تقارير...إسرائيل تحذر السكان استعداداً لحرب قاتلة مع حزب الله...دور حزب الله العسكري في سوريا يضعه أمام امتحان الهيبة في لبنان....الاستخبارات الأميركية تتجسّس سراً على شركات الإنترنت العملاقة...جليلي ديبلوماسي ومفاوض صلب يطمح إلى رئاسة إيران

مواجهات في الضفة وغزة خلال مسيرات «القدس العالمية»....عريقات يائس بعد 22 عاماً من المفاوضات: ربما أخطأنا بالاعتراف بإسرائيل قبل تحديد حدودها....اثنان ضدّ الدولة الفلسطينية: نتنياهو وخامنئي

تاريخ الإضافة الأحد 9 حزيران 2013 - 6:35 ص    عدد الزيارات 2009    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إسرائيل تحذر السكان استعداداً لحرب قاتلة مع حزب الله
إيلاف...لميس فرحات         
تتخوّف اسرائيل من التطورات العنيفة واقتراب الحرب من منطقة الجولان، الأمر الذي دفع بها الى اتخاذ خطوات احتياطية على صعيد الحياة اليومية، وكذلك التدريبات العسكرية، استعداداً لحرب محتملة مع حزب الله.
بيروت: بعد أن تمكن الثوار من الاستيلاء على المعبر الوحيد بين إسرائيل وسوريا، تخشى تل أبيب أن تمتد شرارات الحرب الأهلية الدموية إليها من منطقة الجولان.
دفعت هذه المخاوف السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات احتياطية، فطلبت من المزارعين البقاء بعيداً عن حقولهم، ومنعت السياح من التجول لقطف الكرز وأغلقت الطرقات، مما أدى إلى نوع من الشلل في المجتمع الإسرائيلي.
تدريبات عسكرية
على بعد أقل من 70 ميلاً، يجري عشرات من الجنود الإسرائيليين تدريبات قتالية مكثفة استعداداً لما يمكن أن يحدث، حيث يتوقع الكثر من الخبراء العسكريين والمحللين نشوب حرب قريبة مع حزب الله.
الوضع الإسرائيلي أصبح معقداً فى ظل الحرب الأهلية المستعرة على الحدود، كما أن حزب الله كان قد تعهد في الأسابيع الماضية بأن يعمل على تسهيل الهجمات على إسرائيل من المرتفعات.
خيارات إسرائيل
من جهة أخرى، تتخوف تل أبيب من المعارضة السورية التي تتألف بأغلبيتها من سنة راديكاليين لديهم صلات بتنظيم القاعدة، مما أثار جدلا واسعًا فى إسرائيل حول الخيارات المتاحة وإلى أي الأطراف يجب أن تنحاز إسرائيل لحماية مصالحها، وفقاً لصحيفة الـ "نيويورك تايمز".
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي والمسؤولين السياسيين يصرّون على أنهم لا يريدون التورط في النزاعات الداخلية السورية، إلا أنهم لن يترددوا في حماية مصالحهم المتمثلة في منع وصول الأسلحة المتطورة إلى حزب الله.
الأحداث تخفي مخاطر كثيرة
وتتحدث التقارير عن صدامات مستمرة على مقربة من مرتفعات الجولان، وسقوط عشرات القذائف داخل الأراضي الإسرائيلية، في حين أن أحداث يوم الخميس كانت الأكثر تهديداً لإسرائيل شهدت ساعات مستمرة من القتال العنيف بمعبر القنيطرة.
"ما يحدث في الآونة الأخيرة يخفي بين طياته مخاطر متزايدة، كما انه يزيد من ضبابية المرحلة الراهنة" قال دانييل نيسمان، وهو خبير استخباراتي في شؤون الشرق الأوسط مؤسسة ماكس لحلول الأمن، وهي شركة استشارات متخصصة في المخاطر الجيوسياسية في تل أبيب.
وأضاف: "ما يعنيه هذا الأمر هو أن مرتفعات الجولان صارت غير مستقرة أكثر بكثير من أي وقت مضى، مما يتطلب الكثير من الحذر واليقظة".
سحب القوات من الجولان
يوم الخميس سحبت النمسا قوتها التي تتألف من 380 جندي في إطار قوة الأمم المتحدة التي تبلغ 1000 عنصر، كانوا ينظمون دوريات في ما يسمى بالمنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا منذ توقيع اتفاق الهدنة عام 1974. وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها تأسف لقرار النمسا وأعربت عن أملها "في أن لا تكون مواتية لمزيد من التصعيد في المنطقة".
ووصف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمنون سوفرن، المحاضر بكلية الدفاع القومي الإٍسرائيلية ما يحدث بأنه "أحد أكثر المواقف تعقيداً التي يمكن أن نواجهها في المستقبل القريب".
وقال محللون إن انسحاب قوة الأمم المتحدة يمكن أن تحول "أهدأ حدود إسرائيلية" إلى منطقة متفلتة تسود فيها الفوضى وتشكل ملاذاً للإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم بحرية تامة.
في ظل هذه الأوضاع، تستعد إسرائيل لاحتمالية اندلاع حرب ثالثة مع لبنان، حيث تعتقد أن حزب الله جهز 60 ألف صاروخاً موجهاً نحوها، فيما يؤكد جنرالاتها أن إسرائيل استفادت من دروس الماضي وأنها ستشن هذه المرة حرباً سريعة وقاتلة.
