حزب الله يقتل السوريين لإقامة دولة العلويين..سقوط أكثر من 20 مقاتلاً لـ "حزب الله" في القصير ودول أوروبية جديدة تستورد النفط من الثوار...تركيا تتهم «مُستعجلون» بتفجيرات الريحانية....

الأردن يتبنى التضييق على الأسد ويدعم تسليح المعارضة «المعتدلة» ...قصف جوي على القصير ومنطقتها وقوات النظام تعلن سيطرتها على 3 قرى

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 أيار 2013 - 6:16 ص    عدد الزيارات 2049    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أوباما وكامرون يتعهدان زيادة الضغط لتنحي الأسد
واشنطن - جويس كرم؛ موسكو - رائد جبر؛ بيروت، أنقرة، لندن، نيويورك - «الحياة»
في وقت حققت القوات النظامية السورية تقدماً لافتاً على محورين رئيسيين في مواجهة مقاتلي المعارضة، تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا امس مواصلة الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد لدفعه إلى التنحي، بينما توقع خبراء روس أن يفشل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم بعدم تزويد دمشق أسلحة دفاع جوي متطورة. وتزامن ذلك مع إعلان «الائتلاف الوطني السوري» انه بصدد التشاور مع حلفائه في الرياض والدوحة وأنقرة من اجل اتخاذ قرار في شأن المؤتمر الدولي (جنيف-2) الذي دعت إليه موسكو وواشنطن، مجدداً موقفه القائل إن أي حل سياسي يجب أن يبدأ برحيل النظام.
وفي لقاء تصدره الموضوع السوري، استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لأكثر من ساعة في البيت الأبيض، وتدارسا المسعى الروسي لعقد مؤتمر سلام، ورحب كلاهما بجهود موسكو والرئيس بوتين. وقال أوباما «إذا استطعنا أن نتفق على مرحلة انتقالية تقود إلى رحيل الأسد وإبقاء سورية متماسكة فهذا من مصلحة الجميع»، لكنه أضاف «لا يمكن أن أتعهد بنجاحه... إذ بعد اشتعال الغضب، من الصعب إخماده»، وتحدث عن «خليط ملتهب في سورية يضم ايران وحزب الله وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة»، واعتبر أن «أجندتهم تتخطى مصير الأسد»، ومع ذلك ركز على الجهود المشتركة الدولية والمصلحة المشتركة في حل سياسي.
وكرر أوباما أن الأسد لن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية، وأن بريطانيا والولايات المتحدة «تعملان على زيادة الضغوط عليه لإجباره على التنحي وتقوية المعارضة المعتدلة». وكانت لافتة إشارة كاميرون إلى أنه «لن يكون هناك تقدم سياسي قبل أن تصبح المعارضة قادرة على الصمود أمام هجوم الأسد». وأضاف أن بريطانيا «لم تتخذ قراراً بالتسليح إنما عدلنا حظر السلاح المفروض من الاتحاد الأوروبي وسنستمر في إعادة مراجعته».
وبدا واضحاً من المؤتمر الصحافي عمل الولايات المتحدة وبريطانيا على مسارين متوازيين، الأول السعي إلى حل تفاوضي واحتضان الدور الروسي في التحضير لمؤتمر سلام، والثاني التركيز على دعم المعارضة المعتدلة ومراجعة ملف التسليح وزيادة الضغوط على النظام في دمشق.
وقبيل محادثاته، قال كامرون إنه لا يستبعد اتخاذ تحرك اشد ضد سورية بشأن الدليل المتزايد على أنها تستخدم أسلحة كيماوية، وأنه يعتزم إثارة المسألة مع أوباما.
وليلاً قالت وزارة الخارجية الاميركية «ان من المحتمل تأجيل مؤتمر السلام في سورية الى مطلع الشهر المقبل».
وفي نيويويرك اعلن أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيتوجه الى موسكو مساء غد الأربعاء على أن «تكون الأزمة السورية من أهم المواضيع التي سيناقشها» مع المسؤولين الروس. ولم يتضح ما اذا كان كان سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين أم لا. وتزامناً مع زيارة رئيس كامرون الى واشنطن اعتبرت أوساط مجلس الأمن أن الدخول البريطاني «الإيجابي» على خط الجهود الأميركية - الروسية «سيواكب بإعلان روسي أميركي مشترك قد يصدر قريباً جداً وسيتضمن نقاطاً مهمة وتحضيرية للمؤتمر كمعايير اختيار المشاركين السوريين والإقليميين والدوليين، وأهداف المؤتمر» التي ستتركز على «كيفية تطبيق إعلان جنيف -١».
ميدانياً، سيطر الجيش السوري على ثلاث قرى في ريف القصير في محافظة حمص وسط سوريا امس في إطار إحكام حصاره على مدينة القصير. وقال مقدم في الجيش السوري في دمينة الغربية رافضاً الكشف عن هويته «بدأ الهجوم على قرى دمينة الغربية والحيدرية وعش الورور صباح الاثنين. وبعد معارك استغرقت ثلاث ساعات، تمت السيطرة على هذه القرى التي تعتبر استراتيجية لأنها تقطع الطريق بين مدينتي حمص والقصير وتمنع الإمدادات عن المسلحين في القصير».
ومنذ أسابيع تدور معارك عنيفة في منطقة القصير الحدودية مع لبنان بين القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» اللبناني وبين المجموعات المقاتلة المعارضة، وسجل خلالها تقدم كبير للقوات النظامية باتجاه مدينة القصير التي تعتبر احد ابرز معاقل المعارضين المتبقية في ريف حمص.
وفي روسيا حيث يجري نتانياهو محادثات مع بوتين اليوم في منتجع سوتشي على البحر الأسود، توقع خبراء روس أن لا يلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي أذناً صاغية من الرئيس الروسي بخصوص طلبه وقف تسليم دمشق أنظمة دفاع جوي متطورة مثل صواريخ «أس-300» التي يخشى الإسرائيليون من وصولها إلى ايدي «حزب الله».
ووفق معطيات نقلتها وسائل إعلام روسية أمس، فإن نتانياهو سيبلغ بوتين أن تل أبيب «لن ترى مفراً من مواصلة شن هجمات جوية على مواقع سورية في حال شعرت بتهديد أمنها».
وجددت المعارضة السورية تأكيدها أن أي مبادرة سياسية يجب أن تبدأ برحيل الأسد. وقال رئيس «الائتلاف الوطني» بالإنابة جورج صبرا في مؤتمر صحافي في إسطنبول «نعتقد انه ما زال من المبكر اتخاذ القرار بشأن حضور (المؤتمر الدولي) أو عدمه لأنه حتى الآن لم تتضح حيثيات هذا المؤتمر، ولم يعلن له أجندة أو جدول زمني، كذلك لم تعلن قائمة الحضور من الدول أو الممثلين».
وجدد صبرا «الترحيب بكل المبادرات التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي لما يجري في بلدنا قائم أولاً على وقف القتل وأعمال العنف ضد السوريين وعلى ضرورة رحيل بشار الأسد وطغمته الحاكمة بحيث يفسح المجال لمباشرة عملية سياسية تؤمن انتقال السلطة والبلاد من نظام استبدادي إلى نظام ديموقراطي».
على الأرض، تزداد الظروف الإنسانية صعوبة بسبب عنف المعارك وغياب الدولة وتدمير البنى التحتية والنقص في الأدوية والمواد الطبية. وقررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيادة الأموال المخصصة لسورية والدول المجاورة إلى 101.3 مليون فرنك سويسري (82 مليون يورو) للعام 2013، ما يجعل من عملية الإغاثة هذه الأضخم التي يقوم بها الصليب الأحمر من حيث الموازنة.
وصرحت مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جيورجيفا لوكالة «فرانس برس» أن «هناك مزيداً من الفظائع والقتال لا يزال مستمراً في سورية، كما أن هناك مزيداً من الناس الذين يهربون، ولا توجد دلائل على الإطلاق أن هذا سينتهي»، مضيفة «نحن بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود، وبطريقة أفضل»، و»الأسوأ لم يأت بعد».
وفي تركيا التي سقطت إحدى طائراتها المقاتلة في حادث عرضي قرب الحدود مع سورية، نفى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن تكون للمعارضة السورية أي علاقة بتفجير سيارتين مفخختين في مدينة الريحانية، وانتقد الأصوات الداخلية التي تحاول أن تلصق الأمر بها، محذراً في الوقت نفسه من أن بلاده سترد في الوقت المناسب على نظام الأسد الذي تعتبر أنه المسؤول عن الاعتداء.
 
