الجيش يتّخذ إجراءات أمنية حاسمة وغياب مظاهر التسلّح في طرابلس

لبنان: هل تقرر الحكومة فتح مطار القليعات؟ ولا معطيات إيجابية في ملف المخطوفين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 آب 2012 - 6:28 ص    عدد الزيارات 2038    التعليقات 0    القسم محلية

        


هل تقرر الحكومة فتح مطار القليعات؟ ولا معطيات إيجابية في ملف المخطوفين

 

الجيش يتّخذ إجراءات أمنية حاسمة وغياب مظاهر التسلّح في طرابلس
 وزير الداخلية يكشف عن عمليات دهم لاطلاق المواطن الكويتي المخطوف


لا تحجب الحوادث المتنقلة والمتجهة الى بعض ضبط استنادا الى مصدر وزاري، ما طرحه النائب ميشال فرعون في جلسة الحوار الاخيرة من ضرورة فتح مطار ثان في لبنان "لأن الامور لم تعد تحتمل، واللبنانيون جميعا أصبحوا مشروع رهائن على طريق المطار".
وللمشروع أهمية سياسية وأمنية واقتصادية، لكن عوائقه السياسية تتقدم ما عداها، كما أبلغ النائب جان أوغاسبيان "النهار" ان العوائق تعود الى رغبة فريق في الاحتفاظ بحصرية هذا المنفذ الحيوي وتاليا حصرية الهيمنة عليه.
لكن رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير صرح لـ"النهار" بأن لديه معلومات عن نية لدى الحكومة لفتح مطار القليعات و"أن القرار اقتصادي بحت ولا دخل له بالسياسة. والموضوع يتطلب اتفاقا مع سوريا للسماح للطائرات بعبور الاجواء السورية أثناء الهبوط والاقلاع". ص5

 

المخطوف الكويتي

واذا كان الأمن مستتبا راهنا وموقتا على طريق المطار، فانه ليس كذلك في أكثر من منطقة، وخصوصا مع استمرار عمليات الخطف والابتزاز، وآخرها خطف المواطن الكويتي عصام الحوطي في البقاع.
وإذ تحركت عائلته امس فنفذت اعتصاما رمزيا، كشف رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لـ"النهار" ان أسباب الخطف ليست سياسية كما تبين من التحقيقات الأولية، وهو ليس مستهدفا لكونه مواطنا كويتيا، رافضا الافصاح عن المعطيات المتوافرة لديه حرصا على سلامة المخطوف والتحقيق.
وأكد ميقاتي ان الاجهزة الامنية تجند كل جهودها لتأمين الافراج عنه والحفاظ على سلامته وأن اهالي المنطقة التي خطف فيها يتعاونون مع قوى الأمن في هذا المجال. وأضاف ان الموضوع قيد المتابعة الحثيثة من الرؤساء الثلاثة، وأن ثمة تواصلا مستمرا مع السفير الكويتي الذي أبلغه متابعة أمير الكويت الشخصية للموضوع وحرصه على عدم تأثيره على العلاقات اللبنانية – الكويتية.
كذلك أفاد مكتب رئيس مجلس النواب ان الرئيس نبيه بري يتابع عن كثب منذ السبت الماضي، موضوع خطف المو اطن الكويتي عصام الحوطي، وقد أجرى سلسلة اتصالات لهذه الغاية، كما تلقى اتصالات عدة من مراجع كويتية، وهو على تواصل دائم مع السفارة الكويتية في لبنان، آملا في اطلاق "هذا المواطن الذي يمثل العلاقة الحقيقية بين الشعبين الكويتي واللبناني، إذ يعيش نصف حياته هنا في لبنان والنصف الآخر في الكويت. وقد كانت الكويت معنا دوما في السراء والضراء، وأقل ما يمكن فعله هو تخلية المخطوف الكويتي فورا مع الاعتذار الشديد".
في المقابل، صرح وكيل وزارة الخارجية الكويتي بالانابة السفير محمد الرومي بأن الوزارة تسعى الى الافراج عن الحوطي.
وقال "إن هناك تعاونا جيدا من السلطات اللبنانية مع المسؤولين الكويتيين وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وكذلك مع سفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي". مشددا على أن "الوزارة لا تألو جهدا لاستعادة المواطن المختطف، كما أنها على اتصال مع ذويه في البلاد". وجدد مناشدة الكويتيين في لبنان ان يغادروه في ظل هذه الظروف حفاظا على أرواحهم.
وأعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في حديث الى قناة "الجديد" ان عمليات دهم جرت أمس في البقاع، وأن تحقيقات جارية لتحديد مكان المواطن الكويتي.
وافاد مراسل "النهار" في بعلبك ان عمليات دهم واسعة جرت في بلدتي حور تعلا وبريتال في شرق المدينة بحثا عن مشتبه بهم في خطف الخوطي، بعد اطلاق المواطن محمد حسن صبرا ليل أول من أمس بالقرب من مفرق بريتال.

 

المخطوفون اللبنانيون

اما في موضوع المخطوفين اللبنانيين الـ11، فإن المعلومات التي توافرت لدى "النهار" لا تنبىء بقرب اطلاق هؤلاء وان اطلاق حسين علي عمر لا يشكل المدخل لانهاء هذه المعاناة، بل كانت مبادرة حسن نية من الوسيط التركي في انتظار اطلاق المخطوفين التركيين الاثنين في لبنان. ويذكر ان آل المقداد يربطون اطلاق احدهم بمصير ابن عشيرتهم حسان المقداد المخطوف في سوريا والمجهول المصير حتى اللحظة، فيما المخطوف التركي الآخر في لبنان موجود لدى جهة مجهولة.