 
دور حزب الله العسكري في سوريا يضعه أمام امتحان الهيبة في لبنان
إيلاف....عبدالاله مجيد         
يطول الكلام عن تورّط حزب الله العسكري في سوريا، فهذا الأمر يضع الحزب أمام امتحان استمراره في فرض هيبته على الساحة اللبنانية، خصوصًا أن الصوت الشيعي المعارض له يعلو، ولو كان بطيئًا وضعيفًا.
أصبح دخول حزب الله طرفًا في الحرب الأهلية السورية عبئًا على علاقات الحزب مع قواعده، وامتحانًا لقدرته على الاحتفاظ بهيمنته على السياسة اللبنانية.
وكان حزب الله عمل طيلة السنوات الماضية على بناء تنظيمه، حتى بات أكبر قوة عسكرية وسياسية في لبنان، أتاحت له أن ينصِّب نفسه مدافعًا عن الوطن ضد إسرائيل، وهو دور نال طيلة الفترة الماضية قبول قواعده، فضلًا عن قبول أطراف سياسية لبنانية متعددة.
لكن أمين عام الحزب حسن نصر الله اختار في الأسابيع الأخيرة أن يوجّه بنادق حزبه صوب حدود أخرى، لا تمت بصلة إلى خطوط المواجهة مع إسرائيل، مستعيضًا عنها بفصائل المعارضة السورية المسلحة، التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد.
صدمة التدخل
قال أعضاء في حزب الله ومحللون إن هذه المغامرة وضعت الحزب على مفترق طرق، مشيرين إلى أن توترًا اعترى علاقته التي كانت ثابتة مع قواعده بين شيعة لبنان، وأن قدرته قد تتآكل على دفع واستدراج قوى أخرى في لبنان إلى الانصياع لمشيئته.
وشكل إعلان نصر الله التدخل العسكري في سوريا صدمة للكثير من اللبنانيين، الذين ظنوا أن موقف حكومتهم الرسمي هو النأي بلبنان عمّا يجري في سوريا.
لا يُعرف على وجه الدقة حجم تدخل حزب الله في الحرب الأهلية السورية. لكن العشرات من عناصره قُتلوا خلال الأسابيع الأخيرة من المعارك العنيفة بين قوات النظام والمعارضة من أجل السيطرة على مدينة القصير قرب الحدود اللبنانية.
وأكد محللون وناشطون وأعضاء في حزب الله أن مقاتلي الحزب قاموا بدور حاسم في معركة القصير، وعندما أعلنت قوات النظام السوري سيطرتها على المدينة يوم الأربعاء، شهد معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت احتفالات في الشوارع، بلافتات تقول "القصير سقطت". لكن المدافعين عن القصير صمدوا طيلة أسابيع، رغم توقعات قادة حزب الله بنصر سريع. كما وضعت معركة القصير حزب الله أمام تحديات كبيرة عليه أن يتعامل معها الآن.
معركة بقاء
تكتيكيًا، كان الهجوم المنسق على المدينة نقيض الدور الذي تدرّب عليه مقاتلو حزب الله للدفاع عن المدن اللبنانية ضد الهجمات الإسرائيلية. وقاتل حزب الله في سوريا عربًا تؤازرهم قوى كبيرة في لبنان نفسه. واهتزت صورة البطل الفولكلوري، التي راجت في أنحاء العالم العربي في العام 2006، عندما واجه مقاتلو حزب الله هجومًا إسرائيليًا كبيرًا على لبنان. وبات على الحزب الآن أن يبرر لقواعده وللقوى اللبنانية الأخرى، التي اعترفت بدوره مقاومًا ضد العدو الإسرائيلي، سبب إرسال العديد من خيرة مقاتليه للموت في سوريا، بدلًا من استخدامهم للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل.
المطلوب الآن من قيادة حزب الله أن تردّ على اتهام الحزب بتنفيذه أجندة خارجية، مساعدًا الأسد على البقاء في السلطة، نزولًا عند إرادة راعيته الأكبر إيران. وقال النائب اللبناني المناوئ لنظام الأسد نديم جميّل إن حزب الله تحوّل من حركة مقاومة إسلامية في لبنان إلى مرتزقة إيرانية في سوريا.
وحاولت قيادة حزب الله أن تصوّر المعركة على أنها معركة من أجل بقاء الحزب عينه. فأعلن نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم أن حزب الله لا يدافع عن نظام الأسد، وإنما عن مشروع المقاومة الذي تمثله دمشق. ويوم الأربعاء اعتبر نعيم أن سقوط مدينة القصير بيد قوات النظام ضربة للتحالف الثلاثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتفكيريين.
التجنيد مستمر
يرى محللون أن مؤيّدي حزب الله قد لا يقتنعون بمثل هذه المبررات، وأنهم ربما كانوا يتعاطفون على الأقل مع بعض فصائل المعارضة التي بدأت انتفاضتها احتجاجًا على نظام قمعي متسلط.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن بيتر هارلنغ، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: "إن ما يريد حزب الله أن يتجاهله هو وجود قطاعات واسعة من المجتمع السوري معبأة ضد الظلم والقمع بأشكال تذكِّر حزب الله ببداياته نفسه، عدا عن حفنة من الجهاديين".