صالحي لـ «الحياة»: تقسيم سورية مرفوض
جدة - فهد الحسني
حذّر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من حدوث أي فراغ سياسي في سورية أو من خطط تقسيمها، معتبراً أن ذلك «إن حدث فسيتسرب ويؤثر في كل دول المنطقة».
وقال صالحي، في تصريحات إلي «الحياة» أمس في جدة حيث حضر اجتماع فريق الاتصال الوزاري المعني بدولة مالي: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم وحدة وسيادة الأراضي السورية وعلى الجميع أن يفعل ويعي ذلك». وأضاف: «لو حصل أي فراغ سياسي أو تفكيك لسورية فإن هذه الأزمة ستتسرب إلى كل الدول في المنطقة. وتكفي المعاناة التي نواجهها في المنطقة، فنحن لا نريد أن تزيد تلك المشكلات على دول المنطقة بل يجب علينا التخفيف منها».
وكرر صالحي «إن الأزمة تتطلب أن تجلس الحكومة والمعارضة على طاولة الحوار وأن تتفاوضا وتشكلا حكومة انتقالية يجري بعدها التصويت على الدستور». وشدد على انه «يجب على الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه، وهذا أحد الأصول الدولية عن أن كل شعب له الحق في تقرير مصيره، ولا يجوز أن يأتي القرار من الخارج، ويفرض على شعب عريق تاريخياً مثل الشعب السوري».
وقال «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأمل بأن يساهم التقارب الأميركي- الروسي حول الملف السوري، والذي تم أخيراً في حل الأزمة، بالطرق السلمية»، مشيراً إلى أن بلاده «أعلنت منذ بداية الأزمة أنها مع الحل السلمي للقضية السورية من دون أي تدخل أجنبي مع ضمان سيادة ووحدة الأراضي السورية».
ولفت إلى أن «السيادة تعني أن هناك حكومة ولا تزال موجودة في سورية، وهناك متطلبات للشعب الذي له الحق بأن يتمتع بكل الحريات كأي شعب آخر، والآن يجب أن يتفاوضوا ويبحثوا عن حل».
واعترف صالحي بوجود اختلافات بين موقف بلاده والموقف السعودي في ملفات عدة، مشيراً إلى أنه اجتمع لأكثر من ساعتين أول من أمس (الأحد) مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة، وتناولا العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة، والتي وصفها بالمصيرية. وأضاف: «اتفقنا على أن نكون على تواصل مستمر حتى نزيد إيجابية هذه التطورات ونمنع سلبياتها التي من الممكن أن تضع الإقليم في وضع حرج».
وأضاف: «بطبيعة الحال هناك بعض الخلافات بيننا وبين الرياض والحديث مع الأمير سعود الفيصل كان شفافاً وصريحاً، وتعهدنا بأن نواصل الحديث والاتصالات وهناك اتفاق أمني بين السعودية وإيران وعلينا أن نفعّله».
 
 النهار..

مصر: موقفنا من سوريا لم يتغير وإيران يمكن أن تكون جزءاً من الحل

صرح الناطق باسم الرئاسة المصرية المستشار ايهاب فهمي بأن الموقف المصري من الأزمة السورية لم يتغير وأنه ينطلق من مبدأ احترام إرادة الشعب السوري، والانحياز الكامل الى تطلعاته نحو الحرية والديموقراطية، والوقف الفوري لأعمال القتل والعنف التي ترتكب ضده، وحل الأزمة من خلال المفاوضات بين المعارضة والمسؤولين في النظام السوري الذين لم تتلوث أياديهم بدماء الشعب السوري، من أجل الوصول إلى تسوية تكفل وحدة وسلامة الأراضي السورية وتحول دون انهيار مؤسسات الدولة.
وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، إن جميع التحركات والاتصالات الديبلوماسية التي تقوم بها مصر سواء مع روسيا أو إيران أو تركيا أو الأطراف الدوليين الآخرين تستهدف التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية ووقف نزف الدم هناك، مؤكداً ترحيب مصر بالمبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سوريا.
وصرح أن انفتاح مصر على إيران يأتي من منطلق حرص مصر على إقامة علاقات متوازنة مع مختلف القوى الإقليمية والدولية. وأضاف أن "مصر ترى أن إيران من الدول المؤثرة، وإذا كان البعض يرى أنها جزء من المشكلة في سوريا، فإن مصر ترى أنها يمكن أن تكون جزءاً من الحل للأزمة السورية... واتصالاتنا وتواصلنا مع الجانب الإيراني انعكست فى التوصل إلى توافق على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا".
وسئل عن العلاقات المصرية مع تركيا وتكرار زيارات رئيس الوزراء ووزير الدفاع ومساعد رئيس الجمهورية اخيراً لتركيا، فأجاب أن "العلاقات بين مصر وتركيا طيبة للغاية واستراتيجية ومتنوعة في كل المجالات ومن الطبيعي أن تكون الزيارات على مختلف المستويات بهذا الشكل، وليس هناك ما يدعو إلى الاستغراب والتطور هو في الاتجاه الإيجابي للعلاقات بين البلدين".
وأفاد أن "البعد السوري هو بعد مهم في العلاقات بين مصر وتركيا. ومساعد الرئيس (المصري محمد مرسي) الدكتور عصام الحداد حمل رسالة من الرئيس محمد مرسي الى رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان والتي تستهدف في الأساس سبل تفعيل الدور التركي في المبادرة المصرية لحل وتسوية الأزمة السورية".

 
القوات النظامية تسيطر تماماً على خربة غزالة في ريف درعا وتستعيد 3 قرى في ريف القصير وتحكم الحصار على المدينة
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
حققت القوات النظامية السورية تقدماً على محورين امس عندما فرضت سيطرتها الكاملة على بلدة خربة غزالة الاستراتيجية على الطريق السريعة بين دمشق وحدود الأردن في جنوب سورية، واستعادت من مقاتلي المعارضة ثلاث قرى في ريف القصير في محافظة حمص وسط البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس إن قوات النظام «سيطرت في شكل كامل على بلدة خربة غزالة في ريف درعا إثر اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة استمرت لأيام وانسحاب ما تبقى من مقاتلي المعارضة من البلدة». وسقطت قذائف عدة على بلدتي تسيل وكحيل في ريف درعا.
وأوضحت مصادر في المعارضة أن قوات النظام دخلت إلى خربة غزالة وقرية الكتيبة وصولاً إلى سكة القطار، في السابع من الشهر الجاري، بعد نفاد الذخيرة لدى المعارضة وعدم مشاركة بعض الكتائب المسلحة المعارضة في العملية، علماً أن «الجيش الحر» بقي مسيطراً على المنطقة لشهرين. وأضافت: «بعد طلب الفزعة والحملة الإعلامية ضد المجلس العسكري في درعا، وصلت على الفور ألوية وكتائب مسلحة من القرى المجاورة ودخلت كتائب أيضاً تحت راية المجلس العسكري وتمكنوا من التصدي لزحف قوات النظام في اتجاه البلدة في اليومين التاليين».
وأشارت إلى أن قوات النظام عادت وتقدمت منذ التاسع من الشهر في خربة غزالة وسيطرت على بعض المناطق فيها وتصدت لها قوات «الجيش الحر». وتابعت: «بعد معارك شديدة سقطت خربة غزالة تحت سيطرة النظام في شكل كامل بعد نفاد الذخيرة وعدم وجود مؤازرة من بعض الكتائب المعارضة».
إلى ذلك، قال مقدم في الجيش السوري في دمينة الغربية رافضاً الكشف عن هويته «بدأ الهجوم على قرى دمينة الغربية والحيدرية وعش الورور صباح الاثنين. وبعد معارك استغرقت ثلاث ساعات، تمت السيطرة على هذه القرى التي تعتبر استراتيجية لأنها تقطع الطريق بين مدينتي حمص والقصير وتمنع الإمدادات عن المسلحين في القصير».
وتقع دمينة الغربية على بعد ثماني كيلومترات تقريباً شمال مدينة القصير.
وكانت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات ذكرت في عددها الصادر امس أن «وحدات الجيش أوقفت عملياتها بمدينة القصير بعد تطويقها بشكل كامل وتضييق الخناق على الميليشيات المسلحة التي تتحصن داخلها وتتخذ من المدنيين دروعاً بشرية لها، وذلك لإخلاء المدنيين خارج المدينة».
ولم يتحدث «المرصد السوري» عن قصف اليوم على مدينة القصير، إلا أنه نقل عن ناشطين وسكان أن أصوات المعارك في محيط المدينة مستمرة.
وكانت القوات النظامية السورية ألقت الخميس الماضي مناشير تحذيرية موجهة إلى سكان مدينة القصير بوجوب مغادرتها، محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، في حين اكد ناشطون معارضون عدم وجود ممر آمن للمغادرة.
ومنذ أسابيع تدور معارك عنيفة في منطقة القصير الحدودية مع لبنان بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني والمجموعات المقاتلة المعارضة وقد سجل خلالها تقدم كبير للقوات النظامية باتجاه مدينة القصير التي تعتبر احد ابرز معاقل المعارضين المتبقية في ريف حمص.
وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة مواطنين احدهم مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية عند أطراف مدينة دوما، وتعرضت مدينتا داريا والمعضمية لقصف جوي.
وفي حماه وسط البلاد، قال «المرصد» إن بلدات وقرى اللطامنة والزكاة والزلاقيات قصفت من قبل القوات النظامية، في وقت اقتحمت القوات النظامية حي الشرقية في مدينة حماة ورافق ذلك حملة اعتقالات شملت عدداً من المواطنين. وأشار «المرصد» إلى أن مقاتلي الكتائب المقاتلة قصفوا امس بصواريخ محلية حاجزي الصبورة والخرسان، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في منطقة الحردانة عند أطراف مدينة سلمية رافقها قصف على المنطقة.
وتعرضت منطقة الحولة في ريف حمص وسط سورية، لقصف القوات النظامية، في وقت كانت بساتين مدينة تدمر التابعة لحمص تتعرض لقصف جوي طاول أيضاً بلدة موحسن في ريف دير الزور في شمال شرقي البلاد.
 
