النازحون السوريون في لبنان: مصائب... وفوائد...يأتون من دول عدة ومحمد كوبرونا «شهيدهم العاشر».....مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: لقاء كيري ولافروف «لم يحقق أي اختراق».. ...صعوبات «ثقافية» وسياسية تواجه الأكراد السوريين في «إقليمهم العراقي»

خبراء: "الكيماوي" السوري سيجبر إدارة اوباما على التحرك عسكرياً في سورية....خيارات عسكرية محدودة ومحفوفة بالمخاطر أمام أوباما في سوريا.....مجزرة في دوما وغازات سامة على داريا والجيش السوري الحرّ يتقدم في درعا وحلب....«حزب الله» شيّع المزيد من قتلاه في سورية وخصومه تحدثوا عن «هلع» ونقمة لدى القاعدة الشيعية......«الحر» في القصير يعرض تسليم جثة قيادي في حزب الله مقابل أسرى....«بركان حوران» لعزل دمشق عن حدود الأردن

تاريخ الإضافة الإثنين 29 نيسان 2013 - 4:24 ص    عدد الزيارات 2299    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

خيارات عسكرية محدودة ومحفوفة بالمخاطر أمام أوباما في سوريا
إيلاف...أ. ف. ب.   
يرى خبراء أن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية من قبل النظام السوري قد يرغم الولايات المتحدة على التحرّك، لكن الخيارات العسكرية المطروحة أمام أوباما محدودة ومحفوفة بالمخاطر، لاسيما وأن هاجس التجربة العراقية ما زال ماثلًا في الأذهان.
واشنطن: يبدو احتمال خوض مغامرة عسكرية أميركية جديدة بعيدًا في هذه المرحلة، وقد تجنب البيت الأبيض التأكيد على أن النظام السوري تجاوز "الخط الأحمر"، الذي شدد عليه الرئيس أوباما، ودعا الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق لتأكيد تحاليل الاستخبارات الأميركية والصادرة من باريس ولندن وتل أبيب.
وبرر مسؤول أميركي في الدفاع هذا الموقف بقوله "نعلم أصلًا المعزوفة عندما ترتكز قرارات سياسية على أساس معلومات استخباراتية يتبيّن أنها خاطئة"، في تلميح إلى المزاعم بوجود أسلحة دمار شامل عراقية، التي استخدمت حجة لغزو العراق في العام 2003.
لحظة مفصلية
لكن اندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط قال لوكالة فرانس برس إن "مصداقية الولايات المتحدة هي التي ستكون على المحك"، إن كان بشار الأسد يستخدم أسلحة كيميائية لترويع المعارضة و"اختبار خطوطنا الحمر". ورأى "أنها لحظة مفصلية لإدارة واحتواء مفاعيل الأزمة" السورية.
واعتبرت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي أن مجرد تقديم مساعدة "غير قاتلة" إلى المعارضين المسلحين لا يكفي، مؤكدة "على وجوب الانتقال إلى المرحلة التالية". وذلك قد يكون عبر "تسليح المعتدلين من بين المتمردين السوريين، وهذا ما دعت إليه أصلًا فرنسا وبريطانيا"، برأي المحللة دانيال بليتكا من معهد المشروع الأميركي. لكن خطر سقوط هذه الأسلحة بين أيدي الجماعات المتطرفة لا يزال قائمًا.
تنشر الولايات المتحدة 250 عنصرًا، معظمهم من القوات الخاصة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2012 في الصحراء الأردنية لتدريب الجيش المحلي، والقيام عند الاقتضاء بغارات لتأمين جزء من مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية، التي تقدر بمئات الأطنان.
الأسلحة نقلت
لكن البنتاغون لا يخفي عدم حماسته إزاء هذا الأمر. فقد أقرّ الجنرال مارتن ديمبسي أعلى مسؤول عسكري في 17 نيسان/إبريل بعدم ثقته في القدرة الأميركية على تأمين الأسلحة الكيميائية "لأنها بكل بساطة نقلت ومواقع التخزين عديدة".
إلى ذلك لا يتصور أحد إمكان القيام بتدخل على الأرض على نطاق واسع، قد يتطلب حوالى 75 ألف عنصر، وفق تقديرات أوردتها الصحافة في العام الماضي، ولم يناقشها البنتاغون منذ ذلك الحين. أما في ما يتعلق بإقامة منطقة حظر للطيران، فسيتعيّن اتخاذ قرار في ما إذا كانت ستطبق على كل سوريا أو جزء منها، وذلك في كل الأحوال "سيوفر مكانًا للجوء" برأي أندرو تابلر.
وذكر براد شيرمان النائب الديموقراطي "أن منطقة حظر للطيران ليست خيارًا يضمن عدم سقوط قتلى". فلإقامة منطقة كهذه في ليبيا في 2011، كان لا بد من القضاء على الدفاعات الجوية، التي كان يملكها معمّر القذافي. لكن القيام بالأمر نفسه في سوريا سيكون "أسوأ مئة مرة مما واجهناه" في ليبيا، كما أكد وزير الدفاع السابق ليون بانيتا في العام الماضي.
إزالة هدف سري
فالدفاعات الجوية السورية كبيرة، وإن كانت تعود إلى الحقبة السوفياتية: فهناك 650 موقعًا ثابتًا و"نحو 300 موقع متحرك"، بحسب تقرير لمعهد الدراسات حول الحرب (مقره في واشنطن)، الذي يقدر عدد الطائرات المطاردة الجاهزة للتحليق بـ150.
ولفت الخبراء إلى أن قصف مواقع التخزين ينطوي على خطر انتشار عناصر بالغة السمّية في الجو وتلويث البيئة.
ويرى كينيث بولات من مؤسسة بروكينغز "أن التحرك الأبسط بالنسبة إلى الإدارة (أوباما) قد يكون اختيار هدف سرّي ومهم بالنسبة إلى النظام وإزالته بصواريخ عابرة، وربما أيضًا بطائرات قاذفة".
"وهذه الضربة ستشكل تحذيرًا للسوريين بأن الأسوأ آت، إن لم يتوقف النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وإظهار أن واشنطن مستعدة لتطبيق خطها الأحمر" على ما قال، وذلك مع المجازفة بأن يؤدي ذلك إلى إمكانية هروب إلى الأمام لبشار الأسد.
 
هذا ما يمكن النظام السوري أن يفعله بمخزونه من غاز الأعصاب
إيلاف...عبدالاله مجيد          
أسئلة كثيرة تساور الجميع حول غاز سارين الذي تتحدث التقارير عن استخدامه من قبل النظام السوري ضد شعبه. هنا بعض المعلومات الأساسية عن هذا الغاز، وما يصاحب استخامه من ألغاز صحية وسياسية.
ما إن أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الخميس أن أسلحة كيماوية استُخدمت على الأرجح في سوريا، بينها غاز الأعصاب سارين، حتى تكاثرت الأسئلة وعلامات الاستفهام.
وإلى أن تلقى هذه التساؤلات إجابة عن الجهة التي استخدمت غاز سارين، وكيف استُخدم، لنبدأ ببعض المعلومات الأساسية عن مخزون النظام السوري من هذا الغاز القاتل.
ما هو سارين؟
غاز سارين عديم اللون والرائحة، تزيد سُمِّيته 500 مرة على سمية الزرنيخ، ويقتل بجرعة لا تزيد على 0.5 ميليغرام. ومن يتعرّض له يبدأ بالتقيؤ على الفور، ويصاب بالتشنّج والانتفاض، وفي الحالات الأخف يبدأ بالترعف الأنفي. وإلى جانب احتمال حصول الوفاة في غضون 10 دقائق من استنشاق الغاز، يمكنه أن يسبب الشلل الدائم ويلوّث البيئة.
كم لدى النظام السوري من السارين؟
التقديرات متفاوتة، لكن المعروف أن لدى النظام السوري أكبر ترسانة من الأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط، ورابع أكبر ترسانة منها في العالم.
وقالت لايسي هيلي، الخبيرة في شؤون انتشار الأسلحة في الشرق الأوسط، لمجلة فورين بولسي، إن غالبية التقديرات تضع حجم المخزون من غاز السارين لدى النظام السوري في حدود مئات الأطنان، وربما أكثر من ألف طن.
هل هيّأ النظام غاز سارين لاستخدامه كسلاح؟
نعم. وقالت دينا أسفندياري، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "قُدر بحلول منتصف تسعينيات القرن الماضي أن سوريا طوّرت ما بين 100 و200 رأس حربي، معبأة بغاز سارين، يمكن إطلاقها على صواريخ سكود ـ بي وسكود ـ سي، إلى جانب آلاف القنابل الكيماوية المليئة بغازي الأعصاب في أكس وسارين".
كيف يمكن أن يستخدم النظام السوري مخزونه من غاز سارين؟
من وجهة النظر التكتيكية، لا يكون غاز سارين أداة طبيعية بيد نظام الأسد في سياق حرب المدن، التي يخوضها ضد قوات المعارضة. لكن غازات الأعصاب تكون فاعلة في الفضاءات المفتوحة وكسلاح إرهابي"، على حد وصف جيمس لويس، من مركز مراقبة الأسلحة وحظر انتشارها. وأضاف لويس لمجلة فورين بولسي: "هذه الغازات غير مجدية استراتيجيًا في حرب المدن".
ومن أسباب ذلك التعقيدات المرتبطة باستخدام هذه الغازات، كما تقول أسفندياري، موضحة أن غاز سارين بصفة خاصة غاز متطير يتبخر بسرعة فائقة، أي يشكل خطرًا داهمًا، لكنه قصير العمر.
وأضافت أن لدى النظام السوري القدرة على استخدام غاز الأعصاب بصواريخه وقذائفه، ولكن صواريخه وقذائفه ليست دقيقة وحمولتها صغيرة، "وسرعة القذائف والصواريخ في ضرب أهدافها تجعل من الصعب على النظام نشر الأسلحة الكيماوية بصورة متجانسة".
لكن هذا لا يعني أن الأسلحة الكيماوية عديمة الفائدة، بل إن قيمتها الحقيقية تكمن في كونها سلاحًا إرهابيًا، إذ ليس هناك ثقب تحدثه رصاصة، ولا جرح في الجسم، فالمصاب يبدأ بالارتعاش ويموت، كما قال لويس.
كيف استُخدم غاز سارين في السابق؟
الحالتان الرئيستان في العراق واليابان. ففي العام 1995، أطلقت طائفة أوم شنريكيو اليابانية كمية من غاز سارين في مدينة ماتسوموتو اليابانية، فقُتل 11 شخصًا، وأُصيب أكثر من 5000 آخرين. وفي العراق، استخدم صدام حسين غاز سارين ضد شعبه في حملة الأنفال، وفي مدينة حلبجة في العام 1988 بفاعلية رهيبة.
لماذا يشكل استخدام سارين خطًا أحمر بنظر الولايات المتحدة، في حين قتل الأسد 70 ألف سوري بطرق أخرى؟
لا أحد يعرف على وجه التحديد لماذا حددت إدارة أوباما استخدام الأسلحة الكيمياوية خطًا أحمر، ولم تضع خطًا من لون آخر على فظائع النظام الأخرى. لكن لويس قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية يثير اهتمامًا، لا يمت بصلة إلى مستقبل سوريا، وإذا كان الأسد يستخدم أسلحة كيماوية للبقاء في السلطة، فلدينا مصلحة في التأكد من سقوط نظامه، وإحالة المسؤولين عن ذلك إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
 
