سوريا بين جبهة النصرة وحزب الله!..عمان تحبط تهريب «كمية كبيرة» من الأسلحة و«تنذر» السفير السوري لمسّه بالأمن الأردني...الأسد باق حتى 2014 «لكن من دون صلاحيات»..

الظواهري للسوريين: أميركا تريد تحويل جهادكم إلى مخلب ضد إيران..نازحون من القصير إلى عرسال يروون أهوال هروبهم: لا «نصرة» عندنا ومقاتلو «حزب الله» أخرجونا من بيوتنا....مواجهات معبر القنيطرة تفتح ملف «اندوف» بعد انسحاب النمسا....كرّ وفرّ بين النظام والمعارضة على معبر القنيطرة وإسرائيل تنقل جنودا سوريين جرحى إليها

تاريخ الإضافة السبت 8 حزيران 2013 - 6:09 ص    عدد الزيارات 2260    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

نازحون يروون لـ «الحياة» وقائع من القصير: أبناؤنا قاتلوا فيها والجيش و «حزب الله» أخرجونا منها
بيروت – ناجية الحصري
زارت «الحياة» أمس بعض النازحين السوريين من بلدة القصير الذين تمكنوا من العبور الى بعض القرى البقاعية واطلعت على أحوالهم المأسوية. وروى بعضهم أحوال ما عاشوه أثناء الحصار على القصير وفي طريق الهروب منها.
ولا تزال بلدة عرسال الحدودية اللبنانية تشكل المنفذ الوحيد للسوريين الهاربين من مدينة القصير بعد اقتحامها من قبل القوات النظامية السورية يساندها مقاتلون من «حزب الله». وهي استقبلت منذ مساء اول من امس، اي بعد اعلان سقوط المدينة، نساء وأطفالاً وبضعة رجال تمكنوا من الوصول اليها بعد السير كيلومترات طويلة في العراء وقد أدمت اشواك البراري اقدامهم وغطت الاتربة والغبار اجسادهم وأعياهم التعب والجوع.
القادمون رووا لـ «الحياة» كيف امضوا الاسبوعين الأخيرين في القصير خلال القصف المتواصل على منازلهم حتى سويت بالأرض أو اصبحت أطلالاً. وتحدث الرجال عن الدماء التي «تسيل من اجساد القتلى كالماء». وعن الضحايا الذين دفنوا على عجل في حفر من دون شواهد. وعن نساء تعرضن للضرب من قبل الجنود النظاميين، وراح احدهم يتهكم على إحداهن ويقول لها: «انثري الرز على مقاتلي الجيش الحر» ويضربها حتى تورم جسدها ثم اطلقها. وقالت إحدى النساء إن الطعام خلال حصار القصير كان يقتصر على البرغل وعلى ذبح الأبقار التي يملكونها ويعتاشون من تربيتها...
النازحون أكدوا مسؤولية مقاتلي «حزب الله» الى جانب الجنود السوريين في إخراجهم من منازلهم وإطلاق النار عليها وقالوا إنهم كانوا يلبسون زياً أسود وقبعات سوداً وكانوا حاضرين في المعارك والاقتحامات، ونفوا في المقابل أن يكون في المدينة مقاتلون من «جبهة النصرة»، وأكدت النسوة أن من يدافع عن القصير هم «ابناؤنا وأزواجنا». وذكرن أن إحدى القرى المسيحية في ريف القصير استضافت بعض النازحين وقدم أهاليها لهم الخبز والمياه وقام سكانها بإيواء بعضهم في منازلهم.
وعرسال المفتوحة على المزيد من النزوح تعاني في المقابل من «هجرة المؤسسات الدولية والمحلية التي تعنى بالاغاثة لها، وتواجه وضعاً مأسوياً، في وقت بقيت البلدة عرضة للقصف السوري المصدر، فيما سجل اشتباك بين مسلحين سوريين عبروا الحدود و»تاهوا» داخل عرسال، مع حاجز للجيش اللبناني ما ادى الى مقتل اثنين من المسلحين.
وكانت مدينة بعلبك تعرضت ليل أول من أمس للمرة الأولى لقذائف هاون أسفرت عن جرح امرأتين.
وبينما شهد لبنان سجالاً حول سقوط القصير بين قواه السياسية فاعتبره «حزب الله» تحولاً استراتيجياً على الصعيد الإقليمي واتهمت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الحزب بأن مشروعه هو إعادة إنتاج الحرب الأهلية، بقي الوضع الأمني في طرابلس في صدارة اهتمام المسؤولين بعد أن حصلت انتكاسة أمنية في المدينة أمس حين استفاقت على قيام مجموعات من الشبان بقطع طرقات فيها. وظهر مسلحون في بعض الشوارع. إلا أن الجيش أعاد فتح الطرقات وحصلت عمليات قنص على محاور القتال بين جبل محسن وباب التبانة تولى الجيش الرد على مصادرها فتوقفت، بعد إصابة مواطن بجروح، خصوصاً أن اشتباكاً توسع الى خارج المناطق التقليدية.
وأعلن الجيش الذي عزز انتشاره في مناطق الاشتباكات عن دهمه مخزناً للأسلحة في محلة سوق القمح (باب التبانة) في طرابلس وصادر منه، عبوات ناسفة ومدافع هاون محلية الصنع وبنادق حربية وذخائر. كما دهم مخزناً للسلاح في جبل محسن، ونفى الجيش إشاعات عن دخوله أحد الأماكن الدينية، كذلك نفت فاعليات في المدينة.
وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في سراي المدينة لبعض نوابها والفاعليات، فيما عقد اجتماع آخر لفاعليات المدينة في دار الفتوى في عاصمة الشمال، واجتمع اللقاء الوطني الإسلامي في منزل النائب محمد كبارة حضر جانباً منه وزير الداخلية مروان شربل.
وشددت البيانات كافة الصادرة عن هذا الاجتماع على تأييد تدابير الجيش. واتهم كبارة المجموعة المسلحة في جبل محسن بتهديد أمن المدينة لمصلحة النظامين السوري والإيراني. وأكد الوزير شربل أن انتشار الجيش سيكتمل في طرابلس خلال 48 ساعة.
وكان النائب العام التمييزي حاتم ماضي طلب من وزير العدل شكيب قرطباوي إحالة كتاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان بملاحقة كبارة على اتهاماته رئيس الجمهورية بتسهيل اعتداءات دول أجنبية على لبنان. ورد كبارة قائلاً إنه يؤيد المواقف الأخيرة التي أخذها الرئيس سليمان، لكنه طالبه بتحريك النيابة العامة بملاحقة «حزب الله» على اجتيازه الحدود للقتال على الأراضي السورية.
 
