تحذيرات عسكرية بريطانية: التدخل في سوريا قد يقود إلى حرب شاملة... وفد من معارضة الداخل السوري يصل إلى القاهرة لفتح قنوات بين الخارج والنظام.. الإعلان عن خطة تحرك مصرية ـ إيرانية لـ«حل سياسي مقبول» للأزمة

الأسد يسمح بتعويم الليرة بعد قرب نفاد الاحتياطي الأجنبي ونجاد يرى في سقوط النظام تهديداً لكلّ المنطقة....«الجيش الحر» يتقدم في ريف درعا واستمرار «معركة المطارات» في حلب وإدلب .....عميد سوري منشق يكشف عن تلقّيه أوامر باستخدام الأسلحة الكيمائية ضد الجيش الحر...طهران: واشنطن تسعى لإسقاط الأسد قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية....الولايات المتحدة لن تلجأ سريعاً الى الخيارات العسكرية ضد سوريا....خبير إسرائيلي: الغرب لا يعتبر القتل في سورية حراماً... بل «ذبح حلال»

تاريخ الإضافة الإثنين 29 نيسان 2013 - 2:25 م    عدد الزيارات 2648    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الأسد يسمح بتعويم الليرة بعد قرب نفاد الاحتياطي الأجنبي ونجاد يرى في سقوط النظام تهديداً لكلّ المنطقة
مجزرة سكود في حلب وتقدم كبير للجيش الحر في درعا
(ا ف ب، رويترز، "المستقبل")
يبدو أن معركة الحسم القادم من الجنوب بدأت تلوح في أفق الأزمة السورية عسكرياً من درعا، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الجيش السوري الحر الذي أعلن أمس سيطرته على كتيبتي الدفاع الجوي والرادار وسرية الإشارة في بلدة النعيمة من ريف المحافظة، مع استمرار نظام بشار الأسد في ارتكاب المجازر في الشمال حيث تتساقط صواريخ سكود الطويلة المدى التي أودى واحد منها أمس بعدد من الضحايا في تل رفعت في محافظة حلب.
وفي سوريا كذلك ولكن اقتصادياً، قال مصرفيون ومحللون إن مصرف سوريا المركزي تخلى إلى حد كبير عن جهوده الرامية إلى دعم قيمة العملة السورية بهدف حماية ما بقي لديه من احتياطيات النقد الأجنبي التي تأكلت من جراء الحرب الدائرة في البلاد.
وفي مؤشر على تزايد التخوف الإيراني من قرب سقوط نظام دمشق، حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من ان انتصار المعارضة في سوريا سيجلب موجة من عدم الاستقرار تمثل "تهديداً للمنطقة برمتها"، مجدداً دعم طهران لنظام الرئيس السوري.
ميدانياً، أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطر على كتيبتي الدفاع الجوي والرادار وسرية الإشارة في بلدة النعيمة بريف درعا، وقال ناشطون إن الثوار اقتحموا مطار أبو الظهور قرب إدلب وسيطروا على جزء منه.
وأفاد مراسل "الجزيرة" أن الجيش الحر يُحكم حصاره أيضا على كتيبة الخضر، كما بدأ في حصار اللواء الرابع والثلاثين مدرع التابع للفرقة التاسعة وقسم الأمن العسكري في المنطقة، وذلك في إطار ما سماها الجيش السوري الحر معركة "بركان حوران".
وقالت شبكة شام الإخبارية إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة قرية كدين بريف اللاذقية، كما شهدت مدينة حمص قصفا عنيفا من قبل طائرات النظام استهدف مزارع حي الوعر.
وقصف الطيران الحربي بلدة أبو الظهور بإدلب وسط اشتباكات عنيفة داخل مطار أبو الظهور العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام، كما تعرضت بلدة جوزيف بجبل الزاوية لقصف مدفعي.
وفي ريف درعا قصف الطيران الحربي بلدة النعيمة، وشهد محيط مفرزة الأمن العسكري في بلدة المسمية وفي محيط اللواء 34 اشتباكات عنيفة، وسط قصف بالمدفعية الثقيلة على محيط مناطق الاشتباك.
في هذه الأثناء، قصفت مقاتلات حربية سورية مواقع داخل مطار كويرس قرب حلب، عقب سيطرة الثوار على أجزاء منه.
وكان الجيش الحر أعلن أنه سيطر صباح أمس على مقر كتيبة الدفاع الجوي المكلفة بحماية المطار، ثم واصل اقتحامه المطار الذي شهد اشتباكات عنيفة.
من ناحية أخرى، أفادت شبكة شام في بيان بوقوع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون على حي برزة في العاصمة دمشق، وسط اشتباكات عنيفة في محيط الحي، كما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة في منطقة مساكن الحي.
وفي ريف دمشق، قصف الطيران الحربي مدن داريا ومعضمية الشام وبلدة العبادة، كما تعرضت مدن وبلدات دروشا وزملكا ويبرود والغوطة الشرقية لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، في حين شهد طريق الأوتوستراد الدولي قرب جسر النبك اشتباكات عنيفة.
وفي حمص قصفت قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون أحياء حمص المحاصرة وبساتين حي الوعر، وتعرضت بلدة الدار الكبير بريف حمص لقصف بقذائف الهاون.
وفي حلب تعرضت أحياء بعيدين ومساكن هنانو لقصف بالمدفعية، في حين دارت اشتباكات عنيفة في مطاري كويرس العسكري ومنغ العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام.
وقتل اربعة مدنيين على الاقل هم امرأتان وطفلان في انفجار صاروخ ارض ارض فجر الاحد في بلدة تل رفعت في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويؤكد انه يعتمد على شبكة من المراسلين والمصادر الطبية في كل سوريا للحصول على معلوماته، ان حصيلة الضحايا "يمكن ان ترتفع نظرا لوجود جثث تحت الانقاض".
وذكر المركز الاعلامي في حلب التابع للمعارضة والذي كان اول من نشر على موقع "يوتيوب" صور الدمار والقتلى، ان الصاروخ الذي اطلقه الجيش السوري هو من طراز سكود. وتسبب الصاروخ بسقوط عدد كبير من الجرحى وتدمير منازل. واشارت الهيئة العامة للثورة السورية ان عدد الجرحى ثلاثون.
وظهر في اشرطة فيديو بثها المرصد وناشطون رجال يزيلون انقاضا في الظلام ثم ينتشلون جثة طفل وسط صراخ بين حشد من الناس تجمعوا حولهم.
وفي ريف اللاذقية، تعرضت قرى عين القنطرة وشلف وعكو لقصف عنيف براجمات الصواريخ، كما قصف الطيران المروحي مصيف سلمى.
وكشفت صحيفة "صنداي تلغراف" عن معارك طاحنة تدور بين مقاتلين من المعارضة وقوات من النظام السوري من أجل السيطرة على مصنع كبير للأسلحة الكيماوية ما زال النظام السوري يهيمن عليه، ويسود الاعتقاد بأنه يمثل واحداً من النقاط الرئيسية المهمة لإمداد النظام بالأسلحة الفتاكة.
وبحسب التفاصيل التي انفردت بنشرها الصحيفة البريطانية، فإن المصنع الكيماوي يقع في بلدة السفيرة القريبة من حلب، حيث تدور معارك طاحنة بين مسلحي المعارضة وبين قوات النظام السوري التي تحارب بضراوة من أجل إبقاء سيطرتها على المصنع، فيما تحولت المناطق المحيطة الى ساحات خالية بعد أن تم تدمير كل شيء، ولم يعد من الممكن رؤية سوى مركبات عسكرية محروقة، أو مبان مهدمة.
ويصف كاتب التقرير كولن فريمان ما يجري في بلدة السفيرة حسبما نقل موقع "العربية"، بأنه "حرب غير عادية"، والسبب في ذلك أن من سينتصر في هذه المعركة سيسيطر على ما وراء الجدران المحصنة، وهو واحد من المصانع الرئيسية في سوريا التي تنتج الأسلحة الكيماوية، ومن بينها قنابل غاز السارين، وكذلك غاز الأعصاب القاتل، والذي يتخوف النظام من وقوعه في أيدي المعارضة لتتغير بذلك موازين القوى في المعارك التي تشهدها البلاد.
اقتصادياً، قال مصرفيون ومحللون إن مصرف سوريا المركزي تخلى إلى حد كبير عن جهوده الرامية لدعم قيمة العملة السورية بهدف حماية ما تبقى لديه من احتياطيات النقد الأجنبي التي تأكلت جراء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
وفي أول عامين بعد اندلاع الانتفاضة المناوئة للرئيس السوري في أوائل 2011 أجبرت الحكومة البنوك الخاصة على بيع احتياطياتها من النقد الأجنبي بأسعار حددتها السلطات. هذه الخطوة مكنت الحكومة من إبطاء وتيرة انخفاض قيمة الليرة السورية. لكن المصرف المركزي اضطر إلى تقليص احتياطياته لتلبية الطلب على الدولار الأميركي بأسعاره المصطنعة.
وبدأ المصرف المركزي هذا الشهر السماح للبنوك التجارية ومكاتب الصرافة المرخصة ببيع الدولار بالأسعار التي تريدها وهي خطوة محفوفة بالمخاطر من شأنها أن تقلل من استنزاف احتياطيات سوريا ولكنها قد تعرض عملتها لضغط نزولي جديد.
وقال سمير سيفان الخبير الاقتصادي السوري البارز الذي يعيش خارج بلاده ولكنه عمل في مؤسسات بحثية شبه حكومية بسوريا قبل الانتفاضة، إن السلطات خفضت قيمة الليرة بشكل متعمد من قبل ولكنها مضطرة الآن للوقوف مكتوفة الأيدي وترك العملة تهبط.
وتساءل سيفان كيف يمكن للسلطات أن تحمي الليرة في ظل انكماش الاقتصاد بأكثر من 50 بالمئة ونفاد موارد الدولة.
وقبل اندلاع الانتفاضة بلغ سعر صرف الليرة أمام الدولار نحو 46 ليرة. ولكن العملة السورية شهدت هبوطا حادا بعد العقوبات الدولية التي فرضت على الحكومة السورية والضرر الذي لحق بقطاع الصناعة في البلاد جراء القتال فضلا عن لجوء السوريين الذين تمكلهم الذعر إلى تحويل أموالهم للخارج.
ووصلت العملة السورية إلى أدنى مستوى لها الشهر الماضي عندما بلغ سعر صرفها 126 ليرة أمام الدولار وتم تداولها هذا الشهر في نطاق يراوح بين 115 و120.
وقبل بدء الانتفاضة كانت تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن حجم احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي السوري والتي تحيطها السلطات بسرية تامة، يبلغ نحو 18 مليار دولار.
وقال بعض العاملين في سوق الصرف الأجنبي في دمشق إنهم يعتقدون أن المصرف المركزي يراهن على أن السماح بالتداول الحر لليرة سيؤدي في النهاية إلى استقرارها. وقد يصل في النهاية إلى مستوى يتحقق فيه التوازن بين عرض وطلب الدولار مما يقلل من الحوافز التي تدفع الناس إلى المضاربة ضد العملة السورية في السوق السوداء.
وفي طهران، حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من ان انتصار المعارضة في سوريا سيجلب موجة من عدم الاستقرار تمثل "تهديدا للمنطقة برمتها"، مجددا دعم طهران لنظام الاسد، وفق تصريحات اوردها الموقع الالكتروني للرئاسة.
وقال احمدي نجاد ان "وصول مجموعة الى السلطة عن طريق الحرب والنزاع سيترجم استمرارا للحرب وعدم الاستقرار لفترة طويلة"، في اشارة الى احتمال انتصار المعارضة.
واضاف الرئيس الايراني خلال استقباله المستشار الخاص للشؤون الخارجية للرئيس المصري محمد مرسي، عصام الحداد الذي يزور طهران حاليا ان "عدم الاستقرار في سوريا سيهدد امن البلدان الاخرى في المنطقة وسيشكل تهديدا للمنطقة برمتها".
 
