محللون: الغارات الاسرائيلية على سوريا تحذير لإيران وحزب الله وقادة الأمن الإسرائيليون مقتنعون بأن سوريا لن ترد.. مصادر عسكرية: ضمن أهداف القصف تجربة قنابل ذكية تخترق الخنادق تحت الأرض

قوات النظام تواصل عملياتها العسكرية في الساحل.....الغارات الإسرائيلية على سوريا استهدفت ثلاثة مواقع عسكرية.. مصادر لـ «الراي»: رد «حزب الله» على الغارات ضد سورية... مستبعد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 أيار 2013 - 5:45 ص    عدد الزيارات 2272    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«كتل النار» تشعل سماء دمشق
لندن - «الحياة»
دمشق، بيروت، القدس المحتلة، طهران، القاهرة - «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب - استبقت اسرائيل زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لموسكو بغارات شنتها قاذفات اسرائيلية، وبحماية مقاتلات حلقت على مستوى عال فوق العاصمة السورية، وقصفت الطائرات والصواريخ الاسرائيلية 40 هدفاً في ضواحي دمشق التي شعر سكانها بـ»زلزال» استمر 4 ساعات تقريباً بفعل الانفجارات التي اشعلت ليل العاصمة السورية واقلقت سكون ليلها. وتحدث سكان يقيمون قرب قاعدة جمرايا عن انفجارات وقعت في أماكن مختلفة قرب دمشق على مدار بضع ساعات بما في ذلك بلدة يقطن فيها عدد من كبار المسؤولين. وقال أحد السكان «لقد تحول الليل إلى نهار».
وقال شهود عيان لـ»الحياة» ان حالة ذعر ورعب سادت في اوساط سكان دمشق من قوة الاصوات والانفجارات، وان عددا كبيراً من السكان هرب الى الطوابق السفلى وبحث عن ملاجئ. وتحدث بعض الاهالي عن «موجة حرارة هائلة» شعروا بها ايقذتهم من النوم بينما شاهد اخرون «كتل نار» فوق جبل قاسيون انارت سماء دمشق. وظن بعض آخر ان زلزالاً ضرب المدينة.
وفي وقت لم تتحدث الحكومة الاسرائيلية عن الغارة او الغارات أو تفاصيلها، أعلنت دمشق ان الغارات الجوية والقصف الصاروخي «استهدفت منشأة عسكرية شمال دمشق كانت قصفتها طائرات إسرائيلية مطلع السنة» واعتبرت الغارات بمثابة «إعلان حرب» محذرة من ان أعمال اسرائيل، التي جاءت بـ «غطاء» اميركي، من شأنها جر المنطقة الى «حرب اقليمية». ودعت مجلس الأمن الى «تحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الإسرائيلي على سورية ومنع تكراره والحيلولة دون تدهور الوضع في المنطقة وخروجه عن السيطرة»، نافية «المزاعم الإسرائيلية بنقل أسلحة الى خارج الحدود السورية».
وأوضحت سورية، في شكوى سلمها السفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الى المجلس أن الطائرات الحربية الإسرائيلية «قامت بعدوان صاروخي من الأراضي الإسرائيلية ومن جنوب لبنان باتجاه ثلاثة مواقع تابعة للقوات المسلحة السورية تقع شمال شرقي جمرايا وفي ميسلون وفي مطار شواعي في ديماس». وأضافت أن الصواريخ الإسرائيلية أودت «بالعديد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين وأدت الى تدمير واسع في هذه المواقع والمناطق المدنية القريبة منها». ولم تدع الرسالة السورية مجلس الأمن الى عقد جلسة لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي على سورية أو اتخاذ خطوة محددة في هذا الإطار.
وسارعت ايران الى ادانة الغارات «التي تجيء في إطار جهود إسرائيل زعزعة استقرار المنطقة وأمنها»، داعية «دول المنطقة الى الوقوف في وجه هذا التصرف». وأكتفت مصر باصدار بيان ادانة رئاسي قال أن من شأن «القصف الإسرائيلي لسورية أن يزيد الوضع تعقيداً فضلاً عن تهديده الأمن والاستقرار في المنطقة». وحذرت الجامعة العربية من «التداعيات الخطيرة» وطالب الأمين العام نبيل العربي «مجلس الأمن بالتحرك الفوري من أجل وقف الاعتداءات ومنع تكرارها».
وفي اسطنبول، وقبل ان يعلن «الائتلاف السوري» المعارض اي موقف من الغارات شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعنف هجوم له على الرئيس بشار الاسد.
وقال اردوغان: «باذن الله فاننا سنرى هذا الجزار، هذا القاتل يلقى جزاءه في هذا العالم... وسنحمد الله على ذلك». واضاف، امام حشد من النواب ونشطاء حزبه مخاطبا الاسد: «ستدفع ثمناً غالياً جداً على اظهارك شجاعتك على الاطفال في المهد، الشجاعة التي لا تستطيع ان تظهرها على آخرين».
واستبق الرئيس باراك اوباما الغارة بالقول «إن لدى إسرائيل الحق في التحرك مضيفا «يجب على الإسرائيليين أن يتوخوا الحذر من نقل أسلحة متقدمة إلى منظمات إرهابية مثل حزب الله وهو أمر له ما يبرره».
ونقلت وسائل اعلامية موالية عن مصادر سورية قولها «ان دمشق نصبت بطاريات صواريخ موجهة الى اسرائيل» في حين خلت شوارع وسط دمشق تقريباً من المارة والسيارات مع بداية الأسبوع وأغلقت المتاجر أبوابها إلا القليل منها. وتم تعزيز نقاط التفتيش التي تحمي المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة من هجمات المعارضين بأفراد إضافيين.
ولفتت مصادر في لندن إلى أن إسرائيل استهدفت توجيه رسائل عدة خلال الغارات، وهي الثانية خلال يومين والثالثة منذ مطلع السنة، أول أهدافها تحطيم مخازن أسلحة وصواريخ في الأراضي السورية كانت مخصصة لتقوية القدرات العسكرية لـ «حزب الله»، والثاني ضرب طرق إمدادات الحزب، والثالث قصف وحدة من الفرقة الرابعة ووحدة الارتباط العسكرية السورية التي تنسق مع الإيرانيين والحزب، إضافة إلى توجيه رسالة واضحة للقيادة السورية بعدم نقل أي أسلحة لزيادة احتياط «حزب الله» من صواريخ ارض - ارض أو المضادة للطائرات. وبعد الغارة، وعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسرائيلي نشر الجيش بطاريتي صواريخ إضافيتين من «القبة الحديد» في الجبهة الشمالية، قبل أن يتوجه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو اليوم الى الصين في زيارة تستمر حتى نهاية الأسبوع.
 
واشنطن وموسكو تسعيان إلى تقارب في شأن سورية
الحياة...موسكو - رائد جبر
يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم، محادثات في موسكو تتركز على ملفي سورية وإيران إضافة إلى تحضيرات قمة مجموعة بلدان «الثمانية الكبار». وتوقعت مصادر روسية ان تضع المحادثات اطاراً لتقريب وجهات النظر بين البلدين تحضيراً للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره باراك اوباما، والمقرر الشهر المقبل.
ورغم أن الشق الرسمي من محادثات كيري في موسكو ستكون مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لكن اوساطاً قريبة من الكرملين رجحت ان يقوم بوتين باستقباله، بناء على اتفاق تم مع اوباما خلال محادثة هاتفية جرت قبل ايام بين الرئيسين.
ولم تستبعد المصادر ان يقوم الكرملين بتسليم كيري رسالة جوابية موجهة إلى اوباما، رداً على رسالة كان الاخير بعث بها إلى بوتين اواسط الشهر الماضي وسلمها في الكرملين مستشار الامن القومي توم دونيلون.
ورغم أن الأوساط الروسية تكتمت على محتوى الرسالة والرد عليها، لكن لافروف كان أشار قبل يومين إلى أن بلاده اعدت رداً على رسالة اوباما.
ولمح خبراء إلى أن الجانبين يسعيان إلى تقريب وجهات النظر حيال ملفات خلافية عدة بينها الموضوع السوري والملف النووي الإيراني بالإضافة إلى قضايا ثنائية، في مقدمها مسألة «حرب القوانين» المضادة لانتهاكات حقوق الانسان في البلدين، وموضوع «الدرع» الصاروخية، وسبل مواصلة النقاش حول الحد من الانتشار النووي. فيما اعتبرت وسائل إعلام روسية أن الطرفين «باتا أقرب للوصول إلى رزمة من الاتفاقات حول ملفات خلافية».
وكان كيري مهد لزيارته بالقول: «تأخرت كثيراً في زيارتي ولكني اعول عليها بشكل قوي خصوصاً في ضوء طيف الملفات الواسعة الذي يجب ان نبحث فيها، بينها سورية وإيران وقمة الثمانية».
واعتبر ناطق روسي أمس أن التطورات المتسارعة في الشأن السوري تدفع موسكو وواشنطن إلى محاولة «طرح افكار جديدة» تهدف إلى تهدئة الموقف.
لكن لافروف استبق اللقاء بتأكيد ضرورة التوصل إلى رؤية تقوم على أساس اتفاق جنيف، مجدداً تحذير بلاده من خطورة «وضع شروط مسبقة للحوار».
وكان مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل قال إن الملف السوري سيتصدر المحادثات التي سيجريها كيري في موسكو، مؤكداً أن الموقف الأميركي من الأزمة السورية لم يتغير، وهو يتمثل بضرورة الإسراع في إحداث انتقال سياسي يضع حداً للعنف وسفك الدماء، مشيراً إلى أن من ضمن الخلافات بين واشنطن وموسكو دعم وتسليح النظام السوري. كما ستتطرق مباحثات كيري في موسكو، بحسب فينتريل، الى موضوع استخدام الأسلحة الكيمياوية.
وفي موسكو قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما «أشارا إلى أهمية أن يبقى وزيرا خارجية البلدين على تواصل مستمر ويسعيا لإيجاد خطوات ما مشتركة. وأكدا استعداد الجانبين لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتسوية المشكلة السورية».
وأعلن أوشاكوف أن أوباما سيزور موسكو قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين المقررة في مدينة سان بطرسبورغ.
لكنهما سيلتقيان قبل ذلك خلال اعمال قمة مجموعة «الثماني الكبار» في إيرلندا الشمالية الشهر المقبل.
 
