اتفاقية فض الاشتباك في الجولان لعام 1974.....«النظامي» يعيد انتشاره لتأمين خطوط الإمداد.. و«الحر» يأسر عناصر من حزب الله....السوريون والمسلمون الشيعة....إسرائيل خائفة من خطف الجهاديين لجنودها في الجولان...«الائتلاف» يعلن موافقة مبدئية على حل سياسي

مقتل فراس معلا قائد عمليات الأسد على طريق المطار والثوار يواصلون القتال في جمعة "الغوطة والقصير.. إرادة لا تنكسر"....الأمم المتحدة: نصف سكان سوريا سيحتاجون الى المساعدة والمطلوب 5,2 مليارات دولار للإغاثة.....«الجيش الحر» يصعد لاقتحام مطار «منغ»... والنظام الى حمص وحلب بعد القصير

تاريخ الإضافة الأحد 9 حزيران 2013 - 5:12 ص    عدد الزيارات 2304    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

روسيا تقترح إرسال قواتها إلى الجولان.. وحزب الله يفتح «جبهة الزبداني».. سحب القوة النمساوية خلال أسابيع وإحسان أوغلي يحذر من « امتداد العنف»

جريدة الشرق الاوسط...موسكو: سامي عمارة بيروت: نذير رضا تل أبيب: نظير مجلي .. اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إرسال قوة سلام روسية لتحل محل القوة النمساوية التي تعتزم الانسحاب من هضبة الجولان.
وقال بوتين في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية «نظرا إلى الوضع الصعب الذي يتبلور اليوم في هضبة الجولان، سيكون بإمكاننا الحلول محل الكتيبة النمساوية التي ستغادر هذه المنطقة». وأكد بوتين أن الأمر يتعلق بمقترح يمكن أن يتحول واقعا «فقط إذا أبدت القوى الإقليمية اهتماما، وإذا طلب منا الأمين العام للأمم المتحدة ذلك».
ويأتي العرض الروسي غداة إعلان وزير الدفاع النمساوي جيرالد كلوغ أن سحب عناصر بلاده الـ378 سيغادرون الجولان خلال أسابيع. وفي تطور ميداني، أفاد معارضون سوريون بأن «الجيش الحر يستعد لاقتحام منطقة الست زينب التي تعتبر من أهم نقاط الاشتباكات التي يقاتل فيها حزب الله». كما أعلنت لجان التنسيق السورية أمس أن حشودا كبيرة لعناصر حزب الله تعبر من لبنان باتجاه الزبداني.
سياسيا، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، في ختام مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أمله في أن يساعد عقد «جنيف 2» في وضع حد لامتداد العنف والأفعال الوحشية في سوريا.
 
استمرار المعارك قرب معبر القنيطرة.. وروسيا تعرض خدماتها لملء الفراغ والقوة النمساوية تنسحب رسميا خلال أسابيع، وعشرات السوريين هربوا إلى الجانب المحتل

جريدة الشرق الاوسط... تل أبيب: نظير مجلي ... في خطوة تعكس مدى الرغبة الروسية في ضبط الأمور على جبهة محافظة القنيطرة وتهدئة المخاوف الإسرائيلية من سيطرة قوى «ذات أجندات غير معروفة»، على معبر القنيطرة الذي يصل سوريا بالقسم الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين استعداد بلاده لإرسال قوة سلام روسية لتحل محل الكتيبة النمساوية التي تعتزم الانسحاب، اعتبارا من 11 يونيو (حزيران) الحالي.
واشترط بوتين، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، لتحويل المقترح إلى واقع، أن تبدي القوى الإقليمية اهتماما بهذا العرض، وأن يتم ذلك عبر القنوات الدبلوماسية في الأمم المتحدة، مضيفا، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طلب هذا الأخير من موسكو زيادة مشاركتها في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأعلنت النمسا أول من أمس سحب وحدتها في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان التابعة للأمم المتحدة، موضحة أن الإبقاء على عناصرها «لم يعد ممكنا» لدواعٍ أمنية على علاقة باتساع دائرة النزاع السوري في تلك المنطقة. وأوضح وزير الدفاع النمساوي جيرالد كلوغ أن سحب عناصر بلاده الـ378 سيحتاج «ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع»، وأن طليعة المغادرين سترحل عن الجولان في 11 يونيو.
وقد أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا أعربت فيه عن الشكر للقوات النمساوية. وأعربت عن أملها في أن لا تنسحب قبل ترتيب بديل عنها. وقالت إنها تتمنى أن لا يؤدي القرار النمساوي إلى انسحابات أخرى من الدول الأخرى وانهيار نظام المراقبة الدولية في المنطقة منزوعة السلاح، خصوصا أن الفلبين كانت قد لمحت في الأسابيع الماضية إلى رغبة في الانسحاب، احتجاجا على خطف جنودها مرتين، وإصابة جنديين فلبينيين، جراء تبادل إطلاق النار بين النظام والمعارضة. وتوجهت إسرائيل رسميا إلى كي مون، مطالبة بأن يتم الاتفاق مع النمسا، على أن لا تسحب قواتها بشكل فعلي قبل أن تتشكل قوات بديلة عنها. فأبلغها مون أنه توجه إلى عدة دول في العالم لكي تحل محل القوات النمساوية.
في غضون ذلك، سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ لجوء عشرات المواطنين السوريين الفارين من منطقة الاشتباكات إلى الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان، ولكنهم أعيدوا إلى الجانب السوري بعد ساعات. وبقي الموضوع طي الكتمان، إلى أن سمح بنشره، أمس.
وقد جرت هذه الواقعة، أول من أمس، عندما تمكنت قوات المعارضة السورية من السيطرة على معبر الحدود في القنيطرة. وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي أن قواته استقبلت المواطنين السوريين لعدة ساعات، وعندما عادت قوات النظام وسيطرت على المعبر، أعيد المواطنون إلى الجانب السوري من معبر غير رسمي تستخدمه القوات الإسرائيلية لأغراضها، جنوب ذلك المعبر، مع العلم بأن الاشتباكات ما زالت مستمرة في المنطقة بشكل متقطع، والمعارضة تقول إنها مصممة على هزم قوات نظام الرئيس بشار الأسد هناك.
وكانت الاشتباكات على المعبر قد تسببت في ارتباك بصفوف القوات الدولية التي ترابط على طول حدود وقف النار بين الجانبين، خصوصا بعد إصابة جنديين فلبينيين. وعلى أثر ذلك، أعلنت النمسا نيتها سحب قواتها من الجولان. وصرح وزير الشؤون الاستراتيجية والمخابرات والعلاقات الدولية في الحكومة الإسرائيلية، يوفال شتاينتس، أن انسحاب القوات النمساوية من قوات الفصل الدولية في الجولان، يدل على «صدق السياسة الإسرائيلية» القائلة إنه «يجب أن نعتمد فقط على أنفسنا في أي اتفاق سلام مستقبلي، وليس على قوات دولية».
وقال شتاينتس، في معرض تعليقه على ما سماه «حالة الفوضى في سوريا»، إن «القوى المتحاربة على الطرف الآخر من حدودنا، لا تعرف الرحمة. وتؤكد صحة موقفنا بأنه لا يمكن الاعتماد على أحد غير القوات الإسرائيلية في الدفاع عن أمن إسرائيل». ويبلغ قوام قوة فض الاشتباك العاملة في الجولان «أوندوف» 1043 جنديا أمميا، ترابط في الجولان منذ عام 1974، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الذي صدر في 22 أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 1973، الذي جاء في أعقاب انتهاء حرب أكتوبر تلك السنة. وتنحصر مهمة القوة بمراقبة حدود وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة بين القوات السورية والإسرائيلية البالغ طولها 80 كيلومترا.
 
اتفاقية فض الاشتباك في الجولان لعام 1974

تل أبيب: «الشرق الأوسط» .... تقدمت إسرائيل، أول من أمس، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لأنه استخدم في معركته ضد المعارضة عددا من الدبابات والمجنزرات داخل خط الهدنة، بما يتناقض و«اتفاقية فك الاشتباك» الموقعة بين الطرفين في سنة 1974. ومع أن إسرائيل اعتبرت الأمر تجاوزا خطيرا من طرف النظام السوري، فإنها اكتفت بهذه الشكوى ولم تتخذ أي إجراء ردا عليه، وقامت سوريا بإعادة معظم دباباتها في المنطقة إلى الوراء.
والجدير ذكره أن هذه الاتفاقية وُقّعت في 31 مايو (أيار) من سنة 1974، في جنيف، بعد 7 أشهر من انتهاء الحرب. ففي حينه تواصلت الاشتباكات على شكل حرب استنزاف مريرة، بعد الحرب. وقد كتب وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، في مذكراته عن تلك الفترة أن السعودية ومصر مارستا ضغوطا على الولايات المتحدة حتى توقف هذه الاشتباكات. فحضر إلى المنطقة في 27 فبراير (شباط)، وبدأ المفاوضات في الشهر التالي من خلال جولات مكوكية دامت 3 شهور. ولم يتوقف إطلاق النار في أثناء المفاوضات، بل بالعكس، فقد زاد وبلغ عدد الاشتباكات يومها ألف اشتباك خلال أقل من 90 يوما.
وكانت القوات السورية قد حررت هضبة الجولان بالكامل في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، لكن القوات الإسرائيلية دفعت بكل ما تملكه من قوات جوية وبرية فأعادت احتلالها من جديد، وأضافت عليها جيبا كبيرا يصل إلى نحو 40 كيلومترا من دمشق، وراحت تهدد باحتلالها.
وتنص الاتفاقية على انسحاب إسرائيل من ذلك الجيب، وكذلك من مدينة القنيطرة، وأرض مساحتها 60 كيلومترا مربعا من حولها، وإقامة حزام أمني منزوع السلاح تماما على طول الحدود، عرضه يبدأ بعشرات قليلة من الأمتار في النوب، جنوبا، ويتسع ليصبح بعرض 6 كيلومترات في القنيطرة ثم يصبح عرضه 10 كيلومترات في جبل الشيخ.
وتقرر أن يكون هذا الحزام منزوع السلاح تماما. وتم الاتفاق على منطقتين أخريين محدودتي السلاح على جانبي الحدود؛ الأولى وعرضها 10 كيلومترات ويسمح فيها لكل طرف بإدخال 75 دبابة و6000 جندي فقط، والثانية وعرضها أيضا 10 كيلومترات، ويسمح لكل طرف بأن يدخل فيها 450 دبابة من دون تحديد عدد الجنود. كما تم الاتفاق على أن يتمتع كل طرف بحرية الطيران العسكري في سماء بلاده ولكن الاتفاقية فرضت على سوريا أن لا تدخل صواريخ «سام» مضادة للطائرات في الأرض السورية بعمق 25 كيلومترا.
وقد تضمنت الاتفاقية بندين شفهيين، وفقا للوثائق الإسرائيلية، قدمهما كل طرف إلى الولايات المتحدة، في الأول تعهدت إسرائيل بأن لا تعترض على عودة السوريين المهجرين خلال الحرب من منطقة الحزام وفي الثاني تعهدت سوريا بأن لا تسمح بالقيام بعمليات مقاومة من حدودها ضد المناطق التي بقيت إسرائيل تسيطر عليها.
وتقررت إقامة القوة الدولية المذكورة لتراقب تطبيق اتفاقية فك الاشتباك في الحزام المنزوح السلاح، وكذلك في المحورين الآخرين المحيطين به من الطرفين. وفي كل سنة يتم تجديد المصادقة على وجود هذه القوات في مجلس الأمن الدولي.
 