 

طرابلس

وفي طرابلس حيث بدأ الجيش اللبناني اجراءات رادعة لكل الاطراف، اقتصر التوتر الامني امس على رصاص قنص طاول جامع الناصري وشارع سوريا، مما ادى الى سقوط قتيل يدعى عادل عثمان في جبل محسن.
وقد غابت مساء كل مظاهر التسلح في ظل دوريات مؤللة وراجلة للجيش، ومصادرة حمولة شاحنتين من الاسلحة من مكتب لآل الموري بث "تلفزيون المستقبل" انه يتبع "حزب الله". فيما أوقف الجيش 18 مسلحاً في الزاهرية في حوزتهم كميات من الاسلحة الحربية والذخائر والاعتدة.
وقال رئيس الحكومة لـ"النهار" ان الامور في طرابلس متجهة الى الاستقرار على رغم الخروق المحدودة التي تسجل، مشيرا الى ان الجيش يتخذ كل ما يلزم من تدابير لضبط الوضع واعادة الهدوء الى المدينة.
وليلاً اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة ان الجيش اللبناني بات هو المكلف بسط الامن من الساعة السادسة مساء (أمس) وعليه ضبط اي مسلح في شوارع مدينة طرابلس. واشار في تصريح له عقب انتهاء اجتماع القادة الامنيين لباب التبانة وجبل محسن في منزله بطرابلس الى انه من واجب قيادة الجيش الرد على مصادر النيران بعد ان تنفذ انتشاراً واسعا، وطالب بالحزم لمواجهة احراق محلات العلويين.
وقال المسؤول السياسي لـ"الحزب العربي الديموقراطي" رفعت عيد ان الجيش هو صمام الامان وقائده العماد جان قهوجي هو الضمانة، "ولن نرد على اي اطلاق للنار فالجيش سيقوم بمهماته".

 

مجلس الوزراء

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسته العادية الاربعاء في السرايا الحكومية، واضيفت الى جدول اعماله ثلاثة بنود ابرزها تقرير وزارة الخارجية عن منطقة الحدود البحرية، على ان تخصص الجلسة المقبلة الاربعاء الذي يليه في بعبدا للبحث في سلسلة الرتب والرواتب.

 

بيان فاعليات طرابلس: المعالجة للجيش

 

اجتمعت فاعليات طرابلس ليلا وأصدرت بيانا تلاه النائب سمير الجسر وفيه:
"توافق المجتمعون على ما يلي:
- التزام جميع المعنيين تثبيت وقف اطلاق النار وعدم الرد على أي خرق أمني وترك أمر المعالجة للجيش اللبناني.
- الطلب من الجيش اللبناني تثبيت الامن في مناطق التوتر ومنع الخروقات الامنية ومعالجتها بالنتيجة والاسباب.
- الطلب من قوى الامن الداخلي تثبيت الامن في باقي مناطق المدينة.
- الطلب من قوى الامن الداخلي التعامل مع ظاهرة الاعتداء الفئوي على متاجر بعض أهالي المدينة بالحزم المطلوب وبالقانون.
- مطالبة الحكومة بمعالجة مصابي الاحداث ودفع كل تكاليف الاستشفاء.
- مطالبة الحكومة بتكليف الهيئة العليا للاغاثة احصاء كل الاضرار وتعويض المتضررين بالانفس او بالماديات وبالسرعة اللازمة.
- مطالبة الحكومة بتحضير مشروع انمائي واقتصادي واجتماعي لمناطق الحرمان.
- مطالبة بلدية طرابلس وكل الادارات المعنية بانشاء ورش طوارئ لاصلاح الأضرار الناتجة من الاشتباكات".

 

 
بيار عطاالله

لِمَ لا يكون مطار ثان وثالث ورابع في القليعات وحامات ورياق؟ قرار التعطيل سياسي ويؤكد منطق الاستئثار والرهينة

 

"مذل ومهين" مشهد المسافرين في مطار رفيق الحريري عبر شاشة "اورونيوز" في فقرة "No Comment"ـ اي "بلا تعليق"، وهم يجرون حقائبهم وراءهم، مصطحبين عائلاتهم واولادهم بين الاطارات المشتعلة على طريق المطار خلال الاسبوع الفائت. المسألة مذلة ومهينة واكثر، لكنها ليست كذلك بالنسبة الى الحكومة اللبنانية  رغم ان الرئيس نجيب ميقاتي عندما كان وزيراً للاشغال، كان المبادر الى اعداد مشروع لاطلاق العمل في مطار الرئيس رينه معوض، او اختصاراً مطار القليعات، ادراكاً منه لأهمية وجود مطار ثان في لبنان.
خلال جلسة الحوار الاخيرة، بادر النائب ميشال فرعون الى طرح الموضوع، لأن الامور "لم تعد تحتمل واللبنانيين جميعاً اصبحوا مشروع رهائن على طريق مطار رفيق الحريري". لكن الاكثر اذلالاً من مشهد المسافرين وحقائبهم، ما يرويه فرعون عن رحلة طائرة شركة "أير فرانس" الى بيروت خلال قطع طريق المطار، وما كان من امر هبوطها قسراً في مطار دمشق الدولي رغم كل المحاذير الامنية، وذلك بعد تحويل مسارها عن مطار بيروت، اذ قام الركاب بجمع مبلغ 19 الف دولار اميركي من جيوبهم الخاصة من اجل دفع ثمن المحروقات للطائرة لتتمكن من العودة بهم الى بيروت او الى اقرب مطار فكان ان هبطت في قبرص. وبرأي فرعون ان كل الدول تمتلك مطارين وثلاثة واربعة، ولكن اصرار بعض القوى في 8 آذار على التعامل مع هذه المسألة على انها قضية سياسية يعوق تطور الامور ايجاباً، ويشير فرعون الى وجود مطارات القليعات، حامات ورياق، وان لا سبب يحول دون تطويرها واستخدامها في الاحوال العادية والطارئة، تماماً كما يوجد مرفأ في بيروت ومرافئ اخرى في جونية وطرابلس وصيدا وصور، وكلها تعمل تحت اشراف الدولة اللبنانية.
 
 

منطق الرهينة
 

يروي نائب بيروت ميشال فرعون انه تلقى مئات الاتصالات من مواطنين مؤيدين لطرحه ومطالبين بأن لا يكون مطار بيروت الدولي رهينة في يد اي حزب او جماعة مسلحة.  لكن منطق الرهينة لا يكفي لتبرير الامر، على ما يبدو، والمسألة بالنسبة الى النائب احمد فتفت تختصر بالحاجة الى "قرار سياسي كبير بفتح مطار رينه معوض" خصوصاً ان ثمة مشكلة في المطار نتيجة وجوده قرب الحدود السورية، الامر الذي يوافق عليه النائب جان اوغاسبيان لجهة تأكيد الحاجة الى قرار سياسي. ويذَكر اوغاسبيان بأن الوزيرة نائلة معوض طرحت فكرة تشغيل مطار القليعات ابان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، لكن الامور كانت تعود دائماً الى دائرة القرار السياسي ورغبة فريق معين في الابقاء على حصرية هذا المنفذ الحيوي، وتالياً حصرية الهيمنة عليه. والمسألة برمتها، برأي اوغاسبيان، ليست تقنية، ذلك لان مطار القليعات قادر على استقبال طائرات اسوة بمطار بيروت، لكن المشكلة تبقى في دائرة القرار السياسي وحده.

