مجلس النواب سيمدّد لنفسه 6 أشهر أو سنة أو 4 سنوات
جنبلاط يبلّغ برّي اليوم رفضاً لاقتراحه والمجلس الدستوري ينظر في الطعن

تفتح التطورات الأمنية التي حصلت أمس في البداوي ملفا شائكا في لبنان، يعود الى زمن الحرب الاهلية، وقد تطور لاحقا بفعل الفساد المعشش في المؤسسات الرسمية، ومنها الأمنية، هو ملف الاستيلاء على أراضي الغير، والذي يتدحرج ككرة الثلج، كاشفاً عن مافيات تعمل بين لبنان والخارج لسرقة أملاك وعقارات تعود الى مغتربين سافروا منذ زمن بعيد، اضافة الى رشى في الداخل تغض النظر عن أبنية ترتفع من دون الحصول على التراخيص القانونية اللازمة وتصير مع الوقت أمرا واقعا لا سبيل لمعالجته، كما يحدث حاليا في البداوي، وكما هو حاصل على طريق المطار والاوزاعي وأكثر من منطقة.
قبل يومين، اشتبكت القوى الامنية مع لبنانيين وفلسطينيين بدأوا منذ مدة الاستيلاء على أرض للغير وتشييد منازل عليها. وقد أدت اشتباكات أمس مع قوى الامن الداخلي الى مقتل اثنين من الاهالي، واستشهاد عنصر في قوى الامن الداخلي هو العريف علي صقر سائق النقيب محمد مظلوم آمر فصيلة الهرمل الذي توفي محترقاً داخل آليته العسكرية.
وسألت "النهار" عن سبب وجود آمر فصيلة الهرمل وسائقه في البداوي (الشمال)؟ في المعلومات ان آمر فصيلة المنطقة المتهم بتلقي رشى من الاهالي للسماح لهم بالبناء طلب اجازة مدتها ثمانية أيام، والسبب المعلن هو احراجه تجاه الاهالي الذين يتصل بهم يوميا لحل المشاكل العالقة، مما استدعى من قوى الامن الاستعانة بضباط من خارج المنطقة، بعدما ارتفعت أصوات الاهالي مطالبين باعادة أموالهم التي دفعوها بطريقة غير مشروعة، وباشروا البناء مع وعود بغض النظر.
وتضيف المعلومات انه تم وضع اليد على عدد من العقارات تعود الى لبنانيين مهاجرين، لكن الشكاوى من الفوضى اتسعت في المدة الاخيرة مما استدعى قرارا من قيادة قوى الامن لضبط المخالفات. وعجزت الاخيرة عن التنفيذ. وقد أصر مجلس الامن المركزي الذي انعقد الاسبوع الماضي على تنفيذ القرار، وطلب من الجيش المساعدة في ضبط الوضع.
ومع بدء التنفيذ في اليومين الاخيرين، دارت اشتباكات في بلدة وادي نحله – البداوي، جرح فيها خمسة عناصر من قوى الامن، واستشهد واحد، واحترقت آليتان عسكريتان وتضررت اخرى، استنادا الى بيان رسمي لشعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي، ومقتل مواطنين.
وليلا عقد اجتماع سياسي – أمني في منزل الوزير أحمد كرامي لـ"ضبضبة" الوضع، واقناع المتظاهرين الذين قطعوا الاوتوستراد الدولي، الذي يصل طرابلس بعكار، باعادة فتحه.
وفي البقاع، أقفل أهالي بدنايل الطريق ليلا احتجاجا على استشهاد ابن بلدتهم العريف علي صقر.

