القصير تتحضر لرابع محاولة لاقتحامها خلال أسبوع.... هواجس «الجيش الحر»... والمخاوف الكردية...رومني يدعو لتسليح المعارضة السورية وفرض مزيد من العقوبات على إيران

الإبراهيمي لا يملك غير «مناشدة الضمائر» لتطبيق الهدنة...عشرات القتلى والجرحى في انفجار في باب توما في دمشق

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 تشرين الأول 2012 - 6:19 ص    عدد الزيارات 2173    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الإبراهيمي لا يملك غير «مناشدة الضمائر» لتطبيق الهدنة
دمشق، بيروت -»الحياة»، أ ف ب، رويترز
رفض المبعوث الدولي -العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الكشف عن رد الرئيس السوري بشار الأسد على اقتراح هدنة عيد الأضحى، داعيا في المقابل طرفي الأزمة إلى أن يتخذا «قرارا منفردا» بالهدنة «كي تصبح قرارا جماعيا». وأقر الإبراهيمي أنه لا يملك «ضمانات» من أحد، بل «وعود من الناس أنهم سيوقفون القتال، فإما أن يلتزموا أو هم وضميرهم». ونقل التلفزيون السوري عن الأسد ان «أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب»، ووقف دعم أو تمويل أو تسليح المعارضة، وذلك في إشارة ضمنية إلى ان النظام لن يبادر إلى وقف العنف أولا من جانب واحد. وجاء اللقاء وقع سقوط ما لا يقل عن 120 قتيلا في تفجيرات سيارات مفخخة في العاصمة دمشق وضواحيها وحلب، واشتباكات عنيفة في إدلب وحمص.
وفي تصريحات للصحافيين بعد لقاء الأسد، قال الإبراهيمي:»لن أتكلم عما دار بيني وبين الرئيس من حديث، تكلمنا بهذا الموضوع (هدنة العيد) وأعتقد أنه فاهم القصد من كلامنا وهو وحكومته سيقولون رأيهم بهذه الفكرة». واضاف: «لو أخذ كل طرف قراراً منفرداً (بالهدنة) فسيصبح قراراً جماعياً بعدم استعمال السلاح في فترة عيد» الأضحى نهاية الأسبوع الجاري، لافتاً إلى أن المعارضين في الخارج والمسؤولين في الدول المجاورة الذين التقاهم أعربوا عن تأييدهم فكرته. واعتبر أن كل طرف يمكن أن يبدأ بهذا «متى يريد اليوم أو غداً»، مشيرا إلى ان دعوته موجهة إلى «كل سوري سواء كان في الشارع أو القرية أو مسلحاً في جيش سورية النظامي أو من هم معارضون للدولة السورية».
وأعرب الإبراهيمي عن أمله في أن يكون عيد الأضحي في سورية «هادئا... إذا لم يكن عيدا سعيدا، وإن شاء الله لنا عودة بعد العيد، وإذا لقينا هذا الهدوء قد تم فعلا أثناء فترة العيد سنحاول البناء عليه، وإذا لم يحصل سوف نسعى رغم ذلك، ونأمل في أن ينفتح طريق الانفراج أمام شعب سورية. ونذكر دائما بهذه المناسبة بأنني شخصيا كقائم بهذه المسؤولية ليس عندي أي أجندة أخرى غير خدمة الشعب السوري».
وفي رده على سؤال عن خطة مطولة أو ورقة باتت جاهزة لديه، قال المبعوث الدولي: «نحن نعمل على تحضير هذه الورقة مع الأطراف المختلفة الداخلية والخارجية»، موضحاً أن «الشعب السوري يتوقع أكثر من هذه الهدنة لبضعة أيام ومن حقه ذلك وكل ما نستطيع أن نعد به أننا سنعمل دون كلل أو ملل لتحقيق طموحات الشعب السوري».
وعن حصوله على ضمانات من المجموعات المسلحة بالالتزام بوقف القتال، رأى الإبراهيمي إن هذا» النداء لا يتطلب ضمانات مرتبة، والضمانات عبارة عن وعود من الناس أنهم سيوقفون القتال، فإما أن يلتزموا أو هم وضميرهم، وإذا لم يلتزموا فالشعب السوري هو من سيحاسبهم».
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية السورية (سانا) عن الأسد ان «أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وإيواء الإرهابيين في سورية بوقف القيام بمثل هذه الأعمال».
وانضمت روسيا أمس إلى قائمة الدول الداعمة لفكرة الهدنة، بعد تركيا وإيران والصين والولايات المتحدة. إلا ان التطورات على الارض لم تظهر دلائل على تهدئة. إذ قتل وجرح العشرات في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق. وقالت «سانا» أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت قرب جامع العدنان بين السبينة والعسالي في ريف دمشق، ما اسفر عن مقتل «عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين».
وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى «انتشال ست جثث لسيدة وخمسة أطفال من تحت الأنقاض في بلدة سقبا في ريف دمشق. وفي حلب، أفاد المرصد بانفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما أدى إلى سقوط جرحى.
 
