قوى ترى تداعيات خطيرة لسقوط القصير وأخرى تعتبره تحولاً استراتيجياً ....دعوات لـ "الجهاد" ضد الجيش اللبناني أشعلت المدينة بعد انتشار شائعة كاذبة كالنار في الهشيم .... شخصيات شيعية لبنانية: لندع الشعب السوري يحدد نظامه بلا تدخل خارجي

"حزب الله" وضع لبنان في مهب الريح وثوار سورية يتوعدون بالانتقام من "حزب الله" في معاقله داخل لبنان

تاريخ الإضافة السبت 8 حزيران 2013 - 6:25 ص    عدد الزيارات 1986    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

قائد الجيش الاميركي يتصل بقهوجي: قلق من الوضع المتشنج في مناطق لبنانية
موقع 14 آذار...
جرى اتصال بين قائد القيادة المركزية الأميركية (USCENTCOM) الجنرال لويد ج. أوستن الثالث وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، حيث شدد الجنرال أوستن على التعاون العسكري القوي والمستمر بين البلدين.
كما جدد الدعم الأميركي للجيش اللبناني كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة للبنان ورحب بقيادة قهوجي وبجهود الجيش اللبناني في الحفاظ على الهدوء والنظام في لبنان وفي تأمين حدود لبنان.
وقد عبر الجنرال أوستن عن القلق لاستمرار العنف في طرابلس وللتشنج المتزايد في مناطق أخرى من لبنان. كما شجب القصف المستمر من سوريا للأراضي اللبنانية وشدد على أهمية منع عبور المقاتلين اللبنانيين الى سوريا.
 
قوى ترى تداعيات خطيرة لسقوط القصير وأخرى تعتبره تحولاً استراتيجياً
بيروت - «الحياة»
استأثر موضوع سقوط مدينة القصير السورية وتداعياته على لبنان بحيز كبير من المواقف السياسية، إضافة إلى الشأنين الانتخابي والحكومي. ورأى وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي أن «سقوط القصير جولة كانت لمصلحة النظام السوري وحلفائه وهناك جولات أخرى في المستقبل قد تكون لمصلحة فريق آخر، وإلا لكانت حُسمت الأزمة»، وقال في حديث تلفزيوني: «ما ساهم في تعديل ميزان القوى على الأرض هو حزب الله»، وأكد أنه «ضد تدخل حزب الله في سورية، والمبررات التي قدمت لم تكن مقنعة»، معتبراً أن «أفضل مشهد لإسرائيل هو أن ترى حزب الله منغمساً في الحرب السورية». وإذ رأى أن «مسألة تأليف الحكومة طويلة للأسف»، لفت إلى أنه «إذا رفض الطعن بالتمديد للمجلس النيابي فستبدأ فعلياً عملية تشكيل الحكومة السياسية».
وأعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري «أن مناظر الابتهاج وتوزيع الحلوى في الضاحية الجنوبية احتفالاً بسقوط القصير مشينة وهي سقوط لمنطق المقاومة»، وأكد لـ «المستقبل»: «أن ما شهدناه أمر أكثر من مؤسف أسقط كل أدبيات حزب الله وما يسمى بالمقاومة وأصبح مرتزقة تعمل لتنفيذ مخططات إيران في المنطقة والمحور الذي تنتمي إليه».
وفي الملف الحكومي وإمكان التلاقي مع «حزب الله» إلى طاولة واحدة داخل مجلس الوزراء، قال: «بكل تأكيد أيدي حزب الله اليوم تقطر دماً من الشعب السوري، وبالتالي فإن مسألة الجلوس معه أمر مستبعد حتمياً لأنه تجاوز كل الخطوط الحمر ولم نعد ملزمين بالقيام بما قمنا به في السابق في اتفاق الدوحة».
ورأى عضو الكتلة نفسها النائب جمال الجراح أن «من سقط هو حزب الله وليس القصير». ولفت إلى أن «ما قام به الحزب في سورية جريمة موصوفة بحق لبنان واللبنانيين والشعب السوري».
واعتبر عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب غسان مخيبر أنه «يجب أن نلتقط كل سبيل لتوسيع كل سبل الحوار بين اللبنانيين بما فيها طاول الحوار حول موضوع الأمن».
وأوضح أن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون «رفض تدخل جهات حزبية في سورية بما فيها حزب الله وهذا موقفي أيضاً».
 «لن نسكت»
وقال عضو كتلة «الكتائب» النائب سامي الجميل إن «مواكب حزب الله التي مرت بالأمس في شوارع الدكوانة ومنطقة جديدة المتن مرت على خير ولكننا لن نسكت إذا ما تكرر الأمر». وحمّل بعد لقائه ميشال معوض «المعنيين مسؤولية ما حصل من إطلاق رصاص»، وقال: «نرفض أن تكون مناطقنا مناطق حرب».
ولفت الجميل إلى أن «هناك بعض اللبنانيين يجرون لبنان إلى حرب أهلية». ودعا الدولة إلى «إصدار قرار سياسي يسمح للجيش بأن يلعب دوره في شكل كامل لضبط الأمور في كل المناطق اللبنانية»، معتبراً أن «استهداف الجيش هو بمثابة ضرب آخر معقل للدولة اللبنانية».
وفي المقابل اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى أن «ضلوع حزب الله في القصير لا يؤثر في المشهد الداخلي». وأكد أن «موضوع تأليف الحكومة هو تشاوري بين الأفرقاء الداخليين، ولا علاقة مباشرة لنشاط حزب الله في القصير».
ولفت رئيس الحزب «الديموقراطي» طلال أرسلان إلى أنه «سيكون لعودة القصير تأثير كبير في مجمل المجريات على المستويين الإقليمي والدولي على حد سواء»، داعياً إلى أن «تتوقف رهانات البعض التي ما أدت إلا إلى زرع الفتن الطائفية والمذهبية التي لا تمت إلى الوطنية بصلة».
 لجان شعبية
وكشف عضو كتلة «البعث» النائب عاصم قانصوه عن «وجود ضباط إسرائيليين وعرب بينهم مغربي إضافة إلى ضباط أجانب، داخل الأراضي اللبنانية بعضهم من الجرحى الذين يتلقون العلاج داخل لبنان». وقال: «إذا لم يحسم الجيش وجودهم، سنجبر على الدفاع عن النفس، تماماً كما فعل حزب الله في خراج بعلبك منذ أسبوع». ورأى أن «من الضروري إنشاء لجان شعبية تتعاون مع الجيش لحماية ظهره من هذه المجموعات».
ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أنّ «ما حصل في القصير هو تحوّل على مستوى استراتيجيات المنطقة، وأدخلها في مرحلة جديدة ليست لمصلحة إسرائيل وأميركا وأدواتهما في المنطقة».
 