قوات النظام تواصل عملياتها العسكرية في الساحل
لندن - «الحياة»
واصلت قوات النظام، مدعومة بميليشيات موالية، عملياتها العسكرية في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس في الساحل السوري مع ظهور فيديوات إضافية تضمنت مشاهد إعدامات ميدانية، في وقت حصلت مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة في شمال البلاد مع سقوط 34 قتيلاً في اشتباكات في ريف وسط البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية نفذت أمس حملات دهم واعتقالات عشوائية في حيي راس النبع والقلعة في بانياس، كما قصفت منطقة بطرايا في المدينة وأطراف قرية المرقب.
وقال شهود عيان إن القوات النظامية أغلقت الطريق الرئيسية من اللاذقية غرباً إلى حمص الذي يمر من بانياس. وتم تسريب فيديو أمس، تضمن صوراً لعشرين جثة خلال اقتحام بلدة البيضا الخميس.
وقال المرصد إنه «عثر أيضاً على جثامين لعشرات المواطنين الذين قتلوا خلال اقتحام القوات النظامية بدعم من عناصر القوات الشعبية للطائفة العلوية لحي رأس النبع في بانياس الذي يسكنه مسلمون سنة، فارتفع عدد القتلى إلى 62 شخصاً موثقين بالأسماء والصور والأشرطة المصورة بينهم 14 طفلاً». وتوقع المرصد ارتفاع عدد القتلى بسبب «فقدان الاتصال مع العشرات».
وفي اللاذقية المجاورة، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على منطقة سلمى والقرى المجاورة لها في ريف المدينة. وقال المرصد إن 34 شخصاً بينهم 21 مقاتلاً معارضاً قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية الموالية لـ «حزب الله» اللبناني في ريف القصير وريف حمص الجنوبي.
وزاد أن ستة مواطنين هم ثلاثة أطفال وثلاث نساء قتلوا إثر استهداف سيارة تقلهم بالقرب من بلدة البويضة الشرقية في ريف حمص. كما قتل أربعة مواطنين بينهم سيدة وطفل استشهدوا إثر سقوط قذائف وقصف بالطيران الحربي على مدينتي القصير والرستن في ريف حمص.
وفي حماة المجاورة شنت الطائرات الحربية غارات على قرية الزغبة في الريف الشرقي مع توجه رتل عسكري تابع للقوات النظامية إلى القرية، وسط اشتباكات على أطرافها مع مقاتلي الكتائب المقاتلة وقصف الطيران الحربي بلدتي كفرنبودة وكفر زيتا في ريف حماة. ونفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال عشوائي في شارع التوحيد في حي طريق حلب في حماة.
وفي ادلب شمال غربي البلاد، تعرضت مناطق في بلدة دركوش بريف جسر الشغور لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ما أدى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل.
وقال المرصد إن الاشتباكات تجددت بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي الخالدية في حلب شمالاً مع ورود إنباء عن قتلى من الطرفين. كما تعرض حي قاضي عسكر ومحيط قلعة حلب وبلدات ماير وحربيل وحدّادين في ريف حلب لقصف مدفعي من قبل القوات النظامية، في وقت قتل 23 شخصاً بينهم تسعة مقاتلين في اشتباكات مع القوات النظامية في اللواء 80، إضافة إلى مقتل سبعة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مطار منغ العسكري الذي تقدمت قوات المعارضة فيه في اليومين الماضيين، وبلدة خان العسل ومحيط السجن المركزي الذي تسعى المعارضة للسيطرة عليه.
وفي شمال شرقي البلاد، تجدد القصف من الطيران الحربي على مدينة الرقة مستهدفاً حي البدو ما أدى لسقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل. كما قصف الطيران المروحي حي الشهداء، في وقت نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على محيط الفرقة 17 المحاصرة من قبل الكتائب المقاتلة منذ أشهر عدة. وقال المرصد إن قوات النظام جددت أمس قصفها براجمات الصواريخ لمناطق في مدينة موحسن قرب دير الزور. واستهدف القصف أحياء من مدينة دير الزور.
وفي دمشق، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في لجهة الغربية من مدينة داريا جنوب العاصمة، مع ورود أنباء عن إعطاب دبابة للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية. وقتل مقاتل من مدينة دوما في الاشتباكات الدائرة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في ريف دمشق.
وفي الطرف الشرقي لدمشق، تجددت أمس اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والنظام في حي جوبر تحت غطاء من القصف الجوي. ودارت اشتباكات فجر أمس في مخيم اليرموك جنوب دمشق، ترافقت مع سقوط قذائف هاون على مناطق مختلفة فيه. وفي جنوب غربي دمشق، قصفت قوات النظام بلدة دروشا ومخيم خان الشيح في محاولة للسيطرة الكاملة للنظام على المنطقة. ودارت اشتباكات في حي السيدة زينب والديابية.
وفي درعا بين دمشق وحدود الأردن، تجدد القصف من الطيران الحربي على قرى وبلدات وادي اليرموك، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من قبل القوات النظامية المتمركزة في حاجز صيصون وأنباء عن إصابات في صفوف المواطنين، وتعرضت المناطق الغربية من بلدة تسيل لقصف من الطيران الحربي. وقصفت قوات النظام المتمركزة في منطقتي البكار وتل الجابية بقذائف الهاون قرية جمله.
 
دور الأخضر الإبراهيمي تحول «مهمة مستحيلة»
الحياة...بيروت - ا ف ب
كرر الديبلوماسي الجزائري المحنك الأخضر الإبراهيمي خلال مسيرته الطويلة مقولة انه «لا يوجد وضع من دون أمل»، لكن مع النزاع المستمر منذ أكثر من عامين في سورية التي عين موفداً دولياً لها، واجه وزير الخارجية الأسبق «مهمة مستحيلة».
ويتردد على نطاق واسع أن الإبراهيمي (79 عاماً) والذي يشغل منذ 17 آب (أغسطس) الماضي منصب الموفد الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، بات قاب قوسين أو أدنى من تقديم استقالته.
وقال احد مساعدي الإبراهيمي إن الأخير «لم يستقل لكنه قال إنه يفكر في الاستقالة يومياً»، بسبب انسداد أفق الحل السياسي في سورية الغارقة في نزاع دامٍ منذ أكثر من عامين. وأكد المساعد، الذي فضل عدم كشف اسمه، أن الإبراهيمي لن يتخذ قراراً نهائياً في هذا الشأن قبل منتصف الشهر.
وناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الثاني من الشهر الجاري موضوع الاستقالة المحتملة للإبراهيمي مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. ورجحت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة أن يتولى بان بنفسه، في حال استقالة الموفد الدولي، ملف تعيين خلف له.
وقال ديبلوماسي بارز في الأمم المتحدة إن «النزاع في سورية سيئ جداً، والانقسامات الدولية عميقة للغاية إلى حد أن الأمين العام يواجه الآن قراراً صعباً للغاية في شأن تعيين بديل للإبراهيمي».
وينقسم الخبراء حول حظوظ نجاح مهمة أي موفد دولي إلى سورية، وقال نيكولاوس فان دام، الديبلوماسي الهولندي السابق الخبير في الشرق الأوسط، إن الإبراهيمي «حظي بفائدة مزدوجة لأنه شخصية عربية، ويتمتع بخبرة سياسية هائلة».
واستقال سلف الإبراهيمي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان، من مهامه في الثاني من آب (اغسطس) 2012، معللاً الخطوة بغياب دعم القوى الكبرى المؤثرة المنقسمة بحدة حول النزاع السوري، لا سيما بين الدول الغربية الداعمة للمعارضة، وروسيا والصين حليفتي نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف فان دام مؤلف كتاب «النضال من اجل السلطة في سورية»، أن «عمل الإبراهيمي كان مهمة مستحيلة، ولا أرى كيف يمكن خلفاً محتملاً ان يقود مهمة صعبة كهذه. الأكيد أن ذلك سيكون صعباً جداً طالما أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لا تدعم عمليا مبادئ جنيف».
وبذل الإبراهيمي كل ما في وسعه للتوصل إلى حل للأزمة السورية، وهو الديبلوماسي الخبير الذي ساهم كمبعوث للجامعة العربية، في التوصل إلى اتفاق الطائف في العام 1989 لوضع حد للحرب اللبنانية التي اندلعت العام 1975، قبل أن يتولى مهمات للأمم المتحدة في العراق وأفغانستان.
وبعد تعيينه بفترة قصيرة، أثار الإبراهيمي حفيظة المعارضة السورية التي طالبته بالاعتذار من الشعب السوري لتصريحه أنه لا يعرف ما إذا كان الوقت حان للمطالبة بتنحي الرئيس الأسد.
لكن علاقته بالنظام السوري لم تكن أفضل حالاً، فخلال زيارته الثالثة إلى دمشق نهاية العام الماضي، وقعت القطيعة مع الرئيس الأسد الذي أنهى اجتماعه مع الإبراهيمي بعدما سأله الأخير عما إذا كان ينوي الترشح إلى الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولايته في العام 2014.
وبعد أيام على هذا الاجتماع، قال الإبراهيمي من دمشق إن «التغيير المطلوب ليس ترميمياً ولا تجميلياً. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع»، داعياً في مؤتمر صحافي إلى تشكيل حكومة «كاملة الصلاحيات (...) تتولى السلطة خلال الفترة الانتقالية».
ووجهت وسائل الإعلام السورية القريبة من السلطات اتهامات لاذعة للإبراهيمي، معتبرة انه «سائح معمر حظي برحلات ترفيهية حول عواصم العالم»، في حين اتهمته الخارجية السورية بـ «الانحياز» إلى أطراف تشارك في «المؤامرة» ضد دمشق.
وسعى الإبراهيمي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة لمناسبة عيد الأضحى، لكن الهدنة لم تصمد لساعات. وتنقل الموفد الدولي بين مختلف عواصم الشرق الأوسط وأوروبا، وصولا إلى موسكو وبكين لوقف نزف الدم في سورية، من دون طائل.
ولم تلق دعوات الإبراهيمي «القوى الخارجية» في كانون الثاني (يناير) لوقف تزويد طرفي النزاع بالسلاح وطرحه حوارا سورياً - سورياً للتوصل إلى وضع حد للأزمة، أي صدى يذكر.
 