مدن سورية منسية «يتذكرها» التصنيف الماكر
الحياة..سوسن جميل حسن
نحن، المواطنين السوريين البسطاء، لا نعرف تعريفاً للمواطنة أكثر من إحساسنا الصادق بأن الوطن لنا، ونحن له، بعيداً عن التعريفات وكلام الكتب، والنظريات وعلوم السياسة والاقتصاد والاجتماع. نعرف أننا نعيش على هذه الأرض بذاكرة جمعية موغلة في القدم، وأننا كنا نلعب في طفولتنا في ساحات الحارات، وأمام البيوت، وكل واحد من الكبار في الحارة معني بأمنها وسلامة بيوتها وساكنيها وأطفالها، وكنا نتشارك في الحارات بالأعياد جميعاً. وكان الوطن كمفهوم مقدس يحتل وجداننا ونهب للدفاع عنه، بحماسة وإقدام على التضحية عندما يتهدده خطر خارجي. خاض أهلنا حروب تحرير، من أجل كرامة الوطن، فلماذا علينا التنازل عن حريتنا وكرامتنا؟ لماذا علينا أن نرضى بأن نكون وقود حرب تؤججها إرادات جبارة،؟ لماذا علينا أن نخدر كل مشاعرنا إلاّ الخوف الذي يتبارون في صنع مبرراته وتكريسه في حياتنا؟
لم يبقَ في سورية غير مدن قليلة، ولا أقول محافظات، لم تشتعل فيها حرب الأمد المفتوح. هذه المدن حضنت من نزحوا من أبناء هذا الوطن هاربين من الموت المحقق، تركوا وراءهم ماضيهم وما أسسوا خلال حياتهم وهم يحلمون، كحالة إنسانية، بالغد الذي لم تنبئهم العرافات بما يخبئ لهم. مواطنون سوريون لاذوا بإخوتهم بدافع من شعور صـــادق ومتأصل في وجدانهم، شعور الأخوّة الملزمة، هذه الأخوة لا تحتاج إلى عقود ومواثيق، لا تحتاج إلى ضمانات وشروط، تحتاج فقط إلى الإيمان بها. فنحن شعب، على رغم ما حفرت في نفوسنا العقود العجاف الماضية، وما عملت فيها أنظمـــة الفساد والقمع والترهيب والتغريب جاهدة في صوغنــــا كقطيع منــــزوع الهوية والفردية، إلاّ أن الثقــــافة المتأصلة في الذاكرة الجمعية بقيت تقاوم حتى اليــــوم، الثقـــــافة المرسومة بتاريخ من الإيمان بقيــم كانـــتـ ضـــامناً للّحمة المجتمعية والسلم والسلام الأهليين، حتــــى قبل أن تدخل كل التعريفات الحديثة قوامـــيسنا اللغوية وأحواضنا المعرفية، كان لدينا مجتمعات أهلية قبل المجتمع المدني الذي نحلم به، بما تحمل هذه الكلمة من حميمية وصدق، هي ما دفعــــت بشكل أساسي إخوتنا من المدن المنكوبة اللجـــوء إلينا، وليست اللاذقية إلاّ نموذجاً، اللاذقية ضاربة الجذور في التاريخ والرائدة في الحضارة الإنسانية، والمصابة بلعنة الحاضر لكونها مُسخت إلى تعريف وحيد: بلدة النظام، وهي التي بُخست حقها وظلمت أكثر من غيرها في ظل هذا النظام.
 حياة موازية للجميع
هذه المدن هي المدن المنسية، ففي ظل الحرب الشرسة غير المسبوقة، هناك حياة موازية تتخلق وتتمايز بكل اعتوارها وإصرارها على العيش، حياة تنبعث من رحم الآلام وعلى تخوم المقابر، هذه المدن ليست منسية فقط بل هي مغيبة، الإعلام لا يهتم إلاّ بساحات الحروب، كل طرف يطرح أمامنا جزءاً من الواقع، وجميعهم يغيّب الحقيقة.
الحالة السورية التي ابتدأت بثورة لها كل مبرراتها وأسبابها تُدفع باتجاه أزمة تريد لها النوايا المختلفة أن تستمر وتطول وتسخر لها ما استطاعت من أسباب الاستمرار.
صار الإنسان السوري نموذجاً للرهانات، تلتئم من أجله الجمعيات المدنية العالمية، والدول المانحة للمشاعر والعواطف، والمتبرعة بالصدقات، وتعقد المؤتمرات على مستويات متباينة تنتهي بقمم، ويطل علينا المحللون «الاستراتيجيون» ليثبتوا علينا ذاكرتنا، حتى لا يغيب عنا واقعنا ولا لحظة، فنحن يجب أن نبقى تحت قصف الصواريخ والمدافع المتفجرة والكلامية، لزوم الحرب، لكن المدن المنسية لا أحد يلتفت إليها، هذه المدن التي تأخذ الحياة فيها شكلاً آخر يشي بتشبث شعبنا بالعيش وبالوطن تحشر في الزوايا المعتمة، لا أحد يلتفت إلى آلامها ولا إلى مثالبها، لا أحد يريد أن يجعل ملامحها تظهر إلى النور، لا أحد يرتاح إلى ترفعها فوق آلامها، وهي تجلس فوق فوهة بركان نشط اسمه «جاييها الدور»، من أجل أن تفسح مجالاً لمهنيي حلب وحرفييها وصناعها ومبدعيها من أجل أن يطرزوا نسيج الحياة المجتمعية الساحلية بإبداعاتهم، وأن يعيشوا بقيمتهم الإنسانية، وأن يفتح أهلها، لمن لم يجدوا فرصتهم بعد، بيوتهم وأن يتقاسموا معهم الرغيف والألم والأمل إلى حين يلاقون فرصة العمل. العدسات المشهورة لا تلفتها شوارع اللاذقية المكتظة بالسيارات بعد أن تعرضت للاقتطاع من عرضها أو لأن تسد مداخلها أو مخارجها، على رغم ضيقها، لأسباب أمنية من كثرة فروع الأمن والمقرات الحزبية والدوائر الحساسة، كي تحميها من احتمال تفجير انتحاري أو سيارة مفخخة، ولا أن تتعطل الحياة بالوقوف المذلّ أمام حواجز التفتيش لساعات، وكأن الوقت جُرّد من جوهره، والزمن استبعد من مجال النشاط البشري.
هذه العدسات لا يغريها توثيق نشاطات حثيثة تصب في خانة اللهفة الإنسانية على الأخوة والوطن، تصوير واقع من هذا النوع يدخل فيروسات على كاميراتهم الرقمية الموصولة بالأقمار الاصطناعية التي لا تغيب ليلاً ولا نهاراً، فتعطل برامجها وتشلّ أداءها، كاميرات تبث صورها إلى أقمار لها السماوات كلها.
نحن في سورية لسنا فقط لاجئين نتعرض لكل أنواع العسف، تشحذ الدول التي لجأنا إليها على مأساتنا وكرامتنا، وليست نساؤنا وفتياتنا سلعاً معروضة في سوق النخاسة، ولسنا فقط مشردين طردتنا حرب شرسة خارج حدودنا فصار أطفالنا خارج احتمال العيش السليم، ولسنا فقط جنوداً نُدفع إلى الموت على أيدي بعضنا البعض، نحن شعب يريد أن يعيش، ومصمم على العيش، نحن سوريون كنا وسنبقى بفعل جيناتنا التي أثراها التاريخ، والثورة لا تنتهي بإسقاط نظام سياسي فقط. الثورة فعل مستمر تصنعه الرغبة في الحياة فيبقى جاهزاً لصون تلك الحياة، فلماذا يطمسون جانباً مشرقاً من حياتنا نحن السوريين؟
 * كاتبة سورية
 
النفط يتحول «ساحة صراع» بين المعارضين... ومصدراً لتحقيق ثروات خيالية
لندن - «الحياة»
توقع خبراء أن يتحول ملف السيطرة على آبار النفط في شمال شرقي البلاد ووسائل تكريره وتصديره إلى «ساحة صراع» بين القوى السياسية والكتائب المسلحة داخل المعارضة، مع احتمال لجوء النظام السوري إلى القوة العسكرية لحرمان معارضيه من مصدر تمويل إضافي.
وكان الاتحاد الأوروبي رفع جزئياً الحظر على قطاع النفط بما يسمح بتوفير مصادر تمويل للمعارضة، وربط عملية تصديره بموافقة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وانتقدت موسكو هذا القرار، في وقت وجهت الحكومة السورية رسالة إلى مجلس الأمن، اعتبرت فيها قرار السماح باستيراد مشتقات النفط عبر «الائتلاف» المعارض «عملاً عدوانياً». وأعلنت الحكومة أنها ستستخدم «القوة العسكرية» في منع حصول ذلك. وانخفض إنتاج النفط بنسبة 60 في المئة في العامين الماضيين، إلى نحو 150 ألف برميل يومياً.
وتقول مصادر متطابقة إن المعارضة تسيطر على نحو 70 في المئة من حقول النفط في شمال شرقي البلاد، ذلك أن قوات الحماية الشعبية التابعة لـ «الاتحاد الكردي الديموقراطي» تسيطر على قسم كبير من الحقول، فيما تسيطر كتائب «الجيش الحر» وجبهات إسلامية بينها «النصرة» على قسم آخر منها.
وقال الخبير الاقتصادي سمير سعيفان امس إن الكتائب المسلحة سيطرت على مجموعة من حقول النفط التي كانت تعود إلى شركتي «شل» و»توتال» في دير الزور في شمال شرقي سورية، قبل انسحابهما بسبب العقوبات الأوروبية في العام 2011. وتسيطر أيضاً على بعض حقول الحسكة والرقة في المنطقة نفسها، بما يعني سيطرتها على نحو 113 بئراً نفطياً. كما تُسيطر الكتائب المسلحة أيضاً على آبار تقع بين الميادين والبوكمال قرب الحدود مع العراق.
وأوضح سعيفان، في دراسة نشرها على صفحته في «فايسبوك» امس، أن المعارضة تسيطر تقريباً على آبار تنتج نحو مئة ألف برميل يومياً. وقال «لو افترضنا تصدير كمية 30 ألف برميل يومياً وبيعت بسعر 80 دولاراً للبرميل، حيث سعره العالمي اليوم نحو 100 دولار، فإن الإيرادات المحققة هي نحو 2.4 مليون دولار يومياً أي نحو 72 مليون دولار شهرياً اضافة إلى كميات تنتج وتباع محلياً، والتي لو بلغت 30 ألف برميل أخرى يومياً وبيعت محلياً بسعر 30 دولاراً للبرميل (يباع الآن محلياً بنحو 7 دولارات) فإنها تحقق إيراداً شهرياً يقدر بنحو 27 مليون دولار».
ويعتقد خبراء أن ربط الأوروبيين موضوع تصدير النفط بـ «الائتلاف» يرمي إلى التخفيف من سيطرة «النصرة» والحركات المتطرفة على الأرض ومصادر التمويل. ويتطلب ذلك خلق جهاز تنفيذي، الأمر الذي عزز فرص دعم الحكومة الانتقالية التي يعمل غسان هيتو على تشكيلها وضرورات التعاون مع «الجيش الحر».
وأشار سعيفان إلى أن «المشتري الأول» المحتمل للنفط السوري، ستكون مصفاة باتمان توبراس في تركيا، الأمر الذي يتطلب نقل النفط بصهاريج لمسافة عشرات الكيلومترات وعبورها من بوابة تل ابيض على الحدود مع تركيا. وأوضح أن «تصدير 30 ألف برميل نفط يومياً يعني أن نحو 166 صهريجاً تقريباً، ستسير على الطرقات يومياً بين حقول النفط ونقطة التسليم في تل أبيض الحدودية».
وكان رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس قال لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية انه يسعى للحصول على دعم لتشكيل جيش معتدل يضم نحو 30 ألف مقاتل يواجه «النصرة» ويكون قادراً على حماية حقول النفط والسيطرة على نقاط العبور والنقل للنفط، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب نحو 40 مليون دولار شهرياً.
وتحدث الخبير الاقتصادي عن وجود «لاعبين كثر» سيتنافسون على موضوع النفط بدءاً من العشائر التي تسيطر على الآبار والكتائب المسلحة وبعض المقربين من النظام السوري. إذ دخل رجال أعمال محليون على خط إنتاج النفط وتصديره، عبر شراء مصافي نفط صغيرة لتكرير النفط الخام وبيعه محلياً، ما در أرباحاً كبيرة على من يسيطر على الآبار وأصحاب المصافي.
وكانت الحكومة السورية وافقت في شباط (فبراير) الماضي على إبرام عقود مع شركات لحماية منشآت وخطوط نقل النفط الخام والمشتقات النفطية وقوافل نقل النفط. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير النفط سليمان عباس قوله إن «إجراءات الحماية التي اتخذتها الوزارة لحماية المنشآت النفطية وفق الآلية الحالية لم تحقق الهدف المطلوب والغاية المرجوة ما استدعي إعادة النظر في هذه الآلية واتخاذ إجراءات حماية تعد أكثر جدوى وفاعلية».
وقدرت مصادر مستقلة أن تكون حصة الشركات نحو 5 في المئة من عائدات النفط، مشيرة إلى أن «تفاهمات» حصلت على الأرض بين السلطات والمعارضة لتمرير نفط من آبار تقع تحت سيطرة الكتائب المعارضة إلى مصفاتي النفط في حمص وسط البلاد وبانياس غرباً. وكانت «هيئة الشام الإسلامية» أصدرت فتوى، تضمنت أن «الأموال العامة ملك لجميع أفراد المجتمع، لا يجوز لأحد الاستيلاء عليها أو الاستئثار بها دون سائر الناس».
 