أردوغان: لا علاقة للمعارضة السورية باعتداء الريحانية
أنقرة - (رويترز)
حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس من التكهنات بشأن عشرات الألوف من اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود إلى تركيا، بعد هجومين في بلدة ريحاني الحدودية قتل فيهما عشرات الأشخاص وأثارا احتجاجات في أنحاء البلاد.
وقال أردوغان متحدثاً إلى الصحافيين في العاصمة أنقرة إن الهجومين لا صلة لهما بالمعارضة السورية. وأضاف «هناك تكهنات واستفزازات بشأن اللاجئين إلا أن هذه الانفجارات لا صلة لها بالمعارضة السورية. هناك عصابة تحاول أن تلقي اللائمة على المعارضة السورية واللاجئين».
وشدد أردوغان مجدداً على أن تركيا لن تستدرج إلى الحرب السورية لكنها لن تتردد في الرد عند الضرورة. وقال «سنتخذ الخطوات الضرورية في المستقبل لكننا لن نخدع. إلا أننا سننتقم عندما يكون ذلك ضرورياً ولسنا خائفين من ذلك. يتعين أن يدرك الجميع هذا».
وجدد رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» بالإنابة جورج صبرة اتهام النظام السوري بالتفجير في الريحانية، وقال في مؤتمر صحافي في إسطنبول «سينال النظام ما اقترفت يداه في الريحانية على يد جنود الجيش السوري الحر، سينال القصاص العادل ولن تذهب دماء الأتراك والسوريين هدراً، تماماً مثلما لن تذهب دماء الضحايا السوريين داخل البلاد».
وارتفعت حصيلة ضحايا الاعتداءين بالسيارة المفخخة في مدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود مع سورية إلى 49 قتيلاً بعدما عثرت أجهزة الإسعاف التركية أمس على جثث ثلاث ضحايا جدد.
وكانت الرافعات لا تزال تعمل امس لسحب الأنقاض من المكان في حين لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين.
وكانت الحصيلة السابقة أشارت إلى مقتل 46 شخصاً وأكثر من مئة جريح بينهم نحو خمسين كانوا لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى. ونظم عشرات المحتجين في الريحانية تظاهرة امس احتجاجاً على التفجيرين وطالب بعضهم الحكومة التركية بالاستقالة.
واتهمت السلطات التركية النظام السوري بأنه المسؤول عن هذه الهجمات الأكثر دموية على الأراضي التركية منذ بداية الأزمة السورية قبل سنتين.
واعتقل تسعة أشخاص جميعهم من الجنسية التركية وأعضاء في مجموعة سرية تركية صغيرة من اليسار المتطرف التي تعتبر قريبة من أجهزة استخبارات الرئيس السوري بشار الأسد، وأودعوا قيد التوقيف الاحترازي الأحد في إطار التحقيق بعد هذا الهجوم.
على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي امس أن إحدى مقاتلاته من طراز «إف 16» تحطمت في مدينة العثمانية الجنوبية قرب الحدود مع سورية في حادث عرضي، وأن عمليات بحث وإنقاذ تجري للعثور على طاقهما.
وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «ندين بشدة هذه الأعمال الإرهابية ونقدم تعازينا إلى الحكومة والشعب التركيين وإلى أقرباء ضحايا هذه الجريمة الوحشية»، مشيرة إلى أنه يتعين إجراء «تحقيق دقيق» حولها.
 
الأردن يتبنى التضييق على الأسد ويدعم تسليح المعارضة «المعتدلة»
الحياة..عمان - تامر الصمادي
يبدو أن كل الظروف تحمل الأردن على القلق في شأن الصراع المستمر في جارته الشمالية سورية. كما تدفعه للخوف من امتداد النزاع الدموي إليه، أو أن يهدد الإسلاميون المتشددون داخل صفوف المعارضة المسلحة أمن المملكة.
وتخشى عمان تضارب المعلومات بخصوص مخزون الأسلحة الكيماوية السورية، وتفكك البلاد إلى دويلات مذهبية متصارعة نهاية عام 2013.
وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أثناء استضافته أعضاء البرلمان الجدد في قصر الحمر (غرب عمان) الأسبوع الماضي: «اتخذنا كافة الإجراءات لضمان أمن واستقرار المملكة»، من دون أن يعلن عن تفاصيل هذه الإجراءات.
ولفت إلى نشاط مكثف تبذله الديبلوماسية الأردنية، لإيجاد حل سياسي شامل، «يجنب سورية خطر التقسيم أو الانهيار». كما قدم سيناريوات عدة غير معلنة في هذا الخصوص، أثناء زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، فيما نجح المسؤولون الأردنيون بإرسال إشارات حاسمة لنظام الرئيس بشار الأسد، عبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي زار العاصمة الأردنية قبل أيام.
وتخشى عمان حكم الإخوان المسلمين سورية ما بعد الأسد، ما قد يشجع فرعهم الأردني، التيار المعارض الأبرز في البلاد.
وقال مرافقون للعاهل الأردني خلال زيارته إلى واشنطن لـ «الحياة» إن الملك «طالب الإدارة الأميركية بقيادة تحرك سياسي صلب، يكفل تضييق الخناق على الأسد، للتخلي عن الحكم بحلول 2014، وأنه في حال تمسك الأخير بموقفه، يتم اللجوء إلى تمكين المعارضة السورية المعتدلة (الجيش الحر) من حسم المواجهة على الأرض، عبر الدعم والإسناد في مجالات التدريب والتسليح وتوفير الغطاء الجوي إذا لزم الأمر».
وأضاف المرافقون أن المحادثات الأردنية- الأميركية «كشفت انقساماً شديداً بين أوساط الحكم في واشنطن حيال الوضع السوري، واضطراباً في تعريف مصالحها الاستراتيجية».
وأشار هؤلاء إلى موقف وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، الذي يقف سداً منيعاً أمام أي تدخل عسكري، إلا إذا ثبت قيام النظام السوري باستعمال الأسلحة الكيماوية، فيما أظهرت اللقاءات ذاتها اندفاعاً لدى وزير الخارجية جون كيري، نحو تدخل أميركي، يحاكي الطريقة اليوغوسلافية، أي ضربات جوية تشل حركة النظام.
وتأمل واشنطن وموسكو بعقد مؤتمر دولي، لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، تنطلق من مبادرة جنيف التي تم التوصل إليها نهاية حزيران (يونيو) 2012.
إلا أن المبادرة وإن دعت إلى تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، فإنها لا تشير صراحة إلى مصير الرئيس السوري.
ولفت المرافقون إلى أن الملك عبدالله حذر المسؤولين الأميركيين من إمكان تفكك سورية لدويلات مذهبية متصارعة، إذا لم تحل أزمتها قبل نهاية العام.
وقال المحلل السياسي فهد الخيطان، أحد أعضاء الوفد المرافق للعاهل الأردني في زيارته واشنطن، إن الملك «يخشى أن يؤدي إهمال الوضع السوري إلى كارثة»، وإن نافذة الحل السياسي «بدأت تضيق»، وإنه «لا بد من وقفة أميركية قوية» للتفاهم مع روسيا لإنجاز حل سياسي شامل».
وأضاف: «تم التأكيد خلال الــلقاءات الأميركية- الأردنية على ضرورة تنظيم المعارضة السورية، وتوحيد مواقفها، والعمل المكثف مع الأطراف الوطنية المعتدلة، وتأهيلها سياسياً وعسكرياً إذا تطلب الأمر، لكن الأردن شدد على رفض التدخل العسكري المباشر، تحت أي ظرف».
وأكدت الحكومة الأردنية مراراً أن مهمة وجود القوات الأميركية على الأرض الأردنية «تنحصر فقط بمجالي التدريب والتخطيط، للمساعدة على مواجهة الأخطار المحتملة للأسلحة الكيماوية».
ويوجد نحو 3 مخازن من هذه الأسلحة قرب الحدود السورية- الأردنية، بحسب معلومات استخباراتية أردنية.
وزار زير الخارجية الإيراني عمان الأسبوع الماضي، والتقى كبار المسؤولين، محملاً برسائل تطالبهم البقاء على الحياد تجاه أي توجهات عسكرية محتملة ضد سورية، ومنع تسلل المقاتلين الإسلاميين لأراضيها، والبحث عن حلول سياسية مشتركة لحل أزمتها، وهو ما أكدته مصادر ديبلوماسية تحدثت إليها «الحياة».
وقالت المصادر إن لقاءات صالحي مع المسؤولين الأردنيين «لم تحقق أي اختراق يذكر على صعيد الأزمة السورية، أو على صعيد فتور العلاقات بين البلدين».
وامتنعت المملكة الأردنية طيلة السنوات الماضية عن تعيين سفير لها في طهران، لكنها أبقت على سفارتها هناك، والحال نفسه بالنسبة للسفارة الإيرانية لدى عمان.
وقالت المصادر ذاتها، إن المملكة الأردنية «أرسلت مع المسؤول الإيراني إشارات شفوية حاسمة إلى النظام السوري، تؤكد موقف الأردن الداعي لحل سياسي شامل، يرتبط بمحددات زمنية لا تتجاوز نهاية العام».
وكان واضحاً أن الأردن سعى من الزيارة لسماع أي مبادرات جديدة، كما حاول الحصول على إجابات عالقة من قبل حلفاء الأسد الإيرانيين.
واعتبر بعض المواقع الإيرانية التي هاجمت الزيارة، مثل موقع «إيران برتو»، أنها «تتعلق بالدور الأردني المحتمل كمدخل لأي عمل عسكري ضد سورية».
وقال الناطق السابق باسم الحكومة الأردنية، الوزير سميح المعايطة لـ «الحياة» إن الأردن «بات لاعباً أساسياً للوصول إلى حل سياسي شامل».
وأوضح أن بلاده «تسعى لمنح الحل السياسي مساحة كاملة، لكنها لا تستبعد فكرة اللجوء إلى التصعيد العسكري، إذا ما أصر النظام السوري على موقفه».
ويستضيف الأردن نحو 540 ألف لاجئ سوري أغلبهم من الفقراء، وهو ما يعادل نحو 10 في المئة من عدد سكانه البالغ 7 ملايين نسمة. ويقيم بعضهم في مخيمات، بينما تنتشر الغالبية في البلدات والمدن الأردنية.
وفي مخيم الزعتري شمال الأردن، وهو أكبر تجمع للاجئين السوريين على مستوى العالم، بحسب الأمم المتحدة، تركت الحرب ندوباً كبيرة على وجوه قاطنيه.
وقال أحمد الدرعاوي (58 سنة) الذي فر وعائلته من إحدى قرى جنوب سورية «نتمنى أن نعود إلى ديارنا وأن يسقط بشار في أقرب وقت. الحياة داخل هذا السجن (المخيم) لم تعد تطاق».
وقال محمد أبا زيد (46 سنة) الذي فر وزوجته وأبناؤه الستة من قصف عنيف على بلدة بصرى الحرير قرب درعا: «هنا نعاني الجوع والحرمان. أطفالي مصابون بأمراض صدرية مزمنة وأحدهم أصيب بفشل كلوي حاد».
ويتبنى الأردن موقفاً محفوفاً بالمخاطر تجاه النظام السوري الذي اتهمه غير مرة بإرسال خلايا نائمة إلى أراضيه، كما يخشى صعود مقاتلين متشددين في سورية ينظرون إلى الحكم الملكي الهاشمي بعين العداء التي ينظرون بها للنظام السوري.
وفي مدينة الزرقاء التي تبعد بضعة كيلومترات عن عمان، وتعد معقلاً لنفوذ التنظيمات السلفية، قال الدكتور منيف سمارة وهو أحد قادة الجهاديين لـ «الحياة» إن الحكومة الأردنية «تخشى أن يعود المجاهدون الأردنيون ويعلنوا القتال هنا».
وأضاف أن إحكام السيطرة على الحدود الأردنية- السورية «حد من تدفق مئات المقاتلين خلال الأسابيع والأيام الماضية».
 