الأسد للأميركيين: الرد على أي عدوان جديد سيكون فورياً
خاص - «الراي»
نفى مصدر قيادي بارز في «حزب الله» تعرّض أيّ شحنات او أسلحة متطورة تابعة للحزب للقصف خلال الغارة الاسرائيلية على سورية.
وأوضح المصدر لـ «الراي» ان «الطيران المعادي استهدف مراكز للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في جبل قاسيون»، كاشفاً ان «الهدف كان أمكنة تموْضع المدفعية المسانِدة لتقدّم القوات العسكرية في داريا، وفي الغوطتين الشرقية والغربية، في تطور تزامن مع هجوم للمعارضة على دمشق وبدا مسانِداً لها».
وتحدث المصدر عن «سقوط أكثر من 150 قتيلاً وجريحاً من جراء الضربة الاسرائيلية التي تمت بتنسيق اسرائيلي - عربي - أميركي»، مشيراً الى «ان هذا الامر يعني تدخلاً غربياً مباشراً وغير مباشر في المعركة الدائرة في سورية».
أما المصادر القريبة من الرئيس السوري بشار الاسد فكشفت لـ «الراي» أن الاسد «أبلغ الى الروس انه يريد جواباً في 24 ساعة على رسالة بعث بها الى الاميركيين عبر موسكو، وفحواها انه في حال عاودت اسرائيل عدوانها فسيكون الامر بمثابة إعلان حرب، وتالياً لن يكون هناك إنذار او دراسة لردّ الفعل»، مشيرة الى «ان الاوامر أُعطيت لنشر بطاريات صواريخ روسية حديثة جو - أرض وأرض - أرض، وان ردّها سيكون فورياً ومن دون العودة الى القيادة».
ولاحظ خبراء في الشؤون الاستراتيجية ان ضرب اسرائيل لمراكز المدفعية التابعة للنظام لا يعدو كونه محاولة لـ «حفظ التوازن» بين نظام الاسد ومعارضيه. وقال هؤلاء لـ «الراي» انه «لو أرادت اسرائيل الإخلال بالتوازن لمصلحة المعارضة وضمان تفوّقها لكانت قامت بتدمير اسطول الطيران الحربي السوري».
ولفت الخبراء الى ان تدمير اسرائيل لمراكز مدفعية تابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري قد يؤدي الى فرْملة الانجازات التي يحققها جيش النظام في غير مكان، لكنه لن يسهّل، في الوقت عينه، على المعارضة دخول دمشق والسيطرة عليها لأن أقصر الطرق الى هذا الامر هو تدمير سلاح الجو السوري وشلّ حركته.
 
غارات إسرائيلية على مستودعات أسلحة في محيط دمشق
 دمشق - من جانبلات شكاي - القدس - «الراي»
قضى معظم الدمشقيين وخصوصا سكان الأحياء والضواحي الشمالية منها ليلتهم الماضية مستيقظين على وقع أصوات انفجارات مستودعات ذخيرة على الطرف الثاني غير المطل على المدينة من جبل قاسيون وفي منطقة الديماس، التي كانت هدفا لغارات جوية صاروخية نفذها الطيران الإسرائيلي.
ونحو الواحد و40 دقيقة من فجر أمس هز انفجار ضخم العاصمة السورية فحول ليل المدنية إلى نهار لشدة الوهج المتصاعد من خلف جبل قاسيون وتحديدا إلى الشمال الشرقي من بلدة جمرايا حيث تحدثت صفحات موالية للنظام على «فيسبوك» بأن طائرات إسرائيلية استهدفت اللواء 105 للحرس الجمهوري.
وبحسب شهود عيان فإن هدف الغارة كان مستودعا للأسلحة حيث سمع دوي انفجارات متتالية مختلفة الشدة استمرت لنحو 15 دقيقة مع مشاهدة القذائف المنفجرة تتطاير في السماء، وبعد أقل من دقيقة دوى انفجار ثان بنفس الشدة وربما أقوى، ولكن هذه المرة في الشمال الغربي من العاصمة وتحديدا إلى الشمال من ضاحية قدسيا في منطقة الديماس على مقربة من مطار شراعي واستهدف على ما يبدو أيضا مستودعا آخر للذخيرة لكنه أكبر من الأول حيث استمرت النيران متصاعدة منه وتواصل سماع دوي انفجارات القذائف والصواريخ المتطايرة منه إلى ما بعد الثالثة فجرا لكنها ظلت بوتيرة عالية جدا حتى الثانية وأربعين دقيقة.
وإضافة إلى الإنفجارين السابقين سمع أيضا دوي انفجار ثالث بينهما من حيث التوقيت، لكن دون أن يسفر عن أي انفجارات ارتدادية، وبعد نحو 30 دقيقة وبينما كانت القذائف المنفجرة تتطاير مثل الألعاب النارية من موقع المطار الشراعي في الديماس دوى انفجار رابع كبير جدا بنفس المكان وشوهدت ألسنة اللهب ترتفع لأكثر من مئة متر في السماء.
مسلسل الغارات الإسرائيلية لم يتوقف على استهداف الموقعين في الساعات الأولى من يوم أمس بل سقط صاروخ جديد قبيل الثالثة من بعد ظهر أمس في منطقة الديماس عند المطار الشراعي وشكل التراب المتطاير لعشرات الأمتار قمعا فطيرا، لكن لم تحدث أي انفجارات لاحقة كما تم في ساعات الفجر الأولى.
وباستثناء إعلان مقتضب من التلفزيون السوري ليلا عن تنفيذ إسرائيل لهجوم صاروخي على المنطقة، ظل الكتمان يحيط بالموقف الرسمي وبعدد الضحايا من الهجوم الإسرائيلي التي قدرتها مصادر إعلامية غير رسمية بما يتراوح بين 200 و 300 قتيل، إلى ظهر أمس حيث أعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لـ»سي إن إن» أن الغارة الإسرائيلية هي بمثابة «إعلان حرب» على سورية، وقال: «إن هذا الهجوم يمثل تحالفاً بين إسرائيل والإرهابيين، ودمشق سترد على هذا الهجوم الإسرائيلي في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة».
وبعيد الهجوم، نشرت صفحة «شبكة أخبار مساكن الحرس الجمهوري في قدسيا والضاحية» الموالية خبرا عن إسقاط الدفاع الجوي السوري طائرة إسرائيلية شاركت في الغارة وأنه قد «تم إلقاء القبض على الطيارين الإسرائيليين قرب نادي الرماية بدمشق»، وهو الخبر الذي أكدته لاحقا القناة العاشرة الإسرائيلية التي اعترفت «بسقوط طائرتين في مناطق بريف دمشق بنيران المدفعية السورية»، فيما أكد مصدر عسكري سقوط إحدى الطائرات في ضاحية قدسيا بريف دمشق»، وأكدت القناة «فقدان الاتصال مع طاقم الطائرة التي سقطت في دمشق وأنه لا معلومات الآن حول مصير طاقمها «العقيد الطيار شيموئيل عازار ومساعده الملازم أول ايسون غاري».
دمشق لم تؤكد الخبر رسميا وفي مؤتمر صحافي بعيد إعلان بيان الحكومة قال وزير الإعلام السوري إنه «ليس لدينا أي أدلة حول ذلك وتقوم الجهات العسكرية المختصة بمتابعة تفاصيل العدوان الإسرائيلي»، قائلا ان «العدوان الإسرائيلي يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات»، ومطالبا الجيش السوري «مواصلة مهامه ضد الأعداء في الداخل والخارج».
وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في رسالتين متطابقتين موجهتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أن «طائرات حربية إسرائيلية قامت بعدوان جوي صاروخي من الأراضي المحتلة ومن جنوب لبنان باتجاه ثلاثة مواقع تابعة للقوات المسلحة في سورية تقع في شمال شرق جمرايا وفي ميسلون وفي مطار شراعي بمنطقة الديماس في دمشق وريفها، وأسفر العدوان الإسرائيلي عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين السوريين وأدى إلى تدمير واسع في هذه المواقع وفي المناطق المدنية القريبة منها».
وتحدث بيان الخارجية عن «تنسيق» بين «إسرائيل والمجموعات الإرهابية والتكفيريين التابعين لـ «جبهة النصرة» إحدى أذرع القاعدة بهدف تقديم دعم عسكري مباشر» لتلك المجموعات «بعد فشل محاولاتها في تحقيق سيطرة على الأرض».
وفي وقت لاحق أمس أصدرت الحكومة السورية بعد جلسة خاصة عن الغارة الإسرائيلية بيانا قالت فيه إن «العدوان الإسرائيلي يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات»، مطالبة الجيش السوري «مواصلة مهامه ضد الأعداء في الداخل والخارج».
وبهجوم الأمس فإن إسرائيل نفذت داخل الأراضي السوري منذ نهاية يناير الماضي ثلاث غارات جوية أولاها استهدف مركز البحوث العلمية في جمريا بريف دمشق وقالت إسرائيل حينها إنها استهدفت موكبا لنقل صواريخ متطورة إلى حزب الله.
واستهدفت الغارة الثانية قبل يومين ما قالت إسرائيل إنه مستودعا لوقود الصواريخ في مطار دمشق الدولي، وقالت دمشق حينها إن استهداف مطار دمشق الدولي أدى إلى احتراق خزان للكيروسين بالمطار وإصابة طائرة مدنية منسقة جاثمة على أرض المطار، وأعلنت حينها المعارضة المسلحة تبنيها للهجوم على مطار دمشق الدولي.
ومنعت دمشق وسائل الإعلام والمراسلين المعتمدين من معاينة أو زيارة أماكن الغارات الإسرائيلية أو المشافي التي نقل إليها المصابين، إلا أن مقاطع فيديو انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي تصور لحظات الانفجارات.
وفي رد فعل من بعض الشباب السوري المؤيد قال بيان مقتضب تم توزيعه على «فيسبوك»: نحن شباب سورية نعلن تشكيل تنظيم مسلح تابع لأوامر الجيش العربي السوري لتنفيذ عمليات استشهادية داخل أراضي البلدان التي تمول الإرهاب داخل بلدي المقدس وأولهم فلسطين المحتلة».
الرواية الإسرائيلية
وقال مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم كشف هويته ان «الهجوم استهدف صواريخ ايرانية مرسلة الى حزب الله» في مبان تقع قرب موقع استهدفته ضربة جوية اكدتها اسرائيل في يناير الماضي. كما اكد ان اسرائيل شنت غارة جوية اخرى صباح الجمعة على اسلحة مرسلة الى «حزب الله» قرب مطار دمشق الدولي.
وقال المسؤول الاسرائيلي إنه «في كل مرة تصل معلومات لاسرائيل حول نقل صواريخ او اسلحة من سورية الى لبنان (الى حزب الله) ستهاجم»، مضيفا: «سلاح الجو في حالة تأهب عالية جدا لم تبلغها منذ سنوات لمواجهة اي احتمال».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد التزم الصمت حيال الهجوم، غير انه أكد أن المسؤولية الملقاة على عاتقه هي ضمان أمن دولة إسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال مراسم إطلاق اسم والده ين تصيون نتنياهو على مفترق طرق: «إنني أفتقد والدي كثيرا، وقد علمني أن المسؤولية الكبرى الملقاة علينا هي ضمان أمن دولة إسرائيل وتحصين مستقبلها».
وأضاف نتنياهو أن «هذا التراث يجب أن يوحدنا جميعا يوميا وفي كل ساعة وهذا ما نقوم به فعلا».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر ديبلوماسي قوله انه «خلال هجوم الليلة (قبل) الماضية مثل الهجوم السابق، ما تمت مهاجمته مخازن لصواريخ الفاتح-110 التي تنقل من ايران الى حزب الله».
واوضح عوزي روبين وهو خبير صواريخ اسرائيلي ومسؤول دفاعي سابق ان صواريخ «الفاتح 110» «افضل من سكود فلديه رأس حربية زنتها نصف طن»، مضيفا ان ايران اوضحت انها عدلت هذا الصاروخ لاستخدامه ضد السفن من خلال تركيب نظام توجيه به.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أعاد نشر بطاريتي «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى في شمال إسرائيل.
وقال في بيان إنه على خلفية التوتر عند الحدود الشمالية، تم إعادة نشر بطاريتي «القبة الحديدية» في مدينتي صفد وحيفا.
واكدت مصادر اسرائيلية استخدام الطيران الحربي انواعا جديدة من الصواريخ والاسلحة في تجربة ميدانية قبل مهاجمة إيران او «حزب الله». وقالت ان العمليات قد تأخذ طابع اخر في ظل الاجواء المواتية لمثل هذه العمليات اقليمياً ودولياً.
وقالت المصادر ذاتها ان الطيران الاسرائيلي نفذ هجماته على المواقع السورية عبر الأجواء اللبنانية، وقد حلقت بعض هذه الطائرات في سماء بيروت.
 
