"النهار" جالت قبل أيام في أحياء طرابلس قبيل اشتباك الأمس: في جبل محسن "سوريا الله حاميها" وفي التبانة مقاتلون لم يتعبوا

اطلاق منصور بعد دفع 600 ألف دولار القمة الروحية تُطلق اليوم نداء للوضع المعيشي

تاريخ الإضافة الثلاثاء 25 أيلول 2012 - 6:47 ص    عدد الزيارات 2652    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

اطلاق منصور بعد دفع 600 ألف دولار.... القمة الروحية تُطلق اليوم نداء للوضع المعيشي

يبقى الهاجس الامني شاغل اللبنانيين مع تزايد عمليات الخطف والسطو على المصارف في تحد لكل الجهود الامنية المبذولة على هذا الصعيد، وهو ما دفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العائد ليلاً من الهند للدعوة الى "ضبط السلاح من الجميع وعدم اعطاء استثناء لاحد، لان البلد فالت، والسلاح فالت". وتساءل "هل من المعقول ان يبقى السلاح متفشياً في كل الاماكن؟ وهل من المعقول ان يبقى جميع السياسيين ملزمين البقاء في منازلهم ولا يمكنهم الخروج منها؟"
واذ هنأ الراعي النائب ميشال عون "بالسلامة من محاولة اغتياله"، قال مصدر أمني لـ"النهار" ان التحقيقات جارية للوقوف على حقيقة اطلاق النار على موكب عون، معتبراً انه لا يرقى الى محاولة اغتيال، ذلك ان السيارة التي يركبها العماد عون كما معظم المسؤولين، مصفحة لا يخترقها الرصاص، وان سيارات المواكب كثيرة وتالياً من الصعب تحديد السيارة التي فيها المسؤول".
وسئل هل كانت رصاصة من طريق الخطأ أم رصاصة طائشة ام ماذا؟ فاجاب: "لا يمكننا الجزم بالأمر قبل انتهاء الحقيقات والعثور على مطلق النار".
وعرضت شاشة "OTV" مساء أمس السيارة المستهدفة وقد ظهرت عليها آثار الرصاصة التي اخترقتها مما ينفي عدم حصول الحادث كما قالت مصادر أول من أمس.
وصرح وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لـ"النهار" بأن الادلة الجنائية كشفت على السيارة المستهدفة. وجاء في تقريرها ان السيارة مصابة برصاصة من جهة اليمين استقرت في المقعد المجاور لمقعد السائق. والنيابة العامة تتابع التحقيق مع الاجهزة الامنية المختصة لاكتشاف ادلة اضافية.
وفي الموضوع الامني، أكد شربل ان لا غطاء فوق راس أي شخص من جانب السياسيين سواء في 8 أو في 14 آذار. جميعهم مجمعون على ان لا تغطية لاحد، والاجهزة الامنية تتابع عملها لملاحقة كل المخلين بالاستقرار.
 

بري

وأيد الرئيس نبيه بري كل الخطوات الامنية للجيش اللبناني معلقاً على التصدي لاطلاق النار في عرسال بقوله: "لتترك مؤسسة الجيش وشأنها تنفذ المهمات المطلوبة منها. وهي تقوم بواجباتها المسؤولة على أكمل وجه". ووصف الاصوات المعترضة بأنها "اصوات نشاز تريد التشويش على الدور الوطني لهذه المؤسسة وحصيلتها جعجعة لا تنتج طحيناً".


ورداً  على سؤال لـ"النهار" عن الحملة على عصابات الخطف وسرقة المصارف في الضاحية الجنوبية لبيروت قال: "الحملة مستمرة وبعد الضاحية الى البقاع در. والجيش مستمر في هذه الخطوة ولن يستطيع أحد ايقافه لأنه من غير المقبول ترك الساحة والبلدات لعصابات الخطف وتهويل المواطنين وتعطيل الدورة الاقتصادية في البلد".


وأضاف: "بعد حادثة الجيش في عرسال، هل من أحد يعترض على جدوى سياسة النأي بالنفس؟ اسألوا النائب وليد جنبلاط عن هذا الموضوع، فنحن نسمع كل يوم على ألسنة وزرائه ونوابه، ومنه ايضا، عن أهمية هذا النوع من السياسات".