الأسد يشدد على «وقف الإرهاب»و الإبراهيمي يدعو إلى وقف النار بـ «قرار منفرد»
دمشق، لندن - «الحياة»
أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي في دمشق أمس أن «أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب»، فيما قال الابراهيمي بعد اللقاء:»لو أخذ كل طرف قراراً منفرداً فسيصبح قراراً جماعياً بعدم استعمال السلاح في فترة عيد» الأضحى نهاية الأسبوع الجاري.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية السورية (سانا) بأن الأسد بحث خلال لقائه الابراهيمي بحضور وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في «تطورات الأوضاع في سورية والجهود التي يقوم بها الإبراهيمي ونتائج جولته الأخيرة على عدد من دول المنطقة، إذ أكد الرئيس الأسد أن سورية تدعم جهود المبعوث الأممي ومنفتحة على أي جهود مخلصة لإيجاد حل سياسي للأزمة على أساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي». ونقلت «سانا» عن الأسد قوله إن «أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وإيواء الإرهابيين في سورية بوقف القيام بمثل هذه الأعمال».
إلى ذلك، قال الابراهيمي في مؤتمر صحافي إن لقاءه الأسد «كان كالعادة صريحاً ومسؤولاً وتطرقنا إلى الأمور المتعلقة بالشأن السوري متطلعين إلى المستقبل وإلى ما نأمل بأنه سينتهي إلى حل الأزمة في سورية وعودة السلم والأمان إلى ربوعها. تكلمت مع الرئيس الأسد بشأن وقف القتال خلال فترة العيد كما تكلمت مع كل من قابلته في سورية وخارجها عن هذه المبادرة الشخصية التي هي ليست مشروعاً مطوراً أو جزءاً من عملية السلام التي نريدها لهذا البلد».
وإذ قال الإبراهيمي :»لو أخذ كل طرف قراراً منفرداً فسيصبح قراراً جماعياً بعدم استعمال السلاح في فترة العيد»، لافتاً إلى أن المعارضين في الخارج والمسؤولين في الدول المجاورة الذين التقاهم أعربوا عن تأييدهم فكرته».
وتابع: «أوجه النداء إلى الجميع لأن يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح أثناء العيد»، مشيراً إلى أن كل طرف يمكن أن يبدأ بهذا «متى يريد اليوم أو غداً».
وقال إن دعوته موجهة إلى «كل سوري سواء كان في الشارع أو القرية أو مسلحاً في جيش سورية النظامي أو من هم معارضون للدولة السورية».
وأشار إلى انه «كقائم على هذه المسؤولية ليس عنده أي أجندة أخرى سوى خدمة الشعب السوري متمنياً للسوريين عيداً مباركاً».
وقال :»سأعود بعد العيد وإذا كان الهدوء قد تحقق فعلاً أثناء فترة العيد سنحاول البناء عليه وحتى إذا لم يحصل ذلك سنسعى لتحقيقه ونأمل بانفتاح طريق الانفراج أمام الشعب السوري».
وفي رده على سؤال عن خطة مطولة أو ورقة باتت جاهزة لديه، قال الإبراهيمي: «نحن نعمل على تحضير هذه الورقة مع الأطراف المختلفة الداخلية والخارجية»، موضحاً أن «الشعب السوري يتوقع أكثر من هذه الهدنة لبضعة أيام ومن حقه ذلك وكل ما نستطيع أن نعد به أننا سنعمل دون كلل أو ملل لتحقيق طموحات الشعب السوري».
وحول حصوله على ضمانات من المجموعات المسلحة بالالتزام بوقف القتال رأى الإبراهيمي إن هذا» النداء لا يتطلب ضمانات مرتبة، والضمانات عبارة عن وعود من الناس لأنهم سيوقفون القتال فإما أن يلتزموا هم وضميرهم وإذا لم يلتزموا فالشعب السوري هو من سيحاسبهم».
 
