داريا.. مدينة المنكوبين و«أم الشهداء»، انضمت مبكرا للثورة.....الأسد الإيراني والعجز الدولي!..بروجردي من دمشق: أمن سوريا من أمن إيران

مئات الجثث تفضح «المجزرة».. والأسد: ثابتون مهما «كان الثمن»...القوات النظامية تستخدم قاذفة «سوخوي 24» بقنابل «ثقيلة» لأول مرة في جبل الزاوية...تركيا تمنع مؤقتا دخول لاجئين سوريين.. والعدد يفوق الاستيعاب بالأردن...مجزرة داريا تهز ضمير العالم.. وضحاياها تجاوزوا الـ300، بريطانيا تطلب «تحركا عاجلا»،والحمود لـ «الشرق الأوسط» : المجزرة ارتكبها الشبيحة للثأر من الشعب بأكمله

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 آب 2012 - 5:47 ص    عدد الزيارات 2078    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مئات الجثث تفضح «المجزرة».. والأسد: ثابتون مهما «كان الثمن»

الشرع يظهر مع وفد إيراني.. والمعلم: لا حوار قبل تطهير سوريا > تضارب حول مقتل قائد مخابرات القوات الجوية في مكتبه

 
بيروت: نذير رضا عمان: محمد الدعمه لندن: «الشرق الأوسط» .... بينما كشفت مئات الجثث عن مجزرة مروعة في داريا بريف دمشق ما زالت حصيلتها النهائية لم تتحدد حتى الآن، هدد الرئيس السوري بشار الأسد لدى لقائه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أمس, بأن سوريا لن تسمح بنجاح المخطط الذي يستهدفها، «مهما كلف الثمن»، حسبما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
من جانبه أكد بروجردي أن سوريا «ستخرج منتصرة من أزمتها، فيما ستبوء محاولات وإجراءات كل الدول المعادية لها بالفشل»، ثم أضاف عقب لقاء وزير الخارجية وليد المعلم أن «أمن سوريا من أمن إيران.. وعلى هذا الأساس كنا وسنكون إلى جانب الإخوة السوريين».
وفي السياق نفسه، قال المعلم إن دمشق لن تطلق مفاوضات مع المعارضة إلى حين «تطهير» البلاد من «المجموعات المسلحة».. بينما بث التلفزيون السوري صورا ظهر فيها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للمرة الأولى منذ عدة أسابيع، وذلك خلال استقباله في مكتبه الواقع في حي أبو رمانة وسط العاصمة بروجردي. وشوهدت سيارات دبلوماسية وأمنية تشغل الشارع حيث يقع المكتب، كما رأى مراسلون كانوا في المكان, الشرع يترجل من سيارته ويدخل مكتبه.
في غضون ذلك، تضاربت المعلومات أمس عن اغتيال مدير المخابرات الجوية اللواء جميل حسن في مكتبه في دمشق. إلى ذلك، قالت مصادر ميدانية في الجيش الحر أمس لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات قاذفة من طراز «سوخوي 24» دخلت على خط التطورات الميدانية، لأول مرة في قصف قرية بليون في جبل الزاوية في إدلب، وأنها أسقطت قنابل زنة نصف طن على القرية.
من جهة أخرى، بدأت تركيا حجز آلاف السوريين على الحدود بشكل مؤقت بسبب عدم قدرتها على استيعابهم بينما شكا الاردن من تدفق اللاجئين السوريين قائلا انه يفوق قدرات المخيمات.
وفي تطور اخر قالت مصر وفقا لمسؤولين فيها أمس انها ترجي مشاورات لعقد اجتماع إقليمي رباعي تشارك فيه السعودية وتركيا وإيران ومصر حول سوريا لكن بروجردي قال إن بلاده تعمل على «تشكيل مجموعة اتصال» دولية مؤكدا أن المبادرة المصرية ومبادرة بلاده «ليستا شيئا واحد». وقال: «أي خطوة بهذا الخصوص يجب أن تكون بالتشاور مع الحكومة السورية». وتخطط ايران لاعلان مشروع مباردة بشان سوريا في قمة عدم الانحياز التي بدات اعمالها امس في طهران.
 
القوات النظامية تستخدم قاذفة «سوخوي 24» بقنابل «ثقيلة» لأول مرة في جبل الزاوية، انفجار في ساحة العباسيين في العاصمة.. ومخاوف من اقتحام «العسالي» في دمشق بعد وصول تعزيزات

