صناعة الأسلحة المحلية تشهد رواجا في سوريا...الملاحة الجوية السورية «شبه معطلة» بعد إغلاق مطار حلب الدولي

النظام يحشد لاستعادة داريا.. و«الحر» يفرض حصارا على المقاتلات في حلب، أكثر من 82 قتيلا في أول أيام السنة.. و20 عسكريا منشقا يصلون إلى تركيا

تاريخ الإضافة الخميس 3 كانون الثاني 2013 - 5:08 ص    عدد الزيارات 2179    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

النظام يحشد لاستعادة داريا.. و«الحر» يفرض حصارا على المقاتلات في حلب، أكثر من 82 قتيلا في أول أيام السنة.. و20 عسكريا منشقا يصلون إلى تركيا

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا ... كثّفت القوات النظامية السورية حملتها العسكرية على مدينة داريا في ريف دمشق أمس، حيث أعلن ناشطون عن تعرض المدينة لأكثر من 200 قذيفة خلال فترة بعد الظهر، فيما واصل المعارضون حملتهم العسكرية على مطارات حلب العسكرية، وتواصل المعارك على محور ريف إدلب، وذلك بعيد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى السوريين في عام 2012 ناهز الـ40 ألف قتيل.
وفي وقت أعلنت فيه لجان التنسيق المحلية أن الحصيلة الأولية لقتلى أمس تجاوزت الـ82 قتيلا في أول أيام السنة الجديدة، ذكر ناشطون أن الطيران الحربي التابع للجيش السوري قصف أمس عدة مناطق متفرقة من سوريا، حيث شن غارات على مدينة عربين وزملكا وبيت سحم وعقربا في ريف دمشق، كما أشاروا إلى تعرض مدينة معضمية الشام في ريف دمشق للقصف، كما تعرضت داريا لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف وصل، بحسب لجان التنسيق المحلية إلى حدود 200 قذيفة في فترة بعد ظهر أمس.
وتطور الوضع في داريا في الغوطة الغربية لدمشق، بعيد إرسال القوات النظامية السورية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى أطراف البلدة، في محاولة للسيطرة عليها. واندلعت اشتباكات عنيفة حين حاولت قوات النظام المدعومة بالدبابات استعادة السيطرة على المدينة، التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية. وقال ناشطون معارضون إن «خمسة أشخاص قتلوا، منهم طفل، بنيران صواريخ الجيش التي سقطت على داريا».
وقال أحد الناشطين في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية «حشدت ما لا يقل عن مائة عربة عسكرية تجر مدافع ثقيلة وتحمل عددا من الجنود إلى ضواحي داريا»، مشيرا إلى أن الهجوم «بدأ فجر أول من أمس بتحرك الآليات العسكرية النظامية من الجهتين الجنوبية والغربية، حيث مشطت البساتين المحاذية لأوتوستراد درعا، قبل أن تبدأ بقصف المدينة في محاولة للسيطرة عليها». وأضاف الناشط أن القصف استهدف محورين «وسط داريا، وبساتينها الممتدة إلى الغرب باتجاه معضمية الشام»، لافتا إلى أن القصف «طال معضمية الشام أيضا». وأفاد بسقوط عدد كبير من القذائف المدفعية والصواريخ على المدينة «التي بدأ ما تبقى من سكانها النزوح منها».