 
عشرات القتلى والجرحى في انفجار في باب توما في دمشق
دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
قتل وجرح العشرات في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق امس، بحسب ما ذكرت السلطات السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. بينما استمرت العمليات العسكرية في مناطق أخرى من البلاد، بخاصة حلب وإدلب. وبلغت حصيلة قتلى أعمال العنف أمس 55 قتيلاً، بحسب المرصد السوري.
وأفادت السلطات السورية عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً، وإصابة نحو 30 آخرين في انفجار سيارة مفخخة أمام قسم الشرطة في حي «باب توما» المسيحي، فيما أشار المرصد السوري إلى انه لم يتبين بعد ما إذا كان الضحايا من عناصر الشرطة أو المدنيين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الانفجار نتج من «عبوة ناسفة وضعتها مجموعة إرهابية مسلحة تحت سيارة في ساحة باب توما بدمشق». وأحدث الانفجار أضراراً مادية في المكان.
وقال احد السكان في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن السيارة المفخخة كانت مركونة في موقف قبالة قسم الشرطة الذي تضرر جراء الانفجار.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لبقايا سيارات محترقة وشظايا على الأرض.
وشهد محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين في الأول من آب (أغسطس) للمرة الأولى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، تسببت بسقوط قتيل على الأقل.
ويقع الحيان المسيحيان في وسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة.
من جهة ثانية، ذكرت سانا أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت خلال «قيام عدد من الإرهابيين بزرعها قرب جامع العدنان بين السبينة والعسالي في ريف دمشق، ما اسفر عن مقتل «عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين».
وأشار المرصد في بيان صباح امس إلى «انتشال ست جثث لسيدة وخمسة أطفال من تحت الأنقاض في بلدة سقبا في ريف دمشق التي شهدت قصفاً عنيفاً من القوات النظامية منذ أيام».
كما أفاد المرصد وناشطون عن قصف واشتباكات في مناطق أخرى من الريف، قتل فيها ستة أشخاص في مدينة حرستا بينهم ثلاثة مقاتلين، ومقاتل في مدينة الزبداني.
بينما قتل وجرح تسعة عناصر من قوات النظام في انفجار عبوة ناسفة بشاحنة كانت تقلهم قرب مدينة التل.
ووقعت «اشتباكات عنيفة» بين الجيش النظامي السوري ومجموعات معارضة امس في حي العسالي في جنوب العاصمة، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى العثور على جثتي رجلين في حي القابون (جنوب) مصابين برصاص مباشر.
وكان «حي تشرين» في المنطقة نفسها شهد ليلاً وفجراً اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.
في حلب، أفاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما أدى إلى سقوط جرحى. وذكر مراسل فرانس برس في المدينة نقلاً عن مصدر امني أن الانفجار نتج «من تفجير انتحاري نفسه بسيارته قرب المشفى الفرنسي».
وشاهد المراسل أشلاء بشرية في مكان الانفجار وأضراراً مادية في السيارات والأبنية.
وتوجد على مقربة من المكان ثكنة طارق بن زياد التي تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين لأكثر من هجوم من مجموعات معارضة.
وذكر المرصد من جهة ثانية أن أحياء باب النصر وقسطل حرامي وباب الحديد في حلب تعرضت للقصف.
وأشار إلى اشتباكات في حي بستان القصر سقط فيها مقاتل معارض وقنص قتل فيه رجل.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة وقعت أيضاً بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي الميدان (وسط حلب).
في محافظة إدلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات، بحسب المرصد، عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل اكثر من أسبوعين وتحاول القوات النظامية استعادتها.
وقتل 130 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أول من امس، هم 44 مدنياً و44 مقاتلاً معارضاً و42 عنصراً من قوات النظام.
 
