وصول 15 إلى 20 جثة لـ "حزب الله" بينها قائدان ميدانيان وخامنئي: حرب سوريا بين أنصار المقاومة وأعدائها....«فورين بوليسي»: لدى «حزب الله» شكوك بأن الأسد سهّل اغتيال مغنية...بريطانيا وضعت خططاً لضربة جوية أو هجوم صاروخي يجبر الأسد على التفاوض.....«كتائب المجاهدين في عكار» تلوّح بـ «الاستشهاديين» إذا لم ينسحب «حزب الله» من سورية...منظمة «أوكسفام» للإغاثة: العالم يوشك أن يخذل الشعب السوري.. بلجيكي يبحث عن نجله بين صفوف الثوار في حلب..

نظام الأسد قرر الاستمرار بالقتل والمبادرات عقيمة وتفجير موكب رئيس الحكومة في «المربع الأمني» بدمشق...مئات المثقفين العرب والأجانب يوقعون بياناً لدعم النضال السوري من أجل الحرية والكرامة....روسيا تحذّر من تكرار السيناريو العراقي في سورية وفرنسا غير متأكدة من استخدام النظام أسلحة كيماوية

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 أيار 2013 - 4:45 ص    عدد الزيارات 2285    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
نظام الأسد قرر الاستمرار بالقتل والمبادرات عقيمة
إيلاف.....بهية مارديني        
يرى سياسيون ومعارضون سوريون أن نظام بشار الأسد عازم على مواصلة قمع الثورة بكل السبل الممكنة، وهو يستغل المبادرات السلمية كغطاء لكسب المزيد من الوقت فقط.
توالت المبادرات للوصول إلى حل في سوريا كان آخرها ما تردد حول قيام رجال أعمال سوريين باقتراح مبادرة ُسمّيت بمبادرة "الضمير" أو "الفرصة الأخيرة".
من بنود هذه المبادرة ضمان بقاء بشار الأسد رئيساً لسوريا حتى العام 2014، ورغم اصدار بعض رجال الأعمال مثل أنس الكزبري وموفق القداح، ممن وردت أسماءهم في المبادرة بيانا نفوا فيه اطلاقهم أية مبادرات رسمية إلا أن إضافة أسماء أشخاص آخرين يروجون لها ساعدت في استمرارها.
 فرصة للنظام
 الاعلامي والكاتب السياسي نهاد إسماعيل، قال لـ"إيلاف": أتابع الملف السوري منذ تولي بشار الأسد السلطة بحكم عملي المهني، ولذلك أي حل "لا يشترط تنحي الأسد تحت تسميات مبادرة سلمية هو اعطاء فرصة للنظام حتى لا يتنازل"، ورأى أن "الانتظار حتى 2014 هو خدعة فقد يحدث إي شيء لالغاء أو تاجيل الانتخابات أو يشترط النظام الغاء الانتخابات تحت أي سبب من الأسباب".
 وشدد على أن "كل حديث النظام السوري عن بقاء الأسد معناه أن تستسلم المعارضة، ويبقى الأسد والنظام"، معتبرا أن كل "من يساهم في مشاريع حوار أو حل سياسي تم خداعه ووقع في الفخ".
 وأضاف "لا أؤمن بهذه المبادرات تحت اية تسمية كانت، سواء صبغت بوصف حل سلمي أو حوار أو تفاوض"، ولفت إلى أن كل هذا ليس بجديد فقد تجاهل النظام في وقت سابق كل الدعوات وهمّش الإصلاح.
 مستمر في القتل
 من جانبه، رأى المهندس أيمن عبد النور، المدير التنفيذي لـ"مسيحيون سوريون من أجل الديمقراطية"، أن النظام قرر الاستمرار في القتل والاجرام والحل الأمني للنهاية وأن تصريحات بشار الأسد واضحة بأنه سيستمر حتى النصر على المسلحين.
 واعتبر في تصريح خاص لـ"ايلاف" أن "ما يتسرب من أحاديث بينه وبين كبار الضباط كلها تبين بوضوح بأنه لن يتنازل عن أي من سلطاته ونفوذه، مهما كلف ذلك من تدمير مما يترك للمعارضة فقط الاستمرار في الحل العسكري".
 ورأى عبد النور "أن النظام يفعل ذلك من أجل أن يكسب المزيد من الوقت لارتكاب المجازر ومن أجل اعطاء أوراق لحلفائه الروس والايرانيين، فهو يريد مبادرات تظهره بانه راغب بالحل السياسي مثل مبادرة الحوار ومبادرة الضمير التي سيستمر بالتلاعب بها لكسب الوقت".
 وأكد أن "هذه المبادرات لن تثمر إلا اذا أجبر عليها جبرا بالقوة العسكرية وكمنفذ أخير له". من جانبه اعتبر ديلاور السباهي عضو تيار التغيير الوطني" لا يمكن أن يتصور أن تسمى هذه المبادرة مبادرة الضمير في هذا الوقت فقد مات الضمير وهذا انسان قاتل ومجرم والحل الوحيد محاسبة بشار الاسد".
 انتهت كل المبادرات
 وشدد في تصريح لـ"ايلاف" لم يبق هناك للتفاوض والمبادرات ليس هناك منزل إلا وفيه شهيد، ولا يوجد أية أسرة الا منكوبة انتهت كل المباردات. واعتبر "سبب المعاناة التي يعانيها السوريون أيضا الحرب بالوكالة بين الدول على الساحة السورية والضحية هو الشعب السوري".
 ورأى "أن المبادرات عبارة عن طلقات خلّبية لا يمكن أن تسفر عن أية نتيجة".
ولكن برأيي أحمد القصبجي، عضو تيار التغيير الوطني، أنه من الممكن أن يكون هناك مبادرة وحل سياسي وشدد أريد أن يكون هناك حل يوقف قتل الشعب السوري وأنا مع أية مبادرة حقيقية فقط يقف القتل.
 الكلمة الأخيرة
 واعتبر أن الكلمة الاخيرة ليست للنظام للدول كلمة روسية أميركية، والموضوع برمته من أجل مصالح اقتصادية في سوريا. ورأى أنه على المعارضة السورية أن تعد الروس والايرانيين بعدم تهديد مصالحهم في سوريا مقابل التخلي عن النظام.
 ومبادرة رجال الأعمال أو مبادرة الضمير دعي اليها بعد عامين من الحرب في الأردن آذار الماضي "حرصاً على عدم تفتت الوطن وانهيار مقوماته وحفظاً لحياة وكرامة المواطن السوري المشتت داخل وخارج الوطن".
 وأكد المبادرون أنهم مجموعة من التجار والصناعيين ورجال الأعمال ورجال الدين والمجتمع أطلقوها للتعبير عن مساندتهم المعنوية والمادية لكلّ جهد صادق ومخلص وحقيقي يهدف إلى وضع حدّ لهذه المحنة التاريخية التي تمر بها سورية، وإيقاف آلة القتل والتدمير التي لم تهدأ لأشهر متواصلة، وتحقيق الانتقال إلى ديمقراطية حقيقية غير شكلية تقوم على المواطنة في دولة قانون وعدل ومساواة واحترام لحقوق الإنسان.
 ولفتت المبادرة الى وجوب "تحقيق انتقال سلمي، وإيقاف الضرر عند الحد الذي وصل إليه"، وطالبتهم التحلي بأقصى درجات المسؤولية الوطنية، والتعبير عن مصلحة الدولة لا مصلحة الأفراد، وتغليب مصلحة سورية وأهلها فوق مصالح الحلفاء أو الأصدقاء والقوى الكبرى.
 سوريا دولة لجميع مواطنيها
 وأشار المبادرون الى أن سورية دولة لجميع مواطنيها، لا يفرقهم عن بعضهم دين أو تميز بينهم طائفة، ولا بدّ من مصالحة وطنية تاريخية تتحلى بالشفافية والمكاشفة تكون أساساً لدولة المواطنة.
 وأعلنت المبادرة دعمها الكامل لكل المبادرات التي تدعو إلى الحوار، إن كانت من الداخل(الحكومة) أو من الخارج (المعارضة).
 ويرى المبادرون عدة نقاط جامعة بين هذه المبادرات قد تشكل أرضية ملائمة لبدء عملية تفاوضية جادة ومسؤولة، كما وتدعم المبادرة مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في هذا الإطار، وتؤكد عليهم عدم إضاعة هذه الفرصة لتحقيق الانتقال السلمي وإيقاف الضرر عند هذا الحد الذي وصل إليه وتعمل على خلق أجواء دولية وإقليمية ومحلية مساعدة لإنجاح العملية التفاوضية.
 وكانت غاية المبادرة "الوصول إلى طاولة مفاوضات يلتقي بها ممثلون من المعارضة وعن السلطات السورية لإيجاد المخرج المناسب للأزمة في سوريا وقفاً لنزيف الدم السوري وحفاظاً على ما تبقى من المقدرات الاجتماعية والاقتصادية وتحقيقاً للإنقاذ الوطني في سبيل قبول مبدأ التفاوض دون شروط مسبقة".
 فيما لايمثل أعضاء المبادرة أي من أطراف التفاوض ويعملون لإيجاد وتقديم البيئة المناسبة لإنجاح عملية التفاوض عبر تعزيز الثقة والتحاور مع جميع الأطراف لتذليل أية عقبات تواجه العملية السياسية. كما أعلن أصحاب المبادرة انحيازهم المطلق للوطن والشعب وللحفاظ على سورية موحدة وديموقراطية تعتمد على هويتها وتراثها ورؤيتها لمستقبلها.
 
