سيناريوهات سوريا وفق حلفاء الأسد!...تل رفعت تجسد مسيرة الثورة السورية من نضال سلمي إلى مسلح، رغم تساقط الصواريخ فإن المقاتلين لم يتركوا أماكنهم في انتظار الجنود الموالين للنظام>>المجلس الوطني لا يرى «جدية» في كلام قدري جميل، غليون: لا حوار مع النظام بل تفاوض لنقل السلطة.. ويجب معاملته كمجرم وتوقيفه

دمشق تطرح لأول مرة استقالة الأسد.. والمعارضة: نتفاوض فقط على نقل السلطة

تاريخ الإضافة الخميس 23 آب 2012 - 6:01 ص    عدد الزيارات 2498    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دمشق تطرح لأول مرة استقالة الأسد.. والمعارضة: نتفاوض فقط على نقل السلطة
تحريك قاذفات «سوخوي» قرب المدن المتمردة وإعدامات جماعية > لافروف: جهود النظام السوري لوقف العنف غير كافية > مقتل صحافية يابانية وغموض حول آخرين
واشنطن: محمد علي صالح ـ موسكو: سامي عمارة بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم ـ لندن: «الشرق الأوسط»
للمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية، طرح نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل عرضا بأن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد، في إطار مفاوضات مع المعارضة.. بينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن جهود النظام السوري لوضع حد لأعمال العنف الدائرة في البلاد غير كافية. وقال جميل في مؤتمر صحافي في موسكو أمس إنه «خلال عملية المفاوضات يمكن دراسة كل المسائل، ونحن مستعدون حتى لدراسة هذه المسألة»، لكنه اعتبر أن فكرة «الاستقالة، كشرط لإجراء حوار، تعني أن من المستحيل البدء بهذا الحوار».
لكن المجلس الوطني السوري أعلن أنه لا يرى جديدا فيما أعلنه جميل، معتبرا أن كلامه «غير جدير بالاهتمام ولا يحمل مضمونا جديا». وأكد عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أنه لا حوار ولن يتفاوضوا الا على نقل السلطة.
في غضون ذلك، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا في ختام لقاء لوفد من المجلس الوطني مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن هناك «عملا جديا للإعلان سريعا عن حكومة انتقالية في سوريا». يأتي ذلك عقب يوم من اعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أسلحة الأسد الكيماوية والبيولوجية، خط أحمر, و«ستكون هناك عواقب هائلة إذا بدأنا نشهد تحركات حول الأسلحة الكيماوية.. سيغير ذلك حساباتي تغييرا كبيرا».
ميدانيا، واصلت القوات النظامية السورية تصعيدها على كافة الأنحاء، ما أسفر عن مقتل أكثر من 175 شخصا، أغلبهم في دمشق وريفها. وقال مسؤول رفيع في المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية لـ«رويترز» إن القوات الجوية السورية أعادت نشر 30 طائرة قاذفة مقاتلة من طراز سوخوي لتصبح أقرب إلى المدن التي يخوض فيها الجيش معارك لسحق مقاتلي المعارضة في شمال وشرق البلاد.
كما أكد ناشطون أن قوات الأمن قامت بتكثيف عمليات الإعدام الميدانية بحق الناشطين والمدنيين في مختلف المدن السورية.
إلى ذلك، أعلن أمس رسميا عن مقتل صحافية يابانية في قصف استهدف حي سليمان الحلبي بمدينة حلب، بينما ظلل الغموض مصير مراسلي قناة «الحرة» الأميركية ومراسلة تلفزيون «الجديد» المختفين داخل سوريا.
 
نائب رئيس الحكومة السورية: مستعدون لمناقشة استقالة محتملة للأسد، أوباما: الأسلحة الكيماوية «خط أحمر».. ومجرد نقلها قد «يغير حساباتي» > روسيا والصين تحذران من تجاوز الأمم المتحدة

واشنطن: محمد علي صالح موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط» .... أعلن نائب رئيس الحكومة السورية، قدري جميل، أمس، أن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري، بشار الأسد، في إطار مفاوضات مع المعارضة. وذلك عقب يوم من تحذير وجهه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للأسد من عواقب تخطي «الخط الأحمر» باستعمال أسلحة كيماوية وبيولوجية ضد شعبه، موضحا أنه لم يصدر أوامر (حاليا) بتحركات عسكرية معينة نحو سوريا، لكنه قد يغير «حساباته» إذا ما أقدم النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية، حتى لو كان ذلك بمجرد نقل أسلحة غير تقليدية بشكل ينطوي على تهديد، بينما حذرت روسيا والصين الغرب من القيام بعمل منفرد في سوريا، مؤكدتين على الحاجة إلى «الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بانتهاكها».
وأعلن قدري جميل، في مؤتمر صحافي بموسكو، أن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري، بشار الأسد، في إطار مفاوضات مع المعارضة. وقال المسؤول السوري: «خلال عملية المفاوضات يمكن دراسة كل المسائل، ونحن مستعدون حتى لدراسة هذه المسألة»، لكنه اعتبر أن فكرة «الاستقالة، كشرط لإجراء حوار، تعني أن من المستحيل البدء بهذا الحوار».
كما أوضح جميل أن التدخل العسكري الخارجي في سوريا «مستحيل»، لأنه سيؤدي إلى مواجهة تتجاوز حدود البلاد. وكان قدري يرد في ما يبدو على تهديد أوباما بأن تتحرك القوات الأميركية إذا استخدمت سوريا أسلحتها الكيماوية. وقال جميل إن «التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل، لأن من يفكر فيه أيا كان، إنما يدخل في مواجهة أوسع نطاقا من حدود سوريا»، مشيرا إلى أن تهديد أوباما لـ«الاستهلاك الإعلامي».
وكان أوباما قال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، مساء أول من أمس: «أوضحت مرارا أن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته، وأن عليه الاستقالة من منصبه. لكن، حتى الآن لم ينفذ ذلك، وبدلا من ذلك يعمل على مضاعفة العنف ضد شعبه». وأضاف أن المجتمع الدولي بعث رسائل واضحة إلى الأسد بأنه بدلا من جر بلاده إلى حرب أهلية، ينبغي عليه التحرك نحو الانتقال السياسي.
لكن أوباما عبر عن تشاؤمه بأن الأسد سيفعل ذلك، وقال: «في هذه المرحلة، يبدو احتمال هبوط سهل بعيدا جدا». وأشار أوباما إلى أن الولايات المتحدة تحرص على أن تقدم مساعدات إنسانية كافية للمتضررين من الحرب في سوريا، وأن جملة ما قدمته وصل إلى 82 مليون دولار، وستقدم المزيد، وذلك حتى تتأكد من أن مئات الآلاف من اللاجئين الذين يفرون من الحرب لن يعانوا كثيرا أو يسببوا زعزعة استقرار بعض الدول المجاورة لسوريا.
وعن دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية، قال أوباما: «نقدم - بالتشاور مع المجتمع الدولي - بعض المساعدة للمعارضة حول كيفية تحقيق انتقال سياسي، وحول المبادئ التي ينبغي التمسك بها عن حقوق الأقليات وحقوق الإنسان».
وعبر أوباما عن قلقه بسبب أسلحة الأسد الكيماوية والبيولوجية، وقال: «في الوقت الحاضر، لم أصدر أمر مشاركة عسكرية.. لكن موضوع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية موضوع مهم. هذه مسألة لا تتعلق فقط بسوريا، ولكن لدينا حلفاء في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل. وهذه مسألة تتعلق بنا أيضا، ونحن لا يمكن أن نقبل وضعا تصل فيه الأسلحة الكيماوية والبيولوجية إلى الناس الخطرين»، موضحا أن الحكومة الأميركية أبلغت نظام الأسد مرات كثيرة، وأيضا دولا في المنطقة، بأن ذلك الموضوع «خط أحمر». وخلال المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض، الذي عقد من دون إعلان سابق وركز فيه أوباما على الانتخابات الرئاسية، أجاب أوباما عن سؤال عن مدى اطمئنانه حول أسلحة الأسد الكيماوية والبيولوجية، بقوله: «في هذا الوضع المتقلب، لا أقول إنني واثق تماما. لكن أقول إننا نرصد الوضع في عناية فائقة.. وضعنا مجموعة من خطط الطوارئ، وأبلغنا بعبارات لا لبس فيها دول المنطقة أن هناك خطا أحمر بالنسبة لنا. وستكون هناك عواقب هائلة إذا بدأنا نشهد تحركات حول الأسلحة الكيماوية.. سيغير ذلك حساباتي تغييرا كبيرا».
من جهتها، وفي الوقت الذي انتقدت فيه موسكو ما صدر عن فيكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، حول أن واشنطن لا تستبعد التعامل مع سوريا خارج إطار مجلس الأمن الدولي لأنها لا تتوقع أن يتمكن أعضاء المجلس من حسم خلافاتهم حول سوريا، أعلن سيرغى لافروف، وزير الخارجية الروسي، في معرض لقائه مع داي بينغو، عضو مجلس الدولة الصيني، أمس، في موسكو، اتفاق بلاده مع الصين حول ضرورة رفض أي عمل يستهدف أي دولة لا توافق عليه الأمم المتحدة.
وأشار الوزير الروسي: «لدى روسيا والصين، في إطار تنسيق السياسة الخارجية، معيار موثوق به لتحديد خطواتهما كافة، في مجال السياسة الخارجية، وهو المعيار الذي يستوجب التقيد بمبادئ القانون الدولي وعدم انتهاك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف بقوله: «إن هذا هو الطريق الصحيح في الظروف الحالية». وكان المبعوث الصيني التقى في موسكو أيضا كلا من الرئيس فلاديمير بوتين، ونيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن القومي.
وكان لافروف استقبل، أمس، أيضا في موسكو، قدري جميل، نائب رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية، حيث استهل اللقاء بإعرابه عن أمله في الاستماع إلى تقدير الوفد لمجريات الأوضاع في سوريا ومعرفة ما يضمرونه من خطط للانتقال بالوضع إلى مسار الحوار السياسي، حتى يتمكن السوريون من تقرير مصيرهم بأنفسهم ومن دون تدخل خارجي، حسب تعبيره.
ومن جانبه، أكد قدري جميل أن «التدخل الخارجي يعد المشكلة الرئيسية في عملية تسوية الأزمة بطرق سلمية»، وقال إن «الحكومة السورية تحاول إيجاد مخرج من الوضع الحالي، وتعمل تحت شعار المصالحة الوطنية».
وكانت وزارة الخارجية الروسية أصدرت بيانا تدعو فيه إلى التوقف عن إمداد المعارضة بالأسلحة، مشيرة إلى ما جرى الإعلان عنه حول تهريب هذه الأسلحة الواردة من بلدان أخرى، ومنها تركيا وليبيا ولبنان، بتمويل من جانب بعض الدول.
وكان لافروف استبق لقاء الأمس بتصريحات قال فيها إن «الدول الغربية لا تستطيع، بل لا تريد، الاتفاق على حل الأزمة السورية»، مشيرا إلى أن ممثليها لدى مجلس الأمن الدولي رفضوا اقتراح روسيا لإصدار قرار باتخاذ البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف أساسا للمباحثات الهادفة إلى إنهاء النزاع في سوريا، وأضاف أن هذا الموقف «يثير قلقنا». واتهم لافروف الغرب بأنه يجنح نحو حل الأزمة السورية عبر ما وصفه بـ«ديمقراطية القنابل». وكانت الخارجية الروسية عادت إلى تأكيد عدم جواز تهريب السلاح إلى سوريا، بينما حذرت من مغبة مثل هذا النشاط.
وأشارت إلى أن تسليح المعارضة مسألة خطيرة جدا، لا سيما في ظل تزايد نشاط «العناصر الإرهابية» على الأراضي السورية، التي ترتبط (حسب قولها) بشبكات الإرهاب والتطرف الدولية.
وأضاف لافروف أنه «بالنظر إلى ما نشهده في سوريا، نرى أن ما تم اتخاذه من خطوات لحل الأزمة ليس كافيا، ولكننا نعتقد أنه لا سبيل أمام سوريا سوى الاستمرار في هذا الخط (المصالحة الوطنية)». وأكد أن الوضع السوري يتأثر بـ«العوامل الخارجية»، مشيرا إلى «حقيقة أن قسما كبيرا من الشعب السوري ليس راضيا عن أحواله، ولهذا تغدو المصالحة الوطنية المهمة في المقام الأول».
وعاد الوزير الروسي إلى تأكيد ضرورة تنفيذ اتفاق وقف العنف وبدء الحوار بين الحكومة والمعارضة، وهو الاتفاق الذي قبلته الحكومة السورية. وأضاف: «إننا نتمسك باتفاقات جنيف التي تطور وتدقق خطة كوفي أنان. ونعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد للوصول إلى وقف إراقة الدماء في أسرع وقت».
 
