مسؤولون أميركيون يحذّرون من حرب أهلية شاملة في لبنان..«الحكومة والجيش منقسمان وضعيفان... وهذا يعني أن الوضع سيتدهور».......إسرائيل: «حزب الله» يحاول إقامة مواقع في الجولان لشن هجمات

أي وجهة لـ"حزب الله" بعد حربه في القصير؟...فراق بين "حزب الله" و"حماس" بشأن سوريا... ولكن لا طلاق!....سليمان يندد «بشدة» بالقصف السوري على عرسال...شخصيات شيعية: مصدر المخاطر انحلال الدولة بفعل استباحة حزبيّات ....نازحون يتلفون مساعدات من «حزب الله»...الفيصل قلق من أحداث طرابلس ويناشد "عدم الانسياق وراء الدعوات التي لا تريد الخير للبنان"

تاريخ الإضافة الجمعة 7 حزيران 2013 - 6:30 ص    عدد الزيارات 1893    التعليقات 0    القسم محلية

        



أي وجهة لـ"حزب الله" بعد حربه في القصير؟ ومجلس التعاون يحذّر رعاياه من السفر إلى لبنان

 

فتح سقوط مدينة القصير السورية امس في أيدي قوات النظام السوري ومقاتلي "حزب الله" المشهد اللبناني على صفحة جديدة من التداعيات والانعكاسات التي يبدو واضحا انها ستضيف مزيداً من التعقيدات على مجمل الأزمات السياسية والامنية التي يرزح تحتها لبنان. ومع ان بلورة المناخ الناشئ عن هذا التطور الميداني لا يزال ينتظر اكتمال صورة ردود الفعل الداخلية عليه، فان الملامح الفورية التي برزت مع المظاهر الاحتفالية والابتهاج بـ"النصر" التي اطلقها "حزب الله" ومناصروه في مناطق عدة لم تترك اي مجال للاجتهاد من حيث اتجاه الحزب الى محاولة توظيف هذا التطور في تطورات الازمة الداخلية. وتركزت الانظار والتساؤلات على ما بعد حسم القصير بالنسبة الى تورط الحزب في سوريا، وما اذا كان سيعلن انتهاء "حربه" هناك التي بررها بواقع جغرافي وديموغرافي وديني واقليمي معين، أم انه سيمضي الى مواقع اخرى في هذا التورط وانعكاسات كل من الاحتمالين على الوضع الداخلي، خصوصا ان الحزب، على رغم ان احتفاله بـ"نصر" كاد يوازي احتفاله بالنصر عقب الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006، يخرج من معركة القصير بكلفة بشرية من الضحايا والجرحى فاقت كلفة مقاومته لاسرائيل عامذاك.
وليس بعيدا من حواجز الابتهاج التي اقامها انصار الحزب لتوزيع الحلوى واطلاق العنان للرشقات النارية واطلاق مواكب السيارات التي جابت مناطق في الجنوب والبقاع والضاحية والرويسات والزعيتري والبوشرية وصولا الى الجديدة، واكبت التداعيات الامنية هذه المظاهر بانقضاض طوافة سورية على بلدة عرسال البقاعية وقصفها بستة صواريخ، الامر الذي دفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التنديد بهذا القصف، داعيا الى احترام السيادة اللبنانية وعدم تعريض المناطق وسكانها للخطر.
في اي حال، رسمت ردود الفعل الاولية على سقوط القصير صورة متقدمة عن مناخ مرشح لان يزداد تعقيدا وينعكس تالياً، اول ما ينعكس، على ازمة تأليف الحكومة برفع اضافي للسقوف السياسية والاشتراطات، علما ان فتح هذا الملف لن يكون ممكنا قبل بت المجلس الدستوري الطعنين المقدمين امامه في قانون التمديد لمجلس النواب.
وقد رأى "حزب الله"، في اول تعليق له على سقوط القصير على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ان "انجاز القصير هو ضربة قاسية للمشروع الثلاثي الاميركي - الاسرائيلي - التكفيري ونقطة مضيئة لصالح المشروع المقاوم من بوابة سوريا". وبدوره حرص السفير السوري علي عبد الكريم علي، عقب زيارته الرابية امس، على ان ينقل عن العماد ميشال عون قوله "إنه قرأ هذه الحرب التي تشن على سوريا منذ البداية وتوقع (اي عون) أن يكون لسوريا انتصار على المؤامرة المركبة".
في المقابل، قال مصدر في كتلة "المستقبل" لـ"النهار" إن ما حصل في الخامس من حزيران 2013 في القصير يعيد الى الاذهان حرب اسرائيل على العرب في التاريخ نفسه عام 1967 واجتياحها للبنان عام 1982. وأضاف: "هناك سؤال موجه الى "حزب الله" اليوم وهو: هل يكتفي بما فعله في القصير أم سيتورط أكثر في حرب سوريا؟". واعتبر ان عدم ارتداد الحزب سيورط لبنان عموما والطائفة الشيعية خصوصا في اتون فتنة ستكون نتائجها كارثية على لبنان والطائفة الشيعية معا.
وحمل حزب الكتائب بشدة على"استباحة القانون عبر تحويل معركة القصير الى احتفالات على الاراضي اللبنانية"، مشيرا الى اطلاق النار ابتهاجا وترويع الاهالي الآمنين "والتسبب باضرار في الممتلكات وخصوصاً في منطقة جديدة المتن". كما حملت "القوات اللبنانية" على "الزياحات السيارة التي قام بها مناصرو "حزب الله" في منطقة الجديدة البوشرية السد التي حسبناها للحظة منطقة سورية ولم تعد لبنانية".

 

14 آذار وهمّ عرسال

أما قوى 14 آذار، فعلمت "النهار" أنها تولي اهتماماً كبيراً الوضع في عرسال في ضوء الغارة التي شنتها مروحية عسكرية سورية عليها إثر سقوط مدينة القصير السورية في أيدي المهاجمين، علماً أن أعداداً كبيرة من السوريين النازحين لجأت إلى عرسال، كما أن معارضي النظام الذين يسيطرون على المقلب الآخر من الحدود يعتبرون عرسال متنفساً ورئة لهم توفر ما يحتاجون إليه للإستمرار في ثورتهم، وقد باتوا في وضع أضعف بعد انتهاء معركة القصير، ويحتمل أن يتعرضوا لضغط عسكري قوي ينعكس على عرسال، وربما على علاقتها ببقية المناطق البقاعية المحيطة بها.
ويطرح في أوساط 14 آذار سؤال كبير عن الصمت التي تواجه به الدولة الإنتهاكات السورية الواضحة للسيادة اللبنانية والتي لن تكون آخرها، على الأرجح، الغارة الجوية أمس على عرسال. وسينعقد أكثر من اجتماع لمتابعة وضع البلدة الحدودية ذات الوضع الحساس، أحدها استثنائي وعلني تعقده الأمانة العامة لهذه القوى اليوم.

 

طرابلس

في غضون ذلك، استمر الوضع في طرابلس على هشاشته على رغم انحسار الاشتباكات على نحو ملحوظ في ظل الاجراءات التي ينفذها الجيش وخصوصا في منطقة جبل محسن. وشهد القصر الجمهوري امس نشاطا كثيفا لمواكبة المعالجات العسكرية والامنية في المدينة، وخصوصا في الاجتماع الذي ضم الرئيس سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وعلم انه جرى تشديد على مضي الجيش في اجراءاته تفاديا لانفلات الوضع مجددا.
غير ان تطورا سياسيا برز بطلب الرئيس سليمان من النيابة العامة التمييزية الادعاء على النائب محمد كبارة لاتهامه رئيس الجمهورية بالتواطؤ "لتدفع طرابلس اثمانا كبيرة " حرك ردود فعل سياسية في المدينة.
ورد كبارة في بيان على الخطوة قائلاً انه "كان الأجدر بفخامة الرئيس ان يحرك النيابة العامة على خلفية قيام آلاف المسلحين من "حزب الله" باجتياز الحدود على مرأى من أجهزته الرسمية للمشاركة في الحرب السورية، وعدم الاكتفاء بالتمني على السيد حسن نصرالله الانسحاب من القصير".