مقتل قائد مطار «منغ» العسكري وقصف متقطع على أحياء في بانياس
الرأي..بيروت - ا ف ب - قتل قائد مطار «منغ» العسكري في محافظة حلب مع تحقيق مقاتلي المعارضة تقدما في داخله، بينما طاول قصف متقطع الاحراج المحيطة بالاحياء الجنوبية لمدينة بانياس التي تعرضت لمجازر ادت الى فرار العديد من عائلاتها في الايام الاخيرة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان « قائد مطار منغ العميد علي محمود قتل السبت مع اثنين من مرافقيه في اطلاق نار خلال الاشتباكات التي كانت تدور في حرم المطار».
واضاف ان مقاتلي المعارضة «حققوا تقدما في المطار» الواقع الى الشمال من حلب، والذي اقتحموه مجددا فجر امس، مشيرا الى ان الاشتباكات ترافقت مع قصف بالطيران الحربي على محيطه.
وفي مدينة بانياس الساحلية، افاد المرصد عن قصف متقطع طاول الاحراج المحيطة بالاحياء الجنوبية.
وكان المرصد افاد السبت عن العثور على جثث 62 شخصا على الاقل بينهم 14 طفلا، قتلوا بعد اقتحام القوات النظامية مدعومة بمسلحين موالين لها، وذلك بعد يومين من مقتل 51 شخصا على الاقل في قرية البيضا الواقعة جنوب بانياس.
وشنت المقاتلات السورية سلسلة من الغارات الجوية على مناطق عدة في البلاد، منها اطراف حي جوبر في شرق دمشق، ومدينة الرقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال البلاد.
 
مصادر لـ «الراي»: رد «حزب الله» على الغارات ضد سورية... مستبعد
بيروت - «الراي»
تراجعتْ في لبنان في الساعات الماضية الاهتمامات الداخلية بأزمتيْ تأليف الحكومة الجديدة والسعي الى توافق على قانون انتخاب جديد قبل نفاد المهلة الدستورية الاخيرة تحت وطأة التطورات الدراماتيكية المتسارعة في سورية والتي يجد لبنان نفسه اكثر الدول المجاورة تأثراً بها.
وبدا لبنان على مشارف مقاربات جديدة شديدة الخطورة حيال هذه التطورات في ضوء الغارة الاسرائيلية على سورية فجر امس من جهة والتطورات الميدانية التي حصلت في ريف القصير وبانياس من جهة اخرى. ذلك ان الغارة الاسرائيلية حصلت في وقت كانت الاجواء اللبنانية تتعرض منذ ايام لنوع من «الاجتياح» الجوي الاسرائيلي المتواصل اذ لم يغب الطيران الحربي الاسرائيلي عن هذه الأجواء منذ اربعة ايام، مما أثار مخاوف واسعة من انعكاسات هذا التطور على لبنان في ضوء الاحتمالات الخطرة التي ترتّبها عليه التعقيدات والتورّطات الاقليمية في الازمة السورية.
وفيما كانت تقارير تنقل عن مسؤولين ايرانيين ان «المقاومة ستردّ على العدوان على سورية»، استبعدت مصادر سياسية لـ «الراي» حصول اي ردّ من «حزب الله» على الغارة الاسرائيلية، وإن كانت تحت عنوان قطع طريق الإمداد العسكري للحزب عبر سورية، معتبرة ان الضربات الاسرائيلية لا تزال «موْضعية»، كما ان الحزب واسرائيل يتفاديان في هذه المرحلة الدخول في مواجهة مفتوحة او «معركة كبيرة»، وملاحِظة ان اسرائيل تحرص على ضرب ما تقول انه شحنات اسلحة الى حزب الله داخل الاراضي السورية وليس بعد دخولها الى لبنان».
اما في شأن التطورات الميدانية في سورية، فان مسألة تورط « حزب الله» في القتال الدائر في ريف القصير وما تردّد عن ازدياد وتيرة تورطه في الهجوم على بلدة القصير بعد القرى المحيطة بها زاد المخاوف ايضاً من ولوج لبنان الى مرحلة لا يمكن معها وقف انزلاقه نحو استدراج كل المفاعيل المذهبية الخطرة الى ساحته.
واذا كان بديهياً ان تنعكس هذه التطورات بادىء ذي بدء على الأزمة السياسية الداخلية بشقيْها الحكومي والانتخابي وتفرْمل كل المساعي الجارية لايجاد مخارج لهاتين الأزمتيْن، فان الأوساط المعنية بالاتصالات السياسية التي جُمدت في عطلة الفصح الشرقي والتي ستُستأنف اعتباراً من الثلاثاء باتت تنظر بعين الشك أكبر من اي وقت مضى الى إمكان التوصل الى تفاهمات الحد الادنى التي من شأنها ان تقيم حزام أمان سياسياً وأمنياً في لبنان في المرحلة الطالعة.
وقالت هذه الاوساط لـ «الراي» ان اكثر ما يثير الخشية في هذا السياق هو ان يكون العامل الاقليمي حاصر لبنان حصاراً محكماً بحيث بات بتعذر معه التوصل الى تفاهمات داخلية تُبقي الهامش الضيّق قائماً بين المصالح الداخلية التي تملي تجنب التورط في النزاع السوري والمصالح الاقليمية التي تضغط من دون هوادة على «حزب الله» للمضي في تورطه مع ما يرتّبه ذلك من أخطار داهمة على الاستقرار اللبناني.
وتضيف هذه الاوساط ان انفجار قضية المجازر المرتكبة في سورية وما تردد عن عمليات تصفية مذهبية موصوفة في بعض المناطق ولا سيما في بانياس جعلت المخاوف من انتقال العدوى الى لبنان في ذروتها، الامر الذي يشكل عاملاً شديد الوطأة على المناخ اللبناني المتوجس بشدّة من هذه الفظائع وارتدادتها.
ولكن الاوساط نفسها تعتقد ان الاسبوعين المقبلين سيشكلان الاختبار الحاسم للوسط السياسي اللبناني برمّته في مواجهة استحقاقيْ دفع انعكاسات الأزمة السورية عن لبنان ورسم الاطار الممكن لتجاوز الأزمة السياسية الداخلية حتى لو اقتضى الامر توافقاً سلبياً على التمديد لمجلس النواب مما يسهّل لاحقاً التوافق على حكومة جديدة تدير مرحلة التمديد.
واذ تعتقد الاوساط ان هذا الامر قد يكون اهون الشرور وسط انسداد الحلول السياسية والتفاهمات الكبيرة، فانها تشير الى ان مرحلة ما بعد عطلة الاعياد ستكون حافلة بالحركة السياسية والمشاورات الحثيثة في هذا الاتجاه لان العد العكسي للاستحقاق الانتخابي يشارف على نهايته وجلسة 15 الجاري باتت قاب قوسين، والوضع في مجمله يضغط في اتجاه حسم مزدوج للازمتين الانتخابية والحكومية قبل ان تدهم البلاد تطورات من النوع الذي يخشاه الجميع ولا يمكن مواجهته الا بحكومة جديدة تتولى على الاقل ضبط الامور في المرحلة الانتقالية الخطيرة التي يواجهها اللبنانيون.
وفي موازاة ذلك، وغداة الكشف عن اتصال أجراه زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يوم الجمعة حيث بحثا في ملف قانون الانتخاب وكيفية مقاربته في جلسة البرلمان في 15 مايو وسبل إدارة المرحلة الفاصلة عن هذا الموعد وامكانات بلوغ تفاهم على قانون جديد، مع تشديد جعجع على اهمية ان يكون القانون توافقياً، استوقف الدوائر المراقبة استقبال رئيس حزب «القوات» اول من امس نائب رئيس البرلمان السابق ايلي الفرزلي الذي يُعتبر «عراب» مشروع «اللقاء الارثوذكسي» الذي يقوم على ان ينتخب كل مذهب نوابه.
وكانت بارزة التقارير الصحافية التي اشارت الى ان جعجع ركّز خلال لقائه الفرزلي كموفد من عون على اولوية التوافق على قانون انتخاب من ضمن المسعى الذي تقوم به «القوات» مع تيار «المستقبل» وانطلاقاً من مشروع رئيس البرلمان نبيه بري المختلط القائم على اعتماد الاقتراع النسبي والاكثري على طريقة «نص نص».
وفي معلومات لـ «الراي» ان «القوات» التي تقدّمت باقتراح اعتماد القانون المختلط وفق توزيع 45 في المئة للاقتراع النسبي 55 في المئة للاكثري وفق تقسيمات 26 دائرة على اساس الاكثري (القضاء) وست محافظات للنسبي، كانت أبدت مرونة حيال امكان اعتماد تسع محافظات للنسبي ومراعاة اشتراط النائب وليد جنبلاط إبقاء دائرة الشوف وعاليه مستقلة بمعنى عدم ضمّ بعبدا اليها (في النسبي)، الا ان جنبلاط عاد وطلب اعتماد صيغة 30 في المئة للنسبي و70 في المئة للأكثري على قاعدة الدوائر 13 (للنسبي).
 