قصف بعلبك للمرة الأولى بالصواريخ وعرسال وعكار تحت تهديد الطيران والدبابات
 بيروت - «الراي»
مع سقوط منطقة القصير في يد «حزب الله» والجيش السوري النظامي، تحوّلت الحدود الشرقية والشمالية للبنان «خط توتّر عال» يشي بأن تتدحرج عبره بين لحظة وأخرى «كرة النار» السورية التي وصلت «طلائعها» سواء عبر صواريخ «عابرة للحدود» او توغلات في عمق الاراضي اللبنانية.
وحملت مرحلة «ما بعد القصير» إشارات بالغة السلبية بإزاء ما ينتظر لبنان الذي صارت أراضيه في «مرمى النارين»، اي نيران الجيش النظامي و«الجيش السوري الحر» اللذين يستهدف كلٌّ منهما مناطق يعتبر انها «بيئة حاضنة» او ممرّاً لخصومه و«جسراً دعماً له».
وفي هذا السياق شهد ليل الاربعاء - الخميس مجموعة تطورات أبرزها:
* قيام المعارضة السورية بقصف هو الاول من نوعه لمدينة بعلبك التي سقط فيها 12 صاروخاً وتحديداً على حي الشراونة والتل الابيض وايعات ما أدى الى حال ذعر بين السكان الذين لم يعتقدوا ان القصف سيطولهم علماً ان قذائف سبق ان سقطت في محيط المدينة قبل ايام ولا سيما المنطقة الواقعة بين بلدات سرعين التحتا وسرعين الفوقا والنبي شيت.
وأشارت تقارير الى أن أحد الصواريخ سقط قرب منزل النائب غازي زعيتر (من كتلة الرئيس نبيه بري) في حي الشراونة وآخر في محيط معمل الكهرباء في الكيال، وصولاً الى البساتين واطراف ايعات الشرقية، وافادت معلومات ان أحد الصواريخ ادى لاصابة حياة رمضان (18 عاماً) إصابة طفيفة في رأسها.
وبحسب المعلومات فان سكان بعلبك اعتقدوا بداية ان الانفجارات ناجمة عن احتفالات «حزب الله» بـ «النصر» في القصير قبل ان يتضح ان المدينة مستهدفة بالصواريخ من الجرود الشرقية في الجانب السوري من الحدود.
وفيما اشارت اوساط مراقبة الى ان قصف بعلبك شكّل رسالة من المعارضة السورية لـ «حزب الله» الذي تلفت معلومات الى انه ماضٍ في دعمه الجيش السوري في استعادة السيطرة على مناطق اخرى «ما بعد بعد القصير»، بدا واضحاً ان سقوط الأخيرة لم يؤمن للحزب اقامة «شريط آمن» على الحدود مع لبنان يضمن تحييد مناطق نفوذه عن صواريخ المعارضة السورية التي لا تزال تسيطر على عدد من القرى المحاذية لسلسلة الجبال الشرقية. مع العلم ان القصير تشكّل نقطة استراتيجية بين عرسال والهرمل البقاعيتين وشمال لبنان وحمص وطريق عام حمص دمشق وصولا الى خط الساحل السوري، كما تطول الخزان الشعبي لـ «حزب الله» من الهرمل الى بعلبك.
وفيما ناشد مواطنون رئيس الجمهورية ميشال سليمان التدخل السريع لضبط الحدود الشرقية وكافة الحدود اللبنانية - السورية عبر نشر الجيش والقوى الامنية واستحداث مراكز ونقاط ثابتة منعا للفلتان الذي تشهده تلك الحدود ومنعاً لحصول اي اعمال عسكرية تهدّد المواطنين، تخوّفت تقارير من امكان انفلات الوضع كلياً في هذه النقطة.
* تحليق الطيران الحربي السوري على علو مخفوض فوق عرسال (البقاع) التي شهدت اول من امس غارات نفذتها مروحية من الجيش السوري النظامي، علماً ان عرسال المؤيدة للثورة السورية والتي ترتبط بنحو 55 كيلومتراً بحدود مشتركة مع الجوار السوري، لا تزال تُعتبر بالنسبة الى معارضي النظام الذين يسيطرون على المقلب الآخر من الحدود متنفساً ورئة لهم توفر ما يحتاجون إليه للاستمرار في ثورتهم.
ووسط تقارير اشارت الى قرب انطلاق معركة قرى سلسلة الجبال الشرقية ابتداء من القرى المقابلة لعرسال وصولا الى الزبداني بطول 70 كيلومتراً، تبرز مخاوف من انعكاسات كبرى لمثل هذا التطور على عرسال، وربما على علاقتها ببقية المناطق البقاعية المحيطة بها.
ويذكر ان قناة «الجزيرة» اشارت الى وجود 800 جريح سوري محاصرين في البويضة قرب حمص وسط فشل محاولة إجلائهم لعرسال.
وفي موازاة ذلك، اعلنت قيادة الجيش اللبناني انه «عند الـ10 من ليل الأربعاء، قامت مجموعة من المسلحين كانوا يستقلون سيارة نوع بيك آب بمهاجمة حاجز الجيش في منطقة وادي حميد - عرسال وإطلاق النار باتجاه عناصره، وعلى الأثر اشتبك عناصر الحاجز مع المعتدين، ما أدى إلى مقتل مسلحين أحدهما من التابعية السورية، فيما لاذ الباقون بالفرار. وعند الساعة 2:30 من فجر الخميس، اشتبك عناصر الحاجز مع مجموعة مسلحة أخرى أقدمت على إطلاق النار باتجاههم من دون وقوع إصابات في الأرواح. وقد تم ضبط السيارة المذكورة وفي داخلها كمية من الأسلحة الحربية والذخائر».
* توغُّل نحو 13 ملالة سورية فجراً في خراج بلدات مسعودية وحكر ضهري في عكار لنحو نصف ساعة قبل ان تعود أدراجها، ليستمر سقوط القذائف في عدد من قرى عكار التي تدعم في غالبيتها الثورة السورية.
«نناشد الجميع عدم الانسياق وراء دعوات لا تريد الخير للبنان»
الفيصل: نتابع بقلق بالغ أحداث طرابلس
بيروت - «الراي»:
اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن الرياض تتابع «بقلق واهتمام بالغين» الاحداث في مدينة طرابلس، مناشداً جميع الاطراف «عدم الانسياق وراء الدعوات التي لا تريد الخير للبنان».
وقال الفيصل ان المملكة العربية السعودية «تناشد جميع الاطراف المعنيين وضع حد لهذا الاقتتال والتصرف بحكمة وعدم الانسياق وراء الدعوات التي لا تريد الخير للبنان وشعبه والنأي بانفسهم عن كل ما يخلّ بأمن بلادهم وسلامتها واستقرارها»، مشيراً الى ان الرياض «تؤكد موقفها الثابت تجاه تعزيز سلطة الدولة اللبنانية وبسط سيطرتها على كل اراضيها وثقتها في حرص الحكومة اللبنانية على اتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على امن الشعب اللبناني واستقراره بكل فئاته وطوائفه».
 