مأزق جماعة الإخوان المسلمين في سورية
الحياة..محمد سيد رصاص
 في التاريخ السياسي السوري الحديث، من يخسر في المرة الأولى لا يستطيع ربح الجولة الثانية إن حاول خوضها (الهاشميون 1920 - أديب الشيشكلي 1954 - بعث القيادة القومية 1966 – بعث صلاح جديد 1970 - عبدالحليم خدام 2005). في نهاية شهر شباط 1982 (فبراير)، خسرت جماعة الإخوان المسلمين جولة من الصراع الدامي مع السلطة السورية بدأت في يوم 16 حزيران 1979 (يونيو) مع مجزرة مدرسة المدفعية بحلب التي ارتكبتها «جماعة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين». ذهبت عشرات الآلاف من القتلى في ذلك الصراع الدموي، وبسببها وفي ظلها جرى ضرب كل القوى السياسية المعارضة، ومن خلالها وعبر نتائجها قامت السلطة بإجبار المجتمع السوري على صيام عن السياسة لم يكسره إلا يوم الجمعة 18 آذار (مارس) 2011 مع اندلاع الأزمة السورية من خلال ما جرى في مدينة درعا ذلك اليوم.
حاولت الجماعة لملمة جراحها من خلال تفاوض مع السلطة جرى على جولتين في 1984 و1987، ثم بأشكال غير مباشرة في1996-1997، وعندما بدأ العهد الجديد في يوم 10 حزيران 2000 كان موقف (الإخوان المسلمين) أكثر اعتدالاً من باقي أطراف المعارضة، ولم يبدأوا التشدد في موقفهم إلا مع بيان 3 نيسان (ابريل) 2005، في أجواء أزمة السلطة السورية بلبنان، قبل أن يدخلوا في «إعلان دمشق» (16 تشرين أول 2005) ثم يديروا الظهر للإعلان ويذهبوا في 2006 للتحالف مع نائب الرئيس المنشق عبد الحليم خدام، وبعدها ليقوموا بعد أن أوصلهم تحالفهم مع خدام إلى اللامكان السياسي بإعلان تجميد معارضتهم للسلطة السورية في شهر كانون ثاني (يناير) 2009 أثناء حرب غزة.
كان مفاجئاً وخارج السياق إعلان المهندس رياض الشقفة، المراقب العام للجماعة، عن «دور فاعل» للإخوان في الحراك السوري بعد مضي أقل من أسبوعين على بدئه، وهو الذي كان مثل السيل العفوي الذي اجتاح بشكل مفاجئ مجرى نهر قديم توقف عن الجريان تسعة وعشرين عاماً، الشيء الذي أربك وفاجأ السلطة والمعارضة معاً، من حيث كونه مجهولاً بملامحه ومحمولاته ومساراته، وهو يختلف عن أحداث 1979-1982، التي كانت حراكاً لفئات وسطى مدينية في حلب وحماة واللاذقية مع بعض بلدات محافظة ادلب، من زاوية أنه إذا استثنينا مدن درعا وحمص وحماة فقد كان في فترة2011-2013 حراكاً في الريف السني السوري، في حوران وريف دمشق وأرياف حمص وحماة وإدلب وحلب ودير الزور، الذي كان واقفاً مع السلطة ضد (الإخوان) في أحداث 1979-1982.
على الأرجح، كان تدهور الزراعة السبب، مع ليبرالية الإجراءات الاقتصادية في فترة 2001-2010، كما أن الاقتصاد هو السبب في عدم تحرك مدن حلب ودمشق والرقة ضد السلطة خلال عامين كاملين من بدء الحراك السوري، وما جرى في حلب ودمشق منذ تموز (يوليو) 2012 كان حراكاً مسلحاً دخل إليهما من الأرياف، وهو ما ينطبق على الرقة في شهر آذار2013، التي أتاها المسلحون من أرياف دير الزور وحلب.
عندما تأدلج الحراك السوري وتسلح، لم يأخذ الفعل العسكري المسلح المعارض في تعبيراته الأقوى أشكالاً إخوانية، بل سلفية - جهادية مع «جبهة النصرة» وسلفية مع «كتائب أحرار الشام»، وكان أضعفه من ارتدى العباءة الإخوانية في «لواء التوحيد» و«كتائب الفاروق». هذا شيء ملاحظ أيضاً في مصر عندما يستند السلفيون، بخلاف الحركة الإخوانية ذات الطابع المديني أساساً، إلى قاعدة ريفية أو إلى فئات آتية حديثاً من الأرياف إلى الضواحي العشوائية للمدن، وهو ما يلاحظ أيضاً في تونس. وحتى عندما أظهرت حماة وحمص ودير الزور في عام2011 حراكاً مدينياً سلمياً، فإن جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن تنجر منذ خريف عام2011 للعمل المسلح، لم تستطع جعله يرتدي عباءتها بعيداً من طابعه العفوي أو عن محاولة البعض الآخر من التنظيمات الجديدة في «التنسيقيات» تحريكه وتأطيره وتنظيمه.
هذه الصورة جعلت جماعة الإخوان المسلمين السورية تنظيماً خارجياً من حيث الواقع الفعلي في فترة أزمة 2011-2013، وليس مستنداً إلى أرضية اجتماعية صلبة في الداخل السوري: حاولت الجماعة القفز على هذا الواقع من خلال علاقاتها الإقليمية مع إسطنبول والدوحة، وفي ظل أجواء من اتفاق التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين مع واشنطن في مرحلة ما بعد سقوط حكم الرئيس المصري حسني مبارك، أثمر تعبيد الطريق أمام الجماعة للوصول للسلطة في تونس والقاهرة. كانت هيمنة الجماعة على «المجلس الوطني السوري» (2 تشرين أول 2011) و «الائتلاف الوطني السوري» (11 تشرين ثاني 2012)، ترجمة لتلك الوقائع الاقليمية - الدولية وليس تعبيراً عن وقائع تعطيها هذا الحجم على الأرض السورية.
منذ البدء، كان هناك حذر أميركي من تلك الهيمنة الإخوانية، ربما بسبب خصوصية الوضع السوري: قبيل ثلاثة أيام من تشكيل «المجلس الوطني» في إسطنبول، أتى السفير الأميركي روبرت فورد إلى مكتب المنسق العام لـ «هيئة التنسيق» بدمشق، حسن عبد العظيم، طالباً مشاركة الهيئة في المحادثات التي كانت بدأت للتو عند البوسفور من «أجل تخفيف الطابع الإسلامي للكيان السياسي السوري الجديد المعارض»، وهو ما كانت قد سبقته محاولة فاشلة برعاية قطرية في الدوحة في بداية شهر أيلول لتشكيل كيان، سمي أيضاً الائتلاف، شارك في تشكيل جنينه كل من (الهيئة) و(الاخوان) و(اعلان دمشق)، قبل أن يموت الجنين نتيجة رفض الأخيرين طلب الهيئة بتضمين النص «رفض التدخل العسكري الخارجي» و «رفض العنف». هذه المحاولة لتفادي أو تخفيف الهيمنة الإخوانية على «المجلس»، الناتجة عن عامل تركي- قطري، حاولها روبرت فورد من جديد عام 2012 مع تشكيل «الائتلاف» وفشلت.
في خريف 2012، كان هناك في خلفية تفكير مسؤول الملف السوري في الإدارة الأميركية، السفير فورد، حادثة مقتل السفير الأميركي في بنغازي، التي أظهرت حصاداً للمتغيرات العربية لم تكن تتوقعه واشنطن لما وضعت البذار مع تدخل الناتو في ليبيا في آذار2011 قبيل عام ونصف من حادثة بنغازي، وكان هناك غيوم الفشل الإخواني التي بدأت بالتجمع في أجواء القاهرة وتونس. أضف إلى هذا وذاك، في التفكير الأميركي، واقع الاتفاق الأميركي-الروسي الذي بدأت ملامحه في (بيان جنيف) الصادر في 30 حزيران 2012 وحاجة الولايات المتحدة إلى جسم تفاوضي سوري معارض رأت واشنطن بأن «المجلس»لا يستطيع إنتاجه، ما جعلها تفكر في إنشاء «الائتلاف».
خلال ستة أشهر مضت من عمر «الائتلاف»، كان هناك عرقلة إخوانية للجهد الأميركي، الذي كانت مبادرة الشيخ معاذ الخطيب بمثابة جس نبض وميزان حرارة لقياس استعداد «الائتلاف» للتسوية أكثر منها مبادرة موجهة للسلطة، وهذا ما أنشأ هوة أميركية - إخوانية كان يسدها سابقاً الجسر التركي-القطري، الأمر الذي، على ما يبدو، لم يعد قائماً أو فعالاً في عام 2013، وينذر بانقلاب الطاولة فوق رأس الجماعة، التي في ظل اصطدام تجربتها المصرية بالحائط وفي ظل تباعد الخليج (ما عدا قطر)عن الاخوان، فإن الأجواء أمامها لا توحي بإمكانية تكرار تجربة مرسي والغنوشي في دمشق.
 * كاتب سوري
 
المعارضة تسعى لتحييد الدفاعات الجوية جنوباً... والمطارات شمالاً
لندن - «الحياة»
بيروت، طهران، دمشق، عمان - أ ف ب، رويترز، ا ب - أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، عن خشيته من سقوط النظام، معتبرا أن انتصار المعارضة السورية سيقود الى عدم الاستقرار ويمثل «تهديداً للمنطقة برمتها». وتركزت المعارك أمس على تحييد الدفاعات الجوية في جنوب سورية خصوصاً في منطقة درعا الحيوية وعلى المطارات الشمالية التي ستحرم النظام من قدرات ضرب مناطق آمنة قد تكون مقراً للحكومة الموقتة التي قد تشكلها المعارضة.
وحذّر رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز الحكومة من أن التدخل في سورية، رداً على استخدام أسلحة كيمياوية، يخاطر بجر القوات البريطانية إلى «حرب شاملة». وقال لصحيفة «صاندي تايمز» انه يعتقد بأن أي رد عسكري على استخدام النظام الأسلحة الكيماوية «يجب أن يكون على نطاق واسع لتحقيق النجاح».
في الوقت نفسه واصل «الجيش الحر» امس تحقيق مكاسب في معركتي «تحييد المطارات» في شمال البلاد وشمال غربها وتحييد الدفاعات الجوية في الجنوب عبر عملية «بركان حوران» بين الحدود الاردنية ودمشق، في وقت اغارت طائرات حربية على حي جوبر في العاصمة، وتمكن اكثر من ثمانين سجيناً متهما بـ»الارهاب» من الفرار من سجن في شمال شرقي البلاد.
ودارت امس اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة في محيط ثلاثة مطارات عسكرية خاضعة للحصار منذ اشهر. وفي وقت كانت طائرات حربية تقصف محيط مطار ابو الضهور العسكري في ريف ادلب توجه رتل عسكري من مؤسسة معامل الدفاع في منطقة السفيرة في شرق حلب باتجاه أبو الضهور لـ «فك الحصار» عنه.
وواصل «الجيش الحر» معاركه للسيطرة على مطاري منغ وكويرس في ريف حلب بعد يوم من السيطرة على سرية للدفاع الجوي التي تحمي كويرس وعلى كتيبة العقلمية الحامية لمطار منغ قبل ايام.
وفي الجنوب سيطر «الجيش الحر» على كتيبة الرادار قرب النعيمة بعد تحرير كتيبة الإشارة بين بلدتي النعيمة وصيدا والسيطرة عليها بالكامل أول من أمس. وقال معارضون امس ان هذه المكاسب تمثل «الثمرة الثانية لمعركة بركان حوران» التي بدأت الجمعة. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط اللواء 34 ومركز الاستخبارات العسكرية في بلدة المسمية في ريف درعا.
وفي الجانب الاقتصادي الحيوي توقع خبراء أن يتحول ملف السيطرة على آبار النفط في شمال شرقي البلاد ووسائل تكريره وتصديره إلى «ساحة صراع» بين القوى السياسية والكتائب المسلحة داخل المعارضة، مع احتمال لجوء النظام السوري إلى القوة العسكرية لحرمان معارضيه من مصدر تمويل إضافي.
وقالت مصادر مطلعة إن المعارضة تسيطر على نحو 70 في المئة من حقول النفط في شمال شرقي سورية. وأن قوات الحماية الشعبية التابعة لـ «الاتحاد الكردي الديموقراطي» تسيطر على قسم كبير من الحقول، فيما تسيطر كتائب «الجيش الحر» وجبهات إسلامية بينها «النصرة» على قسم آخر منها. واوضحت ان المعارضة يمكن ان تستفيد من نحو 113 بئراً نفطياً يمكن ان تُنتج نحو مئة ألف برميل يومياً قد تصل ايراداتها الى نحو 2.4 مليون دولار يومياً أي نحو 72 مليون دولار شهرياً.
ويعتقد أن «الزبون الأول» المحتمل للنفط السوري، ستكون مصفاة باتمان توبراس في تركيا، الأمر الذي يتطلب نقل النفط بصهاريج لمسافة عشرات الكيلومترات وعبورها من بوابة تل ابيض على الحدود مع تركيا. ويبدو ان «لاعبين كثر» سيتنافسون على موضوع النفط، بدءاً من العشائر التي تسيطر على الآبار، والكتائب المسلحة وبعض المقربين من النظام.
 
 
«الجيش الحر» يتقدم في ريف درعا واستمرار «معركة المطارات» في حلب وإدلب
لندن - «الحياة»
حقق «الجيش الحر» مكاسب عسكرية إضافية في حملة «بركان حوران» بعد سيطرته على كتيبة الرادار قرب بلدة النعيمة أمس بين حدود الأردن ودمشق التي أغارت أمس طائرة حربية على أحد أحيائها. في وقت، استمرت «معركة تحرير المطارات» التي أطلقتها المعارضة في ريفي حلب وإدلب في شمال سورية وشمال غربها. وسقط العشرات بين قتيل وجريح مع انفجار صاروخ سكود في ريف حلب.
وقال نشطاء معارضون أمس إن «الجيش الحر سيطر على كتيبة الرادار قرب النعيمة بعد تحرير كتيبة الإشارة بين النعيمة وصيدا والسيطرة عليها بالكامل» أول من أمس، وأشاروا إلى إن هذه كانت «الثمرة الثانية لمعركة بركان حوران» التي بدأت الجمعة. وبث معارضون فيديو، أظهر مقاتلي الكتائب المسلحة داخل الكتيبة ومدرعات تحترق وجثثاً لجنود نظاميين، إضافة إلى معدات وذخائر، وقال أحدهم: «بعض مقاتلي الجيش النظامي انسحبوا بعد اشتباكات عنيفة».
من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط اللواء 34 ومركز الاستخبارات العسكرية في بلدة المسمية.
وكانت المعارضة سيطرت في اليوم الأول لـ «بركان حوران» على كتيبة الإشارة قرب بلدة صيدا، وهاجم مقاتلوها «كتيبة الخضر» بين داعل وعتمان، وحاصروا النقطة ٦٧ قرب قرية ندى عند الحدود الأردنية وقصفوا السرية العسكرية الثالثة بين قريتي أم ولد والكرك التابعة لمطار الثعلة العسكري. كما قصف «الجيش الحر» الفوج ١٧٥ في بلدة ازرع وتل عرار قرب داعل التي كانت خضعت لسيطرة المعارضة قبل أسابيع. وأفاد المرصد أن مواطناً من مدينة انخل قتل أمس «تحت التعذيب من القوات النظامية».
وفي دمشق، قصفت طائرات حربية محيط بلدة داريا في الطرف الجنوبي للعاصمة وبلدة دروشا بين دمشق وهضبة الجولان، في وقت استمرت الاشتباكات في حي برزة البلد في الطرف الشمالي للمدينة، ترافقت مع سقوط قذائف على الحي. وقال المرصد إن طائرة حربية «شنت غارة على أطراف حي جوبر» في الطرف الشرقي لدمشق، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة، علماً أن الاشتباكات كانت شديدة في اليومين الأخيرين في برزة البلدة وجوبر.
وفي الدائرة الأوسع لدمشق، شنت طائرات حربية غارات على مخيم السبينة، كما قامت القوات النظامية بـ «حرق ممتلكات المواطنين في منطقة عقربا» في وقت قصفت جارتها زملكا في الغوطة الشرقية. وقال المرصد إن أصوات تفجير عبوات ناسفة سمعت في قدسيا في غرب دمشق. وأفادت وكالة «سانا - الثورة» أن مقاتلي «الجيش الحر» قصفوا أمس تجمعات لموالين في مستشفى تشرين العسكري في ريف العاصمة.
وفي إدلب، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة داخل أسوار مطار أبو الضهور العسكري الذي يحاضره مقاتلو «الجيش الحر» منذ أشهر، تحت قصف جوي من قبل قوات النظام. ونقل المرصد عن شهود عيان قولهم أمس إن رتلاً من القوات النظامية خرج أمس من مركز مؤسسة معامل الدفاع في منطقة السفيرة في شرق حلب باتجاه أبو الضهور لـ «فك الحصار» عنه.
وتزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل مطار كويرس العسكري في ريف حلب، ذلك في محاولة من «الجيش الحر» للتقدم باتجاه السيطرة عليه، ذلك في وقت استمرت المحاولات أيضاً لاقتحام مطار منغ في ريف حلب. وكانت المعارضة أعلنت «معركة تحرير المطارات» في ريفي حلب وإدلب، وسيطرت على مطار تفتناز وحاصرت مطارات منغ وكويرس وأبو الضهور من دون السيطرة الكاملة على أي منها.
وأفاد المرصد عن سيطرة مقاتلين من كتائب مقاتلة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين عند مدخل حلب الشمالي بعد معارك استمرت لشهور عدة. وتعرضت بلدة تل رفعت للقصف من القوات النظامية، فيما قتل عدد من عناصر الجيش النظامي في اشتباكات مع المعارضة في حي صلاح الدين في داخل مدينة حلب.
وأوضح المرصد أن صاروخ أرض - أرض سقط فجر أمس في بلدة تل رفعت «ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل هم سيدتان وطفلان»، فيما أفاد المركز الإعلامي في حلب أن صاروخاً أطلقته قوات النظام أدى إلى تدمير منازل وسقوط قتلى، قدرت «الهيئة العامة للثورة» عددهم بنحو ثلاثين شخصاً. وقال إن بين الضحايا طفلتين وأمهما. وبث نشطاء فيديو أظهر جثثاً وأشلاء الضحايا ومحاولات لإزالة الدمار في تل رفعت.
وفي غرب سورية، ألقى الطيران المروحي عدداً من البراميل المتفجرة على جبل الأكراد في ريف اللاذقية. وأفادت وكالة «شام» الإخبارية التابعة للمعارضة أن قوات النظام أغلقت أمس مداخل مدينة حماة «مع فرض حظر للتجول في معظم أحياء المدينة وانتشار أمني»، ذلك بعد فتح «الجيش الحر» معارك عسكرية في مناطق في حماة شهدت هدوءاً لفترة طويلة.
 