 

رفض سوري للقليعات ؟
 

تؤكد الوزيرة السابقة نائلة معوض انها تقدمت بطلب اعادة فتح مطار القليعات تحت عنوان انمائي عريض، بأنه لا يجوز عدم فتح المطار الشمالي لاسباب اقتصادية واجتماعية تنعش منطقة برمتها، وذلك في معزل عن منطق الرهائن. لكن ما يجري في الآونة الاخيرة على طريق المطار يضيف، الى الاسباب الانمائية، حجة قانونية ووطنية برفض منطق ان يبقى المطار رهينة واللبنانيون الآخرون مشروع رهائن لدى آل المقداد وجناحهم العسكري وكلما عنّ على بال احد  ان يقفل المطار لسبب خاص.
تتذكر معوض ان الرئيس نجيب ميقاتي اعد خطة لفتح مطار القليعات عندما كان وزيراً للاشغال، وفي رأيها ان القليعات جاهز لاستقبال الطائرات، وتحتاج مدرجاته الى الصيانة، لكنها لا تقل اهمية عن مدرجات مطار بيروت، والامر يحتاج الى القليل من التجهيزات لكي تستقيم الامور لكن. "اعتقد ان هناك رفضاً سورياً للامر ورغبة في استمرار الهيمنة عبر مطار بيروت من "حزب الله" الذي يهيمن على هذا المرفق الاستراتيجي ويشكل نافذته الى العالم"، والكلام لمعوض التي تضيف: "لو لم يكن مطار رينه معوض موجوداً ومطار حالات ومطار رياق لكنا تفهمنا الامر، لكن القليعات يحتاج الى  القرار السياسي لتنتهي هذه البهدلة وعذابات العائلات ورعبها على طريق مطار بيروت".
تتابع معوض انها سمعت ان لمطار حامات مدرجا مهماً ويستخدم من الجيش وتهبط فيه طائرات عسكرية اميركية ضخمة، ولكن رغم ذلك يركّبون عنه اخباراً بأنه غير صالح وما الى ذلك، وكذلك يفعلون بالنسبة الى مطار رياق، وتالياً لا يجوز الاستمرار في هذه المسألة، والمسؤولية تتحملها الحكومة لان حرية اللبنانيين وزائري لبنان ليست رهناً لحزب مسلح وعشائر مسلحة".

 

قباني والعوامل السلبية
 

لرئيس لجنة الاشغال النيابية محمد قباني رأي مغاير "قليلاً"  ورغم تمسكه بالحاجة الى مطار ثان الا انه يحدد استناداً الى زياراته السابقة الى مطار رينه معوض، جملة امور تجب معالجتها قبل الدعوة الى بدء العمل بالمطار ذلك لان الموقع والمدرج ورغم اهميتهما ليسا كافيين برأيه، والاهم هو انشاء "الهيئة العامة للطيران المدني، لأن الكادر الحالي لا يكاد يكفي مطار بيروت فكيف به امام التعامل مع مطارين؟" ويرى أن اعداد الفريق البشري للمطار يبقى العائق الاكبر، لأن التجهيزات التقنية متوافرة ضمن حرم مطار رفيق الحريري، لكن مشكلة ادارة القليعات تطرح مشكلات عمن يتولى ادارة هذا المطار".
سبب آخر يقدمه قباني يتصل برأيه بالحاجة الى الاتفاق مع السلطات السورية على تشغيل المطار، لان حركة الملاحة الجوية عند الهبوط والاقلاع تحتاج الى المرور في بعض الاجواء السورية، وهذا غير ممكن اليوم بسبب الوضع الامني في سوريا. اضافة الى سبب آخر يختصره باتجاهات الرياح التي غالباً ما تكون جنوبية غربية في الشمال. وفي اختصار يرى قباني ان استعمال المطار اليوم ممكن في الرحلات الداخلية وللطائرات المتوسطة والصغيرة الحجم. لكن كل ذلك ينتهي عند القرار السياسي الذي يحتاجه مطار رينه معوض بدءاً من الهيئة العامة للطيران الى تجهيز الفريق البشري، وصولاً الى التجهيزات.
ينفرد رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ورئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بالاعلان ان الحكومة قررت فتح مطار ثان وأن القرار اقتصادي بحت، ولا دخل له بالسياسة وشؤونها من قريب او من بعيد. ويعلق شقير على الحاجة الى اتفاق مع الدولة السورية للسماح للطائرات بعبور الاجواء السورية اثناء الهبوط والاقلاع من القليعات، بأن تجهيز مطار رينه معوض يحتاج الى مدة من الزمن، والى حين انجاز ذلك فإن الامور تكون قد تغيرت في سوريا، ويشدد على الحاجة الى مطار آمن للمستقبل وأن غالبية الطائرات التي تهبط في مطار بيروت هي من طراز تشارتر، وتالياً تستطيع الهبوط في كل المطارات اللبنانية ...

 

مطار بيار الجميّل في حامات عطّله السوريون

 

