معارضون سوريون يرفعون علم الثورة السورية وسط بيروت ويهتفون ضد الأسد.... ناشطون سوريون عن اغتيال الحسن: مصيبة اللبنانيين والسوريين واحدة...

سكان الضاحية متخوفون من فتنة سنية ـ شيعية بعد اغتيال الحسن... ..تشييع الحسن يتطور إلى اشتباكات.. و«المستقبل» يرفض أي حوار قبل رحيل الحكومة... متظاهرون حاولوا اقتحام السراي الحكومي.. وميقاتي يحمل السنيورة مسؤولية «التحريض».....وزير الخارجية الفرنسي يوجه أصابع الاتهام إلى سوريا في اغتيال الحسن..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 تشرين الأول 2012 - 5:44 ص    عدد الزيارات 2242    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

لبنان: «السراي الحكومي» تحت حماية الجيش خلال تشييع الحسن.... المعارضة: لا حوار حول تشكيل الحكومة قبل استقالة ميقاتي  رئيس الحكومة يحمل السنيورة مسؤولية التحريض

بيروت: ثائر عباس وليال أبو رحال.... شيع لبنان، رسميا وشعبيا، أمس، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وسام الحسن إلى مثواه الأخير، حيث دفن إلى جانب رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، على وقع تأزم سياسي وأمني لم تشهد له البلاد مثيلا منذ سنوات.
وشهد محيط مقر رئاسة الحكومة اللبنانية (السراي الحكومي) اشتباكات عنيفة بين حرس رئاسة الحكومة ومتظاهرين غاضبين كانوا يشاركون في تشييع الحسن في وسط بيروت الذي يبعد مئات الأمتار عن مقر الحكومة، مرددين شعارات مناوئة للحكومة وللرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله. واستعملت الشرطة القنابل المسيلة للدموع، ثم ما لبثت أن استعادت السيطرة على الوضع بعد أن كادت تفلت الأمور من يدها بمساعدة الجيش اللبناني الذي طوق السراي الحكومي لمنع انتشار الفوضى. ودعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مناصريه إلى التراجع، فيما قال رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة إن «أي عمل عنفي لدخول السراي أو أي مؤسسة أخرى، لا يخدم عملية إسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي»، مشددا على أن هذا الهدف «لا تراجع عنه».
وحمل ميقاتي سلفه السنيورة مسؤولية «التحريض» واستهداف مؤسسة مجلس الوزراء وما ترمز إليه وطنيا وسياسيا وشعبيا، بعد أن كان السنيورة دعا في كلمته خلال التشييع إلى إسقاط الحكومة قائلا: «اخرج يا دولة الرئيس ميقاتي إلى حيث يريدك اللبنانيون.. وإلا فأنت متهم بالتغطية على المجرمين والقتلة». وأكد أن «لا حوار قبل سقوط الحكومة».
وفيما يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات لبحث إمكانية تأليف حكومة وحدة وطنية تواجه التأزم الحاصل، أكدت مصادر قريبة من الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن سقف ثوابت المعارضة هو استقالة الحكومة قبل بحث أي أمر آخر. إلى ذلك، نقل أمس عن مصادر أمنية أن «الخبراء عثروا على بعض أجزاء من السيارة التي استخدمت في التفجير وهي غير قابلة للذوبان، وعبرها تم تحديد نوع السيارة وهي (هوندا CRV)، وهي مسروقة».
 
اغتيال وسام الحسن.. كما يجب أن يفهم

إياد أبو شقرا

«ثلاثة لا يمكن إخفاؤها طويلا: الشمس والقمر والحقيقة». ... (بوذا)
شهيد آخر ودعه لبنان يوم أمس.
شهيد آخر اقتضى اغتياله - المعد بعناية - استخدام عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، إثر رصد تحركاته لحظة بلحظة بعد 24 ساعة من عودته إلى لبنان من الخارج.
شهيد آخر يأتي «تنفيذ حكم الإعدام» به في أعقاب حملة تحريض و«إهدار دم» شرسة شاركت فيها على امتداد شهور «جوقة» سياسية - إعلامية معروفة الولاء والتوجهات وتبعية الإمرة.
شهيد آخر محسوب سياسيا على الشارع السيادي الاستقلالي في لبنان الذي طالما التقت ضده مصالح إقليمية سياسية تبدو في ظاهرها متناقضة، ويتذرع بعضها بعداوة البعض الآخر وعدوانيته، لتبرير تدميره الممنهج للبنان وسوريا والعراق وما تبقى من فلسطين والفلسطينيين.
شهيد آخر يسقط في وقت انكشاف أمني - سياسي استثنائي تبين فيه بوضوح مدى التزام قوى لبنانية فاعلة - هي تحديدا حزب الله اللبناني - بالتنفيذ الدموي للمشروع الإقليمي الجاري تنفيذه في مدن سوريا وقراها المدمرة.. حاصدا خلال 18 شهرا بالأرقام الموثقة أكثر من 35 ألف قتيل.
وسام الحسن، رجل الأمن وصمام الأمان في لبنان، كان يعرف جيدا أنه محكوم عليه بالإعدام، وكان يتصرف على هذا الأساس. وبالتالي، ليس غريبا قرار إزاحته عن الساحة، لكن الغريب والخطير في أمر إزاحته أن القاتل بلغ من الغطرسة والصلف حد الإعدام «الجراحي» بعد حملة تحريضية صاخبة تلت فضح الحسن مهمة ميشال سماحة لتفجير الوضع الداخلي بأوامر مباشرة - باعتراف سماحة - من بشار الأسد رأس النظام السوري.. وعلي مملوك ركن أركان جهازه الأمني.
القاتل ما عاد بحاجة إلى تمويه، رغم ذرفه دموع التماسيح ودعواته الوقحة للمحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية. ما عاد بحاجة إلى التخفي خلف أصبعه. لقد أعلن فعليا، من دون أن يعلن ذلك رسميا، أنه يخوض حرب إلغاء مفتوحة ضد كل من يعترض سبيل مشروع أسياده، بحجة أنه «مقاوم» و«ممانع» و«عروبي».. أما خصومه فهم «عملاء للأعراب» أو «جماعة الموساد» أو «شيعة فيلتمان» أو «سنة القاعدة».
اغتيال وسام الحسن، بالأمس، لا يقل خطورة ببعده السياسي العام عن اغتيال رفيق الحريري. إنه محطة مفصلية، وبداية مسلسل تدميري لإعادة رسم واقع لبنان والمنطقة، ويجب التعامل معه على هذا الأساس.
نتذكر أن الحريري اغتيل بعد حملة «إهدار دم» بدأت باتهامه بالتآمر مع إسرائيل على توطين الفلسطينيين في لبنان.. ولم تنته باتهامه بتشجيع تنامي التيارات الإسلامية الأصولية السنية داخل لبنان وفي المنطقة. ثم بعد صدمة الاغتيال يتذكر اللبنانيون - بمن فيهم أتباع النائب ميشال عون الذين لا يتميزون بقوة الذاكرة - كيف كان رد فعل خصومه.
كانت البداية، تنظيم حشد جماهيري ضخم في قلب بيروت تحت شعار «شكرا سوريا». ومن ثم بدأت أوراق التوت تتساقط.. بالتوازي مع توالي الاغتيالات الترويعية - الانتقامية.
رفض تشكيل المحكمة الدولية.
سحب الوزراء الشيعة من الحكومة.
احتلال وسط بيروت لأكثر من سنة، وشل مرافق البلاد لإجبار جيل آخر من أجيال لبنان الشابة المتعلمة الواعدة على الهجرة.
تمدد شبكات الاتصالات الأمنية وتوسعها في عموم لبنان، جنبا إلى جنب مع تسارع إيقاع شراء الأراضي عبر وسطاء «واجهات».
افتعال حرب عبثية ضد إسرائيل أدت إلى تدمير شبه كامل للبنى التحتية، ويومها أطلق مناصرو «المقاومة» لقب «حكومة المقاومة» على حكومة فؤاد السنيورة قبل الانقلاب على هذا الوصف لتدرج مع رئيسها في خانة أتباع أميركا وإسرائيل. ويومذاك ارتكبت حكومة السنيورة في رأي كثيرين خطأ كبيرا كان حماية حزب الله بالقرار الدولي 1701 الذي «أراح» الحزب من توجيه سلاحه إلى أراضي فلسطين السليبة، وأتاح له بترخيص من مجلس الأمن الدولي توجيهه إلى شعب لبنان ومدن لبنان وقراه.
باختصار شديد، بعد القرار 1701، الذي جاء لحماية المقاومة، تغيرت المقاومة، وغدا اللبنانيون بحاجة إلى من يحميهم منها. وهذا ما تأكد لهم تماما في مايو (أيار) 2008 عندما أثير موضوع أمن مطار بيروت، في ظل اغتيال عدد من الشخصيات بعد ساعات معدودات من عودتهم من الخارج عبر مطار بيروت. فلقد فجر فتح ملف الإشراف الأمني على المطار - المتاخم جغرافيا لمربع حزب الله الأمني في ضواحي بيروت الجنوبية - ما عرف بـ«أحداث أيار» التي شهدت اجتياح حزب الله بيروت وتهديده الجبل.
ومن ثم، بقوة السلاح غير المقاوم، بل «المقاوم للبنانيين»، فرض حزب الله ومحور طهران - دمشق الذي يحركه، على اللبنانيين «اتفاق الدوحة» بشروطه، قبل أن ينقلب عليه.. وتسلم السلطة الفعلية في البلاد عبر حكومة يشكل أرضيتها المسلحة.
في هذه الأثناء، عزز «الحزب» بغطاء من التيار العوني، تابعه المسيحي الصغير، هيمنته الفعلية على معظم مفاصل الأمن في لبنان، بما فيها ملف الاتصالات، ومنع عبر وزير الاتصالات «العوني» حصول الأجهزة الأمنية المستقلة عن سلطته على حركة الاتصالات اللاسلكية المعروفة بـ«داتا» الاتصالات. وبعدها لم يتبق له لبسط سيطرته - أي سيطرة طهران ودمشق - المطلقة على المؤسسات الأمنية إلا الاستحواذ على إمرة قوى الأمن الداخلي بقيادة اللواء أشرف ديفي، وبالأخص شعبة المعلومات فيها التي كانت تحت إمرة اللواء الشهيد وسام الحسن.
الغاية، إذن، من استهداف الحسن واضحة. والمسار العام للأحداث لا يقل وضوحا. وقوائم الشهداء المحتملين متداولة على نطاق واسع.
هل يمكن في وضع كهذا إجهاض المخطط الجهنمي، الذي فضح أمره بكشف عملية سماحة - مملوك، بأوامر مباشرة من رئيس النظام السوري؟
لا بأس من سوق بضع حقائق:
أولا: استقالة الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي خيار لن يقدم أو يؤخر في شيء. إنها حكومة «صورية» تغطي واقع هيمنة شبه مطلقة على كل شيء في لبنان.
ثانيا: لبنان يشهد الآن حربا مفتوحة لا هدنة فيها. وبالتالي، فأي إجراء لا يأخذ في الاعتبار طبيعة هذه الحرب خطة عبثية لا طائل منها. والقوى الإقليمية التي استثمرت لسنين وعقود المال والجهد والأرواح للإطباق على لبنان، وكذلك الإطباق على سوريا والعراق، لن تتخلى عن منجزاتها بسهولة أو بفعل مهمة على غرار مهمة الأخضر الإبراهيمي.
ثالثا: أي حكومة تقوم في لبنان اليوم، في ظل هيمنة محور طهران - دمشق المسلح على الأرض، لن تستطيع حماية القضاء المستقل من السقوط في نهاية المطاف تحت سطوته، ولن تتمكن من متابعة التحقيق في جريمة الأمس أو أي جريمة سابقة أو لاحقة.
رابعا: على الرأي العام العربي، وبالتحديد الجمهور العربي الواعي والمثقف، إدراك حقيقة الحالة اللبنانية، كما أخذ يدرك ولو متأخرا حقيقة الحالة السورية. آن الأوان أمام العقل السياسي العربي العاطفي إدراك ما تستبطنه شعارات «الممانعة» حيث لا ممانعة، و«المقاومة» حيث لا مقاومة ضد إسرائيل، بل مقاومة شرسة دموية لطموحات الشعوب وانعتاقها وكرامتها. ومع الأسف، أول من يعي هذه الحقيقة إسرائيل نفسها.
هكذا يتوجب فهم اغتيال وسام الحسن، إحدى آخر وأهم شبكات الأمان لبقاء لبنان الدولة والتعايش والمجتمع المدني.
 