 
«النظامي» يعيد انتشاره لتأمين خطوط الإمداد.. و«الحر» يأسر عناصر من حزب الله.... تعزيزات في حلب وجسر الشغور.. والهيئة الشرعية بحلب تعدم قائدا ميدانيا ومساعده

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا ... تواصلت المعارك العسكرية أمس على الجبهتين الشمالية والجنوبية في مدينة القصير الواقعة بريف حمص، بالتزامن مع اشتباكات في محيط منطقة السيدة زينب في دمشق بين «الجيش السوري الحر» ولواء أبو الفضل العباس المكون من مقاتلين عراقيين ولبنانيين شيعة. وعلى غرار كل يوم جمعة، خرجت عشرات المظاهرات في مختلف المدن والأرياف السورية في «جمعة الغوطة والقصير.. إرادة لا تنكسر»، هتف المتظاهرون فيها دعما للقصير والغوطة الشرقية اللتين تشهدان اشتباكات عنيفة.
وأفادت مصادر المعارضة السورية بأن «القوات النظامية وجهت نيرانها إلى القرى الواقعة شمال شرقي القصير، لا سيما بلدتي البويضة والضبعة، حيث يتحصن المئات من مقاتلي الجيش الحر إضافة إلى المدنيين والجرحى الذي تجاوز عددهم 1000 جريح». وطالب ناشطون معارضون المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ المدنيين في القصير، وقالوا عبر بيان مقتضب نشر أمس على مواقع التواصل الاجتماعي: «والله صمدنا وسنصمد، لكن إلى متى؟ الله أعلم، أرجوكم التحرك بأسرع وقت لنجدتنا، نعم أوقعنا بهم خسائر كبيرة لكنهم كثر، وخط الإمداد عندهم مفتوح ويستطيعون التحرك بحرية، أما نحن فكان الله بنا عليما». وكانت القوات النظامية قد تمكنت من السيطرة على منطقة القصير منذ يومين بمساعدة مقاتلين من حزب الله اللبناني. وتوقعت مصادر ميدانية في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن ينتقل مقاتلو الحزب بعد انتهاء مهمتهم في القصير إلى مناطق سورية أخرى لمساندة النظام في الجبهات المشتعلة.
وفي هذا السياق، أفادت لجان التنسيق المحلية أمس باشتباكات بين «كتائب الحر» والقوات النظامية وعناصر حزب الله في بصرى الشام بدرعا، كما أشارت اللجان إلى أن «الجيش الحر» أعلن سيطرته على مواقع بمعضمية الشام تابعة لحزب الله، وأسر عناصر من الحزب. وبث ناشطو المعارضة شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر فيه عناصر من لواء الإسلام التابع لـ«الجيش السوري الحر» وهم يستهدفون براجمات الصواريخ القوات النظامية وعناصر حزب الله المتمركزين في مطار دمشق الدولي.
في غضون ذلك، أشار النقيب المنشق علاء الباشا، أحد القادة العسكريين، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الجيش الحر يستعد لاقتحام منطقة الست زينب التي تعتبر من أهم نقاط الاشتباكات التي يقاتل بها حزب الله بجانب مقاتلين من لواء أبو الفضل العباس». وأوضح أن «منطقة الست زينب تعد من المناطق الاستراتيجية في دمشق بالنسبة إلى المعارضة والسيطرة عليها تجعل الطريق سالكة بين القنيطرة والعاصمة.. الأمر الذي يسهل السيطرة بالكامل على الغوطة الغربية». ولفت إلى أن «المعارك تتمحور في محيط منطقة السيدة زينب ومعضمية الشام ضد مقاتلين من حزب الله وعناصر لواء أبو الفضل العباس».
ويشهد الميدان السوري تحولا تكتيكيا بعد بسط القوات النظامية سيطرتها على مدينة القصير، بريف حمص، إذ وسعت القوات الحكومية من دائرة انتشارها في أرياف دمشق وحمص، ودفعت بتعزيزات إلى الشمال، في محاولة لاستعادة منطقة جسر الشغور الاستراتيجية الفاصلة بين محافظتي حلب وإدلب، فيما يبدو أنه «تحول باتجاه معركة طائفية أوسع»، بحسب ما يؤكده خبراء.
وتشير خارطة الانتشار الجديد للجيش النظامي، بعد سقوط القصير، إلى تحول تكتيكي بالخيارات والأهداف العسكرية في المرحلة المقبلة. ويؤكد المقدم المظلي خالد الحمود، القائد العسكري لتجمع حماة الثورة، أن القوات النظامية «دفعت بتعزيزات إلى قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في شمال حلب، وجسر الشغور في إدلب، والمنطقة القريبة من جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية».
ويقول الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام وحلفاءه دفعوا بـ4 آلاف عسكري إلى حلب، فيما دخل أخيرا 3 آلاف مقاتل من الشبيحة، طريق اللاذقية، إلى جسر الشغور والمناطق المحاذية لها، تحضيرا لمعركة حاسمة». ويشير إلى أن هذه الحشود «تهدف للسيطرة على جسر الشغور الذي يعد المنطقة الفاصلة بين حلب واللاذقية وإدلب، التي تحول دون تأمين القرى العلوية التي يسيطر الجيش الحر على المناطق الفاصلة بينها في جبل الأكراد ومنطقة الحفة». وأعرب عن اعتقاده أن انطلاق الحشد لعملية عسكرية واسعة في جسر الشغور، يهدف «لتطويق جبل الأكراد، والحفة للضغط عليهما، كونهما تشكلان خطرا على القرى العلوية التي تمتد من الحدود التركية وصولا إلى حمص».
وفي حماه، نفذ الجيش النظامي انتشارا جديدا في الريف الغربي للمدينة. ويقول المقدم الحمود إن الحشود العسكرية تنتشر في محيط حلفايا وكرناز، وتنطلق باتجاه سهل الغاب وريف حلب الغربي وطرف السلمية وعين النسر والشعيرات في حمص، وصولا إلى القصير.
وفي حمص، يشير ناشطون إلى أن القوات النظامية تحشد في ريف حمص الشمالي، وفي الرستن وتلبيسة، كما تحشد قبالة أحياء حمص الداخلية، في الميدان وغيره، للانطلاق نحو حي الخالدية.
وتشهد منطقة ريف دمشق، وفق ما يؤكده ناشطون وقياديون ميدانيون، أكبر عملية إعادة انتشار للجيش السوري النظامي، بدءا من منطقة جبل القلمون المتاخمة للحدود اللبنانية - السورية، وصولا إلى الغوطتين الشرقية والغربية، حيث تتموضع على عدة جبهات. ويعرب خبراء استراتيجيون عن اعتقادهم أن النظام يظن أن بإمكانه في المرحلة المقبلة تنفيذ الخطة «ب»، بعد سيطرة المعارضة على العاصمة، وهو الانتقال إلى الساحل لإنشاء دولة على أساس طائفي عاصمتها حمص، وهو ما يفسر، وفق هؤلاء، الحملة العسكرية على القصير بهدف إسقاط حمص بيد القوات النظامية، خصوصا أن القصير كانت تقف عائقا جغرافيا وشعبيا أمام تقدمه.
وتلتقي خارطة الانتشار الجغرافي للقوات النظامية مع تقارير صحافية نشرت أمس تقول إن «استيلاء قوات حكومية سورية يتقدمها مقاتلون من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية على بلدة القصير، يهدد بتحويل الحرب في سوريا إلى معركة طائفية أوسع بين القوى السنية والشيعية تجتاح البلدان المجاورة». وأشار التقرير، الذي نشرته وكالة رويترز للأنباء، إلى أن «القتال الآن يهدد بأن يتخذ بعدا أكثر طائفية واتساعا بالمنطقة، وربما ينذر بانسحاب مقاتلي المعارضة السورية السنة إلى شرق لبنان بهجمات انتقامية ضد قرى شيعية ومعاقل حزب الله هناك».
في موازاة ذلك، خرجت عشرات المظاهرات ظهر أمس في مختلف المدن والأرياف السورية بعد صلاة الجمعة. وهتف المتظاهرون بتضامنهم مع القصير ودعمهم للغوطة الشرقية. وسجلت عشرات المظاهرات في عدد من مناطق محافظة حلب، أهمها في حي الشعار وباب النصر وبستان القصر والزبدية وأخترين والأتارب. كما خرجت مظاهرات في العسالي ودوما في دمشق وريفها، إضافة إلى مظاهرات في حاس وبنش وكفرنبل في إدلب، وفي مدينة الرقة، ومختلف مناطق دير الزور مثل الميادين والبوكمال.
وفي مدينة حلب، أظهر شريط مصور نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان إعدام الهيئة الشرعية قائد لواء جيش محمد في المدينة وأحد مساعديه، بتهمة تورطهما في جرائم قتل وسرقة وفرض إتاوات على المواطنين. وكان قائد لواء جيش محمد قد سلم نفسه للهيئة في شهر مارس (آذار) عقب حملة قامت بها في الشهر ذاته في صفوف لواء جيش محمد.
في حلب أيضا، ذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحي الجيش الحر والقوات النظامية في محيط مبنى القيادة بمطار منغ العسكري الذي تتحصن فيه القوات النظامية، موضحا أن قوات المعارضة قصفت المبنى بقذائف الدبابات. وأضاف أن «اشتباكات أخرى وقعت بين مقاتلي الحر والقوات النظامية عند أطراف قرية خان طومان، في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدة».
 
 
ماكين يدعو إلى ضرب الدفاعات الجوية لنظام الأسد وقال إن إيران أصبحت أكثر خطرا على الاستقرار من «القاعدة»

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي.. هاجم السيناتور الأميركي، جون ماكين، سياسة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا، مطالبا الإدارة الأميركية بتسليح المعارضة السورية، ومحذرا من سقوط منطقة الشرق الأوسط في منحدر اليأس والتطرف، اللذين سيؤثران سلبا على الأمن القومي الأميركي.
وقال ماكين في خطابه أمام معهد بروكنغز أول من أمس إن الأزمة في الشرق الأوسط تتجه نحو الطائفية، إذ تقوم إيران وحزب الله بمد نظام الرئيس بشار الأسد بآلاف المقاتلين، وأضاف «إن دعم المعارضة السورية سوف يضع حدا لتدخل إيران وحزب الله، وإن لم تقم واشنطن بتزويد المعارضة بالسلاح فإن هناك طرفا آخر سيفعل ذلك». وأضاف مرشح الانتخابات الرئاسية لعام 2008 أن انعزال الولايات المتحدة سيؤدي إلى دخول أطراف أخرى في الصراع لتملأ الفراغ، مشيرا إلى أن إيران أصبحت تشكل تهديدا أكبر على استقرار الشرق الأوسط من تهديد تنظيم القاعدة.
وطالب ماكين القيادة العسكرية للولايات المتحدة بضرورة شل الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، وقال إن لم تستطع القيادة فعل ذلك، فإنهم بالتالي «يسرقون أموالنا في تطوير الأسلحة»، وفق تعبيره. وأشار إلى أن الأسد لن يبذل أي جهد لإنهاء الصراع في بلاده طالما أنه يحقق «مكاسب» على أرض المعركة. وشدد ماكين على ضرورة أن تبدأ الولايات المتحدة سياسة ذات مصداقية في سوريا وقال «أريد إنهاء هذا الصراع عن طريق التفاوض ولكن من يعتقد أن الأسد وحلفاءه سوف يقدمون على تحقيق السلام في الوقت الذي يحققون فيه نصرا في ساحة المعركة واهم».في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن بلادها تدرس حاليا المعلومات التي أرسلتها فرنسا بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، مضيفة «أؤكد أننا تلقينا المعلومات التي أرسلها الفرنسيون. سنقوم بتحليلها بعناية، كما نفعل مع أي معلومة تردنا، وسنواصل التوصية بأن يرسل كل بلد كل المعلومات التي في حوزته لما في ذلك للأمم المتحدة لإجراء تحقيق معمق». وأشارت إلى «إننا لا نزال نسعى إلى معرفة الوقائع، ما نزال نسعى إلى تأكيد الوقائع»، مضيفة أن الولايات المتحدة ترغب في «إجراء تحقيقها الخاص في هذا الموضوع».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حذر في وقت سابق من استخدام موضوع الأسلحة الكيميائية ذريعة للتدخل العسكري في سوريا، مشيرا إلى أن «هذه القضية تحولت إلى مسألة تكهنات واستفزازات»، ومضيفا «لا أستبعد أن يريد أحد استغلالها ليقول إنه تم تجاوز خط أحمر وإن التدخل الخارجي ضرورة»، في إشارة إلى الأصوات المطالبة بالتدخل لإسقاط نظام الأسد.
من جانبه، رسم السيناتور ماكين في خطابه الخطوط العريضة لإستراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط، تشمل دورا قياديا أكبر للولايات المتحدة، وقال ماكين، «الشرق الأوسط دائما أهم من مجرد البترول. للولايات المتحدة أصدقاء وحلفاء في الشرق الأوسط يعتمدون على الولايات المتحدة لأمنهم ويساهمون في أمن واستقرار أميركا بشكل أكبر مما يعرفه الأميركيون. لكنهم سيدركون هذا الدور، صدقوني، إن تأثرت الملاحة في قناة السويس أو إن فقدنا شركاء أميركيين مهمين مثل الأردن».
ويأتي خطاب ماكين بعد رحلته إلى الشرق الأوسط التي التقى فيها مع المعارضة المسلحة في سوريا. ويعد السيناتور جون ماكين من أهم أعضاء مجلس الشيوخ ومرشح جمهوري سابق للرئاسة ومن الأصوات التي طالما نادت بتسليح المعارضة وبفرض حظر على الطيران في سوريا.
وأضاف ماكين: «كلما انتظرنا لاتخاذ خطوة ما زاد مستوى التدخل المطلوب. ليس علينا أن ندمر كل جهاز دفاعي، أو أن نرسل جنودا أميركيين. لدينا خيارات محدودة، نستطيع أن نستخدم صواريخ كروز لنستهدف الطائرات الحربية للنظام، والصواريخ الباليستية على الأرض، ونستطيع أن ندعم حكومة مؤقتة».
لكن تصريحات ماكين تأتي في وقت تشير فيه الاستطلاعات إلى انعدام الشهية الأميركية للتدخل عسكريا من جديد في الشرق الأوسط. ويقول ماكين إن المسؤولية تقع على عاتق أوباما الذي يجب أن يقنع الشعب الأميركي بالمصلحة الوطنية الأميركية في المنطقة. وعلق برايان كاتوليس، من مركز التقدم الأميركي، قائلا: «رأي ماكين في الأقلية الآن ليس فقط في الكونغرس وواشنطن بل في الولايات المتحدة ككل، هذا لا يعني أن رأيه غير مهم، ولكنه غير شعبي».
 
