطية تعددية وجامعة وعصرية». وقال العالمان في بيان: «إننا نفصح بلا غموض أو عدوانية عن موقفنا المناصر غير المتردد للانتفاضة السورية، كما ناصرنا الثورة الفلسطينية والإيرانية والمصرية والتونسية واليمنية والليبية، وتعاطفنا مع التيار الإصلاحي والحركة الشعبية المعارضة في إيران وحركة المطالبة الإصلاحية في البحرين وموريتانيا والسودان.. مع استعدادنا لمناصرة أي حركة شعبية ضد أي نظام لا يسارع إلى الإصلاح العميق تفاديا للثورة عليه وإسقاطه.. لقد زهق الباطل الذي كان دائما زهوقا، أما إحقاق الحق فطريقه طويل ومعقد ومتعرج، وفيه كمائن ومطبات كثيرة، ويحتاج إلى صبر وحكمة ويقظة وحراسة لدم الشهداء، حتى لا يسطو عليها خفافيش الليل وقطعان الكواسر.. ويحتاج إلى شفافية وحوار وود ونقد.. ولن نبخل بالود الخالص والنقد المخلص.. آتين إلى الحق والحقيقة والنضال والشهادة من ذاكرتنا الإسلامية النقية ومن رجائنا بالله ومن كربلاء الشهادة التي تجمع الموحدين وتبرأ إلى الله من الظالمين».
الأردن يعبر عن قلق عميق تجاه تسارع الأحداث وتزايد ضحايا العنف

لندن: «الشرق الأوسط».... عبر الأردن أمس عن قلقه العميق لتسارع الأحداث في جارته الشمالية سوريا وتزايد عدد الضحايا، مؤكدا في الوقت ذاته أن أي خطوات تتعلق بالأزمة هناك تتطلب «دراسة وتقييم الآثار الإقليمية». وعبر وزير الخارجية ناصر جودة عن «قلق عميق من تسارع الأحداث في سوريا وتزايد أعداد الضحايا وارتفاع مستويات العنف وطبيعته مما قد يهدد التجانس المجتمعي للنسيج الوطني السوري».
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (بترا)، أن «الأردن هو أكثر دول المنطقة تأثرا بالتطورات في سوريا، وأي خطوات مستقبلية تتعلق بالأزمة السورية تستدعي دراسة وتقييم الآثار الإقليمية لهذه الخطوات أيا كانت». وأشار إلى أن «استمرار التردي في الأوضاع الإنسانية والمعيشية هناك (في سوريا) قد انعكس على الأردن من خلال تدفق أكثر من 150 ألف لاجئ سوري إلى الأردن بحثا عن الأمن والملاذ الدافئ»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
 
لندن تعلن رغبتها في زيادة دعم الجيش الحر استعدادا للسقوط الحتمي للأسد

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: يوسف دياب .... أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ «تكثيف الاتصالات البريطانية الدبلوماسية مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة إضافية تبلغ 5 ملايين جنيه (6.3 مليون يورو)، باستثناء الأسلحة». ورأى هيغ في مقال كتبه ونشرته أمس صحيفة «تايمز» أن «شعب سوريا لا يستطيع الانتظار، سيموت مزيد من الناس من دون مساعدة عاجلة، لذلك سنركز الآن جهودنا على مساعدة عملية عاجلة للسوريين على الأرض مع تواصل العمل الدبلوماسي». وقال «سنواصل أولا عملنا مع المعارضة السورية، وخصوصا مع ممثلي الجيش السوري الحر لتأمين استعدادهم للسقوط الحتمي لـ(الرئيس بشار) الأسد». وأضاف «بناء على توجيهاتي، اتصل ممثلي لدى المعارضة السورية، وهو بمستوى سفير، هذا الأسبوع بأعضاء سياسيين في الجيش السوري الحر، ويلتقيهم حاليا»، مؤكدا أن «بريطانيا تنقل إلى المعارضين في هذه الاتصالات رسالة حازمة كي يحترموا حقوق الإنسان أيا كانت الفظائع التي يرتكبها النظام».
وردا على كلام هيغ، أوضح عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان، أن المجلس «لم يتلق أي دعم مادي لا من بريطانيا ولا من أي دولة غربية أو أجنبية، كما لم يصل أي شيء من هذا القبيل لا إلى الكتائب الميدانية ولا إلى الجيش السوري الحر». وتوقع رمضان في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون مغزى كلام هيغ هو مجرد بحث أو تفكير في إرسال مساعدات مالية للمعارضة السورية».
 
الجيش الحر يطور خططه القتالية بعد انسداد أفق الحلول الدبلوماسية، العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: نخترق القوات النظامية لتحفيزها على الانشقاق