 «هدنة الأضحى» أمام اختبار سعي طرفي الأزمة تعزيز مكاسبهما على الأرض
دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب
يتشكك سكان وناشطون سوريون في إمكانية تحقيق هدنة بين الجيش النظامي والمقاتلين خلال عيد الأضحى كما يأمل المبعوث العربي - الدولي الأخضر الإبراهيمي، مشيرين إلى أن تمدد القتال في المدن الاستراتيجية: دمشق وريفها وحلب وحمص وإدلب، يجعل هامش المناورة أمام طرفي النزاع محدودة جداً، فكلاهما يريد استثمار أي نجاح حققه وتعزيزه على الأرض خلال معارك الأسابيع الماضية. وقال الناشط أبو همام الحلبي من اتحاد تنسيقات الثورة السورية: «النظام لن يلتزم بأي هدنة لأنه لا يريد حلاً للأزمة غير الحل الأمني، هذا يتضح من سياسات نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد. ولا أعتقد أن أياً من رجالنا على الأرض سينخدع بما يقوله النظام علنياً أمام الكاميرات ويوقفون القتال حول البلدات والطرق الاستراتيجية، سيكلفنا هذا كثيراً».
ويرى مراقبون أن الخسائر التي تكبدها الجيش النظامي السوري خلال الأشهر الماضية وخروج نحو 50 في المئة من أراضي البلاد عن سيطرته، ربما يدفعه لتعزيز هجماته لاستعادة تلك الأراضي لا العكس.
إذ يرى محللون أن الجيش النظامي يتعرض لخسائر فادحة في شمال البلاد على رغم كثافة قوته النارية في مواجهة المجموعات المعارضة الأقل تسليحاً، وذلك بسبب تصعيد المقاتلين المعارضين هجماتهم وامتداد الجبهة على محاور عدة.
وقد لجأت المجموعات المقاتلة المعارضة إلى التعويض عن ضعف التسلح لديها عبر تكثيف هجماتها بالقذائف الصاروخية والهاون والأسلحة الرشاشة على جبهات عدة، ما مكنها من الاستيلاء أخيراً على عدد كبير من النقاط العسكرية المهمة، وتكبيد القوات النظامية خسائر فادحة، إذ سيطر المقاتلون المعارضون على جزء من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب، كما أحكموا سيطرتهم على غالبية مدينة معرة النعمان.
وتعتبر هذه المنطقة استراتيجية في محافظة إدلب (شمال غرب) كونها ممراً لتعزيزات القوات النظامية إلى مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك مصيرية منذ ثلاثة أشهر.
ويقول إميل حكيم، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن (آي آي إس إس)، إن «إمدادات الجيش مسألة مركزية في هذه الحرب»، مشيراً إلى أن إمداد القوات الموجودة على جبهات عدة في أنحاء مختلفة من البلاد بالذخيرة والمحروقات، «بات أمراً شديد الصعوبة» بسبب الهجمات التي تتعرض لها قوافل الإمداد من المقاتلين المعارضين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «الجبهات لم تعد تحصى»، مشيراً إلى أن «القوات النظامية تحارب في مئات الأماكن».
ويوضح أن المعركة كانت محصورة في السابق في حمص (وسط)، وهي اليوم تطاول حلب والساحل والحدود التركية ومحافظتي دمشق ودير الزور.
ويقول حكيم «في حالات عدة، اضطرت قوات الرئيس بشار الأسد إلى ترك ساحة المعركة أو الاستسلام بسبب نقص الذخائر والمحروقات للآليات. هذا ما حصل في معرة النعمان».
ويشير إلى أن «الجنود على الحواجز لم يعد لديهم وقود وباتوا معزولين تماماً، فاضطروا للانسحاب».
ويضيف المحللون أن التفوق العسكري لا سيما على صعيد سلاح الجو، لم يعد مؤثراً في النزاع، لأن القوات النظامية بدأت تفقد معنوياتها بعد 19 شهراً من الحرب وارتفاع نسبة الانشقاقات والافتقار إلى التعزيزات.
ويقول حكيم «تتمتع قوات الأسد بالتفوق التقني لكن هذا العامل لم يعد بالأهمية نفسها لأن العناصر تعبوا».
فيما يقول عبدالرحمن «عندما يكون هناك مئات المقاتلين الذين يهاجمون في شكل مفاجء حاجزاً ويكبدون الجيش خسائر كبيرة، لن تكفي الغارات الجوية لقلب المعطى».
ويرى الخبراء أن التفوق العددي أصبح نظرياً، لأن قسماً كبيراً من عناصر الجيش المقدر عدده بـ350 ألفاً، فر أو انضم إلى المعارضة، بينما يقبع قسم آخر في الثكنات.
وينظر النظام فقط إلى وحدات النخبة على أنها أهل للثقة والقتال في النزاع الجاري.
وتابع حكيم «الغارات الجوية تهدف إلى رفع معنويات القوات الموجودة على الأرض... لكنها لا تساعد هذه القوات على تحقيق النصر».
وقال مصدر أمني سوري إن الجيش يريد القضاء على آخر معاقل المعارضين في محافظة حمص (وسط)، وبدأ عمليات عسكرية واسعة منذ أسبوعين لإنجاز ذلك، إلا أنه لم ينجح بعد، لأنه اضطر إلى إرسال القسم الأكبر من عديده إلى الشمال لاستعادته بعدما أصبحت أجزاء واسعة منه خارجة عن سيطرة النظام.
ويقول حكيم إن الجنود غير مرحب بهم في المناطق التي يدخلونها، وينظر إليهم إجمالاً على أنهم «قوة احتلال»، وهم في مواجهة مقاتلين في الجانب الآخر يتمتعون بمعنويات من حديد.
وقال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبدالجبار العكيدي لفرانس برس «في كل مرة نهاجم جيش النظام، يموت أفراده رعباً. خلال الليل، ينامون في الدبابات لأنهم خائفون».
ويضيف «نحارب في قرانا ومدننا التي نعرفها بكل زواياها، بينما يأتي الجنود من محافظات أخرى ولا فكرة لديهم عن أرض المعركة».
لكن احتدام المعركة على الأرض لا يعني أن أي طرف قريب من تحقيق النصر. وما يثير المخاوف هنا هو غياب أي آفاق للحل السياسي.
وفي تحول بارز للموقف التركي من نقل السلطة في سورية على غرار النموذج اليمني، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن السيناريو اليمني لم يعد مطروحاً على جدول البحث فيما يتعلق بالأزمة السورية. وكانت تركيا اقترحت مطلع الشهر الجاري اسم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لتولى مسؤولية البلاد عند تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن «يديه لم تتلطخ بدماء السوريين»، وقابلت الكثير من أطياف المعارضة السورية المقترح بدعم نسبي، موضحة أنها مستعدة لدراسته.
وأوضح أوغلو في تصريحات نقلتها عنه الصحف التركية خلال زيارته العاصمة اليمنية صنعاء، أن «النموذج اليمني كان يمكن تطبيقه في سورية منذ تسعة أشهر مضت». وذكر أنه إذا أخذت في الاعتبار الظروف الخاصة لكل بلد، وأيضاً التطورات الأخيرة في سورية، عندما تستخدم في قصف المدن الأسلحة الثقيلة والطيران، وفق تعبيره، فإن فرص انتقال السلطة في سورية على غرار النموذج اليمني «انخفضت كثيراً».
وكانت التوترات بين تركيا وسورية بلغت مستوى غير مسبوق بتبادل القصف المدفعي عبر الحدود، وتعزيز أنقرة وجودها العسكري على الحدود المشتركة. وتبحث تركيا مع أميركا وفرنسا ودول في الشرق الأوسط سبل تعزيز الضغط على النظام السوري من أجل وقف الحملة الأمنية التي أودت بحياة نحو 35 ألف شخص بين مدني وعسكري، وربما إيحاد مخرج سياسي للأزمة.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين أميركيين وآخرين في حلف الأطلسي أن الحكومة الأميركية تكثف عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية والمشاورات العسكرية مع تركيا «خلف الكواليس». وقالت «واشنطن بوست» إن مسؤولين عسكريين من البلدين اجتمعوا أخيراً لوضع خطط طوارئ لفرض مناطقِ حظر جوي فوق سورية، أو السيطرة على ترسانات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية.
وكشفت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين قولهم إن أجهزة الاستخبارات الأميركية كانت أيضاً مصدراً لمعلومات الجيش التركي لاعتراض طائرة الركاب السورية التي كانت متوجهة من موسكو إلى دمشق.
 