لؤي المقداد يؤكد لموقع "14 آذار" وجود جثث لـ"حزب الله" في القصير: لن يسحب عناصره إلا بأمر من طهران!
المصدر : خاص موقع 14 آذار... محمد نمر
من الجنوب اللبناني ومواجهة العدو الإسرائيلي، إلى القصير في سوريا ومواجهة المعارضة السورية. تغيير في الخريطة العسكرية ونقل للسلاح والمقاتلين من جبهة إلى اخرى كانت مهمة "حزب الله" في الأشهر الماضية قبل إعلانه بشكل رسمي وعلني عن تدخل في القتال إلى جانب النظام السوري. ورغم كل الضغوط والدعوات الداخلية والخارجية، يواصل الحزب معاركه في القصير ولا يبالي بنتائج هذا التدخل على لبنان ولا حتى على مستقبل الحزب نفسه.
ورأى منسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد في حديث لموقع "14 آذار" أن "قيادة حزب الله حرقت كل مراكبها وأعلنت الحرب على الشعب السوري وكشفت وجهها الحقيقي لكل العالم"، لافتاً إلى أن "قيادة الحزب كشفت حقيقة مشروعها، فهي لم يعد لديها ما تخسره". ولفت إلى أن "حزب الله وفي المراحل الأخيرة من معركته في سوريا بات يسحب المقاتلين من جنوب لبنان الذي يدّعي أنه جبهته مع اسرائيل ليزج بهم في الداخل السوري، مظهراً كذبة طبيعة عمله كحركة مقاومة".
وقال: "بناءً على كل ما سبق فإن سحب حزب الله عناصره من هذه المعركة من دون أمر مباشر من طهران هو أمر مستحيل، لكني شخصياً ما زلت أعول على أهلنا في الطائفة الشيعية أن يمنعوا أبنائهم من القتال في سوريا والمشاركة في قتل الشعب السوري وألا يصغوا لكل الكذب الذي تضخه الماكينة الإعلامية لفريق بشار الأسد في لبنان"، مشدداً على ان "المكونات الطائفية للقصير كانت متواجدة منذ مئات السنين وستستمر متعايشة متآلفة في هذه الأرض حتى قيام الساعة".
في المقابلة الإعلامية الأخيرة لقائد هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس كشف أن هناك جثث لـ"حزب الله" لدى المعارضة المسلحة، وهو الأمر الذي أكده أيضاً المقداد، قائلاً: "نعم هناك جثث لمقاتلي حزب الله في منطقة القصير وكان هناك مساعي لتبادل اسرى وجثث ضمن اطار حل شامل لوقف اطلاق النار وسحب مقاتلي الحزب من الداخل السوري، لكن قيادة الحزب لا تبالي بأي شيىء الا بحماية نظام المحرم بشار الأسد ولو على حساب دم الشعبين السوري واللبناني".
وعما قيل أخيراً بأن القصير باتت بيد النظام السوري وعناصر "حزب الله"، نفى المقداد هذا الكلام، وقال: "القصير لم تسقط، ومقاتلو الجيش الحر وما زالوا يسطرون أروع الملاحم في مواجهة عدوان ميليشيات حزب الله ومرتزقة النظام واستطاعوا استيعاب الصدمة الأولى التي نتجت عن اقتحام الحزب بأعداد كبيرة منطقة ريف القصير وجوسية والتي ترافقت مع قصف جوي عنيف من طيران النظام ومدفعي من داخل الأراضي اللبناني ومن القرى المحتلة براجمات صواريخ ومدفعية حزب الله".
 