«حزب الله» شيّع 3 من عناصره سقطوا في معارك القصير
 بيروت - «الراي»
يستمرّ «حزب الله» في تشييع عناصره الذين يسقطون في سورية ولا سيما في معارك القصير التي ينخرط فيها بقوة تحت عنوان «استراتيجي» هو «منع سقوط سورية في يد المحور الاميركي - الاسرائيلي».
وفي هذا الإطار، تم امس، تشييع وفيق علي حمية في طاريا - بعلبك (البقاع) وسط إطلاق نار كثيف وحضور شخصيات بارزة من «حزب الله».
كما شيّع الحزب وأهالي البقاعِ السبت مهدي الرفيعي الذي قضى «أثناءَ قيامِه بواجبِه الجهادي».
وتقدمَ موكبَ التشييعِ الذي جرى في مدينة بعلبك رئيسُ الهيئةِ الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك وشخصياتٌ سياسيةٌ وشعبيةٌ وحزبية.
كذلك شيعت بلدةُ جبشيت الجنوبية حسن محمود نصر الدين «الذي قضى اثناءَ قيامه بواجبه الجهادي»، وشارك في التشييع الحاشد مسؤولُ منطقة الجنوب الثانية في «حزب الله» علي ضعون ولفيفٌ من علماءِ الدين وأهالي البلدة.
من ناحيته، وضع رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد الغارة الاسرائيلية على سورية في إطار الجواب على «احد كبار أبالسة وعّاظ السلاطين الذي قال قبل ايام ان على الولايات المتحدة والدول الغربية أن تتدخل في سورية».
كلام رعد جاء خلال مهرجان تكريمي أقامه «حزب الله» في ذكرى مرور أسبوع على «استشهاد المجاهد حسين سعد»، في بلدة زبدين - النبطية.
 