الاختطاف تجارة رائجة... وشبحه يخيف السكان أكثر من القتال اليومي
لندن - «الحياة»
مع غياب كامل للسلطة المركزية واحتدام القتال بين القوات النظامية والمعارضين فيما لا يقل عن 50 في المئة من الأراضي السورية، قال مدنيون وناشطون إن معدلات الجريمة، بخاصة الاختطاف، ارتفعت بشكل مخيف في سورية، مشيرين إلى استفادة عصابات اجرامية من حالة الفوضي التي تعيشها البلاد، حيث يحددون ضحاياهم من العائلات الميسورة، ويقومون بإختطاف أطفال وشباب ونساء مقابل فدية تقدر عادة بعشرات الآلاف من الدولارات. وأفادت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية في تحقيق لها امس تحت عنوان «الاختطاف تجارة رائجة في سورية التي غاب فيها القانون» ان عمليات الاختطاف باتت تؤرق السوريين ربما اكثر من الحرب الدائرة في البلاد. وأفادت الصحيفة التي التقت بوالد احد المختطفين بأن «الخاطفين كانوا يتعجلون الحصول على الفدية. فلم تمض اكثر من ثلاث ساعات على احتجازهم رجل الاعمال البالغ من العمر 31 سنة إلا كانوا قد اتصلوا بأسرته لطلب الفدية». ولكن والد المختطف وعروسه التي زف اليها من ثلاثة اشهر لم يكن لديهم ما يكفي من المال لدفع قيمة الفدية.
غير ان عصابة الخاطفين، مارست الكثير من الضغوط لتحصل على المال الذي تريده، حيث اسمعت الاب والزوجة صوت المختطف وهو يصرخ من شدة الالم والتعذيب. وطالب الخاطفون بفدية تصل الى 46 الف جنيه استرليني والا قتلوا المختطف، واسمه جوزيف، ومثلوا بجثته.
وتقول الصحيفة إن محنة جوزيف اصبحت امراً كثير التكرار في سورية. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، يقدر عدد المختطفين في سورية منذ بدء الانتفاضة بما بين ألفي إلى ثلاثة آلاف شخص. وتقول الصحيفة إن حوادث الاختطاف في سورية تتم اما من قبل عصابات اجرامية للحصول على فدية في ظل حالة الفوضى في البلاد، او من قبل الثوار الذين يستخدمون اموال الفدية لشراء عتاد وذخائر، او من قبل قوات الامن الحكومية لضمان اطلاق سراح اعضائها الذين اسرتهم المعارضة المسلحة. وأفاد سوريون بخاصة في دمشق عن حالات اختطاف عدة دفعت فيها الاسر الفدية المطلوبة، إلا ان الخاطفين قتلوا من اختطفوهم في كل الحالات، ربما لتفادي تسرب اي معلومات حول هوياتهم او مناطق تمركزهم.
 
رومني يدعو لتسليح المعارضة السورية وفرض مزيد من العقوبات على إيران
يو بي اي
انتقد المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية، ميت رومني، سياسة منافسه الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما في الشرق الأوسط ، ودعا إلى تدخل مباشر أكثر في سورية وتسليح المعارضة هناك وفرض عقوبات جديدة على إيران.
ونقلت وسائل إعلام أميركية مقتطفات من خطاب لـ رومني سيلقيه اليوم الإثنين أمام المعهد العسكري في ولاية فيرجينيا، وزعّتها حملته الإنتخابية، قال فيها، إنه سيتّهم أوباما بالقيادة "السلبية" في الشرق الأوسط، قائلاً إن "الأمل ليس استراتيجية"، وسيدعو الولايات المتحدة للمزيد من التدخل المباشر في سوريا، وللمساعدة على تسليح المعارضة هناك.
وسيقول "بالنسبة لسورية، سأعمل مع شركائنا لتحديد وتنظيم أعضاء المعارضة هؤلاء، الذين يشاركوننا قيمنا والتأكد من حصولهم على الأسلحة التي يحتاجونها لهزيمة دبابات الرئيس السوري بشار الأسد، ومروحياته، ومقاتلاته الحربية".
وسيتطرّق لقضية النووي الإيراني، حيث سيقول "لن أتردد بفرض عقوبات جديدة على إيران، وسأشدد العقوبات التي نفرضها حالياً.. وسأعمل مع إسرائيل على زيادة مساعدتنا العسكرية لها والتنسيق معها".
 