سقوط أكثر من 20 مقاتلاً لـ "حزب الله" في القصير ودول أوروبية جديدة تستورد النفط من الثوار
أوباما وكاميرون يستعدان لسوريا ديموقراطية من دون بشار الأسد
المستقبل..لندن ـ مراد مراد ووكالات
لم يخرج الى العلن الشيء الكثير من لقاء القمة الأميركية - البريطانية في البيت الأبيض أمس، فبقي الضباب سيد الموقف الغربي بالنسبة للأزمة السورية برغم تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، "بمواصلة جهودنا لزيادة الضغط على النظام وتعزيز الجناح المعتدل في المعارضة والاستعداد لسوريا ديموقراطية من دون بشار الاسد".
أوروبياً، أصدرت خارجية الاتحاد بياناً اشارت فيه الى ان دولاً اوروبية من خارج الاتحاد اعلنت التزامها بتطبيق التعديلات التي تسمح باستيراد وتصدير النفط من وإلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وفي القصير تصدى الجيش السوري الحر لمحاولة التقدم على بعض المحاور قام بها مقاتلو "حزب الله" ، وذكر الناطق باسم الجيش الحر لؤي المقداد في مقابلة تلفزيونية أمس، أن أكثر من 20 قتيلاً من الحزب سقطوا في الهجوم أمس.
ففي الولايات المتحدة، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما وإلى جانبه رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون أمس، ان واشنطن ولندن تريدان "تعزيز الضغط" على الرئيس السوري لاجباره على التنحي.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك "معاً سنواصل جهودنا لزيادة الضغط على النظام وتقديم المساعدة الانسانية للسوريين وتعزيز الجناح المعتدل في المعارضة والاستعداد لسوريا ديموقراطية من دون بشار الاسد".
وأضاف اوباما "انا ودايفيد متفقان على اننا نرى مستقبل سوريا بدون بشار الأسد ونرغب في انهاء الصراع الدائر هناك، انا ارحب بالتقدم الذي احرز مع الروس من اجل التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف من خلال رحيل الاسد والحفاظ على بنية الدولة بأن تستلم السلطة من الأسد حكومة انتقالية تمثل الجميع، ولقد تكلمت ايضا مع بوتين بهذا الشأن ولكنني لا اعد بأن التوصل الى هذا الحل سيتم، ولكننا طبعا سنحاول كل ما بوسعنا ففي بلدان كسوريا عندما يتفجر الغضب من الصعب جدا اعادة لمّ شمل البلاد في وقت قصير. ولهذا فإن توحيد المعارضة واطراف من النظام في حكومة وحدة وطنية تدير المرحلة الانتقالية يعتبر تحدياً كبيراً. هناك عدد من اللاعبين الذين لا يمثلون دولاً او جهات رسمية كـ"حزب الله" الذي يتدخل في سوريا ومن الطرف الآخر هناك جبهة النصرة ذات الارتباط بتنظيم القاعدة واجندته، لهذا فإن الوضع ليس بسيطاً ويحتاج الى وقت لبسط الاستقرار مجددا في المنطقة التي ليس في مصلحة احد ان يتدهور الوضع الامني فيها نحو الأسوأ".
وأما كاميرون فدعا الاسرة الدولية الى التحرك في ظل عجزها عن ذلك بسبب الخلافات القائمة بين العواصم الغربية وروسيا.
وبعد ثلاثة ايام من لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدعم نظام الاسد، اكد كاميرون ان "تاريخ سوريا يكتب بدماء شعبها، وهذا على مرأى منا". وشدد على "وجوب ان يعمل المجتمع الدولي على وقف المجزرة التي تحصل. ليس من مصلحة احد ان تهدر المزيد من الارواح وان تستخدم الاسلحة الكيميائية او ان تتسع اعمال العنف التي يرتكبها متطرفون".
وقال "من مصلحة روسيا كدولة عظمى على الساحة الدولية لا بل من واجبها، ان ان تحاول تسوية المشكلة بطريقة تفضي الى النتيجة التي نرغب فيها على الاجل الطويل". وقال كاميرون ان روسيا والولايات المتحدة اتفقتا الاسبوع الماضي على تحريك "عملية جنيف" للتوصل الى عملية انتقالية سياسية في سوريا.
وأضاف "على السوريين الجلوس الى الطاولة نفسها للاتفاق على حكومة انتقالية تحصل على الضوء الاخضر من قبل جميع السوريين"، مؤكدا ان بلاده ستضاعف مساعداتها من المعدات الميدانية غير الفتاكة للثوار وان بريطانيا سترى امكانية تعديل المزيد في مضمون بند حظر ارسال الاسلحة الى سوريا لكنها لم تتخذ قراراً بتسليح الثوار حتى الآن، "لا يمكن التوصل الى حل سياسي طالما كانت المعارضة عاجزة عن الدفاع عن الشعب بشكل كاف وطالما لم يشعر نظام الاسد بانه غير قادر على النصر عسكرياً. ولهذا بريطانيا ملتزمة بمضاعفة الدعم للثوار وتزويدهم بالمزيد من المعدات غير الفتاكة التي تجاوزت قيمتها حتى الآن الـ10 ملايين دولار اميركي وهناك دفعة جديدة من الدروع الواقية والمولدات الكهربائية والعربات المصفحة في طريقها الآن الى سوريا. وقال كاميرون ان بريطانيا وروسيا لا ترغبان في رؤية التطرف يفوز في سوريا برغم اختلاف رؤيتهما حول مصير الاسد ولكن المحادثات بيننا كانت صريحة جدا ولمست تقدماً في الموقف الروسي".
ويرتكز السيناريو الجديد على القدرة على تشكيل حكومة انتقالية تستلم السلطة من الاسد وتتضمن عناصر من المعارضة المعتدلة وافضل ما يوجد في النظام فتكون حكومة وحدة وطنية ترضي جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء وتضمن امنهم.
ولكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر باساكي قالت إنه من المحتمل تأجيل المؤتمر الدولي الذي اتفقت واشنطن وموسكو أخيرا على عقده بشأن سوريا إلى مطلع الشهر المقبل.
وقالت باساكي خلال المؤتمر الصحافي للخارجية الأميركية، "كان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قال إنه يأمل أن يتم عقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن هذا الشهر، ولكن هناك عدد كبير من الدول التي ستشارك في المؤتمر، ولذلك من الممكن أن يتم تأجيل موعد انعقاده إلى بداية حزيران المقبل, ولكن ليس هناك موعد محدد حتى الآن".
وفي بروكسل اصدرت خارجية الاتحاد الاوروبي بيانا اشارت فيه الى ان دولاً اوروبية من خارج الاتحاد اعلنت التزامها تطبيق التعديلات التي ادخلت على العقوبات المفروضة على سوريا اواخر نيسان الماضي بشكل يسمح للدول الاوروبية الراغبة باستيراد وتصدير النفط من والى سوريا (الاماكن التي تيسطر عليها المعارضة)، القيام بذلك في اطار الخدمات والمساعدات التي يقدمها الاوروبيون لدعم الثورة السورية.
وهذه الدول كما اوردها البيان الأوروبي هي كرواتيا وتركيا ومقدونيا والجبل الاسود وايسلندا وصربيا والبانيا واللينشتنشتاين والنرويج ومولدوفا وجورجيا.
وأعلنت بريطانيا أمس تخصيص 40 مليون إسترليني إضافية لتوفير الدعم للمعارضة السورية. وقالت وزيرة التنمية الدولية جستين غرينينغ إن المساعدات تقسم إلى 30 مليون إسترليني مساعدات إنسانية للشعب السوري بالإضافة إلى 10 ملايين إسترليني مساعدات غير قتالية للمعارضة السورية.
ميدانياً، وفي القصير تصدى الجيش السوري الحر لمحاولة التقدم على بعض المحاور قام بها مقاتلو "حزب الله" ، وذكر الناطق باسم الجيش الحر لؤي المقداد في مقابلة مع محطة "إم تي في" التلفزيونية مساء أمس، أن أكثر من 20 قتيلاً من الحزب سقطوا في الهجوم أمس.
ولكن ارتفعت اعمدة الدخان من المنازل المحترقة في بلدة دمينة الغربية في ريف القصير التي انسحب منها مقاتلو المعارضة السورية صباح أمس، تاركين وراءهم بطاريات مدفعية وانفاقا مهجورة، فيما دخل الجيش السوري مشددا الحصار اكثر على مدينة القصير القريبة التي تعتبر من ابرز معاقل المعارضة المسلحة في ريف حمص في وسط البلاد.
وقال الضابط السوري الذي قاد العمليات وهو برتبة مقدم، "هاجمنا البلدة قرابة الساعة التاسعة ونفذنا هجوماً متزامناً على بلدتي الحيدرية وعش الورور، وكانت البلدات الثلاث في ايدي المسلحين. بعد ثلاث ساعات من المعارك، كانت المسألة انتهت".
وبعد سيطرتهم على البلدة الواقعة على بعد سبعة كيلومترات شمال مدينة القصير، راح عناصر الجيش يدخلون كل منزل ويفتشونه. المنازل التي تمكن فريق وكالة فرانس برس من دخولها الى جانب الجيش فارغة من سكانها.. لا بل تترك انطباعاً بان هؤلاء السكان هجروها منذ وقت طويل، بسبب عدم رؤية اغراض شخصية فيها.
على الارض، يمكن مشاهدة بعض الفرش والصنادل البلاستيكية السوداء التي يرتديها اجمالا المقاتلون، وايضا مواد غذائية.
عند مدخل البلدة، توقفت ثلاث دبابات ويقول الضابط السوري ان على الجيش ان يستعيد ثلاث بلدات اخرى بينها الضبعة حيث المطار العسكري الذي استولى عليه مقاتلو المعارضة قبل شهر، ليحكموا الحصار من جهة الشمال.
ويضيف المقدم "هذه القرى استراتيجية لانها تقطع الطريق بين مدينتي حمص القديمة التي لا تزال بايدي المسلحين والقصير. وبسيطرتنا عليها، نمنع اي تواصل بين المنطقتين وخصوصا وصول الامدادات".
ومنذ اكثر من سنة، تحاول قوات النظام السيطرة على مدينة القصير.
ومنذ اسابيع تدور معارك عنيفة في منطقة ريف القصير الحدودية مع لبنان بين القوات النظامية مدعومة من "حزب الله" والمجموعات المقاتلة المعارضة، وقد احرزت خلالها القوات النظامية والمجموعات الموالية لها تقدما تدريجيا باتجاه مدينة القصير.
ويقول ضابط كبير آخر رافضاً كشف اسمه ايضا "لقد انهينا عملنا تقريبا من الجهة الشمالية. الجهتان الشرقية والجنوبية بين ايدينا، وهناك الوية اخرى تصل من الغرب".
وذكرت تنسيقية القصير أمس على صفحتها على موقع "فيسبوك" ان "الثوار تصدوا لمحاولة "حزب الله" اقتحام قرية الحميدية ومنطقة بساتين القصير" أمس، بينما افادت الهيئة العامة للثورة السورية ان معارك أمس في محيط المدينة "كانت الاعنف".
وعبر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن خشيته "من مجزرة في حال اقتحام القوات النظامية المدينة".
في بلدة الحيدرية المجاورة لدمينة الغربية، تنتشر على الجدران عبارات تشيد بـ"كتيبة الفاروق" المعارضة للنظام السوري والتي تنشط خصوصا في مناطق حمص.
ويقول مسلح موال للنظام في البلدة السنية والعلوية المختلطة انه جاء ليتفقد منزله الذي هجره قبل ثمانية اشهر، مضيفا "اضطررت للفرار بعد ان دخل المسلحون البلدة. لقد عدت اليوم لكن منزلي نهب بالكامل".
واضاف الشاب البالغ من العمر 26 عاما، "لكنني ساعود للاستقرار هنا. وقد اتصلت بجيراني لابلغهم ان البلدة اصبحت بين ايدي الجيش، ووعدوا بالعودة". ويقاطعه المقدم "لا وقت نضيعه. علينا ان نكمل عملنا".
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في عدة أنحاء بسوريا لا سيما في دمشق وريفها، في حين أغارت طائرات النظام على عدة أحياء في العاصمة.
وقال ناشطون سوريون إن عددا من المنازل السكنية دمرت جراء قصف قوات النظام مدينة داريا بريف دمشق، كما استهدف القصف الذي لم يهدأ منذ أشهر المحال التجارية والبنى التحتية للمدينة، بالتزامن مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية مدعومة بآليات لإحكام حصارها على المدينة.
وقد شن الطيران الحربي التابع لقوات النظام عدة غارات على مدينة عربين بريف دمشق بعد غارات جوية متتالية على بلدات بريف دمشق في وقت سابق.
وتجددت الاشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وعناصر الأمن والشبيحة في حيي جوبر وبرزة بدمشق في حين ذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي للنظام يقصف منطقة الصناعة في حي القابون وحي جوبر والمتحلق الجنوبي بدمشق، كما شهدت بلدة المليحة بريف دمشق اشتباكات متقطعة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام.
 
قصف جوي على القصير ومنطقتها وقوات النظام تعلن سيطرتها على 3 قرى
الرأي..دمشق - وكالات - شن الطيران الحربي السوري، أمس، غارات على مدينة القصير وريفها، فيما أعلن الجيش النظامي سيطرته على ثلاث قرى في ريف القصير، ما مكنه من قطع طريق الامدادات على المقاتلين المعارضين الموجودين داخل مدينة القصير. ودكت مدفعية القوات النظامية أحياء في دمشق.
ونفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات على القصير والضبعة والبويضة الشرقية بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ.
وقال مقدم في الجيش النظامي في دمينة الغربية رافضا الكشف عن هويته «بدأ الهجوم على قرى دمينة الغربية والحيدرية وعش الورور صباح اليوم (أمس). وبعد معارك استغرقت ثلاث ساعات، تمت السيطرة على هذه القرى التي تعتبر استراتيجية لانها تقطع الطريق بين مدينتي حمص والقصير وتمنع الامدادات عن المسلحين في القصير».
وتقع دمينة الغربية على بعد 8 كيلومترات تقريبا شمال مدينة القصير.
وتجدد القصف العنيف من قبل قوات النظام منذ الصباح الباكر على أحياء حمص القديمة براجمات الصواريخ والهاون، ما أدى الى تدمير العديد من الأبنية السكنية حيث تركز القصف على حي باب هود وحي وادي السايح، كما تم تسجيل اطلاق اسطوانات اوكسجين من قلعة حمص الاثرية على احياء حمص القديمة.
ومعلوم ان هذه الاسطوانات تؤدي الى انفجار كبير وتهدم المباني بالكامل.
كما دارت اشتباكات عنيفة على محيط حمص القديمة بين الجيش الحر وقوات النظام.
وقصفت قوات النظام المكتب الاعلامي في الدار الكبيرة كما قصفت البلدة بمدافع الفوزديكا من الكلية الحربية وكلية المدرعات في الوعر.
وسقط عدد من الجرحى في الرستن جراء قصف عنيف على المدينة من قبل كتيبة الهندسة بالمدفعية وراجمات الصواريخ.
وفي دمشق، اطلقت قوات النظام المتمركزة في مبنى البحوث العلمية قذائف على حي برزة. وقتل الطفل أحمد عابدين آغا في سقوط قذائف على حي القابون.
وسقطت قذائف على منطقة غرب الاوتوستراد في حرستا بريف دمشق ونزح عدد من الأهالي عن المنطقة. كما سقطت صواريخ على معضمية الشام.
وسقط قتيلان جراء القصف على بلدة المليحة.
وذكرت وكالة «اسوشيتد برس» ان القوات النظامية سيطرت بشكل كامل على بلدة خربة غزالة في ريف درعا.
ونقلت عن نشطاء قولهم أن الجيش تمكن من السيطرة على البلدة الواقعة بالقرب من الطريق السريع الذي يربط دمشق بالأردن.
 