نجاة رئيس وزراء نظام الأسد من تفجير في وسط دمشق
 أ ف ب، رويترز، يو بي أي، "المستقبل"
نجا رئيس وزراء النظام في سوريا وائل الحلقي من تفجير استهدف موكبه في وسط دمشق أمس، في دليل قوي على قدرة المعارضة على ضرب رموز النظام في قلب العاصمة، يضاف إلى تمكن المعارضة من فرض سيطرتها خلال العامين المنصرمين على أجزاء واسعة في شمال وجنوب وشرق البلاد.
ويأتي إظهار المعارضة قدراتها هذه على الرغم من عدم موافقة الدول الكبرى على تسليحها، بل وغضها النظر عن استخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لدرجة أن الدول الغربية تتراجع واحدة إثر الأخرى عن تأكيداتها السابقة باستخدام النظام سلاح الدمار الشامل هذا، لدرجة أن صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت أمس عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما محى خطه الأحمر بشأن السلاح الكيميائي في سوريا.
الحلقي
إذاً، وصلت المعارضة الى قلب العاصمة معقل بشار الأسد. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن ستة أشخاص قتلوا في التفجير الذي استهدف موكب وائل الحقي، وهو الأحدث في سلسلة هجمات تنفذها المعارضة على أهداف حكومية منها تفجير وقع في كانون الأول الماضي أصيب فيه وزير الداخلية.
ولا يتمتع الحلقي بسلطات كبيرة لكن الهجوم ألقى الضوء على قدرة المعارضة المتنامية على استهداف رموز سلطة الأسد في الحرب التي أودت بحياة أكثر من 70 ألف شخص وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
وعين الأسد الحلقي في آب الماضي ليحل محل رياض حجاب الذي انشق وفر إلى الأردن المجاور بعد أسابيع من تفجير في دمشق قتل فيه أربعة من كبار مستشاري الرئيس.
ونقلت الأنباء الناطقة باسم النظام عن الحلقي تصريحات لم تُبث على التلفزيون أدان فيها الهجوم واعتبره "دليل إفلاس وإحباط المجموعات الإرهابية والقوى الداعمة لها بسبب بطولات وانتصارات الجيش العربي السوري". ووقع التفجير في حي المزة بالعاصمة بعد الساعة التاسعة صباحاً بقليل وتسبب في تصاعد دخان أسود كثيف.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن شخصاً من مرافقي الحقي قتل إلى جانب خمسة من المارة.
وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لرجال إطفاء وهم يوجهون خراطيم المياه صوب سيارة محطمة. وعلى مقربة كانت هناك حافلة بيضاء كبيرة محطمة النوافذ ومقاعدها محترقة. وكان الزجاج المهشم والحطام يتناثر في شارع رئيسي. وقال التلفزيون التابع للنظام إن "التفجير الإرهابي" في المزة كان محاولة لاستهداف موكب رئيس الوزراء. لكنه أكد أن الحلقي بخير.
وعرضت قناة الإخبارية التلفزيونية الملحقة بنظام الأسد لقطات للحلقي وهو يرأس لجنة اقتصادية في مقر رئاسة الوزراء.
وحي المزة جزء من مربع آمن آخذ في التقلص في وسط دمشق تقع فيه العديد من المؤسسات الحكومية والعسكرية ويقيم فيه العديد من المسؤولين السوريين البارزين.
السلاح الكيميائي
في الشأن الكيميائي، أعلنت إسرائيل أنها تمتلك أدلة وإثباتات على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة في سوريا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله أمس إن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية ضد المتمردين، وأن الحديث لا يدور عن تقييمات استخباراتية بشأن استخدام السلاح الكيميائي وإنما هناك إثباتات وحتى أكثر من إثباتات. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه توجد مواد خام ثقيلة بشأن استخدام جيش الأسد للسلاح الكيميائي، وهذا معروف لجميع وكالات الاستخبارات، فقد تم إطلاع جميع الجهات الاستخباراتية، ولا توجد شكوك لدى أحد في هذا الموضوع .
وقال المسؤول الإسرائيلي إن أحد المخاطر المركزية بالنسبة لنا هو تسرب السلاح في سوريا إلى "حزب الله" ولبنان، وتسربها أيضاً "إلى تنظيمات إرهابية تحاول الوصول إلى الحدود (في هضبة الجولان)، واحتمال استيلائهم على سلاح كيميائي أو تقليدي لم يكن بحوزتهم أبداً، ينعكس على دولة إسرائيل".
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية ليل الاحد ـ الاثنين نقاشاً مطولاً دام أربع ساعات حول قضية السلاح الكيميائي في سوريا.
وبحسب تقارير صحافية إسرائيلية، فإن الجلسة تناولت السياسة الإسرائيلية الواجب اتخاذها إزاء المشهد السوري بعدما كان المجلس المصغر قد استمع على مدى الأسابيع الأخيرة إلى تقارير استخباراتية بهذا الشأن .
وكان مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي قد طلب من جميع الوزراء التنسيق معه قبل الإدلاء بأي تصريح حول الملف السوري .
وأفادت أنباء صحافية عن تباينات في مواقف الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية من الأزمة السورية حيث تفضل بعضها إسقاط النظام السوري باعتبار ذلك ضربة قاصمة للمحور القائم بين إيران وسوريا و"حزب الله"، فيما يحذر بعضها الآخر من تداعيات انهيار النظام ونشوء حالة فوضى، وبدء جماعات متطرفة باستهداف إسرائيل.
وفي سياق متصل أوردت صحيفة "معاريف" أمس أن مقاتلات إسرائيلية قصفت مقر القيادة المسؤولة عن السلاح الكيميائي في دمشق، ومركز أبحاث مجاوراً للعاصمة السورية بالإضافة إلى تحليقها فوق القصر الرئاسي ومواقع أخرى، لكنها لم تحدد الوقت الذي قصفت فيه هذه المواقع، فيما رفضت مصادر عسكرية إسرائيلية التعليق على هذا النبأ .
واعتبر رئيس "الموساد" السابق مائير داغان، أن على إسرائيل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه لا ينبغي التخوّف من وصول حكم إسلامي متطرّف في سوريا.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس"، عن داغان قوله في خطاب ألقاه أول من أمس في المؤتمر السنوي لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في نيويورك، إنه "لا ينبغي على إسرائيل أن تتخوف أكثر من اللزوم من استبدال الأسد بنظام إسلامي معادٍ وعدواني"، مرجحاً أن تعمل دول الخليج من أجل أن يخلف الرئيس السوري أشخاص معتدلون.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم "إن القيام بحملة واسعة النطاق لعزل التهديد الكيميائي في سوريا يتطلب إدخال قوات برية على نطاق واسع يشارك فيها ما لا يقل عن 75 ألف جندي من الولايات المتحدة ودول أخرى".
وأوردت الصحيفة نفسها تقريراً مطولاً حول السيناريوات التي تدرسها الإدارة الأميركية للتعامل مع الوضع المتفجر في سوريا، وقالت إن الولايات المتحدة "تستعد لسيناريو إدخال قوات برية إلى سوريا"، مشيرة إلى مخاوف الرئيس الأميركي باراك أوباما من الصعوبات التي تنطوي عليها إمكانية تحييد التهديد الكيميائي، بدءاً من المعلومات الاستخباراتية الدقيقة المطلوبة للعملية، وكذلك المخاطر الكامنة أثناء إزالة وجمع المواد الكيماوية السامة.
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن القوات البرية يجب أن تشتمل على وحدات "كوماندو" خاصة، وقوى استخبارغاتية، وخبراء في مجال الأسلحة الكيميائية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدول الغربية على علم بوجود 18 موقعاً على الأقل يستخدمها النظام السوري لتخزين الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن إدخال قوات برية سيواجه بمقاومة عسكرية سورية من جانب النظام السوري، سواء للدفاع عن المواقع، أو لإظهار أن الحرب مؤامرة مشتركة بين الغرب وتنظيم "القاعدة" لإسقاط النظام السوري.
وقالت الصحيفة إن الأسلحة الكيميائية يجب جمعها، وتركيزها في منطقة ربما تكون خارج سوريا من أجل العمل على عزلها ودفنها أو تدمير المنشآت التي تحتوي على هذه الأسلحة، مشيرة إلى أن "هذه العملية ضخمة جداً، وتستغرق شهوراً طويلة، وهو ما يعتبر ذرائع جيدة للإدارة الأميركية لتجنب القيام بعملية عسكرية في سوريا".
وضمن السيناريوات الأميركية المحتملة في سوريا، كما قالت الصحيفة إمكانية تسليح المعارضة، وهو ما يعجل من سقوط النظام، بيد أن ذلك يثير المخاوف من وقوع أسلحة كيميائية بأيدي "منظمات متطرفة"، كما أنه قد يدفع الرئيس السوري إلى استخدام هذه الأسلحة.
وأشارت الصحيفة الى سيناريو ثالث وهو تنفيذ عمليات قصف بالصواريخ من البحر لمواقع ذات صلة بالسلاح الكيميائي، إلا أن ذلك قد يدفع النظام السوري إلى مهاجمة أهداف أميركية، وقد يجر الولايات المتحدة إلى عملية عسكرية واسعة.
وتناولت الصحيفة سيناريو إقامة حزام أمني على طول الحدود مع تركيا والأردن، إلا أن إقامة مثل هذه الأحزمة، ستؤدي بالتأكيد إلى رد سوري قد يدفع أيضاً الى تورط الولايات المتحدة في تدخل عسكري واسع.
وجدد بعض النواب الجمهوريين الأميركيين دعواتهم لكي تقوم الولايات المتحدة بتحرك ضد سوريا بسبب عناصر أدلة متزايدة حول استخدام غاز كيميائي ضد المدنيين خلال النزاع.
وقال مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي "أعتقد أن ليس أمامنا الكثير من الخيارات لكن علينا القيام بإجراءات". وأكد لشبكة "اي بي سي" أن بعض المعلومات أثبتت احتمال استخدام النظام السوري "على نطاق ضيق" أسلحة كيميائية خلال النزاع المستمر منذ سنتين.
وقال السناتور ليندسي غراهام لشبكة "سي بي اس"، "علينا التدخل، والتوافق حول هذه النقطة على وشك أن يتم في مجلس الشيوخ الأميركي" مقراً في الوقت نفسه بأن "وضع سوريا معقد" وأنه سيكون من المجازفة القيام بتحرك هناك.
ودعا السناتور جون ماكين الذي يعتبر أيضاً من الصقور الجمهوريين في الملف السوري الى إرسال "قوة دولية لضمان أمن مخزونات الأسلحة الكيميائية ويحتمل الأسلحة البيولوجية".
لكن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قالت أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع عن خطه الأحمر الذي رسمه ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا من قبل النظام الحاكم.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها أمس أنه "بعدما أكدت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل قيام النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه، وحتى بعدما أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أن واشنطن تعتقد بدرجات متفاوته من الثقة أن مثل تلك الأسلحة قد تم استخدامها، خرج أوباما ليعلن أنه لم يكن يخادع، ولكن ما فعله يؤكد العكس تماماً".
ويبدو أن باريس تأثرت بموقف إدارة أوباما، وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن فرنسا "لا تملك تأكيدات" حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وأن لدى الأميركيين والبريطانيين "مؤشرات" فقط حول ذلك.
ونفى فابيوس لإذاعة "اوروبا 1" وجود "أدلة حتى الآن وطلبنا من الأمين العام للأمم المتحدة أن يأمر بإجراء تحقيق في كل أرجاء سوريا لنرى ما هي عليه الحال. إلا أن الأمر الذي يحمل دلالات هو أن سوريا رفضت السماح لمحققين بالدخول الى أراضيها".
والأسبوع الماضي أقرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بأن النظام السوري استخدم على الأرجح أسلحة كيميائية، مشيرة في الوقت نفسه الى أن استخباراتها غير كافية لتأكيد ذلك.
وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن "أدلة محدودة" ولكن "متزايدة" حول هذا الاستخدام. ونأت فرنسا بنفسها عن الموقفين الأميركي والبريطاني.
وقال وزير الخارجية الفرنسي "إننا نطور بوسائلنا الخاصة سلسلة كاملة من التحقيقات، وصحيح ـ كما أعلن أوباما وهولاند (فرنسوا، الرئيس الفرنسي) وكذلك الروس ـ إنه إذا تبين أن هناك استخداماً لأسلحة كيميائية في سوريا، فإن هذا الأمر سيغير عندئذٍ الكثير من الأمور".
في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن محاولات القوى الغربية لتوسيع نطاق تحقيق تجريه الأمم المتحدة بخصوص استخدام أسلحة كيميائية في سوريا ما هو إلا ذريعة للتدخل في سوريا.
وأكد لافروف في مؤتمر صحافي عقب لقائه برئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسانزا دلاميني زوما أن الموقف الروسي من القضية السورية لم يتغير على الرغم من ورود تقارير في وسائل إعلام لبنانية عن حدوث تغير في ذلك الموقف.
وقال لافروف "موقف روسيا هذا ظهر بوضوح في إطار اجتماع جنيف وورد في البيان الختامي لجنيف الذي وقع في 30 حزيران (من العام) الماضي. واليوم يظل هذا الموقف متسق تماماً أيضاً. أود أن أوضح أن المزيد والمزيد من شركائنا يميلون الى رفض الشروط الأولية وإلى البحث عن حل عملي لاتفاقات جنيف".
وحذر لافروف شركاء روسيا في مجلس الأمن وكذلك أي دولة أخرى من التدخل في سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية ذريعة.
الشأن الإنساني
في الشأن الإنساني أعلن الأردن أمس، أن أكثر من 45 ألف لاجئ سوري عادوا طواعية إلى بلادهم.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، عن مدير مخيم الزعتري للاجئين السوريين العقيد زاهر أبو شهاب، قوله إن مجموع اللاجئين السوريين الذين عادوا طواعية الى بلادهم منذ افتتاح المخيم في تموز من العام الماضي بلغ 45865 لاجئاً سورياً.
وأضاف أن هناك بين 300 الى 400 لاجئ يومياً، يرغبون بالعودة الى بلادهم طواعية، بعدما قامت الجهات المسؤولة عن المخيم بتقديم المستلزمات المعيشية لهم خلال وجودهم في مخيم الزعتري.
وأشار أبو شهاب الى أن عدد اللاجئين الذين تم تكفيلهم (خروجهم بكفالة) من المخيم بلغ 34467 لاجئاً.
وفي الأردن أيضاً، وجهت محكمة أمن الدولة أمس، تهماً لـ 4 سوريين بحيازة أسلحة أوتوماتيكية ومواد مفرقعة من دون ترخيص بقصد استعمالها على نحو غير مشروع.
وقال مصدر قضائي إن محكمة أمن الدولة وجهت لـ4 سوريين هم شريف الصفوري، وياسر الزعبي، وساهر الفالح، وصلاح الكناوي، تهمة حيازة مادة مفرقعة من دون ترخيص بقصد استعمالها على وجه غير مشروع. وأضاف أن الهيئة وجهت للمتهمين تهمة حيازة سلاح أتوماتيكي بقصد استعماله على وجه غير مشروع، والشروع التام بتصدير الأسلحة النارية من دون ترخيص، والخروج من أراضي المملكة بطريقة غير مشروعة.
وتشير حيثيات الدعوى المرفوعة بحق المتهمين السوريين الـ4 الى أنهم قاموا في أيلول الماضي بجمع مجموعة من الأسلحة الأتوماتيكية والقنابل اليدوية والصواعق وغيرها من المعدات العسكرية لتهريبها من الأردن إلى سوريا.
وأوضحت الدعوى أنه أثناء اجتياز المتهمين الـ4 للحدود الأردنية باتجاه الحدود السورية ألقي القبض عليهم من قبل القوات الأردنية، وبحوزتهم 13 قنبلة يدوية و12 صاعقاً من القنابل، وسلاحان أوتوماتيكيان من نوع كلاشنكوف، و4 مخازن، وذخيرة حية، إضافة الى معدات عسكرية أخرى.
وكانت السلطات الأردنية أعلنت مرتين عن ضبط مجموعات مسلحة سورية كانت قادمة من سوريا إلى الأراضي الأردنية.
في الشأن الإنساني أيضاً، دعت منظمة "أوكسفام" للمساعدة الدولية، في تقرير صدر أمس، مجلس الأمن الدولي الى استخدام نفوذه من أجل تسهيل وصول المساعدات الأنسانية الى المحتاجين في سوريا، مؤكدة أن العالم على وشك أن "يخذل" الشعب السوري الذي هو بأمس الحاجة للمساعدة.
وقالت المنظمة غير الحكومية في تقريرها حول مجهودات الإغاثة للأزمة السورية حمل عنوان "تزايد الاحتياج وتقليص القدرة. ندعو مجلس الأمن لاستخدام نفوذه في المساعدة على تحسين نفاذ الخدمات الإنسانية، وذلك بحث الحكومة السورية وجماعات المعارضة على تيسير وصول المساعدات إلى محتاجيها". وأضافت أن "ذلك قد يتطلب السماح للمساعدات بالمرور الى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة على حد سواء، وكذلك عبر الحدود الدولية من دول الجوار، مثل الأردن، ولبنان، وتركيا"، مشيرة الى "وجود نحو سبعة ملايين سوري داخل سوريا يحتاجون الى المساعدات الإنسانية".
وقال المدير التنفيذي لأوكسفام مارك غولدرينغ، الذي يقوم حالياً بزيارة لمناطق عمل أوكسفام مع اللاجئين على الحدود الأردنية السورية "يوشك العالم أن يخذل الشعب السوري تماماً، في وقت هو في أمس الحاجة لمساعدتنا. لقد أصبحت الاستجابة لهذه الأزمة على قمة أولوياتنا في الفترة الحالية". وأضاف "نسمع كل يوم أن أوضاع الكثيرين في سوريا مفجعة، ولكن تقديم الاستجابة الإنسانية المناسبة لهم أمر شديد الصعوبة ومحبط للغاية، إذ إن القيود المفروضة على نفاذ الخدمات الإنسانية تحرم أعداداً كبيرة من الضعفاء من الحصول على ما يستحقون من مساعدات".
وطالبت المنظمة المجموعة الدولية بتوفير الاحتياجات الكاملة لنحو 1,3 مليون لاجئ سوري يعيشون الآن في دول الجوار.
وأوضحت أن "ما وصل من تمويل يزيد بقليل عن نصف التمويل المطلوب لنداء الأمم المتحدة لتغطية احتياجات ستة أشهر (1,5 مليار دولار)، كان قد وعد بتقديمها، وكانت أكبر المساهمات من دول الخليج".
وحذرت أوكسفام من أنه مع "تضاعف أعداد اللاجئين في الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام، سوف تحتاج الاستجابة في المستقبل إلى مستويات مماثلة، بل وأعلى، من التمويل، لمواكبة تلك الكارثة الإنسانية التي تزداد سوءاً"، مشيرة الى أن "بعض المنظمات التي تعمل مع اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومنها أوكسفام، تعاني على وجه الخصوص، من نقص التمويل".
وقال غولدرينغ "كان البدء في جهود المساعدات على الحدود بطيئاً، وأصبح اليوم في حاجة للاتساع بحجمه كثيراً، وهو ما يتطلب زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية، ولكننا متوجسون من أن يحدث العكس، وتنخفض مستويات المساعدات في وقت قريب".
وأكدت المنظمة في تقريرها أن "هناك مخاوف من أن يؤدي الفشل في توفير الاستجابة الكاملة للطوارئ الإنسانية الى عواقب وخيمة على الاستقرار في المنطقة بأسرها". وأوصى التقرير بضرورة مساعدة الدول التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين كالأردن ولبنان.
وأشارت المنظمة الى أن "البلدان التي أكرمت توافد اللاجئين السوريين (على أراضيها)، مثل الأردن ولبنان، بدأت تستشعر بالفعل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها استضافة هذه الأعداد الهائلة، فأصبحت في حاجة الى حجم أكبر من المساعدات الدولية".
وأوضح غولدرينغ أن "اللاجئين يصلون الى الأردن ولبنان وهم يعانون الصدمة والخوف من القادم. لذلك، يجب أن تتزايد الاستجابة بقدر تزايد احتياجات السوريين في الداخل واللاجئين"، مشيراً الى أن "مستقبل المتضررين من هذه الأزمة سيكون قاتماً ما لم يتوفر لهم المزيد من الدعم".
ويستضيف الأردن أكثر من 500 ألف لاجئ سوري بينما يستضيف لبنان نحو 400 ألف لاجئ سوري، ويواجه البلدان تحديات صعبة أخرى.
وسبق للأردن ولبنان أن طالبا مجلس الأمن الدولي البحث في مشكلة اللاجئين السوريين.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد اللاجئين في الأردن الى 1,2 مليون سوري بنهاية العام الحالي.
وفي الإجمال فإن نحو 1,3 مليون سوري فروا من بلادهم الى الدول المجاورة منذ بداية النزاع الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة...
 