الغارات الإسرائيلية على سوريا استهدفت ثلاثة مواقع عسكرية
إيلاف...وكالات     
هزّت انفجارات ضخمة العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وقال التلفزيون الرسمي السوري إن صواريخ إسرائيلية أصابت مركز أبحاث عسكرية عند أطراف العاصمة.
دمشق: قصف الطيران الاسرائيلي ثلاثة مواقع عسكرية سورية غرب دمشق فجر الاحد، بحسب ما افاد مصدر دبلوماسي في بيروت وكالة فرانس برس.
وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) افادت عن تعرض مركز للبحث العلمي في منطقة جمرايا قرب دمشق "لاعتداء اسرائيلي بالصواريخ"، وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها منذ كانون الثاني/يناير.
وافاد مصدر دبلوماسي في بيروت أن مخزنًا مهمًا للاسلحة على مقربة من هذا المركز استهدف ايضًا في القصف فجر الاحد.
واضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه، أن الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف ايضًا "الفرقة 14"، وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة غرب العاصمة السورية، على مقربة من الطريق الدولي بين دمشق وبيروت.
واوضح أن هذه الغارات "اوقعت عددًا من الضحايا في صفوف العسكريين"، من دون تحديد حصيلة. فيما اعتبرت الحكومة السورية الاحد أن القصف الجوي الاسرائيلي على مواقع عسكرية شمال غرب دمشق فجر الاحد "يفتح الباب" على "جميع الاحتمالات"، وذلك في بيان تلا اجتماعًا استثنائيًا.
وجاء في البيان الذي تلاه وزير الاعلام عمران الزعبي "أن حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد أن هذا العدوان يفتح الباب واسعًا امام جميع الاحتمالات، وخاصة أنه يكشف بما لا يدع مجالاً للشك حجم الارتباط العضوي بين مكونات الحرب على سوريا"، في اشارة الى النزاع المستمر لاكثر من عامين.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اشار الى أن الانفجارات وقعت في المركز العلمي و"مخزن اسلحة"، متحدثًا عن امكان وقوع قتلى "بسبب وجود العشرات من عناصر القوات النظامية في هذه المراكز".
واعلنت وكالة سانا فجر الاحد عن الهجوم الاسرائيلي. وقالت مصادر محلية طلبت عدم الكشف عن اسمها ذكرت لـ "روسيا اليوم" أن القصف استهدف اللواءَين 104 و105 التابع للحرس الجمهوري والمنتشر في مناطق جمرايا وقدسيا والهامة، وهي مناطق في ريف دمشق.
كما استهدف القصف كما ذكرت المصادر مستودعًا للذخيرة تابعًا للفرقة 14 في نفس المنطقة، الى جانب استهداف مركز للبحوث في جمرايا. وذكر المصدر أنه قتل جراء القصف قرابة 300 شخص جلهم من الجنود، بالإضافة الى سقوط عدد من الجرحى موزعين في مستشفيات المواساة و601 العسكري والاسد الجامعي، وكذلك في مستشفى المجتهد. ولم يصدر أي بيان رسمي حتى الآن حول الهجوم.
وصرح مسؤول إسرائيلي كبير طالبًا عدم كشف هويته أن إسرائيل شنت هجومًا جويًا ليل السبت الاحد استهدف اسلحة ايرانية مرسلة الى حزب الله اللبناني. وقال هذا المسؤول اليوم الاحد إن "الهجوم استهدف صواريخ ايرانية مرسلة الى حزب الله".
واكد المسؤول الاسرائيلي "في كل مرة تصل معلومات لاسرائيل حول نقل صواريخ أو اسلحة من سوريا الى لبنان (الى حزب الله) ستهاجم". واضاف أن "سلاح الجو في حالة تأهب عالية جدًا لم تبلغها منذ سنوات لمواجهة اي احتمال". ورفض الجيش الاسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تأكيد أي معلومات عن هذه الهجمات.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، ورئيس حزب كديما شاؤول موفاز، إن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا، هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران، فيما حذر محللون إسرائيليون من عواقب دخول إسرائيل في الحرب الدائرة في سورية واحتمال اندلاع حرب إقليمية.
 وجاءت أقوال موفاز والتحليلات الإسرائيلية، عقب تقارير وتأكيدات أميركية حول غارات نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي ضد أهداف في سوريا قبيل فجر اليوم الأحد، وفي نهاية الأسبوع الماضي، وسط صمت رسمي إسرائيلي.
وقال موفاز، للإذاعة العامة الإسرائيلية صباحاً، إن "المبدأ الذي يوجه إسرائيل هو منع تسرب أسلحة متطورة إلى أيدي حزب الله، والعمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تم تنفيذها في الماضي في سوريا تبعث رسالة ردع إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل".
وأوضح أنه "بالتزامن مع تفكك سوريا، يتطلع حزب الله إلى أن يتحول إلى قوة ذات تأثير كبير في المنطقة وتحاول إيران مساعدته في ذلك". لكن المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ألكس فيشمان، أشار اليوم إلى أن "الغارات الإسرائيلية ضد سوريا لن تردعها وتشكل خطراً حيال احتمال نشوب حرب إقليمية".
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرًا له ويؤكد أنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية على الارض داخل سوريا إن "النيران اندلعت في مبنى البحوث العلمية في منطقة جمرايا". واضاف أن "معلومات اولية تشير الى خسائر بشرية". واوضح المرصد أن "مواطنين في ضاحية قدسية اكدوا أنهم شاهدوا طائرات بالتزامن مع الانفجارات التي هزت مركز البحوث العلمية ومستودعات للاسلحة في منطقتي جمرايا والهامة".
ورأى التلفزيون السوري الرسمي أن "الاعتداء الاسرائيلي على مركز البحوث في جمرايا يأتي لتخفيف الطوق عن الارهابيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق الذي احكمه جيشنا الباسل تمامًا". من جهتها، قالت القناة الاخبارية السورية من جانبها إن "الكيان الاسرائيلي يستخدم صواريخه لدعم الارهاب عبر استهدافه" مركز البحوث، متهمة الدولة العبرية بممارسة "ارهاب دولة لتخفيف الضغط عن العصابات المسلحة التي تندحر تحت ضربات الجيش".
واضافت أن هذا الهجوم يشكل "مؤشرًا جديدًا على أن اسرائيل هي الاصل وأن الارهابيين هم الوكلاء". ولم يصدر اي تعليق فوري على الهجوم من البيت الابيض في واشنطن.
وفي حال تأكد هذا الهجوم سيكون الثاني هذا الاسبوع على سوريا بعدما ذكرت وسائل اعلام اميركية أن اسرائيل استهدفت شحنة اسلحة مرسلة الى حزب الله اللبناني ليل الخميس الجمعة لكن الدولة العبرية رفضت تأكيده ونفى مصدر عسكري سوري حصوله. ووقال الجيش الإسرائيلي لـ "سي ان ان": "لا نعقب البتة على مثل هذه التقارير".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد السبت أنه من حق اسرائيل أن تعمل على حماية نفسها من نقل اسلحة سورية الى حزب الله لكنه رفض تأكيد حصول قصف اسرائيلي. وقال اوباما لقناة تلفزيون تيليموندو الاميركية الناطقة بالاسبانية خلال زيارته الى كوستاريكا "لا اريد التعليق على ما حدث في سوريا امس (...) واترك للحكومة الاسرائيلية تأكيد أو نفي القيام بقصف" مواقع في سوريا.
واضاف "ما زلت اعتقد أن على الاسرائيليين وهو امر مبرر، حماية انفسهم من نقل اسلحة متطورة الى منظمات ارهابية مثل حزب الله"، مؤكدًا: "نحن ننسق عن كثب مع اسرائيل ونعرف انها قريبة جدًا من سوريا وقريبة جدًا من لبنان".
الا ان العضو في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ليندسي غراهام اعلن أن "اسرائيل قصفت سوريا الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة)"، وذلك بحسب تصريحات خلال العشاء السنوي لجمع الاموال لصالح الحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا الجمعة.
واشارت قناة "سي ان ان" الاخبارية إلى أنّ وكالات الاستخبارات الاميركية والغربية تدقق في معلومات تحدثت عن قيام اسرائيل بضربة جوية على سوريا ليل الخميس الجمعة.
ويأتي الهجوم على مركز البحوث العلمية في ريف دمشق غداة المعلومات التي كشفتها وسائل اعلام اميركية عن شن الطيران الاسرائيلي غارة على سوريا ليل الخميس الجمعة استهدفت شحنة اسلحة موجهة الى حزب الله في لبنان.
وابقت اسرائيل على صمتها السبت اثر هذه المعلومات، مجددة تأكيدها أنها تراقب أي عملية لنقل اسلحة الى حزب الله. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت أن الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل على سوريا استهدف شحنة صواريخ قادمة من إيران كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي أن القوات الجوية الإسرائيلية استهدفت أمس الجمعة مخزناً في مطار دمشق الدولي تعتقد أنه يحتوي على صواريخ الفاتح 110 أرض-أرض المصنعة في إيران.
وتقول الدولة اليهودية منذ فترة طويلة إنها مستعدة لاستخدام القوة لمنع وصول أسلحة سورية متقدمة إلى مقاتلي جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية وتخشى إسرائيل كذلك من احتمال وصول ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية المشهورة إلى أيدي حزب الله.
وقال دبلوماسيون غربيون إن إيران زادت في الأشهر القليلة الماضية المساعدات العسكرية للرئيس السوري بشار الأسد لتقدم للحكومة السورية التي تزداد عزلة دعمًا يفوق الدعم الذي تقدمه روسيا.
وقال مصدر أمني إقليمي إن هذا هو ثاني هجوم جوي إسرائيلي معروف على أهداف في سوريا منذ أربعة أشهر. وأضافوا أنه نفذ بعد موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع سري يوم الخميس.
ولم تؤكد الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي الضربة الجوية التي شنت يوم الجمعة والتي كشف عنها مسؤول إسرائيلي تحدث لرويترز بشرط عدم الكشف عن شخصيته
دمشق تتهم اسرائيل "بالتنسيق" مع المقاتلين المعارضين وعناصر "القاعدة"
من جهة ثانية، اعتبرت دمشق الاحد أن القصف الجوي الاسرائيلي الذي طاول ثلاثة مواقع عسكرية في شمال غرب دمشق فجر الاحد، دليل على "التنسيق" بين اسرائيل والمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، وحتى مع عناصر "جبهة النصرة" التي بايعت تنظيم القاعدة. وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن إن "هذا العدوان الاسرائيلي السافر يأتي تأكيدًا على التنسيق بين اسرائيل والمجموعات الارهابية والتكفيريين التابعين لجبهة النصرة، احدى اذرع القاعدة"، بحسب النص الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
واعتبرت أن الهدف من الهجوم هو "تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الارهابية بعد فشل محاولاتها مؤخرًا في تحقيق سيطرة على الارض، الامر الذي لا يدع مجالاً للشك بأن اسرائيل هي المستفيد والمحرك والمنفذ في بعض الاحيان لما تشهده سوريا من اعمال ارهابية". ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد عبارة "المجموعات الارهابية" للاشارة الى مجموعات المقاتلين المعارضين التي تواجه القوات النظامية على الارض في النزاع المستمر منذ اكثر من عامين.
وشددت الخارجية السورية على "بطلان المزاعم التي اطلقتها اسرائيل في الآونة الاخيرة لتبرير اعمالها العدوانية بذريعة نقل اسلحة الى خارج الحدود".
مسؤول إسرائيلي يؤكد الغارتين على سوريا
الى ذلك اكد مسؤول اسرائيلي كبير لفرانس برس الاحد ان اسرائيل شنت غارتين جويتين في ظرف 48 ساعة في سوريا استهدفتا اسلحة كانت مخصصة لحزب الله اللبناني. وبذلك ترتفع الى ثلاث الغارت الجوية التي شنتها اسرائيل على سوريا منذ نهاية كانون الثاني/يناير.
واستهدفت غارة قبل فجر الجمعة اسلحة مخصصة لحزب الله قرب مطار دمشق جنوب شرق العاصمة السورية، كما قال المسؤول طالبا عدم كشف هويته. واضاف ان الغارة الثانية تمت ليل السبت الاحد، و"استهدفت صواريخ ايرانية مخصصة لحزب الله شمال دمشق". وقد شن الطيران الاسرائيلي غارة على الموقع نفسه في كانون الثاني/يناير استهدف مركز ابحاث علمية.
واكد المسؤول انه "كلما وصلت الى اسرائيل معلومات حول نقل صواريخ او اسلحة من سوريا الى لبنان، سنهاجمها" في اشارة الى حزب الله حليف نظام الاسد. واضاف ان "سلاح الجو في حالة تاهب مرتفعة جدا كما هي الحال منذ سنوات من اجل الرد على اي طارئ"، في حين تدور رحى حرب اهلية في سوريا المجاورة منذ سنتين.
واضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه، ان الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف ايضا "الفرقة 14"، وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة غرب العاصمة السورية، على مقربة من الطريق الدولي بين دمشق وبيروت. واوضح ان هذه الغارات "اوقعت عددا من الضحايا في صفوف العسكريين"، من دون تحديد حصيلة.
ولم تؤكد السلطات السورية وقوع الغارة الاسرائيلية الجمعة، بينما تحدثت عنها وسائل اعلام اميركية. وفي لبنان افاد مصدر دبلوماسي لفرانس برس ان تلك الغارة استهدفت صواريخ ارض جو سلمتها روسيا أخيرًا الى سوريا، وكانت مودعة في مطار دمشق.
ورفض الجيش الاسرائيلي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تاكيد اي معلومة تخص هجمات اسرائيلية على سوريا.
وصرح النائب في الليكود تساحي هانغبي المقرب من نتانياهو من دون تاكيد الغارة ان "ما نريده هو التاكد من ان حزب الله لا يستفيد من الفوضى السورية لتعزيز قدراته".
حماس: لا تعليق
وفي قطاع غزة اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية التي تدعهما ايران ان "ذلك الهجوم يدل على ان العدو يتجاوز الخطوط الحمر". واضاف القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين خالد البطش في تصريح نشر على صفحته من فايسبوك "يتجاوز العدو الخطوط الحمر ويقصف عاصمة عربية شقيقة، وإذا لم يتم الرد على جريمته سيتمادى وسيحاول تحويل ذلك الى سياسة ومنهج يومي له في سوريا، واظهار صهيوني للتفوق الذي حرصت الادارة الاميركية على ضمانه لمصلحة العدو".
واضاف "ان ما حدث بداية لحريق كبير في المنطقة ستكون له تداعيات كبيرة واسرائيل وحدها من تتحمل المسؤولية عنه وعن تداعيات هذا الهجوم الخطير ومن خلفها الادارة الاميركية". لكن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة لم تعلق على ذلك.
وفي رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، دان قادة الحركات الوطنية والاسلامية الفلسطينية "العدوان الاسرائيلي" على سوريا. ودانت مصر الاحد "العدوان الإسرائيلي" على سوريا، معتبرة انه "انتهاك للمبادئ والقوانين الدولية"، فيما دعت الجامعة العربية مجلس الامن الى "تحرك فوري لوقف الاعتداءات الاسرائيلية".
 