تحطّم مقاتلة «أف 16» تركية قرب الحدود السورية
أنقرة - يو بي آي - تحطمت مقاتلة من طراز «اف 16» تابعة للجيش التركي جنوب تركيا بالقرب من الحدود مع سورية.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، عن هيئة الأركان العامة للجيش، أن الإتصال مع المقاتلة التي انطلقت من منطقة مرزيفون عند الساعة 2:15 بعد الظهر، انقطع في محافظة العثمانية الجنوبية.
وأوضح أن الإتصال انقطع بعدما سمع الطيار يعلن أنه سيقفز من الطائرة بالمظلة.
 
المعارضة تشترط غياب الأسد للمشاركة في «جنيف 2».. تحركات سياسية على أكثر من صعيد لتسوية الأزمة السورية

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم - القاهرة: سوسن أبو حسين .. لا تزال المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني و«الائتلاف» تتمسّك بشروطها للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه كل من روسيا وأميركا في 23 مايو (أيار) الحالي حول الأزمة السورية، في حين تنشط التحركات الدولية ولا سيما الروسية - الأميركية على خط الإعداد له. وفي حين أكّد أحمد رمضان، عضو الائتلاف والمجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط» أنّ الكفّة تميل لعدم المشاركة في المؤتمر ما لم يحدث تغيرات جذرية على صعيد نقاط أساسية، أهمها عدم مشاركة إيران في المؤتمر وأن لا يكون الرئيس بشار الأسد موجودا في المرحلة الانتقالية، أعلن الائتلاف أنّه في طور التشاور مع السعودية وقطر وتركيا في شأن المشاركة.
ولفت رمضان إلى أنّ هذه الدول الثلاث تدعم المعارضة في موقفها، علما بأنّ هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي كانت قد أعلنت على لسان منسقها العام حسن عبد العظيم أنّها والشخصيات والأحزاب المتوافقة معها ستشارك في المؤتمر، معتبرا أنّ «مسألة بقاء الرئيس الأسد أو استبعاده من أي حلّ مستقبلي ليس بيد المعارضة ولا النظام وإنما بيد المجتمع الدولي».
وقال رئيس الائتلاف بالإنابة جورج صبرا في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول «فيما يتعلق بالبيان الذي صدر عن اجتماع وزيري الخارجية (الأميركي والروسي) في موسكو مؤخرا، نعتقد أنه ما زال من المبكر اتخاذ القرار بشأن الحضور أو عدمه لأنه حتى الآن لم تتضح حيثيات هذا المؤتمر، ولم يعلن له أجندة أو جدول زمني، كذلك لم تعلن قائمة الحضور من الدول أو الممثلين». وأضاف: «نحن الآن في مرحلة التشاور مع قوى الثورة في الداخل ومع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، في تركيا والسعودية وقطر وبقية الدول العربية من أجل اتخاذ القرار المناسب». وجدد صبرا «الترحيب بجميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي لما يجري في بلدنا قائم أولا على وقف القتل وأعمال العنف ضد السوريين»، إلا أنه أكد في الوقت ذاته «على ضرورة رحيل بشار الأسد وطغمته الحاكمة بحيث يفسح المجال لمباشرة عملية سياسية تؤمن انتقال السلطة والبلاد من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي». وأضاف: «الهيئة السياسية للائتلاف قدمت محددات تلتزم بها بأي مبادرة سياسية، سواء كانت صادرة عن الائتلاف أو يريد الائتلاف أن يستجيب لها، وعلى رأس هذه المحددات وقف أعمال العنف ورحيل بشار الأسد».
وعاد رمضان وشدّد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على عدم تنازل المعارضة عن 3 شروط أساسية، للقبول بالحوار والمشاركة في المؤتمر، وهي، أنه ينبغي على الأطراف الداعية له الموافقة على عدم وجود بشار الأسد وزمرته وكل من تلوثت يداه بدم الشعب السوري في الفترة الانتقالية، ويشكل الموقف الروسي مشكلة أساسية في هذا الإطار، ولا سيما تزويد الأسلحة للنظام السوري، في ظل الكلام أيضا، عن دعمه بالأسلحة الفتاكة لا سيما بمنظومة صواريخ جديدة. وكذلك تعترض المعارضة على مشاركة إيران في هذا المؤتمر، في محاولة لإدخالها كطرف في الحل.
ورأى رمضان، أنّه لن يكون هناك جدوى من المؤتمر إذا لم يكن الغرض منه خدمة الثورة، معتبرا أنّ الدعوة إليه من الأساس كانت محاولة للهروب إلى الأمام من بعض الأطراف الغربية ولا سيما الولايات المتحدة التي يبدو أنّها لا تملك الإرادة لإنهاء الصراع في سوريا، وبعدما كان النظام قد أفشل محاولات سابقة للحل وأمعن في قتل شعبه من دون أن يؤثر ذلك على الموقف الدولي.
في المقابل، كان الحراك الروسي الأميركي الدولي، ناشطا تحضيرا للمؤتمر، وذلك من خلال اللقاءات أو المواقف السياسية، إذ أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا ما زال قائما، وشدد على ضرورة مشاركة إيران بمؤتمر جنيف 2، مشيرا إلى أنّ حزب الله لا يقاتل في سوريا بل يحمي المقدسات الشيعية.
وقال لافروف في مقابلة مع قناة «الميادين» اللبنانية نشرت مقتطفات منها، وتبث بموعد لاحق، إن الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا «لا يزال قائما»، مؤكدا ضرورة أن تشارك إيران بالمؤتمر الدولي حول سوريا (جنيف 2)، لكنه أشار إلى «أنه اتفق حتى الآن مع الغرب في هذا الشأن».
وجدد لافروف التأكيد أن قرار جامعة الدول العربية إعطاء مقعد سوريا للائتلاف المعارض «يعيق تسوية الأزمة». وقال: إن «هناك خلافات لا تزال قائمة بين واشنطن وموسكو لا سيّما ما يتعلق بأجندة المؤتمر الدولي المرتقب فضلا عن الأطراف المشاركة فيه» إذ تصر موسكو على «ضرورة مشاركة كل أطراف مؤتمر جنيف 1 بالإضافة إلى دول الجوار السوري وكل من إيران والمملكة العربية السعودية».
 
مصادر غربية رفيعة: عقبات مستعصية تعترض «جنيف 2»... اجتماعات تحضيرية تضم دولا غربية لتنسيق المواقف وروسيا والصين الخميس والجمعة

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم .... تدور مشاورات مكثفة بين عواصم غربية معنية بالملف السوري لبلورة موقف موحد من مشروع الدعوة المشتركة الأميركية - الروسية لعقد ما يطلق عليه مؤتمر جنيف - 2. كذلك تتكثف الاتصالات مع المعارضة السورية التي تقع مسؤولية إقناعها بقبول الذهاب إلى طاولة المفاوضات على الدول الغربية «والعربية».
وكشفت مصادر غربية رفيعة المستوى النقاب عن اجتماعات للتنسيق ستحصل يومي الخميس والجمعة المقبلين على مستوى المديرين السياسيين لوزارة الخارجية لمجموعة الـ3 التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومجموعة الـ5 أي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. ويواجه جنيف - 2 مجموعة من العقبات الكأداء التي تجعل المصادر الغربية «مشككة» في إمكانية انعقاده رغم وجود «توافق دولي» على تحاشي غرق سوريا في حالة الفوضى العامة وتفكك بنى الدولة وارتفاع أعداد الضحايا التي تجاوزت الـ80 ألف قتيل. وفندت المصادر الغربية العناصر التي تجعلها متشائمة لجهة احتمال انعقاد المؤتمر ولجهة إمكانية توصله إلى نتائج إيجابية في حال حصوله ولخصتها كالتالي: مصير الرئيس السوري بشار الأسد، صلاحيات الحكومة الانتقالية المفترض تشكيلها وفق بيان جنيف - 1 وأخيرا الدور الإيراني. وتتبنى المصادر الغربية، بصدد النقطة الأولى، موقف المعارضة السورية التي تشترط رحيل الأسد لقبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات باعتبار أن البند الذي يتحدث عن تشكيل حكومة انتقالية من النظام والمعارضة يعطي حق النقض للطرفين على وجود أشخاص في الجانب المقابل. لذلك، ترى هذه المصادر أن المعارضة «لا يمكن أن تقبل» بقاء الأسد في منصبه أو مشاركته في العملية الانتقالية.
غير أن الغربيين، رغم هذا الموقف المتشدد الذي أجهض بيان جنيف - 1 منذ اليوم التالي لصدوره في 30 يونيو (حزيران) الماضي، يمكن أن يقبلوا بـ«تسوية» للتغلب على هذه العقبة تكمن في الحصول على تعهد من الجانب الروسي يضمن خروج الأسد من السلطة ليس في بداية العملية الانتقالية ولكن في نهايتها. ويفهم من كلام المصادر الغربية أن الرئيس السوري قد يستطيع البقاء في منصبه ولكن من غير ممارسة أي صلاحيات إبان المرحلة الانتقالية على أن يضمن الروس عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة. وسبق للقيادة الروسية أن أكدت أنها «غير معنية» بمصير الأسد وهو ما كرره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على مسمع نظيره الأميركي جون كيري في موسكو مؤخرا. لكن المصادر الغربية تريد «تعهدا واضحا» من الروس بهذا المعنى.
أما العقبة الثانية فتتمثل في تحديد الجهة التي سيكون من صلاحياتها الإشراف على الجيش السوري وعلى أجهزة الأمن والمخابرات. وينص بيان جنيف على إناطة «كامل الصلاحيات» بالحكومة الانتقالية. والسؤال الذي تطرحه المصادر الغربية يتناول مدى استعداد الأسد للتخلي عن الإشراف على ما يشكل «الضمانة الأولى» لبقاء النظام بينما المعارضة السورية ترفض رفضا مطلقا استمرار تحكمه بالأداة القمعية التي يستخدمها على هواه. وتكمن العقبة الثالثة، بحسب تأكيدات المصادر الغربية، في استمرار رفض مشاركة إيران في المؤتمر الموعود لأن تطورا كهذا «سيعني الخلط بين ملف إيران النووي والملف السوري» وتوفير الفرصة لإيران للمساومة.
 