كما يواجه حزب الله مأزقًا آخر، هو كيف يستطيع الاستمرار برفد المعركة في سوريا من دون أن يفقد الانضباط والتنظيم الحديدي الذي ارتقى بصفوفه فوق الدكاكين المسلحة الأخرى في المنطقة. ويبدو أن الحزب يسعى فعلًا إلى توسيع احتياطه من العناصر الذين يريد زجّهم في القتال مع قوات الأسد في سوريا.
وكان حزب الله بعث خلال تصاعد حدة القتال في مدينة القصير برسائل نصية إلى الشباب من أعضائه، الذين تلقوا تدريبًا عسكريًا للالتحاق بمواقعهم والانتظار على أهبة الاستعداد في مواقع سرّية في عموم لبنان، كما كشفت عائلة شيعية ومصادر إطلعت على نسخة من هذه الرسائل. يضاف إلى ذلك أن ضباط تجنيد في حزب الله كانوا يراقبون المشاركين في جنائز قتلى الحزب في سوريا، بحثًا عن مقاتلين جدد يحلون محلهم، بحسب مؤيّدين لحزب الله حضروا مراسيم تشييع القتلى.
ليست معركتنا
في حين أن الدلائل على وجود تململ ومعارضة بين قواعد حزب الله ما زلت ضئيلة، فإن بعض المستاءين من موقف الحزب لجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن عدم ارتياحهم إلى دوره في معركة القصير.
فأعرب لبناني من الجنوب، فقد ابن أخيه البالغ 19 عامًا خلال الأسبوع الماضي في القصير، عن حزنه وغضبه من تدخل حزب الله في معركة القصير. ونقلت صحيفة وول ستريت عن هذا اللبناني قوله: "هذه ليست معركتنا، والشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله بنفسه. ما دخلنا نحن؟".
لكن منتقدي حزب الله في معاقله ما زالوا أقلية. وهناك كثيرون على اقتناع بأن الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تقاتل في صفوف المعارضة السورية، تريد قتل الشيعة. وقالت قريبة عضو في حزب الله قُتل أخيرًا: "إذا لم نقاتلهم هناك سيقتلوننا هنا، علينا أن نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا". وأضافت إنها ستدفن قريبًا آخر في اليوم التالي.
في هذه الأثناء أخذ معارضو حزب الله ينددون بمواقفه وسياساته علنًا. واشتدت حدة التوتر، حتى إن مجلس النواب اللبناني، الذي نادرًا ما يتفق على أمر في الشؤون الداخلية، قرر تأجيل الانتخابات البرلمانية 17 شهرًا.
وقال نزار عبد القادر، الجنرال السابق في الجيش اللبناني ورئيس تحرير صحيفة الديار، إن حزب الله فقد بنظر غالبية اللبنانيين الدور الذي يدعيه لنفسه كحركة مقاومة ضد التهديدات الإسرائيلية.
 
مواجهات في الضفة وغزة خلال مسيرات «القدس العالمية»
الرأي... القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة
أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، بعدما تدخلت القوات الإسرائيلية لتفريق مسيرات «القدس العالمية»، التي خرجت في الضفة الغربية، فيما شهدت المنطقة الحدودية في بيت حانون مسيرة حاشدة للمناسبة نفسها.
وذكر مصدر طبي ان «عشرات المواطنين الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية القنابل المسيلة للدموع تجاه المشاركين في المسيرة الأسبوعية في قرية نعلين، والتي خرجت تحت شعار نحو القدس، وسرعان ما اندلعت مواجهات في المنطقة».
وتكرر ذات المشهد في قرية كفر قدوم شمال قلقيلية، حيث اندلعت مواجهات بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين الذين حملوا شعارات تنادي بتحرير القدس.
كما شهدت القدس تظاهرات عقب صلاة الجمعة تركزت قرب باب العمود، بالتزامن مع تظاهرات في نحو 50 دولة في العالم.
وفي قطاع غزة، شارك آلاف الفلسطينيين، في مسيرة القدس العالمية التي انطلقت من مساجد غزة، وتوجهت نحو بيت حانون، وسط هتافات «الشعب يريد تحرير القدس» تخللها كلمات لقادة من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أكدت التمسك بخيار المقاومة والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وشارك في المسيرة 35 متضامنا من دول عربية وأوروبية قدموا إلى غزة خصيصاً من أجل المشاركة في الفعالية.
وقال الناطق الرسمي باسم المسيرة زاهر البيراوي، على هامش مشاركته في المسيرة إن رسالة مسيرة القدس العالمية في مناطق انطلاقها بالعالم هي أن «القدس خط أحمر وأنه لا يمكن استمرار حالة السكوت والتنديد فقط بما يجري من تطهير عرقي إسرائيلي بحق أهلها، ومن انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها».
في المقابل، أفادت مصادر من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بأن وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيعود الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية الاسبوع المقبل في خامس زيارة له للمنطقة في غضون شهرين لتعزيز مسعاه لاحياء محادثات السلام.
وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى أشار في مارس الى أن «واشنطن ستحاول احياء جهود السلام لمدة شهرين وأنها ستتوقف اذا ثبت أنها بلا جدوى».
وذكرت مصادر اسرائيلية وفلسطينية ان من المتوقع أن يزور كيري المنطقة في 11 و12 يونيو الجاري، مضيفة أنه «لم يتم الانتهاء بعد من التفاصيل المحددة للزيارة وأن ميعادها قد يتغير».
وعبر الجانبان عن تشاؤمهما بشأن فرص استئناف المفاوضات مع تبادل الاسرائيليين والفلسطينيين اللوم في أي فشل.
على صعيد مواز، التقى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، ليل اول من امس، وفداً من الدعوة السلفية في مصر، برئاسة نائب رئيسها، ياسر برهامي، الذي انتقد تضييق سلطات «حماس» على السلفيين، وأكد وجود خلاف حقيقي مع «الإخوان» في مصر.
وقال خلال لقائه وفدا مشتركا من الدعوة السلفية في مصر، وجمعية «بن باز» في غزة، إن «وحدة الشعوب الإسلامية هي الطريق لتحرير بيت المقدس من يد الاحتلال». وشدد على أن «قضية فلسطين هي قضية إسلامية، ولا يجوز فيها التنازل عن الحقوق الثابتة، وعلى رأسها القدس وحق العودة لأبناء الشعب الفلسطيني»، مؤكداً على أن «هذه الحقوق غير قابلة للتصرف وغير خاضعة للتقلبات السياسية».
وانتقد برهامي خلال لقائه وزير الأوقاف في غزة، إسماعيل رضوان، من «تضييق سلطات حماس على جمعية بن الباز السلفية».
 
النهار..رام الله - محمد هواش
حكومة الحمدالله أدّت اليمين أمام عباس
أدّت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة رامي الحمدالله اليمين امام الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مقر الرئاسة مساء الخميس.
ومنح عباس رئيس الوزراء وأعضاء حكومته ثقته، وأمر بعرض ذلك بقانون على المجلس التشريعي في الجلسة الاولى يعقدها لإقراره، مع ان التشريعي معطل منذ سيطرة حركة المقاومة الاسلامية " حماس" على قطاع غزة . ومن المستبعد ان ينعقد قبل اجراء انتخابات نيابية او تراجع الحركة عن سيطرتها على القطاع وتسليم السلطة الى حكومة فلسطينية
توافقية.
وتضم الحكومة تسعة وزراء جدد ابرزهم نائبا رئيس الوزراء وهما مستشاران للرئيس عباس، الاول للشؤون الاقتصادية ورئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى وكان مرشحا لرئاسة الحكومة، لكن المانحين فضلوا الحمدالله الاكثر استقلالا عن "فتح" والرئاسة. والثاني زياد ابو عمرو الذي فاز بعضوية المجلس التشريعي مرشحاً مستقلاً على قوائم حركة "حماس". واعتبر تعيينه اشارة الى "حماس".
 
عريقات يائس بعد 22 عاماً من المفاوضات: ربما أخطأنا بالاعتراف بإسرائيل قبل تحديد حدودها
الحياة...اللطرون - محمد يونس
بدا المشهد ساحراً: سهول خضراء ممتدة ... أشجار وارفة ... بحيرة صغيرة ... جبال وتلال موغلة في الامتداد شرقاً وغرباً مكسوة بالأشجار الدائمة الخضرة ... حقول عنب وخوخ ورمان .. متنزهات وحدائق.
لكن المشهد الفلسطيني هذا لوادي اللطرون على خط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 الذي اختاره كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات للقاء الديبلوماسيين الأجانب في القدس في ذكرى «النكسة» التي صادفت الخامس من الشهر الجاري، لم يعد فلسطينياً. فبعد احتلاله وطرد سكانه في ذلك العام، نقلت السلطات الإسرائيلية ملكية أراضيه الى مستوطنين قدموا من أميركا وفرنسا. أما أصحاب هذه الأرض الجميلة الذين بلغ عددهم في ذلك الحين 5200 فلسطيني، فطلب منهم الجيش الإسرائيلي مغادرة قراهم والتوجه الى رام الله، وهناك لم يجدوا سوى مخيمات اللاجئين البائسة مكاناً يسكنوه حتى الآن.
وقف عريقات على سفح جبل مطل على أراضي الوادي الفسيحة، وأشار الى آثار خمس قرى فلسطينية مهجّرة جرى استبدالها بمستوطنات، وخاطب الديبلوماسيين قائلاً: «أتدرون لماذا قامت إسرائيل عام 1967 بهدم القرى الخمس في هذا الوادي وتهجير سكانها البالغ عددهم 5200 مواطن؟ السبب هو تغيير الحدود». وأضاف: «أتعرفون لماذا هدمت اسرائيل في ذلك العام أيضاً حي المغاربة في القدس العتيقة؟ انه للسبب ذاته، وهو توسيع الحدود وتغييرها»، علماً ان اسرائيل ضمت وادي اللطرون الى حدودها غير المحددة كما فعلت في القدس الشرقية.