نازحون من القصير إلى عرسال يروون أهوال هروبهم: لا «نصرة» عندنا ومقاتلو «حزب الله» أخرجونا من بيوتنا
الحياة...عرسال (البقاع الشمالي) - ناجية الحصري
حينما كانت «أم علي» تشرح كيف هربت وعائلتها المؤلفة من ثلاثة أطفال مع زوجها من مدينة القصير السورية مع بدء معركة فجر أول من امس، وصولاً إلى بلدة عرسال الحدودية اللبنانية ليلاً، استخدمت مصطلح أن الناس «انهزمت كل واحد راح بديرة». لكن المرأة التي لم يتجاوز عمرها الـ 22 سنة ويغطيها الغبار الأبيض من رأسها إلى أخمص قدميها المثقلتين بشوك البراري، لم تقصد بالهزيمة سوى مصـطلح «الـهرب»، فمديـنة القصـير، كـما يُـجمع الهاربون الجدد منها بسبب الهجوم المباغت الذي قامت به القوات السورية النظامية يساندها مقاتلون من «حزب الله»، لم تسقط، ويؤكدون: «هم استولوا على حارة الكنيسة والجامع والساعة، لكن هناك أحياء كثـيرة لا تزال في قبضة ثوار الجيش الحر».
«أم علي» جلست وعائلتها على رصيف خلف سيارة مركونة على الطريق المؤدي إلى مبنى البلدية في عرسال، بعد يوم شاق من النزوح من مكان إلى آخر وقضاء ليلة يتيمة في خيمة تقيم فيها عائلة سورية أخرى في عرسال لتبدأ رحلة البحث على مكان يؤويها، ولا تجده.
يقول نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، إن «البلدة المكتظة بالنازحين السوريين أصلاً يكاد عددهم يتساوى مع عدد سكان البلدة نفسها (27 ألف نازح سوري مقابل 35 ألف لبناني) إذا ما استمر النزف البشري من المناطق السورية المحاذية لعرسال ومنطقتها الحدودية الشاسعة، فالمنازل فاضت بسكانها وجمعيات الإغاثة الدولية والمحلية، لا سيما في مثل هذا اليوم بالذات، غائبة عن البلدة وتراجعت معوناتها للمحتاجين اليها إلى الصفر، ولا عجب إذا كان جوابنا للنازحين الشاكين: «إن وضعكم مثل وضع غيركم» كما قال الفليطي.
 أهوال القصير
الذين تمكنوا من الانتقال من القصير إلى عرسال سيراً على الأقدام لمسافات تصل أحياناً إلى 40 كلم، وتارة بسيارات «بيك أب» أمّنها مقاتلو «الجيش الحر» لم يتعدَّ عددهم حتى صباح أمس أفراد بضع عائلات وصلوا متفرقين. ورحلة نزوحهم يختلط فيها الإنهاك الجسدي بالأهوال التي خبروها وتعجز ذاكرتهم عن استرجاعها، فيلخصون الكلام عن الموت والدماء التي تسيل يومياً بأنها «أشياء عادية».
قالت «أم علي»: «كنا نياماً حين هجم علينا الجيش والشبيحة ومسلحو «حزب الله» في الخامسة فجراً، أطلقوا النار على البيوت والنوافذ والأبواب، حملنا الأطفال وطلعنا نركض في كل الاتجاهات، على الطريق فقدنا أناساً كثراً كانوا يُقتلون أمام اعيننا، وصلنا إلى «حسية» ومن هناك أركبونا سيارة إسعاف إلى «قارة» ومنها إلى هنا. أثناء هروبنا رمونا بالقذائف وسقط 15 جريحاً. نعم، فوجئنا بالهجوم، لأننا لم نكن نتوقعه. كنا نسمع أن «حزب الله» متواجد خلف نهر العاصي لكننا كنا مطمئنين إلى أنه لن يعبره باتجاهنا، لكن حصل العكس».
أمام مبنى البلدية توقفت شاحنة انحشرت فيها عـشرات الأطـفال والنـسوة ورجـل واحـد غطت الرمال ثيابهم وجلودهم واختفت رموشهم وحواجبهم خلف الغبار الكثيف واتسعت أحداقهم من كثرة الخوف. مشهد لبشر يشبهون أولئك الذين كانوا ينجون بأرواحهم من انفجارات نيويورك، هل تذكرون؟ رفضوا التكلم لأنهم عاجزون عنه. قال الرجل كلمة واحدة: «اننا متعبون». لم ينزل احد من الشاحنة التي أكمل سائقها الطريق بحثاً عن مكان يؤويهم.
دار البلدية تكاد تقتصر مهماتها على معالجة أمور النازحين السوريين. قال محمود الآتي من القصير قبل يوم واحد من معركة فجر الأربعاء: «ابلغنا ضباط من «الجيش الحر» بضرورة إخلاء المدينة من النساء والأطفال والجرحى، بعدما اشتد القصف الجوي على المنازل والأحياء، فغادر النساء والأطفال عن طريق الحاجز النظامي، أما الرجال فعن طريق «حسية». تهت عن عائلتي ثم وجدتها في مسجد «حسية»، ولدي ابنة تعاني من إعاقة».
 حصار الجرحى
وأضاف محمود: «الناس الذين هربوا من القصير باتجاه قراها الشمالية، مثل الضبعة والبويضة الغربية والصالحية، هم الآن محاصرون في هذه القرى بفعل طوق محكم من الجيش النظامي ومقاتلي «حزب الله»، الناس عزل من السلاح، وهناك نحو ألف جريح موزعين على المنازل والله وحده يعلم مصيرهم».
ويروي أنه حين «كانت القذائف تسقط على القصير كنا نتعاون نحن الرجال على انتشال الضحايا، وفي أحيان كثيرة كانت أجساد الجرحى مقطعة الأوصال، وكنا حين نحمل الضحايا تسيل منها الدماء كما يسيل الماء. نلف قتلانا بالشراشف البالية وندفنهم في جور نحفرها على عجل ولم نعد نضع شواهد عليها لافتقارنا لها، نكتفي فقط بطمر التراب فوق الضحية ونمضي».
ويقول «أبو محمد» وهو من النازحين من القصير فجر الأربعاء، إنه مشى سيراً على أقدامه من القصير إلى «حسية» في البساتين وبين الأشواك. ويشير إلى أنه شاهد مقاتلي «حزب الله» قبل 15 يوماً: «كانوا يلبسون اللون الأسود ويضعون قبعات على رؤوسهم وهم مدربون تدريباً متقدماً وأفضل من تدريب جيشنا النظامي، الواحد منهم حين يُقتل رفيقه يتركه خلفه ويتابع القتال ولا يأبه للموت. لا أدري ما إذا كانوا هم من يرتكب المجازر بحق الناس، لكنهم كانوا هناك بالتأكيد».
وتحدث «أبو عبدو» عن بداية تدخل «حزب الله» في معركة القصير قبل 15 يوماً، وقال نقلاً عن ابنه وهو مقدم منشق قتل قبل يومين في القصير، إن مسلحي «حزب الله» دخلوا أرضاً لا يعرفون طبيعتها، وكانوا في صدارة المتقدمين، إذ إن الجيش النظامي كان في الخطوط الخلفية، ما أفسح المجال أمام ثوار «الجيش الحر» للانقـضـاض عليـهم وسـقط منهم نحو 300 قتيل».
 أبناؤنا يقاتلون لا «جبهة النصرة»
ويؤكد «أبو عبدو» أن «من يقاتل في القصير هم أبناؤنا ولا يوجد لدينا «جبهة النصرة»، أبناء البلد هم الثوار وليس من غرباء بيننا، وأولادنا ليسوا من «جبهة النصرة»، وصرنا نتمنى ان تأتي هذه الجبهة لتخلصنا من الجيش النظامي». ويوضح أن الكتائب التي كانت تتشكل من الثوار «كانت تختار الاسم الذي تريد أن تُعرّف به بطريقة عشوائية، فهناك كتيبة «أبو الوليد» نسبة لاسم قائدها، وهناك كتيبة «لا إله إلا الله» وكتيبة «الفاروق»، لكن لا علاقة للأمر بـ «جبهة النصرة» أو «القاعدة». إنها اسماء من وحي معتقداتنا وحياتنا ومعاناتنا».
ويصر «أبو عبدو» على تأكيد «حسن العلاقة مع القرى الشيعية المجاورة لقرانا، فلم يحصل أي شيء بيننا أباً عن جد». ويسأل: «من قال إن هناك حاجة لمن يدافع عنهم؟ ومن قال إنهم أعداؤنا؟ ومن قال إن «الست زينب» للشيعة فقط؟».
الحياة في القصير خلال معارك الأسبوعين الماضيين كانت تقوم على «أكل البرغل»، كما قال «أبو محمد»، ويضيف: «صرنا نذبح البقر التي نملكها في غياب أي طعام آخر، حتى وصل سعر كيلو اللحمة إلى مئة ليرة سورية فقط، بسبب وفرته، وإذا توافر الخبز كنا نصنع لطميات على وقود الحطب أو من حطام الأبواب والنوافذ التي هشمتها صواريخ الطائرات والتي كانت تواصل قصفها على مدار الساعة، ضربت المساجد ودمرت المنازل التي سويت بالأرض، أما الكنيسة فضربت قبل أسبوعين، وليس من جانب «الجيش الحر» بل من جانب القوات النظامية، لأنها ضربت من الجهة التي دخلت منها هذه القوات».
ويضيف أن «الجيش الحر» طلب من الناس المغادرة قبل عشرة أيام، وقالوا لنا: «المقاتلون أولى بالقطن والشاش من الأطفال، فخذوا أولادكم وغادروا»، لكننا رفضنا، و «أم حسن» المرأة المسنة المعروفة في القصير، رفضت المغادرة وتشبثت بمنزلها، لكنهم أصروا على وضعها في الشاحنة، التي أقلَّتها إلى قرى مجاورة، مثل الدمينة الشرقية وهي قرية مسيحية احتضنت أبناء القصير النازحين بل لاقت النازحين بالماء والخبز، علماً أن في القرية قوات نظامية، لكن السكان أبوا إلا استضافة الناس في منازلهم، كتّر الله خيرهم».
ويَعُدّ «أبو محمد» عائلات كثيرة من القصير فقدت العديد من شبابها في القتال، ويسمي عائلات: الزهوري وغندور ومطر والعتر، مشيراً إلى أن امرأة قضى أولادها السبعة دفعة واحدة.
وتؤكد «أم دياب» التي وصلت لتوها من القصير وخاضت المعاناة نفسها مع أولادها الستة وهي حامل الآن بتوأم، أن «حزب الله والجيش النظامي احتلوا المنطقة الشرقية من القصير ولم يحتلوا المدينة كلها، أخذوا نصف السوق حيث الجامع الكبير، هناك أناس لا يزالون يقاومون».
وتصف ما يحصل بأنه «مذبحة، زوجي تركته في القصير لأنه مصاب في خاصرته ولا أعرف مصيره، قالوا لنا ابقوا في الملجأ لكنني لا أستطيع، ابني يعاني من الربو وأنا حامل لا نستطيع تحمل رطوبة الملجأ. قالوا غادروا البلدة ، مشينا نحن النساء مع أطفالنا إلى «قارة» في طريق ترابية وبرفقة الثوار وركبنا السيارة ووصلنا إلى عرسال».
وتضيف: «نحن أناس فلاحون، كنت أحلب البقرة في الخامسة صباحاً حين قالوا لنا غادروا البيوت، حملت طنجرة الحليب ووضعتها على الموقد لأطعم أطفالي ولم أتمكن. غادرنا على عجل وأطفالي الآن من دون طعام».
تبكي «أم دياب» أمام أطفالها الحفاة والمرضى، وتعينها قريبة لها ملثمة جاءت معها إلى البلدية للبحث عن إعانات، فتقول: «تأتي المنظمات الإنسانية يوزعون المساعدات ويلتقطون الصور وحين ينتهي التقاطها يقولون: سكّرنا. رمونا في الجبل، يعتقدون أننا شحاذون، نحن لم نغادر القصير إلا غصباً عنا، عندما اقتحمها «حزب الله» والنظام، تحملنا الراجمات والطائرات، لكن الحزب أخرجنا من بيوتنا، إنهم يقتلون أزواجنا وأخواتنا، ليس منهم أحد من جبهة النصرة كما يدّعون، وإذا كانت طالعة ذقونهم فلانهم غير قادرين على حلاقتها».
تكفكف «أم دياب» دموعها وتقول: «تركت كل شيء في البيت على حاله، ولا أعرف مصير البقرة، هل ما زالت حية أم ماتت».
 10 صواريخ تستهدف بعلبك واشتباك بين مسلحين سوريين وحاجز للجيش في عرسال
البقاع الشمالي يتابع حياته على وقع الحرب السورية
 الطريق إلى عرسال محفوفة، بحسب الأخبار التي تتوالى على المحطات التلفزيونية والإذاعية، بالمخاوف من القصف الفجائي الذي ترد الأنباء العاجلة بأنه طاول وسط البلدة (ذات الغالبية السنية) أو قلب مدينة بعلبك (المختلطة طائفياً)، لكن حركة الناس الصباحية البطيئة في المكانين تطمئن إلى أن ما حصل ربما كان عابراً أو أنه مضخم بالنسبة لمن يرصد واقعاً غير ذلك الذي نراه عبر الشاشات.
غير أن صور «شهداء حزب الله» التي تعلو على أوتوستراد بعلبك - الهرمل واللافتات التي تحمل صور أمينه العام السيد حسن نصر الله وإحداها مذيلة بعبارة «الروح ترخص لك يا حارس عزتنا»، تـشـير إلى أن الـحيـاة في هذه المـنطقة لم تعد كما كانت، فعلى هـذه الطـريق مـواكـب تعـبر باتـجاه الهرمل حاملة صـور «شـهيد» جـديد يـستـعد ركابهـا لتـشـيـيعه. واـلقذائف العـشـرة التـي سـقـطت في بعلبك ليل أول من أمس، وأدت إلى جرح شخص وأضرار مادية، تولد قنـاعة مـتضاربة لدى الـناس عـن قـبول ما يـحصل بـوصفه ضـريبة أو القلق منه.
وكانت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه أعلنت في بيان أن عشرة صواريخ سقطت على بعلبك مصدرها الجانب السوري، وجال رئيس بلدية بعلبك محمد حسن على رأس وفد من المجلس البلدي على أماكن سقوط الصواريخ في الحي الغربي لبعلبك في الشراونة، والتل الأبيض، ومحطة تحويل الكهرباء والمنازل المتضررة في البساتين.
أما في عرسال، فسقوط القذائف السورية عليها يولد قناعة مختلفة، أنه الإحساس باليتم المتعمد من جانب الدولة اللبنانية تمهيداً لتوريطها في المعركة المقبلة بعد القصير، معركة المنطقة المحاذية لعرسال وامتداداتها شمالاً وجنوباً.
ويروي شبان عراسلة بغضب شديد أن مسلحين سوريين من الثوار «تاهوا على الطريق ووصلوا إلى عند حاجز للجيش اللبناني عن طريق الخطأ فجرى اشتباك مع الجيش ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين»، وكان رئيس البلدية علي الحجيري تابع الحادث ليلاً من موقع الجيش نفسه.
وأوضحت قيادة الجيش لاحقاً تفاصيل ما حصل بـ «أن مسلحين يستقلون سيارة نوع بيك آب هاجموا حاجز الجيش في منطقة وادي حميد - عرسال ليل أول من أمس، وأطلقوا النار باتجاه عناصره، واشتبك عناصر الحاجز مع المعتدين، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين أحدهما من التابعية السورية، فيما لاذ الباقون بالفرار. وعند الساعة 2,30 فجراً، اشتبك عناصر الحاجز مع مجموعة مسلحة أخرى أقـدمت على إطـلاق النار باتجاههم من دون وقوع إصابات في الأرواح. وضبطت الـسـيارة المذكورة وفي داخلها كمية من الأسلحة الحربية والذخائر».
وشهدت عرسـال في اليوم نفـسه سقوط خمسة صواريخ من طوافة تابعة للقوات السورية باتجاه محلتي البابين وطريق الجمالة في منطقة عرسال، انفجرت ثلاثة منها.
 
