"القاعدة" يهاجم مبنى الاستخبارات في عدن للمرة الثانية خلال يومين...داود أوغلو: توافق فكري وعملي بين "عصابات الأسد" ومنفذي تفجير غازي عنتاب

عاود مسلحون يعتقد انهم ينتمون إلى تنظيم "القاعدة" مهاجمة مبنى الاستخبارات في مدينة عدن، جنوب البلاد، مساء أول من أمس وصباح أمس بعد يومين فقط من تعرضه لهجوم أوقع أكثر من ثلاثين عنصراً امنياً بين قتيل وجريح.

وأفاد مواطنون في منطقة التواهي التي يقع فيها مبنى الاستخبارات أن تبادلاً لإطلاق النار بين حراس المبنى والمهاجمين استمر قرابة ربع ساعة، لم يخلف إصابات، إلا أن حالة من الهلع انتابت ساكني الحي الذي يقع فيه المبنى ومبنى اذاعة وتلفزيون عدن الملاصق له.

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية اعتقلت مشتبها في ضلوعه بالهجوم على مبنيي الاستخبارات وتلفزيون عدن، كما تم العثور على إحدى السيارة التي أقلت عدداً من منفذي الهجوم، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، إلا أن تنظيم "القاعدة" هو المتهم الأول في مثل هذه الأفعال.

وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن كثفت تعزيزاتها الأمنية على المرافق الحيوية في المدينة تحسباً لأي أعمال إرهابيه قد تطالها خلال إجازة العيد، ومنها تعزيز حراسة السجن المركزي في المنصورة والمحطات الكهربائية وكذلك الانتشار الأمني في المتنزهات السياحية وغيرها، والتي تستقبل أبناء عدن والزائرين القادمين إليها من المحافظات غير الساحلية لقضاء إجازة العيد.

وطالب رئيس أحزاب اللقاء المشترك في محافظة عدن في بيان صحافي، بتشكيل لجنة تحقيق تنظر في ملابسات الهجوم، وكيف تمكن الجناة من الوصول بكل سهوله إلى داخل مبنى الأمن السياسي ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون في وضح النهار، معتبراً ذلك "أمراً يثير الكثير من الاستفهامات وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المبنى للاعتداء".

في غضون ذلك، فجر مسلحون يعتقد انهم من تنظيم "القاعدة" ليل الاثنين الثلاثاء انبوب نقل الغاز من محافظة مأرب في وسط البلاد الى ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال على ساحل محافظة شبوة الجنوبية، ما ادى الى توقف الانتاج في المشروع المملوك جزئيا من شركة توتال الفرنسية.

قال مدير أمن شبوة العميد احمد صالح عمير ان "مسلحين مجهولين قاموا بتفجير أنبوب الغاز التابع للشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في المحطة رقم خمسة في قرية الظاهرة قرب بلدة جردان في محافظة شبوة". وأضاف ان "أنبوب الغاز يخضع لحماية من قبل الجيش وليس الأمن لكننا سنحقق في الحادث لمعرفة الجهة المنفذة"، مشيراً إلى أن العمليات توقفت بشكل كامل في بلحاف.

مسؤول يمني طلب عدم الكشف عن اسمه قال إنه "من الواضح ان الهجوم من تنفيذ تنظيم "القاعدة" الذي لا يزال نشطا في محافظة شبوة" الجنوبية حيث حيث الانفجار.

وذكر سكان محليون ان العشرات من سكان قرية الظاهرة فروا من مساكنهم بسبب النيران الكثيفة التي تصاعدت بعد الانفجار. إلا أن شاهد عيان أكد لوكالة "فرانس برس" ان الحريق قد اخمد في مكان التفجير. وقال انه "لحقت بالانبوب اضرار كبيرة وشاهدت الجيش منتشرا في المكان فضلاً عن مهندسين من الشركة يعاينون الاضرار".

ويأتي الهجوم على الرغم من الإجراءات التي فرضها الجيش لحماية انابيب الغاز والنفط التي تعرضت لهجمات متكررة في الاشهر الماضية لا سيما من قبل تنظيم "القاعدة" المتواجد بقوة في جنوب اليمن.

واستفاد تنظيم "القاعدة" من ضعف السلطة المركزية ومن حركة الاحتجاج ضد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من اجل توسيع حضوره في جنوب وشرق البلاد.

الا ان حملة عسكرية واسعة شنها الجيش اسفرت في منتصف حزيران الماضي عن طرد "انصار الشريعة"، وهو الاسم الذي يتخذه عناصر التنظيم في جنوب اليمن، من معاقلهم الرئيسية في الجنوب وخصوصاً في محافظة ابين التي ظلت غالبية مدنها تحت سيطرة المتطرفين لاكثر من سنة.

 

 

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو امس إن ثمة توافقاً فكرياً وعملياً بين من وصفها بـ"عصابات "الرئيس السوري بشار الأسد ومنفذي تفجير غازي عنتاب الذي أدى إلى مقتل 9 اشخاص وإصابة العشرات بجروح اول من امس.

ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن داود أوغلو قوله ردا على سؤال حول ما إذا كانت المخابرات السورية ضالعة في الهجوم: "سنعمل على دراسة تبعات الحادث وخلفياته، ولكن إذا ما قارنّا بين ما قامت به عصابات الأسد من قتل 200 شخص في يوم العيد، غير مكترث لقدسية هذا اليوم، وبين الهجوم الذي نفّذته المنظمة الإرهابية تجاه شعب أعزل، فسنلاحظ توافقاً فكرياً وعملياً بين المنظومتين". اضاف "لكن قبل أن نقول أي شيء علينا التأكد ودراسة المعطيات".

وأصدر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بياناً قال فيه إن "الهجوم الارهابي، الذي ضرب أهلنا في غازي عنتاب ثاني أيام العيد المبارك، يؤكد مرة ثانية على انتهاك الارهابيين لكل الحرمات، وضربهم عرض الحائط بكل القيم العظيمة التي يحملها شعبنا العزيز.. أراد الارهاب من هذا الهجوم استهداف وحدتنا وتماسكنا واستقرارنا، لكن هذه الأعمال لن تفت في عضد شعبنا، وستكون قوات أمننا لهم بالمرصاد". وأضاف اردوغان: "حكومتنا وبدعم من شعبنا، مصممة على ضرب الإرهاب أينما وجد، ولن نسمح لهم الاضرار بعيشنا المشترك، ولن ندخر أي جهد في سبيل تحقيق الديموقراطية وسيادة القانون."

يذكر أن 9 اشخاص قتلوا وأصيب 68 بجروح في انفجار شاحنة مفخخة في محافظة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في الإقليم المحاذي للحدود السورية.

(يو بي أي)

 

حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان امس من أن "تواتر الاعتداءات (السلفية) على التظاهرات الثقافية" في البلاد "ينذر باحتقان مذهبي غريب" عن المجتمع التونسي "المعروف بوسطيته".

وقالت الوزارة "على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء (الخميس الماضي) على مهرجان الاقصى في مدينة بنزرت (شمال) وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والابداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله".

واهابت الوزارة "بجميع الاطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة" ودعت إلى "محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها".

 

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الاتحاد الأوروبي يحقق في انتهاك للعقوبات الأوروبية على سوريا من خلال بيع سجائر إلى شركة مرتبطة بأقارب للرئيس السوري بشار الأسد.

وذكرت الصحيفة في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني أمس، أنه وفقا للوثائق فإن عملية البيع من جانب وحدة شركة "جابان توباكو" الموجودة في سويسرا في شهر أيار من العام الماضي ذهبت إلى شركة تملكتها على الأقل بشكل جزئي فيما بعد عائلة مخلوف.

وأوضحت الصحيفة أن عائلة مخلوف التي تمثل أبناء عم الأسد، تساعد في تمويل الحملة الدموية علي الانتفاضة السورية بحسب كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى إن المعارضين السوريين قالوا إن عملية البيع هذه وعملية أكبر منها تضم ملايين من كرتونات السجائر إلى شركة التبغ الحكومية السورية، ضخت إلى النظام مبالغ نقدية في وقت العزل الاقتصادي المتنامي بسبب أن السجائر قد تتم إعادة بيعها بمقابل أكثر من تكلفتها.

وقالت الصحيفة إن المعارضة أضافت أن حكومة الأسد تستخدم السجائر شكلا من المدفوعات لقوات الجيش غير النظامية والميليشيات المعروفة بالشبيحة التي كان لها دور رئيسي في حملتها العنيفة ضد المعارضة السورية.

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن رجل الأعمال رامي مخلوف هو سليل العائلة وينظر له على نطاق واسع أنه أغنى رجل في سوريا، موضحة أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات مالية عليه وكذلك على شقيقيه إياد وإيهاب في الثالث والعشرين من شهر أيار من العام الماضي لدورهم في تمويل أعمال الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد ذلك بأربعة أيام أظهرت وثائق الشركات أن شركة "جابان توباكو إنترناشونال" سلمت 450 ألف كرتونة من السجائر من خلال موزع موجود في قبرص إلى شركة يطلق عليها شركة "سوريا للأسواق الحرة" التي تعترف شركة "جابان توباكو إنترناشونال" بأنها كانت مملوكة آنذاك على الأقل بشكل جزئي لمخلوف.

وأوضحت أن مكتب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتيال أكد أنه يحقق في نشاط شركة "جابان توباكو إنترناشونال" الموجودة في جنيف، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل.

ونقلت الصحيفة عن جوي كوت المتحدث باسم شركة "جابان توباكو إنترناشونال" قوله "إن الشركة تلتزم بشكل صارم بكافة عقوبات الاتحاد الأوروبي وتتعاون مع التحقيق".

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين سوريين سابقين ومحللين شرق أوسطيين قولهم إن نظام الأسد يجني ملايين الدولارات سنويا من خلال شركات تسيطر عليها الدولة أو العائلة.