وبدا عريقات، المفاوض المخضرم الذي شارك في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية منذ اليوم الأول لبدء المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين في مؤتمر مدريد عام 1991 من خلال الوفد الأردني - الفلسطيني المشترك، يائساً من وجود أي فرصة لنجاح مسيرة المفاوضات الطويلة. وعرض أمام الديبلوماسيين الأجانب مفارقات هذه المفاوضات التي آلت، بعد أكثر من عقدين من الزمان، إلى هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم، وبناء المستوطنات على أرضهم بدلاً من أن تنتهي الى إقامة دولتهم.
وتضاعف عدد المستوطنين في الضفة، بما فيها القدس، أكثر من أربع مرات منذ التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1967. ولم تتوقف عمليات هدم البيوت التي يقيمها الفلسطينيون في القدس الشرقية أو في المناطق المصنفة «ج» الخاضعة للاحتلال والتي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة.
وخاطب عريقات الديبلوماسيين قائلاً: «اليوم جئت من مدينتي أريحا التي هدمت فيها إسرائيل خمسة بيوت وشردت سكانها البالغ عددهم ستين شخصاً. وقبل أيام، هدمت في القدس تسعة بيوت وشردت سكانها وعددهم 77 شخصاً. بعد أكثر من عقدين من المفاوضات، ما زالت إسرائيل تهدم البيوت وتشرد سكانها، وتبني المستوطنات مكانها».
واليوم، مع رفض إسرائيل الاعتراف بحدود عام 1967، فإن عريقات يرى أن الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل ربما كان خطأ «لأنه كان علينا أن نطلب من إسرائيل في ذلك الوقت أن تحدد حدودها كي نعترف بها في تلك الحدود». وقال: «الكل يسأل هل ستعودون الى المفاوضات؟ وأنا أقول نعم، نحن نريد العودة الى المفاوضات، فنحن المستفيد الأول من نجاح مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونحن الخاسر الأكبر من عدم نجاحه، لكن نريد أن نعرف ما هي أجندة هذه المفاوضات. نريد أن نسمع كلمة واحدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) وهي: 1967». وأضاف: «قدمنا لكيري الخرائط، وأجبنا عن كل سؤال وجهه إلينا، لكن المشكلة في الجانب الآخر الذي لا يريد مفاوضات جدية تفضي الى إنهاء الاحتلال عن أراضي دولة فلسطين».
وبدأ كيري جولات مكوكية بين واشنطن ودول المنطقة منذ شهرين لإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات. لكنه واجه عقبات كبيرة دفعته الى تأجيل السقف الزمني الذي منحه لنفسه أكثر من مرة. وأكبر العقبات التي واجهت كيري هو رفض الحكومة الإسرائيلية وقف البناء في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ورفضها الاعتراف بحدود عام 1967.
وفي حال فشل مهمة كيري، فإن البديل الفلسطيني هو التوجه الى الأمم المتحدة والانضمام الى منظماتها، والتوقيع على مواثيقها المختلفة، وفي مقدمها «ميثاق جنيف الرابع» الخاص بحماية المدنيين تحت الاحتلال، ومواجهة إسرائيل أمام القضاء الدولي بدلاً من طاولة المفاوضات. وقال عريقات: «المواجهة ستكون هناك في لاهاي (أمام محكمة العدل الدولية)، فهدم البيوت هو جريمة حرب، وبناء المستوطنات هو جريمة حرب». ورأى أن وضع الفلسطينيين بعد الحصول على مكانة دولة غير عضو في الأمم المتحدة نهاية العام الماضي بات مختلفاً عما قبله، فـ «بعد التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012، فإن كل إنش من الأرض المحتلة عام 1967 هو أرض فلسطينية». وأضاف: «من حقنا الانضمام الى كل منظمات ووكالات الأمم المتحدة، ومن يخشى القضاء الدولي، عليه التوقف عن ارتكاب جرائم الحرب»، مشيراً في ذلك الي هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم، وإقامة المستوطنات على ارضهم المحتلة.
وأنهت الطواقم الفنية الفلسطينية التحضيرات اللازمة للانضمام الى المنظمات الدولية التي استغرقت ستة أشهر. وقال عريقات: «نريد ان نعطي كيري فرصة للنجاح، لكن هناك في اسرائيل من يعمل جاهداً على إفشال مهمته».
 
اثنان ضدّ الدولة الفلسطينية: نتنياهو وخامنئي
المستقبل...أكرم سكرية
نتنياهو ضدّ الدولة الفلسطينية "لأسباب توراتية". يهودا والسامرة جزء من إسرائيل التاريخية.
خامنئي ضدّ الدولة الفلسطينية لأنّ "فلسطين هي قضية الأمة" يريدها أن تبقى قضية لا تحل قابلة للمزايدة الدينية والاستثمار السياسي.
إسرائيل نتنياهو تتقدّم على الأرض، تبتلع أراضي الضفة الغربية ومعها هوية الشعب الفلسطيني لتفرض أمراً واقعاً لحل سياسي يسقط إمكانية وجود هوية فلسطينية مستقلة.
إيران خامنئي تتقدم على الأرض، تبتلع القرار السياسي العربي المستقل ومعه تسقط إمكانية وجود قرار فلسطيني مستقل.
