مصادر استخباراتية: خامنئي أعطى أوامر لفيلق القدس بشن هجمات خارجية...هدنة هشة في طرابلس بعد معارك أدت إلى مقتل 8 وجرح 75 آخرين...أنقرة تتحسب لمساعي النظام السوري لتصدير أزمته إليها «علويا وكرديا وأرمنيا...الذعر وخلط الأوراق من وسائل النظام السوري الأقوى لرفع معنويات مؤيديه

الإبراهيمي يلتقي «الجيش الحر».. وبريطانيا تدرب المعارضة على «الحكم»....قصف ومداهمات في دمشق وإعدامات ميدانية في دير الزور، الجيش الحر يعلن سقوط «البوكمال».. ويؤكد سيطرته على 70% من مدينة حلب

تاريخ الإضافة الجمعة 24 آب 2012 - 5:22 ص    عدد الزيارات 2611    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الإبراهيمي يلتقي «الجيش الحر».. وبريطانيا تدرب المعارضة على «الحكم»
المعارضة تسيطر على مدينة البوكمال.. وقصف في دمشق ومعدل القتلى يقترب من 200
جريدة الشرق الاوسط.... لندن: مينا العريبي بيروت: كارولين عاكوم ويوسف دياب
في الوقت الذي أعلن فيه عن لقاء جمع بين المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، ومسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر فهد المصري في باريس أمس؛ حيث عرض الأخير مطالب الجيش الحر والشعب السوري، مؤكدا أولوية تنحي الرئيس السوري بشار الأسد, أوضح مبعوث الحكومة البريطانية الخاص للمعارضة السورية، جون ويلكس، أن بلاده تعمل على «تدريب المعارضة السورية على الحكم».
وأوضح ويلكس في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» ضرورة عدم فصل المجموعات المسلحة المعارضة عن السياسيين، مؤكدا عدم رغبة بلاده ودول الغرب، في خوض حرب في سوريا، مما يحض على إبقاء «باب الحل السياسي مفتوحا».
في غضون ذلك، أكد فهد المصري لـ«الشرق الأوسط» أن لقاء الإبراهيمي «كان مفيدا»، و«اطلعنا خلاله على وجهة نظر الإبراهيمي بعد تكليفه»، مشيرا إلى «اننا لمسنا منه أن هناك تركيزا في البحث والتحضير لمرحلة ما بعد الأسد».
وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي استمر فيه التشكك في تصريح نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل، حول الاستعداد لمناقشة مسألة تنحي أو استقالة الرئيس الأسد. وبينما علقت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند على المؤتمر الصحافي بقولها «لم نر فيه أي جديد استثنائي», رأى الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي مقداد أن تصريح جميل «حمل أكثر مما يحتمل»، مؤكدا أن «فكرة الحوار مع القاتل مرفوضة بالمطلق». كما أبدى الدبلوماسي السوري المنشق حسام حافظ، اعتقاده أن «كلام قدري جميل عبارة عن رسالة روسية أكثر مما هو موقف للنظام السوري أوللرئيس الأسد».
ميدانيا، استمر النظام السوري في تصعيده على مختلف الأنحاء، وبخاصة دمشق التي شهد عدد من أحيائها قصفا عنيفا، وهي العمليات التي أسفرت عن معدل قتلى اقترب من 200 شخص, بينما أعلن الجيش الحر عن سيطرته على مدينة «البوكمال» في دير الزور القريبة من الحدود العراقية، وذلك بعد استهداف الجيش الحر مبنيي الأمن العسكري والمخابرات الجوية، بعد أيام من المعارك والاشتباكات المتواصلة.
الجيش الحر ينقل إلى الإبراهيمي أولوية تنحي الأسد.. ويلمس لديه تحضيرا لما بعد رحيله، تطابق في وجهات النظر بين باريس والدوحة بشأن سوريا

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: كارولين عاكوم باريس: ميشال أبو نجم .... شهدت العاصمة الفرنسية تحركات دبلوماسية عدة أمس تخص الملف السوري. والتقى المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر فهد المصري في فرنسا؛ بينما استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لبحث الملف السوري. وعرض المصري مطالب الجيش الحر والشعب السوري، على الإبراهيمي أمس مؤكدا على أولوية تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وعدم القبول بأي حل دولي لا يرتكز على شرط رحيل الأسد.
وقال المصري لـ«الشرق الأوسط»، «كان لقاء مفيدا أطلعنا خلاله على وجهة نظر الإبراهيمي بعد تكليفه من قبل الأمم المتحدة، ولمسنا منه أن هناك تركيزا في البحث والتحضير لمرحلة ما بعد الأسد.. كذلك، عبَّر عن أسفه لما آلت إليه الأمور في سوريا، ولمسنا لديه رغبة كبيرة للعمل على إيجاد مخرج للأزمة السورية، على الرغم من صعوبة المهمة». ولفت إلى «أنّه لدى الإبراهيمي وجهة نظر بضرورة توحيد كل الجهود الوطنية من أجل إنقاذ سوريا وعدم انزلاقها إلى أكثر ما هي عليه، كما يحاول لقاء مختلف الأطراف السورية والعربية والدولية للوصول إلى رؤية مشتركة لإنهاء الأزمة، وهو على ما يبدو يحاول الإطلاع على كل التفاصيل قبل الكلام أو الإعلان عن خطّته، كما أنّه سيلتقي خلفه كوفي أنان قريبا في نيويورك لمعرفة المزيد حول ما قام به».
وأضاف المصري: «أطلعناه على الأوضاع الميدانية والإنسانية، وأكدنا له أنّه وعلى الرغم من معرفتنا بتعقيدات المهمّة وصعوبتها، لن نتنازل عن المطالب التي حددتها الثورة السورية. وأهمّها، عدم القبول بأي حل سياسي لا يعتمد على رحيل الأسد وعصابته والوقف الفوري لآلة القتل والتدمير.. إضافة إلى خطة عملية وفاعلة وواضحة وضمانات دولية، بعدما اعتاد النظام إفشال كل الجهود السابقة». مضيفا: «عبرنا له عن قناعتنا أنّ النظام لا يفهم إلا لغة القوة.. ومع ذلك نرحب بتكليفه إذا ترافقت خطّته بضمانات ملزمة لوضع حد لآلة القتل والدم والمجازر، وتساهم في إنقاذ الشعب السوري للوصول بسوريا إلى برّ الأمان، مع تشديدنا على رفض أي فرصة أو مهلة للأسد الذي يصرّ منذ اليوم الأول للثورة على الحل الأمني والعسكري». وفي حين اعتبر المصري أنّه من المبكّر الحديث عن خطّة محدّدة في مهمة الإبراهيمي، أوضح أنّ طلب الجيش الحر هو أن تكون هذه المهمة مرتكزة على رؤية واضحة المعالم والأهداف والآليات والضمانات الدولية، معتبرا أنّ «خطّة المبعوث السابق كوفي أنان، الذي كلّفت الشعب السوري أكثر من 8000 شهيد، قد انتهت»، موضحا أنّ «روسيا وإيران ليستا جزءا من الحل؛ بل هما الأزمة بحد ذاتها.. ولولا دعمهما العسكري والمادي مباشرة أو عبر أدواتهما لكان سقط النظام منذ شهور طويلة».
ومن جهته، قال العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري في حلب، والذي كان حاضرا في الاجتماع الذي جمع عددا من رؤساء المجالس العسكرية و«مجموعة الدعم السورية»، لـ«الشرق الأوسط» بعد استخدام النظام للطيران الحربي والحوامات المقاتلة، لم يعد بإمكان الجيش الحر حماية المدنيين.. وبالتالي نطالب المجتمع الدولي والولايات المتحدة أن يتحملا مسؤوليتهما لحماية الشعب السوري، إما بدعمنا وتسليحنا بالصواريخ المضادة للطيران أو بفرض الحظر الجوي». ومن جهته، امتنع أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عن الإدلاء بأي تصريح عقب لقائه الذي دام 45 دقيقة مع الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه، لكن الرئاسة الفرنسية أصدرت بيانا أفادت فيه أن المحادثات «تركزت بشكل أساسي على الوضع في سوريا». واغتنم هولاند، وفق ما جاء في البيان، المناسبة لإعادة تأكيد موقف فرنسا المصر على أنه «لا حل سياسي من غير رحيل بشار الأسد».
وأفادت الرئاسة الفرنسية أنه تبين للرئيس الفرنسي ولأمير قطر أن نظراتهما للوضع في سوريا «متطابقة» وأنهما «قررا تنسيق جهودهما من أجل أن تحصل عملية الانتقال السياسي في سوريا بشكل منضبط وبأسرع وقت ممكن». وبحسب مصادر واكبت الاجتماع، فإن البحث تناول آخر مستجدات الوضع السوري بما فيها تصريحات نائب رئيس الوزراء قدري جميل، الذي تحدث فيها عن الاستعداد لمناقشة تنحي الأسد عن السلطة، وهو ما يصدر للمرة الأولى عن مسؤول حكومي في دمشق. فضلا عن المهمة الموكولة للمبعوث الأممي الخاص الأخضر الإبراهيمي والإجراءات الممكنة لمساعدة المعارضة السورية ماديا وسياسيا، وما هو متوقع من اجتماع مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري في 30 الحالي برئاسة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
وتتطابق المواقف الفرنسية والقطرية من صيغة الحل في سوريا؛ حيث إن الطرفين يلتزمان خطا متشددا من النظام السوري، كل في دائرة تحركه. إلا أن فرنسا دأبت منذ أيام على التأكيد على التزامها بقيام «سوريا حرة ديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان وحقوق كل من طوائفها». وجاء في بيان الإليزيه أن رئيسي الدولتين أعربا عن «ارتياحهما للعلاقات الثنائية المتميزة»، كما أعربا عن عزمهما على «تقوية الشراكة الصلبة، الطموحة والصادقة» بين البلدين. وفي سياق مواز، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك أيرولت أن الهدف الذي تسعى إليه باريس هو «إيجاد الظروف التي توفر تحقيق الانتقال السياسي»، الأمر الذي يمر عبر «تشكيل حكومة انتقالية تضم مختلف مكونات المجتمع السوري لتفادي عمليات تصفية الحسابات وتحديدا إزاء الأقليات». وأفاد أيرولت أن الدبلوماسية الفرنسية «تقوم بعمل كثيف وبعيدا عن الأضواء، مضيفا أن حكومته استجابت لطلبات المعارضة السورية على الصعيد العسكري (عبر تقديم عدد من الوسائل غير القاتلة) للاتصالات والحماية».
قصف ومداهمات في دمشق وإعدامات ميدانية في دير الزور، الجيش الحر يعلن سقوط «البوكمال».. ويؤكد سيطرته على 70% من مدينة حلب