مئات المثقفين العرب والأجانب يوقعون بياناً لدعم النضال السوري من أجل الحرية والكرامة
("المستقبل")
وقّع مئات المثقفين العرب والدوليين، في إطار " الحملة العالمية لدعم الثورة السورية" بيانا دعوا فيه إلى أوسع حملة تضامن "لدعم النضال السوري من أجل الحرية والكرامة. وقال البيان:
"نتوجه بنداء دعم لنضال ملايين السوريين من أجل الحرية والكرامة منذ آذار 2011. ونتوجه إلى أحرار والعالم للضغط على النظام القمعي في سوريا ليوقف قمعه وهذه الحرب الفظيعة على الشعب السوري والمطالبة برحيل بشار الأسد مباشرة بلا أعذار ليبدأ السوريون بالتعافي من أجل مستقبل ديموقراطي.
منذ آذار 2011، يصعّد نظام الأسد عنفه ضد الشعب السوري، هو الذي يقتل شعبه بصواريخ سكود، مستخدما أسلحة تحرمها اتفاقية جنيف مثل القنابل العنقودية والفسفور الأبيض، عدا استخدام الطيران الحربي. هذا النظام سجن عشرات الآلاف وتحت عنف التعذيب، ويمارس مجازر مسكوتا عنها. رفض هذا النظام كل التسويات السياسية التي لا تضمن بقاء الأسد في السلطة. وسعى لإحداث استقطاب للمجتمع من خلال أفعال العنف وتغذية بذور الانقسام. وسعى منذ بداية الانتفاضة إلى تدويل الثورة ضمن صراعات جيوسياسية إقليمية ودولية كفيلة بتقوية النظام فعليا. لا يمكن للأسد التنازل لمطالب شعبه الشرعية بالحرية والكرامة. لذا، هذا نظام لا أمل بوجوده لسوريا حرّة، موحدة، ومستقلة طالما بقي الأسد في السلطة.
هذه الثورة التي أطلق شرارتها أطفال درعا ومعتصمو وشباب المدن ومثقفون وفلاّحو الأرياف والمهمشون والمُفقّرون، وشاركت فيها نساء بشكل فاعل، هؤلاء هم من اعتصموا بلا عنف طويلا، ولا يزال قسم كبير منهم يفعل، عبر الاحتجاجات والأغاني والأناشيد، قبل محاولة سحقهم بعنف النظام الرهيب. دفع عنف النظام المتمادي فئات من الثورة الشعبية السلمية إلى التسلح. كنتيجة، حمل شباب السلاح لحماية المظاهرات السلمية والدفاع عن أنفسهم، كما ونتج عن هذا التسلح محاولات من قبل مجموعات تقاتل النظام لفرض مناخ من الاستقطاب ونفي الآخر سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وهي أفعال بحد ذاتها ضد ثورة الحرية والكرامة.
ومع ذلك، بقيت ثورة الحرية والكرامة صامدة. لهذا السبب نتوجه، نحن الموقعون أدناه، إليكم في المجتمع المدني العالمي، لا للحكومات غير الفاعلة والتي تتلاعب، للدفاع عن مكتسبات ثورة السوريين، ولتعميم رؤيتنا: الحرية من السلطوية والدعم لثورة السوريين كجزء مكمل لنضالات الحرية والكرامة في المنطقة والعالم.
ثورة السوريين هي امتداد للنضال من أجل الحرية في المنطقة وعالميا. لا يمكن فصلها عن نضالات البحرينيين والمصريين والتونسيين واليمنيين والليبيين وشعوب أخرى انتفضت من أجل حريتها وكرامتها وتستمر تناضل ضد محاولات قمع الانتفاضات أو تحييدها لأهداف خاصة. ثورة السوريين مرتبطة بنضال الفلسطينيين للحرية والكرامة والمساواة. وهي ثورة الحرية الأساسية في بلاد الشام المكملة لثورات شمال إفريقيا. ولكنها أيضا امتداد لتمرد الزباتيين في المكسيك ونضال حركة البلا أرض في البرازيل، وحركات الأوروبيين والأميركيين ضد استغلالهم النيوليبرالي، وهي صدى لنضالات الإيرانيين والصينيين والروس للحرية.
واجهت الثورة السورية عالما مقلوبا رأسا على عقب، حيث من يقال إنهم أقرب إلى الشعب السوري مثل حكومات إيران وروسيا والصين وقفوا في الحقيقة لدعم السفّاح، فيما الدول التي لم تدعم استقلال الشعوب وحريتها، خصوصا في الولايات المتحدة وحلفائهم في الخليج العربي، تدخلوا على أنهم مع الثورة. قاموا بذلك بمصالح ذاتية تثير السخرية. في الواقع، أتى تدخلهم هذا ليحاول تحطيم الانتفاضة أو تحويلها عن أهدافها، في وقت قاموا بتغريق الثورة بالأوهام وكذب خادع.
أمام واقع إقليمي وعالمي تُركت فيه الثورة السورية عمليا لوحدها، نسأل دعمكم لأولئك السوريين الذين يستمرون بالنضال من أجل الكرامة والحرية والعدالة، والذين صمدوا في المعركة المفروضة عليهم، ورفضوا أيضا الأوهام التي حاول أعداء الحرية بيعهم إياها.
كمثقفين، وأكاديميين، وناشطين، وفنانين، ومواطنين معنيين، وكحركات اجتماعية من العالم وسوريا، نتوجه بنداء دعم لنضال الشعب السوري لتأكيد البعد الثوري في نضالهم ولمنع المعارك الجيوسياسية والحروب بالوكالة لأن تحدث في هذا البلد. نسألكم لمدّ دعمكم لكل السوريين من كل الخلفيات للمطالبة بانتقال سلمي للسلطة، حيث يمكن لكل السوريين أن يكون لهم أصواتهم ويقرروا مصيرهم. ونحن نرفض أيضا كل محاولة لاحتكار السلطة وفرض أجندات وهويات أحادية متجانسة على الشعب السوري. نتوجه إليكم لدعم الناس والمنظمات على الأرض الذين يستمرون برفع قيم سوريا حرة وديموقراطية.
 