 

مجلس التعاون

وسط هذه الاجواء، دعا مجلس التعاون الخليجي مواطني دول المجلس الى عدم السفر الى لبنان او البقاء فيه "حفاظا على سلامتهم". وشدد الامين العام للمجلس عبد اللطيف راشد الزياني في بيان اصدره امس على ان "الاوضاع الامنية في لبنان غير مستقرة مما يجعل وجود مواطني دول المجلس فيه غير آمن". وناشد البيان مواطني دول الخليج اخذ الحيطة والحذر ووقف رحلات السفر الى لبنان او ارتياد الاماكن المحفوفة بالمخاطر والقريبة من مناطق المعارك في سوريا.

 

سعود الفيصل

وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بأن بلاده تتابع "بقلق واهتمام بالغين" الاحداث في مدينة طرابلس، وناشد جميع الاطراف عدم الانسياق وراء الدعوات التي "لا تريد الخير للبنان". وقال  ان المملكة "تناشد جميع الاطراف المعنيين وضع حد لهذا الاقتتال والتصرف بحكمة وعدم الانسياق وراء الدعوات التي لا تريد الخير للبنان وشعبه والنأي بانفسهم عن كل ما يخل بأمن بلادهم وسلامتها واستقرارها". واشار الى ان المملكة "تؤكد موقفها الثابت تجاه تعزيز سلطة الدولة اللبنانية وبسط سيطرتها على كل اراضيها وثقتها في حرص الحكومة اللبنانية على اتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على امن الشعب اللبناني واستقراره بكل فئاته وطوائفه".

 

 رويترز

نيجيريا: محاكمة 4 لبنانيين يشتبه في علاقتهم بـ"حزب الله"


 

 

وجهت محكمة نيجيرية أمس الى أربعة رجال لبنانيين يشتبه في ارتباطهم بـ"حزب الله" تهما بالإرهاب وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني بعدما قالت السلطات إنها ضبطت أسلحة ثقيلة في منزل احدهم.
وقبض عملاء للاستخبارات  على الأربعة خلال الفترة بين 16 ايار و28  منه . وافاد مسؤول عسكري أن الأربعة جميعهم قالوا في حينه إنهم ينتمون الى الحزب.
وقالت السلطات إن دهم منزل أحدهم في مدينة كانو بشمال البلاد أسفر عن اكتشاف مخبأ لأسلحة مضادة للدبابات وألغام أرضية وقذائف مدفعية ثقيلة وقذائف صاروخية وبنادق آلية.
وقال الجيش الأسبوع الماضي إن الأسلحة كانت ستستخدم في هجمات على أهداف أميركية وإسرائيلية.
لكن مصدراً أمنيا أبلغ  "رويترز" أن ارتباط الأربعة بـ"حزب الله" بات موضع شك وأن مسؤولين يحققون في احتمال ان يكون هدف المشتبه فيهم هو بيع الأسلحة بغية الربح.
ومثل الأربعة، وهم مصطفى فواز وعبدالله التهيني وطلال رضا وحسين نور الدين، أمام المحكمة.
وقال المصدر الأمني ان السلطات تحقق ايضا في امكان ان تكون للخلية روابط بإيران.


"حزب الله": القصير ضربة للمشروع الثلاثي

 

قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "المعركة اليوم لها عنوان واحد هو مواجهة اسرائيل ومن يخدم مشروعها، ومواقف حزب الله تستند الى هذه القاعدة، وقد ثبت اليوم بما لا يقبل الشك أن المراهنة على اسقاط سوريا المقاومة مشروع وهمي، وأن بناء المواقف السياسية على إنجازات المشروع الاميركي الاسرائيلي خاسرة وفاشلة". وأمل عقب استقباله وفداً من الحزب القومي السوري الاجتماعي برئاسة نائب الرئيس توفيق مهنا "أن تتضح حقائق الجغرافيا السياسية، في أن أصحاب الأرض هم الأرسخ والأثبت، وهم الفائزون دائماً عندما يجاهدون ويصمدون في مواجهة المتآمرين والمحتلين". وقال: "إنجاز القصير ضربة قاسية للمشروع الثلاثي: الاميركي – الاسرائيلي – التكفيري، ونقطة مضيئة لصالح المشروع المقاوم من بوابة سوريا، ولا ينفع الصراخ والإعلام السياسي الدولي والإقليمي في تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا، ونكرر دعوتنا الى الحل السياسي في سوريا، وإلى كف أيدي سراق الأرض الدوليين وأتباعهم من أن يمتدوا في منطقتنا العربية لإعانة الكيان الغاصب، فقد صممت شعوب المنطقة أن تسترد أرضها وحقها، والله ناصرها".
وقال مهنا إن اللقاء "يكتسب أهمية في ضوء الانتصار الذي حققه الجيش السوري في منطقة القصير، والذي ستكون له بالتأكيد تداعيات إيجابية كبيرة لحفظ خط المقاومة والممانعة في المنطقة وكسر المؤامرة التي تتعرض لها سوريا لاستهداف موقعها المقاوم ودورها المفصلي في محور المقاومة والممانعة".

 

شخصيات شيعية: مصدر المخاطر انحلال الدولة بفعل استباحة حزبيّات

 

شددت شخصيات شيعية، في نداء على ان "المصدر الاساسي للتحديات والمخاطر التي يواجهها لبنان هو انحلال الدولة، الناتج من استباحتها من طرف حزبيات شتى، وهو انحلال يعبر عن تنازلها عن امتيازاتها السيادية".
وجاء في النداء بان "المصدر الاساسي للتحديات والمخاطر التي يواجهها لبنان هو انحلال الدولة، الناتج من استباحتها من طرف حزبيات شتى، سافرة ومستترة، وهو انحلال يعبر عنه تنازلها، الطوعي احيانا، ومن قلة حيلة احيانا اخرى، عن امتيازاتها السيادية سواء في الداخل ام في علاقاتها الخارجية. كذلك يرى الموقعون ادناه ان اشتراك تلك الحزبيات، كل بمقدار وسعها، في استباحة الدولة لا يقلل في شيء من الدور المركزي في هذه الاستباحة للمهيمنين على مقاليد الطائفة الشيعية مما يأخذ اللبنانيين الى مزالق خطرة ويضعهم في مواجهات مجانية مع بعضهم البعض، ومع اطراف شتى في محيطهم العربي".
أضاف: "حرصا على لبنان الكيان والدولة، وحرصا على الطائفة الشيعية وعلى سائر الطوائف اللبنانية، لا يرى الموقعون بدّاً من التذكير، بلا مجاملة وبلا تحفظ، بأن القوة، مهما عظمت، ليست ضمانة لحاضر او ضمانة لمستقبل، وبأن الكثرة، مهما حسنت في عين البعض واطمأن اليها، ليست حجة مفحمة. والى هذا وذاك لا يرى الموقعون بدّاً من مصارحة انفسهم، ومن مصارحة كل من يعنيهم الامر، بأن الاوان قد آن – إن لم يكن قد تأخر – لمراجعة شاملة لسياسات العقود الماضية، ارباحا وخسائر، لبنانيا وشيعيا".
ورأى "ان اللبنانيين مدعوون، على وجه السرعة، الى التسليم بأن للشعب السوري كل الحق في ان يحدد بنفسه ما يرتضيه لنفسه من خيارات حاضرة ومستقبلية، ومن نظام سياسي في منأى عن اي تدخل خارجي، او من اي اتهام لهذا الفريق منه او ذاك بالخيانة او بالعمالة او بسواها من التهم المجانية".
ووقع هذا النداء كل من: راشد صبري حمادة، خليل كاظم الخليل، يوسف طلعت الزين، لقمان محسن سليم، ابرهيم محمد مهدي شمس الدين، شوقي محمد صفي الدين، ماجد سميح فياض، منى عبدالله فياض، محمد فريد مطر وغالب عباس ياغي.