لافروف يتهم منتقدي عملية النظام العسكرية في القصير بـ«النفاق» واتفق والأمين العام لـ«التعاون الإسلامي» على منع انتقال العنف إلى دول الجوار

جريدة الشرق الاوسط...موسكو: سامي عمارة ... رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس اعتبار ما جرى في مدينة القصير (وسط سوريا) عملية عسكرية قادها نظام الرئيس بشار الأسد ضد سكان مدنيين، واصفا دعوات التقييم هذه بأنها «نفاق». وأضاف أن مواصلة الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية طريق مسدود، وأن «اللعب على القانون الدولي الإنساني بغية تشكيل صورة مشوهة توهم بأن القوات النظامية تهاجم الأحياء المدنية، أمر غير جائز، وينبغي على الجميع التفكير بمصير الشعب السوري أولا، وإجبار طرفي النزاع على الجلوس إلى طاولة الحوار».
وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، إن «الدعوات التي أطلقت في الآونة الأخيرة لإدانة ما يجري في القصير على أنه عملية ضد السكان المدنيين هي نفاق كبير»، وفقا لوكالة الأنباء «نوفوستي» الروسية.
من جانبه، أكد أوغلي ضرورة العمل من أجل عقد مؤتمر «جنيف2»، الذي سيعنى بتطبيق توصيات «جنيف1»، وبداية مرحلة انتقالية سياسية في سوريا، سعيا وراء التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث.
وأعرب أوغلي عن أمله في أن يساعد عقد المؤتمر الدولي في وضع حد للعنف والأفعال الوحشية في سوريا، مشيرا إلى أن «الأوضاع هناك تتزايد سوءا يوما بعد يوم بعد أن بدأت أعمال العنف تتجاوز الحدود السورية وتنتشر في مناطق دول الجوار».
وإذ كشف الأمين العام للمنظمة عن الاستعداد للمشاركة في هذا المؤتمر، قال بأهمية الحوار بين مختلف أطراف الأزمة السورية، وضرورة وضع حد فوري لإراقة الدماء في البلاد، وأهمية العمل من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق حول كيفية الانتقال إلى المسيرة الديمقراطية في سوريا.
ومن جانبه أعلن لافروف عن تأييده لتوسيع دائرة المشاركين، سواء من جانب المعارضة السورية أو الدول المؤثرة في الإقليم في مؤتمر «جنيف2»، مؤكدا ضرورة توافق جميع الدول التي تستطيع مساعدة الأطراف السورية في التوافق على معايير المرحلة الانتقالية للمشاركة في مؤتمر «جنيف2». وقال إنه أطلع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على الجهود التي تقوم بها روسيا إلى جانب شركائها لتطبيق مبادرة موسكو - واشنطن لعقد المؤتمر الدولي في جنيف، مشيرا أيضا إلى تطرقهما إلى مناقشة الصعوبات التي يتوجب تخطيها.
وقال وزير الخارجية الروسية إن بلاده «تؤيد أوسع مشاركة للمعارضة السورية في المؤتمر، وللدول المؤثرة في الإقليم، ومنها الدول المجاورة لسوريا، وإيران ومصر، وكل القوى القادرة على التأثير بما يمكن معه التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة حول معايير المرحلة الانتقالية حسبما نص بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي، والذي يعتبر أساسا للمباحثات التي نقترحها».
 
سندفع ثمن خذلان الشعب السوري

عبد الرحمن الراشد

جريدة الشرق الاوسط....
لم ينبس الأمين العام للجامعة العربية بكلمة واحدة، ولا منظمته العتيدة، طوال خمسة وأربعين يوما دام فيها حصار بلدة القصير السورية، ثم سكت طوال عشرين يوما من عمليات القصف والتدمير والقتل للبلدة التي يسكنها أربعون ألفا!
ومعظم الحكومات العربية هي الأخرى لم تفعل شيئا منذ عامين من الذبح والقتل، حيث اكتفت بالفرجة عن بعد. وبعد هذا كله يلوم البعض الغرب والشرق لماذا لا يتدخلون لنجدة السوريين؟!
لو كانت هناك عزيمة حقيقية لما كانت هناك مأساة من الأساس، ولو كان هناك إحساس بقيمة الإنسان، وحرص على لجم المجرمين لما استمر النظام في سوريا يبطش بالناس ويدمر المدن ويهجر الملايين من المدنيين الأبرياء، والآن يقطع البلاد كما يشتهي من أجل إعادة رسم الخريطة من جديد. ونظام بشار الأسد يعتقد أنه قادر خلال عام أو عامين على تصدير مشكلته عبر الحدود باللاجئين والسلاح والميليشيات، يريد تغيير خريطة لبنان السياسية، وإسقاط النظام الأردني، وتخريب تركيا بالفتن، ونقل المشكلة للسعودية والعراق والبقية.
ما الخطأ الذي يحدث؟
بدأ بعدم الإحساس بحجم الظلم الذي يقع على الشعب السوري، وعدم الإحساس بالمسؤولية، واللامبالاة حيال حماية الأمن الإقليمي، وعدم الشعور بالخطر الهائل الذي ستجلبه لنا تدخلات إيران وحلفائها، وعدم قراءة أو فهم مخاطر الواقع الجديد الذي يبنى أمام أعيننا.
بداية، لا توجد معايير تحاسب عليها المنظومات الإقليمية عندما تتقاعس، مثلا هل قتل خمسة آلاف شخص يستوجب الشجب أم التدخل؟ هل تشريد مليون إنسان يجيز لدول المنطقة حق التدخل لمنع الكارثة؟ هل استعانة النظام بقوات وميليشيات خارجية ضد شعبه تستوجب منح هذا الشعب المضطهد حق الدفاع عن نفسه ومناصرته بقوات نظامية إقليمية؟
أعرف أن ليس كل الدول العربية تملك المعايير الأخلاقية أو السياسية التي تدفعها للتدخل، بل العكس تماما. نعرف أن الجزائر والعراق يساندان النظام السوري بلا حياء. وندري أن مصر والسودان يناصران نظام الأسد كذلك لكن بدرجة أقل. ومعظم البقية تعتقد أن سوريا تقع في إقليم بعيد في العالم، وليست من مسؤوليتهم.
الجامعة العربية، فقط بعد أن دمرت القصير، أصدرت بيانا تشجب الجريمة! وها هي جحافل النظام، وميليشيات حزب الله، وفيلق القدس الإيراني، وعصابات عصائب الحق العراقية، مع مستشارين روس وكوريين شماليين تبدأ الآن الزحف على درعا وحمص والغوطة تريد استعادتها بعد أن حررها أهلها من قوات النظام خلال العام الماضي.
ألا يبرر هذا الكم الهائل من القوى الخارجية مع قوات النظام التي تستخدم كل الأسلحة الثقيلة التدخل المضاد بدلا من إصدار بيانات العزاء؟ ألا تشعر دول المنطقة أن سوريا بوضعها الحالي تشكل خطرا عليهم، لأن تشريد خمسة ملايين سوري لن يهدد فقط بإسقاط نظامي الأردن ولبنان، بل كل الدول الواقعة في دائرة العنف الإقليمي؟ من كان يتصور أن تتعرض تركيا، البلد الكبير والأقوى عسكريا، والمحمي من الناتو، والمزدهر اقتصاديا، والمستقر سياسيا لهذه الهزات المفاجئة؟ ما يحدث في تركيا، سواء في ميدان تقسيم أو الاشتباكات الحدودية، ليس إلا نتاجا للأزمة السورية. خطر الحدث السوري يهدد الجميع وليس أهل سوريا فقط، الخطر أيضا على دول الخليج والعراق ومصر وكذلك إسرائيل.
 