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: كارولين عاكوم ... على وقع استمرار العمليات العسكرية والمعارك في كل المناطق السورية، ولا سيما منها حلب والعاصمة دمشق، حيث نفذت حملة مداهمات واسعة، أعلن يوم أمس الجيش الحر عن سقوط «البوكمال» في دير الزور، بعد استهداف الجيش الحر مبنيي الأمن العسكري والمخابرات الجوية، بعد أيام عدّة من المعارك والاشتباكات المتواصلة.
وقد أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط أكثر من 150 قتيلا يوم أمس كحصيلة أولية، بنيران الجيش النظامي، معظمهم في دمشق وريفها ودرعا، وأفادت بأن قوات النظام أعدمت ميدانيا أكثر من 20 شخصا في كفرسوسة بدمشق، إلى جانب أكثر من 30 شخصا في القابون. كما بث ناشطون سوريون مقاطع على الإنترنت قالوا إنها لاستهداف الجيش السوري الحر مبنى الأمن العسكري في البوكمال، فيما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الجيش الحر» أسقط مروحية تابعة للجيش النظامي في مدينة أريحا بريف إدلب.
وأكد ناشطون أن جيش النظام قصف بشكل عنيف أحياء في جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد نشر دبابات على الطريق الدائري المحيط بالعاصمة. وبث اتحاد التنسيقيات مقطع فيديو يظهر رتلا من الدبابات في وسط العاصمة دمشق يقتحم حي نهر عيشة، بعدما قامت بقصفه بالهاون والدبابات، التي توجهت فيما بعد نحو كفرسوسة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن انفجارا دوى ليل الأربعاء في حي دمر بمدينة دمشق تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة، وأسفر عن مقتل 3 شبان كانوا يستقلونها.
وقد بث اتحاد التنسيقيات مقطع فيديو لـ6 أشخاص اعدموا ميدانيا في حي نهر عيشة برصاص قوات النظام، فيما أفاد ناشطون بإعدام 20 شخصا ميدانيا، بينهم صحافي سوري.
وذكر المرصد أن قوات النظام نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي نهر عيشة الذي شهد اشتباكات عنيفة صباح أمس بين جيشي النظام والحر على طريق دمشق - درعا في حي القدم الذي تعرض للقصف، وأسفرت الاشتباكات عن إعطاب دبابة، كما دارت اشتباكات صباح اليوم في طريق المتحلق الجنوبي بمنطقة اللوان.
وأكد اتحاد التنسيقيات أنه، ومنذ فجر أمس، لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي على أحياء كفرسوسة ونهر عيشة والقدم وعسالي، وسجّل سقوط عدد من القتلى.
وفي ريف دمشق، تعرضت البساتين المحيطة ببلدات سقبا وحمورية والبلالية للقصف من قبل قوات النظام بينما سمعت أصوات إطلاق رصاص في مدينة دوما.
وذكر اتحاد التنسيقيات أنه تم اعتقال ما يقارب 50 شخصا على حاجز جسر زملكا، وإهانة المعتقلين وضربهم.
ونقلت وكالة «رويترز» عن معاذ الشامي عضو مكتب إعلام دمشق، أن مقاتلي المعارضة الذين انسحبوا من المدينة خلال الحملة الشرسة التي شنها الجيش السوري الشهر الماضي بدأوا يعودون.
وقال الشامي: «عادوا إلى منازلهم أو اختفوا في الحزام الأخضر الذي يلف دمشق، لقد عادوا الآن والنظام يرد بقصف يومي وهجمات الهليكوبتر. أجواء الحرب تخيم على دمشق».
وفي دير الزور، بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت قالوا إنها لاستهداف الجيش السوري الحر مبنى الأمن العسكري في البوكمال، التي تعرضت للقصف الدفعي، وسقط في مناطق متفرقة منها 7 قذائف، بحسب اتحاد التنسيقيات.
وأظهرت الصور اقتحام أعضاء من الجيش الحر ما قيل إنه مبنى المخابرات الجوية، وقاموا بتدمير ما فيه من مقتنيات تدل على رموز النظام الحاكم.
كذلك، كانت أحياء عدة من مدينة دير الزور تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية، بينما هزت عدة انفجارات مدينة البوكمال نتيجة سقوط قذائف بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت في وقت سابق إن قوات الأسد أخلت منشأتين أمنيتين في البوكمال مع تحقيق مقاتلي المعارضة مكاسب في المنطقة المهمة استراتيجيا، بعد أسبوع من القتال العنيف.
وقال ناشطون ومسؤول من الجيش السوري الحر إن قوات الأمن انسحبت من مجمعي مخابرات سلاح الطيران والأمن السياسي في البلدة.
وقال أحد القادة العسكريين لمقاتلي المعارضة في البلدة: «لا يزال للنظام مجمع للمخابرات العسكرية ومطار البوكمال، وسقوط هذا المجمع مسألة وقت إن آجلا أو عاجلا، والمطار أصعب».
وهذا ما أكده العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أهمية موقع هذه المدينة على الحدود العراقية، وتأثير سقوطها السلبي على النظام.
وقال المنسق العسكري لجبهة ثوار سوريا مهيمن الرميض إن البوكمال سقطت فعليا، لكن قوات الأسد لا تزال تقصف البلدة من قاعدة لحرس الحدود تبعد بضعة كيلومترات.
وفي حلب، تعرضت أحياء هنانو والشيخ خضر والصاخور وطريق الباب والشعار للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في أحياء جمعية الزهراء والحمدانية والإذاعة بمدينة حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري، بينما تعرضت بلدات عندان وحريتان وكفرحمرة للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط قاعدة الصواريخ بمنطقة الشيخ سعيد، استخدمت على أثرها القوات النظامية الطائرات باستهداف المهاجمين وقصف المنطقة المحيطة بالقاعدة.
وفي حين قال التلفزيون السوري إن الجيش النظامي «طهر» أحياء عدة في حلب، ممن سماهم الإرهابيين والمرتزقة، واعتقل عددا كبيرا منهم، أكد العكيدي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر لا يزال مسيطرا على 90 في المائة من ريف حلب، فيما توسعت رقعة سيطرته على المدينة لتصل إلى 70 في المائة»، لافتا إلى أن «النظام لا يقوى على مواجهة قوات الجيش الحر إلا جوا، فيما لا يزال غير قادر على المواجهة برا».
وفي ريف حلب، تعرضت بلدات عندان وحريتان وكفرحمرة للقصف من قبل قوات النظام، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط قاعدة الصواريخ بمنطقة الشيخ سعيد استخدمت على أثرها القوات النظامية الطائرات باستهداف المهاجمين وقصف المنطقة المحيطة بالقاعدة.
وفي درعا، تعرضت قرى وبلدات ومدن في الريف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، كما سجل انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المحافظة.
وفي حمص التي لا تزال مناطق عدة فيها تتعرض للقصف، أفيد بتهدم عدد من المنازل، وشهدت بلدة الحولة التابعة لريف حمص قصفا عنيفا بالهاون والصواريخ.
وفي إدلب، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام حاولت اقتحام مدينة أريحا بعشرات الآليات والمدرعات معززة بالطيران الحربي الذي يحلق فوق سماء المدينة، فيما نجح الثوار في تدمير عدد من الدبابات وأخرجوا قوات النظام من المنطقة.
وفي دوما، سجّل إطلاق نار كثيف من حواجز البلدية والكورنيش والبرج الطبي، بينما سجل سقوط قذائف دبابة في حارة الديرية حيث نفذت حملة مداهمات.
واشنطن تشكك في مصداقية تصريحات سورية حول إمكانية استقالة الأسد، المعارضة تعتبر موقف جميل «رسالة روسية»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب واشنطن: محمد علي صالح ... في الوقت الذي أبدت فيه واشنطن شكوكها حول مصداقية تصريح نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل، الذي أدلى به في موسكو ودعا فيه المعارضة السوري إلى الذهاب إلى الحوار والاستعداد لمناقشة أي موضوع تطرحه، بما في ذلك مسألة تنحي أو استقالة الرئيس السوري بشار الأسد، ما زالت التصريحات تتفاعل وتخضع لتفسيرات مختلفة في أوساط المعارضة السورية والجيش السوري الحر، الذي رأى أن تصريح جميل «حمل أكثر مما يحتمل»، مؤكدا أن «فكرة الحوار مع القاتل مرفوضة بالمطلق». وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند مساء أول من أمس عن شكوك كبيرة في احتمال إجراء مشاورات حول استقالة الأسد، وقالت: «اطلعنا على المعلومات حول هذا المؤتمر الصحافي لنائب رئيس الوزراء السوري. بصراحة، لم نر فيه أي جديد استثنائي».
وأعلن جميل الثلاثاء في موسكو أن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري في إطار مفاوضات مع المعارضة. ويشير مراقبون إلى أن جميل زار موسكو لمناقشة مشروع قد تتقدم به روسيا إلى العلن بموافقة سوريا، ويقضي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بإشراف دولي، يشارك فيها من يرغب من المرشحين بمن فيهم الأسد.
وكررت نولاند أن «الحكومة السورية تعلم ما عليها القيام به، والحكومة الروسية انضمت إلينا في جنيف (في نهاية يونيو/ حزيران الماضي) لوضع خطة انتقال (سياسي) بالغة الوضوح»، وأضافت: «هذه المشاورات (بين دمشق وموسكو) كانت إذن فرصة للروس ليشجعوا نظام الأسد على البدء بالتزام خطة الانتقال هذه، من دون الحاجة إلى القيام بمناورات كتلك التي بدا أن نائب رئيس الوزراء (السوري) يقوم بها»، مشددة على أنه «كلما أسرع الأسد في الرحيل، سنحت لنا الفرص للانتقال سريعا إلى اليوم التالي للقيام بعملية انتقالية في سوريا».
وعلى مستوى المعارضة السورية، أبدى الدبلوماسي السوري المنشق (قنصل سوريا السابق لدى أرمينيا) حسام حافظ، اعتقاده أن «كلام قدري جميل هو عبارة عن رسالة روسية أكثر مما هو موقف للنظام السوري أو للرئيس بشار الأسد». وأكد حافظ في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» أن جميل «غير مفوض بالكلام باسم النظام أو باسم الرئيس السوري، إنما جاء موقفه انعكاسا للموقف الروسي الآخذ في التبدل، والذي لمح فيه أكثر من مرة مساعد وزير الخارجية الروسي وسفير روسيا في باريس إلى ضرورة البحث عن حل لا يكون بشار الأسد جزءا منه»، معتبرا أنه «تعبير عن الصورة التي استخلصها من لقاءاته مع المسؤولين الروس، وليس تعبيرا عن أي شيء آخر».
بدوره اعتبر الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي مقداد، أن «التصريح لا يعني الجيش الحر لا من قريب ولا من بعيد، لأنه لا حوار مع من يقتل شعبه، ولأن القاتل يعاقب ويحاكم ولا يحاور». ورأى مقداد أن قدري جميل «هو ممثل (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين داخل الحكومة السورية، وهو معين من قبل الإدارة الروسية وبقرار مباشر من موسكو، ولذلك اختاره الأسد نائبا لرئيس الحكومة إرضاء للروس الذين طلبوا خلال الانتخابات أن يكون جميل على رأس لائحة مكونة من 20 عضوا في مجلس الشعب السوري، ولم يتحقق هذا الطلب خلال الانتخابات الأخيرة». ولفت إلى أن «تصريح جميل في موسكو حمل أكثر من قيمته، وبعض المعارضين وقع بمغالطة». وقال: «إن فكرة الحوار مع القاتل هي فكرة مرفوضة رفضا مطلقا، وهذا العنوان الذي يعمل تحته الجيش السوري الحر والثوار والحراك الشعبي السلمي، ونحن لا نلتزم بأي شيء يصدر عن هكذا حوار في حال حصوله، لأننا نعتبر أن بشار الأسد متهم بالخيانة العظمى.. وقدري جميل شريك لهذا القاتل فكيف لنا أن نحاوره؟».
 