قبل مدة اعد الباحث نبيل يوسف دراسة عن مطار حامات او "مطار بيار الجميل الدولي" اشار فيها الى استخدامه من الجيش اللبناني لهبوط طائرات عسكرية أميركية من نوع "سي 130" لانزال معدات عسكرية لصالح الجيش اللبناني. وذكر يوسف ان الفكرة بدأت العام 1973 بين الرئيس فرنجية، الرئيس كميل شمعون، والشيخ بيار الجميل، في اجتماع في قصر بعبدا بعد تعرض مطار بيروت الدولي للقصف وسيطرة التنظيمات الفلسطينية المسلحة على الطريق المؤدية اليه، وحاجة "المناطق المسيحية، من زغرتا شمالاً الى كفرشيما جنوباً ودير الأحمر شرقاً، الى منفذ جوي".
وهكذا وقع الخيار اولاً على تحويل الاوتوستراد أمام القاعدة البحرية في جونيه البالغ طوله نحو كيلومتر مدرجا يمكنه استقبال طائرات صغيرة، فيفتح بذلك منفذا جويا الى الخارج. وجاء من يخبر الشيخ بشير الجميل أن في مرفأ بيروت طائرة صغيرة ماركة "بيغل BIGEL" وهي بمحرك واحد موضوعة في صناديق تمهيداً لشحنها براً الى العراق، وانه يمكن جمعها واستعمالها. نقلت الصناديق من مرفأ بيروت الى أمام قاعدة جونيه وبدأ بعض طلاب ميكانيك الطيران بجمعها.
في هذا الوقت استطاع أحد طياري سلاح الجو اللبناني الاقلاع من مطار رياق بطائرة تدريب ماركة "دوف DOVE"، وهي طائرة بمحركين أكبر من طائرة "بيغل" وتتسع لثمانية ركاب، وحط فيها على مدرج قاعدة جونيه المستحدث. تبعه طيار آخر قادم من قاعدة القليعات الجوية يقود طائرة تدريب من نوع "فوغا". ولم يتمكن طيار ثالث من الاقلاع بطائرة تدريب صغيرة من نوع "شيكمن". هكذا ولد أول مطار في المنطقة الشرقية وقامت الطائرة "دوف" وبعض الطوافات التي أحضرت من رياق والقليعات بأكثر من رحلة أسبوعياً الى قبرص واليونان، خاصة لنقل الجرحى والأدوية والمعدات الطبية والبريد. في نيسان 1976 أقلعت الطائرة من المدرج وعلى متنها طيار ومساعده، في طريقها الى قبرص لاحضار شحنة أدوية، لكنها سقطت في البحر الذي ابتلعها مع ملاحيها.
لكن الحاجة برزت الى مطار "حقيقي" فاقترحت حامات عند حدود بلدة وجه الحجر أعلى رأس الشقعة في منطقة البترون كاحتمال أول، وبلدة معاد في منطقة جبيل كاحتمال ثانٍ، ومحلة سهل الجديدة في منطقة زغرتا كاحتمال ثالث. وبررت اللجنة تصنيفها على اعتبار أن موقع حامات يتمتع بتسهيلات طبيعية تضاهي مطار بيروت الدولي، اذ في الامكان جعل مدى مدرجه أربعة آلاف متر، ومن الممكن أن يبلغ طوله في المرحلة الأولى وبسرعة نظراً الى طبيعة الأرض 1900 متر بعرض 120 متراً، اضافة الى امكان انشاء ثلاث حظائر للطائرات، وبذلك يمكنه استقبال 3 ملايين مسافر في السنة و35 طائرة في اليوم بسبب نوعية ارضه الصخرية. ومن أهم ميزات هذا الموقع وجوده فوق هضبة مكشوفة تسمح للطائرة بالهبوط فوق البحر بحيث تصل الى زاوية تقارب الصفر عند أول المدرج، في ظاهرة شبه نادرة في المطارات العالمية، اضافة الى اعتبارات اتجاه الهواء.
اختير موقع حامات، ويقال ان مختار البلدة ومختار وجه الحجر قاما بتسليم أصحاب العقارات تعهدات موقعة من بشير الجميل بدفع كامل الحقوق التي اتفق عليها. وانطلق العمل الى ان كان صيف العام 1976 بوتيرة سريعة، وأسس حزب الكتائب شركة قامت بشراء العقارات الواقعة ضمن حرم المطار وتسجيلها. وتقرر تسميته: "مطار بيار الجميل الدولي". لكن القوات السورية دخلت البترون ربيع العام 1978 وانسحب مقاتلو الكتائب الى جبيل، تاركين فيه معدات الرادار التي كانت وصلت حديثاً من أوروبا. وكان يلزم أرض المدرج طبقة واحدة من الاسفلت ليباشر استقبال الطائرات.
تمركز القوات السورية في مطار حامات أوقف كل الأعمال وسرقت جميع المعدات، وأصبح مهبطاً لطائرات الهليكوبتر السورية.
 

 

 

قتيل قنصاً في جبل محسن ورصاص خرق هدوء طرابلس الهشّ، الاعتصام السلمي لنقابات المهن الحرّة يحمّل الحكومة مسؤولية ما يجري

 

لولا رصاص القنص الذي طال جامع الناصري وشارع سوريا في طرابلس، وسقوط قتيل يدعى عادل عثمان في حي الاميركان في جبل محسن، لكان الهدوء الحذر والهش الذي خيم منذ ساعات صباح امس سيد الموقف على كل المحاور الطرابلسية التي كانت مسرحا للاشتباكات في التبانة والقبة وجبل محسن، ولم تخرقه سوى بعض رصاصات القنص واطلاق قذيفتين صاروخيتين.
وفيما تم نقل القتيل عثمان الى مستشفى سيدة زغرتا، حضرت قوة من الجيش الى سوق القمح وطلعة العمري حيث تم اطلاق الرصاص، ونفذت عمليات دهم للبحث عن مطلقي النار، وتم تبادل لإطلاق النار بين الجيش ومسلحين في الزاهرية، اثناء تنفيذ عناصر الجيش عمليات دهم في المنطقة. وكانت الوحدات تسير دوريات في الاحياء والطرق الرئيسية والفرعية في المناطق الساخنة وفي باقي احياء مدينة طرابلس، وأوقفت عددا من المطلوبين.
ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر امني لبناني قوله "ان ثلاثة جرحى اصيبوا قنصا في جبل محسن كذلك، مشيرا الى سقوط 3 قذائف "انيرغا" في منطقة المواجهات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة".
وكشف المصدر انه "رغم دوريات الجيش في المنطقة فإن المسلحين يستقلون دراجات نارية مع سلاح ظاهر، وحين تسعى قوة من الجيش للقبض عليهم يفرون الى الاحياء الشعبية ذات الازقة الضيقة حيث تصعب ملاحقتهم"، لافتا الى ان 3 عناصر من الجيش اصيبوا ايضا بجروح خلال ملاحقة مجموعة مسلحة داخل طرابلس والاشتباك معها".
واوضح ان الجيش حاصر مجموعة مسلحة تحصنت في بعض المنازل وتمركزت على سطوح بعض المباني في منطقة الزاهرية في طرابلس متحدثا عن اشتباكات استمرت طوال ساعة استطاع الجيش بعدها القبض على افراد المجموعة العشرة". وبذلك ارتفعت حصيلة الجولة الاخيرة من الاشتباكات التي تشهدها طرابلس منذ الاثنين الماضي قبل اسبوع الى 16 قتيلا و118 جريحا.
وكان اوتوستراد طرابلس الدولي في محلة التبانة شهد امس حركة سير شبه طبيعية، فيما سجلت في باقي الاحياء حركة عادية.