المجلس الوطني لا يرى «جدية» في كلام قدري جميل، غليون: لا حوار مع النظام بل تفاوض لنقل السلطة.. ويجب معاملته كمجرم وتوقيفه

بيروت: «الشرق الأوسط».... أعلن «المجلس الوطني السوري» أنه لا يرى جديدا في كلام نائب رئيس الحكومة السوري، قدري جميل، حول الاستعداد لمناقشة موضوع استقالة الرئيس السوري، بشار الأسد، معتبرا أن كلامه «غير جدير بالاهتمام ولا يحمل مضمونا جديا». وقال عضو المكتب التنفيذي، أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما قاله المسؤول السوري «محاولة لتخفيف الضغوط عن سوريا، ولا يحمل أي مضموم مهم، باعتبار أنه دعا إلى حوار من دون شروط مسبقة، بينها كما يبدو تنحي الأسد».
وشدد رمضان على أنه بالنسبة للمجلس الوطني والمعارضة السورية «ليس هناك حوار مع النظام، بل مجرد تفاوض على آلية انتقال السلطة لا يكون الأسد في أي منه، أي لا في التفاوض ولا في ما يليه». وأضاف: «إن كلام قدري جميل موقف مكرر ولا يحمل أي مضمون مهم، بالإضافة إلى صدوره عن شخص لا يمثل جزءا محوريا من النظام»، وأضاف: «النظام يدعو إلى الحوار متناسيا أنه قتل حتى الآن ما يزيد على 25 ألف شهيد من أبناء سوريا».
من جهته، أكد عضو المجلس الوطني السوري، برهان غليون، أنه لا مجال للحوار مع الرئيس السوري، بشار الأسد، والشعب يعتبره مجرما، معتبرا أنه «إذا كانت الحكومة تريد إنقاذ البلاد فيجب معاملته كمجرم»، معتبرا أن «الحوار مجرد وسيلة لكسب الوقت، وينبغي توقيف المجرم بشار الأسد».
 
انفجار في المزة.. ومأساة إنسانية في «معضمية الشام»، حملة عسكرية عنيفة تستهدف مدينة الحراك.. وآلاف اللاجئين يفرون إلى الأردن وتركيا

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... في الوقت الذي هزّ انفجار ضخم بالأمس حي المزة في العاصمة السورية دمشق، مما أدى (بحسب ناشطين) لمقتل 4 من الجنود النظاميين، أشار أغلب الناشطين والتقارير الإخبارية إلى مأساة تعيشها مدينة «معضمية الشام» في ريف دمشق، أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا (في حصيلة مبدئية) جراء القصف العنيف والمستمر الذي تقوم به القوات النظامية على المدينة، التي أكد ناشطون تعرض عدد من شبابها لحالات إعدام ميدانية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن ما يزيد على 152 قتيلا قضوا أمس بنيران قوات الأسد، 90 منهم في دمشق وريفها، نتيجة أعمال العنف تضرب كل المحافظات السورية دون استثناء. وبينما أشارت الأنباء الواردة من حلب إلى أن الجيش السوري الحر يؤكد سيطرته على نحو ثلثي المدينة، على الرغم من المعارك المستمرة.. أفيد بأن قوات الأمن السورية اقتحمت مدينة الحراك في درعا بعد انسحاب الجيش الحر منها، وتحدث ناشطون عن أنه تمت مداهمة المدينة فقتل 90 من أبنائها بين يومي الاثنين والثلاثاء، 20 منهم قضوا حرقا. هذا، وشهدت مدينة الرمثا الأردنية الحدودية مع سوريا وصول أكبر موجة نزوح خلال ساعات مساء الاثنين وفجر يوم الثلاثاء، تركزت على اللاجئين القادمين من ريف دمشق. وأوضحت مصادر في المدينة أن 2100 لاجئ عبروا الحدود الأردنية غير الرسمية حتى منتصف ليل الاثنين، وأن هناك تدفقا مستمرا للاجئين الذين توقعت المصادر أن يبلغ عددهم أكثر من 3000 لاجئ. وأشارت المصادر إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين نزحت من مناطق ريف دمشق التي شهدت أول من أمس أعنف موجة قصف من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. كما أكدت مصادر إخبارية أن عدد اللاجئين المتوجهين إلى تركيا خلال الساعات الـ24 الماضية تجاوزوا الألف شخص.
ومن دمشق، أفاد شهود عيان بمقتل 4 من الجنود النظاميين وإصابة 6 آخرين في انفجار سيارة مفخخة صباح يوم أمس في حي المزة بدمشق، حيث استهدف الانفجار حاجزا أمنيا قرب مدارس بنات الشهداء. واندلع (بحسب الناشطين) حريق في المكان إثر الانفجار، مما أدى إلى أضرار مادية في السيارات والمباني، وأكدت شبكة «شام» الإخبارية سماع إطلاق نار عقب الانفجار، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد. وفي العاصمة أيضا، قصف الطيران المروحي حيي التضامن والقزاز، كما تجدد القصف المدفعي على أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي ودف الشوك، وشن جيش النظام حملة اعتقالات عشوائية بحي الميدان، وفقا لوكالة «شام». وبث ناشطون صور 6 أشخاص قالوا إن قوات النظام عذبتهم قبل قتلهم في حي القدم بالعاصمة، وذلك بعد سلسلة من حوادث الإعدام الميداني الجماعي في الأيام الأخيرة لأشخاص مكبلي الأيدي.
وفي ريف دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن أكثر من 90 شخصا قتلوا أمس في دمشق وريفها، معظمهم في معضمية الشام. فيما أكدت مصادر أخرى أن قتلى المعضمية تجاوزوا 70 شخصا أمس، بينهم أكثر من نحو 40 في مجزرة جماعية وإعدامات ميدانية.
ووسط حالة من الغموض الشديد وشح المصادر في المدينة، أفادت الأنباء الواردة من سوريا بأن البلدة تتعرض لوضع «مزرٍ» وحالة إنسانية «مؤسفة» عقب اقتحام قوات الأسد للمدينة. قال المرصد السوري إن «القوات النظامية اقتحمت بلدة معضمية الشام وبدأت حملة لإحراق منازل ومحال تجارية». وفي ريف دمشق أيضا، قال ناشطون إن القصف المروحي تواصل على بلدات البلالية والنشابية وببيلا ويلدا ودير العصافير، فيما تجدد القصف المدفعي على مدن جديدة عرطوز والضمير والزبداني وداريا، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفي جنوب البلاد، أفيد باقتحام مدينة الحراك في درعا، بعدما كان المجلس الوطني السوري قد أعلنها منطقة منكوبة. وقال الناشط أبو محمد من درعا لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش السوري الحر انسحب من المدينة بسبب نقص الذخيرة، فما كان من قوات النظام إلا أن اقتحمتها، موقعة ما يزيد عن 90 قتيلا ما بين يومي الاثنين والثلاثاء، قضى 20 منهم حرقا.. ووصف أبو محمد الوضع في المدينة بـ«المأسوي»، متحدثا عن نقص في المواد الغذائية والطبية والكادر الطبي. وبالتزامن أفيد باقتحام دبابات الجيش النظامي لمدينة نوى وسط إطلاق نار كثيف، وعن تجدد القصف المدفعي العنيف أيضا على مدن وبلدات ناحتة وإنخل واللميحة الشرقية والمليحة الغربية والغارية الشرقية والغربية وبصر الحرير وحيط والحراك واللجاة والصورة.
وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي أن المقاتلين المعارضين يسيطرون على نحو ثلثي مدينة حلب حيث تدور معارك منذ شهر مع القوات النظامية السورية، قال ناشطون إن شخصا على الأقل قتل وأصيب عشرات في غارة جوية على بلدة مارع بريف حلب، حيث تسببت في دمار شديد لمنازل المواطنين. وتحدثت شبكة «شام» عن تجدد القصف المدفعي على بلدة السحارة، بينما قامت الطائرات المقاتلة بقصف مدينتي الباب وتل رفعت وأحياء الميسر وطريق الباب والشعار والفردوس بمدينة حلب.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن تعرض محافظة دير الزور لحملة عسكرية مكثفة منذ 70 يوما، لافتة إلى تجدد القصف المدفعي على أحياء المدينة، وخصوصا على حيي الحميدية والشيخ ياسين. كما استمر وبحسب ناشطين قصف مدينة البوكمال في المحافظة التي نزح نصف سكانها إلى العراق، وتجدد القصف بالطيران الحربي على مدينتي هجين وغرانيج وبلدة الشعيطيات من قبل جيش النظام.
أما ريف اللاذقية فشهد قصفا مدفعيا على بلدة كسب القريبة من الحدود مع تركيا، كما قصفت راجمات الصواريخ قرى المزرعة وبيت ملق بناحية الربيعة، وكذلك الحال في مدن وبلدات معرة النعمان وتفتناز وسراقب ومعرة مصرين وأريحا وزردنا وترملا وكفر سجنة والركايا في ريف إدلب. وقال عمار الحسن الناشط من اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»: «يشهد جبل التركمان منذ أكثر من شهر ونصف الشهر حصارا خانقا في الوقت الذي تلتهم فيه الحرائق التي تصل إلى تركيا المساحات الخضراء» لافتا إلى أن جيش النظام يطلق النار على طائرات الإطفاء لمنعها من إطفاء الحرائق ظنا منه بأنه بذلك يكشف مخابئ الجيش السوري الحر. بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش السوري تصدت لمحاولة اعتداء وتسلل مجموعة إرهابية من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية في نقطة حالات بريف تلكلخ، وأوقعت إصابات مباشرة في صفوفها». وأشارت إلى أن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في القصير، وأوقعت عددا من أفرادها بين قتيل وجريح».
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنها «أنشأت مستشفى ميدانيا ثابتا في شمال سوريا في منطقة خاضعة للمعارضة المسلحة»، مطالبة أطراف النزاع بـ«تسهيل وصولها إلى الجرحى». وقال المدير العام للمنظمة فيليب ريبيرو في مؤتمر صحافي في باري: «أطلعنا رسميا السلطات السورية بوجودنا على الأرض، ولم تكن مسرورة بذلك، وأكدت أننا هنا بشكل غير شرعي»، متوقعا من مختلف أطراف النزاع أن «تسهل وصولهم إلى الجرحى ومعالجتهم».
 