عميد سوري منشق يكشف عن تلقّيه أوامر باستخدام الأسلحة الكيمائية ضد الجيش الحر
المستقبل...(أ ف ب، أ ش أ, رويترز، يو بي أي)
لا تزال قضية استخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي ضد المعارضة مفتوحة على تطورات عدّة ومواقف من دون تسجيل إجراءات ملموسة ضد النظام، فيما تبدو إسرائيل متخوفة من حصول "حزب الله" على جزء من مخزون الأسد من هذا السلاح، وسط تحذيرات من أن توغل الحزب أكثر في الأزمة السورية سوف ينعكس سلباً على لبنان خصوصاأ.
ميدانياً، يتواصل القتل اليومي أمام أعين المجتمع الدولي، وصف تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حول الوضع في سوريا بأنه أصبح كارثياً.
السلاح الكيميائي
وقال العميد المنشق زاهر الساكت الرئيس السابق لفرع الكيمياء في الفرقة الخامسة في قوات النظام السوري إن أمراً صدر باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الجيش الحر في إحدى المعارك في بصرى الحرير.
وأكد العميد الساكت، في تصريح خاص لقناة "العربية" الإخبارية أمس، أنه استبدل هذه المواد الكيميائية بماء الجافيل غير القاتل.
وفي سياق متصل، اتهم المعارض السوري كمال اللبواني نظام بشار الأسد بأنه يمتلك 1200 طن من السلاح الكيميائي، منها 700 طن من غاز السارين، و200 طن من غاز الخردل.
وقال اللبواني في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن هذه الأسلحة وزعت على عدة مناطق في سوريا وتقع في أيدي شبيحة النظام، محذراً من استعمال هذا السلاح، ومشيراً إلى أن تجاوز الخطوط الحمر واستخدام هذه الأسلحة سيؤدي إلى كوارث حقيقية ومجازر.
وأضاف اللبواني أن هناك لدى المجتمع الدولي 3 خطوط حمر، هي الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والجرائم ضد الانسانية، موضحاً أن النظام السوري تجاوز خطين منهم، وهما المجازر ضد الإنسانية والسلاح الكيميائي.
وتابع: "نحن متأكدون أن النظام استخدم السلاح الكيميائي في أكثر من موقعين، إذ إن هناك أدلة مثبتة بالأعراض والعينات دخلت قوى استخباراتية غربية وأخذت عينات منها لأنفسها، وإذا تغاضى المجتمع الدولي عن ذلك فإنه سيتغاضى كذلك عن الإرهاب أيضاً.
وطالب وزير خارجية النروج إسبن بارت آيداه، الحكومة السورية بالسماح لبعثة خبراء الأمم المتحدة بالتحقيق في المزاعم المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في بعض المناطق، مشيراً إلى وجود فريق مستعد للتوجه إلى سوريا ولكن السلطات السورية لم توافق حتى الآن على قيامه بهذه المهمة.
وقال بارت آيداه: "إن الإدعاءات الجديدة باستخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا على مدى العامين الماضيين تعتبر أمراً مثيراً للقلق لأن استخدام الأسلحة الكيميائية يشكل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني ويجب إدانته بشدة".
وأضاف "أن المجتمع الدولي ملتزم بالتأكد من جميع الحالات التي يثار فيها شكوك حول استخدام الأسلحة الكيميائية"، منوهاً بأن هذا الأمر ينطبق بالأساس على مدينتي حلب وحمص. وأكد ضرورة السماح لفريق خبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى هذه المناطق من أجل التأكد من حقيقة هذه الشكوك، مشيراً إلى أن تقرير هذا الفريق سيكون الأساس عند بحث مجلس الأمن الدولي للوضع الحالي في سوريا.
وشدد وزير الخارجية النروجي على أن استخدام الأسلحة الكيميائية له آثار خطيرة على حياة السكان المدنيين في المناطق المصابة، مؤكداً ضرورة حشد المجتمع الدولي من أجل العمل على حظر إنتاج هذه الأسلحة أو انتشارها.
وحذر الوزير الإسرائيلي عمير بيرتس من مخاطر حصول "حزب الله" على أسلحة كيميائية"، مشدداً على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك.
ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل" أمس عن بيرتس في مستهل جلسة لمجلس الوزراء الاسبوعية قوله إنه على إسرائيل العمل بشكل فعلي إذا ما حصلت منظمات كحزب الله على أسلحة كيماوية. وأضاف أنه كان يجب على الأسرة الدولية التدخل في سوريا منذ مدة طويلة إزاء الفظائع التي ترتكب يومياً ويسقط خلالها مئات المدنيين.
وعلى الرغم من كل الدلائل، وصف نظام الأسد السبت التصريحات الأميركية حول استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية بأنها "محض افتراء".
وقال وزير إعلام النظام السوري عمران الزعبي في حديث الى تلفزيون "روسيا اليوم" "استطيع أن أؤكد أن كل ما قاله الوزير الأميركي (وزير الدفاع تشاك هيغل) والحكومة البريطانية يفتقد الى المصداقية وهو محض افتراء وأسلوب جديد من الضغط السياسي والاقتصادي على سوريا".
وقال إن هذا الكلام "مفبرك ومزور". وأضاف الزعبي الذي يقوم بزيارة لموسكو، بحسب مقطع صوتي منشور على الموقع الالكتروني للتلفزيون، "أود أن أشدد مجدداً على أن سوريا، لو كانت لديها أسلحة كيميائية، لن تستخدمها، ليس فقط لأنها تحترم الأعراف الدولية وقواعد الحرب، بل لاعتبارات إنسانية وأخلاقية".
ورفضت دمشق استقبال فريق التحقيق الدولي الذي شكل في آذار بعد أن طلب بان كي مون بأن يسمح له بالتنقل على كل الأراضي السورية، بينما تريد السلطات السورية منه أن يحقق فقط في عملية سقوط صاروخ قالت إنه يحمل سلاحاً كيميائياً في بلدة خان العسل في ريف حلب. ويتبادل النظام السوري والمعارضة المسلحة الاتهامات بإطلاق هذا الصاروخ وغيره في مناطق أخرى في ريف دمشق وحمص.
وذكر الزعبي في حديثه الى "روسيا اليوم" بأن سوريا هي التي طلبت "رسمياً" من الأمم المتحدة التحقيق في حادثة خان العسل "التي استخدمت فيها المجموعات الإرهابية المسلحة مادة كيميائية ما".
ووصف هذا الطلب بأنه "مسؤول وشجاع، ويعبر عن سياسة سورية تجاه كل هذا النوع من الأسلحة سواء كانت لدى المجموعات المسلحة أو لدى الاسرائيلي أو لدى أي دولة مجاورة".
إلا أنه أكد أن الحكومة السورية "لا تثق على الإطلاق بالأميركيين والبريطانيين لا بالمعنى السياسي ولا بمعنى الخبرات ولا بمعنى الأهداف المرجوة من هذا الافتراء"، مرحباً في المقابل بحضور خبراء من روسيا "الصديقة".
مخاوف على لبنان
وفي انعكاسات الأزمة على لبنان ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أمس أن جماعات لبنانية على طرفي النقيض مع المسار السياسي في دولتهم بدأت تمارس دوراً أكثر علنية في الأزمة السورية، مما يجعل سياسة لبنان الحيادية تجاه الصراع لمدة عامين تتغير ويعف عليها الزمن ويهدد حالة الاستقرار الهش في هذه الدولة العربية.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أنه على الرغم من أن "حزب الله" يعترف بأنه يمارس دوراً محدوداً في حلبة القتال على الساحة السورية، يقول ثوار سوريا ومحلل قريب من الحزب التي يعتبر حليفاً طويل الأمد لبشار الأسد انه كثف من مستوى عملياتا داخل سوريا في الاونة الاخيرة حيث اضاف قوة نيران ضخمة للهجوم العسكري السوري الجاري لاستعادة مناطق حدودية مهمة استراتيجياً من أيدي الثوار.
وأضافت الصحيفة أن هذا الدور آثار رد فعل عنيف من قبل خصوم "حزب الله" من الطائفة السنية داخل لبنان الذين يعيشون فى الهامش حتى الآن حيث قام شيخان الأسبوع الماضى بدعوة أتباعهم من السنة الى الذهاب الى سوريا لمقاتلة حزب الله والوقوف بجانب ثوار سوريا.
وتابعت الصحيفة الأميركية أن الحرب الأهلية السورية تتوغل حتى الآن بعمق داخل لبنان المتنوع دينياً، حيث يعيش فيه ما يزيد على 60 في المئة من سكانه مسلمون، وتنقسم تقريباً بين السنة والشيعة غير أن خبراء سياسيين قالوا إن جماعة حزب الله التي تتدخل بشكل متنامٍ في الصراع السوري تفاقم توترات خطيرة تندلع بصورة دورية نتيجة اشتباكات طائفية.
وأشارت الصحيفة الى قول نشطاء في المعارضة السورية وخبراء سياسيين إلى أن "حزب الله" تدخل في الحرب السورية الى حد ما منذ ما يزيد على عام كامل رغم مزاعم الحركة بأن أعضائها يقومون فقط بحماية الشيعة في الجانب اللبناني للحدود.
واختتمت الصحيفة فى تقريرها قائلة إن حالة الانجذاب العامة المتزايدة فى لبنان للحرب السورية والجدال الواسع النطاق في وسائل الإعلام والرسائل حول مشاركة "حزب الله" فى الحرب قد يعرض لبنان لرد فعل اقليمي عنيف إذا قرر ثوار سوريا ودول الخليج العربي التي تدعمهم الى استهداف جماعة "حزب الله" على أرضه.
نتنياهو
إذاعة الجيش الاسرائيلي ذكرت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طلب من وزرائه ألا يدلوا بتصريحات علنية حول سوريا لعدم إعطاء الانطباع بأن اسرائيل تضغط على المجتمع الدولي للتدخل في هذا البلد.
وقد أصدر نتنياهو هذه التعليمات على إثر تصريحات لنائب وزير الخارجية زئيف الكين دعا فيها الجمعة الى تحرك عسكري للمجتمع الدولي من أجل "السيطرة على ترسانات الأسلحة الكيميائية السورية".
واضافت الإذاعة أن نتنياهو يريد تفادي تفسير تصريحات الكين على أنها وسيلة ضغط تستخدمها اسرائيل لدفع الولايات المتحدة الى شن عملية عسكرية في سوريا.
واعتبرت المعلقة السياسية لاذاعة الجيش "ان التردد الاميركي في الايام الاخيرة في شأن الملف السوري يثير قلقاً في اسرائيل".
وأضافت المعلقة "إن لم يحترم (الرئيس الأميركي) باراك أوباما الخطوط الحمر التي حددها بنفسها ولا يتدخل عندما يستخدم (الرئيس السوري) بشار الأسد أسلحة كيميائية ضد مدنيين، تعطي واشنطن إشارات ضعف قد تكلفها كثيراً بعد ذلك في سوريا، وأيضاً في الملف النووي الإيراني".
تطورات ميدانية
ميدانياً، ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن صاروخ أرض ـ أرض سقط فجر أمس في بلدة تل رفعت شمال سوريا ما أدى الى مقتل أربعة مدنيين على الأقل هم سيدتان وطفلان.
وقال معارضون للنظام السوري في المركز الإعلامي في حلب إنه صاروخ سكود أطلقه جيش النظام. وأدى الصاروخ الى سقوط عدد كبير من الجرحى أيضاً وتدمير عدة منازل.
وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية التي تضم ناشطين، عن سقوط ثلاثين جريحاً وتدمير عشرة منازل، موضحة أن بين الضحايا أماً وابنتيها.
وقال المرصد إن حصيلة الضحايا "يمكن أن ترتفع نظراً لوجود جثث تحت الأنقاض".
وظهرت في تسجيلات فيديو بثها المرصد وناشطون رجال يزيلون انقاضاً في الظلام ثم ينتشلون جثة طفل وسط صراخ الحشد.
وكان الثوار تمكنوا أول من أمس من السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي كانت تسيطر عليه القوات النظامية شمال حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد عن "سيطرة مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينين عند مدخل حلب الشمالي" بعد معارك تستمر منذ أشهر وتهدأ وتعنف بحسب الهجمات التي يشنها الطرفان.
وشهد محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب معارك عنيفة، ونفذ الطيران الحربي غارات على محيط المطار حيث مواقع المقاتلين المعارضين. وقتل في المواجهات حول كويرس، بحسب المرصد، قائد ميداني لمجموعة مقاتلة وستة جنود نظاميين.
وفي دمشق شهد حيا برزة والقابون الدمشقيان اشتباكات عنيفة الليلة قبل الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح أمس بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، وذلك في وقت احتدمت فيه المعارك في الغوطة الشرقية من عدرا وصولاً إلى جوبر.
وذكر سكان محليون لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى دمشق أن قوات النظام قطعت الطريق بين معربا وبرزة وحولت حركة المرور إلى دمر وقاسيون بدمشق.
وعادت الاشتباكات من جديد إلى حي القدم جنوب دمشق، بعد أن شهد الحي هدوءاً خلال الفترة الماضية.
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في عدرا وجوبر وزملكا وحرملة والشيفونية وعلى محور العتيبة ـ القيسا ـ العبادة وصولاً إلى مطار الضمير حيث سقط العديد من القتلى والمصابين وارتفعت ألسنة الدخان وشوهدت عن بعد.
وقال المرصد إن عشرة أشخاص هم طفل وتسعة رجال قتلوا في مدينة دوما شمال شرقي العاصمة نتيجة قصف من القوات النظامية.
واستمرت السبت الاشتباكات في مدينة داريا التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل منذ أشهر.
ونقل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان أصدره السبت عن المجلس المحلي لداريا أن صواريخ "تحمل رؤوساً تحتوي غازات سامة" سقطت في وسط المدينة الخميس والجمعة، وأن "سحابة غازية كبيرة نتجت عن انفجار تلك الصواريخ".
وأشار البيان، نقلاً عن المجلس المحلي لداريا، إلى أن الصواريخ تسببت "بوقوع 42 حالة اختناق ترافقت مع حساسية شديدة وحالات قيء حادة".
وأوضح أن ناشطين أعدوا "تقارير موثقة بالأفلام والصور" حول الحادث الذي أدى أيضاً الى "نفوق الكثير من الحيوانات".
ورأى الائتلاف في ذلك "تأكيداً على إصرار النظام على استخدام السلاح الكيميائي ضد المدن والقرى السورية التي استعصت بثبات أبنائها وإصرارهم على الحرية".
ودعا الائتلاف المجتمع الدولي الى "إرسال فرق من الخبراء لجمع عينات لتحليل ما استخدمته قوات النظام ضد المدنيين"، والى "رد جدي وخطوات عملية تضع حداً لجرائمه".
في غضون ذلك، كشف نائب رئيس وزراء وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبندلاغر عن مضي بلاده قدماً في عملية استبدال الجنود النمساويين المنضوين تحت لواء منظمة الأمم المتحدة للفصل بين سوريا وإسرائيل على مرتفعات الجولان طبقاً للبرنامج الزمني المحدد، في إشارة إلى استبعاد فكرة سحب القوات النمساوية المشاركة في مراقبة المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين.
وأوضح شبندلاغر، في تصريح له إلى إحدى وسائل الإعلام النمساوية القريبة من مصادر صنع القرار، أن سوريا أعطت الضوء الأخضر لاستمرار عمل القوات الأممية فى المنطقة مساء الجمعة فى نيويورك، مؤكداً أن موافقة سوريا ضرورية لوجود البعثة.
وأوضح في المقابل أن إسرائيل أكدت على التعاون الكامل مع النمسا إزاء رعاية الجنود النمساويين العاملين في الجولان، مشيراً إلى أن هذا التأكيد حصل عليه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى إسرائيل، ولافتاً إلى أن موقف الدولتين ضمن تنفيذ عملية استبدال القوات النمساوية المقبلة كما هو مخطط لها عبر الجانب الإسرائيلي.
ويذكر أن وزير خارجية النمسا كان قد أعرب عن قلقه إزاء أمن الجنود النمساويين المنضوين تحت لواء قوات حفظ السلام الأممية العاملة في مرتفعات الجولان، كما ظهر هذا القلق في الزيارة التفقدية التي قام بها إلى القوات النمساوية في الحادي عشر من الشهر الجاري، مجدداً موقف النمسا المعارض بشكل واضح لرفع حظر الأسلحة المفروض على سوريا، ومعتبراً أن هذا الحظر يعد ضماناً لاستمرار سلامة أعضاء بعثة الأمم المتحدة العاملة في الجولان، ولافتاً إلى صعوبة تخيل استمرار عمل القوات النمساوية حال رفع حظر الأسلحة عن سوريا.
وضع كارثي
وقد وصف تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في القاهرة حول الوضع في سوريا أن الوضع الإنساني في سوريا كارثي ومستمر في التدهور بشكل سريع حيث أدى القتال الضاري في أجزاء كثيرة من البلاد إلى نزوح أعداد كبيرة وزيادة في تدفق اللاجئين الذي بلغ عددهم 80 ألف شخص.
وقال تقرير وزعه المكتب امس إن نحو 6,8 ملايين سوري أي ثلث السكان يحتاجون بعد عامين من النزاع إلى مساعدات إنسانية من بينها 4,25 ملايين شخص من النازحين داخلياً وهذا يمثل زيادة 5,5 مليون شخص منذ آذار 2012.
وأضاف أن النزاع في سوريا عمّق النزاع الطائفي والسياسي مما أثر على نسيج المجتمع السوري وقد نتج عن النزاع زيادة في الأعمال الانتقامية ضد الذين يعتبرون مؤيدين لجانب على حساب الآخر وهذا لا ينطبق فقط على الأقليات ولكن أيضا الفلسطينيين واللاجئين، مشيراً إلى منظمة الصحة العالمية قدرت أن أكثر من 400 ألف شخص قد أصيبوا في الفترة من آذار2011 إلى نيسان 2013.
وأفاد بأن تدفق اللاجئين زاد بشكل كبير منذ بداية هذا العام حيث وصل عددهم إلى نحو 575 ألف شخص في حين بلغ اللاجئين السوريين المسجلين أو ينتظرون المساعدة نحو 1,4 مليون شخص في نيسان 2013.
وأوضح أن نحو 33 ألف سوري قد هربوا إلي الدول الأوروبية بينما قدم نحو 800 24 ألف سوري تقدموا بطلباتهم منذ عام 2011، مشيراً إلى أن السوريين يمثلون ثاني أكبر فئة من المتقدمين بطلبات اللجوء السياسي في الدول الصناعية.
وذكر التقرير أن منظمة الهجرة الدولية قدمت مساعدات إلى نحو 3300 مهاجر من 35 دولة الذين يعتبرون من العالقين في سوريا بنهاية آذار 2013، مؤكداً وجود أكثر من 700 مهاجر في أشد الحاجة إلى المساعدة للعودة بآمان إلى دولهم.
ونوه إلى أن الاقتصاد السوري تأثر بشدة من استمرار الكارثة حيث قدرت الخسائر الاقتصادية بنحو 4,48 مليار دولار وهذا يمثل 80 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي لسوريا في عام 2000.
 