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: نذير رضا .. بينما كانت أنظار العالم أمس مشدودة إلى مجزرة داريا في ريف دمشق، كانت مدن سوريا أخرى تئنّ تحت القصف الذي تعرضت له منذ صباح أمس، موقعة، في الحصيلة الأولية، أكثر من 150 قتيلا توزعوا في دمشق وريفها، حلب، درعا، وإدلب. ودخلت على خط التطورات الميدانية طائرات (قاذفات) سوخوي 24، التي قالت مصادر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إنها تم استخدامها لأول مرة لقصف قرية مليار في جبل الزاوية في إدلب.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن الحصيلة الأولية للقتلى الذين سقطوا أمس، تخطت 150 قتيلا بينهم نساء وأطفال وجثث مجهولة الهوية، مشيرة إلى سقوط «سبعة وأربعين شهيدا في دمشق وريفها بينهم عائلة كاملة».
واخترق هذا المشهد وقوع انفجار في ساحة العباسيين في دمشق، لم تعطَ تفاصيل إضافية عنه، وقال ناشطون إن قوات النظام «عمدت إلى إغلاق الطرقات المؤدية إلى الساحة بعد دوي الانفجار». هذا، وتعرضت مناطق عدة في دمشق إلى قصف، كما شهدت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وفق ما أعلن ناشطون.
من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بوصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى حي العسالي في العاصمة، «تتألف من جنود وعشرات الدبابات والمدرعات بالقرب من محطة القدم للقطارات وتخوف الأهالي من اقتحام الحي». من ناحية ثانية، قال اتحاد التنسيقيات إن اشتباكات عنيفة ودوي انفجارات سمعت في كفر سوسة بالعاصمة. وقال ناشط من دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية «تحشد عناصر بالمئات تحضيرا لاقتحام الأحياء، بعد قصفها»، مشيرا إلى أن التعزيزات «تشمل مدافع وجنود مشاة بالإضافة إلى شبيحة وعناصر أمنية تنتظر الأمر بالدخول إلى الأحياء بعد قصفها».
وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن منطقة زملكا «تعرضت لإطلاق نار كثيف من رشاشات الطيران المروحي التي تحلق في سماء المدينة». إلى ذلك، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن تجدد القصف المدفعي على مدينة المعضمية بريف دمشق.
أما مدينة حلب، فشهدت أمس معارك عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر، بعد قصف بدأ منذ الفجر على أحياء عدة بينها سيف الدولة والزبدية والإذاعة وسليمان الحلبي والهلك وهنانو وباب الحديد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض تلك الأحياء للقصف من القوات النظامية، بينما حاولت هذه القوات اقتحام حي حلب الجديد وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين شملت أحياء ميسلون والحميدية وسيف الدولة والعرقوب تخللها إعطاب دبابة للقوات النظامية.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن شوارع حلب «شهدت السبت معارك عنيفة بينما وقف مواطنون في صفوف طويلة أمام المخابز مع تفاقم أزمة التموين». وذكرت أنه في حي قاضي عسكر بوسط المدينة اندلعت مشادة بين نحو 20 شخصا كانوا ينتظرون أمام فرن بعدما حاول أحدهم تجاوز الصف، لافتة إلى أنه في أحياء عدة مثل الصخور والشعار والصالحين، بدا أن الجيش السوري الحر يسيطر على الوضع عبر إقامة عدد من الحواجز.
وأفاد ناشطون عن تعرض أحياء عدة في مدينة حلب لقصف عنيف بالمدفعية والطيران الحربي، لا سيما أحياء السكري وسيف الدولة وهنانو. كما دارت اشتباكات عنيفة قرب مطار حلب الدولي بين الجيش الحر وقوات النظام.
من جهته، قال مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «حي سيف الدولة ما زال يشهد اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، على الرغم من إعلان النظام سيطرته على المنطقة»، مشيرا إلى أن «عناصرنا تسيطر على معظم الأحياء التي توجد فيها، ما يمنع القوات النظامية من اقتحامها، فتلجأ إلى القصف من مواقع بعيدة». وأضاف: «هم (الجيش النظامي) يعرفون أن القصف لا يحقق أي مكسب، ومع ذلك يقصفون الأحياء بهدف ترويع الناس وقتل الأبرياء الذين يحمون العناصر المعارضة». وأضاف: «قصف النظام لا يستهدف الجيش الحر؛ لأن عناصرنا مدربة على كيفية الاحتماء من القصف، عبر الدخول إلى الكهوف والحفر، وتبتعد عن الأحياء السكنية والمنازل حين يبدأ القصف، لذلك لا تتأثر عناصرنا، بينما يذهب الأبرياء من نساء وأطفال ضحايا للقصف».
في سياق متصل، أعلن المجلس الوطني السوري في بيان أن قوات النظام السوري قصفت قناة رئيسية للتزود بمياه الشرب في حي صلاح الدين بمدينة حلب، مما أدى إلى انقطاع المياه عن عدد من «الأحياء المحررة».
وفي إدلب، قال ناشطون إن منطقة جبل الزاوية تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحرب. وبينما قالت شبكة شام إن الجيش النظامي قصف بطائرات «ميغ 23» قرية مليار بجبل الزاوية في إدلب، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، أكد مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن القرية «قصفت بقاذفة (سوخوي 24)، وهي طائرة تستخدم لأول مرة في المعارك»، مشددا على أن القنابل التي سقطت على القرية «تبلغ زنتها 500 كيلو غرام». وقال المصدر إن «عجز القوات النظامية عن الوصول إلى المنطقة، يدفعها لاستخدام الطيران الحربي في قصفها»، مشيرا إلى أن «أحياء أخرى من إدلب البلد، وبعض القرى المحيطة فيها، تقصف بالمدفعية الثقيلة». وأشار إلى تعرض منطقة تل صفرا في جبل الزاوية إلى قصف جوي، أدى إلى سقوط 13 قتيلا في منزلين متلاصقين انهارا على الساكنين فيهما.
من جهة أخرى، أفاد ناشطون عن تعرض بلدات معرزاف وسرجة وكفر لاته في إدلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل. كما استمرت الاشتباكات في مدينة أريحا التي شهدت مقتل خمسة من عناصر القوات النظامية على الأقل.
من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن تواصل القصف على مدينة أريحا منذ عدة أيام، بينما تفرض قوات النظام حصارا خانقا أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية، ومنع الأهالي من النزوح.
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن كلا من سراقب وأبلين وسرمين وأريحا تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في مدينة إدلب.
وفي اللاذقية، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة في قرية ربيعة بريف اللاذقية رافقها قصف واستخدام للأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض ثلاث بلدات هي عربين والضمير ويبرود للقصف من قبل القوات النظامية. وفي درعا، أفاد المرصد بتعرض حي درعا البلد بمدينة درعا للقصف، بينما قامت القوات النظامية بحملة دهم واعتقالات في بلدة كفر ناسج بريف درعا ودارت اشتباكات في بلدة نوى.
من جهتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن عددا كبيرا من القتلى سقطوا في بصرى الشام في درعا، عرف منهم عشرة أشخاص وعدد كبير من الجرحى جراء القصف العنيف بالطيران الحربي على المدينة.
وفي حماه أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى اشتباكات في بلدة صوران بحماه رافقها انقطاع في الاتصالات. أما في حمص، فتعرضت مدينة تلبيسة لقصف من قبل القوات النظامية.
وشرقا في دير الزور، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال. هذا وتحدث مراسل شبكة «شام» الإخبارية في دير الزور أبو عمر الديري في حديث إذاعي عن الظروف الإنسانية هناك وقال، «الوضع الإنساني يعتبر سيئا للغاية فالمدينة تشهد حصارا منذ ما يزيد على 66 يوما، الأهالي يعانون نقصا شديدا في تأمين المواد الغذائية وكذلك المواد الطبية، وبالنسبة للكهرباء هي دائما في انقطاع مستمر بسبب قصف أعمدة الكهرباء وأيضا شبكات المياه هي الأخرى لم تسلم من قصف عصابات الأسد».
في المقابل، ذكرت وكالة الأنبار الرسمية السورية أن «قواتنا المسلحة واصلت ملاحقة الإرهابيين واشتبكت معهم في باب الحديد بحلب وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم، كما دمرت وحدة من قواتنا المسلحة تجمعا للإرهابيين قرب ساحة التنانير على أطراف منطقة الجديدة بحلب». وتابعت وكالة «سانا»: «اشتبكت وحدة من قواتنا المسلحة مع إرهابيين بالقرب من المركز الثقافي في مساكن هنانو وقضت على العدد الأكبر منهم. وقضت وحدات من قواتنا المسلحة على عدد من القناصين كانوا يتمركزون على أسطح الأبنية في محلة سيد علي المطلة على منطقة العزيزية والسليمانية بحلب وتوقع قتلى وجرحى في صفوف تجمع للإرهابيين قرب المدرسة الصناعية بمنطقة الصالحين».
وأضافت «سانا»: «وفي حمص لاحقت وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة الليلة الماضية مجموعة إرهابية مسلحة كانت تقوم بالاعتداء على المواطنين وقوات حفظ النظام بالقرب من دوار العوجا في بلدة الحصن بريف المحافظة وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح».
ونقل مراسل الوكالة عن مصدر بالمحافظة قوله إن «الجهات المختصة في مدينة تلكلخ تصدت الليلة الماضية لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة الاعتداء على قوات حفظ النظام وكبدتها خسائر فادحة».
وجاءت هذه التطورات بعد يوم من مغادرة رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال بابكر غاي دمشق مع انتهاء مهمة البعثة التي يترأسها بقرار من مجلس الأمن الدولي، وذلك غداة إعلان المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن حجم مهمته «مخيف».
 
تركيا تمنع مؤقتا دخول لاجئين سوريين.. والعدد يفوق الاستيعاب بالأردن، قوات الأمن والدرك الأردنية تسيطر على أحداث شغب داخل مخيم الزعتري