 

وفي شأن أمني آخر، وبعدما بثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي امس ان الطائرة من دون طيار التي اسقطتها اسرائيل الخميس الماضي "انطلقت من بيروت ولم يطلقها "حزب الله"، أبلغ مصدر أمني "النهار" ان الخبر عار من الصحة. وقال: "إن اسرائيل تسرعت في اعلان تقديراتها، واتهام "حزب الله"، وأن خبر "القناة الثانية" ايضا متسرع، لأن لا قدرة لأي فريق لبناني على اطلاق طائرة من دون طيار من بيروت، وبلوغ اسرائيل بها".
وأضاف: "ان ثمة انتشارا واسعا لقوات دولية في البحر، وفي المياه الاقليمية، ويمكن هذه القوى أن ترصد أي تحرك ينطلق في الجو من بيروت، لكنها لم تسجل هذا الامر، مما يعني ان هاوياً اسرائيلياً يمكن ان يكون أطلق الطائرة، أي من الشاطئ الاسرائيلي واليه، أو حركة "حماس" أو أي جهة أخرى، ولكن بالتأكيد ليس من لبنان".
وكان الجيش الاسرائيلي أعلن بعد ظهر الخميس ان طائرات مقاتلة تابعة لسلاحه الجوي أسقطت الطائرة من دون طيار قبالة شواطئ حيفا، ورجحت أن يكون "حزب الله" وراء هذا العمل.
ويذكر أنه في تشرين الاول 2012، اسقطت مقاتلات اسرائيلية طائرة من دون طيار تابعة لـ"حزب الله" وتبناها الحزب وأطلق عليها اسم "أيوب 1".

 

سياسياً، علمت "النهار" ان رد نواب "جبهة النضال الوطني" على الرئيس نبيه بري في شأن الطرح الانتخابي الذي قدمه لرئيسها النائب وليد جنبلاط في اجتماعهما الاخير في عين التينة سيكون سلبياً، وقد وصلت أصداؤه الى مقر الرئاسة الثانية أمس من خلال بعض اشارات الرفض، وسيتأكد هذا الجواب اليوم عند استقبال بري الوزير وائل ابو فاعور.
وفي المعلومات ان مشروع بري يقوم على المختلط في قسمين: 55 الى 60 في المئة اكثري شرط ان يكون اقتراع الناخب بصوت واحد (one man one vote) ويبقى 40 الى 45 في المئة للنسبي.
وقال بري لـ"النهار" انه على استعداد للموافقة على 60 في المئة للاكثري و40 في المئة للنسبي، "لان الهم عندي غرس بذور النسبية في الانتخابات من أجل التاسيس لحياة سياسية أفضل في المستقبل".
وسئل عن امكان عقد جلسة عامة قبل الموعد المقرر في 15 أيار، فأجاب: "من الآن أقول للجميع، لا أحد يتعب معي. لن أعقد جلسة قبل 15 أيار، وسأستمر طوال الايام المتبقية في المحاولات وبذل الجهود. اما الجلسة المقررة فستكون مفتوحة الى حين إقرار قانون جديد".
وماذا عن انتهاء ولاية المجلس، وما يحكى عن تمديد؟ أجاب: "هذا الامر يعود الى النواب مجتمعين وفي امكانهم ان يمددوا لفترة يحددونها من ستة أشهر الى سنة او الى اربع سنوات. وإلا كيف ستحكم الحكومة اذا لم يكن المجلس موجوداً؟".
اما اذا جرى التوافق على قانون جديد، فيقول: "يمكن اجراء تمديد تقني تحدده وزارة الداخلية وفق جهوزيتها".
وسألت "النهار" النائب وليد جنبلاط، فأجاب: "ان وفداً من جبهة النضال سيزور الرئيس بري الاثنين ويناقش معه الصيغة التي طرحها. وانا ارفض كلمة رد على الرئيس بري".
ويذكر ان اقتراح بري يدمج قضاءي الشوف وعاليه في دائرة واحدة، على غرار ما ورد في الاقتراح الذي قدمته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

 