ويلكس: لا نريد أن ندخل في حرب بسوريا.. هناك إشارات مشجعة من المعارضة برفض المتطرفين، المبعوث البريطاني للمعارضة السورية لـ «الشرق الأوسط»: من الضروري عدم جعل المجموعات المسلحة المعارضة منفصلة عن السياسيين

مينا العريبي .... بعد قرار إغلاق سفارتها في دمشق، أخذت الحكومة البريطانية قرارا بتعيين مبعوث خاص للمعارضة السورية، لديه اتصالات مع المجموعات المعارضة المختلفة في سوريا وخارجها. وبعد أن تولت السفيرة البريطانية السابقة في بيروت فرانسيس غاي هذه المهمة، تولى المنصب جون ويلكس، وهو من أبرز الدبلوماسيين البريطانيين ذوي الخبرة والمعرفة في الشرق الأوسط، فقد شغل ويلكس منصب السفير البريطاني لدى اليمن خلال المرحلة الانتقالية الأخيرة في اليمن التي شهدت تنحي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن منصبه والتوقيع على المبادرة الخليجية. وتجربة اليمن ليست وحدها التي تساعد ويلكس على فهم تحديات مرحلة انتقالية في دولة عربية ذات تاريخ سياسي معقد، فشغل ويلكس منصب نائب السفير البريطاني في بغداد، حيث عمل متزامنا مع السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد والذي هو الآن ينسق مع ويلكس ونظرائهم من دول مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» على التنسيق من أجل المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا. والتقت «الشرق الأوسط» ويلكس في لندن قبل أن يواصل جولاته الخارجية التي تأخذه من نيويورك إلى واشنطن والقاهرة وإسطنبول وغيرها من مدن تتواجد فيها عناصر من المعارضة السورية أو مراكز قرار مهمة في الملف السوري. وركز ويلكس في الحوار على أهمية تجنب انخراط الدول الغربية في حرب بسوريا، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي. وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:
* هناك تركيز بريطاني على أن المساعدات المقدمة للمعارضة السورية مساعدات غير قتالية ولا تشمل الأسلحة ولكن ما هي المساعدة الفعلية المقدمة للمعارضة على الأرض؟
- أعلنت الحكومة البريطانية في الأسبوع الماضي تقديم مبلغ إضافي بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني للمساعدة غير الفتاكة والآن نتفق في وزارة الخارجية على المشاريع المعينة، بما في ذلك تقديم مساعدة طبية، أي مواد طبية، للمعارضة وأجهزة اتصال وأيضا تدريب كوادر من المعارضة قادرة على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي ارتكبت من قبل النظام في سوريا وأيضا تدريب كوادر في إدارة الأمور محليا في سوريا بعد التغيير.. لا بد أن ندرب ناشطين على إدارة الأمور في المدن والقرى في سوريا لفترة ما بعد التغيير.
* ومبلغ الـ5 ملايين جنيه إسترليني، هل هذه أول دفعة تقدم للمعارضة في الداخل؟
- كانت هناك مشاريع بقيمة مليون ونصف جنيه إسترليني وننفذ هذه المشاريع الآن. لدينا علاقات مع ناشطين داخل سوريا ونحن ندربهم في دول الجوار ونقدم الدعم والتدريب عن طريق شبكات ناشطين في الخارج لديهم علاقة مع ناشطين في الخارج.
* وكيف توصلون هذه المساعدات وتختارون من يمكن أن يحصل على المساعدة الطبية أو أجهزة اتصال، هل هو الجيش السوري الحر أم اللاجئون في تركيا، كيف تعلمون من هو المستحق الحقيقي؟
- وزير الخارجية (البريطاني ويليام هيغ) وضح بكل وضوح أننا نقدم دعما غير فتاك إلى المعارضة السياسية لا المعارضة المسلحة. ولأسباب قانونية لا نريد أن نتدخل في الصراعات داخل سوريا.
* ولكن المساعدة الطبية، هل هي فقط للمدنيين المصابين؟
- طبعا لأننا نريد أن نساعد المعارضة في حماية المدنيين، فهناك مدنيون أبرياء في المدن والقرى السورية يعانون بسبب الهجمات الشرسة من قبل النظام.
* وما هي طريقة إيصال هذه المساعدات؟
- عن طريق الحدود السورية – التركية وغيرها من حدود، كما أننا ندرب الكوادر من داخل سوريا إلى دول جوار ومن ثم يعودون.
* كانت هناك تقارير إخبارية أخيرا عن مساعدات استخباراتية بريطانية للمعارضة السورية.
- كالمعتاد لا نعلق على الشؤون الاستخباراتية ولكن أستطيع القول بأن الدعم البريطاني يركز على الدعم غير الفتاك بما في ذلك أجهزة اتصال التدريب والمساعدات الطبية أكثر من أي شيء آخر.
* ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية عن تقديم ما سمته الصحيفة «الرشاوى» لبعض عناصر النظام السوري لتشجيعهم على الانشقاق، هل حقا توجد هناك حوافز مالية لتشجيع الانشقاق؟
- لا، لا نقدم مبالغ مالية مباشرة إلى مجموعات داخل سوريا أو خارجها لأننا نريد أن نعرف من يتسلم المساعدة من بريطانيا وهذه رسالة إلى كل مجموعات المعارضة – نريد أن نعرف كيف تستخدم مجموعات المعارضة المساعدة من بريطانيا ونطلب منهم تقارير حول كيفية استخدام المساعدات من أجل المحاسبة. وهذا شيء مطلوب من البرلمان البريطاني والرأي العام.
* إلى أي درجة تنسقون مع الدول الأخرى الحليفة في تقديم المساعدات مثل الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا؟
- ننسق مع أكثرية دول أصدقاء الشعب السوري، وخصوصا مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا أيضا، والدول العربية، لأن الكثير من الدول الآن يقدم دعما إضافيا، ومبالغ كبيرة، لذلك نحتاج إلى تنسيق أكثر بيننا من أجل بناء قدرات المعارضة وأيضا نحتاج من المعارضة التنسيق بين المجموعات المختلفة حول الأولويات وتصنيف الطلبات والحاجات من المناطق المختلفة في سوريا.
* بالنسبة للأولويات، الكثير من المعارضين يصرون على أهمية خلق منطقة آمنة وعازلة في الأراضي السورية لحماية المدنيين وتقوية عملهم في مواجهة النظام السوري، ما إمكانية تحقيق ذلك؟
- إنشاء مناطق آمنة تحتاج إلى تدخل عسكري مثل حظر جوي وكيفية ضمان المناطق الآمنة، وطبعا بريطانيا والدول الغربية ككل، لا نريد أن نتدخل في حرب في سوريا، لأن مصلحة بريطانيا والدول الغربية الأخرى، نريد التغيير ونريد نظاما أكثر احتراما للتعددية في المجتمع السوري ولكن أيضا نود أن نجتنب الفوضى في سوريا، لا نريد أن نصب الزيت على النار في سوريا ولذلك دائما نبقي الباب مفتوحا للحل السياسي مع كل المشاكل بسبب تصرف النظام والهجمات الشرسة على الشعب السوري. ولكن نود أن نبني قدرات المعارضة لإدارة الأمور في البلاد، حتى قبل سقوط النظام.
* وفيما يخص دعم المعارضة على إدارة أمور البلاد، هناك مناطق لا تخضع لسيطرة حكومة نظام الأسد. إلى أي درجة تخشون أن المعارضة غير قادرة على الإدارة؟
- صحيح أن المعارضة تحتاج إلى تنسيق بين المجموعات في الداخل والخارج والمجموعات المسلحة والمجموعات السياسية والناشطين المدنيين لأننا نود أن نتجنب مصيرا تاريخيا في سوريا بأن الجيش والمجموعات المسلحة منفصلة تماما عن السياسيين، نحتاج إلى هيكلة سياسية تسيطر على الأمور في البلاد وأن تحترم المجموعات المسلحة السياسيين. ولذلك نجلس مع ممثلين سياسيين للمجموعات المسلحة لتشجيع إنشاء قيادة سياسية للمجموعات في الداخل، مسلحة أو سياسية أو مدنية من أجل إنشاء إدارة محلية في بعض المناطق. النظام يسيطر إلى المدن الكبيرة ولكن في الكثير من المناطق الريفية، الوجود للنظام محدود جدا.
* هل يمكن تحقيق ذلك من خلال التنسيقيات المحلية؟
- الآن نوسع التواصل مع التنسيقيات في الداخل والناشطين أيضا.
* هناك تساؤلات كثيرة حول المجلس الوطني السوري. وبعد دعم خارجي واسع للمجلس واعتباره أحد الممثلين الشرعيين للشعب السوري، هناك الآن ظاهرة توسيع نطاق التعاون مع أطراف المعارضة السورية، لماذا؟ وما هو تقييمكم للمجلس؟
- المجلس الوطني السوري عنصر مهم في المعارضة السورية ولكن هناك عناصر معارضة أخرى ونحن نتواصل مع كلها. نود من المجلس الوطني السوري والمجموعات الأخرى السياسية أن يعملوا ويتعاونوا مع بعض في تطوير الخطة للفترة الانتقالية التي تمت بلورتها في مؤتمر القاهرة للمعارضة في أوائل شهر يوليو (تموز) الماضي، كانت هناك وثيقتان، العهد الوطني أي الرؤية المستقبلية لسوريا وإنشاء دولة مدنية في سوريا، وأيضا خطة استراتيجية للفترة الانتقالية. والآن نشجع المجموعات المختلفة في المشاركة بما يسمى بلجنة المتابعة والاتصال للتبشير لهذه الخطة داخل سوريا وخارج سوريا مع المجتمع الدولي وللتنسيق والتشاور مع الدول المانحة الكبيرة. كلنا نحضر الآن للفترة ما بعد سقوط النظام وكل الحاجات الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد. ونحتاج إلى صوت سوري قوي لبلورة هذه الاستراتيجية للفترة الانتقالية. وهناك الآن مشاورات في المعارضة السورية حول تعيين ممثلين في لجنة متابعة وفتح مكتب في القاهرة تحت مظلة جامعة الدول العربية لتطوير هذه الخطة للفترة الانتقالية للتنسيق مع كل المجموعات في الداخل وأيضا المجتمع الدولي.
* وعندما تقول: إن هناك هيكلة سياسية، هل هذا يشمل حكومة انتقالية؟
