السنيورة لـ"حزب الله": يا عار ما ارتكبت أيديكم....إسرائيل: الأوروبيون لن يعلنوا «حزب الله» تنظيماً «إرهابياً»....الكتلة: تحالف الأقليات يفرز متطرّفين وإسرائيل و"حزب الله" يخوضان معركة الأسد
غامبيا تطرد رجل الأعمال اللبناني حسين تاج الدين......سليمان يطرح على السفراء حلولاً لتدفق النازحين....قطوع مذهبي استنفر الدولة تجنباً للانزلاق..الجيش ينذر: السلاح بالسلاح لمواجهة المخططات
الأحد 9 حزيران 2013 - 5:52 ص 1948 0 محلية |
قطوع مذهبي استنفر الدولة تجنباً للانزلاق..الجيش ينذر: السلاح بالسلاح لمواجهة المخططات
اجتماع لقوى 14 آذار لاتخاذ موقف من تورط "حزب الله"
لعل الذين استهانوا بالمخاوف من فتنة زاحفة على لبنان اعادوا حساباتهم امس بعد اصدار قيادة الجيش "نداء – انذارا " الى اللبنانيين حذرتهم فيه من "مخططات لاعادة لبنان الى الوراء واستدراجه الى حرب عبثية ". وقد اكتسب هذا النداء دلالات بالغة الاهمية وصف معها بانه قرع لجرس الانذار من بلوغ ظواهر الفلتان الامني والشحن المذهبي مرحلة متقدمة جدا من الخطر على مجمل الاستقرار الداخلي، بينما أبلغت اوساط قريبة من مراجع رسمية "النهار" ان ما يشبه حال استنفار سياسية وديبلوماسية وامنية غير مسبوقة تولت ادارتها هذه المراجع وعلى رأسها رئيس الجمهورية ميشال سليمان بمواكبة الاجراءات الاستثنائية التي شرع الجيش في تنفيذها في الكثير من المناطق لتجنب انفلات زمام الامن واحتواء خطر التوترات المتصاعدة والتي بلغت حدودا شديدة الخطورة في الايام الاخيرة .
وكشفت هذه الاوساط ان الساعات الـ48 الاخيرة شكلت قطوعا حقيقيا متعدد الجانب والمصدر والمسبب وكان من شأنه وضع الدولة بكل اركانها ومؤسساتها امام واقع ينذر بالانزلاق الى تفجير امني بات يستدعي معالجات عاجلة وحاسمة وخصوصا في ظل احتدام التوتر المذهبي الذي ترجمت معالمه في حوادث عدة عقب سقوط مدينة القصير السورية وانعكاسات هذا التطور على الوضع الداخلي .
واوضحت ان "العراضات" الاحتفالية التي قام بها محازبو "حزب الله" وانصاره في عدد من المناطق رفعت منسوب التوتر المذهبي الى ذروته وترافقت مع احتدام الموقف مجددا في طرابلس كما مع حصول اعتداءات على مناطق بقاعية من الجانب السوري مما استلزم استنفار الدولة لتجنب الاسوأ وتدارك اتساع هذه الاخطار. والى الاجتماعات التي عقدت في طرابلس واعتبرت بمثابة غطاء سياسي للجيش في المضي باجراءاته، علمت "النهار" ان اتصالات اجريت على مستويات عدة مع قيادة "حزب الله " من اجل احتواء مضاعفات المناخ الاستفزازي الذي تسببت به المظاهر الاحتفالية خصوصا ان اجواء اعلامية شديدة الاحتقان اعقبت هذه المظاهر وتمددت نحو الشارع المسيحي .
وغداة الانفلاش المسلح الواسع الذي شهدته طرابلس الخميس، اتخذ الجيش تدابير اضافية ادت الى تقليص الانتشار المسلح وتهدئة الوضع وان تكن انتكاسة سجلت مساء امس وامكن الوحدات العسكرية معالجتها بانتشارها في الاسواق القديمة للمدينة وانسحاب المسلحين منها.
وتزامنت هذه الاجراءات مع اعلان القيادة العسكرية انها بدات سلسلة تدابير حاسمة في طرابلس وصيدا وبيروت والبقاع وجبل لبنان، موضحة ان "عملياتها ستكون رادعة ومتشددة " وحذرت من ان "استعمال السلاح سيقابل بالسلاح ولن ندخر جهدا لتجنيب الابرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان".
واشاد الرئيس سليمان بخطة الانتشار التي نفذها الجيش امس في طرابلس ورأى ان "الوقت حان ليدرك الجميع اهمية ابقاء ساحتنا الداخلية بمنأى عن ارتدادات ما يحصل حولنا وانعكاساته الداخلية وخصوصا بعدما ثبت ان انخراط الافرقاء في الاقتتال والمواجهات ثمنه الوحيد سقوط اللبنانيين الابرياء والحاق الخراب والدمار في الممتلكات من دون اي تاثير في المعادلات الميدانية القائمة".