 
وصول 15 إلى 20 جثة لـ "حزب الله" بينها قائدان ميدانيان وخامنئي: حرب سوريا بين أنصار المقاومة وأعدائها
أوباما يبلغ بوتين قلقه من أسلحة الأسد الكيميائية
(ا ف ب، رويترز، يو بي اي، فارس، "المستقبل")
أبلغ الرئيس الاميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين "قلق" الولايات المتحدة بشأن الاسلحة الكيميائية التي يملكها بشار الأسد، وفق ما أعلن البيت الابيض أمس اثر محادثة هاتفية بين الرئيسين قال الكرملين إن بوتين وأوباما الذي بادر إلى الاتصال، أكدا القيام بكل الإجراءات الممكنة بهدف حل الأزمة في سوريا نهائياً.
وفي إيران قال المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي أمس، إن ما يجري في سوريا ليس حرباً بين السنة والشيعة، بل بين "أنصار المقاومة ضد إسرائيل وأعدائها". ودافع عن الحكومة السورية التي قال إنها "ليست شيعية" ولكنها تواجه "معارضة "علمانية معادية للإسلام".
وتأتي تصريحات خامنئي عشية الكلام المتوقع أن يعلن فيه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مشاركة الحزب في القتال في سوريا "دفاعاً عن المقاومة".
وكشف مصدر من الضاحية الجنوبية لبيروت لـ"المستقبل" أمس، أن مستشفى الرسول الأعظم يستعد لاستقبال ما بين 15 إلى 20 جثة من مقاتلي الحزب سقطوا أخيراً في سوريا، منهم قائدان ميدانيان كبيران اسم أحدهما الحركي أبو عجيب والآخر من آل غملوش.
ففي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي باراك اوباما أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محادثة هاتفية، "قلق" الولايات المتحدة بشأن الاسلحة الكيميائية التي يملكها النظام السوري.
وخلال هذه المحادثة، "تدارس الرئيس اوباما والرئيس بوتين الوضع في سوريا، وشدد الرئيس اوباما على القلق ازاء الاسلحة الكيميائية السورية"، بحسب بيان البيت الابيض الصادر بعد ايام قليلة على اشارة الرئاسة الاميركية الى امكان استخدام دمشق مثل هذه الاسلحة.
واضاف البيت الابيض "قبل الرئيسان مواصلة التشاور الوثيق بينهما وطلبا من وزير الخارجية (جون) كيري و(سيرغي) لافروف مواصلة التباحث بشأن سوريا".
وأعلن الكرملين أمس كذلك، أن الرئيسين الأميركي والروسي، أكدا في اتصال هاتفي القيام بكل الإجراءات الممكنة بهدف حل الأزمة في سوريا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، أن بوتين وأوباما أكدا في اتصال هاتفي بينهما استعدادهما لاتخاذ كلّ الإجراءات اللازمة من أجل حلّ المشكلة السورية نهائياً.
واضاف أوشاكوف أن بوتين وأوباما أكدا أيضاً أهمية استمرار الاتصالات بين وزيري خارجية البلدين، وجهودهما الرامية إلى وضع خطوات مشتركة في الملف السوري.
قال أوشاكوف إن أوباما سيزور موسكو قبل قمة مجموعة الـ20 المقرر عقدها في بطرسبورغ الخريف المقبل. وأضاف أن اللقاء الشخصي الأول بين بوتين وأوباما في هذا العام سيجري في قمة الدول الـ8 الكبرى التي ستعقد في منتصف حزيران القادم في إيرلندا الشمالية.
وأوضح أن الاتصال كان بمبادرة أميركية.
وأكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة بصدد العمل مع بريطانيا وفرنسا وحلفاء آخرين لجمع المزيد من الأدلة بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا مع توثيق ذلك وتحديد الظروف المحيطة والمسؤولين عن ذلك.
جاء ذلك في رد للمتحدث باسم البيت الأبيض حول تطورات جهود الولايات المتحدة بشأن الوضع في سوريا, والخط الأحمر الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما للتدخل.
والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي أمس قبيل اجتماعه مع وفد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية.
ولم يدل الابراهيمي بأي تصريحات بعد الاجتماع الذي غادره الوزير كيري مباشرة للاجتماع مع وفد لجنة الجامعة العربية الذي تأكد أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يشارك فيه.
ويضم الوفد وزراء خارجية كل من السعودية ومصر والمغرب والأردن والسلطة الفلسطينية إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وتتركز المباحثات بين الجانبين على الوضع في سوريا.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان محققين يجمعون ويحللون المعلومات المتاحة بشأن هجمات أسلحة كيماوية مزعومة في سوريا، لكن هناك حاجة لدخول البلد الذي تمزقه الحرب من اجل اجراء "تحقيق شامل ويعتد به".
وقال بان للصحافيين قبل اجتماع مع سلستروم بالامم المتحدة في نيويورك "الانشطة في الموقع اساسية اذا كان للامم المتحدة ان تتمكن من اثبات الحقائق وتوضيح كل الشكوك التي تحيط بهذه القضية." وأضاف بان "يتطلب اجراء تحقيق يعتد به وشامل الدخول الكامل الى الموقع الذي يزعم ان الاسلحة الكيماوية استخدمت فيه. انني أحث مرة اخرى السلطات السورية على السماح بأن يمضي التحقيق قدما دون تأخير ودون شروط."
وفي نفس الوقت قال بان ان المحققين يجمعون ويحللون المعلومات المتاحة بشأن الهجمات المزعومة بما يشمل زيارات محتملة الى دول قالت ان لديها أدلة على استخدام اسلحة كيماوية.
وقال ديبلوماسي غربي ان مسؤولين بريطانيين عرضوا على سلستروم أدلة اسست لندن عليها تأكيدها بأنه توجد أدلة "محدودة لكنها متنامية" على ان السلطات السورية استخدمت اسلحة كيماوية، لكن الديبلوماسي الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه قال ان سلستروم وجد ان الادلة غير حاسمة.
وقال بان "إنني آخذ بجدية تقرير المخابرات الحديث من الولايات المتحدة بشأن استخدام اسلحة كيماوية في سوريا."
ويقول ديبلوماسيون غربيون بالامم المتحدة ان المزاعم بشأن حادث حلب وهجوم آخر في حمص في كانون الاول هي الاكثر مصداقية. وحث بان سوريا مرارا على السماح لفريق سلستروم بفحص الموقعين.
ونجا رئيس وزراء النظام السوري وائل الحلقي أمس من اعتداء بتفجير سيارة مفخخة في دمشق تسبب بمقتل ستة اشخاص بينهم احد مرافقيه، بحسب ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ونقل المرصد في بريد الكتروني بعد الظهر عن مصادر طبية ان ستة اشخاص قتلوا في الانفجار الذي استهدف موكب رئيس الحكومة في المزة من العاصمة، وهم مرافق رئيس الحكومة وخمسة اشخاص آخرون.
واكد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس مقتل المرافق.
واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانفجار نتج عن سيارة مفخخة تم تفجيرها على الارجح عن بعد.
ويعتبر حي المزة الواقع في غرب العاصمة من الاحياء التي تخضع لحراسة مشددة وتوجد فيه سفارات عديدة ومبان حكومية ومقار امنية، ويقيم فيه مسؤولون سياسيون.
من جهة اخرى، افاد المرصد عن سقوط قذيفتي هاون في منطقة البرامكة في وسط العاصمة السورية.
في الوقت نفسه، استمرت الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي في حي برزة في شمال دمشق، في حين سجل قصف على حي القابون بالهاون (شرق).
وكانت وقعت اشتباكات صباحا قرب مطار دمشق الدولي والقرى المجاورة له استمرت لبعض الوقت وتسببت باقفال المطار لمدة ساعة، بحسب ما ذكر مصدر امني في دمشق.
ونفذ الطيران الحربي السوري غارات عدة الاثنين على مناطق في ريف دمشق والرقة (شمال) وحمص (وسط) ودرعا (جنوب).
في الرقة، بلغ عدد الغارات على محيط الفرقة 17 قرب مدينة الرقة والتي يحاول مقاتلو المعارضة اقتحامها ثماني.
في درعا، استهدفت احدى الغارات بلدة جاسم، مسقط رأس رئيس الحكومة وائل الحلقي، ما ادى الى مقتل احد عشر شخصا، بحسب المرصد السوري بينهم ثمانية مقاتلين معارضين.
وفي محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد عن تجدد الاشتباكات في حي صلاح الدين، اول حي اندلعت فيه المعارك بين الطرفين في المدينة في الصيف الماضي. وتحاول القوات النظامية اقتحام الحي.
واطلق مقاتلون معارضون قذائف على مبنى قيادة مطار كويرس العسكري في ريف حلب.
واحتدمت خلال اليومين الماضيين "معركة المطارات" في شمال البلاد والتي يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليها. وافاد المرصد وناشطون عن احرازهم بعض التقدم في اتجاه مطار منغ العسكري في ريف حلب وابو الضهور العسكري في ريف ادلب.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر اليوم ان "معركة المطارات تشتعل".
وكتبت "حشد المسلحون الآلاف من مقاتليهم من الجبهات المختلفة في محيط مطارات المنطقة الشمالية من حلب وادلب للمشاركة في اضخم عملية عسكرية تستهدف السيطرة على مطارات كويرس ومنغ وابو الضهور العسكرية التي لم تؤت أي من ثمارها".
وقالت ان "عناصر حماية المطارات تمكنت من صد الهجمات المكثفة المتتالية عليها بمساندة سلاح الجو في الجيش العربي السوري الذي نفذ طلعات قتلت عشرات المسلحين ودمرت عتادهم العسكري الثقيل".
في محافظة الحسكة (شمال شرق)، انفجر لغم لدى مرور عائلة على الحدود في اتجاه تركيا عند قرية الخشيفية التابعة لمدينة الدرباسية، ما تسبب بمقتل اربعة افراد منها.
وقتل اليوم في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 100 شخص.
وعززت سوريا انظمتها للدفاع الجوي خصوصا بفضل دعم تقني من موسكو، ما يطرح تهديدا على الطيران الاميركي في حال حصول اي تدخل في هذا البلد، وفق ما اعلن أمس مسؤول اميركي مؤكدا معلومات اوردتها صحيفة وول ستريت جورنال.
وقال هذا المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه، ان "السوريين ضاعفوا جهودهم خلال السنوات الاخيرة لتعزيز دفاعاتهم الجوية خصوصا بعد تدمير مجمع نووي سري كانوا في طور بنائه".
"الا ان الاميركيين لم يتدخلوا سوى نادرا، معتبرين ان ايران تمثل التهديد الاكبر على المنطقة ومن منطلق الحرص على تحسين علاقاتهم بروسيا وسوريا على السواء في مطلع عهد ادارة اوباما"، بحسب وول ستريت جورنال. واكدت الصحيفة ان موظفي شركات دفاعية روسية يعملون في سوريا لصيانة انظمة الدفاع الجوي مع قطع غيار مستوردة من روسيا.
واستنادا الى تقرير استخباري اميركي، اكدت وول ستريت جورنال ان روسيا سلمت في اب 2008، 36 نظاما دفاعيا من نوع "اس ايه-22 بانتسير اس 1 الى سوريا. ويجمع نظام "اس ايه 22" المتحرك مدافع وصواريخ مضادة للطائرات.
وفي العام 2009، حدثت روسيا نظامها القديم "اس ايه 3". وتملك سوريا بذلك ما بين 96 الى 150 قاذفا متحركا "اس ايه 26 بيشورا 2-م" قادرة على تدمير صواريخ كروز.
كما ساعدت روسيا احد البلدان القليلة التي لا تزال تدعم نظام الاسد، سوريا على تحديث نظامها "اس ايه 5" مع مدى يصل الى مسافة ما بين 150 و200 كلم، بحسب وول ستريت جورنال.
وعززت المعلومات الاستخبارية الاميركية التي تتحدث ايضا عن امكان استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، الدعوات التي اطلقها اعضاء جمهوريون في الكونغرس الاميركي للتحرك ضد النظام السوري.
ومن بين الخيارات العسكرية المطروحة لتدخل اميركي محتمل هي اقامة منطقة حظر جوي، ما يعني القضاء على انظمة الدفاع الجوي.
ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن مصدر واسع الاطلاع في موسكو قوله ان مهاجمين لم تعرف هوياتهم اطلقوا صاروخي ارض - جو في اتجاه طائرة مدنية روسية كانت تحلق فوق سوريا وعلى متنها 200 مسافر صباح أمس.
واضاف المصدر ان "الجانب السوري قد ابلغنا ان اشخاصا لم تعرف هوياتهم اطلقوا صباح (أمس) الاثنين صاروخي ارض-جو انفجرا على مقربة من طائرة مدنية تملكها شركة جوية روسية".
واوضح المصدر ان "طاقم الطائرة عدل في الوقت المناسب مسار الطائرة وانقذ المسافرين". ولم يكن في وسع المصدر القول ما اذا كان المهاجمون يعرفون ام لا ان الطائرة روسية.
وكانت الطائرة عائدة من منتجع سياحي في مصر التي يؤمها السائحون الروس بأعداد كبيرة.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الرسمية للانباء عن موظف في السفارة الروسية في دمشق قوله ان الدبلوماسيين الروس يدققون في التقرير عن الهجوم.
وفي إيران قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أمس، إن ما يجري في سوريا ليس حرباً بين السنة والشيعة، بل بين "أنصار المقاومة ضد إسرائيل وأعدائها". ودافع عن الحكومة السورية التي قال إنها "ليست شيعية" ولكنها تواجه "معارضة "علمانية معادية للإسلام".
وقال خامنئي في كلمة ألقاها أمس أمام مؤتمر ديني في طهران، إن أخطر ما يواجه ما وصفه بـ"حركة الصحوة الإسلامية"، هو إثارة الخلافات ودفع الحراك نحو صدامات دموية طائفية ومذهبية وقومية ومحلية، مضيفاً أن وسائل الإعلام "التابع والمأجور" يصور الحرب في سوريا على أنها "نزاع سنّي ـ شيعي."
وتابع خامنئي ان "النزاع في سوريا ليس بين طرفين سنة وشيعة، بل بين أنصار المقاومة ضد الصهيونية ومعارضي هذه المقاومة"، مضيفاً "ليست حكومة سوريا حكومة شيعية ولا المعارضة العلمانية المعادية للإسلام مجموعة سنية."
 