عمان: محمد الدعمة لندن: «الشرق الأوسط»... في الوقت الذي بدأت فيه تركيا في حجز آلاف السوريين على الجانب السوري من الحدود بشكل مؤقت بينما تبذل جهودا مضنية لاستيعاب موجة متزايدة من اللاجئين.. قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة إن «هناك استمرارا في تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى بلاده؛ حيث وصل عدد الذين دخلوا ليلة السبت الأحد إلى 2329 لاجئا».
وأضاف المعايطة: أن «ما تشهده الحدود الأردنية من ارتفاع متزايد لدخول اللاجئين السوريين يفوق قدرات المخيمات المجهزة لاستقبالهم ويحمل القائمين عليها جهودا كبيرة». وقال إن «الأردن يتعامل معهم انطلاقا من الواجب الإنساني والقومي، مما يحمله المزيد من الأعباء الإضافية على الموارد الاقتصادية». مشيرا إلى أن «كل الجهات المعنية باستقبال اللاجئين تبذل جهودا كبيرة لتأمين الحماية لهم وتقديم جميع الاحتياجات الإنسانية».
على صعيد آخر، سيطرت قوات الأمن والدرك الأردنية على أحداث شغب اندلعت مساء أول من أمس داخل مخيم الزعتري للاجئين بمحافظة المفرق. وقال مصدر أمني أردني إن «المحتجين طالبوا بإخراجهم من المخيم الذي يضم قرابة 15 ألفا من اللاجئين السوريين، إلا أن القوات الموجودة تعاملت مع الموقف وسيطرت على أعمال الشغب التي قام بها عشرات اللاجئين الغاضبين»، مشيرة إلى أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المحتجين.
وقالت مصادر أردنية مطلعة إن «عددا من اللاجئين السوريين بالمخيم قرروا الخروج من المخيم عنوة، طالبين العودة إلى سوريا، ورفضوا الانصياع لقوات الأمن والدرك وقاموا برشقها بالحجارة، قبل أن تبدأ الأخيرة بإطلاق الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الموقف».
وتتطلع وزارة الصحة الأردنية إلى مساهمة المجتمع الدولي ودعمه لجهود الأردن الرامية لتقديم الرعاية للاجئين السوريين، بحسب وزيرها عبد اللطيف وريكات، الذي قال إن «الأعداد المتزايدة منهم زادت الضغط على البنية التحية لخدمات الوزارة الطبية».
وأضاف خلال لقائه أمس نائب حاكم ولاية كنساس الأميركية الدكتور جيف كولير: أن «زيادة الضغط على البنية التحتية للخدمات التي تقدمها الوزارة يستدعي تلقي الدعم لجهودها من الهيئات الدولية في مسعى لاستدامة توفير تلك الخدمات». وأوضح الدكتور وريكات أن الأردن يملك الخبرة الكافية لإدارة المستشفيات الميدانية ولديه الكوادر المؤهلة لذلك، بيد أن ما يحتاجه هو الدعم اللوجيستي لهذه المستشفيات ومنها سيارات الإسعاف وغرف العمليات والمختبرات وبنوك الدم ووحدات العناية المركزة والحثيثة والمختبرات والأدوية.
وعلى صعيد ذي صلة، بدأت تركيا في حجز آلاف السوريين على الجانب السوري من الحدود بشكل مؤقت، في الوقت الذي تبذل فيه جهودا مضنية لاستيعاب موجة متزايدة من اللاجئين.
وقال مسؤول تركي وشهود لوكالة «رويترز» إن ما لا يقل عن ألفي شخص فارين من العنف في سوريا منعوا من دخول تركيا الليلة قبل الماضية عند أحد المعابر الحدودية غير الرسمية في إقليم هاتاي بجنوب تركيا. وأضاف المسؤول شريطة عدم الكشف عن اسمه: «لم يعد لدينا أماكن لإيواء هؤلاء الناس.. نعمل على إنشاء أماكن إيواء، وعندما تكتمل فسنسمح لهم بالعبور».
وقال إن «السلطات تقدم للاجئين معونات غذائية وإنسانية عبر سياج الأسلاك الشائكة الذي يمثل أغلب حدود تركيا مع سوريا بطول 900 كيلومتر. وتمنى المسؤول أن يسمح للاجئين بالعبور في وقت لاحق أمس». وزاد عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى المثلين تقريبا خلال الشهرين الماضيين ليتجاوز 80 ألفا، وأعلنت أنقرة بالفعل أنها تواجه صعوبة في استيعابهم. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال الأسبوع الماضي إنه «قد لا توجد مساحة في تركيا لإيواء اللاجئين إذا زاد عددهم على 100 ألف»، وأشار إلى أن «الأمم المتحدة ربما تحتاج لإنشاء منطقة آمنة داخل سوريا».
وتدفق ما يزيد على 200 ألف سوري على الدول المجاورة منذ بداية الصراع، وهو ما تجاوز بالفعل تقييما للأمم المتحدة ببلوغهم 185 ألفا بنهاية العام، ويزداد إحباط تركيا التي تشهد أعلى معدل من تدفق اللاجئين، مما تراه استجابة دولية بطيئة. وقال مسؤول تركي ثان لـ«رويترز»: «الأمم المتحدة وآخرون يشيدون بتركيا والدول المجاورة لقيامها بعمل جيد فيما يتعلق بإيواء اللاجئين، لكن كل هذه التصريحات إنما تغطي بالفعل على أزمة»، وأضاف: «قدراتنا كدولة مضيفة باتت مضغوطة.. نواجه الآن صعوبة في التكيف».
وذكر أنه في الوقت الذي وفر فيه عدد من الدول بعض المعونات الإنسانية، مثل الأغطية والخيام، كانت الاستجابة العامة بطيئة. وقال إنه على الرغم من التعهدات التي قطعتها الجهات المانحة لم تتلق تركيا أي مساعدة مالية.
وجرى إيواء كثير ممن فروا في الآونة الأخيرة في مدارس ومراكز رياضية لكن العام الدراسي سيبدأ في غضون أسابيع مما يعني أن هذا لا يمثل حلا دائما. وتسرع تركيا في بناء عدة مخيمات جديدة لكن اللاجئين يصلون بوتيرة أسرع من إنشاء تلك المخيمات. ويؤدي هذا إلى ازدحام المخيمات مما يؤدي بدوره إلى حدوث اضطرابات في بعضها مع تفجر الغضب الذي يفاقمه ارتفاع درجات الحرارة في الصيف بسبب نقص الغذاء والمياه. ويقول مسؤولون أيضا إن العدد الحقيقي للسوريين الذين فروا من منازلهم خلال السبعة عشر شهرا الماضية أكبر من الأرقام الرسمية؛ حيث وصل آلاف من اللاجئين الأكثر ثراء عبر الحدود الرسمية، ويستأجرون أماكن للإقامة في المدن.
وتخشى أنقرة من حدوث تدفق جماعي للاجئين، على غرار ما حدث في حرب الخليج عام 1991، عندما تدفق 500 ألف على تركيا.. وتقول إن ذلك سيكون أحد العوامل التي قد تدفعها إلى إقامة منطقة عازلة داخل سوريا.. لكن أنقرة تمانع في القيام بشكل منفرد بتحرك يرقى إلى حد التدخل العسكري. كما لم تحظ فكرة إقامة منطقة عازلة بقبول يذكر خارج تركيا، التي تعبر بشكل متزايد عن إحباطها من مجلس الأمن لعجزه عن اتخاذ موقف موحد بشأن سوريا.
 
اللاجئون السوريون في العراق يدفعون ثمن الخلافات داخل الكتل السياسية، أمير الدليم لـ «الشرق الأوسط» : لا جديد في الخروقات السورية

بغداد: حمزة مصطفى ... في وقت لا يزال يتواصل فيه تدفق المواطنين العراقيين العائدين من سوريا بسبب تردي الأوضاع هناك، الذين بلغ عددهم طبقا لبيانات وزارة الهجرة والمهجرين نحو 20 ألف مواطن، فإن قضية تدفق بضعة آلاف من النازحين السوريين إلى العراق من جهة مدينة البوكمال السورية الملاصقة لمدينة القائم العراقية تحولت إلى قضية خلافية داخل الكتل السياسية من جهة، والحكومة وعشائر الأنبار وحكومتها المحلية من جهة أخرى.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية قبولها دخول النازحين السوريين، فإن كون مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية تضمان مواطنين من عشائر تكاد تكون واحدة، وإن انتمت إلى بلدين مختلفين، هو ما خلق أزمة الكفيل التي لا تزال قائمة حتى الآن على صعيد آلية دخول هؤلاء النازحين دون قيود.
أمير عشائر الدليم الشيخ ماجد العلي سليمان أبلغ «الشرق الأوسط» أن «علينا التفريق بين المبالغ التي خصصتها الحكومة العراقية لإيواء النازحين السوريين، والتي تقدر بـ50 مليون دولار، وبين طبيعة الإجراءات وحتى طريقة وأسلوب إنفاق هذه الأموال، التي لو وضعت بأيد أمينة لكانت كافية لبناء مدينة لهم وليست مخيمات فقط».
وأضاف سليمان أن «ما دعونا الحكومة إليه - وما زلنا - هو أن تعامل السوريين مثلما عامل السوريون العراقيين أيام المحنة.. حيث دخل العراقي الأراضي السورية كمواطن عادي وليس لاجئا أو نازحا مثلما يجري الآن».
وردا على سؤال بشأن تبريرات الحكومة العراقية من أن الأمر لا يتصل باللاجئين أو النازحين، بل بتسلل عناصر إرهابية أو مطلوبين للحكومة العراقية بينهم، قال سليمان إن «مسألة الكفالة التي تعهدنا بها كفيلة بأن تضع حدا لمثل هذه الأمور».
وبخصوص الجدل القائم حول الخروقات السورية للأراضي العراقية، قال سليمان إن «الخروقات السورية للعراق ليست جديدة، وتتمثل في قضايا كثيرة.. والجميع يعرف ذلك بمن فيهم الحكومة العراقية»، معتبرا أن «تكرار الحديث عن خروقات من جهة القائم أمر تصعب السيطرة عليه، نظرا لكون مدينتي البوكمال والقائم متلاصقتين مما يصعب السيطرة في حال حصول اشتباك أو قصف»، مؤكدا أن «هذه المسألة تقع على عاتق الحكومة، وليس أي طرف آخر».
لكن الشيخ قاسم الكربولي، أحد شيوخ عشائر الأنبار في القائم، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الطائرات السورية ما زالت تخرق الأجواء العراقية، فضلا عن القصف». وأشار إلى أن «قذيفتي هاون سقطتا أول من أمس على مدينة القائم من الجانب السوري»، محملا «الحكومة العراقية مسؤولية ذلك.. حيث إنه في حال لم تستطع تأمين الحماية فإن عليها تركها إلى أبناء العشائر».
من جهته دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم إلى بذل المزيد من الجهود واتخاذ الإجراءات الملموسة من أجل مساعدة اللاجئين السوريين في العراق. وقال بيان لرئاسة المجلس الأعلى إن «الحكيم، خلال لقائه عددا من الأكاديميين والنخب العراقية بمكتبه، دعا إلى بذل المزيد من الجهود واتخاذ الإجراءات الملموسة من أجل مساعدة اللاجئين السوريين في العراق، وتقديم الخدمات الضرورية التي تمكنهم من تحقيق متطلبات الحياة الإنسانية الكريمة لهم».
وأضاف: «كما شدد الحكيم خلال اللقاء على التعامل الإنساني والأخوي مع اللاجئين السوريين»، مؤكدا على «أهمية تطبيق الإجراءات الأمنية التي تؤمن سلامة أبناء الشعب العراقي من الأخطار التي قد تهدد أمنه واستقراره»، داعيا المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته في مساعدة أبناء الشعب السوري وتقديم الخدمات الضرورية لهم».
وأشار البيان إلى أن «الحكيم أكد على تماسك ووحدة الصف الوطني في مواجهة كل الأخطار المستقبلية المحتملة»، مشددا على أن «وعي ويقظة أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته كفيلة بإفشال مؤامرات الأعداء المتربصين بالعراق»، على حد قوله.
 