وفي هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز أن قوات النخبة الحكومية السورية، مدعومة بالدبابات، تخوض معارك لاستعادة السيطرة على ضاحية داريا بعد أن تقدم مقاتلو المعارضة لمسافة تجعل وسط العاصمة السورية في مرمى نيرانهم.
إلى ذلك، قال الجيش الحر إنه استهدف مبنى المخابرات الجوية في حرستا بريف دمشق بصواريخ محلية الصنع، كما قصف مطار دمشق الدولي بقذائف الهاون. كما أفادت شبكة «شام» بوقوع اشتباكات في المتحلق الجنوبي، أهم طرق العاصمة دمشق، وفي مدينتي زملكا وداريا، كما أفادت الشبكة بدوي انفجارات هزت المدينة، ولجأت قوات النظام لقصف بلدات بيت سحم والسبينة والذبابية.
بموازاة ذلك، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنه تم العثور على 30 شخصا قتلوا معظمهم ذبحا وحرقا في بلدة معان بريف حماه منذ أسبوع، وتم الكشف عن جثثهم أمس.
هذا، وأعلنت مصادر عسكرية معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر يواصل قتاله في حلب «مستهدفا مطاري كويرس العسكري الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن حلب المدينة، ومطار منغ العسكري في ريف أعزاز». وقالت المصادر إن القوات المعارضة «تفرض حصارا على الطائرات النظامية، من خلال استهدافها لحظة إقلاعها، ما يمنعها من التحليق»، فيما أشار ناشطون إلى «توقف مولدات الكهرباء في مطار منغ العسكري بسبب انقطاع مادة المازوت عن المطار».
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية أن وحدة من القوات النظامية نفذت عمليات نوعية أمس في بلدتي طعوم وبنش أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أدوات حقدهم وإجرامهم التي كانوا يستخدمونها في أعمالهم الإرهابية.
من جهة أخرى، صرح دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية بأن مجموعة جديدة من 20 عسكريا بينهم ضابط برتبة عميد انشقوا أمس وانتقلوا إلى تركيا، في اليوم الأول من السنة الجديدة، وانضموا إلى مئات الجنود المنشقين. وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن «عميدا وثلاثة عقداء وضباطا وضباط صف بين العسكريين الذين لجأوا إلى تركيا».
إلى ذلك، قال المرصد إن «اشتباكات عنيفة في تدور في أطراف بلدة بصر الحرير في درعا بين مقاتلين من عدة كتائب معارضة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة من الجهتين الشرقية والغربية للبلدة». وأشار إلى تفجير عبوة بحافلة صغيرة عند مدخل البلدة تسبب بمقتل وجرح تسعة عناصر من قوات النظام. بينما أكد ناشطون انسحاب القوات النظامية من أطراف المدينة، وتدمير المقاتلين لتسع دبابات.. فيما لم تتأكد الأنباء الواردة حول إسقاط مقاتلة حربية على أطراف المدينة باستخدام مضادات الطيران.
 
