قيادي في «إخوان» سوريا: الإيرانيون عرضوا علينا الحوار 6 مرات عبر وسيط تركي...أحمدي نجاد: جميعنا تضرر من الأوضاع القائمة على الأرض في سوريا....

النظام يواصل قصفه الجوي لحلب.. واشتباكات في درعا واللاذقية.... انتشال 35 جثة من تحت الأنقاض في حماه.. والتنسيقيات: إعدام 95 شابا بحلب خلال 3 أسابيع

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 أيلول 2012 - 4:42 ص    عدد الزيارات 2315    التعليقات 0    القسم عربية

        


النظام يواصل قصفه الجوي لحلب.. واشتباكات في درعا واللاذقية.... انتشال 35 جثة من تحت الأنقاض في حماه.. والتنسيقيات: إعدام 95 شابا بحلب خلال 3 أسابيع

بيروت: ليال أبو رحال ....
شن الطيران السوري أمس غارات جوية على مدينة حلب، في موازاة اشتباكات عنيفة شهدتها أنحاء عدّة في العاصمة دمشق فجر أمس بين القوات النظامية و«الجيش السوري الحر»، وعمليات أمنية ومداهمات في مدن درعا واللاذقية وحمص وحماه مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 سوريا.

واستهدفت الغارات الجوية أحياء عدة في مدينة حلب وريفها منذ الصباح الباكر، حيث أصاب القصف أحياء الصاخور ومساكن هنانو والباب وبلدة حيان، فيما أورد التلفزيون الرسمي السوري خبرا مفاده أن «الجيش النظامي قضى على عشرات من الإرهابيين كانوا متحصنين بالمدرسة الصناعية في الأتارب بريف حلب».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 5 أشخاص لقوا حتفهم بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في غارة جوية شنها الجيش السوري. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان «ارتفع إلى خمسة عدد الشهداء الذين سقطوا إثر القصف الذي تعرض له حي المعادي، أحد أحياء حلب القديمة ومن الشهداء ثلاثة أطفال من عائلة واحدة»، وأضاف «لا يزال هناك بعض الأشخاص تحت الأنقاض».

وبدوره، قال محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات احتدمت أمس في أحياء الصاخور وسيف الدولة وصلاح الدين والفرقان بين الجيش الحر وقوات الأمن في محاولة من النظام لاستعادتها، فيما اندلعت مواجهات عنيفة في حيي الجميلية والنيّال قرب مقرات أمنية تابعة للنظام».

وأشار إلى أن «النظام واصل دك أكثر من 15 حيا بالمدفعية وطيران الميغ، ويخص حي الأعظمية بإعدامات ميدانية»، وأحصى «إعدام 95 شابا رميا بالرصاص بعد تعذيبهم خلال 3 أسابيع فقط». كما نفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حي الفرقان طالت عددا من الشبان.

وفي العاصمة دمشق، بث ناشطون صورا قالوا إنها لقوات النظام السوري وهي تقوم بتفجير مبنى سكني في حي الزاهرة، قبل أن تعلن لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «قوات الأمن قامت بتلغيم ثمانية أبنية سكنية من الجهة الشرقية بعد تهجير أهلها وتفجيرها وجرفها بالجرافات».

وتعرضت بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق لقصف مدفعي عنيف، فيما أعداد ضخمة من قوات النظام والمدرعات طوقت منطقة الذيابية والسيدة زينب وسبينة ويلدا والحسينية وغزال وحجيرة في محاولة لاقتحام هذه المناطق. وأشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى «اعتقال عشرات الأشخاص من أهالي حي السيدة زينب وحرق ونهب منازل المدنيين من قبل قوات النظام والشبيحة».

وفي اللاذقية، استهدف قصف عنيف قرى الخضراء والميدان وبيت عوان وبيت فارس، فيما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن «الجيش السوري الحر يحكم قبضته على عدد من قرى الريف». وقال عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن السورية شنت هجوما عنيفا على جبل التركمان محاولة اقتحامه بعدما داهمته من محاور عدة، بالتزامن مع قصف بالرشاشات الجوية وراجمات الصواريخ»، لافتا إلى «تعرض قرى مصيف سلمى لقصف عنيف بالمدفعية ظهرا وإسقاط 4 براميل متفجرة على مصيف سلمى ودورين أدت إلى مقتل امرأة وإصابة 4 أشخاص إصابات بالغة، بينهم مسنون». وفي درعا، شنت قوات الأمن السورية حملة عسكرية على مدينة الشيخ مسكين في محاولة لاقتحامها، بالتزامن مع قصف من المروحيات والدبابات. وأفادت لجان التنسيق عن اشتباكات وقعت بين «الجيش الحر وقوات النظام لمنع الاقتحام وحماية الأهالي واللاجئين في المدينة». وأفادت كتيبة المعتصم بالله - إحدى كتائب الجيش الحر العاملة في المحافظة - بأنها هاجمت مركز هجّانة تابعا للجيش النظامي السوري وتمكنت من تدمير المركز وقتل قائده وأسر 15 جنديا فيما فر ثلاثة آخرون إلى الجانب الأردني.

وفي حماه، أكدت لجان التنسيق المحلية أنه تم انتشال 35 جثة من تحت الأنقاض في حي مشاع الأربعين، وذلك غداة القصف والغارات التي نفذتها القوات النظامية، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية عن قصف مدفعي عنيف تعرضت له قريتا حمادي عمر وأبو الرمال في حماه.

 

قيادي في «إخوان» سوريا: الإيرانيون عرضوا علينا الحوار 6 مرات عبر وسيط تركي

الدروبي لـ «الشرق الأوسط»: قلنا لهم لا تفاوض إلا بعد أن يتوقفوا عن دعم الأسد

 

بيروت: يوسف دياب .... نفى قيادي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، مؤكدا أن الجماعة رفضت 6 عروض إيرانية للحوار من خلال وسيط تركي للبحث في الأزمة السورية.

وجاء نفي القيادي ردا على تصريحات بلال طيفور، نجل نائب المراقب العام لإخوان سوريا فاروق طيفور، لوكالة «أنباء الأناضول» التركية، والتي زعم من خلالها عقد 6 لقاءات بين قيادات بالجماعة ومسؤولين إيرانيين مؤخرا عبر وسيط تركي للوصول لحل للأزمة السورية، نافيا ما نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني من أن الاجتماعات عقدت في إيران. وأضاف أن «إيران أبلغت الجماعة خلال اللقاء الأخير استعدادها للتنازل عن مطلبها في استمرار الأسد مقابل التفاهم على المرحلة القادمة». وقال: «اتفقنا معهم في اللقاء السادس الذي تم قبل شهر على أنه لا حوار إلا بعد رحيل بشار عن الحكم، وطالبناهم بضرورة التوقف عن دعم النظام السوري». وعن اعتراف القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري بوجود أفراد من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، قال بلال طيفور «موقفنا واضح، وهو أن إيران شريكة في الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين، وما اللقاءات التي تمت معهم إلا محاولة لثنيهم عن هذا الدور».