مقتل صحافية يابانية في سوريا.. وغموض حول مصير فريق «الحرة» ومراسلة «الجديد»، مريم البسام لـ «الشرق الأوسط»: الصحافية اللبنانية كانت تبدو مرتبكة وتحت تأثير «ضغوط»

بيروت: كارولين عاكوم ... بينما أعلن أمس رسميا عن مقتل صحافية يابانية في قصف استهدف حي سليمان الحلبي بمدينة حلب شمال سوريا، أعلن الجيش السوري الحر أنه تم اعتقال مراسلي قناة «الحرة» الأميركية، بحسب بيان صادر عن إدارة القناة، فيما بقيت المعلومات حول مراسلة تلفزيون «الجديد» اللبناني يمنى فواز الموجودة في سوريا منذ أكثر من 10 أيام، غير واضحة حتى لحظة كتابة هذه السطور.
وكانت قناة «الحرة» قد ذكرت يوم الاثنين أنها فقدت الاتصال باثنين من موظفيها العاملين في سوريا. وقالت مديرة الاتصالات لشبكات البث في الشرق الأوسط التابعة للقناة، ديردر كلاين، في بيان لها، إن المراسل بشار فهمي والمصور جنيد أونال، دخلا سوريا في وقت مبكر الاثنين، مضيفة: «لقد شاهدنا على موقع (يوتيوب) شريط الفيديو الذي يعلن فيه الجيش السوري الحر أن مراسل قناة «الحرة» فهمي ومصوره أونال أسرا واعتقلا في حلب بسوريا، ولم نتمكن من الاتصال بهما منذ دخولهما إلى سوريا صباح الاثنين، ونعمل حاليا على جمع معلومات إضافية حول وضعهما». في موازاة ذلك، كانت المعلومات عن مراسلة «محطة الجديد» يمنى فواز متضاربة، ففي حين أفادت معلومات صحافية باحتجازها في سوريا مع أربعة صحافيين آخرين، ترددت معلومات أخرى عن مقتلها في حلب.. فيما أكدت مريم البسام، مديرة الأخبار في قناة «الجديد»، أن فواز بخير وهي في تركيا. وكانت فواز قد وصفت الوضع في سوريا في آخر تعليق لها على «فيس بوك» يوم السبت الماضي بكلمات قصيرة واضحة قالت فيها: «ما قبل يوم العيد في سوريا: الناس طوابير أمام الأفران.. البيك آب لشراء الغاز والبنزين، وآخرون مختبئون في المنازل. لا ألبسة جديدة للأطفال ولا قدرة العائلات شراء اللحومات والحلويات».
وقالت البسام لـ«الشرق الأوسط»: «يمنى فواز بخير وتواصلت معنا مرات عدة خلال ليل الثلاثاء، وكان آخر اتصال هاتفي معها عند الساعة السابعة صباحا، وذلك بعد التأكد من وصولها إلى تركيا، بعدما تولت جهة لبنانية تأمين خروجها من سوريا»، مشيرة إلى أنه «منذ ذلك الحين لم نتمكن من الاتصال بها، وقد أبلغنا وزارة الخارجية اللبنانية بالأمر، وذلك بعدما عرفنا أن السلطات الأمنية في تركيا تقوم بالتحقيق معها حول كيفية دخولها الأراضي السورية».
وعما إذا كانت فواز قد تعرضت للخطف أو ضغوط معينة من قبل جهة سوريا ما، قالت البسام: «لم نستطع التأكد من هذا الأمر، لكن كان يفترض أن تعود إلى لبنان منذ نحو 4 أيام وهذا لم يحصل، وعندما كنا نسألها عن السبب كانت تقول إنه لا يزال لديها عمل مع الجهة التي تولت مهمة جولتها في سوريا، من دون أن تعطينا تفاصيل أكثر». وفي حين لفتت البسام إلى أن فواز خلال الاتصال معها، قالت إنها لم تكن محتجزة في سوريا، وأوضحت: «لكن لا يمكننا التأكد من صحة هذه المعلومات إلا عندما تعود، لا سيما أنه بدا لنا من خلال صوتها وكلامها أنها كانت مرتبكة وتتكلم تحت تأثير ضغوط معينة».
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية اليابانية مقتل الصحافية ميكا ياماموتو التي تعمل لحساب وكالة الأنباء المستقلة «جابان برس» ومقرها طوكيو، موضحة أن زميلا لها كان معها تعرف على جثتها. وقال مسؤول في الوزارة إنها «كانت تعمل في حلب عندما علقت وسط تبادل لإطلاق النار». وأظهر شريط فيديو نشر على «يوتيوب» جثة امرأة ممددة في قاعدة، قيل إنها الصحافية اليابانية التي قتلها «الشبيحة»، وظهر على معصمها الأيمن جرح كبير، وإلى جانبها رجل ذو ملامح آسيوية وبدا يطلب مساعدة طبيب.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن الصحافية اليابانية «أصيبت بجروح بالغة وهي تغطي المواجهات في حي سليمان الحلبي المستمرة منذ ثلاثة أيام، وتم نقلها إلى أحد المستشفيات حيث قضت متأثرة بجروحها»، مشيرا إلى أنه استقى معلوماته من مصادر طبية في هذا المستشفى، وأضاف أنه ليست لديه تفاصيل عن الصحافيين الآخرين المفقودين.
ونقلت «رويترز» أن زميل الصحافية اليابانية كازوتاكا ساتو، الذي يعمل معها في «جابان برس»، وكان مسافرا معها، قال في اتصال هاتفي مع برنامج إخباري ياباني: «يبدو أنها أصيبت بنيران القوات الحكومية». وأضاف: «رأينا مجموعة من الناس ترتدي زيا مموها تتقدم نحونا، يبدو أنهم كانوا جنود الحكومة، وبدأوا في إطلاق النار بشكل عشوائي.. كانوا على بعد 20 أو 30 مترا فقط، وربما أقل».
مع العلم أنه بمقتل الصحافية اليابانية ياماموتو، يرتفع عدد الصحافيين الأجانب الذين قتلوا في أعمال العنف في سوريا منذ مارس (آذار) 2011 إلى أربعة، وهم: جيل جاكييه، كبير مراسلي القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي «فرانس 2» الذي قتل في 11 يناير (كانون الثاني) في حمص، والأميركية ماري كولفن من صحيفة «صنداي تايمز» والفرنسي ريمي أوشليك، اللذين قضيا خلال القصف على مركز للصحافيين في حمص في فبراير (شباط). وانضمت ياماموتو إلى «جابان برس» عام 1995 وغطت عدة نزاعات مسلحة، من بينها الحرب التي شنها الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة على أفغانستان نهاية 2001، والحرب على العراق عام 2003، حسب الموقع الإلكتروني للوكالة.
وذاعت شهرة الصحافية اليابانية بعد نجاتها من الغارات على «فندق فلسطين» في بغداد عام 2003، حيث قتل صحافيان من وكالة «رويترز» وإسباني.
من جهتها، أعربت فرنسا أمس عن أسفها لمقتل الصحافية اليابانية أثناء تغطيتها للمواجهات في حلب، مذكرة النظام السوري بأنه من واجبه حماية حرية الصحافة والصحافيين.
وقال معاون المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني: «في حين أنه من واجب السلطات السورية حماية الصحافة والصحافيين، فإنها تمارس بشكل منهجي تجاوزات وتفرض قيودا على ممثلي وسائل الإعلام». وأضاف أنه «منذ بداية النزاع قتل عدد من الصحافيين والمدونين السوريين وتعرضوا للتعذيب والاعتداءات الجسدية بصورة يومية. واعتقل مراسلون أجانب وطردوا».
 
إعدامات ميدانية بالجملة في كل أنحاء سوريا، المرصد السوري يقوم بتوثيقها.. و«الجيش الحر» يحظر تعذيب الأسرى والعمل بالسياسة بعد سقوط النظام

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: بولا أسطيح ... بمقابل تحركات قوى المعارضة السورية، وعلى رأسها قيادة الجيش السوري الحر، لوضع حد للانتهاكات الحاصلة لحقوق الإنسان جراء المعارك الحاصلة في سوريا، تواصل قوات الأمن السورية، وبحسب ناشطين، تنفيذ إعدامات ميدانية بحق نشطاء الداخل. وبالأمس بث ناشطون صور 6 أشخاص قالوا إن قوات النظام عذبتهم قبل قتلهم في حي القدم بالعاصمة السورية دمشق، وذلك بعد سلسلة من حوادث الإعدام الميداني الجماعي في الأيام الأخيرة لأشخاص مكبلي الأيدي. وفي درعا، أعلن ناشطون مقتل أربعة أشخاص إثر إعدامهم ميدانيا على أيدي قوات الأمن في مدينة الحراك.
وفي ذلك الوقت، أكد سكان ونشطاء معارضون إن «جنودا سوريين مدعومين بالدبابات، دخلوا إلى ضاحية المعضمية (أمس) وقتلوا 20 شابا على الأقل، وحرقوا متاجر ومنازل قبل انسحابهم تدريجيا»، بحسب «رويترز»، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن عدد الضحايا هو 40.. وأضافوا أن جثث الرجال، وأغلبهم أطلقت عليهم النيران من مسافة قريبة، عثر عليها في الطوابق السفلى والمتاجر والمنازل التي نهبها أفراد الجيش.
وعلّق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن على تفاقم ظاهرة الإعدامات الميدانية الحاصلة في سوريا، لافتا إلى أن المرصد يوثق إعدامات ميدانية في كل أنحاء سوريا دون استثناء، موضحا عبر «الشرق الأوسط» أنه، وبعد كل حملة عسكرية على منطقة معينة، تسجل إعدامات ميدانية بحق المقاتلين وأقاربهم وبعض الشبان.
وأشار عبد الرحمن إلى أنه، وبالتحديد يوم أمس، تم العثور على 6 جثث لأشخاص معروفي الهوية، تعرضوا للتعذيب وإطلاق رصاص عن قرب في حي القدم في دمشق، مشيرا إلى أنه كان قد تم اعتقالهم من أحد المساجد قبل ساعات.
وفي غضون ذلك، وبعدما كان الجيش السوري الحر قد عمم، مطلع الشهر الحالي، ميثاق شرف يؤكد التزام عناصره باحترام حقوق الإنسان في معركتهم الرامية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أصدر أوامر جديدة، تحظر تعذيب الأسرى أو قتلهم، وذلك بعد الانتقادات التي وجهها محققو للأمم المتحدة لمعارضين قالوا إنهم يرتكبون جرائم حرب، منها عمليات إعدام في سوريا، وإن كانت على نطاق أصغر مما يرتكبه الجيش وقوات الأمن.
وقال الجيش الحر، فيما أطلق عليه ميثاق داخلي جديد، قرأه أحد قادة المعارضة في شريط فيديو نشر على شبكة الإنترنت، إنه يحظر تعذيب الأسرى أو قتلهم، كما يحظر أيضا الانتماء إلى أي حزب سياسي أو ديني، وبالتالي العمل بالسياسة في مرحلة ما بعد «خلع» الأسد.
وقال العقيد قاسم صلاح الدين إنه يجب على جنود الجيش السوري الحر «تنفيذ مبادئ القانون الدولي التي تحظر إيذاء المدنيين وتعذيب المقاتلين الأسرى أو قتلهم».
ويقول الميثاق، الذي قال نشطاء إن قادة عدة كتائب للمعارضة وقعوه، إن مقاتلي الجيش الحر سيحترمون حقوق الإنسان بشكل يتفق مع مبادئهم القانونية ومبادئ الدين والقوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان. كما يقضي الميثاق بمعاملة أي جندي أو أي شخص من أنصار الأسد يقع في أسر مقاتلي المعارضة وفقا للقوانين المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب.
ويتعهد المقاتلون، بموجب الميثاق، بعدم المشاركة في أي نوع من أنواع التعذيب أو الاغتصاب أو تشويه الأشخاص أو إهانتهم، وباحترام حقوق الأسرى، وعدم ممارسة أي شكل من هذه الانتهاكات لانتزاع اعترافات.
وعلّق فهد المصري، مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، على البيانات المتتالية للجيش الحر بما يتعلق بإعلان الالتزام باتفاقيات حقوق الإنسان ومعاملة الأسرى، لافتا إلى أن ما تم تسجيله مؤخرا من انتهاكات لهذه الاتفاقيات ينطلق من تصرفات فردية لا تمثل عقيدة الجيش الحر ولا ما ورد في ميثاق الشرف، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «العناصر التي لن تلتزم بهذا الميثاق ستحاسبها القيادة أمام القضاء المختص بعد سقوط النظام وفي عهد حكومة الثورة».
 