اطلاق منصور

أمنيا ايضا، وبعد منتصف الليل علمت "النهار" من مصادر غير رسمية  اطلاق علي احمد منصور من بلدة غزة البقاعية. لكن المصادر اوردت ان الاطلاق ربما تم من طريق تفاوض الاهل مع الخاطف الذي خفض قيمة الفدية من 15 مليون دولار الى 600 الف دولار. علما ان الاجهزة الامنية كانت حددت هوية الخاطف من طريق البصمات ويدعى محمد صالح، لكنها لم تتمكن من العثور عليه. وبقاعا ايضا  عثر على سيارة المخطوف محمد باسل الميس على طريق عانا – المنصورة في البقاع الغربي، وقد نزع الخاطفون فرش مقاعدها ليخفوا أدلة جنائية قد تدل عليهم، كما قال المحققون.


وكتبت مراسلة "النهار" في زحلة أنه في تحد صارخ للقرار السياسي – الامني بالقضاء على ظاهرة الخطف وتوقيف عصاباتها. خطف أربعة مسلحين، ليل الاحد، المواطن محمد باسل الميس، مواليد 1957، بعدما كمنوا له عند مدخل منزله، واقتادوه بسيارته بعدما أمروا زوجته نائلة التي كانت ترافقه بدخول المنزل. وهكذا عاشت نائلة مرة ثانية الرعب المستمر على مصير حبيب، الذي تقاسيه يوميا من 27 سنةـ، يوم اختطف والدها المعاون أول في الشرطة القضائية عبد الهادي المعلم في تشرين الثاني 1984، من بيروت على يد ميليشيا وانتهى في السجون السورية، لتبدأ عائلته نضالها مع الجمعيات التي تعنى بمصير المخفيين قسرا والمعتقلين في السجون السورية.




القمة الروحية

في بكركي، تلتئم صباح اليوم القمة الروحية المسيحية – الاسلامية وهي قمة بدأ التحضير لها، وفق معلومات لـ"النهار"، منذ بضعة اسابيع وأتت نتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي تعيشه البلاد وسط صمت رسمي وحكومة "لا حول لها" كما قالت مصادر مطلعة.
وقد تكون زيارة هيئات اقتصادية لبكركي حافزا مضاعفا للدعوة الى هذه القمة استنادا الى مصادر مواكبة للتحضيرات وقد طالبت هذه الهيئات بأن تبحث القمة الروحية في موضوع أساسي هو الموضوع المعيشي الخانق الذي تقف الحكومة عاجزة أمامه والذي يضيق الخناق يوما بعد يوم على أعناق اللبنانيين ولا سيما منهم ذوي الدخل المحدود والمتوسط مع بدء السنة الدراسية واقتراب فصل الشتاء وسط ارتفاع حاد لأسعار المحروقات.
وهذا المطلب حمل بكركي على التحرك وإجراء اتصالات مع أصحاب الشأن ومع المرجعيات الدينية، ولقيت تجاوباً مع إدراج الشأن الإقتصادي والمعيشي بنداً في جدول مناقشات القمة، من ثلاثة بنود، سيقتصر البحث عليها.
أما البند الثاني فهو موضوع زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان والإستقبال الرسمي والشعبي الوطني الكبير الذي أقيم له، والمشاركة الفاعلة لكل الطوائف والمرجعيات الرسمية والدينية فيه، والإنعكاسات التي تركتها الزيارة على صعيد ترسيخ الوحدة الوطنية وإظهار الدور الرسالي لهذا البلد خصوصاً في ظل الأوضاع المتدهورة في المنطقة، وسبل الحفاظ على هذا الدور للحؤول دون انتقال الحروب المشتعلة في المنطقة اليه.
والبند الثالث هو موضوع الإساءة الى الإسلام الذي ظهر من خلال فيلم "براءة الإسلام" والموقف اللبناني الموحد الإسلامي ـ المسيحي المندد بهذه الإساءة والمستنكر لها.
وفي هذا الإطار علمت "النهار" أن ثمة اتجاهاً تم التوافق عليه بين رؤساء الطوائف الى تضمين البيان نداء الى الأمم المتحدة للعمل على إصدار قرار يقضي بتجريم الإساءة الى الأديان، مع تأكيد  القمة أن احترام حرية الرأي ضروري إلا أنه لايجوز استخدام الحرية للإساءة الى الأديان.
في المقابل، أبلغت أوساط مواكبة قريبة من دار الفتوى "النهار" ان القمة ستشيد بالاجواء الايجابية التي أحاطت بزيارة البابا وضرورة تطبيق مضامين الارشاد الرسولي لجهة تمسك المسيحيين بأرضهم وترجمة ذلك بخطوات عملية ومتابعة.
وأضافت ان التوقيت الخبيث لعرض فيلم "براءة الاسلام" ربما كان يستهدف زيارة البابا واثارة الفتنة خلالها. ورأت ان المسألة لا تتناول الاعتداء على الاسلام لان ثمة اعتداءات متكررة على المقدسات المسيحية ايضا.
وفي معلومات "النهار" عن التحضيرات ان ثمة مسعى لعدم الاكتفاء ببيان استنكار بل تأليف لجنة متابعة من الحقوقيين وأصحاب الاختصاص لصياغة مشروع يرفع الى الامم المتحدة لاصدار قرار بحماية المقدسات وعدم الاساءة الى الاديان، كما احترام الثقافات والحضارات واللغات. كما ستتولى لجنة المتابعة الاتصال بعدد من الدول العربية وفي طليعتها السعودية ومصر لمؤازرة هذا المسعى.   