إلا أن القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا ملهم الدروبي، قال: إن «كلام بلال طيفور فهم خطأ». وأكد في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «أي لقاء لم يعقد بين الإخوان والإيرانيين على الإطلاق». وقال: «إن الواقعة الصحيحة، هي أن الإيرانيين عرضوا علينا 6 مرات بواسطة وسيط تركي الاجتماع بهم للبحث في الوضع السوري من دون أن يفصحوا عن برنامج هذا الحوار والمواضيع التي سيطرحونها، لكننا أبلغناهم أننا لن نجتمع بهم أو نتحاور معهم إلا بعد أن يتوقفوا عن دعم بشار الأسد». ولفت إلى أن «الإيرانيين قدموا عرضا في المرة السابعة عبر الوسيط، يؤكدون فيه أنهم غير متمسكين ببشار الأسد، فكان شرطنا أوقفوا دعمكم لبشار بالمال والسلاح والخبرات، وأعلنوا دعمكم وتأييدكم للشعب السوري وحقوقه المشروعة لكي نجلس وإياكم على طاولة واحدة ونتحاور». وردا على سؤال توقع الدروبي أن «تكون إيران عرضت هذا الأمر على المجلس الوطني السوري الذي لديه نفس الموقف».

بدوره قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير النشار، إن عضو المجلس فاروق طيفور «أبلغ المكتب التنفيذي أن هناك وسطاء إيرانيين يريدون فتح حوار إما مع الإخوان المسلمين وإما مع المجلس الوطني، وأنه (طيفور) أبلغهم أنه لا إمكان للحوار بيننا وبينكم إلا بعد تخليكم عن بشار الأسد، أو بعد تنحي بشار عن الحكم». وأكد النشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتصالات الإيرانية حصلت مرات عدة عبر الوسطاء، لكن المجلس الوطني والإخوان المسلمين ينظرون إلى إيران على أنها جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل، والدليل التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين التي أثبتت أن إيران هي شريك حقيقي في الحرب على الشعب السوري، وهذا ما صرح به علنا قائد الحرس الثوري الإيراني بقوله نحن موجودون في سوريا وندعم الجيش السوري بالخبرات والاستشارات». وقال: «منذ مدة أعلن مسؤول الأمن القومي الإيراني أن أمن النظام السوري هو من أمن إيران، وهذا دليل على أن إيران تخوض حربها في سوريا ضد الشعب السوري، لذلك نرى أنه لا جدوى من الحوار مع إيران ما دامت هذه مواقفها، وطالما رفضنا الحوار مع بشار نرفضه مع الإيرانيين أيضا». ورأى أن «العروض الإيرانية ما هي إلا محاولة لفتح قنوات مع المجلس الوطني ومع (الإخوان) للانضمام إلى القنوات السياسية التي يدعي بشار الأسد فتحها، لكننا نجد أن لا جدوى من أي حوار سياسي إلا بعد تنحي الأسد عن السلطة، خاصة أننا نعتبر الأسد مجرم حرب ويجب سوقه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بعد سقوط ما يزيد عن 30 ألف شهيد سوري، وتشريد ملايين السوريين داخل سوريا وخارجها، وتدمير المدن السورية»....

 

مقاتلون ميدانيون يقللون من أهمية انتقال قيادة «الجيش الحر» إلى سوريا... مناطق نفوذه تتمدد شمال البلاد يوما بعد يوم

بيروت: ليال أبو رحال .... لا تنكر قيادة «الجيش السوري الحر» وجود عقبات مادية وتقنية وأمنية تحول دون التواصل مع مختلف الكتائب والفصائل المنضوية تحت تسمية «الجيش الحر»، والتي سارع بعضها إلى انتقاد خطوة قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد «المتأخرة» بإعلان انتقال القيادة المركزية من تركيا إلى «الأراضي المحررة» داخل سوريا، يوم السبت الفائت.

ويقول رئيس أركان «الجيش الحر» العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود ثغرات في التنسيق وصعوبة التواصل مع وحدات الجيش الحر في المناطق كلها أوجبت بلا شك اتخاذ القرار بنقل القيادة المركزية إلى داخل سوريا»، معتبرا أن «الانتقاد من قبل رؤساء بعض الكتائب في مكانه ونحن نقدّره ونأخذه في عين الاعتبار وهذا ما يفرقنا عن الديكتاتور لأننا نحارب جميعا من أجل الحرية والديمقراطية».

موقف حجازي يأتي بعدما قال مقاتلون ميدانيون إنهم غير مكترثين بإعلان قادة «الجيش الحر» في الخارج عودتهم إلى «المناطق المحررة». ويقول المتحدث باسم لواء التوحيد، التنظيم الأقوى بين قوات المعارضة في حلب، المقاتل عبد الله: «لو انضم مقاتل جديد إلى جبهة القتال لكان ذلك أكثر فائدة»، معتبرا أن «المقاتلين على الأرض يساوون أكثر بكثير من أناس يجلسون خلف مكاتب خارج سوريا منذ عام ونصف العام».

ولا يبدي مقاتلو الداخل حماسة لقرار قيادة «الجيش الحر» باعتبار أنهم «في قتالهم اليومي شبه منفصلين بالكامل عن هذه القيادة». ويقول أبو سومر، قائد «تجمع كتائب أحفاد الرسول» إن مقاتليه «يقاتلون على ثلاث جبهات في حيي صلاح الدين وسيف الدولة اللذين يشهدان أعنف المعارك، وقرار انتقال قيادة الجيش الحر إلى (المناطق المحررة) لا يغير في الأمر شيئا»، مؤكدا أن «الاستراتيجية يقررها الناس الموجودون في أرض المعركة». ويوضح أبو سومر أنه يتشاطر وباقي قادة الكتائب هدفا أوحد هو «إسقاط بشار الأسد بأسرع وقت ممكن»، ولذلك فهو يناشد كل القادة العسكريين المنشقين الذين ما زالوا في الخارج، ولا سيما في تركيا، العودة إلى سوريا و«النزول إلى أرض المعركة».

ويدرك رئيس أركان «الجيش الحر» تململ المقاتلين الميدانيين، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هم إخوتنا وزملاء دربنا ورفاق السلاح، سواء أكانوا من المدنيين الشرفاء أو من العسكريين المنشقين ويسعدنا سماع انتقاداتهم وملاحظاتهم»، لكنه يشدد في الوقت عينه على أن «ثورتنا ثورة يتيمة ولا تتلقى دعما من أي جهة بعدما لم يمد أحد يد المساعدة لنا». ويضيف: «من الطبيعي أن لا نتمكن من التواصل والتنسيق مع وحدات الجيش الحر كل وأن نعجز عن إمدادهم بالسلاح والذخيرة، ومن الطبيعي أن تعلو صرخة من يقاتل ويحتاج للذخيرة، ولا نقوى على مساعدته». ويوضح حجازي «لا إمكانيات مادية ولا تقنية للتواصل مع الوحدات كلها».