 

الاعتصام السلمي المفتوح
 

وفي السياق ذكر مراسل "النهار" في طرابلس ان "نقابات المهن الحرة في الشمال والفعاليات الاقتصادية وهيئات المجتمع المدني حمّلت الحكومة مجتمعة المسؤولية خلال "الاعتصام السلمي المفتوح" الذي دعت اليه بلدية طرابلس "دفاعاً عن أمن واستقرار المدينة، وتكريساً للعيش الوطني الواحد ضمن حملة "طرابلس مدينة آمنة ومستقرة"، الذي نفذ داخل باحة دائرة الهندسة في بلدية طرابلس وحضره الى رئيس بلدية المدينة نادر الغزال وأعضاء المجلس البلدي أمين عام اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان توفيق دبوسي، نقيبة أصحاب المصارف في الشمال مهى المقدم، نقيب أطباء الأسنان في الشمال راحيل الدويهي، رئيس رابطة الأساتذة في الجامعة اللبنانية حميد حكم، رئيس رابطة أساتذة التعليم الخاص في لبنان نعمة محفوض، نقيب المحامين في الشمال ممثلاً بالمحامي مصطفى عجم، نقيب الأطباء ممثلاً بالدكتور ايلي حبيب، رئيس الاتحاد العمالي العام في الشمال شعبان بدرة ورؤساء جمعيات وعدد من أبناء المدينة، محملين الحكومة مسؤولية ما يجري في المدينة، من اخلال بالأمن وزعزعة الاستقرار من دون أي التفاتة منها، ولا حتى أقله تأليف خلية طوارئ لحل الأزمة.
والقيت كلمات استهلها الغزال بالتشديد على أهمية العيش تحت سقف الدولة وجناحيها، وقال: "نحن في طرابلس نرفض أن تكون لنا أجنحة عسكرية هنا وهناك، نأبى أن يكون لنا جناح الا جناح الدولة اللبنانية، والذي نأمل أن لا يكون جناحاً مريضاً بل الجناح الفاعل والقوي ليحيي كافة أبناء المدينة من مختلف الفئات والأطياف. نطالب الدولة ببسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، لا سيما الشمال وأن تقوم بدورها في حماية الممتلكات. واشار الى ان "هذا الاعتصام سيبقى مدوياً في طرابلس لحين استتباب الأمن والاستقرار".
وأكد دبوسي أنه "لا يمكن ازدهار الاقتصاد الا باستتباب الأمن والسلام، لذا ندعو كل القيادات السياسية في لبنان للاجتماع الى طاولة حوار خاصة بمدينة طرابلس تعقد داخلها وعلى أراضيها من اجل طرابلس ولبنان".
وتحدث عجم باسم نقابة المحامين في الشمال مناشدا أبناء طرابلس، "عدم الوقوع في فخ الفتنة والعصبيات المذهبية وردود الفعل وترك الأمر للجيش اللبناني لاستعادة الاستقرار وملاحقة العابثين بأرواح الناس".
وأكدت الدويهي ان أبناء طرابلس يتوقون للعيش بأمان وسلام بهدف اعادة تنشيط الدورة الاقتصادية، ودعا حبيب الى ضبط النفس وترك الأمور للجيش اللبناني والوقوف الى جانبه في سبيل دعمه للوصول الى المدينة التي نتمناها كما سابق عهدها.
وحمّلت المقدم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مسؤولية ما يحصل في مدينتنا والتي دائماً ما تستخدم كصندوق بريد عند كل استحقاق.
ورأى حكم ان "كل ما يشاع اليوم من فوضى هي مؤامرات تحاك ضد طرابلس للنيل من عزيمتها وقوتها".
وكشف محفوض "أن الأساتذة أنهوا بصعوبة العام الدراسي الماضي بسبب الأوضاع الأمنية المتفاقمة، والمطلوب اليوم على أبواب استقبال العام الجديد من الرئيس ميقاتي أن يطلب من الأجهزة الأمنية وقف المعارك الدائرة في المدينة".
وطالب السلو بضرورة "حل النزاع المسلح في مدينتنا والذي تفاقم في عهد رئيس الحكومة ابن هذه المدينة ووزرائها الخمسة".
وليل امس دهمت قوة من الجيش مخازن اسلحة في منطقة الزاهرية، وصادرت كميات كبيرة من الاسلحة قدرت حمولتها بشاحنتين.

 

 

 
زحلة – دانييل خياط

عائلة المخطوف الكويتي في البقاع تحرّكت احتجاجاً:لبنان كله مخطوف والبقاعيون رهينة قطّاع طرق

 