 مواجهات معبر القنيطرة تفتح ملف «اندوف» بعد انسحاب النمسا
القدس المحتلة، الناصرة، فيينا، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب
أحكم النظام السوري سيطرته على معبر القنيطرة الحدودي في الجولان بعد هجمات شنها مقاتلو المعارضة السورية. وأدى تبادل اطلاق النار الى اصابة جنديين من القوة الدولية لمراقبة فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل (أندوف) العاملة في الجولان، وإعلان النمسا عزمها على سحب جنودها من القوة، ما أثار قلق اسرائيل، وسلّط الاضواء على مصير «اندوف»، في وقت يُعد الأمين العام بان كي مون تقريراً سيقدمه الى مجلس الأمن عن «سيناريوات تعديل ولاية أندوف ومستقبلها».
ولمعبر القنيطرة أهمية استراتيجية، فهو يقع على طريق رئيس مؤد الى دمشق، كما انه المعبر الوحيد في المنطقة المنزوعة السلاح (خط فك الاشتباك) في هضبة الجولان، ويستخدمه الدروز وقوات حفظ السلام الدولية.
وكانت الاذاعة الاسرائيلية أعلنت ان «معبر القنيطرة سقط في أيدي المقاتلين» السوريين، قبل ان يؤكد مصدر أمني إسرائيلي لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش السوري استعاد السيطرة على المعبر». واعرب المصدر عن «القلق»، اذ من جهة «هناك الجهاديون والاسلاميون الذين يقاتلون... ومن ناحية اخرى قوات الحكومة التي تتحالف مع حزب الله». واضاف: «نتخوف من ان يقع المعبر في ايدي عناصر ذات اجندة غير معروفة بحيث لا نعرف ما اذا كانت معنا او ضدنا».
وطمأنت الاذاعة المستوطنين في الجولان الى ان الجيش السوري استعاد سيطرته على المعبر، في وقت اكدت الاذاعة ان الجيش رفع حال التأهب وعزز وجوده، خصوصا من المشاة، في الجولان قرب الحدود «ليكون مستعداً للرد الفوري والصارم ان اقتضت الحاجة ذلك». وكانت اسرائيل تقدمت بشكوى الى الامم المتحدة ضد الجيش السوري على نشره دبابات وناقلات جنود مدرعة في المنطقة المنزوعة السلاح الحدودية في الجولان بحسب اتفاق «فض الاشتباك» لعام 1974.
من جانبه، اعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان احداث القنيطرة تأتي «ضمن هجمات بدأتها الكتائب المقاتلة على حواجز للقوات النظامية في محافظة القنيطرة»، مشيراً الى ان مواجهات دارت بينها وبين رتل دبابات للقوات النظامية على «اوتوستراد السلام» بين دمشق والقنيطرة كان متجهاً نحو المعبر، قبل ان تمتد الاشتباكات الى بلدة خان ارنبة، في حين تعرضت قرى بير عجم وبريقة وجباتا في ريف القنيطرة الى قصف من القوات النظامية. كما لفت الى حصول اشتباكات قرب بلدة القحظانية القريبة، وسيطرة المقاتلين على حاجز للقوات النظامية على خط فك الاشتباك في الجولان، مشيرا الى ان قصف قوات النظام طاول بلدات جباتا الخشب وطرنجة والقنيطرة القديمة.
في هذه الاثناء، قال مسؤول في الأمم المتحدة إن «قسم عمليات حفظ السلام يجري اتصالات مع الحكومة النمسوية لتحديد آلية سحب وحداتها العاملة في أندوف وإطاره الزمني»، في وقت «تبحث الأمم المتحدة مع دول أخرى إمكان المساهمة في أندوف بدلاً من الدول التي انسحبت منها حتى الآن، وهي كرواتيا وكندا والنمسا».
وأكدت مصادر الأمم المتحدة أن الجنديين أصيبا «نتيجة سقوط قذائف هاون قرب مخيم زيواني في القنيطرة أثناء اشتباك بين القوات الحكومية والمعارضة»، وان حال الجنديين الصحية «مستقرة». وفيما أعلنت فيجي عزمها على إرسال جنود للمشاركة في «أندوف» اعتباراً من مطلع تموز (يوليو) المقبل، فإن «سيناريوات عمل أندوف ومصيرها أصبحت مصدراً لقلق كبير للأمم المتحدة والدول المساهمة فيها، وهو ما سيناقشه مجلس الأمن في وقت لاحق الشهر الجاري، إذ من المقرر أن يمدد ولاية القوة الدولية في قرار يفترض التصويت عليه في ٢٦ الشهر الجاري». وأعلن الناطق باسم الأمين العام مارتن نيسركي أن النمسا ستسحب كل جنودها وعددهم ٣٧٧ من أصل ٩١١ جندياً هم عديد القوة الدولية. وكانت فيينا ابلغت الاتحاد الاوروبي انها ستسحب جنودها من القوة الدولية في حال قررت رفع حظر السلاح عن تصدير السلاح الى سورية. واعربت عن انزعاجها من عدم تجديد الحظر الاوروبي في الاجتماع الوزاري الاخير.
 
الجيش السوري يحكم سيطرته على معبر القنيطرة بعد هجمات شنها مقاتلو المعارضة
القدس المحتلة، الناصرة، فيينا، لندن، باريس، مانيلا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
احكم الجيش السوري سيطرته على معبر القنيطرة الحدودي في هضبة الجولان المحتلة بعد اشتباكات مع قوات المعارضة السورية التي شنت هجمات على حواجز للنظام في الهضبة. وما لبثت ان اعلنت النمسا انها ستسحب قواتها من بعثة حفظ السلام في الجولان نظراً لاشتداد القتال، فيما اعلنت الفيليبين ان احد جنودها أصيب في الاشتباكات. ويأتي الهجوم على معبر القنيطرة غداة سيطرة القوات النظامية السورية، مدعومة من «حزب الله»، على مدينة القصير.
ويقع معبر القنيطرة في المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان التي تمتد مساحتها على 1200 كيلومتر مربع، علماً ان إسرائيل سيطرت على قسم كبير من الهضبة عام 1967 وضمته عام 1981، وهو ما لم تعترف به الأسرة الدولية. ولمنطقة القنيطرة ومعبرها اهمية استراتيجية، خصوصاً لقربها من دمشق. وهناك نحو 380 نمسوياً في قوة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الجولان وقوامها ألف فرد وموظفون مدنيون من النمسا والهند والمغرب ومولدافيا، اضافة الى الفيليبين. وكان كل من كندا واليابان وكرواتيا سحب جنوده من هذه القوة قبل اشهر.
وأكد مراسل وكالة «فرانس برس» الموجود قرب معبر القنيطرة انه شاهد قوات الجيش السوري المؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد تسيطر على معبر القنيطرة، وقال: «بإمكاني رؤية دباباتهم تتحرك هناك».
كما اكد مصدر امني إسرائيلي ان «الجيش السوري استعاد السيطرة على المعبر»، مضيفاً: «يسمع دوي انفجارات من وقت لآخر، لكن اقل بكثير من الصباح». وقال لوكالة «فرانس برس» انه «امر مقلق للغاية لأن من ناحية لديك الجهاديين والإسلاميين الذين يقاتلون هناك، ومن ناحية أخرى لديك أيضاًَ قوات الحكومة التي تتحالف مع حزب الله». وأضاف: «نتخوف من أن يقع المعبر في أيدي عناصر ذات اجندة غير معروفة بحيث لا نعرف ما إذا كانت معنا او ضدنا».
وطمأنت الإذاعة الإسرائيلية المستوطنين في الجولان مساء أمس الى أن الجيش السوري استعاد سيطرته على معبر القنيطرة القريب من المستوطنات. وسمح الجيش للمستوطنين المزارعين في المستوطنات القريبة من المعبر (على بعد كيلومترين) بالعودة إلى أراضيهم بعد أن منعهم من ذلك لساعات معلناً المنطقة الحدودية منطقة عسكرية مغلقة، مع سيطرة المتمردين على المعبر.
رغم ذلك، أبرزت وسائل الإعلام العبرية نبأ انسحاب القوات النمسوية العاملة في إطار قوات حفظ السلام الدولية (أندوف) العاملة على الحدود في الجولان في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية، كما أكدت نقل سورييْن أصيبا في المعارك الى مستشفى صفد لتلقي العلاج.
وكانت إسرائيل تقدمت صباح أمس بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد الجيش السوري على نشره دبابات وناقلات جنود مدّرعة في المنطقة المحاذية للحدود بين إسرائيل وسورية في الجولان، والتي تعتبر منزوعة السلاح منذ عام 1974 وفق اتفاق «فض الاشتباك» بين البلدين. وأضافت الإذاعة أن الجيش الإسرائيلي، خصوصاً المشاة، عزز وجوده في الجولان قرب الحدود «ليكون مستعداً للرد الفوري والصارم إن اقتضت الحاجة ذلك». ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إن وصول المعارك «بهذه الضراوة» على مقربة من الحدود يستوجب من إسرائيل رفع تأهبها لحماية حدودها والمستوطنات في الجولان. وتابعت أن الاستنفار مستوجب لاحتمال أن تعاود قوات المعارضة محاولتها السيطرة على المعبر.
 الاشتباكات
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان كتائب عسكرية معارضة استهدفت حاجزاً عسكرياً للقوات النظامية داخل مدينة القنيطرة قرب خط فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل، وأن اشتباكات عنيفة دارت في المعبر الحدودي في القنيطرة، وأن بعض المناطق تعرض الى قصف جوي. وتابع ان معلومات وردت اليه عن «اختراق دبابات القوات النظامية لخط وقف إطلاق النار ودخلت مدينة البعث متوجهة إلى المعبر»، وأن مواجهات دارت بين عناصر أحد الألوية المقاتلة ورتل دبابات تابع للقوات النظامية على «اوتستراد السلام» بين دمشق والقنيطرة كان متجهاً نحو المعبر. وأشار الى ان الاشتباكات «امتدت الى بلدة خان أرنبة، في حين تعرضت قرى بير عجم وبريقة وجباتا في ريف القنيطرة الى قصف من القوات النظامية».
وتابع «المرصد السوري» ان مقاتلي المعارضة هاجموا أيضاً حاجزاً في بلدة بيت جن للقوات النظامية التي سقط منها قتلى، وذلك «ضمن هجمات بدأتها الكتائب المقاتلة على حواجز للقوات النظامية في محافظة القنيطرة»، لافتاً الى حصول اشتباكات أيضاً قرب بلدة القحطانية قرب القنيطرة، وإلى ان مقاتلين سيطروا على حاجز للقوات النظامية على خط فك الاشتباك في الجولان، وأن قصف قوات النظام طاول بلدات جباتا الخشب وطرنجة والقنيطرة القديمة.
 الانسحاب النمسوي
وفي رد فعل على الاشتباكات، قال المستشار النمسوي فرنر فيمان ونائبه وزير الخارجية مايكل سبيندليغر في بيان مشترك امس انهما سيسحبان الكتيبة النمسوية من قوة الأمم المتحدة، وأوضحا: «أظهرت احداث هذا الصباح انه لا يمكن الانتظار اطول»، مضيفين: «نولي الأولوية لأمن جنودنا وجندياتنا، وبالتالي فإن هذا القرار ضروري». وكانت النمسا هددت منتصف ايار (مايو) بسحب قواتها من الجولان في حال عدم التمديد في حزيران (يونيو) للحظر الأوروبي على الأسلحة لسورية خشية عدم التمكن من ضمان سلامة جنودها. وكان الاتحاد الأوروبي قرر خلال اجتماع في 27 ايار في بروكسل رفع حظر الأسلحة الى مقاتلي المعارضة، وإبقاء العقوبات المفروضة منذ عامين على نظام بشار الأسد.
 الكتيبة الفيليبينية
وأكد الجيش الفيليبيني أمس أن أحد عناصر الكتيبة الفيليبينية المنتشرة ضمن قوة حفظ السلام الدولية في الجولان، جرح إثر اصابته في ساقه بشظايا الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة. وجاء في بيان للجيش ان الجندي «يخضع حالياً للعلاج من فريق طبي في ملجأ، وهو في حال مستقرة وجيدة».
وتأتي الأنباء عن اصابة الجندي بعد شهر على اعلان الحكومة الفيليبينية انها قد تنسحب من القوة الدولية في الجولان بسبب مخاوف امنية عقب خطف جنود فيليبينيين في وقت سابق على يد عناصر من المعارضة المسلحة. وقال بيان الجيش ان «نيراناً غير مباشرة» سقطت على معسكر زيوني التابع لقوة حفظ السلام، موضحاً ان المعسكر يبعد ما بين 3 و4 كيلومترات عن موقع القتال.
وقال الناطق باسم الجيش الفيليبيني البريغادير - جنرال دومينغو توتان لوكالة «فرانس برس» ان عناصر حفظ السلام الفيليبينيين الـ 340 سيبقون في مرتفعات الجولان بانتظار قرار حكومي عن المشاركة في المهمة الدولية، مضيفاً انه وفق معلوماته، فإن الحكومة لم تتخذ قراراً نهائياً.
 الأمم المتحدة
وكان رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ايرفيه لادسو أكد وقوع «حوادث» عند معبر القنيطرة، موضحاً للصحافيين: «نتابع بأكبر قدر من الاهتمام الوضع في الجولان، المنطقة الحساسة. قمنا بتعديل وضع قوة الأمم المتحدة (المتمركزة في الجولان)، وأخذنا في الاعتبار خصوصاً أمن عاملينا». وأضاف: «وقع إطلاق نار».
ورداً على سؤال هل يؤثر ذلك في وجود قوة «أندوف»، قال: «لا، من مصلحة الأسرة الدولية أن تتمكن قوة الأمم المتحدة من مواصلة نشاطاتها من اجل الاستقرار الإقليمي». وأضاف أن «النمسا والفيليبين، وهما اكبر دولتين مساهمتين بالقوات، ستبقيان حالياً على جنودهما. نحن بحاجة اليهم». وأوضح: «منذ عام، أصبحت منطقة نزاع إلى أبعد حد، ونبذل كل ما بوسعنا لخفض المخاطر. أغلقنا بعض المواقع المعرضة للخطر، وعززنا المعدات، ولدينا نشاطات لا تتطلب الحركة».
 