مجزرة في دوما وغازات سامة على داريا والجيش السوري الحرّ يتقدم في درعا وحلب
واشنطن: حظر جوي وتسليح الثوار إذا تأكد استخدام الكيميائي
المستقبل...(ا ف ب، رويترز، ريا نوفوستي، روسيا اليوم، الجزيرة، بلومبرغ)            
طرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب للكونغرس الأميركي في أثناء جلسة مغلقة، جملة من الخيارات "في حال تأكدت المعلومات عن استعمال السلاح الكيميائي في سوريا" منها "فرض منطقة حظر جوي أو البدء بتسليح مقاتلي المعارضة". فيما أكد الرئيس التركي عبدالله غول أن أنقرة لن تتسامح مع استخدام أسلحة الدمار الشامل في سوريا.
وفي الداخل السوري، تستمر المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد مع سقوط عشرة أشخاص أمس في قصف قواته على مدينة دوما في ريف دمشق. ونقل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان اصدره أمس عن المجلس المحلي لداريا ان صواريخ "تحمل رؤوساً تحوي غازات سامة" سقطت في وسط المدينة الخميس والجمعة.
ميدانياً، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي كانت تسيطر عليه قوات النظام شمال حلب، كذلك أعلن الجيش السوري الحر سيطرته أمس على كتيبتي الصواريخ والإشارة في بلدة النعيمة في ريف درعا.
أميركياً وفي جلسة مغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب للكونغرس، طرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري جملة من الخيارات "في حال تأكدت المعلومات عن استعمال السلاح الكيميائي في سوريا".
وقال النائب براد شيرمان الذي نقل تصريحات كيري ليل أول من أمس، إن الخيارات المتاحة للولايات المتحدة التي نوقشت في الجلسة تراوح بين "دعم دبلوماسي للمعارضة ومساعدة اللاجئين والمساعدات المالية وتقديم الأسلحة لبعض الفئات، انتهاء بفرض منطقة حظر طيران. كل هذه القضايا مطروحة على الطاولة".
وأكد الرئيس التركي عبدالله غول أن بلاده لن تتسامح مع استخدام أسلحة الدمار الشامل في سوريا.
وقال غول في حوار مع صحيفة الرأي الكويتية تنشره اليوم، "نحن ضد استخدام الاسلحة الكيميائية وأسلحة الدمار الشامل التي يجب أن تكون المنطقة خالية منها ولا نتسامح في هذا الشأن اطلاقا، وهذا يجب أن يكون معلوما لدى الجميع."
وأضاف غول أن "عدم الاستقرار في سوريا يجعلنا نشعر بالقلق ونرى انه اذا طالت الأزمة فسيكون هناك تصرفات أو أعمال متطرفة من قبل بعض الجماعات وهو ما سيثير المشاكل في المنطقة."
وذكر أنه يوجد في تركيا اليوم نحو 200 الف لاجئ سوري في المخيمات فضلا عن 100 ألف اخرين يسكنون بامكاناتهم الذاتية في تركيا.
وأكد المعارض السوري كمال اللبواني في حديث لقناة "روسيا اليوم" أمس، ان "لدينا معلومات مؤكدة ان سورية تملك 1200 طن من السلاح الكيميائي، منها 700 طن من غاز السارين، و200 طن من غاز الخردل، و200 او اكثر قليلا من مادة الـ في إكس، وهي كافية لقتل الوطن العربي كله".
وأضاف اللبواني ان "هذه الاسلحة وزعت على عدة مناطق تقع اليوم بأيدي الشبيحة، وبالتالي نخاف من استعمال هذا السلاح ونحذر من انه احد الخطوط الحمر التي ستعني (في حال تجاوزها) كوارث حقيقية ومجازر".
ولفت الى ان "هناك لدى المجتمع الدولي 3 خطوط حمر، هي الارهاب واسلحة الدمار الشامل والجرائم ضد الانسانية. والنظام السوري تجاوز خطين منها، هي المجازر ضد الانسانية والسلاح الكيميائي. ونحن متأكدون انه استخدمه في اكثر من موقعين، اذ هناك ادلة مثبتة بالاعراض والعينات دخلت قوى استخباراتية غربية واخذت عينات منها لانفسنا".
واكد انه "اذا تغاضى المجتمع الدولي عن ذلك فانه سيتغاضى كذلك عن الارهاب ايضا"، متهما "النظام السوري بأنه راوغ كثيرا لتضيع المعالم (استخدام الكيميائي) ولكن بقيت لدينا جثث الاشخاص التي تثبت دماؤها ما الموجود فيها، عدا عن الحيوانات والتربة".
وفي سوريا، قتل عشرة اشخاص أمس في قصف مصدره القوات النظامية على مدينة دوما في ريف دمشق، في وقت تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي كانت تسيطر عليه القوات النظامية شمال حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان عشرة اشخاص هم طفل وتسعة رجال قتلوا في مدينة دوما شمال شرقي العاصمة نتيجة قصف من القوات النظامية.
في الوقت نفسه، افاد المرصد عن قصف بالمدفعية والدبابات والغارات الجوية على مناطق عدة في ريف دمشق.
واستمر القصف لليوم الثالث على التوالي على حي برزة في شمال دمشق الذي شهد الجمعة "اعنف الاشتباكات" في العاصمة منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل اكثر من سنتين، بحسب المرصد السوري. وبحسب سكان في برزة فروا حديثا من الحي، فان المنطقة باتت مقسومة بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة.
وقال المرصد ان ستة عناصر من القوات النظامية قتلوا في قصف من مواقع مسلحي المعارضة على المناطق التي تتمركز فيها قوات النظام في برزة.
واستمرت أمس الاشتباكات في مدينة داريا التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل منذ اشهر.
ونقل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان اصدره أمس عن المجلس المحلي لداريا ان صواريخ "تحمل رؤوسا تحوي غازات سامة" سقطت في وسط المدينة الخميس والجمعة، وان "سحابة غازية كبيرة نتجت عن انفجار تلك الصواريخ".
واشار البيان، نقلا عن المجلس المحلي لداريا، الى ان الصواريخ تسببت "بوقوع 42 حالة اختناق ترافقت مع حساسية شديدة وحالات قيء حادة".
واوضح ان ناشطين اعدوا "تقارير موثقة بالأفلام والصور" حول الحادث الذي ادى ايضاً الى "نفوق الكثير من الحيوانات".
ورأى الائتلاف في ذلك "تأكيداً على اصرار النظام على استخدام السلاح الكيميائي ضد المدن والقرى السورية التي استعصت بثبات أبنائها واصرارهم على الحرية".
ودعا الائتلاف المجتمع الدولي الى "ارسال فرق من الخبراء لجمع عينات لتحليل ما استخدمته قوات النظام ضد المدنيين"، والى "رد جدي وخطوات عملية تضع حداً لجرائمه".
في حلب (شمال)، افاد المرصد عن "سيطرة مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين عند مدخل حلب الشمالي "بعد معارك استمرت اشهراً تهدأ وتعنف بحسب الهجمات التي يشنها الطرفان".
وشهد اليوم محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب معارك عنيفة، ونفذ الطيران الحربي غارات على محيط المطار حيث مواقع المقاتلين المعارضين. وقتل في المواجهات حول كويرس، بحسب المرصد، قائد ميداني لمجموعة مقاتلة وستة جنود نظاميين.
وشملت الغارات الجوية اليوم مناطق اخرى في حلب (شمال) واللاذقية (غرب) ودرعا (جنوب) والحسكة (شمال شرق) وادلب (شمال غرب). وبلغت الحصيلة الاولية للضحايا الذين سقطوا السبت في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 117 قتيلا.
 
سوريون يصنعون أقنعة واقية من الغازات السامة
المستقبل..                       
يستعين أبو طارق بمعلومات استقاها على شبكة الانترنت، وبما يتذكره من خدمته العسكرية، لتصنيع أقنعة واقية من الغازات السامة والسلاح الكيميائي، مستخدماً عبوة فارغة وفحماً أسود وقطناً مغمساً بمشروب غازي.
وينتمي أبو طارق (72 عاماً) الى كتيبة تقاتل ضد النظام السوري في جبل التركمان، في محافظة اللاذقية. وينهمك أبو طارق في تجربة قناعه. يقص عبوة العصير البلاستيكية عشرة سنتيمترات من أعلى لتوسيع فوهتها، يضع كمية قليلة من الفحم المطحون داخلها وقطعة من القطن مغمسة بالكوكاكولا لإقفالها. بعد ذلك يضع القناع المستحدث المربوط بشريط مطاطي حول وجهه ويتنفس. ويقول: "الأمر سهل"، إلا أنه يقر أن قناعه لا يحمي لفترة طويلة من الغازات القاتلة التي يمكن أن تفتك بالبشرة.
لكنه يرى أن اختراعه "أفضل من وضع منشفة مبلولة على الوجه. ومن شأنه انقاذ الحياة الوقت اللازم لمغادرة مكان يعبق بالدخان بعد تعرضه لهجوم كيميائي".
ويقول عناصر "كتيبة عز بن عبد السلام" التي ينتمي اليها أبو طارق إنهم يفضلون اتخاذ تدابير وقائية، لا سيما أن التحذيرات من حصول هجمات بأسلحة كيميائية تتوالى.
ويشيرون الى أنهم سمعوا بإخلاء خمس قرى ذات غالبية علوية قريبة من الجبهة القائمة في المنطقة بينهم وبين القوات النظامية، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة اللاذقية، والى أن الجيش وزع على عناصره أقنعة واقية للغاز. أقنعة حقيقية... صناعية.
ويسال أبو بصير: "لِمَ يجلونهم عن قراهم؟ هذا مؤشر على أن شيئاً كبيراً سيحدث".
في البعيد، تسمع أصوات انفجارات ناتجة عن قصف مروحيات تابعة للجيش السوري مواقع معينة عبر إلقاء براميل محشوة بمادة تي أن تي وقطع معدنية. وغالباً ما تتسبب هذه البراميل المتفجرة بدمار هائل وسقوط العديد من القتلى والجرحى.
المقاتلون يخشون أكثر من أي شيء أن تستخدم قوات النظام هذه التقنية لإلقاء قنابل كيميائية.
ووجه الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة الماضي تحذيراً جديداً الى سوريا من أن استخدام أسلحة كيميائية يمكن أن يؤدي الى "تغيير قواعد اللعبة"، واعداً بإجراء تحقيق جدي حول المعلومات عن استخدام النظام لهذه الأسلحة ضد معارضيه.
وأقرت واشنطن للمرة الأولى الخميس الماضي باستخدام النظام "في نطاق ضيق" لهذه الأسلحة. وكان أوباما حذر الشهر الماضي من أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون "خطأ جسيماً" و"خطاً أحمر".
السوريون المعارضون من جهتهم يسخرون من مقولة الخط الأحمر.
ويقول أبو طارق إن رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات سبق له أن رسم بشار الاسد وهو يجتاز "خطوطاً حمراء رسمتها الولايات المتحدة واحداً بعد الآخر". ويضيف: "عندما استخدم الأسد الطيران ليقصف شعبه، اجتاز خطاً أحمر. عندما قصف المدن والأحياء، اجتاز خطاً أحمر. عندما بدأ يطلق صواريخ سكود على المدنيين، اجتاز خطاً أحمر". (أ ف ب)
 
«حزب الله» شيّع المزيد من قتلاه في سورية وخصومه تحدثوا عن «هلع» ونقمة لدى القاعدة الشيعية
بيروت «الراي»
يستمرّ «حزب الله» في تشييع عناصر له يسقطون في سورية في المعارك التي يخوضها بجانب النظام السوري.
واشارت تقارير في بيروت امس الى تشييع مدينة بنت جبيل (الجنوب) امس( 40 عاماً) الملقب بـ «الحاج» و«» حسب بيان النعي.
كما تم تشييع حسين حسن محمد بركات من بلدة «رُب ثلاثين» (قضاء مرجعيون) الذي قضى فجر امس متأثراً بجراح كان قد أصيب بها «أثناء دفاعه عن مقام السيدة زينب في سورية»، حسب بيان النعي.
يُذكر ان الايام الخمسة الاخيرة كانت شهدت تشييع كل من حسين محمود حمود (من بلدة كفرملكي)، ومحمد جواد ناصيف الزين (من بلدة بافليه)، وعلي قاسم شرف الدين، ومحمد حسن المقداد، وعنصر من آل زعيتر.
تجدر الاشارة الى ان تزايُد عدد قتلى «حزب الله» في سورية (اعلن الامين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي انهم ناهزوا 140) يتزامن مع اصوات شيعية معارضة للحزب تتحدث عن «هلع لدى القاعدة الشيعية من التورط في سورية» كما قال الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون فيما يشير آخرون الى استياء لدى بعض أهالي الضـــــــحايا من سقـــــوط أبنائهم في «المكــــان الخـــــطأ».
يذكر أن القيادي السوري المعارض احمد معاذ الخطيب، طالب أخيراً الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بسحب جميع «مقاتليه من سورية لضمان عدم تحوّل النزاع إلى حرب طائفية».
 