«دول الجوار» تواجه تهديدات غير مباشرة بسبب النزاع في سورية
الحياة....عمان - أ ف ب
قال محللون انه في ظل اشتداد المعارك وتضارب المعلومات حول مخاطر مخزون الأسلحة الكيماوية في سورية، تواجه «دول الجوار» مخاطر كبيرة بسبب امكانية امتداد النزاع الدموي إليها.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد السبت ان «الطائفية شر ورياح الطائفية لا تحتاج الى اجازة عبور من هذا البلد الى آخر (...) وما عودتها الى العراق إلا لأنها اشتعلت في منطقة أخرى في الأقليم».
وأشار المالكي بذلك على ما يبدو الى سورية التي تملك حدوداً مشتركة مع العراق بطول نحو 600 كلم، وتشهد نزاعاً دامياً مسلحاً بين جماعات مسلحة والنظام، يحمل طابعاً مذهبياً، قتل فيه عشرات الآلاف.
لكن المحللين يرون ان جيران سورية، خصوصاً لبنان والأردن، هم أكثر عرضة للتأثر في حال امتداد النزاع في حين سيتأثر العراق ايضاً جنباً الى جنب مع اسرائيل وتركيا بطريقة او بأخرى.
وقال انتوني سكينر رئيس مؤسسة «مايبلكروفت» البريطانية الاستشارية لتحليل المخاطر في الشرق الاوسط وشمال افريقيا «انها منطقة معرضة للمخاطر بما فيها خطر التصعيد. المنطقة بأسرها قد تصبح متورطة على نحو متزايد في هذا الصراع».
ويستضيف الاردن اكثر من 500 الف لاجئ سوري بينما يستضيف لبنان نحو 400 الف لاجئ سوري، ويواجه البلدان تحديات صعبة أخرى.
ووجدت عمان نفسها تنجر اكثر الى الصراع مع نشر قوات اميركية على الاراضي الاردنية وسط تحذيرات من الرئيس بشار الاسد بأن المملكة يمكن ان تتورط في حرب بلاده، واتهامات لها بالسماح بمرور مقاتلين الى سورية.
ورأى سكينر ان «الاردن دفع (في الصراع) بسبب اشتداد حدة المعارك على حدوده وبسبب مخاوفه من الاسلاميين المتطرفين والسلفيين»، مشيراً الى ان «الاردن يشعر بالقلق إزاء الفوضى المحتملة التي قد تستمر لسنوات او عقود حيث من المرجح عدم بقاء الاسد في نهاية المطاف».
وأوضح ان «هناك ايضاً السلفيين الاردنيين الذين عبروا الحدود الى سورية من اجل المساهمة في اسقاط الاسد».
وشهد لبنان، سقوط قذائف على اراضيه سواء اتت من النظام السوري او المقاتلين المعارضين له، في المناطق السنية والشيعية في الشمال والشرق.
ويعتمد لبنان سياسة الحياد على رغم انقسامه سياسياً الى حركتين، «حزب الله» المدعوم من إيران وحلفائها وهي تدعم الاسد، وقوى 14 آذار وتدعم المعارضة السورية.
وتتهم المعارضة السورية نشطاء «حزب الله» الشيعي اللبناني بأرسال عناصر للقتال الى جانب القوات النظامية السورية في منطقة القصير، في ريف محافظة حمص القريبة من الحدود اللبنانية.
وقال سكينر ان «هذا خطر حقيقي ولبنان يمكن ان يدخل في حالة حرب».
من جهته، رأى يزيد صايغ المستشار في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، ان «الجانب المؤثر في الأردن ولبنان هو موضوع نزوح الاعداد الكبيرة من اللاجئين».
وأضاف ان «الاعداد الكبيرة تضغط على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية غير الامنية والسياسية الواقعة تحت ضغط شديد جداً»، مشيراً الى انه «حتى المتعاطفين مع المعارضة السورية تضايقوا من عدد السوريين الضخم الذين وفدوا الى لبنان والاردن». وأوضح ان «الانعكاسات كبيرة لكن ليست بالضرورة خلق حروب اهلية في دول الجوار. ستخلق توترات اقتصادية اجتماعية شديدة في دول تعاني اصلاً مشاكل كبيرة جداً من فقر وبطالة وتهميش».
ومع اشتداد النزاع في سورية، يستمر التنافس بين القوى الخارجية على دعم هذا الطرف او ذاك وكذلك حروب الوكالة وعملية التسخين.
ويساعد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة المعارضة في حين تساعد ايران وروسيا النظام السوري.
وقال سكينر ان قوات الأسد منهمكة بشكل كبير في قتال الثوار بالداخل بحيث انها غير قادرة على الرد على اولئك الذين يدعمون الثوار على رغم وقوع قصف عبر الحدود من قبل افراد من قوات الامن طاول تركيا واسرائيل.
وأضاف: «على رغم ذلك، لم تعتبر هذه الهجمات كبيرة بما يكفي لاستفزاز الآخرين ما يستوجب لكمة قوية مضادة. يبدو ان الأسد يستخدم وكلاء وان كان ذلك غير مرتبط بوضوح بموقفه من هذا الامر». وكانت قذائف من سورية سقطت في الجانب التركي من الحدود وداخل المنطقة التي تحتلها اسرائيل في مرتفعات الجولان.
وقال سكينر ان «تهديد النزاع السوري دفع تركيا للانخراط في ما يبدو انه عملية سلام جادة مع حزب العمال الكردستاني».
وفي الوقت نفسه، تشاطر إسرائيل الولايات المتحدة خشيتها من وقوع ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية في الايدي الخطأ.
وقال صايغ ان «امام الولايات المتحدة واسرائيل خيارات محدودة للتعامل مع الاسلحة الكيماوية. فهم لا يريدون ان تتطور الامور التي قد تعطي النظام السوري فرصة لاستخدام هذه الاسلحة».
وقال سكينر ان مسألة هذه الاسلحة «تساهم في خطر امتداد (النزاع) وهي حقاً مصدر للقلق».
ودعت المعارضة السورية الجمعة الى تحرك «عاجل وحاسم» للامم المتحدة عبر فرض منطقة حظر جوي على الاقل على الطيران السوري، لكن الرئيس الاميركي باراك أوباما قال انه ينتظر «حكماً نهائياً» للتحقيق على ما إذا كان النظام السوري قد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المتمردين قبل اتخاذ أي إجراء.
وفي ما يتعلق بالعراق، قال الصايغ «واضح ان العراق متأثر وهناك احتقان طائفي»، مشيراً الى ان «الصدام ممكن في حال عجز العراقيون على الاتفاق حول القضايا الاخرى في ما بينهم».
وقال اميل حكيم محلل شؤون الشرق الاوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان «سورية استخدمت الكثير من الاذى والضغوط على جيرانها لمعاقبتهم وجعلتهم في حالة مراجعة أو عبر شكل من أشكال الابتزاز لتذكيرهم بالكلفة الاقليمية اذا ما دفعوا بالنظام الى الرحيل بعيداً جداً».
وأضاف: «حدث امتداد للنزاع بالفعل. الوضع يتجه فقط نحو الاسوأ وسنشهد تكثيفاً للقتال عبر الحدود، وهجمات مباشرة وغير مباشرة، وتدفق المزيد من اللاجئين».
 