- نتكلم فقط في هذه المرحلة عن تشكيل لجنة فنية تقنية من أجل المشاورات حول الفترة الانتقالية والحاجات الاقتصادية والأمنية في هذه المرحلة من أجل تجنب الفوضى. طبعا هناك مشاورات بين السوريين والمعارضة السورية وتشكيل ما يسمى بمجلس حكماء ولاحقا حكومة انتقالية. ولكن لا بد أن نبدأ في التركيز على الشؤون العملية أولا.
* ولكن الطريقة التي تتحدث عنها حول التنسيق بين المعارضة السورية، هناك صعوبة في رؤيتها على واقع الأرض. هناك انقسامات واضحة، فإلى أي درجة يعوق ذلك العمل من أجل التنسيق الفني أو التوصل إلى ملامح خطة انتقالية؟
- نعم هناك انقسامات معروفة ولكن مع ذلك هناك اتفاقية بين كل المجموعات السياسية الكبيرة حول الحاجة إلى التغيير أولا ومن ثم تجنب الفوضى في الفترة الانتقالية. ونود أن نشجع التماسك بين المجموعات المختلفة عن طريق التركيز على الشؤون العملية وبعيدا عن الصراعات الشخصية أو الاختلافات الطفيفة أو التقليدية بين المجموعات. وهناك ناشطون من الشباب لديهم خبرة ورؤية لإنشاء دولة حديثة في سوريا نود أن نفسح المجال لهم تحت مظلة القيادة السياسية للمجموعات المختلفة لإحراز تقدم في بناء تفاهمات بين المناطق المختلفة في سوريا وبين المجموعات السياسية المختلفة. وإن شاء الله إذا ركزنا على الشؤون العملية والفنية والتقنية يمكن أن نتغلب على بعض التوترات والمشاكل المعروفة التي شاهدناها في الماضي.
* هناك أيضا شخصيات سياسية بارزة على الساحة، خاصة بين المنشقين مثل رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، هل لديكم اتصالات معه؟
- حتى الآن لم أجلس مع رئيس الوزراء السابق ولكن إن شاء الله المنشقون سيلعبون دورا بناء في المفاوضات السياسية لحل الأزمة السورية. لأنه في نهاية المطاف، حتى وإن استمرت هذه الصراعات في سوريا لفترة ما، في النهاية لا بد أن نجد حلا سياسيا وهذا يحتاج إلى مفاوضات مع بعض العناصر من النظام وبعض العناصر من المعارضة.
* كانت هناك توقعات بأن يكون هناك دور سياسي لمناف طلاس بعد انشقاقه، لكن هناك من يعارض ذلك من أوساط المعارضة، هل لديكم اتصال مع طلاس أولا وهل تسعون لإقناع المعارضة بمنحه دورا؟
- ليس لدينا اتصال معه وهذه الأمور متروكة للسوريين، يعني نحتاج لصوت قوي وواضح سوري حول مستقبل البلاد ومن يلعب دورا في هذه الفترة الانتقالية. وأنا أعتقد أن من الواضح من أجل تجنب الفوضى في سوريا نحتاج إلى مشاركة أكثرية المجموعات السياسية المختلفة. والمعارضة عموما قالت: إن أي سوري من النظام لم تلطخ أياديه بدماء السوريين له دور إذا تبنى رؤى المعارضة السورية لإنشاء دولة مدنية حديثة تحترم التعددية في المجتمع السوري.
* هل لديكم أي معلومات عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع واحتمال انشقاقه؟
- لقد سمعت الأخبار وقرأت التقارير ولكن حتى الآن ليست لدينا معلومات مؤكدة حول مصير فاروق الشرع.
* هناك مخاوف من تبعات الطائفية على العملية السياسية والتنسيق بين المجموعات السورية المختلفة، إلى أي درجة تمثل هذه القضية تحديا؟
- الطائفية تزداد ونشعر بقلق متزايد بسبب الطائفية في سوريا ولكن مع ذلك كما أرى مع المجموعات السياسية المختلفة، أعتقد أن أكثرية السوريين يرفضون النظام الطائفي في سوريا ولا بد أن نبني على الشخصيات والمجموعات التي تتبنى رؤية الدولة المدنية وتحترم كل المكونات في سوريا. وأعتقد أن العهد الوطني وضح بكل وضوح أن رؤية أكثرية المجموعات في المعارضة مبنية على أساس المشاركة لكل المكونات في المجتمع السوري. من دون هذه الرؤية، لا أعتقد أن الفترة الانتقالية ستنجح في سوريا، وستدخل سوريا مرحلة صعبة جدا. لذلك نود أن نقدم دعما ومساعدة للمجموعات التي تحترم التعددية الطبيعية للمجتمع السوري.
* ولكن الوثائق والتصريحات شيء والتطبيق شيء آخر، إلى أي درجة تلمسون قناعة بذلك بين أطياف المعارضة؟
- التطبيق هو الخطوة الثانية، ولكن الاتفاق على الرؤية والمبادئ والاستراتيجية هي الخطوة الأولى. والمعارضة أحرزت تقدما في هذا المجال وهناك حاجة لاستكمال هذه المهمة وهذا هو عمل لجنة المتابعة والاتصال لأنني أعتقد أن في الفترة ما بعد سقوط النظام الحكومة الانتقالية السورية ستحتاج إلى مساعدة من الدول المانحة وسنطلب منهم استراتيجية مقنعة. وإذن ممكن أن نعمل الآن على بلورة استراتيجية مقنعة، السوريين أولا والمجتمع الدولي ثانيا، هذا إن شاء الله سيساعد على احتواء التداعيات السلبية بعد سقوط النظام.
* بالنسبة إلى مرحلة ما بعد سقوط النظام، الفترة الزمنية غير معلومة.
- في أقرب وقت إن شاء الله.
* ولكن إلى ذلك الحين، هناك حاجة إلى التوصل إلى حل سياسي، فهل تعتقدون هناك أي مجال لمساع ناجحة لحوار بين النظام الحالي والمعارضة؟
- هذا الحوار ضروري، هناك اتصالات بين بعض العناصر من داخل النظام وبعض العناصر في المعارضة وهذا شيء جيد، لكن نحتاج إلى التزام من أكثرية المجموعات السياسية والكوادر من داخل النظام لإنقاذ البلاد من التدهور الحالي وهذا يحتاج إلى قرارات شجاعة. في رأي بريطانيا، (الرئيس السوري) بشار الأسد كانت لديه فرص كثيرة لإفساح المجال لهذا الحوار ولكن للأسف الشديد أنه لم ينتهز هذه الفرص وتبنى أساليب شرسة، وليس هناك حل أمني لطلبات الشعب السوري الشرعية. ولذلك لا بد أن يكون الباب مفتوحا للحل السياسي. ولكن بسبب تصرف النظام حتى الآن، من الواضح أن الشعب السوري بحاجة إلى حماية ولا بد أن نمارس ضغطا إضافيا على النظام لتغيير تصرفه.
* هل هناك تواصل بين بريطانيا وأي من المسؤولين في النظام السوري؟
- ليس لدينا سفارة في دمشق.. نتكلم مع ناس لديهم علاقة مع النظام، ليسوا ناشطين في المعارضة ولكنهم رجال أعمال وشخصيات من داخل سوريا. هناك مجموعة كبيرة من السوريين ليسوا مع المعارضة وليسوا مع النظام.
* لو كان هناك إقبال من الحكومة السورية على الحوار، مع وجود الأسد رئيسا للبلاد، هل يمكن إنجاح الحوار، أم يجب ذهاب الأسد أولا؟
- أكثرية مجموعات المعارضة رفضت بقاء الأسد في السلطة وأعتقد أنه في الوقت الحالي، الحل السياسي يعتمد على رحيل الأسد ولكن كلنا نريد أن نتجنب انهيار الدولة بشكل كامل، لذلك إذا كانت هناك صيغة لإطلاق عملية سياسية وفترة انتقالية سلسلة على أساس مفاوضات عناصر من النظام والمعارضة، هذا بمثابة الحل الأفضل في الظروف الحالية.
* ما هي أكبر التحديات التي تواجهها في عملك الآن؟
- كما قلت، كلنا نريد أن نتجنب الفوضى في سوريا لذلك نحتاج من المعارضة بلورة خطة أمنية لتجنب الفوضى في البلاد بعد سقوط النظام. وأيضا نحتاج إلى عمل سريع لتحريك الاقتصاد في سوريا لأن الأوضاع الاقتصادية تتدهور بشكل متواصل. لا بد أن نبلور الخطط الآن، من أجل الحفاظ على الأمن وتحريك الاقتصاد بعد سقوط النظام. وأعتقد أن عمل لجنة المتابعة والاتصال عمل مهم جدا، وأيضا المشاورات السياسية حول مراحل أو معالم الفترة الانتقالية، والمجتمع الدولي جاهز للتواصل مع المعارضة السورية من أجل بلورة خطة مقنعة، ونريد أن تشارك هذه اللجنة في المحادثات الآن. وهناك فرصة للاجتماع الأول في الأسبوع المقبل في القاهرة للجنة.
* هل تتوقعون تقديم كل فصائل المعارضة ممثلين عنها لهذه اللجنة بحلول اجتماع الأسبوع المقبل؟
- الآن نشجع المجلس الوطني والمجموعات الأخرى للإسراع في الترتيب للاجتماع الأول لأن الأوضاع في البلاد تتدهور ونحتاج إلى إرسال رسالة واضحة للسوريين في الداخل بأن هناك عملا جديا من أجل إنقاذ الأوضاع في البلاد.
* هل سيكون لدى الجيش السوري الحر ممثلون في اللجنة؟
- نشجع تعيين ممثلين سياسيين للمشاورات للمجموعات في الداخل والخارج والمجتمع الدولي، وهم لهم دور لأنهم موجودون على أرض الواقع.
* هناك نوع من الخشية في الحديث عن التواصل مع الجيش السوري الحر، لماذا؟
- كما قال وزير الخارجية (البريطاني) نحن جاهزون وأنا شخصيا أجلس مع ممثلين سياسيين، لا أجلس مع مقاتلين. نود أن نشجع على تطوير الاستراتيجية للمجموعات المسلحة، لأن من دون أهداف سياسية للمعارضة، وحتى الجماعات المسلحة البارزة، ستفقد الفرصة في بناء سوريا أفضل.
* ظهرت دلائل على وجود متشددين وأجانب، حتى من إنجلترا، إلى جانب المقاتلين في صفوف الثوار السوريين، إلى أي درجة أنتم قلقون من تبعات ذلك؟
- نتابع هذا الموضوع عن كثب وبعناية، كلنا نخشى من استغلال الفوضى من قبل المتطرفين والمتشددين، ولكن هناك إشارات مشجعة من المجموعات المسلحة للجيش الحر والمجموعات السياسية في البلاد بأنهم يرفضون وجود «القاعدة» أو جبهة النصرة كما يسمى، والمجموعات المتطرفة، لأن أغلبية السوريين معتدلون ولا يريدون طائفية أو قوى تستقطب البلاد. ولا بد أن نبني على الأغلبية السورية التي ترفض التطرف. ولكن بالتأكيد هناك قلق حول الوجود للمتطرفين وقلق حول إذا كان هناك فوضى في سوريا ومشكلة الأسلحة الكيماوية، لا نريد أن تحصل مجموعات متطرفة على تلك الأسلحة. والوجود حتى الآن محدود (للمتشددين) ولكن يزداد ونخشى من التأثير على الدول المجاورة ونخشى من وجود دائم للمتطرفين وإفساح مجال لهم للتخطيط لعمليات في الخارج.
 