المشروع هو نفسه مصادرة الهوية الفلسطينية من قِبَل نتنياهو ومصادرة القرار الفلسطيني المستقل من قِبَل خامنئي. وإن بشعارات متناقضة:
فهل هناك تحالف موضوعي بين إسرائيل نتنياهو وإيران خامنئي؟ أم أنّ هناك تواطؤاً مباشراً؟
المشروع الأصلي لإسرائيل هو تفتيت المجتمعات العربية. وسياسة إيران خامنئي الإقليمية أنتجت هذا التفتيت على أسس مذهبية.
فهل تفتيت المجتمعات العربية على أسس مذهبية أو عرقية هو المشترك الجامع لكلا السياستين: سياسة نتنياهو وسياسة خامنئي.
والمفارقة، أنّ في إيران اليوم يعيش أربعون ألف إيراني يهودي يتمثّلون بنائبين في البرلمان الإيراني!!
تؤمّن إسرائيل لإيران قطع غيار عسكرية لاستخدامها خلال حرب الخليج الأولى والثانية (إيران غيت).
بشار الأسد (حليف خامنئي) حارس أمين للحدود الإسرائيلية في الجولان المحتل. "أمن إسرائيل من أمن سوريا" يقول رامي مخلوف (ابن خالة بشار الأسد).
إيران خامنئي تدعم بشار الأسد ضدّ ثورة المعارضة السورية. فهل المعارضة السورية عميلة لإسرائيل؟
أما في لبنان فبعد أن تم تحرير بيروت وجبل لبنان والبقاع الغربي وصيدا على أيدي المقاومة الوطنية اللبنانية، أعطى الأسد الأب حقاً حصرياً "للمقاومة الإسلامية في لبنان"، المصنوعة إيرانياً، باحتكار الحق بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي فكان التحرير عام 2000.
وعوض أن يتم تجيير هذا التحرير لمصلحة الدولة اللبنانية، تم تجييره لمصلحة نظام الأسد وإيران الإسلامية، ورفع شعار "المقاومة التي تحرّر تحكم".
وبهذا تحوّل سلاح المقاومة المصنوعة إيرانياً والمدعومة من نظام الأسد إلى الداخل اللبناني على قاعدة استخدام سياسة منطق الغلبة العسكرية في الصراع السياسي الداخلي.
وبناء على هذه السياسة:
1 ـ تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 (للتذكير فقط: الرئيس الحريري هو مَن شرّع المقاومة عام 1996).
2 ـ تم اتهام حكومة الرئيس السنيورة في أيلول عام 2006 على لسان الأمين العام لـ"حزب الله" بأنها حكومة متواطئة مع العدو الصهيوني بعد أن كان قد شكرها في الأسبوعين الأخيرين لحرب تموز.
وهذا ما تدحضه كتب مذكرات:
أ ـ جون بولتون: "كان رئيس حكومة لبنان من أشد المدافعين عن المقاومة خلال الحرب".
ب ـ كونداليزا رايس: "الرئيس السنيورة رجل جليل قلبه على وطنه".
ج ـ علي حسن خليل في كتاب "وقائع من حرب تموز" حيث يتم التأكيد على التنسيق التام بين الرئيس فؤاد السنيورة خلال الحرب والرئيس نبيه بري الذي ينسق بدوره مع الأمين العام لـ"حزب الله".
3 ـ تم إنجاز "اليوم المجيد" في 7 أيار عام 2008 مما أثار حاسية مذهبية عالية.
4 ـ تم إسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الرئيس سعد الحريري عام 2011، بعد أن كان قد تمّ التعهّد بعدم إسقاطها خلال مؤتمر الدوحة عام 2008.
ـ تغيير موقف "حزب الله" (إيران) المعلن من الثورة السورية، من الدعوة إلى عدم الانجرار إلى سوريا (وتم التعبير عن ذلك بموافقة "حزب الله" (إيران) على إعلان بعبدا الذي يقول بعدم إلحاق لبنان بأي محور من المحاور الإقليمية، إلى إعلان مشاركة "حزب الله" (إيران) بالمعارك في سوريا، على لسان كل من أمين عام "حزب الله" و(الرئيس) بشار الأسد.
ـ قول الأمين العام لـ"حزب الله" إن "حزب الله" لا يستطيع أن يكون إلا جزءاً من محور المقاومة بقيادة خامنئي/ الأسد وبالتالي وضع لبنان في خدمة مشروع المقاومة وليس العكس، أي وضع المقاومة في خدمة لبنان. وهكذا يعطّل سلاح "حزب الله" الحياة السياسية في لبنان.
ـ قول بشار الأسد "إننا وحزب الله في محور واحد".
إنّ اعتماد منطق الغلبة بالسلاح في الصراع السياسي الداخلي في لبنان الذي يهدّد الوحدة الوطنية اللبنانية، وينذر بمواجهة مسلحة بين أطراف الصراع السياسي اللبناني، الذي يعتمده "حزب الله" (إيران) يحقق المشروع الإسرائيلي في تفتيت المجتمعات العربية في الإطار اللبناني. وأمّا مشارك "حزب الله" (إيران) عسكرياً في سوريا والإعلان عن هذه المشاركة ففيها يتجلى التحالف الموضوعي، إن لم يكن التواطؤ الفعلي، بين مشروعي إسرائيل نتنياهو وإيران خامنئي، في تفتيت المجتمعات العربية على قاعدة مذهبية.