كما اتخذ سليمان موقفا بارزا لدى استقباله سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن شدد فيه على رفض اي تدخل لبناني في الازمة السورية. واعتبر هذا الموقف ردا على المواقف التي اتخذها وزير الخارجية عدنان منصور بدفاعه عن "حزب الله" في اجتماع مجلس الجامعة العربية. وخصص لقاء سليمان مع السفراء في حضور منصور للبحث في مسالة اللاجئين السوريين الى لبنان التي وضعت في الايام الاخيرة على نار المعالجات الرسمية وسط تنامي المخاوف من تدفق اضافي للاجئين وتراجع المعونات الدولية لهم. وتحدثت معلومات عن عودة طرح احتمال اقامة مخيمات لهؤلاء اللاجئين كخيار حتمي لا مفر منه، لكن مصادر معنية اوضحت ان هذا الاتجاه مطروح في سياق المعالجات التي يجري تداولها، الا ان الرئيس سليمان طرح امس على سفراء الدول الخمس الكبرى اقتراحات تهدف الى تقاسم الاعباء المادية والعددية مع لبنان من طريق مؤتمر دولي وبالطرق الثنائية، كما طرح جملة اقتراحات لتطبيق معايير جديدة على الوافدين الجدد وتحسين شروط النازحين داخل سوريا لتوجيههم في اتجاه الداخل السوري فضلا عن حض الدول على الوفاء بالتزاماتها وتقديم مساعدات مباشرة للحكومة اللبنانية.
اما على الصعيد السياسي الداخلي، فعلمت "النهار" ان اجتماعا قياديا لقوى 14 آذار سيعقد الاسبوع المقبل لتدارس الموقف من تورط "حزب الله" في احداث سوريا وارتدادات ذلك على لبنان على كل المستويات مما يستدعي اعداد خطة عمل لمواجهته.وبالتزامن مع التحضير لهذ الاجتماع علمت "النهار" ان مسودة مذكرة يجري اعدادها لرفعها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون تتناول تدخل "حزب الله" في سوريا على ان تناقش وتقرن بالموافقة في الاجتماع القيادي المرتقب لـ 14 آذار. وفي معلومات عن المذكرة انها ستخاطب المجتمعَين العربي والدولي بتأكيد "موقف الغالبية من اللبنانيين الداعي الى مسح العار الذي لحق بلبنان من خلال تورط "حزب الله" في سوريا ومن خلال وزير الخارجية الذي لا يمثل لبنان ولا خارجيته في مواقفه المتواطئة مع هذالحزب".
وكان الرئيس فؤاد السنيورة حمل بشدة على تدخل "حزب الله " في المعارك السورية "لمساندة نظام يقتل شعبه"، قائلا ان ما قام به في القصير "يكشف هول هذا التدخل من تنظيم لبناني مسلح اصبح جزءا من المنظومة العسكرية الايرانية واداة في يد نظام يقتل شعبه ويدمر بلده"، ودعا الى سحب "حزب الله" من سوريا ومنع نقل السلاح والمسلحين عبر الحدود لاي جهة كانت وضبط المعابر والحدود والمبادرة الى طلب مساعدة قوات الطوارئ الدولية حسب ما يتيحه القرار 1701 .
صواريخ سورية ليلاً على وادي حميد
نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" ليل أمس عن مصدر أمني لبناني ان "مروحيات سورية ألقت ليل الجمعة ستة صواريخ على منطقة وادي حميد القريبة من بلدة عرسال من دون تسجيل اصابات".
وسبق لعرسال ان تعرّضت لقصف من مروحية للجيش السوري.
هل يتطوّر موقف بري من "إعلان نيّات" إلى حوار جدّي بين المسلمين؟
الموقف الذي اطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل فترة حول اعتزامه السعي الى حوار اسلامي – اسلامي محددا "حزب الله" وحركة "امل" و"تيار المستقبل"، وإن يكن قد جاء عابراً في سياق دردشة مع بعض الصحافيين، إلا أنه كان لافتاً ومهماً واستوقف كثيرين، وقد جاءت التطورات الأخيرة وما رافقها من ممارسات فئوية على خلفية الاحداث الدامية في سوريا، لتؤكد اهمية هذه الخطوة، وانها تستحق الاضاءة عليها ومتابعتها.
واذا كان بري قد أعلن اعتزامه السعي الى هذا الحوار بعد الانتهاء من ورشة قانون الانتخاب، فقد قُضي الأمر، وانتهت اجتماعات مجلس النواب الى التمديد 17 شهرا، الا اذا كان التريث مستمرا في انتظار موقف المجلس الدستوري من الطعن في التمديد.
إذاً، حتى الآن اقتصر الأمر من جهة بري على "إعلان نيات" ويفترض ان يُستتبع بخطوات لاحقة، ومن الطبيعي ان تكون البداية بتحضير جدول اعمال الحوار المفترض بين المسلمين، والاقتراحات الآيلة الى عدم الوقوع في فخاخ مشاريع جهنمية ذات طابع طائفي ومذهبي مقيت، وغالبا بأدوات لبنانية. ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر...
وقد يتضمن جدول الاعمال إعلان الخطوات اللاحقة لتوسيع دائرة الحوار، إذ يمكن ان يضم الى الاطراف الثلاثة، شخصيات سياسية وحزبية ومستقلة ودينية معنية بالحوار، لكي يكون مثمراً وشاملاً.