دعوات لـ "الجهاد" ضد الجيش اللبناني أشعلت المدينة بعد انتشار شائعة كاذبة كالنار في الهشيم    
طرابلس: سباق محموم بين ضبط الفلتان وفتح أبوب الجحيم
طرابلس - "السياسة":
عاشت مدينة طرابلس في شمال لبنان, أمس, يوماً مروعاً لم تشهده منذ الحرب الأهلية في ثمانينات القرن الماضي, حيث انتشر المسلحون الملثمون في مناطقها وطرقاتها وأجبروا الناس على إغلاق المحال التجارية, تعبيراً عن استيائهم من الخطوات الحازمة التي اتخذها الجيش اللبناني لوقف القتال والمعارك بين العلويين والسنة على المحاور في منطقتي باب التبانة وجبل محسن ومحيطهما.
مصادر سياسية وأخرى محلية من داخل طرابلس كشفت ل¯"السياسة" تفاصيل اليوم "المرعب", موضحة أنه بعد انتشار وحدات من الجيش في جبل محسن, الثلاثاء الماضي, لمنع إطلاق النار ووقف عمليات القنص, حاولت وحدات أخرى, أول من أمس, استكمال انتشارها في باب التبانة للغاية نفسها, إلا أن المجموعات المسلحة رفضت ذلك, ما أدى إلى توتر الوضع الأمني.
واستمر الوضع على ذلك حتى فجر أمس, حين ضبط الجيش مخزناً للأسلحة في محلة سوق القمح - الحارة البرانية في باب التبانة يحتوي على "كميات من العبوات الناسفة ومدافع الهاون محلية الصنع, والبنادق الحربية والذخائر العائدة لها, بالاضافة الى اعتدة عسكرية متنوعة", يعود "للمدعو زياد علوكي (بحسب بيان الجيش) الذي قام على أثر ذلك, ببث أكاذيب تتعلق بإقدام الجيش على المس بالرموز الدينية بهدف إثارة النعرات الطائفية".
وأوضحت قيادة الجيش, في بيانها, أنها "تستمر في عمليات الدهم ومطاردة المسلحين في أحياء المدينة", محذرةً من أنها لن تتهاون في التصدي المباشر بالامن وللمظاهر المسلحة كافة الى اي جهة انتمت.
المصادر الطرابلسية كشفت ل¯"السياسة" عن أن فحوى "الأكاذيب" التي أشار إليها بيان الجيش, تتعلق ببث شائعات, انتشرت كالنار في الهشيم بجميع أنحاء طرابلس, مفادها أن عناصر الجيش أقدموا على تكسير مسجد العمري و"أحرقوا المصاحف وداسوا نسخاً منها بأرجلهم".
وإذ نفت بشكل قاطع أن يكون أي جندي من الجيش أقدم على عمل مستنكر كهذا, أوضحت المصادر المطلعة أن مخزن الأسحة كان سابقاً مصلى, وأن بعض المجموعات المسلحة التي لا تريد وقف إطلاق النار والتوصل إلى التهدئة في طرابلس, استغلوا هذه الشائعة والمعلومات الكاذبة, وتصرفوا على أنها حقيقة, حيث خرجت مواكب لمسلحين ملثمين, غالبيتهم من الإسلاميين, إلى معظم شوارع المدينة, وخارج المناطق التي تشهد اشتباكات عادة, وأجبروا المحال التجارية بقوة السلاح على إغلاق أبوابها بدعوى ضرورة "التضامن" معهم ضد الجيش.
لكن الأخطر من ذلك, بحسب المصادر, تمثل بتصاعد الدعوات ل¯"الجهاد" ضد الجيش عبر استهدافه والدخول في معركة معه من شأنها أن تفتح "أبواب الجحيم على طرابلس ومنها على كل لبنان".
وكشفت المصادر عن وجود مخطط مشبوه وخطير جداً لوقوع صدامات بين المجموعات المسلحة, سيما الإسلامية منها, وبين الجيش, الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تطورات خطيرة لا تحمد عقباها, سيما وأن غالبية المسلحين هم من أبناء المدينة.
وأوضحت أن الاحتقان في طرابلس بلغ ذروته أول من أمس من جراء مشاهد الاحتفالات التي عمت مناطق "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب, على خلفية سيطرة جيش النظام السوري وميليشيات الحزب على مدينة القصير, محذرة من دخول لبنان في دوامة النار السورية بسبب ممارسات الحزب "المذهبية".
وشددت على أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة المستفحلة في طرابلس تمكن بتحرك حازم من الدولة اللبنانية, على أعلى المستويات, يتمثل بإجبار الحزب على سحب مقاتليه من سورية ووقف أي دعم عسكري لقوات النظام, محذرة من تفاقم الأوضاع في الأيام القليلة المقبلة وعجز الدولة والسياسيين عن ضبطها.
وفي محاولة لضبط الفلتان الأمني, لاحقت وحدات من الجيش مجموعات من المسلحين في أحياء التل والنجمة وعدد من شوارع طرابلس, كما وقعت اشتباكات بين الجانبين في شارع التل, وسط المدينة, استخدمت فيها أسلحة خفيفة وقذائف.
وسمعت أيضاً أصوات إطلاق نار ورشقات كثيفة من شارع الثقافة وشارع المئتين, تزامناً مع تجدد الاشتباكات في المحاور التقليدية في البقار والشعراني وجبل محسن وأحياء التبانة.
وبعد الظهر, أعلن الجيش في بيان, عن تعرض إحدى دورياته في جبل محسن لإطلاق نار من قبل مسلحين, ما دفعها إلى الرد على مصادر النيران, ثم عمدت وحدات من الجيش إلى "مداهمة عدد من الاماكن المشتبه بها بحثا عن المسلحين, وضبطت أثناء ذلك مخزناً للسلاح يحتوي على كميات من القاذفات الصاروخية والقنابل اليدوية والبنادق الحربية, بالاضافة الى كميات من الذخائر والاعتدة العسكرية".
من جهته, اعتبر مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال أن "التطورات المتلاحقة التي نعيشها في طرابلس تفرض على المسؤولين والمعنيين العقلاء التحرك السريع قبل تدهور الأوضاع بشكل سريع يصعب بعده تداركها".
وقال في بيان: "مما لا شك فيه وجود عقلاء بالجيش, فالمرجو من هؤلاء المبادرة لتفويت الفرصة على النظام السوري وحلفائه الذين يحاولون جاهدين تسخير مؤسسة الجيش وشرعيتها لصالح مشروعهم الإقليمي والدولي", مطالباً "الجميع في الجيش وخارجه, بالنظر للمصلحة العامة وتوخي الحذر والحكمة".
وفي تلويح على ما يبدو بفتح معركة مع الجيش, حذر الشهال من "اضطرارنا لإصدار بيان شرعي يمهد لفتوى مهمة", ناصحاً "الشباب في طرابلس وغيرها ألا يستنزفوا طاقاتهم وإمكاناتهم".
 