الملاحة الجوية السورية «شبه معطلة» بعد إغلاق مطار حلب الدولي، الناطق باسم المجالس العسكرية الثورية: النظام ينقل منه الأسلحة والذخائر بالطائرات المدنية

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: نذير رضا .. أغلقت السلطات السورية مطار حلب الدولي بسبب استهدافه المستمر من مقاتلي المعارضة، مما يجعل الملاحة الجوية المدنية في كامل سوريا «متوقفة إلى حد ما»، بحسب الناطق الرسمي باسم المجالس العسكرية الثورية أبو البراء، وخاصة في ظل «شلل» الحركة الملاحية بمطار دمشق الدولي منذ وصول التوتر إلى طريق المطار، الناتج عن اشتباكات مقاتلي المعارضة مع القوات النظامية في المناطق المحاذية له.
وفي حين أعلنت سلطات مطار حلب إغلاقه «بداعي إجراء أعمال صيانة لبعض المرافق والمدرج»، كشف مصدر ملاحي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الإغلاق جاء كإجراء مؤقت نتيجة محاولات مسلحي المعارضة المستمرة لاستهداف الطائرات المدنية، مما قد يتسبب بكارثة إنسانية». وقال: «لم يتم تحديد مدة واضحة للإغلاق، لكن من المؤكد أنه سيغلق لفترة قصيرة جدا لحين السيطرة على المناطق المحيطة بالمطار التي ينتشر فيها مسلحو المعارضة ولضمان أمن وسلامة الطائرات».
وتقاطعت هذه التصريحات مع ما أعلنته إدارة المطار على حسابها الرسمي على موقع «فيس بوك»، من أن «المطار سليم ولم يصبه أي أذى، وإغلاق المطار مؤقتا ما هو إلا إجراء لحماية الطائرات المدنية». وأكدت الإدارة أنه «لم يقترب أي مسلح من المطار، ولكنهم متمركزون بالقرى المحيطة بالمطار، وقاموا بنصب مضادات طيران من أنواع مختلفة لاستهداف الطيران المدني»، لافتة إلى أن «وحدات من الجيش العربي السوري تقوم بالتعامل مع المسلحين».
وأشارت إدارة المطار، ردا على أسئلة المدونين، إلى «أننا لا نستطيع الإجابة عن الطائرات التي من المفترض أن تقلع من المطار بعد 48 ساعة.. نستطيع أن نقول لكم إن الرحلات التي ألغيت هي الرحلات التي ستقلع ضمن الـ48 ساعة المقبلة، يعني في 31/ 12/ 2012 و1/ 1/ 2013».
في هذا الوقت، أعلن الناطق الرسمي باسم المجالس العسكرية الثورية أبو البراء لـ«الشرق الأوسط» أن حركة الملاحة المدنية في سوريا «باتت متوقفة إلى حدّ ما»، في إشارة إلى وصول القتال إلى مشارف مطار دمشق، وتوقف مطار حلب عن العمل، وفي ظل امتناع أغلب الشركات عن استخدام المطارات والمجال الجوي السوري، وأوضح أنه «يمكن القول إن سوريا باتت إلى حد ما معزولة عن العالم الجوي».
وكشف أبو البراء عن معلومات وصفها بـ«الدقيقة» تؤكد أن «القوات النظامية تنقل الأسلحة والذخائر من مطار حلب عبر الطائرات المدنية، مع وصول القتال إلى مشارفه». وأوضح أن مقاتلي الجيش الحر «يحاصرون المطار، الذي حوّل النظام مهمته المدنية إلى مهمة عسكرية، حيث يستقبل الذخائر والأسلحة عبره».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن انفجارا دوى في طائرة مدنية لدى إقلاعها من مطار حلب الدولي السبت الماضي، مرجحا أن يكون ناتجا عن قصف المطار من مواقع للمعارضة. وقال إن «السلطات السورية أوقفت على الأثر حركة الطيران في مطار حلب».
وكان مسؤولون بمطار القاهرة أعلنوا السبت الماضي أن الخطوط الجوية السورية ألغت رحلة من القاهرة إلى مدينة حلب السورية، بسبب الوضع الأمني حول مطار حلب الدولي. وقالوا إنه كان من المقرر أن تتوجه طائرة الخطوط الجوية السورية إلى حلب قبل أن تواصل رحلتها إلى دمشق، لكنها توجهت إلى العاصمة السورية مباشرة بعد تأخير دام 5 ساعات.
وفي دمشق، أعلن المكتب الإعلامي للمجلس العسكري أمس أن الجيش الحر استهدف مطار دمشق الدولي بصواريخ محلية الصنع، بينما تواصلت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في المناطق المتاخمة للمطار، ومنها شارع فلسطين والحجر الأسود والتضامن. وكانت بعض شركات طيران أجنبية أعلنت تعليق رحلاتها إلى دمشق منذ اندلاع القتال على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار دمشق الشهر الماضي.
 