 
"حزب الله" والشيعة وما بعد القصير!
المستقبل...أسعد حيدر
حتى القصير، استطاع حزب الله ونجح في المحافظة على ولاء شرائح واسعة من الشيعة رغم الخسائر الفادحة التي لحقت به. تركيز خطاب الحزب على أنه يدافع عن مقام السيدة زينب, ومن ثمَّ عن "ظهر" البقاع الشمالي وعائلاته من النبي شيت وصولاً الى القاع، لقي صدى ودعم هذه الشرائح. لكن في عزّ معركة القصير وتقبّل عائلات المقاتلين الذين سقطوا فيها، كانت الرسالة الموجّهة للسيّد حسن نصر الله التي قالها أهالي هؤلاء أثناء تقبّلهم التعازي: "نحن نرضى بتقديم أولادنا دفاعاً عن لبنان والسيّد ولكن نرفض أن يسقطوا دفاعاً عن... بشار وجماعته".
هذا الوعي الشعبي الشيعي المبكر بأبعاد المعركة في القصير، يجب أخذه في حسابات السيد حسن نصر الله وحزب الله، في ما بعد القصير. لأن السؤال الذي يسود كل الجلسات العائلية عند الشيعة قبل غيرهم هو: ماذا بعد القصير؟
مجرّد التفكير بأن ما بعد القصير، ريف دمشق وحمص والنبك ودرعا وحلب يثير الانقسام في الرأي بشكل حاد. يمكن القول بكل موضوعية وواقعية سياسية، إن الرأي العام الشيعي (أكثر ما في ذلك من الألم تشريع الكلام المذهبي بعد الطائفي، مما يعني أن "اللبننة" تعمّقت "لبننتها" وتشظت أكثر فأكثر) منقسم الى ثلاث شرائح:
[ الملتزمون والمؤيدون والمستفيدون والمستثمرون لحزب الله وفيه، وهم الغالبية، التي تضم المقاتلين المحترفين والميليشيات المنتظمة وعائلاتهم، وأيضاً الذين يتولون إدارة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والطبية وعائلاتهم، وأيضاً من يراكم الثروات بسبب إمساكه بمواقع قرار أو الذين يستغلون قراباتهم ويورّطون الحزب في نشاطات (منها الكبتاغون) لم يكن أحد يفكّر فيها حتى في أسوأ كوابيسه بسبب الصورة المثالية التي وضعها الحزب لنفسه إطاراً له طوال سنوات.
هؤلاء كلهم يطبّقون "التكليف الشرعي". طبعاً إذا ارتفعت كلفة هذا التكليف، فإن الكثيرين من المستفيدين والمستثمرين سيأخذون مسافة وسيجدون لذلك ألف تبرير وتبرير.
[ المؤمنون بأن الحزب يدافع عن "الطائفة" ويحفظ لها وجودها ويضمن لها مصالحها ويعمل على تثبيت حقوقها وتطويرها التي كانت تفتقدها في الماضي، وهم شريحة مهمة تضمّ مثقفين وسياسيين ورجال أعمال. هؤلاء يدافعون اليوم ويقفون مع السيد حسن نصر الله تحديداً في خطابه ومساره رغم إشارتهم الدائمة الى التكلفة العالية التي دفعها الحزب في القصير. لكنهم في الوقت نفسه يشدّد هؤلاء على أن ما قبل القصير ليس كما بعدها، ويؤكدون أنهم لا يوافقون على الذهاب أبعد في انخراط الحزب ومعه الشيعة الى ما بعد القصير. ويجب الأخذ في الاعتبار أن شرائح مهمة في هذا الفريق لها حضورها أو امتداداتها في "أمل" من الباب "الصدري" (نسبة الى السيد موسى الصدر) الذي يؤمن بلبنان ولبنانية الشيعة. الغالبية من هذا الفريق لن يقبلوا بالانخراط في معركة بعد القصير. ولا شك أن المتردّدين منهم الذين اعتادوا العثور على أعذار لتبرير مواقفهم، سيفتقدون كلما ارتفع منسوب كلفة القتال من الشباب الأسباب التي تبرّر صمتهم. المهم معرفة كيفية مخاطبة هذا الفريق وعدم إغراق الشيعة كلهم في "طنجرة البريستو" لحزب الله.
[ المعارضون وهم في غالبيتهم من المثقفين، الذين يجاهرون بمعارضتهم لممارسات حزب الله منذ 7 أيار وما بعده، والذين وجدوا في معركة القصير تحولاً كارثياً ونهائياً لبندقية الحزب من بندقية مقاومة الى بندقية ميليشياوية في خدمة مشروع إيراني لا علاقة له بفلسطين وتحريرها ودفاعاً عن الأسد "بول بوت الشرق أوسطي"، ولا شك أنه بمقدار ما يتم الفصل في الخطاب ضد حزب الله عن الطائفة الشيعية ككل كلما دعم ذلك موقفهم.
أي مزج بين الحزب والشيعة وما يستتبع ذلك من مخزون التاريخ المليء بالقصص والأساطير والخرافات التي وضعت لخدمة مواقف هذا الطرف أو ذاك تضعف هذا الفريق، يحب بوضوح وصراحة التركيز على أن من قاتل في القصير والأرجح غداً في حمص وحلب وغيرهما هو مقاتل في حزب الله وليس مقاتلاً من الطائفة الشيعية.
يستطيع حزب الله وكل الإعلام الأسدي، أن يعمل على "أسطرة" (من أسطورة) معركة القصير. لكن للأسف ما حصل في القصير أثبت أن الذي يقاتل دفاعاً عن أرضه ليس كمن يغزو أرض غيره مهما كانت الدعاوى والحجج. يجب عدم التغاضي ولا وأد وقائع ميدانية تؤكد أن معركة القصير لم تكن قصيرة ولا خاطفة. بالعكس كانت طويلة وخسائرها ضخمة. لقد حوصرت القصير التي تقوم على سهل من دون مرتفعات أسابيع عدة. واقتضى اقتحامها بعد استخدام القصف الجوي والمدفعي ضد مقاتلين لا يملكون كما ثبت أكثر من سلاحهم الفردي والمتوسط العادي والمتفجرات حوالى 14 يومياً سقط فيها للحزب وحده أكثر من مئة ضحية ومئات الجرحى. أي ما يعادل نصف خسائره في كل حرب الثلاثة وثلاثين يوماً من العام 2006. لذلك كم سيدفع الحزب من خسائر إذا اندفع نحو حمص وريف دمشق ودرعا وحلب التي يشاع أنها قسّمت الى مربعات وأن الحزب سيتولى "تحرير" أحد المربعات كما حرّر القصير من سكانها وأهلها.
ما زال أمام الحزب وتحديداً قائده السيد حسن نصر الله الوقت الكافي للانسحاب وعدم زجّ المقاتلين الذين عاهدوا الله والإمام الحسين على تحرير الأرض المحتلة وليس احتلال أراضٍ شقيقة لشعب شقيق. أيضاً قبل أن يغرق الشيعة أكثر فأكثر في المستنقع السوري، ويصبحوا مسؤولين عن جرائم الأسد. الدليل أن الإعلام يركّز على دورهم في وقت تناسى فيه دور كتائب الأسد وشبّيحته.
بكلام أوضح ومسؤول، إن مشاركة الحزب في ما بعد القصير، سيضع الشيعة اللبنانيين (شاؤوا أم أبوا) في مواجهة المجتمع السني المهيّأ للعداء، والذي يضخ فيه حالياً كل الدعاوى للحقد عليهم، مما سيجعلهم يدفعون الثمن غالياً من حضورهم وأعمالهم ومستقبل أولادهم.
 
مجلس الأمن يطالب بدخول فرق الإغاثة إلى البلدة المدمّرة وروسيا تدافع عن تورط "حزب الله"
الثوار يواصلون القتال في جمعة "الغوطة والقصير.. إرادة لا تنكسر"
المستقبل..("أحرار برس"، "روسيا اليوم"، أ ف ب)
واصل ثوار القصير الاشتباك مع قوات نظام بشار الأسد وميليشيات "حزب الله" على الرغم من تدمير هذا التحالف البلدة وقرى تابعة لها، في حين انتفضت المدن السورية أمس في جمعة أطلقوا عليها: "الغوطة والقصير.. إرادة لا تنكسر".
وفيما طالب مجلس الأمن أمس حكومة الأسد بالسماح لفرق الإغاثة بدخول القصير، لفت الدفاع الصلف لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تورط "حزب الله" في سفك الدم السوري، معللاً ذلك بحق هذا الحزب بما قال إنه دفاع عن الأماكن الدينية.
فقد خرج السوريون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، منددين بما تتعرض له منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق والقصير في ريف حمص من انتهاكات من ميليشيات "حزب الله" مع عصابات نظام الأسد.
وسجلت تظاهرات في محافظات دمشق وريفها وحلب ودير الزور ودرعا وحماة وإدلب وحمص، والعديد من المدن والمراكز السورية، رفع المتظاهرون فيها لافتات باللغة العربية والانكليزية، داعمين فيها المدن المنكوبة، مطالبين بإسقاط النظام ورحيل ميليشيات "حزب الله" من الأراضي السورية.
وتتعرض مدينتا الغوطة والقصير لأشرس الهجمات من ميليشيات الأسد المدعومة من مقاتلي "حزب الله". ووجه الناشطون "رسالة واضحة وصريحة لكل مكونات الثورة ليقوموا بما يمليه عليهم واجبهم، وفقدان السيطرة على بعض الأحياء يزيدنا عزماً وإصراراً على إنجاز مهمة ثورتنا كاملة وغير منقوصة".
وفيما يستعد الجيش السوري لتنفيذ هجمات على معاقل أخرى لمقاتلي المعارضة في محافظتي حمص وحلب بعد سيطرته على القصير، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن الثوار واصلوا التصدي لهجمات قوات الأسد شمال القصير بعد انسحابهم من معظم أحياء البلدة وقرى مجاورة جراء سلسلة هجمات ترافقت مع قصف جوي وبري مدمر على مدار نحو 3 أسابيع، شارك فيها "حزب الله" بثقل.
وذكر المرصد أن "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب من جهة والقوات النظامية ومقاتلين من حزب الله من جهة أخرى عند أطراف بلدة البويضة الشرقية في ريف القصير يرافقها قصف عنيف من القوات النظامية على المنطقة".
ولا يوجد أي مكان يمكن أن يلجأ اليه مقاتلو المعارضة في محيط البلدة في حال دخول القوات النظامية اليها، إلا محاولة الاختباء في البساتين المحيطة، بحسب ما أوضح المرصد.
ويؤكد محللون أن هدف النظام السوري بعد القصير هو السيطرة على كامل محافظة حمص لتأمين طريق آمن بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي.
وبحسب المرصد فإن الجيش يحشد من جهة ثانية قوات في محافظة حلب (شمال) التي تسيطر المعارضة المسلحة على أجزاء كبيرة منها، وذلك لـ"قطع طرق الإمداد والسلاح من جهة تركيا عن الثوار"، مشيراً الى أن حزب الله أرسل "العشرات من كوادره لتدريب مئات السوريين الشيعة على القتال" لمساندة الجيش السوري.
كما أكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن معارك اندلعت بين الثوار وقوات الأسد ـ "حزب الله" على مشارف بلدة الضبعة شمال القصير.
وقال عبدالرحمن إن قوات الأسد تسعى الى السيطرة بالكامل على القصير ومنطقتها، قائلاً إنه لا يوفر لمقاتلي المعارضة ولا للمدنيين أو الجرحى أي مخرج ويسعى إما الى القضاء على المقاتلين المعارضين أو أسرهم.
وفي نيويورك، طالب مجلس الأمن أمس السلطات السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية الى القصير، وذلك في بيان وافق عليه جميع أعضاء مجلس الأمن ومن بينهم روسيا.
وأعربت البلدان الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن عن "قلقها العميق" للوضع الإنساني في البلدة، و"طلبت من جميع الأطراف في سوريا القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين وتجنب الخسائر المدنية، مذكرة بالمسؤولية الأولى للحكومة السورية في هذا الإطار".
ودعا المجلس حكومة الأسد الى "تأمين الوصول الفوري والآمن ومن دون عراقيل... للعاملين في المجال الإنساني ومنهم الأمم المتحدة الى المدنيين في القصير الذين هم في حاجة ماسة الى المساعدة ولا سيما الطبية".
وهذا أول إعلان بالإجماع لمجلس الأمن حول سوريا "منذ أشهر" اذا لم نأخذ في الاعتبار إدانات الأعمال الإرهابية، كما قال السفير البريطاني مارك ليال غرانت الذي ترأس بلاده المجلس في حزيران.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض وصف ما قام به "حزب الله" وميليشيات الأسد في القصير بأنه موجه ضد السكان المدنيين.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في موسكو، إن "الدعوات التي أطلقت في الآونة الأخيرة لإدانة ما يجري في القصير على أنه عملية ضد السكان المدنيين هي نفاق كبير". وزعم أن "ما يعني منطقياً أنهم (حزب الله وقوات الأسد) يواجهون كتائب مسلحة ومدربة بشكل جيد.. وهناك معلومات أن خبراء أجانب يساعدون هذه الكتائب".
وفيما دافع لافروف عن تورط "حزب الله" في القتال واعتبر أنه يدافع عن المقدسات الشيعية، قال "نحن قلقون من التصريحات التي تطلقها قيادة ما يعرف بـ"الجيش السوري الحر" وبعض ممثلي الولايات المتحدة والزاعمة بأن دعم المعارضة السورية المسلحة سيستمر حتى استعادة التوازن العسكري على الأرض. إنه طريق لا يفضي الى شيء".
الى ذلك، أعلنت الامم المتحدة أن عرض روسيا استبدال الوحدة النمساوية في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان، بوحدة روسية لا يمكن القبول به لأن اتفاقيات فك الاشتباك لا تتيح لروسيا المشاركة في هذه القوة الدولية.
وأوضح مارتن نيسركي الناطق باسم الأمم المتحدة "تأثرنا بعرض روسيا تقديم قوات لنشرها في الجولان، لكن اتفاق فك الاشتباك وبروتوكوله المبرم بين سوريا وإسرائيل لا يسمحان للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالمشاركة في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان"، وأضاف أنه إثر قرار النمسا سحب جنودها "يجري العمل بهمة للعثور على دول أخرى تشارك بقوات" لكنه لم يشر الى بلد معين.
وكان الرئيس الروسي قال إنه "بالنظر الى الوضع الصعب الذي يرتسم في الجولان فإنه يمكننا الحلول مكان الوحدة النمساوية التي ستغادر هذه المنطقة" مضيفاً أن هذا العرض لا يمكن أن يصبح واقعاً إلا "إذا أبدت القوى الإقليمية اهتمامها به وطلب الأمين العام للأمم المتحدة منا ذلك".
وأعلنت النمسا الخميس انسحابها من قوة مراقبة فك الاشتباك مشيرة الى أن الإبقاء على جنودها "لم يعد ممكناً" لدواعٍ أمنية ناجمة عن اتساع النزاع السوري في المنطقة.
وقوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان مكلفة منذ 1974 فرض احترام وقف إطلاق النار في الجولان المنطقة الواقعة جنوب غرب سوريا وتحتل إسرائيل قسمها الأكبر.
 