بوغدانوف: «هيئة التنسيق» منظمة أساسية في المعارضة وبيان جنيف يشكل قاعدة للتسوية في سورية
 بيروت - «الراي»
خطف اللقاء الذي عقده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مساء اول من أمس مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الأضواء من زيارة الأيام الأربعة التي قام بها موفد الرئيس فلاديمير بوتين لبيروت والتي تركّزت على الأزمة السورية وكيفية تفادي انعكاساتها لبنانياً.
والى جانب المحادثات التي أجراها مع 20 شخصية لبنانية قبل مغادرته بيروت امس متوجهاً الى عمان، فان الاجتماع مع السيد نصر الله ضاعف من اهمية زيارة بوغدانوف الذي لم يكتف بغداء العمل الذي عقده يوم الجمعة مع وفد رفيع من «حزب الله» فتوّج هذا التواصل بلقاء مع امينه العام اكتسب اهميته نظراً الى توقيته في غمرة تورّط الحزب عسكرياً في النزاع السوري.
وفي حين أشارت تقارير في بيروت الى ان بوغدانوف اثار امام مَن التقاهم من «حزب الله» تحفظ موسكو عن المشاركة في القتال في سورية خشية ان يتمدد الحريق السوري الى لبنان، اكتفى الحزب في بيان صدر عن علاقاته الاعلامية بالاشارة الى ان اللقاء بين نصر الله ونائب وزير الخارجية الروسي تخلّله «استعراض الأوضاع والتطورات السياسية في المنطقة وخصوصاً في لبنان وسورية».
وفي موازاة اجتماع بوغدانوف - نصر الله، لم يحمل «آخر الكلام» للديبلوماسي الروسي قبل مغادرته بيروت عبر مطار رفيق الحريري الدولي اي جديد، فيما حمل لقاؤه السبت مع النائب سليمان فرنجية موقفاً هو الاول من «الكيماوي السوري» حين اكد رفض بلاده استخدام هذا الملف «ذريعة للتدخل العسكري»، مطالبا بتحقيق جدي وحيادي وعلني يؤكد استخدام مثل هذه الاسلحة.
وردا على سؤالٍ حول «الحديث الاميركي عن الكيماوي في سورية وعما اذا اندلعت الحرب في سورية على غرار العراق هل ستمتد الى المنطقة»، قال: «لدينا تجربة مريرة متعلقة بالسلاح الكيمائي في العراق»، مؤكدا ان بلاده «مع ارسال بعثة دولية حيادية مستقلة تتأكد مما يشاع حول هذا الموضوع مع التدقيق بالادلة التي يحكى عنها وتقديم تقرير موضوعي للمجتمع الدولي»، ومشيرا الى «ان لا مانع من ارسال بعثة دولية من خبراء دوليين الى سورية للتدقيق بهذا الموضوع انما ان نتحدث عن شائعات فهذا امر مرفوض».
ومن مطار بيروت، عبّر بوغدانوف عن ارتياحه «لمضمون الاحاديث التي جرت في بيروت»، كاشفاً عن لقاء حصل في السفارة الروسية مع وفد من المعارضة السورية اتى خصيصا من دمشق، وعلى رأسه امين عام هيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم «وقد تباحثنا بالوضع السوري وطريق الحل والتسوية للازمة»، وقال: «نرى هيئة التنسيق الوطنية منظمة اساسية من المعارضة السورية، لان لدى هذه المنظمة برنامجاً لتسوية الازمة في سورية وبرنامجها ينطبق مع منطلقات روسيا لتسوية الازمة، وهذا ما ينطبق على قرارات مؤتمر جنيف، ونعتقد ان بيان جنيف يشكل قاعدة لا بديل لها لتسوية الأزمة في سورية».
وذكر ان «المعنى الاساسي لهذه الوثيقة هو انه يجب حل الازمة السورية على اساس الحوار الوطني الواسع بين السوريين، وعلى القوى الخارجية المساعدة لحل الازمة».
الجوزو يوجه تحية كبرى إلى «الشيخ المجاهد» صبحي الطفيلي
 بيروت - «الراي» :
رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن «الفرس والروس يرتكبون أبشع الجرائم على أرض سورية، وما يؤسف له أن أصدقاء الشعب السوري وعدوا بتسليح المعارضة لتدافع عن الاطفال والنساء والشيوخ، ولكنهم نكثوا بالوعود لان المتعصبين من الاقليات واسرائيل تحالفوا في الضغط على دول الغرب كي لا تنفذ الوعود».
وسأل الجوزو في تصريح له: «مَن قال ان سورية تحتاج الى إعلان الجهاد دفاعاً عن الشعب السوري البطل؟»، وقال: «كل انسان شريف لديه الإمكانات ان يجاهد لا يتخلف عن الجهاد أبداً وهذا ما يحدث. والشعب السوري البطل كفيل بمواجهة أعدائه والانتصار عليهم، ولو تمكن من الحصول على السلاح المتطور لرد الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والصواريخ العابرة للقارات».
وختم: «لا بد من أن أوجه تحية كبرى للشيخ المجاهد صبحي الطفيلي (الامين العام السابق لـ «حزب الله»)، الذي كان لكلماته الصادقة والمخلصة الدوي والأثر عند السنّة قبل الشيعة وهو أكد انه ضد ما تقوم به ايران من زرع الفتنة بين المسلمين، وأنه يقود تياراً وسطياً مهماً يؤيده كل مخلص غيور من الشيعة والسنّة على السواء».
 
طهران: واشنطن تسعى لإسقاط الأسد قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية
الرأي.. طهران من أحمد أمين
اكدت طهران التي استقبلت أمس وفدا مصريا ضم مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية عصام الحداد ورئيس ديوان الرئاسة رفاعة الطهطاوي، ان الولايات المتحدة تعمل على اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية المقررة في 14 يونيو المقبل.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان «ان الزيارة القصيرة للحداد والطهطاوي، ستتركز على المبادرة المصرية التي تستهدف إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، ووقف إراقة دماء الشعب السوري».
واصدرت الخارجية الايرانية بيانا جاء فيه «ان زيارة الوفد المصري تأتي في اطار التعاون الايراني - المصري المشترك لتفعيل المبادرة المصرية الخاصة بالازمة السورية»، واضافت ان الوفد المصري التقى الرئيس محمود احمدي نجاد، وسكرتير المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي، ووزير الخارجية علي اكبر صالحي، ومستشار القائد الاعلى للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي.
وحذر احمدي نجاد خلال استقباله الوفد المصري من ان انتصار المعارضة في سورية سيجلب موجة من عدم الاستقرار تمثل «تهديدا للمنطقة برمتها»، مجددا دعم طهران لنظام الرئيس بشار الاسد.
وقال احمدي نجاد وفق تصريحات اوردها الموقع الالكتروني للرئاسة ان «وصول مجموعة الى السلطة عن طريق الحرب والنزاع سيترجم استمرارا للحرب وعدم الاستقرار لفترة طويلة»، في اشارة الى احتمال انتصار المعارضة.
واضاف ان «عدم الاستقرار في سورية سيهدد امن البلدان الاخرى في المنطقة وسيشكل تهديدا للمنطقة برمتها».
وأكد القائد السابق للحرس الثوري مستشار خامنئي الجنرال يحيى رحيم صفوي ان «الاميركيين بصدد اسقاط النظام السوري قبل انتخابات الرئاسة الايرانية»، مبينا ان «الانتخابات الرئاسية العام الحالي تعد منعطفا استراتيجيا ومسارا تاريخيا للثورة والشعب».
وشدد على ان من واجبات رئيس الجمهورية «منح الامل والهدوء للشعب (...) ان الاعداء الاجانب بصدد اثارة الخلافات والتوتر بين الشعب والمسؤولين، من اجل تأجيج التوتر والاضطرابات قبيل وبعد الانتخابات».
وعن الازمة السورية، قال «ان الاعداء الاجانب كأميركا والصهاينة، وهم من ألد الاعداء للثورة، وكذلك بعض الدول العربية وتركيا بصدد ممارسة الضغوط على سورية من اجل اسقاط نظامها قبل الانتخابات الايرانية (...) انهم أنفقوا اموالا طائلة وأرسلوا آلاف العناصر العميلة الى سورية، وهم بصدد زج الاردن في هذه الحرب، من خلال إنفاق الاموال المقدمة من الدول العربية وخاصة قطر والسعودية».
 
الولايات المتحدة لن تلجأ سريعاً الى الخيارات العسكرية ضد سوريا
المستقبل....(رويترز)
على الرغم من وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يغير استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية "قواعد اللعبة" بالنسبة للولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن يلجأ سريعا الى الخيارات العسكرية وسيرغب في أن ينضم إليه الحلفاء في أي تدخل.
وتراوح الخيارات العسكرية الممكنة بين ضربات صاروخية لمرة واحدة من السفن، وهو من بين السيناريوات الأقل تعقيدا، وبين عمليات أكثر جرأة مثل فرض منطقة حظر طيران.
ومن أكثر الاحتمالات بغضا من الناحية السياسية إرسال عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين للمساعدة على تأمين الأسلحة الكيميائية السورية.
ويعارض أوباما حتى الآن اتخاذ خطوات محدودة مثل تسليح مقاتلي المعارضة، لكن الضغوط التي تواجهها الولايات المتحدة للانخراط في الحرب التي تشهدها سوريا زادت منذ أن أعلن البيت الأبيض الخميس أن من المرجح أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم أسلحة كيميائية.
وبعد أن خاضت القوات الأميركية حربا في كل من أفغانستان والعراق أصبحت وزارة الدفاع (البنتاغون) تتوجس من أي انخراط أميركي في الصراع السوري. وقال الجنرال مارتن ديمبسي كبير المستشارين العسكريين لأوباما في الشهر المنصرم إنه لا يرى خيارا عسكريا اميركيا "تكون له نتيجة مفهومة" في سوريا.
وقال مسؤول أميركي كبير لرويترز "هناك العديد من التحليلات التي يتعين إجراؤها قبل الوصول إلى أي قرارات كبرى من شأنها دفع السياسة الأميركية أكثر في اتجاه الخيارات العسكرية".
ويمكن فهم هذا الحذر في ضوء تجربة العراق حيث خاضت الولايات المتحدة الحرب استنادا إلى معلومات غير دقيقة عن وجود أسلحة دمار شامل. وأطلقت وزارة الدفاع الأميركية تحذيرات متكررة من المخاطر الجسيمة والقيود التي تحول دون استخدام القوة العسكرية الأميركية في الحرب السورية.
ومن أشكال التدخل العسكري التي ربما تحد لدرجة ما من مشاركة الولايات المتحدة وحلفائها في حرب سوريا، توجيه ضربات لمرة واحدة تستهدف قوات الأسد أو البنية الأساسية المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيميائية. وفي ظل وجود الدفاع الجوي السوري ربما يختار المخططون العسكريون إطلاق صواريخ من السفن.
وقال جيفري وايت وهو مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع وخبير بشؤون الشرق الأوسط وهو الآن زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "الرد الأكثر ملاءمة (للاستخدام المحدود للأسلحة الكيميائية) هو ضرب الوحدات المسؤولة سواء المدفعية أو المطارات". وأضاف "سوف تظهر للأسد أن هناك كلفة لاستخدام هذه الأسلحة. المشكلة حتى الآن هي أن النظام لم يتكبد أي ثمن جراء ممارساته".
وليس من الواضح كيفية رد الحكومة السورية وما إذا كانت ستحاول الرد عسكريا على القوات الأميركية في المنطقة. كما أن التدخل العسكري الأميركي سيغضب روسيا التي لها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري.
ومن الخيارات الأخرى أن تبحث وزارة الدفاع الأميركية إقامة مناطق آمنة للأغراض الإنسانية ويكون الهدف منها ظاهريا مساعدة تركيا والأردن وتتضمن أيضا فرض منطقة لحظر الطيران لا تدخلها القوات الجوية السورية وهو خيار يفضله بعض أعضاء الكونغرس مثل السناتور جون مكين من ولاية أريزونا.
وسيتضمن هذا الخيار القضاء على الدفاع الجوي السوري وتدمير المدفعية السورية من مسافة معينة خارج منطقة حظر الطيران لحمايتها من النيران.
ويقول المدافعون عن هذه الفكرة إن فرض منطقة آمنة داخل سوريا بامتداد الحدود التركية على سبيل المثال سيتيح المساحة اللازمة لمقاتلي المعارضة ويسمح للغرب بزيادة الدعم لمقاتلي المعارضة الذين يمكن أن تتحرى عنهم.
لكن كما حذر مسؤولون منهم وزير الدفاع تشاك هاغل، فإن مجرد وجود منطقة آمنة سوف يربط هذا الولايات المتحدة أكثر بالصراع السوري. كما أنه من شبه المؤكد أن الأسد سيكون له رد فعل.
وقال بروس ريدل وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه) وخبير بشؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينغز "بمجرد فرض منطقة حظر طيران أو منطقة آمنة هذا يعني المضي في طريق منحدر زلق. تزيد المهمة صعوبة وقبل أن تعلم يصبح لك قوات على الأرض، أو ينتهي الحال بك كما حدث في ليبيا حيث لا توجد بالفعل آلية سيطرة على لعبة النهاية في حالة حدوث فوضى في نهاية الأمر". كما أن الجيش الأميركي أتم التخطيط لتأمين الأسلحة الكيميائية السورية تحت سيناريوات مختلفة بما في ذلك سيناريو سقوط الأسد وتفكك قواته مما يجعل مواقع الأسلحة عرضة للنهب.
وتخشى الولايات المتحدة أن يسيطر مقاتلون إسلاميون مناهضون للأسد على صلة بتنظيم "القاعدة" على الأسلحة الكيميائية، لكن التدخل الأميركي في سوريا للحصول على الأسلحة سيتطلب وجود عشرات الآلاف من القوات الأميركية هناك.
وعندما سئل ديمبسي عما إذا كان واثقا من أن الجيش الأميركي في إمكانه تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية السورية قال للكونغرس"ليس وأنا أجلس هنا اليوم ببساطة لأنهم يحركونها وعدد المواقع هائل حقا". وقال أوباما يوم الجمعة إنه سيسعى إلى تعبئة المجتمع الدولي في ما يتعلق بسوريا بينما يحاول تحديد ما إذا كانت القوات الموالية للأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية.
وأوضح مسؤولون بريطانيون وفرنسيون منذ فترة طويلة أن بلديهما ربما يكونان على استعداد للانضمام إلى أي إجراء تقوده الولايات المتحدة في ظل ظروف ملائمة.
لكن هاغل حذر الأسبوع الفائت من أنه "لا يوجد حاليا توافق دولي أو إقليمي حول دعم التدخل العسكري". وأصيبت تركيا التي كانت من أكبر المتحمسين للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا بالإحباط بسبب تفتت المعارضة السورية وعدم اتفاق المجتمع الدولي على كلمة سواء.
واستبعد اندرس فو راسموسن الامين العام لحلف شمال الأطلسي أي تدخل عسكري غربي وحذر الاميرال الأميركي جيمس ستافريديس القائد الأعلى لقوات الحلف في الشهر المنصرم من أن الحلف سيكون في حاجة إلى اتفاق في المنطقة وبين أعضاء الحلف وكذلك قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو ما يبدو غير مرجح في ظل المعارضة المحتملة من روسيا والصين.
وركزت وزارة الدفاع الأميركية على مدى العام الفائت على تنسيق التخطيط الدفاعي بشأن سوريا بما في ذلك مع بريطانيا وفرنسا وكندا.
كما أنها تعزز وجودها العسكري في الأردن من خلال توجيه أوامر لنحو 200 من المخططين العسكريين بالتوجه إلى الأردن للتركيز على السيناريوهات المختلفة بشأن سوريا. وستكون هذه مجموعة أفضل لتنسيق أي عمل عسكري أو إنساني من الفريق العسكري الأميركي المتخصص الذي كان موجودا من قبل في الأردن.
وقالت منى يعقوبيان وهي مسؤولة سابقة في وزارة الخارجية الأميركية والآن خبيرة في الشؤون السورية في مركز ستيمسون في واشنطن "أصبح واضحا بشكل متزايد أن إدارة أوباما تشعر بأن عليها ضغوطا للتصرف." وتابعت "لكن من المرجح أنها ستسعى (الادارة الأميركية) إلى أمرين: وجود دليل دامغ ودعم أو مشاركة من أطراف متعددة في أي إجراء تختاره. وهو ما أعتقد أنه سيكون محدودا. ضربة جوية ذات هدف محدد".
 
 
«الجيش الحر» والعشائر السورية اختاروا «مفوضاً» في لبنان
الرأي..القاهرة - من مصطفى أبوهارون
قرر مجلس العشائر السورية في الأردن اختيار أنس عبد الجواد الحلاق كمفوض عام وممثل لمجلس العشائر السورية في لبنان وأبلغ المجلس لبنان والجامعة العربية بهذا التفويض.
وكلف المجلس الحلاق بالقيام بفتح مكتب باسم المجلس في لبنان ومتابعة أمور اللاجئين السوريين المنتسبين إلى مجلس العشائر على أرض لبنان، وأن يتم التشاور في أي قرار مع إدارة المجلس في الأردن، والقيام على خدمتهم وجمع المعونات والمساعدات الإنسانية.
كما أبلغت القيادة المشتركة الثورية للجيش الحر الجامعة العربية ولبنان بأنه تم اختيار الشخص نفسه لجمع التبرعات والمعونات الإغاثية للشعب السوري وفتح مكاتب في لبنان وإدارتها لجمع المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وإنشاء مكتب قيادة وسطي للجيش السوري الحر في محافظة حمص.
 