"مستعدون للتفاوض مع الجهة الخاطفة، أكرموا زوجي بالله  عليكم"، "زوجي يعيل عددا من العائلات المستورة، وساهم في ايجاد فرص عمل لعدد من شباب البقاع، فهل يكون جزاؤه الضرب والخطف؟ حكّموا ضمائركم وردّوه الى أهله ووطنه". "أهكذا تعاملون الضيف يا أهل الكرم والضيافة، أليس للضيف عليكم حق؟" هكذا خاطبت فوزية عرفات زوجة المهندس الكويتي عصام الحوطي، الذي خطقه ثلاثة مسلحين قبل ظهر السبت من قرب منزله في بلدة حوش الغنم البقاعية، عبر لافتات رفعها أفراد عائلاتها وعدد من جيرانها خلال اعتصام رمزي نفذوه الاولى من بعد ظهر أمس بعد انقضاء أكثر من 24 ساعة من دون ان تعرف عنه عائلته خبرا في ظل عدم تلقيها اتصالا من الخاطفين الذين دعتهم فوزية الى "أن يقولوا لنا ماذا يريدون"؟
حاملين قضيتهم خرج أفراد عائلة عصام اللبنانية ومحبوه من منزله، تتقدمهم زوجته التي كانت أول من ظهر من باب مدخل المبنى، محدثة صدمة، ترددت في فرقعة كاميرات الصحافيين، بحملها قميص عصام المبلل بدمائه جراء ضرب خاطفيه له على رأسه لمقاومته إياهم. مشهد الزوجة تضم الى قلبها الموجوع وجع زوجها، لم يمنع من السؤال عن سبب وجود دليل جنائي بحوزة العائلة. صحيح ان هناك "أدلة وبصمات" على ما قالت فوزية، وشهود عيان ايضا، فالخاطفون نفذوا عمليتهم "من غير لثام، بكل وقاحة يأخذونه من امام البيت ولا أحد يجرؤ على الاقتراب" أضافت: "الساعة 11:00 على عينك يا تاجر"، كما تذكر عبارة خطت الى جانب صورة لعصام. ولكن ألا تفترض الف باء التحقيقات جمع كل الادلة الجنائية، لتكوين ملف إدانة صلبا عند انعقاد المحاكمة؟
سيراً توجه أحباء عصام في مسيرة صامتة الى مركز الجيش الذي لا يبعد سوى عشرات الامتار من بيته، وكأنهم أرادوا لوسائل الاعلام ان تقيس المسافة فتؤكد ما رفعوه في احدى اللافتات "100 متر بعيدا عن الجيش فماذا فعلتم؟" سؤال أجاب عنه أحد الجيران، الذي كان مشاركا في الاعتصام، مشيرا الى ان الجيش "حضر بعد 3 دقائق من عملية الخطف، وقام بواجبه".
عصام ليس متروكا في محنته، الى الطريق نزلت زوجته وعائلته لحمل قضيته الى الرأي العام، حماته ثيرا عودة لا ترحم أحدا من سخطها وتخص الخاطفين بغضبها: "اشكيهم لله، حرام عليهم، ليشفقوا على أولاده، أليس لديهم اخوة وأخوات وأولاد؟ ما هذا الظلم؟ هل نحن في غاب؟ هل يقفل الناس الابواب على أنفسهم؟ وتطالب بتعليق مشنقة الخاطفين وسط الطريق. ابن حميه محمد يناشد الخاطفين "ليس تلك شيم اهل بعلبك والبقاع ولا العشائر" محددا من حيث يدري أو لا يدري هوية المشتبه بهم، يضيف ان صهره "من أهل البلد كل الناس تحبه"، هو رجل كبير يعاني الضغط والسكري "ليأخذوا أحدنا مكانه ويتركوه".
خلال الاعتصام توقفت سيارة مستفسرة من المعتصمين عن سبب تجمعهم، فدعتهم شقيقة فوزية الى الاعتصام معهم: "اليوم دورنا ولكن غدا قد تكونون أنتم". سمعة لبنان كلها باتت مخطوفة، والبقاعيون تحديدا أصبحوا رهينة قطّاع طرق، تجار بشر، سارقين، وحشاشين، بقبضة هؤلاء سلامة عصام الحوطي وسلامة كل اللبنانيين بعودته سالما. فهل تقدم السلطات الرسمية والقوى الحزبية، المحرجة من خطف مواطن خليجي كويتي، على ردع عصابات الخطف، فلا نبقى نسأل "الدور على مين"؟
 

 

 
عباس الصباغ

المبادرة التركية لن تتجاوز إطلاق مخطوف، التفاؤل بحسم لا يستند إلى معطيات جدية

 

عادت قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا الى المربع الأول، رغم انتهاء الفصل الأول، ولن يشكل اطلاق المخطوف حسين علي عمر المدخل لانهاء معاناة 11 لبنانيا لا يزالون قيد الاعتقال 10 منهم في مدينة اعزاز على الحدود السورية التركية وحسان المقداد المجهول المصير حتى هذه اللحظة.
تركت الخطوة الايجابية باطلاق سراح عمر صداها الطيب في الاوساط الشعبية والسياسية المواكبة لقضية المخطوفين، وذهب وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في تفاؤله الى حد الاعلان عن اسبوع حاسم في قضية المخطوفين، وما قد يحمله من مفاجآت سارة لم تظهر ملامحها بعد، وان كانت المفاجأة السارة الوحيدة هي اطلاق سراح الزوار اللبنانيين الـ10 المعتقلين في مخيم محاذ لمخيم اللاجئين السوريين في مدينة كيليس التركية على الحدود مع معبر باب السلامة السوري.
لكن مصادر الخاطفين رفضت التعليق لـ"النهار" على مقولة "الاسبوع الحاسم" وان كانت مسرورة بثبات المحرر عمر على مواقفه الدعمة للثورة السورية، ووضعت اطلاقه ضمن بادرة انسانية ردا على "مبادرة" العلماء المسلمين في الشمال وفق تعبير الخاطف ابو ابرهيم.
وفي السياق، افاد اهالي المخطوفين ان عددا من العلماء المسلمين في الشمال عرض لهم زيارة وفد من الاهالي طرابلس والطلب الى عدد من المشايخ التدخل. هذا العرض لم يكن موضع ترحيب عند الاهالي الذين رفضوا العرض، وفق ما افادوا "النهار".
من جهة ثانية، من المفترض ان تجتمع اليوم اللجنة الوزارية المكلفة متابعة قضية المخطوفين لدرس الخطوات اللاحقة، بعد اطلاق سراح احد المخطوفين السبت الفائت، وهي في انتظار موقف تركي يكمل ما بدأه وزير الخارجية احمد داود اوغلو ويفضي الى انهاء الملف، لكن معلومات لـ"النهار" افادت ان موعد سفر وزير الداخلية الى تركيا لم يحدد بعد، وان المعطيات المتوافرة لا تشي بقرب انهاء الملف، لان ما جرى السبت كان ترجمة لحسن النية التركية ولا يتعدى كونه مبادرة تنتظر الرد عليها. وبتعبير آخر يأمل الجانب التركي اطلاق احد المخطوفين التركيين (احدهما عند عشيرة المقداد والآخر مجهول الجهة التي خطفته).
لكن الامر يبدو معقدا، فعشيرة المقداد ترهن اطلاق سراح التركي باطلاق سراح ابنها حسان، والاخير لم يعرف عنه شيء حتى اللحظة ولا معلومات عن مكان وجوده وليس واضحا ما اذا كان في عهدة "الجيش السوري الحر" قرب دمشق ام في مكان آخر. هذه المعطيات وغيرها تشي بان ملف المخطوفين عاد الى المربع الاول، وليس اطلاق عمر الا حلقة من الابتزاز السياسي الذي تمارسه الجهة الخاطفة.