وداع رسمي لرئيس فرع المعلومات ورفيقه.. وسليمان: الهدف اغتيال الدولة.. تشييع رسمي مهيب غاب عنه بري وقيادات «8 آذار».. والرئيس اللبناني يدعو للعمل على كشف الجرائم

بيروت: ليال أبو رحال ... شيع لبنان الرسمي والشعبي، أمس، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه المؤهل الأول أحمد صهيوني، خلال نهار طويل انتقل فيه الجثمانان من مستشفى أوتيل ديو إلى مقر مديرية قوى الأمن الداخلي، قبل أن يتم نقلهما إلى مسجد محمد الأمين في وسط بيروت ويواريا الثرى في ضريح رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.
واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن اغتيال الحسن ومرافقه «موجه إلى الدولة اللبنانية، والمقصود به اغتيال الدولة اللبنانية»، وأن «المؤسسة تعاقب باغتيال رئيسها»، مشيرا إلى أن «هذه الشهادة تدعونا إلى التكاتف والتعاون على مستوى الشعب اللبناني وعلى مستوى المؤسسات اللبنانية وأعني تحديدا المؤسسات السياسية والقضائية والأمنية».
مواقف سليمان، جاءت خلال التأبين الرسمي للحسن ومرافقه، الذي قضيا في انفجار ضخم يوم الجمعة الماضي، استهدف سيارتهما لدى مرورها في شارع فرعي في محلة الأشرفية، شرق بيروت. وفي حين شارك الرئيس سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مراسم التأبين الرسمية في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وغاب رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادات فريق 8 آذار أو ممثلين عنهم، اقتصر الحضور السياسي خلال التشييع الشعبي في وسط بيروت بعد ظهر أمس على قيادات وشخصيات في قوى 14 آذار. وفي حين غاب كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل وحضور وزير الداخلية مروان شربل ممثلا الرؤساء الثلاثة والنائب ياسين جابر ممثلا كتلة الرئيس بري النيابية. كما شارك وفد وزاري من الحزب التقدمي الاشتراكي في مراسم التشييع داخل الجامع، في حين غاب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وأم المصلين في مسجد محمد الأمين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.
وكانت رحلة تشييع الحسن ومرافقه بدأت بمراسم تكريم لهما في ساحة ثكنة المقر العام لمديرية قوى الأمن الداخلي في الأشرفية، في حضور الرئيسين سليمان وميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل ووزير الإعلام وليد الداعوق وعدد من نواب تيار المستقبل، إضافة إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المدير العام لأمن الدولة جورج قرعة وعائلة الشهيد الحسن زوجته آنا وولديه وعائلة الشهيد صهيوني وحشد من الشخصيات الأمنية والعسكرية.
وشدد الرئيس سليمان، خلال كلمة ألقاها، على أن «القضاء وحده إذا لم يكن مدعوما من السياسة ومن الحكومة لا يستطيع القيام بعمله، كذلك الأمن يجب أن يواكبه القضاء وتدعمه الحكومة ليقوم بواجبه». وأضاف: «أقول للقضاء لا تتردد فالشعب معك. وأقول للأمن احزم وأقدم فالشعب معك. وأقول للسياسة وللحكومة والمرجعيات السياسية لا تؤمنوا الغطاء للمرتكب، اجعلوا رجل الأمن والقاضي يشعر بأنه مغطى فعليا، وليشعر المرتكب بأنه غير مغطى وهذا واجب علينا وعلى المرجعيات السياسية كافة». ودعا الأجهزة كافة للعمل على كشف الجرائم. وقال: «كفى، رفيق الحريري ومن تلاه من شخصيات لبنانية مرموقة، ومحاولات اغتيال ومنها لم ينجح. وسام عيد، اللواء فرانسوا الحاج ومحاولات الاغتيال الأخيرة التي سبقت اغتيال الشهيدين»، مناشدا «القضاء الاستعجال لإصدار القرار الاتهامي في ملف قضية ميشال سماحة».
من ناحيته، اعتبر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رفيق درب اللواء الحسن، أن فرع المعلومات «يعاقب باغتيال رئيسه اللواء الشهيد وسام الحسن». وقال: «عزيزي وسام تعرف أنني كنت أتابعك يوميا وكيف كنت تعمل على حافة الهاوية ولا تهاب المخاطر والخط الأحمر الوحيد لديك كان حب الوطن، وترفعت عن الصغائر وأسست مدرسة بالعمل الأمني». وأضاف: «أيها البطل الشهيد الرجال الذين دربتهم اكتسبوا من المهنية والاحتراف، وأطمئن أنهم سيتابعون المسيرة وسنتصدى لكل من يعبث بالأمن».
واستعرض ريفي مسيرة الحسن، الذي عمل معه منذ انضمامه إلى السلك الأمني، مذكرا «بتمكنه من تحقيق نتائجٍ باهرة في مكافحة الإرهاب، بكافة أشكاله ومواكبته التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وأضاف: «لعبت (الحسن) دورا مهما في تكوين ملف هذه الجريمة، كما كشفت عددا كبيرا من شبكات العدو التجسسية، وفككت بالتعاون مع رفاقنا في الجيش اللبناني وبقية الأجهزة الأمنية، عددا لا يستهان به من الشبكات الإرهابية، وكانت آخر مهامك الأمنية اكتشاف وضبط 24 متفجرة كانت ستستخدم لقتل الكثير من الأبرياء».
وبعدما منح الرئيس سليمان اللواء الحسن قائلا: «وسام الأرز الوطني من رتبة الضابط الأكبر»، انتهت مراسم التكريم، لينقل الجثمانان بعدها إلى جامع محمد الأمين في وسط بيروت، حيث تمت الصلاة عليهما بعد صلاة العصر في مأتم رسمي وشعبي حاشد، في حضور وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ممثلا الرؤساء سليمان وبري وميقاتي.
وفي مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، محطة الجثمانين الثانية، رأى المفتي مالك الشعار أنه «لا بد من وقفة متأنية لنخاطب الحاقدين»، وقال: «جدير بك يا وسام أن تكون وساما على صدر لبنان». وسأل الشعار: «ماذا يريدون بعد ذلك؟ ماذا يريدون بعد رفيق الحريري بعد السلسلة الكبيرة من الشهداء؟ أيريدون أن يقتلوا رفيق الحريري ثانية، أم اغتيال لبنان واستقراره؟». واعتبر أنهم «يريدون خراب لبنان، لكن الشرفاء لن يحيدوا عن تعقلهم وعن مناقبيتهم».
وفي كلمة ألقاها، شدد الرئيس السنيورة على أن «لا حديث قبل رحيل الحكومة، ولا حوار على دم الشهداء، لا حوار على دماء اللبنانيين»، متهما «الحكومة بأنها المسؤولة عن جريمة الاغتيال». وقال: «لترحل إذا هذه الحكومة ولن ندفن رؤوسنا في الرمال ولن نتهاون في ذلك».
وتوجه السنيورة للواء الحسن بالقول: «آخر إنجازاتك أنك كشفت مؤامرة سماحة - مملوك وفضحتهما فقتلاك»، معتبرا أن «هناك تآمرا ومساعدة محلية للقاتل الذي أصدر الأوامر بقتلك، بدأت بمطار بيروت وصولا إلى مكان الجريمة في الأشرفية».
وشدد السنيورة على أنه لم يعد بإمكان ميقاتي «الاستمرار في موقعه لأن هذا يعني أنك موافق على ما جرى وعلى ما سيجري وعلى المخطط الإجرامي»، مذكرا بأن «هذه الحكومة ولدت من رحم الانقلاب المسلح الذي بدأه حزب الله في السابع من مايو (أيار) وغطت تعرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب بطرس حرب لمحاولة الاغتيال، ولهذه الأسباب تم اعتبار المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بالقديسين وتمت حمايتهم بموافقتك».
وختم السنيورة بالتأكيد على «ضرورة عدم تغطية قتلة اللواء الحسن وباقي الشهداء»، مبديا ترحيبه «بحكومة إنقاذ تحمي اللبنانيين وتعبر بلبنان إلى مرحلة جديدة إذ ليس هناك من طريقة غيرها للإنقاذ». بعدها نقل الجثمانان على الأكف من مسجد محمد الأمين إلى ضريح الرئيس الراحل رفيق الحريري ورفاقه، حيث ووريا في الثرى.
 