فإذا كان تفتيت المجتمعات العربية هو في الأصل مشروعاً صهيونياً فإنّ مَن يحققه وينفذه هو المشروع الإيراني (خامنئي) وبأدوات عربية مذهبية (المالكي في العراق، الأسد في سوريا، حوثيو إيران في اليمن، شيعة إيران في البحرين، و"حزب الله" (إيران) في لبنان.
 
(و ص ف)
الاستخبارات الأميركية تتجسّس سراً على شركات الإنترنت العملاقة
البيت الأبيض يؤكّد أن "الأولوية القصوى للأمن القومي"
كشفت تقارير صحافية الخميس ان الاستخبارات الاميركية تتجسس سراً على خوادم تسعة من عمالقة الانترنت في الولايات المتحدة، بينها "آبل" و"فايسبوك" و"مايكروسوفت" و"غوغل"، وذلك ضمن اطار عملية واسعة تستهدف مقيمين في الخارج.
وانتقد مدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر تسريب المعلومات عن البرامج السرية، وحذر من ان كشف معلومات عن برنامج آخر للتنصت على المخابرات الهاتفية في الداخل يمكن ان يهدد الامن القومي للولايات المتحدة.
وفي محاولة للحد من الاضرار التي يمكن ان تنجم عن كشف برنامج التجسس، قال كلابر ان المعلومات التي تجمع بموجبه "من اكثر المعلومات التي يمكن جمعها في الخارج اهمية". واوضح ان "كشف المعلومات غير المرخص له عن هذا البرنامج المهم والقانوني غير مقبول ويمكن ان يهدد امن الاميركيين".
ونقلت صحيفة "الواشنطن بوست" عن موظف سابق في الاستخبارات ان وكالة الامن القومي قادرة على الدخول مباشرة الى خوادم مزودي خدمة الانترنت من اجل تعقب تحركات افراد على الشبكة من خلال الصوت والصورة والفيديو والرسائل الالكترونية.
وقالت ان برنامج "بريزم" للتجسس السري يشمل بعض كبرى شركات الانترنت ومنها "مايكروسوفت" و"ياهو" و"فايسبوك" و"آبل" و"بالتوك واي" او ال" و"سكايب" و"يوتيوب". واضافت ان موظفا سابقا في الاستخبارات "عمل مباشرة على هذه البرامج وهو يعلم بمدى قدراتها المخيفة"، هو من سرّب المعلومات. ونسبت الى الموظف ان هذه البرامج "يمكنها ان تتابع افكار الشخص وهو يطبع الكلمات على الشاشة امامه".
وسارعت كبرى شركات الانترنت الى نفي اي تعاون مع الاستخبارات الاميركية. وصرح الناطق باسم آبل ستيف داولينغ :"لم نسمع ببرنامج بريزم من قبل اطلاقا... نسمح بدخول اي وكالة حكومية الى ملقماتنا، وعلى اي هيئة كهذه تبحث عن بيانات عن احد المستخدمين ان تستصدر امراً قضائياً". كما شدد كل من "غوغل" و"مايكروسوفت" على انهما لا يكشفان اي معلومات الا بموجب امر قضائي.
وبدأت المعلومات بحصول عمليات تجسس على الانترنت عندما نشرت "الغارديان" الاربعاء ان وكالة الامن القومي تسعى الى التنصت على ملايين الاتصالات الهاتفية والالكترونية في الداخل.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست بان "الاولوية القصوى للرئيس الاميركي هي الامن القومي للبلاد. وعلينا ان نتأكد من حصولنا على الوسائل التي نحتاج اليها لمواجهة اي تهديدات يطرحها ارهابيون".
 
النهار...سوسن أبو ظهر
جليلي ديبلوماسي ومفاوض صلب يطمح إلى رئاسة إيران
"الانتصار" على أميركا هاجسه و"المقاومة" حلٌ لكل المشاكل
"وسام" سعيد جليلي لا يزين صدره، فدليلُ "بطولته" حفر في جسده. طرف اصطناعي يُعوض الساق اليمنى المبتورة حين قاتل شاباً في صفوف الميليشيات الإسلامية "الباسيج" في الحرب العراقية-الإيرانية. إنه "الشهيد الحي"، ابن مدينة مشهد في محافظة خراسان بشمال شرق البلاد التي يتحدر منها المرشد آية الله علي خامنئي.
ولادة الجمهورية الإسلامية وجدت صدى طيباً لدى جليلي، مع أنه لم يكن يتجاوز في حينه الرابعة عشرة من العمر. وهو صار اليوم أحد أبرز المخلصين لمبادئها التأسيسية كأنه شارك في وضعها.
منذ شبابه طبعه التزام ديني شديد يعتبره خصومه تزمتاً، وزادته عمقاً تجربته الحربية. فهو قاتل عام 1986 على جبهة كربلاء التي شهدت كبرى المواجهات. أما معركة شملجة حيث فَقَدَ ساقه، فتحمل مكانة ملحمية في التأريخ الإيراني للحرب. هناك "سقط شهيد كل متر"، كما روى ناجون.