 
محللون: الغارات الاسرائيلية على سوريا تحذير لإيران وحزب الله
إيلاف..أ. ف. ب.    
 قال محللون إن الغارات التي شنتها إسرائيل على سوريا بعثت رسالة واضحة بان اسرائيل لم تعد تسمح بنقل اسلحة ايرانية الى حزب الله، وأن الرئيس السوري بشار الأسد فهم هذه الرسالة.
القدس: يرى محللون ان الغارات التي شنتها الطائرات الاسرائيلية على مشارف دمشق تبعث رسالة واضحة الى ايران وسوريا بانها لن تسمح بوصول اية شحنات اسلحة الى حزب الله اللبناني، مع استبعاد أن تؤدي هذه الغارات الى رد فعل واسع.
وفي حال تاكيد هذه الهجمات، فانها ستكون الثالثة التي تقصف فيها اسرائيل اهدافا سورية ما يثير غضب طهران ويدفع بالقوات الاسرائيلية الى اعلان اعلى حالات التاهب منذ سنوات، بحس المصدر.
 وصرح لوكالة فرانس برس ان اسرائيل لن تتردد في التحرك مرة اخرى.
وقال "في اي وقت تعرف فيه اسرائيل عن نقل اسلحة من سوريا الى لبنان، فانها ستهاجم".
 وقال ايال زيسر الخبير في الشؤون السورية في جامعة تل ابيب ان الغارات بعثت رسالة واضحة بان اسرائيل لم تعد تسمح بنقل اسلحة ايرانية الى حزب الله.
وصرح لاذاعة الجيش الاسرائيلي "اذا كانت اسرائيل قد تحركت بالفعل في سوريا، فان الرسالة الى بشار الاسد واضحة .. نحن لا نستهدفك بل نستهدف حزب الله وايران".
 واضاف ان "بشار يفهم هذه الرسالة".
وحذرت اسرائيل مرارا من انها لن تسمح بنقل اسلحة كيميائية أو اسلحة متطورة الى حزب الله، وقال زيسر انه رغم ان الاسلحة المستهدفة لن تؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة، الا ان اسرائيل بدأت تظهر بانها تتخذ خطا متشددا جديدا.
وقال "اسرائيل تغير بالفعل المعادلة وتقول من الان فصاعدا، لن اسمح بما كان يحدث منذ 20 عاما وهو نقل الاسلحة (من ايران) الى حزب الله".
 وراى ان اسرائيل تستغل ضعف الاسد لتفعل ما لم تكن قادره على فعله في الماضي "بمهاجمة الاسلحة الايرانية المتوجهة الى لبنان اثناء تواجدها على الاراضي السورية".
واضاف ان "ذلك هو المعنى الاستراتيجي -- المسالة لا تتعلق بسوريا او ببشار، بل بحزب الله وايران".
 وقال تزاحي هانيغبي النائب من حزب الليكود الحاكم المعروف بقربه من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان اسرائيل تحذر منذ سنوات بانها لن تسمح بوصول اسلحة متقدمة الى حزب الله.
وصرح لاذاعة الجيش الاسرائيلي "لقد حذرت اسرائيل حتى قبل بدء الحرب الاهلية السورية بانها ستتحرك لمنع امدادات حزب الله من الاسلحة المتطورة".
 واضاف "ما نريده هو بشكل اساسي ان نضمن انه وبكل الفوضى في سوريا، لن نرى حزب الله يصبح قوى .. وهو ما يمكن ان يجرنا الى نزاع مع حزب الله نمنى فيه بخسائر كما حدث في الماضي لاننا لم نتحرك في الوقت المناسب لالحاق الضرر بقدراته المتزايدة".
وخاضت اسرائيل حربا استمرت 34 يوما مع حزب الله في 2006 ادت الى مقتل 1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين، و160 اسرائيليا معظمهم من الجنود.
ورغم المخاوف من ان تتسبب الغارات الاسرائيلية على سوريا بتوسع النزاع، فلا يبدو ان اسرائيل تستعد لمواجهة واسعة، رغم انها نقلت بطاريتين من انظمة القبة الحديدية المضادة للصواريخ الى شمال البلاد.
 ولم يلغ نتانياهو زيارته التي تستمر خمسة ايام الى الصين، الا ان مكتبه اكد ان مغادرته البلاد "تاخرت ساعتين" دون ان تؤكد الانباء بان السبب في ذلك هو اجتماع امني للحكومة.
 ورغم ان المعلقين استبعدوا اي رد سوري مسلح، الا انهم حذروا من ان اسرائيل تلعب بالنار.
 وقال زيسر "اذا واصلنا هذه السياسة فيجب الحذر .. السؤال هو ما الذين يمكن ان تفعله ايران وحزب الله استنادا الى الواقع الجديد الذي تخلقه اسرائيل".
 وصرح غيورا ايلاند الجنرال الاسرائيلي السابق ورئيس الامن القومي "نحن في الوقت الحالي عشية حرب" مشيرا الى ان ذلك "ليس في مصلحة الاسد او حزب الله". واضاف ان "خطر اندلاع حرب متدن، ولكن لا يمكن التاكد مما اذا كان الواقع يتغير امام اعيننا".
وراى ان انهيار نظام الاسد سيفيد اسرائيل لانه سيوقف نقل الاسلحة.
 واوضح "لقد اصبح الان من مصلحة اسرائيل التعجيل في سقوط الاسد الذي يتعرض لابتزاز من حزب الله وايران اللذين يطالبانه بمواصلة نقل الاسلحة الى حزب الله مقابل تقديم الدعم له في الحرب الاهلية".
واضاف ""اذا سقط الاسد غدا .. فرغم كل المشاكل التي سيتسبب بها ذلك، فانه سيعني على الاقل انه لن يتم نقل اية اسلحة اخرى الى حزب الله".
 
 الجيش الحر: إسرائيل فقدت الثقة ببشار الأسد
إيلاف...بهية مارديني          
 اعتبر معارضون سوريون أن الغارة الجوية الإسرائيلية على سوريا استهدفت بشكل أساسي اسلحة تشكل خطراً على تل ابيب وكان يمكن للأسد استخدامها لإشعال المنطقة وفرض تسوية سياسية معينة.
اعتبر لؤي المقداد المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر في لقاء مع "ايلاف" أن الضربة الاسرائيلية كان لها أكثر من هدف، موضحا "أن الهدف الأول هو تدمير بعض مقدرات الفرقة الرابعة وبعض الأسلحة التي تعتقد اسرائيل أنها تشكل خطرا عليها وتعتقد أنه قد يصل الجنون ببشار الأسد أن يستخدمها لاشعال المنطقة وفرض تسوية سياسية معينة".
 وقال المقداد "إن اللواء 104 و 105 اللدين تم قصفهما بهما مقرات إقامة لماهر الأسد وبشار الأسد ولدينا معطيات بأن المذكورين كانا يقيمان بين هذين المقرين نتيجة ضغط عمليات الجيش الحر وقصفه المتكرر للقصور الرئاسية".
 وأشار الى ايمانه "أن الضربة العسكرية بهذا التوقيت يعني أن اسرائيل فقدت الثقة بحليفها بشار الأسد، فلو نظرنا إلى الموضوع أن إسرائيل تخشى من بشار الأسد، وبأنه وصل الى مرحلة من جنون حتمية السقوط بتجاوز هذه الخطوط الحمراء التاريخية بين آل الاسد واسرائيل".
 ولكنه من جانب آخر، قال "يمكن أن تكون هذه الضربة من منطلق أن اسرائيل تريد أن تدمر هذه الاسلحة لضمان عدم وصولها إلى ايدي الجيش الحر أو بعض المجموعات المسلحة غير المنضبطة، ولكن في الحالتين يعني هدا الموضوع أن بشار الاسد قاب قوسين أو ادنى من هذا السقوط".
 ضربات أخرى قادمة
 ولفت إلى "أن هناك ضربات عسكرية قادمة سوف تتوجه للنظام من اسرائيل ومن دول اخرى لأن بشار الاسد بات يشكل خطرًا حقيقيًا على كل المنطقة وعلى مصالحهم، وهم لم يتدخلوا ولم يضربوا أية ضربة عسكرية عندما كان بشار الاسد يشكل خطراً على الشعب السوري فقط".
 وعبر عن اعتقاده "أن اسرائيل لديها القدرة الكاملة والمقدرة العسكرية والغطاء الكامل السياسي لتفعل ما تريده في هذه المنطقة".
 وشدد على أن الجيش الحر موقفه واضح و ان ما يجري بين الأسد وإسرائيل يخصهم فقط والجيش السوري الحر لا علاقة له بها، وهو يتابع عملياته بغض النظر عما يجري ونحن هدفنا اسقاط النظام.
 وقال إن السؤال الذي يطرحه الشعب السوري ماذا تفعل هذه القواعد العسكرية، ولماذا لا ترد على إسرائيل وخاصة أننا نرى أن هذه الاسلحة تستخدم فقط ضد الشعب السوري.
 وأكد أن جيش النظام لم يرد على اسرائيل والرد الوحيد لدى النظام هو القصف على الداخل السوري.
 ونفى المقداد استخدام الضربات العسكرية الاسرائيلية كما نفى وجود أي تنسيق أو اي ارتباط بين عمليات الجيش الحر والغارات الاسرائيلية، واعتبر ان مايجري هو شأن داخلي بين الاسد وحليفته إسرائيل.
ورأى المقداد أن السؤال المهم لماذا هذه الاسلحة موجودة في دمشق وحولها وبعيدة عن الحدود.
 وقال لم اسمع عن نظام يضع المرابض المدفعية و المنصات الصاروخية ومستودعات الاسلحة التقليدية وغير التقليدية واكبر القطع العسكرية في محيط دمشق بعيدًا عن خطوط الجبهة الاف الكيلومترات.
 اسرائيل لم تقصف انتقاما لاطفال البيضا
 من جانبه قال الدكتور وليد البني المعارض السوري لـ"إيلاف" ان اسرائيل لم تقصف المواقع السورية انتقاما لاطفال بانياس والبيضا، بل خوفا من وقوع مثل هذه الاسلحة ممن لم يرميها الا على السوريين وممن لم يوجهها الا الى أطفال الشعب السوري.
 وأضاف "لا أشعر بالفرح لهذا القصف، لكن لا اجدني قادرا على الحزن على افراد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة اللذين امعنا قتلا بأهلنا وأطفالنا وهنا تكمن المأساة".
 ونفى "أن تكون الضربات الاسرائيلية تفيد النظام واسرائيل لا تفكر من هذا المنظار وكل ما يهمها ان تحمي نفسها وتضمن مصالحها".
 