سكان الضاحية متخوفون من فتنة سنية ـ شيعية بعد اغتيال الحسن... قالوا لـ «الشرق الأوسط» إن «تجربة السنيورة» أيام اعتصامهم «علمت الآخرين الصلابة»

بيروت: نذير رضا .... يخيم الوجوم على سكان ضاحية بيروت الجنوبية، ويتشاركون القلق من المستقبل، بعد اغتيال اللواء وسام الحسن. الكلمة الوحيدة التي تتردد بين هؤلاء، هي «الله يستر»، إذ يتخوفون من أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، وتحديدا إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، حيث «خرب البلد».
لا يفصل سكان هذه المنطقة التي تعتبر الخزان البشري لحزب الله، تاريخ 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2012، عن تاريخ 14 فبراير (شباط) 2005.
يقول سائق سيارة أجرة يقيم في منطقة الليلكي إن «هول الانفجار وتصريحات السياسية تذكرنا بما حدث عقب اغتيال الحريري». وبنبرة لا تخلو من القلق، يتوقع انقساما عموديا آخر بين الشيعة والسنة، يزيد الفجوة بينهما: «تصريحات بعض السياسيين والمسؤولين، تصب الزيت على النار»، ويتساءل: «كيف يحمل الشيخ أحمد الأسير مسؤولية التفجير لحزب الله بعد دقائق من حدوثه، في حين لم تصدر بعد أي معلومة من التحقيقات؟».
هذا القلق يجده سكان الضاحية الجنوبية مبررا، إذ تنعكس تداعيات اتهام حزب الله باغتيال الحسن، مباشرة عليهم. أمس، كانت الضاحية تعج بساكنيها، خلافا لأيام العطلة الأسبوعية الأخرى، ذلك أن معظمهم التزم منزله ولم يتوجه إلى قريته، خوفا من تطورات أمنية تحدث على الطريق المؤدي إلى الجنوب والبقاع. يقول علي كركي، المتحدر من قرية خربة سلم الجنوبية: «اعتدت قضاء يوم العطلة في القرية، لكن هذا الأسبوع تخوفت من أن ينقطع الطريق عند منطقة الناعمة (جنوب بيروت) أو على مدخل مدينة صيدا». ويردف قائلا: «الاحتراز واجب، خصوصا بعدما كان يقطع الطريق في السنوات الأخيرة عند كل حدث أمني».
وينسحب هذا الواقع على سكان الضاحية المتحدرين من البقاع. وسام حيدر (44 عاما)، التزم منزله يوم أمس، ولم يزر والده العجوز في إحدى قرى بعلبك. يقول: «أينما تلبدت الغيوم، ستمطر علينا.. ولست بوارد المخاطرة بالمرور في سعدنايل وقرى أخرى تُقطع فيها الطرقات، ويظهر فيها شبان غاضبون، لذلك لم أتحرك». ويشير إلى «الغضب»، بدليل سماع أصوات طلقات نارية تتردد من ناحية بيروت، خلال تشييع الحسن.
مخاوف أهل الضاحية، إذن، تنقسم إلى شقين. الشق الأمني المتعلق باتصالهم بقراهم البعيدة، والشق السياسي المرتبط بالإيحاء من بعض المسؤولين بأن حزب الله مسؤول عن التفجير، إلى جانب النظام السوري. والثاني، بحسب السكان، «أكثر خطرا علينا». يقول حسن مغنية (51 عاما) إن «اتهاما من هذا القبيل، من شأنه أن يعمق الهوة بين السنة والشيعة، ويقود إلى فتنة كبيرة لا تُحمد عقباها».
في هذا الوقت، يشاركه رفيقه، الذي كان يشتري القهوة من بائع جوال في منطقة بئر العبد، الهاجس نفسه. ويقول: «هذا هو المطلوب في هذه المرحلة، فقد اغتالوا الحسن لأجل إشعال الفتنة السنية - الشيعية».
وبينما يكتفي حزب الله، حتى تشييع الحسن، بموقف الإدانة والاستنكار، يعيش أهل الضاحية قلقا على مستقبل سكان المنطقة، والاختلاط مع الطوائف الأخرى. يقول شاب ثلاثيني في منطقة بئر العبد: «يُراد من الفتنة جعل الشيعة منبوذين، فقد دفع بعضنا ثمن الاتهام السياسي في السابق بالاعتداء عليه وطرده من وظيفته في بيروت، واليوم يريدون تكريس ذلك».
وسط هذه الهواجس، يعبر السكان عن قناعتهم بأن إسرائيل مسؤولة عن اغتيال الحسن. يقول علي إسماعيل (32 عاما) إن «إسرائيل تسعى للفتنة في هذا البلد، وهي تعلم أن اغتيال شخصية من هذا الحجم، من شأنها أن تغير واقع لبنان رأسا على عقب، وتزيد أحقاد اللبنانيين على سوريا».
وبين التحليل والاتهام، يتساءل أكثر من شخص، ردا على اتهام الشيخ الأسير لنصر الله باغتيال الحسن: «ما هي مصلحة حزب الله في اغتياله؟»، مشيرين إلى أن «استشهاد الحسن يعد خسارة وطنية للبنان، كونه كشف عن عدد كبير من خلايا التجسس لصالح إسرائيل».
ويعرب هؤلاء عن اعتقادهم بأن إسرائيل «ثأرت منه لكشفه عملاء يعملون لصالحها».
ينشغل سكان هذه المنطقة التي خرجت من دمار «حرب تموز»، بتداعيات اغتيال الحسن، من غير النظر في خيار استقالة الحكومة التي تطالب بها قوى 14 آذار، من عدمه. وعند أي سؤال يتوجه إلى شخص في أحد شوارع الضاحية، يتحول الجميع إلى محلل سياسي.
يقول شاب عشريني يدرس التصميم الغرافيتي في إحدى جامعات بيروت: «(رئيس الحكومة) نجيب ميقاتي رجل صلب، بما يتخطى شخصية الرئيس عمر كرامي (استقال بعد اغتيال الرئيس الحريري) الذي كان يتعاطى مع الأمور بعاطفية. لا أعتقد أنه سيستقيل»، مشيرا إلى أن «تجربة (رئيس الحكومة الأسبق) فؤاد السنيورة، علمت الآخرين دروسا في الصلابة»، في إشارة إلى صموده نحو 19 شهرا بوجه الاعتصام المفتوح، الذي أقيم في ساحة رياض الصلح لمطالبته بالرحيل.
وبينما كان مناصرو قوى 14 آذار يشاركون بتشييع الحسن في ساحة الشهداء، كان سكان الضاحية يتابعون الحدث على الشاشات لحظة بلحظة. يستشف من يجول بين هؤلاء أن الحسن له احترام كرجل دولة يتمتع بعقل أمني واسع دفعه لاكتشاف عملاء إسرائيل، لكن «الخوف من غضب المشيعين، يمنعنا من المشاركة، خصوصا بعد ورود أنباء لوسائل الإعلام بأن بعض أنصار تيار المستقبل يسألون عن بطاقات هوية المارين». شائعات أجبرت هؤلاء على عدم الخروج من أحيائهم، لكن لا يمكن القول إن الحياة هنا كانت طبيعية. الجميع حذر، ويترقب ما ستؤول إليه الأمور. ويعلق الجميع على الحدث بعبارة «الله يستر»!
 