مجزرة داريا تهز ضمير العالم.. وضحاياها تجاوزوا الـ300، بريطانيا تطلب «تحركا عاجلا»،والحمود لـ «الشرق الأوسط» : المجزرة ارتكبها الشبيحة للثأر من الشعب بأكمله

بيروت: نذير رضا ... لم يستقر عدد الضحايا الذين سقطوا في مجزرة داريا طوال يوم أمس مع الإعلان تباعا عن العثور على جثث إضافية تحت الركام في المدينة. وأفاد المجلس الوطني السوري بأن عدد القتلى تجاوز الـ300 قتيل، بعد العثور على عشرات الجثث الإضافية أول من أمس وصباح أمس قرب أحد مساجد المدينة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أنه تم العثور على عشرات الجثث الإضافية في مدينة داريا في ريف دمشق، وذلك بعد ساعات من العثور على ما بين 40 و50 جثة قرب أحد مساجد المدينة.
وقال المرصد في بيان، إنه وردته «معلومات عن العثور على عشرات الجثث الإضافية لمواطنين مجهولي الهوية في مدينة داريا»، تضاف إلى ما بين 40 و50 جثة عثر عليها قرب مسجد أبو سليمان الداراني.
ويضاف هؤلاء القتلى إلى 109 قتلى من الأطفال والنساء والمقاتلين المعارضين الذين سقطوا خلال الأيام الأربعة الماضية نتيجة تنفيذ القوات النظامية حملة عسكرية واسعة على المدينة، بحسب المرصد.
من جهته، أفاد المجلس الوطني السوري بأن مجزرة داريا راح ضحيتها أكثر من 300، بينهم 120 قتيلا تم العثور عليهم الليلة الماضية في مسجد أبو سليمان الداراني في المدينة.
وأكد الناشطون أنه عثر على الجثث بعد يوم من استعادة القوات النظامية السورية السيطرة على البلدة من أيدي قوات الجيش السوري الحر، الذي أعلن السيطرة على المدينة قبل يومين من المجزرة، متهمين القوات النظامية الموالية بتنفيذ عمليات «إعدام جماعية» في داريا.
وقال ناشطون، إن معظم القتلى هم من الشباب، وقد وجدت جثثهم في منازل ومخابئ وأقبية مبان سكنية قتل أصحابها بالرصاص. وبينما لم يتم التعرف على جميع ضحايا المجزرة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه «تم التعرف على 80 من قتلى داريا، بينما لا تزال عملية تحديد هوية الباقين مستمرة».
من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن هؤلاء قولهم، إنه «عثر على معظم الجثث في منازل وملاجئ تحت مبان سكنية». وقال ناشطون، إن هناك عددا من الجثث لم يتمكنوا من الوصول إليها بسبب وجود القناصة وعناصر الأمن.
وأظهر تسجيل بثه ناشطون على شبكة الإنترنت جثثا كثيرة لشباب في مسجد أبو سليمان الداراني، حمل كثير منها على ما بدا آثار عيارات نارية في الرأس والصدر. وقال رجل في التسجيل وهو يصرخ قائلا «في هذا المسجد أكثر من 150 جثة، وإنكم ترون انتقام قوات الأسد من سكان داريا». ونقلت «رويترز» عن ناشط آخر اسمه محمد الحر حديثه عن 36 جثة عثر عليها في بناية واحدة، وعن نساء من عائلتين روين كيف أعدم إخوانهن أمام أنظارهن.
وأبدت الخارجية البريطانية «قلقها البالغ» أمس حيال تلك الأنباء، وقال إليستير بيرت، وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «أشعر بالقلق البالغ إزاء الأنباء عن مجزرة وحشية بحق المدنيين في داريا». وأضاف في بيان: «القمع المثير للصدمة من جانب النظام السوري بحق شعبه، المستمر منذ أكثر من 17 شهرا، يجعل من الصعوبة بمكان إجراء أعمال تحقق في داريا».
وتابع الوزير البريطاني «إن مجموعات معارضة تؤكد أن أكثر من 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، قتلوا وبعضهم قتل من مسافة قريبة. إذا تم تأكيد (المجزرة)، فيعني ذلك أنها وحشية ببعد جديد، مما يستدعي إدانة لا لبس فيها من المجتمع الدولي برمته». واعتبر بورت أنه من «الملح» أن يتحرك المجتمع الدولي «لوضع حد للعنف ولثقافة الإفلات من العقاب هذه»، موضحا أنه أجرى محادثات خلال النهار مع الوسيط الدولي الجديد لسوريا الأخضر الإبراهيمي.
من جهته، أكد نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، أن القتل في داريا «تم عبر استخدام قصف عنيف ومركز على الأحياء السكنية، وعبر القناصة الموجودين على الأسطح القريبة من المكان، وعبر طريقة الإعدام الميداني»، لافتا إلى أن «قوات من الفرقة الرابعة مدعومة بالشبيحة وعناصر أمنية اقتحمت المدينة وارتكبت المجزرة».
وقال الحمود في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن المجزرة «وقعت على مقربة من ثكنات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري) الملاصقة لداريا»، مشيرا إلى أن تلك القوات «غطت دخول الشبيحة وعناصر المخابرات إلى الأحياء السكنية بعد انسحاب عناصر الجيش السوري الحر منها، فدهمت المنازل ونفذت الإعدامات الميدانية بعد قصف المدينة».
ورأى الحمود أن تلك المجزرة «هي عملية ثأرية بامتياز، لأن القتل لم يحقق شيئا سوى القتل بلا هدف»، معتبرا أنها «عملية ثأر من الشعب السوري بأكمله بسبب مواقفه المؤيدة للثورة».
وأشار الحمود إلى أن القتل «استهدف كل شاب ورجل تخطى عمر الـ17 عاما في البداية، وبعد انسحاب الجيش السوري الحر من المدينة، عمدت القوات النظامية التي اقتحمتها إلى قتل المدنيين الذين تعتبرهم حضنوا المعارضة المسلحة، وذلك بعد أن غادر قسم من السكان الأحياء السكنية مع انسحاب الجيش الحر منها، ونفذوا الإعدامات الميدانية بحق السكان من غير التفريق بين مدني وعسكري ورجل وامرأة وطفل».
وفي الوقت الذي كانت فيه مواقع الثورة السورية على الإنترنت تتناقل الصور ومقاطع الفيديو التي تصور فظاعة المجزرة والأشلاء المتناثرة والجثث المحترقة، قالت السلطات السورية، إن الجيش السوري «قتل عددا من الإرهابيين في داريا السبت».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «طهرت قواتنا المسلحة الباسلة مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم بحق أبناء المدينة وروعتهم، وخربت ودمرت الممتلكات العامة والخاصة». وأشارت الوكالة إلى أن «عملية ملاحقة الإرهابيين المرتزقة وصولا إلى أشرفية صحنايا أسفرت عن القضاء على عدد كبير من الإرهابيين ومصادرة كمية من الأسلحة والذخيرة».
وقالت إن الأسلحة المصادرة شملت «سيارة تابعة لهيئة دولية مزودة بقاعدة رشاش دوشكا، وكمية من مادة السيفور شديدة الانفجار وأجهزة تحكم للتفجير عن بعد، وعددا من العبوات الناسفة الكبيرة، وبزات وهويات عسكرية وسيارات مسروقة وأجهزة ومعدات طبية وأدوية مسروقة».
وهزت هذه الجريمة البشعة ضمير العالم، لجهة فظاعة الصور التي نشرها ناشطون على مواقعهم على الإنترنت، وتظهر جثثا مكدسة فوق بعضها.
وحمل تيار التغيير الوطني السوري، المجتمع الدولي، بما في ذلك أصدقاء الشعب السوري، مسؤولية المجازر الجديدة والمتجددة «التي يرتكبها سفاح سوريا بشار الأسد». وجدد مطالبته، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه بـ«تدخل عسكري دولي مباشرة (تحت أي توصيف)، ليس من أجل تحرير سوريا من هذا السفاح، بل لحماية المدنيين طبقا للقوانين والشرائع الدولية والإنسانية المعمول بها، ما دامت الدول الصديقة للشعب السوري لا تزال تجد صعوبة في دعم عسكري واقعي للجيش السوري الحر».
وأشار «تيار التغيير» إلى أن «التهديد الغربي بملاحقة مرتكبي الفظائع في سوريا من عصابات الأسد وجيشه، لا قيمة له، وبات مثارا للسخرية. فالمجرمون لا يفهمون من لغات الدنيا سوى القوة. والمغتصبون لا تهمهم محكمة هنا وتحقيق هناك، طالما ملكوا ما يؤمن اغتصابهم».
وأكد تيار التغيير الوطني أن «تضييع الوقت بتأمين مهمة سياسية فاشلة أخرى، يقودها هذه المرة الأخضر الإبراهيمي، يفرز مساحة زمنية ذهبية لسفاح سوريا، الذي أعد العدة لاستثمار ما أمكن له من هذه المهمة. وبينما سقط أكثر من سبعة آلاف شهيد منذ أن أطلقت مهمة سلفه كوفي أنان، بدأ (عداد) الشهداء يسجل بالمئات يوميا في مختلف أنحاء سوريا، منذ اللحظة التي تسلم فيها الإبراهيمي مهمته رسميا». واعتبر أنها «مهمة الهلاك» للشعب السوري، بصرف النظر عما قاله «صوتيا» فقط، الموفد الجديد لسوريا، بأن الأولوية عنده تكمن في الشعب السوري. وتساءل تيار التغيير الوطني: «هل وضع الأخضر الإبراهيمي رقما محددا لعدد شهداء سوريا من المدنيين العزل، لكي يعلن عن فشل مهمته، أم أنه سينتظر لكي تتحول الأغلبية إلى أقلية في البلاد، ليقدم على هذه الخطوة؟». واعتبر أن «المجازر الأخيرة في الحراك وداريا وريف دمشق وحلب وغيرها، والإعدامات الميدانية التي فاقت مثيلاتها الفاشية والنازية والصربية، والأطفال بجثامين مقطعة، عرت مرة أخرى المواقف الدولية، إلى حد لم يعد يسترها شيء».
 