وفي انتظار ترجمة هذا الموقف لبري خطوات عملية، استطلعت "النهار" مواقف بعض المعنيين بمثل هذا الحوار، بدءا برئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة والرؤساء السابقين للحكومة، فأجمعوا على "الترحيب بكل خطوة عاقلة، بعيدا من الممارسات الشاذة الطائفية والمذهبية، وبكل حوار بين المسلمين وبين اللبنانيين جميعا"، كما ان اوساط السنيورة والآخرين امتنعت عن الخوض في تفاصيل اقتراح بري قبل ان يتطور من النيات الى الخطوات العملية"، وحتى الآن "تلك حدودها".
ويرى بعض من استوقفهم اعلان بري العزم على السعي الى حوار اسلامي – اسلامي، ان "هذا الحوار اكثر من ضروري، وكان يجب ان يكون من زمان... ويمكن ان يبدأ فورا من خلال التعقل واعتماد الخطاب السياسي الهادئ وتجنب التعبئة والشحن الفئوي والطائفي والمذهبي من الجميع دون استثناء". ويلفت هؤلاء الى ان "كل كلام ايجابي ومنفتح ويصب في مكافحة مشاريع الفتن الطائفية والمذهبية، كان ولا يزال يلقى كل تشجيع". ويذكّرون بسيل الاتصالات التي تلقاها الرئيس بري بعد خطابه في آب الماضي في بعلبك في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، والذي ركز فيه على نبذ الفتنة وتعزيز التقارب بين المسلمين السنة والشيعة، وقد جاءه الاتصال الاول يومها من الرئيس السنيورة.
وهكذا فإن خطوة بري "هذه حدودها" حتى الآن، واذا انطلقت رسميا وتطورت الى حوار جدي وعميق، فالأمر يستلزم تحضيرا اكثر، بدءا بمن يشارك في الحوار، وصولا الى جدول الاعمال. ولا بأس ان تكون البداية بالاطراف الثلاثة التي حددها بري، فمرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة!
سليمان التقى سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن: نرفض أي تدخّل في سوريا والمواقف الأخرى غير رسمية
شكل موضوع النازحين من سوريا محور اهتمام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي شدد على رفض أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وأكد كذلك رفض أي تدخل لبناني في الازمة السورية.
وأشار خلال استقباله سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور، الى أن "هذا الموقف اتخذته الحكومة اللبنانية، ويحرص على تطبيقه رئيس الجمهورية بالتشاور مع رئيس الحكومة"، لافتا الى أن "التصريحات التي تصدر أحيانا، ومن أي جهة كانت، لا تعكس الموقف الرسمي اللبناني الذي أرفقته الحكومة اللبنانية بموقف آخر هو استقبال النازحين السوريين".
وإذ دعا المجتمع الدولي الى "وعي خطورة العبء الذي بات يشكله استمرار تدفق النازحين من سوريا الى حد لم يعد في إمكان لبنان حكومة وشعبا تحمل تداعياته"، فإنه طرح أمام السفراء خمس أفكار سيتابعها لبنان متمنيا على المجتمع الدولي التجاوب معها. وقال إن "الفكرة الاولى تنص على تقاسم الاعباء المادية والعددية مع لبنان من طريق مؤتمر دولي وبالطرق الثنائية كما فعلت المانيا. وتتمحور الفكرة الثانية حول النظر في امكان تطبيق معايير على الوافدين الجدد بحيث يسمح بالدخول للذين تنطبق عليهم صفة اللاجئ. وتتناول الثالثة تحسين شروط استيعاب النازحين داخل سوريا من المنظمات الانسانية الدولية الناشطة راهنا في سوريا على هذا الصعيد بحيث يتم توجيه النازحين في اتجاه الداخل السوري وليس في اتجاه الحدود اللبنانية. وتشير الرابعة الى ضرورة الاستمرار في حض الدول للإيفاء بالالتزامات المالية التي تعهدتها خلال قمة الكويت، والخامسة الى عدم الاكتفاء بتوجيه المساعدات الى المنظمات الانسانية الدولية المعنية، وانما كذلك تقديم مساعدات مباشرة الى الحكومة اللبنانية في المجالات التي تغطيها نشاطات هذه المنظمات وخصوصا نفقات الاستشفاء والتعليم".
وفي مجال آخر، أبدى سليمان ارتياحه الى خطة الانتشار التي نفذها الجيش في طرابلس ومحيطها امس. وإذ نوه بهذه الخطوة، مقدرا للجيش تضحياته ودوره الوطني في حفظ السلم الأهلي، شدد على "ضرورة تجاوب القيادات والمواطنين على السواء مع ما يقوم به حفاظا على أمن المنطقة وسلامة سكانها"، لافتا إلى أن "الوقت حان ليدرك الجميع أهمية إبقاء ساحتنا الداخلية في منأى عن ارتدادات ما يحصل حولنا وانعكاساته الداخلية، وخصوصا بعدما ثبت أن انخراط الافرقاء في الاقتتال والمواجهات، انتصارا لهذا الطرف أو ذاك، ثمنه الوحيد سقوط اللبنانيين الأبرياء وإلحاق الخراب والدمار بالممتلكات، من دون أي تأثير في المعادلات الميدانية القائمة".