بيروت: نذير رضا ... يزداد إصرار الجيش السوري الحر على المضي في ابتكار استراتيجيات عسكرية جديدة، كلما خفض منسوب الحديث عن حلول دبلوماسية تلوح في الأفق، على الرغم من أن التعويل على تلك الحلول انخفضت الثقة به بعد فشل مهمة البعثة العربية في سوريا.
وأكد نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن المعارضة السورية «لن تستثني طريقة إلا ونستخدمها بغية إسقاط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد»، مشددا في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «أننا توصلنا إلى قناعة بأن الحلول الدبلوماسية والسياسية ساهمت في رفع وتيرة القتل ومنح النظام فرصا إضافية لقمع الثورة، وذلك منذ فشل مهمة البعثة العربية في سوريا، ومن بعدها مهمة (المبعوث الدولي والعربي المشترك) كوفي أنان».
وجاء حديث الحمود تعليقا على ما جرى تداوله في الأيام الأخيرة من أن الجيش السوري الحر، في ظل انسداد آفاق الحلول الدبلوماسية، «وضع استراتيجيات جديدة لتحقيق أهداف الثورة وإسقاط النظام». وشعبت تلك المعلومات استراتيجية الجيش الحر إلى «مواصلة القتال في كل المناطق السورية، والعمل على اختراق الجيش النظامي لتحفيز عناصره وجنوده على الانشقاق والالتحاق بكتائب الثورة المسلحة».
وإذ تحفظ الجيش الحر على إعلان استراتيجياته المستقبلية، قال العقيد الحمود إن «القيادة لم تتوقف يوما عن ابتكار أساليب جديدة لتحقيق أهداف الثورة»، مؤكدا: «إننا نستثمر كل الأساليب والوسائل لإسقاط النظام السوري، ولن نتوانى في استخدام أي منها، بعد أن توصلنا إلى قناعة بأن الجهود الدبلوماسية هي بمثابة مسكنات ألم فقط».
وبينما قال: «لم نعول يوما على الجهود الدبلوماسية لإسقاط النظام»، أشار إلى أن «تلك الجهود راعيناها لأننا لم نعارض وسيلة تساعد في تحقيق أهدافنا، لكن تبين أن تلك المبادرات كانت تعطي النظام مهلا تلو الأخرى لزيادة قتله للشعب، ورفع اعتماده على آلة القتل بوجه الثوار». وأضاف: «نحن واقعيون، فما يجري في المكاتب وعلى مستوى أروقة الاجتماعات، يختلف عن الواقع، حيث لا سبيل للخلاص إلا بعسكرة الثورة».
وأكد نائب رئيس الأركان في الجيش الحر: «إننا نستند في استراتيجيتنا إلى واقع الناس ومطالبهم، فوجودنا في الميدان، عرفنا على إرادة الثوار والصامدين الذين يريدون القتال حتى آخر لحظة، ولن يتنازلوا عن حقهم بمحاسبة كل شخص».
وإذ أكد أن ما يسرب من خطط عسكرية للجيش الحر «لا تعدو كونها معلومات متوقعة»، أكد أن «العمل على تحفيز مقاتلي الجيش النظامي على الانشقاق هو هدف أساسي، في لحظة يعيش فيها هذا الجيش حالة تقهقر بسبب انخفاض الروح المعنوية في صفوف العناصر والضباط». وأضاف: «نمارس عدة أساليب لخرق القوات النظامية وإقناعها على الانشقاق، وذلك عبر التواصل مع منشقين سابقين في القطعة نفسها».
وعن الأسباب التي حالت دون انشقاق ألوية أو قطع عسكرية بحالها، على غرار ما حدث في بنغازي في بدايات الثورة الليبية، قال الحمود: «التركيبة الطائفية للجيش السوري تمنع ذلك، لأن قادة الألوية والسرايا والكتائب والفرق ينتمون إلى طائفة مؤيدة للنظام، بينما ينتمي المجندون إلى طائفة معارضة له، فيتحين الأفراد الفرصة للانشقاق كلما سمحت لهم الظروف بذلك». وأضاف: «الآن تتخذ تدابير احترازية في الألوية المقاتلة منعا للانشقاق، أهمها منع الجوال عن العسكريين»، لافتا إلى «أننا نمتلك معلومات عن عدد كبير من العسكريين والضباط في القطع المقاتلة والاحتياطية، يستعدون للانشقاق ويتحينون الفرصة لذلك».
 
دبلوماسيون: الأخضر الإبراهيمي سيخلف أنان، دعا أعضاء مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سوريا

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحّال... دعا الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري السابق المرشح لخلافة كوفي أنان مبعوثا عربيا ودوليا لسوريا، أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس إلى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سوريا.
وقال الإبراهيمي في بيان أصدرته مجموعة «الحكماء» التي تضم عددا من الشخصيات العالمية إن «على مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية تبني موقف موحد من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن «ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم».
وأكد أن «على السوريين أن يجتمعوا معا كأمة واحدة من أجل التوصل إلى صيغة جديدة. هذه هي السبيل الوحيدة ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام، بل على التسامح».
ورجح دبلوماسيون تعيين الإبراهيمي خلفا لأنان الأسبوع المقبل. ورفض متحدث باسم الأمم المتحدة التعليق على تلك الأنباء وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يجري مشاورات حاليا.
وتضمن بيان لجنة الحكماء كذلك تصريحات للرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري الذي طرح اسمه كخليفة محتمل لأنان.
وقال أهتيساري «نريد من المجتمع الدولي أن يمارس القيادة وأن يترفع عن المصالح الخاصة والتحالفات الإقليمية وإيجاد تسوية حقيقية لمصالح الشعب السوري». كما تضمن البيان تصريحات لديزموند توتو جنوب الأفريقي الحائز على جائزة نوبل للسلام، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أعربا فيها عما وصفته لجنة الحكماء بـ«الغضب الأخلاقي» بسبب عدم تحرك المجتمع الدولي بشأن سوريا.
ومن المتوقّع أن يُعلن رسميا بداية الأسبوع المقبل عن تعيين الأخضر الإبراهيمي (78 عاما)، وزير الخارجيّة الجزائري السابق والدبلوماسي المخضرم، مبعوثا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة إلى سوريا خلفا للمبعوث السابق كوفي أنان، بعدما استقال من منصبه الأسبوع الفائت بسبب عدم تعاون الدول الكبرى معه لإنجاح مهمته.
يعرف الإبراهيمي خصوصيّة سوريا ومحيطها جيّدا، ويعرفه اللبنانيون كذلك جيّدا، هو الذي قصد بيروت نهاية الثمانينيات وكان من أبرز مهندسي اتفاق الطائف وصاحب الجولات المكوكيّة بين أطراف محليّة وإقليميّة ودوليّة في إطار مفاوضات أفضت إلى ترتيب البيت اللبناني بعد سنوات الحرب الأهليّة.
شغل الإبراهيمي مراكز مهمّة، فسبق وعُيّن مبعوثا للأمم المتحدة في أكثر المناطق اضطرابا حول العالم، وكُلّف من الأمم المتحدة بإيجاد حلول تفاوضيّة في عدد كبير من بؤر التوتّر وتكلّلت معظم مهمّاته بالنجاح. ومن أبرز هذه المهام التي قام بها:
2004: عُيّن مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في العراق للمساعدة في تشكيل حكومة انتقالية تمهيدا لإقامة انتخابات تشريعيّة في البلاد.
2001 - 2004: ترأس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان حيث أوكلت له مهمة الإشراف على أنشطة الأمم المتحدة المتعلّقة بالسياسة وحقوق الإنسان والإغاثة وإعادة البناء.
1997 - 1999: عمل مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في أفغانستان.
1996 - 1997: عمل ممثلا خاصا للأمم المتحدة في هايتي.
1993 - 1994: عُيّن ممثلا خاصا للأمم المتحدة في جنوب أفريقيا، حيث ترأس بعثة المراقبين الدوليين إلى حين انتخاب نيلسون مانديلا رئيسا للبلاد.
1991 - 1993: عمل وزيرا لخارجيّة الجزائر.
1989: عين مبعوثا خاصا للجنة الثلاثيّة للجامعة العربيّة في لبنان، حيث ساهم بشكل فاعل في التوصّل إلى اتفاق الطائف الذي أنهى أكثر من 17 عاما من الحرب الأهليّة في لبنان.
1984 - 1991: عُيّن أمينا عاما مساعدا في جامعة الدول العربيّة.
1982 - 1984: عمل مستشارا دبلوماسيا للرئيس الجزائري في مصر والسودان.
1971 - 1979: عُيّن سفيرا للجزائر في المملكة المتحدة.
1963 - 1970: عمل ممثلا دائما للجزائر لدى جامعة الدول العربيّة في القاهرة.
1954 - 1961: عيّن ممثلا لجبهة التحرير الوطني في جنوب شرقي آسيا، في العاصمة الإندونيسيّة جاكرتا.
أحيل الإبراهيمي نهاية عام 2005 إلى التقاعد لكنّه وافق في عام 2009 على ترؤس مجموعة خبراء مستقلين لتقديم توصيات حول الأمن. يُشار إلى أن الأخضر الإبراهيمي عضو في مجموعة «القدماء»، التي تضم شخصيّات تعمل على إيجاد تسوية للنزاعات في العالم كالرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر والرئيس الفنلندي السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام مارتي اهتيساري.
حصل الإبراهيمي عام 2010 على جائزة الحكّام الخاصة لتفادي النزاعات من طرف مؤسّسة شيراك التي أسسها الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك لنشر السلم العالمي. وللإبراهيمي ثلاثة أبناء، أبرزهم ابنته ريم، التي عملت مراسلة لشبكة «سي إن إن» خلال الحرب في العراق في 2003، وهي زوجة الأمير علي شقيق ملك الأردن.
واشنطن تفرض عقوبات على حزب الله وتتهمه بـ «دور مركزي » في قمع الأسد لشعبه، وفرضت عقوبات على شركة النفط السورية «سيترول»