دانت الاشتباكات في الجولان وبوتين يقترح نشر قوات روسية في الهضبة تعويضاً للنمسوية
الأمم المتحدة: نصف سكان سوريا سيحتاجون الى المساعدة والمطلوب 5,2 مليارات دولار للإغاثة
المستقبل..(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)
قالت الأمم المتحدة أمس إنها بحاجة الى 5,2 ملياري دولار لإغاثة نحو 10,25 ملايين سوري، اي نصف سكان البلاد، من المتوقع أن يكونوا بحاجة الى مساعدات انسانية بحلول نهاية العام الحالي بتكلفة تتجاوز خمسة مليارات دولار.
وتشمل التوقعات الجديدة وهي خطة محدثة للوضع في سوريا نشرت أمس زيادة أعداد اللاجئين على مدى الاشهر الستة القادمة الى اكثر من المثلين من 1,6 مليون لاجئ الان الى 3,45 ملايين منتشرين في لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر.
ووجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 5,2 مليارات دولار (3,9 مليارات يورو) حتى كانون الاول المقبل، وهو اكبر نداء لجمع التبرعات توجهه الامم المتحدة على الاطلاق (من دون احتساب مرحلة اعادة الاعمار) بفارق كبير امام العراق والسودان وافغانستان وباكستان وحتى الزلزال المدمر في هايتي في 2010 والتسونامي الذي ضرب المحيط الهندي في 2004.
والاموال المطلوبة تعادل احتياجات نحو 100 منظمة انسانية. والامم المتحدة التي طلبت في كانون الاول 1,5 مليار دولار لسوريا، لا تملك في الوقت الحاضر سوى مليار واحد.
ومن اصل الـ5,2 مليارات دولار المطلوبة لتغطية مجمل العام، ستذهب نحو 3,81 مليارات دولار لمساعدة نحو 3,45 ملايين لاجئ، وستسمح 1,4 مليار دولار للامم المتحدة بمساعدة حتى 6,8 ملايين سوري بقوا في بلادهم (بينهم 4,25 ملايين نازح).
وفي الوقت الحالي، فان نحو اربعة ملايين شخص بحاجة الى مساعدة انسانية في سوريا، وتعتبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان نحو 1,6 مليون سوري فروا من بلادهم الى الدول الخمس المجاورة في المنطقة.
وفي سياق متصل قالت وكالة الإغاثة الدولية (أوكسفام)، نشاهد على صعيد يومي تحطم بلد يمزّق نفسه، وإنسانيتنا المشتركة تناشدنا الرد على معاناة ملايين السوريين المحاصرين في مأساة مستمرة، ولا يمكن للحكومات استخدام الأوقات الاقتصادية الصعبة كذريعة للتنصل من واجبها في التبرع بسخاء لتمويل جهود الإغاثة في سوريا.
وحثّت المنظمة، حكومات العالم على عدم النظر في الاتجاه الآخر في تعاملها مع الأزمة السورية، والتي وصفتها بأنها الأزمة الإنسانية الأكثر إلحاحاً في العالم".
وحذّرت، جين كوكينغ، مديرة العمليات الإنسانية في المنظمة الخيرية من أن الأوضاع في سوريا مذهلة وتزداد سوءاً ، مضيفة أن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية، ولا يمكن تركه يدفع ثمن فشل العالم في الرد على احتياجاته .
الجولان
وأمس دان مجلس الأمن الدولي، الإشتباكات في منطقة الجولان، التي أدت إلى إصابة عنصرين تابعين لقوات حفظ السلام الدولية (الأندوف).
وأصدر المجلس بياناً في وقت متأخر من مساء الخميس، أعرب فيه عن إدانته للقتال الكثيف في المنطقة الفاصلة بما فيه الهجوم الذي أدى إلى إصابة عنصرين تابعين لقوات حفظ السلام العاملة في الجولان (الأندوف) ودعا إلى الإحترام الكامل لاتفاقية فك الارتباط في 31 أيار 1974.
ودعا المجلس كافة الأطراف إلى التعاون مع (الأندوف) وتمكين عناصرها من العمل بحرية وضمان الأمن الكامل لهم. كما أعربت الدول الأعضاء عن قلقها من مخاطر الأعمال العسكرية في منطقة الفصل على وقف إطلاق النار في المنطقة وعلى السكان.
وأعلنت النمسا الخميس أنها ستسحب جنودها من بعثة المراقبة الدولية في الجولان بعد اندلاع معارك بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة وهو ما يوجه ضربة الى مهمة أبقت الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة على مدى 40 عاما.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "مع التقدير لمساهمة النمسا منذ وقت طويل وإلتزامها بحفظ السلام في الشرق الاوسط نأسف لهذا القرار ونأمل ألا يسهم في المزيد من التصعيد في المنطقة".
لكن رحيل الجنود النمساويين الذين يصل عددهم إلى 380 فردا في قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة بالجولان والبالغ قوامها ألفا سيوجه ضربة للعملية برمتها.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة جوزفين جيريرو "ظلت النمسا أساسا للبعثة وانسحابهم سيؤثر على قدرة العمليات بالبعثة".
وقال مجلس الامن التابع للامم المتحدة في بيان "عبر اعضاء مجلس الامن عن القلق العميق للخطر الذي تشكله جميع الانشطة العسكرية في المنطقة العازلة من جانب أي طرف على وقف اطلاق النار المستمر منذ وقت طويل والسكان المحليين".
وسيطر الثوار لأكثر من 4 ساعات على المعبر الوحيد بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان مما دفع قوة الامم المتحدة لحفظ السلام إلى الهرع إلى مخابئهم قبل أن ينجح الجنود السوريون في صد مقاتلي المعارضة وتأكيد سيطرتهم على القنيطرة.
وفي واشنطن قالت جين باسكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية "لقد اوضحنا بجلاء مخاوفنا من عدم الاستقرار الاقليمي الناجم عن الازمة في سوريا. بالطبع هذا مثال اخر لذلك ونحن نواصل دعوة جميع الاطراف الى تفادي اي اجراء من شأنه ان يعرض للخطر وقف اطلاق النار القائم منذ وقت طويل بين اسرائيل وسوريا".
وأعلنت روسيا أنها أرسلت وحدة بحرية إلى البحر المتوسط في خطوة قال الرئيس فلاديمير بوتين إنها للدفاع عن أمن روسيا لكنها تأتي في وقت تدخل فيه موسكو في مواجهة مع الغرب بسبب سوريا.
وقال بوتين "هذه منطقة لها أهمية استراتيجية ولدينا مهام ننفذها لضمان الأمن الوطني لروسيا الاتحادية".
وأعلن بوتين امس عن استعداد بلاده لإرسال قوات سلام إلى مرتفعات الجولان السورية المحتلة لتحلّ مكان القوات النمساوية التي أعلنت انسحابها من قوات حفظ السلام الدولية (الأندوف).
وقال الرئيس الروسي انه اثناء لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب هذا الاخير من موسكو زيادة مشاركتها في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.
ونقلت وكالة (انترفاكس) الروسية عن بوتين قوله خلال لقائه ضباطا تمت ترقيتهم ان بلاده مستعدة لإرسال قوات لحفظ السلام الى هضبة الجولان اذا وافقت الامم المتحدة، لتحل مكان قوات حفظ السلام النمساوية التي اعلن عن انسحابها من المنطقة.
وقال اخذا بالاعتبار الاوضاع المعقدة التي تتراكم هذه الايام في هضبة الجولان، انه يمكننا استبدال الوحدات النمساوية المنسحبة من المنطقة الفاصلة بين القوات الاسرائيلية والجيش والسوري. وطبعا في حال موافقة دول المنطقة على ذلك، وبطلب من أمين عام الأمم المتحدة.
ووصفت الحكومة الالمانية قرار النمسا سحب كتيبتها العاملة ضمن قوات الامم المتحدة في الجولان بانه "مؤسف"، وذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الالمانية اندرياس بيشكي امس.
وقال بيشكي ان "هذا الاعلان تمت متابعته باهتمام كبير. سحب الكتيبة النمساوية امر مؤسف بطبيعة الحال. عندما ننظر الى الوضع برمته، نفهم المسار الذي ادى الى اتخاذ هذا القرار الذي يعكس مدى الخطورة الكبيرة للوضع في المنطقة".
كما اشار المتحدث الالماني الى حصول محادثات بشأن قرار محتمل في الاتجاه نفسه من جانب الفيليبين. واضاف "من وجهة نظرنا، المدى الذي تحمله المهمة كبير جدا"، مشيدا بما اعتبره "مساهمة كبيرة" للمهمة في "استقرار المنطقة" منذ سنوات. وتابع "سيكون بديهيا من المستحب ان يتمكن البلدان من مواصلة تحقيق اهداف المهمة". وسبق ان سحبت كندا واليابان وكرواتيا جنودها من هذه القوات قبل اشهر.
خطف صحافيين
في غضون ذلك، اكدت اذاعة "اوروبا 1" الفرنسية صباح امس انها فقدت اثر اثنين من صحافييها منذ 24 ساعة في سوريا اثناء توجههما الى حلب، بعدما اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فقدانهما من طوكيو. وذكرت الاذاعة في بيان "انهما ديدييه فرنسوا الصحافي في هيئة التحرير المعتاد العمل في المناطق الحساسة وادوار الياس، المصور الذي ارسلته الاذاعة في مهمة" موضحة انها على اتصال دائم بالسلطات الفرنسية التي تبذل كل ما بوسعها للحصول على معلومات بشأنهما.
وطالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اثناء زيارة لليابان امس بـ"الافراج الفوري" عن صحافيين فرنسيين فقدا في سوريا، ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي عقده في طوكيو.
وقال هولاند "اطلب الافراج الفوري عن هذين الصحافيين" بدون أن يذكر اسميهما ولا وسائل الاعلام التي يعملان لحسابها، مؤكدا ان "الاتصال فقد فعلا مع صحافيين بدون ان تعرف الظروف بالتحديد بعد".
وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ان الصحافيين "ليسوا ممثلين عن اي دولة كانت، انهم اشخاص يعملون من اجل ان يتلقى العالم معلومات".
وتابع ان المفقودين "يجب ان يعاملا كصحافيين وليس كعنصرين يتم تهديدهما للنيل من دولة".
واكد انه "يجب ان يكون بوسع الصحافة ان تتنقل في سوريا لاعطاء معلومات يترقبها العالم بأسره" حول ما يجري في هذا البلد.
كذلك فقد صحافي اجنبي ثالث في سوريا هو الاميركي جيمس فولي، واعلن الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة اجرتها معه وسائل اعلام ارجنتينية انه لا يملك "اي معلومات" حول مصيره.
وفقد ايضا الصحافي الايطالي دومينيكو كويريكو من صحيفة لا ستامبا في 9 نيسان في سوريا واعلن مدير صحيفته في تغريدة على موقع تويتر انه "حي وفي سوريا".
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير بعنوان "اطلاق النار على حامل الرسالة: الصحافيون مستهدفون من جميع الاطراف في سوريا" صدر مطلع ايار ان "التجاوزات المرتكبة سواء من السلطات السورية او من مجموعات المعارضة المسلحة تجعل من سوريا بلدا شديد الخطورة بالنسبة للصحافيين العاملين فيه"..
 