ويعقد المجلس الدستوري اجتماعاً قبل ظهر اليوم برئاسة الدكتور عصام سليمان لتعيين مقرر من اعضائه يتولى وضع تقرير عن الطعن الذي تقدمت به "جبهة النضال الوطني" تمهيدا لايداعه المجلس للاطلاع عليه واصدار قراره بالطعن.
في غضون ذلك يتخذ المجلس الدستوري في خمسة ايام من تقديم الطعن قراراً بتجميد العمل بقرار تعليق المهل الصادر عن مجلس النواب الى حين بت المجلس الدستوري الطعن او ابقاء سريان قرار مجلس النواب.
وقال رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان لـ"النهار" إنه في جلسة اليوم "سنعين مقررا من اعضاء المجلس يضع تقريراً في مهلة اقصاها عشرة ايام. وفي الوقت ذاته سنتداول طلب تعليق العمل بقانون تعليق المهل. والامر الاخير سندرسه في المجلس الدستوري لنرى ما اذا كان من ضرورة لذلك. سنتداول غدا (اليوم) او خلال اليومين المقبلين هذا الموضوع. وفي الوقت ذاته ينصرف المقرر الى وضع تقريره. وبعد عشرة ايام يعود المجلس الى الاجتماع تمهيدا لاصدار قراره، علما ان المهلة القانونية لاصدار قرار نهائي بالطعن محددة بشهر من تاريخ تقديم الطعن في 26 نيسان الجاري".
واشار سليمان الى ان عمل المقرر سري وكذلك التقرير الذي سيعده. ولفت الى ان كل هذه المرحلة تحاط بالسرية طبقا للاصول القانونية والتي تحظر ابداء الرأي الى حين صدور قرار نهائي وعلني بالطعن.

 

وأمس احتفلت الطوائف الارثوذكسية بأحد الشعانين وسط دعوات لاطلاق المطرانين المخطوفين في سوريا، وقد دعا بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي الى الصلاة لهما ورفع شريط اسود احتجاجاً على المآسي التي تحصل في حق الانسان السوري.

المعطى الجديد الذي كشفه المبعوث الخاص للرئيس الروسي  الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف في مطار رفيق الحريري الدولي امس تمثل في الحدث  عن لقاء جمعه مع ممثلي المعارضة السورية وعلى رأسهم الامين العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم في السفارة الروسية في بيروت. وركز الاجتماع على البحث عن "طريقة للتسوية في سوريا" وخصوصا ان الهيئة تبقى من وجهة نظر الروس، منظمة اساسية في صفوف المعارضة السورية. واللقاء في ذاته، شكل مناسبة جدد فيها المسؤول الروسي الرفيع دعم بلاده لـ"لبيان جنيف" على خلفية برنامج التسوية الذي قدمته الهيئة ولاسيما ان فيه "مواضيع تنطبق مع رؤيتنا." وبتجديده الدعوة الى الشروع في حوار وطني واسع والتشديد على دور السوريين انفسهم في تحديد مستقبل بلادهم على ان تساعد القوى الخارجية في ذلك، استأذن المبعوث الروسي الصحافيين الذين لبوا دعوته الى اللقاء السابعة والربع صباحا، ممازحا اياهم في مستهل كلامه " اشكركم لحضوركم. انه يوم الاحد، يوم الراحة والاستجمام."
وما لم يقله بوغدانوف تولى بلورة بعض عناوينه السفير الروسي الكسندر زاسبكين لـ"النهار"، بعد مرافقته "الضيف" الى الطائرة، معيدا تأكيد الثوابت الروسية. فتعليقا على لقاء نائب وزير الخارجية و"حزب الله" والذي تخللته معلومات عن دعوة بوغدانوف الحزب الى سحب مقاتليه من سوريا، اوضح زاسبكين "ان اللقاءات تخللها تحليل وتقويم عام للوضع، ولم نبحث في مطالب محددة او معاكسة".
ويعقب السجال المتجدد حول السلاح الكيميائي لقاء وزيري الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف في بروكسيل كما يسبق القمة الروسية-الاميركية المتوقعة في حزيران المقبل. ومع تجديد بوغدانوف رفضه لاي حل على الطريقة الليبية او الافغانية، برز التأكيد الاميركي لاستعمال هذه الاسلحة وسط تلويح بامكان فرض منطقة من الحظر الجوي. ويعلق زاسبكين على هذه المعطيات معربا عن "خشية بلاده من استخدام موضوع السلاح الكيميائي لاغراض لا تتعلق بالبحث عن حل وكشف الحقيقة". ويضيف: "نريد التدقيق في هذه الاخبار وكشف الحقيقة فيها وليس تكبيرها لتحقيق اغراض اخرى". وعن الرفض الروسي لارسال لجنة تحقيق الى سوريا لهذا الهدف، يقول: "ايدنا الطلب السوري للتحقيق في احداث 19 الجاري، وانما برز توجه نحو توسيع صلاحيات الفريق لجهة زيارة كل المناطق على غرار ما حصل في العراق. واعتقد ان الخطوة هذه لا تهدف الى البحث عن السلاح الكيميائي المزعوم، بل الى التدخل في سوريا وتصعيد الاوضاع."
وكان الناطق باسم الخارجية الروسية وصف طلب الأمانة العامة للأمم المتحدة من دمشق الموافقة على إنشاء آلية تفتيش دائمة على الأراضي السورية، ومن دون قيد بأنها " آلية شبيهة بتلك التي استخدمت في نهاية القرن الماضي في العراق". وزاسبكين الذي لم يرفض احتمال مشاركة بلاده في اللجنة او ترؤسها بناء على الطلب السوري، وصف انشاء الحكومة الموقتة برئاسة غسان هيتو والتي "تمثل جزءا من المعارضة بالخطوة غير الشرعية والمضرة لعملية التفاوض".
ومن مطار بيروت، جدد الروس على لسان سفيرهم والمبعوث الروسي الذي توجه بعدها الى عمان استنكارهم "لجريمة خطف المطرانين" التي تثير "قلقا شديدا" بالتزامن مع دعوة الى بذل الجهود لانقاذهما بكل الطرق الممكنة.
وكان بوغدانوف ابدى ارتياحه الى لقاءاته اللبنانية التي تخطت الـ 20 في يومين. وشمل آخر الاجتماعات الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله والنائب سليمان فرنجية ونائب امين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب يرافقه السفير اشرف دبور. وقال الموفد الروسي ان اجتماعاته "ساعدت على بلورة نظرة متكاملة للمواضيع اللبنانية". ولم تفته الاشارة الى "لقاءات عاطفية" مع ناشطين واصدقاء قدامى، مسميا جاك صراف وسمير مقبل وكريم مروة، ومحسن ابرهيم، وكريم بقرادوني، ونديم عبد الصمد.
 