 

السفير السوري من الرابية: النتيجة النهائية لمصلحة لبنان وسوريا

 

اعتبر السفير السوري علي عبد الكريم علي ان "ما يحدث من عدوان على سوريا لا بد له من ارتدادات، ونتوقع النتيجة النهائية لمصلحة المنطقة ولبنان وسوريا".
استقبل النائب ميشال عون في الرابية امس علي، صرح على اثره الديبلوماسي السوري بأن "العماد عون توقع أن يتحقق الانتصار في سوريا على المؤامرة المركبة، فهو يرى فيها حربا بين المحورين على النفوذ والمصالح". وعن انعكاسات الحرب في سوريا، قال: "كل الذين قرأوا بمنطق استراتيجي، رأوا ان المنطقة تتكامل بعضها مع بعض، وبالتالي ما يحدث من عدوان على سوريا لا بد له من ارتدادات، ونتوقع النتيجة النهائية لمصلحة المنطقة ولبنان وسوريا والاردن ومصر وكل دول المنطقة".
واذ رأى ان "اميركا تدعم اسرائيل في تفجير صراعات عرقية ودينية"، تحدث عن "صمود في النتائج التي تحسم على الارض لمصلحة كل المنطقة، وفي مقدّمها القضية الفلسطينية التي يراد لها ان تمحو المقاومات، لان هناك ارادة عند الغرب ان تستولي اسرائيل على المكاسب، ويبقى العرب ضعفاء وهذا ما لن يتحقق".

 

قنص واشتباكات متقطعة على محاور القتال التقليدية والجيش: سنتخذ الإجراءات الحاسمة لإنهاء ما يجري في طرابلس

 

طرابلس – "النهار"
لم يتغير شيء على الارض منذ أن بدأت الخلافات ثم "الحروب" بين أبناء منطقتي جبل محسن وباب التبانة ووقوع عشرات القتلى والجرحى وتهجير المئات من العائلات من المنطقتين، وهو ما امتد الى المناطق المجاورة القريبة من محاور الاقتتال.
بالامس عرض مسلسل من مسلسلات أيام الحروب السابقة: قنص، اشتباكات متقطعة بالاسلحة الخفيفة على المحاور القتالية وأبرزها: البقار، الريفا، الشعراني، العمري، الزاهرية، جسر الملولة، شارع سوريا، سوق القمح، سوق الخضر والمنكويبن، وجبل محسن.
ومع كل معركة يسجل انتشار للجيش، ودهم منازل وتوقيفات ونصب حواجز تفتيش واجتماعات لنواب طرابلس.
"وبعدين، ما في شي عالارض، هلكونا، خربوا بيوتنا، جابوا آخرتنا، ولادنا ما بقى يستوعبوا التعليم من أصوات القذائف والرصاص والعطل المدرسية المتكررة". هذا ما يردده المواطنون في طرابلس والمدن المجاورة.
وظهرا، اشتد القنص فجأة من دون اسباب، كالعادة، وقتل من قتل وجرح من جرح وتأزم الوضع، وبقي الخوف مسيطرا حتى المساء الى جانب القنص المتقطع.

 

بيان الجيش

وفي اليرزة، أصدرت قيادة الجيش بيانا جاء فيه: "خلال الاحداث التي شهدتها مدينة طرابلس أخيرا، آثر الجيش على نفسه معالجتها بحكمة وصبر ودقة، بالتزامن مع افساح المجال لفاعليات المدينة لمنع الاستغلال السياسي وللحد قدر الامكان من سقوط ضحايا أبرياء في صفوف المواطنين، إلا أن الشروط والشروط المضادة التي وضعتها تلك الفاعليات، وإمعان المجموعات المسلحة من مختلف الاطراف في العبث بأمن المدينة والتعدي على مراكز الجيش والعسكريين العزل المنتقلين من مراكز عملهم وإليها، قد أدى الى تصعيد الموقف وزاد عدد الشهداء الجرحى، في حين انبرى بعض السياسيين الى إطلاق حملة افتراء ضد الجيش وتوزيع الاتهامات بعيدا عن الواقع ومن دون وجه حق".
أضاف البيان: "تؤكد قيادة الجيش أنها ستتخذ بنفسها كل الاجراءات الحاسمة، وبمنأى عن التدخلات السياسية، لوضع حد لما يجري في مدينة طرابلس، وتدعو المواطنين الى التجاوب الكامل مع التدابير التي بدأت وحدات الجيش بتنفيذها تباعا، كما تضع هذه القيادة الجميع أمام مسؤولياتهم لجهة الحفاظ على أمن المواطنين، وسلامة القوى العسكرية الموكلة تنفيذ المهمة، والتي ستتعامل بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت".

 

 