السوريون والمسلمون الشيعة
المستقبل...فايز سارة
لم يكن للسوريين موقف عدائي او متحفظ من المسلمين الشيعة في وقت من الاوقات، وامر كهذا ليس قولاً انشائياً، او امر يقال على خلفية ما يحصل من تطورات في سوريا وبعد التدخل العنيف لحزب الله اللبناني في الحرب الى جانب النظام ضد السوريين، ولا في المساندة التي تتجسد دعماً من ايران وبعض التنظيمات والشخصيات، التي توصف بالشيعية للنظام في حربه الدموية والتدميرية على السوريين وسوريا. انما الكلام تأكيد للمنحى العام الذي نظر فيه السوريون للمسلمين الشيعة، وللطريقة الاخوية، التي تعاملوا بها معهم باعتبارهم ابناء وطن واحد، او اخوة في بلدان اخرى، تنتمي الى الفضاء العربي الاسلامي الذي يجمع العرب والمسلمين بغض النظر عن التفاصيل الماثلة في اطار تلك الهوية، التي تكونت عبر أكثر من الف وخمسمئة عام.
ان اول حيثيات السوريين في موقفهم من المسلمين الشيعة هو ان جزءاً من هؤلاء مواطنون سوريون، حاضرون في الحياة العامة على قدم وساق مع مواطنيهم الآخرين، وهم جزء من النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في العاصمة دمشق ومدن غيرها، كما في القرى البعيدة، وبصفة مستمرة، فقد كان سوريون من الشيعة اعضاء في نادي النخبة في مجالاتها كافة ومنهم آل بلوق وصندوق والنحاس واللحام والروماني، واحتل كثيرون منهم مناصب ومواقع ذات اهمية في البناء السياسي - الاقتصادي والثقافي في سوريا بعد الاستقلال.
وبطبيعة الحال، فان المواقع الدينية للمسلمين الشيعة في سوريا، كانت على الدوام على ذات القدر من الاحترام الذي يحيط بالمواقع الدينية للمسلمين السنة ولغيرهم من اصحاب المذاهب الاخرى، والمنتمين الى بقية الديانات. لقد حافظ السوريون على مدار نحو الف وخمسمئة عام على مقامات وقبور آل البيت في السيدة زينب والسيدة رقية وفي مقبرة الباب الصغير، وكذلك على مقامات شخصيات اسلامية يبدي الشيعة اهتماماً خاصاً بهم، خاصة وان هؤلاء هم موضع احترام لدى السنة السوريين اساساً.
لقد تجاوز السوريون تلك التشاركية التي جمعتهم مع مواطنيهم الشيعة، الى علاقة اخوية مع المسلمين الشيعة الذين حلوا في سوريا على فترات تاريخية مختلفة، ولعل التوقف عند حضور السيد محسن الامين الذي يحمل احد أحياء دمشق اسمه مثال على موقف السوريين من اخوانهم الذين وفدوا من بلدان اخرى، وقد جاء السيد الامين الى دمشق من لبنان وحلّ فيها كواحد من ابنائها، ثم صار واحداً من ابرز علمائها ووجهائها، وفي كل الاحوال لعب الرجل دوراً متعدد الابعاد والمستويات ليس في حياة دمشق، وانما في المستوى الوطني في ابعاده السياسية والاجتماعية والثقافية، وما زالت بعض اثار ذلك الدور ماثلة في دمشق من خلال المدرسة المحسنية التي اسسها محسن الامين في حياته لتكون منارة علم حديث.
وطوال عقود ما بعد الاستقلال، كانت سوريا ملاذاً للحياة وفرصاً للعيش لكثير من المسلمين الشيعة الذين وفدوا اليها من دول الجوار العربي والاسلامي من لبنان والعراق وايران وبلدان الخليج والى الابعد من ذلك، وكان بين من وفد اليها رجال سياسة ومثقفين وفنانيين واكاديميين، فروا من حكام طغاة على نحو ما كان، عراقيون وفدوا الى سوريا منذ سبعينات القرن الماضي هاربين من نظام صدام حسين، وانضم اليهم عراقيون هربوا من الحروب على العراق وبينها حرب ايران في الثمانينات، ثم الحرب الدولية 1991، والغزو الاميركي عام 2003، ولجأ شيعة لبنان مع اخوانهم من طوائف اخرى الى سوريا في خلال حروب اسرائيل على لبنان، والتي تصاعدت وتوسعت منذ بداية السبيعينات، وصولاً الى الحرب الاخيرة في العام 2006، وابدى السوريون على مدار عقود تعاطفاً شديداً وتضامناً بل ومشاركة في محن لبنان وشيعته على نحو خاص في مواجهة اسرائيل وسياستها العدوانية.
وان كان من خلاصة لمسار السوريين على تنوعهم وتعددهم في علاقتهم مع المسلمين الشيعة، فيمكن القول، ان ذلك المسار تميز بعلاقات اخوية وتضامنية الى ابعد الحدود، ولم يكن يشوبها اي بعد صراعي طائفي او ديني من شأنه تصعيد تناقضات وصراعات ضد الشيعة سوريين او عرباً او من بلدان اخرى، غير ان هذه القاعدة التي ترسخت على مدار عقود من عمر الدولة والمجتمع في سوريا، اخذت تتعرض للاهتزاز في العامين الآخيرين، حيث اعلنت ايران - التي تصف نفسها مرجعية للمسلمين الشيعة- وقوفها الى جانب النظام ضد ثورة السوريين ومطالبهم بالحرية والكرامة، وقدمت للنظام كل امكانيات الدعم العسكري والاقتصادي والمالي، قبل أن تنضم اليها جماعات ترتبط بها من حزب الله في لبنان الى مليشيات عراقية بينها قوات بدر وجيش المهدي، وكلها ارسلت خبراء وقوات واسلحة الى سوريا للقتال الى جانب النظام، بل ان اطرافاً بينهم ايران يقومون بحملات تنظيم مرتزقة لزجهم في المعركة ضد ثورة السوريين.
غير ان الاخطر من دعم النظام وشن الحرب على الشعب السوري قتلاً وتهجيراً وتدميراً، يتمثل في حملة دعاوية تحريضية، هدفها تصعيد حمى الصراع الطائفي ووصف السوريين بالقول انهم تكفيريين واصوليين، وانهم يعادون الشيعة ويعتدون عليهم، الامر الذي يوفر بيئة لصراع طائفي، يضاف الى ما تركته مشاركة حزب الله والمليشيات العراقية في الصراع العسكري في سوريا وسقوط مدينة القصير على ايدي تحالف قوات النظام مع حزب الله من أثار على العلاقات بين المسلمين من الشيعة والسنة في سوريا ومحيطها.
ورغم كل التطورات السلبية، التي نتجت، وما سينتج عن مشاركة ايران وحزب الله والمليشيات العراقية في الحرب على السوريين والحملة الدعاوية التحريضية ضدهم. فان ثمة ايمان، بان الجسد الاساسي للمسلمين الشيعة، هو خارج حسابات تلك الاطراف وخارج ما تقوم به من حرب وتحريض على السوريين، ليس فقط لان مسيرة الاخيرين هي مسيرة اخوة وتضامن مع الشيعة، بل لان المسلمين الشيعة وقفوا دائما ضد الظلم، ولايمكن ان يقبلوا الدخول في صراع يدمر وحدة المسلمين وبلادهم، ويدخل اجيالهم القادمة في مستقبل مجهول.
 
حمص الهدف المقبل للنظام
لندن، موسكو، دمشق، نيويورك - «الحياة»، ا ف ب
عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان تحل قوات من بلاده مكان القوة النمساوية التي قررت الانسحاب من المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية (اندوف) على جبهة الجولان. واوضح بوتين ان هذا العرض هو مجرد اقتراح ويمكن ان يتحول الى واقع اذا وافقت عليه القوى الاقليمية، واذا طلب الامين العام للامم المتحدة ذلك.
وتعود اهمية عرض بوتين الى ان مشاركة القوات الروسية تطمئن الاسرائيليين في هذه المنطقة التي يتخوفون من ان تشكل نقطة مواجهة سورية - اسرائيلية، وذلك على الرغم من الدعم الذي تقدمه روسيا لنظام الرئيس بشار الاسد. وتتخوف اسرائيل من ان تقع المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان في ايدي قوى يمكن ان تصعد المواجهة معها، بعد اكثر من اربعين سنة من الهدوء. اذ نقلت وكالة «فرانس برس» عن الكولونيل الاسرائيلي في الاحتياط جاك نرياه الذي عمل محللاً سابقاً للاستخبارات العسكرية ان انسحاب النمسا يطرح السؤال حول الاستقرار بين اسرائيل وسورية، اذ ان العناصر الفيليبينيين الذي سبق ان تعرضوا لعمليات خطف يمكن ان يلحقوا بالنمساويين. وطالب مجلس الامن بتقديم حل. واضاف: «لا يمكننا ترك هذه المنطقة من دون مراقبين، فليس من مصلحة سورية ان تكون في حالة توتر الان مع اسرائيل».
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان عشرات المدنيين السوريين حاولوا الوصول الى الجزء الذي تسيطر عليه اسرائيل ظهر اول من امس، لكن الجيش الاسرائيلي منعهم على معبر القنيطرة الذي كان ما زال مقفلا امس.
على الصعيد الميداني الداخلي، صعد مقاتلو المعارضة امس عملياتهم داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب في محاولة للسيظرة عليه بعد اشهر من الحصار ضمن ما عرف بـ»معارك تحرير المطارات» في شمال سورية وشمالها الغربي. وحلقت طائرات مروحية في سماء المطار وقصفت اطرافه، اضافة الى ضربه بصواريخ ارض - ارض.
وافاد «الحزب الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم انه سيطر على قرية باصلة التابعة لناحية شيراوا في منطقة عفرين شمال حلب وقرب حدود تركيا، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «الجيش الحر» الذين كانوا متحصنين في القرية منذ أسبوعين. واضاف ان باصلة وقرى محيطة «باتت تحت حماية وحداتنا في الكامل»، لافتا الى ان وحداته قتلت 70 مسلحا وجرحت عشرات ودمرت دبابتين.
وخرجت تظاهرات امس في مختلف المدن السورية لتحية القصير بعد يومين على سقوطها في يدي الجيش السوري وومقاتلي «حزب الله» واطلق المتظاهرون شعار «الغوطة والقصير ارادة لا تنكسر»، وهاجمت الشعارات واللافتات التي رفعت الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. واعتبرت ان القصير كشفت «زيف مقاومته وحقدهم الاعمى»، بحسب ما جاء في لافتة في بلدة كفرنبل في ادلب. وفي بلدة اللطامنة في درعا رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها «الاسد باع الجولان، العرب باعوا القصير، العالم باع سورية». وفي مدينة دوما في ريف دمشق التي تعرضت لقصف عنيف، خرج متظاهرون في احد احيائها وصرخوا «يا الله تحمي حمص يا الله».
ودعا مجلس الامن في بيان امس السلطات السورية الى السماح للمنظمات الانسانية بالدخول بحرية الى مدينة القصير، ووافق على البيان جميع اعضاء مجلس الامن، ومن بينهم روسيا. وطالب البيان بـ «الوصول الفوري والامن ومن دون عراقيل» الى المدنيين. كما ذكر السلطات السورية بـ «مسؤوليتها» عن حمايتهم.
وقال مسؤول سوري حكومي لـ «أسوشييتد برس» إنه بعد القصير سيكون الهدف المقبل للنظام مدينة حمص ومحيطها. وحمص ثالث أكبر مدن سورية ولها أهمية استراتيجية ورمزية للنظام. واضاف المسؤول: «وضعت القيادة (العسكرية) خطة يتم تنفيذها (الآن)». وتابع أن الجيش سينفّذ «هجمات سريعة ومتتالية» ليضمن المدخل الشمالي لمدينة حمص وهو سيطر على قرية الخالدية الواقعة على هذه الطريق الخميس. ويهدف الجيش أيضاً إلى استعادة السيطرة على معاقل الثوار في الرستن وتلبيسة، وهما مدينتان تقعان إلى الشمال من حمص.
وفي درعا جنوب البلاد، اعلنت مصادر المعارضة ان صفقة عقدت بين النظام و»الجيش الحر» اسفرت عن اطلاق والد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مقابل الافراج عن 45 معتقلا بينهم 16 امرأة والطلفة ماسة مسالمة.
من جهة اخرى، وجهت الامم المتحدة نداء لجمع 5 بلايين و200 مليون دولار حتى كانون الاول (ديسمبر) المقبل لمساعدة اكثر من عشرة ملايين سوري اي قرابة نصف عدد سكان سورية، تضرروا جراء النزاع في بلادهم. ويعتبر هذا المبلغ قياسياً ويزيد بثلاثة اضعاف عن المبلغ السابق البالغ بليوناً ونصف بليون دولار الذي قالت الامم المتحدة انها بحاجه اليه لتغطية عملياتها هذا العام. وتوقعت الامم المتحدة ان يزداد عدد اللاجئين جراء الحرب السورية الى 3 ملايين و450 الفاً بنهاية هذا العام. وداخل سورية تتوقع الامم المتحدة ان يصبح 6 ملايين و800 الف شخص بحاجة للمساعدة، غالبيتهم اجبروا على مغادرة منازلهم.
 