«كتائب أحرار البقاع» توعّدت «حزب الله»: أي تحرك لن يكون بمنأى عن ضرباتنا
 بيروت - «الراي»
في تطور هو الاول من نوعه منذ اتخاذ انخراط «حزب الله» في المعارك في سورية منحى علنياً تحت مسميات عدة، أُعلن عن ولادة «كتائب أحرار البقاع» التي حددت مهمتها بـ «منْع تدخل حزب الله في ذبح الشعب السوري بشتى الطرق والوسائل حتى لو اضطررنا لنفل المعركة إلى داخل الأراضي اللبنانية»، معلنة أن «أي تحرك للحزب لن يكون بمنأى عن ضربات مجاهدينا».
وجاء هذا التطور، معطوفاً على التقارير عن ان «الجهات اللبنانية تبلغت من الجيش السوري الحر تهديدات بقصف مدينة بعلبك والقرى الشيعية في الشمال عند الحدود»، ليشي بان انغماس «حزب الله» ميدانياً في النزاع السوري داعماً لنظام الرئيس بشار الاسد ينذر بتداعيات خطيرة لبنانياً كان شكل «اول الغيث» فيها الدعوات من مشايخ سنّة للجهاد في سورية.
وتم امس توزيع «البيان رقم 1» لهذه المجموعة وفيه انه «بعد التدخل المباشر لحزب الله وبأوامر إيرانية في ذبح الشعب السوري وبحجج واهية وكاذبة وبعد عدم اتخاذ الدولة اللبنانية بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى جميع مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية أي إجراء لمنع هذا التدخل بل على العكس يقومون بتسهيل هذا التدخل، منها سحب كافة بطاريات المدفعية الثقيلة التابعة للجيش اللبناني على امتداد حدود لبنان مع محافظة حمص، وبعد عدم اكتراث ذلك الحزب لكافة الدعوات لسحب قواته من سورية، وبعد استنكار سعد الحريري وغيره لدعوات بعض العلماء للجهاد والدفاع عن اهلنا في سورية، فإننا وبفضل الله نعلن عن تشكيل لواء أحرار البقاع لن يكون اي تحرك لحزب الله بمنأى عن ضربات مجاهدينا».
اضاف البيان: «اننا نوجّه رسالة إلى إخواننا في الجيش اللبناني بأن قرار هذه المؤسسة ممسوك بيد حزب الله وسيتم زجها في مواجهة مع أهل السنّة في لبنان، لذلك ننصحكم بأن تكونوا مدركين لما يجري حتى لو اضطررتم إلى عصيان الأوامر والإنشقاق عن هذا الجيش. كما نوجه رسالة إلى القوى والفعاليات الإسلامية كافة إلى التنسيق التام في ما بينهم واتخاذ موقف صادق وقوي للوقوف بوجه هذا التدخل».
 
خبير إسرائيلي: الغرب لا يعتبر القتل في سورية حراماً... بل «ذبح حلال»
 القدس - «الراي»
كشف الخبير العسكري الإسرائيلي رؤوبين باركو عن مفهوم ورؤية إسرائيل الحقيقية لما يجري منذ عامين في سورية، قائلا ان ليس من مصلحة اسرائيل سقوط الرئيس السوري بشار الاسد بل من مصلحتها ان يُنهك الطرفان المتقاتلان بعضهما بعضا»، متسائلا: «هل وصول الاخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرهما من الاسلاميين الذين يمقتون ويرفضون وجود اسرائيل الى السلطة في مصلحة إسرائيل؟»
وقال باركو في تقييم له امس: «يبدو ان آلاف الوفيات حيث يُقتل آلاف المواطنين لا تعتبر في الغرب حراماً بل ذبح حلال. إن مسألة استعمال السلاح الكيماوي فقط هي التي تخط الخط الاحمر أو تغير قواعد اللعب، كما قال اوباما، وهي التي ستبت أمر هل يتدخل الغرب لوقف المجزرة».
واوضح باركو: «حسب تصريحات اوباما ورئيس الوزراء البريطاني كاميرون، تُثار في الآونة الاخيرة تعبيرات شهادات على استعمال جزئي ضيق لسلاح كيماوي أو شهادات محدودة على هذا السلاح، بصفة تعبيرات تذاكي تتعلق بتدخل مباشر لمواجهة النظام في سورية، ويتبين ان للخطوط الحمراء خصائص مطاطة».
وتابع: «يصعب على أوباما ان يبت الأمر في المنطقة الموجودة في حرب باردة أخذت تزداد سخونة. إن الكوريين الشماليين يهددون الولايات المتحدة مباشرة وينوون إعدام سائح أميركي. وتحول العراق المحرر الى ميدان قتل بين الشيعة والسنة برعاية ايران. ويتابع الايرانيون تخصيب اليورانيوم ويستخفون بالغرب بعد ان لم تسبب العقوبات إجهاض الجنين المخيف للقنبلة الذرية الايرانية. أما لبنان الذي يبيع النظام السوري مقاتلين من حزب الله فيستعد لحرب أهلية طائفية تنتشر نحوه كاشتعال النار في الهشيم».
وقال الخبير: «تراقب اوروبا وتركيا والدول العربية السنية واسرائيل في خوف اوباما الذي يتحدث عن وحدة سورية وعن تسوية بالطرق السلمية في حين ينشيء تحالفا اقليميا على ايران وعلى نظام الاسد، وهو مُحتاج لاعادة الردع الى ضرب جهة ما: أكوريا؟ أم ايران؟ أم سورية؟ لأنه يجب احيانا ضرب كلب الشيخ لردع الشيخ نفسه».
واوضح الخبير الإسرائيلي المخضرم الذي عمل مستشاراً خاصاً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثم مستشاراً لرئيس شرطة إسرائيل وهو خبير في الحركات الإسلامية وخاصة «حماس»: «اوباما متردد والروس يشوشون لأن الجيد للاميركيين سيئ لهم. وقد أوضح نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف أن بلده يعارض تدخل الغرب في سورية بحجة استعمال الغاز مُذكرا بالهجوم على العراق بدعوى كاذبة عن وجود سلاح كيماوي في حوزة صدام. وتابعه وزير الاعلام السوري الزعبي الذي أنكر التهمة واتهم تركيا والمتمردين بأنهم مُحدثو فرية الغاز».
ورأى باركو ان «اسرائيل ايضا في معضلة لأنه اذا بقي النظام السوري فسيبقى هدوء نسبي بسبب جهود اعادة البناء المتوقعة واستمرار الصراع الداخلي في الدولة. واذا حل الارهابيون الاسلاميون محل الاسد (وهذا نتيجة ممكنة للتدخل الاميركي المباشر)، ستتغير خصائص المواجهة في الجبهة السورية من مواجهة عسكرية الى مواجهة لمنظمات ارهابية».
وتابع إن «اعادة تشكيل الرؤيا الاستراتيجية المرغوب فيها لاسرائيل يفترض ان تكون شأنا سياسيا خالصا. ويجب على المستويات الاستخبارية ان تساعد سرا بمعطياتها وتوصياتها. ويبدو ان تحليلا غير جدي للواقع يشير الى أن الوضع الذي تفضله اسرائيل هو وضع استنزاف متبادل وعدم حسم بين النظام السوري والجيش السوري الحر المؤلف من المنظمات (الارهابية) الاسلامية المؤيدة للقاعدة وجبهة النُصرة والاخوان المسلمين».
وقال: «على ذلك فان رواية الجهات الاستخباراتية في الجيش الاسرائيلي المناقضة لموقف الاميركيين، ستحث على اسقاط النظام وتسويد الاسلاميين في سورية بتدخل غربي كما يتضمن شرط اوباما»، مؤكداً إن «هذه الصيغة الاخلاقية المعلنة على ألسنة أولاد محرقة اليهود موجهة الى الشعب السوري المعادي تعمل بغير المصلحة الاسرائيلية».
ومن ناحية ثانية اوعز ديوان رئيس الوزراء قبل عدة ايام للوزراء بعدم الادلاء بتصريحات حول الشان السوري دون التنسيق المسبق معه.
وقال ان مسألة استخدام السلاح الكيماوي في سورية تصبح حرجة على نحو خاص اكثر فأكثر منذ أن أشار رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد ايتاي برون الى ان اسرائيل لاحظت بان نظام الاسد استخدم سلاحا كهذا ضد الثوار عدة مرات حتى الان. وقد اتجهت كل العيون الى الرئيس اوباما الذي وصف في الماضي استخدام الوسائل غير التقليدية كـ «خط احمر». غير أن اوباما تطرق في نهاية الاسبوع الى حدثين استخدم فيهما ظاهرا غاز سارين ووثقتهما الكاميرات وقال: «المعروف عن هذا الموضوع لا يزال قليلا جدا».
 
المعارضة تطلق معركة تلكلخ لتخفيف الضغط عن القصير.. فتوى الشيخ الأسير و«الجيش الحر» يربكان النظام وحزب الله

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تصاعدت الاشتباكات، أمس، في تلكلخ السورية، قبالة الحدود اللبنانية الشمالية، غداة هدوء نسبي على جبهة القصير، التي أكدت مصادر المعارضة السورية أنها لا تزال تشهد «معارك كر وفر شرق حوض العاصي بين (الجيش الحر) ومقاتلي حزب الله»، في وقت أكد فيه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير لـ«الشرق الأوسط» أن دعوته للجهاد في القصير «أربكت حزب الله إلى حد كبير».
وقالت مصادر ميدانية من شمال لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة بدأت، أول من أمس، في منطقة تلكلخ المواجهة للحدود اللبنانية قبالة وادي خالد شمال لبنان، بين القوات النظامية والجيش السوري الحر الذي «أطلق المعركة، في محاولة منه لتخفيف الضغط عن جبهة القصير».
ومقابل تأكيد «الإخبارية السورية» أن «الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل إرهابيين من لبنان في منطقة تلكلخ بريف حمص»، أكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن تلك الاشتباكات اتخذت شكلا جغرافيا منحنيا يمتد من القصير، مرورا بتلكلخ، وصولا إلى قلعة الحصن في ريف حمص التي تبعد 7 كيلومترات عن الحدود اللبنانية.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات «بدأت في منتصف الليل، وامتدت حتى الظهر، استخدمت فيها القوات النظامية المدفعية الثقيلة، وسط تحليق كثيف للطيران الحربي».
ونفت المصادر مشاركة حزب الله في معارك تلكلخ، مؤكدة أنه «لا سبيل لديهم للدخول إلى تلكلخ إلا عبر وادي خالد، وهو أمر متعذر»، مؤكدة أن المنفذ التقليدي للحزب هو معبر «حوش السيد علي وقرية القصر اللبنانية في الهرمل، أقصى شمال شرقي لبنان، ويتسللون منه إلى منطقة القصير».
وأكدت المصادر أن معركة تلكلخ «أثارت إرباكا كبيرا بصفوف الجيش النظامي الذي قاتل، أمس، على جبهة مفتوحة تمتد أكثر 30 كيلومترا مربعا، وصلت إلى ريفي طرطوس واللاذقية»، مشددة على أن فتح تلك الجبهة «خفف الضغط عن القصير الذي انحصرت فيه الاشتباكات بمعارك كر وفر في قرى شرق حوض نهر العاصي، بينما هدأت الاشتباكات في قرى غرب الحوض، الذي سيطرت القوات النظامية على جزء كبير منها».
إلى ذلك، قالت مصادر المعارضة في القصير لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر» يقاتل للحفاظ على موقع تل النبي مندو الاستراتيجي، الذي يشهد معارك بوتيرة خفيفة، بينما اشتدت في المناطق المحيطة بريف القصير.
وكشفت المصادر عن أنباء تؤكد أن عناصر حزب الله «يصلون إلى طرطوس عن طريق البحر، ثم ينتقلون عبر أوتوستراد طرطوس - حمص إلى القصير، خوفا من كمائن (الجيش الحر) على الحدود»، مؤكدة أن «الجيش الحر» يتجنب المعركة مع حزب الله «لأنه يعتبرها معركة غير فعالة في الوقت الراهن، وقد تكون خاسرة، نظرا لدعم النظام لمقاتلي الحزب بغطاء جوي، بينما يجر الحزب المعارضة لمعركة معه».
وفي سياق مرتبط بمشاركة حزب الله في معركة القصير، والفتاوى الجهادية التي أصدرها الشيخان السلفيان أحمد الأسير وسالم الرافعي للقتال بسوريا، أكد الشيخ الأسير لـ«الشرق الأوسط» أن «دعوتنا للجهاد سلطت الضوء بشكل كبير على ما يفعله حزب إيران في سوريا، وبدأت الأصوات من داخل لبنان تدعوه للتوقف عن تدخله، وأصبح مربكا إلى حد كبير».
وإذ أشار إلى أنه لم يتلقّ أي رسالة مباشرة من الحكومة اللبنانية استنكارا لفتواه، كونها تساهم في زعزعة استقرار لبنان وتغذي الفتنة، لفت إلى الاستنكار ردا على الفتوى «جاء من خلال تصريحات المسؤولين عبر الإعلام».
ونفى الأسير ما تردد عن أن المئات من شباب المخيمات الفلسطينية لبوا دعوته للجهاد مقابل تجاهل الشباب اللبناني، مؤكدا أن «الغالبية العظمى من الذين ملأوا استمارات المشاركة في القتال، هم من اللبنانيين». ورفض الأسير «شائعات» تتحدث عن أن فتواه لم تحز إجماع القادة الإسلاميين في لبنان، مشيرا إلى بيان علماء البقاع، وعلماء السلفية في البقاع، وحركة «مسلمون بلا حدود».
 