سليمان يندد «بشدة» بالقصف السوري على عرسال

بيروت – «الحياة»
عاد الهدوء الى مدينة طرابلس الشمالية بعد انتشار الجيش اللبناني في منطقة جبل محسن إثر إمهال فاعليات المدينة المسؤولين 48 ساعة لمعالجة الوضع بحزم في عاصمة الشمال، فيما اتجهت الأنظار الى بلدة عرسال البقاعية التي تعرض محيطها لقصف سوري مدفعي ومن المروحيات ليل أول من أمس وصباح أمس بالتزامن مع الإعلان عن سقوط مدينة القصير السورية في يد الجيش النظامي السوري صباحاً.
وتحدثت أنباء عصراً عن سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري في المنطقة الحدودية من عكار شمالاً، واقتصرت أضرار هذه الخروقات على الماديات.
وفيما ندد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بشدة بالقصف المروحي السوري على بلدة عرسال ودعا الى احترام السيادة اللبنانية وعدم تعريض المناطق وسكانها للخطر، اعتبر نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «إنجاز القصير ضربة قاسية للمشروع الثلاثي الأميركي – الإسرائيلي – التكفيري»، فيما شهد الحدث مظاهر احتفالية في ضاحية بيروت الجنوبية حيث أطلق النار في الهواء ووزع فتية الحلوى على الطرقات احتفالاً بسقوط المدينة السورية التي قاتل فيها «حزب الله» في مواجهة الثوار وسقط له عشرات القتلى شيع أول من أمس ثلاثة منهم في الضاحية.
وإذ ذكرت مجلة «العهد» الإلكترونية التابعة لـ «حزب الله» أن «الانتصار في القصير يمهد لحملات أخرى مشابهة أبرزها في حلب»، فإن مصدراً سياسياً بارزاً أبلغ الى «الحياة» أن الرئيس بالإنابة لـ «الائتلاف الوطني للمعارضة السورية» جورج صبرا كان تحدث قبل 3 ايام الى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط طالباً إليه التدخل من أجل إجراء اتصالات لتأمين انسحاب الجرحى ومقاتلي «الجيش السوري الحر» من مدينة القصير، وأن جنبلاط أجرى اتصالات لهذا الغرض مع «حزب الله» ناقلاً الرسالة، فجاءه الجواب بأن هناك ممرات مفتوحة ومن يشأ الانسحاب فلينسحب فعــاد جنبلاط وأبلغ صبرا بالأمر. وذكرت المصادر اللبنانية أن صبرا ألحق اتصاله مع جنبلاط بالنداء الذي وجهه الى رئيس البرلمان نبيه بري ليل الإثنين، إلا أن بــري لم يبلّغ بهذا النداء إلا ظهر الثلثاء.
وتترقب الأوساط الرسمية ما إذا كان سقوط القصير سيدفع بمزيد من النازحين الى عرسال والمناطق الحدودية البقاعية.
أما على صعيد الوضع في مدينة طرابلس فقد شهدت المدينة أمس هدوءاً على محاور القتال لم تخرقه إلا طلقات نارية متفرقة. وأصدرت قيادة الجيش بياناً أكدت فيه أنها ستتعامل بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت... وردت قيادة الجيش على الانتقادات التي وجهت إليها في ما يخص تعاطيها مع التدهور الأمني في المدينة فأكدت أن الجيش آثر معالجته بحكمة وصبر ودقة بالتزامن مع إفساح المجال لفاعليات المدينة لمنع الاستغلال السياسي. وأشارت قيادة الجيش الى «الشروط والشروط المضادة التي وضعتها تلك الفاعليات وإمعان المجموعات المسلحة من مختلف الأطراف في العبث بالأمن والتعدي على مراكز الجيش والعسكريين... وإلى إطلاق سياسيين حملة افتراءات ضد الجيش وتوزيع الاتهامات من دون وجه حق».
وإذ لمّح بيان قيادة الجيش بذلك الى ما صدر عن اللقاء الوطني الإسلامي في منزل النائب عن طرابلس محمد كبارة أول من أمس من تحميل للجيش ورئيس الجمهورية وأجهزة الأمن مسؤولية عدم التعاطي بحزم مع مسلحي جبل محسن، فإن الرئيس سليمان ترأس أمس اجتماعاً سياسياً – أمنياً حضره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي شرح في حضور ضباط ميدانيين خطة الجيش للانتشار في المدينة وأكد ميقاتي لـ «الحياة» أن الجيش «سيرد من دون تردد أو مراعاة على مصادر إطلاق النار». وأوضح أن قيادة الجيش أجابت عن سؤال حول ما إذا كانت هناك حاجة لعقد مجلس الوزراء أو المجلس الأعلى للدفاع لتوفير الغطاء السياسي للجيش فأكدت أن الجيش مغطى بالكامل.
وذكرت مصادر طرابلسية أن طلقات قنص قليلة سمعت في المدينة خلال النهار على رغم انتشار الجيش في بعل محسن، إلا أنها لم تسفر عن إصابات حتى المساء. وقالت المصادر إن خطة الجيش تقضي بعد إحكام انتشاره في بعل محسن أن ينتشر في شارع سورية، الفاصل بينه وبين منطقة باب التبانة حيث سيزيل الدشم والمتاريس المقامة من جهة التبانة ويتمركز فيها منعاً لعودة المسلحين الى الانتشار انطلاقاً منها.
من جهة أخرى، أفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية عصر أمس أن الرئيس سليمان طلب من النيابة العامة التمييزية الادعاء على النائب محمد عبداللطيف كبارة، لاتهامه رئيس الجمهورية بالتواطؤ «لتدفع عاصمة الشمال أثماناً كبيرة من أمنها واستقرارها واقتصادها وسلامة أبنائها...».
 
إجراءات «حاسمة» في طرابلس... بمعزل عن التدخل السياسي
بيروت - «الحياة»
راقبت مدينة طرابلس (شمال لبنان) أمس، تنفيذ الجيش اللبناني خطته الامنية التي استكملها بحذر ووعده بالتعامل «بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت، لقمع أيدي التخريب والفتنة»، وذلك بعد مضي اقل من 24 ساعة على إمهال فاعليات المدينة السلطات الرسمية 48 ساعة لانهاء الحال الامنية السائدة منذ اسابيع والتهديد بأن المدينة «ستدافع عن نفسها بنفسها».
وسجل الهدوء على مختلف محاور القتال وتراجعت عمليات القنص مع تسجيل بعض الخروق المحدودة المتمثلة بإطلاق أعيرة نارية متفرقة، في وقت عملت وحدات الجيش على تعزيز انتشارها في جبل محسن صباحاً وعززت بعد الظهر اجراءاتها في باب التبانة.
وأوضحت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه كيفية تعامل الجيش مع ما حصل في المدينة وبالتالي ردت على حملة الانتقادات التي وجهت الى المؤسسة العسكرية، وجاء فيه: «خلال الأحداث التي شهدتها طرابلس، آثر الجيش على نفسه معالجتها بحكمة وصبر ودقة، بالتزامن مع افساح المجال لفاعليات المدينة لمنع الاستغلال السياسي والحد قدر الامكان من سقوط ضحايا أبرياء، إلا أن الشروط والشروط المضادة التي وضعتها تلك الفاعليات، وإمعان المجموعات المسلحة من مختلف الاطراف في العبث بأمن المدينة والتعدي على مراكز الجيش والعسكريين العزل المنتقلين من مراكز عملهم وإليها، أدت الى تصعيد الموقف وزاد عدد الشهداء والجرحى، في حين انبرى سياسيون لإطلاق حملة افتراء ضد الجيش وتوزيع الاتهامات من دون وجه حق».
وأكدت القيادة «أنها ستتخذ بنفسها كل الاجراءات الحاسمة، وبمنأى عن التدخلات السياسية، لوضع حد لما يجري في طرابلس»، ودعت «المواطنين الى التجاوب الكامل مع التدابير التي بدأت وحدات الجيش تنفيذها تباعاً»، واضعة «الجميع أمام مسؤولياتهم لجهة الحفاظ على أمن المواطنين، وسلامة القوى العسكرية الموكلة تنفيذ المهمة، والتي ستتعامل بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت، لقمع أيدي التخريب والفتنة التي لم تعد تسيء الى المدينة فحسب بل الى لبنان بأسره».
 اجتماع في بعبدا
كان الوضع الامني في طرابلس محور اجتماع عقد امس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي. واطلع سليمان على الواقع الأمني في عاصمة الشمال وخطة الانتشار التي ينفذها الجيش وإزالة الدشم والمتاريس التي بدأت منذ ليل اول من امس، لضبط الوضع بصورة شاملة، وانضم الى الاجتماع بعض الضباط المسؤولين ميدانياً. ووضع العماد قهوجي الحضور في اجواء البيان الصادر عن قيادة الجيش. وأكد سليمان وميقاتي، وفق بيان المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري «دعمهما خطة قيادة الجيش لإعادة الوضع الى طبيعته في طرابلس ومحيطها».
وقال ميقاتي لـ «الحياة»: «سألنا قيادة الجيش إذا كان هناك من ضرورة أو حاجة لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بصورة استثنائية أو المجلس الأعلى للدفاع لتأكيد القرار السياسي المعطى لوحدات الجيش المنتشرة في طرابلس، خصوصاً في مناطق التوتر لضبط الأمن وإعادة الاستقرار إلى المدينة والتصدي لكل المحاولات الرامية للإخلال بالأمن، وكان جواب قيادة الجيش أنها ليست في حاجة إلى قرار سياسي من جهة، أو إلى توفير الغطاء السياسي لأن الجيش مغطى بالكامل، وأن الأوامر معطاة لوحداته المنتشرة في طرابلس بالحفاظ على الأمن بصورة عادلة ومتوازنة وأن لديها خطة بوشر تنفيذها».
وأكد ميقاتي أن «القيادة أطلعتنا على الخطة التي يجرى تنفيذها حالياً». وقال: «كما سألنا القيادة عن حاجاتها فأكدت أن وحدات الجيش على أتم الجاهزية».
وأمل ميقاتي من الجميع التعاون مع الجيش وأن لا تكون هناك جولات جديدة. وقال إن «الجيش سيرد من دون أي تردد أو مراعاة على مصادر إطلاق النار من أية جهة أتت لأن من حق أبناء مدينتنا العيش بهدوء واستقرار بعد المعاناة التي حلت بهم ولا عودة إلى الوراء».
ومن المقرر ان يعقد اليوم في منزل النائب الطرابلسي محمد كبارة اجتماع للجنة المتابعة في المدينة لتقويم الخطوات المتخذة.
 