على صعيد آخر، استقبل سليمان وفد رجال أعمال لبنانيين في المملكة العربية السعودية رفعوا اليه مشروع قانون للانتخابات النيابية. ثم استقبل السيد نعمت افرام مع وفد من جمعية أصدقاء مدينة جونية دعاه الى حضور مهرجانات جونية.
كذلك استقبل السفير اللبناني في فرنسا بطرس عساكر وزوجته السفيرة لدى المنظمات الدولية نجلا عساكر، وشكره عساكر على التعزية بوالدته، وأطلعه على منصبه الجديد رئيسا لبعثة الجامعة العربية في باريس الذي سيتسلمه في اول ايلول المقبل. واطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع في مدينة طرابلس ومحيطها، وعلى تفاصيل الاعتداء المتكرر على حاجز الجيش اللبناني في وادي حميد في منطقة عرسال كما على القصف بالصواريخ الذي طاول مدينة بعلبك والتدابير المتخذة لرصد المعتدين على الجنود والمواطنين الابرياء وتأكيد الرد على مصادر اطلاق النار بحزم وشدة.
وفي بعبدا أيضاً النائب السابق لرئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا، والنائبان السابقان مصباح الاحدب وعبد الله حنا، والنائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي، ورئيسة "حزب الديمـوقراطيين الاحـرار" ترايسي شمعون.
السنيورة دعا "حزب الله" إلى سحب ميليشياته من سوريا : مَن قتل إخوته ملعون والعار نصيبه
اعتبر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ان الاوضاع الحالية يجب ان تكون ساعات للحزن "حين نشهد على تدخُّل حزب الله، حزبِ المقاومة اللبنانية والعربية في الحرب الدائرة في سوريا لمساندة نظامٍ يقتل شعبه. إنّ حزب الله يسيطر اليوم بعَسكره على مدينة القُصير ويُعِد العُدّةَ لكي يتدخلَ في مواقعَ أخرى في سوريا بما يكشف عن هول هذا التدخل وهذا التورط من تنظيم لبنانيٍّ مسلَّح، أصبح جزءاً من المنظومة العسكرية الإيرانية في المنطقة وأداة في يد نظام يقتل شعبه ويدمر بلده".
وقال في حفل تخريج طلاب مهنية دار اليتيم في صيدا: "إنها ساعةٌ للحزن والخيبة، كيف تحولت وجهةُ البندقية وكيف أنّ المقاومة وبعدما سقطت في الوحول الداخلية اللبنانية بسبب سعيها إلى الامساك بالسلطة في لبنان بعد عام 2006 تحولت اليوم الى اتخاذ دور المحتل. وهي ساعةٌ للاندهاش أن يبتهجَ جمهورُ المقاومة بالسيطرة عسكرياً على مدينة عربية مدمَّرة سبق أن احتضن أهاليها بالأمس لبنانيين هاربين من الجنوب من بطش العدو الإسرائيلي عام 2006 وقد تحولوا هم أنفسَهم مشرَّدين ببطش مَنْ سبق أن ساندوهم ووقفوا معهم".
وسأل: ماذا يفعل "حزب الله" باللبنانيين والعرب والمسلمين؟ هل تقاتلوننا جميعاً باعتبارنا تكفيريين وصهاينة؟ نحن مع أهلنا في سوريا الثائرة لكرامتها وضد الطغيان، وبالطبع لسنا معكم في موقفكم من ذلك ولا مع بشار الأسد. لقد مضيتم بأرجلكم وبعتادكم المخصص لقتال العدو الاسرائيلي للانضمام إلى قَتَلة العرب والمسلمين. ومضى معكم وزير خارجية لبنان في الحكومة المستقيلة، ومن يقرأ خطابه في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية لا يمكن ان يرى فيه الا انه وزير خارجية ايران ولا علاقة له بلبنان ولا بالعروبة ولا بالحكومة المستقيلة التي ما فتئت تتحدث عن التزامها سياسة النأي بالنفس وتمارس نقيضها عبر وزير خارجيتها".
وتوجه إلى المسؤولين في "حزب الله"، بالقول: "ماذا فعلتم بدماءِ الشهداء وتضحياتهم؟ يا لَلعار على ما ارتكبته ايديكم بحق اخوانكم العرب والمسلمين في القصير وقرى القصير ومدن سوريا وبلداتها. فمن قتل أخاه وشقيقَه ملعون، ملعون، ملعون، وأنتم قتلتم إخوتَكُمْ واشقاءَ لكم والخيبة والعار سيكونان من نصيبكم".
ودعا السنيورة "قبل فوات الاوان" الى تحقيق النقاط الآتية:
"أولاً: على حزب الله سحبُ ميليشياته من سوريا وإعادة شباب البقاع والجنوب إلى منازلهم وقُراهم وأعمالِهم وعائلاتِهم لكي لا يستمروا حطباً ووقوداً لهذه الفتنة الوطنية والإسلامية الهائلة.
ثانياً: نشر الجيش اللبناني على الحدود الشمالية والشرقية ومنع نقل السلاح والمسلحين عبر الحدود لأي جهةٍ كانت ومن أي جهةٍ أتت.