علي منتش


"النهار" جالت قبل أيام في أحياء طرابلس قبيل اشتباك الأمس: في جبل محسن "سوريا الله حاميها" وفي التبانة مقاتلون لم يتعبوا

شهدت منطقة باب التبانة حركة نزوح لعدد من العائلات مساء أمس بعد اشتباك أوقع جريحين. والوضع الأمني بين التبانة وجبل محسن ينذر دائماً بمضاعفات وبخوف من تجدد الاشتباكات. والوضع كالنار تحت الرماد كما بدا لنا في جولة قمنا بها قبل أيام.

في ذاك الشارع، تظن انك وسط مدينة منكوبة، او اقله مدينة عاد اهلها للتو لتفقد ما خلفته الحرب لهم من ممتلكات. حول ذاك الشارع جدران بثقوب مزمنة، كرستها جولات القتال المتتالية، مبان بجدران مدمرة، شبابيك بتساقط زجاجها، زوايا سوداء قاتمة، اعلام المعارضة السورية، وصورة "لأسد السنّة في لبنان"، النائب محمد كبّارة.
في ذاك الشارع، الذي استحقّ تسميته بامتياز، "سوريا"، يخلع المدنيون "مدنيتهم" بلا سابق انذار، ليصبحوا  في لحظة مقاتلين، لا يدري احدهم لماذا يقاتل ومن يقاتل، "نقاتل للدفاع عن انفسنا. نقاتل لسبب سياسي، فاهالي جبل محسن يؤيدون النظام السوري الذي نعاديه. نقاتل رفعت عيد والحزب العربي الديمقراطي ولا مشكلة لنا مع العلويين. نقاتل لنقل الجبل وأهله من طرابلس"، هذه هي دوافع حمل السلاح، وبهذه العبارات المتناقضة، وربما المتكاملة، يتحدث معظم شباب التبانة، يبدون كمن لا يدري سبب العداوة او سبب اشتعال المعارك. تبدو معاركهم اقرب الى جولات القتال بين ابناء الحارة التحتا ونظرائهم في الفوقا.
عند دخولك الى باب التبانة تظن ان المنطقة تعبت من المعارك، فكل شيء يوحي بذلك، لكن تعب ابنية المدينة وشوارعها لا ينسحب ابدا على اهلها. اهالي باب التبانة متحمسون، لم يتعبوا من القتال ولم يملوا. هم فقط ينتظرون سقوط "طاغية الشام" ليحسموا امرا "لم يعد بامكاننا تحمله". اهالي التبانة لم ينسوا، يبدو انهم كانوا فقط يتناسون، فالذاكرة الجماعية اعادت بعض الاحداث الى التداول. "في الطبقة الثانية من هذا المبنى كان يسكن اخي عندما اقتاده الجيش السوري بمساعدة العلوين الى اسفل حيث اعدم وآخرين"، "ابناء الجبل شاركوا في مجازر قوات الردع في طرابلس في 83"، هذه الذكريات، وكثير غيرها، توصل بعض شباب التبانة الى الخلاصة الآتية: "جبل محسن زرعه النظام السوري كالسكين في خاصرة الجبل وتجب ازالته"، فيما يرى بعض المعتدلين أنه يجب على اهالي الجبل ان "يولوا امرهم الى اشخاص وطنيين وليس لرفعت عيد".
في احد احياء باب التبانة يقف احمد ابرهيم الحموي امام منزله المحروق جرّاء المعارك، يتحدث عن الدولة الغائبة وعن حاله واولاده الذين يعيشون بلا مأوى "لم يعوض احد علينا ولن يعوض، نحن نعرف ان هذه الدولة لا امل منها. اين رئيس الحكومة الذي يتحدث دائما عن سنيته؟ نحن اهل مدينته واهل طائفته لماذا لا يقوم بحمايتنا من الشبيحة؟ لماذا لا يعوّض على المتضريرين منّا؟". عند الحموي كل شيء في البلد سوري، والسوري عدو، "سنضحّي بكل ما نملك لتنتصر الثورة السورية".
قرب منزل الحموي المحترق في بعل الدراويش تقع الحديقة التي أهلتها جمعية فرح العطاء لتكون ملعبا يلتقي فيه اطفال باب التبانة وجبل محسن، هي اليوم فارغة، تتجمع فيها النفايات ويرتفع فوقها علم للثورة السورية، لكن اولاد الجبل لا يحضرون "فالمنطقة اصبحت خطرة".
المعركة الاخيرة اعادت الامور كثيرا الى الوراء، حتى الحركة الاقتصادية تراجعت، يظهر اصحاب المحال التجارية كمن يسيّر اعمالهم بانتظار الفرج "فالزبائن اصبحوا اليوم فقط اهالي الحي الذي يقع فيه المحل" يقول وسيم صاحب دكان في التبانة.
 