الجيش السوري يتقدم مدعوماً من «حزب الله» إلى «ما بعد» القصير
لندن - «الحياة»
واصلت قوات النظام السوري مدعومة من «حزب الله» عملياته في القرى المجاورة لمدينة القصير بينها الضبعة، حيث تعرضت مناطق لجأ إليها نازحون لقصف عنيف، في وقت استهدف مقاتلو المعارضة حاجزاً للجيش النظامي و «حزب الله» قرب حدود لبنان.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن بلدتي البويضة الشرقية في ريف القصير والدارة الكبيرة ومدينة الرستن تعرضت لغارات من طائرات حربية أمس مع «تشديد القصف المدفعي» على الدارة الكبيرة، ذلك بعد ورود تحذيرات من استهداف البويضة الشرقية التي تضم 15 ألف شخص معظمهم من النازحين من القصير.
وأوضح مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن لوكالة «فراس برس» أن مئات المدنيين والجرحى لجأوا إلى هذه البلدة قبل سقوط القصير وبعده، مشيراً إلى أن 500 جريح على الأقل كانوا نقلوا إلى البويضة الشرقية قبل بدء الهجوم على المدينة في 19 الشهر الماضي.
وتعتبر البويضة الشرقية، آخر نقطة في ريف القصير الجنوبي، لا تزال تحت سيطرة كاملة لقوات المعارضة في ريف حمص في وسط سورية وقرب حدود لبنان.
وهزت أمس أربعة انفجارات أحياء حمص القديمة المحاصرة من دون معرفة أسبابها. كما قام مقاتلون من الكتائب المقاتلة بنصب مكمن لدورية تابعة للقوات النظامية على طريق يربط تدمر وسط سورية ودير الزور في شمال شرقها، مع ورود أنباء عن تدمير سيارتين ومقتل عدد من عناصر القوات النظامية.
وقال «المرصد السوري» إن الكتائب المقاتلة استهدفت «حاجز الإدارة» قرب حدود لبنان، الذي تتمركز فيه القوات النظامية وعناصر من «حزب الله» مع «تأكد أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوفهم». وحصلت اشتباكات في قرية الضبعة المجاورة للقصير.
وفي إدلب في شمال غربي البلاد، تعرضت قرية كفرلاته للقصف من قبل القوات النظامية وتجدد القصف على بلدة بنش. وأفاد «المرصد السوري» بأن بلدة تل رفعت ومدينة منبج في ريف حلب في شمال البلاد، قصفتا برشاشات الطيران الحربي عند منتصف ليل الأربعاء - الخميس، في وقت دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي الشيخ مقصود وأطراف حي الخالدية في حلب.
وتعرض حي برزة البلدة في الطرف الشمالي لدمشق لقصف عنيف ما أدى إلى أضرار مادية واشتعال حرائق في منازل عدد من الأهالي، فيما دارت اشتباكات في محيط بلدة مرج السلطان في الغوطة الشرقية ومداخلها، تحت غطاء من القصف العنيف. وقال «المرصد السوري» إن قوات النظام قصفت بلدة المنصورة الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس.
وهز انفجار عنيف المناطق الجنوبي لمدينة دمشق، وسُمع دويه في مخيم السبينة جنوب العاصمة وبلدة يلدا في الغوطة الشرقية. وقُتل رجل في مخيم اليرموك في الطرف الجنوبي لدمشق، في ظروف مجهولة. وتعرضت مناطق في مدينة النبك وبين مدينتي دمشق وحمص للقصف من قبل القوات النظامية.
وفي درعا جنوب البلاد، درات اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة الذين قصفوا مراكز للجيش النظامي في المدينة الرياضية. وقال «المرصد السوري» إن خمسة مواطنين بينهم طفلة قتلوا في قرية قرفا مسقط رأس مسؤول أمني كبير حيث اتهم نشطاء قوات النظام بإعدامهم. وتابع أن معلومات ترددت عن سيطرة الكتائب المقاتلة على حاجز الخزان في مدينة درعا عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، فيما يتعرض الحي الغربي في بلدة علما لقصف عنيف من القوات النظامية. وانتشرت القوات النظامية في الحي الغربي لمدينة الحارة وسط إطلاق نار عشوائي على الأبنية وأطلقت قذيفتي هاون باتجاه طريق القناة في المدينة.
وتابع «المرصد السوري» أن مناطق في مدينة إنخل قصفت من القوات النظامية «حيث تصاعدت أعمدة الدخان من الحي الشمالي، تزامناً مع إطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة. ومنعت القوات النظامية دخول المواطنين النازحين من مدينة إنخل إلى مدينة الحارة على المدخل الجنوبي».
 
مسؤول أميركي لـ «الحياة»: موسكو توافق على إخضاع الجيش والأمن لإمرة الحكومة الانتقالية
لندن - إبراهيم حميدي
أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى رداً على سؤال لـ «الحياة» أمس، أن موسكو وافقت على أن تكون قوات الجيش والأمن تحت سلطة حكومة انتقالية «كاملة الصلاحيات»، وقال «لسنا أغبياء، نعرف أن الحل السياسي غير ممكن من دون تغيير موازين القوى على الأرض».
وكان المسؤول الأميركي يتحدث في لقاء مع عدد من الصحافيين العرب، لمناسبة انعقاد اجتماع مسؤولي مجموعة «أصدقاء سورية» في حضور ممثلي الدول الـ11 الأساسية في المجموعة في لندن أمس، للبحث في «رد الفعل على الانخراط المرئي والواضح» لـ «حزب الله» وإيران في المعارك في سورية وكيفية التصرف بعد سقوط مدينة القصير ونتائج محادثات جنيف بين مسؤولين أميركيين وروس والأمم المتحدة».
وقال إن محادثات جنيف أول من أمس حققت «بعض التقدم، لكن لم نصل إلى قائمة نهائية للأطراف التي ستدعى إلى المؤتمر»، لافتاً إلى أن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لم يوافق بعد على المشاركة». وأوضح رداً على سؤال «ليس هناك أي موعد نهائي، لكن هناك احتمالاً في أن يعقد في تموز (يوليو) المقبل، والموعد النهائي يعتمد على تفاهم روسيا وأميركا والأمم المتحدة» على جميع النقاط.
وعن النقاط التي أنجزها الجانبان الأميركي والروسي في الاجتماع الأخير في جنيف، قال «هناك اتفاق واضح حول عدد من المسائل، أولاها تشكيل حكومة جديدة في سورية باتفاق متبادل بين الطرفين (السلطة والمعارضة)، وأن تتمتع هذه الحكومة الانتقالية بكامل الصلاحيات بما في ذلك قوات الأمن والجيش».
وأوضح «ناقشنا هذا الأمر مع الروس، وهم وافقوا على نقل كامل الصلاحيات إلى الحكومة الانتقالية»، مشيراً إلى أن «بيان جنيف» نص على تشكيل «حكومة انتقالية متفق عليها وأنها تتمتع بكامل الصلاحيات».
وكانت الحكومة السورية رفضت تمتع الحكومة الانتقالية بصلاحية الإشراف على الجيش والأمن، مع موافقتها على أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية تتعلق بالحوار الوطني والمرحلة الانتقالية وسلطات تشريعية من دون أن يشمل هذا مجلس القضاء الأعلى.
وأضاف المسؤول الأميركي أن مفاوضات «جنيف - 2 « لدى انعقادها لن تتناول «ماهية المرحلة الانتقالية وهدفها ولا صلاحيات الحكومة الانتقالية» بل إنها ستتناول «كيفية تحقيق ذلك ومن سيكون ضمن هذه الحكومة».
واتفق الجانبان في جنيف أول أمس على أن تكون الدعوة الموجهة لحضور المؤتمر تتضمن أن يكون هدف «جنيف - 2» هو «تنفيذ كامل لبيان جنيف الأول. بالتالي، فإن المجيء إلى جنيف يعني قبولاً صريحاً لذلك»، موضحاً «ما تقوم به إيران يتناقض مع بيان جنيف» الذي يتضمن عدم القيام أي من الدول بـ «أعمال تزيد عسكرة النزاع».
وقال المسؤول: «الأميركيون ليسوا أغبياء، نعرف أنه لا بد من تغيير ميزان القوى على الأرض، قلنا ذلك في مؤتمري «أصدقاء سورية» في عمان واسطنبول. وسنعمل مع شركائنا على تغيير ميزان القوى على الأرض».
وسئل ما إذا كانت بلاده طلبت من حلفائها زيادة تسليح المعارضة بعد سقوط القصير، فأوضح «حلفاؤنا أحرار في شأن ما يتخذونه إزاء هذا الموضوع. وهناك تنسيق بيننا، ونعرف أن التوازن يجب أن يتغير. ولم نحض أي دولة تحاول مساعدة السوريين للدفاع عن أنفسهم، كي تتوقف عن فعل ذلك».
وأشار إلى بروز مشاكل عملياتية لدى «الجيش الحر» بينها أن مقاتلي بعض الكتائب يخزنون السلاح «استعداداً لمعركة ما بعد» الرئيس السوري بشار الأسد «لكن، يجب أن يستعملوا السلاح الآن، إذ إن تخزين السلاح سيئ الآن لأنه لا يساعد على التخلص من النظام، وسيئ لمستقبل سورية».
وأشار أيضاً إلى أن الجماعات المسلحة «لا تنسق في ما بينها، إذ إن في بعض الحالات، لم تشارك كتائب مسلحة في عمليات إلى جانب كتائب أخرى».
وأكد أن دور رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس «مهم في تحسين الواقع الميداني على الأرض. ومستحيل تغيير التوازن على الأرض من دون تنسيق بين الجماعات المسلحة». وخاطب السوريين: «لا تلوموا الأجانب على نقص التنسيق بين الكتائب المسلحة. لا تلوموا الأجانب على مشكلة سورية». وزاد «السوريون يجب أن يقودوا ثم يساعدهم أصدقاؤهم»، لافتاً إلى أن دول «أصدقاء سورية» دعمت في مؤتمريها الأخيرين قيادة «الجيش الحر» لأن «دوره حيوي في تغيير ميزان القوى على الأرض. لا يمكن الوصول إلى حل سياسي من دون تغيير حسابات النظام، وهذا غير ممكن من دون تغيير التوازن على الأرض».
 
باريس سلمت الأمم المتحدة براهين عن استخدام النظام غاز السارين
الحياة....باريس - رندة تقي الدين
كشف مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع ان وزير الخارجية لوران فابيوس اتصل بنظيريه الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ بعد تلقيه نتائج تحاليل مختبر دوبوشي المرتبط بوزارة الدفاع في شأن استخدام سورية غاز السارين. وبعث رسالتين الى وزارتي الخارجية الاميركية والبريطانية. واعتبر المصدر ان الإعلان عن هذه النتائج هو رسالة رادعة لنظام الرئيس بشار الاسد كي يكف عن استخدام هذا السلاح كاختبار لردود الفعل الدولية.
وكشف المصدر ان ما تبين من فحص العينات التي تم العثور عليها في سراقب ان مصدره قصف جوي من طوافات جالت فوق المنطقة ما يعني ان غاز السارين لا يمكن الا ان يكون من جيش النظام. وتم تحليل عينة من الدماء والبول اظهرت استخدام غاز السارين. وتم فحص عينة من منطقة جوبر سلمت لصحافيي «لوموند» الذين سلموها الى المختبر الفرنسي ما ادى الى اتخاذ قرار الخارجية الفرنسية بموافقة الرئيس الى الكشف عن ذلك علناً. وطلبت باريس من رئيس بعثة الامم المتحدة ان يحضر الى باريس لمقابلة فابيوس الذي سلمه ملفاً تقنياً عن نتائج تحاليل المختبر الفرنسي.
وقال المصدر ان فرنسا وبريطانيا وعدداً من الشركاء طلبوا ان تتمكن البعثة من زيارة سورية على ان تحقق على الارض بحرية في كل الاماكن.
 