تفجير موكب رئيس الحكومة في «المربع الأمني» بدمشق
واشنطن - جويس كرم
لندن، موسكو، باريس، واشنطن، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب -نجا رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي أمس من محاولة لاغتياله بسيارة مفخخة استهدفت موكبه الرسمي في المزة داخل «المربع الامني» لدمشق. ولم يتبن العملية اي فصيل من المعارضة، لكن اطرافاً اتهمت النظام بتدبيرها. وعرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع المبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي أمس «الحل التفاوضي الذي سيؤسس لحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات لضمان أمن السلاح الكيماوي وتخفيف العنف المذهبي وتفادي نمو الأنشطة الإرهابية».
وليل أمس نقلت وكالة انباء «انترفاكس» الروسية عن مصدر واسع الاطلاع في موسكو قوله ان مهاجمين، لم تعرف هوياتهم، اطلقوا صاروخي ارض - جو في اتجاه طائرة مدنية روسية كانت تحلق صباح أمس فوق سورية وعلى متنها 200 مسافر.
واضاف المصدر ان «الجانب السوري ابلغنا ان اشخاصاً لم تعرف هوياتهم اطلقوا صباح الاثنين الصاروخين اللذين انفجرا على مقربة من طائرة مدنية تملكها شركة جوية روسية».
واوضح المصدر ان «طاقم الطائرة عدل في الوقت المناسب مسار الطائرة وانقذ المسافرين». ولم يكن في وسع المصدر القول ما اذا كان المهاجمون يعرفون ام لا ان الطائرة روسية. وكانت الطائرة عائدة من منتجع سياحي في مصر التي يؤمها السياح الروس بأعداد كبيرة.
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الرسمية للانباء عن موظف في السفارة الروسية في دمشق قوله ان الديبلوماسيين الروس يدققون في التقرير عن الهجوم.
وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي لـ «الحياة»، بعد اجتماع كيري والابراهيمي، أنه «هدف الى إيجاد نهاية منظمة للنزاع من خلال انتقال واضح للسلطة من (الرئيس السوري بشار) الأسد إلى سلطة قادرة تستطيع الإشراف على عملية سياسية تنبثق عنها حكومة تمثل جميع السوريين وقادرة على ضمان أمن السلاح الكيماوي وتخفيف العنف المذهبي وتفادي نمو الأنشطة الارهابية».
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الحكومة السورية السماح لفريق تابع للمنظمة بالتحقيق في استخدام النظام أسلحة كيماوية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي «يستند إلى حدث دخل عالم النسيان منذ ذلك الوقت، وهو يذكرنا بالمحاولات التي ترمي إلى أن تتكرر في سورية ممارسة مماثلة لتلك التي حصلت في العراق عندما بدأت عمليات البحث عن أسلحة دمار شامل».
في موازاة ذلك، قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن بلاده «لا تملك تأكيدات» تؤكد استخدام أسلحة كيماوية. وابلغ اذاعة «أوروبا 1» ان فرنسا «لا تملك تأكيدات، هناك مؤشرات قدمها البريطانيون، وكذلك الاميركيون، أما نحن فبصدد التحقق من ذلك».
وفي نيويورك، سلطت زيارة رئيس بعثة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية آيك سلستروم للمرة الأولى الى مقر المنظمة الدولية الضوء على محاولة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «إبقاء الملف متحركاً في ظل الضغوط التي يتعرض لها نتيجة الانقسام الغربي الروسي» في شأن التحقيق في سورية.
وحرص بان على «عدم التورط في إطلاق أحكام أو استنتاجات» تؤكد أو تنفي استخدام أسلحة كيماوية، حسب وصف أحد الديبلوماسيين من خلال التأكيد على أن «العمل (على الأرض) في المواقع المشتبه بها أساسي إن كانت الأمم المتحدة تريد أن تحصل على حقائق وتوضح الشكوك المحيطة بهذه القضية». وجدد المتحدث باسمه مارتن نيسركي لاحقاً التأكيد على أن الأمم المتحدة ليست في وضع يمكنها من البت في إمكان استخدام أسلحة كيماوية في سورية.
وشدد بان على ضرورة سماح السلطات السورية لبعثة التحقيق بالوصول الى سورية «لإجراء التحقيق في كل الادعاءات باستخدام السلاح الكيماوي من دون تأخير أو شروط أو استثناءات».
وشدد بان على «ثقته الكاملة بسلستروم وفريقه وبمهنيتهما وخبرتهما» وشكرهما على «العمل على تحليل المعلومات المتوافرة خارج سورية»، وحسب نيسركي فإن بان وسلستروم «متفقان على أنه لا بديل عن التحقق من المواقع المشتبه بها للإقرار بأن أسلحة كيماوية قد استخدمت بالفعل».
وقال بان إن «بعثة التحقيق مستعدة للذهاب الى سورية خلال ٢٤ الى ٤٨ ساعة» وإن «فريقاً متقدماً منها موجود في قبرص، وإنني على ثقة تامة بحيادية واستقلالية ومهنية سلستروم وفريق خبرائه». وقال ديبلوماسيون إن «الولايات المتحدة على اتصال مستمر مع الأمم المتحدة في شأن هذه القضية» وإنها «تدعم إجراء التحقيق في سورية بالكامل».
وكان التلفزيون الرسمي السوري بث، بعد تفجير موكب رئيس الوزراء،صوراً لترؤس الحلقي اجتماعاً للحكومة في مقرها. ومع أن السلطات السورية لم تتهم رسمياً اي جهة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال الا ان وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وصفت الحادث بانه «تفجير ارهابي».
وهذه المرة الثالثة التي يستهدف فيها مسؤول سوري كبير بتفجير، اذ بعد اغتيال اربعة من كبار المسؤولين بينهم وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه العماد آصف شوكت صهر الرئيس السوري في تموز (يوليو) الماضي، تعرض وزير الداخلية اللواء محمد الشعار الى محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في مكتبه في نهاية العام الماضي.
وقال الحلقي، الذي كان عُين في منصبه في آب (اغسطس) الماضي بعد انشقاق رياض حجاب، ان «هذه التفجيرات الإرهابية دليل افلاس وإحباط المجموعات الإرهابية والقوى الداعمة لها»، فيما قال وزير الإعلام عمران الزعبي انها «تعبير واضح عن خيار البعض في رفض الحل السياسي».
وبالقرب من حي المزة، استمرت «الحملة العسكرية» النظامية للسيطرة على مدينة داريا في طرف دمشق الجنوبي، في وقت قصفت القوات النظامية بـ»عنف» معضمية الشام المجاورة وقرى تقع بين دمشق وخط فك الاشتباك في الجولان. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بتجدد الاشتباكات قرب مطار دمشق الدولي، في وقت قصفت طائرات حربية مناطق في حي برزة في الطرف الشمالي للعاصمة.
وفي حلب في شمال البلاد، تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف من الطائرات الحربية الخاضع مع مطار كويريس العسكري الى حصار من المعارضة.
واستهدفت الكتائب المقاتلة مبنى قيادة مطار كويرس بعدد من القذائف. واستمر نزوح العائلات من مخيم حندرات الذي سيطرت عليه المعارضة اول من امس الى حلب التي سقطت قذيفة هاون في احد شوارعها المزدحمة.
 
عبد العظيم لـ «الحياة»: ثلاث عقبات أمام التفاهم الروسي - الأميركي
لندن - «الحياة»
حذر رئيس «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» المعارضة حسن عبد العظيم من ان استمرار العنف والصراع في سورية سيؤدي الى «انتقال الحريق السوري الى لبنان والاردن والعراق»، مشيراً الى وجود ثلاث نقاط خلافية تعيق التفاهم الروسي - الاميركي لحل الأزمة السورية، خصوصاً ان واشنطن تريد الاتفاق على «جميع تفاصيل» المرحلة الانتقالية.
وكان عبدالعظيم يتحدث في اتصال هاتفي مع «الحياة» بعد لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث تناول موضوع زيادة حدة العنف في سورية في الفترة الاخيرة ووصوله الى «درجة تهدد البلاد وتمزق النسيج الوطني وتمهد لاستمرار الصراع المسلح والحل الامني، ويمكن ان يؤدي الى احتراب طائفي ومذهبي وتصعيد اجتماعي كان آخره خطف الأسقفين الامر الذي يهدد الوجود المسيحي المشرقي» في سورية والمنطقة، اضافة الى نتائج المفاوضات الاميركية - الروسية والاتصالات التي تجريها «هيئة التنسيق» على صعيد وحدة المعارضة، وسط «تجاهل» قوى في المنطقة والعالم هذه الجهود والتركيز على «الائتلاف الوطني السوري».
وقال عبدالعظيم «يجب عدم التركيز على جهة واحدة في المعارضة، اذ ان الاعتراف بالائتلاف ممثلاً وحيداً للشعب السوري، محاولة لتكريس النهج الاستبدادي والاقصائي ذاته، انه منهج الحزب الواحد والحزب القائد والجبهة القائدة، ما يعني الانتقال من نظام اقصائي الى آخر».
وعن نتائج الاتصالات الروسية - الاميركية، قال ان هناك «تفاهماً مبدئياً على تفعيل» تنفيذ بيان جنيف الذي تم التوصل اليه في حزيران (يونيو) الماضي، غير ان ثلاث عقبات تقف دون ذلك: الاولى، ان الجانب الاميركي يعتقد بامكانية دعم المعارضة المسلحة بما يؤدي الى «تغيير ميزان القوى على الارض» ويضغط على النظام لقبول التسوية، الأمر الذي يقابل بحصول النظام على مزيد من الدعم من حلفائه لتغيير ميزان القوى لصالحه، فيما ترى موسكو ان هذا يعقد الحل ويبعد عن امكانيته.
الثانية، ان الادارة الاميركية تريد الاتفاق على «جميع تفاصيل» المرحلة الانتقالية بما في ذلك الاسماء لكل منصب من المناصب كرئيس الحكومة الانتقالية وأعضائها، فيما تريد موسكو اتفاقاً عاماً على المبادئ، وان يترك للسوريين الاتفاق على المرحلة الانتقالية، وان تقوم الدول الداعمة للتدخل لتسهيل الحوار بين السوريين.
وقال بوغدانوف في اللقاء ان بلاده تريد قراراً دولياً بموجب الفصل السادس لا تستعمل روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضده يتضمن وقف العنف من كل الاطراف واطلاق متبادل للمعتقلين والأسرى وبدء التفاوض بين السلطة والمعارضة.
الثالثة، ان واشنطن ترى ان «الائتلاف» ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري وان تنضم اليه باقي القوى المعارضة، في حين تدعم موسكو تعاوناً بين قوى المعارضة خصوصاً «هيئة التنسيق» ومؤتمر الانقاذ الذي ضم فصائل اخرى في نهاية العام الماضي، لتشكيل هيئة تنسيقية عليا والدخول في تفاوض مع السلطة.
ولاحظ عبد العظيم ان دولاً غربية بدأت تغيير موقفها من هذا النقطة في الفترة الاخيرة، اذ انها بدأت مقتنعة من الانقسامات في «الائتلاف» وتدعم فكرة «توسيع جوهري» له، اضافة الى ارتفاع منسوب القلق من العنف و «احتمال خروجه عن السيطرة».
وكان بيان صادر عن «هيئة التنسيق» امس افاد بأن عبد العظيم وبوغدانوف اكدا ان «استمرار العنف وتصاعده اصبحا يهددان الدولة السورية بكيانها ووجودها على المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتوافقا على ضرورة اعتماد الحل السياسي، وان لا امكانية لنجاح الحل العسكري».
واذ نقل البيان عن عبد العظيم وبوغدانوف اتفاقهما على «التعاون لوضع حد للتدخلات الخارجية المسلحة حتى لا يمتد الحريق الى لبنان والاردن وغيرها»، شدد رئيس «هيئة التنسيق» لدى لقائه الامين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد في بيروت «أهمية أن يكون دور القوى الوطنية اللبنانية ودور لبنان عدم صب الزيت على النار بإرسال مسلحين الى سورية من أي طرف، بل أن يكونوا عوناً لنا في وقف العنف ونزيف الدماء، وفي الضغط على القوى الدولية كي يكون هناك مناخ حل سياسي للأزمة وانتقال سلمي للسلطة».
الى ذلك، كان لافتاً ان رئيس اقليم كردستان رئيس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» مسعود برزاني ترأس اجتماعاً لقادة الاحزاب الكردية السورية في صلاح الدين في كردستان العراق. وشارك فيها ممثلون عن احزاب «المجلس الوطني الكردي» وسط مقاطعة «الحزب التقدمي الاشتراكي الكردي» عبد الحميد درويش و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم. ونقل موقع «ولاتي» الكردي عن رئيس «حزب ازادي الكردي» مصطفى أوسو قوله ان اللقاء تناول «وضع المجلس الوطني الكردي والخلافات ضمن صفوفه»، اضافة الى ضرورة تفعيل تطبيق «اتفاق هولير» بين «المجلس الوطني» و «مجلس غربي كردستان» للتوحد وتشكيل قوة عسكرية موحدة.
 