الحسن رافق الرئيس الراحل رفيق الحريري في حياته.. وجاوره في مماته.... «خيبة أمل» من عدم مشاركة سعد الحريري في التشييع

بيروت: ليال أبو رحال ... «كان ظله في حياته وسيحرس ضريحه في مماته»، صرخت سيدة أربعينية وهي تذرف الدمع بعد خروج نعشي رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه المؤهل أول أحمد صهيوني، محمولين على الأكف وتتقدمهما أكاليل الورود البيضاء، من مسجد محمد الأمين في وسط بيروت. دفن وسام الحسن ورفيقه أمس إلى جانب ضريح رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه، في وسط بيروت.
عاد وسام الحسن ليلتصق بالرئيس الحريري، وهو الذي لم يفارقه يوما. شاء القدر ألا يكون الحسن موجودا في موكب الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، لكن القدر نفسه عاد ووضعهما معا مجددا في وسط العاصمة بيروت. «سيحرس الحسن مجددا الرئيس الشهيد»، يقولها منفعلا شاب عشريني لف رأسه بعلم تيار المستقبل الأزرق.
أعاد اللواء الحسن أمس مناصري فريق 14 آذار إلى وسط بيروت، بعد غياب طويل منذ امتنعت قياداتهم السياسية عن أإحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه شعبيا في الآونة الأخيرة لأسباب عدة، أبرزها التهديدات الأمنية، واستعاضت عن ذلك باحتفالات رسمية في قاعات مغلقة. في ساعات الصباح الأولى، بدت الساحة فارغة قبل أن تضيق تدريجيا بروادها الذين تهافتوا من المناطق اللبنانية كافة. مناصرون رفعوا الأعلام اللبنانية وأعلام مكونات 14 آذار الحزبية، كتيار المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، كما رفع بعض المشاركين الرايات الإسلامية وأعلام الثورة السورية. ولبى مناصرو الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط النداء فشاركوا في التشييع الشعبي رافعين أعلام الحزب التقدمي الاشتراكي.
آلاف اللبنانيين تهافتوا للمشاركة في التشييع.. شيب وشباب وصغار توجهوا أمس إلى وسط العاصمة بيروت، رفعوا صورا للحسن كتب عليها «شهيد الالتزام بالدولة والقانون»، فيما ذيلت صور أخرى بعبارات عدة أبرزها «كلنا وسام.. يا رفيق»، وأخرى كتب عليها: «باغتيالك سقطت كل الأوسمة».
بدت الساحة هادئة نسبيا قبل وصول نعش اللواء الحسن ورفيقه، ثم ما لبثت أن اشتعلت بعد حمل النعشين الملفوفين بالعلم اللبناني على الأكف إلى داخل جامع محمد الأمين، حيث أقيمت الصلاة قبل أن يواريا الثرى إلى جانب ضريح الحريري. ولم يخف جمهور 14 آذار خيبة أمله أمس من عدم مشاركة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري شخصيا خلال تشييع الحسن، خصوصا بعد تسريب معلومات عشية التشييع تفيد بأن الحريري سيعود إلى بيروت ويشارك شخصيا في التشييع. انتظروا أن يقدم خطيب الحفل الزميل نديم قطيش الرئيس الحريري قبل صعوده إلى المنصة، وإذ به يقدم رئيس الحكومة الأسبق ورئيس كتلة تيار المستقبل النيابية فؤاد السنيورة. «في كل مرة يقولون لنا إن الشيخ سعد سيشارك ولكنه لم يحضر»، تقول سيدة أربعينية بلهجة بيروتية قبل أن تعاجلها صديقتها بالقول: «الأفضل أن يبقى في الخارج، لئلا يأتي ويصطادوه كما فعلوا مع الشهيد البطل وسام الحسن».
وحدها النقمة على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي كانت واضحة في ساحة الشهداء قبل أن تنتهي مراسم التشييع ويتحول التجمع إلى أعمال شغب. في إحدى نواحي ساحة الشهداء، كانت مجموعة من الشباب تهتف: «ارحل ارحل يا نجيب»، فيما رفع آخرون صورا للرئيس ميقاتي كتبوا عليها «أبو عدس الجديد»، في إشارة إلى شاهد الزور في قضية اغتيال الرئيس الحريري «أبو عدس».
 
تشييع الحسن يتطور إلى اشتباكات.. و«المستقبل» يرفض أي حوار قبل رحيل الحكومة... متظاهرون حاولوا اقتحام السراي الحكومي.. وميقاتي يحمل السنيورة مسؤولية «التحريض»

بيروت: ثائر عباس ... عاش لبنان يوما جديدا من التوتر الأمني والسياسي، تخللته محاولة لاقتحام السراي الحكومة من قبل جمهور غاضب شارك في تشييع رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن الذي قضى في تفجير استهدف موكبه في محلة الأشرفية يوم الجمعة الماضي. وقد أثارت هذه المحاولة الكثير من ردود الفعل الداخلية، تصدرها رفض الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري لهذا الأسلوب، عارضا تقديم رجال أمنه لحماية السراي الحكومي.
غير أن هذا التبرير لم يقنع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي حمل رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة مباشرة مسؤولية «محاولة اقتحام السراي الكبير وما نتج عنه من تداعيات، مع ما يعني ذلك من استهداف لمؤسسة مجلس الوزراء وما ترمز إليه وطنيا وسياسيا وشعبيا». وفي حين يغادر ميقاتي اليوم إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، معطيا نفسه إجازة طويلة بعيدا عن التأزم الداخلي، يبدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم مشاورات مع القيادات اللبنانية لاستشفاف إمكانية تأليف حكومة وحدة وطنية، غير أن مصادر قريبة من الرئيس سعد الحريري أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن سقف ثوابت المعارضة هو استقالة الحكومة قبل بحث أي أمر آخر. وقالت المصادر إن كتلة «المستقبل» لن تقاطع مشاورات الرئيس سليمان، لكنها سترفض بحث أي أمر قبل رحيل هذه الحكومة، مشيرة إلى أن نواب الكتلة لن يحضروا أيا من الجلسات النيابية التي ستعقد في حضور الحكومة. ونفت المصادر أي علاقة بما جرى أمام السراي، مشيرة إلى أن بعض المتحمسين أقدموا على ذلك من دون قرار، فنحن دعاة التحرك السلمي وسنحافظ على سلمية حركتنا، فبعيد انتهاء كلمة رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة في تشييع الحسن، بدأت الدعوات تتصاعد من قبل بعض الناشطين للتوجه إلى السراي لـ«إنهاء ميقاتي سياسيا» كما قال الإعلامي نديم قطيش متوجها للجماهير بالقول إن «من يريد أن يدفن الحسن ويذهب إلى بيته فهو حر، ومن يريد أن يقف في وجه ما يجري فليذهب إلى السراي».
وبالفعل توجه عدد كبير من المشاركين في التشييع نحو مقر رئاسة الحكومة القريب هاتفين بضرورة رحيل ميقاتي، وحمل بعضهم أعلام تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» والثورة السورية، فتخطوا حواجز قوى الأمن الواحد تلو الآخر حتى وصلوا أمام بوابة السراي، فتصدت لهم القوى الأمنية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وجرت مناوشات بين المتظاهرين وحرس السراي أصيب خلالها نحو 6 من المتظاهرين بحالات إغماء، في حين أفيد بإصابة شرطي جراء رمي المتظاهرين الحجارة باتجاه عناصر الشرطة.
ومع احتدام الأمور، تدخل الجيش اللبناني الذي انتشر بكثافة من دون أن يتعرض له المتظاهرون الذين تراجعوا شيئا فشيئا إلى منطقة قريبة من ساحة رياض الصلح القريبة، حيث نصبت خيام استعدادا لإقامة طويلة، وبدأوا اعتصاما أكدوا أنه لن ينتهي قبل رحيل الحكومة.
وفور بدء الاشتباكات، توجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الجميع في كلمة ألقاها عبر الهاتف من مقر إقامته خارج لبنان إلى فك أي حركة في الشارع والذهاب إلى منازلهم، مشيرا إلى أن «تكريم العميد الشهيد وسام الحسن ليس بما يحصل في بيروت، ونحن طلاب سلام لا عنف ونريد إسقاط الحكومة بسلام». واعتبر أن «هذه الجريمة كبيرة جدا ونحن لا نريد العنف ونريد أن يبقى لبنان سالما وبلد الحرية والديمقراطية»، مطالبا «جميع مناصرينا بأن ينسحبوا»، معلنا أنه رجال أمن بيت الوسط لحماية السراي الحكومي.
وبدوره، رفض رئيس كتلة «المستقبل»، الرئيس فؤاد السنيورة، محاولة «بعض المتظاهرين الدخول إلى السراي باستعمال العنف»، موضحا تقديره «للعواطف التي يبديها المواطنون». وأكد السنيورة، في تصريح أعقب الاشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن الداخلي، أنه «أمر غير مقبول ولا يتسم بأي صفة من الصفات التي نحبذها». وقال: «ليس من شيمنا أن نقتحم السراي الحكومي»، مؤكدا أن تيار «المستقبل» ملتزم بما قاله أمام ضريح الشهيد الرئيس رفيق الحريري، فإن «أي عمل آخر مثل هذا لا يعبر عنا على الإطلاق». وشدد على ضرورة أن يكون الموقف «حازما» حيال إسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إذ «لا تراجع عنه»، معتبرا أن «أي عمل عنفي لدخول السراي أو أي مؤسسة أخرى، لا يخدم هذا الغرض»، مطالبا الجميع بـ«العودة إلى رشده».
وبدوره، دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع جمهور قوى 14 آذار «إلى البقاء مستعدين ومواصلة التحرك الجدي الفعلي للوصول هذه المرة إلى الخلاص وللخروج من مسلسل تشييع الشهداء باعتبار أنه لم يعد مقبولا أن نبقى بين تشييع وتشييع، فكونوا جاهزين لنضال لا يتوقف ولا يستكين حتى إعادة تركيب السلطة بشكل توفر لنا جميعا الطمأنينة والأمان والاستقرار، وللبنان العزة والكرامة والازدهار».
وفي المقابل، كان ميقاتي يصدر بيانا يغمز فيه من قناة السنيورة قال فيه إلى أنه «بعد انتهاء مراسم تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن ومرافقه في مسجد محمد الأمين في بيروت، وبعد الكلمة التي ألقاها الرئيس فؤاد السنيورة وما تضمنته من مواقف، دعي المشاركون مباشرة للتوجه إلى السرايا، وتكررت الدعوة أكثر من مرة بعبارات تحريضية، فتحركت مجموعات من المتظاهرين في اتجاه السراي الكبير واعتدي على القوى الأمنية مما أوقع أكثر من 15 إصابة في صفوف العسكريين». وأضاف: «إذ نضع هذه الحقائق في تصرف الرأي العام، نحمل الجهات التي حرضت، بالشعارات والممارسات والمواقف التي أطلقت، مسؤولية محاولة اقتحام السراي الكبير وما نتج عنه من تداعيات، مع ما يعني ذلك من استهداف لمؤسسة مجلس الوزراء وما ترمز إليه وطنيا وسياسيا وشعبيا. ولا يكفي أن تصدر بيانات النفي عن المعرفة المسبقة بالدعوة إلى اقتحام السراي الكبير، ولا ما تلاها من مواقف تبريرية». ورأى أن عدم إدراك ما يعنيه السراي الكبير من رمزية وطنية يحتم على دولة رئيس مجلس الوزراء بذل المزيد من الجهود والتضحيات لإخراج لبنان من هذه المحنة الكبيرة وإيجاد السبل لإعادة اللحمة بين أبناء هذا الوطن.
وبدوره، أدان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي غاب عن تشييع الحسن لأسباب قيل إنها تتعلق بخلافه مع تيار «المستقبل» ما قام به بعض الشباب من محاولة لاقتحام السراي الحكومي، مشيرا إلى أن «هذا الأسلوب الذي لا يشبهنا، والذي رفضناه بالأمس، ونرفضه اليوم، وسنرفضه في كل يوم»، مشددا على أن «إسقاط الحكومات في الشارع أمر مرفوض من أساسه، والذي يسعى لإسقاط حكومة في الشارع هو واهم وواهن»، وقال: «إننا رفضنا بالأمس إسقاط حكومة فؤاد السنيورة من خلال الاعتصام وبالشارع، وكذلك اليوم ممنوع». وأكد أن «رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا، أو مكتسبا لهذا أو ذاك، وإن شباب قوى الأمن الداخلي من سرية الحرس الحكومي، ضباطا وأفرادا، هم أبناؤنا وأبناؤكم، وإخوة لكم، هم يبذلون دمهم في هذه السرية التي كان اللواء الشهيد وسام الحسن في يوم من الأيام على رأسها وآمرا لها، وهم الذين حموا السراي الحكومي أيام حكومة الرئيس السنيورة في ذلك الزمن العصيب، وهم أنفسهم يحمون السراي الحكومي اليوم».
وعادت عمليات إغلاق الطرق لتعم المناطق اللبنانية، بعد «هدنة» قصيرة كان الهدف منها السماح للمشاركين بتشييع اللواء الحسن من الوصول إلى وسط بيروت، فأقفلت طرق في بيروت، كما أغلق الطريق المؤدي إلى الجنوب، وطريق بيروت - دمشق الدولية لبعض الوقت، كذلك طريق شتورة - زحلة في البقاع اللبناني. وشهدت مناطق الشمال ظهورا مسلحا، واشتباكات متقطعة بين منطقتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية وباب التبانة ذات الغالبية المسيحية.
 