 
السوريون يتحدون الموت بحفلات صامتة في دمشق.... أكثر من 500 زفاف بمخيم اليرموك في 2012
جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا
قبل اشتعال الحرب الأخيرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بأيام، زُفّت صبية تقطن في المخيم لشاب تقدم لطلب يدها، يقيم في حي التضامن المجاور. كان الشاب يعرف الصبية منذ فترة ما قبل اندلاع الثورة السورية، لكن عُسر الحال، وسوء الأحوال، دفعاه لتأجيل زفافه إلى مطلع الشهر الماضي.
وتجاوز العروسان كل التقاليد والأعراف الاجتماعية بالمرتبطة بحفلات الزفاف الدمشقية، حيث تم الاستغناء عن العراضة (نوع من الرقص الشعبي المصاحب للزفاف) الشامية أمام منزل العروس المعروفة في الأعراس الدمشقية، كما استغنى العروسان عن الحفلة التي تُقام عادة في مناسبات الفرح في صالات الأفراح. بصمت، زُفت من منزل ذويها، بعد أن ارتدت فستان الزفاف وأشرفت أخصائية تجميل محلية على وضع ماكياجها، كما جرى عقد قران العروسين في منزلها وأقيم حفلة تهاني بسيطة جدا في المنزل قبل انتقالهما إلى منزل العريس.
ويوضح ناشط من مخيم اليرموك لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الاحتفال، على بساطته، «جرى من غير بهرجة؛ لأن الوضع الأمني لا يسمح بذلك»، لافتا إلى أن تلك الإجراءات البسيطة، الطارئة على أعراس دمشق منذ اندلاع الثورة، «باتت حالة عامة، في ظل الموت والقتل اليومي في ريف دمشق».
لكن الوضع في محافظات أخرى، يختلف عما عليه في دمشق التي «تحاصر القوات النظامية أحياءها، ويتحضّر ساكنوها يوميا لاقتحام مباغت من القوات الأمنية التي لا تزال تدهم بعض الأحياء على الرغم من سيطرة المعارضين عليها». ففي دير الزور مثلا، يقول أحد الناشطين إن «الأفراح تحولت إلى مظاهرات منددة بالنظام ومطالبة برحيله، كما في ريف إدلب حيث تحولت العراضة إلى مبارزة بلاغية لقول ما يعبر عن قناعاتهم تجاه الثورة السورية». وشهدت المدن السورية، بحسب صفحات المعارضة السورية على «فيس بوك»، عددا من الأعراس، منها حفلات زواج ثورية بين مقاتلين وداعمين للثورة.
وعلى الرغم من القتل اليومي والحرب المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا، يتحدى أهالي ريف دمشق الوضع الراهن بالأفراح وحفلات الزواج. ففي مخيم اليرموك وحده، يقول الناشط الميداني من المخيم لـ«الشرق الأوسط»، إن عدد المتزوجين في عام 2012 تخطى الـ500 زيجة، غير أن تلك المناسبات لم يجرِ الاحتفال بها كما السابق، إذ اقتصرت على احتفالات بسيطة، ذات تكلفة متدنية، بمشاركة أبناء العائلة من غير أن يتوسع الحضور إلى أهالي الأحياء الأخرى.
ويضيف الناشط: «يتحايل الدمشقيون على الظروف العصيبة التي تمر بها مدينتهم، لكنها لم تمنعهم من الفرح على الرغم من اقتصارها على إجراءات بسيطة لا تراعي العادات والتقاليد الدمشقية المرتبطة بالأفراح». وإذ يؤكد أن «الحياة ستستمر»، يشير إلى أن التكاليف التي يدفعها الدمشقيون في هذه الأيام «زهيدة جدا»، فضلا عن أن مظاهر الفرح والابتهاج «جرى تخفيفها إلى حد كبير، مراعاة لمشاعر أهالي ضحايا الثورة السورية الذين يقيمون في المنطقة». ولم يتخلّ الثوريون عن الزفاف بسبب الحرب في سوريا، إذ أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي خبرا يتناول قصة زواج بين أحد القناصين في حلب، وممرضة أشرفت على تغيير ضمادة جرحه. وذكرت الوكالة أن حفل الزفاف الاعتيادي في منطقة سيف الدولة في مدينة حلب، «جمع قناصا من المعارضة يدعى أبو خالد مع الممرضة حنان التي تولت معالجة قدمه المصابة».. وقالت إن العروسين «قاما بتقطيع الكاتو المغطى بالشوكولاته؛ في حين لوح زملاؤها بالأعلام ليعبروا عن حبهم للحياة.. وعن وجودهم هناك».
 