الإصابة وموت رفاق والالتزام الديني، عوامل أدخلت التقشف والزهد على حياة جليلي، فسيارته من طراز "كيا" من إنتاج مصنع محلي كسائر مواطنيه.
ومن معالم مسيرته شغفه بالعلوم السياسية. أطروحته للدكتوراه بحث في الفكر السياسي في القرآن والسياسة الخارجية للرسول. وهو نفسه تمرس في السياسة الخارجية. دخل الوزارة عام 1989 ملحقاً سياسياً وتدرج فيها حتى صار نائب رئيس دائرة الولايات المتحدة. في 2001 انتقل إلى مكتب المرشد وكان عمره 36 سنة. لم يسمه الرئيس محمود أحمدي نجاد وزيراً للخارجية في ولايته الأولى عام 2005 كما كان متوقعاً، فكان نائباً لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأميركية. ويُعتقد أنه ساهم بعد سنة في وضع رسالة لا سابق لها من الرئيس الإيراني إلى نظيره الأميركي جورج بوش. غير أن المجتمع الدولي لم يعرفه قبل توليه الملف النووي عام 2007 بصفته أمين المجلس الأعلى للأمن القومي.
"الثورة" و"المقاومة"
"المقاومة"، كلمة لا تفارق لسان جليلي. وقد زاد استخدامها في حملته الانتخابية. وهي لا تقتصر على القضايا الاستراتيجية وتمتد إلى كل شيء. اقتصاد مقاوم، إعلام مقاوم. أسرة مقاومة.
الصراع مع الولايات المتحدة "استراتيجي" وإيران تتجه إلى الانتصار فيه بفضل "المقاومة". عن ذلك قال لـ"الكريتشن ساينس مونيتور" في 21 أيار إن "الثورة الإسلامية طبعت تفكيري. واليوم ندرك أن أمة تستطيع الدفاع عن حقوقها واحراز التقدم على رغم ما ترغب فيه أميركا... أرادت بقاء الشاه (محمد رضا بهلوي)، لكن الشعب أبى وفرض مشيئته". وأضاف أن واشنطن دعمت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين و"أصرت على خروجه منتصراً من الحرب الإيرانية - العراقية. أسألكم، أين صدام الآن؟". ولاحظ أنه "مدى 30 عاماً، أظهر الأميركيون أرفع مستويات الدعم والصداقة لمصر والعداء لإيران". غير أن الرئيس السابق حسني مبارك سقط، بينما "يرسل الإيرانيون الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء".
كل ذلك، يضعه جليلي في خانة "المقاومة" السياسية والعقائدية، وهذه هي نظرته إلى ما تشهده سوريا التي يميزها عن البلدان الأخرى لـ"الربيع العربي". خطابه يجد صدى لدى كثير من الإيرانيين، وخصوصاً من يعتقدون أن الأزمة في سوريا حربٌ "صهيونية-غربية" من بعد على الجمهورية الإسلامية، تُضاف إليها "مؤامرات" العقوبات الاقتصادية واستهداف البرنامج النووي. لذلك لا يستبعد مقربون من النظام حصوله على 30 في المئة من الأصوات، وهي نسبة مرتفعة، وإن تكن لا تحسم السباق من الدورة الأولى.
ومع أن جليلي وأحمدي نجاد صارا على طرفي نقيض، وخصوصاً حين ابتعد الرئيس عن نهج المرشد، تبقى بين الرجلين نقاط مشتركة، منها النشأة ونمط الحياة والتصلب. وتالياً من المستبعد إحراز تقدم في المحادثات النووية لو خلف الأول الثاني، وكذلك إنقاذ الاقتصاد بخطط ملموسة تتجاوز الشعارات.
ويسترعي الانتباه أن اسمي الرجلين رُبطا أخيراً بطريقة لا تبدو منطقية. كُتب أن أحمدي نجاد اتصل بجليلي عارضاً وضع إمكانات الحكومة وفريقه في تصرفه، في مقابل تسميته نائباً للرئيس، وهو ما كان يسعى إليه لو بقي نسيبه اسفنديار رحيم مشائي في السباق. وقيل إن اتفاقهما السري كُشف، وإن حادث السير الذي تعرض له موكب جليلي الأحد كان مدبراً، وكذلك العطل الذي أصاب طائرة أحمدي نجاد.
بعيداً من نظريات المؤامرة، يمكن الجزم بأن جليلي لا يحتاج الى أحمدي نجاد وحكومته التي وصفها بأنها "سيارة متهالكة". فهو يحظى بثقة خامنئي ومرجعيات دينية ودعم "الباسيج" والحرس الثوري "الباسدران"، وإن افتقر إلى الخبرة التي يوفرها تولي مناصب عامة منتخبة.
في كل الأحوال، سواء نجح جليلي في بلوغ الرئاسة أم فشل، فإنه احتل مكانه في صدارة الطبقة السياسية الإيرانية وسط رجال يفوقونه خبرة. صحيح أنه ليس من صانعي الثورة لحداثة سنه لدى نشوبها، لكنه بالتأكيد من الوجوه التي سيعول عليها النظام في المستقبل للدفاع عما بقي من إرث لتلك الثورة ومواجهة هزات الداخل والخارج، وما أكثرها.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,421,772

عدد الزوار: 7,632,697

المتواجدون الآن: 0