نازحون يتلفون مساعدات من «حزب الله»
بيروت - «الحياة»
أحرق عدد من أهالي سعدنايل والنازحين الفلسطينين والسوريين أمس، عشرات الحصص الغذائية المقدمة من نائب مسؤول الملف الفلسطيني في لبنان عضو المجلس السياسي في «حزب الله» عطالله حمود بعدما اقتحموا المركز الثقافي الفلسطيني التابع لـ «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين».
وحضرت قوة من الجيش اللبناني لمنع الأهالي من إكمال تلف المساعدات إلا أنها لم تستطع إيقافهم، في الوقت الذي وصلت إطفائية تابعة للدفاع المدني واخمدت النيران التي التهمت معظم الحصص الغذائية.
إلى ذلك، ترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماعاً في قصر بعبدا في شأن ملف النازحين السوريين، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ووزير الداخلية مروان شربل.
وشدّد شربل الذي ترأس في الوزارة اجتماعاً للمحافظين والقائممقامين حضره أبو فاعور على أن «الإجراءات التي ستتخذ ليست إجراءات أمنية بل هدفها تحقيق المساواة مثلاً بين اللبناني والسوري الذي يريد فتح مصلحة له في لبنان»، مؤكداً تقديم أبو فاعور «تصوراً لمعالجة موضوع النازحين اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً».
وأشار إلى أن «القرارات التي اتخذتها بعض البلديات بحظر التجول بحق النازحين السوريين غير قانونية ويجب الاستعاضة عنها بإجراءات أخرى كالقيام بدوريات مثلاً».
وأكد أبو فاعور «ضرورة اتخاذ تدابير من البلديات بالتنسيق مع المحافظين والقائمقامين لمنع المنافسة الاقتصادية غير المشروعة التي يقوم بها النازح السوري والتي تسبب خنقاً اقتصادياً للمواطن اللبناني».
ورأى أن «الشق الإنساني في التعامل مع النازحين مقدس إلا أن التضييق الإقتصادي على المواطن اللبناني سيؤدي إلى حصول مشاكل نحن بغنى عنها».
 
الفيصل قلق من أحداث طرابلس ويناشد "عدم الانسياق وراء الدعوات التي لا تريد الخير للبنان"
غارات سورية على عرسال
المستقبل....
فيما كانت الاحياء الداخلية في مدينة طرابلس تحاول استعادة دورة الحياة الطبيعية بعد تفعيل الجيش اللبناني انتشاره منذ مساء أول من أمس داخل الاحياء ومداهمته لأماكن تمركز قناصة مسلحي الحزب "العربي الديموقراطي" داخل جبل محسن، كانت المروحيات الحربية للنظام السوري تشن غارات على بلدة عرسال وتستهدفها بأربعة صواريخ، ما دفع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى التنديد بشدة بهذا الاعتداء داعياً الى احترام السيادة اللبنانية وعدم تعريض المناطق وسكانها للخطر.
وكان لافتاً الموقف الذي سجّله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إذ أعلن أن بلاده "تتابع بقلق واهتمام بالغين" الأحداث في مدينة طرابلس، مناشداً جميع الأطراف "عدم الانسياق وراء الدعوات التي لا تريد الخير للبنان"، معتبراً أن "ارتفاع عدد الضحايا من الأبرياء واستهداف المنشآت والتي لا تخدم سوى أعداء الأمة ولا يستفيد منها إلا كل من لا يود الخير للبنان وشعبه".
أضاف أن المملكة "تؤكد موقفها الثابت تجاه تعزيز سلطة الدولة اللبنانية وبسط سيطرتها على كافة أراضيها، وثقتها في حرص الحكومة اللبنانية على اتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على أمن واستقرار الشعب اللبناني بكافة فئاته وطوائفه".
إلى ذلك انشغل اللبنانيون أمس بمتابعة تداعيات التطورات الميدانية في مدينة القصير السورية، في وقت كان "حزب الله" منشغلاً بتوزيع الحلوى وإطلاق العيارات النارية في شوارع الضاحية الجنوبية من بيروت والرويسات ـ الزعيترية في منطقة الجديدة، احتفالاً بـ "النصر" الذي وعد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بتحقيقه على حساب دم الشعب السوري الشقيق.
وفي هذا الإطار اعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "معركة القصير تدخل في إطار حرب طويلة المدى من الطبيعي أن تشهد مداّ وجزراً من قوات النظام السوري ومن المعارضة على السواء". وقال لـ "المستقبل" إن احتفالات حزب الله فيها تحدٍ لمشاعر الناس خصوصاً أن قسماً كبيراً منهم متضامن مع أهل القصير، لكنه عوضاً عن احترام هذه المشاعر، ذهب في استفزازه إلى أبعد مدى لأن حساباته لم تعد لبنانية".
وأشار فتفت إلى أن "تدخل حزب الله في معارك سوريا سيكون له مردود سلبي على كل اللبنانيين".
غير أن مصادر متابعة أخرى أبدت لـ "المستقبل" خشيتها من أن يكون تدخل "حزب الله" في معارك سوريا "عنواناً كبيراً لفتنة سنية شيعية في المنطقة"، محذّرة "من تداعياتها على العلاقات الإسلامية ـ الإسلامية في لبنان"، مشيرة إلى احتمال أن "تعجّل معركة القصير بصدور قرار دولي لدعم تسليح المعارضة السورية لتمكّنها من استمرار المواجهة مع قوات النظام".
سليمان
في غضون ذلك، عقد الرئيس سليمان اجتماعاً في قصر بعبدا أمس ضم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي وضعهما في صورة الواقع الامني في طرابلس وخطة الانتشار، وإزالة الدشم والمتاريس التي بدأت قيادة الجيش تنفيذها منذ ليل أمس الاول من أجل ضبط الوضع بصورة شاملة، وانضم الى الاجتماع بعض الضباط المسؤولين ميدانياً.
وقد اكد الرئيسان "دعمهما لخطة قيادة الجيش من أجل اعادة الوضع الى طبيعته في طرابلس ومحيطها، واستئناف الحياة اليومية العادية لأبناء المنطقة".
الجيش
وكانت قيادة الجيش أعلنت أنها "ستتخذ بنفسها كل الاجراءات الحاسمة، وبمنأى عن التدخلات السياسية، لوضع حد لما يجري في مدينة طرابلس"، داعية المواطنين الى "التجاوب الكامل مع التدابير التي بدأت وحدات الجيش بتنفيذها تباعا".
وأعلنت في بيان أصدرته مديرية التوجيه أنها "ستتخذ بنفسها كل الاجراءات الحاسمة، وبمنأى عن التدخلات السياسية، لوضع حد لما يجري في مدينة طرابلس"، داعية المواطنين الى "التجاوب الكامل مع التدابير التي بدأت وحدات الجيش بتنفيذها تباعا". ووضعت "الجميع أمام مسؤولياتهم لجهة الحفاظ على أمن المواطنين، وسلامة القوى العسكرية الموكلة تنفيذ المهمة، والتي ستتعامل بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت، لقمع أيادي التخريب والفتنة التي لم تعد تسيء الى المدينة فحسب بل الى لبنان بأسره".
طرابلس
وسجل أمس في طرابلس هدوء تام مع تسجيل بعض الخروق المحدودة المتمثلة بسماع أعيرة نارية متفرقة، وقد عملت وحدات الجيش لمعالجة الامور وضبط الامن، وهو ما حصل ليلاً عندما تصدت قوة من الجيش لسيارة كانت تقل مسلحين يطلقون النار في وسط المدينة "في شارع التل" وتمكنت من توقيف المسلحين الذين كانوا في السيارة وقد اصيب بعضهم بجروح.
وأكّد منسق عام تيار "المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش لـ"المستقبل"، ان "الجيش والقوى الامنية لا يمكن أن يتحولوا الى قوة فصل، بل عليهم تطبيق القوانين بشكل صارم ومتوازي، والقيام بالمداهمات الامنية عند اللزوم والقبض على مطلقي النار ومثيري الشغب ومحاكمتهم وعدم التجاوب مع المطالبات الشعبوية باطلاق سراحهم".
إلى ذلك، دعا أساقفة الروم الكاثوليك الذين عقدوا اجتماعهم الشهري في المقر البطريركي في الربوة، برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث، الأفرقاء اللبنانيين إلى عدم "التورط في الحرب الدائرة في سوريا، لئلا تمتد ذيولها إلى لبنان، ويفلت زمام الأمور من أيدي اللبنانيين وتصبح الحرب أمرا محتما وتقع الكارثة". ودانوا "التعديات الأمنية التي تحصل هنا وهناك في البلاد، والتي طالت المؤسسة العسكرية والأمنية والمشايخ في صيدا والبقاع وطرابلس ومواطنين". ودعوا الجيش إلى "الإمساك بزمام الأمور والدولة إلى تأمين الغطاء السياسي له".
مجلس التعاون
من ناحية أخرى، دعا الأمين العام لمجلس "التعاون الخليجي" الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني مواطني دول المجلس إلى عدم "السفر إلى لبنان والبقاء فيه حفاظاً على سلامتهم"، مشيراً إلى أن ذلك يأتي "تأكيداً على مواطني دول المجلس تجنّب السفر إلى لبنان نظراً لعدم استقرار الأوضاع الأمنية فيه".
من جهته، أصدر وزير الداخلية البحريني الفريق الركن راشد بن عبدالله آل خليفة أمس أوامره إلى الأجهزة الأمنية لحصر مصالح "حزب الله" في البحرين.
وقالت وكالة أنباء البحرين الرسمية إن وزير الداخلية أمر "بإجراء التحريات وجمع المعلومات لحصر مصالح حزب الله في البحرين وذلك تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، بما في ذلك الاستثمارات والأعمال التجارية والاقتصادية والأنشطة التي تأخذ غطاء الأعمال الخيرية والحسابات البنكية والتحويلات المالية والأشخاص الذين ينتمون إليه".
بعلبك
إلى ذلك، أفيد قبيل منتصف ليل أمس عن سقوط أحد عشر صاروخاً على اطراف مدينة بعلبك مصدرها السلسلة الشرقية لجبال لبنان، توزعت بين التل الابيض، الشراونة قرب منزل النائب غازي زعيتر، محيط معمل الكهرباء في الكيال، وصولاً الى البساتين واطراف ايعات الشرقية. وذكرت الوكالة الوطنية أن أحد هذه الصواريخ سقط على منزل كمال رمضان في البساتين.
 