تسوية الوزراء العرب: إدانة «حزب الله» عبر تصريحات أمينه العام
الحياة..القاهرة - محمد الشاذلي
كشف ديبلوماسي عربي تفاصيل المناقشات بين وزراء خارجية الدول العربية وممثليها إزاء دور «حزب الله» في معارك مدينة القصير، وأسفرت عن تسوية تضمنت «الإدانة الشديدة لكل أشكال التدخل الخارجي، خصوصاً تدخل «حزب الله» وفقاً لما ورد على لسان أمينه العام» حسن نصرالله.
وأوضح الديبلوماسي لـ «الحياة» أن المشروع الجزائري الذي عُرض أولاً على اجتماع المندوبين الدائمين تجنب إدانة «حزب الله» مع إدانة «التدخل الخارجي»، في وقت كانت لجنة الصياغة تعمل على دمج ورقة عمل قدمها ممثل الجزائر مع ورقة أعدتها قطر رئيسة اللجنة المكلفة الأزمة السورية في ضوء اجتماعها الأخير في القاهرة في 23 أيار (مايو) الماضي، ذلك على رغم تحفظات العراق والجزائر و «النأي بالنفس» اللبناني.
وتابع أن ممثلي السعودية والإمارات والبحرين وقطر رفضوا صيغة لا تتضمن ذكر «حزب الله» وأنه لدى إحالة الموضوع إلى رئيس الدورة الحالية وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، شدد على ضرورة الخروج بموقف «على وقع هول الكارثة في سورية»، مؤكداً أن صدور القرار بتحفظات دولتين ونأي ثالثة سيكون «سلبياً».
وقال الديبلوماسي «في اللحظة الأخيرة تم التوفيق بين عبارة «إدانة التدخل الخارجي» في المشروع الجزائري وإضافة جملة «خاصةً تدخل حزب الله وفقاً لما ورد على لسان أمينه العام»، كي «لا تكون إدانة مطلقة للحزب». وزاد أن أحداً لم يعترض على هذه الصيغة ما عدا ممثل لبنان الذي اتخذ موقفاً مثل عادته.
وفيما قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي أن موضوع «حزب الله» طرح في إطار التدخل في سورية، ولم يطرح موضوع وضع «حزب الله» على قائمة المنظمات الإرهابية، اعتبر وزير الخارجية المصري أن ما صدر مساء أول من أمس «واحد من أشد القرارات في المسألة السورية، وأنه تضمن الدعوة إلى نقل السلطة، وأن تتمتع الحكومة الانتقالية بسلطة تنفيذية كاملة على الجيش والأجهزة الأمنية». وجدد التشديد على الموقف المصري بأن من تلوثت أيديهم بالدماء يجب ألا يكون لهم دور في الحكم و «لا أعتقد أن أي حكومة انتقالية سيكون فيها مكان لمن تلوثت أيديهم بالدماء».
وقال الرئيس المستقيل لـ «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب بعد لقائه العربي، إن هناك فكرة لدعوة «الائتلاف» لحضور مؤتمر لوزراء الخارجية العرب في القاهرة برعاية الجامعة وإن الموعد لم يحدد بعد، مشيراً إلى أنه لم يتلقَّ دعوة لحضور «جنيف - 2» كي يتخذ «الائتلاف» قراراً في شأن المؤتمر.
وكان المجلس الوزاري العربي رحب بـ «المساعي الدولية المبذولة لعقد «جنيف - 2» الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية» استناداً إلى بيان جنيف في العام الماضي وتقرير اللجنة العربية الذي تضمن «الحفاظ على هيكل الدولة والمؤسسات الوطنية السورية وتشكيل حكومة انتقالية لفترة زمنية محددة متفق عليها تمهيداً لضمان الانتقال السلمي للسلطة، تتمتع بسلطة تنفيذية كاملة بما في ذلك السلطة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية» بحيث تشكل الحكومة «خلال فترة زمنية محددة استناداً إلى تفاهم جميع الأطراف».
 
النار في عمق الجولان وإسرائيل تعالج جنوداً سوريين
بيروت - «الراي»
حط الحدث السوري المتنقل بسرعة بين الحدود، امس، نارا في عمق مرتفعات الجولان المحتلة، لتشعلها ميدانيا وسياسيا على اكثر من نقطة حساسة متصلة بهذا الملف، فدخلت الدبابات السورية المنطقة المنزوعة السلاح بموجب اتفاقية فض الاشتباك لاستعادة معبر القنيطرة بعد ان سيطر عليه المقاتلون لساعات، تحت سمع وبصر الجيش الاسرائيلي الذي تقدم بشكوى الى الامم المتحدة من دون ان يتدخل في المعارك.
وكان الجيش الاسرائيلي اعلن عن سيطرة قوات المعارضة على المعبر، ليعود ويؤكد بعد ساعات قليلة ان القوات النظامية استعادت السيطرة على المعبر اثر قتال عنيف مع قوات المعارضة ادى الى اصابات بين الطرفين.
وذكرت مصادر اسرائيلية ان الجيش نقل عددا غير محدد من الجنود السوريين الذين اصيبوا بجروح خطرة، الى مستشفى صفد للعلاج، وذلك للمرة الاولى، بعد ان كانت اسرائيل قد عالجت اعدادا من المقاتلين المعارضين على دفعات خلال اشتبكات سابقة في منطقة الجولان.
وفضلا عن السوريين من الجانبين، اصيب عنصران من قوة فض الاشتباك في الجولان، في القتال، ما دفع بالنمسا الى الاعلان عن نيتها سحب وحدتها التي تضم نحو 380 من اصل الف يشكلون قوة فض الاشتباك، ما يطرح مصير هذه القوة بمجملها على بساط البحث، وهي المنتشرة هناك منذ العام 1974.
ورغم التطورات في الجولان، ظلت الاضواء مسلطة على حدث سقوط القصير الذي استتبعه هجوم للقوات النظامية و«حزب الله»، على قريتي الضبعة والبويضة الشرقية اللتين انسحب اليهما المقاتلون الذين غادروا القصير، واستهدفت مدينة بعلبك للمرة الاولى بالصواريخ، في ما اعتبر انتقاما من قبل قوات المعارضة لما حدث في القصير.
 
كرّ وفرّ بين النظام والمعارضة على معبر القنيطرة وإسرائيل تنقل جنودا سوريين جرحى إليها
الرأي...دمشق - وكالات - دارت معارك عنيفة عند معبر القنيطرة بين الجزءين المحتل وغير المحتل من الجولان، تبادل خلالها الجيش النظامي ومقاتلو المعارضة السيطرة على المعبر، وقالت مصادر اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي نقل عددا من الجنود السوريين الجرحى للعلاج في مستشفى صفد، فيما تقدمت القوات السورية ومقاتلو «حزب الله» نحو قريتي الضبعة والبويضة شمال القصير غداة الاستيلاء على البلدة.
وقال متحدث باسم المجلس العسكري في القنيطرة التابع للجيش الحر ان قواته سيطرت على بلدة القنيطرة القديمة والمعبر، بالاضافة الى قرية القحطانية القريبة بعد قتال مع القوات النظامية.
لكن مصدرا امنيا اسرائيليا قال ان «الجيش السوري استعاد السيطرة على المعبر. وتسمع اصوات انفجارات من وقت لآخر لكن اقل بكثير من الصباح».
وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي قد نقلت عن مسؤولين عسكريين في وقت سابق ان مقاتلي المعارضة سيطروا على المعبر.
وأعلنت الاذاعة ان «الجيش يؤكد ان معبر القنيطرة سقط بايدي المقاتلين»، مضيفة ان المواجهات كانت مستمرة في البلدة القريبة من المعبر.
واكدت مصادر في قوات الامن الاسرائيلية ان عددا غير محدد من الجنود السوريين نقلوا الى مستشفى في شمال اسرائيل لتلقي العلاج. واضاف: «هناك على ما يبدو مصابون بجروح خطيرة من جنود (الجيش) السوري بين الذين نقلوا الى المستشفى في صفد».
وذكرت المصادر لـ «الراي» ان «عملية الهجوم بدأت منذ الرابعة فجرا، حيث سمعت نداءات التكبير من محورين الاول من ناحية الشمال عند المستشفى والثاني من ناحية الجنوب عند مدرسة احمد مريويد».
وأوضحت ان «المدينة التي تركها الاسرائيليون العام 1974 مدمرة بالكامل بعد التوقيع على اتفاقية فصل القوات خالية من المدنيين باستثناء 3 عائلات فقط ويحميها ايضا عدد محدود من عناصر الجيش السوري.
وهذه هي المرة الأولى التي يحاول «الجيش الحر» الدخول اليها.
وقدرت المصادر عدد المهاجمين بأكثر من 150 مسلحا. واوضحت ان «وحدات الجيش المتمركزة في مناطق قريبة سرعان ما وصلت إلى المدينة وشوهد وصول دبابة وناقلة جنود واشتبكت مع المسلحين كما قام سلاح المدفعية التابع للجيش والمتمركز في القرى المجاورة باستهداف المهاجمين».
واكد رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو وقوع «حوادث» عند معبر القنيطرة، وقال لصحافيين في باريس: «نتابع باكبر قدر من الاهتمام الوضع في الجولان، المنطقة الحساسة. قمنا بتعديل وضع قوة الامم المتحدة (المتمركزة في الجولان) واخذنا في الاعتبار خصوصا امن عاملينا». واضاف: «حدث اطلاق نار».
وردا على سؤال عما اذا كان ذلك يؤثر على وجود قوة الامم المتحدة لفض الاشتباك المنتشرة على هضبة الجولان منذ 1974 وتضم نحو 1200 رجل، قال: «لا، من مصلحة الاسرة الدولية ان تتمكن قوة الامم المتحدة من مواصلة نشاطاتها من اجل الاستقرار الاقليمي».
واضاف ان «النمسا والفيليبين وهما اكبر دولتين مساهمتين بالقوات، ستبقيان حاليا على جنودهما. نحن بحاجة اليهم».
في غضون ذلك، تقدمت القوات السورية ومقاتلو «حزب الله» نحو قريتي الضبعة والبويضة شمال القصير.
وقال ناشطون ومصور في المنطقة ان مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد خاضوا معارك شرسة حول الضبعة والبويضة.
وتوجد الضبعة على بعد 5 كيلومترات شمال شرقي القصير والبويضة على مسافة 7 كيلومترات اخرى في الاتجاه نفسه.
ويُعتقد أن الكثير من المقاتلين والمدنيين فروا من القصير عبر طريق تركته قوات الاسد التي تحاصر القصير مفتوحا.
وطبقا لتقديرات الائتلاف السوري المعارض هناك الآف المصابين والمدنيين في البويضة وحدها.
وقال مصدر أمن قريب من القوات السورية انها تركت عمدا مسارات خروج مفتوحة من القصير على أمل تفادي وقوع خسائر فادحة في الارواح في البلدة حيث ذكرت تقارير ان مئات المدنيين الى جانب نحو الف جريح مازالوا داخلها. وكان عدد سكان القصير الاصلي يقدر بنحو 30 ألفا.
لكن البلدة المدمرة كانت خاوية حين دخل جنود سوريون فرحون ومعهم مقاتلو «حزب الله» وسط القصير.
وربما امكن حتى الان تفادي وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين لكن مقاتلي المعارضة يقولون ان الخطر قائم مع ملاحقة قوات الاسد لخصومهم.
وفي الشمال، قال الجيش التركي ان أحد جنوده أصيب في اشتباك مع مسلحين كانوا ضمن مجموعة من 500 شخص حاولت دخول تركيا من سورية.
 