وزير الخارجية الفرنسي يوجه أصابع الاتهام إلى سوريا في اغتيال الحسن.. فابيوس: من مصلحة الأسد نقل عدوى الأزمة إلى تركيا ولبنان والأردن

باريس: ميشال أبو نجم .... خطت باريس خطوة أخرى في توجيه أصابع الاتهام إلى النظام السوري في جريمة اغتيال رئيس فرع الاستطلاع في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن. وما كانت تقوله المصادر الفرنسية تلميحا أو تضمينا عبر عنه وزير الخارجية لوران فابيوس بشكل علني وواضح.
وفي حديث صحافي إذاعي متلفز أمس، ولدى سؤاله عما إذا كان اغتيال الحسن يحمل بصمات النظام السوري، أجاب فابيوس: «هذا أمر محتمل. نحن لا نعلم حتى الآن من يقف وراء هذا الاعتداء، لكن كل المؤشرات تدل على أنه امتداد للأزمة السورية». وأضاف فابيوس أن «مصلحة بشار» الأسد الذي وصفه بأنه «مناور» تكمن في «نقل عدوى الأزمة إلى تركيا ولبنان والأردن». والخلاصة التي توصل إليها الوزير الفرنسي هي أن «رحيل بشار الأسد (عن السلطة) أصبح أكثر ضرورة».
ومجددا، كرر فابيوس إدانة بلاده للاعتداء المروع وعبر عن تضامنها مع الشعب اللبناني والدولة اللبنانية. ووصف فابيوس اللبنانيين بأنهم «أبناء عمنا، هم إخوتنا ونحن قريبون جدا من لبنان ونحرص بشكل مطلق على انسجامه» الوطني. غير أنه هاجم بشكل غير مباشر حزب الله، مشيرا إلى مشاركة أفراد منه في العمليات العسكرية الدائرة في سوريا التي يرى فيها تعبيرا عن «إرادة حزب الله وإيران لإثبات وجودهم بشكل أوضح إلى جانب نظام دمشق»، الأمر الذي لا يحظى بموافقة فرنسا، على حد تعبيره. كذلك ندد فابيوس بإرسال حزب الله بطائرة من غير طيار إلى الأجواء الإسرائيلية.
وتستكشف باريس، وفق ما علمته «الشرق الأوسط»، إمكانية أن تتولى لجنة التحقيق الدولية المرتبطة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان التحقيق في عملية اغتيال الحسن، بحيث يضم هذا الملف إلى ملف اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ويصبح بالتالي من صلاحية المحكمة الدولية، غير أنه من المبكر الحكم منذ اليوم على إمكانية تحقيق هذا الهدف بالنظر إلى الاعتبارات القانونية والسياسية المرتبطة به.
وتحرص باريس على توفير «شبكة أمان» للبنان الذي ما فتئت تحذر من مخاطر تمدد الأزمة السورية إلى أراضيه، ولما لذلك من انعكاسات على وضعه «الهش» وعلى استقراره وأمنه، وكلها تعد من الأولويات الفرنسية في المنطقة. وتتدارس الدوائر الفرنسية بعض «الأفكار» القديمة الجديدة التي لبعضها بعد دولي على صلة بحضور الأمم المتحدة في لبنان.
وبعد أن كانت باريس تعتبر أن سقوط الأسد ليس بأمر بعيد، فإنها أخذت تعيد النظر في تقييمها للأوضاع الميدانية. وتقول المصادر الفرنسية اليوم إن حدوث اختراقات ميدانية لصالح المعارضة هو الأمر الكفيل وحده بإحداث ثغرة للبحث في حل سياسي أو التوصل إلى تسوية سياسية. لكن المشكلة تكمن في أن التغير العسكري الميداني مرتبط بشكل أساسي بحصول المعارضة على أنظمة التسلح المناسبة التي من شأنها أن تحرم النظام، من جهة، من السيطرة الجوية، وتعيق، من جهة أخرى، تقدم واستخدام دباباته. والحال أن مصادر واسعة الاطلاع أفادت بأن الجانب الأميركي «أوقف» تسليم أنظمة من هذا النوع للمعارضة وصلت من بلدان خليجية بسبب دواعي الحملة الرئاسية الأميركية وبسبب المخاوف من أن تقع الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف بأيدي منظمات جهادية إسلامية متطرفة «قد تستخدمها في أماكن أخرى وربما ضد الطيران المدني». ومع ذلك تعتبر المصادر الفرنسية أن ثمة مضادات جوية تصل إلى المعارضة المسلحة وهي «تعيق» تدخل الطيران السوري، ولكن ليس إلى درجة منعه من صب حممه على المواقع والمدن التي تقع تحت سيطرة المعارضة.
وأشار الوزير الفرنسي أمس إلى هذه المعضلة المستعصية، أي كيفية وضع حد لتفوق النظام التسلحي، إما عبر تسليح المعارضة مباشرة «الأمر الذي يتعارض مع التزاماتنا»، وإما عبر مجلس الأمن الدولي المغلق طريقه بسبب الفيتو الروسي الصيني. واعترف فابيوس أنه «حتى الآن لم ننجح في التغلب على هذه المعضلة».
غير أن باريس تريد أن تلعب ورقة توحيد المعارضة السورية وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة أعربت عن استعدادها للاعتراف بها وبشرعيتها.. لكن المشكلة بالنسبة إليها تبقى حالة المعارضة المنقسمة على نفسها التي لم تنجح حتى الآن في إيجاد صيغة تمكنها من الوجود كلها في إطار واحد أو في تشكيل الحكومة الموعودة.
 