روسيا تحذّر من تكرار السيناريو العراقي في سورية وفرنسا غير متأكدة من استخدام النظام أسلحة كيماوية
الحياة...موسكو، باريس، واشنطن - أ ف ب، رويترز، أ ب
حذرت روسيا أمس من تكرار السيناريو العراقي في سورية واستخدام ذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل حجة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، في حين قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن بلاده لا تملك تأكيدات على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة. وطالب نواب جمهوريون الرئيس باراك أوباما بالتحرك ضد حكم الأسد.
وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالدعوة التي اطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للمنظمة الدولية بالتحقيق في استخدام النظام أسلحة كيماوية في كانون الأول (ديسمبر).
وقال الوزير الروسي إن «هذا الطلب من الأمين العام، المستند إلى حدث دخل عالم النسيان منذ ذلك الوقت، يذكرنا بالمحاولات التي ترمي إلى أن تتكرر في سورية ممارسة مماثلة لتلك التي حصلت في العراق عندما بدأت عمليات البحث عن أسلحة دمار شامل».
واتهم لافروف، الذي كان يتحدث أثناء مؤتمر صحافي مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني-زوما، بعض الدول وفاعلين خارجيين بالتلويح بالتهديد بأسلحة كيماوية كذريعة للتشديد على ضرورة غزو أجنبي لسورية.
وقال: «هناك حكومات وفاعلون خارجيون يعتقدون أن كل الوسائل مناسبة للإطاحة بالنظام السوري، لكن موضوع استخدام أسلحة دمار شامل خطير للغاية، ينبغي عدم اللعب بذلك».
وفي باريس، اعلن وزير الخارجية أن فرنسا «لا تملك تأكيدات» حول استخدام أسلحة كيماوية في سورية، وأن لدى الأميركيين والبريطانيين «مؤشرات» فقط حول ذلك.
وقال فابيوس لإذاعة «أوروبا 1»: «نحن لا نملك تأكيدات، هناك مؤشرات قدمها البريطانيون، وكذلك الاميركيون، أما نحن فبصدد التحقق من ذلك».
وأضاف: «لا توجد أدلة حتى الآن وطلبنا من الأمين العام للأمم المتحدة أن يأمر بإجراء تحقيق في كل أرجاء سورية لنرى ما هي عليه الحال. إلا أن الأمر الذي يحمل دلالات هو أن سورية رفضت السماح لمحققين بالدخول إلى أراضيها».
والأسبوع الماضي أقرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بأن النظام السوري استخدم على الأرجح أسلحة كيماوية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن استخباراتها غير قادرة على تأكيد ذلك.
وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون عن «أدلة محدودة» ولكن «متزايدة» حول هذا الاستخدام. ونأت فرنسا بنفسها عن الموقفين الأميركي والبريطاني.
وقال وزير الخارجية الفرنسي: «اننا نطور بوسائلنا الخاصة سلسلة كاملة من التحقيقات، وصحيح -كما أعلن الرئيس أوباما والرئيس فرانسوا هولاند وكذلك الروس- أنه إذا تبين أن هناك استخداماً لأسلحة كيماوية، فإن هذا الأمر سيغير عندئذ الكثير من الأمور».
ورداً عن سؤال حول احتمال رفع الحظر الأوروبي على الأسلحة الموجهة إلى سورية، اعتبر فابيوس أن «الرد السلبي أو غير المؤكد على أي حال، هو أن ائتلاف المقاومين ليس موحداً إلى الحد الذي نريد».
وفي واشنطن، جدد بعض النواب الجمهوريين دعواتهم لكي تقوم الولايات المتحدة بتحرك ضد سورية بسبب عناصر أدلة متزايدة حول استخدام الكيماوي ضد المدنيين خلال النزاع.
لكنهم لا يزالون منقسمين حول ما يمكن القيام به وحول مسألة معرفة ما إذا كان الرئيس أوباما على حق باعتماد مقاربته الحذرة من دون إعلان أن نظام الأسد قد تجاوز «الخط الأحمر».
وقال مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: «أعتقد أن ليس أمامنا الكثير من الخيارات لكن علينا القيام بإجراءات».
وقال روجرز لشبكة «اي بي سي» إن بعض المعلومات أثبتت احتمال استخدام النظام السوري «على نطاق ضيق» أسلحة كيماوية خلال النزاع المستمر منذ سنتين.
وأضاف: «وكما تعلمون، لقد حدد الرئيس خطاً أحمر يجب عدم تجاوزه».
ويخشى بعض النواب الجمهوريين النافذين الذين يطالبون منذ فترة طويلة بدعم عسكري أميركي للمعارضة السورية، أن يوجه عدم التحرك الأميركي الرسالة الخطأ إلى إيران بخصوص جدية الموقف الأميركي حيال برنامجها النووي.
وقال السناتور ليندسي غراهام لشبكة «سي بي أس»، «علينا التدخل، والتوافق حول هذه النقطة على وشك أن يتم في مجلس الشيوخ الأميركي» مقراً في الوقت نفسه بأن «وضع سورية معقد» وانه سيكون من المجازفة القيام بتحرك هناك.
من جهته دعا السناتور جون ماكين أحد الصقور الجمهوريين في الملف السوري إلى إرسال «قوة دولية لضمان أمن مخزونات الأسلحة الكيماوية ويحتمل الأسلحة البيولوجية».
وقال لشبكة «أن بي سي»: «لا يمكننا السماح بوصول مثل هذه الأسلحة إلى أيادي الجهاديين، لأن ذلك يطرح مخاطر استخدامها في أماكن أخرى في الشرق الأوسط».
 
مصافي تكرير يدوية في سورية... وحقول تحت سيطرة «جبهة النصرة»
الحياة...عبد الحاج
في شرق سورية ترتفع سحب الدخان الأسود إلى السماء لكن الأمر هذه المرة لا يتعلق بأضرار ناجمة عن قصف جوي وإنما عن تشغيل مصفاة نفط يدوية الصنع. ويقول أحمد (35 عاماً) المزارع السابق الذي أصبح يعمل في المصفاة وهو واقف أمام خزان نفط «قبل سنة قرر الناس أن يقوموا بأنفسهم بتكرير النفط لكن، لم يكن أحد يعلم كيفية ذلك إلى أن شرح لهم الأمور شخص درس في السعودية»
ومع شقيقه عبدالله، بدأ أحمد على غرار سكان آخرين العمل في تكرير النفط قبل ثلاثة أشهر بعدما خسر النظام السيطرة على حقول نفطية في محافظة دير الزور الصحراوية التي تضم أكبر احتياطي نفطي في البلاد، وانتقلت إلى ايدي قوات المعارضة.
علي بركة (47 عاماً) يملك محطة تكرير (فرازة وفق التسمية الدارجة) يحدثنا عن عملية التكرير قائلاً: «تبدأ عملية التكرير بملء خزان يستوعب ألف ليتر بمعدل ثلاثة أرباعه لأن التكرير يحتاج إلى هواء كما يقول، ومن ثم تبدأ عملية «الطبخ» بإشعال النار ورفع حدة لهيبه حول الخزان ما يحدث سحابة سوداء، حتى يتحول النفط إلى بخار ثم يتدفق الماء إلى الأنبوب الناقل للبخار للمساعدة في تكثيفه، ويتصاعد الغاز المنبعث من الاشتعال، وعند الغليان تمر المنتجات المختلفة عبر أنبوبين ويجري تبريدها إثر مرورها تحت ثلاث بقع من المياه الباردة قبل أن يتم نقلها إلى مستوعب، وأنتظر 20 دقيقة قبل أن يتدفق البنزين، تليه المشتقات الأخرى، و بعد الانتهاء نحصل على ثلاث مواد أساسية (المازوت، البنزين والغاز)، حيث نقوم ببيع برميل البنزين بـ9000 آلاف ليرة والمازوت بسعر يتراوح بين 5000 و9000 آلاف وفق نظافته وبرميل الغاز بـ10000 آلاف، والبقايا أي «الدهون» تمزج مع الديزل ويستخدم المزيج كمحروقات للشاحنات.
ويضيف «سعر برميل النفط الخام يتراوح بين 1000 و6000 آلاف ليرة سورية، وسعر محطة التكرير الصغيرة، سعة 3 براميل 32000 ألف ليرة، أما الأكبر سعة 20 برميل فيصل سعرها إلى 200 ألف ليرة».
عدي الديري ناشط من محافظ دير الزور يحدثنا عن أماكن انتشار هذه الفرازات قائلاً: «ينتشر في ريف دير الزور الشرقي حوالى 3000 آلاف فرازة في مناطق (سعلو - زيباري - الميادين)، بالقرب من خطوط النقل والآبار، بخاصة قرب حقول (الورد والتنك) النفطيين الذي لم يبق منهما شيء وفق عدي وكل بئر لها سعر مختلف لأن ذلك رهن بنوعية النفط الذي تنتجه والشخص المسؤول عنه، وأكثر هذه الفرازات يعمل عليها شباب يتقاضون أجراً يومياً يتراوح بين 500 و1000 ليرة سورية عن كل 12 ساعة عمل متواصل، ويؤكد أن جبهة النصرة التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، ضالعة في تهريب النفط منذ ستة أشهر وهي تشرف على تكرير النفط الخام وبيعه». يضيف «من جهة يقومون بالأعمال ومن جهة أخرى يخوضون معارك».
ويتابع: «تعتبر حاوية النفط أثناء التسخين أشبه بقــنبلة موقوتـــة، قد تنفــجر في أي وقت وتودي بحياة من يعمل في المصفاة، فضلاً عن حالات الاخــتناق والتلوث البيئي الذي تسببه عمليات التكرير».
النفط المكتشف في سورية نوعان: خفيف يمتاز بتراكيب صغيرة غير مدعومة باكتشافات جديدة، وثقيل توجد منه كميات كبيرة وهو بارتفاع متزايد، وهناك آمال كبيرة باكتشاف احتياطات ضخمة في مناطق لم يتم اكتشافها بعد. وتملك سورية 2.5 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية المؤكدة، بما لا يزيد عن 0.2 في المئة من الإجمالي العالمي، وبما يوازي تقريباً حجم الاحتياط البريطاني البالغ 2.8 مليار برميل.
وبحســبة بســيطة نجد أن الاحتياطي المستكشَف المؤكَّد حالياً، وبمعدل الإنتاج اليومي الحالي، يكفي لـ20 سنة مقبلة، مع العلم أن الدراسات الجاهزة والحقول الواعدة تتضمن أكثر من سبعة أضعاف الاحتياطي المؤكد حالياً، هذا فضلاً عن المسوحات التي قامت بها شركة نروجية مختصة تدعى SAGEX أفادت عن وجود ثروة نفطية تتــجاوز30 بليون برميل في الموضع (in place) في حوالى 13 حقلاً ساحلياً فيما أكدت أن هنالك منطقة بعرض ما بين 2 إلى 4 كيلومتر لم تُشمل في هذه الدراسة وهي ثرية بالنفط أيضاً.
وقد تبين أن أربعة حقول فقط (من أصل 13) وهي الحقول الممتدة من الحدود اللبنانية إلى مدينة بانياس على الساحل السوري قادرة وحدها على إنتاج 1.6 مليون برميل يومياً.
 موقف المعارضة
في هذه الأثناء، أعلن عضو بارز في المجلس الوطني السوري المعارض، أن «المعارضة لن تستطيع بيع نفطها الخام قبل شهر على الأقل، نظراً إلى غياب سلطة تنفيذية حقيقية»، على رغم تخفيف الاتحاد الأوروبي العقوبات لمساعدتها.
وأكد أسامة القاضي، رئيس مجموعة عمل اقتصادية تابعة للمجلس، أنه «من دون حكومة موقتة لا يمكن فعل شيء حالياً»، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم مُقترح في شأن الحكومة الموقتة إلى «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية»، الشهر الحالي.
واتهم القاضي من يبيع النفط من المعارضة، في ظل غياب سلطة تنفيذية حقيقية، بـ «التهريب وهدر الثروة السورية».
أما على النطاق الشرعي، فالأمر مفروغ منه بعدما أصدرت هيئة الشام الإسلامية فتوى مرتين في ما يتعلق بموضوع السيطرة على آبار النفط وسرقة النفط. وحضت الهيئة على «تكوين هيئات مستقلة عن الكتائب العسكرية، من أصحاب الوجاهة والعلماء والمحاكم الشرعيَّة ومن العاملين في هذه المنشآت لإدارتها وتسييرها، حفاظاً على مقدّرات البلد وثرواتها من أن تضيع، أو يُساء استخدامها». وجعلت الهيئة ذلك مشروطاً بقولها: «أما آثار ذلك في البيئة والصحة، فتستدعي اتخاذ أقصى وسائل الحماية والحذر في عملية الاستخراج، والتعامل بالتصفية والتكرير، وما يحتاج إليه ذلك من الاستعانة بالخبراء والمختصين، دفعاً للضرر الحاصل منها، ووقاية لمستقبل البلاد والعباد».
وشدد وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سليمان العباس على ضرورة مراسلة الشركاء في الشركات الأجنبية العاملة في سورية «للضغط على حكومات بلدانها لمنع تطبيق القرار غير الشرعي المتناقض مع أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة» داعياً جميع العاملين في وزارة النفط والثروة المعدنية، كل واحد من موقعه إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية مقدرات الشعب السوري صاحب الحق في استثمارها والحفاظ عليها.
وأشار وزير النفط إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي يمثل «انتهاكاً صارخاً لكل المعاهدات الدولية التي تعنى باحترام سيادة الدول ويشكل مشاركة في سرقة ثروات عائدة للشعب السوري صاحب السيادة على هذه الموارد التي هي حق للشعب».
وأوضح الوزير أن القرار تضمن تخفيف الحظر النفطي المفروض على سورية من أيلول 2011 في شكل يدعم المجموعات الإرهابية المسلحة ويمدها بالمال والسلاح حيث نص على أن الأجهزة الأوروبية المعنية يمكنها السماح بإجراء ثلاثة أنواع من المعاملات الخاصة بالقطاع النفطي السوري بينها التمويل والتأمين وتصدير المعدات والتقنيات الضرورية لعمليات الاستخراج وتوفير رؤوس الأموال لصناعة النفط السورية.
 التهريب إلى تركيا
مصدر من أهالي مدينة الميادين قال: «إن عمليات تهريب جرت للكميات المكررة بطرق ملاصقة للحدود السورية - العراقية، وصولاً إلى الحدود التركية، وهناك رفض من سماهم بالوسطاء شراء الكميات ونقلها إلى تركيا لأنها غير صالحة للاستخدام ووصفوها بـ «المضروبة»، مكتفين بشراء كميات النفط الخام المسروقة بنصف سعرها العالمي المتعارف عليه، وتعقد هذه «الصفقات» بالعملة السورية أو التركية غالباً.
وأردف المصدر أنه أعيدت الكميات المكررة بطرق بدائية لبيعها إلى السكان المحليين على أنها نوع من المساعدات، والسعر المقبوض هو رمزي، ولمس تلوث الجو في شكل واضح سواء بسبب التكرير البدائي أو استخدام المشتقات، الأمر الذي اضطره إلى السفر إلى دمشق تحاشياً للإصابة بأمراض سرطانية أصبح ظهورها واضحاً على صحة الأهالي هناك.
قرّر الاتحاد الأوروبي، تخفيف بعض العقوبات التي يفرضها على سورية، من ضمنها الحظر النفطي، لدعم المعارضة وأعلن المجلس الأوروبي في بيان أنه «خفّف اليوم بعض عقوبات الاتحاد الأوروبي على سورية، بما فيها الحظر النفطي، لمساعدة السكان المدنيين ودعم المعارضة في البلاد».
وأشار إلى أنه بإمكان السلطات المختصة في دول الاتحاد الأوروبي السماح بثلاثة أنواع من التعاملات: استيراد النفط والمشتقات النفطية، بما فيه التمويل والتأمين المرتبط به، وتصدير التجهيزات الأساسية والتقنيات لصناعة النفط والغاز بسورية، وكذلك التمويل والتأمين المرتبط به، إضافة إلى الاستثمار في صناعة النفط بسورية.
وشدد على أنه قبل الموافقة على أي تعامل من هذا النوع، تستشير السلطات المعنية (الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة) وضمان ألا تتعارض مع العقوبات الأوروبية على سورية، على الأخص تجميد أصول المرتبطين بأموال القمع العنفي في سورية. وكان قرار حظر تصدير النفط من سورية إلى أوروبا قد اتخذ في أيلول (سبتمبر) عام 2011. وكانت دير الزور تنتج حوالى420 ألف برميل من النفط الخام في اليوم قبل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عام 2011.
إن الأحواض النفطية المكتشفة في سورية تحتوي احتياطياً مهماً من النفط والغاز وما زالت هناك أحواض واعدة في البحر وفي جنوب سورية ووســطها، وهناك طبقات الحقب القديمة الرملية التي تبلغ سماكتها كيلومترات عدة وتنتشر في المناطق السورية كافة، ولم يجر فيها التنقيب عليها في شكل كاف.
 