تغطية الإعلام الرسمي لمجازر داريا تثير سخط السوريين، مراسلة تظهر بأظافر مطلية بالأحمر.. تتنقل بين الجثث وتجري مقابلات مع جرحى يحتضرون

لندن: «الشرق الأوسط» ... التغطية الإعلامية الرسمية للمجازر التي وقعت في داريا، وأودت بحياة ما لا يقل عن 300 قتيل، أثارت استياء وسخطا كبيرا في أوساط المعارضة.
وإضافة إلى اتهام الثوار والذين تسميهم السلطات بـ«العصابات المسلحة»، بارتكاب تلك المجازر بحق المدنيين الآمنين، مع تجاهل عمليات القصف الجوي والمدفعي العنيف على مدى خمسة أيام متواصلة.. بثت قناة تلفزيون «الدنيا» تقريرا إخباريا أعدته مراسلة حربية ظهرت بين جنود جيش النظام وهي ترتدي سترة واقية من الرصاص، وتتنقل بين جثث النساء والأطفال بدم بارد، حاملة الميكروفون بأصابع طليت أظافرها باللون الأحمر الفاقع.. وهو ما ظهر على الشاشة بشكل مستفز أمام وجوه القتلى والجرحى الغارقة في الدماء والمقفرة بالتراب، لتجري مقابلات مع جرحى يحتضرون في الشوارع في وقت بدوا فيه أنهم بحاجة للإسعاف السريع.
وراحت المراسلة تذكِّر بقصة محمد الدرة الفلسطيني، الذي قتله جنود الاحتلال الإسرائيلي بحضن والده، فيما تركز الكاميرا على سيدة قتلت وهي تحتضن طفلها محاولة تجنيبه الإصابة في شوارع داريا.. وبدلا من مسارعة الجنود لنقل الجثث، وقفوا في محيط الكاميرا ينتظرون انتهاء المراسلة من إعداد تقريرها، وكأنها تتنقل في مسرح مشهد تمثيلي لا مسرح واحدة من أفظع المجازر التي شهدتها البلاد.
ولا يقل ذلك المشهد استفزازا عن مشهد آخر في المقبرة، حيث تبعثرت الجثث بين القبور، وقفزت من فوقها المراسلة الحربية بأظافرها الحمراء لتعثر على سيدة تموت مطروحة أرضا لتفتح معها تحقيقا عن سبب وجودها هنا ومن أطلق عليهم النار، في محاولة لانتزاع شهادة دامغة على أن من فعل ذلك هم العصابات الإرهابية، بينما الكاميرا تمرر مشاهد لآثار قصف عنيف على المقبرة؛ لا اشتباكات وتبادل لإطلاق نار.
وقال ناشط يدعى حسان، تعليقا على مراسلة قناة «الدنيا»، إنها «لو لم تكن متجردة من إنسانيتها وقادرة على أن تتمشى بمنتهى البرود بين جثث ضحايا داريا، لما اختارتها إدارة قناتها لهذه المهمة».
من جانبه كتب المخرج الدرامي المعروف هيثم حقي على أحد مواقع التواصل: «فوق هول المجزرة، تأتي هذه المذيعة لتحفر الجرح الدامي بسكين ميكروفونها البشع بجنون لا يصدق، إذ كيف يمكن لعاقل أن يجري حوارا مع امرأة جريحة وسط جثث، وتقدم المذيعة للقاء بعد استعراض الكاميرا للجثث بأن هناك امرأة لا تزال على قيد الحياة وتقترب لتسألها من أطلق عليك النار؟».
ويتابع حقي: «الأبشع من ذلك السيارة التي فيها طفلتان بجانب جثة أمهما وهذه المذيعة السادية في تقرير، ليس كاذبا فقط بل يبعث على الاشمئزاز، تقترب من الطفلة الموجودة في حالة صدمة مروعة وتسألها ببرود من التي بجانبك؟».. ويتساءل حقي: «هل كنا نعيش مع هؤلاء الوحوش ونتنفس الهواء نفسه وننتمي للبلد نفسه ولناسه الطيبين؟».
الإعلامية ريتا معلوف تسخر بمرارة من تقرير قناة «الدنيا» بالاكتفاء بسرد سيناريو التقرير كتابة: «بعد مجزرة شنيعة في داريا.. (EXCLUSIVE): لقطات زوووم إن لوجوه الجثث.. زووم على أماكن الإصابة.. زووم على أعين الجثامين تحدق في اللاشيء.. زووم ينتهك مجددا أمام الملايين الأجساد الفارغة من أرواحها..
المراسلة: هنا خلفي امرأة لا تزال على قيد الحياة! تسأل السيدة التي تنزف على الأرض وسط الركام: خالة مين عمل فيكي هيك؟؟ السيدة لا تقوى على الكلام: ما بعرف!! يأتي شباب الجيش ويحملون السيدة على نقالة إسعاف.
المراسلة تسأل طفلتين في سيارة ممددتين وسط الجثث: مين هي اللي ميتة جنبك؟؟ الطفلة مذهولة: أمي!! بعد انتهاء المقابلة يصل شباب الجيش في لقطة مع موسيقى تصويرية ينقذون الطفلتين من أحضان الجثث».. وتحتم ريتا معلوف بالتأكيد أنه «فقط في سوريا عمليات الإسعاف والإغاثة تنتظر انتهاء المقابلات»، وتنصح من لم يرى هذا التقرير بألا يراه.
أما الكاتب والصحافي السوري المعارض محمد منصور فكتب على صفحته في موقع «فيس بوك»: «بعد مجزرة داريا، ارتكبت قناة (الدنيا) مجزرة إعلامية بحق من قتلوا.. برأت قاتلا وجرمت بريئا بدمهم». وذكر منصور بما سبق وكتبه عن الإعلام الرسمي وقال: «عندما كتبت عن تفجير (الإخبارية)، وشبهت وسائل الإعلام السورية بأنها أقرب لفروع أمن منها إلى وسائل إعلام (منحازة)، قال أحد عميان القلوب من المتفذلكين إن هذا القول مجاز وكررها (نعم مجاز).. اليوم أكرر: هؤلاء مخبرون ومحققون ومنتزعو اعترافات من أناس هاربين وخائفين، السلاح مصوب إلى صدورهم كما الكاميرا تماما. هؤلاء شركاء كاملو الشراكة في الجريمة.. هؤلاء يعرفون أكثر مني ومنكم من الذين ارتكبوا المجزرة، وكيف قتلوا.. دخلوا بحمايتهم، ومشوا معهم، وركبوا في سيارة واحدة».
وإذا كانت مراسلة قناة «الدنيا» ظهرت بسترة واقية من الرصاص زرقاء اللون وطلاء أظافر أحمر قان بلون الدم، فإن مراسل قناة «الإخبارية» ارتدى لباس الجيش النظامي المموه الكامل، ولم ينقصه سوى حمل البندقية، والعتاد الكامل، مع أنه تنقل ضمن مجموعة كبيرة من الجنود، وكان لافتا أنه سلك طريق زميلته مراسلة «الدنيا» ذاته، والتقط المشاهد ذاتها وبالبرود ذاته، مع أنهما لم يكونا معا، ما يشير إلى أن الجثث والجرحى بقوا على الأرض ريثما ينتهي الإعلام الرسمي من تصوير مشاهد دعايته الحربية، دون أي مراعاة لمشاعر المشاهدين وهم يرون أشلاء وجثث معارفهم مرمية في الطرقات، دون أي مبادرة لتغطيتهم أو القيام بأي تصرف ينم عن تحرك المشاعر الإنسانية، بل على العكس تختتم تلك التقارير عادة بمشاهد للجنود يتوعدون بسحق وإبادة الإرهابيين، ويهتفون للرئيس بشار الأسد.
الناشطة خولة حديد تساءلت: «هل هناك حقارة أكبر من ذلك؟ ما يشغلني هو مصير الأطفال الذين انتشلوهم من أحضان أمهم الشهيدة.. إلى أين أخذوهم؟ وما مصيرهم؟ هذه القنوات الفضائية يجب أن تحاسب على مشاركتها وتغطيتها على الجرائم وقلب الحقائق».
 