ثالثاً: ضبطُ المعابر والحدود بين لبنان وسوريا والمبادرة إلى العمل على طلب مساعدة قوات الطوارئ الدولية بحسب ما يتيحه قرار مجلس الأمن 1701".
على صعيد آخر استقبل السنيورة في مكتبه في بلس بعد الظهر، السفير المصري أشرف حموي.
الكتلة: تحالف الأقليات يفرز متطرّفين وإسرائيل و"حزب الله" يخوضان معركة الأسد
اعتبر حزب الكتلة الوطنية اللبنانية، في بيان أصدره على اثر الإجتماع الأسبوعي للجنته التنفيذية في بيروت، انه "بات واضحا أن إسرائيل و"حزب الله" يخوضان المعركة نفسها، وهي معركة بقاء النظام السوري. فبالنسبة اليهما لا بديل من هذا النظام إذا ما قدر له أن يسقط إلا تقسيم سوريا الى دويلات مذهبية". وأضاف: "إن تحالف الأقليات لا ينجح إلا عندما يوضع الناس بعضهم أمام بعض نتيجة زرع الكراهية بين مكونات الشعب، وهو يفرز قيادات متطرفة ترتكب الفظائع والمجازر لكي ترسم حدود الدويلات بدم أبناء الشعب نفسه.
أمام هذا الواقع يتفرج العالم ويضع الشعب السوري أمام خيارين، الأول هو أن يحاربوا لحياتهم مع المعتدلين بدون غذاء ولا دواء ولا ذخيرة لبنادقهم. أما الخيار الثاني فهو أن يحاربوا مع السلفيين والمتطرفين مع راتب وغذاء ودواء وذخائر لا تنضب".
وعن موضوع التمديد لمجلس النواب قال: "كان لبنان تحت ثلاثة خيارات سيئة، الأول هو الإنتخاب في ظل قانون الستين، وهو أسوأ نظام إنتخاب، والثاني هو انتخابات تحت نظام "المختلط" الذي يجمع نظامين سيئين بطريقة متسرعة من دون حتى أن يعلم واضعوه ماهية الآلية الانتخابية، أما الثالث فهو التمديد. وعندما نرى كيف تتم الانتخابات في لبنان وكيف تجرى بنظام اللوائح، نعلم أنها تأخذ الحرية من الناخب وتعطيها لرئيس اللائحة، فتلغي إمكان المحاسبة والتجديد للطبقة السياسية، وهنا نسأل لماذا الانتخابات في هذا البلد في نظام اللوائح؟ فالنتيجة تكون في معظم الدوائر معروفة سلفا، والإنتخابات تكون لكي تعطي صدقية للبازار.
وسأل: "هل من المنطقي بعد كل هذه السنوات من حكم لبنان على يد قوتين سياسيتين معا أم منفردتين مع نتائج يعرفها اللبنانيون جميعا، والتي أضرت بكل مصالح المواطنين بالإجمال ما عدا بعض السياسيين، أن تعودا ظافرتين الى مجلس النواب؟ إن النظام الإنتخابي الوحيد الذي يستطيع أن يكسر هذه الحلقة المفرغة هو قانون الدائرة الفردية على دورتين، والذي رفض بالإجماع من الطرفين لأنه لا يؤمن مصالحهم بل مصالح الشعب اللبناني".
ندوة "مسيحيي الشرق والصراع الإقليمي" ..... "الجماعة الإسلامية" و"حزب الله" إلى طاولة واحدة
جمع "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" من فرقتهم الحرب الاهلية السورية وتحديداً "حزب الله" و"الجماعة الاسلامية"، تحت عنوان ندوة "مسيحيو الشرق والصراع الإقليمي". وسمع ممثلا الجانبين كلاماً على الاحباط والقهر اللذين يعيشهما مسيحيو الشرق، وخلصا الى ان "الخطر يطال الجميع".
الندوة تحدث فيها رئيس المكتب السياسي في “الجماعة الإسلامية" عزام الأيوبي والمسؤول الإعلامي في "حزب الله" ابرهيم الموسوي ورئيس "الرابطة السريانية" حبيب افرام. وتوافق كل من الأيوبي والموسوي على أنّ الممارسات التكفيرية المتطرفة تشوه الإسلام وتستهدف المسلمين أيضاً، وأكدا الدور الأصيل للمكون المسيحي في الحضارة العربية، وافترقا على تداعيات مرحلة ما بعد سقوط القصير، في حين شدد افرام على المساواة التامة بين المواطنين في دساتير دول المنطقة.
استهل اللقاء بتقديم لمدير المركز عبدالله بو حبيب، وتلاه افرام بأن "لا ربيع عربياً من دون مسيحية مشرقية حرة"، مشيراً إلى أن "الحفاظ على التنوع والحريات هو إشكالية كل العرب والمسلمين". وذكر بالدور المميّز لمسيحيي المشرق.
اما الأيوبي فاعتبر "أن الغالبية السنية مستهدفة اليوم بالحالات المتطرفة والجاهلة للدين من داخلها، كتنظيمات القاعدة وجبهة النصرة التي تجهل حقيقة الدين وتشوّهه". واشار الى ان "مبدأ المواطنة هو الذي يجب أن يحكم، ليس على أساس التمييز بين من هو على دين الدولة ومن ليس كذلك". ودافع عن موقف "الاخوان المسلمين"، مؤكدا انهم "ليسوا في وارد إقامة دولة دينية (...)".