«الجيش الحر» يطلق «بركان حوران» ويستهدف القرداحة بصواريخ «غراد»
الرأي..بيروت - وكالات - أعلن «المركز الإعلامي السوري» أن «الجيش الحر» بدأ امس، عملية «بركان حوران» بهدف تحرير عدد من القطع العسكرية في درعا جنوب البلاد، حيث سيطر على كتيبتي دفاع جوي واشارة في درعا. وتأتي العملية بالتزامن مع استهداف «الجيش الحر» لدبابات جيش النظام المتمركزة في دمشق وريفها. وفي السياق نفسه، أعلن ناشطون أن «الجيش الحر» استهدف مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية بصواريخ «غراد» للمرة الثالثة خلال يومين. ونقلت قناة «العربية» عن نشطاء ان «اشتباكات عنيفة وقعت قرب السجن المركزي في حماة»، مشيرة الى أن «القوات النظامية أغلقت كل مداخل المدينة». إلى ذلك، شهدت مناطق عدة في دمشق معارك عنيفة بين «الجيش الحر» وجيش النظام، فيما استمرت الاشتباكات بين الطرفين في العتيبة في الغوطة الشرقية.
وقتل عشرة، أمس، في قصف مصدره القوات النظامية على مدينة دوما في ريف دمشق، حسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان».
وتابع «المرصد» في بيان: «قتل عشرة مواطنين هم طفل وتسعة رجال (...) في مدينة دوما نتيجة قصف القوات النظامية».
وكان «المرصد» اشار في وقت سابق الى غارة نفذتها طائرات حربية على المدينة الواقعة شمال شرقي العاصمة.
في الوقت نفسه، افاد عن قصف بالمدفعية والدبابات على مناطق في معضمية الشام جنوب غربي العاصمة، ما تسبب باضرار مادية.
واستمر القصف لليوم الثالث على التوالي على حي برزة في شمال دمشق الذي شهد اول من أمس الجمعة «اعنف الاشتباكات».
وحسب سكان في برزة فروا حديثا من الحي، فان المنطقة باتت مقسومة بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة. وشملت الغارات الجوية امس، مناطق اخرى في ريف دمشق وفي حلب (شمال) واللاذقية (غرب) ودرعا (جنوب) والحسكة (شمال شرق) وادلب (شمال غرب). وكان نشاط الطيران مكثفا أول من أمس، حيث قتل في مناطق مختلفة 127 شخصا. وفي نيويورك، دانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان الغارات الجوية السورية على السكان المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وذكرت المنظمة الأميركية غير الحكومية في بيان، إن الغارات على شمال محافظة حلب في الفترة بين 18 مارس الماضي حتى السابع من أبريل الجاري أودت بحياة ما لا يقل عن 84 مدنيا بينهم 36 طفلا.
دمشق: تصريحات لندن وواشنطن حول الأسلحة الكيماوية «كذب وقح»
موسكو - ا ف ب - اعتبر وزير الاعلام السوري عمران الزعبي امس، في حديث تلفزيوني، ان اعلان الولايات المتحدة وبريطانيا عن استخدام محتمل لاسلحة كيماوية في سورية هو «كذب وقح».
وقال الوزير السوري في حديث الى قناة «روسيا اليوم» ان «تصريحات وزير الخارجية الاميركي والحكومة البريطانية لا تنسجم مع الواقع وهي كذب وقح».
واضاف الزعبي «اود ان اشدد مجددا على ان سورية لن تستخدم (اسلحة كيماوية) ليس فقط لانها تحترم القانون الدولي وقواعد الحرب، بل بسبب مشاكل انســــانية واخلاقــية».
ورأى ان المجموعة المناهضة للرئيس السوري في الامم المتحدة تستخدم الخوف من الاسلحة الكيماوية كوسيلة جديدة للضغط السياسي والاقتصادي على الحكومة السورية.
وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أول من أمس، عن «مزيد من الادلة» على استخدام النظام السوري لاسلحة كيماوية، واصفا الامر بانه تصعيد «بالغ الخطورة» ينبغي ان يحض المجتمع الدولي على «القيام بخطوات اضافية».
من جانبها، اقرت الولايات المتحدة للمرة الاولى بان النظام السوري قد يكون استخدم اسلحة كيماوية، مع تأكيدها ان معلوماتها الاستخباراتية في هذا الصدد غير كافية للتأكد من ان دمشق تجاوزت «الخط الاحمر» الذي حددته واشنطن.
وقال الوزير السوري ايضا «هذا الامر يثبت مرة جديدة ان سياسة الحكومة السورية موجهة ضد استخدام اي سلاح للدمار الشامل من جانب اي طرف، سواء ارهابيون او اسرائيل او اي دولة مجاورة».
واتهم الزعبي القوى الغربية الكبرى بانها تريد ان تكرر في سورية «السيناريو العراقي» الذي ادى الى اسقاط صدام حسين بذريعة وجود اسلحة كيماوية في هذا البلد.
«التعاون الإسلامي» تدعو إلى الإفراج عن المطرانين المخطوفين
جدة - ا ف ب - دعت منظمة التعاون الاسلامي امس، الى اطلاق المطرانين المخطوفين في سورية من «دون اي شروط».
واعرب الامين العام لمنظمة التعاون اكمل الدين اوغلى في بيان، عن استيائه «الشديد لتواصل احتجاز المطرانين» يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، اللذين جرى اختطافهما من قبل مسلحين في قرية كفر داعل في ريف حلب في شمال سورية الاثنين الماضي. واكد «ضرورة الافراج الفوري عنهما، واطلاق سراحهما دون اي شروط، لان مثل هذا التصرف يتنافى» مع الاسلام و«المكانة التي يوليها لرجال الدين المسيحي الذين عاشوا معززين مكرمين في ربوع بلاد الاسلام».
وتعرض مطران حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي ومطران حلب للسريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم للخطف في كفر داعل.
ولقيت عملية خطف المطرانين تنديدا دوليا واسعا ودعوات للافراج الفوري عنهما، لاسيما من البابا فرنسيس.
سفير إسرائيلي سابق: «الخط الأحمر» يتمثل في وصول أسلحة الأسد إلى «الجهاديين»
برلين - د ب أ - طالب السفير الاسرائيلي السابق في ألمانيا شيمون شتاين، ساسة بلاده بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع احتمال استخدام القوات السورية للأسلحة الكيماوية ضد قوات المعارضة.
وفي مقابلة مع اذاعة «دويتشلاندفونك» الألمانية قال شتاين امس، «لا أرغب في رؤية اسرائيل وهي تجبر الأميركيين على اتخاذ تدابير(في هذا الشأن)».
وكان شتاين (65 عاما) عمل سفيرا لبلاده في برلين في الفترة بين عامي 2001 حتى 2007 ويعمل حاليا خبيرا أمنيا بجامعة تل أبيب.
ورأى شتاين أن الرئيس باراك أوباما وضع الحدود التي لا ينبغي تجاوزها في هذه الأزمة سواء على المستوى السياسي أو الأخلاقي أو الديبلوماسي «وأعتقد أن هذا يكفي».
وأضاف أن المهم الآن هو الطريقة التي سيكون عليها رد فعل الولايات المتحدة على تقارير أفادت باستخدام غازات سامة في الحرب الأهلية الدائرة في سورية «لكن القرار في هذا الشأن لا بد أن يترك للأميركيين وحدهم». وطالب شتاين الولايات المتحدة بتعبئة المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة و«ثمة وقت كاف للقيام بذلك»، مشيرا الى أن «الخط الأحمر ليس محددا بموعد نهائي» وأضاف أن الطريق العسكري «ليس الطريق الوحيد» لحل الأزمة.
في الوقت نفسه أوضح شتاين أن «الخط الأحمر» بالنسبة لاسرائيل يتمثل في وصول أسلحة الأسد الى أيدي «الجهاديين» أو الى أيدي «حزب الله» في لبنان، مشيرا الى أنه في هذه الحالة يمكن لاسرائيل أن تتخذ اجراءات عسكرية وقال ان الوضع «مربك ومحفوف بالمخاطر».
 