وفي سياق متصل، باتت مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ أشهر عدة. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن مراسليها خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا أحيانا مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط أمنية تابعة للنظام. إلا أنهم كانوا أحيانا يقومون بالدوران حول ثكنات أو بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وقال صحافي زار منطقة إدلب في شمال غربي سوريا في مارس (آذار) الماضي ثم زارها أمس، إنه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش السوري الحر إلى قرى وبلدات كثيرة.   

 

الأردن: أنباء عن اعتقال ابن عم «الزرقاوي» خلال محاولته التسلل إلى سوريا.... 2053 عسكريا سوريا من مختلف الرتب لجأوا إليه

عمان: محمد الدعمة ... كشف محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبداللات أن قوات حرس الحدود الأردنية اعتقلت أربعة مسلحين من التيار السلفي، بينهم ابن عم الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق «أبو مصعب الزرقاوي»، بعد اشتباك مع حرس الحدود أثناء محاولتهم العبور إلى سوريا بقصد القتال ضد الجيش النظامي السوري.

وقال العبداللات لـ«الشرق الأوسط» إن من بين المسلحين الأربعة يدعى عمر الخلايلة الملقب بـ«أبو أسيد»، وهو ابن عم الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أحمد فضيل الخلايلة «أبو مصعب الزرقاوي»، الذي قتل في العراق عام 2006.

وأضاف العبداللات: «إن الثلاثة الآخرين لم يتسنَّ بعدُ معرفتهم، كون الخروج للقتال في سوريا يتم بقرار فردي وليس بقرار تنظيمي».

وبيّن العبداللات أن المقاتلين من التيار يسلكون طرقا وعرة للتسلل إلى الأراضي السورية بغية القتال ضد النظام هناك، لكن تم اعتراضهم وتوقيفهم من قبل قوات حرس الحدود الأردنية بعد اشتباك معهم.

وأشار العبداللات إلى أن تسعة أشخاص من التيار تمكنوا منتصف الأسبوع الماضي من التسلل للأراضي السورية، حيث أجروا اتصالات مع ذويهم من مدينة درعا وطمأنوهم على سلامة وصولهم.

وأكد العبداللات مقتل عنصر من التيار السلفي يدعى «بركة أبو ياسين» من سكان منطقة الضليل (37 كم شمال شرقي عمان) قبل يومين، وذلك بعد معركة مع الجيش النظامي في مدينة حماه.

ومن جهة أخرى، أكد مصدر أمني أردني تراجع أعداد اللاجئين السوريين الداخلين إلى الأردن عبر الشريط الحدودي بسبب القصف العنيف المتبادل بين الجيشين السوريين النظامي والحر داخل الأراضي السورية، حيث كانت تسمع أصوات دوي القذائف بسهولة ووضوح من المناطق المتاخمة للحدود الأردنية السورية.

وقال المصدر إن خمسة لاجئين سوريين فقط استطاعوا العبور من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية بسبب الوضع الأمني بالقرب من الحدود الأردنية السورية المخيف، والذي لا يستطيع أحد أن يجازف بحياته أثناء القصف للمرور إلى الطرف الآخر من الحدود، مشيرا إلى أنه في الأيام العادية كان يعبر المئات من اللاجئين إلى الأردن.

من جانبه أعلن قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود أن 2053 عسكريا سوريا من مختلف الرتب لجأوا إلى الأردن منذ بدء الأحداث في سوريا في شهر مارس (آذار) 2011.

وقال الزيود لصحيفة «الدستور» الأردنية إن عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود من خارج المعابر الحدودية الرسمية حتى يوم الأربعاء الماضي بلغ أكثر من 74 ألف مواطن سوري، معظمهم دخلوا خلال الليل وتعاملت معهم القوات المسلحة الأردنية على مدار الساعة منهم 2053 عسكريا من كل الرتب».

وأضاف أن وجود عسكريين منشقين أو فارين بأسلحتهم من مختلف الرتب شكل مسؤولية أخرى تجاه هؤلاء الذين يتم التعامل معهم وفق الإجراءات الخاصة بالتعامل مع العسكريين في مثل هذه الظروف ونقلهم لأماكن خاصة وتوفير الحماية لهم، خصوصا أن بعضهم كان يتعرض لإطلاق نار خلال محاولته اجتياز الحدود، وفي بعض الأحيان كانت النيران تتجاوز الحدود الدولية.

وأشار إلى تعرض الأراضي الأردنية وعلى امتداد الحدود وفي أوقات مختلفة إلى رمايات نارية نتيجة ملاحقة هؤلاء اللاجئين خلال محاولتهم عبور الحدود، مما دفع القوات المسلحة الأردنية للقيام بإجراءات وقائية واتخاذ كل الاحتياطات بما يتناسب مع تطورات الموقف داخل الأراضي السورية، وتحسبا لأي احتمالات قد تؤثر على أمن الوطن والمواطن.

ويؤوي الأردن أكثر من 200 ألف سوري منذ بدء الأحداث في سوريا في مارس 2011. وأحصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن 85 ألفا و197 لاجئا بينهم 35 ألفا و961 ينتظرون التسجيل....

 

الإبراهيمي لمجلس الأمن: الأسد يصور الوضع على أنه مؤامرة أجنبية.... قال إن التعذيب أصبح عملية «روتينية».. * توجه للتخلي عن نقاط أنان الست

واشنطن: هبة القدسي.. نيويورك: مينا العريبي
... في جلسة مغلقة صباح أمس بمجلس الأمن الدولي، حذر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا من تدهور الأوضاع هناك واشتعال الحرب الأهلية، وتفاقم معاناة السوريين النازحين داخل سوريا واللاجئين إلى الدول المجاورة بما يلوح بأزمة غذاء متفاقمة، ويهدد بزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة.

وأشار الإبراهيمي إلى نتائج جولته الأولى من المحادثات ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وبعض أطراف المعارضة بعد جولته في كل من مصر والأردن وتركيا وسوريا لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة.

وقال الإبراهيمي لمجلس الأمن المكون من 15 دولة إن الوضع في سوريا يتدهور بشدة وإن الحرب الأهلية السورية تزداد سوءا، ويؤثر هذا الوضع على المنطقة بأكملها ويهدد بزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة لسوريا.

وأوضح الإبراهيمي أن الرئيس الأسد أخبره بوجود 5 آلاف «مقاتل أجنبي» داخل الأراضي السورية وأن الأسد يصور الوضع على أنه مؤامرة أجنبية ضد بلاده.

وحذر الإبراهيمي من أن سوريا على شفا كارثة إنسانية وأزمة غذاء متفاقمة مع ممارسات العنف والتعذيب التي وصفها بالممنهجة ضد المدنيين. ووجود نحو 2.5 مليون سوري يعانون من الأوضاع المتدهورة، وتوقع تزايد الأزمة الإنسانية. وأشار إلى مخاوف المصابين السوريين من اللجوء إلى المستشفيات لسيطرة القوات الحكومية عليها وأن تعذيب المعتقلين أصبح عملية روتينية.