إسرائيل تخطط لتحويل جنوب الليطاني أرضاً محروقة       
ثوار سورية يتوعدون بالانتقام من "حزب الله" في معاقله داخل لبنان
لندن- كتب حميد غريافي:
لم يعد لبنان أبعد من خطوات قليلة عن الانزلاق الى حرب داخلية مذهبية مزدوجة تهب رياحها السموم عبر الحدود السورية من الشمال والشمال الشرقي المحاذيين لعكار وطرابلس وللهرمل وبعلبك وعرسال في البقاع, بعدما خرقت ميليشيات "حزب الله" بأوامر واضحة من الولي الفقيه في طهران كل الأعراف الدولية في اجتياح أراضي دولة اخرى والاعتداء على مواطنيها وتدمير حياتهم في مختلف جوانبها, ما جعل آلاف السوريين من "الجيش الحر" يركزون على قواعد "حزب الله" في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية من بيروت استعداداً لنقل حرب موازية لحرب الحزب من القصير وحلب وريف دمشق الى الهرمل وبعلبك والقرى الممتدة منها جنوباً الى شمال الليطاني مروراً بالبقاعين الأوسط والغربي, تؤدي الى اضطرار الايرانيين لسحب عصاباتهم من سورية الى داخل لبنان للدفاع عن رؤوسهم هذه المرة.
الثأر للقصير
وبلغ غضب المقاتلين الثوريين السوريين في محافظة حمص حداً غير مسبوق منذ بداية الثورة قبل نحو 27 شهراً, حيث قال أحد عمداء "الجيش الحر" من ريف القصير ل¯"السياسة", أمس, "إننا قد نكون فقدنا أي رحمة من قلوبنا بعدما شاهدناه من عصابات نصرالله الشيعية من مجازر وانعدام اي حس بشري إنساني في صفوفها عندما تتعامل مع المدنيين العزل بالساطور والسيف والخنجر ومناشير الخشب المحمولة فتقتل الطفل والمرأة والولد والشاب والشيخ من دون اي رحمة او رأفة, ونخشى ما نخشاه ألا نتمكن مستقبلا من كبح جماح مقاتلينا في الانتقام لأهلهم في القصير وحلب ودرعا وريف دمشق ودير الزور من آلاف مقاتلي حسن نصرالله في بعلبك والهرمل والقرى الخمس عشرة المتداخلة مع الأراضي السورية وفي شمسطار وسرعين ويحفوفا وعلي النهري وصولاً الى شمال الليطاني, بحيث يتحول لبنان الى "مسلخ حقيقي" قد يغرق في نهر دمائه الجيش اللبناني نفسه إذا انحاز الى حزب الله وحارب الى جانبه".
وشدد الضابط رفيع المستوى على أن خسارة معركة القصير بسبب تفاوت القوى المتقاتلة "لا تعني خسارة الحرب, وان كسب سورية وايران مجتمعتين مع روسيا هذه المعركة بالطائرات وصواريخ سكود وغراد وزلزال والدبابات وراجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية لا تعني الكثير, إذ لا أمل لنظام الاسد في استعادة شبر واحد مما خسره في المحافظات السورية كافة, وستكون معركة الاسابيع الثلاثة الماضية غير المتكافئة في القصير, فاصلاً ما بين مرحلتين من شأنه اجتياز كل الصعاب والعقبات أمام وصول نيران الثورة إلى معقل الأسد في دمشق خلال الأشهر المتبقية من هذا العام".
هجوم إسرائيلي
أما ريح الحرب الاخرى التي ستهب على "حزب الله" بضغوط دولية, فمن المتوقع وصولها من الجنوب من وراء حدود اسرائيل التي مازالت مستنفرة منذ نيف وتسعة أشهر, تترقب نتائج الثورة السورية وتداعياتها ومخاطرها, إلى ان تم انسحاب قوات الفصل الدولية "اندوف" من الجولان على الحدود السورية - العبرية الشهر الماضي, فتقدمت قوات اسرائيل لاحتلال المنطقة منزوعة السلاح على امتداد تلك المرتفعات وبعمق ما بين 4 و6 كيلومترات, وشقت فيها الطرقات العسكرية الموصلة الى دمشق ومناطق شرقية أخرى, ونشرت فيها على حدود لبنان لواءين جديدين من قوات النخبة العسكرية وبطاريات صواريخ مضادة للصواريخ من طرازي "باتريوت" الاميركي و"القبة الفولاذية" الاسرائيلي, وباشرت شق ثلاثة مطارات في مناطق الفصل تلك في الجولان التي لا تبعد عن العاصمة السورية أكثر من 50 كيلومترا يمكن لطائرات "اف 16" و"اف 18" وغيرها من الاسلحة الجوية الاميركية قصف اهداف فيها او مواجهة طائرات فوقها او اطلاق صواريخ من محيطها, من داخل الحدود العبرية, كما حدث لقصف مواقع جبل قاسيون المشرف على دمشق من داخل الحدود اللبنانية الشهر قبل الماضي, بحيث لم يشاهد جنود النظام وضباطه وسكان العاصمة واريافها اي طائرة اسرائيلية في اجوائهم.
ونقل ديبلوماسي عربي في بروكسل عن موظف كبير في استخبارات السفارة الاسرائيلية فيها قوله ان شبح الحرب الاسرائيلية الآن يخيم على طول الحدود مع لبنان و"عندما تستمعون تحذيرات قيادة جيش الشمال توجه الى سكان مدن وبلدات الجنوب اللبناني على ضفتي نهر الليطاني بضرورة اخلاء بيوتهم ومغادرة قراهم في غضون ساعات قليلة, فاعلموا ان الحرب بدأت", مشيراً إلى أن إعلان القيادة الشمالية الاسرائيلية, قبل يومين, ان معظم منازل سكان نحو 300 قرية في جنوب وشمال الليطاني تحول الى قواعد لصواريخ واسلحة حزب الله سيحتم على الجيش وخصوصا سلاحي الجو والمدرعات تدمير هذه القرى تدميرا شاملا لما تشكله من اخطار على الدولة العبرية.
وقال موظف "الموساد" في بروكسل للديبلوماسي العربي ان تحويل "حزب الله" أرض جنوب لبنان الى انفاق شبيهة بتلك الانفاق الايرانية تحت الجبال حيث تبني طهران سلاحها النووي والصاروخي, "غير طبيعة المنطقة بحيث باتت عرضة لأن تكون أرضاً محروقة على امتداد الحدود مع اسرائيل وصولا الى حدود الليطاني, في الوقت الذي ستنفجر فيه حرب داخلية لبنانية بسبب نزوح أكثر من نصف مليون شيعي من جنوب وشمال الليطاني باتجاه البقاع الشمالي الذي سيشهد معارك طاحنة بين قوات الجيش السوري الحر والكتائب السلفية السورية ومقاتلي السنة الطرابلسيين والبقاعيين والبيارتة والصيداويين من جهة وبين "حزب الله" و"حركة أمل" وحلفائهما من جهة ثانية, وسيتحول لبنان برمته الى مسرح لحرب شاملة خصوصاً اذا تدخل الجيش اللبناني لصالح احد الطرفين".
 