«فورين بوليسي»: لدى «حزب الله» شكوك بأن الأسد سهّل اغتيال مغنية
بيروت - «الراي»
ذكرت مجلة «فورين بوليسي» في تقرير حول القيادي في «حزب الله» عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في العام 2008 ان «حزب الله» كانت لديه مشكلات مع سورية وان قادته شعروا بمرارة من قرار دمشق في فبراير العام 2007 بفتح قناة اتصال مع اسرائيل عبر تركيا.
وأوضح التقرير الذي كتبه مارك بيري ونشر في العدد الأخير للمجلة ان قرار الأسد بارسال جماعة «فتح الاسلام الى مخيم نهر البارد في لبنان في مايو من العام نفسه اثار ايضا استياء لدى قادة الحزب الذين اتهموا الاسد بمحاولة زعزعة الحكومة اللبنانية عمدا لهدف الاضرار بالحزب. ونقل الكاتب عن مسؤول في «حزب الله» قوله له في ذلك الوقت: «نحن نعلم من المسؤول عن نهر البارد. حتى لو كنت انت وزملاؤك الصحافيون لا تعلمون».
واضاف التقرير ان العلاقات بين «حزب الله» ودمشق وصلت الى نقطة متدنية في سبتمبر من العام نفسه عندما قامت طائرات اسرائيلية بغارة على مفاعل نووي سري كان قيد البناء في شرق سورية ورفض نظام الاسد الرد عسكريا. ونقل الكاتب عن قيادي في الحزب تحدث اليه قوله ان «سورية تغازل الصهاينة».
واوضح التقرير ان اغتيال مغنية في دمشق مثل الاهانة الاكبر للحزب. ففي العلن بدا «محور الممانعة» جبهة موحدة واصدر بيانات متشابهة حول القضية، لكن في السر ألقى قادة «حزب الله» باللائمة على سورية في مقتل مغنية، مشيرين الى التراخي وعدم الكفاية من الناحية الامنية اللذين اظهرهما صهر الاسد آصف شوكت الذي كان مسؤولا بشكل شخصي عن سلامة مغنية.
وبحسب اسلامي لبناني بارز ان مسؤولي «حزب الله» في دمشق رفضوا بعد التفجير بشدة كل طلبات السوريين بمعاينة الجثة ومنعوا ضباط الامن السوريين من غرفة المستشفى حيث كانت توضع الجثة. وارسلت ايران وزير خارجيتها الى سورية في غضون ساعات لتهدئة التوتر، لكن من دون ان تنجح. وبحسب المصدر الاسلامي نفسه، لم يحضر اي مسؤول سوري رفيع المستوى تشييع مغنية وان «حزب الله» شعر بغضب كبير عندما عين الاسد آصف شوكت مسؤولا عن التحقيق في مقتله.
وتابع تقرير المجلة ان «حزب الله» كانت لديه بالتأكيد شكوكه حول المسؤول عن مقتل مغنية، والتي تضمنت المتهمين المعتادين، اضافة الى سورية.
واوضح الكاتب ان احد مسؤولي «حزب الله» تحدث بشكل صريح عن الموضوع في مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت في صيف 2010 «وقال لي ان الصهاينة هم من قتل الحاج رضوان (مغنية) او السي اي اي فاعترضت قائلا انه لا يمكن للسي اي اي القيام بذلك. فقال لا يمكنني ان اقول لك من اغتال عماد مغنية لانني لا اعرف، ولكني استطيع ان اقول لك انه لو كنا نحن المسؤولين عن امنه، بدل السوريين، لكان ما زال حيا اليوم».
واضاف الكاتب ان الاشاعات المستمرة حول اغتيال مغنية دفعته الى زيارة صديق له في اسرائيل في مطلع 2009 وهو رجل أمضى ثلاثة عقود داخل او بقرب قمة المؤسسة السياسية الاسرائيلية، وقال: «بدأت الحديث بموضوع آخر وسألت عن وجهة نظر رئيس الوزراء انذاك ايهود اولمرت حول الوضع الفلسطيني. لكن شيئا فشيئا تحول النقاش الى العلاقات السورية - الاسرائيلية والمحادثات التي تستضيفها تركيا».
وتابع الكاتب: «اضطررت لان اكون صريحا فسألت: هل اشترطتم لتحسين العلاقات مع سورية انهاء البرنامج النووي وقتل مغنية فقال لي: ليس فقط لا استطيع التحدث عن ذلك، انما بالتأكيد لا استطيع ان اقول لك انت بالذات. ثم اوضح: كانت لنا شنطتان مع سورية. الان لم تعد لنا معهم اي شنطة».
وقالت المجلة ان قرار امين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله ارسال مقاتلين للقتال الى جانب الاسد في سورية اثار خلافا بين قادة «حزب الله» الذين ظلوا يشعرون بالمرارة بسبب مقتل مغنية ولكن نصر الله فرض رغبته.
وأوضح تقرير المجلة ان اي مسؤول في «حزب الله» لم يتكلف عناء حضور جنازة اصف شوكت عندما قتل في تفجير في دمشق مع عدد من القادة الامنيين في يوليو 2012.
 
بريطانيا وضعت خططاً لضربة جوية أو هجوم صاروخي يجبر الأسد على التفاوض
الرأي..لندن، موسكو، باريس - يو بي آي، أ ف ب - نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس، عن مسؤولين بريطانيين بارزين أن حكومتهم وضعت خططاً لتوجيه ضربة جوية محكمة أو هجوم صاروخي دقيق في سورية، بهدف إجبار نظامها على التفاوض.
وقالت الصحيفة إن شن ما وصفتها بـ «الطلقة التحذيرية» ضد سورية هو الخيار العسكري الوحيد الذي تنظر فيه الحكومة البريطانية، بعد تحذير قادة الدفاع من احتمال تورّط المملكة المتحدة في صراع جديد في هذا البلد.
وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان دان الهجوم بغاز الأعصاب على المدنيين في سورية الأسبوع الماضي، واعتبره «جريمة حرب، وأن نظام الرئيس بشار الأسد تجاوز خطاً أحمر»، لكن المسؤولين البارزين أكدوا بأن القادة العسكريين اقنعوا كاميرون بأن الحل السياسي هو الكفيل فقط بإنهاء الأزمة في سورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون مستعد للتفكير في عمل عسكري محدود ضد النظام السوري لاستئناف الجهود السياسية لإنهاء الحرب، ويأمل إلى جانب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يؤدي اكتشاف استخدام الأسلحة الكيماوية إلى إقناع روسيا بالضغط على نظام الرئيس الأسد لمناقشة انتقال السلطة.
وذكرت بأن مصادر مطلعة لم تستبعد إمكانية شن «إجراءات عسكرية محدودة» في حال فشل تلك الجهود.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر وصفته بالبارز في الحكومة البريطانية قوله «قد نلجأ إلى توجيه طلقة تحذيرية لا تدفعنا إلى حرب شاملة لوضع المزيد من الضغوط على نظام الأسد ليأتي إلى طاولة المفاوضات».
وقالت إن مصادر أخرى اعتبرت أن توجيه ضربة واحدة محدودة هو «الخيار العسكري الواقعي الوحيد المحتمل والقابل للتنفيذ، بعد استبعاد خطط الطوارئ المكثّفة لإقامة منطقة حظر الطيران أو ملاذات آمنة في سورية التي عرضها القادة العسكريون على كاميرون قبل عدة أشهر».
وكان رئيس الأركان البريطاني، الجنرال ديفيد ريتشاردز، حذّر كاميرون من أن التدخّل في سورية يخاطر بجر القوات البريطانية إلى حرب شاملة بسبب امتلاك الجيش السوري دفاعات جوية ذات قدرات عالية.
في هذه الاثناء، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة استخدام موضوع أسلحة الدمار الشامل من أجل إسقاط النظام في سورية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي في موسكو: «توجد دول وقوى خارجية تعتبر كل الوسائل جيدة لإسقاط النظام السوري، لكن موضوع استخدام أسلحة الدمار الشامل خطير للغاية»، مؤكداً «عدم جواز استغلال هذا الموضوع واستخدامه لتحقيق الأهداف الجيو سياسية».
واعتبر لافروف أن مثل هذه اللعبة الجيو سياسية تعرقل التحقيق في حادث استخدام السلاح الكيماوي الذي وقع بسورية في 19 مارس الماضي، متهما بذلك دولا تحاول منع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الرد المباشر على الطلب المحدد الخاص بالتحقيق في هذا الحادث.
وقال الوزير الروسي ان «هذا الطلب من الامين العام والمستند الى حدث دخل عالم النسيان منذ ذلك الوقت، يذكرنا بالمحاولات التي ترمي الى ان تتكرر في سورية ممارسة مماثلة لتلك التي حصلت في العراق عندما بدأت عمليات البحث عن اسلحة دمار شامل».
وفي باريس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا «لا تملك تأكيدات» حول استخدام اسلحة كيماوية في سورية، وان لدى الاميركيين والبريطانيين «مؤشرات» فقط حول ذلك.
واكد فابيوس لاذاعة «اوروبا 1»: «نحن لا نملك تأكيدات. هناك مؤشرات قدمها البريطانيون وكذلك الاميركيون. اما نحن، فاننا في صدد التحقق من ذلك».
واضاف الوزير الفرنسي: «لا ادلة حتى الان وطلبنا من الامين العام للامم المتحدة ان يأمر باجراء تحقيق في كل ارجاء سورية لنرى ما هي عليه الحال. الا ان الامر الذي يحمل دلالات هو ان سورية رفضت السماح لمحققين بالدخول الى اراضيها».
 
«كتائب المجاهدين في عكار» تلوّح بـ «الاستشهاديين» إذا لم ينسحب «حزب الله» من سورية
بيروت «الراي»
تتوالى في بيروت «ولادة» تنظيمات و«كتائب» سنية تهدّد «حزب الله» على خلفية انخراطه في المعارك في سورية دعماً لنظام الرئيس بشار الاسد، الامر الذي يعكس حجم الاحتقان الذي يسود لبنان على خلفية الازمة السورية.
فغداة الاعلان عن انطلاق «كتائب أحرار البقاع» التي حددت مهمتها بـ «منْع تدخل حزب الله في ذبح الشعب السوري بشتى الطرق والوسائل حتى لو اضطررنا الى نقل المعركة إلى داخل الأراضي اللبنانية»، خرجت الى العلن امس «كتائب المجاهدين في عكار» (الشمال) مطالبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي بـ«سحب جميع عناصر حزب الشيطان من كافة الأراضي في سورية بحجة الدفاع عن المقدسات الشيعية فورا لأنها تساهم في قتل الأبرياء».
وطالبت هذه الكتائب في بيان لها «قيادة الجيش، وعلى رأسها قهوجي، بنشر الجيش على الحدود منعا لتدخل أي فريق في الشؤون السورية واتباع سياسة النأي بالنفس فعلا لا قولا وإذا لم تستطع ذلك، فالاستعانة بقوات اليونيفيل الموجودة في لبنان»، مضيفة: «خير الكلام ما قل ودل وإذا لم ينتشر الجيش اللبناني على الحدود وإذ لم ينسحب حزب الشيطان من سورية، سنرسل أول دفعة من الاستشهاديين للدفاع عن أهل السنّة والمقامات الدينية في سورية ولبنان».
في موازاة ذلك، اعلن رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد أن «الذي يعتدي على أهلنا خلف الحدود قبالة منطقة الهرمل هو الذي يريد أن يستهدفنا هنا في أقصى الجنوب قبالة العدو الإسرائيلي وهو الذي يطعننا في الظهر حين يريد أن يحوِّل وجهتنا نحو الخلف ويصرفنا عن مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي لاستعداداته ولما يحيطه من تآمر وتحضير لعدوان قد يفكر به يوما من الأيام علينا»، مضيفاً: «ما دامت هناك إرادة مقاومة في لبنان وسورية، فسورية لن تسقط وما دام هناك أصدقاء شرفاء لسورية ويفهمون بالدقة معنى الصمود السوري في وجه إسرائيل لن تسقط سورية، وستسقط أحلام المتآمرين على سورية».
وفي سياق متصل، اكد السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم «أنّ سورية لا تحتاج الى من يدعمها بالسلاح والمال والمقاتلين بل تحتاج الى ايقاف تمويل وتحريض المسلحين»، مشدّدا على أنّ «أولى الخطوات التي يجب اتخاذها هي وقف التحريض والتمويل الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام بقلب الحقائق ومنها ما يقال عن أن المقاومة في لبنان ترسل مسلحين إلى سورية»، لافتا إلى أن «هناك حقائق معروفة على الأرض أن القرى الحدودية تضم سوريين ولبنانيين والشعب السوري واللبناني معروف بالتكامل والاختلاط بين العائلات موجود في كل المناطق»، وقال: «إذا كان بعض اللبنانيين وهم بالآلاف في القرى الحدودية قاوموا القوى الإرهابية التي اعتدت على ممتلكاتهم فهذا يجب أن يقرأ بالمنظور السليم الذي يجب أن يلقى مباركة ولا تسمى الأشياء بغير أسمائها».
وأكد علي، بعد لقائه امس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن «سورية تمسك بالخيوط التي توصلها إلى انتصارها وطمأنة شعبها، والرهان سيخسره المراهنون على إسقاط سورية وإنهاء دورها وموقعها»، لافتاً إلى أنه «عندما قصفت المعارضة السورية بعض المواقع بالأسلحة الكيماوية، فإن سورية اقترحت استقدام لجنة دولية للتحقيق في هذا الأمر ومن يريدون عكس ذلك لم يلبوا هذا النداء وبحثوا عن صيغ مزورة وهذا ينذر بلعبة ما».
 