وأوضح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، أن الإبراهيمي قدم لمجلس الأمن إفادته حول خطورة الوضع في سوريا وطالب بالقيام بكل الجهود لإنهاء العنف وقتل المدنيين. وقال فيسترفيله للصحافيين بعد انتهاء الجلسة المغلقة «إن ألمانيا تدعم جهود الأخضر الإبراهيمي وستستمر في الضغط لإنهاء العنف بحيث يبدأ السوريون عملية سياسية تقود إلى بداية جديدة».

وأشار وزير الخارجية الألماني إلى أنه لا يوجد لدى مجلس الأمن خطة لإنهاء العنف سوى خطة المبعوث الأممي السابق كوفي أنان ذات النقاط الست وقال «لدينا خطة النقاط الست التي اعتمدها مجلس الأمن وهي أفضل بديل حتى الآن»، وأضاف «علينا القيام بوضع حل للصراع وتجنب أي تداعيات له في الإقليم، وهذا يفسر لماذا نسعى إلى حل سياسي، فنحن لن نتخلى عن جوهر خطة النقاط الست، وأتفق أن الوضع الحالي محبط، لكن لا يوجد لدينا أي بدائل أخرى».

وأكد فيسترفيله على ضرورة أن تقوم المعارضة السورية بتوحيد صفوفها وقال «لدينا اجتماعات كثيرة لمناقشة الملف السوري خلال الأيام المقبلة وأعتقد أنه من الحكمة وأيضا من الضروري أن تتحد المعارضة ليس فقط لمواجهة النظام ولكن أن تتحد في إطار ديمقراطي تعددي وتسامح إثني يعطي للسوريين الأمل في بداية جديدة في سوريا».

ومن المتوقع أن تهيمن الأزمة السورية على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، بحثا عن سبل جديدة لمعالجة الأزمة التي تبدو عالقة من دون حل سياسي واضح. وبدأ الإبراهيمي اجتماعاته في نيويورك منذ السبت الماضي، بينما كانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس قد بدأت أول من أمس لقاءاتها قبل يومين مع الوفود المجتمعة في نيويورك لبحث سبل إغاثة المدنيين السوريين.

وبعد أن اتفق الإبراهيمي مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بعد اجتماعهما يوم السبت الماضي بأن الأزمة السورية تشكل «تهديدا متصاعدا للأمن والسلم الإقليميين»، هناك توجه لتجديد الجهود لإصدار قرار من مجلس الأمن يلزم النظام السوري والمعارضة بالسعي لحل سياسي للأزمة السورية، واحترام مهمة الإبراهيمي. وهناك توجه تدعمه واشنطن ودول عربية إلى التخلي عن خطة «النقاط الست» الذي كان المبعوث السابق كوفي أنان قد وضعها بعد فشل تحقيق أي من بنودها، ولكن لم تتضح الرؤية بعد للشكل الجديد لمهمة الإبراهيمي. ولكن تدعو دول من مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» إلى مشروع قرار مرتقب لدى مجلس الأمن يجب أن يلزم الطرفين باحترام جهود التوصل إلى حل سياسي من خلال المبعوث الدولي، تحت البند السابع. واستخدام البند السابع في هذه الحالة لن يؤدي بالضرورة إلى توجه عسكري لفرض الحل السياسي، بل يشمل محاسبة الطرف الذي لا يلتزم بالقرار، من خلال آليات معينة تشمل العقوبات.

وأفادت مصادر دبلوماسية عربية وغربية لـ«الشرق الأوسط» أن إصدار القرار نفسه لن يكون مدرجا على أعمال الجمعية العامة، بل التشاور من أجل تحقيق هذا الهدف يحتدم هذا الأسبوع على العمل على إصدار القرار في الأسابيع المقبلة. وبينما ما زال الموقف الروسي العقبة الرئيسية لهذه الخطوة، من المتوقع أن تزداد الضغوط على روسيا للتحرك مع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد وتداعياتها على المنطقة.

ويذكر أن الجدول الأولي (غير الرسمي) لخطابات النقاش العام لدى الجمعية العامة يظهر أن المبعوث السوري سيلقي كلمته أمام الجمعية العامة يوم الاثنين المقبل، وهو اليوم الأخير لخطابات النقاش العام ومن المتوقع أن تكون أكثرية الوفود المشاركة قد غادرت نيويورك.

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد اجتمعوا مساء أول من أمس في نيويورك للتشاور والتنسيق قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة رسميا، حيث هيمنت القضية السورية أيضا على الاجتماع بالإضافة إلى قضايا عربية وإقليمية تعني دول الخليج.....

 

أحمدي نجاد: جميعنا تضرر من الأوضاع القائمة على الأرض في سوريا... قال في مقابلة تنشرها«الشرق الأوسط»: إسرائيل تحاول إنقاذ نفسها بإحداث كثير من الصخب

ديفيد إغناتيوس *
... اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط» وأجرتها «واشنطن بوست»، إسرائيل بأنها تبحث عن الخلاص عن طريق إحداث كثير من الصخب وزيادة وتيرة المخاطر، قائلا إن إيران هي الأخرى دولة معترف بها وتمتلك قوات دفاعية واضحة للغاية. وهون في المقابلة من البرنامج النووي الإيراني قائلا: «هل تعتقدون أن الجذور الحقيقية للمشكلة تتمثل فقط في امتلاكنا بعض الأطنان من اليورانيوم المخصب بمعدلات 3 في المائة أو أكثر؟». وبالنسبة للأزمة السورية، قال إن «وجهة نظرنا هي أن الانتخابات الحرة وتقرير المصير حق لجميع الشعوب، وأن الشعب يجب أن يقرر مصيره بنفسه». وفي ما يلي نص المقابلة التي أجريت في نيويورك، وأجري على نصها التالي بعض التعديلات الطفيفة إما بسبب الطول أو عدم الوضوح.

 

* أريد أن يكون سؤالي الأول هو ذلك السؤال الذي يرغب كل مواطني العالم في طرحه خلال الوقت الراهن: ما فرص نشوب حرب في إيران تكون ناتجة عن قيام إسرائيل بتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية؟

- لقد تحدثت حول هذا الموضوع باستفاضة سابقا. ونحن بصفة عامة لا نأخذ على محمل الجد موضوع الصهاينة والأخطار التي من المحتمل أن يسببوها. إنهم يحبون، بطبيعة الحال، البحث عن وسيلة للخلاص عن طريق إحداث الكثير من الصخب وزيادة وتيرة المخاطر من أجل إنقاذ أنفسهم، ولكنني لا أعتقد أنهم سوف ينجحون في ذلك. إيران هي الأخرى دولة معترف بها وتمتلك قوات دفاعية واضحة للغاية.