مسؤولون أميركيون يحذّرون من حرب أهلية شاملة في لبنان..«الحكومة والجيش منقسمان وضعيفان... وهذا يعني أن الوضع سيتدهور»
الرأي.. واشنطن - من حسين عبدالحسين
يعتقد خبراء اميركيون على صلة بمسؤولين حكوميين معنيين بالسياسة الخارجية ان الشعور العام لدى ادارة الرئيس باراك اوباما هو ان لبنان «دخل دائرة الخطر»، وانه على عكس الاشهر الماضية، «من الممكن ان تندلع حرب اهلية شاملة في اي لحظة بسبب تغييرات طرأت على تفكير ورؤية الرعاة الاقليميين للقوى اللبنانية المختلفة».
واعتبر الباحثون ان التغييرات المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط قد تفرض على اوباما التمهل في «سياسة الانعطاف»، التي اعلنها باتجاه الشرق الاقصى، ولكن اوباما سيستمر في مراقبة الصراع السني - الشيعي الدائر، انما عن بعد.
وقال والتر راسيل ميد، وهو احد ابرز الباحثين والكتاب في دورية «فورين افيرز» المرموقة، ان «الشرق الاوسط يشتعل من البصرة الى بيروت».
واضاف ميد، في مقابلة اجرتها معه «الراي»، انه «مع الف قتيل في اكثر شهر دموية في العراق منذ خمس سنوات، وفيما تركيا تحاول التعامل مع ما صار يبدو وكأنه اضطرابات داخلية، وفيما مصر مفلسة ماليا وغير مستقرة، لا يبدو الشرق الاوسط مستعدا كي يدع اوباما ينتهج سياسة الانعطاف نحو آسيا»، رغم «ادلاء وزير الدفاع تشاك هيغل، في عطلة نهاية الاسبوع، بتصريح اعتبر فيه ان الولايات المتحدة تسير قدما بسياسة الانعطاف وملتزمة الامن في آسيا».
الخبراء الاميركيون نقلوا عن مسؤولين حكوميين رصدهم للتطورات الاخيرة في لبنان، وفي هذا السياق قال ميد: «لبنانيون كثر يحاربون الى هذا الجانب او ذاك في الحرب الدائرة في سورية، وكما يتبين من احداث العنف في لبنان في اليومين الماضيين، كان من غير الممكن ان ينحصر العنف في سورية فقط».
واعرب ميد عن اعتقاده ان العنف في لبنان يتبع منهجا مشابها للعنف في سورية، وقال ان الوضع هو على الشكل التالي: «السنة في مواجهة الشيعة في لبنان، وحزب الله ضد الميليشيات السنية في سورية، وحكومة لبنان وجيشه الوطني منقسمان وضعيفان، وهذا ما يعني ان الوضع سيتدهور».
وحمل الباحث الاميركي ادارة اوباما مسؤولية ما وصلت اليه الاحداث في منطقة الشرق الاوسط، وقال ان «هذه هي النتائج لعدم التدخل في وقت مبكر في سورية، ففي اي مرحلة في الماضي، كان التدخل الاميركي لوقف العنف في سورية سيكون صعبا وفوضويا، ولكن مع مرور الوقت، تصبح الخيارات اسوأ فأسوأ».
ونقل الخبراء الاميركيون عن المسؤولين في الادارة توقعهم تمدد العنف السوري باتجاه لبنان، «هذه المرة لان الراعي الاقليمي لحزب الله، اي ايران، كان يعتقد انه ليس في مصلحته اشعال جبهة لبنان والتفريط بالسيطرة المطلقة للحزب من اجل التدخل في سورية».
اليوم، يعتقد المسؤولون الاميركيون انه «يبدو ان طهران قررت ان لابقاء لسيطرتها على لبنان مع انهيار سيطرتها على سورية عبر الاسد، لذلك، قررت ايران المقامرة بمصير الاثنين، فاما تفوز بالبلدين، واما يتضعضع نفوذها فيهما معاً».
هذا يعني، حسب الخبراء، ان القوى الاخرى في المنطقة لن تقف مكتوفة الايدي اذا ما قررت ايران توسيع رقعة الحرب، ما يعني ان الدعم المسلح والمالي ضد بشار الاسد في سورية سيتوسع ليشمل المعركة ضد «حزب الله» في لبنان كذلك.
ويعتقد الخبير في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى» دايفيد شنكر ان المعركة بين ايران والسعودية تشمل المنطقة بأكملها منذ فترة، مع ان سورية تلعب حاليا دور المسرح الرئيسي لاحداث هذه المواجهة. ويقول شنكر لـ «الراي» انه «فيما وصف حسن نصرالله تنظيم القاعدة على انه جزء من المحور الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة، وارسل مقاتليه الى سورية للقتال الى جانب الطائفة العلوية، الشيعية شكليا، كانت الرياض تلقي القبض على رجال دين في المنطقة الشرقية بتهمة التجسس لايران».
وتابع شنكر ان ايران نفسها لن تكون في منأى عن نيران الصراع السني - الشيعي، ويقول ان «السنة يشكلون 10 في المئة من مجمل سكان ايران، وهم الطائفة الاكثر نموا سكانيا بمعدل سبعة اولاد للعائلة في مقابل اقل من ولدين للعائلة الايرانية الشيعية».
واضاف شنكر انه «مما لاشك فيه ان النظام الايراني يرى السنة الايرانيين كتهديد ديموغرافي على المدى الطويل، ما قد يجبر النظام على مصادقة هؤلاء السنة، لكن يبدو ان تواصل النظام الايراني مع السنة يحصل خارج ايران اكثر من داخلها حيث النظرة الى السنة الايرانيين تشوبها الشبهات والسخرية، وحيث لا يوجد ولا اي مسجد واحد لمليوني سني ايراني يعيشون في طهران وحدها».
وختم شنكر بتوقعه ان تستمر ادارة اوباما في «اعادة تعديل سياستها الخارجية باتجاه آسيا، وهي ستراقب التدهور السني - الشيعي عن بعد، لكن يجب الا تتفاجأ واشنطن اذا ما نجح الخصوم من الطرفين في ايجاد ارضية مشتركة، في وقت لاحق، ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، او على حسب القول العربي: انا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب».
 