الأمم المتحدة تشير بإصبع الاتهام لإيران بشأن إمدادات أسلحة النظام السوري، القدوة نائبا للإبراهيمي.. والعربي طالب بدعم جهودهما

القاهرة: صلاح جمعة وسوسن أبو حسين لندن: «الشرق الأوسط» .... قالت الأمم المتحدة أمس إن إيران تزود سوريا بالأسلحة فيما يبدو، بينما بدأت الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد تتحول بدرجة أكبر إلى حرب أهلية.
ويدعم اتهام الأمم المتحدة اتهامات من جانب مسؤولين غربيين لإيران بتقديم أموال وأسلحة ودعم يتعلق بالمخابرات للأسد في جهوده لسحق المعارضة. ويقول معارضون سوريون أيضا إن طهران أرسلت مقاتلين من الحرس الثوري وجماعة حزب الله.
وقال جيفري فيلتمان مسؤول الشؤون السياسية بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي: «عبر الأمين العام مرارا عن قلقه بشأن تدفق الأسلحة على الطرفين في سوريا، والذي ينتهك في بعض الحالات فيما يبدو القرار 1747 الذي أصدره المجلس، ويحظر صادرات الأسلحة بموجب الفصل السابع».
ويحظر القرار 1747 صادرات الأسلحة من إيران بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح لمجلس الأمن بإجازة إجراءات تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والتدخل العسكري.
وكان القرار قد صدر ردا على تحدي إيران لمطالب الأمم المتحدة بأن توقف طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وترفض إيران مزاعم الدول الغربية وحلفائها بأنها تطور أسلحة نووية.
وقال فيلتمان لمجلس الأمن خلال بيان منتظم بشأن الشرق الأوسط «تركز الحكومة والمعارضة على العمليات العسكرية واستخدام القوة وتستخدم قوات الحكومة الأسلحة الثقيلة في مراكز سكنية». وأضاف: «الشعب السوري يعاني بشدة من العسكرة المتزايدة والمروعة لهذا الصراع».
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 18 ألف شخص قتلوا وفر نحو 170 ألفا من البلاد نتيجة للقتال في سوريا. وقالت فاليري أموس، منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن ما يصل إلى 5.‏2 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات. وكشفت لجنة خبراء مستقلين تابعة لمجلس الأمن الدولي تراقب العقوبات على إيران عن عدة أمثلة على قيام إيران بنقل أسلحة إلى حكومة سوريا.
وفي سياق ذي صلة، أكدت الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للمنظمة بان كي مون سيحضر قمة عدم الانحياز في طهران الأسبوع المقبل، رغم دعوة الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مقاطعة القمة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي: «فيما يتعلق بإيران، سيستغل الأمين العام الفرصة لنقل بواعث القلق الواضحة والتوقعات من المجتمع الدولي»، وأضاف: «يشمل ذلك برنامج إيران النووي والإرهاب وحقوق الإنسان والأزمة في سوريا»، موضحا أن مون سيكون في إيران في الفترة من 29 إلى 31 أغسطس (آب).
في وقت قال فيه مسؤول في الجامعة العربية إن الدكتور نبيل العربي سيلتقي الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك قريبا للتشاور حول الوضع في سوريا، أعلنت الجامعة العربية عن تعيين الدكتور ناصر القدوة في منصب نائب الممثل المشترك، وطالب العربي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بدعم جهودهما للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
ونفى مصدر بالجامعة العربية أن يكون قد تم تحديد موعد للقاء العربي بالإبراهيمي، لكنه رجح أن يتم اللقاء قبل الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الموعد المقرر لعقد الدورة 138 لمجلس وزراء الخارجية العرب، حيث من المنتظر أن يقدم الأمين العام لمجلس الجامعة تقريرا حول تطوير منظومة العمل العربي المشترك في ضوء التقرير الذي ستقدمه لجنة التطوير برئاسة الإبراهيمي.
إلى ذلك، قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه اتفق مع بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة على تعيين الدكتور ناصر القدوة، وزير خارجية فلسطين الأسبق ونائب المبعوث السابق إلى سوريا كوفي أنان، نائبا للإبراهيمي الممثل المشترك الجديد لهما في سوريا.
وأكد بيان صادر عن الجامعة العربية أن تعيين الدكتور القدوة في منصب نائب الممثل المشترك لسوريا يأتي استكمالا للدور الذي قام به في مهمته السابقة كنائب لأنان خلال الستة أشهر الماضية، وخاصة دوره في دفع جهود التنسيق بين أطراف المعارضة السورية، والتي كللت بالنجاح بعقد المؤتمر الأول الجامع للمعارضة بالقاهرة في مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي، والذي صدرت عنه وثائق توافقية تحدد رؤية مشتركة للمعارضة بشأن المرحلة الانتقالية والمستقبل السياسي لسوريا.
 
هدنة هشة في طرابلس بعد معارك أدت إلى مقتل 8 وجرح 75 آخرين، الجيش اللبناني يعلن عن مبادرة لإجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية في جبل محسن وباب التبانة

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... تشهد مدينة طرابلس في شمال لبنان هدنة هشة بعد توافق الفرقاء المتقاتلين في المنطقة على وقف إطلاق النار منذ الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم أمس، في وقت أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن مبادرة لإجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية في جبل محسن (حيث الأغلبية العلوية) وباب التبانة (حيث الأغلبية السنية) من أجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير، مع تأكيد حسمها في ضبط الوضع وفضح المخلين باتفاقات التهدئة والمحرضين على العبث بالأمن والاستقرار.
وكانت الاشتباكات التي اندلعت في المدينة مساء الاثنين الماضي أدت لمقتل 8 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 75 بينهم 15 عسكريا. وقالت مصادر ميدانية، إن المعارك التي عصفت في المدينة ليل الثلاثاء/ الأربعاء كانت الأعنف منذ سنوات طويلة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية.
ودعت القوى السياسية في المدينة يوم أمس لوقف فوري لإطلاق النار عند الساعة الخامسة وطالبت الجيش بالدخول إلى مناطق المواجهات. وقد أعلن الحزب العربي الديمقراطي التزامه بوقف إطلاق النار في طرابلس، وبما يقرره الجيش اللبناني، بينما أعلنت المجموعات المسلحة في التبانة أنها ستلتزم بما سيقرره سياسيو المدينة لجهة وقف إطلاق النار.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحزب العربي الديمقراطي عبد اللطيف صالح، أن الحزب «ملتزم بوقف إطلاق النار منذ الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم أمس، ويترك الجيش يرد على الطلقات النارية التي تطال الجبل»، لافتا إلى أنهم «سيلتزمون بكل ما تقرره قيادة الجيش». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما فجر الوضع في المدينة ليس رمانة، بل قلوب مليئة، كما وصول مجموعات مسلحة وبأعداد كبيرة من منطقة عكار، وهي مجموعات تابعة للنائب خالد الضاهر وما يمثله من إرهاب»، مذكرا بأن «النائب الضاهر نفسه هو من كان يحرض ولا يزال على قيادة الجيش».
وإذ نفى نفيا قاطعا ما أشيع مساء أول من أمس عن تطويق الجيش لمنزل مسؤول الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد لوجود أحد المطلوبين بداخله، أوضح أن الحزب «تلقى معلومات تفيد بإمكانية تعرض المنزل لعمل إرهابي لذلك تم الطلب من الجيش حماية المكان». وأضاف: «أما ما حكي عن اقتحام إحدى المجموعات للجبل فهو محض خيال، والكل يعلم أنه لا إمكانية ليفكروا حتى بذلك».
وفي المقابل، ربط أمام مسجد التقوى في طرابلس الشيخ سالم الرافعي مشاركة فعاليات باب التبانة بالحوار الذي دعت إليه قيادة الجيش بموقف الحزب العربي الديمقراطي، متسائلا: «هل قرارهم داخلي يعود لهم أم أنه قرار بشار الأسد؟ لأنه وإذا كان كذلك لن ينفع الحوار». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «على رفعت عيد أن يعلن ولاءه للبنان وأهل جبل محسن، وبالتالي لا يربط مصيرهم بمصير الأسد أو يعلن الولاء لبشار. وبالتالي يخرج إلى سوريا لدعمه هناك».
واعتبر الشيخ سالم أن الأمور تفاقمت أمنيا في طرابلس بسبب غياب الدولة وتركها الأمور تكبر، لافتا إلى أنه كان على الأجهزة الأمنية أن تتدخل منذ البدء لتضع حدا لتدهور الأوضاع.
وكانت قيادة الجيش أكدت في بيان أن قوى الجيش لم تنسحب لحظة واحدة من مناطق الاشتباكات أو محيطها، وهي تنفذ خطة عسكرية كاملة، وتؤدي واجبها التام في التصدي للمخلين بالأمن والرد بحزم وقوة على مصادر النيران من أي جهة كانت، لافتة إلى أنه يتم التعاطي مع الوضع بحكمة وتبصر لمنع تحويل المدينة إلى ساحة للفتنة الإقليمية.
بدوره، شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد سلسلة اجتماعات أمنية عقدها لضبط الوضع في مدينة طرابلس على أنه «على الجيش اللبناني والقوى الأمنية التشدد في ضبط الوضع ومنع إطلاق النار وتوقيف المخلين بالأمن»، مؤكدا أن «أمن مدينة طرابلس وسلامة أهلها مسؤولية مشتركة تتطلب التعاون بين الجميع».
 