القبة

القبة كباب التبانة تلاصق جبل محسن، فيها يتحدث الناس عن امتدادهم الطبيعي مع سوريا، وعن ردّ الجميل لأهالي حماة الذين ناصروا ثورة اهل طرابلس في الخمسينات. لا يشارك اهالي القبة، باسنثناء بعضهم، فعليا في المعارك، يأتيهم المقاتلون من التبانة، يتحدثون بدبلوماسية عن جبل محسن ويعيدون سبب هذه المشكلات الى غياب الدولة، "الطائفية غير موجودة في طرابلس" يقول احد المشاركين في نقاش لدى مختار القبة، ثم يستدرك "التطرف لدى الطرف الآخر يولّد تطرفاً من جانبنا"، في القبة ايضا يحمّلون المسؤولية للفقر، محاولين تحسين صورة اهالي التبانة "هم في طبيعتهم طلاب سلام لكن بعض المقاتلين يحملون السلاح من اجل المال، فأوضاعهم الاقتصادية سيئة، حتى بعض الاعلامين يدفعون اموالاً للمقاتلين ليطلقوا قذيفة هنا واخرى هناك من اجل تصويرها وتحقيق السبق الصحافي".



مقاتلون يبنون زعاماتهم

يسير ابو منير في شارع سوريا، حيث يملك محلا تجاريا. يلقي التحية على سائق تاكسي هنا، وعلى شاب هناك، يناديه الجميع بالقائد. هم يعرفونه جيدا، يسهرون معه الليالي حرصا على امن المنطقة، ويقاتلون الى جانبه عندما تشتعل المعارك، يجلس "القائد" امام مقهى ليبدأ الناس بالوصول والتحدث معه وإلقاء التحية عليه "القائد يأمر ونحن ننفذ"، القائد هنا مقاتل في الليالي المظلمة، يدافع في نظر ابناء المنطقة عنهم، هم بيئته الحاضنة وبعضهم رفاق سلاحه.


يؤكد ابو منير انه "والاخوة لا نحب السلاح، ولا نهوى المعارك، لكن الامر يفرض علينا، نحن ندافع عن انفسنا ليس الا"، لكن من اين السلاح؟ "كان السلاح قبل الـ2009 يتدفق علينا بشكل كبير، اما اليوم فتأمينه اصعب، نحن نحمل السلاح لندافع ايضا عن اهالي الجبل الاسرى لدى رفعت عيد". لكن يبدو ان في باب التبانة عدداً غير قليل من "ابو منير" كل واحد منهم "قائد" لديه مجموعته، يقاتل و"يدافع" عن الحيّ الذي يسكن فيه.