الرئيس الفرنسي يستقبل قادة من المجلس الوطني السوري بعد شائعات عن «برودة» في العلاقات بين الطرفين، مصادر دبلوماسية في باريس: أي تحولات في الموقف الروسي يجب أن تظهر في مجلس الأمن

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم .... يبدو أن فرنسا تعمل على استدراك الوقت الضائع في التعاطي مع الملف السوري حيث تتلاحق الاجتماعات على أعلى المستويات مع الجهات الضالعة به. وفي أقل من 24 ساعة، استقبل الرئيس فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي «عصر الاثنين» ووفدا خماسيا من المجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا ضم بين أعضائه الرئيس السابق برهان غليون والناطق باسم المجلس جورج صبرا عصر أمس. ومن جهته، وبعد جولة الأسبوع الماضي في ثلاث دول من الجوار السوري «الأردن، لبنان، وتركيا» التقى وزير الخارجية لوران فابيوس الإبراهيمي الذي كرر له دعم فرنسا لمهمته واجتمع على انفراد مع الرئيس هولاند كما شارك في لقاء الأخير مع وفد المجلس الوطني.
ويأتي اجتماع الأمس ليخفف من وقع المعلومات التي انتشرت في الفترة الأخيرة حول وجود «برودة» فرنسية إزاء استمرار التعاطي مع المجلس الوطني الذي كانت باريس أبرز الأطراف الدولية في الإعراب عن دعمها له لا بل في سعيها لجعله المحور المعارض الراغبة في التعامل معه. وبحسب المعلومات المشار إليها، فإن فرنسا سعت في الأسابيع الأخيرة إلى توسيع مروحة اتصالاتها عن طريق الانفتاح على مجموعات معارضة أخرى ومنها العميد مناف طلاس الذي انشق وانتقل إلى باريس والجيش السوري الحر الذي قال فابيوس إن باريس تقدم له أجهزة الاتصالات ومناظير للرؤية الليلية وعلى القوى الفاعلة ميدانيا.
وبغض النظر عن الجانب السياسي الموصول بالانتقادات التي تعرض لها هولاند من المعارضة اليمينية بشأن إدارته للملف السوري وغياب أي مبادرة فرنسية جدية، فإن هذه الاتصالات سمحت للرئيس الفرنسي أن يعيد تظهير الخط السياسي الذي تقف عنده باريس في الموضوع السوري وذلك عبر بيان رسمي صادر عن قصر الإليزيه عقب لقاء الإبراهيمي. وبعد البلبلة التي أحدثتها تصريحات الأخير عن مصير الرئيس السوري حرص هولاند على تأكيد أن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يمر برحيل الأسد عن السلطة. وهذا الموقف يتطابق تماما مع موقف المعارضة السورية ومع الموقف الأميركي والغربي بشكل عام. وبذلك تكون باريس، وفق مصادر دبلوماسية عربية، قد عجلت في «قطع الطريق» على الأخضر الإبراهيمي لجهة قيامه بأي مبادرة لا تتضمن في النص رحيل الأسد.
وكان هولاند اتهم بالتزام مواقف «مائعة» في الموضوع السوري وبغياب أي مبادرة عن حراك الدبلوماسية الفرنسية. وأهمية البيان الرئاسي أنه يأتي قبل أسبوع من الاجتماع القادم لمجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري الذي دعت إليه فرنسا والذي سيترأسه وزير خارجيتها. وتنتظر باريس أن يبين اجتماع مجلس الأمن ما إذا كانت قد حصلت تحولات في الموقف الروسي. وتريد باريس أن تعرف المضمون الحقيقي لتصريحات نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل أمس في موسكو حيث أشار إلى استعداد الطرف السوري لبحث كل الاحتمالات بما فيها تنحي الأسد. وبحسب هذه المصادر، فإن من المهم معرفة ما إذا كانت هذه التصريحات جاءت بضغط روسي وتعكس رغبة موسكو أم أنها مجرد «بالون اختبار» ومحاولة جديدة لكسب الوقت.
وأعلن عبد الباسط سيدا، عقب الاجتماع مع هولاند، أن المجلس الوطني يدرس حاليا مسألة تشكيل حكومة انتقالية. لكنه اعتبر أن أمرا كهذا يستلزم الكثير من المشاورات وبالتالي لا يمكن «التعجيل» بذلك. ووعد سيدا بأن المجلس سيقوم بهذه المهمة «في أسرع وقت ممكن» معبرا أن الأساس ليس إقامة حكومة في الخارج بل حكومة الداخل.
وكان الوزير فابيوس قد طالب منذ نحو الشهر المعارضة السورية بتشكيل حكومة تتولى الأمور في سوريا بعد سقوط النظام. لكن أطرافا من المعارضة السورية اعتبرت هذا الطلب «متسرعا» وأنه ساهم في زيادة الانقسامات في صفوف المعارضة بعد أن بادرت عدة جهات للإعلان عن سعيها لتشكيل حكومات الأمر الذي أضر أكثر فأكثر بصورة المعارضة ووحدتها.
 
جنرال إسرائيلي: الحرب الأهلية في سوريا قد تطالنا، مناورات على الحدود مع سوريا ولبنان.. وإسرائيل تتحدث عن نقل صواريخ «سكود» من سوريا لحزب الله

جريدة الشرق الاوسط..... تل أبيب: نظير مجلي .... قال قائد قوات الاحتلال الإسرائيلي في هضبة الجولان، العميد تمير هايمن، إن الحرب الأهلية المستعرة في سوريا قد تطال إسرائيل. ولذلك فإن قواته، كما يقول، تقف على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تدهور والفوز بالضربة القاضية في حال تنفيذ أي هجوم.
وأضاف هايمن أن القتال بين طرفي الصراع في سوريا يجري بمحاذاة الحدود مع إسرائيل تماما، وأن جنوده يشاهدون بالعين المجردة بعض المعارك الدامية ويلاحظون الزلزال الذي يصيب النظام السوري وانهيار قواته.
وكانت مصادر عسكرية قد صرحت بأن عددا من قواعد الجيش السوري قد هجرت وتم تفريغها من الأسلحة والجنود. واعتبرت هذا التطور «دراميا»، إذ إن «أحدا لا يعرف من الحاكم الحقيقي في المنطقة».
وعلقت رئيسة دائرة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي على ذلك بالقول إن «التدهور إلى حرب مع إسرائيل ليس مستبعدا في مثل هذه الأوضاع». وأشارت إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب ما يجري في الطرف الثاني من الحدود، وتتأهب للرد على أي تدهور، «آخذة بالاعتبار خطر فتح عدة جبهات حربية في آن واحد».
وتابع هايمن القول، في كلمة أمام حفل تبديل مناصب في لوائه، إن «قادة الوحدات والسرايا جاهزون تنظيميا ومعنويا لأي مواجهة مباشرة، في حال فرضت علينا». وأضاف: «نحن نتدرب على منع وصول أي قوات إلى الطرف الإسرائيلي من الحدود، من خلال المبادرة إلى هجوم على قوات العدو بنيران كثيفة، فالضربة الأولى الفعلية ستكون لقواتنا نحن، وستكون مميتة للطرف الآخر».
يذكر أن إسرائيل كانت قد أجرت تدريبات عسكرية علنية في الجولان، قالت إنها تستهدف منع اختراق حدودها. وزرعت حقول ألغام على طول الحدود في الجولان بين المنطقة السورية المحررة والمنطقة المحتلة، وجددت أنظمة الرصد والمراقبة وأجهزة الإنذار، وحذرت النظام السوري من الإقدام على أي خطوة يائسة للهرب من أزمته الداخلية بفتح جبهة مع إسرائيل. كما هددت بقصف شحنات الأسلحة الكيماوية في حال جرت محاولة لنقلها إلى حزب الله في لبنان، وأثارت حول موضوع هذه الأسلحة أجواء حربية، ولكنها هدأت فجأة، بعد أن تلقت تطمينات بأن الأسلحة الكيماوية محفوظة في مكان آمن ولن تستخدم ضد إسرائيل. ويأتي حديث قائد القوات الإسرائيلية في الجولان، أمس، في إطار التذكير بأن الجيش الإسرائيلي لا يعتمد على الوعود ويراقب الأمور عن كثب.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصادر إسرائيل القول إن سوريا زودت حزب الله بصواريخ «سكود» الباليستية التي يصل مداها إلى نحو 700 كيلومتر، وهذه الصواريخ أكثر خطورة من الصواريخ التي استخدمها حزب الله في حرب 2006. وترى هذه المصادر في هذه الخطوة تصعيدا مسببا للقلق، في الخطر التي تواجهه إسرائيل من قبل الحزب المدعوم إيرانيا. وحسب المصادر فإن سوريا سلمت حزب الله صواريخ أقل مدى يصل إلى نحو 240 كيلومترا.
وكان حسن نصر الله زعيم حزب الله قد حذر الإسرائيليين من أن حزبه قادر على قتل آلاف الإسرائيليين باستخدام صواريخ وصفها بأنها موجهة قادرة على اختراق العمق الإسرائيلي.
وثمة قلق متنام في إسرائيل من أن الحرب الأهلية التي يخوضها النظام السوري، قد تفتح الطريق أمام حزب الله للحصول على الأسلحة الكيماوية السورية، وبسبب هذه القناعة ازداد الإسرائيليون الذين يقبلون على امتلاك الأقنعة الواقية من الغاز التي توزعها الحكومة.
ومن جهة ثانية، كانت قوات سلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي قد بدأت في شق طريق على مقربة من مثلث التقاء الحدود اللبنانية - الإسرائيلية - السورية في المطلة. وقد تم تفسير هذه الخطوة بأنها تأتي ضمن تحسب إسرائيل من اشتعال حرب على عدة جبهات في آن واحد، بما في ذلك جبهتا سوريا ولبنان. وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطة لتفريغ بلدات ما يعرف باسم «إصبع الجليل» من بلدة المطلة فجنوبا، خوفا من دخول عناصر حزب الله إلى المطلة والسيطرة عليها.
 