معارضون سوريون يرفعون علم الثورة السورية وسط بيروت ويهتفون ضد الأسد.... قالوا لـ «الشرق الأوسط» : الحسن شهيد ثورتنا

بيروت: ليال أبو رحال ... شكل تشييع رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن ورفيقه في ساحة الشهداء وسط بيروت مناسبة ليرفع فيها السوريون، من نازحين وناشطين ومقيمين في لبنان، راية الثورة السورية عاليا إلى جانب الأعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل وأحزاب القوات والكتائب والوطنيين الأحرار والرايات الإسلامية.
ولم تقتصر المشاركة السورية على رفع أعلام الثورة التي رصدتها عدسات وسائل الإعلام كافة فحسب، بل تخللها إطلاق هتافات مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، شارك فيها شبان لبنانيون هاتفين «ارحل ارحل يا بشار»، فيما هتف آخرون «حرية للأبد.. غصبا عنك يا أسد».
ويواجه الناشطون السوريون المعارضون لنظام الأسد صعوبة في التعبير عن آرائهم السياسية في بيروت، بسبب خوفهم من التعرض لملاحقات أو مضايقات من الأطراف الحليفة لنظام الأسد. لكن قسما منهم خرج من خوفه أمس وتوجه إلى ساحة الشهداء في بيروت للمشاركة في تشييع الحسن باعتباره ينتمي لـ«خط مناصر وداعم للثورة السورية».
وفي هذا السياق، يقول علاء، أحد الناشطين السوريين المقيمين في مدينة طرابلس، لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن العقيد وسام الحسن لم يكن يصرح في الإعلام، لكننا نعرف أنه كان يناصر ثورتنا الرامية إلى إطاحة نظام (البعث) المجرم».
ويقول سعد، عامل سوري مقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت حضر برفقة زميله رائد، لـ«الشرق الأوسط»: «الشهيد الحسن نعتبره شهيد ثورتنا السورية، وهذه هي المرة الأولى التي نرفع فيها علم الثورة السورية في قلب بيروت، وجئنا لنواسي الشعب اللبناني كما يواسينا في شهداء الثورة السورية ويحتضن أقاربنا والسوريين النازحين إلى مناطق لبنانية عدة»، فيما يضيف زميله «المجرم نفسه يقتل في سوريا ولبنان واسمه بشار الأسد». ويوضح أن «أكثرية المعارضين في بيروت لا يستطيعون الخروج والتعبير عن آرائهم بحرية»، قبل أن يتابع مبتسما «سنترك الأعلام هنا لأننا لن نتجرأ على السير بها في طريق عودتنا إلى أماكن سكننا، وربما سيكون مصيرنا سيئا إذا تعرّف أحد الممانعين علينا».
من ناحيته، يوضح ياسر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يشارك في التشييع ليقول إن الثورة السورية حاضرة في بيروت وفي كل بقعة تحتضن الأحرار والشرفاء، ولأننا نعتبر الشهيد وسام الحسن شهيد الثورة السورية»، مؤكدا أن في الساحة «معارضين وناشطين وعناصر من الجيش السوري الحر جاءوا ليقفوا إلى جانب إخوانهم اللبنانيين الذين يحاولون منذ سنوات طويلة منع النظام السوري من التدخل في شؤونهم واغتيال قادتهم».
أما محمد، الذي كان يحمل علما كبيرا للثورة السورية التقطته عدسات وسائل الإعلام من عربية وأجنبية، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لبناني ولست سوريا، لكنني أحمل هذا العلم، علم الشرفاء، للتعبير لإخواننا في سوريا أنهم موجودون معنا وفي قلوبنا، وثورتهم ثورتنا حتى يسقط بشار الأسد».
 
ناشطون سوريون عن اغتيال الحسن: مصيبة اللبنانيين والسوريين واحدة... مواقع التواصل الاجتماعي تغص بتعليقات الناشطين

بيروت: «الشرق الأوسط» .. لم يغب اغتيال رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن ورفيقه عن اهتمامات الناشطين السوريين رغم استمرار العمليات العسكرية واستهداف مناطق سورية عدة من قبل القوات النظامية السورية، فتوالت تعليقات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. المعارض والسجين السياسي الكردي بكر صدقي كتب على صفحته على «فيس بوك»: «وسام الحسن من شهداء الثورة السورية، له الرحمة ولأهله الصبر والسلوان». وقال في تعليق ثان: «وسام الحسن لعب دورا بارزا في الإيقاع بمجرمي حزب الله والنظام السوري في لبنان، وآخرهم ميشال سماحة.. عملاء بشار وولي الفقيه وراء تفجير الأشرفية»، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وكتب المعارض السوري المقيم في الإمارات بشير البكر على صفحته: «تشي ملامح وسام الحسن برجل خلق من أجل سعادة عادية، رجل لا يعرف عالما غير العمل من أجل بلده. قتل بشار الأسد آلافا من السوريين واللبنانيين على هذه الشاكلة لم يكونوا يحلمون بأكثر من سقف وعائلة وحياة عادية فقط». وأضاف في تعليق آخر: «لو كانت أطراف الممانعة ممانعة حقيقية لكانت تناست خصومتها مع العميد وسام الحسن بفضل دوره في كشف نحو ثلاثين شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان. بدل أن يعطوه أوسمة في الوطنية قتلوه لأنه فضح زيفهم وتهافت دعاواهم الممانعة التي يستخدمونها لتغطية جرائمهم بحق السوريين واللبنانيين».
من جانبه، كتب عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي في تعليقه على عملية الاغتيال: «الشعبان السوري واللبناني مصيبتهم واحدة وجرحهم واحد وحريتهم واحدة ولهم الحق في إسقاط النظام الصهيوأسدي».
أما المعارض السوري المقيم في مدينة دمشق عمر قدور، فقد كتب بلهجة عامية على صفحته الفيسبوكية: «ما بدي أستبق التحقيقات، ولكن إذا بيطلع وسام الحسن نفسه وبيقول إنو النظام وحزب إيران بريئين من دمه ودماء سمير قصير وجبران تويني ورفيق الحريري، فأنا مصر على اتهامهما وعلى أنني في غاية الموضوعية».
وكان الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة قد اعتبر في حديث لقناة «الجزيرة» القطرية «أن العقيد الحسن شهيد الثورة السورية»، متهما «النظام السوري بارتكاب جريمة اغتياله».
 
 توتر متنقل في الشمال والبقاع
بيروت - «الحياة»
تراوح منسوب التوتر على محور جبل محسن وباب التبانة في طرابلس الذي اندلع بعد اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، بين الهدوء الحذر والتصعيد، على رغم جهود الجيش اللبناني للجم التوتر، فيما كانت مجموعات من باب التبانة تنتقل إلى بيروت للمشاركة في تشييع اللواء الشهيد ومرافقه المؤهل أحمد صهيوني.
وتحدث الناطق باسم «الحزب العربي الديموقراطي» عبد اللطيف صالح عن «أن مسلحين مجهولين يقومون بإطلاق النار على جبل محسن من أسلحة مزودة بكواتم للصوت، ما أدى إلى إصابة شخصين صباحاً نقلا إلى مستشفى السيدة في زغرتا، أحدهما يدعى عدنان داود، وكان سقط جريح ليل أول من أمس يدعى سمير محمد فارس».
وسيطر التوتر أيضاً على مدينة حلبا التي شهدت تجمعات منذ أول من أمس، منددة باغتيال اللواء الحسن. وتكثفت الاتصالات لإخلاء مركز للحزب «السوري القومي الاجتماعي» في المدينة وتسليمه للجيش اللبناني. ولاحقاً، قطع شبان طريق العبدة - طرابلس عند مستديرة العبدة، ورفعوا سواتر ترابية وسط الشارع الرئيسي، ما أدى إلى تعطل حركة المرور بالاتجاهين على مسربي الأوتوستراد. كما أقدم شبان على طرق تعنايل وسعدنايل في البقاع الأوسط.
 