تطور احتجاج على إزالة مخالفات بناء في منطقة وادي النحلة في البداوي امس إلى خلاف كبير بين الأهالي والقوى الأمنية والعسكرية تخلله إطلاق نار، أدى إلى استشهاد عنصر من قوى الامن الداخلي، وسقط   محمد عبدالله سيف (17 سنة) ومحمود ريا قتيلان واصيب  أكثر من عشرة أشخاص بجراح بعضها خطر.
وبعد الاشتباكات المسلحة التي استمرت نحو ثلث ساعة وأجواء التوتر التي سادت لساعات مساء امس عاد الهدوء الى منطقة البداوي، وسط أجواء الترقب والحذر، على اثر انسحاب القوى الأمنية والعسكرية من شوارع وادي النحلة وجبل البداوي.
و ما ان سمع الأهالي بمقتل سيف وجرح الآخرين حتى اقفلوا كل المنافذ المؤدية إلى وادي النحلة، بالإطارات المشتعلة، واحرقوا سيارتين للقوى الأمنية ما لبثت إحداهما أن انفجرت بعد وصول النيران إلى خزان الوقود.
ثم قطع شبان من آل سيف الطريق الدولية عند مفترق وادي النحلة في البداوي التي تصل طرابلس بعكار والحدود السورية وسط اطلاق نار كثيف في الهواء وقطع آخرون المنافذ الاخرى التي تصل المنطقة بالطرق الفرعية والرئيسية. فيما كانت النيران تلتهم آليتي قوى الامن الداخلي اللتين تعرضتا للاحراق.
وفي ساعة متأخرة من الليل تدخل بعض وجهاء المنطقة وفاعلياتها للتهدئة، وعملوا على تأمين سحب سيارتي جيب أخريين الاولى لقوى الأمن الداخلي والثانية للجيش، بعد تعرضهما لأضرار كبيرة.
وعلم ان الجرحى الذين أصيبوا هم: عبدالله عبود سيف (والد القتيل محمد عبدالله سيف)، محمد محمود سيف، هارون محمد سيف، محمد ريا، ومحمود ريا، فواز احمد سيف، عمر مهدي سيف، مصطفى ياسين سيف، عبود جزار سيف، وحسين شحادة سيف.
وبقيت الطرق الرئيسية والفرعية التي تصل طرابلس بعكار وبالحدود السورية مقطوعة حتى ساعة متأخرة، الى ان وصلت فاعليات من طرابلس ومن آل سيف الى منزل ذوي القتيل والجرحى، وعملوا على تهدئة الاوضاع.
وانسحبت القوى الأمنية والعسكرية من شوارع وادي النحلة وجبل البداوي.