القضاء السوري يلوح بمذكرات ملاحقة لقيادات لبنانية «تدعم المجموعات المسلحة»، سليمان وبري ينددان بظاهرة خطف السوريين.. و«المجلس الوطني» يتهم جهات أمنية وحزبية

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال ... أعلن النائب العام الأول في دمشق القاضي مروان لوجي، أن السلطات القضائية السورية تستعد لملاحقة نواب وشخصيات لبنانية بتهمة دعم «المجموعات المسلحة» في سوريا ومدها بالسلاح والمال.
ونقلت قناة «المنار» اللبنانية، الناطقة باسم حزب الله، عن لوجي قوله، إن القضاء السوري يعد مذكرات ملاحقة واستجواب بحق شخصيات ونواب لبنانيين بتهمة «تأمين المأوى والملاذ الآمن، والتحريض والتمويل وتقديم السلاح للمجموعات المسلحة السورية الخارجة على سلطة الدولة والقانون». وقال «هناك حاليا نواب لبنانيون متهمون بالمشاركة والدعم للجماعات الإرهابية في سوريا؛ سواء بالمال أو السلاح أو الغذاء، وتسهيل دخولها إلى سوريا».
وفي حين لم يكشف لوجي عن الجهات والشخصيات التي ستتم ملاحقتها بانتظار انتهاء التحقيقات، نقلت قناة «المنار» عن مصادر سورية أخرى اتهامها مسؤولين ونوابا في تيار المستقبل، منهم رئيسه سعد الحريري والنائبان خالد ضاهر وعقاب صقر، إضافة إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بدعم مجموعات معارضة.
وقال رامي الريس، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يتزعمه جنبلاط، لـ«الشرق الأوسط» إن «الخبر قلما يستحق التعليق لأنه صادر عن نظام لا يحترم القانون والمؤسسات، وهو آخر من يحق له أن يصدر مذكرات توقيف»، مؤكدا أن «ضميرنا مرتاح جدا بالوقوف إلى جانب الثورة والشعب السوري».
ويأتي الإعلان عن هذه المذكرات بعد ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان سامي صادر على الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية واغتيال شخصيات دينية وسياسية وإثارة الاقتتال الطائفي في لبنان ونقل وتخزين عبوات ناسفة من سوريا إلى لبنان بالتعاون مع مدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك.
وفي سياق متصل، أكد مصدر قيادي في تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن «تحريك هذه المذكرات يأتي بعد الانهيار الواضح لأركان النظام السوري وانكشاف المخطط الإرهابي لرأس هرم هذا النظام بواسطة ميشال سماحة»، معربا عن اعتقاده بأن «الهدف منها هو محاولة التغطية والتعمية عن ملف سماحة، تماما كما حاولوا التغطية على قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، رئيس الوزراء الأسبق، عندما اخترعوا ملف شهود الزور».
وكانت السلطات القضائية السورية أصدرت في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 2010 مذكرات توقيف بحق 33 شخصية لبنانية وأجنبية، بينهم سياسيون وأمنيون وقضاة وإعلاميون، بشبهة تورطهم بـ«فبركة شهادات زور» أمام لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالنظر بجريمة اغتيال الحريري.
في موازاة ذلك، استنكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس «خطف رعايا سوريين وأتراك من قبل جهات لبنانية بقصد المبادلة، وهو عمل لا يساعد في حل القضية، بل يزيدها تعقيدا ويعرقل الجهود الرسمية المبذولة لإطلاقهم، فضلا عن أنه يسيء إلى سمعة لبنان وصورته». وأعرب عن أسفه وحزنه لعدم تمكن المخطوفين اللبنانيين في سوريا من تمضية عيد الفطر مع أهلهم وذويهم، داعيا قادة الدول الصديقة الفاعلة والمؤثرة لبذل الجهود من أجل إطلاقهم.
وشدد سليمان، خلال سلسلة اتصالات أجراها في اليومين الأخيرين مع المسؤولين القضائيين والأمنيين المعنيين على أن «المطلوب من السلطات القضائية المختصة التحرك فورا وإصدار الاستنابات اللازمة في موضوع الخطف والمواضيع الأمنية الأخرى التي حصلت سابقا وتحصل اليوم»، معتبرا أنه «لا يجوز إطلاقا اللجوء إلى الخطف واستباحة الأوضاع وكرامات الناس ومشاعرها وبث القلق في نفوس اللبنانيين والرعايا العرب والأجانب على السواء وهو أمر مرفوض من الجميع بكل استثناء ويجب وضع حد نهائي له».
من ناحيته، وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري نداء بعنوان «نداء للعقل في لحظة الجنون»، سأل فيه: «أي مشهد وطني هذا الذي نتطلع إليه ويتطلع العالم إليه؟ خطف وقنص وقطع للطرقات ومجالس عسكرية للعشائر والمذاهب؟ من يغطي ما يجري؟ من الذي يريد للبنان كل هذا الشر». وأضاف: «غياب للمسؤولية السياسية ولدور المرجعيات والأحزاب والقوى إزاء ما يحصل؟ تقسيم وتقاسم للأدوار والشوارع والمناطق في وطن أصغر من أن يقسم؟ ترى هل تحول الوطن إلى رقعة للطوائف والمذاهب والجهات والفئات المتقاطعة؟ ألا نعلم أن من خطف أبناءنا أثناء عودتهم، أو في دمشق، إنما يريد خطف لبنان؟ كل يريد لبنان ساحة له، وبالتالي أين مساحتنا وساحتنا كلبنانيين؟ أم أننا ننسج مجلس (لوياجيرغا) اقتباسا من التجربة الأفغانية». وشدد على أنه «ليس من حاضن للجميع سوى الدولة رغم القصور والتقصير».
وتزامن موقفا سليمان وبري مع اتهام المجلس الوطني السوري «جهات أمنية وحزبية» بالوقوف خلف «حملة خطف واعتقال تعسفي» يتعرض له المواطنون السوريون في لبنان، من دون أن «تحرك السلطات الرسمية ساكنا تجاه تلك الحملة الشرسة التي تخالف القانون الدولي وحقوق الإنسان».
وأشار إلى أن مصير نحو 36 سوريا مخطوفين «لا يزال مجهولا»، منتقدا مداهمة «مخابرات الجيش اللبناني منزل الناشط وائل الخالدي الذي يعمل في مجال الإغاثة واعتقال اثنين من العاملين معه»، واعتقال المحامي السوري أحمد السوقي.

 

 

تل رفعت تجسد مسيرة الثورة السورية من نضال سلمي إلى مسلح، رغم تساقط الصواريخ فإن المقاتلين لم يتركوا أماكنهم في انتظار الجنود الموالين للنظام