إن ما نرغب في التصدي له حقيقة هو ذلك المناخ من الفرص.. التي يتم تجهيزها ليستخدموها ولتكون تحت تصرفهم. لماذا يتوجب على العالم الاستناد إلى أسس يتم بمقتضاها إعطاء البعض الفرصة لتهديد الآخرين بصورة مستمرة؟ ولكن الأمر الأكثر أهمية من استعدادهم لإصدار التهديدات هي تلك الإدارة التي تحكم العالم اليوم. لماذا ينبغي للعالم أن يكون لديه مثل هذه الإدارة.. التي يتم بمقتضاها إعطاء البعض الفرصة لتهديد الآخرين بصورة مستمرة؟

نحن نؤمن بالحاجة إلى وجود إصلاحات في هذا الشأن. دعونا نفترض أننا سنكتشف خلال ثلاثة أو أربعة أشهر من الآن أن هذه التهديدات كانت فارغة من أي مضمون، ولكن في حالة وجود مثل هذه الفرص، سوف يتاح لمثل هذه الكيانات الكثير من الفرص لتهديد رفاهية وسلامة الآخرين. إنهم يسعون للحصول على بعض الفرص من أجل خلاصهم ولحماية مصالحهم الخاصة، وهذا هو السبب الحقيقي في أنهم يزيدون من حدة المخاطر ويتسببون في إحداث المزيد من الضجيج.

* في لعبة البوكر الأميركية، لدينا مقولة مفادها أن اللاعب الذي يقول إنه سيمضي قدما حتى نهاية المطاف ربما يكون مخادعا، لذا أريد أن أطرح عليكم سؤالا: هل تعتقدون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخادع؟

- أعتقد أنه يوجد إجماع في الآراء بأنهم ماضون (كلمة غير واضحة ربما تكون: «بصورة متزايدة») في هذه اللعبة، لذا، فأنا أوافقك الرأي في هذه النقطة.

* إذن، دعني أطرح عليكم سؤالا بشأن إحدى الممارسات التي شهدتها في الأسبوع الماضي والتي كانت عبارة عن لعبة حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران في معهد «بروكينغز»، وهي واحدة من أكبر المؤسسات البحثية لدينا. وكما كتبت يوم الجمعة بأن أهم استنتاج خرجت به من هذه التجربة هو مدى سهولة قيام أحد الطرفين بإساءة التقدير، فعندما يعتقد طرف ما أنه يقوم باتخاذ إجراء محدود في هذه اللعبة، كان الطرف الآخر ينظر إليه على أنه هجوم. تشبه هذه التجربة ما نعرفه عن «كلاوزفيتز» بشأن «ضباب الحرب» حيث لا نستطيع دائما النظر جيدا. لذا، فسؤالي لك أنه بالنظر إلى خطورة حدوث سوء تقدير، هل من المنطقي وجود قنوات اتصال جديدة بما في ذلك عقد اتفاقية «الأحداث البحرية» مع الدول الخليجية من أجل تجنب الأخطار غير المقصودة؟

- نعم، أنا أوافقك الرأي في أن الظروف في غاية الحساسية على الصعيد الدولي، حيث تسببت الأزمات الاجتماعية والسياسية والمالية في إغضاب مديري «النظام»، فضلا عن أن حالة عدم الاستقرار السياسي قد تسببت في إظهار مثل هذه الأحداث. ربما توجد هناك توترات في كل مكان في العالم، بما في ذلك الخليج . فكما نعرف جميعا، يمتلك الخليج بوابة تدعى «مضيق هرمز»، ونحن نحاول جاهدين تهيئة الظروف المواتية للتجارة والدخول السلمي للمضيق. ينبغي لنا جميعا المساعدة الجادة في هذا الأمر. من الصحيح أن مضيق هرمز مجرى مائي إقليمي، ولكنه يلعب دورا حيويا في التجارة الدولية.

أود أن ألفت انتباهك إلى الأسباب الأساسية التي خلقت الظروف الراهنة. لماذا تم خلق مناخ من انعدام الثقة حول العالم؟ لماذا لا يجلس الساسة في أجواء من الود والثقة المتبادلة للحديث حول القضايا وسبل حلها؟ يعلم الجميع أن الأجواء الحالية في الخليج هي مجرد أجواء مؤقتة، وسوف تنتهي هي الأخرى. ولكن الظروف المماثلة تتكرر في شتى أنحاء العالم. أعتقد أنه يتوجب على أولئك الذين يسعون إلى إصلاح الأوضاع البحث عن جذور المشكلات أولا.

يجب أن يستقر الجميع على حدود حقوقهم الخاصة، بحيث ينبغي لأي أحد أن لا يحمل نوايا شريرة تجاه سلامة أو مصالح الأمم الأخرى. وبطبيعة الحال، فإذا تمكنا من خلق هذه الظروف، فلن يكون للصراع أي معنى بعد ذلك.

* كما تعلم سيدي الرئيس، فإن معرفة الأسباب الرئيسية للمشكلات سوف تستغرق منا بعض الوقت، والوقت الآن قصير للغاية، لذا، أريد العودة إلى سؤالي: هل سيكون من المفيد الآن الشروع في تدابير بناء الثقة، مثل عقد اتفاقية «الأحداث البحرية» مع الدول الخليجية للتقليل من مخاطر وقوع حوادث خطرة؟

- أعتقد أنه ينبغي اتخاذ العديد من الخطوات في الوقت نفسه، فبالطبع يسعى أولئك الذين يملكون مقاليد السلطة العسكرية للسيطرة على الأوضاع السياسية في شتى أنحاء العالم، وهذه إحدى السمات المميزة للقوة العسكرية. ولكن في كثير من البلدان، توجد بعض الفصائل المتطرفة التي ترى مصلحتها في خلق التوترات. أعتقد أنه ينبغي كبح جماح هاتين المجموعتين في خطوة أولى، ثم.. سوف نرحب بأي خطوة تهدف إلى تقليل التوتر.

ولكنني أعتقد أن الطريقة الأسهل لتحقيق كل هذا تتمثل في قيام القوات الأجنبية بمغادرة منطقة الخليج ، وسوف يترتب على هذا أيضا تقليل النفقات التي يتكبدونها.

لذا، فإن السؤال الجوهري الآن يصبح: لماذا ينبغي فرض هذه التكاليف الباهظة على السكان؟ منذ آلاف السنين، استطاع الإيرانيون المحافظة على أمن الخليج ، بمساعدة كل الدول المجاورة بالطبع. ولكن الأمر الذي أدى إلى تهديد استقرار وأمن المنطقة كان عندما بدأ صدام حسين في تنفيذ مخططات مختلفة، ونحن نعلم جميعا من كان يدعم ويشجع صدام حسين (يقصد الولايات المتحدة الأميركية).

* سيدي الرئيس، هل لي أن أطلب منك الانتقال إلى الحديث عن مفاوضات مجموعة «5+1»؟

- نحن جاهزون ومستعدون حقا لهذا الأمر، فضلا عن أننا قمنا بتقديم العديد من الاقتراحات الجيدة أيضا. ليست لدينا أية مخاوف بشأن المضي قدما للأمام في الحوار، فلطالما أردنا الحوار. لدينا منطق واضح للغاية: نحن نعتقد أنه في حالة التزام الجميع بحكم القانون واحترام كل الأطراف، فلن تكون هناك أية مشكلات.