بدوره رأى ابرهيم الموسوي، أنَّ "الحضور المسيحي في المنطقة متأصل في الشرق ومكون أساسي من الدين الإسلامي، وليس عابراً أو فولكلورياً". ووافق الموسوي الأيوبي في رؤيته أنَّ "الإسلام يتعرض للتشويه على يد منظمات متطرفة وتكفيرية، وعلى أنها تستهدف السُنة أيضاً"، مشيراً إلى "مسؤولية القوى الخارجية في تأجيج نار الفتنة الداخلية (...)".
قيادة الجيش: السلاح سيقابل بالسلاح ومخططات لاستدراج لبنان إلى حرب عبثية
في موقف اول من نوعه، وجهت قيادة الجيش نداءً الى المواطنين اللبنانيين دعتهم فيه الى "التنبه لما يحاك من مخططات لاعادة لبنان الى الوراء واستدراجه الى حرب عبثية". واكدت انها ستكون حازمة في تدابيرها الامنية وان "استعمال السلاح سيقابل بالسلاح".
وجاء في بيان لقيادة الجيش - مديرية التوجيه: "لقد سعت قيادة الجيش في الاشهر الاخيرة الى العمل بقوة وحزم وترو لمنع تحول لبنان ساحة للصراعات الاقليمية وانتقال الاحداث السورية اليه، "لكن الايام الاخيرة حملت اصرارا من جانب بعض الفئات على توتير الاوضاع الامنية وخلق الحساسيات بين ابناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في شأن التطورات العسكرية في سوريا.
لقد بدأت قيادة الجيش سلسلة تدابير أمنية حاسمة في طرابلس وصيدا وبيروت والبقاع وجبل لبنان، وستكون عملياتها رادعة ومتشددة، فالجيش مزمع على تنفيذ خطته الامنية في طرابلس مهما كلف ذلك، ليس على محوري باب التبانة وجبل محسن فقط، انما ايضا في كل بقعة يراد منها ان تكون محور قتال بين ابناء المدينة الواحدة، وهو تدخل في صيدا بقوة ايضا لمنع استثمار تطورات سوريا، وفي بعض احياء جبل لبنان حيث اطلق مسلحون النار ابتهاجا، وهو مستمر في ملاحقة الفاعلين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال عسكرييه في عرسال. إن قيادة الجيش بقدر ما ستكون حازمة في تدابيرها الامنية، تدعو المواطنين الى التنبه لما يحاك من مخططات لاعادة لبنان الى الوراء واستدراجه الى حرب عبثية، والى الحذر من الشائعات الكاذبة والتضليل الذي تمارسه بعض الجهات السياسية والدينية، كما تدعوهم الى ان يكون تعبيرهم عن آرائهم السياسية سواء بالنسبة الى مجريات الاحداث في لبنان او سوريا، بالوسائل السلمية الديموقراطية والتي لا تستفز احدا، والى عدم الانجرار وراء مجموعات تريد استخدام العنف وسيلة لتحقيق اهدافها، والتجاوب مع تدابير الجيش لما فيه مصلحتهم ومصلحة لبنان. ان استعمال السلاح سيقابل بالسلاح ولن ندخر جهدا لتجنيب الابرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان".
المؤتمر اليساري و"مواجهة القوى الدينية"
يحاول اليساريون العرب مقاربة المتغيرات في العالم العربي وخصوصاً في سوريا والبحرين ومصر وتونس وليبيا، من نافذة السعي الى التغيير ورفض "الاصولية الدينية" التي باتت اكثر سطوعاً في دول عدة ابرزها سوريا. واختارت احزاب يسارية عربية عنوان "مهمات اليسار في تجذير الثورات العربية ومواجهة مشاريع القوى السياسية الدينية" لافتتاح مؤتمرها الرابع الذي بدأ اعماله امس في فندق "الكومودور" - بيروت، بدعوة من قيادة الحزب الشيوعي اللبناني، بمشاركة حشد من ممثلي الأحزاب والقوى اليسارية في عدد من الدول العربية.
افتتح المؤتمر بكلمة لمنسقة "اللقاء اليساري العربي" نائبة الامين العام للحزب الشيوعي ماري ناصيف الدبس، ثم تحدث الامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة لافتاً الى "ان اهتمامنا بالقضية السورية ليس اهتماماً خارجياً، فنحن لسنا من القائلين بالنأي بالنفس، هذه السخافة التي جعلت من اللبنانيين منذ بداية الأزمة السورية، جزءا من الأزمة. ولم ينتظر اللبنانيون انتقال التأثيرات الى لبنان، بل ذهبوا ليتقاتلوا في سوريا".
وأضاف: "لقد كان على الحكومة اللبنانية، ان تتخذ موقفا آخر من سوريا، فسوريا هي الدولة الأكثر قربا والأكثر تداخلا في الوضع اللبناني، موقف يرتكز على عدم النأي بالنفس، بل على أداء دور إيجابي يساهم في حل الأزمة السورية (...)".