«الحر» في القصير يعرض تسليم جثة قيادي في حزب الله مقابل أسرى والمجلس المحلي في حلب يحدد موعد امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط» ... استمرت الاشتباكات العنيفة أمس، بين القوات النظامية وكتائب «الجيش السوري الحر» في أحياء مختلفة من العاصمة السورية دمشق، وتركزت في حيي جوبر وبرزة، شرق وشمال العاصمة. وبحسب النقيب علاء الباشا، الناطق باسم لواء سيف الشام، فإن «هذين الحيين لهما أهمية كبيرة بالنسبة للمعارضة بسبب قربهما من مركز العاصمة». ونفى الباشا في اتصال لـ«الشرق الأوسط» جميع المعلومات التي تحدثت عن سيطرة الجيش النظامي على مدينة داريا القريبة من مطار المزة العسكري، مشيرا إلى أن «المدينة لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة والجيش النظامي يوجد على أطرافها فقط عند حدود المتحلق الجنوبي وبساتين الصبرا».
وقالت شبكة «شام» إن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والقوات النظامية في حي القدم بدمشق بعد أن نصبت إحدى كتائب الجيش الحر كمينا لقوة من عناصر النظام واستهدفتهم». من ناحية أخرى، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام قصفت حي برزة بصواريخ أرض - أرض لليوم الثاني على التوالي، مما أوقع قتلى وجرحى ودمر عددا من المنازل، وسبب حركة نزوح للأهالي. وفي موازاة معارك دمشق، طالب مقاتلو «الحر» في مدينة القصير في حمص، وسط سوريا، بإطلاق سراح رفاق سلاح لهم أسرى لدى حزب الله اللبناني، و50 معتقلا في سجون نظام الرئيس بشار الأسد، لقاء تسليم جثة قيادي في حزب الله قتل في معركة تل النبي مندو.
وأظهر تسجيل مصور تناقلته مواقع الثورة الناشط هادي العبد الله بجانب جثة، وهو يقول: «العالم يطالبنا بتقديم دليل على تورط حزب الله اللبناني في المعارك في القصير، وهذه جثة أبي علي رضا وحزب الله وأهله يعرفونه».
وعرض العبد الله قلادة معدنية وجدت مع الجثة وعليها الرمز «A pos 9646» مدعيا أنه الرقم الحزبي لقيادي في حزب الله اللبناني، وهو صلاح حسين حبيب المعروف باسم أبي علي رضا، والذي نعاه الحزب منذ عدة أيام. كما ظهر في نفس الفيديو أحد المقاتلين من الذين قاموا بسحب الجثة، وهو يقول إنه تم قتل أكثر من 25 مقاتلا من حزب الله في معارك القصير.
ولم يتم التأكد من صحة هذا الرقم أو هوية الجثة من مصادر مستقلة، إلا أن ناشطي الثورة في القصير نشروا قائمة بأسماء 6 قتلى للحزب، في وقت لا تزال فيه الاشتباكات متواصلة في القصير ما بين كر وفر بعد تمكن قوات النظام بالمشاركة مع مقاتلين من حزب الله من السيطرة على 9 قرى.
ميدانيا أيضا، تحول احتمال استخدام نظام الرئيس بشار الأسد لأسلحة كيماوية لسحق معارضيه إلى هاجس يقض مضاجع السوريين الذين باتوا يبحثون في الشبكة العنكبوتية عن الطرق المثلى لتصنيع أقنعة واقية من الغازات السامة والسلاح الكيماوي. وباتت مواقع الثورة السورية تزدحم بأشرطة الفيديو «التوعوية» التي تبين كيفية صنع قناع واق باستخدام مواد بسيطة كعبوات العصير البلاستيكية والفحم الأسود والقطن المغمس بمشروب غازي.
ويسود الشارع السوري حالة من الترقب لما سيتمخض عن إقرار الولايات المتحدة باستخدام نظام الأسد لـ«الكيماوي» رغم اعتباره خطا أحمر من قبل واشنطن. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وجه أول من أمس تحذيرا جديدا لنظام دمشق من أن استخدام أسلحة كيماوية يمكن أن يؤدي إلى «تغيير قواعد اللعبة»، واعدا بإجراء تحقيق جدي حول المعلومات عن استخدام الأسد لهذه الأسلحة ضد معارضيه.
إلى ذلك، أعلن «الحر» أمس البدء بمعركة «بركان حوران» في مدينة درعا، جنوب سوريا، حيث شنت كتائبه هجمات متفرقة على مواقع عسكرية تابعة للقوات النظامية. وقال مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن العملية شملت استهداف كتيبة الإشارة قرب بلدة النعيمة، والسرية 4 قرب مطار ثعلة العسكري، وكتيبة الدفاع الجوي قرب بلدة صيدا، إضافة إلى قصف ملعب البانوراما في قلب درعا.
وأفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة صباح أمس، بين كتائب الجيش الحر والقوات النظامية في بلدة النعيمة بريف درعا، بينما قال مركز «صدى» الإعلامي إن الجيش الحر قصف بالصواريخ كتيبة الرادار التابعة للقوات النظامية. كما أشار المركز إلى «اشتباكات جرت بين الطرفين في محيط كتيبة الخضر بين بلدتي عتمان وداعل».
وفي سياق معركة المطارات التي تخوضها المعارضة السورية المسلحة لتحييد سلاح الجو النظامي في الصراع، تمكن «الحر» أمس من السيطرة على سرية الدفاع الجوي في مطار «كويرس» العسكري وأسر العناصر التي كانت توجد فيها، بعد مواجهات عنيفة. وقال ياسر النجار عضو مجلس قيادة الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطار سيكون قريبا في قبضة الجيش الحر لكن المعارك التي تحصل حاليا تهدف إلى تنظيفه من بقايا القوات النظامية»، مشيرا إلى «تقدم ملحوظ لمقاتلي المعارضة في حرب تحرير مطارات حلب».
وفي خطوة جديدة في مساعيها لـ«محو آثار النظام» في المناطق المحررة، حدد مكتب التربية والتعليم في المجلس المحلي لمدينة حلب يوم 15 يونيو (حزيران) موعدا لإجراء امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، على الرغم من إدراك المعارضة صعوبة الاعتراف بهذه الامتحانات.
وأوضح المجلس في بيانه أنه «سيتم الاعتراف بهذه الشهادة من قبل الحكومة السورية المقبلة، كما سيتم معادلتها مع جمهورية مصر العربية»، مشيرا إلى «إجراء دورات مكثفة للشهادتين الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي وشهادة التعليم الأساسي (الإعدادية) لامتحانات الدورة القادمة التي سيقوم المجلس بتنظيمها بنفسه في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر»، موضحا أن «الدورات ستكون مجانية، وعلى الراغبين بالتسجيل مراجعة مكتب التربية في مجلس المدينة وذلك لتقديم الطلبات».
 
مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: لقاء كيري ولافروف «لم يحقق أي اختراق».. الاتحاد الأوروبي يتجنب التعليق على التجاذبات داخل الائتلاف

باريس: ميشال أبو نجم بروكسل: عبد الله مصطفى .. وفقا لمصادر فرنسية مطلعة فإن اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، «لم يحدث أي اختراق في حائط الأزمة السورية».
وبحسب ما أسر به كيري لمسؤولين لفرنسيين خلال اتصالات هاتفية معهم، فإن مناقشاته الانفرادية مع لافروف لم تفضِ إلى أي نتيجة إيجابية «ملموسة»، ما جعلهما يؤكدان خلال المؤتمر الصحافي على الحاجة إلى تحقيق تقدم على المسار السياسي وفق «بيان جنيف» الصادر عن مجموعة العمل الخاصة بسوريا في يونيو (حزيران) العام الماضي، والذي يبدو أن الجميع راغب في العودة إليه في الوقت الحاضر.
غير أن الاختلاف ما زال قائما على تفسيره، وتحديدا فيما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد، إذ تعتبر المعارضة، مدعومة بذلك من العواصم الغربية والعربية، أن لا مكان له في المرحلة الانتقالية، بينما تشدد موسكو على أن مصيره «يقرره الشعب السوري».
وقالت مصادر رسمية فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات مع موسكو تراوح مكانها»، وتحديدا في موضوع إقامة «لائحة» من الشخصيات السورية من المعارضة والنظام وهو الاقتراح الذي طرحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في موسكو في الأول من مارس (آذار) الماضي.
وتبدو باريس اليوم «محبطة» من الانقسامات التي ما زالت المعارضة السورية تتخبط فيها بعد استقالة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب و«التحفظ» الذي واجه الرئيس «المكلف بالإنابة» جورج صبرا، فضلا عن تشتت المعارضة المسلحة وعجزها حتى الآن عن تشكيل جبهة موحدة. غير أن «الطامة الكبرى» بالنسبة لفرنسا تمثلت في إعلان جبهة النصرة مبايعتها لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، ما دفع الخارجية الفرنسية إلى القول إنها «لا تمانع» في إحالة موضوع النصرة إلى مجلس الأمن الدولي، وتحديدا إلى لجنة العقوبات الخاصة بـ«القاعدة».
وفي هذا الصدد رفض مايكل مان المتحدث باسم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي التعليق على ما يجري داخل الائتلاف من تجاذبات بين الخطيب والمعارضين له، وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس من شأني التحدث في هذا، والاتحاد الأوروبي موقفه واضح في العمل على توفير الدعم لهم، كما أن الاتحاد يدعم عمل الأخضر الإبراهيمي، وسبق أن دعمنا الخطيب في دعوته للحوار من أجل الوصول إلى حلول للوضع الحالي».
وأفادت مصادر فرنسية أخرى لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك «حاجة ملحة» للمعارضة من أجل أن ترص صفوفها، إن أرادت أن تطرح نفسها «بديلا جديا» للنظام القائم.
وبحسب باريس، فإن المعارضة تعاني من «غياب رؤية واضحة» لنوعية العلاقة التي يتعين قيامها بين الائتلاف من جهة، والحكومة العتيدة التي يجهد رئيسها المكلف غسان هيتو في تشكيلها. وتأمل باريس أن ينجح الائتلاف في اجتماع هيئته العامة مطلع شهر مايو (أيار) في التوافق على رئيس جديد له، وعلى «توضيح» المسائل الخلافية، وتحديد شكل العلاقة بين السلطة السياسية والقيادة العسكرية المتمثلة برئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس.
 
التراث السوري ضحية القصف النظامي والاشتباكات ومحل أطماع المهربين.... مواقع حلب وحمص ودير الزور الأكثر تضررا وخشية من تكرار النكبة العراقية