"اتفقوا في ما بينكم". رسالة يحملها السفير الفرنسي في لبنان باتريس باؤلي ويعيد تكرارها منذ حملها الرئيس فرنسوا هولاند الى بيروت في زيارته الخاطفة لساعات في طريقه الى المملكة العربية السعودية في الرابع من تشرين الثاني الماضي والتي شاء من خلالها التعبير عن الاولوية التي يحتلها لبنان لدى فرنسا، فكان اول بلد عربي يزوره بعد انتخابه للرئاسة الفرنسية علما ان زيارته اعقبت من حيث توقيتها الهزة الامنية الكبيرة التي تمثلت باغتيال اللواء وسام الحسن. "اوجه رسالة من فرنسا الى كل اصدقائنا اللبنانيين"، يقول السفير الفرنسي، "انه من مصلحة لبنان الآن ومع تسمية رئيس حكومة جديدة ان تتألف حكومة في اسرع وقت وان يتفق اللبنانيون حول ذلك. انها رسالة صداقة وليس تدخلا لاننا نرى ضرورة الا يبقى لبنان غير موحد لانه سيكون معرضا اكثر لكل المخاطر والتهديدات".
في زيارة له الى مبنى "النهار" يرافقه المستشار الثاني في السفارة المستشار الصحافي جان كريستوف اوجيه والملحق للسمعي – البصري تانكريد دولا مورينوري والملحق الصحافي ومدير البروتوكول فرنسوا ابي صعب، حمل السفير باؤلي رسائل عدة لا ينفك يكررها وآخرها ما ابلغه الى رئيس الحكومة المكلف تمام سلام لدى زيارته له فور عودته من باريس حاملا معه رسالة دعم من السلطات الفرنسية من اجل ان يتم تأليف حكومة بسرعة. يقول باؤلي: "ما نقوله ونردده بقوة انه يجب تأليف حكومة. اتفقوا في ما بينكم. ليس علينا ان نحل مكان اللبنانيين وتقرير الطريقة التي يجب ان يحددوا عبرها حياتهم المشتركة ومستقبلهم. لكن هذا ما نقوله بقوة واليوم اكثر من اي وقت مضى وما قاله وزير الخارجية لوران فابيوس للرئيس المكلف تمام سلام لدى اتصاله به بعيد تكليفه".
الرسالة الاخرى تتصل بالانتخابات وما يسري على الحكومة من الحاح يسري عليها". لبنان في حاجة ملحة الى اجراء الانتخابات النيابية " يقول السفير الفرنسي. وتبريره لذلك "ان الانتخابات هي المتنفس الديموقراطي الطبيعي والبديهي لاي بلد. ويجب على اللبنانيين ان يشعروا بانفسهم ممثلين ولذلك فان الانتخابات هي ضرورة مطلقة وليس علينا نحن ان نقول وفق اي قانون انتخابات. " وفي رأيه ان اللبنانيين واعون للتحديات الاقليمية الجدية والتي يتعين عليهم مواجهتها ولذلك فان الكلمة تعود اليهم".
وفي اطار مكمل لهاتين الرسالتين يبرز باؤلي ضرورة "توحد اللبنانيين كما فعلوا في شهر حزيران من خلال اعلان بعبدا الذي كان رسالة هي ترجمة لشعور اللبنانيين جميعا انهم على المركب نفسه وان على هذا المركب ان يبقى عائما والوصول الى الميناء. وليس علينا ان نقول ما هي عناصر الاتفاق او شكلياته، انما ضرورة ان يكون هناك اتفاق يلتقي عليه كل الاطراف السياسيون برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. هذا ما نشجعه. وهذه هي الرسالة التي حملها الرئيس هولاند بوضوح في زيارته في تشرين الثاني الماضي".