جريدة الشرق الاوسط.... تل رفعت: سي جي تشيفرز* ... اندفع عبد الحكيم ياسين، قائد مجموعة من المقاتلين المناهضين للنظام السوري، بشاحنته ليقف أمام مجمع سكني محاصر يستخدمه كقاعدة لتنفيذ معارك الشوارع. وكان مقاتلوه ينتظرون أوامره بتنفيذ هجوم قبيل الفجر على نقطة تفتيش تابعة للجيش في مدخل حلب، التي تعد أكبر المدن السورية. تم إعطاء الرجال الذخيرة وأدوا صلاتهم. وكانت القنبلة شبه معدّة. وفي تلك اللحظة كان القائد إزاء مفاجأة، فقبل ذلك بدقائق، اتصل والده الذي تم إلقاء القبض عليه في نقطة التفتيش ذاتها في يوليو (تموز) ليخبره بأن معتقليه أطلقوا سراحه، وأنه بحاجة إلى وسيلة تنقله من حلب سريعا.
وصاح الرجال: «الله أكبر». وصعدوا إلى الشاحنات، وحشوا أسلحتهم بالذخيرة وانطلقت بهم الشاحنات وسط الظلام على طرق شبه مقفرة باتجاه المدينة الواقعة تحت الحصار، من أجل استعادة واحد منهم.
كان ياسين مستغرقا في التفكير وقلقا من أن تكون المكالمة هدفها جذبه ورجاله إلى فخ. وقال: «عادة ما يفعل النظام ذلك، وعادة ما يكون ذلك كمينا». وقال إنه أرسل شاحنة لا تحمل أحدا من أجل اكتشاف الطريق، لكنه لم يبطئ أبدا. وسمح ياسين ومجموعته، «أسود التوحيد»، لصحافيين اثنين من «نيويورك تايمز» خلال 5 أيام في الأسبوع الماضي بالإقامة والتنقل معهم وهم يخوضون المعارك الرامية إلى خلع بشار الأسد.
وتعمل هذه المجموعة تحت قيادة «لواء التوحيد»، الذي تم تشكيله مؤخرا في محافظة حلب لتوحيد المجموعات المختلفة والقتال تحت لواء الجيش السوري الحر، الذي يضم مجموعات متنوعة من الثوار المسلحين. وفي الوقت الذي يصعب فيه معرفة الوضع بشكل كامل من مجموعة مقاتلة واحدة في مجتمع معقد، ترسم الأنشطة والقصص الإنسانية لهؤلاء الرجال، الذين هم خليط من المدنيين الذين حملوا السلاح وعدد من المنشقين عن الجيش السوري انضموا إليهم، لنا صورة مكثفة للثورة، والزخم والحماس في خوض معارك الشوارع.
كان ياسين، الذي يبلغ من العمر 37 عاما، قبل الحرب، محاسبا مهندما، يعيش حياة هادئة مع زوجته وطفليه. أما الآن فقد باتت له لحية كثّة وله سمت هادئ رزين وسط النيران، فقد اشتد عوده على نحو لم يتخيله بفعل الحرب.
إنه يتجول في حلب مع عدد كبير من الرجال المسلحين للتمويه والتخطيط للهجمات بالتعاون مع قادة آخرين والتهرب من الضربات الجوية، ومقابلة مهربين وصانعي قنابل من أجل الحصول على المزيد من الأسلحة، والتناوب على القيام بمهام الخطوط الأمامية في حملة تجوب الشوارع. ويفضل النوم نهارا والقتال ليلا. وجاء مقاتلوه من مختلف المناطق في البلاد المنقسمة على ذاتها؛ من هؤلاء وكيل عقارات ومزارعون وعمال بناء وممرض يملك مطعما صغيرا. إن هؤلاء الرجال يقاتلون إلى جانب بعضهم مع قيادات انشقت عن الجيش السوري، الذين يقولون إن النظام الذي كانوا يخدمونه يوما يجب أن يسقط.
بدأ المدنيون بأحجار وأسلحة نارية اشتروها من أجل الصيد. وكان أول سلاح قوي يمتلكونه منجنيق يطلق قنابل مولوتوف وبعض القنابل البسيطة يدوية الصنع. ومع انضمام الجنود المحترفين إليهم، بدأوا يحصلون تدريجيا على بنادق عادية وبنادق آلية وقنابل صاروخية ويدوية. ولديهم حاليا سيارة مدرعة ودبابتان. ومع تزايد عددهم وقوتهم، بدأوا ينظمون صفوفهم في شكل كتلة تجمع بين الانضباط شبه العسكرية والشرطي المدني والشريعة الإسلامية ومقتضيات الضرورة القاسية وبرود ساحة المعركة والدهاء الكامل. وبات لديهم مخبرون وجواسيس ويتنصتون على اتصالات الجيش التابع للنظام، في الوقت الذي يحاولون فيه تشكيل حكومة ناشئة بأنفسهم على الأرض التي سيطروا عليها. مع ذلك، يتوقون إلى القتال ويسعون لتقويض نظام الأسد وقواته التي تفوقهم في التسليح بأي طريقة. ثقتهم الجمعية بأنهم سيهيمنون في النهاية هي ما تجمعهم معا، وتخبرهم بأن هذا هو زمنهم؛ من الاحتجاجات إلى الأسلحة.
بالنسبة إلى سكان مدينة تل رفعت، الذي يبلغ عددهم نحو الألفين، ويعيشون في بيئة زراعية، انتقلت الثورة من مرحلة المظاهرات السلمية إلى الحرب المفتوحة. وبدأ الأمر باحتجاجات في بداية عام 2011، حاول النظام قمعها. وشكّل عبد الحكيم ياسين في منتصف صيف العام الماضي خلية مكونة أقل من 10 سكان لتخوض حرب شوارع. وبدأوا بأربعة بنادق خرطوش وبنادق صيد في مواجهة نظام لديه قوات شرطة كبيرة وجهاز استخبارات قوي وجيش قوامه مئات الآلاف من القوات.
وفرّقت قوات الأمن مظاهرة في مستودع قطارات بإطلاق النيران في سبتمبر (أيلول) مما أسفر عن إصابة 83 شخصا، ومقتل شاب يدعى أحمد محمد حميد يبلغ من العمر 32 عاما. وقال ياسين إنه كان يعلم بأن الحرب بدأت. وقال: «تم توزيع الجميع في تل رفعت في فرق». ومع تنظيم المسلحين للكمائن، عاد فنيو الآلات والميكانيكيون إلى العمل، حيث يعرفون كيفية إعداد المواد المتفجرة وتصنيع قنابل منها. وجاء التمرد في تل رفعت وكذلك في المناطق الأخرى كرد فعل لتنكيل النظام. وبحلول فصل الربيع الحالي، ومع قدوم الجيش لاحتلال تل رفعت، أصبحت المدينة، التي تعد حاليا مدينة خبيرة بشؤون الحرب، خاوية على عروشها. وكانت هناك لافتة تحمل عبارة «الأسد وإلا فلا». فرد الثوار عليها بكتابة عبارة «لن نركع إلا لله».
وكما يحدث في حروب الشوارع منذ قديم الأزل، مع تزايد العدد، تتفق المجموعة الأساسية على الانشقاق وتكوين مجموعات قتالية متصلة ببعضها، تبدأ في تقبل المنشقين عن الجيش. وفي تلك اللحظة انضم جمال أبو حوران، جندي المشاة في الجيش السوري، الذي رفض ذكر اسمه بالكامل، إلى ياسين. وجاءت رحلة جمال أبو حوران من مواطن سوري شريف ومجند متطوع في الجيش السوري إلى مقاتل ضد نظام الأسد بعد إعادة الشاب البطل اكتشاف بلاده مع اندلاع العنف حوله. لقد كان طالبا يدرس الأدب العربي في جامعة البعث في حمص، حيث درس الشاعر الفلسطيني المناهض لإسرائيل والأنشطة العسكرية الغربية في الشرق الأوسط، محمود درويش. ومنذ عامين، استدعاه الجيش من أجل أداء الخدمة العسكرية، وترك كتبه طوعا من أجل التدرب على التكتيكات العسكرية وأسلحة المشاة.
ومع اتساع نطاق الثورة ولجوء النظام إلى ارتكاب المزيد من أعمال العنف لقمعها، بدأ الشعور بعدم الراحة تجاه جيشه يساور جمال أبو حوران. وكان من المقرر أن تنتهي فترة تجنيده بداية العام الحالي، لكن الجيش مد فترة خدمته من دون موافقته وأسند له مهمة قيادة فرقة مشاة في إطار سياسة الطوارئ التي تهدف إلى الحفاظ على القوة البشرية من أجل مقاومة التمرد المتنامي. ولم يفلح الأمر، ففي بداية أبريل (نيسان)، اتصل جمال أبو حوران، بصديق له في حمص وأخبره بأن الجنود اغتصبوا فتاة عمرها 11 عاما، واستحال شعوره بالنفور إلى الاشمئزاز.
وقال: «لقد كنت أعتقد أن الجيش مهمته الدفاع عن البلاد والتصدي للخطط الغربية في الشرق الأوسط، لكنني اكتشفت أننا كنا جميعا نخدم في جيش لا يحمي شعبه». اتصل أبو حوران باستخدام برنامج «سكايب» بناشط من تل رفعت دعاه إلى الانشقاق عن الجيش والتوجه إلى قرية قريبة، لتقله بعد ذلك سيارة تنتظره هناك. وسرعان ما شغل موقعا سريا في معارك الشوارع. وأخبر النشطاء أنه درس الأسلحة وطلب الانضمام إلى قتال الثوار. واتصل ناشط هاتفيا بياسين، الذي سرعان ما ظهر أمامه. ويتذكر جمال الكلمات الأولى لقائده الجديد الذي قال: «إنك أخي، ودمك عندي أغلى من دمي». وكان رد جمال أبو حوران هو ما حدد مسار حياته الجديدة. وقال: «آمل أن يمنحني الله القوة للدفاع عن أشخاص مثلك». لقد كان هذا عهده بعد أن بدّل موقعه.
في منتصف أبريل كان يعمل تحت إمرة ياسين، الذي شكّل مؤخرا مجموعته المسلحة؛ تسعة من المسلحين، في الوقت الذي كان الجيش يفعل ما يحلو له في ريف حلب. من المهام الأولى لأبو حوران هي التجنيد، حيث كان الإقناع وسيلة لشن الحرب، فكلما زاد عدد الجنود التي يمكن للثوار إقناعهم بالانشقاق، أضعف ذلك الجيش وقوى شوكتهم هم. وقال: «لقد بدأت الاتصال بأشخاص كنت أعرفهم من الجيش. وأقنعت 12 فردا بالانشقاق». ومع تزايد عدد القوات المقاتلة من الثوار، برز دور أبو حوران، حيث أصبح واحدا من معاوني ياسين المقربين، وقاد فرقا صغيرة في هجمات وأدار شؤون مستودع الأسلحة، حيث كان يوزع الأسلحة ويجمعها بانضباط، وباستخدام السجلات المضبوطة فيما يشبه حياته في الجيش الذي دربه».
مشاهد عند نقطة تفتيش بحلول الصيف مع تنامي حركة الانشقاقات من الجيش وتطور أداء الثوار، تراخت قبضة الجيش. وكانت المجموعات المختلفة في المنطقة تبعد القوات التابعة للنظام من الريف. وحافظت الوحدات العسكرية على وجودها في قاعدة ميناخ الجوية بالقرب من تل رفعت وفي مدرسة المدفعية بالقرب من حلب. انتقل القتال إلى المدينة، حيث يقاتل معا عدد كبير من المجموعات، من بينها مجموعة ياسين، تحت «لواء التوحيد»، الذي يعد حديثا نسبيا ويسعى لتنظيم وتوحيد مجموعات الثوار المتنوعة في المحافظة.
ومع هذا التشكيل الجديد زاد التنسيق. وبدأت مجموعة ياسين تبادل الأدوار على الخطوط الأمامية. وفي منتصف أغسطس (آب) عاد المقاتلون إلى تل رفعت للاستعداد لتنفيذ هجوم أسنده المجلس العسكري الثوري للمحافظة به، ويهدف إلى تدمير نقطة تفتيش تابعة للجيش على الطريق الشمالي خارج المدينة.
جمع لواء التوحيد معلومات استخباراتية من أجل العملية. كان بنقطة التفتيش سيارتان مدرعتان صناعة روسية تحمي نحو 30 جنديا في مبان صغيرة. وكان هؤلاء الجنود يحتمون خلف حواجز ترابية تجبر أي سيارة تقترب بالإبطاء والتلويح. كان أكثر من 50 جنديا يشاهدون ذلك من مستشفى على مقربة من نقطة التفتيش.
عاش كثير من الفلسطينيين في الحي الذي يقع بالقرب من نقطة التفتيش. وكان الثوار يعتقدون في ولاء تلك الأسر لنظام الأسد، الذي استضافهم لعقود. ولم يتمكن الثوار من اختراق منطقة الفلسطينيين.
إضافة إلى ذلك، كان سلاح الجو، الذي يستطيع حشد مروحيات وطائرات للهجوم البري، يدعم نقطة التفتيش. وكانت تكلفة الهجوم ستكون باهظة وربما تودي بحياة كثير من الثوار. مع ذلك لم يتوقف الثوار عن التفكير في شنّ هجوم على نقطة التفتيش، فطالما ظل النظام مسيطرا على تلك النقطة، ستكون الطرق التي تربط المدينة بما حولها محدودة، ويمكن للجنود كشف كل المدنيين الذين يتنقلون على الطريق واعتقال أي شخص يريدونه.
كان لياسين تجربة شخصية في هذا الصدد، ففي يوليو (تموز) تم القبض على والده جمال من قبل الجنود في تلك النقطة بالتحديد. وشك في أن يكون ذلك بسبب معرفة النظام بأن ابنه يقود مجموعة مسلحة. وقال إنه توقع أن يتم قتل أبيه، وقال إنه من الضروري تدمير نقطة التفتيش هذه. وترك ياسين بداية الأسبوع الحالي مقاتليه في المجمع السكني من أجل حضور اجتماع للقادة. وأصدر أوامر لهم بالاستعداد لتنفيذ الهجوم عند عودته. وعاد قبل منتصف الليل، وقال إن الهجوم يجب أن يتأجل، فوجم المقاتلون. وفي مساء اليوم التالي وصلت شاحنة عليها معتقل شاب. وقال المقاتلون إن الرجل، الذي كانوا يدعونه أبو هلال، تبين أنه من الشبيحة الموالين للنظام، تم اعتقاله وأسره من قبل الثوار في مدينة معرة التي تبعد بضعة أميال. كان أبو هلال رجلا طويلا نحيلا حليق الرأس، جفل وجبن مع تجمع المقاتلين حوله. وظهرت على جسده آثار ضرب مبرح، حيث كانت ذراعه اليسرى متورمة بفعل الكدمات. وكان يعرج على الدرجات الحجرية، وجلس وهو منهك نفسيا وبدنيا.
كان الثوار يكنون كراهية شديدة للشبيحة، وحال أحد المقاتلين ويدعى عنتر بين أبو هلال والمقاتلين الآخرين لحمايته، واقتاده إلى المطبخ حيث خلع ديب ملدعون، ممرض مدرب يعمل مع الثوار طاهيا وممرضا، ملابس أبو هلال من أجل فحص جروحه. وكانت الكدمات تغطي ظهر أبو هلال وساقه اليسرى. وقف ياسين لدى الباب ودعا المعتقل للاستراحة. وسأله: «هل تريد الاستحمام؟»، فأجابه أبو هلال قائلا: «لا، شكرا». وقال ياسين: «ستنام جيدا إذا فعلت ذلك».
وقدم المقاتلون لأبو هلال الخبز والمربى والسجائر، وقال إنهم سيحضرون له بطاقة هوية حتى يستطيع السفر بمجرد إطلاقهم سراحه. وتدريجيا فقدوا الاهتمام به، وجلس القرفصاء وحيدا على أرض المطبخ، وأخذ يدخن السجائر.