تحذيرات عسكرية بريطانية: التدخل في سوريا قد يقود إلى حرب شاملة... النظام والمعارضة يتبادلان الاتهامات مجددا باستخدام الكيماوي في حلب ودمشق > ماكين يدعو لتشكيل قوة دولية لغزو سوريا

بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط» .... في الوقت الذي جدد فيه النظام السوري والمعارضة أمس تبادل الاتهامات حول استخدام السلاح الكيماوي في العاصمة دمشق ومدينة حلب، بدأ حديث التدخل الأجنبي وإن على شكل تحذيرات من عواقبه، يطفو على السطح.
ففي لندن حذر رئيس الأركان البريطاني سير ديفيد ريتشاردز، رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أن التدخل في سوريا، قد يورط بريطانيا في حرب شاملة. ويأتي تحذيره هذا كما جاء في تقرير نشرته صحيفة «صنداي تايمز» على صفحتها الأولى أمس، من منطلق أن أي رد عسكري على استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي، لا بد وأن يكون على نطاق واسع حتى يكتب له النجاح.
وكان كاميرون قد أدان استخدام الكيماوي في حلب معتبرا ذلك جريمة حرب. ويزيد هذا من الضغط من أجل رد فعل دولي وفق «صنداي تايمز». ولا يستبعد في إطار هذا الرد، فرض حظر جوي على سوريا. لكن يقال، إن ريتشاردز ناشد الحكومة النظر في ما إذا كان ما يبدو استخداما على نطاق ضيق للكيماوي، النقطة الحاسمة للتدخل. وقال لعدد من كبار الشخصيات العسكرية، وفق «صنداي تايمز»، فإن إقامة مثل هذه المنطقة الآمنة تحتاج إلى عملية عسكرية كبيرة، في غياب التعاون السوري. وأضاف: «في سوريا يجب أن نكون مستعدين للحرب».
وحذرت شخصيات رفيعة في وزارة الخارجية البريطانية من أن إقامة منطقة آمنة، قد يجر بريطانيا إلى حرب شاملة، لأن القوات البريطانية قد تجد نفسها مضطرة للدفاع عن المنطقة الآمنة في حال وقوع هجوم سوري.
وقالت مصادر رسمية بريطانية، إن سير ديفيد قال إن عملية محدودة لفرض منطقة حظر جوي، على غرار ما حصل في البوسنة عام 1993، لن تكون كافية بسبب الدفاعات الجوية السورية.
وتحدثت «صنداي تايمز» في تقريرها عن هذه الدفاعات الجوية الثابت منها والمتحرك وعن احتمالات أن ينجح ما قد يفلت منها، من الضربة الغربية الأولى في حال وقوعها، في إسقاط طائرات حراسة.
وحسب الصحيفة فإن الحذر الذي يبديه سير ديفيد يعكس المخاوف لدى المسؤولين العسكريين الأميركيين. إذ حذر رئيس هيئة رئاسة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة الجنرال مارتن ديمبسي، الكونغرس من أن أي استخدام للقوة في سوريا لن يسفر عن نتائج متوقعة.
إلى ذلك أكد مصدر قيادي من الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر، أن عينات من مواقع سقوط ذخائر كيماوية في حلب «جمعت بمبادرة من الجيش الحر في الجبهة الشمالية، وإيصالها إلى لجان أجنبية مختصة بقصد تحليلها واختبارها لتوثيق استخدام هذه الأسلحة في سوريا». وقالت المصادر، إن العينات «جمعت قبل أسبوعين، لتنضم إلى عينات أخرى جمعت من خان العسل (في محافظة حلب) وثقة بشهادات ناشطين».
وكان المعارضة والنظام تبادلا الاتهامات باستخدام الكيماوي في خان العسل، وضم النظام اتهاما آخر أمس باستخدام الكيماوي في دمشق، وصدر عبر صحيفة «الوطن» السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر طبي إشارته إلى وصول مصابين صباح يوم الجمعة الماضي من منطقة الاشتباكات في حي برزة البلد بدمشق إلى مستشفى حاميش، أصيب بعدها الطاقم الطبي بغثيان شديد تبعها حالات إغماء. وذكرت «الوطن» أن الأعراض كانت أخف حدة من أعراض المصابين في مكان المواجهة الأمر الذي استدعى نقل المصابين إلى مشفى آخر في دمشق.
وقال المصدر للصحيفة السورية، إن «المسعفين من منطقة الإصابة تحدثوا عن سقوط قذيفة أطلقت من داخل حي برزة باتجاه قوات الجيش السوري الموجودة على أطراف الحي». وقال المصدر، إن «عناصر الجيش المصابة لم تظهر عليهم آثار طلقات نارية أو جروح نتيجة المواجهات المسلحة وإنما آثار استنشاق غازات غريبة فقط».
لكن المعارضة السورية، سخرت من تلك المزاعم. وقالت مصادر فيها لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش السوري الحر يقاتل للحصول على ذخائر وأسلحة يكمل فيها معركته، بعدما منع من الحصول على أسلحة نوعية يواجه بها مدرعات وطائرات النظام، متسائلة: «من أين له الذخائر الكيماوية؟» وأضافت أن السلاح الكيماوي يمتلكه النظام السوري حصرا، وهو يستخدم السلاح النوعي والمحرم دولي. وأشارت إلى أن تلك الادعاءات باطلة، معتبرة أنها «رد على التقارير الدولية التي تؤكد استخدام القوات النظامية للسلاح الكيماوي».
وقد أكدت مصادر الجيش الحر في الجبهة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» أمس أنها حصلت على عينات تؤكد استخدام القوات النظامية السلاح الكيماوي ضد المدنيين في حلب، وأرسلتها إلى لجان دولية مختصة بقصد فحصها، في المقابل كشفت صحيفة سوريا موالية للنظام عن وصول عناصر من الجيش النظامي إلى مستشفى حاميش في دمشق، «ومن بينهم قتلى تظهر عليهم آثار استنشاق غازات كيماوية ظاهرة وتتمثل بخروج مادة بيضاء من أنوفهم وأفواههم».
وتزامن تبادل الاتهامات الجديد مع تأكيد العميد المنشق زاهر الساكت رئيس فرع الكيمياء في الفرقة الخامسة، لقناة «العربية» أن «أمرا صدر باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الجيش الحر في إحدى المعارك في بصر الحرير، لكنه استبدل المواد الكيماوية بماء الجافيل غير القاتل».
وفي سياق متصل بمواقف دمشق المعارضة لتحقيق دولي حول الأسلحة الكيماوية، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن إثارة الدول الغربية لملف استخدم السلاح الكيميائي في سوريا هو جزء لا يتجزأ من حملة الضغوط التي تمارس على دمشق شعبا ودولة وحكومة من أجل استحصال تنازلات منها على أكثر من ملف.
وقال الجعفري في مقابلة مع محطة: «إن بي إن» اللبنانية، إن هدف القوى الغربية من ذلك هو تكرار السيناريو العراقي من خلال فتح أبواب سوريا لما يسمى التفتيش الأرعن غير المنضبط وتغطيته بآليات الأمم المتحدة من أجل استباحة سيادة سوريا عبر إثارة مزاعم تتعلق باستخدام السلاح الكيمائي.
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية معنية أكثر من غيرها بسلامة شعبها ولذلك طلبت من الحكومتين الفرنسية والبريطانية وأمين عام الأمم المتحدة مشاطرتها المعلومات التي بحوزتهم وفي حال كانت هناك مصداقية لها وبعد التأكد من نزاهة وموضوعية فريق التفتيش الذي سيحقق في خان العسل ستطلب الحكومة السورية نفسها مجددا من الأمين العام مساعدتها على التحقيق في ادعاءات أخرى وبالتالي ذهبت سوريا بعيدا جدا في المرونة الدبلوماسية ولكن هدف الطرف الآخر ألا يحدث تفتيش في الأساس لأنه يعرف من استخدم السلاح الكيمائي.
من جهة أخرى دعا السيناتور الأميركي البارز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، جون ماكين، أمس، إلى تشكيل قوة دولية تشارك فيها مجموعة من الدول لغزو سوريا، وذلك بهدف تأمين أي أسلحة كيماوية قد تكون هناك. لكن ماكين لا يرد لقوات أميركية القيام بهذه المهمة بقوله إن القوات الأميركية يجب ألا تدخل سوريا، لكن ينبغي أن يكون هناك قوة دولية «مستعدة من الناحية العملية»، حسب قوله، للذهاب إلى هناك ومنع الإسلاميين المتشددين المشاركين في الحرب الأهلية، ويقصد بذلك على وجه الخصوص «جبهة النصرة» التي بايعت زعيم تنظيم القاعدة، من وضع أيديهم على الأسلحة الكيماوية.
وتابع ماكين المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2008، وهو من الشخصيات المؤثرة في الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ، لقناة «إن بي سي»، قائلا إن ثمة عددا من المستودعات لهذه الأسلحة الكيماوية، «يجب ألا تسقط في أيدي الجهاديين».
 
وفد من معارضة الداخل السوري يصل إلى القاهرة لفتح قنوات بين الخارج والنظام.. الإعلان عن خطة تحرك مصرية ـ إيرانية لـ«حل سياسي مقبول» للأزمة

القاهرة: «الشرق الأوسط» .... أعلنت القاهرة وطهران، أمس، بدء العمل لوضع حل للأزمة السورية، في وقت وصل فيه إلى القاهرة وفد من السياسيين والمعارضين في الداخل السوري قادمين من دمشق في زيارة تستغرق عدة أيام يلتقون خلالها عددا من معارضي الخارج، في إطار فتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج. ووصل إلى القاهرة أيضا وفد تركي - سعودي مشترك لبحث الأزمة السورية.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الإيرانية، إن القاهرة وطهران اتفقتا على ضرورة وضع خطة عمل للتحرك بشأن خطة الرئيس المصري محمد مرسي بخصوص الأزمة السورية من خلال حل سياسي مقبول يمكن أن يساعد في إنهاء العنف وأن يساعد في المصالحة الوطنية بمشاركة شعب سوريا.
وكان مرسي قد دعا في العام الماضي لتشكيل «رباعية إسلامية» تضم إيران إلى جانب مصر والسعودية وتركيا، للوصول إلى حل في سوريا. واقترح مفاوضات بين ممثلين عن النظام غير متورطين مباشرة في الأزمة والمعارضة تحت إشراف إقليمي أو الأمم المتحدة بشأن نقل للسلطة.
وقال عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، الذي يزور طهران، إلى جانب ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، رفاعة الطهطاوي، إن علاقة بلاده وإيران يمكن أن تعيد كتابة التاريخ من جديد. وأضاف خلال لقائه أمس الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد في طهران، أن مصر تسعى لاتخاذ خطوات أساسية لوقف الاشتباكات وإراقة الدماء سريعا. وأوضح: «نعتقد أن مسؤولية حل هذه الأزمة ملقاة على عاتق دول مثل مصر وإيران، وينبغي منع تدخلات الدول الأجنبية في سوريا».
وأشار إلى أنه ليس من المصلحة استمرار الظروف الراهنة في المنطقة وآن الأوان لاتخاذ خطوات أساسية للخروج من هذه الظروف، مستطردا أن هذه المسؤولية ملقاة على عاتق إيران ومصر أكثر من غيرهما، وأنه من المؤكد أنه من دون تعاون البلدين لا يمكن أداء هذه المسؤولية وتحسين الظروف. وأضاف الحداد، أن مصر الآن في مرحلة حساسة وتواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، وأنها في مثل هذه الظروف، تسعى لإرساء تعاون إيجابي وبناء مع دول مثل إيران. وتابع قائلا، وفقا لما بثته وكالة «فارس» الإيرانية، أمس، إنه في ضوء المسار الراهن لتطوير وتعميق العلاقات الإيرانية – المصرية: «أعتقد أنه بالإمكان بناء صرح راسخ للعلاقات الودية بين البلدين والإسراع بتطوير العلاقات، وإن آفاق التعاون بين البلدين مفتوحة ولا عائق في طريق الرقي بمستوى العلاقات».
وأكد الرئيس نجاد أن بلاده ستكون إلى جانب مصر، وقال إننا ندعم بكل قوة أي إجراء من شأنه التقدم بالعلاقات الثنائية خطوات إلى الأمام.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن رؤى إيران ومصر تجاه القضية السورية تأتي في مسار واحد، قائلا إن وصول أي مجموعة إلى سدة الحكم في سوريا عبر الحرب والصراع يعني استمرار الحرب والتوتر الأمني لفترة طويلة. وأضاف: «لو أصبحت سوريا غير آمنة فإن أمن سائر دول المنطقة سيتعرض للخطر أيضا، وإن هذه القضية تهدد المنطقة كلها».
وفي هذه الأثناء وصل إلى القاهرة أمس وفد من السياسيين والمعارضين في داخل سوريا قادمين من دمشق في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يلتقون خلالها عددا من معارضي الخارج، في إطار فتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج. وقال عضو في الوفد طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية، إن الوفد يضم ممثلي القوى والأحزاب وشخصيات معارضة ومستقلة في داخل سوريا وسيسعى لفتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج بما فيها شخصيات من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. وأوضح أن هذه الزيارة تأتي في إطار جهود ذاتية من الأطراف المشكلة للوفد بهدف تسريع التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وأوضح عضو الوفد أن الفترة القادمة ستشهد نوعا من التفاوض والاتصالات غير المباشرة بين النظام وأطراف المعارضة الخارجية بما فيها الائتلاف. وأشار إلى أن هناك قوى وشخصيات ستحضر من أوروبا إلى القاهرة من أجل اللقاء، كما سيتم إجراء لقاءات مع عدد من ممثلي الأحزاب المعارضة في مصر وجبهة الإنقاذ الوطني، إضافة لعقد لقاءات مع مسؤولي الجامعة العربية، وخاصة أمينها العام بعد عودته من الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يتوجه الوفد إلى تركيا ومن المحتمل أن تمتد جولته إلى لبنان.
ووصل إلى القاهرة أيضا وفد تركي - سعودي مشترك قادما على متن طائرة تركية خاصة من إسطنبول في زيارة لمصر تستغرق يومين يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الأمنيين لبحث آخر تطورات الأزمة السورية.
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

إسرائيل تتهم إيران بالوقوف وراء إرسال طائرة بلا طيار إليها .. مروان البروغوثي يؤكد من سجنه أن إسرائيل غير مستعدة لتحقيق السلام وعباس يعلن بدء المشاورات لتشكيل حكومة جديدة برئاسته....عباس يبدأ بتشكيل حكومة توافق برئاسته...القضاء الإسرائيلي يرفض استئنافاً لمؤسسة حقوقية كاثوليكية لوقف بناء الجدار...الأردن يعيد انتاج دوره الاقليمي عبر الأزمة السورية

التالي

بارزاني يضع 3 خيارات أمام التحالف الشيعي.. أحدها الحرب.. رئيس حكومة كردستان يتوجه إلى بغداد اليوم....إقفال 10 قنوات معارضة وتحقيق يكشف عن إعدام جرحى في ساحة الحويجة .. المالكي مستعد للتنحي إذا ضمن عدم ملاحقته بجرائم ضد الإنسانية.....بارزاني يدعو إلى عقد «مؤتمر قومي»: القرن الواحد والعشرون قرن الشعب الكردي...الصدر يحذر من إدخال أحداث الحويجة والأنبار في اللعبة السياسية و الانتخابية...العراق: توقعات بوجود 10 حقول نفط عملاقة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,271,064

عدد الزوار: 7,626,563

المتواجدون الآن: 0