* لذا، ربما يمكنني أن أسألكم عن بعض الطرق لتنفيذ الرسالة التي بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، والتي سلمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والخاصة بإصدار فتواه بتحريم الأسلحة النووية والعثور على طرق للتأكد من تنفيذ مثل هذه الفتوى. وفي محاولة لتأكيد قيام النظام بوضع هذا المبدأ (الفتوى الإيرانية بالتخلي عن الأسلحة النووية) في صدر أولوياته، اقترح سيد حسين موساويان، عضو سابق في الفريق الإيراني التفاوضي، ما أطلق عليه نهج «المخزون صفر». تكمن الفكرة في أن إيران، بصفتها من الدول الموقعة على اتفاقية عدم انتشار السلاح النووي، تمتلك الحق في تخصيب اليورانيوم، وأنه في كل مرة تتمكن فيها إيران من التوصل إلى مستوى معين من تخصيب اليورانيوم الذي يلبي الاحتياجات المدنية، يتم تحويل هذا الوقود إلى ألواح أو قضبان وقود وتصدير أي فائض منه. هل تبدو هذه الفكرة مفيدة بالنسبة لك في معالجة هذه الموضوعات؟

- هل تعتقد أنت أن الجذور الحقيقية للمشكلة تتمثل فقط في امتلاكنا بعض الأطنان من اليورانيوم المخصب بمعدلات 3 في المائة أو أكثر؟ هل تعتقد حقا أن هذه هي المشكلة فقط (بالنسبة) للأشخاص الذين يضعوننا تحت كثير من الضغوط؟

* لا، ولكنها طريقة للتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي. في مجموعة «5+1» هذه، لدينا روسيا والصين وألمانيا بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وهي مجموعة واسعة. ربما تكون هذه طريقة للتجاوب مع مخاوفها؟

- لذا فنحن في الواقع نقر بأن هذا ما هو إلا ادعاء أو ذريعة. ما التطمينات أو الضمانات الموجودة بأنه لن تكون هناك عقبات أخرى إذا اجتزنا هذه المرحلة؟ لقد أقررنا بهذا في إعلان طهران.

* هل كان هذا هو «مفاعل طهران البحثي»؟

- نعم، ولكن ماذا حدث؟ بعد فترة قصيرة للغاية، تم اتخاذ قرارات جديدة ضد إيران. إذن، فمن يجب أن ينشغل بهذا السيناريو؟ هل الحدود الإقليمية للمكان الذي يقع فيه مهمة؟ أم إدارة هذه المواد النووية؟ أم شحن المواد؟ الآن المواد النووية التي نمتلكها موجودة في أيدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحتى نقل غرام واحد إلى اليمين أو اليسار يتم الاعتراف به أو رصده. أعنى أنهم يقفلون عليها..

* كما تعلمون، فإن موقف مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أن هناك أحكاما معينة لدى الوكالة خالفتها إيران.. عودة إلى السؤال البسيط، في إطار حل شامل لهذه القضايا وتصفية الملف الإيراني تماما، بما في ذلك مسألة العقوبات، هل إيران مستعدة لمناقشة خطة مثل هذه التي أسميها «المخزون صفر» والتي قد تعطي العالم تطمينا بأنها لا تسعى إلى تصنيع أسلحة نووية؟

- لقد تقدمنا باقتراح من عدة مراحل إلى مجموعة «5+1» يعالج ويحل جميع المشكلات. هدفنا هو الانتقال من الصراع الجاري إلى تسوية الصراع والتعاون. هذا الاقتراح تم تحليله والحديث فيه بصورة متعمقة نوعا ما خلال الاجتماعات الفنية. ونحن في انتظار تعليق ورد مجموعة «5+1». هل تعتقد حقا أن هناك استعدادا لحل هذه المشكلة؟ إننا نجري حوارا وديا.

* أنا أتحدث كثيرا مع المسؤولين الأميركيين ومع مسؤولين من بلدان مجموعة «5+1» الأخرى، وانطباعي هو أن إيران إذا تدبرت تفاصيل اقتراح كهذا، فإن هذا سيحقق مصلحة حقيقية وسوف يكون طريقا إلى الأمام نحو حل هذا الوضع؟

- كما ترى، فقد أغلقنا بالفعل جميع المواقع النووية مرة. ولكن ليس فقط أن الرغبات والقيود (لدى الولايات المتحدة) لم تتراجع، بل لقد تضاعفت. ومع كل هذا، فما زلنا نجري حوارا، وقد قدمنا كل هذه المقترحات الجيدة إلى مجموعة «5+1».

وأكد الزعيم الإيراني أن التعامل مع البرنامج النووي الإيراني ينطوي على «كيل بمكيالين»، وقال: «إننا إذا أنهينا الكيل بمكيالين، فسوف ننهي كثيرا من هذه المشكلات، ولكن في وضع ترى فيه بضع دول نفسها أنها (المالك الوحيد)، فإن كثيرا من المشكلات سوف تظهر»، واستشهد بإنفاق الولايات المتحدة 80 مليار دولار لتجديد وإعادة تجهيز الأسلحة النووية الأميركية، واستطرد قائلا: «ومع كل هذا، فكيف لهم أن يشعروا بالتهديد من كمية ضئيلة من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة؟ وهي مادة لا تفيد سوى في تشغيل محطة توليد كهرباء؟»، وذكر أن الميزانيات العسكرية ينبغي إنفاقها على برامج الرفاهية الاجتماعية، مؤكدا: «لن ننفق أبدا ثروات بلادنا من أجل هذه الأهداف (أي تصنيع أسلحة نووية)».

* سؤال آخر على هذا الصعيد النووي: عندما يتحدث الرئيس أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، أعتقد أنه في الغالب سوف يكرر الحديث عن سياسة كشف عنها في شهر مارس (آذار) الماضي، وهي أنها إذا لم تنجح محادثات مجموعة «5+1»، فإن الولايات المتحدة جاهزة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.. هذا هو «الخط الأحمر» بالنسبة لأوباما. وأنا أريد أن أسألكم: كيف تتعاملون بصفتكم رئيس إيران مع هذا التصريح من الرئيس أوباما عن «الخط الأحمر»؟

- هل تظن أنه (أي أوباما) سوف يكرر الحديث عن تلك السياسة؟

* إنني لم أر خطابه، ولكن لنأخذ التصريح الذي ذكره سابقا ولا نخمن، ولنعتبر ذلك تصريحا بسياسة معينة؟

- أعتقد أننا يجب أن نترك هذا. إذا كررها، فإن الجواب سوف يكون واضحا للغاية. ولكن هل تظن حقا أن شعب الولايات المتحدة يؤيد الصراع؟ هل سيقبل شعب الولايات المتحدة التطفل والتدخل في شؤون الآخرين؟ لا أظن ذلك.. لا أظن ذلك. أظن أن شعب الولايات المتحدة شعب محب للسلام. على مدار تاريخ العلاقات، لم يأت أي تهديد لإيران من شعب الولايات المتحدة (والعكس صحيح).. الشعب الإيراني والشعب الأميركي صديقان.