سعيد لـ"السياسة": "حزب الله" وضع لبنان في مهب الريح
بيروت- "السياسة":
انتقدت مصادر سياسية متابعة ما قام به "حزب الله" وأنصاره في عدد من المناطق اللبنانية, بينها الضاحية الجنوبية والفنار والنبعة, في التعبير عن ردة فعلهم بعد الإعلان عن سقوط مدينة القصير, خاصة لجهة المواكب السيارة والتجمعات الاستفزازية وتوزيع الحلوى كما حصل في منطقة الجديدة - البوشرية, حارة حريك وبئر العبد, مستغربة انحدار الحس بالمسؤولية لدى البعض إلى هذا الدرك.
وقالت المصادر إنه "كان الأجدى ب¯"حزب الله" أن يعلن لجمهوره الكلفة الباهظة لهذه المعركة وتداعياتها على لبنان".
وقال منسق الأمانة العامة ل¯"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد ل¯"السياسة", "إن حزب الله نجح بربط مستقبل لبنان بمستقبل الأحداث في سورية, وحدد نقاط الاشتباك على مستوى الجغرافيا في الشمال وفي عرسال, من أجل خلق شريط حدودي شيعي على كامل الحدود الشرقية مع سورية, وخلق ممرات شيعية على طول هذه الحدود", مشيراً إلى أن "ما جرى سيكون له ارتدادات سلبية على لبنان, فبعد معركة القصير وهذا الاستنتاج الذي رافقها, أصبح يتعذر على اللبنانيين أن يستمروا ببناء دولة مع حزب الله".
وسأل "هل يمكن بناء دولة حاضنة لكل الطوائف والمذاهب, بعد مشاركة الحزب في الحروب الدائرة في سورية?".
واعتبر أن هذا الربط الذي قام به "حزب الله" أطاح مفهوم الشراكة ووضع لبنان في مهب الريح, أقلها في فترة التحول التي تجري في المنطقة لإبعاد الخطر عن بلدنا.
في غضون ذلك, رأت الأمانة العامة لقوى "14 آذار", أن مشروع "حزب الله" هو إعادة إنتاج الحرب الأهلية في الداخل اللبناني, "ولا يمكن أن يكون هذا التورط في الداخل السوري وهذه الاحتفالية بالانتصار في القصير وتوزيع الحلوى على الطرق إلا إشارة استفزازية, كأن الحزب وما يمثله من حالة سياسية يريد الطلاق مع كل الأفرقاء اللبنانيين".
وأكدت "14 آذار" بعد اجتماع طارئ, أن "سلوك حزب الله يتم بتسهيل من الدولة اللبنانية, بدليل أن وزير خارجية لبنان (عدنان منصور) برر أمام الجامعة العربية تورط الحزب في سورية, ونعتبر هذا الوزير شريكاً في هذه الجريمة الموصوفة التي تحصل في سورية".
 