إسرائيل: «حزب الله» يحاول إقامة مواقع في الجولان لشن هجمات
الرأي... تل أبيب - يو بي آي - قدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن «حزب الله» يحاول إقامة مواقع داخل الأراضي السورية في الجولان بهدف شن هجمات ضد إسرائيل في المستقبل. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن المسؤولين ان التقديرات تشير إلى أن «حزب الله بدأ محاولات أولية، لكنها محددة وحقيقية، لإقامة مواقع في هضبة الجولان السورية (أي التي لا تحتلها إسرائيل)، وذلك انطلاقا من نية استراتيجية بشن هجمات ضد إسرائيل في المنطقة في المستقبل».
واضاف المسؤولون أنه «في هذه المرحلة، وفقاً للمعلومات المتوافرة، لم يبدأ حزب الله، الذي يشارك مقاتلوه في الحرب الأهلية في سورية، بنشر قوات في هضبة الجولان السورية، لكن زعيمه حسن نصر الله لمح إلى ذلك اخيراً، كما لمح إلى ذلك الرئيس السوري بشار الأسد».
وتابعوا أن «نية حزب الله إقامة مواقع كهذه نابعة من إدراكه بأن الوضع في هضبة الجولان غير مستقر، وأنه إذا لم يدخل إليها وأقام فيها قاعدة عسكرية وعملانية فإن المقاتلين السوريين سيفعلون ذلك».
وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن «حزب الله» لن يقيم قواعده في الجولان «صباح غد» لكن الحديث يدور عن «طموح محدد وعملي» للحزب.
 
صوفيا: لم يثبت دور الحزب في تفجير بورغاس
الرأي..صوفيا - رويترز - اعلنت بلغاريا، امس، ان ليس لديها ما يتجاوز «مؤشرا» على أن «حزب الله» ربما يكون ضالعا في حادث تفجير حافلة في يوليو أسفر عن سقوط قتلى اسرائيليين وان هذا وحده لا يبرر اي تحرك من جانب الاتحاد الاوروبي لتصنيفه جماعة ارهابية.
وتراجعت الحكومة الجديدة التي يقودها الاشتراكيون عن الاتهامات التي وجهتها حكومة يمين الوسط السابقة بأن «حزب الله» شن الهجوم الذي اسفر عن مقتل خمسة اسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري في مدينة بورغاس السياحية على البحر الاسود.
وقال وزير الخارجية كريستيان فيجنين الذي تولت حكومته اعمالها الاسبوع الماضي للاذاعة الرسمية: «من المهم ان يبنى قرار الاتحاد الاوروبي ليس فقط على التفجير في بورغاس لانني اعتقد ان الدليل الذي نملكه ليس قاطعا. هناك مؤشر عن انه من الممكن (ان يكون حزب الله وراء التفجير) لكننا لا نستطيع اتخاذ قرار له تبعات مهمة من جانب الاتحاد الاوروبي بناء على بيانات غير مباشرة. اذا كان لدينا ادلة جادة كافية من قضايا اخرى فلن نتردد في دعم هذا القرار».
ونفى حزب الله اي دور له في تفجير بورغاس.
وقال فيجنين ان السلطات البلغارية تقوم بتحقيقاتها في الهجوم وانها ستفيد الاتحاد الاوروبي بالمعلومات اللازمة.
وواجه مقترح بريطاني بوضع «حزب الله» على قائمة المنظمات الارهابية معارضة في الاتحاد الاوروبي الثلاثاء حيث اعربت حكومات عديدة عن خوفها من ان يؤدي هذا القرار الى مزيد من الاضطراب في الشرق الاوسط.
وقال بعض الديبلوماسيين ان مثل هذه الخطوة من شأنها ان تعقد من علاقات الاتحاد الاوروبي مع لبنان حيث يشارك «حزب الله» في الائتلاف الحكومي كما يمكن ان يزيد من التوتر في بلد يعاني بالفعل من اثار الحرب الدائرة في سورية المجاورة.

 

 
عباس الصباغ

فراق بين "حزب الله" و"حماس" بشأن سوريا... ولكن لا طلاق!
حب الله وبركة: الكلام عن إغلاق المكاتب شائعات

 

لا يكاد خطاب للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يخلو من تأكيد أهمية تحالف المقاومة، من ايران الى غزة. فالمقاومة في لبنان تعتبر المقاومة في فلسطين امتداداً طبيعياً لنهج تكرس منذ عقود. وفي المقابل كان رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل، الحليف الأكثر التصاقاً بـ"حزب الله" والمقيم في دمشق لسنوات طويلة بعدما أوصدت عواصم عربية أبوابها في وجهه، لأسباب معروفة وأخرى غير معلنة، دارت السنوات دورتها لترخي تداعيات الحوادث السورية بظلالها على العلاقات بين "حزب الله" وبعض الفصائل الفلسطينية، خصوصاً تلك التي اختارت الوقوف ضد الحكومة السورية.
احدى هذه الفصائل هي حركة "حماس"، التي كانت تربطها علاقات مميزة بدمشق وايران، وعلاقات استراتيجية مع "حزب الله" ضمن محور "الممانعة والمقاومة" الذي امتد من طهران الى غزة، عبر سوريا ولبنان.

 

حماس والضاحية: "لا طلاق"

القيادي في "حزب الله" النائب السابق حسن حب الله، نفى ان يكون الحزب قد طلب من قيادة ونشطاء حركة "حماس" الموجودين في لبنان مغادرته، واكد بأن هذه الانباء تعكس رغبة اسرائيل في زرع الخلافات بين فصائل المقاومة"، اما عن العلاقة مع "حماس" في ظل التباين في المواقف مع "حزب الله" على ضوء الحوادث في سوريا فأوضح: "هناك وجهات نظر مختلفة مع بعض الاخوة لجهة توصيف الازمة السورية والموقف منها، لكن ذلك لا يؤثر في علاقة فصائل المقاومة في ما بينها. وما يجمعنا لجهة العداء للكيان الصهيوني أكبر من الخلاف على توصيف هذه الأزمة أو تلك الأزمة".
من جهته نفى ممثل "حماس" في لبنان علي بركة كل "ما يُشاع عن خلافات أو طلبات وصلت الى "حماس" من أي جهة"، ويضيف: "ان الخبر الذي تداولته بعض المواقع الالكترونية المشبوهة والمعروفة الانتماء جاء محاولة لزرع الخلاف بيننا وبين المقاومة اللبنانية. ومن نافل القول ان حركة "حماس" موجودة في المخيمات الفلسطينية على كل الاراضي اللبنانية، وهي أصلاً لا تملك مكاتب أو مقاراً خارج هذه المخيمات، باستثناء مكتب في الضاحية الجنوبية لبيروت الذي لا يزال يعمل في صورة طبيعية، ولا نفسر أكثر لاعتبارات يعرفها الجميع، ولا يخدم الحديث عنها الا العدو الاسرائيلي. وأيضاً هناك من أشاع أخباراً كاذبة بعيد اطلاق الصواريخ على الضاحية منذ اكثر من أسبوع والهدف منها يبدو واضحاً ويكمن في زج المخيمات الفلسطينية في الازمة اللبنانية، في الوقت الذي نحرص على إقامة أفضل العلاقات مع الشعب اللبناني ونرفض كل تلك الاتهامات والشائعات التي يقف خلفها أحد المسؤولين الفلسطينيين السابقين".
إذن هو الخلاف حول سوريا بين الحليفين، على الرغم من أن الأخيرة شكلت نقطة تلاق في التاريخ والجغرافيا لذلك الحلف الممتد من طهران الى غزة. لكن هل تعود المياه الى مجاريها بين المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، أم ان تلك المياه غارت في انفاق القصير؟