القافلة السعودية الخامسة لدعم سورية تُغادر إلى مخيم الزعتري
عمّان - «الحياة»
 
غادرت «قافلة الخير الإغــــاثية» الخامسة للحملة الوطنية السعودية لنــــصرة اللاجـــئين السوريين إلى الأردن، تحوي مواد إغاثية وغذائية مخـــــتلفة، ليتم تـــوزيــــعها على مخيمات السوريين وأماكن تجمعاتهم في المملكة الأردنية، وذلك تواصلاً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبتوجيه من وزير الداخليـــة المشرف العام على الحملة الأمير أحمد بن عبدالــــعزيز.
 
وأوضح مستشار وزير الداخلية رئيس الحملة الوطنية السعودية لنصرة سورية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، أن هذه القافلة تأتي تواصلاً للجهود الإنسانية التي تقدمها المملكة للإسهام في تخفيف معاناة السوريين، وامتداداً لمسيرة البرامج الإغاثية التي تقدمها الحملة للمتضررين من أبناء الشعب السوري، إذ تتكون هذه القافلة من 41 شاحنة، محملة بأكثر من 800 طن من المواد الإغاثية والغذائية، إضافة إلى كميات من الخيام ذات المواصفات العالية لمواجهة فصل الشتاء في تلك المناطق، بكلفة بلغت أكثر من 10 ملايين ريال.
 
وأكّد أن الحملة حرصت على تنفيذ توجيهات المشرف العام على الحملة في شأن مواصلة تقديم البرامج الإغاثية والصحية للسوريين، مفيداً أن الحملة سيّرت أكثر من 250 شاحنة لأبناء الشعب السوري، ساهمت في تخفيف جزء من معاناتهم.
 
يذكر أن الحملة ما زالت تواصل تقديم برامج توزيع السلال الغذائية والحقيبة الصحية للأسر السورية في كل من تركيا ولبنان، وتعكف حالياً على تنفيذ البرنامج الطبي لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للاجئين السوريين في الأردن، من خلال تقديم الرعاية الطبية وتأمين سيارات الإسعاف والعيادات الطبية في مخيم الزعتري، وتأمين مستلزماتها من الأدوية والأجهزة والطواقم الطبية والفنية في عمل مشترك مع الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات.
 
إلى ذلك، بدأت القنصلية السعودية في عمان، منح تأشيرات حج لعدد من السوريين المقيمين في الأردن، وذلك تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بمنح 10 آلاف تأشيرة حج للسوريين اللاجئين والمقيمين في الأردن ولبنان وتركيا.
 