«الجيش الحر» يصعد لاقتحام مطار «منغ»... والنظام الى حمص وحلب بعد القصير
لندن - «الحياة»
سعى مقاتلو المعارضة المسلحة امس الى استعادة زمام المبادرة في مناطق ريف حلب شمال البلاد، واقتحموا مطار «منغ» العسكري الخاضع لحصار «الجيش الحر» منذ اشهر، في وقت سيطر مقاتلون اكراد على قرية كردية شمال حلب بعد اشتباكات مع مقاتلين معارضين. وتعرضت مناطق مختلفة في ريف حمص وسط البلاد الى قصف جوي، وسط تقدم للجيش النظامي و«حزب الله» نحو قرية البويضة الشرقية واشتباكات في قرى آخرى.
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن قوات الرئيس بشار الأسد ستحاول بعد السيطرة على القصير أن تطرد قوات المعارضة من مراكز الثقل السكاني في البلاد، بما في ذلك مدينتي حمص وحلب.
وبعدما أشارت إلى أن الأسد يمكن أن يواصل قيادته لبلد مقسّم تسيطر فيه ميليشيات على إقطاعيات إثنية، ذكرت «أنه في حال استمر النظام في الحصول على دعم قوي من حلفائه «حزب الله» وروسيا وإيران فإن الأسد ربما يحاول أن يعيد فرض قوته على أجزاء من سورية حتى وإن كان غير قادر على استعادة البلاد كلها».
وقال جوزف هوليداي من معهد دراسات الحرب (مركز بحثي في واشنطن) إنه يعتقد أن الأسد لا يهدف إلى تسجيل انتصار حاسم على الثوار في كل سورية.
وأضاف «الهدف هو البقاء في ما يعتبرونه (أي مؤيدي النظام) القلب الاستراتيجي المهم في سورية حيث تقطن غالبية السكان».
وقال مسؤول حكومي لـ «أسوشيتد برس» إنه بعد القصير سيكون الهدف المقبل للنظام مدينة حمص ومحيطها. وحمص ثالث أكبر مدن سورية ولها أهمية استراتيجية ورمزية للنظام.
وقال المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل كشف معلومات عن عمليات عسكرية ما زالت جارية، «وضعت القيادة (العسكرية) خطة يتم تنفيذها (الآن)». وتابع أن الجيش سينفّذ «هجمات سريعة ومتتالية» ليضمن المدخل الشمالي لمدينة حمص وهو سيطر على قرية الخالدية الواقعة على هذه الطريق الخميس.
ويهدف الجيش أيضاً إلى استعادة السيطرة على معاقل الثوار في الرستن وتلبيسة، وهما مدينتان تقعان إلى الشمال من حمص.
وفي حمص دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في قرية المسعودية في ريف مدينة القصير، في حين قتلت سيدة من الطاقم الإسعافي في منطقة القصير. وقضى مقاتل أثناء محاولته إخلاء الجرحى والمدنيين الذين سقطوا في القصف الذي تعرضت له مواقع في بلدة البويضة الشرقية التي يحاول النظام السيطرة عليها بعد القصير.
وقال «المرصد السوري» ان ضابطاً منشقاً قتل في اشتباكات مع القوات النظامية وعناصر «حزب الله» اللبناني في ريف القصير. وتعرضت مناطق في بلدة الغنطو في ريف حمص لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ منذ صباح امس.
وفي حلب، حصلت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية داخل مطار «منغ» المحاصر من قبل «الجيش الحر» منذ اشهر، بعد دخول كتائب معارضة الى مقر القيادة فجراً بالتزامن مع تحليق طائرات مروحية في سماء المطار وقصفها محيطه.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الجيش الحر» سيطر على مبان عدة في المطار وأن قوات النظام قصفته بالطائرات وصواريخ ارض - ارض. في حين اشارت مصادر معارضة الى اسقاط طائرة مروحية وإلى انها فجرت آليات ودبابات داخله.
وتداول معارضون في الأيام الأخيرة فيديو، اظهر قيام رئيس اللجنة الأمنية العميد محمد خضور بزيارة بلدتي نبل والزهراء اللتين تضمان غالبية شيعية، لحض شباب البلدتين على التطوع في «قوات الدفاع الوطني» والالتحاق بالجيش النظامي لفك الحصار عن مطار «منغ»، حيث قدم لهم اغراءات مالية ووعوداً باستقدام دبابات وأسلحة الى البلدتين وتحويلهما الى «عاصمة ريف حلب».
وفي ريف حلب، قال «المرصد السوري» ان قوات الحماية الشعبية التابعة لـ «الحزب الديموقراطي الكردي» سيطرت امس على قرية باصلة التابعة لناحية شيراوا في منطقة عفرين شمال حلب وقرب حدود تركيا، عقب اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة التي كانت متحصنة في القرية منذ أسبوعين.
وعلم ان الاشتباكات اندلعت بين الطرفين في القرية ليل اول من امس وسقط فيها خسائر بشرية في صفوف الكتائب المقاتلة، بالتزامن مع بسط وحدات حماية الشعب سيطرتها على الطرق الواصلة بين قرى جليبري وميريمين وتل رفعت، حيث قامت بنصب حواجز لها على هذه الطرق.
وأوضح «المرصد السوري» ان مقاتلي المعارضة حرقوا ممتلكات بعض المواطنين الكرد من أهالي قرية باصلة، التي شهدت حالات نزوح بسبب الاشتباكات التي جرت فيها، وإلى أن الكتائب المسلحة للمعارضة حاصرت قرية عفرين التي تضم غالبية كردية.
وفي الرقة شرقاً، استهدفت الكتائب المقاتلة مطار الطبقة العسكري بصواريخ محلية الصنع وسط ورود معلومات عن اصابات في صفوف القوات النظامية، فيما تعرضت مناطق في مدينة الطبقة لقصف من الطيران الحربي والمدفعية من قبل القوات النظامية، مع الإشارة الى أن مطار الطبقة والفرقة 17 واللواء 93 هي النقاط الخاضعة لسيطرة كلية لقوات النظام بعد سيطرة المعارضة على مدينة الرقة.
وقال «المرصد السوري» ان قوات النظام قصفت حي الحميدية في مدينة دير الزور شرق الرقة، وأن اشتباكات عنيفة حصلت قرب «دوار البانوراما» في حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة بين دير الزور وحدود العراق شرق سورية، حيث امتدت إلى المقبرة الواقعة في الجهة الغربية من الدوار. وزاد «المرصد السوري» ان قوات النظام قصفت منطقة المقبرة، فيما أقدمت مجموعة مسلحة تابعة للكتائب المقاتلة على اعتقال طالب كردي من الدرباسية عند حاجز السد القريب من بلدة التوينة، حيث كان الطالب متوجهاً إلى جامعته في مدينة الحسكة، وقامت بتعذيبه بشكل وحشي وأبقته معتقلاً لمدة 11 ساعة.
وفي دمشق، نفذت طائرات حربية غارة على مناطق في حي جوبر في الطرف الشرقي لدمشق، في وقت سمع صوت انفجار عنيف في العاصمة، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة.
وقصفت قوات النظام بصواريخ وقذائف الهاون منطقة غرب الطريق الدولية في حرستا عند المدخل الشمالي للعاصمة. وأشارت مصادر المعارضة الى «اشتداد المعارك في الجهة الغربية من مدينة المعضمية قرب دمشق، بين الجيش الحر وقوات النظام مع استمرار القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات». وبث ناشطون فيديو، اظهر دبابات تحاول اقتحام معضمية الشام من الجهة الغربية. وتحدث «المرصد» عن مواجهات بين مقاتلي المعارضة والنظام عند اطراف مدينة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي رافقها قصف من قبل القوات النظامية، في وقت نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على المنطقة.
وفي درعا بين دمشق وحدود الأردن جنوب سورية، قال «المرصد السوري» ان الطيران الحربي شن غارات عدة على مناطق في بلدتي بصرى الشام وإنخل بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في الحي الشرقي لبلدة بصرى الشام.
وسجلت حركة نزوح عنيف من بلدة إنخل التي تعرضت لقصف جوي بينها غارتان نفذتهما طائرة حربية. وقال شهود عيان ان قوات النظام استقدمت تعزيزات لاستعادة السيطرة على حاجز الكازية في إنخل مع توافر انباء عن إعطاب المقاتلين لدبابة وعربة مدرعة ما أدى الى سقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية. وزاد «المرصد» ان بلدة كفر شمس قصفت من القوات النظامية، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف في البلدة وسط انقطاع للتيار الكهربائي عنها. كما حلقت طائرات حربية في سماء المدينة مع سماع أصوات انفجارات هزت المدينة.
 