داريا.. مدينة المنكوبين و«أم الشهداء»، انضمت مبكرا للثورة.. وأبرز ضحاياها الناشط غياث مطر

بيروت: «الشرق الأوسط» ... يصعب على الناشطين في مدينة داريا أن يصفوا حال مدينتهم.. فقد شهدت المدينة التابعة لريف لدمشق مجزرة مروعة تكاد تكون الأفظع منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. فداريا التي تربط بين سكانها علاقات القرابة، أصيب جميع قاطنيها بشظايا ما حدث أول من أمس.
يقول ناشطون: «هناك أكثر من 250 ضحية يتوزعون على عائلات مختلفة من المدينة.. الجميع منكوب هنا.. الذي لم يقتل أخاه قتل ابن عمه أو صديقه أو حتى جاره.. داريا تتشح بالحزن والسواد، ولدى أهلها رغبة عارمة في الانتقام لأرواح شهدائهم».
إلا أن المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري أول من أمس لم تكن الأولى في مدينة داريا غرب دمشق؛ إذ يشير الناشطون إلى أن «المدينة التي تبعد عن مركز العاصمة نحو ثمانية كيلومترات، شهدت منذ بداية انضمامها إلى الثورة السورية الكثير من عمليات القمع والقتل والاعتقال، لكن ما حصل مساء السبت فيها كان الأفظع والأكثر وحشية».
يقول لؤي، وهو أحد الناشطين الميدانيين في المدينة: «داريا كانت من أوائل المناطق التي انتفضت ضد نظام بشار الأسد، حيث خرجت أولى المظاهرات فيها يوم الجمعة 25 مارس (آذار) 2011 وتوسعت حركة الاحتجاج لتصبح منظمة وتحظى بتأييد جميع الدارييين».
ويؤرخ الناشط المعارض بداية القمع ضد مدينته في الجمعة التي سميت «الجمعة العظيمة»، ويقول: «في ذلك اليوم، تم فتح النار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين السلميين وسقط أكثر من 7 شهداء، وبعد هذا التاريخ بدأ نظام الأسد بشن حملات مكثفة ضد داريا عبر نشر الحواجز الأمنية بين الأحياء المنتفضة، وقطع الاتصالات وفرض حصار شديد على المدينة». ويضيف: «قام الأمن السوري بشن حملات اعتقال واسعة في داريا مستهدفا أبرز منظمي المظاهرات والمشجعين عليها.. من بين المعتقلين آنذاك كان الناشط الشهيد غياث مطر».
ويعد مطر من أبرز ناشطي المجتمع المدني في سوريا، وتم اعتقاله على يد الأمن السوري خلال شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي في داريا بعد أن نصبت له قوات الأمن كمينا. هذا الناشط كان ضليعا في تنظيم المظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من خمسة أشهر من تاريخ اعتقاله، وبعد أربعة أيام من اعتقاله سلم جثمانه إلى أهله، بعد أن قضى تحت التعذيب؛ حيث تم انتزاع حنجرته على غرار ما حصل للمغني الشعبي الشهير إبراهيم القاشوش في مدينة حماه.
ووفقا لروايات الأهالي الذين هربوا من داريا، فإن «أكثر الأيام دموية قبل حصول مجزرة أول من أمس كان يوم (جمعة عذرا حماه)، إذ سقط فيه 6 قتلى برصاص الأمن، وحين خرج الأهالي لتشييع هؤلاء في مظاهرات مناهضة للنظام في اليوم التالي، فتحت عليهم قوات الأمن النار مجددا، مما أدى إلى سقوط 12 قتيلا وأكثر من 30 جريحا».
ويلفت ناشطون إلى أن «شدة القمع من قبل النظام ضد مدينة داريا دفع بالناس إلى التسلح للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم وبيوتهم، حيث بدأ ظهور الجيش السوري الحر عبر بعض أفراد يحملون الأسلحة القديمة (كلاشنيكوفات ومسدسات) ولكن بأعداد محدودة».
ويؤكد فريد، وهو أحد الناشطين الذين رافقوا عملية تأسيس المقاومة العسكرية ضد النظام في داريا، أن «الأعمال المسلحة بدأت تنشط في بداية سنة 2012، ومع تزايد أعداد المنشقين والمتطوعين اتخذت هذه الأعمال بعدا تنظيميا، غير أن تسليح الجيش الحر في داريا اقتصر على الأسلحة الخفيفة وبعض القطع المتوسطة».
وكانت مدينة داريا قد شكلت مع الميدان والمعضمية والمزة والقدم وكفرسوسة بؤرا رئيسية لنشاطات الجيش السوري الحر، حيث تم تأسيس «كتائب الصحابة» بقيادة العقيد خالد حبوس مؤخرا. وبعد بدء المعارك، تداعت كتائب دمشق وريفها للتوحد وتم تشكيل لواء «أنصار الإسلام» الذي يضم «كتائب الصحابة» ولواء «الحبيب المصطفى» وكتائب أخرى في مختلف مناطق دمشق وريفها. أما الكتيبة العاملة في منطقة داريا فهي «كتيبة سعد بن أبي وقاص».
ومعلوم أن مدينة داريا التي يتجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة، تقع ضمن محافظة ريف دمشق إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق، وهي أكبر مدن الغوطة الشرقية، وترتفع عن سطح البحر نحو 719 مترا، ويحدها من الشمال حي المزة ومعضمية الشام، ومن الغرب جديدة عرطوز، ومن الجنوب صحنايا والأشرفية، ومن الشرق كفرسوسة وحي القدم.
 
بروجردي من دمشق: أمن سوريا من أمن إيران.. وصالحي يعلن استعداد طهران مجددا لاستضافة المعارضة السورية، الأسد: ما يجري في سوريا ليس موجها ضدها بل ضد المنطقة بأسرها