في مكتبه بجانب الباب، بدا على ياسين الاستغراق في التفكير. وكان يدخن السيجارة تلو الأخرى. كان أبو هلال نزيلا في سجن النظام قبل الثورة، وتم إطلاق سراحه من أجل دعم الشبيحة على حد قوله. واعترف في محكمة الثوار بارتكابه جريمة اغتصاب و6 جرائم قتل كما أفاد الثوار. وأصدرت المحكمة بحقه حكما بالإعدام. وقال ياسين إنه عارض إعدام الرجل. وقال إنه طلب من الثوار تسليم أبو هلال له حتى يرتب عملية تبادل للأسرى أو للحصول على فدية في شكل أسلحة مقابل تسليمه للنظام. وقال: «إنه رجل طالح، لكن فلنجعله مفيدا للثورة».
عفو غير متوقع وفي تلك الليلة، ذهب عبد الحكيم ياسين لحضور اجتماع آخر يناقش الهجوم على نقطة التفتيش، وحصل جمال أبو حوران على الأسلحة والذخائر، ثم قام الثوار بأداء الصلاة.
وعاد ياسين مسرعا وهو يطلق نفير سيارته، وصاح قائلا إن والده قد اتصل به وقال له إنه خرج من السجن بشكل غير متوقع، ولذا كان يتعين عليهم الذهاب بسرعة لاستعادته. وهلل الرجال وقفزوا على شاحناتهم واتجهوا جنوبا باتجاه حلب.
وفي الشاحنة التي تسير في المقدمة، حاول ياسين مرارا الاتصال بصديق له كان قد أرسله بزي مدني في شاحنة بضائع فارغة للتأكد من الأمر. وكان ياسين يتوقع أن يكون في الأمر خدعة، ولذا كان يريد من سائق السيارة الأمامية أن يتأكد من أن والده قد خرج من السجن فعلا، وأن الأمر ليس فخا منصوبا لهم، حتى يتمكن المقاتلون من التقدم.
وفي ضواحي المدينة، وصل ياسين إلى الرجل الآخر الذي قال إنه كان مع جمال ياسين، واتجها ناحية الشمال. وبدا ياسين في لحظة ما ابنا أكثر منه قائد حرب عصابات، حيث أنهى المكالمة وقاد السيارة في صمت، ثم قال: «الله أكبر».
وفي الظلام الحالك في ذلك الطريق المهجور، اقتربت الشاحنة الأخرى، ثم توقفت، وخرج منها جمال ياسين الذي كان منتصب القامة وقوي البنية وحليق الرأس، وكان يبدو أنه لم يصب بأذى.
وسارع المقاتلون باصطحابه إلى المقعد الأمامي في الشاحنة الأولى، وجلس بجانب نجله، واتجهت السيارة إلى مدينة تل رفعت.
وقال جمال ياسين إنه لم يتعرض للتعذيب، ولكن زنزانة السجن كانت صغيرة ومكتظة لدرجة أنه لم يكن يتمكن من النوم تقريبا. واعترف عبد الحكيم ياسين بأنه كان قلقا للغاية، مضيفا: «كنت متأكدا بنسبة 99 في المائة أنه كان كمينا». وكان الوالد يستمع بهدوء، ثم قال بلطف: «ولكن هل كنت تعتقد أنه لو كان كمينا كنت سأتصل بك؟ لم أكن لأقوم بذلك ولو ذبحوني».
ورد عبد الحكيم قائلا: «أبي، أقسم بالله أنني أعاني من ضغط كبير»، وقال الأب: «تعامل مع الأمور بسهولة يا بني، لا توجد أي ضغوط».
هجوم مخطط له منذ فترة طويلة واصطحب عبد الحكيم ياسين والده إلى منزل شقيقه في مدينة تل رفعت، ووقف المقاتلون بالخارج وهم يشعرون بسعادة كبيرة بعدما تم لم شمل الأسرة مرة أخرى، وشكروا الله على ذلك. وسحب ياسين مسدسه وأفرغه في الهواء، وقال وهو يبتسم ابتسامة عريضة: «دعنا نذهب».
ولم يكن قد تم الهجوم على نقطة تفتيش حتى الآن، ولكن ياسين كان يريد الاحتفال أولا بعودة والده. وعندما عاد إلى القاعدة، قدم لمقاتليه المثلجات، وكانوا يستمتعون بمذاقها الرائع، وشكروا الله على تلك المفاجأة وعودة الوالد مرة أخرى. وقال ياسين: «اعتقدت أنني قد لا أرى والدي مرة أخرى».
واستأذن ياسين من مقاتليه وعاد إلى مكتبه للقاء قائد آخر لمناقشة التفاصيل الأخيرة للهجوم الوشيك على نقطة التفتيش، ونظرا إلى خريطة مرسومة باليد، وقال ياسين إن الهجوم سيبدأ قبل نحو ساعة من الفجر، حيث غالبا ما يكون معظم الجنود التابعين للنظام نائمين. وعاد المقاتلون إلى الصلاة، أو لأخذ قسط من الراحة.
وجلس أبو هلال، السجين، مستندا إلى الجدار، يشاهد ما يحدث. وقبل أن يرحل، تم اقتياده معصوب العينين للخارج، ثم تم وضعه في المقعد الخلفي لإحدى الشاحنات الصغيرة. وقال ياسين: «سوف تحدث عملية التبادل الليلة».
وسار ياسين بسرعة عن طريق حفرة كبيرة في الجدار الخلفي للمجمع، واقترب من شاحنة نصف نقل مفتوحة من كلا الجانبين ومن الخلف. وكانت أرضية الشاحنة تحتوي على كومة من الأنابيب السميكة المحملة بالمتفجرات محلية الصنع، وكانت الأسلاك الكهربائية تبرز من خلفها. وكانت تلك المتفجرات والأسلاك تجتمع في حلقة اتصال مباشرة، بحيث تكون الشاحنة مفخخة يتم تفجيرها عن بعد.
وقال ياسين: «يصل وزنها إلى 300 كيلوغرام». وكشف ياسين عن بعض التفاصيل الأخرى من خطته، فبما أن الثوار لا يملكون الأسلحة الثقيلة التي تمكنهم من الاستيلاء على نقطة التفتيش بعد معركة مباشرة مع قوات النظام، فيجب على الكثير منهم ارتداء ملابس مدنية ثم يقومون بنقل الشاحنة الملغومة بالقرب من نقطة التفتيش وتفجيرها، وسيكون هذا إشارة للهجوم على الأرض.
ولكن كان هناك مشكلة واحدة، حيث قال «أسود التوحيد» إنهم لا يريدون استخدام مقاتليهم كانتحاريين. وقام اثنان من المقاتلين بسكب الوقود على خزان الغاز الخاص بالشاحنة، في حين قام الممرض ملدعون باقتطاع فروع من الشجيرات ووضعها على القنبلة حتى يتم إخفاؤها.
وبدأت خيوط الخطة الحقيقية تتكشف، حيث كانت تعتمد على السجين أبو هلال. وكانت الضمانات بشأن الإفراج عنه مجرد خدعة، حيث كان المقاتلون ينوون وضعه خلف عجلة قيادة الشاحنة الملغومة قرب نقطة التفتيش ويطلبون منه أن يقود السيارة إلى الأمام، في عملية لتبادل للأسرى.
وقام عادل ملدعون، وهو عامل في مجال تصنيع الإسمنت ويشغل منصب أحد نواب ياسين وشقيق الممرض، بتشغيل الشاحنة المفتوحة، واتجه بها ناحية الطريق الترابي على الطريق الرئيسي، واتجهت الشاحنات الصغيرة بعيدا، وكانت تكتظ بالمسلحين.
وقال ملدعون: «إلى حلب». وضغط ملدعون بقوة على دواسة الوقود للحاق بركب قائده. وذهبت القافلة، وكان أبو هلال يجلس على أحد المقاعد وهو معصوب العينين، ويتجه نحو موت محقق.
لعبة القدر وبعد وقت قصير من شروق الشمس، عاد المقاتلون وهم يرتدون زيا نظيفا لا تظهر عليه قطرات الدماء، وكان الأمر يبدو وكأنهم لم يحاربوا. وقام عدد قليل منهم بهز رؤوسهم، وشقوا طريقهم إلى الداخل لكي يعيدوا أسلحتهم إلى جمال أبو حوران.
ووقف قائدهم بسيارته، وخرج منها وكان وجهه تعلوه أمارات الأسى والاكتئاب، وكانت عيناه متعبتين، ولم يقترب المقاتلون، الذين كانوا بانتظاره، منه. وفي النهاية، قال القائد: «لقد فشلنا»، وأضاف أنهم وصلوا بالقرب من نقطة التفتيش، وبدا كل شيء مثاليا للقيام بالهجوم، وكان معظم الجنود نائمين، في حين كان عدد قليل منهم يجلس على طاولة يلعب الورق. وأخذ مقاتلوه مواقعهم المحددة لهم وكانت الأمور تسير في مسارها الصحيح.
وقال عبد الحكيم ياسين: «قلنا لأبو هلال: (اذهب وقد السيارة بهذا الاتجاه وستجد والدك ينتظرك هناك، ولا تقم بأي شيء سيئ في المستقبل). وكان سعيدا للغاية، وقاد السيارة كما طلبنا منه».
وأوقف أبو هلال الشاحنة عند نقطة التفتيش، وضغط عبد الحكيم ياسين على الزر لتفجير الشاحنة التي تحتوي على أكثر من 650 رطلا من المتفجرات عن بعد، التي ستكون هي الإشارة لتقدم مقاتليه، ولكن لم يحدث أي شيء.
وضغط ياسين على الزر مرة أخرى، ولكن الشاحنة لم تنفجر. وانتاب ياسين شك في أن نقطة التفتيش مجهزة بجهاز تشويش يمنع حدوث الإشارة والتفجير.
والآن، يجلس ياسين في مكتبه ويشعر بخيبة أمل إزاء فشل العملية، وتبدو عليه علامات الإرهاق والتعب. وكان جميع الأشخاص الذين توقع أن يلقوا حتفهم (والده وسجينه والجنود عند نقطة التفتيش) ما زالوا على قيد الحياة. وقال ياسين: «إنها لعبة القدر».
مواجهة في المدينة وبعد بضع ساعات، عاد عبد الحكيم ياسين إلى التمويه وقاد مقاتليه إلى مدينة حلب. وانتهت مهمتهم عند نقطة التفتيش، وكان من المقرر عودتهم إلى الخطوط الأمامية.
وسار القائد في طريق آخر أطول من الطريق المؤدي لنقطة التفتيش، مما دفع الشاحنات إلى الانتشار والسير بسرعة كبيرة للحد من تعرضها لهجوم طائرات هليكوبتر والمقاتلات الأخرى.
وبمجرد دخول المدينة، شقت الشاحنات طريقها على نحو متعرج وسط الأحياء السكنية حتى وصلت إلى مجموعة من المباني الخاضعة لسيطرة الثوار. وقام المقاتلون بإخفاء المركبات في ظلال الأشجار ومشوا إلى الداخل بهدوء، وانتقلوا إلى شقة مهجورة كان يقطن بها في السابق ضابط شرطة برتبة نقيب ولكنه تركها وهرب. وكان هذا المكان ملائما للبقاء به حتى يحل الظلام.
وهناك، شاهد المقاتلون الأخبار التي بثها التلفزيون الحكومي، حيث قال مقدم النشرة الإخبارية إن هجوما بالقنابل قد وقع في العاصمة دمشق. وكان الأمر مسليا لياسين الذي كان يتكئ على أريكة النقيب الهارب وهو حافي القدمين ويغلبه النعاس بعدما قضى ليلة من دون نوم. وقال ياسين مازحا: «ربما يكون أبو هلال قد قاد الشاحنة إلى دمشق!».
وكان المقاتلون يفتشون في الشقة، ووجد أحدهم جهاز التحكم في جهاز تكييف الهواء وقام بتشغيله. وقام آخرون بالتفتيش في أسطوانات الـ«دي في دي» المهربة والخاصة بعائلة النقيب الهارب، في حين قام البعض الآخر بتجميع الكتب الموجودة في الشقة لنقلها لمنازلهم. وقام أحد المقاتلين بإعداد الطعام على موقد النقيب، وقدم كوبا من الشاي إلى القائد في كوب النقيب.
وجاء أحد المقاتلين إلى ياسين، وقد وجد ألبوم الصور الخاص بزفاف النقيب. وقام ياسين بتصفح الألبوم ببطء، صفحة صفحة، وتوقف قليلا عندما رأى نساء في الحفل يرتدين ملابس تتعارض مع ذوقه الريفي المحافظ، وقال: «هذا اللباس قصير للغاية».
وسرعان ما غلبه النعاس على أريكة عدوه، ليأخذ قسطا من الراحة ويستعد للمهمة المقبلة التي سيكلفه بها «لواء التوحيد».
وبينما كان المقاتلون ينامون نوما خفيفا بالخارج بانتظار الانتقال إلى الخطوط الأمامية في تلك الليلة، قامت طائرة هليكوبتر وطائرة هجومية خفيفة بتمشيط المكان وإطلاق صواريخ على المدينة، وسرعان ما انفجرت قذائف «الهاون» وقذائف الدبابات بشكل متقطع، ولكن الرجال لم يهتموا كثيرا بذلك.
وبدأت الأحداث تعيد نفسها مرة أخرى، حيث استيقظ ياسين قبل غروب الشمس، ولم يكن يصوم خلال شهر رمضان، ولذا تناول الطعام بسرعة وتوجه للاجتماع مع القادة الآخرين. وعاد عندما حل الظلام ومعه بعض الأوامر، وقام بتنظيم صفوف مقاتليه إلى فرق. وقام المقاتلون، بدورهم، بتوزيع الذخيرة وشكلوا قافلة سارت عبر حلب باتجاه أحد المباني السكنية في المدينة، الذي كان يحترق.
وهناك، قامت وحدة أخرى من الثوار، على حد قولهم، بنصب كمين لقافلة حكومية، مما أدى إلى تعطيل المركبات ومحاصرة كثير من الجنود. وقام مقاتلو ياسين بمساعدة الثوار الآخرين وقطع أحد الطرق التي قد يهرب منها الجنود الموالون للنظام.
وعندما اقترب الثوار، تم سماع دوي الرصاص، واتجهت القافلة باتجاه أحد المجمعات الصناعية، وقفز المقاتلون من الشاحنات وأوقفوها قبالة المستودعات التابعة للمجمع الصناعي وانتشروا.
وكان ياسين يراقب الوضع عن كثب، وظله يمتد وسط الحرائق المحيطة به، وقام أعداؤه، المحاصرون في مكان قريب، بإلقاء قذائف الهاون على المجمع وسط دوي الانفجارات، ولكن ياسين لم يكن يبالي بما يحدث.وكان هناك طائرة أخرى تحلق في السماء، وكانت غير مرئية في تلك الليلة غير المقمرة، ولكن كان يمكن سماع صوت محركها. وسرعان ما شنت هجوما ضاريا هي الأخرى باتجاه المجمع، وأطلقت عددا من الصواريخ جو - أرض. وانسحب الطائرة لبعض الوقت، ثم عادت للتحليق مرة أخرى وأطلقت الصواريخ التي سقطت عند حافة المجمع.
وفي هذا المناخ الذي يشهد كثيرا من الصراعات، يمكن رؤية الوضع على أنه مواجهة مشؤومة وغير متكافئة بالمرة، حيث لا يستطيع المقاتلون رؤية الطائرات، وحتى لو تمكنوا من رؤيتها، فليس بأيدهم أي شيء للرد على تلك القذائف على نحو فعال. وكان الطيار يهاجمهم في أي وقت يريد، مدعوما بلهيب الجحيم المستعر عبر الشارع، والذي كان يضيء محيط المجمع الذي يختبئ به المقاتلون.
وعلى الرغم من تساقط الصواريخ، فإن المقاتلين كانوا لا ينصرفون من أماكنهم، وكانوا ينتظرون الجنود الموالين للنظام في مكان قريب، متأكدين من أن قوة عدوهم تضعف ليلة بعد الأخرى وأن ثورتهم تكتسب مزيدا من القوة والزخم بمرور الوقت.
وبعد كل انفجار، كان ياسين، الذي كان يعمل محاسبا في السابق، ولكن الحرب فرضت عليه القيام بهذا الدور، يضغط على جهاز الإرسال والاستقبال الذي كان بيده، وكان رجاله جاثمين في الظلام يمسكون بأسلحتهم بانتظار الأوامر، أو للقيام بمزيد من العمليات ضد الحكومة التي يؤمنون بأنها قد انتهت بالفعل.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
سيناريوهات سوريا وفق حلفاء الأسد!