وأعرب حدادة خشيته من تدويل الازمة السورية ، "لأن سوريا التي نريدها هي سوريا الموحدة المصرّة على موقعها".
وتناول الاوضاع المحلية معتبراً ان "الأخطر هو المستوى الأمني. وإن عدم تغطية دور أمني للجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى لا يهدد فقط الأمن، بل وحدة هذه المؤسسات، التي أصبحت هدفا للهجوم والاستفزاز وللعمليات الأمنية ضدها، تحت شعارات وتعبئة مذهبية، ستعرض حتماً، وهي تعرّض السلم الأهلي لاهتزازات كبرى، تزيد الهريان والتهديد للوحدة الوطنية وللسلم الأهلي". ودعا الى المشاركة الفاعلة في اللقاء الوطني الذي يعقد منتصف الشهر الحالي "لانتخاب هيئة دستورية تأسيسية تعيد صوغ الوحدة الوطنية".
وختم داعياً الى"التضامن مع الشعب التركي".
وبعد كلمات الإفتتاح، عقدت الجلسة الأولى بعنوان "دور القوى السياسية الدينية في مواجهة انتفاضات الشعوب العربية وثوراتها"، على ان يختم المؤتمر اعماله اليوم.
"ساعات جنون" في طرابلس رافقت تحكّم مسلحين بالشارع... الجيش أعاد الهدوء وانتشر على كل المحاور وأقام حواجز
طرابلس – "النهار"
سيطر الجيش على ساحات طرابلس وشوارعها وتمركزت آلياته عند المفترقات وسيرت دوريات مؤللة ما أشاع الاطمئنان لدى المواطنين، وذلك بعد الاشتباكات مع المسلحين الذين انتشروا وبثوا شائعات عن إقدام الجيش على انتهاك حرمة أحد المساجد، وبعد تدخله ليل الخميس لفض اشتباك بين عائلتي النشار الموالية لـ"حزب الله" وآل الجنزرلي توسع ليلاً بين أحياء المهاترة وطلعة الرفاعية وباب الحديد.
وكانت حصيلة الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن بلغت قتيلين و8 جرحى، الى مصابين آخرين بالقنص الذي طاول المواطنين في الزاهرية وخان العسكر والغرباء.
أما حصيلة اشتباكات آل النشار وآل الجنزرلي فكانت قتيلاً من عائلة الجنزرلي وجريحين، بينما استمرت الأسواق الداخلية مقفلة وبخاصة سوق العطارين الذي خفّت فيه حركة المارة.
وكانت طرابلس عاشت ساعات جنونية في أسوأ حالاته منذ بداية الجولة الـ 17، إذ أقدم عشرات المسلحين وبينهم مقنعون على ترويع المدينة من صباح الأربعاء الماضي مطلقين النار بغزارة في الهواء، وانتشروا في كل الشوارع بالسيارات والدراجات النارية، وكانوا يهددون أصحاب المتاجر ويطلبون اغلاقها فوراً.
ولم تشهد طرابلس من قبل مثل هذه الأعمال التخويفية التي شملت أسواقها الداخلية في السرايا العتيقة وشارع الراهبات والنجمة وسوق الكندرجية وشارع عزمي.
وسببت هذه الفوضى حالاً من الرعب والتوتر بين المارة وفيهم النساء والأطفال دون أن يعلموا سبب هذا "الهيجان المفاجئ" من جماعات مسلحة في حالة غضب شديد. وكان بعض المسلحين يبث شائعات فحواها أن الجيش إقتحم أحد مساجد الحارة البرانية وعبث بالمصاحف، مرددين هتافات ضده، مما حدا المواطنين الى التعجيل في إقفال المحال وتحول التل والشوارع المتفرعة منه مدينة أشباح خلال دقائق. وأحرق المسلحون المقنّعون اطارات في شوارع عدة منعاً لوصول آليات الجيش خصوصاً في سوق القمح.
وحصلت مناوشات بين المسلحين وبين الجيش الذي تمركزت قواته في مستديرة "الروكسي" والجميزات وطريق المعرض ومدخل الميناء وفي جوار سرايا طرابلس ومستديرة النور وشارع عزمي والمصارف والملعب البلدي. وردت قوات الجيش على مصادر النار مما أوقع عدداً من الجرحى. وأدى القنص المستمر من جبل محسن إلى مقتل المواطن زياد طراد.
وهرع الأهالي إلى المدارس التي تقع في محيط منطقة التوتر والاشتباكات في شارع المدارس والتل والمصارف وأخرجوا منها أولادهم المذعورين من إستمرار إطلاق النار في الهواء وعلى مراكز الجيش.
ودفعت هذه الأحداث القيادات السياسية في المدينة الى اللقاء في دار الفتوى استنكاراً لحال الفلتان الأمني، داعين أهل طرابلس إلى التحلّي بالوعي ومذكّرين بأن "الجيش إنما هو من نسيج أبنائنا وأهلنا".