هل تنجح رايس وباورز في إقناع أوباما بالتدخل في سورية؟
 واشنطن - من حسين عبدالحسين
لم يكن مفاجئاً أن يعمد الرئيس باراك اوباما الى رد اعتبار موفدته الدائمة الى الامم المتحدة سوزان رايس بتعيينها في أرفع منصب في ادارته، اي مستشارة للأمن القومي. والتعيين لا يحتاج الى مصادقة مجلس الشيوخ، وبالتالي هو ناجز منذ إعلانه.
في الوقت نفسه، أعلن البيت الابيض نيته ترشيح سامنتا باورز، وهو ترشيح كانت «الراي» توقعته مطلع هذا العام، لخلافة رايس في الامم المتحدة. وبخلاف تعيين رايس، يحتاج تعيين باورز الى مصادقة مجلس الشيوخ، ما يعني أن الجلسة المخصصة له من المتوقع ان تشهد مواجهة سياسية يشنها الجمهوريون الذين يرجح ان يعيدوا فتح ملفات هجوم بنغازي، والتقاعس عن التدخل في سورية، والملف النووي الايراني.
وباورز كانت، الى جانب رايس ومستشار الامن القومي المتقاعد توم دونيلون ومسؤول الملف الايراني سابقا دينيس روس والسفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو، من اوائل الوجوه المعنية بالسياسة الخارجية التي دعمت المرشح باراك اوباما المغمور وساهمت في صناعة مواقفه في هذا المضمار والتسويق لها بين مراكز الابحاث والاعلام.
وكانت باورز متقدمة على رايس تراتبيا في حملة اوباما، حتى أدلت باورز بتصريح في مقابلة، اثناء الحملة، اجبر اوباما على الابتعاد عنها علنا. ومما قالته باورز في حينه ان اوباما، في حال انتخابه رئيسا، لن يسحب القوات الاميركية من العراق بعد ستة اشهر تماما كما كان وعد، بل سيستمع الى نصيحة كبار الضباط ويعمل معهم على تاريخ الانسحاب.
ذلك التصريح اثار زوبعة بين مؤيدي اوباما المتمسكين يومها بانسحاب فوري من العراق، ما اجبره على اقصائها. وكانت باورز هي المرشحة اساسا الى منصب سفيرة في الامم المتحدة، لكن خروجها بهذه الطريقة، أعطى منصبها الموعود الى رايس. وكجائزة ترضية، عين اوباما باورز بمرتبة عضو في مجلس الامن القومي.
والاثنتان، رايس وباورز، صديقتان. الاولى كانت تعمل في مجلس الامن القومي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون في العام 1994 عندما وقعت مجزرة رواندا، والثانية كانت تعمل صحافية في يوغوسلافيا السابقة في منتصف التسعينات اثناء اندلاع حملات التطهير العرقي. ويعتقد المراقبون ان الحدثين اثرا كثيرا في آراء المسؤولتين، فأقسمت رايس انها ان واجهت مجزرة مرة اخرى، ستساند بشراسة التدخل بشكل دراماتيكي لوقفها. اما باورز، فشاركت في تأليف كتب عديدة وانتاج افلام وثائقية عن المجازر المختلفة، وهي كانت من ابرز الداعمين لحملة وقف مجازر دارفور، في السودان، في العام 2006.
وبسبب معارضتهما للمجازر وتأييدهما تدخلا اميركيا عسكريا حول العالم لمنعها، كانتا من اوائل المؤيدين لتدخل عسكري في ليبيا لمنع قوات العقيد معمر القذافي من ارتكاب مجزرة بحق سكان مدينة بنغازي.
ولكن رغم تأييد المسؤولتين التدخل في ليبيا، تأخر التحرك الاميركي بسبب المعارضة الشديدة ضده من مستشار الامن القومي توم دونيلون، الذي كان ولا يزال يحبذ بقاء الولايات المتحدة خارج الصراعات العسكرية حول العالم.
لكن معارضة دونيلون لم تصمد حينما عادت هيلاري كلينتون من لقاء حول ليبيا جمع حلفاء الولايات المتحدة، وكانت اصبحت مقتنعة تماما بضرورة التدخل، فتدخلت لدى اوباما، وبمساندة من رايس وباورز، تراجع دونيلون ودخلت اميركا حرب ليبيا.
دونيلون، وهو اساسا محسوب على نائب الرئيس جو بيدن، آثر اليوم الخروج من الادارة بعد تعيين أوباما نائب مستشار الامن القومي دينيس ماكدنو رئيسا لموظفي البيت الابيض، ما يعني ان مرؤوس دونيلون صار رئيسه، فساءت العلاقة بين الرجلين منذ تعيين الاخير، وخرج الاول لتحل رايس محله.
وكان دونيلون مهندس ما سمي بسياسة «الانعطاف نحو آسيا»، اي التركيز على بناء تحالف تحسبا لصعود محتمل للقوة الصينية. كذلك، تعزى اليه مساهمته في انسحاب الولايات المتحدة سياسيا من المشهد العراقي، بالتنسيق مع الرجل الذي كان مولجا معالجة هذا الملف انتوني بلينكن عندما كان الاخير مستشارا للامن القومي لدى بيدن.
وبعد اتمام الخروج العسكري والسياسي من العراق، استقطب دونيلون بيلنكن، ومنحه كرسيا في مجلس الامن القومي الرئاسي، وهو منصب يشغله الاخير منذ بداية ولاية اوباما الثانية.
ومع خروج دونيلون من الفريق الرئاسي، يصبح السؤال: هل تنجح الاصوات المتعالية باقناع اوباما بتدخل عسكري في سورية؟
الاجابة معقدة ولكن اغلب الظن ان واشنطن ستبقى مترددة لناحية التدخل، حتى لو توغلت اكثر في دعم الثوار ضد بشار الاسد عسكريا وماليا ولوجستيا، والسبب ان اوباما نفسه متردد، وهو رغم انه يستمع الى نصائح مستشاريه يبقى صاحب القرار الفصل.
اما اعضاء الادارة الآخرون من امثال وزيري الدفاع والخارجية تشاك هيغل وجون كيري، فهذان يعارضان التدخل في سورية من حيث المبدأ، ولكنهما عموما يدينان بالولاء لأوباما الى حد ان بعض المراقبين يصنفونهما في خانة «رجال النعم»، اي الذين يوافقون على آراء الرئيس وقراراته من دون نقاش. ولكن، بالطريقة نفسها لرفضهما اي تدخل عسكري في سورية، الارجح ان كلا من هيغل وكيري سينقلبان في موقفيهما فورا ويصبحان من اوائل المؤيدين للتدخل في حال نجح الثنائي رايس - باورز في اقناع اوباما بجدوى وضرورة التدخل.
 
أوباما يحظى بدعم لسياسته بالابتعاد عن «المستنقع السوري»
الرأي.. واشنطن - من حسين عبدالحسين
في جلسة استماع في «لجنة العلاقات الخارجية» طالت اكثر من ساعتين وتناوب فيها على الحديث عدد يتجاوز المعتاد من اعضاء الكونغرس من الحزبين قارب العشرين عضوا، ظهر ان الانقسام الاميركي حول سورية مازال عميقا، وان الرئيس باراك اوباما ما زال يتمتع بدعم لسياسته القاضية بالابتعاد قدر الامكان عن الغوص في ما يعتبره المستنقع السوري.
الديموقراطيون منقسمون بين مؤيد لادارة الرئيس باراك اوباما حول سورية وحول حلول واشنطن السياسية المزمعة، وبين مطالب بالتخلي تماما عن الشرق الاوسط بعد تجربة العراق، واستخدام الاموال المرصودة خارجيا في مشاريع تساهم في تقوية الوضع الاميركي الداخلي.
الجمهوريون، بدورهم، منقسمون الى اغلبية معارضة لسياسة اوباما، ومؤيدة لحرب العراق وللتدخل في سورية لحماية المصالح الاميركية والحلفاء، وخصوصا اسرائيل، وبين اقلية جمهورية صاعدة تعارض اي دور اميركي حول العالم، وتعتقد ان هكذا دور يتطلب حكومة كبيرة وانفاقا كثيرا فيما الحزب الجمهوري يقوم على فكرة الحكومة الصغيرة والضرائب المنخفضة التي لا تكفي لتمويل هذا النوع من السياسات حول العالم.
رئيسة اللجنة عضو الكونغرس من الحزب الجمهوري عن ولاية فلوريدا اليانا روس- ليتنن تنتمي الى المجموعة الاخيرة التي تطالب بتقليص نفقات السياسة الخارجية والدور الاميركي، ما يعني انها تجد نفسها متوافقة سياسيا مع اوباما والديموقراطيين من مؤيديه ممن يرفضون التدخل في سورية.
هكذا، لم يكن مفاجئا ان تفتح روس- ليتنن الجلسة بخطاب مقتضب شددت فيه على حصرية الحل السياسي للأزمة في سورية، وهو موقف كان متباينا بشكل واضح عن معظم زملائها الجمهوريين.
الخبراء الثلاثة الذين حاضروا في الجلسة تنوعت مواقفهم السياسية كذلك، ولمع من بينهم الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» طوني بدران، الذي اعتبر ان مشكلة واشنطن تكمن في تركيزها على تفاصيل الصراع وعدم رؤيتها الصورة بشكل اكبر، وان على الولايات المتحدة ان تحدد هدفها، وان هذا الهدف يجب ان يكون «الحاق هزيمة استراتيجية بالنظام الايراني» في سورية.
الهزيمة الايرانية، تستتبع ضرورة تبني سياسة بناء سورية ما بعد بشار الاسد، وهذا يتضمن مؤتمرات سياسية واقتصادية وغيرها على شكل التي تنظمها او تشارك فيها واشنطن منذ اندلاع الثورة في منتصف مارس من العام 2011، حسب الباحث الاميركي.
وقال بدران ان الطريقة الاسرع لتحقيق الهدف الاميركي تكمن بضرب المطارات السورية واخراجها من الصورة، وبذلك تنقطع خطوط الامدادات الايرانية والروسية الى الاسد، وكذلك خطوط التموين التي تستخدمها قواته في ما بينها بسبب خطورة الطرق الارضية التي غالبا ما تتعرض لكمائن الثوار.
واعتبر بدران ان في سورية قرابة 25 مطارا مدنيا وعسكريا وان «عددا منها خارج الخدمة منذ ما قبل الثورة»، وعددا آخر يقع في المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
وبالاجابة عن سؤال احد اعضاء الكونغرس حول المدة المطلوبة لانجاز عملية ضرب مطارات الاسد، نقلت نائبة رئيس مركز ابحاث «اميريكان انتبرايز انستيتيوت» دانيال بليتكا عن عسكريين قولهم انها عملية «تستغرق اياما» فقط. وتتضمن هذه العملية، استخدام صواريخ موجهة عن بعد بدلا من غارات جوية متكررة او اقامة حظر جوي تفرضه المقاتلات الاميركية.
بليتكا، شنت هجوما حادا على سياسة اوباما، وقالت «بغض النظر عن سورية، عندما يقول الرئيس ان على الاسد التنحي ولا يتنحى الاسد، وعندما يضع الرئيس خطوطا حمرا على استخدام الاسد للكيماوي ولا يلتزم بها، هذه التصرفات تهز مصداقية رئيس الولايات المتحدة، وترسل رسالة الى ايران مفادها ان اميركا غير جادة في اي شيء تقوله».
لكن الاعضاء من الديموقراطيين بادلوا بليتكا الهجوم باتهامها بأنها من «المحافظين الجدد» الذين ورطوا البلاد في حرب العراق، ما دفعها الى القول انها ما زالت تتمسك بتلك الحرب، وان دور اميركا يتضمن نشر مبادئها حول الحرية والعدالة والمساواة حول العالم.
وحاول احد الديموقراطيين انتزاع القول من الباحثة بأنه من الصعب تحديد من يمكن تسليحه من بين الثوار السوريين، ومنع وصول الاسلحة الى يد متطرفين منهم، فردت ان اجهزة الاستخبارات الاميركية بامكانها ان تحدد هوية معظم الثوار وتوجهاتهم السياسية.
وفي هذا السياق، قال بدران ان السعودية تلعب دورا ايجابيا في تسليح الثوار غير المتطرفين فقط، وان ذلك يتم في الغالب بالتنسيق مع الاستخبارات الاميركية والاردنية.
في مواجهة بليتكا من الخبراء شارك جون الترمان من «مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية»، وايد موقف روس - ليتنن والديموقراطيين، وقال ان «الخطر الرئيسي الذي يواجه قوة الولايات المتحدة حول العالم هو وضعها المالي داخليا».
وعارض الترمان اي تورط اميركي في سورية، وقال ان «ليس كل السوريين يريدون ان ينتهي نظام الاسد»، وان على الولايات المتحدة ان تدرك قصورها في التأثير على نتائج الامور حول العالم، رغم الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها.
وختم الترمان ان ايران ليست بالقوة التي يتحدث عنها البعض، وان تكبير الدور الايراني يفيد الايرانيين ويكسبهم مؤيدين واصدقاء في المنطقة. وختم بالقول ان «الايرانيين خطر ممكن على اسرائيل، ولكنهم لا يشكلون خطرا عليها في الوقت الحالي».
كما تعرضت بليتكا لهجوم من الاعضاء الديموقراطيين ومديحا من زملائهم الجمهوريين، كذلك تعرض الترمان في المقابل لسيل من الانتقادات من الجمهوريين، وللاشادة من الديموقراطيين، في عملية اكدت انه على الرغم من ان عيون الكثيرين من الاميركيين مسلطة اليوم على الموضوع السوري وتاليا على الجلسة، الا ان السياسة الداخلية والمناوشات بين الحزبين مازالت حاضرة كذلك، ما يعني ان اي حركة اميركية جدية في الشأن السوري ما زالت تحتاج الى المزيد من الوقت والتبدلات في المشهد السياسي الداخلي.
 