 

 

مسيرات في الجنوب ابتهاجاً بسقوط القصير

بنت جبيل - "النهار" 
نظم مناصرو "حزب الله" مسيرات دراجة في مدينة بنت جبيل على أثر إعلان سقوط مدينة القصير السورية، وجابوا على دراجاتهم شوارع المدينة حاملين الاعلام الحزبية والاعلام السورية واطلقوا المفرقعات ابتهاجاً.
وفي النبطية ("النهار")، جال المئات بينهم مناصرون لـ"حزب الله" ومحازبون لحزبي البعث والقومي السوري الإجتماعي بمواكب سيارة احتفالاً بـ "النصر العسكري في القصير" في شوارع المدينة رافعين رايات "حزب الله" وصور الرئيس السوري بشار الاسد والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله وصور الضحايا التي سقطت أخيراً في معارك القصير.

 

 
كلوديت سركيس

جريصاتي لـ"النهار": على المجلس الدستوري إجراء القُرعة لخروج 5 أعضاء تقيداً بالنص الملزم ومعنوياته

 

عبرت المهلة القانونية في حزيران الماضي على اجراء القرعة القانونية في المجلس الدستوري، بخروج نصف اعضائه وتعيين خمسة اعضاء جدد خلفاً للذين يخرجون بالقرعة. وفي 28 تشرين الثاني الماضي صدر قانون بإلغاء اجراء هذه القرعة، وتباينت الآراء في مدى شرعية استمرار المجلس الدستوري بهيئته الحاضرة من دون اجراء هذه القرعة. البعض ذهب الى القول انه ليس لقانون الالغاء الصادر مفعول "رجعي"، فرد رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان بأن هذا القانون صدر لمرة واحدة، ما يعني انه وجد ليشمل ولاية المجلس الحالي، مؤكداً أن قرارات الجلس الدستوري تكتسب قوة القضية المقضية. فهل من حائل دون تعيين أعضاء جدد في المجلس الدستوري؟
"النهار" سألت وزير العمل سليم جريصاتي عن الحائل دون تعيين أعضاء في المجلس الدستوري فقال "لا شيء يحول دون اجراء القرعة. وكان يجب أن يجريها المجلس في مهلة محددة بالنص، لكنه لم يجرها ضمن هذه المهلة. وصدر قانون في 2012/10/28 ألغى القرعة في المجلس الدستوري تمهيداً لتعيين خمسة أعضاء جدد، وجاء من دون مفعول رجعي، ما يعني ان القرعة يجب ان تجري، لان هناك موجباً وإلزاماً قانونياً لإجراء القرعة بموجب نص إلزامي يلحظ مهلة محددة. وبتنا أمام قانون صادر بعد انقضاء المهلة الملزمة للقرعة التي يخرج بنتيجتها خمسة أعضاء. ولم نعرف أياً من الأعضاء الذين كان يمكن ان تقع عليهم القرعة، لذا ينسحب العيب على الاعضاء العشرة، بمن فيهم رئيس المجلس وعضوا المكتب، باعتبار أن احداً لا يدري من سيخرج بالقرعة.
وأضاف جريصاتي "لقد أعلن رئيس المجلس أنه لم يكن من ترشيحات لعضوية المجلس. إن الترشيحات لا تأتي قبل اجراء القرعة وقبل معرفة نتيجتها ليتم من ثم الترشح في ضوئها، باعتبار ان الترشح يكون على أساس مذهبي. فالشيعي الذي يخرج بالقرعة يترشح مكانه شيعي. والماروني ماروني. والكاثوليكي كاثوليكي. وفي حال حصلت القرعة ولم يتم تعيين الاعضاء الجدد لسبب ما، فعندها يستمر الاعضاء الذين خرجوا بالقرعة في ممارسة مهماتهم حتى تعيين البدلاء وحلفهم اليمين، وذلك عملاً بالمادة 4 من النظام الداخلي للمجلس الدستوري. ولكن أولاً يجب إجراء القرعة وفق القانون القديم، ثم يفتح باب الترشح وتعين السلطة المعنية البدلاء (مجلس النواب أو مجلس الوزراء). أقول على المجلس الدستوري أن يجري القرعة تقيداً بالنص الملزم ولمعنويات المجلس التي تعلو كل اعتبار. فالمجلس الذي يرفض حتى طلب أي من أعضائه التنحي للنظر في أي ملف بحجة أن أي عضو في المجلس هو فوق كل الشبهات ويصبح حكيماً منعتقاً عن ذاته ومصالحه ونفوذه وغاياته، لا يمكن أن يتحمل عيباً قانونياً خطيراً في تكوينه، لأسباب لم تعدخافية على أحد. والأدهى أن يُقال إن قرارات المجلس ملزمة لجميع السلطات، وهي كذلك، لكي يخلص القائل أن المجلس عصي على الانتقاد، وأن من يوجه اليه النقد يكون خارجاً عن الدستور. ان قرارات المجلس الدستوري ملزمة حقاً لجميع السلطات وغير قابلة للطعن وان المجلس ينطق بقراراته وليس بلسان رئيسه أو اعضائه في الاعلام دفاعاً عن ذاته وشرعيته، ذلك أن احداً لم يقل إن القرار الاخير الذي أصدره المجلس غير ملزم، أو أنه بادر الى الطعن فيه. لذلك، أن تحصين قرارات المجلس ضد المساءلة المعنوية والاخلاقية والوطنية والقانونية يفرض أن تصدر هذه القرارات عن سلطة نشأت واستمرت صحيحاً بالتزامها النصوص الملزمة التي ترعاها".
وخالف عضو المجلس الدستوري سابقاً جريصاتي ما أثير حول ولاية عضو المجلس أنطوان خير، وقال "ان ما ذكر لا يقع في محله القانوني. ان القاضي خير انقطع عن الولاية وعاد وله حق في ذلك، اذ ان التمديد او التجديد المحظور يفترض التواصل الزمني بين الولاية الأساسية والولاية الممددة أو المجددة".
وسئل إن رئيس المجلس أعلن أن القرارات التي تصدر عن المجلس دستورية وتتمتع بقوة القضية المقضية فأجاب جريصاتي "لا يوجد امكان لنقض القرارات، على ما أسلفت. ألا أن العيب التكويني لا يزال موجوداً في المجلس". وختم جريصاتي رداً على سؤال "الا يعني الاستمرار عدم اخذه على محمل الجد؟. وقال "لسنا من هواة الفراغ، وما يمنع الفراغ أن تنشأ السلطات صحيحاً وأن تستمر كذلك".


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,370,192

عدد الزوار: 7,630,123

المتواجدون الآن: 0