 

خليل فليحان

تشاور في مجلس الأمن هذا الأسبوع، لمنع تسرّب الأزمة السورية الى لبنان

 

ارتفعت نسبة القلق الدولي والعربي حيال ما يجري فمن حوادث امنية في لبنان، عجزت المعالجات الرسمية عن انهائها بسرعة ووضع قواعد تمنع تكرارها، نظراً الى مدلولاتها والتفسيرات التي اعطيت لها ومنها انها امتداد لما يجري من اقتتال في سوريا. وهذا ما دفع مسؤولي تلك الدول الى الدعوة علناً للاسراع في حماية لبنان من تلك التداعيات التي تتكرر في طرابلس وفي مقدمة الداعين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ومنظمة الامم المتحدة مشددة على ضرورة تحصين لبنان قبل امتداد تلك التداعيات الى مناطق اخرى تعتبر هشة وقابلة للاشتعال والاسراع قبل اغراق البلاد بالاقتتال المذهبي. من هنا كان تحرك اكثر من سفير دولة كبرى ناقلاً تحذيرات حكومة بلاده من تجدد القتال في طرابلس.
واستغربت دوائر ديبلوماسية عدم اقدام الحكومة حتى الآن على انشاء خلية مهمتها تحصين البلاد في وجه ما تتعرض له من هزات امنية ذات لون مذهبي، يشبه ما يحدث في مناطق سورية والتخوّف من اشتعالها في انحاء اخرى على ان تتشكل من رئيس الحكومة وعضوية وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والقادة الامنيين لمتابعة الاوضاع واستباق ما يمكن ان يقع من حوادث وفي حال حصولها وضع الاجراءات السريعة والكفيلة بالمعالجة الضامنة لوقف الاشتباكات من دون تباطؤ لعرضها على مجلس الوزراء في جلسة استثنائية.
واعرب سفير دولة كبرى عن دهشته عندما سأل مسؤولاً بارزاً عن السبب في عدم تنفيذ الاستنابات التي صدرت بحق المخلين من الفريقين واعطاء التعليمات للجيش بمصادرة السلاح منعاً لعدم استخدامه من جديد فكان الجواب "لا يمكن القيام بذلك لان مناطق اخرى مسلحة والمفروض بالحكومة جمع السلاح من كل الفرقاء دفعة واحدة حفاظاً على التوازنات".
رد السفير ان الحالة الامنية في طرابلس ستبقى هشة وقابلة للاشتعال في كل وقت انطلاقاً من هذا المنطق. واقترح تنفيذ قرار 1701 لبناني، في الداخل ما بين السلطات الامنية من جهة، وبين الاحزاب والافرقاء حاملي السلاح من جهة اخرى، وليس فقط منع مصادرة السلاح المتجه الى لبنان. وسأل السفير ايضاً المرجع نفسه عن مصدر الذخيرة لكل فريق؟ وهل من مراقبة امنية لنقل الذخائر الى مخازن الاسلحة؟ من يموّل ومن يغطي نقل عملية السلاح؟
وانتقد بشدة الدور الرسمي المقتصر حتى الآن على تحديد موعد لوقف اطلاق النار واختفاء المسلحين وكل انواع المظاهر المسلحة. وكان له اقتراح آخر بتجريد السلاح لكل منطقة تقع فيها صدامات ما بين اللبنانيين والا فان الفلتان الامني سيحل كل مدة في منطقة جديدة.
واستغرب بقوة ظاهرة الخطف للبنانيين او لاجانب، في وضح النهار في اكثر من منطقة، وامام اعين الناس، اما لمبادلتهم بمخطوفين او من اجل تقاضي المال. وسأل كم لهذا الاختطاف من وقع سيئ لدى الراغبين في المجيء الى لبنان من اللبنانيين لزيارة اهلهم واصدقائهم، ومن العرب لتمضية اجازة او فصل الصيف. ودعا الى وضع حد عاجل الى هذه الظاهرة والى الاقتصاص من مرتكبيها بشكل يمنع على هؤلاء او لمثلهم تكرار هذا الفعل المشين وهو احتجاز حرية انسان لابتزازه مادياً.
وتوقع تشاوراً واسعاً حول توفير الحماية الدولية للبنان لمنع تسرب الازمة السورية الى اراضيه وذلك في أروقة مجلس الامن هذا الاسبوع على هامش المشاورات التي سترتفع وتيرتها لاصدار قرار جديد للمجلس في الثلاثين من الشهر الجاري للتمديد لقوة "اليونيفيل" سنة جديدة.

 

مدير في الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي يدعو القوى اللبنانية إلى متابعة الحوار

 

يزور مدير قسم شمال افريقيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وإيران والعراق في الجهاز الاوروبي للعمل الخارجي، هوغ مينغاريللي، لبنان منذ امس لدفع المناقشات الخاصة بخطة العمل الجديدة للاتحاد الاوروبي ولبنان التي ستحدد اهداف التعاون اللبناني مع الاتحاد الاوروبي في السنوات المقبلة.
وسوف يلتقي مينغاريللي رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ويدير المناقشات الخاصة بخطة العمل الجديدة للاتحاد الاوروبي ولبنان مع وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، بمشاركة ممثلين كبار من وزارات ومؤسسات لبنانية معنية بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي. وشكلت الأولويات الأساسية لخطة العمل الجديدة هذه موضوع مناقشات مع المجتمع المدني في لبنان وبروكسل.
وفي لقاءاته مناقشة وجهات النظر في شأن اقتراحات محددة خاصة بالحوار والتعاون بين الاتحاد الاوروبي ولبنان، بهدف تشجيع لبنان على انتهاز الفرص التي توفرها السياسة الاوروبية للجوار لتعزيز علاقاته مع الاتحاد الاوروبي ونيل دعم الاتحاد المطلق لتعزيز مؤسساته العامة.
كما يناقش مينغاريللي آخر التطورات السياسية والأمنية في لبنان، داعياً القوى السياسية الى متابعة الحوار والعمل معاً على تعزيز السلام والنظام والتنمية المستدامة في البلاد.