 
واشنطن: ما كان للنظام السيطرة على القصير لولا إيران و«حزب الله»
واشنطن - كونا - دانت الولايات المتحدة الاميركية بشدة الهجوم الذي قام به النظام السوري في القصير «وتسبب بمقتل اعداد كبيرة من المدنيين ومعاناة انسانية هائلة». وطالب البيت الابيض في بيان الحكومة السورية والاطراف الاخرى في الصراع بالالتزام بالسماح فورا للمنظمات الانسانية المحايدة بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة للوصول الآمن لإجلاء الجرحى وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لانقاذ الحياة والعلاج. وذكر ان «النظام لا يمكنه ان يجاري سيطرة المعارضة في القصير لوحده لولا مساعدة حزب الله وايران للقيام بعمله في القصير» داعيا «حزب الله وايران الى سحب مقاتليهم فورا من سورية».
 
الظواهري للسوريين: أميركا تريد تحويل جهادكم إلى مخلب ضد إيران
الرأي...دبي - ا ف ب - دعا زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري في تسجيل صوتي تم بثه على الانترنت امس المجموعات الجهادية المقاتلة في سورية الى الاتحاد للحؤول دون اقامة نظام موال للولايات المتحدة في البلاد.
وقال الظواهري في رسالته التي نقلتها المواقع الاسلامية: «يا أسود الاسلام في الشام اجتمعوا واتحدوا وتوافقوا وتعاهدوا على الا تلقوا سلاحكم ولا تغادروا خنادقكم حتى تقوم في الشام الرباط والجهاد دولة اسلامية تسعى لاعادة الخلافة».
وحذر المقاتلين الجهاديين من ان «اميركا وعملاءها واحلافها يريدون منكم ان تسفكوا دماءكم... لتسقطوا الحكم العلوي المجرم ثم ينصبوا من بعده حكومة موالية لهم محافظة على امن اسرائيل تتمرد على الشريعة الاسلامية وتخضع للشرعية الدولية».
وقال الظواهري ان أميركا تريد أن تحول جهادهم الى «مخلب اميركي وأداة غربية فى مواجهة ايران».
وتابع في الرسالة التي حملت عنوان «65 عاما على قيام دولة الاحتلال الاسرائيلي» ان «الجهاد في الشام بفضل الله يسعى لاقامة خلافة اسلامية مجاهدة تواصل تضحياتها وعطاءها وبذلها حتى ترفع راية الاسلام والجهاد باذن الله وقوته فوق قمة جبل المكبر في القدس».
واضاف: «يا أسود الاسلام في شام الرباط والجهاد ان فلسطين التي سلبت منا منذ 65 عاما يعود الامل في استرجاعها بجهادكم المبارك».
 
 
عمان تحبط تهريب «كمية كبيرة» من الأسلحة و«تنذر» السفير السوري لمسّه بالأمن الأردني
عمان - تامر الصمادي
لندن، نيويورك، باريس، موسكو، بيروت - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - ارتفعت حدة التصريحات المتبادلة بين الحكومة الاردنية والسفير السوري في عمان بهجت سليمان الذي هدد باستخدام صواريخ «اسكندر الموجودة بكثرة ووفرة داخل سورية»، اذا قام الاردن بنشر صواريخ «باتريوت» على اراضيه.
وفيما وجهت الحكومة الأردنية «إنذارا نهائيا» لسليمان ودعته الى «التزام قواعد العمل الديبلوماسي، والكف عن اللقاءات والتصرفات والتصريحات التي تمس الأمن الوطني للأردن»، اعلنت القوات المسلحة الاردنية ان حرس الحدود احبط محاولة لتهريب كمية كبيرة من الاسلحة من سورية الى المملكة. وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (بترا) ان «قوات حرس الحدود القت القبض على مجموعة من الاشخاص على الحدود الاردنية السورية اثناء محاولة التهريب».
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن السفير السوري «تجاوز الأعراف والممارسات الديبلوماسية كافة، عبر تصرفات ولقاءات معلنة وغير معلنة، وتصريحات مرفوضة ومدانة يفترض أن تمثل سياسة بلاده». وأضاف: «سبق أن حذرنا السفير من مغبة الاستمرار بإطلاق التصريحات والتعليقات والمقالات، بما فيها المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يسيء فيها لدولة تستضيفه، وتحتضن مئات آلاف مواطني بلاده داخل مدنها وقراها ومخيمات اللاجئين فيها». وزاد: «ثمة إساءات متكررة يوجهها السفير للمؤسسات المدنية والعسكرية التابعة المملكة الأردنية، التي نرفضها جملةً وتفصيلاً». واستطرد قائلا «يبدو أن هذا السفير يفتقر لأدنى متطلبات العمل الدبلوماسي، وأسس التمثيل لدى دول أخرى».
من جهة اخرى، رد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بحذر» على التقارير الفرنسية عن التوصل الى أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في سورية، مشدداً على أهمية «التحقق الميداني» في أي ادعاء باستخدام مثل هذه الأسلحة. وقال بيان صدر عن مكتب بان إن «معظم التقارير بما فيها الصحافية تظهر الحاجة الطارئة لوصول لجنة التحقيق الدولية الى المواقع المشتبه بتعرضها لأسلحة كيماوية» داخل سورية. وأشار الى أن «الحكومة السورية لم تمنح اللجنة بعد الموافقة على الدخول الى سورية تلبية لطلب الأمم المتحدة». وأضاف البيان أن الحكومة الفرنسية سلمت رئيس اللجنة آيك سلستروم في باريس معلومات إضافية تتعلق بتقارير عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية وأن سلستروم «حذر حيال أن التحقق من صحة المعلومات غير ممكن مع غياب أدلة مقنعة حول تراتبية المسؤولية حول المعلومات المتوفرة»، مشدداً على «الحصول على الحقائق يتطلب المعاينة الميدانية للمواقع المعنية».
وفي شأن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «جنيف - 2»، قال ديبلوماسيون إن «الاجتماع الثلاثي التحضيري الذي عقد الإثنين بين الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة ناقش ثلاث أوراق عمل قدمها الأطراف. ولاحظ هؤلاء أن الجانبين الأميركي والروسي تجنبا الخوض في دور الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية المفترضة في سورية». وأضافت المصادر نفسها أن «اجتماعات ثنائية وثلاثية ستتواصل حتى ٢٥ الشهر الحالي، موعد الاجتماع التحضيري الثاني بين الأطراف الثلاثة في جنيف».
على الصعيد الميداني، واصلت قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من «حزب الله» عملياتها العسكرية في ريف حمص بعد يوم على سيطرتها على القصير، وقصفت بلدة البويضة الشرقية آخر معقل لقوات المعارضة في المنطقة والتي تضم الاف النازحين ومئات الجرحى. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن بلدتي البويضة والدارة الكبيرة ومدينة الرستن تعرضت لغارات من طائرات حربية.
وروى مراسل لوكالة «فرانس برس» مشاهداته في القصير امس، حيث كانت تنبعث رائحة من البارود والحريق من كل مكان وسط ابنية مهدمة ومتاجر تحمل آثار القنابل والشظايا في مدينة خالية من اي ساكن. وقال شاهد كان من اوائل الذين دخلوا المدينة بعد سماح الجيش السوري بذلك: «للوهلة الاولى بدت كمدينة اشباح لا يوجد فيها الا جنود سوريون مع آلياتهم وسط دمار هائل، مع ابنية منهارة بالكامل». وفي المقابل، بقي مقاتلو «حزب الله» باللباس العسكري بعيدين عن آلات التصوير والصحافيين. وقال مراسل «فرانس برس»: «المدينة التي يحتفي النظام بدخولها، ويدعو سكانها للعودة اليها، هي مدينة شبه ميتة».
ودعت الحكومة الفرنسية الى معاقبة مرتكبي «الفظاعات» في القصير وقال فيليب لاليو الناطق باسم الخارجية ان «فرنسا تدين بحزم كبير التجاوزات التي ارتكبها النظام بدعم من حزب الله في الهجوم على المدينة».
من جهة اخرى اعتبر الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاتشيفيتش سيطرة الجيش السوري على القصير بانها «نجاح لا شك فيه»، لكن «يجب الا يخلق اي اوهام حيال امكان حل كل المشاكل التي تواجهها سورية بوسائل عسكرية». واعلن رئيس الاستخبارات الروسية الكسندر بورتنيكوف ان حوالى مئتي اسلامي من منطقة القوقاز يقاتلون في سورية تحت راية تنظيم «القاعدة» ومنظمات اخرى تدور في فلكه.
 
مصادر عربية لـ «الشرق الأوسط»: الأسد باق حتى 2014 «لكن من دون صلاحيات».. الأمين العام للجامعة: خلو مقعد سوريا يرجع لتأخر المعارضة في تشكيل حكومة