شخصيات شيعية لبنانية: لندع الشعب السوري يحدد نظامه بلا تدخل خارجي
الرأي..
دعا عدد من الشخصيات الشيعية اللبنانية في نداء أصدروه بعد سقوط بلدة القصير «إلى التسليم بأن للشعب السوري كل الحق في أن يحدد بنفسه ما يرتضيه لنفسه من خيارات حاضرة ومستقبلية، ومن نظام سياسي في منأى عن أي تدخل خارجي، أو من أي اتهام لهذا الفريق منه أو ذاك بالخيانة أو بالعمالة».
وحمل النداء عنوان «مبتدآت ومواقف - لبنانيون شيعة يخاطبون اللبنانيين»، وذيل بتواقيع راشد حماده، وخليل الخليل، ويوسف الزين، ولقمان سليم، وإبراهيم شمس الدين، وشوقي صفي الدين، وماجد فياض، ومنى فياض، ومحمد مطر، وغالب ياغي.
وشدد موقعو النداء على أنهم يبذلون «جهدا تواصليا تنسيقيا تكامليا، شيعيا ووطنيا سواء بسواء، متوخين من وراء ذلك المساهمة، بمقدار وسعهم، في ما ينهض له لبنانيون آخرون، كل وفق اجتهاده، من سعي إلى المحافظة على لبنان، الكيان والدولة».
ورأوا أن «المصدر الأساسي للتحديات والمخاطر التي يواجهها لبنان هو انحلال الدولة، الناتج من استباحتها من طرف حزبيات شتى، سافرة ومستترة، وهو انحلال يعبر عنه تنازلها، الطوعي أحيانا، ومن قلة حيلة أحيانا أخرى، عن امتيازاتها السيادية سواء في الداخل أو في علاقاتها الخارجية».
ورأوا أن «القوة، مهما عظمت، ليست ضمانا لحاضر أو لمستقبل، وأن الكثرة، مهما حسنت في عين البعض واطمأن إليها، ليست حجة مفحمة. وإلى هذا وذاك لا يرى الموقعون بدا من مصارحة أنفسهم، ومن مصارحة كل من يعنيهم الأمر، بأن الأوان قد آن، إن لم يكن قد تأخر، لمراجعة شاملة لسياسات العقود الماضية، أرباحا وخسائر، لبنانيا وشيعيا».
واعتبروا أن «التطورات التي تشهدها سورية، لا تسرع فقط وتيرة ما يشهده لبنان من ارتباك سياسي واجتماعي يترجم عنه اضطراب حبل الأمن بما ينذر بما لا تحمد عقباه، وإنما تسرع أيضا وتيرة اقتراب اللبنانيين، مرة جديدة، من لحظة حقيقية لن يجدوا معها بدا من إعادة صياغة خياراتهم الوطنية ودفتر شروط عيشهم الواحد المشترك».
وقالوا ان «اللبنانيين مدعوون، على وجه السرعة، إلى التسليم بأن للشعب السوري كل الحق في أن يحدد بنفسه ما يرتضيه لنفسه من خيارات حاضرة ومستقبلية، ومن نظام سياسي في منأى عن أي تدخل خارجي، أو من أي اتهام لهذا الفريق منه أو ذاك بالخيانة أو بالعمالة أو بسواها من التهم المجانية».
وتمنوا لشعب سورية أن «يجد طريقه في أسرع وقت، وبأقل أكلاف بشرية ومادية، إلى الأمن والأمان في ظل الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان».
وأضافوا إن «تشبث بعض اللبنانيين بإنكار حراجة هذه الساعة اللبنانية، وبإنكار أنها لحظة حقيقة تضعهم جميعا على محكها، لا يغني عنهم شيئا. فإن يسعهم التوسل، عن خطأ أو عن صواب، بالنأي بالنفس عن شؤون الغير، لا يسعهم النأي بأنفسهم عن شؤونهم».
وأكد الموقعون «اقتناعهم السياسي والأخلاقي بأن السبيل الأوحد لمواجهة التحديات، ولاحتواء المخاطر التي تتهدد لبنان واللبنانيين هو السعي إلى بناء الدولة العادلة، القادرة، السيدة، دولة الحق والقانون والمؤسسات، المراعية في خياراتها أمن اللبنانيين ومصالحهم، والحريصة على السير قدما في مناكب التطور والتحديث، وصولا إلى ما ينشده اللبنانيون من إعلاء لقيم المدنية والمواطنية، في إطار جمهورية ديموقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان».