المستقبل وآل الحريري

يتحدث ابو منير في كل شيء، في السياسة والاقتصاد. ينتقد غياب آل الحريري وتيارهم الذي يعتبر نفسه من مؤيديه، لكنه يؤكد "من المستحيل ان يستعيد آل الحريري ما خسروه في طرابلس، الاسلاميون هم البديل، تكبر حالهم بسرعة كبيرة". لكن "القائد" يرى ان اسلاميي طرابلس ليسوا متطرفين "لا يكفرون احداً ولا يرفضون احداً وهذا يطمئننا".


في وجه ابو منير تستنتج ان مناصري المستقبل اصبحوا بأحسن الاحوال بنصف اسلامي، يناصرون الثورة في سوريا ويتعاطفون مع الحركات الاسلامية. ينتقد نواب المستقبل كثيرا ويمتدح الشيخ سعد "الذي يقع ضحية لنوابه ومسؤولي تياره السياسي".


صوب مشروع الحريري السكني يدلك اهالي المنطقة، وهو المشروع الذي بناه رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري لاهالي منطقة البقار (طرابلس) عوضا عن بيوتهم التي تدمرت وتضررت في الحرب الاهلية، لكن مباني المشروع اصبحت في احسن الاحوال لا تشير الى زمن السلم، كونها متضررة الى حدّ كبير وبعض شققها حرق بالكامل. يختصر حال هذا المشروع حال كل ما بناه آل الحريري في طرابلس التي تنتشر في شوارعها اعلام المعارضة السورية والاعلام الاسلامية وصور للنائب محمد كبارة كتب تحتها "نثق بهذا الرجل"، فيما يبدو ان الصور القليلة للحريري الابن علّقت قبل مدة غير قصيرة.



جبل محسن

تسير في جبل محسن لترى الجانب الآخر من "سوريا". هنا نظام الجبل يقف بالمرصاد لمعارضة التبانة، هنا العلم الرسمي للدولة السورية هو الحاكم، وصور الرئيس الاسد هي البارزة. هنا سوريا "الله حاميها" تواجه سوريا "الثورة" في التبانة.
في جبل محسن المرجعية واحدة "الحزب العربي الديمقراطي"، وهو الحزب الذي يقود المعركة مع التبانة، وفي الجبل الصورة اكثر وضوحا لدى المقاتلين "نحن الى جانب سوريا الاسد وهم يعتدون علينا لاننا الى جانب محور الممانعة والمقاومة".
لدى هؤلاء القتال سببه سياسي "لا اكثر ولا اقل"، او هكذا يصرحون.

 

زحلة – دانييل خياط


محمد باسل الميس اسم جديد في لائحة المخطوفين.... والعائلة من أهالي المخطوفين إلى سوريا إلى الفدية