القاهرة: سوسن أبو حسين - لندن: «الشرق الأوسط» ... قالت مصادر عربية في العاصمة المصرية القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقود نظامه حربا ضد المعارضة، باق في منصبه حتى 2014 «لكن من دون صلاحيات»، مشيرة إلى أن صلاحيات الحكم في سوريا سوف تذهب إلى «حكومة كاملة الصلاحيات، بما في ذلك توليها شؤون الأمن والدفاع». وسادت أجواء طبيعية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد الليلة قبل الماضية في القاهرة، لكن خلو مقعد سوريا من ممثل للمعارضة أثار تساؤلات المراقبين، خاصة أن المعارضة السورية جرى تمثيلها في القمة العربية بالدوحة مطلع هذا العام.
وأجاب الأمين العام لجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، عن هذه النقطة بقوله إن خلو مقعد سوريا يرجع لتأخر المعارضة في تشكيل حكومة.
وبعد 4 ساعات من الجلسة المغلقة، أصدر الاجتماع الوزاري العربي 10 نقاط لتوضح الموقف من مؤتمر جنيف وأجندته. وقالت المصادر العربية إن الأسد باق بعد «جنيف 2» المفترض عقده خلال الشهر المقبل، وأن الرئيس السوري «سيظل باقيا حتى 2014. لكن من دون صلاحيات»، مشيرا إلى أن هذه الصلاحيات «ستذهب لحكومة كاملة الصلاحيات بما في ذلك مسؤوليتها عن الأمن والدفاع».
وعقب الاجتماع، عقد العربي الليلة قبل الماضية مؤتمرا صحافيا مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وحذر العربي من التداعيات الخطيرة للوضع المأساوي الذي تشهده سوريا، خاصة في ظل تدخل أطراف خارجية على خط الصراع، قائلا إن «جنيف 2» ربما يكون الفرصة الأخيرة للأطراف السورية للخروج بحل سياسي يسهم في وقف المأساة الإنسانية في سوريا.
وحول ما تردد بشأن خلافات عربية خلال «الوزاري العربي»، قال العربي: «لم تكن هناك خلافات، بل وجهات نظر مختلفة، وانتهى الأمر بالتوافق حول الإدانة الشديدة للتدخل الخارجي في سوريا بما فيه تدخل حزب الله، فيما جدد لبنان موقفه بالنأي بنفسه».
وفي رده على سؤال بشأن الاتهامات الموجهة للجامعة العربية بفشلها بشأن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في سوريا، قال العربي إن الجامعة استنفدت جميع الوسائل في التعامل مع الأزمة في إطار ميثاقها بل وأكثر من ذلك، مضيفا أن الجامعة منظمة إقليمية وليست عالمية، وأن مجلس الأمن هو الذي يمتلك الحق في إصدار قرار لوقف إطلاق النار في إطار الفصل السابع من ميثاقه، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه حتى الآن، متسائلا: كيف تنجح الجامعة فيما فشل فيه مجلس الأمن. وردا على سؤال عما إذا كان هناك تراجع في موقف الجامعة العربية بالنسبة لشغل المعارضة لمقعد سوريا، قال العربي: «لا يوجد تراجع، وشغل المقعد مرهون بتشكيل حكومة أو ممثلين عنها، وهذا قرار تم اتخاذه على مستوى القمة العربية».
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أن قرارات «الوزاري العربي» جاءت بتوافق عربي، معتبرا التباين في وجهات النظر أمرا طبيعيا من أجل التوصل إلى اتفاق، لافتا إلى أنها المرة الأولى التي لم تسجل أي دولة تحفظا على أي فقرة من فقرات القرار، مما يعكس رغبة عربية جماعية بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، باستثناء لبنان الذي نأى بنفسه.
ولفت إلى أن الحكومة الانتقالية المقترحة في سوريا ستكون لديها سلطات كاملة، بمعنى أن الأسد لن يكون له دور في هذه الفترة، وسيتم نقل سلطاته في الدفاع والأمن والأمور الأخرى. ونفى محمد كامل عمرو في رده على أسئلة الصحافيين وجود تراجع في الموقف العربي تجاه سوريا، قائلا: «إن هذا واحد من أشد القرارات في المسألة السورية، ويتضمن الدعوة إلى نقل السلطة، وأن تتمتع الحكومة الانتقالية، بسلطة تنفيذية كاملة على الجيش والأجهزة الأمنية».
في غضون ذلك، اعتبر مصدر مسؤول في الخارجية السورية أن «ما يصدر عن الجامعة من قرارات لا يعني سوريا»، متهما إياها بأنها طرف أساسي ورئيس في الحرب على سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المصدر قوله إن «الجامعة العربية طرف أساسي في الحرب على سوريا. وما يصدر عنها وعن اجتماعاتها المتكررة سواء على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية لا يعني سوريا من قريب ولا من بعيد». واعتبر المصدر كل الاجتماعات واللقاءات التي تعقدها الجامعة العربية على أي مستوى كان ما هي إلا «محاولة من الجامعة العربية لشرعنة وجودها الذي سقط لدى الرأي العام العربي».
 
سوريا بين جبهة النصرة وحزب الله!

رضوان السيد

جريدة الشرق الاوسط.... تسارعت الحملات الإعلامية خلال الأسبوعين الأخيرين من جانب وسائل إعلام حزب الله وحلفائه في لبنان والعراق، مُهَوِّلةً من شأن «التكفيريين» الذين تأخر «الحزب» كثيرا في مواجهتهم. وقد لام الحزبَ على هذا التأخر والتردد قوميون ويساريون أيضا. وهذا ليس غريبا على الطوائف والإثنيات الحزبية والآيديولوجية في سوريا ولبنان وفلسطين. فالبعثيون والشيوعيون والقوميون السوريون هم مع النظام السوري ومع حزب الله وإيران منذ أكثر من عقدين. وهؤلاء يتقاضون بدلات مادية أو سلطوية ومن إيران إلى لبنان وسوريا وفلسطين بالطبع. كل هذا - كما سبق القول - ليس جديدا وليس غريبا، فالمشكلة لدى هؤلاء وبالدرجة الأولى إيجاد طرف داعم يستطيعون الاستناد إليه بعد الانهيار التدريجي ثم الزلزالي للأنظمة الاستبدادية الحاكمة أو التي كانت حاكمة (وهم شركاء صغار لها) باسم العروبة أو الحداثة أو العلمانية أو المقاومة. والطريف وغير الظريف أن هذه الحداثة كلها التي مثلها بالنسبة لهم الأسد والقذافي وصدام حسين، صارت الآن (من دون أن يجدوا حرجا في ذلك!) بأيدي آل الأسد، وحكومة ولاية الفقيه بطهران! وقد كانوا (وبينهم الحزب القومي السوري العلماني جدا) إلى ما قبل ثلاثة أشهر يدافعون عن بقايا نظام الأسد باعتبار أن انهياره يمثل انهيارا لمنظومة المقاومة، كما يمثل استسلاما للتنظيمات «الإرهابية» التي تقاتل ذلك النظام! وحزب الله يقاتل في سوريا منذ أكثر من عام. لكنه قبل ستة أشهر (وعلى لسان أمينه العام) حصر قتاله بالدفاع عن «اللبنانيين» في سوريا. ثم تقدم خطوة مع الأمر الإيراني بالقتال الكامل مع النظام وفي سائر أنحاء سوريا، فأضاف: «من أجل حشد الحزبيين، وإسكات تذمرهم من ازدياد عدد قتلاهم هناك» إلى هدف الدفاع عن اللبنانيين الشيعة بسوريا: الدفاع عن المقدسات الشيعية مثل السيدة زينب والسيدة سكينة وحجر بن عدي.. إلخ، لكنه في خطابه الأخير قبل أسبوعين حدد هدفين واضحين: مقاتلة التكفيريين، ومنع سقوط النظام. بعدها انطلقت وسائل إعلامه من كل ناحية في حملة على جبهة النصرة والسلفية الجهادية و«القاعدة»، (وهي بحسبهم تسميات متعددة لجهة واحدة). فأما وسائل الإعلام الشيعية فهي تتوجه إلى الشيعة في سائر أنحاء العالم لمساعدة حزب الله والمالكي في الحيلولة دون إبادة الشيعة بسوريا ولبنان والعراق، وأما وسائل الإعلام الأخرى (العلمانية والقومية واليسارية سابقا) فتعتبر أن «الظاهرة الإسلامية» التي أتت بها الثورات ما استطاع الوقوف في وجهها حتى الآن غير الأسد ونظامه، ولذلك لا بد من دعم النظام بشتى الوسائل من جهة، وحزب الله من جهة ثانية، لأن العدو واحد، فضلا عن فضائل الحزب في مقاومة إسرائيل من قبل ومن بعد!
لقد دخل في هذه الحملة على «التكفيريين» (الذين يسميهم الأميركيون والروس والأوروبيون: إرهابيين) الغربيون أيضا، وقبل حزب الله. بل إن وزير الخارجية الروسي رد أخيرا على وزير الخارجية الأميركي ومسؤولي حقوق الإنسان الذين طلبوا الرأفة بالمدنيين في القصير، بأن الأسد إنما يضرب الإرهابيين هناك، وليس من المنطقي أن يوقف النظام أو حزب الله إطلاق النار من جانب واحد!
وإذا كان المقصود الأول من خطاب نصر الله تحشيد الشيعة بالذات، وتبرير المخاطرة رغم كثرة القتلى واحتمال انفجار الصراع الشيعي – السني، فإن الهدف الثاني هو الالتقاء مع الغرب والروس على «مصالح مشتركة»، يصبح معها الأسد ونظامه تفصيلا بين التفاصيل. فتحت وطأة هذا التصعيد من شأن جبهة النصرة إرادة إرعاب للأوروبيين بعد الأميركيين. وقد اضطر ذلك الفرنسيين إلى التراجع بعض الشيء، كما اضطر وزير الخارجية البريطاني المتحمس لدعم الثوار السوريين إلى القول إنه لن يفعل ذلك إلا بعد مؤتمر «جنيف - 2» الذي لا يعرف متى ينعقد، هذا إذا انعقد! وقد ادعى أحد الكتاب المعروفين في صحيفة بارزة، أن وزير الخارجية البريطاني هو من المحافظين الجدد الكارهين للعرب والمسلمين! كما اكتشف فظاعة «جبهة النصرة» الكاتب الفرنسي المعروف برنار هنري ليفي (الذي كان شديد الحماس للثورة الليبية)، وعشرات المعلقين الإسرائيليين. وما عاد سرا خافيا أن بين أسباب تردد الأوروبيين وجود قوات لهم في جنوب لبنان، واحتمال تعرض حزب الله لها، شأن الأميركيين الذين كانوا خائفين من تعرض الإيرانيين لجنودهم في العراق، وانتهى بهم الأمر إلى تسليم العراق لإيران وخروجهم منه عام 2010 - 2011!
ولنعد بعد وصف المشهد المصنوع في الإعلام ودوائر القرار خلال شهور عام 2013، إلى حقائق المسألة. هناك مشكلة كأداء في وعي المسلمين الذين يعتبرون أنفسهم من أهل الاعتدال، والذين ينهمكون دائما في مناقشة الغربيين وخطاباتهم الإعلامية إرادة كسبهم. هؤلاء يريدون التسوية بين جبهة النصرة وحزب الله باعتبارهما وجهين لعملة واحدة هي التطرف، وهم يرون أنهم بذلك يتبرأون من «القاعدة» والجهاديين، ويسهلون على أنفسهم وعلينا عمليات النقاش والجدال مع الغربيين الذين لا يزالون متحيرين في كيفية إدانة حزب الله أو معاقبته، خوفا على الأمن في لبنان، وخوفا على المفاوضات مع إيران وروسيا. وهذه التسوية بين حزب الله وجبهة النصرة، وإن كان المقصود بها تخفيف الضغوط، وتمكين الثورة السورية من الحصول على الدعم هي خطأ، بل خطيئة في الوعي وفي قراءة الواقع أو فهمه. فجبهة النصرة المتشددة هي جبهة سوريا، وتقاتل النظام السوري. وهي تهدف لإسقاطه مثل الليبراليين والعلمانيين والإسلاميين الآخرين. بينما حزب الله هو جزء من المنظومة الأمنية والعسكرية الإيرانية، وهو يقاتل في لبنان وسوريا وجهات أخرى، وهو يجمع مقاتلين على أساس طائفي يقاتل بهم في كل مكان يكلفه به الولي الفقيه، ويقوده جنرال إيراني. وكما أن جبهة النصرة لا تقاتل في سوريا لنصرة الدين، فكذلك الحزب لا يقاتل بسوريا بقصد تحويل السنة إلى شيعة. السبب من الطرفين سياسي واستراتيجي. لكن الفارق الأساسي أن المتشددين في الجبهة هم مواطنون سوريون في الأعم الأغلب، بينما مقاتلو حزب الله هم مجموعات مسلحة من عدة بلدان وليس بينهم سوري واحد، ويجمعهم أمران: المذهب الديني، وإمرة المرشد. ونحن اللبنانيين، بل والعرب الآخرين، لا ننكر على حزب الله قتاله في سوريا لأنه حزب شيعي، بل لأنه تنظيم إيراني القيادة والتمويل والأهداف، وهو والتنظيمات المشابهة له ينشرون الانقسام والاضطراب والموت في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين!
إن الشعب السوري الذي يقاتل من أجل حريته، والذي فقد مئات الألوف، وتهجر منه الملايين، هو الكفيل في المستقبل القريب بتحديد مصيره ومن يحكمه، وهو من أجل حرية القرار ضحى ولا يزال. ولا شأن بذلك لا لإيران ولا لحزب الله ولا لروسيا. فاستناد النظام إلى هؤلاء وإلى كوريا الشمالية وأمثالها هو الذي مكنه من البقاء عقودا على أعناق الشعوب العربية في سوريا ولبنان وفلسطين.
لقد أسقطت الثورة السورية كل الثنائيات: الأسد أو نحرق البلد، ونظام الأسد أو لا يبقى لروسيا موطئ قدم في المنطقة، وإيران في سوريا ولبنان أو لا مقاومة، وحزب الله أو جبهة النصرة! إن الحقيقة الوحيدة الباقية هي الشعب السوري المقاتل من أجل حريته، وحرية العرب أجمعين.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,381,331

عدد الزوار: 7,630,455

المتواجدون الآن: 0