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط» .... لا يوفر القتال الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين البشر ولا الحجر. الخسائر في الأرواح، والتداعيات النفسية والاجتماعية، وكلفة الدمار الاقتصادية، ونسبة النازحين والمهجرين في مختلف المحافظات السورية، تبدو كلها أكثر من أن تعد وتحصى.
لكن تداعيات الصراع لا تطال هذه الجوانب فقط، إذ إن التراث السوري مهدد وفي خطر حقيقي. وهو تراث لا يملكه السوريون فحسب، بل تمتلكه الإنسانية جمعاء. مواقع أثرية وتاريخية ودينية تواجه اليوم ما واجهته مثيلاتها العراقية؛ من تدمير وقصف ونهب. لم تعد هذه المواقع هدفا للنظام أو المعارضة فحسب، بل هدفا لعصابات محلية وأجنبية تمتهن سرقة الآثار وتهريبها، وفق ما يؤكده الطرفان المتخاصمان في سوريا.
وتعتبر سوريا، وفقا لعلماء الآثار، أحد أهم مراكز الحضارات القديمة؛ إذ انطلقت من رأس شمرا في ساحلها أول أبجدية في التاريخ، كما عرفت البشرية في ممالكها القديمة معنى الزراعة وتدجين الحيوانات، وفيها دمشق، أقدم عاصمة آهلة بالسكان، وتدمر، أو «البلدة التي لا تقهر» باللغة الآرامية، التي نافست حضارتها حضارة الإمبراطورية الرومانية القديمة في القرن الثالث الميلادي.
لم تكن المواقع الأثرية والتاريخية، مع اندلاع الأزمة السورية بمرمى نيران الجيش السوري النظامي أو مقاتلي «الجيش الحر». لكن مع إطالة أمد الأزمة واشتداد حدة المواجهات بين الطرفين، بات التحصن في بعض المواقع والقلاع والتلال الاستراتيجية أمرا في غاية الأهمية للطرفين، وتحديدا النظام السوري. وفي المرحلة الأخيرة، بدا واضحا تعمد القوات النظامية القصف الممنهج لمواقع دينية تحديدا.
وقد أعربت في وقت سابق المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا عن بالغ حزنها بسبب ما جاء في تقارير تفيد بمواصلة ممارسات الهدم التي ألحقت أضرارا جسيمة في مدينة حلب القديمة، المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1986؛ تقديرا لما تحويه من «أنماط معمارية عربية نادرة»، ولما تشهد عليه من مظاهر التنمية الثقافية والاجتماعية والتكنولوجية للمدينة منذ عصر المماليك. إن حلب القديمة هي أحد مواقع التراث العالمي الستة في سوريا.
وذكرت المديرة العامة لليونيسكو جميع الأطراف المتصارعة في سوريا بضرورة الالتزام باتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، وهي الاتفاقية التي وقعت عليها سوريا.
ويقضي البروتوكول 2 من هذه الاتفاقية بأن مسؤولية صون وحماية «الممتلكات الثقافية» في حالات الحرب تقع على عاتق النظام السوري، الذي يتوجب عليه «الامتناع عن اتخاذ قرار بشن أي هجوم قد يتوقع تسببه في إلحاق أضرار عرضية مفرطة بممتلكات ثقافية محمية»، وفقا للمادة 4 من البروتوكول 2 لاتفاقية جنيف 1954.
ويتبادل النظام ومعارضوه المسؤولية بشأن استهداف الآثار والمتاحف والمساجد والكنائس القديمة، لكن المسؤولية السياسية والأخلاقية تقع على عاتق الحكومة السورية في حماية الإرث الإنساني والحضاري للبلاد.
كما أدى القصف النظامي، الأسبوع الفائت، إلى تدمير مئذنة الجامع العمري في درعا، حيث انطلقت أولى المظاهرات المطالبة بالإصلاح، وشكلت شرارة المظاهرات التي اجتاحت عددا من المدن السورية.
المدن الثلاث الأكثر تضررا في سوريا هي حلب وحمص ودير الزور. يقول شيخموس علي، الحاصل على دكتوراه في آثار الشرق القديم من جامعة ستراسبورغ، والموظف السابق في مديرية الآثار في سوريا.
في حمص، يوضح علي لـ«الشرق الأوسط» أن «مئات البيوت القديمة تضررت، وعشرات الكنائس والمساجد»، لافتا إلى «خطر كبير يحيط بمدينة تدمر وقلعتها المعروفة باسم قلعة فخر الدين المعني».
يؤكد معارضون أن الدبابات النظامية تتمركز قرب تدمر، التي تعد من أهم المدن الأثرية في العالم، وليس في سوريا فحسب. كما تتمركز الدبابات قرب المدافن الأثرية. والأخطر، وفق علي، هو الضرر الذي لحق بمعبد بل الذائع الصيت، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول الميلادي؛ إذ إن أحد أعمدته الضخمة مهدد بالسقوط.
وتؤكد المديرية العامة للآثار والمتاحف أنها تعمل على «حماية الآثار والتراث الوطني» من عمليات النهب والسرقة والدمار، وذلك من خلال تأمين مقتنيات المتاحف السورية ومقتنياتها «النادرة في أماكن بعيدة عن أي اعتداءات محتملة، باستثناء القطع الثابتة التي يصعب نقلها، لكنها وضعت تحت حراسة مشددة».
وأوضح بيان المديرية أن لصوص الآثار نشطوا تحديدا في المواقع الأثرية الساخنة والبعيدة لصعوبة تأمين الحماية مع نقص أعداد الحراس، وبعدها عن المجتمع المحلي، ويمكن تحديد أهم التعديات في الحسكة، حيث بينت دائرة آثار الحسكة في تقرير لها أن المواقع الأثرية شمال المحافظة بحال جيدة إلى الآن، ولم تتعرض لتنقيبات غير مشروعة، وخاصة المواقع المهمة التي تنقب فيها بعثات أثرية سورية وأجنبية منذ سنوات طويلة، مثل مواقع «تل موزان وتل ليلان وتل بيد وتل عربيد» وتضم هذه المواقع بعضا من أهم الممالك القديمة في هذه المنطقة.
ولعل مدينة حلب هي الأكثر تضررا. احترق جزء كبير من أسواقها القديمة، التي تمتد لمسافة أكثر من 10 كلم، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الخامس عشر. كما أن باحة الجامع الأموي شكلت ساحة اشتباكات، وتحصن الجنود النظاميون في مئذنته التي باتت ركاما اليوم.
ويقول علي إن عشرات النداءات تم توجيهها إلى عناصر «الجيش الحر» في حلب لإبقاء حجارة المئذنة وركامها على حاله من دون المساس بها، تمهيدا لإعادة الترميم في مرحلة لاحقة.
يقول علي، وهو يرأس اليوم جمعية «حماية الآثار السورية»، ويدير صفحة على موقع «فيس بوك» تحمل اسم الجمعية، وترصد كل ما يتعلق بالآثار في سوريا وما تتعرض له، ويوثق مقاطع فيديو صور، إن مواقع كثيرة تضررت في سوريا. ويعدد من أبرزها تعرض السوق القديمة في دير الزور (شمال شرقي سوريا) لتدمير شبه كلي، واستهداف القوات النظامية لكاتدرائية القديس جاروجيوس وأربعة من المساجد الأقدم في سوريا في مدينة بصرى، المدرجة على لائحة التراث العالمي، إضافة إلى عدد كبير من البيوت القديمة في المدينة الواقعة في درعا.
كذلك، شقت القوات النظامية طريقا في قاعدة قلعة المضيق بريف حماه، تمهيدا لوصول الدبابات إلى القلعة التي باتت، بحسب علي، أشبه بثكنة عسكرية وأصابها دمار كبير.
وفي إدلب، أدى القصف على مدينة معرة النعمان إلى تكسير عدد من أبواب متحفها البازلتية، وهو يعد أكبر متحف للموزاييك في الشرق الأوسط، وفي داخله عدد كبير من لوحات الموزاييك المحفوظة منذ قرون.
وبين تقرير صادر عن دائرة آثار الحسكة أن الفضل في عدم وجود أعمال تخريبية في هذه المواقع المهمة ومواقع مجاورة ومحيطة بها يرجع للتعاون الذي يبديه المجتمع المحلي واللجان الشعبية المحلية في المنطقة، في حين لا تتوافر معلومات دقيقة عن المواقع الأثرية في جنوب المحافظة لصعوبة وصول الآثاريين والحراس إليها.
أما في الرقة فبين تقرير دائرة آثارها أن قلعة جعبر آمنة، لكنها مغلقة حاليا، وبالنسبة لدير الزور فقد شهد موقع دورا أوروبس أعمال تنقيب سرية محدودة، ولوحظ وجود خمس مخالفات بناء على أن الأضرار اقتصرت فيه على سرقة تجهيزات مادية تعود للبعثة العاملة في الموقع، وسرقة موجودات متحف «دورا أوروبس» وهي نسخ وليست قطعا أصلية.
والتهمت النيران بالفعل أسواق حلب المغطاة القديمة التي تعود للقرون الوسطى، واندلعت حرائق أيضا في المسجد الأموي بالمدينة. كما أن عمليات التنقيب غير القانونية هددت قبورا في بلدة تدمر الصحراوية وموقع إبلا الأثري الذي يعود للعصر البرونزي، وتبحث الشرطة الدولية (إنتربول) عن تمثال عمره 2700 سنة سرق من مدينة حماه.
الأضرار لا تقتصر على القصف فحسب، إذ تؤكد تقارير من النظام السوري والمعارضة انتشار ظاهرتي التنقيب والتهريب، داخل سوريا وخارجها، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما تعرضت له آثار العراق وتحفها الفنية من عمليات نهب وسرقة كبيرة. وكان المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم، قال في حديث صحافي، الأسبوع الفائت، إن «معظم السرقات تمت من المواقع الأثرية البالغ عددها نحو 1000 موقع».
وأشار إلى استعادة أكثر من 4000 قطعة مسروقة خلال الأشهر الماضية، سرقت جميعها من مواقع أثرية، لافتا إلى أن عدد الحفر الناتجة عن أعمال التنقيب غير المشروع في موقع «ماري» على الفرات (دير الزور)، وصل إلى نحو 50 حفرة، في حين بلغ عدد الحفريات في موقع دورا أوروبوس 300 حفرة، إضافة إلى تخريب في الأبنية الأثرية ضمن الموقع.
وفي سياق متصل، يشير علي إلى مصادرة 18 لوحة فسيفساء، كانت في طريقها إلى التهريب، من مدينة أفاميا، وهي من أبرز المدن الأثرية في حماه وتحتوي على سويات تاريخية ترقى للعصور الهلينستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
وينقل عن تقارير رسمية سورية إشارتها إلى أن مجموعات من العراق ولبنان وسوريا، وربما تركيا، تعمل على خط تهريب تحف وآثار من داخل سوريا.
ويبدي علي أسفه «لمشاركة بعض الكتائب المسلحة في عملية التنقيب والتهريب»، ويقترح أن يصار إلى «تعيين حراس بالتعاون مع مجالس الإدارة المحلية، وإلا فسيستمر الحفر بشكل أو بآخر»، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالمتاحف التي يصر النظام السوري على أنها لا تزال خاضعة لسلطته، حتى في المناطق الخارجة عن سيطرته، يوضح علي، المتخصص في شؤون الآثار، لـ«الشرق الأوسط»، أن وسائل حماية المتاحف، حتى قبل اندلاع الثورة السورية، كانت بدائية، كما الحال في متحف مدينة أفاميا، وفي متحف دير الزرو الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، وهناك خشية حقيقية اليوم من تعرضه لهجوم من قبل الطرفين.
ويشير إلى أن «متحف الرقة تحت سيطرة لجنة من المعارضة، فيما القطع المهمة محفوظة في آماكن آمنة»، محذرا من وضع متحف حمص، الواقع تحت مرمى نيران الجيشين النظامي والحر في آن معا، في ظل غياب أي تقارير صادرة عن المديرية العامة للآثار أو وسائل الإعلام تبين حال هذا المتحف اليوم، بعد أن أقدم الجنود النظاميون على فتح كوات في جدرانه.
في سياق أبرز السرقات، يشير علي إلى سرقة عدد كبير من محتويات متاحف التقاليد الشعبية في دير الزور وحلب وحمص، لكن السرقة الكبرى هي سرقة تمثال آرامي من البرونز مغطى بالذهب، يرجح أن يكون سارقه أحد العاملين في المتحف عينه.
 
«بركان حوران» لعزل دمشق عن حدود الأردن
لندن - «الحياة»
أعلن «الجيش السوري الحر» أمس بدء معركة «بركان حوران»، التي تضمنت استهداف تسعة مواقع عسكرية للنظام في درعا، والتي تستهدف عزل دمشق عن حدود الأردن في وقت دارت اشتباكات ضارية في حي جوبر في الطرف الشرقي للعاصمة ومنطقة برزة البلد شمال دمشق. وسيطر مقاتلو المعارضة على سرية للدفاع الجوي في مطار كويرس العسكري في ريف حلب.
وقالت المعارضة ان مقاتلي «الجيش الحر» سيطروا امس على كتيبة الدفاع الجوي في النعيمة. وبثت فيديو، اظهر العملية وقصف مواقع الجيش النظامي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان مقاتلين من المعارضة قتلا خلال اشتباك مع القوات النظامية في محيط كتيبة الرادار في الموقع، في وقت ترددت معلومات عن قتلى في صفوف الجيش النظامي.
وشن الطيران الحربي غارات جوية على النعيمة وتل عرارا والمنطقة الواقعة بين ازرع ونامر في ريف درعا، وسط اشتباكات عنيفة في محيط هذه المناطق.
وافاد نشطاء ان مقاتلي المعارضة سيطروا ايضا على كتيبة الإشارة قرب بلدة صيدا، وهاجم مقاتلوها «كتيبة الخضر» بين داعل وعتمان، حيث قتل أربعة مواطنين في بلدة عتمان بينهم طفلة إثر قصف قوات النظام البلدة، وحاصروا النقطة ٦٧ قرب قرية ندى عند الحدود الأردنية، اضافة الى استهداف السرية العسكرية الثالثة بين قريتي أم ولد والكرك التابعة لمطار الثعلة العسكري.
وقصف «الجيش الحر» الفوج ١٧٥ في بلدة ازرع، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل الموقع. وقال نشطاء إن المقاتلين تصدوا لرتل مؤازرة على الطريق الحربي قرب نصيب التي تشكل معبراً حدودياً مع الأردن، مشيرين إلى أن الكتائب المقاتلة قصفت تل عرار قرب داعل التي كانت خضعت لسيطرة المعارضة قبل اسابيع.
وجاءت هذه العمليات العسكرية بعد بدء عملية «بركان حوران» في وقت جرى الحديث عن انطلاق المعركة العسكرية في جنوب سورية، حيث حصلت الكتائب المقاتلة للمعارضة على امدادات عسكرية وتدريبات اضافية.
وجاءت سيطرة «الجيش الحر» على نقاط عسكرية بين درعا وحدود الأردن وعلى شريط على طول هذه الحدود، بالتزامن مع طلب الحكومة الأردنية تدخل مجلس الامن لمساعدتها في تحمل عبء اللاجئين السوريين والحديث عن إقامة منطقة عازلة داخل سورية يلجأ اليها السوريون الهاربون من الصراع في بلادهم.
وفي دمشق، قصف مقاتلو المعارضة مركز البحوث العلمية قرب منطقة الهامة في غرب دمشق، في وقت قالت المعارضة إن عشرة مواطنين هم طفل وتسعة رجال قتلوا في دوما نتيجة قصف القوات النظامية. وسجلت أمس أشد اشتباكات في حي برزة البلد بين مقاتلي المعارضة والنظام.
وقال الأهالي الذين غادروا برزة إنها باتت «منقسمة شطرين»، يقع احدها تحت سيطرة المعارضة، في حين تسيطر قوات النظام وموالون لها على الشطر الثاني، وفق المرصد السوري. وحصلت اشتباكات عنيفة في حي جوبر في الطرف الشرقي للعاصمة.
وشن الطيران الحربي غارات جوية على بلدة ابو الضهور الواقعة قرب المطار العسكري الذي شهد محيطه اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة، علماً أن «الجيش الحر» كان سيطر على مطار تفتناز العسكري المجاور. وتصاعدت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب شمالاً.
سياسياً، رفض «الائتلاف الوطني السوري» امس اقتراح النظام إرسال خبراء روس للتحقق من استخدام السلاح الكيماوي في سورية، مطالباً بإرسال مفتشين من الأمم المتحدة.
وجاء في بيان أصدره أمس، أن الجهة التي يمكن الرجوع إليها في هذا الشأن «هي الأمم المتحدة وهيئاتها المختصة»، مبدياً الاستعداد لـ «تقديم كل ما يمكنه من مساعدة لأي بعثة تقص وتحقيق دولية تزور المناطق المحررة».
واستمر الجدال أمس ازاء استقالة رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب، اذ طالب عضو «الائتلاف» السابق كمال اللبواني في مقابلة مع موقع «زمان الوصل» الالكتروني السوري، باعتقال الخطيب ومحاكمته بحسب المادة 286 من «قانون العقوبات العام»، التي تنص على اعتقال كل من يوهن الأمة خلال الحرب، الأمر الذي أثار جدلاً بين المعارضين والنشطاء.
وكتب الخطيب في صفحته على «فايسبوك» امس، ان «حملة تشهير جديدة» بدأت ضده، مؤكدا انه يعمل لطرح «مبادرة تحقن دماء السوريين وأتواصل مع عدد كبير من الأجسام العسكرية والمدنية لاستمزاج رأيهم».
وتجري شخصيات في المعارضة السورية اتصالات لعقد مؤتمر «القطب الديموقراطي» في القاهرة منتصف الشهر المقبل، في وقت تجري اتصالات منفصلة لترشيح كتلة من 25 شخصية «علمانية» لدخول «الائتلاف الوطني» لإيجاد كتلة موازية لـ «الاخوان المسلمين» فيه.
وفي المجال ذاته، دعا رئيس اقليم كردستان رئيس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني قادة احزاب كردية سورية للاجتماع في اربيل اليوم وحل الخلافات بينهم.
 