منظمة «أوكسفام» للإغاثة: العالم يوشك أن يخذل الشعب السوري.. طالبت طرفي النزاع بتسهيل إيصال المساعدات لـ7 ملايين بالداخل

جريدة الشرق الاوسط... عمان: محمد الدعمة .. حذرت منظمة «أوكسفام» البريطانية للإغاثة، أمس، من خذلان الشعب السوري، مع تصاعد حجم المعاناة وتدهور الوضع الإنساني الناجم عن الأزمة السورية.
ودعت المنظمة التي تعنى بتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين، مجلس الأمن لاستخدام نفوذه في المساعدة على تحسين الخدمات الإنسانية، في ظل وجود نحو 7 ملايين سوري داخل سوريا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وقالت المنظمة في تقرير لها إن على مجلس الأمن الدولي حث الحكومة السورية وجماعات المعارضة على تسهيل وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وأوضح التقرير أنه يتوجب السماح للمساعدات بالمرور إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة على حد سواء، وكذلك عبر الحدود الدولية من دول الجوار، مثل الأردن ولبنان وتركيا.
وعن الوضع الإنساني، قال المدير التنفيذي لـ«أوكسفام»، مارك غولدرينغ الذي يقوم حاليا بزيارة لمناطق عمل «أوكسفام» مع اللاجئين السوريين على الحدود الأردنية - السورية: «العالم يوشك أن يخذل الشعب السوري تماما، في وقت هو في حاجة ماسة لمساعدتنا»، موضحا أن «الاستجابة لهذه الأزمة أصبحت على قمة أولوياتنا في الفترة الحالية». وأضاف غولدرينغ: «إننا نسمع كل يوم أن أوضاع الكثيرين في سوريا مفجعة، ولكن تقديم الاستجابة الإنسانية المناسبة لهم أمر شديد الصعوبة ومحبط للغاية؛ إذ إن القيود المفروضة على نفاذ الخدمات الإنسانية تحرم أعدادا كبيرة من الضعفاء من الحصول على ما يستحقون من مساعدات».
وقال إن منظمة «أوكسفام»، تستنفر في تطوير استجابتها الطارئة للأزمة السورية، من خلال خبراتها لعقود من العمل في بعض أصعب البيئات على مستوى العالم.
وأعرب عن قلقه من تزايد سوء حالة مرافق المياه والصرف الصحي، وتأثيرها على صحة الناس وإمكانية إصابتهم بالأمراض. وطالب بتوفير كامل الاحتياجات لنحو 1.3 مليون لاجئ سوري يعيشون الآن في دول الجوار.
من جانب آخر، أوضحت المنظمة في ورقة إحاطة جديدة وزعتها أمس، بعنوان: «تزايد الاحتياج وتقلص القدرة» أن ما وصل من تمويل لمساعدة السوريين يزيد بقليل على نصف التمويل المطلوب لنداء الأمم المتحدة لتغطية احتياجات ستة أشهر (1.5 مليار دولار)، كان قد وُعِد بتقديمها؛ وكانت أكبر المساهمات من دول الخليج. وحذرت «أوكسفام» من أنه مع تضاعف أعداد اللاجئين في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، سوف تحتاج الاستجابة في المستقبل إلى مستويات مماثلة، بل وأعلى، من التمويل، لمواكبة تلك الكارثة الإنسانية التي تزداد سوءا، مشيرة إلى أن بعض المنظمات التي تعمل مع اللاجئين السوريين في دول الجوار تعاني من نقص التمويل.
وفي هذا الصدد، قال غولدرينغ: «كانت جهود المساعدات على الحدود بطيئة في البداية، وأصبحت هناك حاجة للاتساع بحجمها بشكل كبير، وهو ما يتطلب زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية، ولكننا متوجسون من أن يحدث العكس، وتنخفض مستويات المساعدات في وقت قريب». وأشار إلى أن المرافق في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن، تعمل بأقصى طاقتها نتيجة تزايد أعداد القادمين.
يذكر أن «أوكسفام» قد قامت بإنشاء مرافق للمراحيض، والاستحمام، وغسل الملابس، لمساعدة 20.610 لاجئ في قسم من المخيم، ولكن المنظمة تأمل في أن تستطيع تقديم المزيد.
وقال غولدرينغ إن هناك مخاوف من أن يؤدي الفشل في توفير الاستجابة الكاملة للطوارئ الإنسانية إلى عواقب وخيمة على الاستقرار في المنطقة بأسرها.
وأضاف أن البلدان التي استضافت اللاجئين السوريين، مثل الأردن ولبنان، بدأت تستشعر بالفعل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها استضافة هذه الأعداد الهائلة، فأصبحت في حاجة إلى حجم أكبر من المساعدات الدولية.
وقال إن أعمال الشغب التي وقعت كانت بسبب سوء ظروف الإعاشة ونقص المساعدات المقدمة للاجئين في المخيمات في الأردن وتركيا، مشيرا إلى أن منظمة «أوكسفام» تنظر حاليا في أفضل السبل لمساعدة للاجئين الذين يعيشون خارج المخيم وفي المدن والأرياف، خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال غولدرينغ: «يصل اللاجئون إلى الأردن ولبنان وهم يعانون الصدمة والخوف من القادم. لذلك، يجب أن تتزايد الاستجابة لهؤلاء اللاجئين بقدر تزايد احتياجات السوريين في الداخل»، وأكد أن «مستقبل المتضررين من هذه الأزمة سيكون قاتما ما لم يتوفر لهم المزيد من الدعم».
 
بلجيكي يبحث عن نجله بين صفوف الثوار في حلب.. «يويون».. من راقص إلى مقاتل سلفي

جريدة الشرق الاوسط... حلب (سوريا): وائل عصام ... من راقص شهير في بلجيكا إلى مقاتل سلفي في صفوف كتيبة جهادية إسلامية.. إنه يويون (سيف الله) ديمتري. هو شاب بلجيكي لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر، اختفى أثره قبل شهرين، ليشاهده والده فجأة في شريط فيديو يقاتل ضمن مجموعة جهادية معظم عناصرها من بلجيكا في بلدة خان طومان بالريف الغربي لمدينة حلب في شمال سوريا.
اعتنق «يويون ديمتري» الإسلام قبل سنتين وغير اسمه إلى «سيف الله»، وانضم لجماعة «شريعة لبلجيكا» بزعامة المغربي بلقاسم الذي اعتقل قبل أيام في بلجيكا.
«لقد أخذوا مني ابني.. وأكثر من أربعين شابا من بلجيكا.. ليسوا (جبهة النصرة).. إنهم مجموعة بلقاسم»، هذا ما قاله والده ديمتري عندما التقيناه في مقر رابطة للمحامين السوريين وسط حلب. أطلعنا ديمتري الأب، وهو أول والد يأتي إلى سوريا من بلد غربي بحثا عن نجله، على صور نجله الشاب الأسمر اللون (والدته نيجيرية) ومقاطع الفيديو الخاصة به في إحدى أغاني الفيديو كليب البلجيكية، عندما شارك برقصة.
يقول ديمتري الأب إن ابنه صادق فتاة مغربية في سن المراهقة، وتعرف من خلالها إلى شبان مغاربة مسلمين، وفجأة أشهر إسلامه، وبدأ يتغيب عن البيت لأوقات طويلة. وأضاف: «لقد تغير وأصبح وكأنه غريب علينا.. لبس الجلابية وأطال لحيته، ورفض مصافحة النساء حتى عمته، وبدأ يخرج في الشوارع مع جماعة (شريعة لبلجيكا) يدعو الناس للإسلام، واعتقلته الشرطة أكثر من مرة». ولكن ديمتري فقد الاتصال بابنه فجأة عندما أصر يويون (سيف الله) على الذهاب إلى مصر لدراسة الشريعة الإسلامية، ولم يعارض والده الأمر في البداية.. «إنها عقيدة أحترمها، وهو له حق الاختيار، لكن ما حصل بعد ذلك أنه أصبح متشددا».
وديمتري ليس وحده في محنته هذه، فهناك العشرات من العائلات البلجيكية التي اكتشفت أن أبناءها أرسلوا للقتال في سوريا من خلال شبكات أوروبية، مما دفع بتلك العائلات إلى رفع قضايا ضد بلقاسم وباقي قادة جماعة «شريعة لبلجيكا» الذي أصبح مطاردا من قبل الشرطة البلجيكية في ثلاث مقاطعات إلى تمكنت أخيرا من اعتقاله في أحد المنازل.
رافقت «الشرق الأوسط» ديمتري الأب في زيارة إلى مقر «لواء التوحيد»، أكبر الفصائل في حلب، حيث التقى مسؤول اللجنة الشرعية هناك، وقائد اللواء حجي مارع، وأبلغاه أن فصيلهما لا يجند مقاتلين أجانب في صفوفه.. ثم رافقت «الشرق الأوسط» ديمتري إلى مقر «جبهة النصرة» عند المدخل الرئيس لحلب، وقبل كل شيء أشار إلى ديمتري بيده ليطفئ سيجارة كان يشعلها. تحدثت إليه مع المحامي السوري أبو حرب وشرحنا له الموضوع، ثم وضعت يدي على كتفه لأجد يده معصوبة.. ظننت أن يده مصابة، لكن العصابة لم تكن سوى حزاما ناسفا. لم يسمح للجميع بالدخول إلى مقر الجبهة، فقط سمحوا للمحامي أبو حرب وديمتري الأب الذي قال محتجا: «هل أنت مجنون لتأخذني إلى الداخل» فرد عليه أبو حرب: «تعال ولا تقلق.. (هم) ليسوا وحوشا كما تقرأون عنهم في الغرب». وعاد ديمتري بعد ساعة ليخبرنا بما حصل.
وبعد لقاءات مع أربعة من القيادات هناك، قال إن «جبهة النصرة» أخبرته أن ابنه يقاتل مع مجموعة أخرى (لا يمكن الكشف عن اسمها) تتمركز قيادتها في بلدة بريف حلب الشمالي يقودها إسلامي مصري.
وبعد هذا اللقاء، اجتمع ديمتري وعلى مدى عدة أيام مع عناصر من «جبهة النصرة»، ومن الواضح أنهم تركوا لديه انطباعا طيبا. وقال: «(جبهة النصرة) أبطال هنا في حلب.. الناس ينظرون لهم على أنهم محررون من النظام ومدافعون عنهم. لقد ساعدوني جدا في البحث عن ابني، ووفروا لي حماية من بعض المجموعات التي اعتقلتني وأساءت معاملتي».
وتحدث ديمتري كثيرا عن الصورة الانطباعية التي زرعت في ذهنه عما يسمى «الإرهاب» في سوريا، وقال: «التقيت بهم، إنهم مقاتلون من أجل الحرية، والناس تعتبرهم منقذين لهم في وجه النظام، لكن ابني يجب أن لا يقاتل هنا لأنه ما زال صغيرا وهم ليسوا بحاجة له». ويبرر ديمتري الأب وجود جماعات متطرفة في سوريا بقوله: «لقد شاهدت الدمار والوحشية الرهيبة، ولقد وثقتها في كاميرتي الخاصة. هذا النظام غير إنساني وليس غريبا أن يظهر التطرف بعد كل هذا القتل والهمجية»، ثم يعود مخاطبا المقاتلين الإسلاميين من حوله بكلمات عربية تعلمها: «إن آمنت بالله.. فلا خوف». وسيتوجه ديمتري الأب بعد أيام إلى الريف الحلبي ليلتقي بمجموعة يعتقد أنها تؤوي معظم المقاتلين البلجيكيين. وعندما سألته إن كان يعتقد أن ابنه، إذا ما التقاه، سيعود معه، أجاب: «ابني حر في اتخاذ قراره»، لكنه أضاف متسائلا: «شاب نشأ في الغرب لأبوين مسيحيين، فلماذا يأتي ليموت هنا».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,272,352

عدد الزوار: 7,626,586

المتواجدون الآن: 0