عبد الرحمن الراشد.... جريدة الشرق الاوسط.. على موقع «المنار» التابع لحزب الله مقال يستشرف الوضع في سوريا وفق سيناريوهات محتملة. ومثل بقية الموالين لنظام بشار الأسد، فإن أتباع حزب الله لهم مصطلحاتهم السياسية الخاصة، فالنظام هنا هو «المقاومة»، والشعب السوري المنتفض ضده هو «مشروع مؤامرة».
السيناريو الأول أن ينتصر النظام على معارضيه، ومن خلال الحسم العسكري الميداني، يفرض بعد ذلك عليهم الحوار السياسي معه. ومع أنه احتمال مستبعد تماما، إلا في ظروف فوضى إقليمية غير محسوبة، فإننا سنتفق مع صاحبه بأن النظام لو فعلها، وتمكن من دحر الثورة الشعبية، فإنه بالتأكيد سيستطيع فرض الحل السياسي مع تنازلات كبيرة من جانبه.
السيناريو الثاني، وهو الأكثر واقعية، يقر باحتمال هزيمة النظام. ويفترض إحدى نتيجتين لسقوط بشار، تورط سوريا في مرحلة الحرب الطائفية الأهلية، وكاتب «المنار» هنا يرى من إيجابياتها أنها ستفشل المكاسب الجيوسياسية لدول الخليج وتركيا والغرب. طبعا، لا نختلف معه في أن الحرب الطائفية ستخدم مخلفات نظام الأسد وكذلك إيران، وستفسد على كل السوريين حلمهم في إقامة دولة موحدة مستقرة. والنتيجة المحتملة الأخرى، استيلاء المعارضة على الحكم، الذي يراه أمرا يخدم الخليج والغرب. أيضا، نحن لا نختلف معه في هذا الاستنتاج، باستثناء أن المستفيد الأكبر هنا هو الشعب السوري الذي كان يرزح لأربعين عاما تحت نظام أمني فاشي يحصي عليه أنفاسه، أما الدول الإقليمية فقد تعايشت مع نظام «الأسدين».
والسيناريو الثالث هو حالة «ألا يكون هناك منتصر أو منهزم». وهذا، مثل الأول، أمر صعب التخيل لأن النظام مكون من عصابة ويقتات على منافع الحكم، فكيف سيستمر بلا شعب ولا منافع؟ هذه فرضية شبه مستحيلة لأن المعارضة السورية تمثل فعليا أكثر من 70% من البلاد، سكانا ومساحة، وبالتالي لن يستطيع النجاة وسط هذا البحر المعادي لزمن طويل، مهما دام الدعم الخارجي له.
والعلة في كل التحليلات التي يطرحها مؤيدو النظام أنهم يريدون إلباسه صفات مزورة، انفضحت مع الزمن الطويل، ولم تعد تعني شيئا في داخل سوريا والعالم العربي. لم يعد أحد يصدق فرية المقاومة للنظام السوري أو حزب الله. هي أكذوبة انطلت على كثيرين لأربعة عقود ولم تكن مشاركة نظامي إيران وسوريا وحزب الله سوى جزء من صراع إقليمي لا علاقة لفلسطين به. لا يمكن لنظام مجرم يستعبد شعبه أن يحرر شعبا آخر. وحزب الله، هو الآخر، كان على الدوام مخلبا لإيران التي لها مطامع إقليمية وتستخدم القضية الفلسطينية ستارا لتحقيقها.
ويبقى الفريق المنسي في تحليل السيناريوهات لفريق حزب الله وإيران، هو الشعب السوري. السوريون هم أصحاب الثورة من ساعتها الأولى وإلى اليوم، وغاياتها سوريا بحتة ضد نظام فاشي مجرم مماثل لأنظمة سقطت، كنظامي صدام في العراق والقذافي في ليبيا. ومن المحتم سقوط مثل هذا النظام، إن عاجلا أو آجلا. الشعب السوري هو الذي ثار وتحمل آلام ثورته، وليست السعودية أو قطر أو تركيا أو الغرب. ومحاولة تدليس الحقيقة بمصطلحات سياسية، لا يمكن أن تلغي اللاعب الأساسي، أي الشعب السوري، لذلك قلت إن سيناريوهات بقاء النظام مستحيلة بعد ذبحه عشرات الآلاف وإجماع ملايين الناس ضده.
وهذا لا ينفي القول بتطابق المصالح، إنه من صالح الدول الإقليمية، أن الشعب السوري هو الذي ثار. وربما أيضا من صالح الغرب والسعودية، أن إيران وحزب الله وقفا على الرصيف الآخر من الشارع، فعرف المواطن السوري صديقه من عدوه. تخيلوا لو أن إيران وقفت ضد نظام بشار مبكرا، كان من المؤكد أنها ستشارك في صياغة النظام السوري الجديد. طبعا هذه فرضية خاطئة لأن النظام الإيراني، المشابه لنظام الأسد في فاشيته وعقيدته السياسية، يعجز عن مثل هذا التفكير. وحتى بعد هذا الزمن الطويل، 17 شهرا من حرب النظام على الشعب، يضلل كتاب حزب الله أنفسهم وأتباعهم بتصوير ما يحدث على أنه نزاع إقليمي بين النظام السوري والسعودية وقطر، مع تغييب متعمد لعشرين مليون إنسان سوري هم أصحاب القضية. وبالتالي عندما يحللون ويستنتجون السيناريوهات تظهر لامنطقية، لأنهم يتناسون أن بشار في دمشق مجرد محتل اليوم، وأهل دمشق وحلب وحماه ودرعا ودير الزور وغيرها هم المعنيون بمحاربته، وليست المعارضة السورية في الخارج، ولا الأميركيون أو السعوديون.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,144,832

عدد الزوار: 7,661,080

المتواجدون الآن: 0