صناعة الأسلحة المحلية تشهد رواجا في سوريا... يقوم بها «هواة» مسترشدين بالإنترنت.. والجودة تتحسن بالخبرة المتراكمة

لندن: «الشرق الأوسط».... في مستودع تم تحويله إلى ورشة بأحد المربعات السكنية في بلدة بشمال سوريا، ثمة رجال يعملون بجد على مخارط عملاقة ومن حولهم تتناثر رقاقات معدنية. وعلى مقربة من الرجال تكومت أجولة من نترات البوتاسيوم والسكر.. وبجوار الحائط صفت باهتمام المنتجات النهائية: قذائف مورتر محلية الصنع، يقول معارضون سوريون إنهم اضطروا إلى تصنيعها بسبب عدم الرد على مطالباتهم بأسلحة ثقيلة وذخيرة ليحاربوا بها الرئيس بشار الأسد.
وقال رجل ملتح يعمل على خرط المعدن لتصنيع رأس القذيفة، لوكالة «رويترز»: «ما من أحد يقدم لنا الدعم. لذا نعمل بأنفسنا لمهاجمة بشار». ويستعين سبعة رجال تقريبا يعملون معا في الورشة بشبكة الإنترنت لإتقان صناعة الأسلحة البدائية. وفي تصنيع المتفجرات يستخرجون مادة «تي إن تي» من الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد عليهم ولم تنفجر، ويعيدون تعبئتها في أسلحتهم، غير أن كل واحد منهم قدم تقديرات مختلفة لمدى قذائف المورتر».
وقال أبو محمد: «نحن متطوعون.. كنا عمالا ولم نكن جنودا قط. إنها (الأسلحة) محلية الصنع. صحيح أنها ليست بقوة صواريخ النظام، ولكن لها تأثيرات جيدة»، مشيرا إلى أن قذائف المورتر أحدثت حفرة عمقها ثلاثة أمتار ونصف المتر. وقال عامل آخر إن قذائف المورتر التي يستغرق تصنيعها نحو يوم يمكن أن تصل إلى مسافة ستة كيلومترات.
ورغم أن مقاتلي المعارضة - ومعظمهم من السنة - حققوا مكاسب كبيرة في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا في الصراع المستمر منذ 21 شهرا، إلا أن قوات الأسد تفوقهم تسليحا. وتتلقى بعض جماعات المعارضة إمدادات من دول إقليمية، في حين تقول دول غربية إنها تقدم مساعدات غير قاتلة.. لكن الكثير من المعارضين يقولون إنهم لم يتلقوا شيئا.
وقال العقيد عبد الجبار العقيدي، رئيس المجلس العسكري للمعارضة في محافظة حلب، لـ«رويترز» الأسبوع الماضي إن قواته تقاتل دون أي مساعدة من الحكومات الغربية والعربية التي تريد رحيل الأسد عن السلطة. وقال رجل آخر في الورشة: «لا نستطيع الحصول على أي أسلحة من الخارج. لا نمتلك سوى البنادق لنقاتل بها».
وتظل نسبة نجاح هذه الأسلحة موضع تساؤل. وقال رجلان إن قذائف المورتر أصابت ما بين 80 و90 في المائة من أهدافها، و«لكن هناك بعض المشكلات.. فأحيانا لا تنفجر القذائف وأحيانا أخرى تنفجر قبل الأوان». وقال أحد الرجال: «كلما عملنا أكثر نكتسب خبرة أكبر»، موضحا كيف أنهم اكتشفوا أن الخليط المسؤول عن دفع القذائف يمتص الرطوبة إذا مرت عليه فترة أطول مما ينبغي، وهو ما يمنع بالتالي انفجار القذيفة. وفي أحد مواقع الجبهة في حلب، أطلق معارضون قذائف المورتر من ماسورة محلية الصنع أنتجت باستخدام المحور الأسطواني لسيارة كقالب للصب.
ويعمل مقاتلو المعارضة أيضا على تصليح الأسلحة التي حصلوا عليها من قواعد الأسد العسكرية التي سيطروا عليها، حيث اشتغل عدد منهم على إصلاح دبابة «تي - 72» متوقفة في شارع سكني، بعدما انفجر صندوق السرعات الخاص بها. وأشار أبو جمعة، أحد الفنيين الذين يقومون بتصليح الدبابة التي يرجع تاريخها إلى سبعينات القرن العشرين، إلى أن المقاتلين استولوا عليها من كلية للمشاة في شمال سوريا وقعت مؤخرا في أيدي المعارضين. وقال: «ليس لدينا دبابات ولا طائرات ولا مدافع. كل ما لدينا هو الغنائم التي نحصل عليها.. ونخوض الحرب معه (الأسد) بما حصلنا عليه، هذا هو الواقع، ونحن مضطرون لذلك». وأضاف: «هذه الدبابات عديمة الجدوى في الأساس.. لا يمكن تسميتها دبابة، فهي كتلة من الحديد الخردة».
وكثيرا ما يشكو مقاتلو المعارضة في الصفوف الأمامية من نقص الأسلحة والذخيرة، مما يجبرهم على وقف التقدم والتركيز على الحفاظ على ما حققوه من مكاسب ميدانية. وقال أحد مقاتلي المعارضة الشباب من كتيبة أنصار محمد، بينما يرتدي عمامة منقوشة باللونين الأصفر والأسود: «نحصل على ثلاثة آلاف رصاصة شهريا. ليس لدينا صواريخ مضادة للطائرات.. كل شيء من القواعد العسكرية (التي نسيطر عليها)».
ورغم أن المعارضين تمكنوا من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة من القواعد العسكرية، فإنهم يعانون من نقص مزمن في الذخيرة والأسلحة اللازمة لاستهداف الطائرات المقاتلة التابعة للأسد. وقال أبو محمد: «ترون كيف أن الطائرات تضربنا جميعا ولا تفرق بين كبير وصغير.. وبعون الله صنعنا هذه الصواريخ ونستخدمها في الرد عليها».
 