لندن: «الشرق الأوسط»... في الوقت الذي التقى فيه رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وشدد على «المصالح المشتركة بين سوريا وإيران» وأن «أمن سوريا من أمن إيران»، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال استقباله وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية، في طهران، على استعداد إيران لاستضافة المعارضة السورية.
وقال الأسد عقب لقائه مع بروجردي أمس إن «ما يجري في سوريا ليس موجها ضدها، بل ضد المنطقة بأسرها التي تشكل سوريا حجر الأساس فيها»، مشيرا إلى أن «الشعب السوري لن يسمح لهذا المخطط بالمرور والوصول لأهدافه». وأكد أن «سوريا ثابتة في نهجها المقاوم، مهما كان حجم التعاون بين الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية لثنيها عن موقفها»، فيما أكد بروجردي أن سوريا «ستخرج منتصرة من أزمتها، فيما ستبوء محاولات وإجراءات كل الدول المعادية لها بالفشل»، معتبرا أن تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي «حركة انفعالية».
وشدد بروجردي بعد لقائه الأسد على «المصالح المشتركة بين سوريا وإيران»، مؤكدا، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، «دعم بلاده لسوريا حكومة وشعبا، ومواصلة التشاور بخصوص أية مبادرات تطرح للخروج من الأزمة». وأضاف: «كما عانت إيران من الإرهاب وتجاوزت هذه المرحلة الصعبة، فإن سوريا قادرة على ذلك لأنها وإيران كالفولاذ الصلب، ولن تستطيع القوى الخارجية مهما بلغت مؤامراتها النيل من دورها المقاوم في المنطقة».
ووصل المسؤول الإيراني إلى دمشق صباح أول من أمس، والتقى عددا من المسؤولين السوريين، وذلك قبل أن يلتقي أمس وزير الخارجية وليد المعلم قبل لقائه مع الرئيس الأسد، ثم التقى نائب الرئيس فاروق الشرع. وبعد لقاء وزير الخارجية وليد المعلم، قال بروجردي إن «أمن سوريا من أمن إيران.. وعلى هذا الأساس، كنا وسنكون إلى جانب الإخوة السوريين».
من جانبه، قال المعلم إن دمشق لن تطلق مفاوضات مع المعارضة إلى حين «تطهير» البلاد من «المجموعات المسلحة»، مشيرا إلى أن الشرط لأي مفاوضات سياسية هو «وقف عنف المجموعات المسلحة وصدور إعلان يتضمن رفض أي تدخل عسكري خارجي في سوريا». وتأتي زيارة المسؤول الإيراني أثناء الاجتماعات التحضيرية لقمة «دول عدم الانحياز»، المزمع عقدها في طهران يومي 30 و31 أغسطس (آب) الحالي.
وقالت مصادر إيرانية في دمشق إن زيارة بروجردي إلى دمشق تأتي في إطار زيارات يقوم بها مسؤولون إيرانيون للترويج للمبادرة الإيرانية لحل الأزمة في سوريا، حيث تعتزم إيران تقديم اقتراح على هامش قمة عدم الانحياز لحل الأزمة السورية، غير أنها لم تكشف عن تفاصيل هذا الاقتراح بعد. إلا أن المصادر أشارت إلى أن «المبادرة الإيرانية جدية، وتقوم على التأكيد على الحوار الوطني الداخلي ووقف نزف الدم ورفض التدخل الخارجي».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن بروجردي كان التقى السبت رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام، وبحث معه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، و«أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتستهدف أمنها واستقرارها ودورها المقاوم في المنطقة». ونقلت الوكالة عن بروجردي عقب لقائه اللحام أن بلاده «لن تدخر جهدا في المحافل الدولية في الوقوف إلى جانب سوريا للخروج من الأزمة، وهو ما جرى من خلال العديد من لقاءات المسؤولين الإيرانيين» خلال الفترة الماضية.
وأكد المسؤول الإيراني أن سوريا «ستخرج منتصرة من أزمتها، فيما ستبوء محاولات وإجراءات كل الدول المعادية لها بالفشل»، معتبرا أن تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي «حركة انفعالية»، بحسب الوكالة السورية.
وتعد زيارة بروجردي هي الثانية لمسؤول إيراني هذا الشهر، بعد تلك التي قام بها سعيد جليلي مبعوث المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي لدمشق في 8 أغسطس الحالي، والتقى خلالها الأسد.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال استقباله وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، استعداد إيران لاستضافة المعارضة السورية. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن صالحي بحث خلال استقباله أمس حيدر العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، خاصة الأزمة السورية وسبل تحقيق الاستقرار المستديم.
وأشار صالحي في اللقاء إلى السياسة المبدئية لإيران في المساعدة على حل قضايا المنطقة، مؤكدا على مواقف طهران لعودة الاستقرار إلى سوريا عبر الطرق السلمية. وتطرق إلى خطة المبعوث الدولي السابق كوفي أنان، المكونة من ستة بنود، ومبادئ بيان اجتماع طهران حول القضية السورية، موضحا أن مشكلة سوريا قابلة للحل فقط عن طريق الحوار.
وشدد على ضرورة وقف العنف وبلورة آلية لتحقيق مطالب الشعب، وإيجاد حوار بين النظام والأحزاب والتيارات السياسية، والمساعدة في عملية المشاركة السياسية لجميع القوى والأحزاب، والمساعدة على إجراء الحوار الوطني لتحقيق المصالحة الوطنية بوصفها سبيل تحقيق الاستقرار المستديم في سوريا. وأعلن مجددا استعداد إيران لاستضافة المعارضة السورية لتحقيق هذا الأمر.
من جانبه، أعرب حيدر عن شكره لمواقف إيران ومساعدتها على إعادة الاستقرار المستديم في سوريا، مؤيدا وجهة نظر صالحي. كما التقى حيدر أمس مع ممثل خامنئي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن جليلي أشار خلال اللقاء إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وقال إن إيران «أكدت على الدوام على الحوار الوطني وإيجاد حل سوري للقضية السورية، وتعتبر أن مشروع المصالحة الوطنية سيؤدي إلى تسوية المشكلات الراهنة».
وأكد جليلي على ضرورة إنهاء أعمال العنف وجمع الأسلحة، وامتناع الدول عن دعم العناصر المسلحة، مشددا على ضرورة الاستفادة من المبادرات الجديدة ومشاركة أطياف مختلفة من الشعب في الحوار الوطني السوري.
من جانبه، وصف حيدر العلاقات السورية - الإيرانية بأنها «عميقة ولا مثيل لها»، وقال إن «جميع الشعب السوري بمختلف مكوناته يريد تقرير مصيره بنفسه، في إطار الوسائل الديمقراطية ومن دون تدخل خارجي. ولهذا الغرض، فإن سوريا على استعداد لأي حوار، مع التأكيد على صيانة الاستقلال ونبذ العنف».
 
ظهور «الشرع» في دمشق... بدا متجهما ولم يدل بأي تصريح

لندن: «الشرق الأوسط» .... بعد انتشار شائعات عن انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بث التلفزيون السوري صورا ظهر فيها الشرع للمرة الأولى منذ عدة أسابيع، وذلك خلال استقباله في مكتبه الواقع في حي أبو رمانة وسط العاصمة رئيس لجنة الأمن الوطني والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي. وشوهدت سيارات دبلوماسية وأمنية تشغل الشارع حيث يقع المكتب، كما رأى مراسلون وجدوا في المكان الشرع يترجل من سيارته ويدخل مكتبه.
ويشار إلى أن آخر مرة شوهد فيها الشرع كانت في مراسم تشييع جنازة 4 من كبار مسؤولي الحكومة السورية ممن قتلوا في انفجار بالعاصمة دمشق، 18 يوليو (تموز) الماضي.
وفي الصور التي عرضها التلفزيون الرسمي وبعض القنوات الأخرى بدا على الشرع التعب والتجهم، ولم يدل المسؤول السوري بأي تصريح، في حين ذكرت معلومات صحافية في وقت سابق أن رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي سيلتقي، الأحد، الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني سميح المعايطة نفى في تصريحات صحافية نشرت أن «يكون الشرع قد وصل إلى الأردن».
كما أن مكتب الشرع نفى نبأ انشقاقه وفراره إلى خارج الأراضي السورية في وقت سابق، مؤكدا أن الشرع موجود في دمشق، ويمارس مهام عمله، وقد تضاربت الأنباء بشأن انشقاق نائب الرئيس السوري، بعدما ذكرت مصادر صحافية أنه انشق عن حكومة الأسد، وقالت إنه موجود خارج سوريا بعد انتقاله إلى درعا برفقة 3 عمداء.. وأن القصف العنيف الذي تعرضت له بلدتا الحراك وداعل كان على خلفية إحباط عملية تهريب الشرع خارج البلاد لإعلان انشقاقه، إلا أن معلومات أخرى من مصادر في دمشق أكدت أن الشرع رهن الإقامة الجبرية، ولا يغادر منزله إلا بأمر من الرئيس بشار الأسد شخصيا، كما أنه مريض. مع الإشارة إلى أن الشرع يعاني من مرض قلبي منذ فترة طويلة، وسبق أن خضع لعمل جراحي قبل نحو 15 عاما. ويعتبر الشرع (ابن درعا) من السياسيين المقربين للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وشغل منصب وزير الخارجية منذ 1984.
وجاء ظهور الشرع لدحض شائعات انشقاقه غداة يوم شهد عنفا غير مسبوق، حيث قتل أكثر من 440 قتيلا 300 منهم في مدينة داريا في ريف دمشق، وقال ناشطون إن لجوء النظام إلى إظهار الشرع بعد تأخر أسابيع كانت فيه الشائعات تملأ وسائل الإعلام، للتغطية على المجازر المروعة التي ارتكبها النظام في مدينة داريا، ولشغل الرأي العام بقضية ثانوية، بينما يستمر بالقصف والقتل في عدة مناطق من البلاد من داريا ومحيط العاصمة إلى حمص والقصير ودرعا والحراك وداعل وحلب.
 