«الائتلاف» يعلن موافقة مبدئية على حل سياسي و«الهيئة الكردية» تشارك بوفد منفصل في جنيف
لندن - «الحياة»
أكدت مصادر متطابقة لـ «الحياة» ان الهيئة الكردية العليا ستشارك في مؤتمر «جنيف - 2» بوفد منفصل برئاسة رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، على ان يضم وفد المعارضة كتلتين تمثل احداهما «الائتلاف الوطني السوري» وأن تضم الكتلة الثانية «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» و»المنبر الوطني الديموقراطي».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى بعد ختام محادثات مع الجانب الأميركي بحضور وفد من الأمم المتحدة في جنيف قبل يومين وفداً من «هيئة التنسيق» برئاسة مسؤول المهجر هيثم مناع ومعارضين آخرين، بعد لقائه في موسكو الأسبوع الماضي وفداً من «الهيئة الكردية» برئاسة مسلم.
وعلم ان الجانب الروسي دعا الأكراد السوريين الى المشاركة الكاملة في «عملية التسوية عبر الحوار الوطني السوري الواسع الذي يراد منه ان يقرر المستقبل الديموقراطي للبلاد وضمان مراعاة حقوق فئات المجتمع السوري كافة”. وقال مسؤول كردي لـ «الحياة» ان بوغدانوف اكد للوفد ان «حل الأزمة السورية سياسي وأن الأكراد جزء من الحل السياسي».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد النظام.
وأبلغ بوغدانوف وفد «هيئة التنسيق» في جنيف بضرورة «مشاركة جميع أطراف المعارضة السورية التي تحظى بمساندة حقيقة من قبل المجتمع السوري».
وعلمت «الحياة» ان احد الأمور التي طرحت في اللقاء تتعلق بتمثيل «الجيش الحر» في وفد المعارضة ووجود شخصيات عسكرية في مؤتمر «جنيف - 2».
وأعلن «الائتلاف» انه لم يتخذ قراراً في شأن المشاركة في المؤتمر، حيث يتوقع ان يكون «جنيف - 2» احد الأمور التي ستُبحث في اجتماع هيئته العامة في إسطنبول في 12 الجاري، اضافة الى انتخاب خلف لرئيسه المستقيل معاذ الخطيب وأمين عام خلفاً لمصطفى الصباغ. وقال مسؤولون في «الائتلاف» انهم لن يتخذوا قراراً قبل وصول دعوة رسمية لحضور «جنيف - 2».
وجاء في بيان اصدره «الائتلاف» امس ان موافقة النظام السوري على حضور المؤتمر «لا معنى لها مالم يلتزم النظام الهدف الأساسي من بيان جنيف، وبالتحديد انجاز التحول الديموقراطي وإنهاء حكم الفرد خصوصاً ان تصريحات المتحدثين باسم النظام غير مشجعة حتى الآن، فهم يتمسكون بكل فرصة للمراوغة وكسب الوقت وفرض وقائع جديدة على الأرض».
وتابع البيان «ان المناورات المكشوفة تترافق مع تصريحات روسية متناقضة، تشكك في مواقف الائتلاف من مؤتمر «جنيف - 2»، وتشترط بقاء بشار الأسد حتى عام 2014 ولو على بحر من دماء الأبرياء، مع عجز مفرط عن إدراك الإصرار الذي يحرك الشعب السوري على الاستمرار في ثورته حتى رحيل» الرئيس السوري.
لكن «الائتلاف» اكد «مواقفه المبدئية والجادة واستعداده للنظر في أي حل سياسي، يضع حداً لكل أشكال العنف ويحافظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة التي تعود ملكيتها للشعب ويضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري التي خرجت ثورته من أجلها».
الى ذلك، اعلن احد الأعضاء الجدد في «الائتلاف» ياسر السليم انسحابه من التكتل المعارض. وكتب على صفحته على «فايسبوك» انه انسحب بسبب «شعوري ان «الائتلاف» منفصل عن الواقع الثوري، فهو في واد والحراك الثوري في الداخل في واد».
وأعرب عن امله بأن تعود قيادة التكتل الى «الحراك الثوري في الداخل في مختلف قراراتكم كي لا تتحملون عبء اتخاذ اي قرار وحدكم كما اتمنى ان تبذلوا جهوداً في بناء معارضة يكون الحراك الثوري الداخلي يمثل 70 في المئة على الأقل».
وكان السليم احد الذي انضموا ضمن التوسيع الأخير ورفع عدد الهيئة العامة الى 114، بعد انتخاب 22 عضواً بينهم 14 علمانياً، على ان يجري ضم 29 من الحراك الثوري و»الجيش الحر» في الاجتماع المقبل للهيئة.
وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض امس ان وزارة المال السورية اصدرت قراراً بالحجز على أموال رئيس «حزب التنمية الوطني» زاهر سعد الدين، وهو احد الأحزاب المرخصة بموجب قانون الأحزاب الجديد. وأشار الموقع الى ان التهم وجهت الى سعد الدين ضمن قانون «مكافحة الإرهاب».
وكان سعد الدين دعا الى مؤتمر للمعارضة في مدريد شارك فيه الخطيب، وأصدر محددات لأي حل سياسي.
 
 
إسرائيل خائفة من خطف الجهاديين لجنودها في الجولان
إيلاف..وكالات      
تتخوف إسرائيل من تكرار سيناريو حرب تموز 2006 وإقدام الإسلاميين في صفوف الثوار غلى خطف جنود لها في منطقة الجولان، وذلك بعدما تمكن الثوار من السيطرة على معبر القنيطرة الحدودي طيلة يوم أمس.
بيروت: اثارت الاشتباكات العنيفة التي حصلت طيلة نهار أمس الخميس في القنيطرة بالجولان خشية لدى القيادة الإسرائيلية من إقدام عناصر متطرفة، تسعى للسيطرة على المنطقة في مواجهاتها للجيش السوري، على خطف جنود إسرائيليين، في تكرار لسيناريو العام 2006، حين خطف عناصر حزب الله جنديين إسرائيليين، ما أشعل حربًا حينها، دامت 33 يومًا. واكد السلطات الإسرائيلية أنها تضع الخطط الكفيلة منع أي عملية من هذا النوع، كإعداد الجنود لمواجهة هذا الخطر.
وقد تبدى الخوف الإسرائيلي بسبب التطورات العسكرية الأخيرة، التي شهدتها القنيطرة، والبلدات السورية الأخرى المحاذية للحدود مع إسرائيل، والتي تمثلت باستهداف كتائب معارضة حاجزًا عسكريًا للقوات السورية النظامية داخل مدينة القنيطرة، بمحاذاة خط فك الاشتباك بين سوريأ وإسرائيل، حيث دارت اشتباكات عنيفة في المعبر الحدودي في القنيطرة، ترافق مع قصف جوي طال بعض المناطق القريبة، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من إحكام سيطرتهم على المعبر. لكن الجيش السوري استعاده بعد معارك عنيفة.
وبعد ذلك، طمأنت الإذاعة الإسرائيلية المستوطنين في الجولان مساء الخميس إلى أن الجيش السوري أحكم سيطرته على معبر القنيطرة، فسمح الجيش الاسرائيلي المزارعين في المستوطنات القريبة من المعبر بالعودة إلى أراضيهم، بعدما أغلق المنطقة الحدودية، مع سيطرة الثوار السوريين على المعبر.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر امني إسرائيلي قوله إن امر مقلق للغاية، "من ناحية لديك الجهاديين والإسلاميين، ومن ناحية أخرى لديك قوات الحكومة السورية التي تتحالف مع حزب الله، ونحن نتخوف من أن يقع المعبر في أيدي عناصر ذات أجندة غير معروفة، فلا نعرف ما إذا كانت معنا أو ضدنا".
إشتباكات القنيطرة
وقال المرصد السوري إن دبابات الجيش النظامي اخترقت خط وقف إطلاق النار، ودخلت مدينة البعث متوجهة إلى المعبر، وإن مواجهات دارت بين عناصر أحد الألوية المقاتلة ورتل دبابات تابع للقوات النظامية على اوتستراد السلامن بين دمشق والقنيطرة، كان متجهًا نحو المعبر.
واضاف المرصد السوري أن مقاتلي المعارضة هاجموا أيضًا حاجزًا في بلدة بيت جن للقوات النظامية التي سقط منها قتلى، ضمن هجمات بدأتها الكتائب المقاتلة على حواجز للقوات النظامية في محافظة القنيطرة، وحصلت اشتباكات أيضًا قرب بلدة القحطانية قرب القنيطرة، وسيطر مقاتلون على حاجز الجيش السوري على خط فك الاشتباك في الجولان.
ومع انتشار كثيف للجيش السوري في الجولان، تقدمت إسرائيل صباح الخميس بشكوى إلى الأمم المتحدة لأنه منطقة الانتشار تدخل في المناطق منزوعة السلاح منذ العام 1974، وفق اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل. وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي عزز مواقعه في الجولان، ليكون مستعدًا للرد الفوري والصارم إن اقتضت الحاجة ذلك، "فالاستنفار واجب لأن احتمال أن تعاود قوات المعارضة محاولتها السيطرة على المعبر قائم دائمًا".
انسحاب نمساوي
أسفرت هذه الاشتبكات عن جرح أحد عناصر الكتيبة الفيليبينية، المنتشرة ضمن قوة حفظ السلام الدولية في الجولان، بشظايا في ساقه، وهو يخضع للعلاج وهو في حال مستقرة وجيدة، بحسب الناطق بلسان الكتيبة. وكانت الحكومة الفيليبينية أعلنت نيتها الانسحاب من القوة الدولية في الجولان الشهر الماضي، بعد خطف جنود فيليبينيين على يد عناصر من المعارضة المسلحة.
وأعلن المستشار النمسوي فرنر فيمان ونائبه وزير الخارجية مايكل سبيندليغر في بيان مشترك الخميس سحب الكتيبة النمسوية من قوة الأمم المتحدة، وقال بيانهما: "أظهرت الاحداث انه لا يمكن الانتظار اطول، ونحن نولي أمن جنودنا وجندياتنا الأولوية، وبالتالي فهذا القرار ضروري».

 

 

مقتل فراس معلا قائد عمليات الأسد على طريق المطار والجيش السوري الحر يؤكد استمرار المعارك في مناطق مختلفة من سوريا

دبي - قناة العربية
أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها عن مقتل فراس معلا، قائد عمليات النظام على طريق مطار دمشق، وذلك في كمين نصب بإحكام، وتمت العملية عن طريق تفجير أودى بحياة معلا.
وقال مصعب أبو قتادة، مدير المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها، لقناة "العربية": إن "مقتل فراس معلا تم بتخطيط مسبق، ونصب له كمين". وأكد مصعب أن "جيش النظام يعيش حالة تململ، وقد استطعنا الاستماع لاتصالات عناصر الجيش عبر اللاسلكي، وهم يشعرون بالرعب".
وبالنسبة لمدير المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها، فإن "مقتل قائد عمليات النظام على طريق مطار دمشق هو إحدى عمليات الجيش السوري الحر النوعية، وسبقتها عمليات أخرى، من مقتل مسؤول في الجيش النظامي في داريا ومسؤول آخر في الغوطة الشرقية".
ولفت مصعب أبو قتادة إلى استمرار المواجهات اليومية في مختلف المناطق السورية، فقد دخل عناصر الجيش السوري الحر في معارك ضد قوات النظام، على طريق المطار والغوطتين، إلى جانب اشتباكات متقطعة في القنيطرة وفي برزة.
وأكد المدير الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها تحرير عدة مناطق، منها منطقة الشياح، ومناطق أخرى كانت تحت سيطرة الجيش النظامي وجيش حزب الله، كما استهدف الجيش الحر مقر تشرين العسكري.

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

مشروع الحكيم للمصالحة في مهب الريح وانعكاسات سقوط القصير عراقياً: مخاوف من اشتعال المدن السنية......توتر بين «البيشمركة» الكردية والجيش العراقي قبل انعقاد مجلس الوزراء الاتحادي في أربيل.....نيجيرفان بارزاني يرحب بزيارة المالكي.. إعدام 15 عراقيا في صحراء الأنبار.. والمسؤولون في الرمادي يحملون الجيش المسؤولية

التالي

قيادي شيعي عراقي يهاجم القرضاوي والأزهر ويعتبر خامنئي ولي الله...."جمعة ألا إن نصر الله قريب" في العراق: المتظاهرون يحمّلون المالكي مسؤولية التوتر المذهبي ومقتل عشرة زوار إيرانيين كانوا في طريقهم إلى النجف...الصدر يقلل من أهمية دعوات المالكي إلى المصالحة في ظل استمرار العنف ...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,398,681

عدد الزوار: 7,630,924

المتواجدون الآن: 0