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح .... اتهمت وزارة الخزانة الأميركية أمس حزب الله اللبناني بأداء «دور مركزي» في أعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد في سوريا.
وأعلنت واشنطن أمس فرض عقوبات على حزب الله اللبناني «لتوفيره الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد». وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه الخطوة إضافية، لأن واشنطن كانت فعلا اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية.
وفي البيان الذي أصدرته وزارة الخزانة الأميركية عن العقوبات، قالت إن حزب الله يقدم «التدريب، والمشورة، والدعم اللوجستي الواسع النطاق» لنظام الأسد. وإن حزب الله يساعد على تدريب القوات السورية عن طريق فيلق القدس الإيراني، والحرس الثوري الإيراني.
وقال رئيس قسم العقوبات في وزارة الخزانة، ديفيد كوهين، إن مساعدة حزب الله للرئيس الأسد «تكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه المنظمة الإرهابية، وعن دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة».
وحسب العقوبات الأخيرة، يمنع الأميركيون من القيام بأعمال تجارية مع حزب الله، ويمنع حزب الله من وضع أي أصول مالية في الولايات المتحدة.
كما فرضت واشنطن أمس عقوبات على شركة تسويق النفط السورية «سيترول» الحكومية بسبب تعاملاتها مع إيران، وذلك في إطار المساعي الأميركية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل، في بيان، إن «هذا النوع من التجارة يسمح لإيران بمواصلة تطوير برنامجها النووي، وفي الوقت ذاته بتزويد الحكومة السورية بالموارد لقمع شعبها».
وأضاف المتحدث أن دمشق وطهران أجرتا تعاملات في قطاع الطاقة «بحيث أرسلت سوريا 33 ألف طن متري من البنزين إلى إيران في أبريل (نيسان) في صفقة قيل إن قيمتها بلغت 36 مليون دولار».
وتابع: «رغم أن هذه العقوبات هي نتيجة مباشرة لتزويد سوريا لإيران بالبنزين، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الأوسع الذي تقدمه إيران لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد غير مبرر مطلقا». وقال أيضا إن «إيران تنشط في تقديم الدعم والإمدادات والمساعدة لقوات الأمن السورية والميليشيات المدعومة من النظام التي ترتكب انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان ضد الشعب السوري».
وجاء إعلان وزارة الخارجية فيما أعلنت وزارة الخزانة إضافة حزب الله الشيعي اللبناني، المرتبط بإيران، إلى قائمة المنظمات المستهدفة بالعقوبات الخاصة بسوريا.
وقال فينتريل إن «المسؤولين الإيرانيين يتفاخرون بالدعم الذي تقدمه إيران للأسد.. إن ما تقوم به إيران في سوريا يؤكد خوفها من فقدان حليفها الوحيد المتبقي في الشرق الأوسط الذي يعتبر قناة مهمة لحزب الله».
وأضاف أن «العقوبات التي فرضت اليوم (أمس) تبعث برسالة واضحة هي أن الولايات المتحدة تعارض بشدة مبيعات منتجات النفط المكررة إلى إيران وستستخدم جميع الإجراءات المتوافرة لوقف ذلك».
وبينما يتوقع أن تصل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية اليوم إلى تركيا، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك، ومع المعارضة السورية، حول تطور الأوضاع في سوريا، قال مسؤول أميركي يرافق الوزيرة، مع نهاية جولتها في عدد من الدول الأفريقية، إن الوزيرة سوف تعلن، مع وصولها إلى تركيا، عقوبات إضافية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال جون برينان، مستشار الرئيس أوباما في الحرب ضد الإرهاب، إن كل الخيارات موضوعة على المائدة حول سوريا، وعلى الرغم من أنه لم يشر إلى إعلان منطقة حظر الطيران فوق سوريا، قالت مصادر إخبارية أميركية إنه ربما يقصد ذلك.
من ناحية أخرى، تتوقع هذه المصادر أن تزيد كلينتون المساعدات الأميركية إلى السوريين المتضررين من الحرب بأكثر من خمسة ملايين دولار، لتصل جملة المساعدات، منذ بداية الثورة، إلى أكثر من ثمانين مليون دولار. في نفس الوقت، قال جون برينان، مستشار الرئيس أوباما لمحاربة الإرهاب إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة حول سوريا، بما في ذلك إعلان منطقة حظر الطيران فوق سوريا، على الرغم من أنه لم يذكر هذه النقطة مباشرة. غير أنه أضاف: «نحن نريد القيام بأي شيء على شرط ألا تكون فيه مساهمة في مزيد من العنف».
النائبة السورية المنشقة: زملاء سيصلون قريبا لتشكيل كتلة برلمانية في المنفى، قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تعيش من الاستضافة التركية بالحد الأدنى.. ولا أموال قطرية

إسطنبول: ثائر عباس ... في أحد فنادق إسطنبول، تحاول النائبة السورية المنشقة إخلاص بدوي الاعتياد على فكرة «الغربة» خارج بلادها التي غادرتها بعد أن فقدت الأمل في إصلاح النظام من الداخل، فاتجهت إلى الخارج على أمل أن تسهم في سقوط النظام.
النائبة بدوي التي تتجول بحراسة تركية، كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن اتصالات تجريها مع عدد من زملائها النواب، متوقعة «وصول نائب أو نائبين من سوريا خلال اليومين المقبلين، ونعمل لتوصيل آخرين»، مشيرة إلى وجود نية لتشكيل كتلة برلمانية خارج البلاد، فهي رئيسة اتحاد نسائي، وأحد النواب القادمين كان يشغل منصبا مهما في حلب. فالمرحلة الانتقالية حسب قولها «مهمة جدا، ويجب علينا كمدنيين النظر في المرحلة الانتقالية للتكامل مع عمل الجيش الحر».
وتنفي النائبة بدوي أن تكون تنوي الانضمام إلى المجلس الوطني باعتبارها «نائبة تمثل الأمة السورية في المقلبين»، وتقول «أنا متعاونة مع الجميع من أجل خدمة الثورة.. وقد أديت دوري كاملا خلال الأشهر الثلاثة في مجلس الشعب، ولا أريد أكثر». وأكدت أنها في الفترة الأخيرة وضحت صورة النظام لديها قائلة «ربما أنا فتحت عيني، وربما النظام كشر عن أنيابه. كنت مقتنعة بوهم الإصلاح، وبضرورة إعطاء النظام فرصة، لكني في الفترة الأخيرة رأينا السلطة مختلفة تماما». كيف ذلك؟ تقول «لا يوجد لديها ما تقوم به سوى القمع والاضطهاد وفتح المزيد من المعتقلات ومنع أساسيات العيش عن الناس. بالإضافة إلى التخبط الكبير في معالجة الأمور كأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. بتنا نشعر بأنه لا توجد أي دراسة لأي عمل. أما أمور الدولة فلا أحد يعرف بيد من. كنت أفاجأ عندما أجلس مع الرئيس بشار بأنه إصلاحي، وبأن الأمور سوف تنصلح، وبأنه مع الشعب، ثم يأتي دور الترجمة فنجد العكس، فإما هو قد خرجت السلطة من يده، وإما أنه يضع وجها آخر فوق وجهه».
تشعر بدوي بأن السوريين أصبحوا كرة في ملعب الدول الأخرى تتقاذفهم، لكنها واثقة من سقوط النظام «لأن النظام يبقى في حال واحدة هي إقناع الطفل الصغير بأن بشار ليس هو من يوجه الرصاص والدبابات نحوه. لم يعد أحد يقبل به. الطفل الصغير بات يخافه»، حسبما تقول.
وتدافع النائبة بدوي عن المدة التي استغرقتها لاتخاذ قرار الانشقاق، قائلة إن «مجلسنا عمره 3 أشهر فقط»، في إشارة إلى مجلس الشعب الذي تم انتخابه في مايو (أيار) الماضي. وعن سبب تأخرها في الانشقاق، ودخولها إلى انتخابات لم تعترف بها المعارضة، تقول «أنا من منطقة حلب، ولم تكن لدينا مظاهرات بالشكل الواسع الانتشار. وعندما حل موعد الانتخابات قررت خوضها من منطلق أن ثمة مطالب محقة للشعب السوري ولا بد من تحقيقها. فأحببت المساعدة، مقتنعة تماما بإمكانية التغيير من الداخل وإمكانية الوصول إلى مصالحة وطنية وأن نستطيع التوفيق بين الطرفين بشكل أو بآخر للوصول إلى عام 2014، موعد الانتخابات الرئاسية. أولادي كانوا من أول الناس الذين نزلوا للمشاركة في المظاهرات السلمية، وقد دخلت الانتخابات، وكانت أسهمي جيدة في منطقتي، وأنا كنت رئيسة الاتحاد النسائي في منطقة حلب، ففزت والحمد لله، ودخلت المجلس».
لم تتأخر بدوي عن تلقي «الصدمة الأولى» في الجلسة الأولى لمجلس الشعب، حيث تقول «فوجئت في الجلسة الأولى لمجلس الشعب، حيث دخلنا بوهم دستور جديد وقرارات جديدة، بقرار حزب يفرض علينا أسماء المرشحين للجان، ناهيك عن اسم رئيس المجلس. ونحن تقبلنا أن يكون الرئيس بقرار حزبي كونه بعثيا، لكننا أردنا أن نمارس حريتنا باختيار الأعضاء، فكان الرد أن في سوريا مناطق واسعة ونحن لا نعرف جميع المرشحين، والأفضل أن يتم اختيارهم على هذا الأساس. لم يعجبني الأمر، لكني تجاوزته. وفي الأسبوع التالي كان لنا لقاء مع الرئيس بشار (الأسد) فكانت لي وقفة معه أخبرته فيها عما جرى من إملاء، وقلت له إن الأمر كان أشبه بمسرحية بعثية، وأضفت أنه إذا كان هناك قرار بأن يكون رئيس المجلس حزبيا، فاتركونا ننتخب. وقد استغرب قائلا لي (معقول؟!). وكنت أتوقع أني أنقل إليه وضعا يعرفه، وأننا نريد أن نمارس دورنا، فقال لي (إن شاء الله بوجودكم كمجلس جديد وأعضاء جدد يكون التغيير). ثم أتت الجلسة التشريعية الأولى لمجلس الشعب، حيث فوجئنا بطرح مشروع قانون حول أطباء الأسنان، فاحتججنا على الأمر، قائلين إنه لا يمكن معالجة موضوع كهذا والوضع في بلادنا على ما هو عليه، وإنه لا بد لنا من اتخاذ مبادرات في هذا الاتجاه، فكان رد الرئيس أن هناك فصلا بين السلطات، وأن هذا الأمر من صلاحية السلطة التنفيذية لا البرلمان. طالبنا بحضور وزيري الدفاع والداخلية لمناقشتهما في الوضع، فأتانا الجواب بأن الحكومة الحالية قد أصبحت في حكم المستقيلة، وإن شاء الله يحضر الوزراء الجدد. وفي الجلسة التالية، أحيل إلينا مشروع قانون (الإرهاب) وهو الذي فاجأنا بقوة لوجود عقوبات جسيمة لكل من يعترض أو يشارك في مظاهرة. وطالبت بأن يتم تأجيل صدور القانون على الأقل لإعطاء الناس الفرصة، باعتبار أن هناك أغلبية مع القانون، فكان الرد بأن هذا القانون أتى بصفة المعجل وقد تم إقراره ونشره في اليوم نفسه. هنا أحسست بأنني ارتكبت خطيئة بحق الناس، وفي مقدمهم أولادي الذين كانوا يشاركون في المظاهرات. وعندما بدأ الحراك في منطقتي، فوجئت بأن بعض الأماكن، كمنطقة الأتارب التي أتحدر منها مقطوعة عنها المياه والكهرباء والغاز والخبز. ولما توقعت أن الأمر سببه صعوبة التنقلات، حاولت أن أراجع المحافظ وأمين الفرع (في البعث) لمعرفة السبب، فالمناطق زراعية وقد ماتت هذه الأراضي بسبب نقص المازوت الذي يستعمل لسحب المياه، فأجبت أن هناك أمر من الأمن القومي بقطع كل الإمدادات عن هذه المناطق. ولما فوجئت قيل لي (تركناهم يعيشوا فأرادوا أن يميتونا.. يجب أن يموتوا كلهم..)، وهنا كانت الصدمة».
وتضيف «حاولت التوسط قائلة إنه ليس جميع الناس من المعارضين. فقيل لي اكتبي لائحة بالأسماء وسوف نساعدهم، فصدقت وبدأت في جمع البطاقات العائلية وجرار (عبوات) الغاز لتأمين هذه المادة الحيوية، لأن الناس بدأوا يطبخون على الفحم والحطب. كتبت الأسماء وجمعت دفاتر العائلة من هؤلاء، وذهبت إلى المحافظ، فوعدني بحل الأمر خلال أسبوع، ثم ذهبت إلى أمين الفرع، فوعدني بحل الأمر خلال يومين. ولما بدأت أتأكد من الأمر مجرد مماطلة من قبلهم، أعدت الدفاتر وجرار الغاز إلى أصحابها وأخذت قرار الانشقاق عن النظام لاقتناعي بأني لن أستطيع أن أساعد الشعب من خلال موقعي، فقررت أن أنشق عسى أن أكون مجرد حجر من حائط يستند إليه النظام لإظهار شرعيته، على أسهم في انهياره».
كانت هذه اللحظة الفاصلة؟ تجيب «نعم.. وكانت لحظة صعبة كثيرا، فقد تركت بلدي وبيتي وكل ما أملك واتخذت قراري».
كيف اتخذت القرار؟ تقول «نحو نصف مدينة الأتارب هي من الجيش الحر، تواصلت معهم وشرحت الوضع لأحد معارفي من الجيش الحر، فرحب بالأمر قائلا إنه كان يتوقع إقدامي على ذلك منذ زمن، فخرجت مع أولادي وغادرت إلى المنطقة التي لا يوجد فيها الأمن من دون أن يوقفني أحد باعتباري عضوا في مجلس الشعب، ومن هناك انتقلنا إلى تركيا بمساعدة زملاء أولادي من الجيش الحر، وكان في استقبالي على الأراضي التركية عضو من المجلس الوطني وحاكم ولاية أنطاكيا».
وخلافا لما تردد، فإن النائبة بدوي لا تزال في تركيا منذ لحظة وصولها، ولم تغادر إلى قطر كما تردد، رغم رغبتها في ذلك باعتبارها بلدا عربيا. وعندما سألناها عن صحة ما يقال عن أن قطر قدمت لها «حوافز مالية» للانشقاق، ضحكت قائلة «سمعت بهذا. هذه شائعات. أنا خرجت بدون شيء بعد أن حاولت بيع بيتي للتصرف بأمواله من دون أن أفلح في ذلك. ولما وصلت إلى هنا فوجئت بأنه لا توجد أي مساعدة مادية، فقط الاستضافة من قبل الخارجية التركية التي لم تقصر في هذا، حتى إنني عندما راجعت المجلس الوطني من أجل المستلزمات اليومية من أجل الأولاد كان الجواب بإبداء الأسف.. ولم أقبض قرشا من أي أحد».
ماذا عن مخططاتها المستقبلية؟.. تقول «أنا أسعى الآن لتأمين مساعدات مادية وعينية إلى النازحين السوريين في المخيمات، وإيجاد طريقة لمساعدتهم»، مشيرة إلى أنها تواصلت مع بعض الناس ووجدت طرقا لمساعدتهم.
النائبة بدوي اصطحبت معها عائلتها الصغيرة المؤلفة من زوجها ومنها، ومن 5 أولاد أكبرهم محمد الذي أنهى لتوه دراسته الجامعية في هندسة الميكانيك، أما الباقون ففي المدرسة. ورغم أنها وأولادها في «الأمان» الآن، فإن بقية عائلتها لا تزال في سوريا، في منطقة يسيطر عليها الجيش الحر، وتتعرض للقصف اليومي الممنهج، خصوصا في وقت الإفطار، كما تقول النائبة السورية التي تتمنى ألا تكون قد تسببت لهم في الأذى، راجية من الله أن يحميهم.
 
الأمم المتحدة تتحدث عن 150 ألف سوري فروا من بلدهم إلى الدول المجاورة، الصليب الأحمر: نواجه صعوبات في إيصال المساعدات لسكان دمشق وحلب

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح .. تشير الأرقام المتضخمة التي عممتها مؤخرا المنظمات الدولية لجهة أعداد النازحين في الداخل السوري كما في دول الجوار إلى أن الأزمة السورية بلغت نقطة اللاعودة خاصة بعد اشتداد معارك حلب.
وفي هذا الإطار، أعلنت الأمم المتحدة بالأمس أن 150 ألف سوري فروا حتى الساعة من سوريا إلى الدول المجاورة نتيجة القتال الحاصل في الداخل، بينما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، عن صعوبات تواجه العناصر الميدانيين كما عناصر الهلال الأحمر في إيصال المساعدات لأهالي دمشق وحلب.
ومن بيروت، تحدثت الناطقة الرسمية باسم مفوضية شؤون اللاجئين أريان روماي عن وجود 37386 لاجئا سوريا في لبنان، 35686 منهم مسجلون رسميا لدى المفوضية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «2.9 في المائة من اللاجئين الموجودين في لبنان أتوا من حلب، بينما العدد الأكبر من النازحين من المدينة يتوجهون إلى تركيا التي بلغ عدد النازحين إليها الأسبوع الماضي 6000».
وكان أدريان إدواردز المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين أوضح أن أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال لا سيما في حلب ليصل إجمالي حجم اللاجئين المسجلين في أربع دول مجاورة منذ بدء الصراع إلى 150 ألفا تقريبا. وقال: «طرأت في الأسبوع الماضي زيادة حادة في أعداد المقبلين إلى تركيا، وهناك كثيرون يأتون من حلب والقرى المجاورة. والآن إذا نظرت إلى المناطق الأخرى فأعتقد أن الوضع ينطوي على زيادة مطردة ومستمرة، لكن حيث يقع القتال نرى التداعيات».
وأشارت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين ومقرها جنيف إلى أنه بدءا من ليل الخميس الجمعة تم تسجيل 50227 لاجئا في تركيا 45869 لاجئا سوريا في الأردن و36841 لاجئا في لبنان و13587 لاجئا في العراق الذي شهد أيضا عودة 23228 عراقيا من سوريا منذ 18 يوليو (تموز) الماضي.
وقال إدواردز «نعلم بوجود أعداد لا بأس بها من اللاجئين في دول أخرى لم يتم تسجيلها، كما في الجزائر ومصر والمغرب ومنطقة إيفروس اليونانية المتاخمة لتركيا». وأضاف: «إن هذه الأعداد محدودة للغاية إذا ما قورنت بعدد اللاجئين السوريين الفارين إلى دول مجاورة».
وبالتزامن، كشف مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن أكثر من 2500 سوري فروا إلى تركيا ليل الخميس - الجمعة بسبب حدة المعارك في بلادهم، ليصل عدد اللاجئين السوريين إلى 53 ألفا حسبما أعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية.
ونفى المسؤول التركي ما ذكرته بعض وسائل الإعلام التركية عن أن ثلاثة آلاف لاجئ ينتظرون عند الحدود بسبب عدم توفر أماكن في المخيمات التركية، وقال: «لدينا مخيمات في مدينتي أقجاكالي وكركميس قرب الحدود قادرة على استيعاب 10 آلاف سوري».
بدورها، أعلنت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان غاسر أن اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري قدما خلال الأسابيع الثلاثة الماضية المساعدات إلى أكثر من 125000 شخص يتعرضون للعنف في أنحاء عدة من سوريا.
وقالت «حين بدأ الوضع يتفاقم في دمشق، أصبح من الصعب جدا لموظفينا التنقل داخل المدينة وحولها من أجل تقديم المساعدة إلى السكان المدنيين. وتزايدت الاحتياجات بسرعة كبيرة ما اضطر اللجنة الدولية إلى تكييف طريقة عملها سريعا من أجل التمكن من تلبية هذه الاحتياجات بالشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري».
وأضافت: «تثير حلب قلقا خاصا لدى اللجنة الدولية ليس بسبب موقعها الجغرافي البعيد فحسب، بل لأن الهلال الأحمر العربي السوري اضطر إلى تعليق أغلبية أنشطته بسبب حالة الخطر الشديد على الأرض. ومع ذلك واصل عشرات المتطوعين العمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المدنيين».
 
الثوار السوريون يطلقون لحاهم تحديا للنظام.. ويبحثون عن ملاذ في الدين، مقاتلون من دول عربية وإسلامية انضموا للثورة

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: رولا خلف وأبيغايل فيلدينغ سميث* .. يبدو الثائر السوري البالغ من العمر 29 عاما مفعما بالحماسة وهو يستعد للعودة إلى ساحة القتال بعد علاج ،إصابة رجله، التي تعتبر ثاني إصابة له هذا العام، في مدينة تقع شمال لبنان.
وكان شابا خفيفا الظل ذا لحية طويلة كثيفة الشعر، يناقش الحرب التي يشنها الثوار الآن، فيما ترنو إحدى عينيه إلى شاشة التلفزيون لمتابعة منافسات رماية السهم في الأولمبياد، مع أنه يقول إن رياضته المفضلة هي التصويب بالبندقية.
وبينما كان يتعقب تقدم الثوار في مدينة حلب الشمالية ويقول إنه يخطط للانضمام إلى المعركة من أجل العاصمة دمشق، قال الرجل، الذي يشير لنفسه باسم أبو بري: «لدينا تفاؤل وإصرار ومعنوياتنا مرتفعة».
ويبدو الثوار السوريون أيضا مدفوعين بالدين في ثورتهم المستمرة منذ 17 شهرا بهدف إسقاط الرئيس بشار الأسد، أولا من خلال المظاهرات السلمية، ولاحقا، عبر نزاع عسكري.
ويقول إن كثيرا من أقرانه ينضمون إلى السلفيين أيضا، حتى هؤلاء الذين لديهم فهم محدود لهذا الاتجاه المتزمت، ويشير عبد الرزاق طلاس، القائد صاحب الشخصية الساحرة لإحدى الفرق العسكرية في مدينة حمص قائلا: «إنهم يطلقون لحاهم كنوع من التحدي للنظام. في واقع الأمر، نحن حتى على استعداد لأن نقول إننا من تنظيم القاعدة لإثارة غضب النظام».
وعادة ما يقلل النشطاء السوريون من أهمية الجانب الديني في الثورة السورية، مؤكدين أنه، في مجتمع محافظ، من الطبيعي أن يبحث من يتجرعون ويلات المعاناة عن ملاذ في الدين. لكن مع زيادة حدة القمع الوحشي من جانب النظام، أصبحت الحركة الثورية أكثر تطرفا. وفي هذه المعركة التي يهيمن عليها السنة ضد النظام المنتمي للأقلية العلوية، يقول السلفيون وغيرهم من الجماعات الإسلامية إنهم يجاهدون ضد عائلة الأسد.
ومما يبث الرعب في أوصال الحكومات الغربية ويبهج الثوار في الوقت نفسه أنه قد انضم للحركة المفككة عدد محدود، ولكنه متزايد بشكل واضح، من المقاتلين من دول عربية وإسلامية أخرى، من بينهم عراقيون ينتمون لتنظيم القاعدة.
لقد أدت تقارير عن مشاهدة علم تنظيم القاعدة الأسود يرفرف في أجزاء من سوريا، إلى جانب حادث الاختطاف الأخير لاثنين من الصحافيين الغربيين بالقرب من الحدود التركية على يد جماعة من الإسلاميين، يبدو أنها قد تضمنت كثيرا من الأجانب، إلى مخاوف مفادها أن سوريا أصبحت موقع جذب بالنسبة للجهاديين في العالم.
ويقول متحدث باسم الجيش السوري الحر إن أربع أو خمس مجموعات من المقاتلين الأجانب يعملون الآن في محافظة إدلب شمال سوريا، التي لم يعد معظم أجزائها خاضعا لسيطرة النظام. وبعضهم مقبولون، إن لم يكن يتم الترحيب بهم بحفاوة، لأنهم يأتون بالأموال والخبرة العسكرية.
ويقول محللون إنه يجب التمييز بين المقاتلين الإسلاميين السوريين والمقاتلين غير السوريين، وحتى بين الأطراف الأجنبية المتعددة.
ويشيرون إلى أنه لا يجب افتراض أن السلفيين السوريين الذين تسلحوا جهاديون على طراز أعضاء تنظيم القاعدة، الذين يتبنون الاعتقاد المتطرف الذي مفاده أن كل هؤلاء الذين ليسوا في صفهم خونة، بصرف النظر عن ديانتهم. ويقول ناشط يعمل مع الجيش السوري الحر في إدلب إن الثوار تحدوهم شكوك في جبهة النصرة، التي قد ادعت مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات الانتحارية بالقنابل. لكنه يقول إن الجيش السوري الحر يتعاون مع جماعات مثل «أحرار الشام»، أحد تحالفات السلفيين الرئيسية في دمشق، التي لها أفرع في محافظات أخرى، و«لواء التوحيد»، وهو عبارة عن تحالف إسلامي من جماعات تقاتل في حلب.
لقد صورت الدعاية الإعلامية التي يروجها النظام جماعة «أحرار الشام» بوصفها أحد أفرع تنظيم القاعدة، وقد انتقد بعض رموز المعارضة الخطاب الطائفي للجماعة. وفي بيان لها، ذكرت جماعة «أحرار الشام» أن قوات الأمن والميليشيا الموالية للنظام فقط هي أهدافها الشرعية فقط، وأنها قد ألغت كثيرا من الهجمات حينما اكتشفت أنها ربما تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
ويؤكد توماس بييريت، وهو خبير في الشؤون الإسلامية السورية بجامعة أدنبره، على أوجه الاختلاف بين الجماعات السلفية السورية والمتطرفين أصحاب الأجندات الجهادية العالمية. ويقول: «الهوية السياسية التي تظهرها جماعة «أحرار الشام» هي الهوية السلفية القومية. إنهم يزعمون أنهم سلفيون، غير أنهم يستخدمون رموزا وطنية سورية، على عكس الجهاديين الحقيقيين». ويضيف: «كل مقطع فيديو تنشره جماعة (أحرار الشام) يحمل ألوان العلم السوري. إنه فكر مختلف تماما عن الفكر الجهادي العالمي».
وعلى الرغم من أن بعض المقاتلين من العراق يقرون بصراحة بأنهم جزء من تنظيم القاعدة، فإن آخرين من المقاتلين العرب المنضمين إلى السوريين في ثورتهم لا يتبنون بالضرورة آيديولوجيا متطرفة.
في الوقت نفسه، فإن الطبيعة الممزقة للحركة الثورية في سوريا تجعل من الصعب تقييم نيتها المستقبلية، كما تزيد من خطر استمرار الميليشيات المتنافسة في التناحر بعد سقوط النظام.
ويبدو أن الجماعات السلفية قد تلقت دعما في بداية النزاع، على حد قول بعض المراقبين، لأن كثيرا من المغتربين السوريين الأثرياء يعيشون الآن في الخليج. وقد حاول الفرع السوري من جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة المحظورة التي تم التنكيل بها في ثمانينات القرن العشرين على يد حافظ الأسد، الهيمنة على جماعات الثوار خلال الستة أشهر الماضية.
غير أن بول سالم، مدير مركز «كارنيغي» لـ«الشرق الأوسط» في بيروت، يقول إنه لا يجب المبالغة في الحديث عن خطر تحول سوريا إلى دولة للمتطرفين.
ويقول: «غالبية الشعب السوري لن يصبح طالبان. هناك مخاوف، لكن تنظيم القاعدة طرف هامشي. سيكون السلفيون وجماعة الإخوان المسلمين طرفين فاعلين رئيسيين، لكنهما يمكن أن يمثلا جزءا من البرلمان. قد لا يروقون لنا، لكنهم ليسوا مختلين عقليا أو من أعضاء تنظيم القاعدة».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
أوغلي: قمة مكة ستشهد أعلى قرار ممكن لإيقاف الدماء في سوريا، قال ان خادم الحرمين أجدر وأحق باتخاذ زمام المبادرة من اجل العمل الاسلامي المشترك بحكمته وحسن قيادته

جدة: «الشرق الأوسط» ... أكد البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن الملف السوري سيشهد أعلى قرار ممكن لإيقاف سفك الدماء، وإنقاذ سوريا والمنطقة من ويلات الحرب الأهلية وانتشار العنف. وقال: «نحن أمام ضرورة اتخاذ قرار لحماية الشعب السوري، والوضع في تطور كل يوم، والقمة عندما تنعقد ستنظر في تطورات الوضع، وتتخذ أعلى قرار ممكن لإيقاف سفك الدماء».
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حول مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي، المنعقد في مكة المكرمة الأربعاء والخميس المقبلين. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن أوغلي أن «هناك حالة انفلات خطيرة في بعض بلدان العالم الإسلامي، واحتقانا سياسيا خانقا ينشر أجواء القلاقل، إلى جانب انعدام للأمن والطمأنينة»، مضيفا: «إن معالجة هذا الحال تستدعي عملا سريعا على أعلى المستويات، وجمع شمل الأمة لتكون يدا واحدة، ووقف العنف وحل المشكلات بالحوار الوطني الداخلي، وإعادة الأمن والطمأنينة لتلك الدول، وستكون هذه القمة بداية انطلاق مرحلة جديدة».
وثمن أوغلي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لعقد قمة التضامن الإسلامي، إذ قال: «إنها تفاعل مع الظروف التي تعيشها الأمة الإسلامية، وتأكيد على ضرورة توحيد الصف والجهد من أجل الخروج من هذه الظروف بأقل الخسائر، وبما يعود بالنفع على الأمة الإسلامية»، وأضاف: «إن المبادرة تنم عن وعي بحجم التحديات والتحولات التي تواجه العالم الإسلامي، وإن خادم الحرمين أجدر وأحق باتخاذ زمام المبادرة من أجل العمل الإسلامي المشترك، بحكمته وحسمه وقيادته والثقة الممنوحة له من قبل الشعوب والحكام في العالم الإسلامي»، مؤكدا أن على جميع قادة الدول الإسلامية مسؤولية تاريخية، حيث إن هناك قضايا عاجلة لا بد من اتخاذ قرارات لمواجهتها، ولا بد من بلورة رؤية جديدة لخطر التشرذم والتفكك في الصف الإسلامي، ولا بد من الاتفاق على خطة لوقف سفك الدماء وإزهاق الأرواح.
وتابع: «يتوجب على الدول الإسلامية رفع الظلم عن المسلمين في ميانمار بالروهينغيا، إذ أخذت القضية بعدا سيئا. وهناك محاولات تصفية عرقية دينية في ميانمار ونحن نقوم في هذا بجهد كبير لكنه يحتاج إلى معالجة على مستوى عال من القمة، وهناك مسائل كثيرة وقضايا عالقة. العالم كله ينتظر موقفا موحدا من زعماء دول العالم الإسلامي في مواجهة هذه المخاطر مثل الأوضاع في الصومال واليمن وأفغانستان ومالي، وبالطبع القضية الفلسطينية وخطر التهويد لمدينة القدس وعمليات الهدم والحفريات الذي يتعرض لها المسجد الأقصى ضمن اهتمامات القمة».
 
لا تكونوا شركاء حزب الله!

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... أخيرا، وبعد مرور قرابة الثمانية عشر شهرا من عمر الثورة السورية، أقرت واشنطن رسميا بأن حزب الله الإيراني في لبنان متورط بشكل كامل بدعم النظام الأسدي تدريبا، ومشورة، كما أن الحزب يقوم وبمساعدة الحرس الثوري الإيراني بتقديم النقل والمؤن للأسد.
نقول أخيرا، لأن الإدارة الأميركية أشغلت الإعلام الغربي كله بالحديث عن وجود تنظيم القاعدة في سوريا، ودعما للثوار السوريين، وهو ما يوافق الرواية الأسدية المضللة، وأخذ الحديث عن «القاعدة» في سوريا حيزا كبيرا بين من يحاول الدفاع عن الأسد، ويقوم بترويج تلك القصص، وبين من يحاول النفي، وتسليط الضوء على معاناة السوريين، خصوصا أن «القاعدة» حليف قوي للنظام الأسدي، وتجلى ذلك باستخدام الأسد لـ«القاعدة في العراق»، بعد الغزو الأميركي مباشرة، بل وإلى فترة قريبة جدا.
اليوم تقر واشنطن بتدخلات حزب الله المعروفة أصلا بالنسبة للسوريين، وأبناء المنطقة، فتصريحات حسن نصر الله لا تخفي ذلك أساسا، ففي كل خطاب كان نصر الله يعلن تأييده للأسد، بل إن نصر الله وصف مقتل القيادات الأربع الأمنية الأسدية، ومنهم آصف شوكت، ووزير الدفاع السابق، بالشهداء، رغم كل ما فعلوه بالسوريين!
لكن القصة هنا ليست قصة دعم حزب الله وحده للأسد، بل وتورط الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وآخرهم الضباط الإيرانيون المعتقلون لدى الجيش السوري الحر في سوريا، وبالطبع هناك التصريحات الإيرانية الرسمية التي تقول إن طهران لن تقبل بكسر محور الممانعة الذي يشكل نظام الأسد ضلعا رئيسيا فيه، والأدلة أكثر من ذلك بكل تأكيد. ولكن رغم كل تلك الأدلة الدامغة كان الغرب، ومن ضمنه واشنطن، يتحدثون عن الطائفية، والحرب بالوكالة، و«القاعدة» وغيره من الأعذار الواهية، بينما كان الأسد - ولا يزال - يواصل قتل السوريين العزل، وحتى قبل حمل الثوار السوريين للسلاح الذي لا يكافئ حتى قوة سلاح الأسد الذي يتزود به من قبل إيران وحزب الله وموسكو، هذا عدا عن المقاتلين، والخبراء!
وما دامت واشنطن أقرت أخيرا بتدخلات حزب الله، وبالشراكة مع إيران، في سوريا لدعم نظام الأسد الإجرامي من أجل قمع الثورة السورية، فإن السؤال هنا هو: من الذي سيتولى الدفاع عن السوريين العزل؟ ومن الذي سيقف معهم بعد أن بات مجلس الأمن عاجزا عن إيقاف آلة القتل الأسدية؟ فهل على السوريين تحمل المزيد من القتل، والجرائم، حتى يفرغ السيد أوباما من الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ أمر لا يصدق، ولا يمكن تخيله، فالقصة ليست البعد الإنساني فقط، علما بأنه أهم من كل شيء، إلا أن تأخر مساعدة الثوار السوريين سيقود إلى تدمير سوريا بالكامل، وتهديد أمن المنطقة برمته.
فما يجب إدراكه الآن هو أن الأسد ساقط لا محالة، لكن تأخر سقوطه يعني أن الثمن سيكون أكثر تكلفة، ولذا فلا بد من تسليح الثوار، وفرض المناطق الآمنة، وحظر الطيران، وعدا عن ذلك فإنه يعتبر شراكة مع إيران وحزب الله في قمع السوريين، وتعريض أمن المنطقة كله لخطر أكبر من الخطر الذي يتهددها الآن.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,368,089

عدد الزوار: 7,630,049

المتواجدون الآن: 0