قادة الأمن الإسرائيليون مقتنعون بأن سوريا لن ترد.. مصادر عسكرية: ضمن أهداف القصف تجربة قنابل ذكية تخترق الخنادق تحت الأرض

جريدة الشرق الاوسط... تل أبيب: نظير مجلي .. رغم عدم إعلان إسرائيل رسميا عن وجبة الغارات الجديدة على مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق، فجر أمس، اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع قادة الجيش والمخابرات وأعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر، في مكان خارج مبنى الحكومة، وبحث معهم التطورات العسكرية في المنطقة. واختتم الاجتماع بقناعة أن سوريا لن ترد على هذا القصف وأن احتمالات رد من حزب الله ما زالت ضعيفة. وتقرر أن يتابع نتنياهو برنامجه بـ«راحة بال» فانطلق في رحلة تدوم خمسة أيام إلى الصين، للتوقيع على اتفاقيات اقتصادية جديدة، بينما أعلن الجيش أنه متأهب لمواجهة أي احتمال. ورغم ذلك ومن باب الاحتياطات اللازمة نشرت إسرائيل بطاريتين من القبة الحديدية المضادة للصواريخ في مدينة حيفا الساحلية وصفد القريبة من الجولان.
وقال الجنرال عاموس يدلين، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق ورئيس مركز أبحاث الأمن القومي، إن هناك عدة أسباب تجعل إسرائيل مطمئنة إلى أن سوريا لن ترد على القصف، أهمها: أولا أن إسرائيل ليست القوة التي تهدد نظام بشار الأسد بالسقوط، وأن وضع الأسد آخذ في التحسن حاليا في مواجهة المعارضة فإذا دخل في حرب مع إسرائيل فسينهار نظامه في أيام قليلة. وثانيا أن إسرائيل، بامتناعها عن أخذ مسؤولية القصف، تساعد الأسد على ألا يرد. وثالثا أن الأسد يعرف أن نقل أسلحة لحزب الله هو أمر غير شرعي حتى حسب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1705، ولذلك فإن العالم سيقف إلى جانب إسرائيل في معركة كهذه.
ومع ذلك قال يدلين إن هناك احتمالا ضعيفا أن يرد الأسد، وهو أنه كان قد وعد في مرة سابقة بأن يرد وأنه يتعرض لهجوم كاسح اليوم من العالم بسبب المذبحة التي نفذها في الأسبوع الماضي وراح ضحيتها 1200 مدني، «فقد يحشر في زاوية يرى نفسه فيها مضطرا إلى إزاحة الأنظار عن المذبحة فيشغل العالم في صدام محدود مع إسرائيل».
وكانت إسرائيل الرسمية قد واصلت التزام الصمت المطبق إزاء الأحداث الأمنية المتدهورة، رافضة تأكيد أو نفي الأنباء المتلاحقة عن شنها غارات على أهداف سورية، أمس، وكذلك ليل الخميس الماضي. ومع ذلك تناقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الفرنسية والأميركية والبريطانية تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، اشترطوا عدم نشر أسمائهم، يؤكدون فيها أن إسرائيل هي التي قصفت، وأن القصف في المرتين (ليل الخميس وفجر أمس) كان على مخازن تحت الأرض وفوقها تضم أربعة أنواع من الأسلحة الاستراتيجية، إضافة إلى كميات هائلة من الذخيرة. وحسب هذه المصادر الإسرائيلية، فقد تم ذكر الأسلحة التالية:
* شحنات من صاروخ «سام-17»، وهو صاروخ روسي الصنع يعتبر من الصواريخ المتطورة الموجهة أرض – جو، التي في حال وقوعها بأيدي حزب الله اللبناني ستضطر إسرائيل إلى وقف خروقاتها الجوية اليومية لسماء لبنان، خوفا من إصابتها وسقوطها بهذه الصواريخ.
* شحنات من صاروخ «سكود- دي»، وهو صاروخ أرض – أرض قادر على حمل رؤوس كيماوية ويبلغ مداه 700 كيلومتر وفي حال امتلاكه بأيدي حزب الله سيمكنه من قصف أي بقعة في إسرائيل، بطولها وعرضها.
* صاروخ «ياخونت»، وهو صاروخ بحري طويل المدى، بإمكانه تهديد سفن سلاح البحرية الإسرائيلية وغير الإسرائيلية في عرض البحر وبإمكانه أن يحدث أضرارا مدمرة في آبار الغاز الإسرائيلية في عمق البحر الأبيض المتوسط.
* صواريخ «الفتح 110»، وهي ذات مدى قصير، ولكنها معروفة بدقتها وبقوة الدمار الذي تحدثه.
وحاول المتحدثون الإسرائيليون تبرير هذا القصف بالقول إنه موجه لتدمير هذه الأسلحة حتى لا يتمكن حزب الله من الحصول عليها، باعتبار أن وجودها بحوزته سيغير من معادلة التوازن العسكري. لكن المحرر العسكري في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، روني بن يشاي، قال إن الضربات الإسرائيلية استهدفت مخزون الصواريخ السورية ووقود هذه الصواريخ، وبشكل خاص المخزون تحت الأرض، وذلك ليس فقط بغية منع وقوعها بأيدي حزب الله، مع ما يمثله ذلك من تهديد لإسرائيل، بل إن إسرائيل تستغل اللحظة المناسبة لضرب مخزون الصواريخ السورية، مشيرا إلى أن مثل هذه الضربات تستهدف تجربة قنابل ذكية حصلت عليها إسرائيل قادرة على اختراق الملاجئ الواقعة تحت الأرض والمسلحة بالإسمنت المسلح. وقال إن هذا الأمر انجلى بشكل بارز من قوة الانفجارات المرافقة للضربة، التي قدرتها روسيا بقوة زلزال أرضي بدرجة تقارب 5 في المائة.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، ورئيس حزب «كديما»، الجنرال المتقاعد، شاؤول موفاز، إن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران، بينما حذر محللون إسرائيليون من عواقب دخول إسرائيل في الحرب الدائرة في سوريا واحتمال اندلاع حرب إقليمية. وأضاف موفاز، الذي كان يدلي بتصريحاته للإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس، أن «المبدأ الذي يوجه إسرائيل هو منع تسرب أسلحة متطورة إلى أيدي حزب الله، والعمليات (العسكرية الإسرائيلية) التي نفذت في الماضي في سوريا تبعث رسالة ردع إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل». وأردف أنه «بالتزامن مع تفكك سوريا، يتطلع حزب الله لأن يتحول إلى قوة ذات تأثير كبير في المنطقة وتحاول إيران مساعدته في ذلك». لكن المحرر العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ألكس فيشمان، أشار إلى أن الغارات الإسرائيلية ضد سوريا لن تردعها وتشكل خطرا حيال احتمال نشوب حرب إقليمية. وأضاف أنه «إذا كانت الأنباء من الولايات المتحدة صحيحة، فإن من شأن ذلك أن يدخل إسرائيل إلى طقوس شاقة بشن غارات في سوريا من خلال المخاطرة بأن تخرج المواجهة عن السيطرة، وستؤدي إحدى هذه العمليات (الغارات) إلى اشتعال إقليمي».
ومع أن بن يشاي أكد أن القصف الإسرائيلي حظي بموافقة الولايات المتحدة وتفهمها، فقد أشار فيشمان إلى أنه «ليس الجميع في الإدارة الأميركية يحبذون هذا الاستقلال (الإسرائيلي بشن هذه الغارات) وربما هذا هو السبب للتسريبات التي تدعي أن هذه غارات إسرائيلية قد جاءت من جانب موظفين أميركيين».
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، قيام إسرائيل بشن غارات ضد سوريا أنه «سير ببهلوانية على حبل رفيع للغاية، وهي تحاول الإصرار على الخطوط الحمراء التي رسمتها، بمنع نقل سلاح كيماوي وسلاح متطور إلى حزب الله، من دون أن تحول الحرب الداخلية في سوريا إلى مواجهة بينها وبين نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,455,463

عدد الزوار: 7,633,892

المتواجدون الآن: 0