 

 

لبنان أسير مرحلة ما بعد القصير وطرابلس «فوق الفوهة»

 بيروت - «الراي»
لا يزال لبنان تحت وطأة «صدى» سقوط القصير الذي تردّد سياسياً وعلى الأرض في الداخل، وسط انكفاء شبه كلي للملفات التي شغلت بيروت طويلاً ولا سيما التمديد للبرلمان والطعن به وتأليف الحكومة، في انتظار سلوك «حزب الله» في ضوء «انتصار القصير» الذي حققه و«الضجيج» الاقليمي والدولي الذي أثاره راسماً مناخاً غير مسبوق حيال الحزب وتورّطه العسكري المتدحرج في النزاع السوري.
وبين صخب الاحتفالات بـ «النصر الموعود» في بيئة «حزب الله»، والصوت الخافت من خصومه اللبنانيين إزاء هذا التطور النوعي في أداء الحزب ومترتباته الداخلية وعلى لبنان، مضى المشهد في بيروت فوق فوهة انفجار كأنه «مؤجّل»، فيما «فتائله» جاهزة للاشتعال في أكثر من بقعة، سواء على الحدود الشرقية والشمالية مع سورية، او على جبهة الاحتقان المتعاظم ربطاً بانغماس «حزب الله» في الأزمة السورية، او في طرابلس التي تحوّلت «مستودع نار» يعاند الانفلات الخطير.
وكاد ليل الاربعاء - الخميس يشهد «صدامات موضعية» مع انفلاش احتفالات مناصري «حزب الله» بسقوط القصير وتمدُّد حواجز الابتهاج والحلوى الى مناطق عدة في البقاع والجنوب، وخروج مواكب السيارات التي تطلق «رصاص الفرح» في مناطق ذات حساسيات طائفية وسياسية بينها الزعيترية والبوشرية والجديدة (في ساحل المتن الشمالي ذات الغالبية المسيحية)، وصولاً الى مناطق ذات غالبية سنية في بيروت حيث افادت تقارير عن عمليات قنص استهدفت مسيرة احتفالية كانت تجوب شوارع العاصمة لدى بلوغها جسر سليم سلام.
غير ان المسرح اللاهب الأخطر تمثل في استمرار طرابلس في عين التوتر، وسط ارتسام معادلة «خطوة الى الامام» على صعيد إجراءات الجيش اللبناني للجم المظاهر المسلّحة في كل من جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) وباب التبانة (ذات الغالبية السنية) و«خطوتان الى الوراء» في ظل مظاهر «الفوضى المسلّحة» التي ارتدّت امس الى قلب عاصمة الشمال، فيما بدت القوى السياسية الفاعلة ولاسيما «تيار المستقبل» (بقيادة الرئيس سعد الحريري) في حال استنفار قصوى في محاولة لحضّ أهل طرابلس على مواكبة الخطة الامنية والاستجابة لخطوات المؤسسة العسكرية.
وكانت طرابلس استيقظت امس على مشهد أصابها بالهلع، مع انتشار مسلّحين في عدد كبير من أحيائها عملوا على قفل المحال التجارية، وسط ضخ إشاعات عن قيام الجيش اللبناني باقتحام احد المساجد في المدينة وحرق القرآن الكريم، وهو ما نفته جملة وتفصيلاً المؤسسة العسكرية والاجتماع الموسع الذي عُقد في دار الفتوى وحضره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونواب المدينة.
وعكست الفوضى المسلّحة في طرابلس خروج مجموعات من المسلحين عن السيطرة الأمر الذي أثار الارتياب من إمكان جرّ عاصمة الشمال الى انفجار كبير يُخشى ان يحصل بحال اضطر الجيش اللبناني تحت وطأة حال الفلتان و«حرب الإشاعات» الى الانفكاء وترك الساحة لتصفية حسابات انطلاقاً من عاصمة الشمال تتصل بمآل معركة القصير التي كانت حكمتها معادلة «جبل محسن مقابل القصير».
وبدا الجيش اللبناني وكأنه يسير في «حقل ألغام» محاوِلاً «إحداث توازن» في إجراءاته التي شملت إزالة دشم ودهم مخازن أسلحة وتوقيف عدد من الأشخاص، اذ لم يكن ينهي عملية في باب التبانة حتى يبدأ أخرى في جبل محسن في ظل تهافُت الدعم له من القوى السياسية على ضفتيْ الصراع ولا سيما من «المستقبل» وحلفائه.