صعوبات «ثقافية» وسياسية تواجه الأكراد السوريين في «إقليمهم العراقي»
الحياة..أربيل - فاروق حجّي مصطفى
لم يخفـــف القرار الذي أصدرته وزارة الداخلــــية في حكومة إقليم كُردستان العراق بـ «منع السوريين من الحصول على الفيزا والإقـــامة، سواء تلك المتعلقة باللجوء أو تلك المتعلقة بالعمل للقادمين عبر المطارات» من رغبة الكُرد السوريين (كُرد غربي كُردستان وفق المصطلح السائد في الخطاب الرسمي للإقليم) في التوجه إلى الإقليم، فأعدادهم قابلة للزيادة بفعل الأوضاع التي تشهدها مناطقهم. وبدا أن رغبة توجه كُرد سورية الى الإقليم العراقي لا تصدها قرارات الإقليم ولا الأحزاب الكُرديّة، فالناس يبحثون عن الأمان والعيش بهدوء، ولا سبيل أمامهم غير اللجوء، الأمر الذي يشكل عبئاً ليس على حكومة الإقليم فحسب، وإنّما على سائر سكان الإقليم، المزدهر بحكم الاستثمار واجتذاب الرساميل وتوظيفها في الإعمار والتحديث اللذين يشهدهما الإقليم منذ سنوات.
ووفق إبراهيم مراد (وهو عضو المجلس الوطني السوري المقيم بأربيل)، سُجّل في اقليم كردستان العراق لجوء ما يزيد عن مئة ألف مواطن سوري كردي وعربي، بين لاجئين وبين آخرين دخلوا أراضي الإقليم من خلال مطاراته، بالإضافة إلى مخيم دومييز للاجئين السوريين الذي يقطنه أكثر من (80) ألف لاجئ سوري.
أمران يثيران رغبة كُرد سورية في اللجوء إلى الإقليم الكُردي، الأول الازدهار الذي تشهده المدن الكُرديّة في داخل الإقليم، والذي تتحسس منه حكومة المالكي، والأمر الثاني هو الأمن والاستقرار.
ويشبّه البعض العلاقة بين كُرد سورية وحكومة إقليم كُردستان العراق بعلاقة العرب مع الفلسطينيين. ويقول جان مراد، وهو معارض سوري موالٍ لحزب العمال الكُردستاني: «إنّ علاقة حكومة كردستان العراق وكرد سورية أشبه بعلاقة الدول العربية بفلسطين. نحن ككُرد سوريين نرى في كُردستان العراق مصدرَ قوة وحضورٍ في المحافل الدولية، وأيضاً طريقَ إمدادات لنا في الداخل».
بيد أن ثمة أمور يعجز المهجرون الكُرد عن فعلها في الإقليم العراقي، مثل العلاقة الطبيعية مع مكاتب أحزابهم، وبناء شبكة من العلاقات المتوازنة مع العمق الاجتماعي في المدن الكُرديّة، وذلك بسبب التفاوتات الاجتماعية بين البيئتين العشائرية العراقية والمدينية السورية، فالعراقيون الكرد أشد محافظة من الكرد السوريين، وقبولهم اللاجئين في مدنهم وقراهم محفوف بقدر من الشروط التي يشعر معها السوريون بأنهم مقيدون ومحاصرون.
 انتقادات للأداء السياسي
من غير المستغرب أن غالبيّة المتواجدين من الكُرد السوريين في السليمانية وأربيل ودهوك لا يحبذون زيارة مكاتب أحزابهم في أربيل، وذلك لتذمرهم من الأداء السياسي، ويقول أحد الناشطين السياسيين المستقلين: «أنا لا أزور مكاتب الأحزاب، لأن هذه المكاتب لا تضيف شيئاً، فأحزابنا لا تصنع الحدث إنّما الحدث يحركها، لكن أيضاً ببطء شديد.. والحق أن غالبيّة الأحزاب لم تبحث يوماً ولم تسأل لماذا لا يزورنا الكُرد بالرغم من أنّهم يشكلون نسبة كبيرة في كُردستان».
ويعتقد الصحافي الكُردي السوري المقيم في السليمانيّة «عامر عبدالسلام»، أن الأحزاب الكُردية السورية في كُردستان العراق فشلت في التعامل مع النازحين، وأضاف: «لا أنكر ضرورة تواجد بعض الممثلين عن المجلسين الكُرديين في العراق، للاهتمام بالعوائل الكُردية هنا وتذليل العقبات من أمامهم وتأمين بعض الحاجيات، كفرص العمل وتعليم اللهجة السورانية وحل مشكلات السكن»، وتابع: «إلا أن الأحزاب لا تهتم بهذه الأمور، وليس لديها أي نشاط على المستوى العملي. الناشطون والسياسيون في كل دول اللجوء (تركيا والأردن ومصر) تعمل أكثر من الأحزاب التي كانت توصف بالحكمة والخبرة».
وأضاف عبدالسلام: «هناك تعالٍ تمارسه الأحزاب على اللاجئين، فخلال زيارة قام بها وفد من المجلس الكردي إلى مخيم دوميز، لم يشعر أعضاء الوفد بضرورة النزول من السيارات عندما وصلوا إلى المخيم. مسعود بارزاني عندما ذهب إلى المخيم كان متواضعاً، ودخل بعض الخيم، فلماذا هذا التعالي؟».
لا يتجمع أكراد سورية في الإقليم العراقي فـــي أماكــــن محــــددة، فـــي السابق أسســـوا مقهى في أربيل سموه «باب توما كافيه» نسبة إلى مقاهٍ بباب توما في دمشق، وكان ملتقى لبعض الفنانين الكُرد، إلا أنهم فشلوا في تحويل ذلك المكان إلى مقرّ لتجمعهم، لأن صاحبه حوله إلى مقهــــى من طراز مختلف، فتحوّل السوريون إلى «فاميــلي مول» و «مجيدي مول»، هذا بالنسبة للعامة، أما بالنســـبة للمثقفين فهم - نتيــجة ضــيق حالهم والتفاوت الكبير في نمط العيش - اختاروا مقهى «ada kafê» مكاناً لتجمعهم، كون صاحب ذاك المقهى، ويدعى « زانا «، يعرف كيفية التعامل مع السوريين ويقدم لهم أخبار الفن من كردستان تركيا والعراق.
وهناك جمعيّة مدنية للكُرد السوريين تأسست لدعم اللاجئين، إلا أنها لم تقم بدورها، وهي الآن تشكل مكاناً لتجمع بعض الكُرد الذين يدخلون أراضي كردستان من جديد، إضافة إلى مكان لتقديم التعازي ونقل الأخبار المحلية الاجتماعية.
ورأت رنكين هورو (ديبلوم استشارة نفسية ولاجئة) أن سبب عدم الاختلاط مع كُرد العراق، هو «صعوبة التواصل بسبب اختلاف اللهجة»، وتابعت: «لم أستطع بناء علاقات في كُردستان، لأنّ نظرتهم للمرأة مختلفة، إذ إن غالبيتهم يجدون تحرر المرأة السورية شيئاً غريباً».
بقي القول إنّ كُرد سورية يعيشون في زمن ليس زمنهم، وفيما كانوا داعمين لغالبية ثورات الكُرد، يجدون صعوبة في العيش بالإقليم الكُردي.
 
  
 
خبراء: "الكيماوي" السوري سيجبر إدارة اوباما على التحرك عسكرياً في سورية
الحياة..واشنطن - ا ف ب
يعتبر عدد من الخبراء ان "الاستخدام المحتمل لاسلحة كيمياوية من قبل نظام الرئيس السوري بشار الاسد قد يرغم الولايات المتحدة على التحرك"، لكن الخيارات العسكرية المطروحة امام الرئيس باراك اوباما محدودة ومحفوفة بالمخاطر لاسيما وان "هاجس التجربة العراقية ما زال ماثلاً في الاذهان".
ويبدو احتمال خوض مغامرة عسكرية بعيداً في هذه المرحلة، وقد تجنب "البيت الابيض" التأكيد على ان "النظام السوري تجاوز الخط الاحمر" الذي شدد عليه الرئيس اوباما ودعا "الامم المتحدة" الى "اجراء تحقيق لتأكيد تحاليل الاستخبارات الاميركية والصادرة عن باريس ولندن وتل ابيب".
وبرر مسؤول اميركي في الدفاع هذا الموقف بقوله "نعلم اصلاً المعزوفة عندما ترتكز قرارات سياسية على اساس معلومات استخباراتية يتبين انها خاطئة"، في تلميح الى المزاعم بوجود اسلحة دمار شامل عراقية التي استخدمت حجة لغزو العراق في العام 2003.
لكن اندرو تابلر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الاوسط قال ان "مصداقية الولايات المتحدة هي التي ستكون على المحك" ان كان بشار الاسد يستخدم اسلحة كيمياوية لترويع المعارضة و"اختبار خطوطنا الحمر". ورأى "انها لحظة مفصلية لادارة واحتواء مفاعيل الازمة" السورية.
واعتبرت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي ان "مجرد تقديم مساعدة غير قاتلة الى المعارضين المسلحين لا يكفي"، مؤكدة "على وجوب الانتقال الى المرحلة التالية".
وذلك قد يكون عبر "تسليح المعتدلين من بين المتمردين السوريين، وهذا ما دعت اليه اصلاً فرنسا وبريطانيا"، برأي المحللة دانيال بليتكا من معهد المشروع الاميركي. لكن خطر سقوط هذه الاسلحة بين ايدي الجماعات المتطرفة لا يزال قائماً.
وتنشر الولايات المتحدة 250 عنصراً معظمهم من القوات الخاصة منذ تشرين الاول/اكتوبر 2012 في الصحراء الاردنية لتدريب الجيش المحلي والقيام عند الاقتضاء بغارات لتأمين جزء من مخزونات الاسلحة الكيمياوية السورية التي تقدر بمئات الاطنان.
لكن البنتاغون لا يخفي عدم حماسه ازاء هذا الامر. فقد اقر الجنرال مارتن ديمبسي اعلى مسؤول عسكري في 17 نيسان/ابريل بعدم ثقته في القدرة الاميركية على تأمين الاسلحة الكيميائية "لانها بكل بساطة نقلت ومواقع التخزين عدة".
الى ذلك، لا يتصور احد امكان القيام بتدخل على الارض على نطاق واسع قد يتطلب حوالى 75 الف عنصر وفق تقديرات اوردتها الصحافة العام الماضي ولم يناقشها البنتاغون منذ ذلك الحين.
اما في ما يتعلق باقامة منطقة حظر للطيران، فسيتعين اتخاذ قرار في ما اذا كانت ستطبق على كل سورية او جزء منها، وذلك في كل الاحوال "سيوفر مكاناً للجوء" برأي اندرو تابلر.
وذكر براد شيرمان النائب الديموقراطي "ان منطقة حظر للطيران ليست خياراً يضمن عدم سقوط قتلى". فلاقامة منطقة كهذه في ليبيا في 2011، كان لا بد من القضاء على الدفاعات الجوية التي كان يملكها معمر القذافي.
لكن القيام بالامر نفسه في سورية سيكون "اسوأ مئة مرة مما واجهناه" في ليبيا كما اكد وزير الدفاع السابق ليون بانيتا العام الماضي.
فالدفاعات الجوية السورية كبيرة وان كانت تعود الى الحقبة السوفياتية: فهناك 650 موقعاً ثابتاً و"نحو 300 موقع متحرك" بحسب تقرير لمعهد الدراسات حول الحرب (مقره في واشنطن) الذي يقدر عدد الطائرات المطاردة الجاهزة للتحليق بـ150.
ولفت الخبراء الى ان "قصف مواقع التخزين ينطوي على خطر انتشار عناصر بالغة السمية في الجو وتلويث البيئة".
ويرى كينيث بولات، من مؤسسة بروكينغز "ان التحرك الابسط بالنسبة للادارة (اوباما) قد يكون اختيار هدف سري ومهم بالنسبة للنظام وازالته بصواريخ عابرة وربما ايضا بطائرات قاذفة".
"وهذه الضربة ستشكل تحذيرا للسوريين بان الاسوأ آت ان لم يتوقف النظام عن استخدام الاسلحة الكيميائية واظهار ان واشنطن مستعدة لتطبيق خطها الاحمر" على ما قال، وذلك مع المجازفة بان يؤدي ذلك الى امكاني هروب الى الامام لبشار الاسد.
 