مصادر استخباراتية: خامنئي أعطى أوامر لفيلق القدس بشن هجمات خارجية، طهران تنفي مشاركة الزعيم الكوري الشمالي في قمة عدم الانحياز

لندن - نيويورك - طهران: «الشرق الأوسط» ... قالت مصادر استخبارية غربية إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أعطى أوامر إلى الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري لشن هجمات ضد الغرب وحلفائه في مواجهة مخاطر سقوط النظام السوري الذي تعده طهران حليفا أساسيا وكذلك العقوبات وذلك وفقا لما نقلته صحيفة الـ«ديلي تلغراف» البريطانية أمس عن المصادر الاستخبارية. وحسب هذه المصادر فإن مجلس الأمن القومي الإيراني طلب تقريرا عن تداعيات سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وخلص التقرير الذي طلبه خامنئي إلى أن المصالح القومية الإيرانية مهددة من العقوبات الدولية المفروضة بسبب البرنامج النووي والدعم الغربي للمعارضة السورية. وقال التقرير حسب هذه المصادر إن إيران لا يمكن أن تظل سلبية إزاء هذه التهديدات، خاصة ما يتعلق بسوريا التي يمكن أن تعطل تواصل إيران مع حزب الله اللبناني. ونصح التقرير المرشد الإيراني بضرورة الإظهار للغرب أن هناك خطوطا حمراء لما يمكن قبوله في سوريا. وحسب «التلغراف» فإن قوة القدس كانت مسؤولة عن عدد من المخططات الخارجية في دول غربية بما فيها المخطط الذي أعلنت واشنطن إحباطه العام الماضي لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وكذلك مخطط مهاجمة حفل يوروفيجن الغنائي في أذربيجان وكذلك اعتقال إيرانيين في كينيا مع متفجرات وهجمات بقنابل على دبلوماسيين إسرائيليين. وتعتقد المصادر الاستخباراتية أن الوحدة 400 في فيلق القدس هي المسؤولة عن هذه المخططات باعتبارها تدير عمليات خارجية.
على صعيد آخر أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيشارك في قمة حركة عدم الانحياز التي ستعقد في طهران نهاية الشهر الجاري رغم احتجاجات إسرائيل ودعوات الولايات المتحدة إياه إلى عدم المشاركة.
وقال المتحدث مارتن نيسركي إن كي مون «سينقل بشكل واضح مخاوف وتوقعات المجتمع الدولي» بشأن برنامج إيران النووي والإرهاب وحقوق الإنسان والحرب في سوريا. من جهتها نفت إيران أمس تقارير إعلامية أفادت أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون سوف يحضر قمة حركة عدم الانحياز المقررة في طهران الأسبوع المقبل.
وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لموقع التلفزيون الحكومي ووكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) «حتى الآن، أعلن نحو مائة بلد (من أصل 120) مشاركتها، وستمثل قرابة ثلاثين منها على مستوى رئيس الدولة، ورئيس الوزراء، أو نائب الرئيس».
واعتبر الوزير الإيراني أن «هذا العدد جيد جدا، يمكن مقارنته بالأعداد المسجلة خلال القمم السابقة لدول عدم الانحياز»، مشيرا خصوصا إلى المشاركة المحتملة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي أثارت انتقادات في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكد من جانبه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست لوكالة إيسنا أن «هذه القمة هي أكبر حدث دبلوماسي في تاريخ إيران».
ولهذه المناسبة سيقوم الرئيس المصري محمد مرسي الذي سينقل لإيران الرئاسة الدورية للحركة، بأول زيارة لرئيس مصري إلى إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
كما يتوقع مشاركة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال سليمان والزعيم الكوبي راؤول كاسترو من بين رؤساء الدول والحكومات الذين سيحضرون القمة وفق وسائل إعلام إيرانية.
وأعلن مهمان باراست أن إيران تنوي الاستفادة من السنوات الثلاث التي سترأس خلالها الحركة لجعلها «أكثر فعالية» في وقت «يعيش العالم وضعا ستكون فيه مصالح الدول المستقلة مهددة إذا لم تتخذ تدابير» لحمايتها من القوى الكبرى.
واعتبر من جانبه نائب الرئيس إبراهيم عزيزي في تصريحات نقلتها وكالة مهر أن «عقد هذه القمة سيظهر للعالم أن مؤامرات الاستكبار (الغرب) ضد حكومتنا عقيمة»، في إشارة إلى الجهود الغربية لعزل إيران اقتصاديا وسياسيا.
على صعيد آخر ذكر دبلوماسيون وخبراء غربيون أن المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة سيضغطون من جديد في محادثات مع إيران هذا الأسبوع من أجل السماح لهم بدخول منشأة عسكرية رئيسية لكن فرص العثور على أي أدلة على أبحاث يشتبه في صلتها بإنتاج قنبلة ذرية ربما ضعفت بسبب تنظيف الموقع.
وأصبحت زيارة مجمع بارشين العسكري أولوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع سعيها لوضع حد لما يرى الغرب أنه عرقلة إيرانية منذ فترة طويلة لتحقيق الوكالة في مزاعم بخصوص محاولات لتصميم سلاح نووي.
ويقول دبلوماسيون غربيون استنادا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية إن إيران هدمت بعض المباني الصغيرة وجرفت الأرض في بارشين في محاولة على ما يبدو لتطهير الموقع من أي أدلة قد تدينها حيث تعتقد الوكالة الدولية أن اختبارات لها صلة بأسلحة نووية أجريت داخل غرفة من الصلب ربما قبل نحو عشر سنوات.
وقال مبعوث: سمعت أن هناك في الوقت الحالي عملية تنظيف كبيرة جارية في بارشين. وقال المبعوث ودبلوماسيون آخرون إنه لم يتم رصد هذا النشاط إلا بعد أن ذكرت الوكالة اسم مجمع بارشين في تقرير مفصل في أواخر العام الماضي.
وقال دبلوماسي آخر معتمد لدى الوكالة الدولية إنه يعتقد أن إيران لن تسمح بدخول المنشأة إلا إذا كانت واثقة بشدة من أنه لن يتم العثور على شيء.
وتقول إيران إن بارشين الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة طهران موقع عسكري تقليدي ورفضت المزاعم التي أثيرت حوله بوصفها سخيفة.
وتقول وثائق ومسؤولون إن المحادثات بين مسؤولين كبار من الوكالة الدولية ومسؤولين إيرانيين، والمقرر أن تجرى يوم الجمعة في فيينا، يمكن أن تتيح لإيران فرصة في اللحظة الأخيرة للتأثير على فحوى التقرير إذا عرضت تقديم تنازلات بشأن دخول المواقع.
ويتوقع أن يؤكد تقرير الوكالة مجددا أن إيران ماضية قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وسيرفع التقرير إلى مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة والذي سيجتمع في الفترة من العاشر حتى الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) ويرجح أن يهيمن موضوع إيران على جدول الأعمال مرة أخرى.
وسيكون الاجتماع بين الوكالة وإيران هذا الأسبوع الأول بينهما منذ محادثاتهما في أوائل يونيو (حزيران) والتي انتهت بالفشل حيث وضعت إيران شروطا لكيفية إجراء التحقيق لم تكن مقبولة لمفتشي الوكالة.
 
أنقرة تتحسب لمساعي النظام السوري لتصدير أزمته إليها «علويا وكرديا وأرمنيا»، معلومات عن تشكيل لواء تحرير الإسكندرون وتخزين أسلحة ومتفجرات في مدن الجنوب التركي