هواجس «الجيش الحر»... والمخاوف الكردية
الحياة....فاروق حجّي مصطفى
ما إنْ تنتهي من حواجز «الأعلام الصفر» للجان قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني في زيارة مدتها 45 دقيقة أي المسافة إلى مدينة كُوباني (عين العرب) التابعة لمحافظة حلب، الكائنة على مرمى حجر من الدبابات والمدافع التركية الموجهة أفواهها إلى عمق كوباني، حتى تطل على مدينة تل أبيض (75 كيلومتراً شمال الرقة) المعبر السوري الوحيد في محافظة الرقة، والتي تأخرت عن مواكبة المحافظات الأخرى في انتفاضتها ضد النظام السوري.
أثناء السير نحو تل أبيض تدور في نفسك تساؤلات عدة، وأنت تدقق النظر في الحدود التركية حيث ترى كيف تُنقل الآليات العسكرية عبر القطار متجهة نحو الشرق، وما إن تحجب التلال عن نظرك هذه الآليات العسكرية التركية، بالرغم من أنك على مقربة، حتى تشعر بالراحة، فتركيا تخيف المارة الكرد.
منذ شهرين بدأت القوات التركية تعزيز وجودها العسكري على الحدود، التي تمتد مسافة ما يقارب 900 كيلومتر، مع سورية. وهي بدأت أخيراً الرد بالمثل على إطلاق النار والقصف من داخل الأراضي السورية.
يقول أحد المزارعين من القرى المحاذية للحدود التركية والتابعة لمدينة تل أبيض: «لا أرى تركيا بلداً عدواً فهي تؤوي أهلنا النازحين، وقد أقامت المخيمات وفتحت المدارس للنازحين الذي هربوا من بطش الحرب التي تستهدف الأخضر واليابس». هذا المزارع الذي لم يغادر أرضه وما زال ينتظر الموسم، تابع الحرب «التي نعيشها مع الخوف من طائرات ترمي على رؤوسنا براميل البارود». ويضيف: «وضع البلد لا يحتمل الحروب والحال تتدهور اليوم رغم أننا لم ننته من الحرب مع النظام، فكيف سيكون الوضع إذا غزت تركيا بلادنا؟». ويردف قائلاً: «أنا لست كردياً... ولا أحمل ضغينة لأحد، غير أنّ تدخل تركيا أو أي بلد آخر في أراضينا سيحول بيننا وبين الحرية... هذه الحريّة التي كلفتنا ثمناً باهظاً».
وما إنْ تدخل إلى بلدة عين العروس، التي تقع شمال الرقة، حتى تُفاجئك احتمالات الحرب على ملامح السكان وعلى البيوت والمتاجر.
يقول أحد السكان: «أنا من الجيش الحر... ما ترونه من دمارٍ هو من فعل النظام الذي طبق على أهل هذه المدينة سياسة الأرض المحروقة... منذ أنّ حررنا تل أبيض، والنظام يمارس كل أنواع الانتقام من أهلنا، لذا هربوا من قسوة طغيانه، لكن انتقامه مستمر اليوم».
وكلما اقتربت باتجاه تل أبيض، تتعاظم معالم الحريق، إلى أن يصبح الخراب سيد الموقف. في هذه المدينة كل فردٍ أصبح معارضاً للنظام. ويقول أحد أبناء القرى المجاورة (أبو آزاد، معلم مدرسة): «من يحمل السلاح اليوم في تل أبيض ويقوم بحراسة المدينة وتحلق الطائرة فوق رأسه، كان قبل شهرٍ يحمل العصي إلى جانب النظام، وكان ما أن تشتعل مظاهرة حتى يهجم ليمارس التشبيح والقتل بحق أهله لوأد محاولة التظاهر في أرضها... أما اليوم فقد أصبح الجميع ضد هذا النظام».
يشير أبو آزاد إلى الطريق ويقول: «أهل تل أبيض نزحوا من هنا»، فيما يقول الناشط زانا ميسو: «نجوت من الموت مرتين، مرة عندما كنت أنقل عائلتي، ومرة أخرى حين كنت أصور آثار الدمار التي خلفتها قذائف المدفعية»، وتابع: «المرة الأولى كانت المسافة بيني وبين مكان سقوط القذيفة حوالى 25 متراً حين أصابت مدرسة الصباغ».
لم يبقَ أُناس كُثر في تل أبيض، وحالها ليس كما كانت قبل سيطرة الجيش الحر، ولعلّ سبب غياب الناس يعود إلى مهاجمة النظام المدينة بالطائرات والمدافع، يقول أبو آزاد: «الناس خائفة وهم دفعوا ثمناً باهظاً في الأسبوع الأول ولا يريدون أن يدفعوا أكثر... لذا هرب الجميع».
وجود عناصر الجيش الحر، وغالبيتهم من لواء ثوار الرقة ومن كتيبة القادسيّة وصواعق الرحمن، يعتبر بمثابة حراسة لـ «مدينة فقدت حياتها جراء مواظبة النظام على الضرب بيد من حديد». «للمدينة حراسها وعلى رغم ذلك لا تطمئن القلوب»، يقول رجل مسنّ.
وأنت تتقدم نحو الحدود، ترى الطائرات تحلق فوق بلدة سلوك التي فرض الجيش الحر أكثر من مرة سيطرته عليها. لا تعرف متى ستغير الطائرة، وحتى إن لم تفعل فإنك لا تعرف متى ستضربك قذيفة تركية ترد على القصف السوريّ.
في تل أبيض إشكالية تضعك بين أمرين، الخوف من النظام والخوف من الهجمات التركية؛ الخوف من النظام ومن طائراته، والخوف من أن يدخل الأتراك إلى الأراضي السورية. ويقول سكان من القرى المحيطة بالمدينة: «لقد أصبحنا بين فكي كماشة، من جهة الكُرد الذين سينظرون إلينا وكأننا فتحنا الباب للأتراك، ومن جهة أخرى سنواجه انتقام النظام».
تغيّر الوضع في تل أبيض كثيراً فما عاد هناك أي مركز أمني ولا صورة لـ «الرئيس» ولا علم. فقط عناصر من الجيش الحر يتحركون ببطء شديد داخل المدينة ويجتمعون في بعض المقار في انتظار «الشهادة» . يقول أحد أفراد هذه العناصر، وهو يقترب نحونا: «نتمنى أن لا تحقق تركيا حلم النظام... ما نريده من تركيا هو الوقوف إلى جانبنا ودعمنا بالسلاح، وأن تكون سنداً معنويّاً لنا». وعن سؤالنا عن مدى المخاوف من تدخل تركيا يجيب: «لو أرادت تركيا أن تتدخل لقامت بذلك منذ الأيام الأولى من تهديد النظام لها».
 

 

القصير تتحضر لرابع محاولة لاقتحامها خلال أسبوع.... أول حالة وفاة جراء انفجار قنبلة عنقودية.. وناشطون: «قنابل فراغية» على الغوطة الشرقية