أنباء متضاربة عن اغتيال رئيس المخابرات الجوية بمكتبه في دمشق، الجيش الحر لم يؤكد ولم ينفِ.. ومستشاره السياسي اعتبر الخبر «تسريبا» لضرب مصداقية وسائل الإعلام المؤثرة

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .. تضاربت المعلومات أمس عن اغتيال مدير المخابرات الجوية في سوريا اللواء جميل حسن في مكتبه في دمشق. وبينما نقلت قناة «العربية» - عن مصادر مطلعة - تأكيدها أن كتيبة «أحفاد الرسول» التابعة للجيش السوري الحر في دمشق اغتالت اللواء حسن في مكتبه أول من أمس (السبت)، نفت القناة الإخبارية السورية الرسمية خبر اغتياله، مؤكدة أنه «على رأس عمله ويواصل مهامه بشكل اعتيادي».
وأفادت قناة «العربية» نقلا عن مصادرها أن كتيبة عبد الله بن مسعود من لواء «أحفاد الرسول» التابعة للجيش السوري الحر تقف وراء العملية، التي وصفتها المصادر بـ«النوعية».
ويتهم المعارضون اللواء حسن الذي يشغل منصب مدير المخابرات الجوية منذ عام 2009، بأنه متورط بشكل كبير في قمع الثورة السورية، وخصوصا في ضواحي مدينة دمشق ودرعا. ويعد واحدا من الأذرع الحديدية للرئيس السوري بشار الأسد، كما وصفه معارضون وناشطون سوريون في أكثر من مناسبة. كما أن المخابرات الجوية اتهمت قبل أشهر أنها قتلت مؤسس الجيش السوري الحر المقدم حسين هرموش المعتقل لديها.
في هذا السياق، أكدت 3 مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عدم تبلغها رسميا بعد بخبر اغتياله. وأجمعت المصادر، وأحدها من دمشق، واثنتين من تركيا، على أنها لا تؤكد ولا تنفي الخبر، طالما أنها لم تبلغ رسميا بالعملية.
من جهته، رأى المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادا أن تسريب خبر كهذا في هذا التوقيت «يهدف إلى صرف النظر عن مجزرة داريا التي يتحمل العالم الحر مسؤوليتها كونه لم يردع النظام السوري عن قتل الشعب السوري من خلال قرارات حاسمة». وإذ شدد على غياب أي معلومات مؤكدة عن العملية، اعتبر في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «خلية الأزمة الإعلامية التي ابتكرها النظام، تعمل ليل نهار لضرب مصداقية وسائل الإعلام المؤثرة في العالم والمتضامنة مع الشعب السوري، عبر بث أخبار غير مؤكدة لصرف النظر عن بعض الأحداث المهمة، ومنها مجزرة داريا»، داعيا وسائل الإعلام المؤيدة للثورة السورية إلى «الحذر من التسريبات المشبوهة الهادفة إلى ضرب مصداقية القنوات المؤثرة بدورها».
وتتولى إدارة المخابرات الجوية، بحسب ناشطين، مهمة قمع الاحتجاجات منذ البداية، كما أن معظم الاعتقالات العشوائية وفرق الشبيحة كانت تحت تصرف اللواء حسن. وهي وكالة استخبارات سوريا، ويتداول السوريون معلومات تؤكد أنها واحدة من فروع المخابرات الأكثر قوة، نظرا لأهمية دور الرئيس السابق حافظ الأسد قائد القوات الجوية فيما مضى.
وذكر ناشطون أن الجهاز يتولى المهمات الخارجية، إذ طالما اعتمد الرئيس حافظ الأسد - ومن بعده بشار - على هذا الجهاز، خاصة عندما يخرج الرئيس في زيارة خارجية، إذ تقع على عاتق هذا الجهاز معظم المسؤوليات الأمنية في البلاد.
وذكرت «العربية» أن اللواء حسن «هو صاحب المقولة الأشهر حول الثورة السورية»، عندما قال للأسد «اسمح لي بقتل مليون متظاهر لأنهي الثورة، وسأذهب إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بدلا منك».
وعلى الرغم من اسمها، فإن دورها غير مقصور على الاستخبار على سلاح الجو، حيث قامت بدور نشط في قمع تمرد الإخوان المسلمين. أما اللواء حسن فقد حل محل عبد الفتاح قدسية في رئاسة مخابرات سلاح الجو في عام 2009. وتولى في وقت سابق منصب مسؤول الأمن في محافظة دير الزور، شرق سوريا.
وفي شهر مارس (آذار) الماضي، أعلنت المجموعة الأوروبية أن اللواء حسن متورط بقمع المتظاهرين المدنيين، وفرض عليه حظر سفر وجمدت أمواله.
 
 
الأسد الإيراني والعجز الدولي!

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... عشية تصريح حسين طائب رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني أول من أمس بأنه على إيران مسؤولية دعم حكومة الأسد، وعدم السماح بـ«كسر خط المقاومة»، شهدت سوريا مجزرة مرعبة ارتكبتها قوات الأسد وراح ضحيتها قرابة 440 قتيلا سوريا، فما معنى ذلك؟
الإجابة واضحة، وهي أن إيران شريكة في دماء السوريين العزل، حيث تقوم طهران بدعم الأسد، أهم عميل لها في المنطقة، والذي بسقوطه يسقط أهم خط إمداد للمشروع الإيراني في المنطقة، منذ ثورة الخميني، وأهمية خط الإمداد هذا تساوي قرابة العقود الأربعة من التآمر، والتسليح، والتمويل، لعدة مشاريع إيرانية سواء بلبنان أو سوريا، وهي مشاريع مختلفة إعلاميا، وثقافيا، واقتصاديا. ولذلك فلا غرابة في أن يقول رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني إنه على طهران حماية الأسد، كما أنه لا غرابة في أن نرى حجم الجرائم الأسدية في تزايد كبير. فالواضح أن لحظة سقوط الأسد قد اقتربت، ولذا نجد أن النظام قد جن جنونه، كما أن التحركات الإيرانية تجاه سوريا باتت تفوق التحركات الروسية، بشكل ملحوظ، حيث تنوي إيران الآن طرح خطة خاصة بسوريا ضمن جدول أعمال قمة عدم الانحياز.
وعليه، فلا غرابة في أن تدعم إيران الأسد، عميلها الأبرز، فبسقوطه يسقط المشروع الإيراني بالمنطقة.. لكن الغريب، والمريب، هو العجز الدولي أمام جرائم الأسد، وخصوصا أن المجتمع الدولي يعي أن الأسد يقترب من لحظات السقوط، وأنه من الممكن اختصار المعاناة السورية، وتجنيب سوريا الدولة الدمار والانهيار الكامل، لكن الغرب، وعلى رأسه أميركا، لا يفعلون شيئا يذكر، فكل المطلوب اليوم، وبشكل ملح، هو تسليح المعارضة بأسلحة نوعية تمكنها من إيقاف وصد الطائرات والدبابات الأسدية، والقصة لا تقف هنا فقط، بل وضرورة التحرك لفرض حظر الطيران، والمناطق الآمنة داخل الأراضي السورية على الحدود التركية، والأردنية، ولا حاجة للجوء إلى مجلس الأمن ما دام الروس والصينيون يريدونه لحماية المجرمين، فمن الضرورة التحرك الآن عبر قوات الناتو، وحتى القوات العربية الراغبة في المشاركة، وبجميع أنواع المشاركة، علما أن عدد قوات الجيش السوري الحر لا يستهان به على الإطلاق، وكل ما يحتاجون إليه هو الأسلحة النوعية، وحظر الطيران، وفرض المناطق الآمنة. وأيا كانت كلفة مثل هذه الخطوات فإنها ستكون أقل بكثير من كلفة الانهيار المفاجئ في سوريا، فمسؤولية المجتمع الدولي حماية العزل، والسلم الاجتماعي، وأمن المنطقة ككل، وذلك لا يتحقق إلا بإسقاط الأسد، وهو أمر اقترب، وبات قاب قوسين أو أدنى، وكل المطلوب للتعجيل بذلك هو التسليح النوعي، وحظر الطيران، وفرض المناطق الآمنة، فحينها ستكون الانشقاقات العسكرية بنحو كبير قد يقود لهروب الأسد نفسه.
وهذا الأمر سيكون أقل كلفة من الانهيار المفاجئ، أو إطالة أمد الأزمة، وعندما نقول «أقل كلفة»، فالمقصود إنسانيا، وأمنيا، وسياسيا، خصوصا عندما يطرد الأسد الإيراني من سوريا، حيث تعود طهران لحجمها الطبيعي، وتعود سوريا، بكل مكوناتها العرقية والدينية، لعمقها العربي بعد أن أطالت الغياب بالفلك الفارسي.
ولذلك فقد حان وقت التحرك الثلاثي.. حظر الطيران، والمناطق الآمنة، والتسليح النوعي للجيش السوري الحر.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

Iran’s Presidential Election: A Preview.....

 الأربعاء 3 تموز 2024 - 11:42 ص

..Iran’s Presidential Election: A Preview..... Iranians head to the polls on 28 June to choose a … تتمة »

عدد الزيارات: 162,633,149

عدد الزوار: 7,255,967

المتواجدون الآن: 85