واستنادا الى "واجب الصداقة" نفسه الذي يؤكده السفير باؤلي تجاه " اصدقائنا اللبنانيين " دعوة الى النأي عن الازمة السورية. يقول: "لنكن واضحين حرب سوريا ليست حرب لبنان حتى لو كانت تعنيهم لجهة مستقبلهم وحتى لو انه لا يمكن المرء ان يكون لامباليا تجاه ما يحدث في المنطقة لان لكل حدث انعكاسه على الآخرين. ونحن نعرف جيدا ماهية العلاقات بين دول المنطقة وشعوبها. الا ان حرب سوريا ليست حرب اللبنانيين. وقد اتسمت بالحكمة الرسالة التي عبر عنها الحوار الوطني الذي حصل في ايار وحزيران الماضيين ان لبنان واللبنانيين يجب ان يبقوا بعيدين اكبر قدر ممكن عن هذه الازمة. ونحن نقول ان هذا ما ينبغي ان يكون الوضع عليه وان يبقى اللبنانيون بعيدين قدر الامكان وعدم نقل الازمة الى بلدهم وفق ما قد يسعى الى ذلك البعض من خارج لبنان". ومع مؤشرات انخراط عملي اكبر في الايام الاخيرة في الازمة السورية ما " يحتم وعيا جماعيا ولن نغير رسالتنا لان الوضع يتغير بل على العكس تزداد رسالة صداقتنا جدية وقوة اكبر". وتبعا لذلك لا يخفي السفير الفرنسي خشية من انزلاق لبنان الى اتون الازمة السورية، "فهناك خطر فعلا فهو موجود ونحذر يوميا منه وحين يطرح علينا السؤال. الا انني اعتقد ان وعي اللبنانيين للمخاطر هو الذي يجب ان يسير القرارات".
وهل تخشى فرنسا على جنودها في القوة الدولية في الجنوب تبعا لمواقفها المؤيدة للثورة السورية يقول باؤلي: "طلبنا بعد الاعتداءات على اليونيفيل في عام 2011 ضمانات من السلطات اللبنانية حول تأمين تحركات القوة الدولية. وفرنسا ستبقى ملتزمة دورها من ضمن هذه القوة رغم اعادة النظر في عديدها مرارا الذين تفاوت عددهم بين 850   و950 عنصرا.
اما ما يتصل بسوريا فنحن هدفنا ان يختار السوريون انفسهم مستقبلهم اذ مرة جديدة اقول اننا لسنا من يختار ويقع على شعوب المنطقة ان تقرر وليس علينا ان نتدخل. وقلنا منذ بداية الازمة من اجل ان يتمكن السوريون من الاختيار يجب ان يكون هناك حل سياسي وان يمر هذا الحل في وقت من الاوقات عبر الحوار بين ممثلين عن الجانبين. هذا موقفنا واكده الرئيس هولاند وقلناه في اسطنبول واعتبرنا ان من دعا من المعارضة الى الحوار يتمتع بالشجاعة لان الحوار هو الحل. وفي لبنان تتنوع الاراء وتتناقض احيانا حول الازمة السورية. الا اننا واضحون ونعبر عن مواقفنا ولا ارى ان مواقفنا حول سوريا تشكل عائقا امام التواصل مع اي كان".
ويحدد باؤلي مصادر عدة للقلق الراهن على لبنان احدها موضوع اللاجئين السوريين، موضحا العمل من اجل اعادة تحريك المجتمع الدولي لدعم اكبر للدول المجاورة لسوريا خصوصا لبنان: "نحن تحركنا بقوة وطلبنا اجتماعا لمجلس الامن الدولي عقد في 18 نيسان من اجل متابعة التفكير في سبل الدعم كما دعونا الدول التي التزمت بوضوح في مؤتمر الكويت لتنفيذ التزاماتها. ونحن نتحرك ونعرف ان ليس لدينا وحدنا الوسائل من اجل معالجة الموضوع وقد زرت بنفسي اماكن عدة للاجئين ونحاول تقديم مساعدة متعددة الوجه انسانية وصحية وتعليمية وتقوية قدرات