أنطاكية (جنوب تركيا): «الشرق الأوسط» ... اهتز الأمن التركي مجددا أمس على وقع الأزمة المستمرة في التفاقم في الجارة الجنوبية سوريا، وسط مخاوف ترقى إلى خانة الشكوك، من سعي النظام السوري إلى توريط تركيا في «المستنقع الأمني»؛ عقابا لها على دعمها للجماعات السورية المناهضة للنظام، فيما تعقد مجموعة الاتصال التركية - الأميركية أول اجتماع عمل لها في أنقرة اليوم وعلى جدول أعمالها «خيارات يجب اعتمادها في حال تطور الملف السوري دراماتيكيا»، كما قال مصدر في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «احتمال استعمال النظام السلاح الكيماوي والبيولوجي وسبل التعامل معه سيكون بندا أساسيا على جدول الأعمال». وبينما كانت أنقرة «تحقق» في شكوكها حول تورط سوريا في تفجير غازي عنتاب، الاثنين الماضي، استهدفت قافلة عسكرية تركيا بثلاث عبوات ناسفة خلال مرورها في مقاطعة هكاري التي شهدت ليل أول من أمس أكبر عملية نزوح سورية إلى تركيا منذ اندلاع الأزمة، وهو ما يبرز الترابط بين الملفين، وفقا لمسؤول رفيع في الخارجية التركية.
وأفادت المعلومات بأن عبوة ناسفة فجرت لا سلكيا بعد ظهر أمس لدى مرور قافلة عسكرية تركية في مقاطعة هكاري في محافظة شميندلي التركية. وأوضحت المعلومات أن عبوة ناسفة استهدفت القافلة على الطريق السريع بين قريتين على بعد نحو 20 كيلومترا من وسط مدينة هكاري. وأشارت إلى أن انفجارين أعقبا التفجير الأول، فيما لم تفد التقارير الأولية بوقوع إصابات. ويربط المسؤولون الأتراك بين التطورات الأمنية التي تشهدها المناطق التركية المحاذية للحدود، وارتفاع حدة المواجهات في سوريا. ويشير أحد هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لم يكن مفاجئا تزايد التحركات الإرهابية لتنظيم الـ«ب ك ك» الإرهابي (حزب العمال الكردستاني المحظور) في المناطق الجنوبية من البلاد، بالتزامن مع انتشار وحدات من هذا التنظيم في مقاطعات سورية برعاية من الاستخبارات السورية، بالإضافة إلى ظهور جماعة أرمنية من العدم لتهدد تركيا. وقال المسؤول في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط»: «تعلم تركيا تماما أن ثمة ثمنا يجب أن تدفعه لقاء وقوفها إلى جانب الشعب السوري، لكن هذا لن يثنيها عن القيام بما تراه صائبا، وبما يتناسب مع القيم والأخلاقيات التي تحملها».
ويشكو مسؤولون أتراك من سعي النظام السوري إلى استغلال الأقلية العلوية في جنوب تركيا للضغط على أنقرة، مع تزايد مؤشرات الغضب لدى بعض هؤلاء جراء الدعم التركي للمعارضين. ويبدو جليا في أنطاكية تصاعد الأعمال الاستفزازية ضد اللاجئين السوريين على خلفيات يقول هؤلاء إنها «طائفية». ويشير ناشط سوري في أنطاكية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن سكان بلدة الريحانية القريبة من الحدود (ذات الغالبية السنية) هم أكثر تعاطفا معنا من سكان أنطاكية، مشيرا إلى اعتداءات نفذت ضد مواطنين سوريين آخرها اعتداء نفذته مجموعة من الشبان على لاجئ سوري بعد ملاحقته لدى شرائه من أحد المحال التجارية جعبة لخرطوش الصيد. وأوضح الناشط أن التحقيقات الرسمية التركية لم تصل إلى شيء على الرغم من وجود كاميرات مراقبة في وسط المدينة حيث وقع الاعتداء.
ويشير الناشط إلى أن النظام السوري يشجع أبناء الأقلية العلوية في تركيا على مساعدته، موضحا أنه تم الإعلان مؤخرا عن «كتيبة تحرير الإسكندرون» أو ما درج على تسميته بـ«اللواء السليب» الذي ضم إلى تركيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وجرى استفتاء لاحق لتقرير مصيره، موضحا أن السلطات التركية حجبت موقعا إلكترونيا أنشأه هؤلاء تظهر فيه صور لشبان مسلحين. وقال الناشط: «إن هؤلاء شاركوا في مظاهرات في سوريا تأييدا للنظام حاملين هوياتهم التركية». وفي الإطار نفسه، أشار نائب تركي من حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى معلومات عن «تخزين متفجرات وأسلحة في جنوب البلاد»، متهما الاستخبارات السورية بالضلوع في عمليات التفجير الأخيرة. وقال جميل الطيار إن النظام السوري يقف وراء تفجير غازي عنتاب الأخير، وادعى أنه تلقى بعض المعلومات الاستخبارية قبل الهجوم أبلغها للمسؤولين الأتراك. وقال الطيار: «كانت هناك معلومات أن كلا من حزب العمال الكردستاني وأعضاء مخابرات الأسد قد ينفذون هجوما كبيرا في غازي عنتاب وهاتاي». وأضاف: «يبدو وكأنه عمل مشترك من حزب العمال الكردستاني والمخابرات. ونحن نعلم أن وكلاء المخابرات أيضا وراء بعض الأحداث التي تجري في مخيمات اللاجئين. كانت لدينا المعلومات التي تخزن القنابل في المنازل في هاتاي وغازي عنتاب». وشيعت تركيا أمس ضحايا تفجير غازي عنتاب بحضور الرئيس التركي عبد الله غل، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وزعماء أحزاب. وقال الرئيس عبد الله غل للصحافيين عند وصوله إلى غازي عنتاب: «الرد الأفضل الذي نقدمه كدولة هو أن نشكل جبهة موحدة ونقف جنبا إلى جنب بصرف النظر عن خلافاتنا.. في مواجهة هذا العمل الإرهابي». وشارك غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ومسؤولون آخرون في صلاة الجنازة، بينما غطيت النعوش بالعلم التركي في مسجد في المدينة وسط بكاء الأقارب.
وتخشى تركيا أن يستغل حزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمردا في جنوب شرقي البلاد منذ قرابة ثلاثة عقود، حالة الفوضى في سوريا لتوسيع نطاق نفوذه، واتهمت الرئيس السوري بشار الأسد بتزويد مقاتلي الحزب بالسلاح.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال: «يجري التحقيق في إمكانية وجود صلات لسوريا بهجوم غازي عنتاب، إلا أنه لا تتوافر أي معلومات ملموسة حتى الآن». وقال للصحافيين في أنقرة: «إذا كان هناك تشابه فإن أساليب وعقلية المنظمة الإرهابية: حزب العمال الكردستاني وقوات بشار الأسد، متشابهة في قتل المدنيين خلال عيد الفطر». وقال مسؤولون أتراك إن نحو 2500 شخص فارين من العنف في سوريا دخلوا تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو من أكبر المعدلات اليومية لتدفق اللاجئين في الأسابيع الأخيرة. وعبر معظم اللاجئين إلى إقليم هكاري في جنوب شرقي تركيا. وقالت مصادر المعارضة السورية إن مئات آخرين من اللاجئين، معظمهم من محافظتي إدلب وحلب، تقطعت بهم السبل على الجانب السوري من الحدود، وقيل لهم أن ينتظروا إلى الغد للعبور بسبب الأعداد الكبيرة. وقال أحمد الشيخ، وهو ناشط سوري يساعد اللاجئين، إن ريف شمال حلب كان يعتبر ملاذا آمنا، لكن القصف العشوائي للجيش في الأيام الأخيرة يجعل اللاجئين الذين فروا إلى هناك يفرون ثانية إلى تركيا». وتشهد أنقرة، اليوم، أول اجتماع لمجموعة العمل التركية - الأميركية حول سوريا. وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن مسؤولين دبلوماسيين وعسكريين واستخباراتيين سيشاركون في الاجتماع الذي سيعقد اليوم في مقر وزارة الخارجية التركية.
وسيرأس الوفد الأميركي في الاجتماع السفيرة إليزابيث جونز، فيما سيرأس الوفد التركي مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية. وأضافت المصادر أن الهدف من تشكيل هذه المجموعة هو إعداد خطة للتعامل مع الموقف في سوريا في ظل الأزمة الراهنة، وفي حال ازداد الوضع في البلاد سوءا. وفي إطار متصل عاد الجيش السري الأرمني لتحرير أرمينيا المعروف بمنظمة «أسالا» الأرمنية، إلى الظهور، محذرا الحكومة التركية من التدخل في سوريا وتعريض أمن المجتمع الأرمني هناك للخطر. ونقلت صحيفة «ميللييت» التركية عن موقع أرمني بيانا عن المكتب الإعلامي للمنظمة الأرمنية يقول: «إن أي انتهاك تركي أو تدخل عسكري يعرض وحدة وأمن المجتمع الأرمني في سوريا للخطر سيواجه بإجراءات مماثلة ضد تركيا». ودعا البيان المثقفين الأتراك في تركيا إلى إدانة سياسات الكراهية التي تتبعها تركيا.
وكانت جماعة أسالا تبنت عمليات عدة وشهيرة بين عام 1975 وأوائل التسعينات. وقد تأسست هذه المنظمة في بيروت في عام 1975. وتعتبر المنظمة مسؤولة عن اغتيال ما لا يقل عن 36 دبلوماسيا تركيا.
 
الذعر وخلط الأوراق من وسائل النظام السوري الأقوى لرفع معنويات مؤيديه، يشيع أن الثائر ضد النظام «إسلامي متطرف.. وإرهابي منتم لتنظيم القاعدة»