وكان اول غيث هذا الدعم جاء في البيان الذي صدر عن اجتماع دار الفتوى في طرابلس الذي ثمّن ما يقوم به الجيش داعياً اياه الى ان «تكون الاجراءات متوازنة وشاملة كل الاراضي اللبنانية كي لا تشعر فئة بانها مستهدَفة دون سواها»، مؤكدين ان «الجيش نسيج اهلنا الذين ندعوهم الى تفويت الفرصة على المصطادين بالماء العكر».
واستُتبع اجتماع دار الفتوى بلقاء في منزل النائب محمد كبارة الذي طالب كبارة الجيش بـ «استكمال خطته الامنية»، وقال: «على أبناء طرابلس عدم افساح المجال أمام من يحاول جر المدينة الى الفتنة»، لافتا إلى ان «هناك بعض المجموعات التابعة لحزب الله والنظام السوري لا مصلحة لديها بان يستتب الأمن في المدينة».
اما «تيار المستقبل» فواكب هذه الاجراءات ببيان شدد «على التعاون مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية لبسط الأمن وسلطة القانون في مدينة طرابلس، وتفويت الفرصة على العابثين بوحدة المدينة تنفيذا لأغراض خارجية».
واشار الى ان «الإجراءات التي ينفذها الجيش يجب أن تكون محل ترحيب كل الجهات التي تعنيها سلامة طرابلس وأهلها، خصوصاً إذا جاءت هذه الإجراءات في إطار خطة واضحة ومسؤولة لا تقيم أي شكل من أشكال التمييز بين المناطق والمواطنين».
ولفت في سياق متصل، ان مصادر «الحزب العربي الديموقراطي» (العلوي) اكدت التزام الحزب «بعدم اطلاق الرصاص، ورفع الغطاء عن كل من يرفض الالتزام بقراراته»، موضحة أن «بعض الاطراف في جبل محسن لم تلتزم بقرارات الحزب فدهمها الجيش وصادر أسلحتها»، مؤكدة ان «كل من لا يلتزم بقرارات الحزب فهو غير مسؤول عنه».
وفي موازاة ذلك، اعلن الجيش اللبناني وسط استمرار اعمال القنص المتقطع وإطلاق بعض القذائف على محاور القتال واستهداف عدد من عسكرييه، ضبط مخزن للسلاح في سوق القمح - الحارة البرانية، يحتوي على كميات من العبوات الناسفة ومدافع الهاون المحلية الصنع، والبنادق الحربية والذخائر العائدة لها، بالاضافة الى اعتدة عسكرية متنوعة، والمخزن المذكور عائد للمدعو زياد علوكي الذي قام على اثر ذلك، ببث اكاذيب تتعلق باقدام الجيش على المس بالرموز الدينية بهدف اثارة النعرات الطائفية.
قلق من دعوة دول الخليج مواطنيها لعدم زيارة لبنان
بيروت - «الراي»:
عادت العلاقة بين لبنان ودول الخليج الى الواجهة مجدداً من البوابة «الساخنة» المتمثلة بانخراط «حزب الله» في النزاع العسكري في سورية، وهو ما وضع الحزب في دائرة الاتهام الخليجي بـ «الارهاب» وإن مع «وقف التنفيذ»، منذراً بتداعيات كبرى على «بلاد الأرز» التي تئنّ تحت وطأة «عصف» الأزمة السورية وتشظياتها على مختلف الصعد السياسية والامنية والاقتصادية.
وتلقّت بيروت بقلق دعوة دول مجلس التعاون الخليجي اول من امس مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان أو البقاء فيه حفاظاً على سلامتهم، وهي الدعوة التي جاءت بعد ثلاثة ايام من اعتبار الدول الخليجية في ختام اجتماعها الدوري في جدة مساء الاحد، حزب الله «منظمة إرهابية»، مع امتناعها عن وضعه على لوائح الحركات الإرهابية «لضرورة القيام بالمزيد من الدراسة».
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني، إن دول مجلس التعاون الخليجي الـ 6 «تطلب من رعاياها عدم السفر إلى لبنان أو البقاء فيه حفاظاً على سلامتهم»، موضحاً ان «ذلك يأتي تأكيداً لدعوة غالبية دول المجلس مواطنيها إلى تجنب السفر إلى لبنان نظراً لعدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك، الأمر الذي يجعل وجود مواطني دول المجلس فيه غير آمن».

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,375,166

عدد الزوار: 7,630,293

المتواجدون الآن: 0