 
النازحون السوريون في لبنان: مصائب... وفوائد
الحياة....بيروت - ناجية الحصري
«إذا بدأت معركة دمشق فإن عدد النازحين السوريين الى لبنان يتوقع ان يصل الى مليونين او ثلاثة ملايين نازح». انها بعض التوقعات الصاعقة التي يهمس بها عاملون في مجال الاغاثة الدولية في لبنان ولا يكشفون عنها في العلن لكن تجري التحضيرات المسبقة تحسباً لحصولها.
هذه الارقام تقلق المؤسسات الدولية تماماً كما تقلق المجتمع اللبناني نفسه، الذي يطلق صرخات التحذير من استضافته مليون سوري (بين نازحين وعمال) على اراضيه فكيف اذا «بدأت معركة دمشق؟».
لا شيء يلوح في الأفق بأن نهاية الجلجلة السورية قريبة، واعتراف لبنان المتأخر بأن النزوح الى ارضه ليس «سياحة» وانما مأساة، يجري تدارك مفاعيله بشكل مربك وببعض الانكار، من خلال ترك المهمة الى المجتمع المدني المتنوع الانتماءات ... والمحسوبيات من دون مراقبة او محاسبة، وصولاً الى فوضى معالجة ما انتجه هذا الاهمال من تداعيات صحية واجتماعية واقتصادية وامنية، والاكتفاء بمهمة «الصراخ» طلباً للنجدة الدولية.
في السجون اللبنانية ارقام لا سابق لها لآلاف الموقوفين السوريين بتهم السرقة والاعتداء والقتل، وفي شوارع بيروت وبقية المناطق آلاف اخرى من السوريين الذين يتعرضون بدورهم للسرقة والاضطهاد في اماكن «السخرة» التي يعملون فيها.
وفي الشوارع ذاتها الآلاف من اللبنانيين الذين باتوا عاطلين من العمل «لأن العامل السوري اخذ مكانهم بأبخس أجر»، لكن، في المقابل هناك آلاف المتاجر والدكاكين والاسواق والشقق المفروشة والفنادق التي «تحيا» بفضل «بونات» النازحين الفقراء او من حركة الميسوريين منهم في لبنان.
والى كل هذه التناقضات يضاف العنصر الأخطر وهو المحاذير المذهبية. فالنازح السوري من الطائفة السنّية يلجأ الى المناطق ذات الاكثرية السنّية، لأنه يعتقد ان المناطق ذات الاكثرية الشيعية ليست «بيئة حاضنة»، خصوصاً اذا كان النازح موالياً للمعارضة السورية، لكن الامر لا يلغي وجود استثناءات. و «البيئة الحاضنة» بدورها تتماهى مع الكراهية التي يكنّها النازح «للمعتدي عليه» وتكاد تتحفظ مثله عن البيئة «غير الحاضنة» في لبنان.
يقول عادل (17 سنة) من ابناء حلب الذي نزح مع اهله الى بيروت وتحديداً الى محلة برج ابي حيدر بعد نزوح على مراحل داخل سورية هرباً من القصف الذي لاحقهم، انه والعائلة «سكنوا في بناية مختلطة مذهبياً في المحلة المذكورة ويدفعون 600 دولار بدل ايجار وانضمت اليهم اخيراً عائلة عمه، وحصلت خلافات مع الجيران على خلفية «اننا نحدث ضجيجاً لكن الشكوى فقط من طابق واحد وساكنيه من الشيعة».
ويشير عادل الى ان اهله قرروا السفر الى مصر «فهناك الحياة ارخص ومرحب بنا اكثر».
 عمالة تفوق الطلب وبطالة لبنانية
ولا تخلو التقارير الامنية اليومية في لبنان من حوادث تهديد لعمال سوريين وسلبهم أوراقهم الثبوتية ومبالغ نقدية يحملونها في جبل لبنان وجنوبه والبقاع وطرابلس ومن تقارير عن خلافات بين العمال انفسهم بسبب انقسامهم بين مؤيد ومعارض لما يجري في سورية.
يعلم «مراد الحلبي» وهذا ليس اسمه الحقيقي وانما «الفني» انه غير مرحب به بين سائقي السيارات العمومية في لبنان لأنه يتعدى على مصلحة للبنانيين لكنه يسأل: «هل أسرق؟ انا مستعد للعمل في كل شيء حتى انني يمكن ان اغني من اجل ان اسدد ايجار شقة في صيدا، فكل مدخراتي تلاشت وبت استدين من اخي الموجود في سورية، هل تريدين سماع صوتي؟».
يغلق مراد زجاج نوافذ سيارة «المرسيدس» التي استأجرها من صاحبها الصيداوي للعمل عليها بموافقته وتشجيعه، ويطلق العنان لصوت عذب وقوي مردداً «ابعتلي جواب وطمني». قال ان احد اصحاب المطاعم في صيدا وافق على تشغيله مطرباً وسيعطيه 100 دولار شهرياً شرط ان يؤمن عازف غيتار معه.
هكذا تتدنى أجور العمال السوريين في لبنان «بسبب كثرة العرض وقلة الطلب» كما قال صبحي الآتي من دير الزور منذ بدأت الحوادث في هذه المنطقة السورية الحدودية مع العراق. هو لم يقصد العراق «لأن الوضع كما تعرفين صعب هناك ولا توجد فرص عمل، وثمة اقارب كثر لي في لبنان، على رغم بعد المسافة والتي تضاعفت ساعات طويلة للوصول (18 ساعة) بسبب الحواجز على الطريق الى دمشق ومنها الى الحدود اللبنانية، انضممت اليهم من دون عائلتي التي غادرت الدير الى الريف الاكثر أماناً بعد سيطرة «الجيش الحر» عليه.
وصبحي الذي يعمل ناطوراً في بناية يعتبر نفسه محظوظاً على عكس عشرات الشبان والرجال من «الدير» ايضاً الذين «يتكدسون» تحت جسر فؤاد شهاب املاً بأي عمل يقومون به. ويقول احمد انه يتقن كل شيء: «اعمل بالطرش والتبليط وتشييد الابنية كما اعمل عتالاً... اي شيء حتى اتمكن من العيش مع عائلتي التي لجأت الى الارياف حيث كل شيء في سورية ارتفع ثمنه حتى الخبز، ولا توجد اشغال، كنت اعمل في بلدي على سيارة اجرة لكن الوضع اصبح صعباً».
تجمعات النازحين تشبه تجمعات العمال السوريين، فالآتون من الارياف يحملون معهم عاداتهم القبلية والعشائرية، لجهة العيش كتكتلات بحسب الانتماءات المناطقية، والنزوح على سبيل المثال، ليس عائقاً امام انجاب المزيد من الاطفال حتى ولو كانت الحياة داخل خيمة، وتعدد الزوجات والزواج من قاصرات، فنحن نقيس قوتنا العائلية بعددنا»، كما تقول «ام محمد» (36 سنة) التي لديها تسعة اولاد انجبت آخرهم في لبنان قبل شهرين وتعيش وعائلتها في احدى الغرف التي استأجرها زوجها في محلة صبرا اكثر المناطق الشعبية فقراً والتي كانت يوماً مخيماً للاجئيين الفلسطينيين في بيروت، وتحولت بفعل النزوح الى سوق كبير للنازحين السوريين يشترون ويبيعون فيها بضائع معلقة على الاشجار ومعروضة على صناديق الخشب على شاكلة بسطات تكاثرت كالفطر.
ينظر «عارف» الفلسطيني من امام محله لبيع الخرضوات الى السوق الممتد بشكل عشوائي في صبرا متحسراً: «كانت يوميتنا 20 دولاراً لكن اليوم لا نطّلع العشرة آلاف ليرة بفضل مزاحمة السوريين لنا».
 «انتظروا دوركم»
«ام نور» النازحة من ريف حماة وتحديداً من سهل الغاب منذ اربعة اشهر مع عائلتها وزوجها المقعد الى محيط المدينة الرياضية على تخوم ضاحية بيروت الجنوبية، تشكو كغيرها من النازحين من عدم حصولها على اي معونة بعد على رغم انها مسجلة لدى المفوضية العليا للاجئين، تقول انها عندما راجعتها اخيراً قيل لها «عندما يأتي دوركم نتصل بكم»، ولا تزال تنتظر.
«غادة» الناشطة اللبنانية التي تعمل مع منظمات دولية تعنى بقضايا النازحين في البقاع، قالت ان المساعدة الشهرية التي كانت توفرها المفوضية العليا للاجئين خُفضت من 46 الف ليرة الى 40 الفاً و500 ليرة، وتوقفت معونة المازوت بعدما انقضى فصل الشتاء، وهناك 400 عائلة فقط من اصل مليوني نازح في شتى البلدان تتلقى بدلات ايجار مسكن وضمن شروط فهذا البدل مخصص للنساء المعيلات او الارامل او حالات الاعاقة او للذين تجاوزت اعمارهم الـ60 سنة.
لكن «عادلة» التي تعمل مع احدى الجمعيات الاهلية في مجال مساعدة النازحين تصر على ان «وضع النازح احسن منا اللبنانيين، فطبابتهم مجانية (تغطية 85 في المئة من كلفة الاستشفاء واعلن عن خفضها مجدداً الى نسبة 75 في المئة) وتعليم اطفالهم مجاني ايضاً ويحصلون على نصف بدل الايجار وعلى مساعدة شهرية، ماذا يريدون احسن من ذلك؟».
في المقابل تصر «ام عبدو» الآتية من ريف حمص، على انها لم تطعم اولادها اللحم منذ اسابيع، فهي تطبخ الرز والمعكرونة وترفقها باللبن، وعدا ذلك ترف غير متوافر، واولادها خارج المدرسة وزوجها انضم الى العاطلين من العمل عند موقف الكولا بانتظار اي شغل يمكن ان يقوم به والذي يتوافر يوماً وينقطع اياماً اخرى. تقول: «زوجي كان يعمل في مطبعة وكان يملك محلاً اُحرق، والعودة الى الضيعة التي أتينا منها مستحيلة الآن لانها تحت سلطة الجيش النظامي لكنها محاصرة من «الجيش الحر» وتخضع لمعادلة «لا تدمروا الضيعة لا نقصفكم».
الخوف من النظام يرافق النازح السوري حتى خارج الحدود السورية. قال احدهم: «حتى في بلدكم للجدران آذان تسمع». ويتعدى «بلدنا» الى المنظمات الدولية، فالنازحون يتحفظون عن تسجيل انفسهم لدى مفوضية اللاجئيين خوفاً من وصول اللوائح الى النظام. فلا غطاء يحمي الان السوري في لبنان. والخوف يمنعهم من ايصال صوتهم الى السلطات الرسمية.
محمود النازح من ادلب مع ابناء عمه عملوا على ترميم احدى الشقق السكنية في بيروت بعدما اتفقوا مع صاحبها على بدل اتعابهم، الا ان المالك تراجع عن الاتفاق وهدد العمال باعادة نصف المبلغ الذي تقاضوه ولم يكتف بذلك بل استعان بشبان ينتمون الى احد الاحزاب هددوا محمود في شكل مباشر بانه «لن يكلفهم اكثر من رصاصة اذا لم يعيد وابناء عمه نصف المبلغ الذي تقاضوه علماً ان المبلغ لم يتجاوز بمجمله 300 دولار.
يقر عبد الساتر وهو شاب لبناني يعمل في المجال الفندقي بالمنافسة السورية غير المتكافئة للعمالة اللبنانية والتي كانت سبباً في الاستغناء عن خدماته اخيراً من المطعم الذي يعمل فيه لمصلحة عامل سوري «لا يسدد ضرائب للدولة ولا يستوجب تسجيله لدى الضمان الاجتماعي».
والسهولة في توفير عمالة بأسعار زهيدة تنطبق ايضاً على فتح اعمال في لبنان. ولا تعني فقط اقامة بسطة هنا او هناك انما تعني نقل اعمال بكاملها، كما هو حاصل في بيروت ومناطق بقاعية.
في الطريق الجديدة وشوارع متشعبة من شارع الحمرا في بيروت ترتفع آرمات مطاعم سورية مشهورة حتى للبنانيين الذين كانوا يقصدون دمشق. مطعم الفاروق، مطعم حبة مسك و «حبوباتي» وغيرها من محلات لبيع حلويات الشام وحتى الاقمشة والقطنيات. وأصحاب هذه الاعمال اما انهم اغلقوا اعمالهم في سورية لتعذر وصول العمال اليها من مناطق سكنهم او لوقوع هذه الاعمال في مناطق غير آمنة.
ويكتفي احد رجال الاعمال الذي رفض ذكر اسمه حرصاً على مصالحه في سورية وارزاقه ولانه مقتنع بان النظام لا يزال قوياً بالقول ان فتح عمل في لبنان سهل جداً والعمالة السورية متوافرة بدورها وهي عمالة معتمدة حتى في الاعمال اللبنانية. ويشير الى ان عدداً لا بأس به من رجال الاعمال السوريين نقلوا مصالحهم الى مصر ولا سيما الاعمال المتعلقة بالنسيج وصناعة الصابون لتدني التكاليف هناك، ونحن حاولنا الانتقال الى مصر قبل ان نفتح عملنا في بيروت لكن لبيروت نكهة اخرى لا تضاهيها الا الحياة في سورية.
رجل الاعمال نفسه يمنع الحديث في السياسة داخل مطعمه مثلما يمنع المحطات الاخبارية «فلا نريد وجع راس، وبالنهاية هذه بلدنا ويكفينا شمططة».
 