عون: لن نسمح باستثمار الجريمة وتحويلها الى معركة سياسية
بيروت - «الحياة»
وجه رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون رسالة الى اللبنانيين اعتبر فيها ان «الشهيد الذي يسقط في ساحة الشرف هو لكل الوطن ولا يمكن الاستئثار بالشهيد، لا من قبل عائلة ولا من قبل حزب، أو باستغلاله سياسياً من قبل مذاهب أو أحزاب أو تجمعات، وزجها في الصراع السياسي»، منبهاً الى «أن الوضع لا يحتمل هذا التحريض ولا يحتمل ضرب الاستقرار».
واذ استهل المؤتمر الصحافي الذي عقده للغاية امس، بتعزية عائلات الشهداء الذين سقطوا في الأشرفية، متمنياً الشفاء العاجل لجميع الجرحى، حرص في البداية على التركيز على «الخسائر والأضرار التي وقعت في منطقة الأشرفية بنتيجة التفجير، ومسؤولية الحكومة في المعالجة السريعة لهذا الوضع»، ودعا «الهيئة العيا للاغاثة الى التحرك سريعاً لتلبية الحاجات الملحّة للمصابين والمتضررين»، مؤكداً انه «سيتابع شخصياً هذه المسألة».
ورأى أن «الشهادة صفة تعطى لمن يسقط في ساحة الشرف دفاعاً عن الوطن. والعسكريون الذين يسقطون في ساحة الشرف في المعركة هم شهداء الوطن ولجميع أبناء الوطن، فهم ليسوا شهداء مؤسسة الجيش فقط، هويتهم في الجيش، ولكنهم شهداء الوطن. وكذلك الشهيد الذي يسقط من قوى الأمن، هويته قوى الأمن ولكنه شهيد الوطن وليس شهيد المؤسسة... للعسكريين الشهداء عائلة وقرية ولكنهم ليسوا شهداء العائلة ولا شهداء القرية ولا شهداء الأقارب... إنهم شهداء الوطن. وأي انتساب للشهيد أدنى من الوطن يفقده معنوياً صفة شهيد الوطن».
واعتبر ان «تصرفات بعضهم التي نشاهدها اليوم فيها محاولة لاستملاك الشهيد وهذا يؤثر سلباً على معنى الشهادة لأنهم ينقلونه من حال الوطن الى حال الصراع السياسي مع الأحزاب الأخرى وهذا أمر مسيء يفتقد الى النبل في التّعاطي مع الشهادة، لأنه يستعمل الشهيد وسيلة لمآرب سياسية».
ولفت الى ان «اللّجوء إلى التّعبير بالعنف بجميع أشكاله، من قطع الطّرق وإفراط في التّحدّي الإعلامي، والتّصاريح التّحريضيّة، يضرّ أوّلاً بالذين يقومون به قبل أن يضرّ بالآخرين، ويـسهّل أيـضاً مهـمّة المتربّـصين شـرّاً بالـوطـن والمواطنين، لأنّه يأخـذهـم إلى الطـّريق الـذي رسـمه من ارتكب الجريمة، كما أنّه يقـسّم الـرّأي العـام ويمنعه من توحيد جهوده تجاه المـجـرمـين، إذ يتحوّل إلى التّقـاتـل فـي مـا بينـه بـدلاً من متابعة المجرم والقضاء عليه، ونحن لا نزال نتذكّر مقتل نسيب المتني في العام 1958، وإغتيال معروف سعد وكلّ الاغتيالات التي حصلت».
وزاد عون: «لا نريد أن ننتقل من جريمةٍ ارتُكبت بحقّ جميع اللّبنانيّين، إلى زرع النّزاعات بين اللّبنانيّين أنفسهم، وإيقاظ العصبيّات المذهبيّة. لن نسمح لهذه التّجاوزات بأن تتفاعل وتؤدّي إلى ردود فعل، بسبب محاولة بعضهم إستثمار الجريمة الجماعيّة وتحويلها إلى معركة سياسيّة، في حين أنّ هذه الجريمة طاولت اللّبنانيّين كافة، لأنها محاولة أذى لهم جميعاً إنطلاقاً من واقعٍ معيّن، أو حدثٍ يستعملونه للتّفرقة، بدل أن يكون سبباً لتضامنهم ضدّه».
ونبه الى ان «الظّرف إستثنائيّ ويجب أن نتنبّه لخطورته. الغضب حال طبيعيّة عندما يقع حدثّ من هذا النّوع، ونـحن لدينـا الكثـير من التّجارب في هذا الإطار، خـسـرنا رؤساء جمـهـوريّة، ورؤساء حكومات، قادة عـسكريّين ورجـال دين كبـار، وقادة رأي، بالإضـافة إلى الآلاف من العـسكـريّـين والمدنيّين، وكان سـلوكنـا مليئـاً بالـكرامة والنـبل، ولم نفقد توازننا وحسّنا، ولم نحوّل الشهادة إلى صراعٍ يرفع الأضرار والخسائر في وطننا».
ودعا الى وجوب «ان تمر هذه المناسبة بوقار وهيبة للشهادة، وللشّهيد الذي نواكب شهادته، ولأهله ومواطنيه، وألا تتحول إلى شغبٍ واعتداء، لأنّه قد ينتج منها بعد ذلك الكثير من التّداعيات السلبيّة التي تخرج عن إرادة القيّمين على البلد، وإرادة من يريدون الحفاظ على إستقراره وهدوئه، لأنّه من الصّعب جدّاً إسترداد الإستقرار بعد فقدانه، وخصوصاً في حالات تشبه الحال التي نمرّ بها. ومن المؤكّد أنّ المـسؤوليّة تقع على كلّ الـمحرّضـين، ولـكنّ ذلك لن ينفع بعد وقوع الضّرر».
 
اتفاق بين كلينتون وميقاتي على مساعدة اميركية للتحقيق في اغتيال الحسن
بيروت - ا ف ب
اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاحد ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اتفقت مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اثر اتصال هاتفي بينهما على قيام الولايات المتحدة بتقديم مساعدة في التحقيق لمعرفة من يقف وراء التفجير الذي اودى الجمعة بحياة المسؤول اللبناني الامني الكبير اللواء وسام الحسن.
 
وافادت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان ان كلينتون تحادثت الاحد هاتفياً مع ميقاتي ونددت مجددا ب"انفجار السيارة المفخخة الذي اودى بحياة اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وبحياة عدد اخر من الاشخاص".
 
وتابعت المتحدثة في بيانها ان "وزيرة الخارجية ورئيس الحكومة ميقاتي توصلا الى اتفاق يقضي بتقديم الولايات المتحدة مساعدة في التحقيق حول الانفجار".
 
وكانت الولايات المتحدة دانت التفجير الجمعة بعيد حصوله. وكان اقطاب المعارضة اتهموا النظام السوري باغتيال اللواء الحسن.
 
وفي ختام جنازة الحسن في وسط بيروت الاحد، هاجم عدد من المتظاهرين مقر رئاسة الحكومة فاصطدموا بقوات الامن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفرقتهم. ودعا اقطاب المعارضة خلال الجنازة وقبلها ميقاتي الى الاستقالة متهمينه بانه "يغطي" قتلة الحسن.
 
لبنان: تعيين عماد عثمان خلفاً للواء وسام الحسن على رأس فرع المعلومات
بيروت - ا ف ب
عين مساء الاحد العقيد عماد عثمان رئيسا لفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية خلفا للواء وسام الحسن الذي قتل الجمعة في انفجار سيارة مفخخة في شرق بيروت مع شخصين آخرين، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام.
وقالت الوكالة "عين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وبعدما تشاور مع وزير الداخلية العميد مروان شربل، العقيد عماد عثمان رئيسا لشعبة المعلومات خلفا للواء الشهيد وسام الحسن".
وكان عثمان من ضمن الفريق الذي عمل مع وسام الحسن عندما كان هذا الاخير مديرا للمراسم مع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير آخر العام 2005. بعد ذلك، تولى عثمان رئاسة سرية الحرس الحكومي خلال فترة رئاسة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، للحكومة التي سقطت في كانون الثاني/يناير 2011.
وعلق سعد الحريري، ابرز اركان المعارضة الحالية، على تعيين العقيد عماد عثمان، بالقول ان هذا الاخير "عصامي ومؤسساتي"، وقال ردا على سؤال في اتصال هاتفي مع تلفزيون المستقبل ان عثمان "عمل مع اللواء اشرف ريفي ومع اللواء وسام الحسن. انه يعرف المهنة، عصامي، مؤسساتي يعمل لصالح الدولة". واضاف "نتمنى له التوفيق ونتمنى ان نرى انجازات كبيرة لشعبة المعلومات".
وكان وسام الحسن مقربا ايضا من سعد الحريري. ويعزى الى فرع المعلومات برئاسته الفضل في كشف معطيات مهمة في عملية اغتيال الحريري وكشف شبكات تجسس لصالح اسرائيل واخرى قريبة من القاعدة، واخيرا مخطط تفجيرات في لبنان تورط فيه مسؤولون سوريون.
واتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف وراء اغتيال الحسن (47 عاما) الذي ووري الثرى الاحد في مأتم شعبي حاشد.
 