 

المرصد السوري: 40 ألف سوري قتلوا في 2012 بينهم 10 آلاف من القوات النظامية
بيروت - "الحياة"
شهد العام 2012 مقتل نحو 40 ألف سوري من جنود ومقاتلين ومدنيين نتيجة الثورة التي تشهدها البلاد ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ما يرفع عدد شهداء الثورة منذ آذار/مارس 2011 إلى 46 ألف شخص.
 
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع "الحياة" أن 2012 "شهد مقتل 39520 مواطناً سورياً"، موضحاً أن هؤلاء يتوزعون بين "28224 مدنياً بمن فيهم مقاتلو الكتائب الثائرة أي المدنيين الذين حملوا السلاح ضد قوات النظام مقابل 3992 في عام 2011".
 
ولفت إلى أن عدد من قتلوا عام 2012 من المقاتلين المنشقين من كل الرتب بلغ 1043 مقابل 492 السنة الماضية، مقابل 9519 من القوات النظامية يقابلهم 1968 في 2011.
 
وأوضح عبد الرحمن إلى أنه "يضاف إلى هذا العدد الضحايا مجهولي الهوية الذين وثّق منهم بأِرطة الفيديو من بداية الثورة 830 شخصاً هذا بخلاف آلاف المعتقلين والمخفيين الذين لا يعرف مصيرهم تحديداً".
 
وبحسب هذه الأرقام فإن ما يقرب من 90% من ضحايا المواجهات التي تشهدها سورية قضوا في 2012، خصوصاً في صفوف المدنيين والقوات النظامية.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,127,235

عدد الزوار: 7,660,685

المتواجدون الآن: 0