يأتون من دول عدة ومحمد كوبرونا «شهيدهم العاشر»
الحياة..محمد م. الارناؤوط
اتّسمت الشهور الأخيرة في «العالم الالباني»، الذي يتكون من كتلة متراصة تمتد في خمس دول متجاورة (ألبانيا وكوسوفو ومكدونيا وصربيا والجبل الاسود)، بازدياد الاهتمام بما يجري في سورية وازدياد الخلاف حول الموقف من توجّه الالبان الى سورية للمشاركة في القتال الدائر. ترافق ذلك مع نمو الاسلام السياسي الذي عبّر عن نفسه بشكل غير مسبوق في الاسابيع الماضية بتسجيل أول حزب له في كوسوفو («الحركة الاسلامية اتحد») برئاسة الشاب أرسيم كراسنيتشي ودعم الشيخ شوكت كراسنيتش والضابط السابق في الجيش اليوغسلافي فؤاد راميتشي، الذي لم يخف هدفه في تغيير الدستور العلماني الحالي لـ «جمهورية كوسوفو» لأجل «الدفاع عن الهوية الاسلامية للألبان في كوسوفو» الذين يشكلون 95 في المئة من السكان.
كان الحديث يجري بصمت عن توجّه المزيد من الشباب الألبان تحت تأثير صعود الاسلام السياسي الى سورية للمشاركة في القتال هناك في صفوف الجماعات الاسلامية («جبهة النصرة» وغيرها). ومع وصول الاخبار عن مقتل نعمان دمولي «أول شهيد ألباني» في القتال الدائر في سورية، في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، أخرجت جريدة «كوها ديتوره» الكوسوفية ذات الاطلاع والانتشار الواسع هذا الملف من الصمت الى العلن في عددها يوم 12/11/2012.
 من كوسوفو الى سورية عبر السويد
وعادت «كوها ديتوره» الى هذا الملف في عدد 13/3/2013 بمناسبة وصول الاخبار عن سقوط «الشهيد العاشر» محمد كوبرونا (22 سنة) وذلك تحت مانشيت عريض «الارض السورية تمتزج بدماء الالبان». وبحسب «مصادر استخباراتية» لم تسمّها الجريدة فإن «الشهداء» هم من ألبان كوسوفو وألبانيا ومكدونيا وصربيا (وادي بريشفو). ولكن «الشهيد» الاخير محمد كوبرونا يمثل حالة فريدة من حيث دلالاتها. فقد هاجر مع أسرته ضمن «الخروج الكبير» من كوسوفو الى السويد (حيث أصبح حوالى ربع السكان من دول الاتحاد الاوروبي) ونشأ هناك في جو أوروبي منفتح ووقع فجأة تحت تأثير الجماعات الاسلامية المتشددة التي جنّدته وأرسلته الى سورية للقتال مع الجماعات الاسلامية التي أصبحت تضم عشرات الألبان.
اكتفى «المصدر الاستخباراتي» بذكر أسماء بعض الذين قتلوا من الألبان في سورية ( نعمان دمولي من كوسوفو وموسى أحمدي من صربيا الخ...) بينما يُعرف بعضهم بأسماء حركية مثل «أبو عمر الألباني» الذي كان أحد أربعة «شهداء» ذهبوا الى سورية من ألبانيا. وإضافة الى هؤلاء فقد ضمّ هذا «المصدر الاستخباراتي» اثنين من السوريين من أصول ألبانية (منير الارناؤوط وبهلول الارناؤوط) مع أن مصــــادر تؤكد أن هذين الاثنين انتزعا من بيتــــهما في حي القدم على أيدي قوات النظام التي داهمت الحي وقتلا بدم بارد وألقيت جثتيهما في مكان مجهول حتى الآن. والى جانـــــب ذلك كشف «المصدر الاستخباراتي» لأول مــــرة عن عدد الألبان الموجودين في سورية (حوالى 140) الذين يحاربون مع الجماعات الاسلامية في مجموعتين بشمال سورية.
ومع نشر هذه المعلومات لأول مرة للرأي العام الكوسوفي وجهت «كوها ديتوره» نقداً حاداً للحكومة الكوسوفية برئاسة هاشم ثاتشي على صمتها المتواصل على ذهاب الشباب الكوسوفيين للقتال الى جانب المجموعات الاسلامية في سورية وانعكاس ذلك على كوسوفو عندما يعود هؤلاء الشباب الى موطنهم بروح جهادية وخبرة عسكرية .
وقـد تصادف انه في اليوم ذاته (13/4/2013) قامت جريدة «شكولي» المعروفة في ألبانيا المجاورة بفتح هذا الملف بالاعتماد على «مصادر أمنية كوسوفية». وأشارت الجريدة نقلاً عن مصدرها الى أن «العديد من مواطني كوسوفو يسافرون الى سورية لكي ينضموا الى المتمردين السوريين في القتال ضد نظام بشار الاسد». وتحدد «المصادر الامنية الكوسوفية» جامعين في كوسوفو (جامع ماكوفتــس في ضواحي بريشتينا وجامع متروفيتسا) يتم فيهما حشد وتجنيد الألبان لإرسالهم الى القتال في صفوف الجماعات الاسلامية. وبحسب تلك المصادر فإن «جامع ماكوفتس يقصده الاشخاص الذين يمكن أن يجندوا لأجل المشاركة في الحرب الدائرة في سورية».
ونظراً الى أن بعض المراقبين المحليين يربطون أو يتهمون الحزب الاسلامي الجديد («الحركة الاسلامية اتحد») بالتورط في ذلك فقد تواصلت الجريدة مع رئيس هذا الحزب أرسيم كراسنيتشي، الذي كان قد تبرع بالارض لبناء جامع ماكوفتس. ومع أن كراسنيتشي نفى تورط الحزب في «تجنيد» الشباب الالبان إلا أنه لم ينف حدوث ذلك بالقول «انهم يذهبون الى هناك برغبتهم وليس على شكل جماعات» مع تأكيده على «تأييد اولئك الذين يشاركون في القتال ضد نظام الرئيس بشار الاسد» .
لا شك أن فتح هذا الملف في يوم واحد في أشهر جريدتين في كوسوفو وألبانيا إنما يدل على نوع من القلق في الاوساط العلمانية من اتساع هذه الظاهرة وتأثيرها على الحياة السياسية والاجتماعية مع نمو الاسلام الســياسي الذي لا يجد ترحيباً من قبل «الاسلام الرسمي» الذي تمثله «الجماعة الاسلامية» التي تمثل المسلمين أمام الدولة وترعى شؤونهم الدينية والثقافية. وفي هذا السياق كان موقف «الجماعة الاسلامية» برئاسة الشيخ نعيم ترنافا يكتفي بالدعوة في خطب الجمعة الى التبرع للاجئين السوريين في تركيا وغيرها.
 
 
 
 
 

 


المصدر: مصادر مختلفة


السابق

مصدر رئاسي يمني لـ «الشرق الأوسط»: تعديل وشيك على حكومة الوفاق الوطني.... «القاعدة» تواصل السعي للاستيلاء على رداع.. والحوثيون يهجرون أسرة بكاملها في رازح.....وزير الخارجية الليبي: تفجير السفارة الفرنسية بطرابلس يحمل أصابع أجنبية.... سياسيون: الانتقال الديمقراطي في شمال أفريقيا متعثر.. وبعض دوله في مفترق الطرق... ....انطلاق الحوار الاجتماعي في المغرب اليوم وسط استياء الاتحادات العمالية وتوقع مقاطعته من بعض النقابات....«جهاديو» سيناء يعرّضون الأمن القومي المصري للخطر... إنتقادات للحكومة المصرية بسبب تسريعها وتيرة البحث عن القروض....قوات الأمن نشرت تعزيزات في بني سويف مع انتهاء المهلة لعودة فتاة مسلمة هربت مع مسيحي...«أزمة القضاة» المصري إلى التدويل ... و«التحرير» يطالب بإسقاط مرسي.... تغيير مرتقب لـ 8 حقائب وزارية و11 محافظاً وتعيين نائبين لرئيس الحكومة في مصر

التالي

ناجون من مجزرة الحويجة: قوات «سوات» انهالت علينا شتما مذهبيا فضربا.. ثم قتلا... بغداد: انتشار البشمركة قرب كركوك تطوّر خطير...المالكي يتهم أطرافا خارجية بـ«إثارة الفتنة الطائفية».. وسياسيون يحملونه مسؤولية ما يجري...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,321,692

عدد الزوار: 7,627,657

المتواجدون الآن: 0