تركيا تتهم «مُستعجلون» بتفجيرات الريحانية.... أوباما وكاميرون يتعهدان بالضغط على المعارضة السورية لتشكيل حكومة قادرة على تولي الأمور في سوريا

بيروت: ثائر عباس واشنطن: هبة القدسي أنقرة: «الشرق الأوسط» ... وجهت أنقرة أصابع الاتهام إلى حركة «مستعجلون»، المعروفة باللغة التركية باسم «أجيلجيلر»، بالوقوف وراء الهجوم المزدوج بسيارتين ملغومتين في بلدة الريحانية القريبة من الحدود السورية السبت الماضي، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وأشار وزير الداخلية التركي معمر غولر بأصبع الاتهام إلى هذه المجموعة التي تحظى بدعم النظام السوري, بينما قالت مصادر تركية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن المتهمين التسعة الموقوفين لدى السلطات التركية اعترفوا بأنهم كانوا يعدون للتفجير منذ شهر. وأشارت إلى اعترافات موثقة لهؤلاء تفيد بانتمائهم إلى حركة «مستعجلون» التي تسعى إلى «تحرير الإسكندرون». من جهة اخرى, تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيادة المساعدات الإنسانية للمعارضة السورية، كما اتفقا على زيادة الضغوط من أجل دفع المعارضة السورية لتشكيل حكومة قادرة على تولي الأمور في سوريا. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض عقب محادثاتهما، وركزت على عدد من القضايا.
 
النهار...(و ص ف)

من هم "المستعجلون" المتهمون بتفجيري ريحانلي؟

المجموعة التركية اليسارية المتطرفة الصغيرة التي اتهمتها سلطات انقرة بتنفيذ تفجيري بلدة ريحانلي على الحدود السورية، هي حركة سرية تصنفها تركيا تنظيما "ارهابيا" وتعتبر مقربة من نظام دمشق.
فبعد ساعات من التفجيرين اللذين أوقعا 48 قتيلا واكثر من مئة جريح، اشار وزير الداخلية التركي معمر غولر باصبع الاتهام الى هذه المجموعة المعروفة باسم "اجيلجيلر" اي "المستعجلين" بالتركية.
وقد أوقف تسعة من اعضائها جميعهم يحملون الجنسية التركية واودعوا الاحد الحبس على ذمة التحقيق. واكد غولر وكذلك وزير الخارجية احمد داود اوغلو "علاقتهم الوثيقة" مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد و"اجهزة مخابراته".
وكانت مجموعة "المستعجلين" ناشطة خصوصا في السبعينات من القرن الماضي، وهي فرع من حركة يسارية متطرفة سرية تأسست عام 1972 وعرفت بحزب "جبهة التحرير الشعبي الثوري" في تركيا.
وبعد حملة القمع التي تبعت الانقلاب العسكري عام 1980، اوقفت المجموعة التي تتبنى الفكر الماركسي نشاطاتها ولجأ زعيمها مهراج (مهراتش) اورال الملقب علي الكيالي والمتحدر من محافظة هاتاي التركية الحدودية مع سوريا حيث حصل هجوم السبت، الى سوريا المجاورة.
وتقول الصحف التركية ان مجموعة اجيلجيلر التي تحظى بدعم الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد، قاتلت الى جانب الجيش السوري النظامي ضد مقاتلي المعارضة السورية في مناطق عدة قريبة من الحدود التركية خصوصاً في اللاذقية.
واوردت صحيفة "صباح" التركية الموالية للحكومة الاسبوع الماضي ان مهراج اورال شارك شخصيا في التعديات التي ارتكبت مطلع الشهر على مدنيين في احد احياء مدينة بانياس السورية.
وتشتبه السلطات التركية ايضاً في انه نظم في هاتاي منذ بدء الحراك ضد النظام في سوريا في آذار 2011، تظاهرات عدة دعماً لهذا النظام.

 
أنقرة تؤكد أن هجوم الريحانية نفذ بسيارتين تركيتين فخختا بمتفجرات سورية وارتفاع عدد الضحايا. وأردوغان يصف نفي تورط دمشق بـ«الكذبة»

بيروت: ثائر عباس أنقرة: «الشرق الأوسط» .... ارتفع عدد ضحايا تفجيرات تركيا إلى 49 شخصا، أمس، مع العثور على جثتين إضافيتين وسط الأنقاض التي خلفها انفجاران هائلان وقعا، السبت الماضي، في ساحة بلدة الريحانية (ريحانلي) الحدودية مع سوريا، بينما كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يحسم أمره في اتهام سوريا، بقوله إن تورط نظامها في التفجير «أمر لا شك فيه»، ووصف نفي دمشق تورطها في هجوم الريحانية بـ«الكذبة».
وأكد أن تركيا لن تحجم عن الرد المناسب على الهجوم، لكنه أشار أيضا إلى أن حكومته ستتعامل وفق ضبط النفس.
وقال أردوغان للصحافيين في أنقرة أمس: «لن نسقط في الفخ السوري، لكننا سنتخذ الرد المناسب عند اللزوم». وحذر من التكهنات بشأن عشرات الألوف من اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود إلى تركيا، مؤكدا أن الهجومين لا صلة لهما بالمعارضة السورية، لكن هناك «عصابة» تحاول أن تلقي اللائمة على المعارضة السورية واللاجئين.
وقال إن تورط سوريا في الهجوم غير قابل للشك. وأضاف أن «الحادث، بكل تأكيد، له صلة بالنظام»، مضيفا أن «عالمهم (النظام السوري) مبني على الأكاذيب». وشدد أردوغان مجددا على أن تركيا لن تستدرج إلى الحرب السورية، لكنها لن تتردد في الرد عند الضرورة.
وقال: «سنتخذ الخطوات الضرورية في المستقبل، لكننا لن نخدع. إلا أننا سننتقم عندما يكون ذلك ضروريا، ولسنا خائفين من ذلك. يتعين أن يدرك الجميع هذا».
وبدوره، رفض وزير الداخلية معمر غولار «محاولة البعض إلصاق تهمة التفجيرات بالجيش السوري الحر و(القاعدة)». وقال: «إنني كوزير أقول إن المنظمة المنفذة للتفجيرات لها علاقة مباشرة مع النظام السوري والمخابرات السورية، ونعرف هذا من الفعاليات التي قامت بها تلك المنظمات في الماضي».
وأشار إلى أن «المواد المستخدمة في التفجيرات أدخلت إلى هاتاي عن طريق المهربين، أما السيارات التي استخدمت فقد تم شراؤها من تركيا، وعلى أسماء مواطنين، وأنشأت بعض الورش الميكانيكية أقساما خاصة لوضع المتفجرات بها، كما أن البعض نقل تلك العربات من الورش إلى مكان التفجير مقابل أجر».
وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي بقرار قضائي تركي على التحقيقات، كشفت بعض المصادر أن المتفجرات وضعت في رؤوس صواريخ لزيادة حدة الانفجار، أما السيارات التي استخدمت في التفجير فهي سيارات جديدة اشتريت قبل عام، ولم تنزل إلى الطرق إلا يوم التفجيرات».
وقالت مصادر تركية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المتهمين الـ9 الموقوفين لدى السلطات التركية اعترفوا بأنهم كانوا يعدون للتفجير منذ شهر. وأشارت المصادر إلى اعترافات موثقة لهؤلاء تفيد بانتمائهم إلى تنظيم يسعى إلى «تحرير الإسكندرون» وهم يطلقون على أنفسهم اسم «المستعجلون».
ومجموعة «المستعجلون» فرع من حركة يسارية متطرفة سرية تأسست في 1972، وعرفت باسم حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري في تركيا كانت ناشطة في أواسط السبعينات. وبعد حملة القمع التي تبعت الانقلاب العسكري في 1980، أوقفت المجموعة التي تتبنى الفكر الماركسي أنشطتها، ولجأ زعيمها مهراج (مهراتش) أورال الملقب بعلي الكيالي، المتحدر من محافظة هاتاي (جنوب) التركية الحدودية، إلى سوريا.
ومجموعة اجيلجيلر التي تحظى بدعم الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، قاتلت (بحسب الصحافة التركية) إلى جانب الجيش السوري ضد مقاتلي المعارضة السورية في مناطق عدة قريبة من الحدود التركية، خاصة اللاذقية. وتقول بعض المصادر إن المجموعة كانت وراء مذابح بانياس قبل أسبوعين، وإن «حزب الله وإيران والمنظمات النصيرية تدعمه بالمال والسلاح».
ويظهر الكيالي، وهو بلباس عسكري سوري، في أشرطة فيديو بثت على الإنترنت، في تشييع أحد أعضائها الذين سقطوا في المواجهات مع تركيا، وهو يتحدث عن «سوريا الوطن الأم»، وعن الاحتلال التركي لإقليم الإسكندرون، وعن ضرورة قتال «العصابات الإرهابية التكفيرية التي تعيث فسادا في الأرض السورية».
وفي غضون ذلك، عثرت السلطات التركية، أمس، على ضحيتين جديدتين تحت أنقاض المباني التي دمرها الهجوم المزدوج بالسيارة المفخخة في الريحانية، في حين لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين. ووجدت الجثتان في أحد مجاري الصرف الصحي بالقرب من المنطقة التي انفجرت فيها السيارتان. بينما كانت الرافعات لا تزال تعمل لسحب الأنقاض من المكان.
 