اللقاء الذي حضره الرئيس نجيب ميقاتي والنواب سمير الجسر ومحمد كبارة وأحمد كرامي وأحمد الصفدي ممثلاً الوزير محمد الصفدي وعدد من المشايخ حضره أيضاً بعض أمراء المحاور في التبانة ليثيروا شائعة تعرّض الجيش لاحدى المصليات في حارة البرانية، الا ان بيان المجتمعين في دار الفتوى اكد انهم على اتصال بقيادة الجيش التي نفت جملة وتفصيلا ما أشيع في هذا الخصوص، وتأكد للمجتمعين عدم دخول الجيش الى جامع محمود بك.
وأضاف بيان دار الفتوى الذي أذاعه أمين الفتوى الشيخ محمد امام "يهمنا ان نؤكد حرمة دور العبادة وعدم الخروج عن دورها العبادي والدعوي، ونهيب بعدم استعمالها مكاتب أو لأغراض غير دعوية".
ونفّذ الجيش انتشاراً امس على المحاور التي كانت مسرحا للقتال لا سيما في شارع سوريا الذي يفصل جبل محسن وباب التبانة وسير دوريات مؤللة، واقام حواجز في كل احياء طرابلس والهدوء عم المدينة، والحركة عادت اليها تدريجيا.
وفتح الأتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بعكار في التبانة، كما أعيد فتح كل الطرق التي كانت أقفلت أمس.
وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل زار المدينة الخميس وترأس إجتماعا أمنيا في مكتب قائد منطقة الشمال لقوى الأمن الداخلي في السرايا.
وكانت قيادة الجيش اعلنت ان دورية عسكرية تعرضت بعد ظهر الخميس لاطلاق نار من مسلحين في منطقة جبل محسن وردت على مصادر النار، ونفذت عمليات دهم لعدد من الاماكن بحثا عن المسلحين، وضبطت مخزنا للسلاح يحوي كميات من القاذفات الصاروخية والقنابل اليدوية والبنادق الحربية، بالاضافة الى كميات من الذخائر والاعتدة العسكرية.
كذلك أعلنت قيادة الجيش في بيان آخر ان قواتها "نفّذت عمليات دهم، وضبطت مخزناً للسلاح في محلة سوق القمح، الحارة البرانية يحتوي على كميات من العبوات الناسفة ومدافع الهاون المحلية الصنع والبنادق الحربية وذخائرها وأعتدة عسكرية متنوعة، ويعود المخزن للمدعو زياد علوكي الذي قام إثر ذلك ببث أكاديب تتعلق بإقدام الجيش على المس بالرموز الدينية بهدف إثارة النعرات الطائفية".
وحذّرت من أنها "لن تتهاون في التصدي للعابثين بالأمن وللمظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت".
اعتداءان على الجيش في عرسال ومقتل اثنين من المهاجمين وضبط أسلحة
أصدرت قيادة الجيش بيانا الخميس الماضي جاء فيه:
"عند الساعة العاشرة من ليل الاربعاء قامت مجموعة من المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارة نوع بيك اب بمهاجمة حاجز الجيش في منطقة وادي حميد – عرسال واطلاق النار في اتجاه عناصره، وعلى الاثر اشتبك عناصر الحاجز مع المعتدين، مما ادى الى مقتل مسلحين احدهما من التابعية السورية، فيما لاذ الباقون بالفرار. وعند الساعة 2:30 من فجر اليوم (الخميس) اشتبك عناصر الحاجز مع مجموعة مسلحة اخرى اقدمت على اطلاق النار في اتجاههم من دون وقوع اي اصابات بالارواح. وقد تم ضبط السيارة المذكورة وفي داخلها كمية من الاسلحة الحربية والذخائر.
من جهة اخرى، اطلقت طوافة تابعة للقوات السورية ظهر يوم امس خمسة صواريخ في اتجاه محلتي البابين وطريق الجمالة في منطقة عرسال، انفجرت ثلاثة منها، وعند الساعة 23:30 من ليل امس، سقطت عشرة صواريخ في مدينة بعلبك مصدرها الجانب السوري، واسفر الاعتداء عن اصابة مواطن بجروح وحصول اضرار مادية بالممتلكات.
وقد كشفت وحدات من الجيش على امكنة سقوط الصواريخ، كما اتخذت الاجراءات الميدانية المناسبة، وقامت بتسيير دوريات على امتداد حدود المنطقة".
لقاء ثان جمع باسيل وعسيري
علمت "النهار" أن اجتماعاً طويلاً عُقد قبل أيام بين وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل والسفير السعودي علي عواض عسيري، بحثا خلاله في أوضاع لبنان وسوريا وانعكاساتها.
وفي المعلومات ان الوزير باسيل أوضح خلال الاجتماع مواقف "التيار الوطني الحر"، سواء في ما يتعلق بمشاركة حليفه "حزب الله" في المعارك الدائرة في سوريا والارتدادات المحتملة لمعركة القصير في الداخل اللبناني، او في ما يخص التمديد لولاية مجلس النواب، والطعن الذي قدمه نواب "التيار" الى المجلس الدستوري والتطورات المرتقبة على هذا الصعيد.
في المقابل عرض السفير السعودي مواقف بلاده من التطورات في سوريا وتحديدا من تورط "حزب الله" في المعارك الدائرة هناك، واكد ثوابت سياسة المملكة في ما يتعلق بلبنان.
وتخلل الاجتماع، الثاني من نوعه بين الرجلين، عشاء عمل.
المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى