واشنطن قلقة من أكراد سوريا

الأسد يؤدي صلاة العيد «على عجل».....عيد السوريين مخضب بالدم والشرع لايزال غائبا... الإبراهيمي: أي حديث عن تدخل عسكري بمثابة «فشل»

تاريخ الإضافة الثلاثاء 21 آب 2012 - 6:23 ص    عدد الزيارات 2388    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

عيد السوريين مخضب بالدم والشرع لايزال غائبا... الإبراهيمي: أي حديث عن تدخل عسكري بمثابة «فشل»
بيروت: بولا أسطيح وليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
في ظل تصعيد أمني عنيف، كان اليوم الأول من أيام عيد الفطر أمس مخضبا بالدم بالنسبة لأغلب السوريين؛ إذ سقط أكثر من 120 قتيلا في مختلف الأنحاء، كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قتلى شهر رمضان تجاوزوا خمسة آلاف، معظمهم في دمشق وحلب.. بينما استمر غياب فاروق الشرع نائب الرئيس السوري عن الصورة، ولم يظهر وسط رجال الدولة الذين صاحبوا الرئيس السوري بشار الأسد في صلاة العيد أمس.
وازدادت جدية التساؤلات حول انشقاق الشرع عن النظام أو وضعه قيد الإقامة الجبرية، رغم النفي السوري الرسمي لتقارير أفادت بانشقاقه أول من أمس، وقال البيان الذي صدر عن مكتبه وبثه التلفزيون إن نائب الرئيس «لم يفكر في أي لحظة في ترك الوطن إلى أي جهة كانت».
من جهة أخرى، أذاع التلفزيون السوري أمس لقطات للأسد أثناء أداء صلاة العيد من أحد المساجد الصغيرة في حي المهاجرين بدمشق، على خلاف المعتاد بأداء صلاة العيد في «المسجد الأموي». وهو أول ظهور عام له خارج قصور الحكم منذ تفجير مقر مكتب الأمن القومي بدمشق في 18 يوليو (تموز) الماضي، الذي أطاح بعدد من أبرز رجاله في «خلية الأزمة». وبدا الأسد متعجلا في ختم الصلاة، حتى إنه استبق الإمام في التسليم، رغم أن الصلاة لم تستغرق أكثر من 11 دقيقة.
إلى ذلك، أكد المبعوث الخاص المشترك الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في حديث لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية أن مهمته الأولى هي التغلب على الانقسامات داخل مجلس الأمن التي أحبطت جهود سلفه كوفي أنان، مشيرا إلى أنه ليست لديه أفكار محددة بشأن كيفية الوصول إلى ذلك. وأشار الإبراهيمي إلى أن فكرة التدخل العسكري غير مدعومة من أي أحد، مؤكدا أن دوره هو «مبعوث سلام»، وأنه إذا بدأ في الحديث عن تدخل عسكري، فإن ذلك يعد بمثابة «اعتراف بالفشل»، ملمحا إلى تطلعه لإدراج إيران - الحليف القوي للأسد - في جهود السلام.
من جهة أخرى، أشارت تقارير صحافية غربية أمس إلى أن المخابرات البريطانية ساعدت الثوار في سوريا على شن هجمات ضد قوات النظام، وأن جواسيس ألمانا يتمركزون قبالة السواحل السورية وينقلون معلومات لمساعدة المعارضة.
الأسد يؤدي صلاة العيد «على عجل».. ونائبه ما زال خارج الصورة، معارضون لـ «الشرق الأوسط»: غياب الشرع السياسي والإعلامي منذ بدء الثورة يؤكد خلافه مع الأسد

بيروت: ليال أبو رحال .... في أول ظهور عام له خارج قصور الحكم منذ تفجير مقر مكتب الأمن القومي بدمشق في 18 يوليو (تموز) الماضي الذي أطاح بعدد من أبرز رجاله في «خلية الأزمة»، عرض التلفزيون السوري أمس لقطات للرئيس السوري بشار الأسد أمس أثناء أدائه لصلاة عيد الفطر وسط عدد من رجال الدولة، وإن كان استمرار غياب نائبه فاروق الشرع عن الصورة لافتا، ومرجحا للأنباء التي تم تداولها خلال الأيام الماضية عن انشقاقه أو وضعه قيد الإقامة الجبرية، رغم النفي الرسمي لذلك أول من أمس.
ولم تستغرق الصلاة أكثر من 11 دقيقة، وبدا واضحا «جو» من التوتر العام والشدة الأمنية، وبخاصة أن الأسد قام بأداء الصلاة في مسجد صغير بحي المهاجرين في دمشق، على خلاف المعتاد بأداء صلاة العيد في «المسجد الأموي».. كما لاحظ متابعو اللقطات قيام الأسد بالتسليم مستبقا الإمام، مما يدل بحسب مراقبين على شدة قلقه من خطورة الوضع الأمني حوله.
ونفت السلطات السورية السبت تقارير أفادت بانشقاق الشرع (73 عاما)، وقال البيان الذي صدر عن مكتبه وبثه التلفزيون إن نائب الرئيس «لم يفكر في أي لحظة في ترك الوطن إلى أي جهة كانت»، مشددا على أنه «كان منذ بداية الأزمة يعمل مع مختلف الأطراف على وقف نزيف الدماء بهدف الدخول في عملية سياسية لإنجاز مصالحة وطنية في سوريا».. وذلك ردا على تقارير أفادت بمحاولة فرار الشرع إلى الأردن.
وبينما نقلت قناة «المنار» اللبنانية، الناطقة باسم حزب الله، عن مكتب الشرع الإشارة إلى أن «الأخير موجود في دمشق وعلى رأس عمله»، واضعا ما يجري في إطار «حملة الافتراءات التي تستهدف سوريا وقيادتها» - نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي مزاعم انشقاق الشرع، واعتبر أن هذه الشائعة تأتي في «سياق الكذب والتضليل الإعلامي الممنهج ضد الشعب السوري».. لكن غياب الشرع عن صلاة العيد إلى جوار الأسد أضعف من حجة هذا النفي.
وتأتي الأنباء عن انشقاق الشرع بعد أنباء مماثلة نقلها ناشطون ووسائل إعلام منذ بدء الثورة السورية، وكان آخر هذه الأنباء ما ذكرته قناة «روسيا اليوم» في الحادي عشر من الشهر الحالي عن انشقاق الشرع وعدد من كبار قيادات الجيش السوري ووصولهم للأردن، بينما تحدثت معلومات في وقت سابق عن هروبه إلى تركيا.
وكان أحد أقارب الشرع قد أعلن الخميس انشقاقه ودعوته الجيش للانضمام إلى «الثورة» ضد حكم الأسد، لافتا إلى أنه ترك دمشق منذ أيام ولم يعلن عن انشقاقه إلا بعد وصوله إلى الأردن. ثم أكد الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، لؤي مقداد، خبر انشقاق الشرع، إضافة إلى انشقاق ضابطين من رتب عالية في ظل موجة انشقاقات كبيرة، لافتا إلى أن «جيش النظام نشر قناصته على الحدود السورية - الأردنية، في محاولة لاعتقال فاروق الشرع بعد تأكيد خبر انشقاقه»، مضيفا أن «نظام الأسد كان يسعى إلى اتهام (الجيش الحر) بقتل الشرع».
وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» أنّه «لا يمكن تأكيد خبر انشقاق الشرع، لأن المعلومات متضاربة بشأن ذلك»، مؤكدا في الوقت عينه أن «ثلاث شخصيات مهمة خرجت من الأراضي السورية في الأيام الأخيرة». وأوضح أن «عدم مشاركة الشرع في العملية السياسية في سوريا وإقصائه عن الظهور الإعلامي يجعل الرأي العام ميالا إلى تصديق خبر انشقاقه بسرعة»، جازما بوجود «حالة من عدم الرضا بين الشرع والنظام السوري منذ بدء الثورة السورية».
ويؤكد المعارض السوري معلومات عن أن «الشرع يخضع لإقامة جبرية في منزله، مفروضة عليه من قبل النظام السوري؛ بعد تصادم حول ملفات عدة متعلقة بإدارة الأزمة السورية وتحديدا ما يتعلق بدرعا - مسقط رأس الشرع ومهد الانتفاضة السورية». ويضيف: «عدم ظهور الشرع ومشاركته في السلطة - كما اعتدناه خلال السنوات الماضية - ساعد على نشر شائعات حول اختفائه وانشقاقه وحتى تصفيته»، مذكرا بـ«باع الشرع الطويل في النظام السوري وحضوره أكبر الاجتماعات التي كان يعقدها الأسد منذ بات وزيرا للخارجية، وهو ما لم يحصل منذ بدء الثورة السورية».
وكان الظهور الإعلامي الوحيد للشرع في الأشهر الماضية خلال التشييع الرسمي لقتلى تفجير مبنى الأمن القومي في قاسيون، حيث ظهر في شريط فيديو بثه الإعلام الرسمي وهو يسير في موكب التشييع الرسمي ويضع أكاليل من الزهر على نعوش القادة الأمنيين، وكان لافتا تركيز وكالة الأنباء السورية الرسمية على حضور الشرع وإشارتها إلى أنه تقدم موكب التشييع من دون من سواه، رغم حضور شخصيات عدة، أبرزها رئيس الحكومة المنشق رياض حجاب.
ومنذ بدء الانتفاضة السورية، غاب الشرع عن الظهور السياسي والإعلامي، رغم كونه من أبرز المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد والعالمين بتفاصيل إدارة النظام خلال 36 سنة، حيث لم يقم بأي دور ولم يصدر عنه أي موقف ولم يظهر في أي اجتماع أو لقاء.. بينما أكد ناشطون مرارا وتكرارا في وقت سابق أن الشرع يخضع لإقامة جبرية داخل منزله مفروضة عليه من قبل النظام السوري. وكان اثنان من أبناء عم الشرع قد أعلنا في وقت سابق انشقاقهما عن النظام، وهما رئيس فرع المعلومات في الأمن السياسي في دمشق العقيد الركن يعرب الشرع وشقيقه الملازم أول كنان الشرع، اللذان وصلا إلى الأردن في الخامس من الشهر الحالي، ويقيم عدد كبير من أفراد عائلة الشرع خارج سوريا.
وبينما يؤكد معارضون سوريون وجود حالة تصادم بين الأسد والشرع، أبعدت الأخير عن صنع القرار في سوريا منذ أكثر من عام، لكنها وضعته تحت «مجهر النظام وحراسته المشددة»، فإن انشقاق الشرع «الحاصل عمليا والمؤجل نظريا»؛ وفق أحد الناشطين في الحراك الثوري السوري، من شأنه أن يساهم أكثر في زعزعة نظام الأسد، بعد تفجير خلية الأزمة وانشقاق شخصيات عدة ليس آخرهم رئيس الحكومة رياض حجاب.
تجدر الإشارة إلى أن الشرع، وهو سياسي ودبلوماسي، تقلب في مناصب ومسؤوليات عدة بعدما بدأ مسيرته المهنية في شركة الطيران السورية من عام 1963 حتى عام 1976 - تاريخ تعيينه سفيرا في روما لمدة 4 سنوات. وفي عام 1980، عين الشرع وزير دولة للشؤون الخارجية ثم وزيرا للخارجية بعد 4 سنوات، وبقي في منصبه حتى عام 2006، قبل أن يعينه الأسد نائبا له خلفا لعبد الحليم خدام الذي أعلن انشقاقه عام 2005.
 
قصف ومجازر ومظاهرات ونزوح.. و120 قتيلا في أول أيام العيد، أكثر من 5 آلاف ضحية في سوريا حصيلة شهر رمضان

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... استيقظ العالم في أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك على خبر مقتل ما يزيد عن 63 سوريا في ساعات الصباح الأولى، ليرتفع العدد تدريجيا فيتخطى مساء وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان الـ120 قتيلا، في حصيلة أولية قابلة للتزايد جراء عمليات القصف المتواصل على المدن السورية ككل دون استثناء.
وأمس أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قتلى شهر رمضان تجاوزوا خمسة آلاف، معظمهم في دمشق وحلب، فيما أعلن من تركيا عن وصول 955 سوريا إلى تركيا في أول يوم من أيام العيد بينهم ثلاثة ضباط برتبة عميد، وأربعة برتبة مقدم، وثمانية برتبة رائد، حيث نقلوا وبحسب وكالة «الأناضول التركية» إلى مخيم «آبايدن»، بينما نقل الباقون إلى ولاية «شانلي أورفا».
أما في الداخل السوري، فاستقبل السوريون العيد تحت القصف وفي الملاجئ أو في الشوارع، رافعين الأصوات واللافتات المنددة بالنظام.
وقالت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس السوري بشار الأسد أرسل العيدية باكرا للسوريين يوم أمس، إذ قصفت دباباته وطائراته ومنذ ساعات الصباح الأولى عددا كبيرا من المدن والمحافظات، فيما خرج أهالي الحفة لتشييع قتلى مجازر يوم أول من أمس التي ارتكبتها القوات النظامية في البلدة».
وبينما تحدث ناشطون من درعا لـ«الشرق الأوسط» عن «مجزرة ارتكبتها قوات النظام بإعدام أربعة عشر شخصا بعد اعتقالهم بساعات»، قال ناشطون إن الجيش السوري واصل قصف عدة مناطق سكنية وبالتحديد في جبل الأكراد والتركمان بريف اللاذقية. وقد بث ناشطون سوريون صورا تظهر جانبا من الدمار الذي لحق ببعض المنازل في حي الحجر الأسود بدمشق نتيجة القصف.
كما بث ناشطون صورا على الإنترنت لقصف الجيش النظامي على مدينة الرستن صباح عيد الفطر. وقال الناشطون إن القصف استهدف عددا من المساجد والمنازل أثناء أداء الناس شعائر صلاة العيد، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى وهدم للمنازل وقالوا: «طيران ومدفعية قوات النظام السوري مستمرة في حملتها العسكرية وقصفها لبلدات تلبيسة وتلكلخ والقصير وأحياء حمص القديمة وجورة الشياح والخالدية في حمص، ولا يزال عدد من المدنيين والجرحى محاصرين داخل أحياء المدينة».
ومن حلب، أفاد ناشطون عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى في قصف على بلدة منبج وأحياء عدة في المدينة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 7 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا في قصف على حي قاضي عسكر في حلب.
كما بث ناشطون صورا على مواقع الإنترنت تظهر جثثا لستة أشخاص مقيدي الأيدي من الخلف، أعدموا ميدانيا برصاص ما قالوا إنها عناصر المخابرات الجوية، وقد عثر على الجثث قرب مبنى المخابرات الجوية شمال حلب، وتعود الجثث لمدنيين من ريف حلب. ويقول أهالي المنطقة إنهم يعثرون على جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا قرب مبنى المخابرات الجوية بشكل شبه يومي.
وفي درعا، أعلن ناشطون عن مقتل أربعة أشخاص إثر إعدامهم ميدانيا على أيدي قوات الأمن السورية في مدينة الحراك التي أطلق أهاليها نداءات استغاثة لنقص المواد الطبية والدم في مستشفى المدينة الميداني. كما تحدث ناشطون عن قصف لبلدتي بصر الحرير وأم ولد والمليحة الغربية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش النظام يقصف بالدبابات والصواريه بلدة الحراك وبصرى الشام، وإن 13 شخصا قتلوا في الحراك بينهم 10 أطفال.
وأفاد مجلس قيادة الثورة أن جيش النظام ارتكب مجزرة في معرة النعمان بريف إدلب، سقط فيها عدد من الأطفال والنساء. وأضاف مجلس قيادة الثورة أن قوات بشار الأسد قصفت أيضا متحف معرة النعمان، واستهدفت كذلك سوق النجارين في المدينة، ما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة في السوق.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن مروحيات النظام السوري أطلقت رشاشاتها الثقيلة على أطراف بلدة بَبّيلا في ريف دمشق. وقتل طفلان، وأصيب الكثير بجروح، عندما أطلقت قوات النظام النار بكثافة وقصفت حي القُرب في دوما بريف دمشق.. ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه عثر على 42 جثة ملقاة في بلدة التل بضواحي العاصمة السورية دمشق.
بالمقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الجهات المختصة أحبطت عدة محاولات تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عبر مواقع الشبرونية أدلين، وحالات بريف تلكلخ ليل السبت الأحد، متحدثة عن إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين بينما لاذ بقيتهم بالفرار إلى الأراضي اللبنانية تاركين ما كانوا يحملونه من عتاد.
وبالتزامن مع العمليات الأمنية التي ينفذها النظام، خرجت مظاهرات عدة في أول أيام عيد الفطر الأحد في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أفاد ناشطون.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدة مظاهرات خرجت في أحياء عدة من العاصمة وفي عدد من المناطق التابعة لريف دمشق وقرى ريف إدلب وريف حماة وفي بعض أحياء المدينة.
وأوضح المرصد أن المتظاهرين نادوا بـ«إسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد»، مستنكرين «الصمت العالمي عن المجازر التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري». بدورها أشارت لجان التنسيق المحلية في العاصمة إلى «خروج مظاهرة بعد صلاه العيد من الباب الخلفي لمقبرة الشيخ خالد في حي ركن الدين الدمشقي تهتف للمدن المنكوبة وتطالب بإسقاط النظام».
وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو لإحدى المظاهرات التي جرت في مدينة كفر زيتا وقد رفع فيها أحد المشاركين لافتة كتب عليها «يا رب أتم علينا عيدنا بانتصار ثورتنا وسقوط هذا الطاغية»، فيما رفع آخر لافتة كتب عليها «يرجى عدم إطلاق الألعاب النارية لأن الصواريخ وقذائف الهاون تكفينا وتزيد».
وفي سهل الغاب التابع لريف إدلب، تجمع عشرات الأطفال في قرية شهناز وهم يهتفون «يا بشار حيد حيد، نحن بدنا نصوم وبدنا نعيد»، بحسب فيديو ثانٍ بثه ناشطون على «يوتيوب».. وفي فيديو آخر رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها «أرسلوا لنا مراقبين بقيادة الدابة ثم أطلقوا لهم العنان والآن يعطون الضوء الأخضر»، في إشارة إلى تمديد المهلة التي تمنحها الأمم المتحدة للنظام السوري، تحت إشراف الفريق السوداني محمد الدابي، مرورا بالسكرتير العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان، ثم الآن السفير الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي.
 
صحف غربية: استخبارات بريطانيا تدعم الثوار في سوريا.. وبرلين تتجسس، الكردي لـ «الشرق الأوسط» : كل مخابرات العالم تنشط في سوريا.. ولكن لا أحد يقدم لنا المعلومات أو السلاح

بيروت: بولا أسطيح ... نفى الجيش السوري الحر ما ورد في تقارير صحافية غربية تحدثت بالأمس عن أن المخابرات البريطانية ساعدت الثوار في سوريا على شن هجمات على قوات النظام، وأن جواسيس ألمانا يتمركزون قبالة السواحل السورية وينقلون معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة.
وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية نقلت عن مسؤول - لم تسمه - في المعارضة السورية أن الاستخبارات البريطانية ساعدت الثوار في شن هجمات عدة على قوات النظام السوري، منها النجاح في تدمير رتل مكون من 40 دبابة بالقرب من بلدة سراقب جنوب غرب حلب مطلع الشهر الحالي. وحسب الصحيفة الأسبوعية، فإنها المرة الأولى التي يكشف فيها الدور الخفي للمخابرات البريطانية في الثورة ضد النظام السوري التي اندلعت في مارس (آذار) 2011. ونقلت الصحيفة عن مسؤول قوله إن السلطات البريطانية «على علم بالأمر، وهي موافقة مائة في المائة على نقل المعلومات السرية من قواعدها العسكرية في قبرص عبر تركيا إلى المتمردين في الجيش السوري الحر».
وقال المسؤول المعارض للصحيفة إن «الاستخبارات البريطانية تراقب عن كثب من قبرص ما يجري في سوريا»، وأضاف أن «البريطانيين يعطون معلومات للأتراك والأميركيين؛ ونحن نتلقاها من الأتراك»، موضحا أن أهم المعلومات حتى الآن تتعلق بتحركات القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وهي في اتجاهها إلى المركز التجاري في حلب التي يشرف على قسم منها المتمردون.
ولبريطانيا قاعدتان عسكريتان في قبرص، الأولى في ذيكيليا والثانية في أكروتيري. وقالت الصحيفة إن القاعدتين تحصلان على معلوماتهما من المركز الوطني للمراقبة الإلكترونية في شلتنهام غرب إنجلترا. كما أكد المسؤول حصول المعارضة على صور بالأقمار الصناعية خاصة بجهاز الاستخبارات الأميركية، عبر البوابة التركية، منذ أكثر من شهر، مشيرا إلى استفادة المعارضة أيضا من المعلومات البريطانية حول شحنات السفن الروسية إلى حليفها السوري في ميناء طرطوس، وكذلك زيارات السفن الصينية والإيرانية.
وبالتزامن، ذكرت صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية أن جواسيس ألمانا يتمركزون قبالة السواحل السورية ينقلون معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد الأسد. وأوضحت الصحيفة أن عملاء لجهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني يعملون انطلاقا من سفن منتشرة قبالة السواحل السورية، مستعينين بتكنولوجيا تسمح لهم بمراقبة حركة القوات العسكرية حتى عمق 600 كيلومتر داخل البلاد. وينقل هؤلاء الجواسيس معلوماتهم إلى ضباط أميركيين وبريطانيين، يقومون بدورهم بتزويدها إلى مقاتلي المعارضة. ووفق مسؤول أميركي، طالب عدم كشف اسمه، فإن «أي جهاز استخباراتي غربي لا يملك هذا القدر من المصادر الجيدة في سوريا» مثل الاستخبارات الألمانية، بحسب «بيلد آم زونتاج». وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن العملاء الاستخباريين الألمان ينشطون أيضا في النزاع السوري انطلاقا من قاعدة الحلف الأطلسي في مدينة أضنة التركية. وقال مسؤول في الاستخبارات الألمانية للصحيفة «يمكننا الافتخار بالمساهمة البارزة التي نقدمها لإسقاط نظام الأسد».
لكن نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، أكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن هذه المعلومات لا أساس لها، لافتا إلى أن «كل مخابرات العالم تنشط في سوريا، إلا أنها هناك لأخذ المعلومات وليس لإعطائها للثوار». وقال الكردي إن «رجال الثورة في الداخل هم المصدر الأساسي للمعلومات؛ كونهم موزعين على كل الأراضي السورية وفي كل مفاصل الدولة.. وبالتالي هم وحدهم القادرون على إعطائنا المعلومات التي نريد»، موضحا اعتماد الجيش الحر وبشكل أساسي على «المعلومات التي يأتي بها الضباط المنشقون من كل أجهزة الدولة، والتي تشكل منطلقا أساسيا لعملياتنا وخططنا».
وإذ ذكّر الكردي بأن كل ما يطلبه الثوار من المجتمع الدولي سلاح لإسقاط النظام، لفت إلى أن أميركا وبريطانيا كانتا قد وعدتا المعارضة السورية والثوار بمدهم بوسائل دعم لوجيستي و«لكنهما لم تفيا حتى الساعة بهذه الوعود»، وأضاف «كل ما نسمعه كلام سياسي لا يتخطى إطار المجاملة».
وعمّا يُحكى عن تدريبات تقدمها بعض الدول الغربية لعناصر من الجيش السوري الحر، أكّد الكردي أن «الجيش الحر ليس أساسا بحاجة لمن يدربه، باعتبار أن عناصره من العسكريين المنشقين أو السابقين»، وقال «عناصرنا بحاجة فقط لمن يدربها على القتال بحرب العصابات، ولدينا ما يكفي من مدربين ذوي كفاءة لذلك».
ووصف الكردي الكلام عن وجود مقاتلين من جيوش غربية في الداخل السوري بـ«الهراء»، مشددا على أن العناصر الغربية الموجودة في سوريا حاليا هي إماّ من الصحافيين أو من الطواقم الطبية.
 
الإبراهيمي: أنا مبعوث سلام.. وأي حديث عن تدخل عسكري بمثابة «فشل»، المعارضة تطالبه باعتذار.. والمبعوث ينفي الحديث عن توقيت «تنحي الأسد»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح .. تسببت تصريحات نسبت إلى الممثل الخاص المشترك الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي حول أنه «من السابق لأوانه قول إن كان الرئيس بشار الأسد يجب أن يتنحى»، في جملة من ردود الفعل الشاجبة؛ وخاصة في ضفة قوى المعارضة التي طالبته - على لسان المجلس الوطني السوري - «بالاعتذار» للشعب السوري، معتبرة تصريحه «استهتارا بحق الشعب السوري في تقرير مصيره».. نفى الإبراهيمي أمس أن يكون قد قال ذلك، مؤكدا أنه «مبعوث سلام»، وأنه إذا بدأ في الحديث عن تدخل عسكري فإن ذلك يعد بمثابة «اعتراف بالفشل».
وفي حديث إلى وكالة الأسوشييتدبرس الأميركية أمس في منزله بباريس، قبيل توجهه إلى نيويورك والقاهرة لعقد اجتماعات مع الأمم المتحدة والجامعة العربية حول مهمته، أكد الإبراهيمي أن مهمته الأولى هي التغلب على الانقسامات داخل مجلس الأمن التي أحبطت جهود سلفه كوفي أنان.. مشيرا إلى أنه ليس لديه أفكار محددة بشأن كيفية الوصول إلى ذلك.
وأضاف الإبراهيمي أن سبب فشل مهمة أنان كان عدم مساندة المجتمع الدولي له بالقدر الكافي، وقال إن «المشكلة ليست فيما يمكنني فعله بشكل مختلف، بل كيف سيتصرف الآخرون بشكل مختلف».. مشددا على أن كل ما يحتاجه هو توحيد جهود وأصوات مجلس الأمن الذي سيعمل باسمه.
وأكد الإبراهيمي على أهمية دور السوريين أنفسهم في حل القضية، وقال: «في نهاية المطاف، ليس الوسيط وليس مجلس الأمن.. ولكن السوريين أنفسهم من سيصنعون السلام»، وأنه «إذا اقتنع السوريون أنه يتوجب عليهم الابتعاد عن المواجهات نحو الحلول السلمية، فإن ذلك سوف يساهم في الحل».
وأشار المبعوث إلى أن فكرة التدخل العسكري غير مدعومة من أي أحد، مؤكدا أن دوره هو «مبعوث سلام»، وأنه إذا بدأ في الحديث عن تدخل عسكري فإن ذلك يعد بمثابة «اعتراف بالفشل».. ملوحا إلى تطلعه لإدراج إيران - الحليف القوي للأسد - في جهود السلام.
من جهة أخرى، أثارت تصريحات نسبتها وكالة رويترز للإبراهيمي في جملة من ردود الفعل الغاضبة من قبل المعارضة السورية. وكانت «رويترز» أشارت إلى أن الإبراهيمي قال ردا على سؤال إن كان سيطالب الأسد بالاستقالة: «من المبكر جدا بالنسبة لي أن أقول هذا، إنني لا أعرف بدرجة كافية ما يحدث». وأضاف «هذا مبدأ أساسي آخر. لا ترفض أبدا أن تتحدث إلى أي شخص، وإذا كان من أجل شيء فمن أجل فهم الموقف».
وبينما ندد المجلس الوطني السوري في بيان له بتلك التصريحات، معتبرا أنها تدل على «استرخاص دم السوريين، واستهتار بسيادتهم على بلادهم وحقهم بتقرير مصيرهم»، مشيرا إلى أن الشعب السوري أعلن صراحة أنه «على الأسد ونظامه أن يرحلا حالا ويتركا المكان لنظام ديمقراطي حر ومدني». وصف رئيس المجلس الوطني السابق، رئيس مكتبه السياسي، برهان غليون موقف الإبراهيمي بـ«الخطوة الناقصة»، مذكرا إياه بأن الشعب السوري لم يعد بوارد التفاوض بالقبول بوجود الأسد في مرحلة انتقالية؛ لاقتناعه بأن مكانه الطبيعي المحكمة الجنائية الدولية.
وقال غليون لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة أننا لم نشارك في اختيار الإبراهيمي أو من سبقه كوفي أنان، ونحن نتخذ المواقف منهما على ضوء تصريحاتهما بعدما أمعن المجتمع الدولي في تجاهل الشعب السوري وممثليه في كل المبادرات والخطط التي وضعها لحل الأزمة السورية».
ولفت غليون إلى أن «موقف الإبراهيمي موقف فات عليه الزمن، وقد كان ليمر قبل 7 أو 8 أشهر ولكن ليس الآن بعدما أوغل النظام بعيدا في مجازره»، مشددا على أن المرحلة توجب توجيه ضربات جوية لمراكز ومعاقل النظام، كما مرحلة إقامة مناطق حظر جوي.. ولم تعد مرحلة الحديث عن حلول سياسية. وأضاف: «اليوم تحاول الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية أن تغطيا أزمتهما وفشلهما في وضع حد للازمة السورية من خلال خلق أزمة جديدة وإرسال الإبراهيمي مبعوثا إلى سوريا، حاملا تصورا مسبقا أعلن عنه حين قال إنّه من السابق لأوانه الحديث عن تنحي الأسد».
بدوره، أعلن الجيش السوري الحر، انطلاقا من الموقف الأخير للإبراهيمي، عدم ترحيبه به وبأي مبعوث جديد إلى سوريا. وقال نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «ما قاله الإبراهيمي فرصة إضافية يعطيها المجتمع الدولي للنظام لقتل الشعب السوري، وبالتالي شعب سوريا لم يعد يرحب بأي ممثل غربي أو عربي جاء ليكون شاهد زور على قتلنا»، وأردف قائلا: «بموقفه هذا وقف طرفا إلى جانب النظام، وبالتالي إذا لم يكن هناك قرار دولي يضع فورا حدا للمجازر الحاصلة في سوريا فنحن لن نتعامل مع أي مبادرة جديدة قد يحملها أي من كان».
لكن الإبراهيمي نفى أمس في تصريح لقناة «الجزيرة» أن يكون قد قال إنه من المبكر الحديث عن تنحي الأسد، وقال إن ما صرح به هو أنه «من السابق علي أنا أن أقول أي شيء فيما يتعلق بمضمون القضية، هذا الذي قلته». وأضاف «أما (عن مسألة) أن الأسد يتنحى أو لا، فلم أقل إن الوقت لم يحن ليتنحى».
واعتبر أنه إذا كان هناك من اعتذار يجب تقديمه، فيجب الاعتذار له لأنه «كان يمكن أن يتصلوا ويسألوني»، في إشارة إلى المجلس الوطني السوري.
 
التيار الصدري ينفي علمه بنقل مقاتلين إيرانيين إلى سوريا عبر العراق، الياسري لـ «الشرق الأوسط»: الصدر يعلن الحقائق كما هي وليس هناك مصدر مقرب منه

لندن: معد فياض ... أكد مسؤول في مكتب العلاقات الخارجية للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر أن «نهج السيد مقتدى الصدر والتيار واضح بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة»، مؤكدا: «نحن مع حق الشعوب في أن تقرر ما تريد».
وقال حيدر الياسري مسؤول العلاقات العامة في مكتب العلاقات الخارجية لـ«الشرق الأوسط» في لندن أمس إن «التيار الصدري لا يدعم الأنظمة بل يدعم الشعوب العربية»، مشيرا إلى أن «التيار وقف مع إرادة الشعوب في ثورات الربيع العربي ولن نقف مع أي رئيس أو نظام وبالتالي فإن كل شعب هو من يقرر مصلحته».
جاء ذلك على خلفية تسرب أنباء تناقلتها وسائل إعلامية ومواقع عربية على شبكة الإنترنت تفيد بأن مقربا من الصدر كشف عن عبور مقاتلين إيرانيين إلى سوريا عن طريق العراق، ونفى الياسري هذه الأنباء وقال: «من المفيد أن نعلن بأنه ليس هناك صيغة تحت تسمية مقرب من السيد مقتدى الصدر وإنما هناك متحدث باسم زعيم التيار وهو الشيخ صلاح العبيدي»، مشيرا إلى أن «التيار يتحدث بأسماء صريحة ومعلنة وليس هناك أي مصدر يتحدث باسم التيار أو زعيمه من غير أن يعلن اسمه سواء أعضاء كتلة الأحرار البرلمانية أو من خلال موقع الهيئة الإعلامية للتيار الصدري».
وأضاف مسؤول العلاقات العامة في مكتب العلاقات الخارجية للتيار الصدري قائلا: «ليس لدى التيار ما يخفيه وقد عرف الرأي العام العراقي والعربي والعالمي بصراحة السيد مقتدى الصدر في طرحه للحقائق دون مواربة وكذلك أعضاء التيار، وعادة ما يطرح زعيم التيار آراءه مباشرة ردا على أسئلة أو بيانا إعلاميا ولا نعرف من أين جاء هذا المصدر المقرب، ولو كانت هناك مثل هذه المعلومات لتصدى لها التيار من خلال شخص زعيمه وأعلنها ووقف ضدها» ، مشددا على أن «التيار يقف ضد التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية فكيف الحال إذا عرفنا أن هناك الآلاف من المقاتلين الإيرانيين قد عبروا العراق إلى سوريا وأن بعضهم قد تلقى تدريباته في العراق حسبما نقل الخبر العاري عن الصحة».
وأوضح الياسري أن الصدر «لا يخفي أية حقائق عن الناس ولعل آخر ما كان قد نشر في وسائل الإعلام مذكراته (الصدر) عن اجتماعات أربيل، التي شارك فيها وكتبها تحت عنوان (الهدف النبيل من زيارة أربيل) والتي كشف خلالها أسرارا ما كان سيعرفها أحد لو أراد السيد السكوت عنها لكنه لا يفعل ذلك».
وشدد الياسري على أن «المنطقة العربية تمر بتحولات تترك آثارها السلبية على شعوب المنطقة إذا لم يتم التعامل معها بروح إيجابية بعيدا عن إثارة النعرات الطائفية التي يقف التيار الصدري ضدها وتصدى لها عندما كادت أن تعصف بالعراقيين، وقد عرف عن التيار وزعيمه عدم الانجرار إلى الصراعات الطائفية التي يدفع ثمنها الأبرياء من الضحايا»، وقال: «نحن نسعى في مكتب العلاقات الخارجية للتيار الصدري ونتحرك باستمرار ونعمل بجد من أجل تقريب وجهات النظر بين بلداننا العربية وبلدان المنطقة بغض النظر عن أي توجه طائفي فبالتالي كلنا مسلمون وعلينا حقن دماء إخواننا، ثم إن روابطنا العربية بأشقائنا في الخليج العربي أو الأردن أو سوريا أو أي بلد عربي تبقى هي الأكثر عمقا ورسوخا». ودعا إلى «توخي الدقة والمصداقية في نقل الأخبار وعدم إيهام الرأي العام بشائعات لا تعود إلا بالآثار السلبية على شعوبنا».
 
شوارع دمشق خالية في أول أيام العيد... أهالي كفرنبل يهنئون بعضهم: «كل قذيفة وأنتم بخير»

لندن: «الشرق الأوسط»... غابت مظاهر العيد عن عموم البلاد، وبدت العاصمة السورية دمشق في أول أيام العيد تعيش حالة أشبه بحظر التجوال، كما لم يتبادل السوريون التهاني بالعيد، حتى المقابر لم تتم زيارتها كما جرت العادة في المناسبات الدينية، وقال أحد النشطاء إن «السوريين باتوا يتجنبون التجمعات المكشوفة، خشية القصف بالطيران».
وهذا العيد، لجأ كثيرون إلى «توكيل مهمة الصلاة على الأموات ووضع باقات الورود إلى عدد محدود من الأشخاص تجنبا لحصول ازدحام في المقابر، وبالأخص في ريف دمشق، حيث باتوا يخشون قيام النظام بقصفهم بالطائرات.. التي تقوم بالقصف أو رش النار على أي تجمع في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية دون تمييز»، بحسب ما أكد سكان محليون.
كما خرجت مظاهرات في كل المناطق التي يسيطر عليها «الجيش الحر»، كبراها كان في مدن وبلدات محافظة إدلب، وفي حمص وريفها، وفي قدسيا وداريا بريف دمشق.. وفي معرة النعمان، قال ناشطون إن النظام قتل في أول أيام العيد خمسة أطفال.
وفي كفرنبل، التي اشتهرت على مدار الثورة السورية بشعاراتها الساخرة من النظام - ربما إلى حد البكاء في بعض الأحيان - كانت عبارة التهنئة «كل قذيفة وأنتم بخير». أما في تلبيسة التي تشهد قصفا متواصلا منذ ثلاثة أشهر، بث ناشطون فيديو يظهر أطفال تلبيسة وقد نصبوا مراجيح العيد على سبطانات المدفعية، وتغني مجموعة منهم تعتلي الدبابات «يلعن روحك يا حافظ».
حلول العيد على السوريين لم يحد من العمليات العسكرية التي يشنها النظام على المناطق والأحياء الثائرة، حيث تواصل قصف قوات النظام على عدد من أحياء مدينة حلب وعلى بلدات في ريف حوران وعلى المليحة في ضواحي جنوب العاصمة، وعلى أحياء حمص ومدينة القصير.
ونظرا لوجود مصاب في كل منزل، بين قتيل أو معتقل، فإن أغلب السوريين أعلنوا حدادا غير معلن في أيام العيد. وكتب الكثير من الناشطين على صفحاتهم بالمواقع الاجتماعية إنهم في حداد على «أرواح الشهداء»، بينما أكد آخرون أن السكان المحليين في كثير من المناطق قاطعوا شراء أو صناعة الحلوى المميزة لعيد الفطر، مثل الكعك وخلافه.
بينما قال مراقبون إن هناك عوامل متعددة تمنع السوريين من استقبال العيد بمظاهره المعتادة، أولها العوامل الأمنية، حيث الخوف من قصفهم في أي لحظة، إضافة إلى شعور الحزن المخيم على الجميع.. لكنهم أشاروا أيضا إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي باتت الأسر السورية تعيشها، سواء من حيث نقصان الدخل العام، أو من حيث شح الموارد الرئيسية، وبينها الأغذية والمحروقات في أغلب المدن.
مخيم الزعتري: الغبار والحر ينغصان حياة اللاجئين السوريين في الأردن، السعودية سترسل 2400 وحدة جاهزة .. وجودة يعد بـ«خطط لتطوير الأوضاع»

جريدة الشرق الاوسط.. المفرق (الأردن): محمد الدعمه .. مخيم الزعتري.. مأساة تفوق الوصف وحاله مثل حال ساكنيه لا بل إنه زادهم ألما ومعاناة، تقول الهيئة المشرفة عليه إنه أقيم على عجل بسبب تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين إلى الأردن عبر الشريط الحدودي.
الزائر إلى مخيم الزعتري يحس بمعاناة الصحراء في حرها وغبارها ويدرك أن الحياة قاسية جدا على الرغم من المحاولات التي تقوم بها السلطات الأردنية بمساعدة مفوضية اللاجئين وهيئات الإغاثة التي بدأت ترسل المعونات الإنسانية والغذائية.
يقول محمد خليل، من بلدة داعل جنوب سوريا: «وصلت إلى المخيم قبل أربعة أيام. المشكلة الكبرى التي نواجهها هي الغبار الذي يتناثر بين الخيام وينغص علينا حياتنا سواء في المأكل أو المشرب أو النوم، فإذا دخلت الخيمة هناك أشعة الشمس الحارقة وارتفاع حرارتها التي لا يتحملها الأطفال والكبار، وإذا خرجت منها كان الغبار (الطوز) بانتظارك».
ويضيف «إذا نظرت إلى ساكنيه تشعر بالبؤس في وجوههم، خاصة أن النظافة معدومة وإذا استحم الواحد منهم فإنه لا يستغرق أكثر من نصف ساعة للعودة إلى ما كان عليه».
وتوفر الهيئة المشرفة على المخيم جميع مستلزمات الحياة البدائية ولكن هذه الظروف صعبة على سكانه، خاصة أنهم قدموا من سهل حوران سلة سوريا الغذائية واعتاد هؤلاء على المساحة الخضراء والهواء العليل، وبين ليلة وضحاها باتوا في عراء الصحراء.
أما يحيى كامل، من بصرة الحرير، فيقول إن المخيم ما زال يفتقر إلى البنية الأساسية والخدمية وقد وضع في مكان لا يتوقف فيه ذر الرمال وغبار (طوز) مستمر لا يستطيع الإنسان فيه أن يفتح عينيه أو يتنفس وقد انقلب لون الخيام التي قدمتها الأمم المتحدة من الأبيض إلى البني، كما أن الريح انتزعت بعضها.
ويضيف «المخيم يفتقر إلى أبسط الشروط الإنسانية وخاصة الشوارع داخله حيث يغوص المارة في التراب الناعم المتطاير بالحركة ومن دون حركة وحيث لا فرش من الحصى أو غيره ولا ماء يرش لاحتواء الزوابع الرملية أو منع دخولها إلى الخيام التي لا يستطيع الجالس فيها تحت الشمس أن يغلقها أو يفتحها، إذ تتحول إلى قطعة من الجحيم أو إلى معبر للرمال التي تتراكم فيها بسرعة».
كما أن دورات المياه بعيدة ومشتركة وغير صحية والماء يسكب على الرمل وتغوص أقدام قاصديه في الوحل ولا يوجد دكان أو مكان لشراء بعض الحاجات التي لا تقدم مع الطعام والشراب، إذ إن هناك حاجات أساسية وضرورية للنساء والأطفال وغيرها.
أما خليل محمود فيقول «تم حشرنا في هذا المخيم وقد استجرنا من نار وجحيم بشار الأسد ولكن لم نكن نعرف أننا سنخرج من جحيم إلى جحيم، بالأمس توفي ثلاثة أطفال من ضيق التنفس والربو ولو كنا نعرف أننا سنحضر إلى مخيم مثل هذا ما كنا غادرنا أراضينا وما كنا لندخله ولو خيرنا للعودة من حيث أتينا لعدنا من دون تردد».
ويضيف «صحيح أن إمكانات الأردن محدودة ولكن المشكلة ليست في الإمكانات وإنما في كيفية إدارة الإمكانات المتوفرة سواء من الطعام أو الشراب أو الأدوية، فليس معقولا ألا يفرش المخيم بخلطة إسفلتية أو حتى حصى ويترك الناس على التراب، وليس معقولا ألا تقدم لهم الأغطية والفراش فلا يوجد سوى بعض الفرشات الأسفنجية العارية الرقيقة التي توضع على التراب، وإن أصابها الماء تحولت إلى أسوأ مما نتصور».
هناك في المخيم المستشفى الميداني المغربي الجراحي المتكامل الذي أرسله المغرب لمساعدة اللاجئين السوريين ومساعدة الأردن على استضافتهم، يعمل كوادره بصمت ونشاط كخلية النحل، الجميع يعمل في 20 تخصصا طبيا ومنذ شروعه في تقديم خدماته، يوم الجمعة الماضي، يشهد المستشفى توافدا كبيرا من قبل اللاجئين السوريين حيث بلغ عدد الخدمات الطبية التي قدمها إلى الأربعاء 1400 خدمة.
وأبلغ رئيس المستشفى، الطبيب الحسن الطاهري، «الشرق الأوسط»، بأن عدد الفحوصات التي أجرتها طواقم المستشفى بلغ نحو 985 فحصا، مضيفا أن ثلثي مراجعي المستشفى هم من الأطفال والنساء، يليهما الرجال.
وتابع أنه تم إجراء أربع عمليات جراحية إلى الآن، مشيرا إلى أن أغلب الحالات التي تصل إلى المستشفى تعاني من صدمات نفسية والإجهاد وأمراض الربو والجلد.
وفي باحة المستشفى التقت «الشرق الأوسط» الكثيرين وسألتهم عن أوضاعهم ومعاناتهم والظروف التي مروا بها في بلدهم، حيث كانت الإجابات متقاربة وأجمعوا على أن تزايد قصف المدفعية والصواريخ والطيران لمنازلهم دفعهم للفرار بأرواحهم وأرواح أطفالهم إلى هنا.
ترددت في الإجابات درعا، مسيفرة، طفس، محجة، داعل، حراك، بصرى الحرير، عتمان، تل شهاب، صماد.. إلخ من البلدات الواقعة في سهل حوران والتي تعرضت وتتعرض يوميا إلى قصف مدفعي من قبل قوات النظام انتقاما من الأهالي الذين يناصرون الثورة.
تقول فريدة، من بلدة طفس، إنها هربت مع أطفالها بعد تدمير منزلها وموت زوجها وقد استغرقت رحلة الهروب أربعة أيام على الطريق حيث دفعت للذي هربها عبر الحدود ألفي ليرة سورية عن كل نفر ومشت مع أطفالها مسيرة أربع ساعات وسط الظلام الدامس والسكون حتى وصلوا إلى الحدود الأردنية حيث نقلنا جنود أردنيون إلى مركز الأمن العام وتم إيداعنا في مخيم الزعتري.
وتضيف أن «الاصطفاف في مجلس الأمن، حيث روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة والدول الأوروبية من جهة أخرى، مد من عمر النظام وزاد من معاناتنا ولو أرادت أميركا والأطراف الأخرى لأنهت معاناتنا في ظرف أسبوع، ففي ليبيا كانت جميع الدول متحدة وساعدت الشعب الليبي لأن لديه نفطا، ولكن للأسف نحن لدينا بندورة حمراء بكميات كبيرة لا أحد ينظر إلينا كي يساعدنا في رفع الظلم عن الشعب السوري، ونحن لسنا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية».
وفي إشارة منها إلى صعوبة الوضع بمخيم الزعتري أقرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأنه «قاس جدا»، كما جاء على لسان ممثلها بالأردن، أندرو هاربر، الذي قال «لن أضع صورة جميلة عن المخيم، ولكن لا يوجد خيار آخر.. وهم (اللاجئون) نقلوا إلى هناك لعدم وجود خيار آخر».
وأضاف هاربر، الذي يحرص على الوجود بعين المكان يوميا، أن «المفوضية تحاول معالجة الظروف الصعبة في المخيم»، مضيفا أنه «لسوء الحظ، فإن توقعات اللاجئين هي أعلى من الواقع»، موضحا، بالنسبة لردود فعل اللاجئين، أنهم «يقولون إنهم لا يريدون أن يكونوا هناك».
من جهته، لم يبتعد وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، عن التقييم نفسه للأوضاع بالمخيم، عندما صرح قائلا «كنا نعلم أن إقامة هذا المخيم خطوة جريئة، لن تكون من دون مصاعب وأنه ستكون هناك ظروف سيئة، هذه ليست بيئة ملائمة مع كل هذا الغبار والريح، لكنه بلا شك أحسن من سابقيه وأكثر ترتيبا».
وقال في تصريحات صحافية «سنعمل كل شيء من أجل جعل الحياة أسهل وأكثر راحة بمساعدة المجتمع الدولي وأصدقائنا حول العالم»، مشيرا إلى وجود «خطط لتطوير الأمور في المخيم».
وللتخفيف من معاناة السوريين بمخيم الزعتري، وتحسين الظروف المعيشية فيه، كثفت الحكومة الأردنية ومفوضية اللاجئين من مساعيهما لدى الدول والجهات المانحة، لجلب مساعدات مالية وعينية، حيث دعا هاربر المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة الأردنية والمفوضية لتوفير هذه المساعدات في أقرب وقت، وخاصة أن محدودية الموارد والتدفق المستمر للاجئين يحدان من قدرتهما على التعامل مع الأزمة.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا أعلنت عن منح الأردن أكثر من 135 مليون دولار لمساعدته على مواجهة مشكلة اللاجئين.
وفي الاتجاه نفسه، جاءت مبادرة المملكة العربية السعودية بإرسال 43 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية للاجئين السوريين الموجودين بالأردن، كذلك فعل كل من المغرب ودولة الإمارات وفرنسا، حيث أرسلت هذه الدول ثلاثة مستشفيات ميدانية.
ولتخليص اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري من الإقامة تحت خيام بلاستيكية، شرعت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في وضع بيوت متنقلة (كرافانات) بدل هذه الخيام، مؤكدة على لسان رئيسها، الأمير راشد بن الحسن، أنها «تعمل بكل ما أوتيت من قوة لجعل الأمور تبدو أحسن» في المخيم. وقد أعلنت المملكة العربية السعودية أنها سترسل 2400 وحدة من البيوت الجاهزة لصالح المخيم لاستبدالها بالخيام.
أما على الطريق المؤدي إلى المخيم، فتتوالى الشاحنات المحملة بالمؤن والمستلزمات الطبية والخيام ومياه الشرب، سواء من العاصمة عمان أو المدن الأخرى.
يذكر أن مخيم الزعتري، الذي يعد أول مخيم رسمي للاجئين السوريين بالأردن، يضم أكثر من ستة آلاف لاجئ، ولكنه يتسع لنحو 120 ألف لاجئ.
 
عدد من مشايخ طرابلس يعملون على إنشاء مجلس عسكري لـ«أهل السنة»،النائب المشنوق يدعو لنشر قوات دولية على الحدود الشمالية

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... في تطور جديد للانفلات الأمني الذي يعيشه لبنان، خاصة بعد إعلان ما يسمى «الجناح العسكري» لعائلة آل المقداد عن اختطاف عدد من عناصر الجيش السوري الحر ومواطنين تركيين الأسبوع الماضي، أُعلن ومن مدينة طرابلس في شمال لبنان عن إنشاء «مجلس عسكري لأهل السنة».
وأعرب الداعية الشيخ عمر بكري فستق أمس عن عميق امتنانه وترحيبه «بما أعلنه الشيخ سالم الرافعي عن إنشاء مجلس عسكري لأهل السنة في طرابلس». وكان الشيخ بكري قد ناشد مشايخ وفعاليات أهل السنة بتشكيل مجلس دفاع أعلى لأهل السنة في لبنان لمواجهة التحديات الأخيرة التي ظهرت على خلفية عمليات خطف النازحين السوريين تحت اسم «العمليات العسكرية لعشيرة آل المقداد».
وأضاف الشيخ بكري: «التصريحات العسكرية والإعلامية لآل المقداد تُظهر من جهة موالاتهم للنظام الأسدي، ومن جهة أخرى مدى غضبهم من المعارضة السورية. والظاهر أن حلفاء النظام السوري في لبنان قد أخذوا على عاتقها تبني مطاردة المعارضة السورية بالنيابة عن النظام السوري لتحويل لبنان إلى ساحة مشتعلة للتخفيف عن حليفهم الأسدي المتهالك، ولصرف الأنظار عن انهياره المتسارع وعن مجازره ضد شعبه».
واعتبر بكري أن «ما وقع من خطف لإخواننا من النازحين السوريين، وما صدر من تهديدات وطعن واتهامات باطلة ضد أهل السنة في لبنان، يفرض عليهم توحيد صفوفهم في لبنان وتنظيم تجمعهم وإعداد أنفسهم، لأن القاعدة تنص أن (أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم)»، وأضاف: «أمام عمليات الخطف العشوائية، يجب على شباب وجماعات أهل السنة في لبنان وسوريا التوجه إلى مشايخهم الصادقين، لأخذ زمام المبادرة وتشكيل مجلس دفاع أعلى لأهل السنة والجماعة للذود عن أهل السنة في لبنان وسوريا بل والمنطقة، بغض النظر عن جنسياتهم وأعراقهم وجماعاتهم، والعمل على إطلاق سراح جميع الذين اختطفوا سواء بحجة أنهم من جيش سوريا الحر أو من أنصارهم، فالمسلم أخو المسلم ينصره ولا يخذله».
وعلق رئيس جمعية «اقرأ» السلفية الشيخ بلال دقماق على الموضوع، فأشار إلى أن الفكرة قد تبقى في سياق إعلان النوايا والتحذير، في حال وصلت الرسالة بشكل صحيح وضبط المعنيون الوضع الأمني. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الكل يعلم أن في لبنان دولتين؛ الدولة اللبنانية، ودولة حزب الله.. ولكن وبعدما تمادى آل جعفر في أعمالهم العسكرية والأمنية غير المقبولة، وتبين أن لا كلمة للدولة اللبنانية، وجد مشايخ طرابلس من الضرورة أن يتصدوا لما هو حاصل»، مشيرا إلى أنه - وفي حال تمكنت الدولة من بسط سيطرتها، وبالتحديد على المرافق الحيوية كمطار بيروت - قد يبقى ما تم الإعلان عنه مجرد فكرة.
وبالتزامن، وفيما أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق تأييده لانتشار الجيش اللبناني شمالا، دعا لنشر قوات طوارئ دولية لضبط الحدود شمالا في حال لم يكن الجيش قادرا على القيام بمهامه بسبب وجوده بالجنوب. واعتبر المشنوق أن «اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة بداية مرحلة سياسية جديدة، يقرر فيها بداية نهاية النفوذ السوري في لبنان.. وهي ليست عملية أمنية فقط»، لافتا إلى أن «موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذه المرحلة شجاع».
بدوره، دعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار قيادة حزب الله لإصدار فتوى «بتحريم استخدام السلاح في الداخل وأن لا يوجه إلا إلى إسرائيل»، مشيرا إلى أنه «من دون نزع السلاح من المناطق ومن كل المواطنين، ومن دون إصدار فتوى تقضي بتحريم استخدام السلاح في الداخل، فلن يهدأ الوطن ولن يستقر ولن تعطي طاولة الحوار فائدة ولا جدوى.. وستبقى الرياح الساخنة تهب على المناطق كلما مر بنا استحقاق».
واشنطن قلقة من أكراد سوريا

جريدة الشرق الاوسط..... واشنطن: محمد علي صالح ... قالت مصادر إخبارية أميركية إن المسؤولين الأميركيين المتابعين للوضع في سوريا «قلقون من إضعاف أكراد سوريا للمعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، وذلك بعد تقارير صحافية بأن مقاتلين أكرادا احتلوا أربع مدن في منطقتهم شمال شرقي سوريا.
ورغم أن هؤلاء المقاتلين أعلنوا معارضتهم لنظام الأسد، لكن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن هؤلاء المقاتلين ربما سيفضلون المساومة مع أكراد تركيا بهدف إضعاف حكومة أنقرة، التي صارت من أهم الدول في المنطقة تأييدا للمعارضة السورية.. ويخشون أيضا من مواجهات عسكرية بين هؤلاء المقاتلين الأكراد وبين الجيش السوري الحر الذي يقود المعارضة العسكرية ضد نظام الأسد.
بالإضافة إلى المسؤولين الأميركيين، أعلن خبراء أيضا عن قلقهم من دور أكراد سوريا.. وقال جوست هيلترمان، خبير في مجموعة «إنترناشونال كرايسيس» (الأزمات الدولية): «تركيا في مأزق.. تعمل كثيرا لإسقاط النظام السوري، مما يعني أن النتيجة لا بد أن تكون دعما للأكراد السوريين». وأضاف: «ما تحتاج إليه تركيا هو سياسة: فرّق تسد.. وهذا بالضبط ما تفعل. سيعملون لجذب بعض الأكراد، وسيحاربون الكثير من الأكراد. سيستخدمون كرديا ضد كردي».
وكانت الخارجية الأميركية كررت تحذيرات إلى المجموعات الكردية في سوريا بألا تتحالف مع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، الذي ظل يتمرد ضد الحكومة التركية خلال سنوات قتل خلالها ما لا يقل عن 40 ألف شخص. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قالت خلال زيارتها الأخيرة لتركيا: «نحن نشارك تصميم تركيا على أن سوريا يجب ألا تصبح ملاذا للإرهابيين في حزب العمال الكردستاني، سواء الآن أو بعد رحيل نظام الأسد».
ونقلت المصادر الأميركية تصريحات على لسان متحدث باسم زعيم كردي قوله: «يؤمن كل كردي بهذا الحلم، حلم وطن واحد.. لكن، في ظل هذه الظروف الإقليمية والدولية اليوم، لا نقدر على أن نطالب بالانفصال لتأسيس كردستان موحدة».
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,198,826

عدد الزوار: 7,665,026

المتواجدون الآن: 0