الربط بين اغتيال الحسن وقضية سماحة لتحييد الداخل وسليمان يباشر مشاورات لاستشراف ما بعد الجريمة
الحياة....بيروت – محمد شقير
يصعب على لبنان، حتى إشعار آخر، ملء الفراغ الأمني والسياسي الذي أحدثه اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن في ظل غياب أي تصور سياسي متكامل لمرحلة ما بعد اغتياله باعتبار أن التمديد للوضع الذي كان سائداً قبل ارتكاب هذه الجريمة لم يعد قابلاً للحياة من دون أي تعديل. وهذا ما خلص إليه عدد من الوزراء الذين شاركوا في جلسة الحكومة أول من أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية أن الجلسة عقدت في أجواء مشحونة تحت وطأة هول الكارثة التي حلت بلبنان باغتيال اللواء الحسن، وكانت سبقتها مشاورات مفتوحة بين الرؤساء الثلاثة ورئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط استدعاها تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه غير متمسك بالبقاء على رأس هذه الحكومة انطلاقاً من شعور السواد الأعظم في الطائفة التي ينتمي إليها بأنها مستهدفة وأصبحت مكشوفة بشطب الحسن من المعادلة الأمنية، وهو الذي لعب دوراً بارزاً في اكتشاف شبكات التجسس المتعاملة مع إسرائيل وفي وضع اليد على خروقها عدداً من الأحزاب والتنظيمات السياسية في لبنان.
وكشفت المصادر الوزارية نفسها أن الحسن الذي لم يعمل يوماً لحسابه الشخصي، تمكن من تحقيق إنجاز أمني كبير تمثل في توقيف الوزير السابق ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات من سورية إلى لبنان لتفجيرها في عدد من المناطق اللبنانية، وتحديداً في عكار في شمال لبنان، ليس لتهديد الاستقرار فحسب، وإنما لإحداث فتنة مذهبية من شأنها أن تزيد من الاحتقان الطائفي في البلد.
وقالت إن ميقاتي، وإن كان لم يتحدث عن رغبته في الاستقالة، فإنه في المقابل أبلغ رئيسَي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري وجنبلاط عدم قدرته على الاستمرار، وإنه لا ينوي التمسك بالحكومة، وإن حدثاً أمنياً أقل أهمية وخطورة من اغتيال الحسن يؤدي في العادة في بلدان أخرى إلى استقالة الحكومة لتنفيس الاحتقان وقطع الطريق على أي تصعيد أمني وسياسي فكيف إذا كان هذا الحدث بحجم اغتيال رأس إحدى المؤسسات الأمنية التي لعبت دوراً في تفكيك العشرات من شبكات التعامل مع إسرائيل وفي وضع اليد على المخطط الذي كان سماحة يتهيأ لتنفيذه.
ولفتت إلى أن الرئيس ميقاتي أبلغ من يعنيهم الأمر أن المسؤولية إزاء أي حادث أمني تُرمى على عاتق الحكومة، و «لكن هناك من يحمّلني دم الحسن وأنا لا أستطيع أن أتحمّله»، وقالت إن المشاورات بدأت ليل الجمعة بزيارة ميقاتي، ومعه وزير الأشغال العامة غازي العريضي، بري بعيداً من الأضواء وأعقبتها مشاورات رئاسية انضم إليها جنبلاط الذي التقى العريضي في الليلة نفسها.
وأكدت أن بري أبدى تفهمه لكل ما سمعه من ميقاتي، لكنه سأل إذا كان البلد أصبح إلى حد ما مكشوفاً باغتيال الحسن فهل من مصلحة من تعميق انكشافه؟ داعياً إلى التريث «لعلنا نتمكن من خلال المشاورات من منع انكشاف البلد».
وأشارت المصادر عينها إلى أن جنبلاط حذر من الوقوع في لعبة النظام السوري بتحقيق ما يخطط له لجهة إقحام لبنان في فراغ قاتل يدفع به إلى مهب الريح ويجره إلى فتنة مذهبية - طائفية لا أحد يعرف أين ستنتهي بالجميع من دون استثناء...
كما حذر جنبلاط من إيصال البلد إلى المجهول، خصوصاً أن مرتكب الجريمة معروف واغتيال الحسن مرتبط بتوقيف سماحة، معتبراً أن هناك ضرورة وطنية لتسليط الأضواء على دور النظام السوري في هذه الجريمة لتحييد الساحة المحلية عن تداعياتها مع عدم التقليل من هول الجريمة التي هزت البلد وأشعرت الطائفة السنّية بأنها مستهدفة.
وأوضحت المصادر أن سليمان وميقاتي وجنبلاط تلاقوا على ربط جريمة اغتيال الحسن بتوقيف سماحة وهذا ما انعكس على جلسة مجلس الوزراء من دون أن يصدر أي تعليق من الوزراء المنتمين إلى قوى 8 آذار. وقالت إن ميقاتي جدد قوله في الجلسة إنه ليس متمسكاً بالبقاء على رأس الحكومة.
ولاحظت المصادر أن جميع الوزراء أشادوا بمزايا الحسن وأجمعوا على حجم الخسارة التي لحقت بلبنان نتيجة اغتياله ما استدعى تعليقاً من الوزير وائل أبو فاعور قال فيه: «يا ليت اللواء الحسن ما زال على قيد الحياة ليسمع إشادتكم به بعدما ظلم في حياته ولم ينصفه إلا البعض وكنا نتمنى أن ينصف ولم يمت».
وأكدت أن العريضي وأبو فاعور تبنيا في مداخلتيهما ما قاله جنبلاط حرفياً في اتهامه للنظام السوري باغتيال الحسن، وقالت إن سليمان ومعه ميقاتي ووزراء «جبهة النضال الوطني» اقترحوا إحالة الجريمة على المحكمة الدولية لكنهم قوبلوا باعتراض من الوزراء سليم جريصاتي وعلي قانصو ومحمد فنيش الذي اعتبر أن هذه المحكمة مسيّسة وموجهة ضد «حزب الله» وأصدرت أحكامها المسبقة قبل أن تبدأ المحاكمات فيما لم يتدخل الوزراء المنتمون إلى حركة «أمل» في النقاش.
وأوضحت المصادر أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل اقترح إعداد مشروع يرمي إلى تحويل فرع المعلومات إلى شعبة مع ضرورة تدعيمها بشرياً ومادياً. وقالت إن هذا الاقتراح لقي تأييداً مع تحفظ عدد من الوزراء من دون أن يلقى اعتراضاً يمنع سريان مفعوله وفق الأصول القانونية.
كما اقترح وزير الداخلية إعطاء الداتا مفتوحة للأجهزة الأمنية واشترط وزراء «حزب الله» وآخرون من 8 آذار أن لا تكون مفتوحة، وأيضاً لم يتدخل وزراء «أمل» في النقاش فيما رأى العريضي وأبو فاعور أن لا مشكلة في هذا الاقتراح ويمكن أن تبقى مفتوحة لفترة معينة ونعود بعدها إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب.
وعاد أبو فاعور إلى تأكيد أن نظام بشار الأسد دمّر سورية وهو يريد الآن تدمير لبنان بافتعال فتنة مذهبية - طائفية. واتهم أطرافاً دوليين وإقليميين بالوقوف إلى جانبه، بينما ركز العريضي على الإنجازات الأمنية للحسن منوهاً بصلاته المفتوحة مع كل القوى السياسية ومنها القوى التي حاولت مراراً إخراجه ومنعه من تأدية دوره الأمني لكنه أحرجهم بالإنجازات الأمنية التي حققها.
ولفتت المصادر إلى أن سليمان شدد على ضرورة الإسراع في إجراء مشاورات مع القوى الرئيسة المشاركة في طاولة الحوار، وقالت إنه يتريث في الدعوة إلى الحوار في ظل الظروف الراهنة تحسباً لامتناع فريق أساسي عن المشاركة، مشيرة إلى حرصه على الاستماع مباشرة إلى وجهة نظر قوى 14 آذار للوقوف على تصورها في شأن المرحلة المقبلة بعدما أجمعت على دعوة الحكومة إلى الاستقالة.
وأوضحت أن ميقاتي لم يقدم استقالته إلى رئيس الجمهورية ليكون في وسعه البت فيها، وقالت إنه أبدى رغبته بعدم التمسك ببقاء الحكومة. وقالت إن سليمان يخشى من وقوع البلد في الفراغ وإن استقالة الحكومة تتم في حالين، إما استقالة رئيسها وهذا ما لم يقدم عليه حتى الساعة على رغم أنه قال صراحة إن الكيل طفح بعد تحميله مباشرة دم اللواء الحسن، أو انسحاب وزراء «جبهة النضال الوطني» منها علماً أن موقف رئيسها واضح ويتمسك ببقائها خوفاً من إقحام البلد في المجهول.
لكن المصادر رأت استحالة الإبقاء على الحكومة من دون أن تقدم على خطوة ما تساهم في تنفيس الاحتقان واستيعاب التأزم وهذا يتطلب مرونة من «حزب الله». وقالت إن لدى معظم الأطراف مخاوف من أن يكون تطيير الحكومة بمثابة قفزة في المجهول تدفع البلد إلى أزمة مفتوحة تطيح الانتخابات النيابية المقررة في ربيع 2013.
وأكدت أن سليمان ليس من الذين يهولون على البلد، وقالت إن مخاوفه من حصول فراغ تنطلق من الواقع السياسي الراهن للبلد، خصوصاً أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الأخيرة برئاسة الرئيس سعد الحريري احتاج إلى مشاورات استمرت أكثر من خمسة أشهر واضطر إلى الاعتذار قبل أن يعاد تكليفه رئاستها فكيف سيكون الوضع الآن في ظل الانقسام الحاد في البلد.
وأوضحت أن سليمان مع تشكيل حكومة وحدة وطنية اليوم قبل الغد وأنه حريص على الاستقرار العام في البلد وهو ينشد التوافق للخروج من المأزق. ولفتت إلى أن المجتمع الدولي يحذر من الفراغ وأن رؤساء معظم الدول الكبرى إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قالوا كلاماً صريحاً في هذا الخصوص.
ولفتت إلى ان سليمان شدد في الجلسة على ضرورة الإسراع في استكمال التحقيق مع سماحة وعدم التردد في اتخاذ الإجراءات وفق الأصول القانونية، لأن أي تردد ينم عن وجود خلل أو ثغرة يحاول البعض أن يتعامل معها وكأن هناك من لا يريد التشدد للوصول بهذه القضية إلى خواتيمها.
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,898,977

عدد الزوار: 7,649,914

المتواجدون الآن: 0