أعتقد أن بعض الحوارات والقضايا الرئيسية يجب التحدث فيها مرة أخرى بعد أن نخرج من الطرف الآخر لجو الانتخابات السياسية السائد في الولايات المتحدة.

* إذن فأنت لا تتوقع تقدما كبيرا إلى أن تنتهي الانتخابات لدينا؟

- هل تقصد في ما يتعلق بالمشكلة النووية؟

* نعم، الحوار بين بلدينا.. حدوث تقدم كبير في أي من هذه المفاوضات..

- أنا موقن بأن أفضل أنواع الحكومات هي الحكومة التي تسعى بقوة لتحقيق رغبات شعبها. لقد كنا دوما جاهزين، ونحن جاهزون الآن. إلا أن التجربة أثبتت أن القرارات المهمة والمصيرية لا تتم صناعتها حينما تكون الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات وطنية، أليس كذلك؟

* أنتم على حق.. إذن دعوني أسألكم عن قضيتين يريد الجميع فيهما تحقيق السلام وربما تكون مصالح الولايات المتحدة وإيران فيهما متشابهة.. الأولى هي سوريا: هناك حرب بشعة تلتهم سوريا حية، وأنا أتساءل: هل كانت لديكم بصفتكم رئيس حكومتكم أي مقترحات قد تؤدي إلى وقف عادل لإطلاق النار؟ ليس الوضع الراهن، بل شيء مختلف؟

- وجهة نظرنا ووجهة نظر الجميع في ما يتعلق بالشأن الداخلي للشعوب واضحة وضوح الشمس. نحن نرى أن الانتخابات الحرة وتقرير المصير حق لجميع الشعوب، وأن الشعب يجب أن يقرر مصيره بنفسه. وهذه هي وجهة نظرنا في ما يتعلق بسوريا. أثناء قمة حركة عدم الانحياز التي عقدت في طهران، أسندت إلي مهمة الخروج بحلول عادلة من أجل تهدئة الوضع الراهن وتقليل وتيرة العنف ومحاولة تخفيف الظروف الحالية وإقامة مجموعة اتصال. لقد تحدثت مع عدد قليل من الشخصيات، وسوف أسير إن شاء الله في عدة مسارات أثناء رحلتي هنا. لكنني أرجو أن يتم تشكيل مجموعة اتصال بأسرع ما يمكن، من أجل إيجاد حالة من الاستقرار بتفاهم واتفاق وطنيين على إجراء الانتخابات. ما يختاره شعب الدولة يجب أن يحكم الدولة، ويجب بالطبع أن يتوقف التطفل والتدخلات الأجنبية.

* هل تتوقعون أن يسمح للرئيس الحالي بشار الأسد بالترشح في هذه الانتخابات أم إن سوريا سوف تبدأ بداية جديدة بحكومة جديدة؟

- أرى أن الشعب يجب أن يمنح حق الاختيار. النصيحة أو الاقتراح الوحيد لدينا هو أن السلام والتفاهم المتبادل يجب أن يتحولا إلى قرار وطني يؤدي إلى خطوات عملية. أرى أن جميع الدول يمكنها أن تلعب أدوارا رئيسية، فجميعنا تضرر من الأوضاع القائمة على الأرض في سوريا.

* هل ستكون المملكة العربية السعودية عضوا فاعلا في مجموعة الاتصال هذه؟

- في قائمة السبل المحتملة بالنسبة لي، تشغل السعودية دورا، الذي أعتقد أنه سيكون كبيرا، ومثمرا حقا، إذا ما شاركوا أيضا.

* دعني أسألك عن صراع صعب آخر، ذلك الدائر في أفغانستان، فقد عبرت الولايات المتحدة عن رغبتها في الحصول على مساعدة الأطراف المعنية في المنطقة في انتقال آمن في أفغانستان. وقد ذكرت في مقال أن حكومتك وجهت دعوة، خلال اجتماع في أستوكهولم في فبراير (شباط) 2011 لمارك غروسمان، المبعوث الخاص الجديد لأفغانستان وباكستان خلفا لريتشارد هولبروك، لزيارة طهران لمناقشة ما يمكن للولايات المتحدة وطهران القيام به معا لاستقرار الأوضاع في أفغانستان، وأن الولايات المتحدة رفضت الدعوة. لكن هل لا يزال هذا عرض طهران والحديث بشأن استقرار أفغانستان مطروحا على الطاولة؟

- أنا بطبيعة الحال لم أسمع بأمر كهذا، لكني أؤكد أن أي دولة قادرة على المساهمة في استقرار وتقدم أفغانستان ينبغي لها القيام بذلك، خاصة جيران وأصدقاء أفغانستان. وقد كنا دائما على استعداد لذلك، فهناك ما يزيد على 2.5 مليون أفغاني في إيران. كما كنا أيضا أصحاب العديد من المؤتمرات الإقليمية. لكني أعتقد أن وجهات نظر الولايات المتحدة بشأن أفغانستان غير متسقة بعضها مع بعض. وإذا وافقت الولايات المتحدة على حق تقرير المصير والاستقرار بعيد المدى لأفغانستان فسوف ييسر ذلك مهمة إعادة استقرار الأوضاع، ويمكننا أن نعطي الضوء الأخضر لدخول بلدان أخرى في هذه المنطقة في تلك الاجتماعات. هذه المشكلة يجب أن تحل في المنطقة. والدول الأخرى إذا ما أرادت المساعدة، فهم موضع ترحيب في ذلك.

* ما أسمعه هنا هو أنه ربما بعد الانتخابات الأميركية إذا أرادت الولايات المتحدة الحوار مع إيران بشأن أفغانستان، فربما تجري مناقشات مباشرة؟

- نعم، لقد قلت إننا عقدنا العديد من اللقاءات الإقليمية.. أقيمت ثلاثة منها بالفعل. ونحن مستعدون لمنحهم الضوء الأخضر للمشاركة في هذه الاجتماعات، أيضا، لكن بشرط احترامهم الحكم الذاتي والإدارة الذاتية واستقلال أفغانستان.

* أريد أن أسأل سؤالا عن «النبرة»، أو ما نسميه «الخطابة».. كنا نتحدث على مدار ساعة سارت على مستوى عالي الوضوح والأخذ والرد ولم تكن أي من التصريحات التي أدليت بها لتغضب الإسرائيليين، لكن عادة ما إن يقرأ الإسرائيليون تصريحاتك يعتقدون أن «هذا الرجل يكره دولتنا وأن السلام معه مستحيل»، ويشعرون بإحساس عميق بالتهديد وأن إيران لا ترغب في وجود إسرائيل، ولذا أريد أن أسألك: هناك أي شيء يمكن أن تقوله للإسرائيليين أو الأميركيين بشأن ما نرى أنها تصريحات عدائية تنكر وجود هذه الشعب؟