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .. بينما كانت منطقة القصير على الحدود اللبنانية السورية تتعرض لقصف عنيف ومركّز «تمهيدا لاقتحامها»، وقعت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في دمشق وريفها، وقصف عنيف بالطائرات تعرضت له قرى ريف إدلب ومعرة النعمان ومناطق من ريف دمشق، التي تصدرت قائمة الضحايا الذين أحصتهم لجان التنسيق المحلية أمس، وفاق عددهم الـ80 قتيلا.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة القصير شهدت أمس «أعنف المعارك مع الجيش النظامي الذي حاول، للمرة الرابعة خلال أسبوع، استعادة سيطرته على قرى ريف القصير». وأشارت المصادر إلى أن الجيش النظامي «أطلق صواريخه ومدفعيته الثقيلة من المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية، والمقابلة لجرود الهرمل، باتجاه أكثر من قرية في ريف القصير، وسمع دوي القذائف في قرى حنيدر وغيرها من القرى اللبنانية».
وقالت المصادر إن القصف انطلق من حاجز الجيش السوري الموجود في قرية «تل منّو» بمحاذاة الحدود اللبنانية، لافتة إلى أن الجيش الحر «يسيطر على المنطقة بشكل كامل، ويقاتل بشراسة، وهو من يبادر إلى مهاجمة حواجز الجيش النظامي».
من جهة ثانية، أفاد ناشطون بحدوث «قصف كثيف تعرض له ريف القصير، في محاولة من الجيش النظامي لبسط سيطرته على المنطقة». وأشارت مواقع المعارضة السورية إلى أن القصف «يأتي تمهيدا لاقتحام بعض القرى في المنطقة التي يسيطر عليها المعارضون».
وشهدت دمشق وريفها اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حي العسالي في جنوب العاصمة شهد اشتباكات عنيفة، مشيرا إلى العثور على جثتي رجلين في حي القابون جنوب دمشق مصابين برصاص مباشر. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن حي تشرين في العاصمة شهد اشتباكات عنيفة بجميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين الجيش الحر وقوات النظام، بالتزامن مع قطع الكهرباء عن الحي.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن العمليات العسكرية في ريف دمشق تواصلت أمس، وأفادت بمقتل خمسة أشخاص بينهم طفل جراء القصف على منطقة غبور في حرستا، ومقتل شخص على الأقل في حيي القدم وبرزة وحي القابون الذي عثر فيه على جثتي شهيدين مجهولي الهوية في منطقة الحفيرية، وقد أعدما ميدانيا بعد تقييد الأيدي والأرجل، وبدت آثار التعذيب على الجثتين. كما أفادت بحدوث قصف تعرضت له مناطق عدة من الزبداني وعربين والسيدة زينب في ريف دمشق.
إلى ذلك، قال ناشطون سوريون إن الطائرات الحربية أغارت على مبان في الغوطة الشرقية «مستخدمة نوعا جديدا من القنابل يدمر المباني بشكل كامل». وأضاف الناشطون أن «القنابل المستخدمة هي قنابل فراغية». ووفقا للناشطين فإن تلك القنابل التي تلقيها طائرات «ميغ» أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى في كفربطنا وسقبا وجسرين معظمهم من النساء والأطفال. وتسبب تلك القنابل تخلخلا هائلا في الضغط في موقع الانفجار، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير البنى الهيكلية للمباني فتنهار بشكل كامل.
من ناحيته، أفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات في مدينة حرستا رافقها سقوط عدد من القذائف على المدينة. وتتعرض بلدات وقرى الغوطة الشرقية وزملكا والزبداني والمزارع المحيطة بمدينة دوما للقصف من القوات النظامية. أما الهيئة العامة للثورة السورية فذكرت أن قصفا استهدف صباح أمس بلدة السيدة زينب قرب دمشق، فأسفر عن سقوط جرحى، وقتيل على الأقل. كما أشارت إلى انتشال ست جثث لسيدة وخمسة أطفال من تحت الأنقاض في بلدة سقبا التي شهدت قصفا عنيفا من القوات النظامية منذ أيام. وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط العديد من الشهداء واحتراق الكثير من المنازل جراء قصف قوات النظام لمنطقتي عرطوز وجديدة عرطوز بالدبابات والهاون، ورافقت ذلك حملة عسكرية عنيفة تقوم بها قوات النظام على البلدتين.
في غضون ذلك، انتشر على موقع «يوتيوب» فيديو زعم أصحابه أنه يظهر عناصر من الجيش السوري النظامي وهو يقتحم أحد المستشفيات الميدانية، في سوريا. ويظهر الفيديو أحد العناصر يدوس على حلق مريض، قائلا «قل لي وين السلاح؟».
من جهة ثانية، ذكرت «سانا» أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت خلال «قيام عدد من الإرهابيين بزرعها قرب جامع العدنان بين السبينة والعسالي في ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين»، على حد قولها. وأفادت بوجود عبوة ناسفة انفجرت في أحد شوارع بلدة منين وفي ريف دمشق، مما أسفر عن إصابة عدد من المارة في منطقة الانفجار. وذكر مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق لوكالة «سانا» أن الانفجار أدى إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والمحلات في المكان.
من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء باب النصر وقسطل حرامي وباب الحديد في حلب تعرضت للقصف، فيما وقعت اشتباكات في حي بستان القصر سقط فيها مقاتل معارض بالإضافة إلى عمليات قنص أسفرت عن مقتل عدة أشخاص في أحياء حلب.
وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن الاشتباكات ما زالت مستمرة عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان. وفي أول حادثة من نوعها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل الطفل حكيم أديب الفاضل، 12 عاما، في سراقب في إدلب، إثر انفجار قنبلة عنقودية كان يلعب بها مع رفاقه، مشيرة إلى أنه توفي في تركيا متأثرا بجراحه.
 

المصدر: جريدة الحياة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,905,829

عدد الزوار: 7,650,228

المتواجدون الآن: 0