اللبنانيين ولدينا وسائل نضعها في خدمتهم، ونسعى الى ان نكون حاضرين حيث امكن مع الوكالة الفرنسية للتنمية. ولدينا قلق لأن الوضع في لبنان ليس سهلا راهنا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي جنبا الى جنب مع القلق من انزلاق لبنان الى الازمة السورية. الامر الآخر يتصل بدعم الجيش اللبناني في تقوية نفسه. ونحن نعرف ان هناك الكثير للقيام به الا اننا التزمنا جهدا جديا منذ تموز الماضي وتم درسه مع وزير الدفاع الفرنسي، والامور تتقدم وكانت هناك مناورات مشتركة مع الجيش اللبناني الشهر الماضي". يضاف الى عوامل القلق هذه ما يتصل وفق السفير الفرنسي "بالعمل الجماعي للمؤسسات ومن اجل ان يلعب الجيش دوره ويحصل على دعم سياسي. فهذا الاخير يحتم حدا ادنى من التوافق بين كل الافرقاء كما كانت الحال في الحوار الوطني. ومن هنا تمنياتنا ومن باب الصداقة الفرنسية للبنان ان يترجم الاتفاق بين اللبنانيين عبر الحكومة حيث يمكن ان يجد كل طرف نفسه ممثلا ومطمئنا خصوصا ان الحكومة وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكل طرف من حيث قدرته ووفقا للطائف جمع الجهود من اجل ان تعمل المؤسسات جماعيا في شكل افضل".
ولذلك يكرر السفير الفرنسي مناشدته اللبنانيين "فرسالتنا في موضوع الحكومة ليست رسالة مجانية وليست حكومة من اجل الحكومة انما حكومة تقول ان الفراغ ليس هو الحل" مجددا تأكيده وحرصه على ابراز "ان لبنان بالنسبة الينا صديق خاص وعزيز على نحو خاص".
عن تقديم فرنسا مساهمتها المالية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ظل محاولات الاساءة اليها عبر نشر قوائم مزعومة عن الشهود يقول باؤلي: "انها رسالة والتزام اخذناهما على عاتقنا منذ البداية ونحن نعتقد ان العدالة هي افضل وسيلة لحل الامور ويجب ان تستطيع ان تعمل المحكمة في شكل صحيح. ولذلك يجب ان تحصل على الدعم الذي نعبر عنه عبر مساهمتنا فضلا عن تمكينها من العمل". ويوجه دعوة "الى كل من يدعم المحكمة واهدافها، لان هدفها هو الحقيقة وهي ليست آلة سياسية بل آلة عدالة، بمن فيهم الحكومة اللبنانية الى التزام مساهمتها فيها ودعمها ماليا الى جانب الدعم السياسي والمعنوي من اجل ان تتمكن من العمل بصفة فاعلة واستقلالية كاملة. اما نشر الاسماء لمن يعتقد انهم شهود او يصنفون كذلك، فأرى انه يجب تفادي كل ما يعرض حياة الناس للخطر عبر نشر اسمائهم او تحديد هوياتهم".
وعن تأثر دور فرنسا بحكم الاتهامات التي تطاول "حزب الله" في قضيتي بورغاس وقبرص يقول باؤلي: "نحن نتحدث الى كل الاطراف في لبنان ولدينا التزام صادق لمصلحة لبنان وعبر الحوار الذي نقيمه مع كل فريق نتبادل الافكار. وهناك محققون يعملون على هذه القضايا ونحن نأخذ مواقفنا في ضوء النتائج وعبر تشاور مع شركائنا في الاتحاد الاوروبي. الا ان لدي اتصالات مع كل الاطراف السياسيين بمن فيهم "حزب الله" الذي ارى مسؤولين فيه دوريا وانقل اليهم رسائل واستمع الى ما لديهم".