 

 
راشيا – "النهار"

أبو فاعور: سقوط النظام السوري لن يغيّر المعادلات في لبنان

 

رأى وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور "ان النظام السوري آيل الى الزوال والسقوط، ويريد ان يصدّر أزمته الى لبنان، فلماذا يريد البعض في لبنان ان يستورد هذه الازمة؟"
مثل أبو فاعور رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في افتتاح المبنى الجديد للجمعية التعاونية الاستهلاكية في راشيا وقضائها باحتفال اقيم في باحتها حضره النائب انطوان سعد، وممثلون عن النواب والاحزاب وشخصيات.
ابو فاعور رأى انه ليست دولة تلك التي تبحث عن انفراجات وعلاجات موقتة، فالمطلوب علاج جذري، داعيا "ان يقف كل طرف لبناني امام مسؤولياته، لأنه ليس في امكان اي طرف في لبنان الادعاء انه يمتلك الحكمة او الاحقية الكاملة في موقفه، وكل طرف مدعو الى ان يقوم بقراءة نقدية لمواقفه واعادة النظر بطبيعة علاقته، لأننا في هذا المسار الذي تتدحرج فيه الامور من ازمة الى ازمة ومن اشكال امني الى آخر، معربا عن خشيته ان تتدرج باتجاه المحظور. ولفت الى ان لا محظور في هذا البلد الا الانقسام والحرب الاهلية، ولم يعد ينفع الكلام ان لا احد يريد الحرب الاهلية وليس هناك قرار خارجي بها". واشار الى انه يمكن ان تحصل حوادث بتوتر معين تقود البلاد الى مكان لا يريده احد، خاصة اذا كان هناك من هو على شفير الانهيار ومن يسعى الى تصدير ازمته الى لبنان، كالنظام السوري الذي يعرف انه اذا ما بقي في السلطة شهرا او شهرين او اكثر، فهو يعرف انه آيل الى الزوال والسقوط.
وسأل: "اذا كان النظام السوري يريد ان يصدر ازمة الى لبنان فلماذا يريد البعض هنا ان يستورد هذه الازمة؟". واذ لفت الى "اننا منقسمون في لبنان حول ما يحصل في سوريا" اعتبر انه "لا يجوز ان يقود هذا الانقسام الى ان نودي ببلادنا الى حرب اهلية نتيجة ذلك الانقسام".
ولفت الى "اننا سنبقى كلبنانيين ملزمين وملتزمين بعلاقتنا مع بعضنا، واذا كان البعض في لبنان يعتقد ان السقوط السريع للنظام السوري سيغير معادلات في لبنان، فهو واهم وخاطئ، لأن لا خيار امام اللبنانيين الا التفاهم. واذا كان البعض الآخر يعتقد ان بقاء النظام في سوريا يمكن ان يغير المعادلات في لبنان فهو خاطئ، لأن هذا النظام منذ ثلاثين سنة لم يستطع ان يلغي احدا في لبنان".

 

 
الديمان - "النهار"

الراعي: لا للانحطاط والعودة إلى منطق الميليشيات والعشائر

 

لفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى انه لا يمكن القبول بالانحطاط الذي بلغ اليه مجتمعنا اللبناني، عبر الانفلات الامني والعودة الى منطق الميليشيات وظاهرة ما يسمى بالمجالس العسكرية للعشائر والمذاهب، وتجاوز القوانين، لا سيما ما يجري في عاصمة الشمال طرابلس، التي صارت ساحة للتقاتل والقتل وصندوقا لتبادل الرسائل المتفجرة على خلفية الانقسام الحاصل حول احداث سوريا المؤلمة والمؤسفة. وشكر الراعي مساعي الخيرين التي ادت الى الافراج عن احد المخطوفين اللبنانيين في سوريا، آملا الافراج عن الباقين. كما ناشد اللبنانيين الذين يحتجزون مخطوفين أن يفرجوا عنهم احتراما لكرامة الشخص البشري.
كلام البطريرك الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وبعد تلاوة الانجيل القى الراعي عظة بعنوان"المطلوب واحد، ومريم اختارت النصيب الأفضل" قال فيها: "لا يمكن القبول بالانحطاط الذي بلغ اليه مجتمعنا اللّبناني من خلال الانفلات الأمني، والعودة الى منطق الميليشيات والممارسات الميليشياوية، وظاهرة ما يُسمّى "بالمجالس العسكرية" للعشائر والمذاهب، وتجاوز القوانين، والعبث بالأمن الأهلي والنظام العام، والاعتداء على كرامة الانسان بالخطف وعلى مؤسّسات الدولة الاداريّة والعسكريّة والقضائيّة، والتغطية السياسيّة لكلّ هذه الممارسات الشّاذة والمُشينة.
واعلن الراعي رفضه ما يجري في طرابلس، وتحديداً في باب التبّانة وجبل محسن، وبجعلها ساحة للتقاتل والقتل، وصندوقاً لتبادل الرسائل المتفجّرة على خلفيّة الانقسام الحاصل حول أحداث سوريا المؤلمة والمؤسفة. ورأى ان "عكار والضنّية والقلمون ليست موئلاً للارهاب. فلطالما كان الشمال منطلقاً لوحدة لبنان وأبنائه، وأرض الولاء للدولة والخزان البشري لمؤسّساتها العسكريّة والأمنيّة". وتوجه الى المسيحيّين، بأن "وجودكم في لبنان وبلدان الشّرق الأوسط ضرورة حيويّة لمجتمعاتنا المشرقيّة، وأنتم فيها مواطنون أصيلون وأصليّون منذ ألفَي سنة.
واستقبل الراعي وفدا من مجلس منسقية طرابلس في "تيار المستقبل" برئاسة النائب السابق مصطفى علوش، وكان عرض لمجمل ما يجري على الساحة الطرابلسية والشمالية. واستقبل المدير العام للزراعة لويس لحود.

 

 


المصدر: جريدة النهار

..The Rise of India's Second Republic...

 الجمعة 5 تموز 2024 - 9:10 ص

..The Rise of India's Second Republic... https://muse.jhu.edu/article/930426%20lang=en&utm_source… تتمة »

عدد الزيارات: 162,915,119

عدد الزوار: 7,278,530

المتواجدون الآن: 123