- أشكرك على تضمين العديد من الأسئلة في سؤال واحد. نحن أصدقاء للشعوب في كل أنحاء العالم، ولا توجد لدينا مشكلة مع أي شعب. ونحن نساند الشعوب التي تواجه مشكلات في أي مكان في العالم. أنت ترى أنه حتى في الوقت الراهن هناك مظاهرات في الأراضي المحتلة قام بها مئات الآلاف من الفلسطينيين احتجاجا على أوضاعهم المعيشية، وممارسات الحكومة الصهيونية. إنهم أناس أيضا وهم غير راضين عن أوضاعهم الحالية. ونحن نعتقد أن واجبنا أن نتحرك باتجاه القضاء على جذور الاحتلال والإرهاب، وممارسة البلطجة ضد الشعوب أيضا. هذا هو الموقف الجوهري الذي ينبغي لنا الالتزام به، في أي مكان في العالم. ومقترحنا هو السماح للجميع بإجراء انتخابات حرة واختيار حكامهم. وقد مر ما بين 65 إلى 70 عاما منذ طرد الفلسطينيين من منازلهم، وأراضيهم محتلة ونظام محتل يستأسد عليهم ويجبرهم على الموقف الحالي. ولو أن ذلك المصير حل بحياة الأميركيين، فما الذي كنت تقترحه عليهم؟ أنا على يقين من أنك ستقترح عليهم التخلص من البلطجة الدولية والاحتلال.. تخيل أن احتلال فلسطين انتهى، فما الذي سيتبقى؟ لذا، فإن هذا يشكل خلاصة ما نقول.

لكن هناك الكثير مما يمكن الحديث عنه بشأن العلاقة بين النظام الصهيوني والشعب الأميركي. أنا لا أعتقد أن الأميركيين في داخلهم يوافقون على ما يقوم به هذا النظام. أنا على يقين من أن الشعب الأميركي يكره الإرهاب والبلطجة وتدمير الممتلكات الخاصة والمنازل التي تقيم فيها النساء والأطفال. وأعتقد أن أي إدارة في الولايات المتحدة تستطلع الرأي العام الأميركي بشأن الدعم الوطني لهذا النوع من السلوك الحكومي ستتلقى ردود فعل سلبية من المواطنين.

* علينا أن ننتظر لنرى، لكنني أريد التأكد من فهمي لما تحاول أن تقوله.. إنك تريد القضاء على بلطجة الدولة، لكنك لا تريد القضاء على دولة إسرائيل.. هل هذا صحيح؟

- لقد سألتك ماذا سيبقى إذا تم إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.. هل سيظل هناك نظام صهيوني قائم من دون الاحتلال؟

* هناك دولة حصلت على اعتراف الأمم المتحدة عام 1948.. نعم هناك هذه الدولة. دعني أسألك إذن: هل ستبقى هذه الدولة؟

- سؤالي يا سيدي هو ما الذي سيحل محل تلك الدولة في حالة انتهاء الاحتلال. دعني أعيد صياغة السؤال؛ إذا حصل الفلسطينيون على حقهم في الاختيار وتم إجراء انتخابات في كل الأراضي المحتلة، ماذا ستكون النتيجة؟ أعتقد أن الإجابة واضحة بشكل كبير. بطبيعة الحال من حق الفلسطينيين الاختيار. نحن لا نسعى إلى فرض حق تقرير المصير من خلال صراع أو حرب، بل ننادي بحرية الشعب الفلسطيني في التصويت. إن ما نقترحه سيفيد الجميع، حتى الدول التي تدعم النظام الصهيوني. إلى متى سيكون عليهم تحمل نفقات هذا النظام والتخلي بذلك عن كرامتهم في كثير من الأحوال؟ أعتقد أنه ينبغي لنا السماح للشعب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية باتخاذ القرار أيّا كان هذا القرار. ولا يحتاج هذا إلى أسلحة نووية أو قذائف صاروخية أو هدم منازل الناس.

* أريد أن أطرح عليك سؤالا واحدا أخيرا قد يكون غريبا.. سأشير إلى ما كتبه وزير الخارجية الأميركية الأسبق، هنري كيسنغر، في أطروحة الدكتوراه الخاصة به عام 1956 بجامعة هارفارد. في هذا العمل، الذي نُشر تحت عنوان «استعادة عالم»، أوضح كيسنغر كيف أرسى الكونغرس نظاما أمنيا جديدا في أوروبا ضم فرنسا بعد الثورة، وألمانيا الصاعدة آنذاك، مع القوى التي تعتمد على سياسة الأمر الواقع، وبريطانيا العظمى، والإمبراطورية النمساوية المجرية.. سؤالي هو: هل تعتقد أن المسؤولين الإيرانيين بعد الانتخابات الأميركية سيكونون مهتمين بالجلوس على طاولة المفاوضات لإرساء نظام أمن جديد في المنطقة يمثل بداية للتحول من ثورتكم إلى شيء جديد؟

- لطالما كنا مستعدين لذلك. ونعتقد أنه من اللازم أن تدعم الأمة وشعوب دول أي منطقة أمنها. إذا توصل الجميع إلى نقطة تفاهم مشتركة، ستنخفض النفقات العسكرية التي تقصم الظهر بشكل كبير. على الجميع المساهمة في أمن منطقتهم، وهم نحن في منطقتنا، والحكومة الأميركية في منطقتهم. ولن تحتاج الولايات المتحدة إلى آلاف القواعد العسكرية ولا إلى كثير من النفقات التي ترتبط بالوجود العسكري. اعتقد أننا بحاجة إلى تبني وجهة نظر جديدة في ما يتعلق بإدارة شؤون العالم، وأعتقد أيضا أنه يمكن علاج ما يحدث في مختلف أنحاء العالم من أزمات مالية وأمنية بنفقات أقل من ذلك، لكن هناك ضجة وضوضاء كبيرة تصم آذان البعض بحيث لم يصبحوا قادرين على سماع أي ردود فعل. وينبغي أن يتم حل مشكلات العالم تباعا وبتناغم لا بشكل منفرد. ويمكن أن يتم استغلال الـ700 أو 800 مليار دولار التي تنفق في المجال العسكري بشكل أفضل وأكثر نفعا. تخيل أنك إذا جمعت النفقات العسكرية ستجد أنها تتجاوز تريليون دولار أو يزيد. إذا تم إنفاق هذه الموارد على برامج الرعاية الاجتماعية وتعزيز الاستقرار، ألا تعتقد أن الفقر سيختفي حينها؟ أعتقد أنه يجب تحقيق أمن العالم والحفاظ عليه باللين لا الشدة، لأننا نتعامل مع بشر. لهذا الغرض، نصافح أي أيد تمتد بالتعاون، ونتمنى لو كان قادة الولايات المتحدة بعد الثورة الإسلامية، التي اندلعت عام 1979، قد تصرفوا بهذه الطريقة مع إيران. إن هذا ما كان يتوقعه الإيرانيون من المسؤولين الأميركيين. لقد انتظر الشعب الإيراني من السياسيين الأميركيين دعم الثورة الشعبية التي أثمرت الحرية والاستقلال. هناك قول فارسي مأثور هو: «عندما تصطاد سمكة من بركة، تظل طازجة حتى عندما توضع على الطاولة» وهو ما يعني أن الأوان لم يفت بعد.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,364,473

عدد الزوار: 7,243,607

المتواجدون الآن: 126