في تحد صارخ للقرار السياسي - الامني بالقضاء على ظاهرة الخطف وتوقيف عصاباتها، خطف 4 مسلحين، ليل الاحد، المواطن محمد باسل الميس، مواليد 1957، إذ كمنوا له عند مدخل منزله، واقتادوه بسيارته بعدما امروا زوجته نائلة التي كانت ترافقه بالدخول الى المنزل. لتعيش نائلة ثانية الرعب المستمر على مصير حبيب، وهو رعب تقاسيه يوميا من 27 عاماً، يوم خطف والدها المعاون اول في الشرطة القضائية عبد الهادي المعلم في تشرين الثاني 1984، من بيروت على يد ميليشيا لينتهي في السجون السورية، وتبدأ عائلته نضالها مع الجمعيات التي تعنى بمصير المخفيين قسرا والمعتقلين في السجون السورية.
وأحد أخطار استفحال "الخطف على الفدية"، ان ممارسته يكسب العصابات خبرة. فقد عثر امس، على سيارة المخطوف الميس متروكة الى جانب طريق عانا - المنصورة في البقاع الغربي، وقد نزع الخاطفون فرش مقاعدها ليخفوا ادلة جنائية قد تدلّ عليهم، وفق ما يرى المحققون. ففي قضية خطف علي احمد منصور ساهم رفع البصمات ومطابقتها بكشف هوية المجموعة المنفذة.
على رف في غرفة الاستقبال في منزل المخطوف، وضع الصحافيون صورة فوتوغرافية لمحمد باسل ليلتقطوا صورة للغائب قسرا عن منزله، غافلين انهم في صورة واحدة جمعوا مأساة وطن لم يكتب له ان يفرح، ما دام في دولته، ساسة كانوا في زمن ما امراء ميليشيات. فقد جاورت صورة محمد باسل بطاقة لأهالي المعتقلين في السجون السورية عليها صورة لعبد الهادي ببزته العسكرية توقف عندها الزمن، وبطاقات دعوة الى اعراس، كانت نائلة وزوجها عائدين من احداها عندما قررت العصابات ان تستبيح حياة احدى العائلات اللبنانية مرة جديدة.  
كان محمد باسل يشعر بالامان بما يكفي، ليبني منزلا له ولزوجته في وسط سهل مكسه، في منطقة زراعية غير مأهولة. يمضي ايامه في استصلاح الاراضي الزراعية التي يملكها حول منزله نهارا، والليل امام شاشة الكومبيوتر. على رغم ان طيف عبد الهادي يقيم معهما في المنزل، لم يتبادر الى ذهن الزوجين في زمن الخطف على الفدية، انهما سيكونان هدفا له، فتوجها لحضور عرس، وعادا بعيد العاشرة الى منزلهما، على تلك الطريق السهلية الموحشة، التي هي درب البيت بالنسبة اليهما. وصلا بأمان الى منزلهما، عبرا بسيارتهما "نيسان ـ باثفايندر" شمبانية، السور الخارجي، ركناها في موقف مفتوح جنب مدخل المطبخ، وفيما كانا يهمان بالترجل منها، اذا بملثمين يشهران عليهما السلاح ويطلبان منهما الركوع. يطلق المسلحان النار على اسلاك الكهرباء لقطع الانوار، ومن ثم حول ضحيتيهما ترهيبا، يطلبان من نائلة الدخول الى المنزل، وفيما هي تمتثل لاوامرهما تصادف مسلحين ملثمين آخرين كانا مختبئين خلف المنزل. يصعد الاربعة في سيارة محمد باسل ويقتادونه معهم، سالكين الطريق السهلية في اتجاه الشبرقية.
باسل محمد الميس يملك ارضا، لكنه لا يملك سيولة، منزله يحدث عن احواله المالية، عائلته تنتظر اتصالا من الخاطفين لتعرف مصيره ومطالبهم، وتنفي خبر تلقيها اتصالا منهم من رقم هاتف باسل يطالبونها فيه بفدية مليون دولار.
يبقى السؤال من وشى بمحمد باسل، من يعرف تحركاته، وعزلة منزله،  فيتجرأ الخاطفون على ان يكمنوا الى جانبه بكل راحة؟ في قضية علي احمد منصور، أصبح لدى شعبة المعلومات أسماء لثلاثة متهمين، احدهم ابن بلدة المخطوف غزة. في زمن "الخطف على الفدية"، بات هناك من يطمع بمن تربطه به جيرة او معرفة او علاقة عمل، فيبيعه من عصابات الخطف بقليل من الدولارات.  طبيعي ان تنتاب اهالي المخطوف نوبات غضب. ولكن عائلة الميس تثق بالاجهزة الامنية والعسكرية، وتقابل الصحافيين بكلمة "الله يحميكم". نائلة التي لاحقتها عدسات الصحافيين، بكت كل وجعها "صار لنا 30 سنة عم يصورونا"، فالابنة التي وقفت امام عدسات الكاميرات مع اهالي المفقودين في السجون السورية من اجل قضيتهم، وجدت نفسها تنتمي الى مجموعة اهل المخطوفين على الفدية.
من جهته قال رئيس بلدية غزة محمد المجذوب "ان الخاطفين مرتاحون الى وضعهم في موضوع الخطف، يجولون في المنطقة على راحتهم"، محذرا من عواقب بقاء هذه المنطقة، التي تشكل خزان الاغتراب، مكشوفة امنياً. 


المصدر: جريدة النهار

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,172,384

عدد الزوار: 7,231,137

المتواجدون الآن: 98