 
حزب الله يقتل السوريين لإقامة دولة العلويين

جريدة الشرق الاوسط...  غسان الإمام

كيف يبدو المشهد السياسي/ الميداني، بعد الغارات الإسرائيلية، وتفجيرات الحدود السورية/ التركية؟
بيارق الحرب عادت لتسبق «زمامير» السلام في موسكو: هجوم النظام السوري المضاد مستمر على كل الجبهات، مدعوما بتورط «حزب الله» الميداني، ومتطوعين إيرانيين وعراقيين. أما السلام فيمشي متعثرا على عكازين: عكاز أميركية مهزوزة. وعكاز روسية صلبة.
ها هي إسرائيل تتورط أيضا، عبر ردع إيران و«حزب الله» بالغارات الجوية على مستودعات الأسلحة الإيرانية، بالقرب من دمشق. الاحتمال الجديد الآن هو تورط تركيا، بعد اتهامها النظام السوري بالمسؤولية، عن تفجير قرية «الريحانية» في إقليم «هاتاي».
«هاتاي» هو الاسم التركي لمحافظة إسكندرون السورية في أعلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وكانت فرنسا المنتدبة على سوريا سلمت أراضي إسكندرون إلى تركيا، لإرضائها وثَنْيِها عن الانضمام إلى ألمانيا، في الحرب العالمية الثانية (1939).
سكان الريحانية - كما يبدو من اسمها - عرب علويون، من بقايا الهجرة العلوية إلى سوريا، بعد ضم إسكندرون إلى تركيا. وهم مع الأقلية العلوية التركية (خمسة إلى عشرة ملايين تركي) لا يكنُّون ودًّا لنظام أردوغان الإسلامي السني. ومنحازون عاطفيا وطائفيا، إلى النظام العلوي في سوريا.
لا صداقات دائمة، في السياسة، إنما هناك مصالح دائمة. العلاقة التركية/ السورية تراوحت، على مدى السنوات المائة الأخيرة، بين القطيعة. والجفاء. فكلام. فسلام. فموعد. فلقاء. فَقُبَلٌ على الخدود. لكن مع ذبح النظام السوري لشعبه، انحازت تركيا إلى الثورة بالدعم عبر الحدود، فعاقبها بشار بقطع تجارة «الترانزيت» التركية المزدهرة مع الأردن والخليج.
كان الوجود العلوي الأقلوي في تركيا سببا ضمنيا، من أسباب ضيق المناورة أمام نظام أردوغان، في الضغط والتهديد لنظام بشار. نعم، دعم النظام التركي فصائل المعارضة السورية. لكن بقايا العلويين العرب في الإسكندرون (هاتاي) ضاقوا ذرعا بالنازحين السوريين، من السُنة العرب والأكراد، وخاصة الثوار المسلحين من «جبهة النصرة». وفي ظني المتواضع أن تفجير «الريحانية»، هو من صنع هذه «الجهادية» المتشددة، ردا على مضايقات علويي إسكندرون لها. لكن تركيا تتهم النظام السوري بارتكابه. الكرة الآن في الملعب التركي: هل يرد أردوغان؟ أين؟ وكيف؟ أم يصمت مكتفيا بدعم الثورة عبر الحدود. وإذا رد، فستكون تركيا المتورط المباشر الجديد في سوريا، بعد روسيا. إيران. «حزب الله». إسرائيل. أما فتح جبهة الجولان، فهو تهديد إيراني أَجْوَف. إيران و«حزب الله» يشعران بالحرج. فكلاهما لم يردّا بعد على نسف الغارات الإسرائيلية لمستودعات الأسلحة الإيرانية التي تتولى الفرقة العلوية الرابعة تسويقها إلى ترسانة الحزب في لبنان. جبهة الجولان فوق طاقة «حزب الله» على إشعالها، وخاصة بعد تدمير إسرائيل صواريخ (أرض/ جو) الإيرانية. وعدم الرد إحراج له أكبر من إحراج إيران. فالحزب يقتل أشقاءه العرب السوريين في بلدهم. ويدعم بدم الشيعة مشروع بشار لإقامة دولة علوية، تمتد من دمشق جنوبا إلى حمص في الوسط، فالساحل السوري شمالا وغربا.
تذمر الشيعة اللبنانية الهامس، من تورط حزبها في الجولان والحرب السورية، يتصاعد مع رؤية المواكب الجنائزية العائدة بقتلى الحزب من سوريا. بالإضافة إلى ذلك، فقد لا ترضى السُنة اللبنانية بالمشاركة في حكومة لبنانية جديدة، شركاؤهم الشيعة فيها يقتلون أشقاءهم العرب السُنة في سوريا. وإذا تعذر تشكيل الحكومة، فسيفقد الحزب وإيران إمكانية الهيمنة، على القرار السياسي اللبناني التي أتاحتها لها حكومة نجيب ميقاتي المستقيلة.
أهمية بلدة «القصير» التي تحاصرها قوات النظام و«حزب الله»، تتركز في كونها مع ما تبقى من أحياء حمص المحاصرة، مفتاح الطريق الاستراتيجي، بين دمشق والمدن الجبلية والساحلية التي تسكنها الأقلوية العلوية.
المجابهة في القصير وحمص تبدو طائفية بحتة. فقوى المعارضة المحاصرة، مع عشرات ألوف المدنيين والجرحى، يغلب عليها طابع القوى «الجهادية»، كـ«جبهة النصرة» وغيرها، فيما أضفت عليها مشاركة «حزب الله» طابع حرب شيعية/ سنّية. ثمة تصور لديَّ بأن فصائل الجيش السوري «الحر» تتردد في التدخل لفك الحصار، لرفض «النصرة» القاعدية الانضواء تحت قيادة «الحر»، والالتزام باستراتيجية الهجوم والدفاع لديه.
سارع النظام العلوي إلى إغلاق جبهة «الجهاديات» السنّية اللبنانية التي فتحتها في بانياس وطرطوس، مرتكبا مجزرة نالت المدنيين السُنّة على الساحل. لكن مجرد القدرة على فتح هذه الجبهة، يجب أن يذكِّر بشار وجناحه العلوي الاستئصالي، بأن إقامة دولة علوية محاصرة بالأغلبية السنية، هي وهم من أوهام التقسيم. بشار لا يقرأ التاريخ. فقد سبق للسوريين أن قَوَّضُوا مشروع تقسيم سوريا إلى خمس دويلات طائفية، بعد احتلال سوريا في عام 1920.
كان أمل المعارضة السورية كبيرا، في تسليح أميركا وأوروبا لفصائلها. لكن ذبذبة التسليح وعدم التسليح جعلت الجناح «الحمائمي» في إدارة أوباما يتراجع عن التسليح، ليضغط على المعارضة، بعد تفاهم موسكو، لتفاوض نظام بشار! وهكذا نجحت روسيا في إلزام أميركا، بحل سياسي غير عادل، من دون أن تلتزم هي وشريكتاها (الصين وإيران)، بسحب بشار وجناحه الاستئصالي من مائدة المفاوضات المقترحة.
من هنا، فالخريطة الميدانية ستتحكم بمن يقبل. أو يرفض التفاوض. التنظيمات «الجهادية» رفضت سلفا. «الإخوان» قبلوا بمفاوضة النظام، باستنطاق «الائتلاف» الذي يهيمنون عليه. هيثم منّاع العودات حجز لنفسه سلفا مقعدا تلفزيونيا على مائدة المفاوضات، قبل زميله حسن عبد العظيم («عظيم» هيئة التنسيق الداخلية الراضية بمفاوضة النظام)، فيما دشن ميشيل كيلو، في القاهرة، تنظيما معارضا جديدا، ربما لحساب «علمانية» العميد مناف وأبيه العماد مصطفى طلاس.
في هذه الأثناء، حقق النظام في هجومه المضاد مكاسب موضعية، على أكثر من جبهة. وإذا استمر تدفق السلاح الإيراني والروسي، فسوف تتحول المناطق الواسعة التي حررتها المعارضة إلى جزر محاصرة معرضة إلى الانهيار وتقويض الثورة.
إشكالية المعارضة السورية تكمن في فوضاها، وانعدام وحدتها سياسيا وعسكريا. الجيش «الحر» يسيطر على الجيب الواسع الممتد من شرق سوريا الصحراوي إلى محافظتي حلب وإدلب شمالا وغربا. لكن العشائر سارعت إلى الهيمنة على قطاع النفط الذي كانت عوائل أسرة الأسد تتحكم في موارده. فبات مستحيلا تمويل مشروع استعادة الدولة لشرعيتها ومصداقيتها أمام العرب والعالم.
لعل تحركا مشتركاً سعودياً. قطرياً. تركياً، قادر على حسم قضية الحرب والسلم، قبل احتمال تحول «تفاهم» موسكو، إلى «اتفاق» ثنائي للحسم، في قمة أوباما/ بوتين في منتصف يونيو (حزيران) المقبل.
وأحسب أن الدول الثلاث قادرة على اتخاذ موقف من المفاوضات المقترحة بين المعارضة والنظام، إذا ما تمكنت من تثبيت مكاسب المعارضة الميدانية، وفرض حد أدنى من الوحدة والتنسيق على فصائلها، وإذا ما اقتنعت قطر، بضرورة لجم المعارضة «الجهادية» المستوردة من الخارج.
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,236,075

عدد الزوار: 7,625,427

المتواجدون الآن: 0