حرص المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف على عدم استثناء اي طرف سياسي اساسي في لبنان خلال جولته التي انهاها امس وتوّجها قبل ساعات من مغادرته بلقاء مطول مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
بوغدانوف شرح وجهة نظر بلاده من الازمة في سوريا مبرراً ان موسكو تدافع عن مبادىء القانون الدولي وترفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول سواء كانت صغيرة او كبيرة.

 

خص المسؤول الروسي "رفيقه" النائب وليد جنبلاط بزيارتين الاولى تضمنت عشاء موسعاً مع "الرفاق القدامى" في الحركة الوطنية اللبنانية نديم عبد الصمد وكريم مروة ومحسن ابرهيم، وخلال العشاء شرح موفد الكرملين بديبلوماسية ناعمة ما يعلنه سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين عن القضايا الشائكة متوقفاً عند الصراع الدائر في سوريا منذ اكثر من عامين، وبسلاسة "الفودكا "الروسية التي عادة لا تغيب عن مثل هذه اللقاءات مرر بوغدانوف اشارات غير مشفرة عن "تماسك الجيش السوري"، على الرغم من حالات "الفرار"، وكرر جنبلاط مواقفه المعلنة من دمشق "متأثراً بحجم القتل والدمار في سوريا".
بعد اللقاء الحميم كان بوغدانوف يعتقد ان لقاء صعباً في انتظاره في بيت الوسط مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي توسط نائبين من متخرجي الاتحاد السوفياتي سابقاً، لكن اللقاء جاء ودياً رغم تأكيد الزائر الروسي ان "الرئيس السوري بشار الاسد لا يزال يحظى بشعبية غير قليلة في بلاده في مواجهة المجموعات المسلحة المختلفة الانتماء والجنسية" فقاطعه احد صقور "المستقبل": "سيد بوغدانوف لقد كانت الثورة في سوريا سلمية لاكثر من 6 اشهر ولو ظلت كذلك لما بقي من شعبية تذكر للاسد عدا عن انكم تدعون الى الحوار والاسد اول من رفض الحوار، مع معارضيه". ثم تناول الحديث اهمية سياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة اللبنانية، وان الانغماس في الازمة السورية يضر بلبنان".

 

لم يكن "حزب الله" في وارد الاعلان عن الغداء الذي جمع وفداً من قيادييه مع الضيف الروسي، لكن فضول الصحافيين دفع الحزب الى الاعلان عن اللقاء قبل نحو ساعة من حصوله. وعلى مدار ساعتين تذوق بوغدانوف المقبلات الجنوبية والبقاعية في الضاحية الجنوبية و"تحلى" بالاشادة بـ"الصدقية الموصوفة التي يتمتع بها الحزب وبحجم التأييد الشعبي الذي اوصل ممثليه الى البرلمان والحكومة". هذه العبارات رددها المسؤول الروسي لدى اجابته عن "تورط مقاتلين من الحزب في المعارك الدائرة في سوريا"، وخلال اللقاء بدا الزائر الروسي الآتي من طهران مطمئناً الى الاوضاع في سوريا وتطوراتها الميدانية في الاسابيع الاخيرة. وفي سياق آخر اعتبر ان  الحجج التي تسوقها واشنطن عن استخدام دمشق الاسلحة الكيميائية طبعة جديدة عن تلك "المزعومة التي سبقت الحرب على العراق"، ورداً على سؤال عن ارسال "الجهاديين" من لبنان الى سوريا بعد الفتاوى الاخيرة قال: "ان هؤلاء يذهبون لارتكاب الجرائم والقتل في سوريا".
لم يكتف المسؤول الروسي بذلك اللقاء "الضاحيوي" فطلب لقاء مع السيد نصرالله ليكلل به جولته اللبنانية، وكأنه يوحي ان جولته الى لبنان بدأت من بوابة طهران وتنتهي في حارة حريك.

 

لفترة غير قصيرة، استمر اللقاء بين بوغدانوف ونصرالله في الضاحية الجنوبية، تخلله مصارحة  حول الاوضاع السورية واللبنانية وقدم خلاله الامين العام لـ"حزب الله" رؤية لحل الازمة السورية غير متناقضة مع رؤية موسكو لجهة الحوار السياسي بين السوريين من دون تدخل اي طرف خارجي" والمناهض لواشنطن. الضيف الروسي شرح ابعاد القمة المرتقبة بين بوتين ونظيره الاميركي باراك اوباما في معرض رده عن استفسار احد الحضور. واستمر بوغدانوف   مطمئنا الى ما يجري في المنطقة على الرغم من تسليمه ان الازمة طويلة.

بوغدانوف حاول المساواة في التدخل بسورية مذكراً بباخرة «لطف الله - 2» فسئل عن التحقيق!