لندن: «الشرق الأوسط»... على الرغم من انكفاء المظاهرات «المليونية العفوية» التي كان النظام السوري يحشدها في ساحات مدينتي دمشق وحلب، وتراجع خروج المؤيدين في مظاهرات سيارة تنظمها شركات خاصة يقال إنها تابعة لرجل أعمال مقرب من النظام عقب كل حدث بهدف رفع المعنويات والتأكيد على الولاء للرئيس بشار الأسد، فإن النظام ما زال قادرا على ممارسة تأثيره على جماهير المؤيدين وإقناعهم بأنه يخوض معركة مصير من أجل «أمن واستقرار سوريا ضد أعداء الخارج وعملاء الداخل»، معتمدا بشكل أساسي على تذكية روح الخوف والرعب من «الإرهابيين التكفيريين السلفيين المتطرفين» ومشروعهم الإسلامي الهادف إلى «إقامة دولة الخلافة»، بما يعنيه ذلك من «هدم للدولة العلمانية، واضطهاد للأقليات من علويين ومسيحيين ودروز وإسماعيليين، والعمل على تهجيرهم؛ أو حتى إبادتهم».
إياد شاب مسيحي من منطقة القصاع، وناشط في الصفحات المؤيدة على موقع «فيس بوك»، يخوض نقاشا حادا مع ناشطة مسيحية معارضة تقيم في حي الصالحية، من خلال إحدى المجموعات السورية المغلقة على موقع «فيس بوك» حول الإسلاميين في البلاد. ويقول لها إن «مجموعة مسلحة دخلت إلى محل بائع خمور وطلبوا منه زجاجة نبيذ فقاموا بكسرها وحزوا أوردته بها وتركوه ينزف حتى يموت، ومنعوا الناس من إسعافه.. وقالوا له إن هذا جزاء من يرتكب المعاصي ويشرب الخمور».
الناشطة المعارضة رفضت كلام إياد وطلبت منه تحديد زمان ومكان الحادثة، وتساءلت «إذا كانت هذه القصة صحيحة، لماذا لم يأت الإعلام الرسمي على ذكرها؟ أو حتى قناة (الدنيا) المؤيدة، والتي لا تترك شاردة أو ورادة إلا وتستخدمها لتشويه الثورة؟».
إياد الذي أكد وقوع القصة دون تقديم أي إثبات، هرب لترويج قصة أخرى «عن قيام مجموعة مسلحة اعتدت في الشارع على سيدة مسيحية وأطفالها، وقامت برشها بالأسيد (الحمض) لأنها كانت ترتدي فستانا بلا أكمام.. وقالوا لها إنهم فعلوا ذلك لتتعلم الاحتشام في الشارع». كما روى قصصا أخرى مروعة عن اختطاف الشابات السافرات في شوارع دمشق، والقيام بتعذيبهن واغتصابهن.
إلا أن الناشطة طلبت منه تحديد أسماء الأمكنة وزمان وقوعها دون جدوى، وتوصلت بعد جدل عقيم إلى الاقتناع بأنه لا مجال لمناقشة «شخص مذعور». وكتبت «عندما يسيطر الرعب والخوف على الإنسان فإنه بالتأكيد سيفقد القدر على التفكير المنطقي»، وذلك بعد أن أوضحت له أنها تعيش في دمشق ولم تر أو تسمع بوقوع مثل هذه الحوادث، وأن ما سمعت به هو «أعمال انتقام طائفي في بعض المناطق في ريف دمشق، والتي جاءت كرد فعل على ارتكاب قوات النظام والأجهزة الأمنية والشبيحة أعمالا وحشية ومجازر مروعة».
ويعزز النظام مخاوف مؤيديه من الإسلاميين عبر ترويج إشاعات ومعلومات حول وجود جماعات تكفيرية ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية تعمل في سوريا، وتنتمي لتنظيم القاعدة. وتلك الأنباء ترد على نحو مقنن في وسائل الإعلام الرسمية، وعلى نحو منفلت في وسائل الإعلام المرادفة لها من مواقع إخبارية، وفي مئات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل «تويتر» و«فيس بوك» و«يوتيوب».. ومنها خبر بثته صفحة «الأسد لقيادة البلد» أول من أمس حول «إلقاء القبض على سبعة خليجيين مع دليلهم السياحي، وهو إرهابي من ريف حلب».
خبر آخر في صفحة «بشار الأسد للأبد» يقول: «في إحدى مناطق درعا طيارة هليكوبتر ضربت مبنى من 4 طوابق وجميع أسطحه من الإسمنت المسلح، ولكن الغريب أن قذيفة الطائرة اخترقت الطوابق الأربعة حتى القبو، ودخلت على المسلحين من حيث لا يدرون وقتلت 6 ليبيين».. إلا أن هناك شخصا صحح الخبر وقال «إن الإرهابيين ليسوا جميعهم من ليبيا، بل هناك خمسة ليبيين وواحد من تونس».
وعلى نفس الشاكلة، فيض كبير من الأخبار دون تحديد اسم المنطقة أو الحي أو أسماء القتلى الأجانب.. وذلك إضافة إلى كم هائل من الأخبار التي تركز على بشاعة «الإرهابيين وإجرامهم»، منها ما أورده موقع «أوقات الشام» تحت عنوان: «قاطع رؤوس سوريا بقبضة الأمن العام اللبناني». ويفيد الخبر بإلقاء القبض بالصدفة على شاب سوري في لبنان «بجرم دخول البلاد خلسة، إلا أن التحقيقات الأمنية بينت أنه مقاتل ضمن (كتيبة الفاروق) التابعة لتنظيم القاعدة». وكشفت عن أنه متورط في «ذبح جنود في الجيش السوري، أسروا في منطقة القصير».
وفي متن الخبر لا وجود لأدلة على أن الشباب الذي ألقوا القبض عليه متورطا بذبح جنود سوريين، كما ينسب الخبر كافة كتائب الجيش الحر لتنظيم القاعدة من دون سياق منطقي لذلك، بحيث يبدو كل مقاتل معارض في سوريا منتميا لتنظيم القاعدة.. والدليل على ذلك بحسب دعايات النظام «اللحية السلفية» التي يطلقونها.
المؤيدون وغالبيتهم إما مسلمون بسطاء أو من طوائف أخرى ليست لديهم معلومات عن الجماعات الإسلامية، يتلقفون تلك الدعايات بشبه تسليم بصحتها.. ليس لأنهم مقتنعون بصحتها، بل لأنهم يريدون أي شيء يدعم مخاوفهم من الإسلاميين، بوصفهم كتلة غامضة مرعبة. وكما لا يميزون بين الجماعات الإسلامية وتنظيم القاعدة والإرهاب، كذلك لا يفصلون بين المعارضين الثوار والإرهابيين.
ويقول عماد، ناشط سوري (28 عاما): «نجح نظام حافظ الأسد بترسيخ قناعة لدى السوريين بأن كل المسلمين المتدينين من السنة ينتمون - أو يؤيدون - جماعة الإخوان المسلمين كعصابة مجرمة، تقتل بهدف الاستيلاء على السلطة لإقامة حكم إسلامي. وحتى الآن هناك الكثير من السوريين - وغالبيتهم من السنة - يخشون صعود (الإخوان)، والآن يعمل النظام على ترسيخ قناعة بأن كل الثوار مسلمون متطرفون إرهابيون يعملون لحساب دول أخرى». ويتابع أنه إذا ظهر «معارض علماني أو ثائر من غير المسلمين، اعتبر بنظرهم خائنا للوطن.. هكذا تم ترويج أخبار الناشط المسيحي المخرج السينمائي باسل شحادة الذي قتل في مايو (أيار) الماضي في باب السباع بحمص».
ويشير عماد إلى أن صفحات المؤيدين تحدثت عن شحادة باعتباره «خائنا»، وصفحات أخرى كانت أكثر «خبثا» تحدثت عنه «كعميل للأمن اخترق به جماعات الثوار في حمص»، لافتا إلى أنه «عبر هاتين الدعايتين المتناقضتين، تم تجريد المسيحيين من إمكانية الانضمام للثورة»، باعتبارها حسب زعم المؤيدين «فورة إرهابية هدفها الاستيلاء على السلطة وتدمير البلاد واستهداف نظام الممانعة»، وذلك ضمن «مؤامرة كونية».
أما ميس، المسلمة السنية من دمشق، وهي سيدة أعمال لديها قناعة لا تتزعزع بقوة النظام، فتقر بأخطاء النظام في التعامل مع «الأزمة»، والتي لا تراها ثورة على الإطلاق. إلا أنها تعتبر ما جرى «مؤامرة عالمية على سوريا تهدف إلى تفتيت المنطقة».
وميس مثلها مثل الغالبية الساحقة من المؤيدين، لا تفصل بين «النظام الحاكم والوطن»، مقتنعة بأن «الأسد هو سوريا». وتقول: «ما حققه (آل) الأسد لسوريا عبر أربعين عاما جعل كل العالم يحسدنا، كنا مثال الأمان والاطمئنان، والمرأة تخرج من منزلها ليلا وتعود ولا أحد يعترض سبيلها. والمرأة وصلت في ظل حكم الأسد إلى مواقع قيادية، هذا عدا فرض التعليم المجاني. ولكن العالم كله تآمر على سوريا وعرقل مسيرة الإصلاح التي أطلقها الرئيس بشار الأسد»، مشيرة إلى أن «انفتاحا حقيقيا جرى في السنوات الأخيرة، لكن العالم وإسرائيل لا تريد أن تكون سوريا قوية».
وتتحسر ميس على ما آلت إليه الأمور، قائلة «حصل بالبداية أخطاء وما كان يجب أن نصل إلى هنا»، والحل الآن بنظرها هو «الحوار». لكن سامر، المحامي العلوي (40 عاما)، ليس مع الحوار.. بل هو يؤيد الحل العسكري ويقول إنه إذا «لم يتم القضاء على الإرهابيين ومن يدعمهم بضربة واحدة قاضية من الصعب حسم المعركة مع أعداء سوريا».
وهو لا يرى أن العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام مستخدما الطيران كافية، لأنها «تراعي أن تكون نظيفة ونوعية». ورغم إعجابه ببراعة «حماة الديار (قوات الجيش النظامي)» في تنفيذ عمليات واسعة بأقل عدد ممكن من الضحايا، لكنه يرى ذلك غير كاف.. «يجب الدعس على أوسع نطاق، والجيش قادر على ذلك»، معبرا عن قناعة تكاد تكون عامة لدى المؤيدين بأنه «لا بأس من التضحية بمليون سوري كي يحيا 22 مليون سوري آخرين بأمان».
تعبير «الدعس والفعس» مستخدم على نطاق واسع بين المؤيدين، ويعبر عن الخوف العميق المترسخ لديهم من صعود الثوار إلى السلطة وزوال حكم الأسد الذي يعتبرونه الضامن لبقائهم ولحماية مصالحهم. وهذا الخوف يصدرونه عبر صور لمجازر مروعة، حيث نشرت إحدى الصفحات المؤيدة صورة لشاحنتين وقد امتلأتا بالجثث المحروقة، قائلة إنها صور ملتقطة في حي صلاح الدين في حلب بعد «تنظيفه من جثث الإرهابيين»، واعتبرتها رسالة إلى «أهالي المرتزقة العرب الذين أرسلوا أبناءهم للقتال في سوريا».
وتجد مثل هذه الصور، التي لا تعرض على وسائل الإعلام الرسمي، إعجابا من المؤيدين وترفع روحهم المعنوية، وذلك بعد أن كفت وسائل الإعلام الرسمية عن ذكر أعداد ضحايا الجيش والأمن والشبيحة، ولم تعد تبث صور جنازات ضحاياها من قيادات المجموعات النظامية المقاتلة. والذين تتراوح أعدادهم يوميا ما بين 40 و60 قتيلا، بحسب تقديرات مصادر طبية. الأمر الذي أثر كثيرا في معنويات المؤيدين، وراحت أصوات كثيرة تعلو مطالبة النظام بالكشف عن مصير المفقودين من جنود الجيش، وتقديم تفسير منطقي للأعداد الكبيرة من القتلى.
ومع كل منطقة جديدة تستهدف وتتعرض للضرب تسقط مزاعم النظام بحماية الأقليات ومصالح المؤيدين، فالأسبوع الماضي رمت طائرة قذيفة على قرية الدمينة الشرقية، وهي قرية مسيحية محايدة تماما، وقتل عشر أشخاص من عائلتين كانوا يجلسون أمام بيوتهم في الشارع. لكن النظام، الذي روج إشاعات عن أن العصابات المسلحة قامت بإطلاق هاون على القرية لأنها مسيحية، أوفد من يعتذر من الأهالي بعد أن أجبرهم على دفن القتلى على عجل.
كما حاصر النظام قرية ربلة، المسيحية أيضا، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، رغم عدم وجود مسلحين فيها.. ومنع وصول الغذاء والخبز إليها بزعم أنها ممر للإرهابيين. لكن النظام السوري البارع بخلط الأوراق روج أن الإرهابيين هم الذين يحاصرون القرية ويرهبون أهلها ويمنعون الغذاء من الوصول إليها.
ويظهر بهذا أساليب النظام في تعزيز الخوف عبر بث عدة دعايات متناقضة، وكل منها تذهب باتجاه وتؤدي غرضها بحيث تبقى الأوراق مختلطة، ولا يعرف الحقيقة إلا من يعيش الحدث على الأرض. وهو ما يفسر التمدد الأفقي للثورة، والذي يحاول النظام احتواءه بالتضليل وخلط الحقائق بالأكاذيب وتكريس الرعب.
ويكفي أن يظهر فيديو ثوارا غاضبين في حلب وهم يرمون جثث الشبيحة من على سطح مقر أمني، حتى تتلقفه وسائل الإعلام وتعيده يوميا مئات المرات لتثبيت دعايتها لتبث الذعر. ومثل هذا الفيديو عشرات عن ذبح أو قتل انتقامي؛ بينها المفبرك والحقيقي، والتي تنتزع من سياقها لتوضع في سياق الدعاية المضادة الهادفة للتخويف.. إذ لم يبق للنظام وسائل أخرى أكثر قوة وتأثيرا للحفاظ على قاعدة مؤيديه، بعد أن أطلق سلاح الجو لدك المناطق والمدن الثائرة وتدميرها. ويساعد النظام على ذلك الفوضى الضاربة في أنحاء البلاد، والتي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن تعميمها.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,173,909

عدد الزوار: 7,663,091

المتواجدون الآن: 0